أحداث الثلاثاء 26 أيار 2015
قصف غامض على اللاذقية يوقع قتلى وجرحى
لندن، بيروت، اسطنبول – «الحياة»، رويترز، أ ف ب –
قتل أربعة أشخاص وجرح عشرة على الأقل في انفجار غامض وقع في أحد مباني مدينة اللاذقية، وذلك بالتزامن مع تقدم تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) على طريق تدمر- دمشق وسيطرته على حقول للفوسفات في الوسط السوري. واثير جدل بسبب استخدام مقاتلين معارضين «مدفعا نازياً» في ريف ادلب. وأعلن وزير الخارجية التركي مولود شاويش أوغلو أن هناك اتفاقاً «مبدئياً» مع الإدارة الأميركية على ضرورة توفير «حماية جوية» لمقاتلي المعارضة لدى انتشارهم في الداخل السوري بعد إنهاء تدريبهم في معسكرات في دول مجاورة لسورية، من بينها تركيا.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، إن أربعة أشخاص بينهم طفلان وسيدة قتلوا وأصيب عشرة جراء انفجار هز اللاذقية. وذكر مراسل وكالة «فرانس برس» في المدينة أنه شاهد ألسنة نيران تندلع من طبقة في أحد المباني بعد سماع دوي انفجار في حي مار تقلا. ونقل عن سكان قولهم إن بين القتلى الأربعة رجلاً وطفليه، إضافة إلى سيدة أخرى. وأدى الانفجار إلى احتراق منزل العائلة والتسبب بانهيار جزئي لسقف المبنى. وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي دخاناً برتقالي اللون يتصاعد من موقع الانفجار.
وتعد محافظة اللاذقية ذات الغالبية الموالية للنظام، معقل عائلة الرئيس بشار الأسد التي تتحدر من بلدة القرداحة. وتضاربت المعلومات في شأن أسباب الانفجار، فيما رفض مسؤولون محليون في المدينة التعليق على الموضوع. وقال «المرصد» إن الانفجار ناتج «عن استهداف زوارق حربية سورية متمركزة في ميناء اللاذقية، طائرةَ استطلاع لم تعرف هويتها»، فيما تحدث شهود عيان عن رؤيتهم صاروخين قادمين من جهة المرفأ. وأفادت شبكة «سورية مباشر» بأن صاروخين استهدفا اللاذقية، حيث إن «الأول منهما سقط مباشرة خلف مبنى الأوقاف، والثاني على تجمع سكني».
في الوسط، قال «المرصد» إن الطيران الحربي شن «15 غارة على أماكن في مدينة تدمر وقرب الحرم الأثري للمدينة» في محافظة حمص، لافتاً إلى أن «داعش» تقدم مجدداً على طريق دمشق– تدمر في ريف حمص الجنوبي الشرقي وسيطر على مناجم فوسفات ومساكن محاذية في منطقة خنيفيس ليتمكن بذلك من بسط سيطرته على مساحات جغرافية أوسع ذات أهمية اقتصادية كبيرة، منذ هجومه في 13 الشهر الجاري وسيطرته على مدينة تدمر» ومناطق أخرى قربها.
وبث نشطاء معارضون فيديو لمقاتلين من «حركة أحرار الاسلامية» يستخدمون في ريف ادلب، مدفعاً كان النازيون في المانيا يستخدمونه قبل نحو 80 سنة. وافادت مصادر اعلامية ان مقاتلي المعارضة «صادروا هذا المدفع من النظام الذي تلقاه من الاتحاد السوفياتي السابق بعد الاستيلاء عليه اثر الانتصار على النازيين».
في إسطنبول، قال وزير الخارجية التركي إن بلاده اتفقت مع الولايات المتحدة «من حيث المبدأ» على تقديم دعم جوي لبعض قوات المعارضة السورية التي سيتم تدريبها في معسكر في جنوب تركيا لمواجهة «داعش» وقوات النظام، ما يمكن أن يمثل في حال تأكده توسعاً في المشاركة الأميركية في الصراع. ولم يقدم شاويش أوغلو تفسيراً لعبارة «من حيث المبدأ» أو لنوع الدعم الجوي، لكنه أوضح لصحيفة «ديلي صباح» التركية المؤيدة للحكومة، أنه «يجب تقديم الدعم لهم (المعارضة السورية) من الجو. إذا لم توفر لهم الحماية أو الدعم الجوي فما هي الجدوى؟ هناك اتفاق مبدئي على تقديم الدعم الجوي. أما كيف سيقدم فهذه مسؤولية الجيش».
تركيا تتفق مع أميركا على تقديم دعم جوي للمعارضة السورية
اسطنبول – رويترز
قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن بلاده اتفقت مع الولايات المتحدة «من حيث المبدأ» على تقديم دعم جوي لبعض قوات المعارضة السورية الرئيسة، في ما يمكن أن يمثل في حال تأكده توسعاً في المشاركة الأميركية في الصراع.
ولم يرد بعد أي تأكيد من جانب المسؤولين الأميركيين، على رغم أن واشنطن تحجم حتى الآن عن الالتزام بفرض «منطقة آمنة» للمقاتلين السوريين خشية اعتباره إعلاناً للحرب على الدولة السورية.
وقال تشاووش أوغلو إن «الدعم الجوي سيوفر الحماية للمقاتلين السوريين الذين تلقوا تدريباً في إطار برنامج تقوده الولايات المتحدة على الأراضي التركية». ويهدف البرنامج الذي تأجل طويلاً إلى إرسال 15 ألف مقاتل إلى سورية لقتال تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).
ولم يقدم تشاووش أوغلو تفاصيل عما يعنيه «من حيث المبدأ» أو نوع القوة الجوية التي ستقدم أو من الذي سيقدمها.
وأضاف، في تصريح إلى صحيفة «ديلي صباح» التركية المؤيدة للحكومة خلال زيارة إلى سول، أنه «يجب تقديم الدعم لهم من الجو. إذا لم تتوافر لهم الحماية أو تقدم الدعم الجوي فما هي الجدوى؟».
وتابع: «هناك اتفاق مبدئي على تقديم الدعم الجوي. أما كيف سيقدم فهذه مسؤولية الجيش».
وعانى البرنامج الذي تقوده الولايات المتحدة من التأجيلات وسط تكهنات في وسائل الإعلام عن خلافات بين الدولتين العضوين في «حلف شمال الأطلسي» (ناتو).
وقالت تركيا إن أي برنامج دعم يجب أن يكون في إطار استراتيجية شاملة تضم قوات مقاتلة موالية للرئيس السوري بشار الأسد.
وعلى رغم استمرار معارضة واشنطن للأسد، تقول إن الهدف من التدريب هو هزيمة متشددي «الدولة الإسلامية» فقط.
وشدد تشاووش أوغلو على أنه بينما يعد قتال التنظيم المتشدد أولوية يجب أيضاً «التصدي للنظام».
استرالية تترك ولديها للالتحاق بتنظيم الدولة في سوريا
سيدني- (أ ف ب): انضمت ربة اسرة من سيدني إلى صفوف تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، تاركة ولديها في استراليا التي توجه اكثر من 100 من مواطنيها للقتال مع الجهاديين، كما ذكرت صحيفة محلية الثلاثاء.
واوضحت صحيفة سيدني ديلي تلغراف ان ياسمينة ميلوفانوف (26 عاما) التي اعتنقت الاسلام غادرت منزلها في مطلع الشهر الحالي تاركة ولديها (5 و7 سنوات) في عهدة حاضنة ولم تعد بعد ذلك ابدا.
وقال زوجها للصحيفة انها بعثت له برسالة نصية قالت فيها انها في سوريا.
واضاف الزوج الذي لم تكشف هويته “لا افكر إلا في ولدي. لا استطيع ان اصدق انها تركتهما. وقال لي ابني بعد أيام على رحيلها: آمل أن تكون أمي بخير”.
واوضح “قبل (مغادرتها)، تحدثت معها (عن رسائلها على فيسبوك). قلت لها ان هذا تطرف وغباء وحذرتها من هذه العلاقات”.
وياسمينة ميلوفانوف صديقة على شبكة التواصل الاجتماعي مع زهرة دومان في ملبورن والتي قتل زوجها محمود عبد اللطيف في مطلع العام بينما كانت يقاتل مع تنظيم الدولة الاسلامية.
وتعرف زهرة دومان في استراليا بأنها تعمد عبر الانترنت “الى تجنيد نساء من اجل تزويجهن من الجهاديين”.
واكدت شرطة ولاية نيو ساوث ويلز انها تجري تحقيقا في قضية ميلوفانوف.
واعرب مايكل كينان الذي عين هذا الاسبوع وزيرا مكلفا مكافحة الارهاب عن قلقه من اقدام والدة على ترك ولديها من اجل الالتحاق بالجهاديين في سوريا.
وقال ان “كل استرالي يشارك في هذا النزاع يقلق كثيرا الحكومة الاسترالية. اننا نراقب الوضع″.
وقد خصصت كانبيرا حوالى مليار دولار (715 مليون يورو) لمواجهة التهديد الارهابي، كما احبطت السلطات هذه السنة عددا كبيرا من محاولات تنفيذ اعتداءات في البلاد.
وانضم اكثر من 100 استرالي قتل حوالى ثلاثين منهم الى صفوف الدولة الاسلامية في العراق وسوريا.
روسيا وبريطانيا تؤيدان العودة إلى مباحثات السلام حول سوريا
لندن- (أ ف ب): اعلنت رئاسة الحكومة البريطانية ان ديفيد كاميرون والرئيس الروسي فلادمير بوتين يؤيدان إعادة اطلاق مباحثات السلام حول سوريا.
وقالت متحدثة باسم كاميرون انه خلال اتصال هاتفي من بوتين لتهنئته بإعادة انتخابه، اتفق القائدان على ان المباحثات حول سوريا يجب ان تستأنف.
وكانت مفاوضات السلام السابقة فشلت في انهاء الحرب الاهلية في سوريا التي خلفت 220 الف قتيل في اربع سنوات وشهدت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامي المتطرف على مناطق واسعة من سوريا والعراق.
وقالت المتحدثة “اتفق القائدان على انه من مصلحة المملكة المتحدة وروسيا المساعدة في التوصل الى حل للحرب الاهلية في سوريا وخصوصا وقف تنامي” تنظيم الدولة.
واضافت انهما “اتفقا على ضرورة ان يلتقي مستشاريهما للشؤون الامنية لإعادة اطلاق المباحثات حول النزاع السوري”.
كما بحث كاميرون وبوتين الملف الاوكراني حيث خلفت المعارك بين القوات الحكومية والمتمردين آلاف القتلى.
وقال كاميرون انه وبوتين “لا تزال بينهما خلافات كبيرة” بشان هذا النزاع.
وقال كاميرون ان اولويته تتمثل في احترام اتفاق السلام المبرم في شباط/ فبراير في مينسك.
سوريا: سقوط 15 مدنيا بغارات جوية على تدمر
المعارضة تتهم النظام بإطلاق صواريخ على اللاذقية
■ عواصم ـ وكالات: أفادت شبكة «سوريا مباشر»، وهي تنسيقية معارضة، سقوط 4 قتلى امس الاثنين، في مدينة اللاذقية، جراء قصف بصواريخ مجهولة المصدر، في أحياء سكنية بقلب المدينة، فيما أصيب آخرون، وسط حالة من الهلع. وأوضحت فيه أن «الصواريخ سقطت في حي (مار تقلا)، وأن الأول منها سقط مباشرة خلف مبنى الأوقاف، والثاني سقط على تجمع سكني، أدى إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة 7 آخرين بجروح، من بينهم عناصر من فوج الإطفاء في المدينة». وأضافت الشبكة أن «مواقع إعلامية موالية للنظام نقلت أن الأجسام التي سقطت لم تعرف ماهيتها ولم يتم تحديدها جراء التعجن الذي تعرضت له نتيجة الحرارة العالية، والضغط الناتج عن الانفجار، في حين أشار مصدر للشبكة أن الصواريخ أطلقت من أحد الزوارق الحربية في المنطقة القريبة من ميناء اللاذقية، مشيرا أن العدد هو ثلاثة صواريخ أطلقت من البحر».
وشددت الشبكة على أنه «لم تؤكد مصادر من المعارضة استهدافها لمدينة اللاذقية بصواريخ «غراد» صباح أمس الاثنين بحسب ما تناقلته مواقع موالية للنظام».
وفي الوقت الذي لم يعلن فيه النظام بشكل رسمي عن أي تفاصيل أو خسائر، فإن وسائل إعلام مقربة منه أكدت «سقوط ضحايا بين قتيل وجريح جراء سقوط جسم غريب، على منطقة مارتقلا والشيخ ضاهر بمدينة اللاذقية ما تسبب بأضرار مادية كبيرة في المنازل».
وأوضح موقع «سيريانيوز» أنه «أفاد فوج الإطفاء بالمدينة على صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك) بمقتل 3 أشخاص جراء سقوط جزء من جسم غريب على منطقة مارتقلا في اللاذقية، حيث أصاب الطابقين الأخيرين من بناء، ليحترق الطابق الأخير بكامله مع أضرار ضخمة بجسم الطابق، واحتراق و تضرر جزء صغير من الطابق الذي تحته».
وسبق أن شهدت مدينة اللاذقية، بالإضافة لمناطق في ريفها سقوط قذائف صاروخية، ما تسبب بمقتل وجرح العديد من المدنيين، إضافة لأضرار مادية.
ومنذ منتصف آذار/مارس 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عاما من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين القوات النظام والمعارضة، لا تزال مستمرة حتى اليوم. الى ذلك لقي 15 مدنيا مصرعهم في مدينة تدمر الواقعة في محافظة حمص السورية، جراء غارة جوية نفذها جيش النظام.
وأفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في بيان، أن العشرات أصيبوا بجروح نتيجة القصف الجوي الذي استهدف تجمعات سكنية في المنطقة، فيما ذكرت لجان التنسيق المحلية، أن طائرات النظام نفذت غارات مكثفة على المدينة التي سيطر عليها تنظيم الدولة مؤخرا.
وأوضحت لجان التنسيق أن الغارات طالت الأجزاء الشمالية من المدينة ومبنى الأمن العسكري، مشيرة إلى سقوط قتلى، وتصاعد ألسنة الدخان الكثيف في المنطقة.
وكان تنظيم الدولة سيطر على تدمر، الشهيرة بمدينتها الأثرية، بعد فرار قوات النظام منها إثر اشتباكات دامت 7 أيام، وأصبح التنظيم بذلك يسيطر على نصف مساحة سوريا.
تنظيم «الدولة» ينقل المعركة إلى قلب السعودية… حماس شعبي سعودي للحملة على اليمن… ومخاوف من تراكم السلطات في يد أمير واحد
الملك سلمان يحاول تأكيد نفسه وسط تحديات على كل الجبهات السلفية الجهادية والقومية الفارسية
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: ترى صحيفة «التايمز» البريطانية أن السعودية هي من أكثر الدول التي تتعرض لتهديد تنظيم «الدولة الإسلامية» وتشعر بالحيرة في وقت «أصبحت فيه السياسة وأيديولوجية القوة والدين طبخة مسمومة».
