أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 28 كانون الثاني 2014

النظام يقدم ورقة لقلب أولويات «جنيف

باريس – رندة تقي الدين؛ واشنطن – جويس كرم

لندن، جنيف – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – استبعد المبعوث الدولي – العربي الأخضر الإبراهيمي حصول «معجزة» في المفاوضات الجارية بين وفدي النظام السوري والمعارضة في جنيف، لكنه توقع استمرارها على رغم تقديم الوفد الحكومي «ورقة سياسية» اعتبرتها المعارضة «تهرباً» من الخوض في البحث في موضوع تشكيل هيئة الحكم الانتقالية. وقال الإبراهيمي إن جلسة المفاوضات اليوم ستركز على بيان «جنيف 1» الذي يتضمن الهيئة الانتقالية.

في غضون ذلك، تحدثت أوساط في المعارضة السورية عن قيام طائرات إسرائيلية بغارة على منصة لإطلاق الصواريخ في اللاذقية غرب البلاد. وتناقلت هذه المعلومات وسائل إعلام إسرائيلية، لكن المصادر الرسمية الإسرائيلية لم تعلق عليها. كما نقلت مواقع إلكترونية موالية للنظام، عن «مصدر عسكري» نفي «سماع أصوات أي انفجارات في اللاذقية في وقت تُحدث صواريخ أس – 300 قوة تفجير هائلة في حال تفجيرها».

وكان رئيس الوفد الحكومي المفاوض السفير بشار الجعفري قدم ورقة تتضمن خمس نقاط، بينها «احترام سيادة» سورية و «عدم جواز التنازل عن أي جزء منها والعمل على استعادة أراضيها المغتصبة كافة» و «رفض أي شكل من أشكال التدخل والإملاء الخارجي» وأن «يقرر السوريون بأنفسهم مستقبل بلادهم». وتضمنت الورقة «رفض الإرهاب» ووقف «التحريض الإعلامي».

وأكد الناطق باسم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض لؤي صافي، أن «المفاوضات مع وفد نظام (الرئيس بشار) الأسد ما زالت مستمرة من دون حدوث أي تقدم، نظراً لمحاولة وفد النظام التهرب من إطار التفاوض المتمثل في محددات بيان جنيف 1، وتقديمه اقتراحات تهدف إلى إبعاد المفاوضات عن مسارها وهدفها اللذين يرتكزان على تشكيل هيئة حكم انتقالية». وأوضحت عضو الوفد المعارض ريما فليحان، أن وفد النظام «جاء فقط لتكريس وجود الأسد ومناقشة مواضيع ليست لها علاقة فعلياً بالسبب المباشر لعقد هذا المؤتمر». ورأت أن «وفد النظام يشعر فعلياً هنا بحصار دولي خانق على ما يبدو، لذلك كان أداؤه موتوراً بدائياً»، لكن فليحان ونائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أكدا استمرار المحادثات.

في غضون ذلك، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه لم يتم اتخاذ «أي إجراء بعد» من جانب الحكومة السورية لتسهيل وصول القوافل الإنسانية إلى حمص في وسط سورية أو للسماح للنساء والأطفال بمغادرة المدينة.

وكان الإبراهيمي أعلن موافقة الحكومة السورية على مغادرة النساء والأطفال المناطق المحاصرة في حمص. إلا أن الناشطين أكدوا أن أي مساعدات لم تدخل إلى حمص القديمة بحلول بعد ظهر أمس، كما أن أياً من النساء أو الأطفال لم يغادروها. وقال ناشطون إن حوالى 200 امرأة وطفل، أي ما يمثل حوالى نصف النساء والأطفال في أحياء حمص القديمة، مستعدون لمغادرة هذه المناطق التي تحاصرها القوات السورية منذ أكثر من عام، في حين اتهم صافي قوات النظام بتصعيد قصفها على حمص خلال المفاوضات منذ الايام الثلاثة الماضية، ما أدى إلى مقتل 244 شخصاً.

وفي باريس، رأت مصادر ديبلوماسية غربية أن الاتفاق الذي تم بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في باريس في 13 الجاري، على أن الحل الوحيد للصراع في سورية هو المسار السياسي عبر هيئة انتقالية بموافقة المعارضة ووفد النظام، وذلك بهدف أساسي هو حماية سيادة سورية ووحدة أراضيها وضمانة أن سورية لن تقع تحت حكم إسلاميين متشددين والحفاظ على مؤسسات الدولة. وقالت المصادر إن روسيا تفهمت تماماً هذا الهدف وأعطت إشارات بأنها تريد بديلاً يضمن وحدة سورية، وأنها لن تتحول إلى دولة إسلامية متشددة. وقالت المصادر إن روسيا فهمت بوضوح أنه كلما طال الوضع على ما هو في سورية طالما عززت التيارات الإسلامية المتشددة الإرهابية وجودها في البلد، وهذا ليس من مصلحة روسيا. وأكدت المصادر نفسها أن الأسد سيرحل عاجلاً أو آجلاً، لكن المسألة هي الوقت والكيفية.

وفي واشنطن، أكد مسؤول أميركي لـ «الحياة» أن واشنطن استأنفت بعد توقف استمر شهراً ونصف شهر، إرسال المساعدات إلى المعارضة المدنية وعبر الحدود التركية – السورية بـ «تنسيق» مع المجلس العسكري الأعلى في «الجيش الحر» بقيادة اللواء سليم إدريس. وقال المسؤول إن استئناف المساعدات تم «بعد التأكد من الآليات الأمنية وقنوات تسليمها» التي كانت اعترضتها قوات «الجبهة الإسلامية» الشهر الماضي واستولت على مساعدات أرسلتها الولايات المتحدة إلى «الجيش الحر».

وفي دمشق، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «ارتفع إلى 4 بينهم مواطنة عدد الذين فارقوا الحياة جراء سوء الأوضاع الصحية والمعيشية والنقص الحاد في الأغذية والأدوية نتيجة الحصار المفروض من القوات النظامية على مخيم اليرموك منذ نحو 200 يوم»، علماً بأن «المرصد» تحدث عن وفاة 75 شخصاً منذ بدء الحصار.

إلى ذلك، أفاد «المرصد» بأنه أعلن امس تشكيل «المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية الديموقراطية في مقاطعة كوباني (عين العرب) في شمال سورية، وأنه يتكون من رئيس للمجلس ونائبين اثنين و22 هيئة بمثابة وزارات محلية. وتأتي هذه الخطوة، في المرحلة الثانية من إعلان «مجالس تنفيذية للإدارة الذاتية الديموقراطية»، ومن المتوقع إعلان مجلس مشابه في منطقة عفرين في شمال سورية، بعد غد.

جنيف 2: لا جلسات تفاوض بعد الظهر بين النظام والمعارضة

جنيف-أ ف ب

أعلنت متحدثة بإسم بإسم الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي كورين مومال فانيان أنه لن يعقد أي جلسة بين وفدي النظام والمعارضة السوريين بعد الظهر، كما جرت العادة خلال الأيام الماضية. على أن يعقد الابراهيمي مؤتمرا صحافيا الساعة الخامسة والنصف (16,30 ت غ)”.

وكان وفد النظام إتهم الولايات المتحدة الاميركية بـ”تسليح الارهابيين في سوريا”، وأضافت في بيان ان الولايات المتحدة “في خطوة معاكسة للجهود المبذولة ومناقضة تماما لجنيف (…) اتخذت قراراً بإستئناف تسليح المجموعات الارهابية”. وطالب الوفد بالكف فورا عن هذا “السلوك غير المسؤول الذي من شانه تقويض مؤتمر جنيف-2”

إسرائيل “تُفوّض” التسريبات الأميركية تأكيد قصف اللاذقية… وتكشف أهدافها “العليا

القدس المحتلة – أمال شحادة

في أول ردّ فعل شبه رسمي على ما تداولته وسائل اعلام اسرائيلية، نقلاً عن وسائل إعلام أجنبية، أن سلاح الجو الإسرائيلي قصف، ليل الأحد – الإثنين الماضي، قاعدة عسكرية سورية في منطقة ميناء اللاذقية، حرّكت اسرائيل جهات مقرّبة لها للتلميح بأنها نفّذت هجوماً على مواقع أسلحة في سورية، ضمن موقفها الحاسم بان الاسلحة السورية تهدد ملايين الاسرائيليين ونقلها الى لبنان يشكل خطاً احمر، لن تسمح به اسرائيل.

ونفت شبكة أخبار اللاذقية الموالية للنظام السوري، على صفحتها في “فايسبوك”، نبأ الهجوم، وكتبت أن هناك تقارير تتحدث منذ الساعة العاشرة والنصف من مساء الأحد، عن هجوم اسرائيلي.

في المقابل، رفضت اسرائيل، هذه المرة ايضاً، الإعلان المباشر عن تنفيذ سلاح جوّها العملية. وعلى الصعيد الرسمي، لم تؤكد إسرائيل أو تنفِ قيامها بعملية القصف.

ومع ذلك، شدّدت وسائل الاعلام الاسرائيلية على أن إسرائيل سبق وهدّدت بعدم السماح بنقل أسلحة متطورة من سورية إلى “حزب الله”، خصوصاً تلك التي يمكنها تشكيل خطر على طلعات سلاح الجو في الأجواء اللبنانية، وتحسين قدرات “حزب الله” على إصابة السفن البحرية والجبهة الداخلية الاسرائيلية.

وتطرقت وسائل الإعلام أيضاً إلى ما سبق ونُشر عن أن إسرائيل هاجمت قوافل حاولت نقل اسلحة إلى “حزب الله”، بينها صواريخ بحرية من طراز “ياخونت” وصواريخ مضادة للطائرات من طراز SA-17، وقذائف ايرانية من طراز “الفاتح 110”.

وعلّق الخبير العسكري، اليكس فيشمان، حول الموضوع بالقول: “لا حاجة إلى انتظار معرفة إن كان سلاح الجو الاسرائيلي قصف مخازن الأسلحة في ميناء اللاذقية”.

وأضاف: “خلال يوم أو يومين، سنتلقى تقارير عن ذلك من إحدى وسائل الاعلام المركزية في الولايات المتحدة. فالحكاية تكرر ذاتها، في كل مرّة يبدأ الأمر بنشر أخبار عن قيام سلاح الجو بطلعات مكثفة في الأجواء اللبنانية، ثم تليه أخبار حول قصف منشآت عسكرية سورية، وينتهي الأمر بتسريب مباشر من البنتاغون يوضّح تماماً مَن الذي نفّذ الهجوم ولماذا قصف، وكم وكيف”.

وأوضح فيشمان، التنسيق الاسرائيلي الاميركي في مثل هذه الضربات، وكتب متهكماً: “اسرائيل تبلّغ الولايات المتحدة بالتزامن مع تنفيذ الهجوم، وهذا التبليغ يظهر في الملخص اليومي لعمل البنتاغون، ثم يجري تحويله الى جهات العمل في شكل واسع، وعندها ننتظر التسريب المتعمّد للتقرير إلى وسائل الاعلام الاميركية”.

ونقل فيشمان تهديد قيادته بقوله الصريح: “الايرانيون والروس يحوّلون أسلحة إلى سورية، كما لو أنه لم يُفرَض الحظر عليها ولا توجد حرب أهلية، ويجري تسريب بعض هذه الأسلحة الى لبنان”. وأضاف: “لا يوجد اليوم فارق بين الأسلحة التي تصل الى سورية وتلك التي تصل إلى “حزب الله”، وفي مثل هذه الحال، فإنه حتى إذا لم يقصف سلاح الجو في سورية أمس، فإنه سيفعل ذلك غداً”.

وتابع فيشمان، بلغة العسكريين الاسرائيليين المعتادين على الترويج للقدرات العسكرية والدفاعية للجيش الاسرائيلي، قائلاً: “صمت اسرائيل يحافظ ويخدم صورتها الرادعة، وللسوريين ليس هناك ما يفاخرون به. وهذه المرة، أيضا، يمكن لتقارير المعارضة السورية عن الهجوم، الذي حدث أو لم يحدث، ان تكون جزءاً من المواد. فمرة أخرى تتكرر حكاية هجوم الأشباح الجوية، من دون وجود أي تحذير مسبق أو أي أثر يتركه رادار، فقدرة سلاح الجو عبر الوسائل القتالية والتكنولوجية، على القيام بعملية جراحية هادئة من هذا النوع، لم تعد سراً، ويمكن الافتراض بأن الخبراء السوريين والايرانيين يحاولون تحليل هذه القدرات، من دون أي نجاح.

كما أن أهداف القصف في ميناء اللاذقية معقولة جداً، فهناك تقع مخازن أسلحة الجيش السوري بمحاذاة الميناء المركزي الذي تمر عبره الأسلحة العسكرية السورية والإيرانية الى سورية، وقسم منها إلى لبنان. وقبل عدة أشهر جرى التبليغ عن قصف اسرائيلي للمخازن التي احتوت صواريخ مضادة للطائرات “اس. ايه 8”.

ويفصل فيشمان الأهداف المفضلة لإسرائيل وهي صواريخ “ام 600″ و”سكاد بي” وقذائف 302 ملليمتر، والصواريخ والقذائف ذات الاصابة الدقيقة والطويلة المدى.

ويكتب في عرضه هذه الأسلحة قائلاً: “بين عشرات آلاف الصواريخ الموجودة في مستودعات حزب الله، اليوم، هناك مئات القذائف والصواريخ الطويلة المدى وذات القدرة الكبيرة على إصابة الاهداف، وهي تهدّد مناطق استراتيجية في وسط البلاد. وبحسب منشورات اجنبية، فقد قصف سلاح الجو الاسرائيلي في حينه مخازن في منطقة مطار دمشق ضمت صواريخ “فتح 110” التي تعد دقيقة الإصابة وتحمل رؤوساً متفجرة بوزن نصف طن، وشبكة الطائرات من دون طيار، التي زعم أن سورية تحوّلها إلى لبنان، وتشكّل، أيضا، تهديداً لاسرائيل”، بحسب قوله.

الكونغرس يوافق سراً على إرسال أسلحة أميركية إلى مقاتلين سوريين “معتدلين

واشنطن ـ رويترز

قال مسؤولون أمنيون أميركيون وأوروبيون إن أسلحة خفيفة تتدفق من الولايات المتحدة إلى جماعات “معتدلة” من مقاتلي المعارضة السورية في جنوب البلاد، كما وافق الكونغرس على عمليات تمويل على مدى أشهر لإرسال مزيد من شحنات الأسلحة.

وتضم الأسلحة، التي ترسل معظمها إلى المقاتلين السوريين غير الاسلاميين عبر الأردن، مجموعة مختلفة من الأسلحة الخفيفة بالإضافة إلى بعض الأسلحة الأقوى مثل الصواريخ المضادة للدبابات.

وأضاف المسؤولون أن هذه الشحنات لا تشمل أسلحة مثل صواريخ أرض جو التي تطلق من على الكتف والتي يمكن أن تسقط طائرات عسكرية أو مدنية.

وقال مسؤولان إن شحنات الأسلحة تلك وافق الكونغرس الأميركي على تمويلها خلال تصويت في جلسات مغلقة خلال نهاية السنة المالية الحكومية 2014 التي تنتهي في 30 أيلول (سبتمبر) المقبل.

ويتناقض هذا التدفق الثابت على ما يبدو للأسلحة مع الوضع الذي كان سائداً الصيف الماضي عندما توقفت مساعدات الأسلحة الأميركية لمقاتلي المعارضة السورية لفترة بسبب تحفظات داخل الكونغرس.

وأوقفت لجان الكونغرس شحنات الأسلحة لأشهر بسبب الخوف من ألاّ تثبت الأسلحة الأميركية أنها حاسمة في جهود مقاتلي المعارضة لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد وحكومته ومن ثم تسقط في نهاية الأمر في يد متشددين اسلاميين.

وقال مسؤول أميركي على صلة بالتطورات الجديدة إن مسؤولي الأمن القومي وأعضاء الكونغرس أصبحوا أكثر ثقة في ان الاسلحة المتجهة الى جنوب سورية ستصل وستظل في أيدي المعارضين المعتدلين ولن تصل الى فصائل جهادية متشددة.

وذكر مصدران مطلعان ان الكونغرس وافق على تمويل الأسلحة المرسلة الى المعارضين السوريين من خلال أجزاء سرية في تشريع المخصصات الدفاعية. ولم يتضح متى تمت الموافقة على التمويل، لكن التمويلات الدفاعية السرية مررت في الكونغرس في أواخر كانون الاول (ديسمبر) الماضي.

ويقر مسؤولون أميركيون يؤيدون تقديم أسلحة للمعارضة السورية أن هذا لم يزد في شكل كبير التوقعات الأميركية بتحقيق نصر للقوات المناهضة للأسد سواء كانوا من المعتدلين أو المتشددين.

وقال بروس ريدل، وهو محلل سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي.اي.ايه) يعمل أحياناً مستشاراً للسياسة الخارجية للرئيس باراك أوباما: “الحرب السورية تقف في مأزق. المعارضون ينقصهم التنظيم والأسلحة لإلحاق الهزيمة بالأسد والنظام ليس لديه القوة البشرية المؤيدة لقمع التمرد. أما حلفاء الجانبين في الخارج فهم مستعدون لتقديم المال والسلاح لإذكاء الموقف المتأزم في المستقبل المنظور”.

وقال مسؤولون أميركيون وأوروبيون إن المعارضين “المعتدلين” عززوا أخيراً مواقعهم في جنوب سورية حيث يطردون عناصر لها صلة بالقاعدة. وما زالت الفصائل المتشددة مهيمنة في الشمال والشرق.

وقال مسؤول إنه في تطور آخر يصب في مصلحة الفصائل المعتدلة بدأت الجماعات الكردية – التي كانت تقدم السلاح والمساعدات الاخرى التي يمولها مانحون في دولة قطر الى كل من الفصائل المعتدلة والمتشددة من دون تمييز – في تقليص دورها في تهريب السلاح.

ورفضت ناطقة باسم البيت الابيض التعليق، بينما لم ترد الأجهزة الأميركية الاخرى على طلب التعليق.

وكانت واشنطن أعلنت أمس استئناف مساعداتها غير المسلحة إلى المعارضة السورية المدنية بهدف تعزيز موقع المعارضة السورية بعد انطلاق المفاوضات بين وفدي النظام والمعارضة في جنيف. وتوقع مسؤولون أميركيون استئنافها إلى المعارضة المسلحة قريباً.

إبحار السفينة الاميركية التي ستدمر الاسلحة الكيماوية السورية من مرفأ نورفولك

واشنطن – أ ف ب

اعلنت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ان السفينة العسكرية الاميركية “ام في كاب راي” المجهزة بمعدات لتدمير الاسلحة الكيماوية السورية، ابحرت امس الاثنين من مرفأ نورفولك (شرق الولايات المتحدة) باتجاه مرفأ جيويا تورو في ايطاليا.

وقال الكولونيل ستيفن وارن المتحدث باسم البنتاغون ان السفينة ستصل الى المرفأ الايطالي في منطقة كلبريا “ما بين اسبوعين الى ثلاثة اسابيع”.

وبعد وصولها الى مرفأ جيويا تورو سوف تنقل السفينه على متنها حوالى 700 طن من الاسلحة الكيماوية التي تدخل في تركيبة غاز الخردل وغاز السارين قبل ان تبحر مجددا الى المياه الدولية من اجل تدمير هذه الاسلحة.

وسوف تنقل هذه الاسلحة من مرفأ اللاذقية السوري على متن سفن نروجية ودنماركية الى مرفأ جيويا تورو الايطالي في ظل مواكبة امنية. وأبحرت شحنة ثانية من الاسلحة الكيماوية امس من مرفأ اللاذقية بعد الشحنة الاولى التي ابحرت في السابع من كانون الثاني/ يناير، بحسب البعثة المشتركة للامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيماوية.

وجهز الجيش الاميركي السفينة “ام في كاب راي” بمنشأتين قادرتين على “تدمير” الاسلحة الكيماوية الخطيرة جدا.

وقال البنتاغون في بيان ان “الرواسب التي تنتج عن تدمير الاسلحة الكيماوية لن تلقى في البحر او في الهواء”.

وسوف تسلم هذه المواد الكيماوية التي تمثل اكثر من 5700 طن بحسب ادم بيكر وهو خبير كيماوي في المركز الاميركي لتدمير الاسلحة الكيماوية، الى شركات خاصة لمعالجتها في فضلات صناعية.

وبالاضافة الى افراد طاقم السفينة الاميركية المؤلف من 35 عنصرا، سوف يكون على متن السفينة ايضا 63 شخصا مكلفين القيام بعمليات تدمير الاسلحة الكيماوية. كما سيكون على متنها ايضا فريق امني عسكري، بحسب البنتاغون الذي لم يوضح ما اذا كان سيتم تأمين مواكبة للسفينة خلال عملية التدمير. وسوف تتطلب هذه العمليات ما بين 45 و90 يوما.

وذكر البنتاغون ان “من مسؤولية نظام الاسد نقل الاسلحة الى مرفأ اللاذقية من اجل تسهيل نقلها للقيام بعملية تدميرها”.

ودعا دمشق ايضا الى “تكثيف جهودها من اجل الوفاء بالتزاماتها وتعهداتها الدولية” التي حددت مهلة تنتهي في 30 حزيران/ يونيو من اجل تدمير الاسلحة الكيماوية السورية.

غولن يصعّد «حربه» على أردوغان: لست نادماً وسيدفع ثمن أخطائه

أنقرة – يوسف الشريف

صعّد الداعية التركي فتح الله غولن «حربه» على رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، إذ توقّع فشل كل محاولات التستّر على «فساد» الحكومة، مرجحاً أن «يندم» على حملة التطهير التي ينفذها ضد أنصاره في القضاء وأجهزة الأمن.

وعلّق وزير الداخلية إفكان ألا على تصريحات غولن، قائلاً إن الأخير وجماعته عاجزان عن تحدي أردوغان «الذي دانت له شعوب المنطقة، من القرم إلى السودان ومن المغرب حتى أندونيسيا، بالشكر والعرفان». وسأل: «من أنتم حتى نخضع لكم؟ نحن لا ننحني سوى لله عزّ وجلّ».

وفي أول مقابلة تلفزيونية يجريها منذ 16 عاما، قال غولن للقسم التركي في تلفزيون «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي)، إنه «لا يعرف إلا قليلاً جداً عن الأفراد الذين يُنسبون إلى جماعته وعملوا في أجهزة الأمن على كشف فساد الحكومة»، مستدركاً أنهم «تحرّكوا بوازع ديني وأخلاقي بعدما أزعجهم انتشار الفساد في شكل كبير في أوساط الحكومة».

ورفض اتهامات الحكومة بأنه أنشأ «دولة موازية» في المؤسسات الرسمية، لافتاً إلى أن آلافاً من أفراد الشرطة والمدعين العامين الذين عزلتهم حكومة أردوغان، ليسوا أعضاء في جماعته ويتبنّون أيديولوجيات أخرى. وتابع: «أردوغان كان يعلم بكل عمليات الفساد، بدليل أن أجهزة الاستخبارات حذرته قبل تسعة أشهر، من فساد في الحكومة، لكنه لم يتحرّك» لمواجهة الأمر، مشدداً على «فشل كل محاولات الحكومة للتستّر على فضائح الفساد».

وأكد غولن أنه «ليس نادماً على خوضه حرباً مع الحكومة»، مضيفاً: «فُرِضت عليّ وهي قدري، وثمة مَن سيندم في النهاية وسيدفع ثمن أخطائه، ولكن بعد أن يكون أضرّ بتركيا وسمعتها».

وأغضب بولنت أرينش، نائب رئيس الوزراء، المعارضة في تركيا، اذ خاطب جماعة غولن قائلاً: «اعلموا أنه طالما بقيت حكومتنا قوية، أنتم أيضاً ستكونون بخير وقوة ومنعة. أما إذا ذهبت هذه الحكومة، ستذهبون أنتم أيضاً وكل الجماعات الدينية. لا تنسوا كيف كانت الدولة تتعامل مع الجماعات الدينية قبل وصولنا إلى السلطة، وكيف كانت تعتبرها خطراً ورجعية يجب القضاء عليها».

ورأت المعارضة في كلام أرينش اعترافاً صريحاً من الحكومة بتعاونها سابقاً مع الجماعة ودعمها، على رغم أنها تعتبرها الآن «جماعة انقلابية». واعتبر «حزب الشعب الجمهوري» المعارض أن هذا التصريح يعكس عجز الحكومة ومدى خوفها من تداعيات الحرب مع غولن على مستقبلها.

وفي تطوّر مهم، رجّح مليح غوكشه، رئيس بلدية أنقرة المرشح عن حزب «العدالة والتنمية» الحاكم للانتخابات البلدية في 30 آذار (مارس) المقبل، «موجة اغتيالات» قبل أيام من الاقتراع، معتبراً أن «يداً خفية» ستسعى إلى اغتيال قيادات في الحكومة والمعارضة، لإغراق تركيا «في مستنقع عنف».

وندد حزب «الحركة القومية» المعارض بكلام غوكشه، معتبراً أنه يستبطن «تهديدات» لخصوم الحكومة وهدفه «توتير أجواء» الانتخابات.

إلى ذلك، أعلن المصرف المركزي التركي أنه سيعقد اجتماعاً طارئاً اليوم، لـ «اتخاذ التدابير اللازمة لضمان استقرار الأسعار»، إذ تابعت الليرة التركية تسجيل تراجع قياسي في مقابل الدولار.

على صعيد آخر، دعا غل بعد لقائه في أنقرة نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند، باريس إلى «الامتناع عن عرقلة» انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. لكن هولاند أعلن أن بلاده ستنظم استفتاءً لـ «استشارة الفرنسيين» في هذا الصدد.

التجربة في حمص لا تجد طريقها إلى التنفيذ والنظام يطرح ورقة سياسية بديلاً من جنيف 1

جنيف – موسى عاصي

لا توحي مفاوضات جنيف 2 في يومها الرابع بأن فريقي الأزمة السورية يريدان التوصل الى نتائج أيا يكن مستواها. ولعل الممثل الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي لم يضع ذلك في حساباته، وجل ما كان يتوقعه في هذه الجولة التي تنتهي الجمعة، هو اذابة بعض الجليد بينهما. لكن هذا المبتغى لن يحصل عليه في جولة واحدة على رغم ظهور بعض التغيير في سلوكيات رموز الطرفين لوحظت من خلال الموافقة على عقد لقاءات صحافية مع وسائل اعلام محسوبة على الطرف الخصم.

ومع تجربة أولى للإبحار في الملف السياسي، ارتطم مركب الابرهيمي بحيض صخري أظهر مدى صعوبة هذه المفاوضات وتعقدها. ورفض وفد المعارضة السورية مباشرة الورقة السياسية التي قدمها فريق النظام، معتبراً أنها “محاولة التفاف على جنيف 1 على رغم تضمنها لنقاط مشتركة مع هذا البيان”. وقال عضو وفد المعارضة انس العبدة لـ”النهار” ان “هذه الورقة هي محاولة لإضاعة الوقت بتفاصيل لا علاقة لها بصلب المفاوضات”.

وتضمنت ورقة النظام خمس نقاط هي:

1 – احترام سيادة سوريا ووحدة وسلامة أراضيها وعدم جواز التنازل عن أي جزء منها والعمل على استعادة كل أراضيها المغتصبة.

2 – رفض أي شكل من أِشكال التدخل والإملاء الخارجي في الشؤون الداخلية السورية، بحيث يقرر السوريون مستقبل بلادهم بالوسائل الديموقراطية من خلال صناديق الاقتراع واختيار نظامهم السياسي بعيداً من أي صيغ مفروضة لا يقبلها الشعب السوري.

3 – سوريا دولة ديموقراطية تقوم على التعددية السياسية وسياسة القانون واستقلال القضاء والمواطنة وحماية الوحدة الوطنية والتنوع الثقافي لمكونات المجتمع السوري وحماية الحريات العامة.

4 – رفض الارهاب ومكافحته ونبذ كل أشكال التعصب والتطرف والأفكار التكفيرية ومطالبة الدول بالامتناع عن تزويد السلاح والتدريب أو الإيواء أو المعلومات أو توفير ملاذات آمنة للجماعات الارهابية أو التحريض الاعلامي على ارتكاب أعمال ارهابية التزاماً للقرارات الدولية الخاصة بمكافحة الارهاب.

5 – الحفاظ على كل مؤسسات ومرافق الدولة والبنى التحتية والممتلكات العامة والخاصة وحمايتها.

ورداً على هذه الورقة قال عضو الوفد المعارض لؤي صافي لـ”النهار” إن النظام السوري غير جدي وغير جاهز للمفاوضات، منتقداً عدم حضور المفاوضين الاساسيين الاربعة (وزير الخارجية وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد ومستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان ووزير الاعلام عمران الزعبي). ورأى أنه “من خلال طرح الورقة السياسية يريد النظام حرف المؤتمر عن مساره المرتبط فقط بتطبيق جنيف 1”.

الإبرهيمي: مبادئ عامة

وفي مؤتمره الصحافي اليومي، صرح الابرهيمي بأن ورقة الحكومة السورية هي مبادئ عامة وردت في جنيف 1، وأعلن أن مفاوضات اليوم ستتناول بيان جنيف 1. وعُلم أن أحد التقنيين التابعين للأمم المتحدة والذي شارك في كتابة البيان سيقوم اليوم بعرض تفصيلي له، وسيطلب الابرهيمي لاحقاً من الطرفين ردودهما عليه، ورؤيتهما له.

ورداً على سؤال لـ”النهار” عن رؤيته لسبل تطبيق جنيف 1 في ظل التعارض بين وجهتي نظر السلطة والمعارضة في هذا الموضوع، قال الإبرهيمي: “نحاول تنفيذ خطة جنيف 1 الحقيقية التي ترمي الى انهاء الحرب وتمكين الشعب السوري من تحقيق طموحاته المشروعة وبناء سوريا وهدفنا بناء الدولة السورية الجديدة”.

وشدد على أن لا اتفاق على وقف مسبق لإطلاق النار أو تخفيف مستوى العنف الممارس في سوريا “فهناك الكثير من العمليات السياسية التي جرت في التاريخ من دون وقف مسبق لإطلاق النار”.

فشل التجربة الانسانية

على صعيد آخر، لم يحرز أي تقدم على المستوى الانساني في مدينة حمص، طبقاً لما كان اعلنه الابرهيمي في نهاية مفاوضات الأحد. وقال الممثل الخاص المشترك: “إن المشاورات مع الحكومة السورية مستمرة وإن الحكومة السورية جدية في هذا الأمر، لكن المسألة ليست سهلة، فهناك قناصة وغير ذلك”. وأشار الى أن القرار في شأن ادخال المواد الغذائية لم يتخذ بعد، معرباً عن أمله في أن يتخذه “الطرفان، الحكومة والمسلحون” في أسرع وقت.

وقالت أوساط الوفد المعارض: “من جهتنا نحن جاهزون لتأمين خروج النساء والأطفال وإدخال المساعدات الاساسية، لكن المسألة هي في يد الطرف الآخر”.

أما وفد النظام، فيضع مسألة ادخال المساعدات خارج اطار مفاوضات جنيف 2. وقالت بثينة شعبان للصحافيين: “لم نأت الى هنا من أجل ادخال شاحنات مواد غذائية الى المناطق وهو أمر يسير بشكل تلقائي منذ سنة ونصف سنة”. وأضافت: “ان الحرب ليست على الرئيس بشار الاسد انما على سوريا وعلى الشعب السوري وقد أتينا الى هنا من أجل حل هذه المسألة”.

تلاسن لم يحصل

وكان عدد من أعضاء الوفد المعارض تحدثوا عن تلاسن حصل بين الابرهيمي ووفد النظام السوري، وقالوا إن الممثل الخاص المشترك “أعرب عن امتعاضه لاستخدام الورقة السورية مفردات غير لائقة كالتكفيريين والوهابيين”، وأنه أنب الوفد النظامي، لكن الابرهيمي أوضح في مؤتمره الصحافي أنه لم “يؤنب أحداً، وأن الورقة لم تتناول أي مسائل عن الأديان”، داعياً الطرفين الى عدم كشف سرية المفاوضات وعدم المبالغة في ما ينقلونه.

الإبراهيمي يستنجد بالروس والأميركيين

جنيف: استدعاء لـ«الجهاديين» والحل البوسني!

محمد بلوط

لا أحد ينتظر معجزات من المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بعد أن أنهى يومه الرابع من محاولات التفاوض بين الوفدين: «الائتلافي» المعارض والحكومي السوري.

ومن امتحان الاستماع إلى قراءات الوفدين لبيان «جنيف 1»، والسنوات الضوئية التي تباعد بينهما، ينتقل الإبراهيمي إلى الاختبار الأصعب اليوم في الجولة الخامسة، للغوص أكثر فأكثر، في لجج البيان السويسري، والبحث إذا أمكن في نقاط البيان نفسه والتوسع في تفاصيله، رغم أنه من الصعب العثور على نقاط مشتركة بين القراءتين لمباشرة هذه الجولة الحاسمة، باعتراف الإبراهيمي نفسه.

وتبدو أيام جنيف مجرد حلقات تفاوض من أجل التفاوض، والإبقاء مهما كلف الثمن على الأنوار مشتعلة في غرفة المفاوضات في قصر الأمم المتحدة، ريثما تحدث المعجزة، ويأتي الاختراق المنتظر.

وتقول مصادر دولية إن الأمل الوحيد بالخروج بإعلان كاف الجمعة المقبل، لمواصلة المحاولة الإبراهيمية، والرجوع إلى جنيف بعد استراحة أسبوع أو عشرة أيام، هو استدعاء المزيد من التدخل الروسي والأميركي للضغط على الطرفين، وإنقاذ المسار السوري، الذي لا يزال بعيداً عن استحقاق التوصيف التفاوضي، في وضعه الراهن. وقال ديبلوماسي يرافق العملية السياسية في جنيف، إنه من دون المزيد من التدخل الروسي والأميركي، الذي سيطلبه الإبراهيمي فلن يكون ممكناً مواصلة اللقاءات.

ويقول ديبلوماسي عربي إن الأميركيين يتخبطون في قيادتهم لمفاوضي «الائتلاف» ويبدو أن السفير الأميركي روبرت فورد، الذي يدير دفة المفاوضات من فندق «الانتركونتينتال» مع فريق من 20 ديبلوماسياً وخبيراً أميركياً، يحاول بأي ثمن تغيير دفتها، ودفعها باتجاه التركيز على المرحلة الانتقالية للالتفاف على محاولة الوفد السوري إدخال النقاش في تفاصيل مبدئية، قد تطول أشهراً، وربما سنوات، من دون التوصل إلى نتائج ملموسة، مع الحرص على خروج إعلان يمنع أي انتخابات رئاسية في سوريا في مواعيدها، تفضي إلى ولاية جديدة للرئيس بشار الأسد.

ويدرس الأميركيون أكثر من عرض في المرحلة الانتقالية، لتفادي الاصطدام بالاعتراض الروسي على تغيير النظام، من بينها اقتراح مجلس رئاسي ثلاثي لإدارة المرحلة الانتقالية، على غرار المجلس الرئاسي المثلث الطوائف في البوسنة، الذي تشكل في نهاية الحرب البلقانية. وظهر في أحاديث «الائتلافيين»، بعد الأيام الأربعة في جنيف، ما يعكس مراجعة جارية، حول قرار المشاركة من دون بقية فصائل المعارضة في جنيف. وتحدثت سهير الاتاسي وانس العبدة عن احتمالات تغيير أعضاء الوفد المفاوض في الجولة المقبلة، وفتح أبوابه أمام الفصائل المعارضة الأخرى.

ويبدو التخبط أوسع في قيادة الأميركيين لـ«الائتلاف»، في استمرار رهان فورد على ضم نواة الجماعات «الجهادية» المقاتلة في سوريا الى جنيف، لتعزيز قدرة «الائتلاف» على التأثير في قيادة الأحداث، وتنفيذ التزاماته العسكرية على الأرض من وقف النار، وتنفيذ عملية تبادل للمعتقلين.

وسلّم الابراهيمي، ليلة امس، بأن المفاوضات لن تشهد وقفاً لإطلاق النار، في هذه المرحلة على الأقل. ويقول ديبلوماسي غربي يشرف هو الآخر، من فندق قريب من الأمم المتحدة على دعم «الائتلاف» وتوجيه النصائح، ان تركيا والسعودية تقومان باتصالات مع «الجبهة الإسلامية»، و«جيش المجاهدين»، و«أجناد الشام»، وقد توصلتا الى إقناعهم بالمشاركة في الجولة المقبلة في جنيف.

ونقل مصدر عن فورد قوله إنه تمكن من إقناع هذه الجماعات، التي تضم أكثر من 90 ألف مقاتل، بالمشاركة في المفاوضات، وانها وافقت مشترطة ألا تكون تحت مظلة «الائتلاف». كما نقل المصدر عن السفير الأميركي أن الإدارة الأميركية وافقت لقاء ذلك على استئناف تقديم «المساعدات غير الفتاكة»، بعد أن أوقفتها قبل شهر، اثر هجوم «الجبهة الإسلامية» على «هيئة الأركان» في باب الهوى، واستيلائها على مستودعات الأسلحة. وأكد المصدر أن هذه المساعدات قد استؤنفت بالفعل.

الوسيط العربي الدولي قد يكون وصل إلى منتهى الممكن، لإطلاق «جنيف 2» ووضعه على المسار السياسي وتصويبه باتجاه نحو نواة بيان الثلاثين من حزيران العام 2012: التوافق على هيئة حاكمة كاملة الصلاحيات بحسب التوصيف الدقيق لبيان «جنيف 1». والإبراهيمي نفسه ختم الجولة الرابعة من الاجتماعات بين الوفدين بعرض حصيلة واسعة من الإخفاقات عنوانها الأعرض استحالة وجود أرضية مشتركة بين القراءتين اللتين تقدم بها الوفدان لبيان «جنيف 1».

وفي مفاوضات تدور في ظل خلل عميق لميزان القوى، ترجح كفته بوضوح لمصلحة النظام، لم يكن مفاجئاً أن يتحدث الإبراهيمي عن المعجزات، والحاجة إليها لتعويض تباعد المواقف، واختلال ميزان القوى، وضعف المعارضة. وعدد عناوين الفشل والإحباط «وانه لا وقف لإطلاق النار، ولا حتى تخفيف في مستوى العنف الممارس في سوريا، كما أن القافلة الغذائية لم تدخل حمص». وحمّل المعارضة، من دون تسميتها، المسؤولية عن فشل عملية إخراج الأطفال والنساء من حمص القديمة و«لكن الأمور ليست بالسهولة التي نتصور، والحكومة مستعدة لذلك، وهناك قناصة وغير ذلك».

وقال مسؤول غربي، من المقيمين في فنادق جنيف لتقديم المشورة والدعم لوفد «الائتلاف»، إن الإخفاق في إخراج أطفال ونساء المدينة القديمة يعود خاصة الى رفض الحكومة السورية عرضاً، بمواكبة دولية لقوافل الخارجين من حصار المدينة، وهي المرة الأولى التي يكشف فيها عن وجود عرض من هذا النوع.

وكانت الجلسة الرابعة نفسها قد جرت في أجواء من التشنج بين «الائتلافيين» والوفد الحكومي. واضطر الإبراهيمي إلى رفع الجلسة لتخفيف الخسائر، وحصر الأضرار في العملية التفاوضية.

وكما كان منتظراً، قدم بشار الجعفري مطالعة مختصرة لبيان سياسي يختصر رؤية دمشق لبيان «جنيف 1» وفهمها له. وأخرج الوفد السوري الرسمي مجموعة من المبادئ طالباً التفاهم حولها باعتبارها أسس الدولة السورية، بهدف تأكيد «استمرارية الدولة السورية، وطابعها التعددي وسيادة القانون واستقلال القضاء، والتنوع الثقافي لمكوّنات المجتمع السوري». وطلب الجعفري، في بيان مختصر وسريع، «من الدول الامتناع عن التزويد بالسلاح والتدريب عليه، ونبذ كل أشكال التطرف والأفكار التكفيرية والوهابية». (تفاصيل صفحة 14)

ودار نقاش بين الجعفري والإبراهيمي الذي طلب فيه عدم التعرض للأديان، رافضاً تدوين الهجوم على الوهابية، فرد الجعفري بأن ذلك موقف حكومته، وليس موقف الإبراهيمي.

وردت مقاعد الوفد «الائتلافي» ، بالتركيز على اعتبار جنيف ناظماً لعملية انتقالية تقوم فيها دمشق بتسليم السلطة. وقال عضو «الائتلاف» المفاوض انس العبدة إن «الائتلاف» يملك قائمة بأسماء الكثيرين من العاملين حاليا في الحكومة السورية، ممن لم تتلوث أيديهم بالدماء، ويمكن ترشيحهم إلى الهيئة الحاكمة الكاملة الصلاحيات، بمقتضى التوافق المشترك، خلال المرحلة الانتقالية، و«لكننا لن ننشر أسماءهم لأنهم يقيمون في الداخل السوري».

وأدى السجال حول تباعد القراءات إلى سجال بين الوفدين، طلب خلاله الإبراهيمي رفع الجلسة، والمفاوضات، التي استؤنفت عصرا، ولكن في غرف منفصلة، تجنبا للمزيد من التوتر.

وعاد الإبراهيمي، في مؤتمره الصحافي المسائي، لينفي ما صرح به احمد رمضان، لإحدى القنوات الفضائية، من أنه أنّب الجعفري على كلامه «المروع عن أحد الأديان». وقال الإبراهيمي «إن أحدا لم يتحدث بشكل مروع عن الأديان، ولم أؤنب أحداً، وأطلب من الأفراد الذين يتحدثون إلى الصحافة أن يتوخوا المسؤولية وان يحترموا السرية، وإذا لم يحترموا السرية فأطلب منهم عدم المبالغة».

تقدم للقوات النظامية على الأطراف الشرقية لحلب انطلاقا من مطارها الدولي

بيروت- (أ ف ب): حققت القوات النظامية تقدما على الأطراف الشرقية لمدينة حلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة، من جهة المطار الواقع في الجنوب الشرقي وذلك للمرة الاولى منذ اكثر عام، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الثلاثاء.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس “حققت القوات النظامية تقدما بسيطا على الاطراف الجنوبية الشرقية لحلب، بسيطرتها على حي كرم القصر”، مشيرا إلى انها “المرة الاولى منذ اكثر من عام تتقدم القوات النظامية في مدينة حلب”.

واشار الى نزوح للسكان “من احياء الميسر والمرجة والانذارات (في الجنوب الشرقي)، جراء الاشتباكات وخوفا من تقدم القوات النظامية”، موضحا ان هؤلاء “ينزحون في اتجاه الاحياء التي يسيطر عليها النظام”.

وتشهد حلب كبرى مدن الشمال السوري، معارك شبه يومية منذ صيف العام 2012، ويتقاسم نظام الرئيس بشار الاسد ومقاتلو المعارضة السيطرة على احيائها، اذ تسيطر المعارضة على الاحياء الشرقية، بينما تقع الاحياء الغربية تحت سيطرة القوات النظامية.

وبقي التمركز الميداني على حاله طوال العام الماضي، اذ لم يتقدم اي طرف على حساب الآخر في داخل المدينة. وقال عبد الرحمن لفرانس برس ان “النظام حاول مرارا التقدم في داخل المدينة، الا انها المرة الاولى تتقدم القوات النظامية من ريف المدينة في اتجاه احيائها الشرقية”.

وتحدثت صحيفة (الوطن) المقربة من السلطات عن “تقدم الجيش الذي تمكنت وحداته في باكورة عمليته العسكرية من السيطرة على أحياء البلورة وكرم القصر وكرم الطراب ووصلت قواته إلى تخوم كرم ميسر المعقل الرئيسي للمسلحين”.

واوضحت ان الجيش النظامي بدأ عمليته العسكرية “انطلاقاً من غربي مطار النيرب (العسكري) شرقاً ومن قرية عزيزة جنوباً”.

وتمكنت القوات النظامية خلال الاسابيع الماضية من استعادة السيطرة على مناطق واسعة شرق حلب، اضافة الى المناطق المحيطة بالمطار الدولي (جنوب شرق) الذي اعيد تشغيله الاسبوع الماضي بعد اغلاقه لنحو عام نتيجة المعارك العنيفة في المناطق المحيطة به.

وشن الطيران الحربي السوري منذ 15 كانون الاول/ ديسمبر الماضي حملة من القصف العنيف على مناطق سيطرة المعارضة في حلب وريفها، أدت إلى سقوط مئات القتلى، بحسب المرصد.

وسقط 16 قتيلا الثلاثاء بقصف من طائرات النظام السوري الحربية على حي “الميسر” بمدينة حلب شمال البلاد، حسبما أفادت المعارضة.

وقالت مصادر معارضة إن الطيران المروحي الحربي قصف ببراميل متفجرة حي الميسر بمدينة حلب ما أدى إلى مقتل 16 شخصا.

وأضافت أن معارك دارت بين كتائب مقاتلة معارضة وتنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام (داعش) في محيط بلدة معارة الأرتيق بحلب حيث قتلت الكتائب عددا منهم.

وأفادت وسائل إعلام معارضة بأن مقاتلين معارضين صدوا محاولة لقوات النظام اقتحام داريا بريف دمشق مع استمرار قصف عنيف عليها، كما دارت معارك بين مقاتلين معارضين وقوات النظام في محيط إدارة الدفاع الجوي بالمليحة، وسط معلومات عن مقتل عدد من عناصر النظام.

وفد النظام السوري يقترح بياناً يدين تسليح أمريكا للمعارضين والائتلاف يرفض

جنيف- (يو بي اي): أعلن الوفد الممثل للحكومة السورية في مؤتمر جنيف الثلاثاء، أنه تقدّم بمقترح بيان يدين قرار الولايات المتحدة تسليح الجماعات التي وصفها بـ(الإرهابية)، غير أن وفد الائتلاف الوطني المعارض رفضها.

وذكر الوفد الحكومي في البيان أنه “تزامناً مع انعقاد مؤتمر جنيف 2 وفقاً للمبادرة الروسية – الأميركية، المستند إلى بيان جنيف 1 الذي ينصّ صراحة في بنده الأول على وقف العنف والإرهاب، يفاجأ العالم بأن أحد طرفي هذا المبادرة التي دعت إلى هذا المؤتمر، وهي الولايات المتحدة، وفي خطوة معاكسة للجهود السياسية المبذولة ومناقضة تماماً لجنيف نصاً وروحاً، قد اتخذت القرار باستئناف تسليح المجموعات الإرهابية في سوريا”.

واعتبر البيان أن القرار يتناقض مع قرار مجلس الأمن رقم 1373 بعد “تأكد للجميع وصول السلاح الأمريكي إلى منظمات إرهابية مدرجة على قائمة مجلس الأمن للأفراد والكيانات الراعية للإرهاب مثل داعش والقاعدة وجبهة النصرة والجبهة الإسلامية”.

وحذّر من أن هذا القرار “ينعكس سلباً على أجواء مؤتمر جنيف 2، مما يفهم منه محاولة مباشرة لإعاقة أي حل سياسي في سوريا عبر الحوار ويتناقض تماماً مع التزامات الولايات المتحدة نفسها”.

ويدين البيان هذه الخطوة ويطالب “الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأخرى التي تزوّد الإرهابيين بالسلاح، بالكفّ فوراً عن هذا السلوك غير المسؤول والذي من شأنه تقويض مؤتمر جنيف 2 وإفشال المجهود المبذولة لضمان نجاحه”.

وكانت تقارير أشارت إلى أن الولايات المتحدة أبلغت الكونغرس عزمها استئناف مساعدات الأسلحة غير الفتاكة إلى المعارضة السوية.

وقال وفد النظام إن الائتلاف الذي رفض البيان “أظهر مجدداً أنه غير جاد على الإطلاق في وقف العنف ومكافحة الإرهاب، ويتهرّب من أي قرار يمكن أن يدين مَن يسلّح أو يمول أو يدرّب الإرهابيين”.

وكان الوفد الممثل للحكومة السورية في مفاوضات (جنيف 2) تقدّم الاثنين، بـ”ورقة مبادئ أساسية”، غير أن الإئتلاف المعارض رفضها.