ويحاول الملك الجديد سلمان بن عبدالعزيز تأكيد نفسه ولكنه يواجه في وقت واحد معارك على عدة جبهات». وتقول إن السعوديين اكتشفوا متأخرين أن دعمهم للمدارس الإسلامية والديماغوغيين المتطرفين قد أدى إلى ولادة تنظيم «الدولة الإسلامية» العدمي.
واكتشفوا الآن أنهم هم الهدف الرئيسي للسلفية المتطرفة. فالعملية الانتحارية التي قتلت 23 من أبناء الشيعة قصد منها إشعال حرب طائفية في المنطقة الشرقية من المملكة التي تعاني من توترات أصلا.
وقد ينجح الملك في محاولاته لكن بلاده تواجه كما تقول تحديا لقيادتها التاريخية للعالم السني وعلى كل الجبهات من القومية الفارسية المغطاة بعباءة العقيدة الشيعية.
وردت السعودية بغضب وأحيانا بنوع من الرهاب على ما تراه طوقا من كل الجهات – من «حزب الله» والعلويين في الشمال والشيعة في البحرين وإلى الجنوب حيث المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران. فقد قرر الملك سلمان أن الوقت قد حان للرد.
ورغم القصف الجوي الذي مضى عليه أكثر من شهر إلا أن التقدم الحوثي لا يزال متواصلا. وترى الصحيفة أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما المصمم على ما يبدو للتوصل إلى اتفاقية مع إيران حول ملفها النووي في الشهر المقبل سيعمل على زيادة التوتر في المنطقة. فستتعامل إيران مع الاتفاق على أنه تشجيع لطموحاتها في المنطقة. فيما سيشير العرب بالبنان إلى أمريكا على أنها مصدر كل مشاكلهم. فيما ستواصل كل من «القاعدة» وتنظيم «الدولة الإسلامية» داخل المرجل الذي يغلي بالتنافس على تجنيد المحرومين والمحبطين، ومن خلال أعمال القتل المسرحية ضد «الكفار» وتخريب التراث الثقافي والحضاري. وكل هذا سيزيد من الانقسام داخل الإسلام بين السنة والشيعة. وتقول «مثل الحروب التي قسمت المسيحيين بعد حركة الإصلاح فستعرقل مرارة الانقسام الديني كل الجهود الداعية للمصالحة.
وبالتأكيد ستجذب الشبان من خارج وداخل المدن الأوروبية الذين يغريهم الجهاديون بنيل الشهادة، وهو إغراء سيقود كما تحذر وكالات الاستخبارات الغربية الآن على عدد لا يحصى من المؤامرات وزرع القنابل النووية، فالتهديد وبشكل غير مريح أصبح حقيقيا». وتعترف الصحيفة أن الغرب لن يكون قادرا على مداواة الشق داخل الإسلام، ولهذا يجب أن يكون حذرا من تداعيات عليه. ويجب على الغرب تدمير المتطرفين والدفع للمصالحة. وفوق كل هذا يجب عليه أن لا يتخلى عن أصدقائه أو يغذي قلقهم».
حزم وحسم
وحديث الصحيفة عن التحديات التي تواجه الملك السعودي تأتي في ظل تغييرات في السياسة الخارجية السعودية وإعادة تشكيل الوزارة وحسم مسألة الخلافة داخل العائلة المالكة. لكن أهم ما يميز المرحلة الحالية هو الحملة التي تخوضها السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن والتي أدت لزيادة المشاعر الوطنية والحماس الشعبي.
ووصف سايمون كير في صحيفة «فايننشال تايمز» الأجواء من العاصمة الرياض مشيرا إلى الرايات السعودية الخضراء التي كانت ترفرف على الطريق السريع. ووصف الشاشات الكبيرة المقامة في كل أنحاء الرياض التي تعرض لقطات للمقاتلات السعودية وهي تشن غارات وانفجارات ضخمة تتبعها. ويقول إن الشركات المحلية اشترت لوحات إعلانية ضخمة لكي تعلن ولاءها للملك الحازم والشجاع سلمان بن عبدالعزيز.
ويرى الكاتب أن السعوديين العاديين أعربوا عن دعمهم للملك والحملة العسكرية في اليمن عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ورغم مظاهر القلق الدولي حول طبيعة الحملة وزيادة التوتر السعودي مع إيران التي تنافس السعودية لليهمنة على المنطقة إلا أن الحملة الجوية لقيت ترحيبا سعوديا حيث تداخلت فيها المشاعر الوطنية والطائفية.
نحن أقوياء
وينقل كير عن أحمد ، رجل في منتصف العمر «في ظلهم نحن أقوياء مرة أخرى» مشيرا إلى الملك سلمان ونجله وزير الدفاع وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والأمير محمد بن نايف، ولي العهد ووزير الداخلية.
ويقود الحملة على اليمن محمد بن سلمان التي تعبر عن عهد جديد من الحزم في السياسة الخارجية، رغم أن الحملة لم تحقق أهدافها السياسية بعد، أي عودة الرئيس المعزول إلى السلطة في صنعاء.
وتنقل الصحيفة عن الباحثة في معهد «تشاتام هاوس» في لندن جين كينيمونت «خلقت الحرب في اليمن على ما يبدو حالة من الحماس الوطني الجديد». وقارنت الصحيفة الوضع بالمزاج السابق حيث شعر السعوديون بالإحباط تجاه ما رأوه عجزا عربيا أو سعوديا على المواجهة العسكرية- خاصة في سوريا. وتضيف كينيمونت أن الحرب»خلقت حسا بأن القيادة الجديدة واثقة من نفسها وناشطة وقوية». فبعد عقدين من الإصلاح الحذر في ظل الملك عبدالله الذي حكم السعودية من خلال الإجماع قام الملك سلمان بإدارة ظهره للماضي. فبالإضافة للتعديل الوزاري والحملة في اليمن أعاد الملك تشكيل بنية شركة النفط الوطنية السعودية وفصلها عن وزارة المالية ووضعها تحت إدارة مجلس يترأسه نجله وشرع الضرائب التي طال انتظارها على العقارات من أجل تخفيف أزمة الإسكان.
وتحرك الملك سلمان سريعا لاسترضاء القطاعات المحافظة في المجتمع السعودي وترقية الدعاة المتشددين وتعزيز سلطة الشرطة الدينية.
وبحسب المحلل السياسي والدبلوماسي السابق عبدالله الشمري تقوم الملكية باللعب على التوجهات الاجتماعية المعقدة – القبلية والوهابية التي تربط السعودية «يعيد الملك سلمان السعودية لوضعها الطبيعي» و»يقوم بإعادة تفعيل سيطرة الهوية الوهابية على البلاد من أجل تقويض قاعدة الدعم للقاعدة» وهو بهذا الرأي يرفض ما يحاوله البعض من ربط التطرف الديني بالوهابية السعودية.
الجيل الشاب
وتطرح التغييرات في البلاد سواء كانت سياسية أم اجتماعية تحديات أمام الجيل السعودي الشاب. وأهم ما حصل بالنسبة لهم هو وصول قيادات شابة للحكم. وهي متقاربة في العمر، فمحمد بن نايف في الخمسينيات من عمره وأما محمد بن سلمان فهو في الثلاثينيات من عمره. وحضرا قمة كامب ديفيد هذا الشهر واجتمعا مع الرئيس باراك أوباما. لكن هناك قلق حول تراكم المناصب في يد الامير محمد بن سلمان، فإلى جانب منصبه كوزير للدفاع يترأس المجلس الاقتصادي الذي يحاول الدفع باتجاه الإصلاح الاقتصادي. وعبر مسؤولون غربيون وباحثون من أن تؤدي تراكم السلطات في يد الأمير غير المجرب إلى نهاية الحكم بالإجماع في المملكة. وتقول الباحثة كينينمونت «وضع نجل في هذا الموقع نادرفي السعودية لدرجة أنه سابقة».
وعبر عدد من أبناء الطبقة المتوسطة عن هذه المخاوف. وتساءل رجل أعمال في الرياض قائلا متى نجح شخص تراكمت في يديه كل هذه السلطات مضيفا « لا أرى لماذا سنكون نحن مختلفين».
وتشير الصحيفة إلى أن هيئة البيعة دعمت في غالبيتها تعيين الأمير محمد بن نايف والأمير محمد بن سلمان مما يعني أن بقية الأمراء لا يمكنهم فعل الكثير. وبالنسبة لمتعب بن عبدالله نجل الملك الراحل والذي لم يحصل على تعيينات جديدة في التعديل الوزاري الأخير لا يزال يقود الحرس الوطني.
وينتظر الباحثون إشارات لدمج الحرس الوطني المكون أساسا من أبناء القبائل تحديدا لوزارة الدفاع التي يديرها الأمير محمد بن سلمان. ورغم كل هذا فالكثير من السعوديين لديهم استعداد لإعطاء القيادة الجديدة فرصة في ظل التحديات المحلية التي تواجه البلاد. بما فيها حدوث هجمات معزولة والتي قد تتحول إلى حركة تمرد واسعة يقودها متطرفون من أتباع تنظيم الدولة.
يضاف إلى هذا الضغوط التي تواجهها البلاد جراء انخفاض أسعار النفط ومحاولة الحكومة فتح المجال أمام الشبان للعمل وخلق فرص عمل لهم.
وينقل التقرير عن مصرفي سعودي شاب قوله «هذا إصلاح للنظام ونحن بحاجة لتنويع مصادر الدخل وإعادة تشكيل الإدارة ولا نستطيع فعل هذا في ظل التوازن داخل العائلة» المالكة.
ويعتقد ان التطور الوطني سيزيد من فرص التوتر داخل العائلة المالكة. وتساءل «ما هو المهم- التطور أم العائلة المالكة، فالتوتر داخل الشعب أكبر من الخلافات داخل العائلة المالكة».
تنظيم الدولة في السعودية
ويعبر هجوم القديح في القطيف وما كشفت عنه السلطات الأمنية السعودية عن محاولة «الدولة الإسلامية» بناء قاعدة لها في البلاد ورؤيتها لجغرافيتها من خلال خمس ولايات عن نشاط مستمر من الجهاديين في كل من العراق والشام لبناء خلايا نائمة لها في السعودية.
ففي مقال أعدته اليزابيث ديكنسون لمجلة «فورين بوليسي» تحت عنوان «الدولة الإسلامية تنقل الحرب إلى السعودية» وقالت إن تنظيم الدولة الإسلامية مثل القاعدة من قبل يضع السعودية نصب عينيه.
وتشير إلى يزيد محمد عبدالرحمن أبو نيان الذي قرر السفر إلى سوريا للقتال فيها. وكان الشاب البالغ 23 عاما قد رحل من الولايات المتحدة عام 2012 حيث كان يدرس لأنه رفض التوقف عن تدخين سيجارة إلكترونية وهو عى متن الطائرة. وعندما عاد إلى السعودية شعر بالضياع. واتصل مع جهاديين عبر الإنترنت وأمل إن ينضم لتنظيم الدولة. وبسبب سجله الجنائي في الولايات المتحدة كان أبو نيان على قائمة الممنوعين من السفر، ولهذا كان تهريبه إلى سوريا يقتضي عملية كبيرة.
ولكن تنظيم «الدولة» كان لديه شيء آخر. فبحسب اللواء منصور بن سلطان التركي، المتحدث باسم وزارة الداخلية «طلب منه البقاء في البيت وتنفيذ عملية داخل السعودية». وتحدث التركي بعد أيام من القبض على أبو نيان بتهمة قتل شرطيين في الرياض يوم 24 نيسان/أبريل.
وترى ديكنسون أن حالة أبو نيان هي تعبير عن توجه متزايد. ففي الوقت الذي سافر فيه أكثر من 2.500 سعودي للقتال في سوريا والعراق إلا أن وزارة الداخلية بدأت تلاحظ اتجاها جديدا. أي من خلال تعزيز التنظيم نشاطه على الإنترنت الهادف لتجنيد سعوديين. وفي هذه الحالة لا يطلب منهم السفر إلى جبهات القتال بل البقاء ساكنين.
وبحسب التركي «يرسل تنظيم الدولة رسالة مفادها: لا نريدك الحضور (إلى سوريا والعراق) إبق حيث كنت ومارس الجهاد في بلدك».
ومن هنا ترى الكاتبة أن حادث القطيف هو تعبير عن هذه الاستراتيجية التي استخدمها من قبله تنظيم «القاعدة» فكلاهما انتقد الدولة السعودية بالعجز عن الوقوف أمام الحكومتين الطائفتين في دمشق وبغداد.
ويرى أن أفضل طريقة لزعزعة الاستقرار وبالتالي تقويض الحكومة السعودية تكون عبر إشعال حرب طائفية. ويظل الهجوم إشارة إلى استهداف التنظيم للدولة السعودية التي تشارك في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في كل من سوريا والعراق. ففي الأشهر القليلة الماضية قامت المملكة باعتقال حوالي 100 شخص لهم صلة بـ»الدولة الإسلامية». وبسبب ما يعرف «بالذئب الوحيد» صار من الصعوبة بمكان التكهن بالعمليات التي تنسق عبر الإنترنت علاوة على وقفها.
مشاكل اجتماعية
وتلخص حادثة أبو نيان أن تنظيم «الدولة الإسلامية» ناشط وبقوة داخل السعودية. فقد تحول الشاب نحو التطرف بعد فشله الدراسي في الولايات المتحدة. وبحسب وزارة الداخلية فغياب الهدف دفعه لهذا الطريق.
ووعده التنظيم بمستقبل واعد خاصة أن شهادته الثانوية لا تمنحه فرصة عمل في بلاده. وهذه «ثيمة» عامة بين الشبان الراديكاليين حسب خالد الغانمي، الذي نبذ التطرف منذ عقد من الزمان.
وقال «بعضهم أشخاص يريدون تحسين وضعهم» و«يريدون إثبات شيء في داخلهم للحصول على احترام». وهناك المشاكل الاجتماعية التي تدفع لطريق التطرف. ويقول حميد الشايجي، استاذ علم اجتماع الإنحراف والجريمة في جامعة الملك سعود ويعمل في مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والعناية المتخصص بإعادة تأهيل المتطرفين «نجد أن بعضهم هاربون من عائلات محطمة، مشاكل عائلية وبعضهم لديهم تاريخ إجرامي أو إدمان على المخدرات». ويضيف «يريدون الهروب من المشاكل الإجتماعية وأحسن وسيلة هي الموت كشهداء، وهذه هي الطريقة التي تجذبهم فيها القاعدة إليها».
ويناسب هذا التوصيف الشخص الذي شارك أبو نيان في الجريمة وهو نواف العنزي « فقد تخلى والده عنه وإخوته ونشأوا لوحدهم» حسب أحد أقارب العنزي. وطوال حداثته قنع العنزي بالأشياء المتوفرة للسعوديين من أجل تمضية الوقت مثل ألعاب الكمبيوتر وتدخين الشيشة أو تناول الكحول المهرب.
الثورات العربية
ولكن العنزي وهو ابن قبيلة كبيرة تمتد فروعها إلى سوريا وزار أقاربه هناك عندما كان طفلا تغير بفعل الثورات العربية عام 2011. وبدأ يتتبع أخبار الثورة السورية عبر الإنترنت.
وفي عام 2014 سافر إلى سوريا هناك وانضم للمقاتلين «وبعد عودته أصبح معاديا للعائلة المالكة لأنها تركت شعبنا السوري ليعاني ولم تساعده» حسب قريبه «ولم يكن يتصرف بهذه الطريقة من قبل».
ويشير التقرير إلى إن كلا من العنزي وأبو نيان تم تجنيدهما عبر الإنترنت على خلاف «القاعدة» التي كانت تتصل بعناصرها وخلاياها شخصيا مما سهل على السلطات اكتشافها. وكان يتم تجنيد عناصر الخلية في المساجد من أبناء العائلة الواحدة وبهذا سهل تفكيكها. أما اليوم يجد تنظيم «الدولة» طريقه إلى المجندين عبر منابر الإنترنت أو التويتر حيث يمكن وصلهم بالمقاتلين في سوريا والعراق الذين يتولون تنسيق العمليات داخل المملكة حسب اعتقاد وزارة الداخلية.
فلم يكن العنزي أو أبو نيان يعرفان بعضهما البعض قبل الهجوم على الشرطة بل قام أشخاص في العراق وسوريا بالاتصال بهما كل على حدة. وفي الخارج تم تنسيق العملية حيث وكل العنزي بقيادة السيارة أما أبو نيان فطلب منه إطلاق النار. ويقول التركي إن أبو نيان لم يكن يعرف عن العنزي سوى لقبه «ولم يكن يعرف إن كان سعوديا أم لا».
وعندما طلب أبو نيان بندقية أفضل وذخيرة قام المنسقون للعملية في سوريا بتدبير الأمر «قام أحدهم بتوفير البندقية والذخيرة والمال بدون الحاجة لمقابلته أو التعرف عليه. وطلب منه وضع السلاح في مكان معين» كي يقوم أبو نيان بأخذه منه كما يقول اللواء التركي. وحاول الإثنان القيام بهجمات قبل قتلهما الشرطيين اللذان كانا في دورية شرق السعودية. ورغم زيادة الهجمات داخل السعودية إلا أن السلطات تقول إنها راضية عما حدث للكثير من المنفذين حيث تخلى تنظيم «الدولة» عنهم. فبعد قتله الشرطيين عثر على أبو نيان وهو مختبئ داخل مزرعة تبعد 80 ميلا عن الرياض. واعترف للشرطة بأنه المنفذ وقدم أوصافا عن العنزي حيث رصدت الشرطة جائزة بقيمة مليون ريال سعودي لمن يقدم معلومات عنه. وبعد الإعلان عن اسمه تبرأت منه قبيلته في إعلان بصحيفة محلية غطى صفحتين، وتم الكشف مخبأه بين الأغنام في مزرعة للعائلة. ويرى التركي أن الدعم العام أهم من ملاحقات الشرطة فلو اعتمدت الوزارة على الشرطة للقبض على الملاحقين فلن تحصل على الكثير.
وحدث الأمر نفسه بعد الهجوم الانتحاري يوم الجمعة حيث تحركت السلطات بعد عشر دقائق، وبدأت الشرطة تتلقى معلومات عن المنفذين للهجوم على مسجد الإمام علي. وشجب المسؤولون السعوديون العملية حيث اعتبروها محاولة لزرع الفتنة الطائفية في البلاد.
اغتصاب طالبة سورية عمرها 15 عاما من قبل الدفاع الوطني أثناء توجهها للإمتحان في القنيطرة
درعا ـ «القدس العربي» من مهند الحوراني: جريمة جديدة ترتكبها ميليشيا الدفاع الوطني التابعة للنظام السوري في مدينة خان أرنبة في محافظة القنيطرة، جنوب البلاد، باغتصاب طالبة في الصف التاسع الإعدادي تبلغ من العمر خمسة عشر عاما أثناء توجهها لتقديم امتحان لشهادة المرحلة الإعدادية، وذلك بعد اقتياد الطالبة بحجة التحقيق معها بحسب ناشطين، جمال الطالبة وصغر سنها كان كافيا لارتكاب هذه الجريمة، وليس لوجود أي ارتباط لذوي الطالبة بالمقاتلين المناوئين للنظام، على حد تعبير أبناء المنطقة.
وقال سيف الحمدان عضو شبكة «سوريا برس» في حديث خاص لـ»القدس العربي»، «الوضع متوتر جدا خلال هذه الفترة وخصوصا بعد الحادثة، الثوار يتوعدون بتصعيد أكبر».
وأوضح انه حالـــــيا ضد أي ذهاب للطالبات للامتحانات في مناطق النظام، لأن النــــظام لن يكـــتفي بهذا القدر من الإجرام وممكــــن تكـــرار الحادث وعملـــيات الانتقام من الطالبــــات اللواتـــي يأتين من المناطق المحررة ردا على القصف الذي تتعرض له خان أرنبة.
وتابع الحمدان «لكن قبل هذه الحادثة البشعة، كان الوضع تقريبا طبيعي والطلاب كانوا يذهبون للمدارس من المناطق المحررة إلى مناطق النظام ويعودون بشكل طبيعي».
بدوره رأى الناشط الإعلامي باسل الغزاوي ان توجه الطالبات من المناطق المحررة لمناطق النظام، بات غــــير مقبول حاليا، «كون النظام يعتقل البنات بعد أي عملية أسر لجنوده أو الميليشيات المساندة له، ويرغم بذلك الثوار بالتبادل بهن بالرغم من وجود معتقلين لهم قرابة الأربعة أعوام في زنازين النظام، وهم لهم حق أيضا في أن تشملهم عمليات التبادل».
وعلى إثر تلك الجريمة، أصدر اعلاميون من محافظة القنيطرة وريفــــها طالبوا فيه الجيش الحر الرد على الحادثة وعلى الرد بحسب ما وصفــــوه بـ«تمادي العصابة الأسدية المجرمة بحق الشعب»، ودعا البيان الفصائل المسلحة إلى «التحرك فورا، والرد المباشر، والدعوة إلى بدأ عمل عسكري موحد تحت راية واحدة من قبل جميع الفصائل العاملة والمقاتلة على امتداد أرض محافظة القنيطرة».
وشدد البيان ان «في حال لم يكن سلاحكم لحمايتنا فلسنا بحاجتكم مؤكدين ان هذا المطلب هو مطلب شعبي».
وقال ماهر العلي عضو المكتب الإعلامي في الجيش الأول «ان مدفعية الجيش الأول وسلاح الهاون استهدف تجمعات النظام وقطعه الأمنية والعسكرية في خان أرنبة محققا عدة إصابات، بالإضافة لتدمير دشمة لقوات النظام بسلاح التو في جبهة خان أرنبة».
وعن كيفية ايقاف مثل هذه التجاوزات التي يقوم بها النظام قال «لا يمكن إيقاف اجرام هذا النظام إلا بإزالته عن هذه الأرض ونحن نتأمل في عمل عسكري قريب في الايام المقبلة لتحرير مدينة البعث والخان، وهذا الحل الوحيد، وعملية اليوم كانت بأمر من الرائد أبو أسامة نائب قائد الجيش الأول».
أبرز قيادات «جيش الوفاء» التابع للنظام السوري أسرى بيد «جيش الإسلام» في دوما
ريف دمشق ـ «القدس العربي» من هبة محمد: ضمن مساعيه الحثيثة لإظهار عظمة ما أسماه بـ»جيش الوفاء» على أنه القادر على رفع المحنة عن غوطة دمشق الشرقية المحاصرة، ومحاولة النظام السوري الترويج لهذا الجيش بين أبناء دوما وبلدت ريف دمشق حصرا، لتجـــنيدهم في صفوفه وزجهم على جبهات بلداتهم وفي الصفوف الأولى بدلا من قواته، بهدف دفع أبناء غوطـــة دمشق الشرقية إلى تقطيع أكفهــــم بأكفهــــم، وتحييد موالي النظام من الطائفة العلوية التي أضحـــت تقريبا بلا شبان، أو إن صح التعبير فإنها بشبان إما صغار أو معطوبـــين غير أصحاء، ها هـو الآن «جيـــش الوفاء» يخسر في أولى جولاته أمام تشكيلات المعارضة السورية المسلحة، ويقع قادته من أبناء دوما بيد مقاتلي «جيش الإسلام» أسرى.
«جيش الوفاء» والذي بدأ بـ20 مقاتل بمن فيهم قادته، جلهم من أبناء مدينة دوما، كان له الدور الأمني الأبرز في القبض على المطلوبين للمراكز الأمنية، وعلى مسلحي المعارضة من بلدات وقرى ريف دمشق الشرقي، وانتهى بقرابة 1500 مقاتل، ممن سلموا أنفسهم للنظــــام السوري، تحت اسم «تسوية الوضع» أو أجــــبروا على ذلك مقابل السماح لأهليهم الخروج من جحيم الحصار، خسر الـــيوم أبرز قياديه، وذراع النظام في ريف دمشق «سليمان الديري» و«أبـــو خالد علايا» في كمــــين محكم، بعد مراقبة دقيقة وتخطيطٍ عال ومطول على يد عناصر جيش الإسلام، بحسب ما أعلنت قيادة الجيـــش، والتي اعتبرت أن «الديري و علايا» أهم المطلوبين للقضاء الموحد في المنطقة.
وقال مصدر عسكري من مدينة دوما لـ«القدس العربي» فضل عدم الكشف عن اسمه، إن «الديري» و»علايا وراتب عدس ومحروس الشغري وعمر عيبور وأبو سليمان الديراني وصياح النعال» هم شخصيات من أبناء مدينة دوما، وأهم المنتفعين من النظام السوري، وأكثرهم تعذيبا وحصارا لأهالي دوما وريف دمشق الشرقي، ويعرف «الديري» بأنه أحد أتباع حزب البعث، ممن قرروا الوقوف إلى جانب النظام منذ بداية الحرب التي يقودها بشار الأسد على الشعب السوري، واستعملهم النظام لتمرير رسائله وتهديداته إلى الأهالي بالعودة إلى «حضن الوطن»، فأسس «جيش الوفاء» وجعل له مركز ارتباط داخل مكتب «فرع الخطيب» التابع للأمن العسكري وسط العاصمة دمشق برئاسة شخصيات «دومانية» منها «أبو مالك كريم»، الذي كان له دو في تصاعد أعداد المنتسبين إلى الجيش، إلى أن دخل مرحلة «جيش الوفاء» مرحلة العمل الفعلي على الأرض في المعارك، فأثبت فشله لحظة زج مقاتليه على خطوط التماس الأولى على جبهتي «حوش الفارة» و»مخيم الوافدين» على أطراف مدينة دوما.
وكان قد برز اسم ميليشـــيا «جيــــش الوفاء» منذ مطلع العام الجاري في شهر كانون الثاني/يـــناير، عندما عرف الهدف منه في استخدام مقاتلــــيه لاقتحــــام الغوطــــة الشرقية، من محاور تل صوان وتل كردي ومخيم الوافدين، والمعروف بأنه النقطــــة العسكرية الفاصلة بين المحاصرين وأهالي دمشق، وهي مركز رباط «الديري» حيث أحكم من خلالها الحصار على أهالي دوما، ومنع عنهم أسباب الحياة.
حاضنة الأسد تترنّح: استغاثة برفعت
عدنان علي
مع الخسائر المتوالية التي تتعرض لها قوات النظام السوري في العديد من جبهات القتال، من درعا جنوباً إلى حلب واللاذقية شمالاً مروراً بإدلب وحماه، والقلمون وتدمر وشرق البلاد، ووسط تضاؤل فرص التسوية، تتصاعد وتيرة التذمر لدى مجمل الموالين للنظام، بما في ذلك أبناء الطائفة العلوية، الذين باتوا يعبرون عن استيائهم بوسائل علنية عدة، باحثين في اتجاهات شتى عن طريق للخلاص، خصوصاً مع اقتراب المعارك إلى مناطقهم إثر النجاحات الأخيرة لقوات المعارضة في محافظة إدلب.
وفي هذا السياق، برزت العديد من الأسماء كبدائل لرئيس النظام الحالي بشار الأسد الذي بات بنظر عدد متزايد من مواليه “قائد فاشل” يخسر يومياً مساحات جديدة من الأراضي، ويموت جنوده بالمئات، بينما يتغوّل دور حزب الله وإيران في البلاد، مع تهميش دور قادة وضباط جيش النظام إلى درجة الإذلال والمهانة.
وفي هذا السياق، برزت خلال الأشهر الماضية أسماء عدة توسل فيها الموالون قيادة قوية وحاسمة تضع حدا لحالة التقهقر في الجبهات، وتبعد خطر وصول كتائب المعارضة إلى منطقة الساحل. ومن بين هؤلاء العقيد سهيل الحسن الذي يتنقل من مكان إلى آخر، حيثما لاح تراجع خطير في الموقف الميداني بوصفه البطل المنقذ. لكن شخصية الحسن، تظل محدودة الأفق، ومحكومة بكونه مجرد ضابط مغمور سطع نجمه في بعض المعارك، وليس له علاقات قوية، خصوصاً مع الأوساط النافذة في الطائفة العلوية، التي ينتمي إليها الأسد وتشكل حاضنته الشعبية الأساسية، فضلاً عن افتقاره لأية علاقات إقليمية أو دولية.
رفعت المنقذ!
ولذلك، بات الاسم الأكثر جاذبية في تلك الأوساط، رفعت الأسد، عم الرئيس الحالي، وشقيق الرئيس السابق حافظ الأسد، والذي يعيش في أوروبا منذ عقود إثر خلافات مع شقيقه حافظ في ثمانينيات القرن الماضي. مع العلم أنّ رفعت هو من قاد مجازر حماه في تلك الفترة.
اقرأ أيضاً: رجال حول الأسد
ونشرت بعض الصفحات الموالية للنظام على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” تعليقات وصوراً “تستنجد” برفعت ليكون المنقذ مما آلت إليه الامور. واعتبرت أن رفعت الذي يزيد عمره عن سبعين عاماً، يظل الأقدر على التعامل الحازم مع الأوضاع الراهنة، كما نشرت صوراً لتدريبات “سرايا الدفاع” التي كان يقودها رفعت في الثمانينيات، كانت تعتبر القوة الضاربة للنظام آنذاك، وحلّها حافظ الأسد بعد النزاع مع شقيقه رفعت.
وكانت سلطات دمشق قد أحضرت الشهر الماضي منذر جميل الأسد (ابن عم بشار) من اللاذقية، بناءً على أوامر من رأس النظام بشار الأسد، بعد الكشف عن تواصله مع رفعت الأسد للحديث حول إنقاذ من تبقى من العلويين في سورية. وقالت مصادر متطابقة إن رفعت الأسد اتصل بمنذر، وطلب منه البحث عن حل لمشكلة العلويين الذي بدأت تستنفد قواهم بعد أن بات السواد يخيم على كافة القرى العلوية.