ونصّت ورقة المبادئ على “احترام سيادة سوريا، واستعادة أراضيها المغتصبة، ونبذ كافة أشكال التعصّب والتطرّف والأفكار التكفيرية”، بالإضافة إلى التأكيد على أن “الجمهورية العربية السورية دولة ديمقراطية تقوم على سيادة القانون واستقلال القضاء وحماية الوحدة الوطنية والتنوع الثقافي”.

وأكدت الورقة التي رفضها الوفد المعارض على أن “سوريا دولة مستقلة ذات سيادة لا يحق لأي دولة في العالم التدخّل في شؤونها”، ودعت إلى “وقف الإرهاب وامتناع الدول عن تسليح وتمويل وتدريب الإرهابيين”.

مقاتلو الجبهة يقتلون 13 جنديا بمسقط رأس وزير الدفاع السوري و’داعش’ تهاجم مناطق تركمانية في ريف حلب

بيروت- انقرة- (رويترز)- الأناضول: قال المرصد السوري لحقوق الانسان الثلاثاء إن مهاجما انتحاريا ينتمي لجماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة قتل 13 جنديا في هجوم على مسقط رأس وزير الدفاع السوري.

وقال المرصد إن متشددا سعوديا جاء إلى سوريا للانضمام إلى جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة فجر نفسه الليلة الماضية عند نقطة تفتيش تابعة للجيش في قرية رهجان بمحافظة حماة بوسط سوريا.

وتقع قرية رهجان في اقصى شرق محافظة حماة وهي مسقط رأس وزير الدفاع السوري فهد الفريج الذي يعيش الآن في العاصمة السورية دمشق.

وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له والذي له شبكة من المصادر في انحاء سوريا إنها رسالة من مقاتلي جبهة النصرة لفريج مفادها انك “لا تملك حماية اقاربك وذويك”.

والفريج سني كما تقطن قرية رهجان اغلبية سنية. وهجوم متشددين من السنة على القرية امر غير معهود في حرب اهلية اتخذت طابعا طائفيا متزايدا واجتذبت متشددين اجانب للانضمام الى الفصائل المتحاربة.

وتفجر الصراع الدائر في سوريا حاليا في صورة احتجاجات سلمية ضد الرئيس السوري بشار الاسد لكنها ما لبثت ان تحولت الى حرب اهلية راح ضحيتها أكثر من 130 الفا فيما عمت اعمال العنف مختلف ارجاء البلاد.

وتقود الاغلبية السنية الانتفاضة السورية فيما ينتمي الاسد للاقلية العلوية الشيعية.

ويساعد الاسد جماعات شيعية منها حزب الله اللبناني الا ان بعض السنة -ومنهم الفريج- لايزالون يؤيدون الاسد.

وقال عبد الرحمن ان هجوم المفجر الانتحاري الذي فجر نفسه في سيارة ملغومة تسبب في اندلاع اشتباكات استمرت حتى فجر اليوم الثلاثاء حول قرية رهجان بين الجيش والمسلحين. وقال إن خمسة من مقاتلي النصرة قتلوا كما قتل ثلاثة آخرون من جماعات مسلحة اخرى.

ومن جهة أخرى، شنت عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش)، هجمات بالأسلحة الثقيلة، على بلدة “جوبان باي” (الراعي) ذات الغالبية التركمانية بريف حلب، فضلا عن قرية “هوا هويوك” (تل الهوى).

وأوضح زياد حسن، عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضىة السورية، للأناضول، أن ميليشيات (داعش)، تحاصر بلدة “جوبان باي”، باستخدام مئتي سيارة، مضيفا: “داعش تهاجم البلدة، وقرية (هوا هويوك) التركمانية منذ الصباح بقذائف الهاون”.

وأردف حسن -رئيس الحركة  التركمانية الديمقراطية السورية- أن داعش هاجمت البلدة، أمس أيضا، إلا أن”الجبهة الإسلامية”  تصدت للهجوم، مضيفا:”  لقد داهمت (داعش)، منازل عناصر الجيش الحر، في قرية “هوا هويوك”، وغادر أفراد الجيش الحر، المنطقة متجنبين الدخول في اشتباكات مع داعش، خشية إلحاق أضرار بالأهالي”.

وأشار حسن، أن سكان القرية، شعروا بالهلع الشديد، إثر مداهمات “داعش”، مشيرا أن الأخيرة  تحارب قوات المعارضة  التي تمتلك أسلحة خفيفة، شمال حلب، في الوقت الذي يخوض فيه الجيش الحر، والجبهة الإسلامية، حربا ضد قوات النظام، في جنوبها.

وذكر المعارض السوري، أنه في حال سيطرت داعش على “جوبان باي”، فإنها ستكون بذلك  قد بسطت سيطرتها على المنطقة الممتدة من “اعزاز″، حتى “تل أبيض”، شمالي البلاد.

الإبراهيمي يقترح تأجيل المفاوضات بعد رفض النظام مناقشة ‘الهيئة الانتقالية

المراقب العام لإخوان سوريا: لا جدوى من الحوار مع النظام… و’داعش’ مخترقة من ايران

جنيف ـ اسطنبول ـ ‘القدس العربي’ من وائل عصام ومحمد واموسي: في حديث خاص لـ ‘القدس العربي’ قال رياض الشقفة المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا إن حزبه صوت ضد المشاركة في جنيف2 لقناعته بعدم جدوى الحوار مع النظام، وامتنع عن المشاركة في وفد الائتلاف للمؤتمر الدولي لأنه يعتقد بوجوب حصول خطوات عملية من النظام قبل المؤتمر تبين جديته.

وقال الشقفة إن حزبه احترم قرار الأكثرية في ‘الائتلاف’ بالذهاب لجنيف، ويرى أن هناك تفاهما أمريكيا ـ إيرانيا، معتبراً ان ‘التفاهم الأمريكي الإيراني ليس جديدا، كان تحت الطاولة فقط، وهم تعاونوا بشكل كبير في أفغانستان والعراق، إيران تشتم الغرب ليل نهار ولكنها تتعاون معهم لمصلحتها’. وعن الصراعات الداخلية في سوريا وصف الشقفة ‘داعش’ بالجماعة المخترقة، وتساءل حول تمويلها قائلا: ‘من أين لهم هذا؟’، ورأى الشقفة ‘ضرورة إخراج هذا التنظيم من سوريا’. وأشار أيضا الى خلافات مع السلفيين تتمحور حول فهمهم لآلية الديمقراطية وتطبيق الشريعة بعد إسقاط النظام. وعلّق على شعار ‘اقامة الدولة الاسلامية’ الذي رفعته ‘الجبهة الاسلامية’ في سوريا بأن الهدف الآن هو إسقاط النظام أما مستقبل الدولة وشكلها فنتركه لصناديق الاقتراع.

على صعيد المفاوضات استعان المبعوث الدولي والعربي الى سوريا الأخضر الإبراهيمي بفريق من مهندسي اتفاق جنيف1 في الأمم المتحدة طيلة فترات مناقشة الشق السياسي في المفاوضات التي جمعته بشكل منفصل مع وفدي النظام والمعارضة.

وسعى الإبراهيمي من خلال الخطوة الى رفع ما يسميه ‘اللبس′ الحاصل في قراءة كل طرف لمضامين اتفاق جنيف واحد، خاصة في الشق المتعلق بمسألة انتقال السلطة.

وقال مصدر قريب من المبعوث الدولي لـ’القدس العربي’ إن هذا الأخير تلقى طلبا من وفد النظام خلال اجتماعه به يقضي ببحث ما يسميها مكافحة الإرهاب قبل الدخول في أي تفاصيل سياسية بحجة أن ‘وجود الجماعات الإرهابية على الأرض سيجعل من أي تطبيق لحل سياسي قد يتم التوصل اليه من سابع المستحيلات’.

طلب النظام قوبل برفض من وفد المعارضة، حيث اشترطت الأخيرة موافقة على تسليم السلطة وتنحي بشار الأسد أولا قبل بحث أي ملفات تتعلق بما يجري ويدور على الأرض.

وقالت سهير الأتاسي نائبة رئيس الائتلاف السوري المعارض في حديث خصت به ‘القدس العربي’ إن ‘وفد النظام وفور شروع الأخضر الإبراهيمي في قراءة مضامين اتفاق جنيف واحد الذي ينص على تسليم السلطة لهيئة انتقالية بصلاحيات كاملة حتى قاطعه كل أعضاء وفد النظام المفاوض وفي مقدمتهم بشار الجعفري رئيس الوفد الذي أبلغ الإبراهيمي أنهم يريدون جعل ملف الإرهاب الموضوع الرئيسي للمباحثات’.

وقدم وفد النظام السوري الى المفاوضات السياسية ورقة أطلق عليها اسم ‘عناصر أساسية لبيان سياسي’ توصلت ‘القدس العربي’ بنسخة منها لم تتضمن أي إشارة لمسألة انتقال السلطة.

وجاء في الورقة ان النظام يرفض ‘أي شكل من أشكال التدخل والإملاء الخارجي في الشؤون الداخلية السورية بشكل مباشر أو غير مباشر’.

وأقرت الورقة أن ‘السوريين وحدهم من يقرر بأنفسهم مستقبل بلادهم عبر الوسائل الديمقراطية من خلال صناديق الإقتراع وامتلاكهم للحق الحصري في اختيار نظامهم السياسي بعيدا عن أي صيغ مرفوضة لا يقبلها الشعب السوري’.

و في رده على الورقة المقدمة من قبل وفد النظام السوري عبر منذر آقبيق الناطق الرسمي باسم الائتلاف السوري المعارض في تصريح لـ’القدس العربي’ عن رفض المعارضة التام للورقة لسبب بسيط هو تجاهلها لهدف جنيف 1، أي تسليم السلطة لهيئة انتقالية.

ووصف آقبيق الورقة بغير الجدية وبالمناورة السياسية الجديدة من النظام الذي يرفض تماماً مبدأ القبول بسلطة انتقالية بصلاحيات كاملة.

إنسانيا لا يزال الاتفاق القاضي بسماح الطرفين لقوافل المساعدات الإنسانية بالوصول الى مدينة حمص المحاصرة يغرق في التفاصيل وسط تبادل الاتهامات بين كلا الوفدين بالمسؤولية عن تعطيلها.

وفيما اتهم منذر آقبيق الناطق الرسمي باسم الإئتلاف السوري المعارض النظام بما سماه ‘ التلكؤ’ في السماح لـ 12 شاحنة تابعة للهلال والصليب الأحمرين بالتحرك نحو المدينة، قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إن الجماعات المسلحة على الأرض هي التي تمنع قوافل المساعدة متهما المعارضة بعدم امتلاك أي سلطة عليها.

وعلمت ‘القدس العربي’ أن المبعوث الدولي و العربي الى سوريا الأخضر الإبراهيمي يتجه نحو إعطاء مهلة من عشرة أيام لكلا الوفدين للخلود للراحة ثم العودة الى جنيف لاستئناف المفاوضات ما لم يتم تحقيق أي تقدم في النقاش قبل السبت المقبل.

وفيما يتعلق بملف المعتقلين من الأطفال فندت المعارضة تصريحات فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري التي نفى فيها وجود أي طفل في السجون السورية.

وقالت المعارضة إنها تمتلك قائمة بأسماء الأطفال المعتقلين لدى النظام وأماكن وجودهم ستسلمها الى الإبراهيمي، كما تحدثت عن لائحة بآلاف المعتقلين سلمتها أيضاً للمبعوث الدولي.

الحرب السورية حرب المتناقضات الصارخة: موت في جانب وأطفال يلعبون ومقاهٍ تعج بالحياة في الجانب الآخر

إبراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ لم يتحقق الشيء الكثير من محادثات السلام بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة التي تجري الآن في جنيف، وما تم التوصل إليه هو اتفاقات تسمح للمدنيين، النساء والأطفال بالخروج من البلدة القديمة في حمص.

وفي مقال للكاتبة السورية ريم العلاف تساءلت عن جدوى محادثات السلام، وهي إن اعترفت أنها افضل من القتال، لكنها تخشى أن تكون من أجل الحديث فقط ومحاولة من المجتمع الدولي غسل يديه من الأزمة السورية.

وقالت في مقال للرأي نشرته صحيفة ‘غارديان’ إن كان مؤتمر جنيف هو محاولة جادة لحل الأزمة السورية، فلماذا لا تصر الدول الراعية وذات المصلحة على إلزام النظام السوري لبشار الأسد بمقررات مؤتمر جنيف-1 عام 2012 والتي تدعو لوقف العمليات العسكرية والإفراج عن السجناء السياسيين ووقف استهداف المدنيين، وهي المطالب التي تدعو إليها المعارضة السورية للآن، لكن النظام ومنذ المؤتمر الأول لم يقم بالإستجابة لهذه المطالب وزاد من هجماته على المدنيين وفرض الحصار على التجمعات المدنية حول دمشق بما فيها مخيم اليرموك، وقالت الكاتبة إن السكان فيه وفي حمص وحلب يموتون من الجوع.

وتخشى الكاتبة استمرار المحادثات في جنيف لأشهر بل ولسنوات دون تحقيق تقدم على أي من الملفات وهو ما يسعى إليه الأسد الذي يريد شراء الوقت.

وتعكس عددا من التقارير الصحافية صورة عن دأب النظام لشراء الوقت ولتصوير جهوده من أجل تحقيق اتفاقيات هدنة ووقف لإطلاق النار.

برزة

فقد كتب باتريك كوكبيرن في صحيفة ‘اندبندنت’ عن اتفاقات وقف إطلاق النار بين المعارضة المسلحة والحكومة السورية في المناطق المحيطة بدمشق حيث يحتفظ المقاتلون بأسلحتهم وإدارة المناطق الخاضعة لهم مقابل وقف المعارك، وحالة تم تكرار نفس الوضع في مناطق أخرى من سوريا فهناك إمكانية لتهدئة الأوضاع والمعارك التي أدت لمقتل 130 ألف سوري منذ آذار/مارس 2011.

وتحدث الكاتب في تقريره عن اتفاق وقف إطلاق النار في منطقة البرزة، شمال دمشق وهي المنطقة التي تعرضت لحصار منذ تسعة أشهر. ونقل كوكبيرن عن قيادي في الجيش السوري الحر قدم نفسه باسم أبو حمزة ‘قررنا عقد المصالحة لوقف حمام الدم الذي جرى في البرزة’. ووصف الكاتب البنايات في برزة التي كان يعيش فيها 50 ألف نسمة بأنها إما تضررت بشكل كبير أو انهارت بالكامل بسبب القصف المدفعي عليها والتي حرقت الشقق السكنية وفتتت الكتل الإسمنتية.

ووصف الكاتب عودة مئات من اللاجئين إلى برزة يوم أمس بعد أشهر من الرحيل حيث شعروا بالذهول أمام ما رأوه من دمار حل على بيوتهم التي تعرضت في غالب الأحيان للنهب.

ونقل الكاتب عن قيادي في الجيش الحر حديثه عن شروط الإتفاق التي تقضي بإطلاق سراح المعتقلين ‘أتوقع من الحكومة الإفراج عن 350 سجينا من البرزة، وكل ما حصلت عليه حتى الآن هو ثلاث جثث’ واشتكى من نقاط التفتيش التي أقامها الجيش حول المنطقة وأنها لا تقوم بالسماح للشاحنات المحملة بالمواد الغذائية كما وعدت. وفي الوقت نفسه أخلى الجنود نقاط التفتيش القوية حول برزة.

وتوقع القيادي عدم استمرار الهدنة وإمكانية استئناف القتال من جديد. ويعلق الكاتب أن ‘مقاتلي الجيش الحر أو المهجرين العائدين إلى بيوتهم لا يبدو أنهم راغبون في القتال من جديد، وشوهد عمال البلدية وهم يعملون على خطوط الكهرباء لإعادة التيارالكهربائي’.

اتفاقيات مماثلة

ونقل عن طبيب، امتنع عن ذكر اسمه قوله إن المنطقة كان لديها طعام من المخزون في البيوت ولكن لم تتوفر الخضروات ولا الفواكه، وأظهر صورة طفل أصيب في تفجير وحاول- الطبيب ـ علاجه بأدوات طبية غير مناسبة. ويقول أبو حمزة أن 250 رجلا وامرأة ماتوا أثناء الحصار.

ويمضي الكاتب للقول إن حول العاصمة دمشق الكثير من المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون التابعون للمعارضة وتعاني من حصار من القوات السورية. وفي معظم الحالات فسكان هذه المناطق كما في برزة التي بقي فيها كما يقول مقاتلو الجيش الحر 25 ألف نسمة، و’بالنظر لحجم الدمار الذي أصاب بيوت المنطقة فيبدو أنه بالغ في التقدير’.

ويضيف أنه مع قلة المواد الغذائية في برزة لم تظهر على السكان علامات الجوع أو سوء التغذية.

ويضيف أن هناك أكثر من هدنة عقت وعدد من اتفاقات وقف إطلاق نار غير رسمية تم التوافق عليها بين المعارضة وقوات النظام ولكنها لم تستمر، ويبدو أن اتفاق برزة الأول من نوعه حيث يستمر فيه مقاتلو الجيش الحر بإدارة الحي، ونظريا يعتبرون جزءا من قوات الدفاع الشعبي، ولكن المقاتلين أكدوا على أنهم جزء من الجيش الحر.

وعندما سئل القيادي في الجيش الحر عن تسليم أسلحة المقاتلين الثقيلة للجيش أجاب ‘لقد كانت الحكومة هي التي طلبت التوصل لاتفاق وليس نحن، ولهذا لا نزال نحتفظ بأسلحتنا’. وأضاف أن المقاتلين المحليين سيبعدون المقاتلين ‘الأجانب’ عن المنطقة.

شكوك

ويتحدث كوكبيرن عن صعوبات دخول برزة على الرغم من الهدنة التي وضعت موضع التنفيذ منذ أيام ورغم أنه يحمل إذنا من الحكومة.

وشاهد كوكبيرن مسجدا أصابته أضرار كبيرة وهناك التقى مع أبو حمزة وبعدها قيادي آخر كان متشككا من وجوده ولكنه بعد ذلك أخذ الصحافي ومرافقيه في جولة ليريهم الدمار الذي أصاب المنطقة.

ويعلق كوكبيرن أن ما شاهده مثير للدهشة لأن المناطق حول برزة لم تتعرض للشيء نفسه والحياة فيها اعتيادية.

ويتساءل في نهاية تقريره إن كانت هناك إمكانية للتوصل لاتفاقيات من هذا النوع في مناطق أخرى من سوريا.

فقد اقترحت الحكومة السورية وقفا لإطلاق النار في حلب ولم يحدث ‘فبعد ثلاثة أعوام من الحرب، الشعب منقسم بسبب الخوف والكراهية، ومن الصعب التوصل لاتفاق هناك لأن الجهاديين هم عنصر هام في المعارضة المحلية’.

هارب من الجحيم

ويبدو حي برزة محظوظا لأنه لم يعان مثل ما عانته المعضمية ولا حي اليرموك. وفي تقرير أعده دان ريفرز، مراسل ‘اي تي أن’ في دمشق وفيه تحدث عن معركة شخص من المخيم للبقاء حيا ‘فقد كان مصطفى حمدان في حالة من الضعف الشديد ويسمع لصوته بصعوبة شديدة، وأخيرا خرج من مخيم اليرموك الذي يحاصره بشار الأسد.

وغطى وجهه النحيل بكوفيته، وجسده الهزيل لا يزن إلا بضع كيلوغرامات أقل من عمره الـ65 ولم يكن يصدق أنه خرج أخيرا من المخيم الذي حاصرته القوات السورية’.

ويقول حمدان ‘إستطعت البقاء من خلال تناولي الحشائش وشجر الصبار’.

وقال إن الطعام هناك كان قليلا وما توفر منه كان ثمنه غاليا- 2 كيلو سكر وأرز تساوي 113 دولار أمريكي. ووصف معاناته بأنه كان يضطر لشرب الماء المضاف إليه بعض البهارات لأيام.. ‘أشعر بالدوخان عندما أمشي’.

وقد سمح لحمدان علي و 15 شخصا من الذين سمح لهم بمغادرة المخيم للمناطق التي تسيطر عليها الحكومة في الإسبوع الماضي، وذلك بعد تفاوض إمام في المخيم مع السلطات كي يسمح للمرضى والمحتاجين.

ويذكر التقرير أن مخيم اليرموك الذي أنشيء في عام 1957 لاستيعاب اللاجئين الفلسطينيين بعد النكبة تحول إلى حي صاخب مليء بالحياة والعمارات السكنية لحوالي 200 ألف.

ومع بداية الإنتفاضة نظر للمخيم باعتباره مرتعا لمعارضة النظام السوري، وبوصول المقاتلين هرب السكان من المخيم وتناقص عدد قاطنيه إلى 81 ألف مواطن.

وفرض النظام الحصار على المخيم حيث كان الشعار ‘استسلام أو جوع. وتأثر الأطفال والنساء والكبار في العمر كلما زاد الحصار وضيق على المخيم.

ممنوع التصوير

وأشار التقرير إلى سلطان (11 عاما) الذي رافق أمه المريضة خارج المخيم وهربا من الحرمان والحصار، والتهم سلطان البسكويت الذي قدمه له عمال الهلال الأحمر السوري حيث وصف الحياة في داخل المخيم ‘الوضع سيء ومخيف جدا جدا، ولا يوجد طعام كاف في الداخل’، قبل أن يتدخل المسؤولون ويمنعوا التصوير وهو ما لم ترغب الحكومة بعرضه عندما سمحت لفريق ‘أي تي أن’ الدخول لبعض أجزاء سوريا التي تسيطر عليها.

ويقول التقرير إن المحادثات الجارية في جنيف كانت القصة الأولى التي احتلت عناوين الأخبار على التلفزيون السوري، وطريقة التغطية لها عكست موقف الحكومة الرسمي: فقد سافر وفدها لجنيف لهدف واحد وهو تحقيق اتفاق يقضي على الإرهاب الأجنبي داخل الأراضي السورية.

إلى حلب

وتحدث ريفرز عن محاولات الحكومة السورية التوصل لوقف إطلاق النار في حلب ‘في الإسبوع الماضي كنت أول صحافي بريطاني يزور المنطقة التي تسيطر عليها الحكومة من المدينة المحطمة وثاني أكبر مدينة في سوريا. وفي الطريق للمركز كانت هناك عشرات البنايات يظهر عليها أثر القصف المدفعي الذي لم يتوقف، وصورتها تذكر بصور الحرب العالمية الثانية’.

ويضيف ‘ولكن في بعض الأحياء الأخرى، كان مفاجئا رؤية الحياة اليومية وهي تسير، المحلات التجارية مفتوحة، والمقاهي تعج بالزبائن، فهذه هي حرب التناقضات الصارخة، والإنقسام المر الذي تصنع عوالم مختلفة، فعلى بعد أميال قليلة هناك جوع وموت ، في جانب الحكومة هناك أطفال يلعبون في المتنزهات وأباؤهم يتبادلون الحديث حول كأس من الشاي’.

ونقل محافظ المدينة محمد وحيد العقاد قدم رواية النظام ‘لا نتوقع الكثير من جنيف-2′، وأضاف ‘نأمل أن تؤدي المحادثات لوقف السلاح والإرهابيين من الدخول لسوريا من الخارج، كلنا سوريون هنا ويجب أن نجلس ونتحدث لبعضنا البعض’.

وقال إن ‘مستوى الضرر هناك يعطي فرصة للأعداء والأجانب الذين يريدون الإضرار بالبلد، فهم يقومون بقطع رؤوس الناس، ليسوا بشرا ويجب التخلص منهم’.

ولاحظ المراسل الصحافي القناصة الذين كانوا يتمركزون على أسطح البنايات فوق مكتب المحافظ حيث يراقبون المناطق الواقعة تحت سيطرة المقاتلين بانتظار هدف على الرغم من تردد الأذان الذي يدعو للصلاة في الشوارع المهجورة في الشمال وغرب المدينة’.

في الريف

ويقدر العقاد عدد المقاتلين بحوالي 50 ألف في داخل حلب وحولها ويسيطرون على المناطق حتى الحدود مع تركيا، اي مساحة 40 ميلا.

ويقول ريفرز ‘كل مسؤول هنا يصف المعارضة المسلحة بالإرهابيين، وهو جزء من رواية النظام حول الحرب الأهلية وأنها ببساطة صراع بين الحكومة والمتطرفين الإسلاميين. ومع ذلك فهذا ليس كل الحقيقة، لان هناك عشرات الآلاف من مقاتلي الجيش الحر لا يزالون يقاتلون للإطاحة بالنظام الديكتاتوري، الذي يقوم كما يقول نقاده بالتعذيب والقتل كما أظهرت كمية من الصور، 55 ألف نشرت الإسبوع الماضي، وكشف عن تفاصيل مرعبة، وعن تجويع وتعذيب منظم لمعارضي نظام بشار الأسد.

في السجن

ورغم أنه من الصعب مقابلة الناجين من سجون الشرطة السرية سيئة السمعة ‘لكن امرأة حدثتني عن صديق لها اعتقل وهو في سيارة وبطريقة عشوائية، واتهم بدعم المقاتلين، ونقل الرجل وهو في الخمسينيات من عمره حيث وضع في زنزانة مع 60 شخصا وعذب وظل في الحجز مدة عام كامل، ولم يتم تقديمه أبدا للمحاكمة ولا توجيه اتهامات له حيث تم الإفراج عنه بدون مقدمات’.

وفي بعض المناطق يحاول الإسلاميون كما يقول ‘اختطاف الثورة’. ويشير إلى بلدة تل حاصل التي تبعد بضعة أميال إلى جنوب- شرق حلب والتي احتلها المقاتلون الإسلاميون لمدة عام تقريبا قبل أن يعيد النظام السيطرة عليها والروايات التي يقدمها سكانها تثير الرعب، فعلى كل بناية من بناياتها شعارات جهادية تؤكد أنها ملك للدول الإسلامية في العراق والشام.

وبدأ سكان البلدة ومعظهم من الأكراد بالعودة إليها، وقالوا إن عددا من سكانها أعدمتهم الدولة الإسلامية لارتكابهم أخطاء بسيطة. وصرخت خاتون آغا (56 عاما) أنهم عادوا لبيوتهم ولم يجدوا أي شيء للأكل أو الشرب وقالت ‘داعش لم تترك أي شيء في البيوت، لقد أخذوا سياراتنا وسرقوا كل شيء، ولا يوجد لدينا أغطية حتى نتدفأ بها’.

ويزعم النظام أن 300 جهاديا اتخذوا من مستشفى ابن خلدون للصحة النفسية مركزا للقيادة حيث قاموا بفرض القوانين القاسية على السكان.

ويقول المسؤول الأمني المحلي إن معظم الجهاديين جاؤوا من الأردن وليبيا والشيشان والسعودية، مع أنه لم يقدم أدلة لتدعيم ما يقول. ولكن مدخل المستشفى يدلل على أن معركة حامية جرت لطرد المقاتلين الإسلاميين حيث تنتشر أحزمة الرصاص الفارغة في كل مكان.

حرب عقائدية

ويعلق الكاتب على الحرب في سوريا ‘قبل ثلاثة أعوام كانت الإنتفاضة السورية ضد نظام بشار الأسد لكنها الآن وفي وبعض الأماكن تبدو كحرب تضع معتقدات ضد بعضها البعض. ففي صيدنايا التي لا تبعد إلا أميالا للشمال من دمشق قام السكان المسيحيون بتشكيل ميليشيا خاصة بهم ‘أبناء صيدنايا’.

ويقول أجياد شيخ وهو مصور شارك في المعركة ضد مقاتلي جبهة النصرة التي لا تزال جثث 20 من مقاتليها المحروقة ملقاة على التلة المحيطة بالبلدة. ويختم الصحافي تقريره ‘يبدو النظام وبشكل متزايد واثقا من نفسه وأنه يملك اليد العليا، فأساليبه الوحشية يبدو أنها تحقق ثمارها، ولا توجد أي ملامح عن نية الجيش تخفيف الحصار على الأحياء المحاصرة مثل اليرموك رغم كل المناشدات لتسهيل المساعدات الإنسانية التي صدرت من جنيف. وفي الوقت الذي قضى فيه حمدان علي نهاية الأسبوع وهو يتعافي من سنة في جحيم الحصار فهو قلق على الآلاف المحاصرين فيه ‘الناس هناك يترنحون مثل السكارى، ولكنهم جوعى’.

مفاوضات عسيرة بخصوص حمص القديمة: السلطات السورية تريد ‘الإجلاء’ والمسلحون يتطلعون لـ ‘الإمداد

كامل صقر

دمشق ـ ‘القدس العربي’ لا يبدو مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي مدركاً بشكل كافٍ لتفاصيل الميدان السوري وتعقيداته عندما يُصرح خلال مؤتمر صحافي أنه ‘بإمكان النساء والأطفال مغادرة حمص القديمة فوراً’، المسألة أعقد بكثير وأصعب من أن تجري فوراً.

تقول مصادر لـ ‘القدس العربي’ في مدينة حمص إن الوساطات والمفاوضات ‘العسيرة’ التي تقوم بها الهيئة الشعبية للمصالحة الوطنية بين مسلحي المعارضة من جهة والحكومة السورية من جهة أخرى بخصوص الوضع في أحياء حمص القديمة تصطدم بعراقيل، أهمها حسب قول المصادر رغبة الفصائل المسلحة في أن تقوم الصفقة على سماح السلطات السورية بإدخال مساعدات غذائية ودوائية لتلك الأحياء وتأجيل البحث بمسألة إجلاء المدنيين من أطفال ونساء، فيما تصر السلطات على أن تنطلق الصفقة من عملية إجلاء المدنيين قبل السماح بإدخال المساعدات وربما عدم السماح بإدخالها.

وحسب مصادر ‘القدس العربي’ يريد مقاتلو المعارضة دخول المساعدات بشكل عاجل لحاجتهم الماسة لها حيث سيتولون توزيعها في حال دخلت فيما لا تريد السلطات إعطاء المسلحين فرصة التزوّد بالإمدادات ولا سيما وأن مواقعهم منهكة ميدانياً.

حي الوعر الذي تسيطر عليه ‘الجبهة الإسلامية’ هو خارج دائرة المفاوضات حالياً، تحاصره وحدات الجيش وتشن عليه مدفعية الجيش ضربات نحو معاقل الجبهة ويقع الحي غرب حمص على طريق حمص ـ طرطوس.

وتضم حمص القديمة أحياء الورشة وباب هود والحميدية وبستان الديوان وتسيطر على حمص القديمة كتائب الفاروق وأغلب المقاتلين الموجودين في حمص القديمة ممن فروا من حي بابا عمرو بعد اقتحام الجيش السوري له.

ويمكن لأعضاء الهيئة الشعبية للمصالحة الوطنية التنقل بين الأحياء التي تسيطر عليها الحكومة والأخرى الواقعة تحت سيطرة المسلحين، ورأس هذه الهيئة الشيخ صالح النعيمي وتضم في أعضائها الأب ميشال نعمان وهو من سكان حمص القديمة التي كانت تضم أغلبية مسيحية بين سكانها إلا أن قسماً كبيراً منهم فر بعد سيطرة كتائب الفاروق عليها وبقي قسم آخر تقول المصادر أن قادة كتائب الفاروق لا يسمحون لهم بمغادرتها.

وترجح مصادر ‘القدس العربي’ أن تجري أول عملية إجلاء للمدنيين من حمص القديمة اليوم الثلاثاء ما لم تتعثر من جديد.

وسبق أن تعثرت عدة محاولات لإجلاء مدنيين من حمص القديمة بعد مفاوضات كانت تجري بين السلطات والمسلحين بوساطة الهيئة الشعبية لكنها تصطدم بمطالب للمسلحين ترفضها الحكومة أهمها طلبات تتعلق بالإفراج عن قادة ميدانيين سابقين من الجيش الحر وكتائب الفاروق، وكانت آخر عملية مفاوضات لإجلاء مدنيين من حمص القديمة قد جرت منذ قرابة عام مضى.

المعارضة السورية والنظام يبدءان في جنيف مناقشة آلية تشكيل هيئة حكم إنتقالية

الائتلاف: معتقلو النظام مدنيون ولا يمكن مبادلتهم بأسرى النظام العسكريين

جنيف ـ وكالات ـ ‘القدس العربي’: بدأت صباح امس الاثنين في مدينة جنيف السويسرية، الجلسة الأولى في اليوم الرابع للمفاوضات بين وفدي النظام السوري والمعارضة، ضمن مؤتمر جنيف2، للبحث في آلية تشكيل هيئة حكم انتقالية تتولى جميع الصلاحيات في البلاد، وبحضور المبعوث الأممي العربي المشترك، الأخضر الإبراهيمي.

وقال المتحدث باسم الائتلاف السوري المعارض، لؤي صافي، قبيل دخوله قاعة الاجتماع، إن ‘مباحثات (امس) تهدف لتناول العملية السياسية، ومناقشة هيئة الحكم الانتقالي’.

ومع مناقشة الجلسة الأولى لموضوع المرحلة الانتقالية، تكون المفاوضات السياسية قد بدأت، بعد أن تناول المجتمعون في الجلسات السابقة، مواضيع إنسانية تتعلق بوقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات، وإطلاق سراح المعتقلين.

وقال مصدر رفيع المستوى في الائتلاف المعارض إن ‘الجلسة الصباحية المشتركة (امس)،’ستشهد عرضا يقدمه أحد أعضاء الهيئة التدريسية في جامعة كامبريدج، ممن أشرفوا على صياغة بيان مقررات جنيف1، في 30 حزيران/ يونيو من العام الماضي.’ وأضاف’المصدر’أن ‘العضو المشارك في صياغة بيان جنيف1، شارك في الاجتماعات التي عقدها الإبراهيمي مع الوفدين كل على حدا’بعد ظهر الاحد، وقدم شرحا عن كيفية كتابة البيان ومضامينه’. وانتهت، الأربعاء الماضي، جلسة افتتاح أعمال مؤتمر ‘جنيف 2′ في منتجع مونترو السويسري بحضور ممثلين عن 40 دولة، قبل أن ينتقل وفدا’النظام السوري والمعارضة إلى جنيف للبدء بمفاوضات مباشرة كان من المقرر أن تبدأ قبل 3 أيام، إلا أنها تأجلت’بحسب ما أعلنه الابراهيمي في مؤتمر صحافي سابق.

وأكد الناطق’الرسمي باسم الائتلاف السوري المعارض، لؤي صافي، أنه لا يمكن تبادل المعتقلين بين النظام والمعارضة، لأن معتقلي النظام هم من المدنيين، واعتقلهم لقيامهم بأفعال مخالفة له بالرأي، أما أسرى النظام لدى فصائل المعارضة، هم عسكريون أسروا في معارك شاركوا فيها في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.

جاء ذلك في المؤتمر الصحافي الذي عقده صافي الاحد في جنيف، وقال فيه، ‘لا’زلنا نبحث في اجتماعات الاحد، في قضيتين تتعلقان بالملف الإنساني، وهما المناطق المحاصرة والمعتقلين، والائتلاف بانتظار السماح لقافلة إنسانية بالدخول إلى حمص، وحتى الآن لم يسمح النظام بدخولها’.

ولفت إلى أن ‘حالة المعتقلين في غاية السوء، ويتعرضون إلى تعذيب ممنهج، وحرمان من الطعام، ومحاكم ميدانية، كما يدفن الموتى منهم في مقابر جماعية’.

وأضاف أن هنالك حالات من الاعتقال ‘تبين مدى إمعان النظام في هذا الملف، من مثل حالة الدكتورة رانيا العباسي، وزوجها وأطفالها الستة، حيث إن جميعهم معتقلون منذ أشهر عديدة، دون قيامهم بأي فعل معادي ضد النظام، مثل حالة’المحامي خليل معتوق،’الذي اعتقل في 2 تشرين الأول/ أكتوبر 2012، وذلك بسبب دفاعه عن المعتقلين في سجون النظام’.

ومضى قائلا بأن هناك أيضا ‘رئيس المنظمة الآشورية، غابريل كورية، الذي اعتقل في 19 كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي، لتطول القائمة إلى أكثر من مئة ألف معتقل’.

وردا على سؤال لأحد الصحافيين حول ضمانات التي يمكن أن يقدمها الائتلاف لدخول القافلة الإنسانية إلى أحياء حمص القديمة المحاصرة، قال صافي، إن ‘أي قافلة مساعدات تدخل إلى حمص، لن تتعرض لأي أذى من الفصائل العسكرية المعارضة، وجميعها تعهدت بحمايتها، في حين أن النظام لم يقدم مثل هذه الضمانات’.

وأشار’صافي في رد على سؤال آخر، إلى أن المفاوضات ستركز على نقطة محورية، وهي تشكيل هيئة الحكم الانتقالية، والائتلاف جاء من أجل ذلك، وسيعمل على مطالبة المجتمع الدولي بالوقوف أمام التزامتها،’وتنفيذ القرار 2118، الصادر عن مجلس الأمن الدولي، والقاضي بضرورة تطبيق كافة بنود اتفاق جنيف1′.

جنيف: المفاوضات لم تبدأ بعد

دينا أبي صعب

في قاعة متوسطة في فندق “لو رويال” في جنيف، طاولة مستطيلة ومقاعد فارغة، تنتظر أعضاء الوفد المعارض المفاوض في جنيف ليبدأوا جلسة حوار ومناقشة بعد انتهاء الجلسة الصباحية التي جمعتهم مع وفد الحكومة السورية في مقر الأمم المتحدة. وبينما حضر وفد المعارضة بأكمله، اقتصر تمثيل وفد النظام على السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري وعدد من المسؤولين. وهي التشكيلة المعلنة من قبل النظام منذ اليوم الأول في المفاوضات، ولا تشمل رئيس الوفد السوري إلى جنيف، وزير الخارجية ، وليد المعلم، ونائب وزير الخارجية، فيصل المقداد، والمستشارة الإعلامية للرئاسة السورية، بثينة شعبان، ووزير الإعلام، عمران الزعبي، الذين يتواجدون في جنيف لكن دون المشاركة في المفاوضات.

حركة صحافيين، وتقنيين ومراقبين، يعملون على تحضير ملفات غير مكتملة لجلسة بعد الظهر، التي لا يعرفون شيئاً بعد عن تفاصيلها. يصل الوفد المعارض، عائداً من جلسة مع المبعوث الدولي إلى سوريا، الأخضر الابراهيمي ووفد الحكومة.

“نأمل خيراً، ولن أضيف كلمة واحدة” يقول رئيس الوفد المعارض، هادي البحرة، لـ”المدن”، لكنه يقبل الإجابة على سؤال في ما إذا تضمنت الجلسة تعريفاً ببيان “جنيف 1″، فيقول “صحيح، حضرها الخبير الذي كتب بيان جنيف 1”.

من جهته، يقول عبد الأحد صطيفو، في حديث لـ”المدن” واصفاً الملفات التي تم نقاشها خلال المباحثات “الجلسة كانت مخصصة لقراءة بيان جنيف1، حضرها الخبير الذي ساهم بكتابة البيان عام 2012”.

ويضيف “فوجئنا بعد قراءة بيان جنيف 1 بـ(وفد النظام) يقدم ورقة فيها خمس نقاط كانت موجودة أصلاً في نص جنيف 1 ولم يكن متفقاً على بحثها اليوم”. ويتابع “فوجئنا بمفردات اعتاد النظام على استخدامها، مثل ذكر جماعات تكفيرية ووهابية وغيرها، ما أدى إلى حصول إشكال بين (وفد النظام) والإبراهيمي لأن هذه المصطلحات لا تستخدم في خطاب دبلوماسي رسمي”.

وحصلت المدن على الورقة التي قدمها وفد الحكومة السورية، والمكونة من خمس نقاط هي :

1- احترام سيادة الدولة السورية

2- عدم السماح باقتطاع اي جزء من سوريا

3-  الحفاظ على الوحدة الوطنية والمؤسسات الوطنية

4- تعزيز العملية الديموقراطية

5- شكل النظام القادم يقرره الشعب السوري على أساس دولة ديموقراطية مدنية.

 تختصر هذه النقاط مخاوف النظام من الكلام الذي يشاع عن تشكيل إمارات إسلامية في المنطقة الشمالية من سوريا، أو إعلان المناطق الكردية انفصالها وتشكيلها لسلطة ذاتية، إضافة إلى أنها تعتبر رداً على مطالب المعارضة بتسلم الهيئة الانتقالية مهام الأجهزة الأمنية السورية.

 من جهته، يقول عضو الوفد المعارض، ميشال كيلو، في حديث لـ”المدن” إن “المفاوضات لم تبدأ بعد، خطاب المعلم قال للعالم بمنتهى الوضوح انتم كلكم ارهابيون وسنحاربكم حتى نهاية العمر، وعليكم ان تؤيدوننا في حربنا ضدكم.. هذا باختصار خطاب المعلم”.

وأضاف “رئيس الوفد النظامي “كلمنجي” لكنه لا يفاوض، ومهمة الوفد ليس التفاوض، إنما إقناع العالم أن أي حل لن يمر إلا ببقاء مؤسسات النظام ورموزه وأشخاصه، وبضرورة فك العزلة عنه”.

 وتابع “هل الـ9 ملايين سوري الذين صاروا خارج البلد ارهابيين؟ الارهاب يتركز في مكان واحد في فقط في سوريا، في السلطة التي تشن حرباً منظمة، إنها الحرب الوحيدة المنظمة التي قررت السلطة خوضها من أجل الكرسي…، عدوهم الوحيد في الدنيا الشعب”.

 وأعتبر كيلو أن النظام “مازال يراهن على جدوى الحل الأمني وهو يماطل لكسب الوقت، النظام يباهي بالحرية في شعاره، وحدة حرية اشتراكية، لكنه تعامل مع المطالبين به بالرفس والدعس في باحات القرى والمدن”.

 بدورها، اعتبرت نائبة رئيس الائتلاف السوري لقوى المعارضة، وأحد أعضاء الوفد المفاوض نورا الجيزاوي في حديث لـ”المدن” أن “النظام يعيش في عزلة دبلوماسية وتصريحاته ترتد عليه وتدينه، اليوم بدأ الجد بفتح الملفات السياسية، وأمامنا مسار طويل من المفاوضات”.

 وقد تنتهي المفاوضات يوم الجمعة المقبل، هذا على الأقل ما صرحت به شعبان، إذ أكدت في حديث للصحافيين أن “الوفد السوري المفاوض سيغادر جنيف الجمعة”، لكن الأجواء العامة في مقر الأمم المتحدة تقول أن جولة مقبلة من المفاوضات ستتم قريباً.

  يأتي ذلك في وقت ما يزال الوفد المعارض يواجه إشكالية كبيرة، تتمثل بعدم جهوزية قائمة المعتقلين التي من المفترض أن تتسلمها الأمم المتحدة.

 يقول أحد أعضاء الفريق التقني المرافق لوفد المعارضة، في حديث لـ”المدن” إن “اللائحة تضم 40 الف اسم تقريباً، لكنها لائحة غير مكتملة، وتتطلب عملاً مضنياً لنتوصل الى لائحة نهائية نتمكن من تقديمها للامم المتحدة”.

 وأضاف “الثغرات الاساسية في هذه اللائحة هي تكرار بعض الاسماء، ووجود اسماء لمعتقلين سابقين تم تسريحهم منذ سنوات مثل سهير الاتاسي الموجودة في وفد المعارضة المفاوض في جنيف”، إضافة إلى “عدم توثيق زمن الاعتقال ومكانه ومكان وجود المعتقلين حالياً في كل الحالات الممتوفرة لدينا، وهذا يعود الى ان بعض الاشخاص الذي عملوا على التوثيق قاموا أحياناً بمبادرات قد تكون فردية غير مرتكزة على خبرات سابقة أدت إلى وصولنا إلى هذا الخلل، ونحتاج الى يومين أو ثلاثة لنتوصل إلى لائحة نهائية”.

جنيف: يوم آخر بلا نتائج

دينا أبي صعب

لا جلسة مسائية، الثلاثاء، في المفاوضات في جنيف. جلسة صباحية وحيدة، حامية، قرأ فيها المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا، الأخضر الابراهيمي بنفسه، مقررات “جنيف 1″، ولم يصل فيها إلى نقطة التقاء بين الوفدين السوريين.

إلغاء الجلسة المسائية تم بموافقة الطرفين، هذا ما يوضحه الإبراهيمي، في المؤتمر الصحافي الذي عقده مساء الثلاثاء. وأضاف “لم أتعرض لأي ضغط لإلغاء الجلسات المسائية اليوم”، مشيراً إلى أن المفاوضات لم تحقق “أي اختراق حتى الأن لكننا نسعى إلى ذلك”، مؤكداً من جديد أن “المفاوضات في جنيف لم تكن سهلة في أي وقت”. ورفض الإبراهيمي الإجابة على سؤال حول ورقة تتعلق بمسألة المناطق المحاصرة، قدمها وفد المعارضة، لكن مصادر في المعارضة قالت لـ”المدن” إن الورقة تمحورت حول “فك الحصار عن المناطق المحاصرة من قبل النظام والمعارضة”.

وكانت التصريحات  الصادرة الثلاثاء، توضح بأن ما أوصى به الإبراهيمي خلال مؤتمره الصحافي، الاثنين، عندما طلب من الطرفين التخفيف من حدة التصريحات للإعلام، لن يلقى آذاناً صاغية، إذ جاء الرد الأول من نائب وزير الخارجية السورية، فيصل المقداد خلال مؤتمر صحافي، الثلاثاء، قال فيه “هذا رأي الإبراهيمي”.

واتهم المقداد الوفد المعارض بأنه “غير مسؤول وكاذب ولا يمون على أي شيء، والمسلحون يحتجزون المدنيين رهائن من أجل وصول إمدادات الأمريكيين إلى المسلحين لكي يستمروا في قتل الأبرياء السوريين”.  من جانبها لم تكن المعارضة أحسن حالاً، ففي الوقت الذي يشيد فيه الابراهيمي بالتزام رئيس الفريق المعارض في المفاوضات، هادي البحرة، بتوصية الابراهيمي حيال التصريحات، كان أعضاء آخرون في الوفد المعارض لا يتوقفون عن إطلاق التصريحات النارية، الأمر الذي يشي بحجم الهوة بين الطرفين، التي قد لا يكفي “جنيف 2” لردمها.

 مصدر في فريق المعارضة، قال في حديث لـ”المدن” إن عنوان الجلسة الصباحية هو “راوح مكانك”، مشيراً إلى أن “وفد النظام أخرج بياناً بعد انتهاء الابراهيمي من قراءة بيان “جنيف1″، لكن المعارضة رفضت مناقشته باعتباره إضاعة للوقت وحرف للمفاوضات عن مسارها الطبيعي”. وأضاف “المتحدث باسم النظام قال للابراهيمي، جئنا للتكلم عن الإرهاب، وأنت تعرف ذلك”،  وأكد أن المعارضة قدمت ورقة عمل خاصة بها “تضمنت رؤيتها للحل في “جنيف 2″ على قاعدة جنيف1”.

 وحول الورقة التي قدمتها المعارضة، قال عضو الائتلاف المفاوض، محمد صبرا، في حديث لـ”المدن” إن “الورقة تضمنت شرحاً مفصلاً لمراحل تطبيق الحل السياسي، يبدأ بإنشاء هيئة حكم انتقالي كاملة”،  مشيراً إلى أنه يفترض بـ”السلطات التنفيذية” التي ستتسلم زمام الحكم في سوريا “أن تكون قادرة على تأمين البيئة المحايدة لعملية انتقال سياسي مثمر في سوريا يفضي إلى تحقيق دولة تعددية تقوم على احترام حقوق الإنسان”.

بدوره، يرى عضو الوفد المعارض، عبد الأحد اصطيفو في حديث لـ”المدن” أن “الهيئة الانتقالية هي على رأس الأولويات بالنسبة لوقف العنف”.

ورداً على سؤال “المدن” حول أسباب رفض المعارضة مبدأ خوض انتخابات ديموقراطية لتحديد هوية الرئيس المقبل في سوريا، رد اصطيفو “كل الناس يعرفون تركيبة النظام في سوريا، عن أي انتخابات تتكلمون؟”.

 من جهة ثانية، أشار عضو الفريق المعارض، برهان غليون، في حديث لـ”المدن”، أن المعارضة “لن تناقش أي ورقة خارج “جنيف1″، ومحاولات النظام في الالتفاف عليه مكشوفة”.

وأضاف “الاستخدام المفرط للسلاح سياسة متبعة من قبل النظام، ولن يتغير هذا الواقع إلا بفعل ضغط دولي تقوم به الدول الكبرى”.