وشهدت مدينة اللاذقية بعيد عودة منذر اشتباكات وإطلاق نار بالقرب من القضاء العسكري بين لواء “عاصفة الصحراء” المحسوب على أولاد خالة الأسد (أيمن جابر وأخيه) من جهة، ومليشيا “الدفاع الوطني” في اللاذقية من جهة أخرى، من دون معرفة الأسباب.
ويلاحظ متابعون أن عمليات اغتيال بدأت أخيراً تطاول المقربين من بشار الأسد، والذين يمكن أن يشكلوا خطراً على حكم الأسد، بدءاً من هلال الأسد الذي أشيع خبر مقتله على التلفزيون الرسمي للنظام في معارك مدينة كسب، ثم اغتيال محمد توفيق وفواز الأسد.
وعاد رفعت الأسد الى سورية مرتين؛ الأولى عام 1992 ليشارك في تشييع والدته، لكنه سرعان ما غادر بضغط من شقيقه حافظ، ثم عاد مجدداً عام 1994 للمشاركة في تشييع ابن أخيه باسل، لكنه غادرها من جديد، بعدما أخفق في إقناع شقيقه حافظ بالمكوث واستعادة دوره السياسي بسبب عدم ثقة الأخير به، وعلمه أنه يضمر شهوة للسلطة لا بد أن تقوده إلى تكرار محاولة الانقلاب عليه.
وراجت شائعات من مصادر المعارضة مفادها أن رفعت سـخر معدات الجيش من سيارات وطائرات لدعم أعماله غير المشروعة في زراعة وصناعة وتصدير المخدرات في سهل البقاع اللبناني، وبنى ميناء قرب اللاذقية لهذا الغرض قبل مداهمته عام 1999 بقيادة قوة على رأسها بشار الأسد، نجل الرئيس السوري آنذاك، في عملية قتل خلالها المئات من الطرفين.
وكانت منظمة “شيربا” والفرع الفرنسي لمنظمة الشفافية الدولية، اللتان تعملان في مجال مكافحة الفساد، قد تقدمتا بشكوى للقضاء الفرنسي تتهم رفعت بأنه حصل على بعض ممتلكاته في فرنسا بطريقة غير قانونية.
ونشرت مجلة “إكسبرس” الفرنسية في عددها رقم (1869) تحقيقاً مطولاً حول تورط رفعت الأسد في تجارة المخدرات والأسلحة وضلوعه في عصابات سرقة السيارات من ألمانيا وإيطاليا وبلجيكا عن طريق شبكة يديرها ابنه فراس.
ويرى رفعت الأسد في تصريحات صحافية متناثرة أن النظام الحالي في سورية مستعد للرحيل، لكنه يريد ضمانات ليس فقط لأعضائه، وإنما كي لا تندلع بعد رحيله حرب أهلية، في إشارة إلى العلويين والسنة. ولذا، فالحل في رأيه يكمن في “توفير ضمانات لبشار الأسد تتعلق بسلامته، لكي يتمكن من الاستقالة وتسليم السلطة لشخص لديه دعم مالي ويؤمن استمرارية جماعة بشار بعد استقالته، وهذا يجب أن يكون شخصا من عائلته، أنا أو سواي”.
لكن اسم رفعت قد لا يشكل مخرجاً مناسباً حتى في الأوساط العلوية نفسها. وفي هذا الإطار، كان قد نشر فراس طلاس، ابن وزير الدفاع الأسبق مصطفى طلاس، في صفحته على “فيسبوك” أنباء تتعلق بمستقبل الأسد، قال فيها إنه لأول مرة منذ أربع سنوات يُطرح اسم بديل للأسد في مشاورات ضيقة جدا بين موسكو وطهران وواشنطن، وهو اسم ضابط علوي كبير، سيقلب تسلمه السلطة معادلات كثيرة ويربك كثيرين، كما قال، بدون أن يفصح عن اسم هذا الضابط.
ومع تواري الضباط العلويين الكبار المعروفين، تدور تكهنات حول أن العماد “المختفي” علي حبيب، هو الاسم الأبرز الذي تنطبق عليه معلومات طلاس. وكان علي حبيب، المتحدر من قرية المندرة التابعة لصافيتا في ريف طرطوس، أقيل من منصبه بعد بضعة أشهر من اندلاع الثورة، لأسباب صحية، حسبما ذكرت وسائل إعلام النظام حينها، قبل أن تتردد معلومات صحافية في وقت لاحق بأنه انشق عن النظام، وهو موجود في فرنسا. كما تم اقتراح اسم محمد سلمان، وزير الإعلام السابق في عهد حافظ الأسد.
وفي سياق متصل، علمت “العربي الجديد” من مصادر مطلعة في المعارضة أن شخصيات من عائلة الأسد تواصلت مع جهات دولية غربية، وطلبت منها التدخل لحماية الأقليات وتأمين ضمانات دولية للطائفة نتيجة تخوفها من الانهيار المفاجئ لنظام بشار الأسد، نتيجة هزائمه المتلاحقة أمام كل من قوات المعارضة وتنظيم “داعش”، والتفكك الذي بدأ يظهر في مفاصل الجيش وانهيار معنوياته.
وأكد المصدر الذي فضل عدم نشر اسمه أن تخوفاً فعلياً بدأ يظهر لدى الطائفة العلوية من انهيار النظام والتي بدأت تفقد الثقة بقدرة الأسد على الاستمرار في إدارة المرحلة لتبحث عن بدائل أخرى، لدى الجهات الدولية تضمن عدم حصول مجازر في حال انهيار النظام.
حزب الله يستعدّ لعرسال: استيراد “الحشد الشعبي“
بيروت ــ نادر فوز
أعاد الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، تصويب أصابع المعركة باتجاه بلدة عرسال، عند الحدود الشرقية بين لبنان وسورية. أكد نصر الله خلال خطابه الأخير، في 24 مايو/أيار أنّ المعركة في عرسال وفي جردها، هي جزء من معركة طرد المسلحين من القلمون الغربي (عند الحدود بين البلدين)، وحسم الموضوع مشدداً على أنّ “أهلنا في بعلبك الهرمل الشرفاء، وعشائرهم وعائلاتهم وقواهم السياسية وكل فرد فيهم، لن يقبلوا ببقاء إرهابي واحد ولا تكفيري واحد في أي جرد من جرود عرسال أو البقاع”. وضع نصر الله الموضوع في عهدة أهالي البقاع (شرقي لبنان) في بعلبك والهرمل المحسوبين مذهبياً وسياسياً على الحزب، مقابل عرسال التي تعتبر حاضنة للاجئين السوريين وثورتهم سياسياً وديموغرافياً أيضاً. كلام يشي من دون لبس إلى نية نصر الله استيراد تجربة مليشيات “الحشد الشعبي” العراقية إلى لبنان بكل ما تحمله من ملامح انفجار حروب طائفية مذهبية.
جاء هذا الكلام بعد أقل من عشرة أيام على قول نصر الله إنّ مخيّمات اللاجئين في عرسال جزء من الحرب في القلمون، باعتبار أنّ “السلاح والذخائر والأموال والمؤن تدخل إلى عرسال ومنها إلى مخيمات اللاجئين في عرسال، ومنها إلى جرود عرسال ومنها إلى جرود القلمون”.
يبدو أن هذه البلدة ستدفع الثمن مرّتين أو أكثر. بلدة جردية على ارتفاع بين 1400 و2000 متر عن سطح البحر، هي من بين الأكبر مساحةً في لبنان (نحو 320 كيلومتراً مربعاً)، تربطها حدود تبلغ نحو 60 كيلومتراً مع الأراضي السورية، ويقطنها أكثر من 30 ألف مواطن، أضيف إليهم أكثر من 100 ألف لاجئ سوري ظروفهم مزرية، لتصبح قنبلة قابلة للانفجار في أي لحظة.
اجتاحت المجموعات السورية المسلحة عرسال في أغسطس/آب الماضي، وعاثت قتلاً فيها، على خلفية توقيف الجيش اللبناني لأحد قياديي هذه المجموعات. قاتل المسلحون السوريون القوى الأمنية اللبنانية وخطفوا عناصر من الجيش وقوى الأمن الداخلي، ولا تزال المفاوضات جارية على رؤوس العسكريين اللبنانيين إلى هذا اليوم. ومنذ خروج هذه المجموعات من البلدة، بعد اتفاق مع الدولة بوساطة رجال دين، لم تعد الأجهزة الأمنية إليها. اكتفى الجيش بالانتشار في محيطها، أما مخفر الشرطة فيها فكأنه غير موجود. لا تتحرّك آليات القوى الأمنية داخل البلدة ولا تعمل على ضبط الأمن فيها. يمنع الجيش الأهالي من الانتقال من البلدة إلى جردها، حيث الأراضي الزراعية ومقالع الحجر (المورد المالي الأول للأهالي). في حين أنّ المجموعات المسلحة تجول في الجرود وحوّلت من يتمكن من العرساليين من الانتقال إلى الجرد إلى “مشروع مخطوف” أو “مشروع فدية”.
وتقول مصادر محلية عرسالية لـ “العربي الجديد” إنّ بلدتهم “متروكة لمصيرها ووحدها”. قبل أيام، دخلت مجموعة من تنظيم الدولة الإسلامية إلى عرسال وخطفت مناصرين للجيش السوري الحر. بعدها بساعات، عمدت مجموعة أخرى إلى إطلاق النار على بعض المنازل، منها منزل الشيخ مصطفى الحجيري، أحد رجال الدين المقربين من المجموعات المسلحة، مع العلم أنّ الحجيري كان يعمل مع داعش وغيرها من المجموعات السورية على ملف العسكريين المخطوفين، وقد ساهم في زيارة بعض أهالي المخطوفين لأبنائهم في الجرود، كما أشيع أنّ العسكريين كانوا موضوعين بعهدته عند اختطافهم في أغسطس/آب الماضي.
تشير المصادر إلى وجود متغيّرات ميدانية تحصل في عرسال، مستغربة تحرّك “داعش” باتجاه البلدة في هذه المرحلة التي من المفترض فيها أن تكون كل الأطراف المعارضة السورية تحضر نفسها للمعركة مع النظام السوري وحزب الله. ويؤكد هذا الواقع أنّ “داعش” يسير دائماً عكس التيار وعكس المنطق وعكس ما يصب في مصلحة المجموعات المعارضة. سبق لهذا التنظيم أن فتح معركة مع “جيش الفتح في القلمون” (الذي تنضوي تحت اسمه معظم فصائل المعارضة في القلمون) خلال هجوم الأخير على مواقع حزب الله في قرى القلمون الغربي. وما عودة “داعش” اليوم للتحرك في عرسال بهذا الشكل والتوقيت، سوى ترجمة لخطاب الحزب وتعزيز لما قاله نصر الله عن كون البلدة ساحة للمسلحين.
يبدو أن عرسال تنتظر أياماً سوداء. يمهّد نصر الله لدخول حزبه إلى الجرود لـ “تنظيفها” من المسلحين، ليكون مشروعه اللاحق الدخول إلى عرسال البلدة لـ “تطهير” مخيّمات اللاجئين فيها من المسلحين أيضاً. وهو ما يضعه قسم كبير من أهالي عرسال في إطار مشابه لاجتياح المقاتلين السوريين لبدلتهم قبل عام، مشيرين إلى أنّ “اجتياحاً لا يمكن صدّه باجتياح آخر، والحصار الذي فرضه حزب الله على البلدة معروف ومكشوف وكان واضحاً من خلال منع أهالي عرسال من الخروج إلى البقاع عن طريق اللبوة”. مع العلم أنّ لعرسال طريقاً رسمية وحيدة تربطها بالأراضي اللبنانية، وتمر عبر بلدة اللبوة المحسوبة على حزب الله، والتي قطع أهلها الطريق إلى عرسال خلال أكثر من مناسبة العام الماضي.
يبدو هذا الخيار واضحاً لدى حزب الله، بالرغم من أنّ نصر الله لا يزال يدعو “الدولة اللبنانية إلى تحمل مسؤوليتها في هذا الملف”، إلا أنّ الحزب يدرك جيّداً أنّ الجيش اللبناني عاجز عن تحمّل تبعات هذه المعركة اليوم، سياسياً وأمنياً وميدانياً. ويقول أحد ضباط الجيش اللبناني لـ “العربي الجديد” إنّ “القرار الوحيد الذي عمّمته القيادة على قطعاتها العسكرية هو التصدي لأي محاولة تسلل أو حركة تقوم بها المجموعات الإرهابية”، مشيراً إلى أنّ فتح معركة في الجرد أو في عرسال تستوجب استعداداً أكثر وتحضيراً أكبر، وبالإضافة إلى الإمدادات العسكرية واللوجستية، وهو ما ليس متوفراً حتى اليوم. وهو ما لا يرضي حزب الله الذي طالب الأمين العام فيه الدولة علناً بتحمل مسؤولياتها. ومن المرجّح أن يطرح وزراء الحزب هذا الملف على طاولة مجلس الوزراء، مع العلم أنهم سبق وفعلوا، وكان رد رئيس الحكومة، تمام سلام، واضحاً في “رفض مناقشة هذا الملف من باب رفض مشاركة الجيش في المعركة”، بحسب أكثر من وزير في الحكومة.
مشروع حزب الله بات واضحاً لناحية زجّ أوسع فئة ممكنة من أهالي المنطقة في حربه على طريقة تأليف ما يمكن تسميته “حشداً شعبياً” على هامش مقاتلي حزب الله. “حشد شعبي” قال نصر الله بنفسه إنه يجب أن يتألف، علماً أنّ حزب الله أسّس وسلّح بالفعل مجموعات عسكرية غير شيعية في منطقة البقاع، في بلدة القاع ذات الغالبية المسيحية تحديداً، وهي خطوة أولية في هذا المشروع للقول إنّ حربه في سورية “غير طائفية وغير مذهبية”. هكذا، يستعدّ شرق لبنان لتجربة “حشد شعبي” من نوع جديد بقيادة حزب الله، عماده الأساسي ما يعرف بـ “سرايا المقاومة” أي المليشيات التي يدعمها حزب الله، والتي تنفذ أجندته السياسية والأمنية في مختلف المناطق اللبنانية. ولا يمكن أن تؤدي تجربة “الحشد الشعبي” اللبنانية إلا إلى احتراب طائفي في منطقة البقاع، بما أن عرسال تشكل الثقل السني في محيط ذي غالبية شيعية، لا يمكن أن يحارب في صفوف “الحشد” إلا أبناء الشيعة وغير السنة عموماً بطبيعة الحال.
هكذا تخلّى النظام السوري عن جيشه في تدمر
عبسي سميسم
لم يخطر في بال منير. س أن قادته في الكتيبة المسؤولة عن الحاجز الشرقي في مدينة تدمر، سيتركونه ورفاقه ليلاقوا مصيرهم مع تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) بدون حتى إنذار، وبأن معركة تدمر قد انتهت مع التنظيم بالانسحاب من المدينة. نجا الجندي في جيش النظام السوري بأعجوبة من موت محتم.