 في المقابل، اعتبر نائب وزير الخارجية السورية، فيصل المقداد، في حديث للصحافيين أن “رحيل (الرئيس السوري بشار) الاسد هو وصفة جاهزة لدمار سوريا” معتبراً أن وجود الأسد على رأس السلطة هو “ضمانة لتجاوز هذه الازمة”.

ووجه المقداد اتهاماً مباشراً للولايات المتحدة باعتبارها “تمد الإرهابيين بالسلاح” وقال إن “هذا لا يجوز بموجب اتفاق جنيف1” الذي ترعاه الولايات المتحدة.

ويأتي كلام المقداد، بعد البيان الذي طرحه فريق الحكومة السورية، صباح الثلاثاء، وقدمه باعتباره “صادراً عن اجتماع جنيف”، وجه فيه النظام خطاباً حاداً للولايات المتحدة لأنها “اتخذت قراراً باستئناف تسليح المجموعات الإرهابية في سوريا”، على الرغم من اعتبارها طرفاً راعياً لمبادرة التفاوض في جنيف.

 press-rel.jpgواعتبر البيان، الذي حصلت “المدن” على نسخة منه،(نصه مرفق) أن القرار الأميركي “الاستفزازي يعد مخالفة صريحة لأحكام مجلس الأمن رقم 1373، حيث تأكد للجميع وصول السلاح الأميركي إلى منظمات إرهابية مدرجة على قائمة الإرهاب الدولي”.

ودعا البيان أميركا “والدول الأخرى التي تزود الإرهابيين بالسلاح الى الكف فوراً عن هذا السلوك غير المسؤول الذي من شأنه تقويض مؤتمر “جنيف 2″ وإفشال الجهود المبذولة لضمان نجاحه”.

 وطالب فريق الحكومة السورية المفاوض، وفد المعارضة السورية التوقيع على البيان داخل الجلسة الصباحية، لكن الطلب قوبل بالرفض. وفي حديث لـ”المدن” اعتبر عضو الوفد المعارض، عبيدة نحاس، أن “النظام أراد من خلال تمرير هذه المحاولة تضييع عملية التفاوض وحرفها عن مسارها، وهو سلوك واضح يدل على عدم جدية الوفد النظامي في المفاوضات”.

 إلى ذلك، تستأنف الجلسات التفاوضية، الأربعاء، على الأقل في جلسة صباحية، قال مصدر في الوفد المعارض لـ”المدن” إنها “ستتناول الوضع الإنساني في حمص وغيرها من المناطق”، الذي أجمع المتحدثون باسم النظام حتى الآن أنه “لا مانع من طرح هذه النقطة”، لكن عدم التوصل إلى أي حل في أي من الملفات المطروحة على طاولة المفاوضات، يضع الملف الإنسانس كما الملفات الباقية أمام احتمالات بمعظمها سيئة، ولا سيما أن النظام يشتكي من قناصة المعارضة، والمعارضة تتهم النظام بفرض حصار عسكري حاد على بعض أحياء حمص، واستخدام المدنيين هناك كحواجز بشرية ووسائل ضغط.

 حتى الآن لا حل، وكل الآمال أن يجد الابراهيمي، ثغرة، يعبر منها إلى ضوء آخر النفق في الأزمة السورية المستمرة، ويضع حداً لهذه المفاوضات التي قطع فيها التواصل على خطي المخاطبة والتلقي.

وفدا الحكومة والمعارضة السوريان يبدآن بحث «جنيف 1»‎

يبدأ وفدا الحكومة والمعارضة السوريان إلى مفاوضات جنيف، اليوم، البحث في وثيقة «جنيف 1» التي يختلفان على تفسيرها والتي تنص على تشكيل هيئة حكم انتقالي، البند الأكثر تعقيداً في المفاوضات.

وأقر الوسيط المكلف من جامعة الدول العربية والأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي، أمس، بأن «المفاوضات التي انطلقت السبت الماضي بتأخير يوم لم تنجز الكثير»، إلا أنه حيّا إرادة الطرفين بالاستمرار.

كذلك، التقى الوفدان في حضور الإبراهيمي في مقر الأمم المتحدة في العاصمة السويسرية، قبل ظهر اليوم، بعد عقبات برزت، أمس، نتيجة خلاف على أولويات البحث وتسببت بتصعيد حدة الخطاب وبتأجيل الانتقال إلى الشق السياسي.

وكان الإبراهيمي قد أعلن في نهاية يوم المفاوضات في مؤتمر صحافي، مساء أمس، أن «غداً سنضع على الطاولة بيان «جنيف 1»، وبالطبع الطرفان يعرفانه جيداً». وأضاف «بعد ذلك، سنقرر معهم كيف نناقش البنود العديدة في هذا البيان؛ وبينها تشكيل هيئة الحكم الانتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة»، مشيراً إلى أنهم لن يبدأوا بالتأكيد بهذا الموضوع لأنه الموضوع الأكثر تعقيداً.

وينص اتفاق «جنيف 1»، الذي تم التوصل إليه في مؤتمر غاب عنه كل الأطراف السوريين في حزيران/ يونيو 2012، على تشكيل حكومة من ممثلين عن النظام والمعارضة بصلاحيات كاملة تتولى المرحلة الانتقالية. وتعتبر المعارضة أن نقل الصلاحيات إلى الحكومة يعني تنحي الرئيس السوري، إلا أن النظام يرفض مجرد التطرق إلى مسألة الرئيس، معتبراً أن هذا الموضوع يقرره الشعب السوري من خلال صناديق الاقتراع، كما يشكك في تمثيلية المعارضة. كما ينص الاتفاق، الذي وضعته الدول الخمس الكبرى وألمانيا والجامعة العربية، على وقف العمليات العسكرية وإدخال المساعدات الإنسانية وإطلاق المعتقلين والحفاظ على مؤسسات الدولة.

وعلى عكس الأيام الثلاثة الماضية، التأمت جلسة اليوم من دون أن يمر أعضاء الوفدين في حديقة قصر الأمم، حيث يتجمع الصحافيون صباحاً في انتظارهم كل يوم وحيث تنصب محطات التلفزة خيماً لها للنقل المباشر.

وكان الإبراهيمي قد جدد، أمس، الطلب من أعضاء الوفدين التزام الحذر والتحفظ في تصريحاتهم، فيما طرح وفد النظام خلال الجلسة ورقة عمل تتضمن «المبادئ الأساسية لإنقاذ سوريا مما تتعرض له من إرهاب تكفيري»، بحسب ما ذكر مصدر مقرب من الوفد. كما رفض وفد المعارضة النقاش فيه، مشدداً على أن الهدف الأساسي من «جنيف 2» هو البحث في «جنيف 1» وبالتحديد في هيئة الحكم الانتقالي. وعلى أثره، رفع الإبراهيمي الجلسة حيث اقتصرت مفاوضات بعد ظهر أمس على لقاءات بين الإبراهيمي وكل وفد على حدة.

من جهته، قال عضو وفد المعارضة المفاوض لؤي صافي في مؤتمر صحافي «لا نعوّل على جهة النظام، نعرف أساليبه ونأمل أنه سيبدأ بتغييرها. سنكون صبورين».

ميدانياً، كان الإبراهيمي قد أعلن أنه تلقى وعداً من السلطات السورية بالسماح للنساء والأطفال المحاصرين منذ 18 شهراً في وسط حمص بمغادرة المدينة، بحسب قوله الأحد الماضي.

إلا أن المعارضة تصر على وصول المساعدات أولاً وتعبر عن خشيتها على أمن الذين سيخرجون والرجال الذين سيبقون، ويرجح أن بينهم العديد من المقاتلين.

وبالنسبة إلى المعتقلين، قالت المعارضة إنها قدمت قائمة بأسماء 2300 طفل وامرأة في سجون النظام، وإنها تعدّ قوائم أخرى يتجاوز عدد الأسماء فيها الأربعين ألفاً، فيما ردت الحكومة السورية بأنه ليس لديها معتقلون أطفال، مطالبة بقائمة بأسماء المخطوفين والمفقودين لدى المجموعات المسلحة.

(الأخبار، أ ف ب)

ناشطون في حمص يناشدون المعارضة فك حصارهم

أكد ناشطون سوريون أن الحصار على حمص دخل الثلاثاء يومه الـ 600 وطالبوا المعارضة العمل على فكه. وأكدت اللجنة الدولية للصليب الاحمر أن الحكومة السورية لم تتخذ أي اجراءات تسمح بمغادرة النساء والأطفال ودخول قوافل المساعدات.

بيروت: طالب ناشطون في مدينة حمص بفك كامل للحصار عن الاحياء التي يسيطر عليها المعارضون وسط المدينة والذي يدخل الثلاثاء يومه ال600، وذلك في نداء الى وفد المعارضة السورية في مفاوضات جنيف-2.

ويأتي النداء بعد يومين من اعلان الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي سماح النظام بمغادرة النساء والاطفال من الاحياء المحاصرة، معربا عن امله في دخول قوافل مساعدات انسانية اليها. الا ان هذه الخطوات لم تنفذ بعد.

وقال البيان الذي نشر مساء الاثنين على مواقع التواصل الاجتماعي “نحن عدد من نشطاء حمص المحاصرة (…) نؤكد لكم (وفد المعارضة) وللعالم اجمع ان مطلب المحاصرين لا يقتصر على ادخال المساعدات الانسانية فقط واستمرار واقع حصارنا على ما هو عليه”.

وتابع البيان “يجب عليكم ان تضعوا في حسبانكم ان لا مطلب لنا ادنى من كسر الحصار وتأمين ممرات آمنة توفر الخروج والدخول للراغبين بذلك دون المرور بحواجز النظام التي تحيط بالمنطقة المحاصرة”.

واعتبر ان “ما دون ذلك لن يكون الا حلولا آنية وغير مجدية سرعان ما تفقد بريقها دون ان تستطيع وضع حد لمأساة الحصار”.

وقال الناشطون ان في الاحياء المحاصرة في حمص القديمة “عشرات الحالات الطبية التي تحتاج لعمليات جراحية، واكثر من 250 عائلة تعيش اهوال الحياة في داخل الحصار” المستمر منذ حزيران/يونيو 2012. واوضح الناشط يزن الذي نشر البيان على صفحته الخاصة على موقع “فيسبوك”، ان الحصار يدخل الثلاثاء يومه الـ 600.

وكان الابراهيمي اعلن مساء الاحد من جنيف ان “الحكومة السورية ابلغتنا ان النساء والاطفال يستطيعون المغادرة فورا”، مضيفا “هناك امل انه اعتبارا من الغد (الاثنين)، يستطيع النساء والاطفال مغادرة حمص القديمة”، آملا في دخول قوافل مساعدات الى هذه الاحياء في اليوم نفسه.

الا ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر اكدت امس ان اي اجراءات لم تتخذ بعد من قبل الحكومة السورية لاتاحة المجال امام خطوة مماثلة. واكد ناشطون عدم دخول اي مساعدات امس، مشيرين الى ان نحو 200 امرأة وطفل، اي ما يمثل نحو نصف النساء والاطفال في حمص القديمة، مستعدون لمغادرة هذه المناطق التي تحاصرها القوات النظامية.

ووجه رجل الدين اليسوعي الهولندي الاب فرانس فان در لوغت في شريط عبر موقع “يوتيوب”، نداء من الاحياء المحاصرة، مؤكدا ان الوضع اصبح “غير محتمل” وان المدينة في حاجة ماسة الى الغذاء والمواد الطبية.

والثلاثاء، نقلت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) عن محافظ حمص طلال البرازي قوله ان “فرق العمل من الشرطة النسائية والأطباء والهلال الأحمر العربي السوري جاهزة لترتيب خروج المدنيين من مدينة حمص القديمة فور وصول رد الممثل المقيم للأمم المتحدة الذي يتابع التنسيق مع المجموعات المسلحة داخل المدينة القديمة”، في اشارة الى المقاتلين.

ونقلت الوكالة عن البرازي تأكيده ان “المحافظة تعمل منذ أربعة أشهر من أجل تأمين خروج المدنيين من المدينة القديمة”، آملا في “في النجاح بإخلائهم بالتعاون مع ممثلي الأمم المتحدة و(اللجنة الدولية لـ ) الصليب الأحمر”.

كما اشار الى ان المحافظة “طلبت من الصليب الأحمر المساعدة من أجل تأمين خروج الأب فرنسيس و73 مدنيا محتجزين في دير الآباء اليسوعيين في حي بستان الديوان”. وقال الناشط يزن لوكالة الصحافة الفرنسية ان الاب اليسوعي بقي في المدينة “لمساعدة المسيحيين على مواصلة ممارسة طقوسهم الدينية، وترأس الصلوات للمسيحين من كل المذاهب”.

واوضح انه “الاب الوحيد الذي بقي في حمص، ويساعد المسيحيين على حل مشكلاتهم عندما يصيبهم شيء”. وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، يتواجد نحو ثلاثة آلاف شخص في الاحياء المحاصرة في حمص. وتشهد اطراف هذه الاحياء معارك بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، وسط قصف شبه يومي يطاولها.

وتعاني هذه الاحياء نقصا حادا في الاغذية والمواد الطبية، ما يجعل استمرار الحياة فيها تحديا يوميا. ودانت منظمات انسانية عدة الحصار على احياء حمص القديمة، وطالبت طرفي النزاع السوري بتسهيل الدخول الفوري لقوافل المساعدات الانسانية.

الابراهيمي: لم نحقق اي تقدم بعد في جنيف-2 لكن الوفدين باقيان

أ. ف. ب.

جنيف:  اعلن الموفد الدولي الخاص الى سوريا الاخضر الابراهيمي في مؤتمر صحافي عقده اليوم الثلاثاء في جنيف ان المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة لم تحقق اي تقدم بعد، مؤكدا على صعوبتها، ومشيرا الى ان وفدي النظام والمعارضة باقيان رغم الصعوبات.

وقال الابراهيمي في نهاية يوم شهد تعليقا لجلسات بعد الظهر نتيجة تمسك كل فريق برايه بالنسبة الى موضوع البحث، “اكرر ان هذه مفاوضات صعبة. لم تكن سهلة اليوم ولم تكن سهلة خلال الايام الماضية ولن تكون سهلة في الايام المقبلة”.

 الا اكد ان “لا احد (من الطرفين) يغادر ولا احد يهرب”.

واضاف ان المجتمعين اليوم “ناقشوا العديد من الامور. لم نحقق اي تقدم”.

 وقال الوسيط المكلف من جامعة الدول العربية والامم المتحدة ان المعارضين “قدموا اليوم تصورهم لكيفية تطبيق بيان حزيران/يونيو الصادر في 30 حزيران/يونيو” والمعروف بجنيف-1.

واشار الى ان “الحكومة لم تقدم تصورها بعد لذلك”.

 وتابع “اقترحت عليهم الا نجتمع بعد الظهر (اليوم) وان نحضر انفسنا كلنا لما يمكن ان يكون جلسة افضل غدا”.

واعلن وفد المعارضة المفاوض الثلاثاء انه قدم خلال الجلسة الصباحية المشتركة رؤيته “لسوريا القادمة، سوريا الجديدة، سوريا المدنية التعددية الديموقراطية التي تضمن حق المواطنة والمساواة لكل ابنائها بغض النظر عن الجنس والدين والمذهب او القومية او الاتنية”، وكيفية “تطبيق هيئة الحكم الانتقالي بصلاحيات شاملة، وان وفد النظام “رفض مناقشة الموضوع”.

 في المقابل، طالب وفد النظام خلال الجلسة باصدار بيان يدين قرار الولايات المتحدة تزويد المعارضة السورية باسلحة.

ووصف نص البيان المقترح الذي وزع على الصحافيين القرار بانه “استفزازي” ومن شانه “تقويض مؤتمر جنيف-2”.

وقد جاء تعليقا على تقرير لوكالة انباء “رويترز” تحدث عن قرار “سري” للكونغرس الاميركي قضى بالموافقة على تمويل عمليات تسليم اسلحة الى الكتائب السورية “المعتدلة” التي تقاتل ضد النظام.

وردا على سؤال حول هذا الموضوع، قال الابراهيمي ان المسالة ليست “بيانا رسميا” بل سمع عنه في الاعلام.

 لكنه اكد ان “روسيا واميركا تشتغلان معنا في اطار اللقاءات الثلاثية بين روسيا والولايات المتحدة والامم المتحدة”، وهما “جادتان وتريدان لهذا المسعى ان ينجح”.

وقال انه يتطلع في المستقبل للتعاون مع ايران “لتقوم بدورها وتتحمل مسؤوليتها كدولة هامة في المستقبل”.

 وكان الابراهيمي مؤيدا لدعوة ايران الى مؤتمر جنيف-2، غير ان الاميركيين رفضوا مشاركتها ما لم تعلن علنا موافقتها على جنيف-1، كما هددت المعارضة السورية بالانسحاب من المؤتمر في حال دعوة ايران.

الإبراهيمي: بحث «جنيف1» اليوم.. والحكم الانتقالي لن يكون البند الأول للمناقشة

واشنطن تستأنف الدعم العسكري للمعارضة.. والأخيرة ترفض ورقة الحكومة

جنيف: مينا العريبي

انتهى اليوم الثالث من مفاوضات «جنيف2» من دون إحراز تقدم يذكر، إذ اصطدمت المحادثات منذ الجلسة الأولى لبحث الحل السياسي برفض وفد الحكومة السورية بحث بيان «جنيف1»، الذي يعتبر أساسا للمفاوضات التي يشرف عليها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي. وبدلا من بحث بيان جنيف، وفرص المضي قدما بعملية سياسية تنهي الأزمة السورية، قدم وفد الحكومة السورية وثيقة «مبادئ أساسية» أراد من وفد المعارضة السورية القبول بها كأساس للتفاوض. وأكد منذر ابقيق الناطق باسم الوفد المعارضة ومستشار رئيس الائتلاف السوري لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نرفض الوثيقة، بل نرفض حتى أن ننظر إليها، فبيان (جنيف1) الوثيقة الوحيدة التي تهمنا هنا». ويذكر أن الإبراهيمي أكد أكثر من مرة أن الهدف من اجتماعات الطرفين السوريين تطبيق بيان جنيف. وأضاف ابقيق أن الحكومة السورية «تعرف جيدا بيان (جنيف1) ولكنها تريد تجاهله»، وتتجاهل العنصر الأساسي في بيان (جنيف1) وهو نقل السلطة إلى آلية حكم انتقالي.

وعقد الإبراهيمي مؤتمرا صحافيا بعد الانتهاء من لقاءات منفصلة عقدها مع الوفدين السوريين عصر أمس، بعد جلسة مشتركة مقتضبة صباح أمس. وبدا أنه متعب، قائلا إنه لم يحرز تقدما ملموسا في اللقاءات التي جرت، قائلا: «لا توجد معجزة هنا»، ولكنه أوضح: «إنني مسرور بأن يبدو أن هناك عزيمة لمواصلة المحادثات – لم نتوقع معجزة، لا توجد معجزات هنا، سنتواصل لنرى إذا من الممكن تحقيق شيء هنا». وناشد الوفدين، و«من يقف وراءهما» أن «يفكروا بالشعب السوري». ولفت الإبراهيمي إلى أن عقد بدء عملية التفاوض واستمرار جولة المفاوضات رغم المخاوف من انهيارها «خطوة صغيرة جدا، والتقدم الذي حصلنا عليه قد يتراجع». وأضاف: «نأمل أن الأطراف ستتعاون وأن من لديه النفوذ على الطرفين يساعدنا».

وحول مسار المفاوضات حول الحل السياسي في جنيف، قال الإبراهيمي: «ناقشنا وثيقة قدمتها الحكومة للمبادئ الأساسية، غالبيتها في بيان جنيف أساسا، و(اليوم) سنتحدث عن وثيقة جنيف نفسها». وأضاف: «نحاول أن ننفذ خطة جنيف الحقيقية التي ترمي إلى إنهاء الحرب وتمكين الشعب السوري من تحقيق طموحاته المشروعة وبناء سوريا الجديدة، كيف نطبق هذا؟ إنه أمر ليس سهلا»، موضحا: «هدفنا إنهاء الحرب وبداية بناء الدولة الجديدة». وحول آلية مناقشة بيان جنيف اليوم، قال الإبراهيمي: «كل طرف يعرفه وسنناقش معهم كيف يتم تطبيق أجزائه العدة، من بين تلك النقاط آلية الحكم الانتقالي، ولكن لن يكون البند الأول الذي سنناقشه لأنه الأصعب».

ورفضت المعارضة السورية أمس مساعي الحكومة السورية لفرض وثيقة جديدة على طاولة المفاوضات، إذ أكد ابقيق أن الوثيقة الوحيدة المقبولة هي بيان جنيف الذي صادق عليه مجلس الأمن الدولي، ولكن المستشارة الإعلامية للرئيس السوري بثينة شعبان أكدت التزام الحكومة السورية بهذه الوثيقة: «من أجل وجود أرضية مشتركة لهذا الحوار من أجل سوريا والشعب السوري قدمنا ورقة سياسية.. نعتقد أنه لا يختلف عليها اثنان، وهي الاحترام لأرض الجمهورية العربية السورية ووحدة أراضيها ورفض كل أنواع التدخل الخارجي ورفض الإرهاب والمحافظة على الدولة… وفوجئنا بأن الطرف الآخر قد رفض هذه المبادئ التي أعتقد أن كل سوري طبيعي يحب بلده يقبلها». وأضافت أن على الرغم من عدم الاتفاق على الوثيقة السياسية فـ«ستستمر المحادثات لأن السيد الإبراهيمي أراد أن نبدأ بنقاط لا يختلف عليها اثنان، لم نرد أن نبدأ بالنقاط الخلافية».

ومن المتوقع أن يقدم أحد أعضاء فريق الإبراهيمي صباح اليوم إطارا حول كيفية بحث الانتقال السياسي لمنع التصادم بين الوفدين. وهناك قضايا شائكة عدة على الوفدين بحثها مثل إذا ما سيكون انتقالا سياسيا بناء على الدستور الحالي أم وضع دستور مؤقت أو إقرار قانون جديد لنقل السلطة في البلاد.

وتواصلت الحرب الإعلامية بين وفدي الحكومة والمعارضة السورية أمس، إذ حرص الطرفان على الإدلاء بأكبر عدد ممكن من التصريحات، كل طرف يدعي الالتزام بـ«جنيف1»، ومعتبرا الطرف الآخر المعرقل. وظهر على الإبراهيمي الامتعاض من هذه التصريحات، قائلا: «من الطبيعي أن الطرفين يتحدثون مع الإعلام، لكن أرى أن التصريحات الإعلامية أكثر من المطلوب، وقلت لهم إن عليهم أن يتصرفوا بمسؤولية وأن يحترموا سرية المحادثات، وإذا لم تحترموها فعلى الأقل لا تبالغوا في التصريح». ولفت إلى إشاعة دارت بين الصحافيين أمس أن الإبراهيمي وبخ وفد النظام، نافيا أن يكون قد حدث أي شيء من هذا القبيل، موضحا: «إنني لا أوبخ، هذا ليس من طبعي». وأضاف الإبراهيمي: «طلبت من أعضاء الوفدين أن يكونوا حذرين في التصريحات».