اقرأ أيضاً: هدوء في تدمر… و”داعش” يحذر الأهالي من “تجاوز الحدود”
بدأت رحلة الهروب من الموت، بعدما أخبر أحد عناصر القوات الخاصة الجنود، بأن هناك أمر انسحاب شفهياً من المدينة، لتبدأ رحلة جري تستمر خمسة عشر ساعة لنحو مائتي عنصر ممن تركهم النظام بين يدي “داعش”، استطاع معظمهم الوصول إلى مطار التيفور العسكري، فيما سلك العشرات من الجنود طريق تدمر ـ دمشق، ليقع بعضهم إما أسيراً أو قتيلاً على يدي التنظيم، في الوقت الذي قتل فيه داخل المدينة عدد كبير من العناصر التي لم تسمع بأمر الانسحاب الشفهي.
منير. س الذي فضل عدم ذكر اسمه كاملاً، هو عسكري مجند لدى جيش النظام، من مدينة سَلَمية. أنهى خدمته الإلزامية في عام 2012، وتم الاحتفاظ به في خدمة الاحتياط منذ ذلك الحين، بحيث تم فرزه للخدمة على الحاجز الشرقي في مدينة تدمر منذ أكثر من سنة. كان منير أشبه بالهيكل العظمي ولم يكن وزنه يتجاوز الـ 45 كيلوغراماً، حين وصل إلى قريته في ريف سلمية هارباً من معركة تدمر، في حين أكدت أمه لـ”العربي الجديد”، أنه كان يزن نحو 80 كيلوغراما حين غادرها آخر مرة قبل نحو سنتين ونصف السنة.
يروي منير لـ”العربي الجديد” قصة نجاته من تنظيم “داعش”، وتمكنه من الوصول إلى بيته في ريف سلمية، بعدما تخلى عنه النظام، قائلاً: كنا 11 عنصراً على الحاجز الشرقي في مدينة تدمر، وقبل اقتحام “داعش” للمدينة بأربعة أيام كنا نشكل خط الدفاع الأول عن مدينة تدمر، وكنا نرى عناصر التنظيم على مسافة قريبة جداً وننتظر قدوم مؤازرة بأية لحظة. لكن فوجئت في اليوم الرابع بعنصر من عناصر الوحدات الخاصة التابعة للنظام والقريبة منا، يخبرني بأن هناك أمر انسحاب شفهياً لجميع قوات النظام من مدينة تدمر فأخبرت رفاقي على الحاجز، وفوجئنا بأن جميع قادتنا وعائلاتهم قد اختفوا من المدينة، فاتخذنا قراراً سريعاً بالهرب والوصول إلى أية نقطة آمنة، وبدأنا نخبر كل من نعرفه من عناصر تم تركها دون أمر انسحاب.
يتابع منير: “كان المشهد أشبه بيوم القيامة، كل عنصر يبحث عن خلاص فردي من موت محتم يحيط به من كل جانب، قسم من العناصر هربوا إلى طريق تدمر حمص فتم تسليمهم لـ”داعش”، وقسم منهم قتل على الطريق، فيما قررت أنا ومجموعة من نحو مائتي عنصر التوجه نحو مطار التيفور الذي يبعد نحو 75 كيلومترا عن المدينة، لأنني أعلم ان مصيري بشكل خاص هو الموت المحتم فيما لو وقعت بيد التنظيم كوني انتمي للطائفة الإسماعيلية”.
ويضيف “استقلينا سيارات كانت لا تزال موجودة، وما أن أقلعت السيارات حتى فوجئنا بوابل من الرصاص لم نعلم مصدره، قتل خلاله عميد كان برفقتنا فتركنا السيارات وبدأنا بالركض. أثناء هربنا داخل المدينة كنا نشاهد عناصر منسية لا تزال في مواقعها، اعتقد أن من لم يهرب منهم قد لقي حتفه حتماً على يد التنظيم”، متابعاً “لقد كان قرار التوجه نحو مطار التيفور بناء على توجيهات من عمي العميد الذي يخدم في المطار، حيث كان يوجهنا عبر الجوال عن الطرقات التي يجب أن نسلكها، كي لا نقع بين يدي التنظيم”.
15 ساعة من الركض المتواصل
يستعيد منير قصة هربه من الموت وكأنه يعيشها بكل تفاصيلها من عطش وتعب، قائلاً “كنا نركض بأقصى سرعة، ولدينا شعور بأن الموت قد يداهمنا بأية لحظة، حتى إن بعض العناصر استسلم للموت مرات وقرر البقاء ومواجهة مصيره. وبعدما ركضنا نحو عشرة كيلومترات بشكل متواصل وصلنا إلى ارض زراعية فيها أنابيب مياه كبريتية شربنا منها، وتابعنا ركضنا إلى أن أعيانا التعب، فالمطار لا يزال يبعد نحو ستين كيلومترا عنا. لم يكن من مجال للاستراحة، كما أننا لم نعد نعلم أين وصلت قوات التنظيم، وإن كانت ستلاحقنا وتقتلنا كما فعلت بزملائنا في منطقة السخنة، أم أننا سنتمكن من النجاة بأرواحنا. ويتابع: “بعدما قطعنا نصف الطريق باتجاه مطار التيفور مررنا على راعي غنم أطعمنا قليلاً من اللبن، وفي الثلث الأخير من الطريق، وبعدما أعيانا التعب أكملنا طريقنا مشياً وكل منا يشعر أن حذاءه العسكري قد التصق بقدميه وأصبح جزءاً منهما”.
ويضيف “حين وصلنا إلى مشارف المطار كان عمي العميد باستقبالنا، وأمنني بسيارته وأرسلني إلى قريتي في ريف حماة الشرقي، لأنه يعلم بأنه سيعاد تجميعنا وإرسالنا إلى معركة أخرى من المعارك الخاسرة التي نخوضها، دون أدنى إحساس بالمسؤولية تجاه أرواحنا”.
يفكر منير الآن بتأمين طريق آمن يتمكن من خلاله من الهرب خارج البلد الذي مل القتال فيه دفاعاً عن ملك آل الأسد.
سوريا: اتفاق تركي-أميركي على دعم جوي “لبعض” المعارضة؟
كشف وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو، عن اتفاق بين أنقرة وواشنطن على تقديم دعم جوي لبعض قوات المعارضة السورية، وذلك بهدف حماية المقاتلين السوريين الذين تلقوا تدريبات من خلال برنامج تدريب “المعارضة المعتدلة” الذي تقوده الولايات المتحدة، وهو بحسب إعلان الولايات المتحدة يهدف إلى تجهيز 15 ألف مقاتل سوري لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وقال جاويش أوغلو لصحيفة “ديلي صباح” التركية “هناك اتفاق مبدئي على تقديم الدعم الجوي. أما كيف سيقدم فهده مسؤولية الجيش” من دون أن يقدم أي تفاصيل إضافية، ومكتفياً بالقول إن تركيا اتفقت مع الولايات المتحدة حول هذا الموضوع “من حيث المبدأ”، فيما يتوقّع أن يكون هذا الدعم ضمن المناطق التي تحصل فيها مواجهات مع تنظيم “داعش” من دون أن تشمل مناطق سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد. وفي هذا السياق قال جاويش أوغلو إن قتال تنظيم “داعش” أولوية لكن أيضاً يجب أن يشمل “التصدي للنظام”. كما نفى أيضاً صحة الأنباء التي ترددت مؤخراً عبر وسائل الإعلام عن اتفاق تركي-سعودي لبدء عملية عسكرية في سوريا.
ميدانياً، شنّت مقاتلات النظام السوري غارات مكثّفة على مدينة تدمر، بلغت بحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان” 15 غارة. وقال المرصد “نفذ الطيران الحربي منذ صباح اليوم (الاثنين) ما لا يقل عن 15 غارة على أماكن في محيط المشفى الوطني، ومعسكر الشبيبة، وفرع الأمن العسكري، وبالقرب من مبنى الأمن السياسي سابقاً، ومحيط المركز الثقافي بمدينة تدمر، وبالقرب من الحرم الآثري للمدينة، ومنطقة المشتل الزراعي، ومنطقة جزل الجبلية، ومناطق أخرى في محيط المدينة بريف حمص الشرقي”.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن الغارات “تسببت بدمار في المدينة” كما أنها “أوقعت أربعة قتلى مدنيين على الأقل وعشرات الجرحى، بالإضافة الى خسائر بشرية مؤكدة في صفوف التنظيم (داعش) بعد استهداف نقاط تجمعهم”، فيما نقلت وكالة “فرانس برس” عن مصدر أمني سوري قوله إن “العمليات الحربية مستمرة ضد تنظيم داعش بما فيها الغارات الجوية في محيط بلدة السخنة وحقلي الهيل والارك (للغاز) وحول مدينة تدمر، وفي كل الطرق المؤدية إليها”.
من جهة ثانية، شهدت محافظة درعا في الجنوب السوري تطورات بارزة، إذ تمكّنت “جبهة النصرة” وحركة “أحرار الشام الإسلامية” من السيطرة على بلدة سحم الجولان، بعد اشتباكات عنيفة مع لواء “شهداء اليرموك” المبايع لتنظيم “الدولة الإسلامية”. وكانت المعارك ضد اللواء قد اندلعت في التاسع والعشرين من شهر نيسان/أبريل الماضي، عندما قام لواء “شهداء اليرموك” باقتحام مقر لـ”جبهة النصرة” في سحم الجولان، في الريف الغربي من درعا.
إلى ذلك، قال المرصد السوري إن 305 أشخاص قتلوا خلال 24 ساعة ماضية. وأوضح أن من بين القتلى 173 من قوات النظام والميليشيات الموالية لها، فيما أعدم تنظيم “الدولة الإسلامية” 18 شخصاً في ريفي ديرالزور والحسكة، وبلغت حصيلة قتلى الغارات الجوية التي نفذها النظام على مناطق مختلفة، 54 مدنياً، سقط منهم 16 في درعا فقط إثر قصف بالبراميل المتفجرة على المدينة.
فرنسي يروي قصة أخيه الذي نفذ عملية انتحارية بالعراق
أ. ف. ب.
لم يكن محبوبًا ووجد خلاصه في الدين
“احبك، قبلاتي”، هي آخر كلمات كتبها كيفن شاسان، (الجهادي) الفرنسي لأخيه الاصغر في تولوز، قبل ساعة من تفجير نفسه الجمعة في هجوم دامٍ في العراق عن عمر 25 عاماً.
تولوز: ما زال بريس البالغ 21 عاماً يواصل تقليب الرسائل والصور الكثيرة التي كان يتلقاها من أخيه غير الشقيق يوميًا على مدى عامين وتفاوت محتواها بين الحنان والعنف، الأمور العادية والفظاعة المطلقة.
وقال بريس وهو أب لطفل وموظف في بريد تولوز، وهو يتصفح الصور: “كنا نتراسل اكثر من السابق”، منذ مغادرة كيفن الذي صار لقبه ابو مريم الفرنسي الى سوريا في ربيع 2013. واضاف: “كان يروي لي الاخبار كما لو انه في رحلة، لكنه لم يقل لي شيئًا محددًا حول ما كان يخطط له” لصالح تنظيم “داعش” المتطرف.
وتابع: “هنا تراه امام حوض السباحة في قصر الموصل حيث امضى اجازة لمدة عشرة ايام على حساب تنظيم الدولة الاسلامية” قبل تفجير الجمعة.
“هنا تراه مع زوجته الثانية، التي لا يمكن رؤيتها لأنها منقبة من رأسها حتى قدميها: كتبت اليه (ساخرًا) +انها فاتنة+ فاجاب +مغفل+… وهنا تسجيلات الفيديو التي كان يحب ارسالها، مثل فيلم تنظيم “داعش” هذا بعنوان +اعدام مسيحيين+ على شاطئ في ليبيا”.
فالشقيق الاكبر “المشاكس” الذي كان يحب أن يقوم بدور “الحامي”، اصبح قادرًا على القول “لم تتح لي الفرصة من قبل لذبح أحد” أو حتى أن يكتب “ستتدحرج الرؤوس” على صفحته على فايسبوك تعليقًا على صورة له حاملاً رأسا مقطوعًا.
واضاف بريس “ذهب الى السوق في سوريا ورأى جثتين مقطوعتي الرأس على الأرض. اراد أن يلعب الكرة مع رأس، بدلاً من ذلك، التقط صورة…”
في تشرين الثاني/نوفمبر ظهر كيفن في تسجيل فيديو دعائي للتنظيم المتطرف، دعا فيه ثلاثة فرنسيين مسلمي فرنسا الى (الجهاد) قبل حرق جوازات سفرهم. “لكنه اعترف لي انه لم يحرق جوازه. كانوا يملون عليهم ما ينبغي قوله. بالنسبة اليّ هذه المجموعة بمثابة طائفة متشددة، “الدولة الاسلامية”، ولا يمكنك العودة للوراء”.
في البداية، اقام كيفن الكاثوليكي الذي اعتنق الاسلام في المغرب، حيث تزوج ورزق بطفل. لكن “بعد عملية سرقة” في تولوز غادر الى سوريا في ربيع 2013. “قبل شهرين اتصل بي باكيًا في الساعة 6 صباحا، ليقول لي انه مغادر من سوريا الى العراق وقد يقتل في الطريق”.
يعتقد أن “اقرب اصدقائه”، وهو فرنسي لقبه ابو عبد العزيز، “غادر معه من تولوز” و”قتل معه في التفجير الانتحاري المزدوج” الجمعة.
واشارت التقديرات الرسمية الى وجود 430 فرنسيًا في المناطق الخاضعة للتنظيم المتشدد وغيره من المجموعات المتطرفة في العراق وسوريا بعد عودة المئات منهم الى فرنسا.
عندما يتحدث بريس عن طفولة أخيه يتحدث عن عائلة “فرنسية 100%” ووالدين، الاب طباخ والام عاملة منزلية، انفصلا بعد فترة قصيرة. “تم وضعه منذ صغره مع اخواي الاخرين (غير الشقيقين) لدى عائلة ترعاهم. لكن انا لا. بقي كيفن هناك من سن 3 الى 18 سنة. (…) لكن قبل مغادرته الى سوريا قال انه لطالما تم الاستخفاف به، وفرقوا بينه وبين شقيقيه، ولم يكن محبوباً، وانه وجد خلاصه في الدين”.
لم يصمد كيفن الحاصل على شهادة مهنية في الميكانيك، في أي عمل، ورافق “اصحاب سوء” بحسب اخيه.
واضاف: “انا واخوتي الذين لديهم زوجة وعمل، كنا نعرف كيف نميز بين الأخيار والأشرار، أما هو فلا”.
كان كيفن يؤكد انه يتولى “منصبًا عاليًا” في التنظيم. واكد اخوه “في سوريا قال انه كان مسؤولاً عن 60 فرنسيًا. لكن هذا كان يتعبه، لانه كان عليه كلما سقط قتلى أن يتصل بالعائلات (في فرنسا). كان يفضل ان يكون مرؤوسًا. أن يكون خاضعًا، وليس أن يخضع الآخرون له”.
السبت تلقى بريس اتصالاً من احد عناصر التنظيم يعزيه بمقتله وصورة له رافعًا اصبعه الى السماء، امام شاحنة مفخخة اعدت لتفجيرها في موقع للجيش العراقي.
شهدت تولوز في اذار/مارس 2012 هجمات نفذها الاسلامي محمد مراح اثارت صدمة في فرنسا، ولا سيما الهجوم على مدرسة يهودية قتل فيه اربعة اشخاص من بينه ثلاثة اطفال.
سوريا: داعش أعدم 54 خلال خمسة أيام في دير الزور
بتهم عديدة أهمها “العمالة للنظام”
24- إفي
أعدم تنظيم داعش، ما لايقل عن 54 شخصاً، خلال خمسة أيام متتالية، في مدينة دير الزور (شمال شرقي سوريا) وقرى وبلدات بريفيها الغربي والشرقي، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأعدمت عناصر التنظيم ثمانية رجال وشبان اليوم الإثنين بدير الزور، حيث قام التنظيم بفصل رأس أحدهم عن جسده بتهمة “العمالة للنظام النصيري والانتماء للدفاع الوطني”، بينما أعدم الرجال والشبان السبعة الآخرين بإطلاق النار عليهم، متهماً إياهم، بـ”الإتجار المخدرات”، بحسب المرصد.
ويرتفع بذلك عدد الذين أعدمهم التنظيم الجهادي إلى 54 شخصاً في مدينة دير الزور وضواحيها، خلال الأيام الخمسة الأخيرة، بتهم مثل “العمالة للنظام النصيري، وقتال داعش، والتنسيق مع الصحوات في تركيا، تجنيد أبناء عشيرة الشعيطات بمعسكر تدمر، الرَّدة، والاتجار بالمخدرات”.
وأعلن تنظيم داعش ما أسماه بالخلافة بالمناطق الواسعة التي يسيطر عليها في العراق وسوريا في يونيو (حزيران) 2014.
قتلى وجرحى بغارات ومعارك في حلب وإدلب
أفاد مراسل الجزيرة بأن ثمانية أشخاص قتلوا وأصيب عشرات بجروح إثر غارتين منفصلتين لطيران النظام في ريف حلب، كما قتلت قوات المعارضة المسلحة نحو عشرين جنديا تابعين لقوات النظام في حلب وإدلب.
وقال المراسل إن الغارتين استهدفتا السوق الرئيسي في بلدة تل الضمان بريف حلب الجنوبي، ومستشفى ميدانيا في ريف حلب الغربي.
وفي حي العامرية جنوبي مدينة حلب، قالت قوات المعارضة إنها قتلت 11 جنديا تابعين لقوات النظام إثر استهداف نقطة لهم بالمدفعية الثقيلة. كما أدى القصف أيضا إلى تدمير مقر النقطة العسكرية.
وفي ريف إدلب الغربي شمالي البلاد، قالت المعارضة المسلحة إن مقاتليها تمكنوا من قتل ستة من قوات النظام الفارين من مشفى جسر الشغور الوطني، وذلك إثر كمين نصب لهم في طريق هروبهم نحو مواقع قوات النظام.
وإلى الغرب، تحدثت سوريا مباشر من جانبها عن مقتل قيادي من جبهة النصرة وآخر من لواء شهداء اليرموك في اشتباكات بين الطرفين في بلدة صيدا الجولان في ريف القنيطرة.
وذكرت سوريا مباشر أن قتلى بصفوف قوات النظام سقطوا جراء استهداف كتائب المعارضة مبنى المخابرات الجوية في بلدة خان أرنبة بريف القنيطرة.
وفي جنوب البلاد، أعلنت قوات المعارضة السورية المسلحة سيطرتها على بلدة سحم الجولان بريف درعا الغربي بالكامل، وذلك إثر معارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
مقتل عشرة عناصر من حزب الله بمعارك في القلمون
قال مراسل الجزيرة إن عشرة عناصر من حزب الله اللبناني -بينهم قيادي ميداني- قتلوا في كمائن نصبها عناصر جيش الفتح، ردا على هجوم نفذه الحزب في القلمون بريف دمشق.
وأفاد المراسل أن القتلى سقطوا أثناء هجوم نفذه مقاتلو حزب الله في منطقة جبل الثلاجة، حيث تعرضوا لعدد من الكمائن التي نصبها جيش الفتح في المنطقة.
وأوضح أن قتلى حزب الله كان من بينهم القيادي الميداني غسان فقيه، وهو قائد سرية في وحدة الرضوان التي تعتبر من قوات النخبة لدى الحزب.
من جانب آخر، شهد محيط بلدة فليطة السورية في الساعات الماضية اشتباكات بين مقاتلي الحزب وجيش الفتح.
من جهتها، قالت وسائل إعلام تابعة لحزب الله إن مقاتلي الحزب سيطروا على مرتفعات القبع والنقار شمال شرق جبال نحلة عند الحدود اللبنانية السورية.
وتشهد منطقة القلمون منذ أيام معارك كرّ وفرّ بين مقاتلي حزب الله ومسلحي المعارضة، بعد هدوء دام أكثر من سنة. وكان الأمين العام للحزب حسن نصر الله قد تعهد بـ”تطهير” الحدود من الجماعات المسلحة التي شنت هجمات على الأراضي اللبنانية.
وقال نصر الله أمس الأحد إن حزب الله مستعد لزيادة وجوده في سوريا إذا دعت الحاجة، وأضاف أن المعركة “جزء من إستراتيجية أوسع لمنع جماعات مثل جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية من السيطرة على المنطقة”.
تدمر.. أيام في ظل تنظيم الدولة
إياد الحمصي-ريف حمص
مع مضي الأيام الخمسة الأولى على سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية بشكل كامل على مدينة تدمر الأثرية في ريف حمص، ساد الهدوء المدينة ولم تتغير مناشط الحياة اليومية للسكان، وفقا لرواية عدد منهم.
وتمكن تنظيم الدولة من بسط سيطرته على المدينة بعد انسحاب قوات النظام من جميع أنحائها باتجاه خنيفيس جنوبا، إثر معارك عنيفة، تكبدت فيها قوات النظام خسائر فادحة.
وفتحت سيطرة التنظيم على المدينة الطريق أمامه نحو البادية السورية، الممتدة من محافظة حمص وسط سوريا وحتى الحدود العراقية شرقا، وهو ما يعني بسط نفوذه على نصف مساحة سوريا الجغرافية.
ويقول أبو علاء وهو أحد القادة الميدانيين لدى تنظيم الدولة إنهم سيطروا على المدينة بعد أن فر عناصر النظام منها، حيث تمت السيطرة على سجن المدينة ومطارها العسكري وفرع البادية، بالإضافة إلى فروع أمن الدولة والأمن العسكري، وجميع الدوائر الحكومية حتى السجلات المدنية والعقارية.
وأشار في حديثه للجزيرة نت أن عدد قتلى قوات النظام، منذ اقتحام المدينة تجاوز 900 عنصر بين جنود نظاميين ودفاع وطني، منهم من قتل أثناء المعارك، وآخرون ألقي القبض عليهم أثناء هروبهم وأعدموا في شوارع المدينة.
وكان النظام السوري قد روج أن عناصر الدفاع الوطني تقوم بإخلاء المدنيين من تدمر، بعد أن انسحب الجيش منها “تكتيكيا”، وهذا ما أثار مخاوف كبيرة لدى المدنيين.
حياة طبيعية
ولم تختلف أوضاع السكان على مدار الأيام الماضية بعد سيطرة التنظيم على المدينة، حيث يقول إسماعيل حسين -أحد الباقيين فيها- إنه لا شيء تغير داخل تدمر، سوى انتشار عناصر تنظيم الدولة في الشوارع، وأمام المقرات الحكومية والمرافق الحيوية كالأفران ومؤسسات الكهرباء والهاتف.
وأضاف في حديث للجزيرة نت أن المدينة تعيش حالة هادئة جدا منذ ساعات طويلة، حيث عادت الاتصالات الأرضية للعمل، بالإضافة لعودة الكهرباء والماء لمعظم أحياء المدينة، فيما بقيت خدمات الإنترنت والهواتف الجوالة مقطوعة عنها.
وتابع أن عناصر التنظيم يقومون بطمأنة الأهالي بشكل مستمر، حيث طلبوا من الجميع العودة إلى ممارسة أشغالهم بعد إعطائهم الوعود بعدم التعرض لهم، “محاولين إقناع الجميع بأنهم موجودون داخل تدمر من أجل حمايتهم”.
كما سمح التنظيم للمدنيين بالحصول على تصريح سفر لمدينة الرقة لمن أراد منهم الذهاب لأسباب العلاج وغيره.
من جانبه يروي سليمان الغريب أن تنظيم الدولة قام فور بسط سيطرته على مدينة تدمر باقتحام سجنها، وتحرير جميع المعتقلين باستثناء من كان مطلوبا منهم لدى التنظيم، حسب قوله.
وأشارالغريب في حديث للجزيرة نت إلى وجود سجناء من جنسيات مختلفة ممن أطلقوا من داخل السجن، وشوهدوا وهم يتجولون في شوارع المدينة دون مضايقات من أحد.
وفور سيطرته على مدينة تدمر، بدأ التنظيم بتعيين مقر للمحكمة الشرعية والحسبة وأماكن ومقرات القيادة، فيما أبقى السجلات المدنية والعقارية تحت سيطرته مانعا المواطنين من الدخول إليها ومتعهدا للأهالي بحمايتها.
النزوح لحمص
وتمكن عدد من سكان المدينة من الفرار إلى مدينة حمص بعد أن قطعوا مسافات شاسعة سيرا على الأقدام، وتقول أم عمار الأيوبي -إحدى النازحات إلى مدينة حمص- إن قوات النظام منعتهم من الخروج من تدمر، مع قرب سيطرة مقاتلي تنظيم الدولة عليها بشكل كامل.
وأضافت في حديثها للجزيرة نت أن قوات النظام بررت ممارساتها بخوفها على السكان من أن يقوم مقاتلو التنظيم بذبحهم، “وهو ما لم يحدث”.
وأوضحت أنها قطعت أكثر من 25 كيلومترا مشيا على الأقدام، لكي تتفادى حواجز النظام وحواجز تنظيم الدولة وتصل بسلام إلى مدينة حمص.
ولم يصدر عن أي فصيل من المعارضة المسلحة أي بيانات أو مواقف تجاه ما يحصل في تدمر، وذلك لعدم تواجد أي منهم قرب المنطقة، التي يسيطر عليها تنظيم الدولة بشكل كامل.
تساؤلات بشأن سيطرة النظام على دمشق
سلافة جبور-دمشق
مع تزايد التفجيرات والعمليات التي تستهدف عناصر بارزة في قوات النظام السوري والمليشيات المقاتلة معها داخل العاصمة دمشق، تبرز تساؤلات عن مدى وحقيقة سيطرة النظام على عاصمة حكمه، والتي يتغنى على الدوام بطوقه الأمني المحكم حولها.
ووقع أول هذه التفجيرات في فبراير/شباط الفائت، حين تبنت جبهة النصرة استهداف حافلة تقل مجموعة من اللبنانيين الشيعة في منطقة الحميدية، مما أدى لمقتل وإصابة العشرات، تلاه تفجير في منطقة ركن الدين استهدف موكبا للواء محمد عيد مدير هيئة الإمداد والتموين تبنته الجبهة كذلك.
أما آخر التفجيرات فوقع أمس الأحد حين تمكنت الكتيبة الأمنية التابعة لحركة أحرار الشام الإسلامية من اغتيال العميد الركن بسام مهنا العلي، عن طريق استهداف سيارتين تابعتين له بالعبوات الناسفة في منطقة الديوانية.
سري للغاية
وفي حديث للجزيرة نت، قال القائد الميداني في لواء جيش المسلمين التابع لحركة أحرار الشام الإسلامية أبو البراء إن بعض العناصر الأمنية التابعة للحركة داخل العاصمة دمشق، والذين أوكلت إليهم مهام الرصد والاغتيال، تمكنوا فجر أمس من استهداف سيارات العميد المذكور بعبوات ناسفة، وذلك بعد أيام من التحضير للعمل بشكل سري للغاية.
وتابع أبو البراء أنهم يخوضون اليوم حرب عصابات مع النظام السوري، الذي يمتلك القوة الكبرى داخل دمشق، وحركتهم في المدينة تتم بشكل دقيق للغاية لتنفيذ العمليات، “وذلك عن طريق عناصر يعرفون أدق التفاصيل في شوارعها، ويستطيعون التجوال فيها دون المرور على أي حواجز أمنية أو عسكرية”.
وأضاف أنه يستحيل إخضاع مدينة كدمشق لسيطرة تامة من قبل قوات النظام، وهو ما يتيح لقوات المعارضة تنفيذ عمليات اغتيال وخطف باتباع إستراتيجية الضرب والانسحاب، وذلك لغياب القدرة اللازمة لتوجيه الضربة القاضية لعاصمة النظام حتى الآن.
ويشير أبو البراء لعدم وجود أي نوع من التعاون حتى الآن بين الفصائل المنفذة لتلك العمليات وعلى رأسها حركة أحرار الشام الإسلامية وجبهة النصرة، حيث إن عمليات أمنية لا يفصح عنها قبل تنفيذها.
بدوره يرى القائد الميداني في اللواء الأول بدمشق أبو سالم أن سيطرة النظام الأمنية على العاصمة أقل كثيرا من سيطرته الإعلامية عليها، فقوة النظام المركزية فقدت ثقلها بسبب اعتماده على المليشيات التي لا تتمتع بالصفة العسكرية الأساسية ألا وهي التقيد بالأوامر.
فقدان السيطرة
وتابع أبو سالم أن تلك المليشيات تعمل بخطوط مغايرة بعضها لبعض حتى في قلب العاصمة، لأنها مجموعات مدنية بصبغة عسكرية، كما أن حواجز النظام المنتشرة في أنحاء دمشق سهلة الاختراق، ويمكن شراء وتوظيف أكبر المسؤولين عنها بواسطة المال.
وأضاف أبو سالم في حديث للجزيرة نت “نحاول الاستفادة قدر المستطاع من قدرتنا على اختراق الحواجز، وذلك في كل المجالات ومنها الإغاثية والعسكرية، كما أن الاغتيالات الأخيرة هي خير دليل على ضعف النظام وسهولة وصولنا لداخل العاصمة”.
وأكد نية الجيش الحر استغلال مظاهر الضعف تلك لمحاولة الاقتراب أكثر من دمشق، لكنه ينوه لحساسية هذا الأمر، “إذ إن كل شبر باتجاه دمشق له فاتورة باهظة من الدماء والدمار، ونحن نعمل للوصول لأفضل الحلول الممكنة بأقل الخسائر”، على حد تعبيره.
ولا يتفاءل أبو سالم بأي حل سياسي قد يكون مرتقبا في جنيف، معتقدا أن “الحل أولا وأخيرا سيكون حلا عسكريا نصنعه بأيدينا”.
تنظيم الدولة يسيطر على منجم فوسفات بتدمر
قالت مصادر للجزيرة إن تنظيم الدولة الإسلامية سيطر على أحد أكبر مناجم الفوسفات في البلاد، ويقع جنوب غرب مدينة تدمر وسط سوريا، في حين تسببت غارات النظام السوري بقتل مدنيين في المدينة التي سيطر عليها التنظيم قبل أيام.
وأفادت المصادر بأن تنظيم الدولة سيطر على منجم “خنيفيس” للفوسفات الذي يعد الأكبر من حيث إنتاج الفوسفات في البلاد، حيث تقدر طاقته الإنتاجية بـ850 ألف طن سنويا.
من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن التنظيم تمكن من التقدم مجددا على طريق تدمر دمشق في ريف حمص الجنوبي الشرقي، والسيطرة على مناجم الفوسفات والمساكن المحاذية لها في منطقة خنيفيس.
وأشار إلى أن التنظيم تمكن بذلك من السيطرة على مساحات جغرافية أوسع ذات أهمية اقتصادية كبيرة، موضحا أن المنجم كان يوفر عائدات مالية مهمة للنظام السوري.
وكان تنظيم الدولة قد تمكن الخميس الماضي من السيطرة على مدينة تدمر المدرجة على لائحة التراث العالمي، بعد هجوم بدأه في 13 مايو/أيار الماضي ضد قوات النظام.
قتلى بغارات
من جهة أخرى، تعرضت مدينة تدمر بريف حمص لأكثر من 15 غارة جوية استهدفت مناطق متفرقة في المدينة، منها الحرم الأثري.
وتسبب قصف طائرات النظام في سقوط أكثر من 13 قتيلا من المدنيين بينهم نساء وأطفال، وبدمار كبير لحق بمنازل المدنيين.
لكن التلفزيون السوري الرسمي برر تلك الهجمات بأنها تمت على مواقع يتجمع فيها مسلحو تنظيم الدولة بعد سيطرته على المنطقة.
مقتل قيادي مقرب من الأسد وشريكه بتمثيلية زيارة جوبر
العربية.نت
قُتل أمس الاثنين الضابط “عبد الزين صقر” أحد المقربين من بشار الأسد، والذي ظهر معه في حي الزبلطاني، على أيدي كتائب الجيش الحر في حي جوبر شرق العاصمة دمشق، خلال المعارك هناك.
بعد أن ظهر قبل عدة أشهر في تمثيلية لم يتقن أدوارها، نصّت على تغيّر مكان الحفرة التي تضم مشهدا جمعه ببشار الأسد، على أنهما في حي جوبر الدمشقي.
ونعى موالون للنظام السوري، مقتل الملازم أول في الحرس الجمهوري “عبد الزين أديب صقر” ابن قرية “زاما” في مدينة جبلة، وتغنوا ببطولة المشهد المصور في حي الزبلطاني، وقالوا إن “الزين” كان ضابطا لصيقا بـ”بشار الأسد”.
صقر المنحدر من الجبيبات الغربية التابعة لجبلة، كان قد ظهر إلى جانب بشار الأسد في إحدى صور الزيارة المزعومة إلى جوبة في ليلة رأس السنة (2015).
وكان بشار الأسد التقط صوراً في منطقة الزبلطاني المجاورة لجوبر والخاضعة لسيطرة النظام قبل أشهر، والتي لم يصلها الثوار أبداً، ولم يسبق لها أن شهدت عمليات عسكرية كما يحصل في جوبر التي زعم بشار وإعلامه أنه داخلها، بهدف تقديم نصر معنوي مطلع العام الجديد.
إيران: داعش ملتزم بمسافة 40 كلم بعيداً عن حدودنا
صالح حميد – العربية.نت
تظهر التصريحات المتكررة للمسؤولين الإيرانيين أن تنظيم “داعش” الإرهابي ملتزم بمسافة 40 كلم بالابتعاد عن الحدود الإيرانية، وهي المسافة التي اعتبرتها طهران خطا أحمر بالنسبة للتنظيم، وأعلنت ذلك مرارا وتكرارا منذ سقوط الموصل قبل حوالي عام.
وفي هذا السياق، كرر وزير الداخلية الإيراني، عبد الرضا رحماني فضلي، تحذيرات طهران لتنظيم “داعش” من مغبة الاقتراب من المسافة المرسومة له نحو الحدود الإيرانية، مؤكدا “إذا اقتربوا لمسافة 40 كلم من حدودنا فسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة”.
وبحسب وكالة أنباء “فارس”، فقد أكد رحماني فضلي أن “إيران والعراق يعملان على تعزيز أمن المناطق الحدودية”، وقال: “لدينا إشراف كامل على المناطق الحدودية، ولم تقع أي حادثة أمنية في هذه المناطق”.
المروحيات الإيرانية
من جهته، قال قائد القوة البرية للجيش الإيراني العميد أحمد بوردستان، إن “المروحيات الإيرانية توغلت في العام الماضي 40 كلم داخل العراق لمواجهة داعش”.
وأكد بوردستان في كلمة له، الأحد، خلال حضوره جلسة لمجلس الشورى الايراني، أن “إيران تواجه اليوم تهديدات بصورة جديدة تختلف عما سبق من حيث النوع والشكل والحجم”.
وقال قائد القوة البرية للجيش الإيراني، إنه وفي مثل هذا الوقت من العام الماضي تم إبلاغنا من قبل الأركان العامة للقوات المسلحة بأن الإرهابيين متواجدون في جلولاء والسعدية (بمحافظة ديالى شرق العراق) وأن خطوتهم التالية هي خانقين حيث كانوا بصدد الدخول إلى بلادنا”.
وأضاف: “في غضون أقل من 3 أيام أعددنا 5 ألوية قتالية لمواجهتهم، وتوغلت قوات مشاتنا ومروحياتنا إلى مسافة 40 كلم داخل الأراضي العراقية، كما قامت مدفعيتنا بعملية الإسناد”.
تصريحات متضاربة
يذكر أن مسؤلين أميركيين أعلنوا، السبت، أن إيران أرسلت جنوداً ومدفعية ومعدات حربية ثقيلة إلى العراق، وشاركت في معركة استعادة مصفى بيجي من تنظيم “داعش”.
غير أن نائب وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، نفى الاثنين، أن تكون بلاده قد أرسلت قوات مسلحة أو مسلحين إلى العراق، لافتاً إلى أنه “يوجد في العراق فقط مستشارون عسكريون حضروا بطلب من الحكومة العراقية لمحاربة الإرهابيين”.
وقال عبد اللهيان في تصريحات خاصة لوكالة “نوفوستي”، “نحن لم نرسل أي قوات مسلحة، ولا أي مسلحين إلى العراق”.
وأكد نائب وزير الخارجية الإيراني أن “المستشارين العسكريين الإيرانيين موجودون الآن في العراق بطلب من الحكومة العراقية لمحاربة الإرهاب”.
ويرى مراقبون أن إيران باتت تمسك بزمام الأمور في العراق عسكريا وأمنيا وسياسيا بحجة محاربة “داعش”، وإنها تقوم بتقوية ميليشيات “الحشد الشعبي” التي تتولى بنفسها مسؤولية تمويلها وتسلحيها في المناطق السنية في العراق من أجل فرض واقع جديد لصالح توسيع نفوذها في تلك المناطق.
#داعش على أبواب #حمص والثوار يحشدون لمواجهة منتظرة
بعد سيطرة تنظيم “داعش” على مدينة تدمر، شرق محافظة حمص، المتصلة بباقي مناطق نفوذه في شرق سوريا والعراق، يوجه التنظيم الآن أنظاره، وفق عقيدة “التمدد”، نحو ريف المحافظة الشمالي، المعقل الوحيد المتبقي للمعارضة السورية المسلحة في حمص، إلى جانب حي الوعر شمال غربي المدينة.
وبات “داعش” على بعد عشرات الكيلومترات فقط من ريف حمص، في الوقت الذي بدأت فيه المخاوف تزداد من اجتياح التنظيم للمدينة، على الرغم من ترجيح البعض لتوجه التنظيم بعد تدمر نحو القلمون وغوطة دمشق، عوض حمص.
وبينما تتزاحم علامات الاستفهام حول ذاك الانسحاب السهل لقوات النظام من تدمر، الأمر الذي وصف بعملية “تسليم” تدمر لـ”داعش” وتزويده بشكل غير مباشر بالأسلحة التي تركت في مخازن النظام شمال المدينة، شرعت فصائل المعارضة السورية بريف حمص الشمالي في التأهب، خاصة أن التنظيم سبق له أن حرك خلايا نائمة في مناطق المعارضة، مفتعلاً مواجهات مع مختلف الفصائل المتواجدة في ريف حمص، على رأسها “جيش التوحيد” الذي شكل أخيراً، بالإضافة إلى كل من حركة أحرار الشام وجبهة النصرة.
وتستعد المعارضة السورية في حمص لمواجهة شرسة ترى أنها تلوح في الأفق مع “داعش”، عازية ذلك لصفقة ما قد يكون النظام السوري عقدها مع التنظيم، تنص على تسليمه تدمر بالسلاح المتوفر فيها لفتح طريق للمتطرفين نحو ريف حمص، وبالتالي تسخير “داعش” لدحر فصائل المعارضة وإنهاء وجودها في المدينة.
ورقة “داعش”
وفي تصريح لـ”العربية.نت”، قال مدير المكتب الخارجي لجيش التوحيد في ريف حمص الشمالي، أمين عبدالقادر، إن “النظام يتخذ من داعش ورقة للضغط على الثوار في حمص، فأكثر السيناريوهات واقعية تتجلى في تخطيط النظام لاستخدام داعش من أجل طرد الثوار من ريف حمص”، مرجحاً اتفاق النظام مع التنظيم المتطرف إما على انسحاب الأخير بعد ذلك، أو بقائه في المنطقة مهادناً للنظام.
وأوضح عبدالقادر أن “تسهيل دخول التنظيم إلى تدمر والسيطرة عليها بعتادها ما هو إلا مقدمة لفتح الطريق له نحو ريف حمص الشمالي لإنهاء وجود المعارضة في المدينة وخدمة مشروع التقسيم الذي يخطط له النظام كمخرج أخير له”.
من جهته، اعتبر عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري، تيسير علوش، في حديث لـ”العربية.نت”، أن “حمص أهم عند النظام من العاصمة دمشق، إذ إنه يخطط لجعلها عاصمة لدولة الحل الأخير التي يخطط لإقامتها وفق مشروع التقسيم، لذلك ليس مستبعداً أن يلجأ لعقد صفقات غريبة في سبيل الإبقاء على المدينة تحت سيطرته”.
ولحمص أهمية استراتيجية كبرى، فهي أكبر محافظات سوريا مساحة وتعتبر خزاناً بشرياً هاماً للنظام وممراً استراتيجياً إلى منطقة الساحل، كما أن لها منافذ على كل من العراق والأردن ولبنان، وتضم حقولاً هامة للنفط والغاز ومناجم للفوسفات في منطقة البادية التابعة لها.
جيش التوحيد.. أول تجربة انصهار
في محاولة لتوحيد الصفوف، جاء تشكيل “جيش التوحيد” أخيراً بانصهار فصائل عدة من الجيش الحر في تلبيسة بريف حمص الشمالي، أبرزها تجمع ألوية الإيمان بالله، وألوية 313 وصقور تلبيسة، ولواء تلبيسة، وسيوف الحق التابع لغرفة عمليات تلبيسة، ولواء حماة العقيدة الذي انشق عن حركة أحرار الشام.
وأوضح مدير العلاقات الخارجية في جيش التوحيد أن الأخير يضم حوالي 3000 عنصر، وينتشر على طول الجبهات مع النظام في ريف حمص الممتدة على 45 كلم، مشيراً إلى أن “التكتل العسكري الجديد يمتلك عتاداً لا يستهان به”.
وأضاف عبدالقادر أن “الاندماج اقتضى أن يتخلى كل فصيل عن اسمه وأجندته، بعد أن وجدوا حاجة ملحة في توحيد الصفوف”.
واعتبر تيسير علوش أن جيش التوحيد شكل سابقة، لكونه أول انصهار كامل لفصائل معارضة عديدة في سوريا، لافتاً إلى اختلافه عن جيش الفتح وتجارب أخرى اعتمدت على توحيد غرف العمليات فقط بين الفصائل، فيما احتفظ كل طرف باستقلاليته.
خلايا “داعش” النائمة في حمص
ويبدو أن التنظيم يعي أهمية حمص جيداً، فقد كانت له محاولات لإيجاد موطئ قدم فيها سبقت سيطرته على تدمر، عبر تحريك خلايا نائمة تابعة له في ريف حمص، على رأسها “لواء أسود الإسلام” الذي أخفى مبايعته لـ”داعش” في البداية وانضم إلى “جيش التوحيد”، قبل أن يأتي الدعم من قيادات التنظيم في الرقة إلى أمير اللواء رافد طه، مع تعليمات بالانشقاق عن جيش التوحيد بعد خمسة أيام فقط من انضمامه له.
وافتعل التنظيم وقتها مواجهات مع فصائل معارضة وجبهة النصرة عبر اختطاف قياديين وعناصر منهم، والهجوم على مقر لجيش التوحيد وقتل أحد قادته.
وانتهت المواجهات حينها بسقوط قتلى من “داعش” وهروب أميرهم رافد طه، واستسلام أو فرار البقية. واستطاعت المعارضة إنهاء وجود التنظيم في تلبيسة، في ظل احتمالية بقاء خلايا نائمة أخرى للتنظيم في المنطقة، في انتظار أوامر من الرقة.
يذكر أن النظام السوري، الذي اجتاح تلبيسة في الشهور الأولى للثورة السورية، طوق المدينة الثائرة عبر 30 حاجزاً، واضعاً على كل حاجز ما يزيد عن 3 مدرعات عسكرية.
وبعد تحريرها في يونيو 2012، قام الجيش الحر بإزالة تلك الحواجز وحيازة عدد من المدرعات التي لم يقم الثوار باستهدافها للاستفادة منها لاحقاً.
اتفاق تركي أميركي على تقديم دعم جوي للمعارضة السورية
اسطنبول – رويترز
أكد وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، أن بلاده اتفقت مع الولايات المتحدة “من حيث المبدأ” على تقديم دعم جوي لبعض قوات المعارضة السورية الرئيسية، فيما يمكن أن يمثل في حال تأكده توسعا في المشاركة الأميركية في القتال ضد الأسد.
ولم يرد بعد أي تأكيد من جانب المسؤولين الأميركيين لهذا النبأ، رغم أن واشنطن تحجم حتى الآن عن الالتزام بفرض “منطقة آمنة” للمقاتلين السوريين خشية اعتبارها إعلانا للحرب على الدولة السورية.
وأوضح تشاووش أوغلو أن الدعم الجوي سيوفر الحماية للمقاتلين السوريين الذين تلقوا تدريبا في إطار برنامج تقوده الولايات المتحدة على الأراضي التركية. ويهدف البرنامج، الذي تأجّل طويلا، إلى إرسال 15 ألف مقاتل إلى سوريا لقتال تنظيم “داعش”.
ولم يقدم تشاووش أوغلو تفاصيل عما تعنيه عبارة “من حيث المبدأ” أو نوع القوة الجوية التي ستقدم أو من الذي سيقدمها.
وقال تشاووش أوغلو لصحيفة “ديلي صباح” التركية المؤيدة للحكومة خلال زيارة إلى سيول: “يجب تقديم الدعم لهم من الجو. إذا لم توفَّر لهم الحماية أو يقدَّ الدعم الجوي، فما هي الجدوى؟”، مضيفاً: “هناك اتفاق مبدئي على تقديم الدعم الجوي. أما كيف سيقدَّم، فهذه مسؤولية الجيش”.
وعانى البرنامج الذي تقوده الولايات المتحدة من التأجيلات وسط تكهنات في وسائل الإعلام عن خلافات بين الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي.
ورغم استمرار معارضتها للأسد، تقول واشنطن إن الهدف من التدريب هو هزيمة متشددي “داعش” فقط. إلا أن تشاووش أوغلو شدد على أنه بينما يعد قتال التنظيم المتشدد أولوية يجب أيضا “التصدي للنظام”.
“مدفع هتلر”.. بيد أحرار الشام يثير دهشة الألمان
دبي – سعود الزاهد
أثار فيديو لهجوم مدفعي، نشره فصيل “أحرار الشام” في سوريا، الدهشة في الصحافة الألمانية.
وليس مستغرباً، لمتتبع الأحداث الميدانية في سوريا، أن يرى الثوار يستخدمون الأسلحة البدائية أو الأسلحة المصنوعة محلياً لمواجهة جيش الأسد الذي كان لعقود من أقوى الجيوش في الشرق الأوسط.
لكن أن يرى الألمان مدفعاً بدأوا صنعه عام 1930، أي قبل الحرب العالمية بتسعة أعوام، واستخدم بكثافة من قبل الجيش “الهتلري”، فمن الطبيعي أن يثير الأمر استغرابهم، لأنهم كانوا يتوقعون مشاهدة مثل هذه الأسلحة المتهالكة نظرياً في المتاحف وليس في ميادين المعركة وجبهات القتال المشتعلة حالياً.
وعلى إثر نشر “أحرار الشام” هذا الفيديو على موقع “يوتيوب”، قامت صحيفة “بيلد” الألمانية بتحليل الصور، وكشفت أن المدفع المُستخدم من قبل الثوار في المعارك الدائرة قرب حلب، اسمه “إف. إتش. 18″، وهو من عيار 105 مللم واستخدمه جيش هتلر بكثرة في الحرب العالمية الثانية، حسب الإذاعة الفرنسية الناطقة بالفارسية.
ولا يعرف أحد كيف وصل هذا المدفع إلى سوريا إلا أن بعض الخبراء تكهنوا بأن الجيش السوري كان يحتفظ بنماذج لهذا المدفع في ترسانته، ومن المحتمل أن تكون زوِّدت سوريا بهذا المدفع بواسطة الاتحاد السوفييتي أو ألمانيا الشرقية. وخلال الحرب الداخلية بسوريا وقع عدد من هذه المدافع بيد الثوار.
مما لا شك فيه أن أسلحة من هذا النوع ليست متطورة ولا تمتلك قدرات مثيلاتها الحديثة والمعقدة، إلا أن الثوار يفضلونها بسبب سهولة استخدامها وإمكانية تطوريها من خلال بعض الإضافات البسيطة.
وكان تنظيم “التوحيد” قد نشر في عام 2012 فيديو لمخزن أسلحة يحتوي على رشاشات “إس. تي. جي. 44 إس”، وهي الجيل الأول للرشاشات المتطورة في العالم، وكانت أيضاً من صناعة ألمانيا “الهتلرية”.
المستشار القانوني للجيش الحر: نرجح تأجيل البرنامج الامريكي لتدريب المعارضة واجتماع السعودية سيكون إيجابيا
روما (25 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
رجح المستشار القانوني للجيش السوري الحر، أسامة أبو زيد أن يكون البرنامج الأمريكي لتدريب المعرضة السورية “مؤجّلا” بسبب “خلافات تركية ـ أمريكية”، كما أعرب عن قناعته بأن مخرجات اجتماع السعودية للمعارضة السورية ستكون “إيجابية”.
وحول أسباب التقدّم الذي أحرزته كتائب المعارضة المسلحة، قال المستشار القانوني للحر، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “يشهد الشمال السوري أضخم معركة عسكرية منذ معارك طرد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في بداية عام 2014، وخط الجبهة فيها ممتد لأكثر من 60 كم”. ورأى أن ذلك يستدعي “تنسيقا عسكريا عاليا ضمن غرفة عمليات عسكرية حقيقية تستثمر فيها كل الإمكانيات اللوجستية والعسكرية والاستخباراتية، وهو ما تمّ ضمن غرفة عمليات النصر التي ضمّت فصائل مختلفة إيديولوجياً وتعمل مع بعضها لأول مرة عملاً بهذا الحجم، مع تحقيق شرط التنسيق الكامل ووضع كل الإمكانيات، وهو ما أدى إلى هذه الانتصارات”، حسب تقديره
وعن الانعكاسات الملموسة على ما قيل أنه توافق وتنسيق سعودي ـ تركي بشأن سورية، قال أبو زيد “بالتأكيد هناك انعكاسات إيجابية على الأرض لتوحّد الرؤى بين الحلفاء، وهذا الدعم محصور حتى اللحظة بصورة دعم سياسي إنساني، لكن نتوقع أن يبدأ هذا التقارب بالانعكاس في مجال الدعم العسكري، ولنا ثقة كبيرة بأخوتنا في السعودية وتركيا وقطر”، على حد تعبيره
وحول البرنامج الأمريكي لتدريب المعارضة السورية المسلحة، وعدم استفادة الأمريكيين من آلاف المقاتلين المعتدلين في الجيش الحر، قال المعارض السوري “نحن لسنا شركاء في هذا البرنامج، وبالتالي فإن معلوماتنا شحيحة، ولكن أعتقد أن البرنامج مؤجّل حالياً بسبب خلافات تركية ـ أمريكية، وأتمنى أن يستمر إيقافه حتى تقبل الولايات المتحدة بأن تشمل الخطة استهداف نظام الأسد إلى جانب استهداف تنظيم الدولة الإسلامية، داعش”.
وأضاف “إن الإدارة الأمريكية لا تملك استراتيجية واضحة في سورية، وهي حتى اللحظة لم تتخذ أي موقف يثبت صداقتها للثورة السورية سوى التصريحات، فلم نشهد أي تحرك جاد من هذه الإدارة لوقف قتل السوريين أو دعم من يدافع عنهم بحق، واستراتيجيتها في مواجهة (داعش) غير ناجحة حتى اللحظة، وهو ما جعلها بعيدة عن التحالف مع فصائل الثورة السورية التي أثبتت جدارة ونجاحات في مواجهة (داعش) والنظام على حد سواء”. وأردف “كما أن هذه الفصائل لا يمكن أن تُشارك في خطة لا تستهدف نظام الأسد، ولا يمكن أن نتجاهل أن الإدارة الأمريكية هي من تُمانع أو على الأقل لا تدعم إقامة منطقة عازلة لحماية المدنيين، وهي من تمانع تزويد الثوار بالسلاح النوعي”، وفق قوله.
وأشار أبو زيد إلى أن المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا طلب اللقاء بممثلين عن الجيش السوري الحر في جنيف، وقال إن الجيش السوري الحر “مستعد للتعاون مع أي جهد دولي من أجل إنهاء معاناة السوريين شرط الالتزام بثوابت الثورة، وفي مقدمتها رحيل الأسد وتحقيق العدالة” في سورية
وتابع “أما دي ميستورا، فهو يبني تحركاته على تشخيص خاطئ للحالة السورية، ويتجاهل أن الأسد هو الحلقة الأضعف في سورية، وأنه هو ونظامه جذر المشكلة، وبالتالي لا يمكن لنا أن نتعاون مع مبادرة مبنية على قراءة مغلوطة للواقع السوري وأسباب ثورة السوريين”. وأردف “مثلاً، عندما يقول دي ميستورا أنه ينبغي علينا أن نحافظ على المؤسسة العسكرية والأمنية فهو يتجاهل أن هاتين المؤسستين وممارساتهما على مدار عقود بحق السوريين هي سبب الثورة السورية، بل هي السبب الرئيس في تسلّح الثوار وتجاوز المرحلة السلمية من الثورة فكيف نتعاون مع هذه المبادرة؟”، على حد تعبيره.
ونفى المستشار القانوني تعرض الجيش الحر لضغوط لمقاطعة اجتماع القاهرة المرتقبة للمعارضة السورية، وقال “لا حاجة لضغوط حتى نمتنع عن المشاركة، وكل يوم نسمع باجتماعات ومبادرات حتى وصلت إلى كازاخستان!”. وأضاف “نؤكد على أنه في سورية هناك أسباب دفعت السوريين للقيام بالثورة، وأسباب أخرى أدّت إلى حمل السلاح من قبل الثوار، أهمها تجاهل المجتمع الدولي وتخليه عن مسؤولياته، وتجاهل هذه الحقائق في أي اجتماع أو مبادرة سيجعلها مضيعة للوقت وهدر للمال، ومن يكسب من هذه اللقاءات هم بعض المعارضين ممن يريد تصدّر المشهد”.
فيما رحّب بالاجتماع المرتقب للمعارضة الذي تُحضّر له السعودية، قال “أعتقد أن المؤتمر في طور التحضيرات، والمملكة العربية السعودية حليف أساسي للشعب السوري ونثق بقيادتها وبشعبها، ونرحب بالجهود المبذولة لترتيب البيت الداخلي للمعارضة من قبل المملكة، وأعتقد أن مخرجات اجتماع السعودية ستكون ايجابية، وسنتعاون مع مؤسسات المعارضة السياسية عندما تكون قادرة على القيام بواجباتها ومسؤولياتها”، وفق تأكيده.
موغيريني: القوة ضرورية ضد تنظيم الدولة الإسلامية لكنها غير كافية
روما (25 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قالت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، إن “استخدام القوة أمر لا غنى عنه أحيانا”، لقد “كان الأمر كذلك في الماضي وسيكون في المستقبل”، لكنه “لم يؤد الى حل أبدا”، في إشارة إلى رد التحالف الدولي المناهض لتنظيم (الدولة الإسلامية)، المكون من دول غربية وعربية
وفي كلمتها خلال حفل منح جائزة (إسپي2015) بمقر الصحافة الأجنبية في روما، أضافت موغيريني أن “الرد العسكري خيار ضروري، لكنه غير كافٍ”، موضحة أن “تنظيم (الدولة الإسلامية) لن يُهزم حقا إلا من خلال معالجة الأسباب الجذرية لظهوره”، وهي “أن يصبح العراق بلدا راسخا وشاملا وديمقراطيا وإذا شرعت سورية أخيرا بالسير على طريق عملية الانتقال السياسي والمصالحة الوطنية”، وفق وصفها
وخلصت المفوضة الأوروبية الى القول، إن ما سلف ذكره سيتحقق “فقط إن تمكنا من إظهار وإثبات أن كلمات مثل الحقوق والتنمية والسلام ليست امتيازا لنخبة ما في العالم العربي كما هي الحال في أوروبا
مسؤول أممي: النساء والأطفال يدفعون ثمناً باهضا في سورية
الفاتيكان (25 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
وصف مسؤول أممي احتلال تنظيم (الدولة الإسلامية) لمدينة تدمر بـ”مجزرة تخرس أمامها الأفواه”، والتي “يدفع الأطفال والنساء ثمنها باهظا”، حسب قوله
وفي تصريحات لخدمة الاعلام الديني التابعة لمجلس الأساقفة الايطاليين، الاثنين، أضاف المتحدث باسم فرع إيطاليا لمنظمة اليونيسيف أندريا ياكوميني، أن “أنباء التلفزة السورية عن ضحايا تدمر إن كانت أكيدة فهي مأساوية”، حيث “قُتل أكثر من أربعمائة مدني على يد مقاتلي تنظيم (الدولة الإسلامية)”، مشيرا الى أن “غالبية هؤلاء من النساء والأطفال”، إنها “مجزرة أبرياء أخرى تسلط الضوء للأسف على حرب لا حل لها، مستمرة منذ خمس سنوات، وما ظهور تنظيم (الدولة الإسلامية) سوى مشهد مأساوي آخر فيها”، وفق وصفه
وذكّر ياكوميني بأن “هذا الشعب لم يحظ بحل سلمي في الماضي”، واليوم “لا يبقى أمامنا إلا النظر بصدمة لما يحدث، في اليوم الذي بلغنا فيه النبأ عن أن خمسة وخمسين ألف شخص، نصفهم من الأطفال، فرّوا من الرمادي (غرب العراق)، يائسين من موت محقق منذ الخامس عشر من الشهر الجاري”، واختتم بالقول إن “أفواهنا عاجزة عن النطق ونحن نبدي مشاعر القرب من الشعب السوري”،
ناشطون: عشرات الضحايا من المدنيين بغارات لسلاح جو النظام السوري على تدمر
روما (25 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّدت “تنسيقية الثورة السورية في مدينة تدمر” أن سلاح الجو التابع للنظام السوري قصف اليوم (الاثنين) المدينة بـ”أكثر من خمسة عشر غارة جوية استهدفت منازل ومناطق آهلة بالسكان في المدينة وأوقعت خسائر بشرية غالبيتهم من المدنيين”.
وقالت التنسيقية “طيران النظام السوري استهدف اليوم مدينة تدمر بغارة استهدفت فرع الأمن العسكري واحترقت محطة وقود، وأخرى سقطت في الحرم الأثري، و5 غارات استهدفت منازل في الجهة الشرقية للمدينة ومنازل في الجهة الغربية وفي الحي الشمالي، وأخرى قرب مخبز المدينة وواحدة قرب المركز الثقافي وغارات بالقرب من مساجد، أسفرت عن سقوط عدة قتلى من المدنيين وإصابة عشرات الجرحى بعضهم حالته خطيرة للغاية”.
وأفادت التنسيقية، بأن الغارات الجوية لقوات النظام “تسببت بدمار هائل في منازل المدنيين”، فيما أكّد شهود عيان من المدينة أن “أكثر من 90% من القتلى والجرحى هم من المدنيين، ولم يُصب أي من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية أو مقراته بأي أذى”، على حد وصفها. ولم يتسن التأكد من صحة هذه المعلومات من مصادر اخرى
التلفزيون السوري: القنوات الفضائية السورية الرسمية تتعرض للتشويش
بيروت (رويترز) – قال التلفزيون السوري في خبر عاجل يوم الثلاثاء إن إشارة البث للقنوات الفضائية السورية الرسمية تتعرض للتشويش.
وكان إرسال التلفزيون السوري متقطعا يوم الثلاثاء عندما كان يبث على تردده المعتاد وجرى تحويله إلى تردد قناة دراما السورية.
وما زال الدخول على الوكالة العربية السورية للأنباء ممكنا عبر الإنترنت.
(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)