وأقر الإبراهيمي بأن «المحادثات الإنسانية لم تقدم الكثير مع الأسف.. أطلب من الطرفين أن يفعلوا شيئا بالنسبة للمناطق المحاصرة من قبل طرف أو آخر، وما زلت أطلب أن يحدث شيء حول هذه المناطق، إذا كانت محاصرة من قبل الحكومة أو الجماعات المسلحة». وعبرت المعارضة عن امتعاضها من عدم تطبيق اتفاق رفع الحصار عن المدينة القديمة في حمص، وهي كانت أولى خطوات «إجراءات بناء الثقة» الهادفة إلى جعل المحادثات في إطار أكثر إيجابية لكن لم تحرز نتيجة. وأوضح الممثل الأممي والعربي: «أعتقد أن إجراءات بناء ثقة يجب أن تضع الأرضية لأجواء بناءة، ومع الأسف لم تحدث قبل لقائنا على الرغم من حديثنا عنها لوقت طويل.. كنا نتمنى إطلاق المعتقلين وإعطاء الغذاء للرجال والنساء والأطفال، وسنواصل مطالبنا بذلك». ولكن ستتواصل المحادثات من دون إحراز تقدم في تلك الملفات، إذ أوضح الإبراهيمي: «أعتقد أننا مسرورون ومتشجعون أن هذا المؤتمر نعمل عليه منذ مايو (أيار) الماضي». وأضاف: «مع الأسف الشديد لا يوجد اتفاق على وقف إطلاق نار أو على الأقل تخفيف مستوى العنف الممارس في سوريا»، موضحا: «في الكثير من عمليات السلام يبدأ الحديث عن الحل من دون وقف القتال، ولكنه شيء مؤسف.. كلامنا عن رفع الحصار كله دعوة إلى تخفيف معاناة الناس». وأكد الإبراهيمي أن «قافلات الغذاء ومواد غذائية جاهزة ستدخل من الأمم المتحدة» في حال وافقت الحكومة السورية. واعتبر وزير الإعلامي السوري عمران الزعبي أن المطالبة برفع الحصار عن 500 عائلة محاصرة في حمص «محاولة لمكسب سياسي» من قبل المعارضة، في إشارة جديدة إلى رفض الحكومة الموافقة على رفع الحصار، معتبر أن «ملفات المساعدة الإنسانية ليس لها صلة بوجودنا أو عدم وجودنا في مؤتمر جنيف».

ونددت الولايات المتحدة وبريطانيا برفض الحكومة السورية رفع الحصار عن حمص، وطرحها مقترحا آخر أول من أمس وهو إجلاء النساء والأطفال من حمص. وشرح السفير البريطاني المخول التعامل مع المعارضة السورية جون ويلكس: «لنبقِ الأمور بسيطة، يحب أن يسمح النظام بدخول القافلات الإنسانية، وبعدها يمكن للشعب أن يقرر، يبقى أو يغادر».

ومن جانبه، قال ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ايدي فازغيس: «على النظام السوري أن يوافق على دخول القافلات إلى المناطق، وهي بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية في مدينة حمص القديمة، الأمر حرج والناس تعاني من التجويع… ما طرحه النظام، وهو إخلاء النساء والأطفال، ليس كافيا، يجب أن يكون للمدنيين حرية الحركة ويجب أن لا يجبر أهالي حمص على ترك بيوتهم وتمزيق عائلاتهم من أجل الحصول على الغذاء والمساعدات».

ومن جهة أخرى، من المتوقع أن ينضم ممثلون عن المجموعات المسلحة إلى المستشارين لوفد المعارضة السورية في جنيف، في الجولة المقبلة، والمتوقع أن تكون بعد أسبوعين، أي بعد انتهاء الجولة الحالية يوم الجمعة المقبل وبعد استراحة لمدة أسبوع.

ومن جنيف، أكدت الإدارة الأميركية قرارها لاستئناف المساعدات العسكرية غير الفتاكة للمعارضة السورية. وأكد مسؤول أميركي لـ«الشرق الأوسط» أن الإدارة «اتخذت قرار استئناف المساعدات غير الفتاكة، وقد بدأ ذلك فعلا بالنسبة للجهات غير المسلحة في المعارضة، بينما توصيل المساعدات لمجموعات مسلحة سيستأنف فور التأكد من سلامة خطوط إيصالها، وهذا سيكون قريبا جدا». وتشمل المساعدات أجهزة اتصالات وسيارات إسعاف ومولدات كهربائية ومساعدات غذائية وطبية، إضافة إلى معدات مكتبية للمجالس المحلية ومجالس المحافظات ومنظمات المجتمع المدني. وتؤكد الإدارة الأميركية أن المساعدات لا تشمل أسلحة أو ذخائر. وكانت واشنطن قد علقت إرسال المساعدات للمعارضة السورية الشهر الماضي بعد استيلاء مجموعات متطرفة على مخازن الأسلحة التابعة للجيش الحر. واتخذت بريطانيا نفس الإجراء، كما أغلقت تركيا حدودها مع سوريا بعد تزايد المخاوف من نمو قوة الجهاديين المتطرفين المرتبطين بتنظيم القاعدة في شمال سوريا. ويشير المحللون إلى أن استئناف المساعدات غير القتالية سيعزز من موقف المعارضة السورية على الأرض، كما ينظر إليها على أنها مكافأة من الولايات المتحدة للمعارضة لمشاركتها في محادثات السلام الجارية مع حكومة بشار الأسد في جنيف.

حروب أروقة جنيف تتجاوز السياسيين إلى الصحافيين

المؤيدون والمعارضون يتلاسنون ويشتمون بعضهم ويتنافسون على الميكروفونات

جنيف – لندن: «الشرق الأوسط»

تدور معركة كلامية حادة في مقر الأمم المتحدة في جنيف ليس بين فريقي التفاوض الممثلين للحكومة السورية والمعارضة وفقا لـ«جنيف2» من أجل إنهاء النزاع في سوريا، بل بين الصحافيين المرافقين للوفدين. ففي الحديقة التي أقامت فيها محطات التلفزة خيمها الخاصة بالبث المباشر، يلتقي «الإخوة الأعداء»، بعضهم يستفز الآخر، يتلاسنون، وأحيانا يشتمون بعضهم. ويحاول كل من الفريقين فرض وجهة نظره، بطريقة غالبا ما تفتقر إلى أدنى درجات اللياقة، ويدعي كل منهما أن فريقه يمثل الشعب السوري، وأنه على حق.

ويتنافسون في المؤتمرات الصحافية على الميكروفونات من أجل طرح الأسئلة، إلى درجة أن وسيط جامعة الدول العربية والأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي سأل في مؤتمره الصحافي الأول يوم الجمعة: «هل كل الموجودين في هذه القاعة سوريون؟».

فإذا كان ممثلو النظام السوري والمعارضة يلتقون للمرة الأولى في الغرفة نفسها منذ بداية عام 2011، فالأمر سواء بالنسبة إلى وسائل الإعلام المؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد، وتلك المناهضة له، علما أن وسائل إعلام المعارضة لم تكن موجودة في سوريا قبل بدء حركة الاحتجاج الشعبية ضد النظام السوري، وإن وجدت بعض الوسائل الناقدة، فبخجل.

يقول مدير الأخبار في التلفزيون السوري الرسمي حبيب سلمان لوكالة الصحافة الفرنسية إن «ميزة جنيف هي أن سوريا موجودة. هذا هو الفرق مع المؤتمرات السابقة منذ بدء العدوان على سوريا. سوريا موجودة كدولة ممثلة بوفد سياسي وإعلامي وتقني». وأشار إلى أن «الإعلام السوري يريد أن يوصل حقيقة ما يجري في سوريا».

من جهته، يقول عضو اللجنة الإعلامية المرافقة للمعارضة أحمد كامل: «نريد أن نتكلم عن قضية الشعب السوري، وأن نظهر الوجه الحقيقي للشعب السوري».

ويلاحق الصحافيون المؤيدون للنظام الإعلاميين المعارضين بالأسئلة، والعكس صحيح. وأحيانا، يلاحق أحد الطرفين مسؤولي الطرف الآخر.

في مدينة مونترو السويسرية حيث انعقد المؤتمر الدولي حول سوريا قبل أن تنتقل المفاوضات بين الوفدين إلى جنيف، لاحق صحافيون معارضون وزير الإعلام السوري عمران الزعبي في قاعات المركز الصحافي، وسأله أحدهم أكثر من مرة: «ماذا ستفعلون إذا قرر المؤتمر رحيل (الرئيس السوري بشار) الأسد؟»، ورد الوزير: «الأسد لن يرحل».

وفي جنيف، وجد المعارض برهان غليون نفسه وسط مجموعة من الصحافيين الموالين للنظام يسألونه عن رأيه في شريط فيديو بثه ناشطون معارضون على الإنترنت يظهر رؤوسا مقطوعة.

في المقابل، لدى مرور الزعبي قرب خيمة قناة «الجزيرة» في جنيف، سألته مراسلة القناة: «لم لا توافق على إجراء مقابلة معنا؟»، ولم يرد الوزير. إلا أن مراسلا من قناة «شام إف إم» الخاصة القريبة من السلطات رد قائلا: «لأنكم عملاء». فقالت الصحافية: «على الأقل لسنا مجرمين».

خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده المتحدث باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وعضو الوفد المعارض المفاوض لؤي صافي، السبت، طرح عليه صحافي من وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) سؤالا حول إخراج «الإرهابيين» من حمص، وبينما كان صافي يرد، حاول الصحافي مقاطعته، فقال صافي: «ما تشبح عليّ»، واصفا إياه بأنه «يمثل الدعاية السياسية للنظام». وسمعت شتائم متبادلة بين أفراد من الطرفين. في أحد النقاشات الحامية، قال صحافي معارض لآخر من وفد الإعلام الرسمي: «ما رأيك أن تلقي عليّ برميلا؟»، في إشارة إلى البراميل المتفجرة التي يسقطها الطيران السوري على بعض المناطق، فقال الآخر: «ما رأيك أن تطلق عليّ صواريخ قسام؟»، في إشارة إلى تعاطف حركة حماس الفلسطينية المعروفة بإطلاق صواريخ قسام على إسرائيل، مع المعارضة السورية.

دمشق لم تسمح للمحاصرين بمغادرة حمص ولا إدخال المساعدات

200 امرأة وطفل مستعدون للرحيل.. والنساء يرفضن ترك أزواجهن

بيروت: «الشرق الأوسط»

تعثرت جميع المساعي الرامية إلى فك الحصار عن أحياء مدينة حمص المحاصرة أمس، وذلك غداة تلقي الموفد الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي وعدا من السلطات السورية بالسماح للنساء والأطفال المحاصرين منذ أشهر في وسط حمص، بمغادرة المدينة.

وقال ناشطون حقوقيون لـ«الشرق الأوسط» إن «الأمور في حمص ما تزال على حالها، ولم يسمح لأي عائلة بمغادرة المدينة»، في حين اتهم المتحدث باسم «الائتلاف الوطني المعارض» لؤي صافي النظام السوري بـ«عدم الالتزام بوعوده بخصوص حمص المحاصرة».

وأكدت منظمة الصليب الأحمر الدولية أنه لم تتخذ أي خطوة لإجلاء المدنيين المحاصرين في حمص، كما لم يتخذ أي إجراء من قبل الحكومة السورية لتسهيل وصول القوافل الإنسانية.

وقال روبرت مارديني رئيس العمليات في الشرق الأوسط لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر: «حتى ظهر اليوم (أمس) لم يتخذ أي إجراء ملموس للقيام بأية عملية من هذا النوع في أحياء حمص القديمة».

وشدد على أن إفساح الفرصة أمام المدنيين لمغادرة المناطق المحاصرة لا يعني بالضرورة إرغامهم على الرحيل. وقال: «يجب ألا يرغم أحد المدنيين على الرحيل»، مضيفا: «نعلم من خبرتنا أن بعض الناس لا يرغبون في مغادرة منازلهم وترك ممتلكاتهم من دون ضمانات لما قد يواجهونه في الخارج». وقال: إنه يجب السماح لوكالات الإغاثة بالدخول إلى المناطق المحاصرة لتقييم الاحتياجات. وأوضح أن الصليب الأحمر الدولي لم يدخل حمص منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2012.

في المقابل، أكد محافظ حمص طلال البرازي استمرار «التنسيق مع السفير المقيم للأمم المتحدة لإخراج المدنيين من أحياء حمص القديمة»، نافيا في تصريحات نقلها عنه التلفزيون السوري الرسمي «وجود علاقة لهذا التنسيق بما يجري من مباحثات في مؤتمر (جنيف2)، وإنما يأتي ضمن متابعة ما تقوم به الحكومة السورية منذ أشهر في جميع المناطق السورية من أجل خروج المدنيين من المدينة القديمة».

وتحتاج أكثر من 4000 عائلة تضم نساء وأطفالا لإجلائها عن أحياء حمص المحاصرة بسبب سوء أوضاعهم الإنسانية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الناطق باسم الهيئة العامة للثورة أبو رامي الحمصي قوله: إن «الناس في حمص بحاجة إلى كميات كبيرة من الأغذية والمعدات الطبية، وضمان عدم توقيف النساء والأطفال والجرحى الذين سيتم إجلاؤهم من المناطق المحاصرة في حمص».

وكان النظام السوري اشترط الحصول على أسماء الأشخاص الذين سيخرجون من حمص متذرعا بالتخوف من تسلل عناصر من «الجماعات الإرهابية» بينهم، إلا أن ناشطين في أحياء يحاصرها الجيش النظامي في مدينة حمص طالبوا بـ«ضمانات» بعدم توقيف دمشق المدنيين الذين سمح لهم بمغادرة المدينة. وقال أبو رامي: «لا نثق بالنظام ونريد ضمانات من الأمم المتحدة أو من اللجنة الدولية للصليب الأحمر».

وبحسب ناشطين في حمص، فإن «نحو 200 امرأة وطفل أي ما يمثل نحو نصف النساء والأطفال في أحياء حمص القديمة، مستعدون لمغادرة هذه المناطق التي تحاصرها القوات السورية، لكن النساء في الوقت نفسه يرفضن ترك أزواجهن بمفردهم».

ويقصف الجيش منذ يونيو (حزيران) 2012 بانتظام أحياء المعارضة المسلحة حيث يعيش آلاف السوريين في ظروف مروعة وينقصهم الغذاء والدواء.

ودفعت هذه المدينة التي تعد معقل الحركة الاحتجاجية ثمنا باهظا لمعارضتها للنظام السوري، حيث هُجّر عدد كبير من سكانها الذين ينتمون إلى الطائفة السنية، ليقتصر وجود عدد قليل منهم في الأحياء المحاصرة حاليا.

وفي هذا السياق، رفض وفد «الائتلاف الوطني المعارض» إلى جنيف أمس تقارير مفادها بأن «المعارضة السورية وافقت على إخلاء بعض الأحياء في مدينة حمص وسط سوريا من سكانها الأصليين والسماح لهم بالخروج من تحت الحصار وعدم العودة ثانية».

وقال العضو المفاوض في وفد المعارضة أنس العبدة: «ما زلنا نطالب بفك الحصار عن حمص وإيصال المواد الإغاثية للمناطق المحاصرة بدءا بحمص القديمة والقوافل الإغاثية، ولا صحة إطلاقا لكل الشائعات التي تتحدث حول طلبنا ترتيبات مغادرة المدنيين لمناطقهم المحاصرة دون عودة، وهدفنا فك الحصار مرحليا ليس إلا».

ويخشى بعض السوريين أن يكون هدف السلطات السورية من السماح للمحاصرين بالمغادرة، منعهم من العودة لاحقا إلى منازلهم، ما يعني حصول تغييرات ديموغرافية في المجتمع السوري وهو ما سبق وحصل في بعض المناطق منذ بداية الصراع قبل نحو ثلاث سنوات.

وانسحب الفشل في إحراز تقدم بملف فك الحصار على حمص على موضوع المعتقلين في السجون السورية، إذ أشار الناطق الإعلامي باسم وفد الائتلاف المعارض لؤي صافي إلى أنه «لا تقدم في قضية المعتقلين ولا نزال نعمل من أجل الوصول إلى حلها والتقدم بها». وكان وفدا النظام والمعارضة بحثا قضية عشرات آلاف المعتقلين والمفقودين في ثاني يوم من جلسات التفاوض ضمن مؤتمر «جنيف2».

واشنطن تتهم النظام السوري بتسميم أجواء المحادثات

إلغاء الجلسة المسائية لمفاوضات جنيف2

                                            ألغيت اليوم الجلسة المسائية لمفاوضات جنيف2 التي تجري منذ أيام بين وفد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ووفد النظام السوري، في حين اتهمت الولايات المتحدة الحكومة السورية بتسميم أجواء المفاوضات.

وقالت وكالة رويترز إن الجلسة المسائية ألغيت بسبب الخلاف بشأن المبادئ الأساسية للتفاوض، في حين قال فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري إن الجلسة لم يتم إلغاؤها، بل إن المبعوث العربي والدولي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي رفع الجلسة الصباحية بعدما طالت وتجاوزت الوقت المخصص لها.

وأضاف في مؤتمر صحفي قرب مقر إجراء المفاوضات في جنيف أنه لن تعقد جلسة مسائية وأن التفاوض سيستأنف صباح الغد، وقال إن وفد النظام “قدم يوم أمس ورقة عمل رفضت المعارضة حتى النظر إليها”.

السلاح الأميركي

واتهم المقداد أطرافا داعمة للمعارضة السورية بالسعي لإفشال مؤتمر جنيف2، وقال إن “الطرف الذي يقدم أسلحة للمعارضة غير مهتم بإنجاح هذا المؤتمر”، متهما الائتلاف بأنه “كاذب وغير مسؤول”، وأنه “يدعم إسرائيل ويدعم تقسيم سوريا”.

وحسب المقداد فإن وفد النظام تقدم اليوم بمشروع بيان لإدانة استمرار الولايات المتحدة في تسليح من سماهم “الإرهابيين” بسوريا، وقال إن “منح السلاح للإرهابيين يعارض روح بيان جنيف1 الذي يمنع البند الأول منه تقديم السلاح للأطراف المتقاتلة”.

واعتبر أن إرسال السلاح للمعارضة “أسوأ هدية تقدمها الولايات المتحدة لمؤتمر جنيف2″، مشيرا إلى أن “الأسلحة التي بعثوها من قبل وصلت إلى أيدي إرهابيين”.

من جهته أكد عضو الوفد المفاوض عن الائتلاف السوري المعارض حسام الحافظ أن المقداد لم يكن داخل قاعة المفاوضات، وأن ما قاله “كلام تضليلي”، واعتبر أن وفد الائتلاف قدم “رؤية واضحة” للشق السياسي من هذه المفاوضات.

وقال الحافظ “استطاع وفدنا أن يطرح الوضع السياسي الانتقالي على جدول الأعمال، وتحدثنا في الموضوع الإنساني أيضا، لكن النظام يصر على تجويع المحاصرين”.

واعتبر أن لدى المعارضة “رؤية واضحة لعملية الانتقال السياسي وزودنا الإبراهيمي بوثيقة في الموضوع، وتحدثنا عن وجوب رفع الحصار على جميع المناطق ورفض النظام وأصر على عدم إدخال المساعدات الإنسانية”.

تسميم الأجواء

من جهة أخرى اتهمت الولايات المتحدة الحكومة السورية بتسميم أجواء التفاوض في مؤتمر جنيف2 برفضها إدخال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين، بمن فيهم الموجودون في حمص القديمة.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي دعوته الحكومة السورية إلى السماح لقوافل المساعدات الإنسانية بدخول المعضمية ودوما والمليحة بريف دمشق وكذا مخيم اليرموك وحي برزة في دمشق.

وبخصوص إدخال المساعدات إلى المدن التي تحاصرها قوات النظام، قال المقداد “هناك محاصرون يجوعون في مدن ومناطق أخرى يحاصرها إرهابيون.. يجب الحديث عن كل السوريين المحاصرين”.

وقال إن النظام يشترط لرفع الحصار عن المدن المعنية أن يخرج منها المسلحون أو يخرج المدنيون، وتساءل “كيف نقدم الغذاء والدواء للإرهابيين.. سنقدم كل شيء بعد أن يغادر المسلحون أو يخرج المدنيون”.

وفي المقابل أعلنت المعارضة السورية استعدادها لرفع الحصار عن ثلاث بلدات تحاصر فيها قوات النظام في شمالي البلاد. وقال عضو الوفد المفاوض عن الائتلاف السوري لؤي صافي لوكالة رويترز إن مقاتلي الجيش الحر مستعدون لرفع الحصار عن بلدات نبل والزهراء والفوعة بحلب وسط البلاد.

وثيقة مبادئ

وكانت الجلسة المشتركة التي عقدت صباح أمس اصطدمت بخلاف على أولويات البحث، مما دفع الإبراهيمي إلى رفعها، حيث عقد بعدها اجتماعات مع كل وفد على حدة.

ويصر وفد النظام على مناقشة “وثيقة مبادئ أساسية” عرضها صباح الاثنين, وأرادها أن تكون أساسا للمؤتمر.

وتنص الوثيقة على أن السوريين “لهم الحق الحصري في اختيار نظامهم السياسي بعيدا عن أي صيغ مفروضة”، في إشارة إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية تحل محل نظام الأسد, وهو ما نصت عليه مقررات مؤتمر جنيف1.

وقد اتهم وفد المعارضة وفد النظام بمحاولة تضييع الوقت بالوثيقة التي قدمها. وقال كبير المفاوضين هادي البحرة إن ما سمي بوثيقة المبادئ الأساسية أمر خارج إطار مؤتمر جنيف2 الذي يركز على تحقيق انتقال سياسي في سوريا، على حد وصفه.

وكان وفد النظام السوري قد اعترض منذ بدء المفاوضات بمؤتمر جنيف2 على تشكيل هيئة حكم انتقالية، متعللا بالتأويلات المختلفة لإعلان جنيف1 عام 2012.

استمرار القصف بالبراميل المتفجرة

معارك بين الفصائل بحلب وقتلى للنظام بحماة

                                            الطيران الحربي شن غارات عنيفة على قرى ريف حماة الشرقي

قال ناشطون إن اشتباكات تدور بين مقاتلين من كتائب المعارضة السورية وتنظيم الدولة الإسلامية في العراقِ والشام في معارة الأرتيق بريف حلب، وذلك بعد يوم من استعادة قوات المعارضة للمنطقة من قوات النظام.

 وبينما واصل الطيران الحربي قصفه بالبراميل المتفجرة أحياء بحلب وسط استمرار المعارك في مناطق متفرقة من البلاد قتل 13 جنديا نظاميا في هجوم بسيارة مفخخة استهدف حاجزا لقوات النظام في قرية الرهجان بريف حماة التي ينحدر منها وزير الدفاع السوري فهد الفريج.

وفي أحدث التطورات بمحافظة حلب استهدف مقاتلون من كتائب المعارضة مقرات لتنظيم الدولة الإسلامية في منطقة آسيا بريف حلب الشمالي، في حين سقط أربعة قتلى من تنظيم الدولة أثناء اشتباكات مع الكتائب في معارة الأرتيق وفق وكالة مسار برس المعارضة، كما انفجرت سيارة مفخخة يوم أمس أثناء اقتحام الجيش الحر بلدة كفرحمرة بريف حلب الشمالي.

وبخصوص القتال بين الفصائل، قال رئيس المكتب السياسي للجبهة الإسلامية في سوريا أبو عبد الله الحموي إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “قد اعتدى على المجاهدين وقتل وأسر وفجّر فيهم من غير وجه حق”.

وأضاف أبو عبد الله الحموي أنه “ورغم كل الجراح والظلم الذي ارتكبه تنظيم الدولة الإسلامية فإن المجاهدين سيبقون معركتهم الحقيقية مع النظام السوري شريطة ألا يتعاون التنظيم مع النظام ويسانده ويقطع الإمدادات عن المجاهدين”.

في غضون ذلك، واصل الطيران الحربي للنظام قصفه بالبراميل المتفجرة أحياء الميسر والمواصلات والشعار في مدينة حلب موقعا قتلى وجرحى. وقال اتحاد تنسيقات الثورة السورية إن قصف حي الميسر أوقع 22  قتيلا، في حين قصف الطيران طريق مطار حلب وحي قاضي عسكر، وقرية الشيخ لطفي جنوبي شرق المدينة، كما أغار على مدينة عندان وبلدة خان العسل وضاحية الرشيد بريف المدينة.

وفي ريف إدلب المجاور سقط قتلى وجرحى إثر استهداف الطيران الحربي لقرية الكستن الفوقاني بجسر الشغور.

قتلى للنظام

في هذه الأثناء، أفاد ناشطون بمقتل 13 عنصرا من قوات النظام وما يمسى قوات الدفاع الوطني جراء هجوم بسيارة مفخخة نفذه مقاتل من جبهة النصرة على حاجز في قرية الرهجان بريف حماة الشرقي الليلة الماضية. واشار الناشطون إلى أن الاشتباكات في القرية بين قوات النظام وكتائب إسلامية وجبهة النصرة أسفرت أيضا عن مقتل ثلاثة من مقاتلي الكتائب وخمسة عناصر من النصرة ومقتل شاب مدني.

وقد أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان -ومقره بريطانيا- سقوط هذا العدد من القتلى بصفوف النظام في قرية الرهجان مسقط رأس وزير الدفاع في حكومة النظام، وأشار رئيس المرصد رامي

عبد الرحمن إلى أن المهاجم يحمل الجنسية السعودية. وأوضح أن الهجوم رسالة للوزير فهد الفريج أنك “لا تملك حماية أقاربك وذويك”.

وفي تطور متصل، شن الطيران الحرب غارات عنيفة على قرى ريف حماة الشرقي وسط حالة نزوح للأهالي وفق ما أفاد به ناشطون، كما أشارت شبكة شام إلى استهداف قوات النظام لقرية الزوار وشنه حملات دهم واعتقال في حي كازو بمدينة حماة.

الوضع بحمص

وفي حمص المجاورة قصفت قوات النظام حي الوعر وفق ما أفاد به اتحاد تنسيقيات الثورة، كما ذكرت شبكة شام أن النظام يقصف بعنف قرية الزارة بريف حمص في محاولة لاقتحامها لليوم الثامن على التوالي.

وتتزامن هذه التطورات الميدانية في وقت ينتظر برنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة الضوء الأخضر لإدخال مساعدات تكفي 2500 شخص في حمص تلبي حاجاتهم لفترة شهر.

وقالت متحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي إن هذا البرنامج جاهز لإرسال شحنة من المساعدات الغذائية وغيرها من المعونات تخصص لخمسمائة عائلة في منطقة حمص القديمة، لكن حتى هذه الساعة لا قرار رسميا بالسماح في دخول المساعدات وسط مخاوف من عرقلة مهام القافلة.

وفي ريف دمشق تصدى الجيش الحر لمحاولة قوات النظام اقتحام مدينة داريا في ظل قصف عنيف يستهدف المدينة وفق وكالة مسار برس المعارضة، كما شهدت درعا قصفا عنيفا على درعا البلد ومدينة الشيخ مسكين بريفها، في حين شنت قوات النظام دهم واعتقالات في حيي الجورة والقصور بمدينة ديرالزور شرقا.

الكونغرس يوافق على إرسال أسلحة متوسطة للجيش الحر

دبي- قناة العربية

قالت تقارير صحافية إن الكونغرس أقر في جلسة سرية إرسال أسلحة خفيفة ومتوسطة إلى الجيش الحر. وأضافت نقلاً عن مصادر أمنية أميركية وأوروبية أن هذه الأسلحة تتدفق فعلاً منذ مدة.

ووفقاً لمسؤولين استخباراتيين أميركيين وأوروبيين، فإن بعض الأسلحة التي يستخدمها الجيش الحر في حربه ضد قوات النظام مصدرها أميركي.

ويبدو أن الكونغرس الذي علق إرسال مساعدات غير قتالية إلى الجيش الحر وافق على إرسال أسلحة خفيفة وأخرى أكبر مثل الصواريخ المضادة للدبابات إلى الجيش الحر، وأقر أيضاً تمويل إرسال شحنات الأسلحة لأشهر قادمة، لكن الأسلحة لن تشمل صواريخ أرض جو التي تطلق من على الكتف، والتي يمكن أن تسقط طائرات عسكرية ومدنية.

أما متى تم ذلك، فيُعتقد أنه تم خلال الجلسة المغلقة التي أقر فيها الكونغرس النفقات الدفاعية السرية أواخر ديسمبر الماضي.

إن صحت هذه التقارير، فإنها تعني تغييراً في موقف الكونغرس الذي كان يخشى إرسال أسلحة إلى سوريا حتى لا تقع في أيدي الجماعات المتشددة كداعش، وأن مخاوفه من احتمالية وصول الأسلحة إلى المتشددين خفّت، ويعني أيضاً أن الصدور ضاقت ذرعاً بالحرب السورية التي باتت تراوح مكانها من دون إحراز أي طرف تقدماً على حساب الآخر.

ولهذا فإنه من المتوقع حسبما صرح مسؤولون أميركيون استئناف المساعدات غير القتالية إلى الجيش الحر والتي تشمل أجهزة اتصالات ومعدات نقل قريباً بعد أن كانت علقت في ديسمبر الماضي إثر استيلاء جبهة النصرة على مخازن أسلحة للجيش الحر.

النظام السوري يهرب من عيون الإعلام بإقامة مقابر سرية

دبي – قناة العربية

أكد مدير المركز الإعلامي في القلمون، والناشط الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية، عامر القلموني، أن النظام دفن مئات من المعتقلين لديه في مقابر جماعية سرية، تحسباً للملاحقة الدولية.

وأضاف أن إحدى تلك المقابر تدعى مقبرة “تبوكية”، أقامها النظام بالقرب من مقر فرقته الثالثة في منطقة القلمون، في ريف دمشق عمد النظام إلى إقامتها في منطقة عسكرية يصعب الوصول إليها تقع على مساحة تقدر بخمسة عشر ألف متر مربع .

وهذه المقابر تضم بحسب المعارضة السورية جثث مئات من المعتقلين الذين بدأت عملية دفنهم منذ أكثر من عام تقريباً، استناداً إلى معلومات نقلت عن مصدر عسكري كان يرافق الضابط المسؤول عن الدفن .

ويرجح أن تكون هذه المقبرة مخصصة لدفن الجثث التي تنقل من معتقلات السجون الأمنية إلى المشفى العسكري رقم ستمئة وواحد.

كما أشار إلى أن مقبرة “تبوكية” تضم جثث المئات من المعتقلين الذين سربت صورهم مؤخراً من قبل المصور المنشق عن الشرطة العسكرية للنظام .

وبحسب تصريحات ناشطين فإن النظام يلجأ إلى استبدال مقابره الجماعية الاعتيادية على غرار مقبرة نجها وغيرها بأخرى تكون بعيدة عن مناطق المدنيين، وخارجة عن نطاق أعين وسائل الإعلام والمنظمات الدولية.

صحافيون يحرجون وفد سوريا بجنيف.. وبثينة شعبان ترتبك

دبي – ماريا شحادة

شهد هامش مؤتمر السلام حول سوريا والمنعقد في جنيف محاولات عدة من الصحافيين لإحراج أعضاء وفد النظام السوري، حيث أحرج أحد الصحافيين مستشارة الرئيس السوري عند سؤالها عن مقاتلي إيران وحزب الله، فهربت بثينة شعبان من الإجابة ومن الصحافيين المتواجدين.

وهذه ليست الحادثة الأولى التي يتعرض فيها أعضاء الوفود المفاوضة في جنيف للإحراج، فقد تحولت حديقة قصر الأمم إلى ساحة حرب وتفاوض جديد بالنسبة لمحطات التلفزة التي أقامت خيمها الخاصة بالبث المباشر.

وكما يلتقي وفدا النظام السوري والمعارضة للمرة الأولى في غرفة واحدة، فالأمر مماثل بالنسبة لوسائل الإعلام المؤيدة للأسد، والمناهضة له.

ويلاحق هؤلاء الصحافيون أعضاء الوفود المفاوضة، ويحاول كل منهم إحراج أحد مسؤولي الطرف الآخر، وكثيراً ما يتلاسن الصحافيون والسياسيون ويتبادلون الاتهامات.

والملاحظ أن الوفود المفاوضة كرست وقتاً للتصريحات والمؤتمرات الصحافية أكثر من تلك في غرفة المفاوضات، فقد حرص ممثلو النظام السوري على التحدث دائماً باللغة الإنجليزية، ربما لتوجيه خطابات للرأي العام الغربي.

وظهرت مستشارة الرئيس السوري، بثنية شعبان، أكثر من عشر مرات على قنوات إخبارية غربية، خصوصا سي إن إن الأميركية وسكاي نيوز البريطانية خلال الأيام الأربعة الماضية، فيما خرج بعض ممثلي المعارضة بمؤتمرات صحافية عدة مرات في اليوم الواحد … دون تقديم أي جديد.

يأتي هذا كله رغم دعوات متكررة من المبعوث العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي لكلا الطرفين للحفاظ على سرية المفاوضات وعدم إغراق وسائل الإعلام بالتصريحات.

مقررات جنيف 1 على طاولة المفاوضات السورية اليوم

دبي – ماريا شحاده

تتواصل اليوم في جنيف مفاوضات السلام حول الأزمة في سوريا بعد التعثر الذي شهدته المباحثات أمس، وهو ما دفع الأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي إلى الإعلان بأن مباحثات اليوم سوف تتركز حول مقررات مؤتمر جنيف 1 والتي تشكل الأساس الذي بُنيت عليه مباحثات جنيف 2.

وتنطلق مفاوضات اليوم بالتزامن مع الفشل في تقريب وجهات النظر بين وفدي المعارضة والنظام، بعد أن عمد الأخير إلى تحوير موضوع المفاوضات من نقل السلطة إلى هيئة انتقالية إلى موضوع مكافحة الإرهاب.

ولم يتوصل وفدا المعارضة والنظام السوريين لأي نتيجة فيما يتعلق بتشكيل هيئة حكم انتقالية تقود البلاد، حالها كحال القضايا الأخرى التي طرحت خلال الأيام الأربعة الماضية.

واتهمت المعارضة مباشرة وفد النظام السوري بالتغيب عن حضور جلسات التفاوض، وذلك عقب الخروج من الاجتماع.

ورفعت جلسة التفاوض نتيجة خلاف بين الوفدين المفاوضين حول أولويات التفاوض، إذ حاولت المعارضة التركيز على قضية هيئة الحكم الانتقالية كما هو مدرج في جدول الأعمال، فيما رفض وفد النظام الحديث عن هذه القضية وأراد التركيز على الإرهاب.

ورغم تعثر الجهود التمهيدية للمفاوضات إلا أن الوفدين أعلنا عزمهما البقاء في جنيف وعدم وجود أي نية للانسحاب.

ويقول دبلوماسيون في أروقة جنيف أن ما حدث كان أمرا متوقعا، فوفد النظام ناور بكل الطرق لعدم بحث القضايا المصيرية حتى إنه لم يف بوعوده بحسب ما تقول المعارضة في قضايا إنسانية أقل تعقيدا، فالمساعدات لم تدخل حمص حتى الآن، وقضية الإفراج عن معتقلين تراوح مكانها.

الإبراهيمي: نقوم في جنيف بما تسمح به الظروف والوقت

جنيف – رويترز، قناة العربية

أكد المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، اليوم الاثنين، أن مفاوضات “جنيف 2” مستمرة حيث إن إنهاء الأزمة في سوريا يحتاج إلى المزيد من المفاوضات والوقت، كاشفاً أن جلسة الغد ستخصص للبحث في أسس “جنيف 1”.

واعتبر الإبراهيمي، في مؤتمر صحافي بعد اجتماعه مع وفدي المعارضة والنظام السوريين، أن مفاوضات “جنيف 2″ تحتاج لـ”خطوات بسيطة” لتحرز تقدماً، مضيفاً “نقوم في جنيف بما تسمح به الظروف والوقت”.

وأضاف أن هناك فيما يبدو استعدادا للاستمرار في التفاوض لكنه لم يتوقع مطلقا أي معجزة تنهي الحرب المستمرة منذ نحو ثلاثة أعوام. وفي هذا السياق أضاف: “نحاول إنهاء الحرب وبناء سوريا الجديدة.. القصة ليست سهلة”.

وكشف الإبراهيمي أن وفدي المعارضة والنظام السوريين سيبحثان في جلسة غد الثلاثاء أسس مؤتمر “جنيف 1”.

واتهم وفدي النظام والائتلاف بالمبالغة في التصريحات الإعلامية وطلب منهما احترام سرية المفاوضات.

وفي سياق آخر، أوضح الإبراهيمي أن طرفي الصراع في سوريا لا يزالان يناقشان سبل خروج النساء والأطفال من مدينة حمص القديمة، لكن لم يتخذ أي قرار بخصوص السماح بدخول قافلة إغاثة إلى المدينة المحاصرة.

وتابع قائلاً: “أبلغتكم أمس أن الحكومة وافقت على خروج النساء والأطفال من المدينة القديمة في حمص، وأعتقد أنهم ما زالوا يناقشون سبل تنفيذ ذلك”، موضحاً أن “شرط النظام المسبق لمغادرة الرجال المحاصرين هو حصوله على أسمائهم”.

وأضاف الإبراهيمي: “للأسف لا يوجد اتفاق على وقف إطلاق النار أو تخفيف مستوى العنف الذي يمارس في سوريا”.

المعارضة السورية تبادر لفك حصار حمص

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعلن متحدث باسم المعارضة السورية الثلاثاء أن المعارضة مستعدة لرفع حصار عن ثلاث قرى مؤيدة للحكومة في شمال البلاد في إطار اتفاق أوسع لتخفيف الحصار عن بلدات من الجانبين.

وقال لؤي الصافي للصحفيين في ختام جلسة صباحية من المحادثات في جنيف إن مقاتلي الجيش السوري الحر مستعدون لتخفيف الضغط عن قرى نبل والزهراء والفوعة الشيعية.

ولكنه قال إن حكومة الرئيس بشار الأسد لم توافق على رفع الحصار عن المدينة القديمة بحمص والذي يعد حاسما لنجاح أي اتفاق.

وأوضح الصافي أن المعارضة طلبت من النظام رفع الحصار عن كل المدن ووافقت المعارضة على رفع أي حصار للجيش السوري الحر عن أي بلدة ومدينة في سوريا. وأضافت أنه توجد ثلاث مدن يحاصرها الجيش السوري الحر لأنها تستخدم كنقاط انطلاق يهاجم منها النظام حلب.

وكانت متحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي أعلنت الثلاثاء أن البرنامج مستعد لتوزيع مساعدات بالمدينة القديمة في حمص تكفي 2500 شخص لمدة شهر، بمجرد تلقيه الضوء الأخضر من جميع الأطراف في سوريا، فيما تستمر محادثات جنيف 2 التي تتعقد بسبب عدم الاتفاق على أولويات البحث.

وقالت المتحدثة إليزابيث بايرز لرويترز إن مركز الأمم المتحدة في حمص يستعد لإرسال قافلة مساعدات تساهم فيها عدة وكالات لنقل غذاء وإمدادات أخرى لسكان مدينة حمص المحاصرة.

وقالت “بمجرد أن تسمح كل الأطراف على الساحة بدخول القافلة سيوزع برنامج الأغذية العالمي على الأسر الخمسمئة بالمدينة القديمة حصصا و500 كيس كبير (جوال) من طحين القمح وهو ما يكفي 2500 شخص لمدة شهر”.

وقالت المتحدثة الإعلامية لبرنامج الأغذية العالمي عبير قطيفة في اتصال مع سكاي نيوز عربية إن “المساعدات الغذائية المتواجدة في مكاتب البرنامج الغذائي تكفي لمحاصري حمص ولمناطق أخرى أيضا، إلا أننا ننتظر الموافقة على دخولها بالإضافة إلى توفير حافلات لنقلها”.

وفي ردها على سؤال بشأن الطرف المسؤول عن تأخير وصول هذه المساعدت أو منعها أوضحت “إننا لا نوجه أصابع الاتهام لأحد بهذا الشأن، كل ما هنالك أننا نتمنى انتهاء الأزمة عن السوريين، وأن نستطيع الوصول إليهم لنخفف من معاناتهم”.

يحدث هذا، بينما يبحث وفدا الحكومة السورية والمعارضة إلى “جنيف-2″، الثلاثاء، اتفاق “جنيف-1” الذي لا يتفقان على تفسيره، وذلك غداة اصطدام المفاوضات الصعبة بعقدة أولويات البحث، إذ طرحت الحكومة السورية ضرورة مناقشة سبل “مكافحة الإرهاب”، بينما تمسكت المعارضة بمسألة “هيئة الحكم الانتقالي”.

أمين عام الناتو لـCNN: الخيار العسكري مع سوريا ليس على الطاولة

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — دعا أندريس فوغ راسموسن، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “ناتو” إلى انتظار نتائج مؤتمر “جنيف 2” والمفاوضات بين المعارضة السورية والحكومة، معيدا التأكيد على عدم وجود حل عسكري للصراع في ذلك البلد، رغم تأكيده على صوابية قرار المجتمع الدولي بالتلويح بضرب سوريا بحال عدم تخلصها من سلاحها الكيماوي.

وقال راسموسن، في مقابلة مع CNN حول المؤتمر المنعقد في سويسرا: “لم نر النتائج النهائية للمؤتمر بعد، ولكنني أتمنى أن تفتح المفاوضات في جنيف الطريق أمام حل سياسي طويل الأمد للصراع.”

ولدى سؤاله عن إمكانية التوصل إلى اتفاق من ذلك النوع في ظل الخلافات الدائرة بالمؤتمر قال المسؤول الدولي: “للأسف ما من حل آخر، من الواضح أنه ما من حل عسكري للصراع في سوريا والطريق الوحيد الممكن هو حل سياسي يعتمد على مقررات مؤتمر ’جنيف 1‘ الذي انتهى إلى ضرورة قيام حكومة انتقالية تقود البلاد إلى مستقبل ديمقراطي.”

وعن رأيه السابق بأن خيار تنفيذ ضربة عسكرية ضد سوريا يجب أن يبقى على الطاولة للتعامل مع ملف دمشق الكيماوي قال راسموسن: “أعتقد أن التلويح بعمل عسكري في ذلك الوقت ساعد على فتح الطريق أمام الجهود الدبلوماسية للعثور على حل سياسي لقضية السلاح الكيماوي، وقد رأينا أن الحكومة السورية وافقت على تدمير ترسانتها من السلاح الكيماوي ووقعت اتفاقية الحد من تلك الأسلحة.”

وأضاف: “ما من شك لدي بأن التهديد بضربة عسكرية قد ساعد على تنفيذ هذا الحل.”

ولكن راسموسن دعا إلى التفريق بين التهديد بضربة عسكرية لحل أزمة السلاح الكيماوي والتهديد بها من أجل إنهاء النزاع قائلا: “يجب التفريق بين استخدام السلاح الكيماوي والحل الطويل الأمد للصراع في سوريا، بالنسبة لاستخدام السلاح الكيماوي كما حدث في العام الماضي، كان لدي موقف واضح وهو ضرورة وجود رد حازم من المجتمع الدولي، وهذا أدى إلى تدمير السلاح الكيماوي. أما بالنسبة إلى القضية السياسية فما من أحد يعتقد بوجود حل عسكري ، الحل الوحيد هو الدبلوماسية.”

الإبراهيمي: لا اتفاق بعد في “جنيف 2″ ولا نتوقع معجزة

جنيف، سويسرا (CNN)– أكد المبعوث الدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، أن طرفي الأزمة المستمرة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، لم يتمكنا، حتى اللحظة، من التوصل إلى اتفاق بعد، خلال المفاوضات الجارية في مدينة “مونترو” السويسرية، أو ما يُعرف بمؤتمر “جنيف 2.”

وقال الإبراهيمي، في تصريحات للصحفيين الاثنين، إن طرفي الصراع مازالا يبحثان مناقشة كيفية السماح لآلاف النساء والأطفال للخروج من مدينة “حمص” المحاصرة، وسط تقارير أشارت إلى موضوع تشكيل حكومة انتقالية في سوريا، سيكون محور اليوم الرابع من المؤتمر الدولي.

وتُعد حمص “عاصمة الثورة السورية”، التي بدأت باحتجاجات مناهضة لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد، في ربيع 2011، وربما أكثر المدن التي تعرضت للقصف والدمار، ولم يمكن حصر الأعداد الحقيقية للقتلى الذين سقطوا بها، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية بها.

وقال الإبراهيمي، الذي عقد سلسلة من الاجتماعات مع ممثلي نظام الأسد والمعارضة المشاركين في المؤتمر، إنه لا يتوقع حدوث “معجزة” لإنهاء الحرب الأهلية الطاحنة في سوريا، مؤكداً أنه، حتى اللحظة، لم يمكن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وعما إذا كان النظام قد سمح بخروج المحاصرين في حمص، ذكر المبعوث الدولي: “أعتقد أن الحكومة لديها رغبة في تنفيذ ذلك.. إلا أن الأمر ليس سهلاً، حيث يوجد القناصة ومشكلات أخرى”، مشيراً إلى أن الحكومة طلبت قائمة بأسماء المدنيين الذين يرغبون في مغادرة المدينة.

ورغم أن الإبراهيمي كان قد أعرب، في وقت سابق الأحد، عن أنه “سعيد بشكل عام من الأجواء في جنيف 2″، مشيراً إلى أن “هناك احترام متبادل وإدراك لأهمية المحاولة”، إلا أن تصريحاته الاثنين تعكس حالة من التشاؤم، مؤكداً أنه “ليس هناك أي تقدم كبير يمكن مناقشته.”

إلى ذلك، ذكرت مصادر سورية أن الوفد الرسمي المشارك في مؤتمر “جنيف 2″، تقدم ببيان سياسي الاثنين، يؤكد على “احترام سيادة الجمهورية العربية السورية، ووحدة وسلامة أراضيها، وعدم جواز التنازل عن أي جزء منها، والعمل على استعادة أراضيها المغتصبة كافة.. إلا أن وفد الائتلاف، المسمى (المعارضة) رفض ذلك.”

وأكد البيان “رفض أي شكل من أشكال التدخل والإملاء الخارجي، في الشؤون الداخلية السورية، بشكل مباشر أو غير مباشر، بحيث يقرر السوريون بأنفسهم مستقبل بلادهم عبر الوسائل الديمقراطية، من خلال صناديق الاقتراع، وامتلاكهم للحق الحصري في اختيار نظامهم السياسي، بعيداً عن أي صيغ مفروضة لا يقبلها الشعب السوري.”

كما شدد البيان، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية “سانا”، على “رفض الإرهاب ومكافحته، ونبذ كافة أشكال التعصب والتطرف والأفكار التكفيرية الوهابية، ومطالبة الدول بالامتناع عن التزويد بالسلاح أو التدريب أو الإيواء أو المعلومات أو توفير ملاذات آمنة للجماعات الإرهابية، أو التحريض الإعلامي على ارتكاب أعمال إرهابية.”

ونقلت الوكالة الرسمية عن وزير الإعلام، عمران الزعبي، أن البيان السياسي، الذى تقدم به الوفد الرسمي تضمن مجموعة من الفقرات التي “ن المفترض أنه لا يمكن لأي سوريين اثنين، مهما اختلفا أو تباعدا أو اقتتلا، أن تكون موضع خلاف بينهما.

واعتبر الوزير السوري أن رفض وفد الائتلاف لما وصفها بـ”السيادة الوطنية، والتعددية السياسية، والديمقراطية”، هو “رفض فاضح لبيان جنيف الأول”، بحسب قوله.

مصادر دبلوماسية عربية: فشل جنيف قد يضع سورية أمام “وصاية دولية

جنيف (28 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رجّحت مصادر دبلوماسية عربية فرضية انتقال الملف السوري إلى الأمم المتحدة لوضع سورية تحت “وصاية دولية” في حال فشل المفاوضات الحالية بين وفدي المعارضة والنظام في جنيف

وحول الفيتو الروسي الذي طالما استخدمته موسكو ضد أي قرار لا يصب بصالح النظام، قالت المصادر، المتابعة لمفاوضات جنيف، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن فشل المفاوضات أو عدم توصلها لنتيجة ضمن مدة حددها الأمريكيون ضمناً وتضمن وقف القتال وتطبيق إعلان جنيف كاملاً وخاصة تشكيل هيئة انتقالية كاملة الصلاحيات بما فيها العسكرية والأمنية، سيؤدي في الغالب وفقاً لمسؤولين أمريكيين إلى رفع احتمال قيام تدخل عسكري من خارج مجلس الأمن في سورية، أو نقل الملف للجمعية العامة لمنع أي فيتو”، حسب تقديرها

وتابعت المصادر “إن الوجود الأممي على الأرض السوري أمر شبه محسوم، فلا يمكن تطبيق إعلان جنيف1 كاملاً، إن وافق عليه الطرفان، دون هذا الإجراء، وبحال التوافق سيكون تواجد للمراقبة والإشراف على التنفيذ وحفظ السلام، أما بحال فشل التوافق فإن تواجد المراقبة سيتحول بعد تدخل عسكري إلى تواجد كامل بما فيها الإشراف على النظام السياسي الانتقالي، والمشاركة في رسم حاضر ومستقبل سورية”، على حد تعبيرها

بونينو: اتصالات مع روسيا وإيران بشأن دعوة طهران لجنيف2

بروكسل (20 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

تحدثت وزيرة الخارجية الإيطالية إيمّا بونينو مساء الاثنين عن “إتصالات تجريها العديد من الاطراف مع كل من روسيا وإيران” بشأن مسألة دعوة الأمين العام للأمم المتحدة” بان كي مون لطهران حضور مؤتمر جنيف2 الخاص بالحل التفاوضي للأزمة السورية

ولم تستغرب رئيسة الدبلوماسية الإيطالية في تصريحات للصحافيين في بروكسل تصاعد الاصوات المعترضة لمشاركة إيران في المؤتمر، كالولايات المتحدة الامريكية والسعودية والائتلاف الوطني السوري المعارض، وقالت “إنها تعابير عن الغضب أتوقع حدوثها يوميا”، على حد وصفها

ورأت بونينو، التي تؤيد إشراك إيران في مؤتمر جنيف2 ، إن “الاهم على كل حال إنطلاق منصة نقاش موحدة” يوم الاربعاء المقبل في سويسرا

الائتلاف الوطني السوري يدعو لضغوط دولية على النظام “لا تقتصر على الدبلوماسية

روما (23 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

دعا الائتلاف الوطني السوري المعارض المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط على النظام الحاكم في دمشق لا تقتصر على الدبلوماسية كي يرضخ لـ”مطالب الشعب السوري بتسليم السلطات لهيئة انتقالية كاملة الصلاحيات” خلال مفاوضات مؤتمر جنيف2

ورأى الائتلاف في بيان غداة إنطلاق المؤتمر الدولي في سويسرا للبحث عن حل تفاوضي للأزمة السورية أن “استمرار نظام الأسد بحملات القتل والقصف والإجرام بالتوازي مع التمسك بالسلطة” يؤكد “إصراره على إفشال جميع مبادرات الحل السياسي، والعمل على المناورة حولها طالماً كان ذلك ممكناً”. وأشار إلى أن ذلك “يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته التي لا يمكن الوفاء بها ما لم تعمد الدول الفاعلة إلى إجبار النظام على الرضوخ”، وفقا للبيان

وأضاف البيان “لقد تابعت قوات الأسد قصف المدن والبلدات والقرى دون اكتراث بالمؤتمر المنعقد في سويسرا”، حيث “وثقت مراكز حقوقية في اليوم الأول من مؤتمر جنيف2 سقوط 33 شهيداً منهم 6 أطفال و11 امرأة، مع التحقق من استشهاد 3 منهم تحت التعذيب في أقبية السجون” بسورية

واعتبر الائتلاف “إن الاستراتيجية المعتمدة من قبل النظام باتت واضحة بشكل لا لبس فيه، سيستمر القتل، وستتساقط البراميل، ولن يتم تقديم أي تنازل من أي نوع ما دام ذلك ممكناً، أي ما دامت الضغوط تقف عند الحدود الدبلوماسية”. وأردف “هذا ما انكشف تماماً عندما قدم النظام التنازل الضروري الكافي لتجنب الضربة الأمريكية العقابية بعد استخدامه الشنيع للسلاح الكيميائي، خلاصة اعتبرها النظام ترخيصاً للاستمرار في قتل السوريين بالبراميل والسكاكين طالما أنه السلوك المباح الذي يحظى بقبول دولي”، حسب البيان

مؤتمر جنيف: تأجيل المفاوضات مع استمرار الخلاف على نقل السلطة في سوريا

الابراهيمي: المفاوضات لم تخرج بأي جديد إلى الآن.

ألغيت الجلسة التي كانت مقررة مساء الثلاثاء بين وفدي الحكومة والمعارضة السوريين إلى جنيف، على أن يعاود الجانبان الاجتماع مرة أخرى صباح الاربعاء في وجود المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي.

وشهدت الجلسة الصباحية خلافات بين الجانبين في ظل اعتراض الوفد المعارض على ورقة المبادئ التي قدمها الوفد الحكومي دون أن تشمل الحديث عن هيئة حكم انتقالي.

ولم يشارك أي من وزير الخارجية السوري وليد المعلم أو رئيس الائتلاف الوطني المعارض أحمد الجربا في الجلسة الصباحية.

وتعثرت مفاوضات جنيف2 بين الحكومة والمعارضة السورية بسبب الإنقسام بشأن “نقل السلطة” إلى حكومة انتقالية.

وقالت ريما فليحان عضوة الائتلاف السوري المعارض لوكالة فرانس برس “لا يبدي النظام تعاونا في أي قضية تم طرحها …لا فيما يتعلق بالمساعدات الانسانية ولا انتقال السلطة”.

وقال الابراهيمي إن المفاوضات “لم تخرج بأي جديد” إلى الآن.

وأضاف أنه “كان هناك نية” لمواصلة المحادثات ولكننا “لم نتوقع اي معجزات”.

“حوار الطرشان”

كان وفد الحكومة السورية قدم “إعلان مبادئ”. ولم يذكر “إعلان المبادئ” نقل السلطة، ورفضته المعارضة.

وتحدثت تقارير عن أن البيان طالب باختيار السوريين لنظام سياسي دون “صيغ مفروضة من الخارج”، فيما يعد إشارة واضحة إلى محاولات إبعاد الاسد والتأكيد على مناقشة “الإرهاب” بدلا من نقل السلطة.

وتصر المعارضة على التزام النظام كتابة ببيان مؤتمر جنيف1 الذي يدعو لعملية انتقالية للسلطة بينما يصر وفد الحكومة السورية على أنه لن يتم تسليم السلطة لأي شخص وأن الرئيس السوري بشار الأسد قد يخوض الانتخابات القادمة.

وقال مرهف جويجاتي عضو الائتلاف السوري المعارض “أعتقد أنه لا جدوى من استكمال محادثات اليوم طالما أنها تحولت إلى حوار الطرشان”.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، من جانبه، إن المجتمع الدولي كان واقعيا فيما يتعلق بصعوبة الموقف لكننا مقتنعون أن المحادثات هي السبيل الوحيد لحل الازمة.

ويشمل إعلان المبادئ مطالبة بعض الدول بوقف تسليح الجماعات المسلحة في سوريا ووقف التحريض على العنف، بحسب النص الذي نشر على موقع وكالة الأنباء السورية (سانا).

BBC © 2014

الحكومة والمعارضة وجها لوجه في محادثات السلام السورية

جنيف (رويترز) – عندما التقى وفدا الحكومة والمعارضة السوريتين على مائدة التفاوض للمرة الأولى منذ بدء الصراع قبل ما يقرب من ثلاثة اعوام كانت الأولوية الأولى لمنع انسحاب أي منهما.

ومنح الدبلوماسيون في جنيف حيث تجرى المحادثات أهمية كبيرة لجلوس الجانبين في قاعة واحدة لكن زمام الأمور انفلت حتى عم الهرج والمرح القاعة في إحدى المراحل.

ومع ذلك يبقى الواقع أن الجانبين التقيا بالفعل في قاعة المؤتمرات بعد ان استرضاهما المسؤولون الذين رتبوا جدول الأعمال من خلال منح كل وفد شيئا يقنعه بالاستمرار. ولم يشأ اي من الدبلوماسيين الذين تحدثت إليهم رويترز لاعداد هذا الموضوع مجرد تصور عواقب الفشل.

وقال مصدر دبلوماسي اشترط مثل الآخرين عدم نشر اسمه بسبب حساسية المفاوضات “إذا فشل هذا المؤتمر فسيتفجر الوضع على المستوى الاقليمي.”

وبدأ وسيط الأمم المتحدة الأخضر الابراهيمي بالتركيز على التوصل إلى اتفاق يتيح توصيل المساعدات الإنسانية الى مدينة حمص المحاصرة قبل توجيه دفة المفاوضات نحو موضوع التسوية السياسية للحرب التي قتلت زهاء 130 ألف شحص وشردت الملايين.

وقد أبدى الجانبان استعدادهما لمناقشة وثيقة عام 2012 التي تدعو لعملية انتقالية لكن كلا منهما يفسرها بطريقة مختلفة. فالمعارضة تقول إنها تعني تنحي الرئيس بشار الأسد بينما تقول الحكومة إن دعوات رحيله ضرب من الخيال.

ويقول دبلوماسيون إن إيجاد مخرج من هذه الدائرة المقفلة يتطلب الحفاظ على استمرار المحادثات لأشهر وربما لسنوات.

ويتعلق الأمل في هذه الحالة بتغير تركيب الوفدين مع مرور الوقت فيصبح وفد المعارضة أكثر تمثيلا للمقاتلين في الداخل ويعبر وفد الحكومة عن تجدد الشكوك في إمكانية استمرار الأسد.

وقال المصدر الدبلوماسي “كلما طالت المحادثات زاد احتمال مشاركة معارضين مختلفين في العملية.” وقالت مصادر أخرى إنه إذا مضت عملية جنيف قدما فقد يضعف تأييد الأسد بين أعضاء وفد الحكومة.

لكن وحدة المعارضة لا تقل هشاشة في أحسن التقديرات وستتعرض لامتحان صعب إذا طالت المحادثات دون نتيجة. ولا يمكن أيضا اعتبار استمرار القبول بالمفاوضات الذي أبدته بعض جماعات المقاتلين في سوريا أمرا مفروغا منه كما يرفضها المقاتلون المرتبطون بالقاعدة رفضا قاطعا.

إدارة المرحلة

على أي حال جلس الوفدان في صمت على الضلعين المتقابلين من مائدة على شكل مستطيل ينقصه ضلع بينما مضى الابراهيمي يعرض جدول الأعمال الذي أعده. وعندما تحدث رئيسا الوفدين كان حديثهما موجها الى الابراهيمي لا الى الطرف الاخر.

وتهدف تلك الطريقة المجهدة في إدارة هذه المرحلة من المفاوضات الى تقليل الاحتكاك الى أدنى قدر ممكن والحد من التعبير عن الكراهية المتبادلة وتأتي في إطار الجهود الدبلوماسية الدقيقة للحفاظ على استمرار الجانبين في المحادثات.

وقال دبلوماسي غربي بعد أول لقاء مباشر يعقده الجانبان في المقر الأوروبي للامم المتحدة “هذه هي طبيعة الوضع الذي يمكن أن يتعثر أو ينفجر في أي يوم.”

وأضاف في دعابة لا تخلو من جد ان القاعة التي يضمها جزء معزول من مجمع الامم المتحدة الكبير اختيرت خصيصا لصعوبة الوصول اليها ووقوعها خارج النطاق المتاح لحركة الصحفيين والدبلوماسيين وأي أشكال أخرى من التدخل.

وواكبت هذه الاستعدادات العملية جهود دبلوماسية تتسم بالصبر والدأب من جانب الابراهيمي نفسه في الأشهر السابقة على المحادثات خلال سعيه مع الولايات المتحدة وروسيا لدفع الجانبين نحو عملية التفاوض.

وقال مصدر دبلوماسي اخر في جنيف عشية المحادثات التي لم توافق المعارضة رسميا على حضورها الا قبل قرابة أسبوع “المتوقع محدود ولذلك سنتابع تطور الأمور يوما بيوم. كل يوم تستمر فيه المحادثات بينهم يمثل خطوة صغيرة الى الامام.”

ويلتقي ممثلون للدول الغربية وغيرها من الدول التي تدعم المعارضة مع رئيس وفدها كل مساء لمناقشة استراتيجية التفاوض وتهدئة الاعصاب لكن دبلوماسيين قالوا إنهم يتطلعون الى روسيا حليف الأسد الاساسي كي تمارس ضغوطا على وفد الحكومة حتى يقبل السماح بتوصيل المساعدات الى حمص. ومن بين المقترحات الأخرى وقف اطلاق النار على النطاق المحلي في بعض المناطق وتبادل المحتجزين.

وقال المصدر الدبلوماسي “هم (الروس) يريدون أن تنجح هذه العملية لكن هذا سيكون اختبارا لمدى ما يتمتعون به حقا من نفوذ على النظام.”

الرجوع عن الحافة

يدرك الابراهيمي الصعوبات الهائلة التي تكتنف ايجاد نقاط اتفاق سياسية في غمرة حرب اهلية ومن ثم فقد تفادى الدخول مباشرة في أشد القضايا اثارة للخلاف وهي مستقبل الاسد.

ولم يبد الابراهيمي (80 عاما) وهو دبلوماسي مخضرم متمرس في تسوية الصراعات استعجالا في اي وقت من الأوقات. وقال للصحفيين “لم أقل إن السير البطيء شيء عظيم. إنما أقول إنه ينبغي توخي الحرص فلا يمكن الجري قبل تعلم المشي.”

ويبدو ان استراتيجية الابراهيمي نجحت بالفعل في إلزام الجانبين باستمرار المفاوضات بعد أيام فحسب من وصولهما الى حافة الهاوية.

فقد هدد كل من الجانبين يوم الجمعة بالانسحاب – إذ رفض وفد المعارضة التفاوض قبل ان توافق الحكومة على اتفاق جنيف لعام 2012 بينما حذر وفد الحكومة من العودة الى دمشق اذا لم تبدأ المحادثات في اليوم التالي.

وتراجعت هذه التهديدات وحل محلها استعداد مشروط لتناول القضايا السياسية التي قال الابراهيمي انها جوهر العملية برغم ان هذا الاستعداد ينطلق عند كل من الجانبين من منطلق مختلف تماما ويشوبه تبادل علني للتصريحات الحادة.

وقال الوسيط الدولي المخضرم “يسعدني وجود احترام متبادل على وجه العموم وادراك الجانبين للاهمية البالغة لهذه المحاولة وضرورة استمرارها.”

الجلوس مع العدو

لم يكن الجلوس مع الخصوم في قاعة واحدة أمرا سهلا. فلم يكلف أعضاء كل من الوفدين أنفسهم جهد اخفاء ازدرائهم لخصومهم.

ويقول هيثم المالح (83 عاما) عضو وفد المعارضة إن اخر مرة نظر فيها عبر مائدة إلى ممثل لحكومة الأسد كانت أثناء استجوابه. وكان المالح وهو قاض سابق قضى عشر سنوات على وجه الاجمال في السجن بتهم من بينها “اضعاف المعنويات الوطنية”.

وقال المالح إنه ظل ينظر إلى اعضاء وفد الحكومة واحدا واحدا مضيفا “قضيت وقتا طويلا في السجن ورأيت هذا النظام يقتل أبناء شعبه ويعذبهم وما زلت لا أفهم كيف يمكن لأحد أن يدافع عنه.”

وفي الافتتاح الرسمي للمحادثات يوم الجمعة حملت الناشطتان ريما فليحان وسهير الأتاسي صور عبد العزيز الخير وهو معارض مخضرم خطف في دمشق قبل عامين ولا يعرف مصيره.

وقالت فليحان “ينبغي على الاقل ان يشعر النظام بالخجل.”

وبالنسبة لوفد الحكومة كان الجلوس لاجراء محادثات مع أشخاص يتهمهم بالتحريض على العنف وسفك الدماء يمثل تحديا كبيرا ايضا.

وقالت المستشارة الرئاسية بثينة شعبان لدى وصولها لحضور المحادثات في صباح أحد الايام “نحن نجلس الى المائدة لأننا نحب بلدنا.”

وأضافت “نحن هنا لاننا لا نريد أن نترك بابا لم نطرقه لمساعدة شعبنا ووضع حد لهذا الارهاب ووضع نهاية لهذه الحرب المروعة.”

وطلب منها أن تصف الأجواء في الاجتماع الأول فقالت “لا توتر. محادثات هادئة ومنطقية.”

ووصف الابراهيمي ما دار في الجلسات الأولى بأنه مناقشة متحضرة و”بداية جيدة” وهو وصف أيده دبلوماسيون وصفوا المحادثات بأنها خلت من أي مناقشات حادة.

ويأمل داعمو المعارضة الغربيون والخليجيون أن يفضي استمرار المحادثات فترة طويلة -ولا سيما اذا بدأت تؤتي ثمارا- إلى زيادة فرص فوز المعارضة بتأييد المقاتلين الذين ما زالوا يتشككون في المحادثات أو يعادونها صراحة ولا يدينون بأي ولاء للمعارضين السياسيين في الخارج.

لكن المعارضة تدرك أن هذه الاستراتيجية قد تأتي بنتائج عكسية وأن استطالة المحادثات إنما قد يزيد عداء المقاتلين في الداخل والمدنيين السوريين ومن ثم أبلغت الغرب بأنها لن تقبل الاستمرار في عملية تتسم بالركود على غرار المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية المستمرة منذ عقود.

ومع ذلك فلا يكاد أحد في جنيف يتطلع بناظريه في الوقت الراهن الى ما وراء الايام القليلة المقبلة. وقال الدبلوماسي الغربي “لا أستطيع توقع ما سيفضي اليه هذا. لكن كثيرا من الناس قالوا ان هذا سينهار في اول يوم. ولم يحدث ذلك.”

من دومنيك إيفانز وخالد يعقوب عويس

(اعداد عمر خليل للنشرة العربية – تحرير عماد عمر)

المعارضة السورية تقول انها مستعدة لرفع الحصار عن بلدات مؤيدة للاسد

جنيف (رويترز) – قال متحدث باسم المعارضة السورية يوم الثلاثاء إن المعارضة مستعدة لرفع حصار عن ثلاث قرى مؤيدة للحكومة في شمال البلاد في اطار اتفاق اوسع لتخفيف الحصار عن بلدات من الجانبين .

وقال لؤي الصافي للصحفيين في ختام جلسة صباحية من المحادثات في جنيف ان مقاتلي الجيش السوري الحر مستعدون لتخفيف الضغط عن قرى نبل والزهراء والفوعة الشيعية.

ولكنه قال إن حكومة الرئيس بشار الاسد لم توافق على رفع الحصار عن المدينة القديمة بحمص والذي يعد حاسما لنجاح اي اتفاق.

وقال الصافي إن المعارضة طلبت من النظام رفع الحصار عن كل المدن ووافقت المعارضة على رفع اي حصار للجيش السوري الحر عن اي بلدة ومدينة في سوريا. واضافت انه توجد ثلاث مدن يحاصرها الجيش السوري الحر لانها تستخدم كنقاط انطلاق يهاجم منها النظام حلب.

(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية)

وفدا النظام والمعارضة السوريان يبدآن الثلاثاء بحث وثيقة جنيف-1

جنيف (أ ف ب)

يبدأ وفدا النظام والمعارضة السوريان الى مفاوضات جنيف اليوم الثلاثاء البحث في وثيقة جنيف-1 التي يختلفان على تفسيرها والتي تنص على تشكيل هيئة حكم انتقالي، البند الاكثر تعقيدا في المفاوضات.

واقر الوسيط المكلف من جامعة الدول العربية والامم المتحدة الاخضر الابراهيمي الاثنين ان المفاوضات التي انطلقت السبت الماضي بتأخير يوم “لم تنجز الكثير”، الا انه حيا ارادة الطرفين بالاستمرار.

والتقى الوفدان في حضور الابراهيمي في مقر الامم المتحدة في العاصمة السويسرية قبل ظهر اليوم بعد عقبات برزت امس الاثنين نتيجة خلاف على اولويات البحث وتسببت بتصعيد حدة الخطاب وبتاجيل الانتقال الى الشق السياسي.

وكان الابراهيمي اعلن في نهاية يوم المفاوضات في مؤتمر صحافي مساء امس “غدا (اليوم الثلاثاء) سنضع على الطاولة بيان جنيف-1، وبالطبع الطرفان يعرفانه جيدا”.

واضاف “بعد ذلك، سنقرر معهم كيف نناقش البنود العديدة في هذا البيان، وبينها تشكيل هيئة الحكم الانتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة”.

واضاف “لن نبدا بالتاكيد بهذا الموضوع، انه الموضوع الاكثر تعقيدا”.

وينص اتفاق جنيف-1 الذي تم التوصل اليه في مؤتمر غاب عنه كل الاطراف السوريون في حزيران/يونيو 2012، على تشكيل حكومة من ممثلين عن النظام والمعارضة بصلاحيات كاملة تتولى المرحلة الانتقالية.

وتعتبر المعارضة ان نقل الصلاحيات الى الحكومة يعني تنحي الرئيس السوري، الا ان النظام يرفض مجرد التطرق الى مسالة الرئيس، معتبرا ان هذا الموضوع يقرره الشعب السوري من خلال صناديق الاقتراع. كما يشكك في تمثيلية المعارضة.

كما ينص الاتفاق الذي وضعته الدول الخمس الكبرى والمانيا والجامعة العربية، على وقف العمليات العسكرية وادخال المساعدات الانسانية واطلاق المعتقلين والحفاظ على مؤسسات الدولة.

وعلى عكس الايام الثلاثة الماضية، التامت جلسة اليوم من دون ان يمر اعضاء الوفدين في حديقة قصر الامم حيث يتجمع الصحافيون صباحا في انتظارهم كل يوم وحيث تنصب محطات التلفزة خيما لها للنقل المباشر.

وكان الابراهيمي جدد امس الطلب من اعضاء الوفدين التزام الحذر والتحفظ في تصريحاتهم.

وطرح وفد النظام خلال جلسة الامس ورقة عمل تتضمن “المبادئ الاساسية لانقاذ سوريا (…) مما تتعرض له من ارهاب تكفيري”، بحسب ما ذكر مصدر مقرب من الوفد.

ورفض وفد المعارضة النقاش فيه، مشددا على ان الهدف الاساسي من جنيف-2 هو البحث في جنيف-1 وبالتحديد في هيئة الحكم الانتقالي. ورفع الابراهيمي الجلسة على الاثر. واقتصرت مفاوضات بعد ظهر امس على لقاءات بين الابراهيمي وكل وفد على حدة.

واوضحت المستشارة السياسية للرئيس السوري بثينة شعبان العضو في وفد الحكومة الى جنيف-2 “ان الورقة كانت تعبيرا عن نوايانا الحسنة، وتتضمن المبادىء السياسية الاساسية التي لا يمكن، بحسب ظننا، لسوريين اثنين ان يختلفا عليها”.

وقال عضو وفد المعارضة المفاوض لؤي صافي في مؤتمر صحافي “لا نعول على جهة النظام… نعرف اساليبه، ونأمل بانه سيبدأ بتغييرها. سنكون صبورين”.

وقال دبلوماسي غربي يواكب المفاوضات، لصحافيين مساء الاثنين، “اذا لم يحصل تقدم خلال الايام المقبلة، ستصبح العملية اكثر هشاشة”.

واشار الى ان الابراهيمي يرغب بان يتحدث الطرفان عن كيفية الحفاظ على المؤسسات العامة في ظل سلطة انتقالية، من اجل تجنب السيناريو العراقي.

وذكرت مصادر في الوفدين السوريين ان هناك تواجد روسي واميركي وسعودي وفرنسي ولدول اخرى في كواليس المفاوضات.

في هذا الوقت، لم يتحقق اي تقدم عملي في موضوعي المعتقلين والمخطوفين وحصار مدينة حمص اللذين تناولتهما المفاوضات خلال اليومين الاوليين.

وقال مصدر غير سوري مواكب للمفاوضات ان “موكبا من 12 شاحنة تابعة للامم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الاحمر ينتظر في دمشق منذ اربعة ايام للتوجه الى حمص”.

واشار الى ان “القانون الدولي واضح، على المحاصرين ان يحصلوا اولا على المساعدة قبل ان يقرروا مغادرة حمص اذا ارادوا. ولا بد من التحقق من امنهم”.

وكان الابراهيمي اعلن انه تلقى وعدا من السلطات السورية بالسماح للنساء والاطفال المحاصرين منذ 18 شهرا في وسط حمص، بمغادرة المدينة، بحسب قوله الاحد.

الا ان المعارضة تصر على وصول المساعدات اولا، وتعبر عن خشيتها على امن الذين سيخرجون والرجال الذين سيبقون ويرجح ان بينهم العديد من المقاتلين.

واعلن الابراهيمي السبت ان قافلة مساعدات ستدخل المدينة الاحد او الاثنين. لكن ذلك لم يحصل.

وهناك حوالى ثلاثة الاف شخص في الاحياء المحاصرة.

بالنسبة الى المعتقلين، قالت المعارضة انها قدمت قائمة باسماء 2300 طفل وامراة في سجون النظام، وانها تعد قوائم اخرى يتجاوز عدد الاسماء فيها الاربعين الفا.

ورد النظام بان ليس لديه معتقلون اطفال، مطالبا بقائمة باسماء المخطوفين والمفقودين لدى المجموعات المسلحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى