أحداث الثلاثاء 6 أيار 2014
«هدية» واشنطن للجربا: اعتبار مكاتب «الائتلاف» بعثات خارجية
واشنطن – جويس كرم
لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب – قدمت الإدارة الأميركية «هدية» إلى رئيس «الائتلاف الوطني السوري» أحمد الجربا فور وصوله إلى واشنطن، واعتبرت مكاتب التكتل المعارض «بعثات خارجية»، بما يتضمن ذلك من مزايا قانونية، إضافة الى طلبها من الكونغرس تقديم 27 مليون دولار للمعارضة. وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى إن تغيير الواقع على الأرض «لا مفر منه» للوصول إلى حل سياسي، داعياً نظام الأسد إلى «تأجيل الانتخابات» الرئاسية.
وقال المبعوث الاميركي دانيال روبنستين، إن زيارة الجربا على رأس وفد ضم قائد «الجيش الحر» عبد الإله البشير وعدداً من القادة السياسيين «في غاية الأهمية»، وإن إدارة الرئيس باراك اوباما ستزيد من مساعداتها للمعارضة. ولفت الى عدم إمكان التعليق على ما اذا كانت واشنطن ترسل مساعدات مسلحة أم لا، إنما أكد التزامها وقناعتها بضرورة تغيير ميزان القوى على الأرض، في حين قالت لـ «الحياة» ريم علاف مستشارة الجربا، إن «الائتلاف» يرحب بقرار واشنطن باعتباره «خطوة إيجابية تقربنا أكثر من القدرة على مساعدة الشعب السوري وتفتح الطريق لاحقاً لحل مشاكل إجرائية للسوريين» يتعلق بعضها بجوازات السفر. وكان مقرراً أن يلتقي الجربا مساعدة وزير الخارجية ويندي تشرمان مساء أمس، على أن يلتقي وزير الخارجية جون كيري لاحقاً. وأوضح مسؤول أميركي رفيع آخر إن محادثات وفد «الائتلاف» ستتناول «إعادة تعريف المعارضة المعتدلة والدعم لهذه المعارضة والجهود الدولية لتقوية هذا الدعم والبحث بعدم شرعية الانتخابات المقبلة في سورية»، إضافة إلى «التزام زيادة الدعم لأعضاء المعارضة المدنية والمسلحة». ولمح المسؤول إلى أن الاعتراف بالائتلاف كبعثة خارجية رسمية لا يمنح الحصانة الديبلوماسية، لكنه «يقوي الائتلاف وآلية التواصل مع الجالية السورية» وعلاقته مع الادارة لناحية إيصال مساعدات للمعارضة على الأرض. وقال المسؤول إن واشنطن تزيد من «المساعدات غير المسلحة» للمعارضة، كما تكثف اتصالاتها مع «النواة الصلبة» التي تضم 11 من «مجموعة أصدقاء سورية» لتقديم سلة من المساعدات. وأوضح رداً على سؤال، أن واشنطن «لن تدخل في تفاصيل كل أنواع المساعدات التي تقدمها»، مشدداً على ضرورة تغيير ميزان القوى على الأرض، وعلى أن الجولات الإقليمية التي قام بها مسؤولون أميركيون ركزت على تقديم المساعدات ووقف «الدعم لمجموعات متطرفة».
وأشار المسؤول إلى أن الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في الثالث من الشهر المقبل «غير شرعية وتتناقض مع بيان جنيف وليس لديها أي صدقية». وقال: «نحن نعتقد أن على النظام تأجيل الانتخابات».
وقال ناطق باسم «الائتلاف» في واشنطن عبي شهبندر لـ «الحياة»، إن الاعتراف بالائتلاف كبعثة خارجية «هو خطوة أولى في الطريق نحو سورية الجديدة ويمنح الائتلاف امتيازات لتمثيل السوريين في الولايات المتحدة، وهو ضربة ضد شرعية النظام وتعكس مدى التقدم الذي أحرزته المعارضة».
ميدانياً، أفادت شبكة «سمارت» المعارضة أمس، بأن مقاتلي «الجيش الحر» وكتائب إسلامية أطلقوا معركة «الله أكبر» بهدف السيطرة على تلتي المطوق الكبير والصغير وخربة فادي، قرب مدينة إنخل في ريف درعا الشمالي بين دمشق وحدود الأردن. وأصدرت الهيئة الشرعية في شرق حوران بياناً قالت إنها «برأت» فيه رئيس المجلس العسكري العقيد أحمد فهد النعمة مع «الضمان له حق مغادرة هيئة المحكمة»، ذلك بعدما اعتقلته «جبهة النصرة» قبل يومين.
وفي شمال البلاد، قتل وجرح عشرات الأشخاص بغارات بـ «البراميل المتفجرة» على حلب، بالتزامن مع مواجهات عنيفة قرب دوار البريج في ريف حلب، حيث دمر مقاتلو المعارضة دبابات. وقال نشطاء إن مقاتلي حركة «حزم» دمروا الدبابات باستخدام صواريخ «تاو» الأميركية، كما دارت اشتباكات في محيط الاستخبارات الجوية.
والى شمال شرقي حلب، قتل 58 مقاتلاً في معارك بين «جبهة النصرة» و «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) في دير الزور بشرق سورية، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي قال إن حصيلة المعارك الدائرة من يوم الأربعاء ارتفعت إلى 150.
واشنطن تعتبر مكتب الائتلاف “بعثة أجنبية” اتفاق حمص القديمة يدخل حيّز التنفيذ اليوم
واشنطن – هشام ملحم
في خطوة تهدف الى تعزيز مكانة المعارضة السورية في واشنطن، أعلنت الحكومة الاميركية أمس انها ستتعامل مع المكتب الذي يمثل “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” في العاصمة الاميركية على انه “بعثة أجنبية” وفقا لقانون البعثات الاجنبية، الامر الذي يعني انه سينشط بموجب الاتفاقات والمعايير التي تتحكم بنشاط هذه البعثات، بما في ذلك “ضمان الخدمات المناسبة والفوائد على اساس المبادلة”، وذلك وقت رحبت بوصول رئيس الائتلاف أحمد الجربا الى واشنطن ليبدأ اسبوعاً من الاتصالات مع المسؤولين الاميركيين الكبار بينهم وزير الخارجية جون كيري، ومستشارة الامن القومي سوزان رايس، ووكيل وزير الخزانة لشؤون الارهاب والاستخبارات المالية ديفيد كوهين.
وقال مسؤول اميركي بارز، إن رفع مستوى تمثيل المعارضة في واشنطن الى مرتبة ” بعثة اجنبية” لا يعني اعطاء العاملين فيها الحصانة الديبلوماسية او نقل ممتلكات الحكومة السورية ومنشآتها في الولايات المتحدة، مثل السفارة الى بعثة المعارضة.
وصرحت نائبة الناطقة باسم وزارة الخارجية ماري هارف بأن واشنطن اتخذت سلسلة من الاجراءات لدعم الائتلاف الوطني المعارض قبل بدء الجربا زيارته بما في ذلك توفير 27 مليون دولار اضافي كمساعدات غير فتاكة بحيث وصل مجموع هذه المساعدات حتى الان الى 287 مليون دولار، الى رفع مستوى تقديم مساعدات غير فتاكة الى قادة “الجيش السوري الحر” لتعزيز قدراتهم اللوجستية. واضافت ان حكومتها ستبحث مع شركائها الدوليين المعنيين بالنزاع في سوريا في رفع مستوى الدعم للمعارضة المعتدلة، ولتخفيف وطأة المعاناة الانسانية للسوريين ، وذلك مع مواصلة العمل على التوصل الى حل سياسي للنزاع.
وكان مسؤول أميركي بارز قد ندد باعلان النظام السوري اجراء انتخابات رئاسية، وقال في حوار هاتفي مع عدد من المراسلين ان الانتخابات “تقوض عملية جنيف” ورأى ان “أي جهد أحادي الجانب من النظام يتناقض مع اعلان جنيف الذي يدعو الى اقامة هيئة تشرف على العملية الانتقالية”. ورأى انها “محاكاة ساخرة للديموقراطية ولا تتمتع بأي صدقية”. ولاحظ ان النظام السوري “يواصل هجماته ومذابحه ضد الناخبين الذين يدعي انه يمثلهم…الاسد يحرم الملايين من السوريين داخل سوريا وخارجها ابداء رأيهم”.
ومع ان المسؤول كرر الحديث عن ضرورة “تغيير الواقع على الارض وتغيير حسابات النظام ” لارغامه على التفاوض، الا انه رفض التطرق الى مسألة تسليح المعارضة وما اذا كانت واشنطن قد سلمت المعارضة صواريخ مضادة للدروع او انها تعتزم تزويدها صواريخ مضادة وأمس بدأ الجربا لقاءاته بالاجتماع مع وكيلة وزير الخارجية للشؤون السياسية ويندي شيرمان، ومع زعماء الكونغرس في لجنتي العلاقات الخارجية والقوات المسلحة.
ومن المتوقع ان يطلب رفع مستوى الدعم الاميركي العسكري للمعارضة في اجتماعاته مع المسؤولين الحكوميين ومع اقطاب الكونغرس من الحزبين. والى لقاءاته الرسمية ومع الكونغرس سيجتمع الجربا مع الاختصاصيين في الشأن السوري في مراكز الابحاث حيث سيلقي اكثر من كلمة، كما سيخاطب الرأي العام الاميركي من خلال وسائل الاعلام.
ميدانياً، بثت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” أن مقاتلي المعارضة السورية المسلحة سينسحبون اليوم من أحياء مدينة حمص القديمة تنفيذا لاتفاق مع الحكومة السورية. ويستثني الاتفاق حي الوعر المحاصر والمجاور لأحياء حمص القديمة، وإذا تم تنفيذ هذا الاتفاق سيكون حي الوعر المنطقة الوحيدة التي لا تزال خاضعة لسيطرة المعارضة السورية.
اكتمال طوق الجيش حول حلب واشتعال معارك “الجهاديين”
واشنطن تعترف بمكاتب “الائتلاف” كبعثات ديبلوماسية
أعلنت واشنطن، عشية زيارة رئيس “الائتلاف الوطني السوري” المعارض أحمد الجربا إليها، أنها ستعامل مكاتب “الائتلاف” على الأراضي الأميركية على أنها “بعثة ديبلوماسية أجنبية”، ما سيسمح للعاملين في هذه المكاتب بالتمتع بالحصانة الديبلوماسية، كما أنها ستزيد مساعداتها العسكرية “غير القاتلة” للمسلحين.
وعلى الأرض، أطبقت القوات السورية حصارها على المسلحين في مدينة حلب، قاطعة طرق إمدادهم من الأرياف، فيما أنجز حوالى “90 في المئة” من اتفاقية حمص القديمة، والتي تهدف إلى إخلاء المنطقة من المسلحين، والشروع بتسوية أوسع، فيما استعرت المعارك بين “جبهة النصرة” وتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) في دير الزور حاصدة عشرات القتلى من الطرفين، بالإضافة إلى مدنيين.
وبرز أمس اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والمبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي. وذكرت وكالة “فارس” أن الجانبين “أكدا ضرورة اعتماد الحل السياسي، بوصفه الخيار المناسب لحل الأزمة السورية. وثمّن ظريف جهود الإبراهيمي المهمة للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية”.
وأعلنت نائبة المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف أن واشنطن ستعترف بمكاتب “الائتلاف” في الولايات المتحدة كبعثة ديبلوماسية أجنبية، فيما قال مسؤول أميركي رفيع المستوى إن “هذا الإجراء يهدف إلى تعزيز المعارضة السورية المعتدلة، ومواكبة جهودها لمساعدة جميع من يحتاجون إلى مساعدة في سوريا”.
والإجراء الأميركي الجديد سيتيح للعاملين في مكاتب “الائتلاف” في الولايات المتحدة التمتع بالحصانة الديبلوماسية، لكنه لا يصل إلى حد الاعتراف بها على أنها سفارة. ويأتي بعد فشل مفاوضات “جنيف 2” وبعد شهرين من إغلاق الولايات المتحدة السفارة السورية في واشنطن.
وقال مسؤولون أميركيون إن هذا الإجراء رمزي، لكنه يأتي بناء على طلب من “الائتلاف” الذي يعتقد أن هذا الأمر سيعطيه مصداقية أكبر خلال لقاء مسؤوليه مع المسؤولين الأميركيين والسوريين الموجودين في الولايات المتحدة.
وأوضح المسؤول الأميركي أن واشنطن “ستزيد مساعداتها غير القاتلة لمقاتلي المعارضة السورية المعتدلة، وستقدم مساعدة إضافية بقيمة 27 مليون دولار، ما يرفع القيمة الإجمالية للمساعدة إلى 287 مليون دولار”، لكنه لم يحدد ماهية هذه المساعدة مع إقراره بوجود “اختلال في التوازن العسكري” بين المسلحين والقوات السورية.
وقال الجربا، في بيان صادر عن مكتبه، “إنها مرحلة مهمة على طريق سوريا الجديدة، على صعيد الاعتراف بها على الساحة الدولية، وعلى مستوى علاقات السوريين مع الولايات المتحدة”، معتبراً أن الإجراء الأميركي يشكل “ضربة ديبلوماسية لشرعية” الرئيس بشار الأسد.
وعلى الأرض واصلت القوات السورية عملياتها في حلب. وشرح مصدر عسكري، لـ”السفير”، أهمية سيطرة الجيش على منطقة البريج، كآخر نقطة وصل بين المسلحين الموجودين داخل مدينة حلب وريفها الممتد إلى تركيا، موضحا أن الجيش أصبح يسيطر على كامل محيط المدينة من جهاتها الأربع، ما يعني أن مسلحي الداخل عُزلوا نهائياً عن الريف، تمهيداً لاختراق الجيش أحياء حلب الشرقية التي يسيطر عليها المسلحون، وحصرهم داخل الأحياء التي باتت شبه فارغة من سكانها.
وفي دير الزور، استمرت الاشتباكات العنيفة بين “جبهة النصرة” من طرف و”داعش” من طرف آخر، رغم بيان “النصرة” الأخير الذي قالت فيه إنها أذعنت لأمر “أميرها” أيمن الظواهري الذي طالبها في تسجيل صوتي قبل أيام بوقف القتال مع “المجاهدين”.
وعلمت “السفير” أن “والي داعش” في الحسكة أبو أسامة العراقي كان قد أصدر أمراً إلى عناصره بوقف إطلاق النار بانتظار وصول التعليمات الجديدة من قيادة “الدولة” حول كيفية التعامل مع قرار “النصرة”، إلا أن قيام مجموعات من الجبهة بالالتفاف على قرية جديد عكيدات التي يسيطر عليها “داعش” ومحاولة اقتحامها، أثار غضب العراقي لدرجة أن مصادر إعلامية مقربة منه أكدت إصداره أمراً حازماً إلى كل عناصره “بإشعال كل جبهات دير الزور لمعاقبة النصرة على غدرها وخيانتها”.
وأصيب “والي داعش” في دير الزور عامر الرفدان خلال الاشتباكات في مسقط رأسه جديد عكيدات، بينما قتل شقيقه فايز الرفدان. وذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، في بيان، “قتل 58 مقاتلا في المعارك، ما يرفع إلى أكثر من 150 حصيلة المعارك بين الطرفين منذ الأربعاء الماضي”.
وشملت الاشتباكات بين الطرفين مناطق واسعة يحيط معظمها بمدينة البصيرة مثل أبريهة والصبحة وجزرات وكبر، واستخدم الطرفان الأسلحة الثقيلة، من مدفعية ودبابات، حيث سقط عشرات القتلى والجرحى جراء القصف المتبادل، علماً أن غالبية القتلى من المدنيين. يشار إلى أن المعارك بين الطرفين غلب عليها خلال الأيام الماضية طابع الكر والفر، بحيث يصعب تحديد مناطق سيطرة كل طرف لأنها تتغير باستمرار.
(“السفير”، ا ف ب، رويترز، ا ب)
حمص القديمة: تحقق 90 % من التسوية
زياد حيدر
الأمور بخواتيمها»، علق مسؤول حكومي رفيع المستوى على التسوية المزمع عقدها لإخلاء منطقة حمص القديمة من المسلحين، والشروع بتسوية أوسع.
منذ سبعة أيام وتسوية حمص القديمة تتقدم بخطى بطيئة، كان أبرزها اتفاق الطرفين على وقف إطلاق النار الجمعة الماضي، بشكل هيأ المناخ لقيادات المسلحين بالتفكير بخيار الخروج، نحو ريف المدينة الشرقي وإنهاء المعارك في قلب حمص.
إلا أن خطوة الخروج لما تحن بعد، بسبب «تعقيدات لوجستية»، كما يوضح مسؤول حكومي لـ«السفير»، حيث تتغير خطوط الحركة المقررة، وتحصل تبدلات في عملية الاستعداد، من دون أن يكون ثمة جدول زمني محدد للعملية.
«يمكن القول إن 90 في المئة» من بنود العملية أنجزت، وهي بنود تعتمد اعتمادا رئيسيا على جو من الثقة التي بُنيت بين الجانبين، وصولا إلى استمرار المحادثات وتوسعها بحيث تهيئ مناخات جيدة لمناطق أخرى، وفقا للمصدر ذاته.
وفي اليومين الأخيرين، كان الإنجاز الأبرز هو توحد قيادات المسلحين الموجودين في حمص القديمة على التسوية، وصولا إلى تحديد ثلاثة أشخاص مفاوضين، بدلا مما يزيد عن خمسة في وقت سابق، والاتفاق على النظر إلى العملية الجارية من زاوية إنسانية بحتة، الأمر الذي انعكس إيجاباً على مناطق أخرى كريف حلب الشرقي، وامتد ليشمل قرى عديدة لا تقتصر على قريتي نبل والزهراء فقط، كما ورد في وسائل الإعلام.
وسمحت المفاوضات الطويلة، والالتزام المتبادل بتحييد البندقية منذ الجمعة، بتبريد الأنفس، على ما يبدو، حيث امتد حديث الجانبين ليشمل مناطق أوسع من حمص، يمكن أن يمتد أفق التسوية إليها. ووفقا لما ذكره المصدر فإن تأخر إنجاز التسوية، سمح بهذا التقدم، الذي كان يمكن أن يتحول إلى عملية كبرى لولا وجود التنظيمات التكفيرية، مشيرا إلى كل من «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) بالاسم.
ودخلت كل من منطقتي تلبيسة والرستن، على خطوط التواصل القائمة، إلا أن امتداد التنظيمات الإسلامية فيها وسيطرتها على القرى المحيطة، عرقل خططاً ومبادرات مشتركة بهذا السياق.
من جهته، أكد محافظ حمص طلال البرازي، لـ«السفير»، أنه ليس ثمة اتفاق بين الجانبين بالمعنى الذي تعنيه الكلمة، مشيرا إلى أن طريقة العمل «لم تتضمن بنودا وشروطا والتزامات»، ما عدا اتفاق وقف إطلاق النار المستمر، وإنما جرت العملية مستندة لما «سبق وجرى قبلها من تسويات وعمليات إنسانية في حمص ومحيطها، وأيضا عبر بناء أطر إنسانية عامة».
ونفى البرازي حصول عملية تبادل لمخطوفين، مشيرا إلى أن إطلاق سراح مخطوفين يأتي في سياق الأجواء التي بُنيت، وليس باعتباره اتفاق تبادل. كما نفى بالمطلق وجود شخصيات لبنانية أو إيرانية بين أي مخطوفين سيتم إطلاق سراحهم، وذلك وفق ما روّجت وسائل إعلام مختلفة.
من جهتها، نفت أوساط السفارة الإيرانية، لـ«السفير»، علمها بوجود مختطفين إيرانيين، تم تبادلهم بأية اتفاقات مؤخرا.
وإذا اكتملت بنود التسوية، فسيخرج كل لا يرغب في تسوية مع الدولة من حمص القديمة باتجاه الريف الشرقي لمدينة حمص، علما أن مسائل عالقة عديدة ما زالت تعيق التنفيذ، تتعلق بأوضاع المرضى والمصابين، وعدد من المدنيين. وقال البرازي إن جوهر العملية الجارية يتمثل في «إعلان حمص القديمة خالية من السلاح، وتحت سيطرة الدولة» وذلك عبر تجنيبها مزيداً من القتال والدم. وثمة آمال لدى البرازي إذا نجحت جهود الطرفين في الانتقال نحو تجهيز ظروف تسوية جديدة في حي الوعر، آخر معاقل المعارضة في مدينة حمص.
وزير سوري معارض: 62 مرة استخدمت قوات النظام الأسلحة الكيميائية وقتلت بها 2000
علاء وليد- الأناضول: قال أسعد مصطفى، وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة التابعة للمعارضة الثلاثاء، إن قوات النظام استخدمت الأسلحة الكيميائية 62 مرة في أنحاء البلاد خلال أكثر من ثلاث سنوات من الصراع، ووقع نتيجة تلك الهجمات ألفي قتيل و10 آلاف مصاب بحالات اختناق.
وفي مؤتمر صحفي عقده بمدينة اسطنبول التركية، ظهر الثلاثاء، قال مصطفى إن المرات الـ62 التي استخدمت فيها قوات النظام الأسلحة الكيميائية توزعت في عدة مناطق في البلاد تسيطر عليها قوات المعارضة، وكانت أكبر الهجمات في منطقة الغوطة بدمشق (آب/أغسطس 2013)، والتي راح ضحيتها 1600 قتيل، من ضمن ألفي قتيل و10 آلاف مصاب نتيجة الهجمات بالكيمياوي.
ولم يبيّن الوزير ما إذا كانت الهجمات التي يتحدث عنها، تتضمن الهجمات بالغازات السامة مثل غاز “الكلور” الذي تتهم المعارضة السورية قوات النظام بتكثيف استخدامها مؤخراً.
وأشار مصطفى إلى أن المعارضة حّذرت مراراً المجتمع الدولي من استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية، إلا أن المجتمع الدولي قابل ذلك بالصمت، لافتاً إلى أن المعارضة تحذر من استخدام قوات النظام للأسلحة الكيميائية في عدد من المناطق الجديدة ومنها بلدة “كسب” شمالي محافظة اللاذقية (غرب) التي سيطرت عليها قوات المعارضة قبل نحو شهرين.
ولفت الوزير إلى أن النظام السوري يحصل على الأسلحة لقتل الشعب وآخرها صفقة طائرات الـ”ياك” الروسية التي أعلن عنها خلال اليومين الماضيين وتتضمن تسليم 32 طائرة عسكرية من ذلك الطراز للنظام، والتي سيتم تسليم أول دفعة منها قبل نهاية العام الجاري.
واستدرك بالقول، إن هذا التسليح للنظام السوري يقابله “حظر” على تزويد قوات المعارضة بالأسلحة التي يدافعون بها عن أنفسهم وعن الشعب السوري.
وحذّر الوزير من مخطط للنظام يسعى لخلق “الفتنة” في المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة باغتيال قادة في الجيش الحر والفصائل الإسلامية المتحالفة معه، والتي بدأت باغتيال قياديين في قوات المعارضة بريف دمشق خلال الأيام القليلة الماضية وبمسدسات كاتمة للصوت.
تحذيرات من مخطط لتشكيل ‘داعش نسوي’ في ديالى العراقية
ديالى- الأناضول: حذر مسؤول محلي في ديالى شرقي العراق من مخطط لتشكيل (داعش) نسوي في مناطق بالمحافظة، لتنفيذ هجمات انتحارية والمشاركة في دعم التنظيمات المسلحة عبر نقل المواد التي تدخل في صناعة القنابل وتفخيخ السيارات.
وقال أحمد الزركوشي مدير بلدة السعدية شمالي ديالى في تصريح للأناضول إن “التنظيمات المسلحة ابتكرت أسلوبا جديد لتنشيط خلاياها النائمة في حوض حمرين السعدية وجلولا، والقصبات النائية شمالي ديالى من خلال تشكيل خلايا نسوية مرتبطة بتنظيم داعش”.
وأضاف أن “معلومات الرصد الاستخباري تؤكد بما لا يقبل الشك أن تنظيم داعش شكل خلايا نسوية في بعض مناطق ديالى لدعمه لوجستيا من ناحية نقل الرسائل أو المتفجرات (عبوات ناسفة او لاصقة) او القيام بمهام تجسس ورصد بعض الاهداف “.
وتابع الزركوشي قائلا إن “الأجهزة الاستخبارية تتابع عن كثب ما يجري من تطورات داخل هيكلية تنظيم داعش ونجحت في اختراقها عدة مرات، ما أدى الى الاطاحة بقيادات عليا”، مشيرا إلى أن الأجنحة الاستخبارية تبلي بلاءً حسنا في معركة المواجهة مع تنظيم داعش في أكثر من منطقة وخاصة في عمق تلال حمرين 45 كم شمال شرق بعقوبة.
من جانبه، أقر المقدم غالب عطية، مدير قسم الإعلام في قيادة شرطة ديالى بوجود محاولات مستمرة لإحياء الخلايا الانتحارية النسوية في ديالى، في ظل تصاعد تهديدات وخطر الدولة الاسلامية في العراق والشام، إلا أنه أكد أن ملف الانتحاريات انتهى منذ عام 2009.
وأوضح في حديث للأناضول أن “القوات الامنية والوكالات الاستخبارية اتبعت خططا ومعالجات أسهمت في تلاشي ظاهرة الانتحاريات من المحافظة بنسبة 95%”، مشيرا إلى أن ابرز المعالجات لملف الانتحاريات تشكيل قوة نسوية من 300 امرأة باسم “بنات العراق” لتعقب ومتابعة الانتحاريات في عمو المحافظة.
وأضاف عطية أن “خطر الانتحاريات مازال قائما، الارهاب موجود في العراق بشكل عام”، لافتا إلى مساعي ومحاولات لتنظيم داعش في تشكيل خلايا انتحارية جديدة للنساء “بهدف الانتقام” ممن قتل ازواجهن واولادهن او اخوانهن.
ولفت إلى تنفيذ الانتحاريات لأكثر من 20 هجوم في ديالى، قبيل 2010 ، استهدفت تجمعات للقوات الامنية او تجمعات عامة للمدنيين.
وأكدت القيادات الأمنية في وقت سابق في ديالى، القضاء على الخلايا الانتحارية النسوية المرتبطة بتنظيم القاعدة، بعد انحسار مصادر التمويل وتنوع وتعزيز التشكيلات الامنية.
الاستخبارات الغربية تحقق في مزاعم قيام إيران بتزويد النظام السوري بقنابل صينية الصنع معبئة بغاز الكلور
لندن- (يو بي اي): ذكرت صحيفة (ديلي تلغراف) الثلاثاء أن مسؤولي أجهزة الأمن الغربية يحققون في مزاعم قيام إيران بتزويد النظام السوري بقنابل صينية الصنع مملوءة بغاز الكلور.
وقالت الصحيفة إن إيران، ووفقاً للمزاعم، طلبت 10 آلاف صفيحة من غاز الكلور من الصين وشحنتها إلى سوريا عبر رحلات جوية، وفتحت أجهزة الأمن الغربية تحقيقاً بهذا الشأن بعد التقاط الأقمار الاصطناعية صورة لإحدى هذه الرحلات في مطار طهران الرئيسي.
وأشارت إلى أن كل رحلة بين العاصمة السورية دمشق ومطار مهر أباد الدولي في طهران يمكن أن تحمل ما يصل إلى 40 طناً من المعدات، والتي يُعتقد أنها تشمل أيضاً صواريخ قصيرة المدى وبنادق آلية وذخيرة.
وأضافت الصحيفة أن مسؤولي أجهزة الأمن الغربية يعتقدون أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد أقام معبراً منتظماً للشحن الجوي مع ايران باستخدام طائرات شحن روسية من طراز (اليوشن 76)، ويسعون الآن لمعرفة ما إذا كانت طهران استخدمت هذه الرحلات لتزويده بقنابل الكلور التي استعملها ضد مقاتلي المعارضة السورية.
وقالت إن مسؤولي أجهزة الأمن الغربية يرصدون الآن النشاط العسكري بين ايران ونظام الأسد، ويعتقدون بأن السلسلة الجديدة من شحنات الأسلحة بدأت في 28 كانون الثاني/ يناير الماضي واستمرت على أساس منتظم منذ ذلك الحين، وتقوم طائرات الشحن السورية العسكرية الثقيلة بالتحليق بين طهران ودمشق عدة مرات في الأسبوع.
وأضافت الصحيفة أن صوراً التقطتها الأقمار الاصطناعية تُظهر بوضوح طائرة شحن عسكرية سورية من طراز (اليوشن 76) في مطار مهر أباد بطهران، والذي يستخدمه سلاح الجو الايراني كقاعدة امدادات.
ونسبت إلى مسؤول أمني غربي قوله “الميزة الواضحة لاستخدام هذا النوع من طائرات الشحن هو قدرتها على حمل كمية كبيرة من الأسلحة في رحلة واحدة، كما أن توفير كميات ضخمة من الأسلحة الايرانية إلى نظام الأسد ساعد بلا شك بمنحه اليد العليا في ساحة المعركة”.
وكانت (ديلي تلغراف) ذكرت الاسبوع الماضي أن التحليل العلمي الذي اجرته لعينات من هجمات متعددة بغاز الكلور في سوريا أظهر أن نظام الرئيس الأسد لا يزال يشن هجمات بالأسلحة الكيميائية ضد المدنيين.
وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الثلاثاء الماضي بأنها ستوفد بعثة لتقصي الحقائق إلى سوريا للتحقيق في مزاعم هجمات الغاز، ووافقت الحكومة السورية على استقبال البعثة وتعهدت بتوفير الحماية الأمنية لها.
انفجار يقتل 30 من المقاتلين في صفوف الحكومة في إدلب
بيروت- (رويترز): قال نشطاء الثلاثاء إن نحو 30 من المقاتلين في صفوف الحكومة السورية قتلوا عندما فجر مقاتلو المعارضة قنبلة في نفق أسفل نقطة تفتيش في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا.
وأوضح تسجيل فيديو ولقطات بثها مؤيدو المعارضة على الانترنت دخانا كثيفا قرب بلدة صغيرة وأصوات رجال يكبرون.
وكثيرا ما يشن مقاتلو المعارضة الذين يقاتلون للاطاحة بالرئيس بشار الأسد هجمات ضد قواته إلا أن حجم الانفجار الذي وقع أمس الإثنين غير عادي.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا إن الانفجار وقع خارج بلدة معرة النعمان في إدلب بشمال غرب البلاد.
وأضاف أن ضابطين على الأقل بين القتلى عندما فجر مقاتلون من الجبهة الإسلامية وهيئة دروع الثورة أطنانا من المتفجرات في نفق يمر من الشارع إلى نقطة التفتيش.
وقتل أكثر من 150 ألف شخص في الصراع السوري الذي دخل عامه الرابع.
وتواجه القوى الدولية طريقا مسدودا حول كيفية حل الصراع وزاد من تعقيد الوضع الاقتتال الداخلي بين جماعات المعارضة والذي أسفر عن مقتل آلاف المقاتلين العام الحالي.
وقال المرصد السوري إن 70 من مقاتلي المعارضة قتلوا أمس الإثنين في اشتباكات بين تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وحلفائها في محافظة بشرق البلاد على الحدود مع العراق.
ويتركز القتال الذي اشتد خلال الأسابيع القليلة الماضية حول قرى على مشارف مدينة دير الزور حيث تتقاتل الجماعات المعارضة من أجل السيطرة على حقول نفطية ومناطق استراتيجية.
وأضاف المرصد أن أحدث اشتباكات شردت مئات الآلاف من سكان المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية. وتابع أن خمسة مدنيين قتلوا في قتال أمس الإثنين الذي أسفر عن سيطرة جبهة النصرة وحلفائها على قرية الصبحة.
تصريحات إدارة أوباما منذ بداية الأزمة السورية متخبطة… تدعو لخروج الأسد وتتردد في دعم المعارضة
إبراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’: لا تزال السياسة الخارجية الأمريكية السورية تتسم بالتشتت وعدم الوضوح، رغم الدعوات الدائمة من إدارة أوباما للنظر فيها، والبحث عن حلول إبداعية.
ولعل أبرز ما ينبئ عن تخبط الإدارة هو تصريحات أوباما نفسه والمسؤولين في إدارته وفي العرض الذي قدمه المعلق في صحيفة ‘واشنطن بوست’ فريد هيات حيث يقدم صورة عن وقوف إدارة أوباما صامتة أمام ما يجري في سوريا. وما فعله هيات هو تقديم تصريحات المسؤولين في الشهرين الأخيرين ليعطي صورة عن عدم جدية أوباما في حل الأزمة بادئا بما قالته سامنثا باور، سفيرة واشنطن في الأمم المتحدة في 22 شباط /فبراير، والتي دعت فيها كل الأطراف في سوريا إلى وضع حد للعنف، معبرة عن موقف مجلس الأمن من تصاعده، ومقتل أكثر من 100.000 سوري بمن فيهم 10.000 طفل. ثم عادت وكررت تصريحات مماثلة في 25 شباط/فبراير، وقالت فيها ‘كان مجلس الأمن واضحا في حالة عدم الإلتزام فإنه مستعد لاتخاذ اجراءات أخرى.. ولنكن واضحين، فهذه هي أكبر كارثة انسانية تمر على جيلنا، والشعب السوري يعتمد علينا’. وفي 7 آذار /مارس قالت باور ‘يجب أن يكون نظام الأسد واع أننا ندقق في أفعاله، ولن نخفف الضغط حتى تتم الإستجابة لمطالبنا ويتم وقف هذه الوحشية’.
وفي تساوق مع هذه التصريحات التي تبدو شديدة أطلقت مفوضة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري أموس تصريحات مماثلة ‘بعد ثلاثة أعوام على بدء النزاع السوري، هناك حوالي 9 ملايين من السوريين بحاجة للحماية والمساعدة داخل سوريا، و2.5 مليون شخص تركوا البلاد، ولم يسمح لنا بالوصول إليهم، وتم ترويع جيل كامل من الأطفال’.
لا يمكننا اتخاذ قرار فردي
ويلاحظ هيات إن تصريحات باور المتشددة لا تتوافق مع تصريحاتها في 28 آذار/مارس عندما قالت للصحافيين ‘لا يوجد هناك شيء يمكنني فعله أو يمكننا اتخاذ قرار منفرد من أجل دفع المجلس للقيام بعمل ما نريد، ونحن منخرطون في المشاورات’.
وجاء بعد كلام باور وتصريحاتها ما قاله باراك أوباما نفسه في 28 نيسان/إبريل ‘ألاحظ من كلام الذين ينتقدون سياستنا الخارجية، خاصة فيما يتعلق بسوريا، أنهم هم أنفسهم يقولون لا لا نريد إرسال قوات عسكرية، حسنا، ماذا تعنون بهذا الكلام، نحن نقوم بدعم المعارضة، ونقوم بإخراج الأسلحة الكيميائية خارج سوريا بدون أن نحتاج لأن نوجه ضربة عسكرية، وعليه عن ماذا تتحدثون؟’.
لكن الوضع في سوريا يزداد سوءا وهو ما قالت أموس مرة أخرى في نهاية شهر نيسان/إبريل ‘بدلا من تحسنه، فالوضع يزداد سوءا، وتصاعد العنف خلال الشهر الماضي، مخلفا وراءه خسائر فادحة بين السوريين العاديين.. هذا ليس كلاما. فكلنا شاهد الآثار المروعة: الصور التي تحطم القلب للأطفال الذين يتم اخراجهم من بين الأنقاض وللعائلات التي تختبئ بين البنايات المهدمة’، لكن باراك أوباما ليس مستعجلا أو مستعدا لاتخاذ قرارات فاعلة فقد قال في 28 نيسان/إبريل ‘لماذا هناك حرص من كل شخص على استخدام القوة العسكرية بعد أن مررنا من الحرب التي كلفتنا عظيما من جيشنا وميزانيتنا’.
علينا التحرك
ويذكر الكاتب هنا بما قالته باور عام 2002 في مقال ‘مشكلة من الجحيم’ وجاء فيه ‘ على الولايات المتحدة أن لا تؤطر خيارات سياستها الخارجية من خلال مفاهيم عمل لاشيء أو اتخاذ قرارات من طرف واحد بإرسال وحدات المارينز. فعلى الولايات المتحدة التصرف وعمل أشياء معينة تصلح لكل حالة.
وبمساعدة من حلفائها يجب عليها إنشاء مناطق آمنة تؤوي اللاجئين والمدنيين وتوفر الحماية لهم عبر قوات حفظ سلام مسلحة وقوية وقوات جوية أو كليهما’. لكن كلام باور لا يطبق في الحالة السورية رغم تصريحات أموس التي قالت في 30 نيسان/إبريل ‘أخبرت المجلس (مجلس الأمن) أنه من غير المقبول استمرار الأطراف المتصارعة في حرمان المجتمعات السكانية المحاصرة من الطعام والدواء وحرية الحركة، وليس مقبولا منع تحرك قافلة تحمل موادا تنقذ الأرواح ووصولها للمناطق المحتاجة’، وتضيف ‘وقت الأنتظار قد فات، وكل يوم يفشل فيه المجتمع الدولي بمنع الإضرار بالسوريين لتحقيق أهداف عسكرية، فنحن نمحو انجازات 150 عاما من المبادئ الإنسانية’.
هذا الكلام تتفق معه باور والتي قالت في 7 آذار/مارس الماضي ‘أصبحت سوريا اليوم منطقة الصفر لأفظع كارثة إنسانية في عصرنا’.
ولكن هل تحركت الإدارة الأمريكية لوقفها، يجيب أوباما بالقول ‘ يأتي وقت يشهد فيه العالم كوارث ومصاعب، ولا يمكن حلها بشكل سريع′، هذا ما قاله اوباما في 28 نيسان /إبريل.
لا يريدون التحرك
ولعل ما يجيب على تصريحات أوباما هو ما كتبته باور عام 2002 ‘السبب الحقيقي لعدم قيام الولايات المتحدة بعمل ما يجب عمله لوقف الإبادة ليس نقص المعلومات أو التأثير ولكن عدم توفر الإرادة. فببساطة لم يتصرف القادة الأمريكيون لأنهم لم يريدوا التحرك.. ولعبوا على عبثية ومخاطر التدخل، فسجل الولايات المتحدة ليس فشلا ولكنه نجاح، وما يثير القلق هو الإعتراف، هو أن المسؤولين الأمريكيين استخدموا النظام والنظام نجح’.
ويأتي مقال هيات في وقت تنهي فيه الإدارة إعادة النظر في سياستها السورية، وفي ضوء وصول زعيم الإئتلاف الوطني السوري أحمد الجربا الذي سيطالب الحكومة الأمريكية بدعم فاعل للمعارضة وسيلتقي الجربا مع وزير الخارجية جون كيري ومسؤولين في وزارة الدفاع والبيت الأبيض ونوابا جمهوريين وديمقراطيين.
وسيلتقي الجربا داعمين للقضية السورية مثل النائب الجمهوري جون ماكين، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس كارل ليفين.
وتقول مصادر المعارضة إن الزيارة ستركز على عدد من المحاور منها تطويرعلاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة في مرحلة ما بعد الأسد أو سوريا الجديدة، ومكافحة الإرهاب والجماعات المتشددة ومحاسبة أفراد النظام السوري، ومواجهة الكارثة الإنسانية .
ولم تقدم الإدارة أي إشارات حول توجه سياستها الخارجية تجاه سوريا، لكن ريتشارد هاس، رئيس مجلس العلاقات الخارجية كتب في الشهر الماضي حول تدهور سياسة أوباما الخارجية وتحمل الرئيس الأمريكي جزءا من المسؤولية.
تخبط
وكتب هاس ‘السياسة الخارجية الأمريكية تعيش حالة من التخبط، وهذا يعني أخبارا غير جيدة من العالم الذي يعتمد عادة على الولايات المتحة من أجل نشر النظام في غياب دولة قادرة على فعل هذا، وهذه أخبار سيئة للولايات المتحدة التي لا تستطيع عزل نفسها عن التطورات التي تحدث خارج حدودها’.
ويقول إن النجاح إن كان له العديد من الآباء فالتشتت له أيضا آباء وهذا مرجعه لسياسات جورج بوش وإدارته التي قامت بغزو العراق وهو ما أرهق المالية وأضعف الإقتصاد وأثر على سمعة الولايات المتحدة ومصداقيتها وقدرتها العسكرية في العالم.
ولكن لا يعني هذا تحميل إدارة بوش كل المسؤولية فلأوباما حصته من اللوم وجزء منه كان من عمل الذات وآخر مرتبط بغياب السياسة الواضحة والإنسجام والمبادئ لتطبيق السياسة الخارجية المتسقة مع بوصلة واضحة.
وناقش هاس المفهوم الذي ساد الإدارة الأمريكية الحالية وهو إعادة تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية بتركيز أقل على الشرق الأوسط والتوجه نحو آسيا خاصة أن الولايات المتحدة لديها مصالح كبيرة في منطقة آسيا ومنطقة المحيط الهادي.
ويرى الكاتب إن منطقة الشرق الأوسط لن تؤثر كثيرا على مستقبل العالم إن أخذنا بعين الإعتبار غياب القوى الكبرى فيه، لكن أدوات السياسة الأمريكية عادة ما تكون غير ناجحة عندما تحاول إعادة تشكيل الأنظمة السياسية المحلية، أي أن أمريكا في وضع جيد لتشكيل سياسات الحكومات خارج حدود بلادها أكثر من تصرفاتها ضمن حدودها الجغرافية. وإذا كانت السياسة صحيحة فما هي إذا المشكلة.
يقول هاس إن الحكم عليها يبدو متناقضا، خاصة أن إدارة أوباما يبدو أنها تتحرك بعيدا عن الشرق الأوسط، فلا توجد قوات أمريكية في العراق، فيما يبلغ عدد القوات الامريكية في أفغانستان أقل من 40.000 وفي ليبيا اكتفت بالقيادة من خلف للإطاحة بنظام القذافي.
أما في سوريا فقد ظلت عازفة عن التدخل فيها ورفضت تقديم الدعم العسكري للقوى ‘المعتدلة’ وتراجعت عن توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد الذي تجرأ واجتاز ‘الخط الأحمر’ الذي وضعه أوباما حول السلاح الكيميائي.
سياسة طموحة
وهناك مشكلة في سياسة أوباما في الشرق الأوسط، ففي الوقت الذي تراجع فيه التدخل العسكري إلا أن الإدارة واصلت تأكيد سياسة طموحة تدعو لتغيير الأنظمة، أولا مع حسني مبارك ثم معمر القذافي في ليبيا وبعد ذلك بشار الأسد.
وكما أظهر التاريخ فمن الصعب الإطاحة برئيس أو حتى تحقيق وانشاء سلطة بديلة تكون مفيدة ومفضلة للأمريكيين.
ونتيجة هذه الدعوات هي مواجهة الولايات المتحدة وضعا تتراجع فيه عن أهدافها وهو ما يدفع إلى تحدي إرادتها أو المضي في أهدافها من خلال الإستثمار بالمال والدم أي التدخل العسكري.
ولهذا السببب فإدارة اوباما عبرت عن قلق من أي تدخل يعني تورطا والتزاما طويل الأمد ويعني نشر قوات عسكرية على القاعدة التي حدثت في العراق وأفغانستان.
ولعل أهم امتحان لمواقف أوباما يظل في سوريا، حيث طالب برحيل الأسد ولكنه لم يفعل ما يدفع لرحيله، وظل الدعم للجماعات التي اعتبرت مقبولة محدودا وفي أدنى حالاته. وأسوأ من هذا فقد تردد الرئيس باستخدام القوة عندما اقتضى الامر ذلك، وكان قرارا أثر على قدرة الولايات المتحدة ومصداقيتها، وقضى على ثقة الجماعات غير الجهادية بأمريكا وإمكانية الإعتماد عليها. وكانت نتيجة التصرف الأمريكي بقاء الأسد في السلطة وتأثر المعارضة. وأصبحت المسألة مسألة وقت قبل أن تبتلع الإدارة الأمريكية البرشامة المرة وتتسامح مع بقاء الأسد في السلطة.
و الوضع نفسه يقاس على ليبيا التي تخرج عن سيطرة الحكومة وتعيش تحت سلطة الميليشيات والجماعات الإرهابية، أما مصر بعد الإنقلاب العام الماضي والذي أطاح بالرئيس محمد مرسي فقد أصبحت أكثر استقطابا وتعيش عنفا متزايدا، ونفسه الحال في العراق البلد المضطرب حيث لا تمارس الولايات المتحدة إلا تأثيرا قليلا فيه بعد عقد من الإحتلال، حيث أصبح للإرهابيين فيه موطئ قدم أكثر من أي وقت مضى، وفي الأردن يخشى البلد أن يغمره اللاجئون القادمون من سوريا. فقط تونس وحدها التي تعيش وضعا مستقرا مع أن هناك شكوكا حول ديمومته.
وهذا لا يعني دعوة لتغيير الأنظمة بقوة السلاح، فتغيير الأنظمة جلب معه ‘علاجا’ أسوأ من المرض. كل هذا يحتاج من الولايات المتحدة إعادة النظر في سياستها بحيث تجمع بين مصالحها القومية ووقائع السياسة الدولية. مشيرا إلى ان النجاح الوحيد كان مع إيران.
الرائد إياد شمسي: محاولات كتائب المعارضة لكسر الحصار على حمص كانت ‘فاشلة عسكريا’
وائل عصام
انطاكيا ـ ‘القدس العربي’ قال الرائد إياد شمسي رئيس جبهة الأصالة والتنمية في حمص إن رئيس الائتلاف الجربا ووزير الدفاع قررا صرف مساعدة مالية عاجلة لكتائب المعارضة في حمص
بقيمة نصف مليون دولار ستخصص لشراء ذخيرة ولصرف رواتب للمقاتلين في ريف حمص الشمالي في مسعى لتوفير دعم قد يمكنها من تخفيف الحصار على مقاتلي المعارضة داخل مدينة حمص المحاصرة.
وقال شمسي في حديث خاص لـ’القدس العربي’ إنه حضر اجتماعا في تركيا مع الجربا ووزير الدفاع أسعد مصطفى ضم عددا من قيادات وممثلي الفصائل في حمص الأسبوع الماضي وأن هذا الدعم الذي تقرر صرفه بشكل عاجل أرسل لغرفة عمليات حمص التابعة للأركان.
ولكن شمسي حذر من أن تصل هذه الأموال ‘ للأشخاص الخطأ’ الذين لن يتصرفوا بها بالطريقة الصحيحة في حمص.
وانتقد الرائد شمسي المحاولات السابقة التي نفذتها كتائب المعارضة خارج حمص لكسر حصار المقاتلين في مدينة حمص، اذ افتقرت للتخطيط العسكري السليم، ويضيف معركة الجسر الواحد استهلكت الذخائر والدعم في الريف الشمالي ولم تستطع الوصول لحمص، ومعركة ‘قادمون’ التي انطلقت من مناطق شرق السلمية من قرية العقيريبات انتهت حيث بدأت، كان يجب التركيز على الهجوم على خواصر حمص مباشرة .. من قرى الدوير وقرية مصياف ، من جهة مصافي الحبوب، او دير بعلبة وحوش الاغا، والإبتعاد عن حواجز النظام الضخمة كحاجز ملوك في شمال حمص لأنه قلعة حصينة’.
وكشف شمسي لـ’القدس العربي’ أن عبد الباسط الساروت القيادي البارز لمقاتلي المعارضة داخل حمص خطط مؤخرا لعملية محكمة لكسر الحصار من داخل حمص بمشاركة مجموعة ‘صقر حمص بقيادة أبو مهند الحر’ ومقاتلين من مجموعة الأصالة والتنمية، لكنها كشفت وأدت إلى مقتل نحو ستين في كمين نفذته قوات النظام، ويرجح شمسي أن العملية كشفت بعد أن استطاعت قوات النظام التجسس على الإتصالات الخاصة بالمعارضة أثناء التنسيق للعملية، او أنها كشفت بمحض الصدفة، ويوضح الرائد تفاصيل أكثر ‘ ‘كانت الخطة تقضي بالتسلل داخل حي القصور عبر أنابيب الصرف الصحي للوصول إلى مطاحن الدقيق قرب الكراج القديم ، وجلب كميات من الطحين الى داخل المدينة المحاصر، ومن ثم فتح طريق نحو الريف الشمالي، ولكن المقاتلون وقعوا في كمين أثناء التسلل، وقتل كل أعضاء المجموعة الأولى التي كلفت بتأمين الطريق، ونجت المجموعة الثانية وكان من بينها عبد الباسط الساروت بعد ان نجحت في سحب جثث 3 مقاتلين، وبعدها قام النظام بنشر أوراق الخطط التي ضبطت في جيوب المقاتلين على القنوات الإعلامية التابعة له، على أنها نجاح استخباراتي ولكن في الحقيقة هذه الأوراق ضبطت في جيوب المقاتلين.
وفيما يتعلق بمفاوضات كتائب حمص مع النظام قال الرائد شمسي إن النظام وضع شروطا إستسلامية لا يمكن القبول فيها ،ستظهره بموقع المنتصر كما فعل في المعضمية حيث رفعت راية النظام، كما أن وفد التفاوض تم احتجازه مؤخرا في حي الوعر ويضيف ‘بعد مؤتمر جنيف قبلنا بخروج النساء والأطفال، وبقي نحو ألفي مقاتل في حمص المحاصرة، في جورة الشياح والقرابيص وباب السباع ،ولكن بعد ضغوط هائلة من النظام بسلاح التجويع سلم عدد من المقاتلين أنفسهم ضمن تسويات وصفقات تم فيها العفو عنهم ، لكن المجموعات التي انسحيت سلمت سلاحها للمجموعات التي بقيت مما منح المحاصرين دعما بالذخائر، ولكن بعد ‘الكارثة ‘ التي حلت بكتيبة الساروت في كمين النظام تراجع الكثيرون عن تسليم أنفسهم بعدما شاهدوا كيف قتل زملاؤهم، وتمكنوا من التحصن بأحياء حمص القديمة التي يعرفونها جيدا ،فهي أبنية قديمة متشابكة تمنح المقاتلين عمقا استراتيجيا وتعطي أفضلية للمدافعين إذ تستطيع قوة صغيرة الدفاع عنها، وقبل أيام نجحت كتائب المعارضة في التقدم نحو عدة كتل أبنية في حي جب الجندلي حيث تناولوا الأطعمة لأول مرة، أكلوا الشيش وشربوا الكولا لأول مرة من أشهر ، وهذه كانت خطة ذكية، فالنظام يركز قوته في أحياء والمقاتلين اندفعوا نحو أحياء اخرى لم يتوقعها النظام ويؤكد الرائد الذي يقود فصيلا يصفه بالإسلامي السلفي الدعوي غير المتشدد أن مشكلة كتائب الريف الشمالي في حمص هي عدم التوحد وكثرة الخلافات بينها، لذلك لم تستطع كسر الحصار على مدينة حمص ، كما أن النظام استطاع اللعب على معاناة الناس من خلال الحرمان والتجويع واتهام فصائل الجيش الحر بأنها هي المسؤولة عن وضعهم المأساوي.
ويوضح ‘بدأ الناس يتهمون بعض قيادات الجيش الحر بانهم سبب معاناتهم ، فمثلا القيادي العسكري المعروف بـ’الضحيك ‘ في تلبيسة تتردد أقاويل أنه استلم دعما ماليا كبيرا للمساهمة في كسر حصار حمص لكنه لم يتحرك، طبعا أنا لا أعرف صحة هذه الإتهامات ولكني أنقل ما يردده الناس′ ومن الواضح أن النظام نجح في إحكام قبضته بالكامل على محيط حمص . وحتى العناصر التابعة لقوات النظام الذين كانوا يهربون المازوت والسلاح والأغذية للمقاتلين مقابل مبالغ مادية .. كل هذه العناصر تم إبعادها وجلب عناصر أكثر ولاء بحيث أقفلت كل خطوط التهريب والإمداد لقوات المعارضة في ريف حمص وبداخل حمص، وفصلت حمص عن خطوط إمدادها شمالا وجنوبا، خصوصا أن ريف حماة الذي يحيط بحمص شمالا يسكنه خليط من السكان العلويين والمسيحيين الذين لا يسمحون لفصائل المعارضة بالمرور أو التواجد في قراهم.
وجبهة الأصالة والتنمية التي يقودها الرائد إياد شمسي هي واحدة من الفصائل المتواجدة في حمص إضافة للواء الحق ، والفاروق، وأتباع الرسول، والأنصار، وكتائب الخالدية، ويرتبط الأصالة والتنمية ذو التوجه السلفي الدعوي بهيئة أركان الجيش الحر، ويحتفظ بعلاقات جيدة بالقيادة السياسية للائتلاف .
تطبيق الإتفاق بين النظام السوري والمسلحين في حمص خلال 48 ساعة عبر إطلاق سراح 70 أسيرا لبنانيا وإيرانيا وإدخال مساعدات لنبل والزهراء
طارق الحمصي
عواصم ـ وكالات ـ حمص ـ ‘القدس العربي’ سيبدأ تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين النظام السوري ومقاتلي المعارضة القاضي بخروجهم من أحياء وسط مدينة حمص خلال 48 ساعة، حسبما اكد المحافظ طلال البرازي امس الاثنين. وقال البرازي ‘سيتم البدء بتنفيذ المبادرة خلال 48 ساعة حسب التطورات على الارض’، معربا عن امله في ‘ان تتم الامور بخير وحينها لن تستغرق وقتا طويلا’.
واضاف ‘تم الاتفاق على ان يتجه المسلحون شمالا الى تلبيسة والدارة الكبيرة وهذه الحلقة من الموضوع تجاوزناها’، وهما معقلان للمعارضة المسلحة في الريف الشمالي لحمص، على بعد 20 كلم من المدينة.
واوضح المحافظ الذي فضل استخدام تعبير ‘مبادرة تسوية’ عوضا عن ‘اتفاق’ـ ان التنفيذ يتوقف على بحث بعض الامور اللوجستية، ومنها ‘اختيار الطريق المناسب وتفكيك الالغام ووجود نقاط تفتيش وتامين وصول الناس واختيار الاطراف المشاركة في مكان الانطلاق والوصول’.
واضاف ‘نحن حريصون على نجاحها ولذلك يجب التحضير لها بشكل جيد وان كتب لها النجاح فسنبدا بحلقة جديدة تتعلق بالوعر ومناطق اخرى’.
ويقع حي الوعر الذي يسيطر عليه المقاتلون ويقطنه عشرات الآلاف غالبيتهم من النازحين من احياء اخرى في المدينة، في جوار احياء حمص القديمة.وتقع هذه الاحياء التي يسيطر عليها المقاتلون، تحت حصار من القوات النظامية لنحو عامين.
ويشمل الاتفاق اطلاق سراح ما يقارب 70 اسيرا لبنانيا وايرانيا لدى ‘الجبهة الاسلامية’ في حلب (شمال)، وادخال المساعدات الانسانية الى بلدتين تقطنهما غالبية شيعية في ريف حلب، ويحاصرهما مقاتلو المعارضة منذ اشهر.
الا ان المحافظ نفى وجود مخطوفين ايرانيين، مشيرا الى ان ‘كل اتفاق يتم يتضمن اطلاق سراح مخطوفين والمصالحات التي تتم تتضمن اطلاق مختطفين تعبيرا عن حسن نية بالاضافة الى ادخال المواد الغذائية كونها قضية انسانية’.
وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة وجه في بيان حول ‘اتفاق الهدنة في حمص القديمة’، تحية الى ‘بطولات ثوار المدينة’، واشاد ‘بصمودهم الاسطوري على مدى أكثر من عامين رغم محاولات النظام المستمرة لكسر إرادتهم عن طريق تدمير الأبنية على رؤوس أصحابها كما قصفه المتواصل بالأسلحة الثقيلة في ظل الحصار والتجويع ونقص الذخيرة’.
وفي حال خلو المدينة من مقاتلي المعارضة، يكون الجزء الاكبر من محافظة حمص بات تحت سيطرة القوات النظامية، باستثناء بعض المعاقل في الريف الشمالي مثل تلبيسة والرستن.
ولقي 50 شخصا مصرعهم، في عمليات عسكرية شنتها قوات النظام السوري باستخدام الأسلحة الثقيلة، والبراميل المتفجرة، الاحد، على المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة في مختلف المدن السورية.
وذكر بيان صادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، التي تتخذ لندن مركزا لها، أن عمليات جيش النظام، أسفرت عن’مقتل 12 شخصا في حلب، و8 أشخاص في كل من ريف وضواحي العاصمة دمشق وحماة ودرعا، و6 في إدلب، و5 في حمص، وشخص واحد في كل من طرطوس واللاذقية ودير الزور.
وأفادت لجان التنسيق المحلية السورية، في بيان لها، أن طائرات حربية تابعة للنظام، قصفت بالبراميل المتفجرة، بلدات أنصاري ومساكن هنانو وقاضي عسكري، بمدينة حلب، التي تسيطر عليها قوات المعارضة، مما أدى إلى تدمير عدد كبير من المنازل والمباني، واشتعال الحرائق في بعض السيارات.
وأضاف البيان أن مناطق دوما والقابون وجوبر ومليحة التابعة للعاصمة دمشق، تعرضت لقصف مكثف من طائرات النظام السوري، وأن قوات النظام قصفت المناطق التي تسيطر عليها قوات الجيش الحر من فوق جبل قاسيون.
من جانبها أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن القوات الحكومية تمكنت من القضاء على عدد كبير من المسلحين وتدمير آلياتهم، خلال اشتباكات وقعت في مدن حلب وإدلب ودرعا.
جاء ذلك فيما سيطرت’قوات النظام السوري’ومليشيات حزب الله التي تساندها على قرية بريج في ريف حلب الشمالي، والتي تتمتع بأهمية استراتيجية لقربها من السجن المركزي وخطوط إمداد قوات المعارضة.
وأكد المتحدث الإعلامي باسم لواء التوحيد عدنان العنداني ‘سيطرة’قوات النظام ومليشيات’حزب الله على القرية ودوارها’، مشيراً إلى ‘قيام جيش المجاهدين،’ولواء التوحيد بقصف تجمعات قوات النظام في المنطقة بصواريخ غراد’.
وأضاف العنداني أن اشتباكات عنيفة تجري بين الكتائب الإسلامية’وقوات التظام في المنطقة، لافتاً إلى أن هدف النظام من التقدم على هذا المحور الوصول إلى السجن المركزي، وفك الحصار المفروض’عليه منذ أكثر من عام.
من جانبه أفاد الناشط في مدينة حلب أحمد حسن، أن ‘قوات النظام باتت على بعد كيلو متر واحد فقط من السجن’، وأوضح أن ‘قوات النظام ومليشيا حزب الله تسعى من خلال محاولاتها التقدم قطع طريق الإمداد بين مدينة حلب وريفها’، مضيفاً أن ‘جميع الكتائب المقاتلة في حلب وريفها اجتمعت في غرفة عمليات موحدة لصد الهجوم، وتمكنت من وقف زحفها باستخدام سلاح الدوشكا،’وصورايخ الغراد، التي حققت إصابات مباشرة في صفوف القوات المهاجمة’، وفق قوله.
قصة بابا عمرو: أول الرصاص في الثورة السورية… في البدء كانت ‘سلمية’
محمد الزهوري
ريف حمص ـ ‘القدس العربي’ بابا عمرو ô هيبة الإسم لها وقعها ..، فأهميته لا تكمن في زيارة الأسد للحي بعد إعلان ‘تطهيره من المعارضيين ‘أول مرة، بل لـبابا عمرو قصة طويلة مع الحرب. فبعد إندلاع الإحتجاجات الأولى في منتصف شهر أذار/مارس 2011، شارك أهالي وشباب حمص بالمظاهرات منذ أيامها الأولى بشكل كبير ودوري تضامناً مع باقي المناطق السورية المشتعلة،وكان تجمع المظاهرات في أحياء حمص دائماً يصبّ في ساحة الساعة وسط المدينة حتى يوم الإعتصام الشهير والذي حدثت خلاله’مجزرة شنيعة’ عندما أقبلت قوى الأمن التابعة للنظام السوري على إطلاق النار المباشر على المتظاهرين أثناء تفريقه ليلاً، لتقع حادثة مجزرة الساعة في ‘الثامن عشر من نيسان/ابريل 2011′ والتي حصدت العشرات من أرواح الناشطين المعتصمين و المئات من المعتقلين، لم يستطع بعدها المعارضون والمناهضون العودة للتظاهر في مركز المدينة،
لتأتي فكرة التظاهر ضمن ساحات الأحياء وتتنفذ على الفور في ساحة حي بابا عمرو في ‘الثالث والعشرين من أبريل/نيسان’ بعد أيام قليلة من المجزرة،حيث تجمع مئات من الشبان في الحي مشكلين إحدى أكبر المظاهرات في وقتها آنذاك، وبدؤوا يهتفون بأعلى صوتهم ‘حرية حرية’،’بالروح بالدم نفديك ياحمص، بالروح بالدم نفديك يا درعا’ ليعود الأمن مجدداً ليلاحقهم بسياراته العسكرية وليعتقل عدداً كبيراً من المتظاهرين، محاولاً بذلك إخماد الحراك الثوري السلمي في الحي لكن هجماته المتكررة أصبحت تُؤجج الوضع في الحي وتزيد الوضع سوءاً وترفع من أعداد المحتجين الثائرين، فباتت تشن عدة حملات دهم للحي وتقوم بإعتقال شبانه وإطلا ق النار على الفارين منه ليصبح بذلك ‘حي بابا عمرو’ إسماً يتصدر القنوات الإعلامية العالمية والمحلية.
وعندما كررالنظام السوري محاولات اقتحامه للحي بشكل همجي وشرس، تدخّلت المعارضة المسلحة (كتيبة الفاروق بقيادة الملازم أول المنشق عن الجيش النظامي عبد الرزاق طلاس) في أول أيام عيد الأضحى بتاريخ ’6/11/2011′ بعد شهر من المظاهرات السلمية، لحماية المدنيين في الحي من النظام، وبالفعل استطاعت كتيبة الفاروق وغيرها صدّ اقتحام الجيش السوري لأشهر، ومنذ ذلك الوقت بدأ النظام يفرض حصاراً قويّاً على الحي من جميع المداخل، وخاصّة من جهة ملعب بابا عمرو، الذي سيطر عليه النظام وجعل منه ثكنة عسكرية لآليّاته و عناصره و قنّاصته التي تقوم باستهداف المدنيين في الحي و خاصّة بعد اتخاذ القنّاصة للأبراج المطلّة على الحي موقعاً استرتيجياً تقوم من خلاله بقنص المدنيين مزاجيّاً.
وكما هو الحال بالنسبة لحاجز السكّة الحديدية من الشرق، و حاجز المؤسسة الإستهلاكية في وسط حي بابا عمرو و الّذي أضحى هدفاً شبه يومي لعناصر المعارضة المسلحة في الحي عند محاولات النظام لاقتحام الحي، و نتيجة لذلك تم سحب حاجز المؤسسة في يوم الخميس ’30/12/2011′،و بذلك أصبح حي بابا عمرو منطقة تابعة للمعارضة المسلحة بالإضافة إلى منطقة التوزيع الإجباري التابع لحيّ الإنشاءات
لكنّ النظام السوري عقد العزم على استعادة الحي، حيث قام بعدّة حملات عسكرية متتابعة، كانت آخرها و أشرسها في شهر شباط/فبراير 2012، حيث قام النظام بمحاصرة الحي من كافة المداخل، وحشد قوّاته على أطراف الحي، و قطع خدمة الإنترنت والكهرباء عنه، و في صباح يوم الإثنين6′ من شباط/فبراير 2012 الساعة 6 صباحاً’ بدأ النظام بقصف الحي بكافّة أنواع الأسلحة من ( قذائف هاون، صواريخ، قذائف المدفعية الثقيلة والدبّابات، رصاص متفجّر، وبعض صواريخ الغراد) بشكل لا يمكن تصديقه لمدّة (28 يوماً) قبل الانسحاب، استطاعت فيها كتائب المعارضة المؤلّفة من ألفي شخص فقط صدّ هجوم القوات النظامية – التي بلغ قوامها في المحاولة الأخيرة سبعة آلاف مقاتل بالإضافة للدبّابات و المدرّعات والطيران…. وخلال الـ(28 يوماً) قتل في الحي عدد كبير من المدنيين العزّل، و أعداد كبيرة من الجرحى التي كانت حالتهم صعبة جداً ـ وخاصّةً الأطفال – بسبب النقص الحاد في الأدوية و المعدّات الطبيّة، مما أدّى إلى استشهاد عدد كبير من الجرحى. خلال الـ 28 يوماً المذكورة آنفاً، وبعدها قامت كتائب المعارضة بإجلاء كافّة المدنيين تقريباً إلا من رفض الخروج من الحي، والّذي واجه مصيراًعسيراً بعد الإقتحام.
و قد واجه أهالي الحي صعوبة كبيرة في النزوح من الحي تحت نيران القصف المتواصل، حيث خرجوا في عتمة الليل و اجتازوا مسافة تقدّر بـ 3 كم مشياً على الأقدام، علماً أن معظم النازحين من الحي هم من الأطفال و النساء و الشيوخ، فيما انشغل رجال الحي وشبابه في صدّ هجوم النظام حيال إخراج أهلهم، وفي يوم السبت 3/3/2012 استطاعت عناصر الحرس الجمهوري و الفرقة الرابعة اقتحام حي بابا عمرو – والذي أضحى ركاماً فوق ركام – من جهة ملعب بابا عمرو بعد انسحاب كتائب المعارضة و إجلائها للمدنيين، قامت بمداهمة كافة البيوت ‘ما تبقّى منها في الحي’ وقامت بالقبض على الأهالي الذين بلغت أعمارهم الخمس عشرة سنة وما فوق إلى المؤسسة الإستهلاكية، حيث تم تعذيبهم بأقسى أنواع الضرب الجسدي وإعدام السبعة عشر شاباً في الحي و التمثيل بجثثهم، وإعدام عشرة شبّان آخرين خلف المؤسسة الإستهلاكية الّتي تحوّلت إلى معتقل كبير،كما قام بعض الشبيحة الطائفيين بإعدام ما تبقّى من العائلات داخل منازلها، ونهب ما خفّ وزنه وغلا ثمنه من (أثاث وثياب ونقود وذهب) وبعدها أحرقت المنازل و منعت الأهالي من دخول الحي وذلك بفرض حظر تجوال على أطرافه عن طريق القناصة المتمركزة على أبراج حي الإنشاءات، ولكن الخطوة الأكبر و الأخطر التي قام بها النظام هي بناء جدار إسمنتي بطول’ 2.5 متر’ في شارع الكرامة (الشارع المؤدّي إلى أطراف حي بابا عمرو) لمنع الناس من الدخول إلى الحي و إجبارهم على المرور من الحواجز (حاجز الفرن الآلي ـ حاجز دوّار الجسر ـ حاجز ملعب بابا عمرو) المعروفة بالطائفية وسوء المعاملة للأشخاص واعتقالهم وأخذهم إلى الأبنية التي قاموا باتخاذها ثكنة عسكرية لهم في حي الإنشاءات وتحويلها إلى مفرزات أمنية صغيرة يتم فيها التحقيق مع المعتقلين وتعذيبهم ومن ثمّ اقتيادهم إلى فرع الأمن السياسي القريب.
يسرد القيادي السابق في صفوف المعارضة المسلحة في بابا عمر أبو محمد المشهداني ‘كتيبة أحرار العشائر ‘لـ’القدس العربي’ قصته وقصة الحي بشكل ملخص وسريع ‘كنت قد خدمت النظام قبل الثورة لسنوات ومن ثم استقلت لحِرماني من تأدية الصلاة وبدأت أعمل بائعاً للخضروات في محلي التجاري الكائن وسط الحي قبل أن أكون قيادياً لإحدى المجموعات المسلحة المناهضة للأسد، فعندما بدأت الثورة تظاهرنا منذ البداية لأشهر حتى أصبحنا نفقد أقاربنا وجيراننا وأحبتنا بين شهيد برصاص الأمن ومعتقل في أفرعها. وفي أواخر ايلول/سبتمبر بدأ معظمنا بالتسلح لأننا أصبحنا نشهد حالات اغتصاب لأعراضنا،عندما كنا نفر من المداهمات تغيرت المعادلة في ذلك اليوم كليّاً عندما علم النظام أنّ شباب الحي ذي الأغلبية العشائرية قد تسلح وسوف يقاومه إن اعتدى في الأيام المقبلة، لم يعد يستطع التحرك تجاه مظاهراتنا، في حينها بدأ مشهد الإشتباكات الشبه يومي وأصوات الرصاص ليلاً في كل مكان، وأصبح الحي يشهد نزوحا للعوائل يومياً إلى حي جورة العرايس المجاور له، أضحى النظام يقيم حواجزمن الإسمنت وجدرانا عالية….. لقد بتنا محاصرين ‘يقولها بحسرة وهو يلقيها علينا ‘(ومن ثمّة يتابع ) القصف الوحشي علينا ولأول مرة وكأننا إسرائيليين على جبهة الجولان والذي يدعي مقاومته لها، كنا لم نعش نحن و أطفالنا حرباً من قبل من هنا بدأ الدافع القتالي يكبر بين شباب الحي،أصبحت المجموعات والكتائب تتشكل،طالبنا بسلاح من الريف وأذكر أننا وصلنا في النهاية إلى ثمانٍ وثلاثين مجموعة مقاتلة أبرزها ‘كتيبة الفاروق’، ذلك لم يجعلنا نفكر أن نعتدي على أي فرع أمن رغم القصف علينا لأنّ مهمتنا كانت تكمن في الحفاظ على المظاهرات السلمية بانتظار حل سياسي محاولات اقتحام عديدة خلال الشهور الأولى من عام 2012 بعد القصف الذي شهدناه لمدة ثمانية وعشرين يوماً محاصرين بشكل مطبق وقصف متواصل بالمدافع والطيران لم تشهده أي منطقة سورية من قبل، لقد كنا في ‘وجه مدفع الثورة ‘ الخيار الأنسب هو الإنسحاب قام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة الحي في ‘الـ27 من أذار/مارس 2012′واقفاً على ما ارتكبته قواته من ‘إنجاز′ في تطهير الحي من الإرهابيين كما ادعت وبعد عام كامل أمضاه الحي تحت سيطرة النظام وزيارة الأسد له ومنع سكانه بالعودة إليه،قررت بعض الكتائب التي أنشئت داخله العودة إليه بعد ستة أشهر من التحضير والمرابطة على حدوده في كفر عايا التي تبعد عنه عشرة كيلو مترات جنوبا ً بدأ الزحف والتسلل إليه من عدة أماكن كان أبرزها ‘تل الوعر’ وهو تل يربض طبيعياً خلف الحواجز التي أقامتها قوات النظام،وقاموا في الوقت ذاته بالتفاف نوعي دون مشاهدة الجيش النظامي لهم حيث كان عدد المتسللين أربعمئة مقاتل وبدأ الهجوم المباغت صبيحة العاشر من أذار/مارس 2013على الحواجز المحيطة به ليتفاجأ مقاتلو النظام بحدوث الهجوم من خلفهم وليتركوا جبهاتهم خالية حيث فرّ معظمهم إلى حي الإنشاءات، في حين أرسل النظام طائرات حربية لتنفذ الغارات عليه وبعد أيام من دخول المعارضة إليه انسحبوا منه بسبب قلة إمكاناتهم ليدخل النظام مجدداً إلى الحي في الخامس والعشرين من الشهر ذاته ولكن هذه المرة لم يبق للحي أي معلم من معالمه.
يقع حي بابا عمرو في الجهة الغربية الجنوبية من حمص ويحدّه من الشمال كلاً من حي الإنشاءات والمحطة ويحاذيه من الشرق حي جورة العرايس وحي الشماس وجامعة البعث ومن الجنوب الإدخار والسكن الشبابي وكفرعايا ومن الغرب تلاصقه بساتينه ومزارعه المقطوعة بأهم السكك الحديدية المارة بحمص.. يفترض بابا عمرو أنه الباب الثامن للمدينة وهو عبارة عن أبنية متتالية للسكن الشعبي في حمص وقريبا ًمن جامعتها ومدخلا ًرئيسيا ًلها.
ريف إدلب: النظام محاصر بأنفاق المعارضة
علي الإبراهيم
تشتد وتيرة المعارك الدائرة في ريف إدلب الجنوبي، بين قوات المعارضة المسلحة وقوات النظام، على الطريق الدولي الواصل بين مدينتي دمشق وحلب، عند نقطة مورك وخان شيخون. يأتي ذلك بعد محاولة تقدّم قوات النظام لاستعادة السيطرة على حواجز سبق وخسرتها مؤخراً.
في الوقت نفسه، نسفت قوات المعارضة المسلحة، حاجز الصحابة في الجهة الغربية من معسكر وادي الضيف، بالقرب من مدينة معرة النعمان. العملية النوعية والمعقدة، استهدفت ما يعتبر البوابة الغربية لوادي الضيف المحاصر، ومن الخطوط الدفاعية المتقدمة للمعسكر.
وذكر أحد القادة الميدانيين لـ”المدن”، بأن التخطيط للعملية بدأ منذ ما يقارب الشهرين، حيث تم حفر نفق سري، طوله بحدود 300 متر. عملية الحفر استمرت خمسين يوماً، وشارك فيها أكثر من 60 مقاتلاً. وإستخدم في عملية التفجير 40 طناً من المتفجرات. مما تسبب في مقتل العشرات من قوات النظام، ومن بينهم ضابط كبير، وتدمير دبابة بطاقمها. وبحسب القائد الميداني فإن هدف العملية هو “كسر خطوط الدفاع اﻷولى عن معسكر وادي الضيف، بغرض التقدم وإحكام السيطرة وقطع طرق اﻹمداد عنه بشكل كامل”.
وأكد ناشطون أن الحاجز يضم ثلاثة أبنية تتحصن بها قوات النظام، وقد تم نسفها بالكامل، كما نشرت مقاطع مصورة، على مواقع التواصل اﻹجتماعي، أظهرت عملية التفجير، والدمار اللذي تسبب به.
تعتبر الحواجز المحيطة بمعسكري وادي الضيف والحامدية، خطوط الدفاع الأولى عن هذين المعسكرين، ونقاط حماية لخطوط إمداد قوات النظام، بعد قطعها في مورك وخان شيخون. ويؤكد ناشطون بأن هذين المعسكرين “وادي الضيف والحامدية”، من أهم المعسكرات المنتشرة في الشمال السوري وأخطرها، لكونها تستهدف المدنيين بشكل يومي بالقذائف والصواريخ. وقد مثّلت أهدافاً لقوات المعارضة المسلحة، على مدى السنوات الماضية، على الرغم من أن جميع محاولات السيطرة على هذين المعسكرين باءت بالفشل سابقاً.
عملية نسف المباني المحيطة بحاجز الصحابة، وضعت المعسكرين تحت نيران قوات المعارضة المسلحة وأصبحت أقرب من أي وقت سبق، للسيطرة عليهما. ولم تتأخر قوات النظام بالرد على العملية، حيث قامت القوات المتمركزة داخل معسكر وادي الضيف، بقصف مدينة معرة النعمان بالمدفعية الثقلية والرشاشات. كما شن الطيران الحربي، الإثنين، غارة جوية على بلدة أرمناز، مما تسبب في مقتل خمسة أطفال ورجل، كما سقط صاروخ عنقودي على مدينة معرة النعمان، أطلق من مطار حماة، وأدى لمقتل سيدة وجرح أخرين”.
ومع ذلك، لاقت العملية ترحيباً من قبل الأهالي المتواجدين في المناطق المجاورة؛ أبو أحمد رجل خمسيني عبر عن ذلك قائلاً “موتى بكل حال، كل يوم يتم استهدافنا من قبل قوات الطاغية. الله يعطي العافية للشباب ويسلم إيديهن على هالعملية. مو مشكلة يقصفونا، المهم عم يتقدم الجيش الحر، وعم ندعي لله، كل ساعة ليخلصنا من هالطاغية وهالمعسكرات”.
إنتصارت المعارضة المسلحة الأخيرة، تأتي بعد إعلان ترشيح الرئيس السوري بشار اﻷسد، للانتخابات المقبلة. وتمثل عملية السيطرة على حواجز جديدة رسالة للنظام، مضمونها رفض الانتخابات بشكل كامل، والقدرة على إستعادة زمام المبادرة في المعارك، فالثورة السورية ما زالت مستمرة.
واشنطن تجامل الائتلاف..وموسكو تسلح النظام
عمر العبد الله
خطوة جديدة يخطوها الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، نحو الاعتراف به كسلطة شرعية وممثل للشعب السوري، وخاصة بعد فشله في تحقيق هذه المعادلة عسكرياً، وخسارة المعارضة لعدد من المواقع والمدن الحساسة، آخرها حمص. زيارة وفد الائتلاف الوطني إلى الولايات المتحدة، تحاول تعويض ما عجزت عنه البندقية، فحصل على نصف اعتراف أميركي بمكاتبه، كبعثة دبلوماسية أجنبية على أرض الولايات المتحدة.
الاعتراف الذي أعلنت عنه واشنطن في اليوم الأول لزيارة وفد الائتلاف الوطني، ممثلاً برئيسه أحمد الجربا، حمل حديثاً عن أن فعلة واشنطن هذه، ما هيَ إلا معاقبة ورداً على الانتخابات الرئاسية التي يعد لها النظام السوري. وعلى الرغم من أن الاعتراف بمكاتب الائتلاف كبعثات دبلوماسية لا يعني الاعتراف بالائتلاف كممثل شرعي للشعب السوري، إلا أنها خطوة أولى لاستكمال هذا الاعتراف في “مرحلة مقبلة”، حسب تصريحات إعلامية لمسؤول أميركي رفيع المستوى. كما أن هذا الاعتراف هو “ضربة دبلوماسية لشرعية النظام” بحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الائتلاف أحمد الجربا. وقالت مصادر مطلعة لـ”المدن” إن الائتلاف سيفتتح بعثتين “الأولى في واشنطن والثانية في نيويورك”، وأشارت هذه المصادر الى أن الائتلاف لم يقرر بعد من سيكون على رأس هذه البعثات.
وفي تعليق على الخطوة الاميركية الجديدة، قال عضو الائتلاف الوطني، فايز سارة، لـ”المدن” إن الاعتراف الأميركي أمر “إيجابي ومنسجم مع قرار مجموعة أصدقاء سوريا بالاعتراف بالائتلاف”، معتبراً أن الخطوة، رغم تأخرها، إلا أنها تعكس موقفا أميركياً “أكثر فعالية” يمهد لزيارة إيجابية.
وكانت وزارة الخارجية الامريكية قد أعلنت عن حزمة مساعدات جديدة للمعارضة السورية، بقيمة 27 مليون دولار، على شكل مساعدات “غير فتاكة”، دون الإشارة إلى طبيعة هذه المساعدات، رغم تأكيد وزارة الخارجية على ضرورة تغيير “ميزان القوى على الأرض”. هذه المساعدات اعتبرها سارة ضرورية للولايات المتحدة والعالم وليس فقط للسوريين، من أجل المساعدة في محاربة ما أسماه “الإرهاب المزدوج”، المتمثل حسب رأيه بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وحلفائه “إيران وحزب الله” وإرهاب “داعش” ومن يلف في ذلك الفلك. وأكد سارة أن الأوان قد حان لتقديم مساعدات “فعالة وجدية للشعب السوري”.
من جهة ثانية، قالت مصادر مطلعة لـ”المدن” إن رئيس الائتلاف الوطني سيطرح على الأميركيين فكرة تدريب قوات للمعارضة وتسليحها. وأفادت هذه المصادر أن وجود رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش السوري الحر العميد عبد الإله البشير، ضمن الوفد، سيسهل طرح الأمر على الأميركيين و”سيساهم في توضيح الوضع العسكري”.
ولفتت المصادر إلى أن الائتلاف سيطلب من الولايات المتحدة تزويد المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات، إضافة إلى الاستمرار بإرسال الصواريخ المضادة للدروع، وخاصة بعد نجاح “حركة حزم”،التي توصف بـ”المعتدلة”، باستخدام صواريخ “تاو” الأميركية، التي وصلت إليها قبل أسابيع بشكل كامل.
وتستمر زيارة الائتلاف حتى الرابع عشر من أيار/مايو الحالي، يلتقي خلالها الوفد مع عدد من المسؤولين الأميركيين، أبرزهم وزير الخارجية جون كيري، ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس، إضافة إلى عدد من اللقاءات في البيت الأبيض والكونغرس وعدد من الجامعات ومراكز الأبحاث.
ويضم وفد الائتلاف إلى جانب رئيسه أحمد الجربا، و رئيس الأركان، العميد عبد الاله البشير، كلاً من الأمين العام للائتلاف بدر جاموس، وأمين سر الهيئة السياسية، هادي البحرة، وعضو الهيئة السياسية، أنس العبدة، ومدير الشؤون الرئاسية، منذر آق بيق، إضافة إلى عضوي الهيئة العامة، ميشال كيلو وصلاح درويش. كما سيشارك في اللقاءات كل من نجيب الغضبان وتوفيق دنيا من مكتب الائتلاف في الولايات المتحدة.
في المقابل، أعلنت روسيا أنها تنوي تسليم سوريا الدفعة الأولى من طائرات “ياك-130″، والتي كانت دمشق قد طلبتها من موسكو عام 2011، وقالت مصادر مقربة من شركة “روس أوبورون إكسبورت”، التي تدير عمليات تصدير الأسلحة الروسية إلى الخارج، إن دمشق ستتسلم بحلول نهاية العام الجاري تسع طائرات، وفي العامين المقبلين سيتم تسليمها 12 و15 طائرة على التوالي.
وقالت صحيفة “كوميرسانت” الروسية، إن سوريا دفعت نحو 100 مليون دولار مقابل أول ست طائرات، سيتم توريدها وفق العقد الموقع في ديسمبر/كانون الأول، عام 2011، والذي ينص على تزويد دمشق بـ36 طائرة من طراز “ياك-130”.
إيران تزود نظام الأسد بـ10 آلاف قنبلة كلور سامة
لميس فرحات
استوردتها من الصين وشحنتها إلى سوريا
تعمل أجهزة الأمن في دول غربية كثيرة على التأكد من تقارير تشير إلى أطنان من غاز الكلور السام، اشترتها إيران من الصين، وتقوم منذ فترة بشحنها إلى نظام بشار الأسد.
لميس فرحات من بيروت: يتخوف مسؤولون غربيون من أن ايران طلبت 10,000 قنبلة كلور من الصين ونقلتها في رحلات جوية إلى سوريا.
ويحقق مسؤولون أمنيون في الدول الغربية في ادعاءات تزعم أن إيران تستورد قنابل صينية الصنع معبأة بغاز الكلور السام وتنقلها إلى نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، وذلك بعد أن أظهرت صور أقمار صناعية وجود طائرة إمداد سورية في المطار الرئيسي بطهران.
10 آلاف حاوية كلور
وفقاً لما نشرته صحيفة الـ”تليغراف”، فإن ايران طلبت 10 آلاف حاوية كلور من الصين، وتم شحنها على متن طائرات إلى سوريا، وذلك بعد أن أقام نظام الاسد طريق شحن جوي منتظم مع إيران باستخدام طائرات شحن عسكري سورية من طراز “إليوشن 76” التي تصنعها روسيا.
وأشار المسؤولون إلى أن كل رحلة طيران بين دمشق ومطار “مهر آباد الدولي” في طهران بإمكانها نقل نحو 40 طناً من المعدات العسكرية والأسلحة التي يعتقد أنها تتضمن صواريخ قصيرة المدى ورشاشات وذخيرة.
ويعمل الخبراء الأمنيون على التأكد من صحة الصور التي تشير إلى أن ايران تعمل على تزويد نظام الأسد بقنابل الكلور لاستخدامها ضد مقاتلي المعارضة السورية في الهجمات التي لم يتم الكشف عن مرتكبيها بعد.
نشاط عسكري مكثف
وأشارت الـ “تليغراف” إلى أن المسؤولين الأمنيين يراقبون النشاط العسكري بين إيران ونظام الأسد، لا سيما بعد عدد من الشحنات العسكرية التي بدأت في 28 يناير/كانون الثاني الماضي، التي تستمر بانتظام حتى اليوم، إذ أن الطائرات السورية ذات الحمولة الثقيلة تنتقل بين طهران ودمشق عدة مرات أسبوعياً.
خرق للعقوبات
العديد من هذه الرحلات الجوية، التي تعتبر خرقاً لعقوبات الامم المتحدة المفروضة على إيران، تمت في الوقت الذي كان يشارك فيه المفاوضون الايرانيون في محادثات في جنيف حول البرنامج النووي الايراني.
الكيميائي مجددًا
“الميزة الواضحة من استخدام هذا النوع من طائرات الشحن هي الكمية الكبيرة من الأسلحة التي يمكن نقلها في رحلة واحدة”، قال مسؤول أمني غربي رفض الكشف عن اسمه للصحيفة.
واضاف: “توفير كميات كبيرة من الأسلحة الإيرانية إلى نظام الأسد ساعد بلا شك على أن تكون اليد العليا للنظام في ساحة المعركة”.
يشار إلى أن قادة الغرب يشعرون بالقلق على نحو متزايد من استخدام الأسد المتزايد لقنابل الكلور في القضاء على المعارضة، في حين أن فريقاً متخصصاً من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التابعة للأمم المتحدة يحقق حالياً في ادعاءات استخدام النظام لهذا النوع من الأسلحة المحرمة دولياً بشكل منتظم.
“أصدقاء سوريا” سيجتمعون في 15 الجاري للمرة الاولى منذ “جنيف 2″
بهية مارديني
تعهد وزير الدفاع السوري في الحكومة الموقتة للمعارضة بكشف حقائق صادمة للسوريين عن استعمال النظام للسلاح الكيميائي، في وقت رحب الإئتلاف الوطني بإعلان الولايات المتحدة مكتب المعارضة بعثة ديبلوماسية أجنبية.
بهية مارديني: تلقى أحمد الجربا، رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، دعوة من وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية أصدقاء الشعب السوري (core group) في لندن، وذلك في 15 الشهر الجاري.
وكشف مصدر سياسي مطلع في تصريح لـ”إيلاف” أن الجربا طلب هذا الاجتماع في رسالة بعث بها الى كل من وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا الشهر الماضي.
إجتماعات مهمة
وقال المصدر ذاته إنه يعوّل على هذا الاجتماع لأنه اول اجتماع وزاري بعد توقف مفاوضات مؤتمر جنيف 2.
من جهة اخرى، قال منذر آقبيق، رئيس الشؤون الرئاسية، لـ”إيلاف”، إن اجتماعات أصدقاء سوريا هي اجتماعات مهمة للغاية، لافتاً الى القرارات السابقة التي نجمت عنها.
وأكد آقبيق أن الهدف من هذا الاجتماع التنسيق من اجل العمل خلال المرحلة القادمة في إطار دعم نضال الشعب السوري من اجل الحرية والديمقراطية على جميع النواحي السياسية والعسكرية والانسانية.
ويتوقع أن يخرج الاجتماع الشهر الجاري بقرارات تؤكد على قرارات الاجتماعين السابقين في لندن وباريس بأنه لن يكون للأسد وأعوانه الملطخة أياديهم بدماء السوريين، أي دور في مستقبل سوريا، وكذلك الخطوات التي سوف تتبعها دول اصدقاء سوريا مع الائتلاف خلال المرحلة القادمة، وخاصة بعد الخطوة المهمة التي أعلنتها واشنطن بالتزامن مع زيارة الجربا الى الولايات المتحدة واعلانها مكتب الائتلاف بعثة أجنبية.
المعارضة ترحب بالخطوة الأميركية
ورحب الائتلاف الوطني بمنح واشنطن بالتزامن مع زيارة أحمد الجربا مكتب الائتلاف صفة بعثة أجنبية.
هذا والتقى الجربا والوفد المرافق له ويندي شيرمان، وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، في أول يوم من أيام زيارة وفد الائتلاف الى واشنطن، وقال مصدر في الائتلاف إن الاجتماع “كان ايجابيًا ومهماً للغاية”، رافضًا الخوض في التفاصيل.
وسيلتقي الجربا ووفد الائتلاف جون كيري وزير الخارجية الاميركية وأعضاء في الكونغرس وسوزان رايس، مسؤولة الأمن القومي، ومسؤولين حاليين وسابقين، وسيزور جامعات أميركية ومراكز أبحاث.
معلومات عن الكيميائي
من جانب آخر، يقيم اليوم الثلاثاء أسعد مصطفى، وزير الدفاع في الحكومة السورية الموقتة، والعقيد عبد الباسط الطويل، قائد الجبهة الشمالية في هيئة الاركان في الجيش الحر، وابراهيم الخالد المختص في السلاح الكيميائي، مؤتمراً صحافيًا في اسطنبول.
وسيكشف المؤتمر عن “معلومات صادمة للشعب السوري”، وخاصة حول معرفة منظمة حظر السلاح الكيميائي أن هناك قنبلة كيميائية حية تهدد المدنيين السوريين ولم تنفجر لعطل طارىء.
وقال الوزير أسعد مصطفى لـ”إيلاف” في وقت سابق إنه سيضع الحقائق أمام العالم خاصة في ظل استعمال النظام السلاح الكيميائي في حملات متكررة ومكثفة، اضافة الى غاز الكلورين السام.
وأضاف أنه سيضع في المؤتمر الصحافي الثلاثاء النقاط على الحروف وسيطرح معلومات مهمة حول استخدام النظام السلاح الكيميائي مرات عديدة مع الوثائق والادلة.
وقال: “إن كانت الدول الكبرى ارتأت في وقت سابق أن النظام السوري يستحق أن توجه له ضربة في المرة الاولى، فيجب أن توجه له عقوبة أشد من الضربة هذه المرة”.
واشار الى أن النظام لم يتوانَ عن استخدام الاسلحة المحظورة دوليًا ضد المدنيين السوريين”.
وأشار مصطفى الى “أنه وقادة عسكريين ومسؤولين ميدانيين سيعرضون دلائل جديدة على استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي، والهدف هو التأكيد على أن النظام استخدم مرات عديدة الغازات السامة (الكلورين) ضد المدنيين في عدة مناطق في سوريا، منها سراقب وتلمنس، مرتكباً بذلك جرائم أخرى أشد من الجرائم السابقة، وهي استخدام هذا السلاح بعد التزامه بتسليم الكيميائي وانضمامه لإتفاقية حظر استخدام الاسلحة الكيميائية”.
واشنطن ترفع مستوى تمثيل الائتلاف السوري مع زيارة الجربا
استقالة الإبراهيمي نهاية الشهر
لندن: مينا العريبي – واشنطن: هبة القدسي
في إجراء يهدف إلى دعم المعارضة السورية، قررت الولايات المتحدة رفع مستوى تمثيل الائتلاف الوطني السوري المعارض من مكتب إلى بعثة أجنبية في واشنطن. وجاء الإعلان الأميركي بالتزامن مع زيارة رئيس الائتلاف أحمد الجربا إلى العاصمة الأميركية.
وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى، في تصريحات لمجموعة من الصحافيين، بينهم «الشرق الأوسط»، أمس، عبر دائرة مغلقة، إن الإجراء «خطوة باتجاه الاعتراف بالائتلاف»، ويهدف إلى «تعزيز المعارضة السورية المعتدلة ومواكبة جهودها لمساعدة جميع من يحتاجون إلى مساعدة في سوريا». وأضاف أن واشنطن ستزيد مساعدتها غير القاتلة لمقاتلي المعارضة المعتدلة وستقدم مساعدة إضافية بقيمة 27 مليون دولار مما يرفع القيمة الإجمالية للمساعدة إلى 287 مليون دولار.
وعد الجربا الإجراء الأميركي «خطوة على طريق سوريا الجديدة»، ويشكل «ضربة دبلوماسية» ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
في سياق متصل، بدأت بورصة الترجيحات والترشيحات تشتعل بجدية في أروقة الأمم المتحدة للبحث عن بديل لخلافة الأخضر الإبراهيمي في منصب مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا. وتوقعت مصادر دبلوماسية أن يقدم الوسيط الجزائري المخضرم استقالته نهاية مايو (أيار) الحالي في أعقاب الإحاطة التي سيقدمها لمجلس الأمن في 13 مايو.
وتضم لائحة الترجيحات أربعة شخصيات لشغل المنصب بينهم خافيير سولانا السياسي الإسباني، وكيفن مايكل راد، رئيس وزراء أستراليا السابق، والبريطاني مايكل ويليامز, بينما يعد السياسي والدبلوماسي التونسي كمال مرجان من أبرز الأسماء المطروحة بقوة، لشغل المنصب.
الإبراهيمي يؤجل استقالته إلى نهاية مايو لإعطاء مجال لاختيار بديل
الترجيحات تنحصر بين أربعة مرشحين أبرزهم التونسي مرجان
واشنطن: هبة القدسي
بدأت بورصة الترجيحات والترشيحات تشتعل بجدية في أروقة الأمم المتحدة للبحث عن بديل لخلافة الأخضر الإبراهيمي في منصب مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا. وبات من شبه المؤكد أن يتقدم الإبراهيمي باستقالته في أعقاب الإحاطة التي يقدمها لمجلس الأمن يوم 13 مايو (أيار) الجاري.
وتوقعت مصادر دبلوماسية بالأمم المتحدة أن يقدم الوسيط الجزائري المخضرم استقالته نهاية مايو. وتولى الإبراهيمي (80 عاما) منصبه الحالي في سبتمبر (أيلول) 2012 بعد استقالة سلفه كوفي أنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة. ولوح الإبراهيمي بالاستقالة عدة مرات خلال عمله بعد عراقيل كثيرة واجهت جهوده ومحادثاته بين أطراف الصراع السوري للتوصل إلى حل سياسي وتنفيذ بنود اتفاقية جنيف للسلام. وأعلن الإبراهيمي في تصريحات علنية وفي مشاوراته مع الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي «إحباطه وشعوره باليأس» من عجزه عن إحراز أي تقدم في الصراع السوري للتوصل إلى حل سياسي. وترأس الإبراهيمي جولتين من محادثات السلام بين الحكومة والمعارضة السورية في جنيف في يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) لكنها فشلت في التوصل إلى نتائج ملموسة.
ويبقى على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اتخاذ قرار بشأن قبول استقالة الإبراهيمي وتعيين خليفة له للمنصب، ومن المتوقع أن يجري مشاورات مع الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن إضافة إلى تركيا وألمانيا حول الأسماء المطروحة للمنصب.
واجتمع كي مون مع الإبراهيمي يوم الجمعة الماضي لمناقشة الأوضاع في سوريا، وتشير تسريبات إلى أن الإبراهيمي كان ينوي تقديم استقالته في ذلك الاجتماع لكنه استجاب لطلب الأمين العام للأمم المتحدة تأجيل الاستقالة حتى نهاية الشهر لإعطاء فرصة لتحديد بديل، حتى لا يترك المنصب فارغا في خضم الأزمة المتفاقمة، وفي ظل الانتخابات السورية الرئاسية المزمع إجراؤها في الثالث من يونيو (حزيران) المقبل.
وذكرت مصادر أن هناك خلافات وانقسامات تسود المحادثات بين الأمم المتحدة والجامعة العربية حول من سيخلف الإبراهيمي في المنصب وتشير تقارير صحافية أنه من المرجح أن يعين مبعوث جديد لسوريا يقدم تقاريره إلى الأمم المتحدة فقط بسبب الانقسامات العميقة داخل الجامعة العربية حول سوريا. وتضم لائحة الترجيحات لشغل المنصب عددا من أبرز الدبلوماسيين من بينهم خافيير سولانا السياسي الإسباني الذي شغل منصب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ومنصب الأمين العام للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي.
كما تضم كيفن مايكل راد، البريطاني الأصل الذي شغل منصب رئيس وزراء أستراليا مرتين وشغل منصب وزير الخارجية في حكومة رئيسة الوزراء الأسترالية الحالية جوليا غيلارد حتى استقالته في فبراير 2012. ويعمل حاليا كبير باحثين في كلية جون كيندي للدراسات الحكومية بجامعة هارفارد.
ورفض راد الرد على تلك التكهنات تعيينه مبعوثا لسوريا، وقالت المتحدثة باسمه بأنه «يفتقر إلى المهارات اللغوية المطلوبة لهذا المنصب وهي القدرة على التحدث باللغة العربية»، مؤكدة أنه يترأس حاليا مشروعا بحثيا حول العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.
ومن الأسماء المطروحة البريطاني مايكل ويليامز وهو من قدامى المحاربين البريطانيين لدى الأمم المتحدة. وعمل صحافيا ميدانيا لدى شبكة «بي بي سي» وله خبرة في تغطية الصراعات في كمبوديا ويوغسلافيا السابقة وعمل منسقا لمنظمة الأمم المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وفي لبنان كما عمل مستشارا لمنطقة الشرق الأوسط لرئيس الوزراء البريطاني السابق غوردن براون.
ويعد السياسي الدبلوماسي التونسي كمال مرجان من أبرز الأسماء المطروحة بقوة، وكان شغل منصب وزير الدفاع ومنصب وزير الخارجية في عهد الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي. وهو يرأس حزب المبادرة الذي شكله عام 2011. ويملك مرجان خبرة طولية في العمل الدبلوماسي حيث عمل لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لأكثر من 19 عاما وشغل خلالها منصب مدير جنوب غربي آسيا ومدير شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وعين عام 1996 في منصب الممثل الدائم لتونس في الأمم المتحدة، وفي عام 1999 عينه الأمين العام للأمم المتحدة ممثلا خاصا له في الكونغو وكانت مهمته الأساسية تشكيل بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
تطبيق اتفاق «حمص» يبدأ غدا واتساع رقعة القتال في حلب
المعارضة تنفي تقدم النظام في المليحة.. وعشرات القتلى من «النصرة» و«داعش» في دير الزور
بيروت: نذير رضا
أعلنت دمشق، على لسان محافظها في حمص طلال البرازي، أمس، أن تطبيق الاتفاق الذي توصل إليه مع مقاتلي المعارضة والقاضي بخروجهم من أحياء وسط مدينة حمص، سيبدأ خلال 48 ساعة (أي بحلول يوم غد الأربعاء). وجاء ذلك بينما تواصلت المعارك في بلدة المليحة في الغوطة الشرقية لدمشق، وسط نفي المعارضة تقدم القوات الحكومية فيها.
وربط محافظ حمص، في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية، بدء تطبيق الاتفاق في المدينة، بـ«التطورات الميدانية على الأرض»، معربا عن أمله في «أن تجري الأمور بخير، وحينها لن تستغرق وقتا طويلا». وأوضح البرازي الذي فضل استخدام تعبير «مبادرة تسوية» عوضا عن «اتفاق»، أن التنفيذ يتوقف على بحث بعض الأمور اللوجيستية، ومنها «اختيار الطريق المناسب وتفكيك الألغام ووجود نقاط تفتيش وتأمين وصول الناس واختيار الأطراف المشاركة في مكان الانطلاق والوصول». وقال: «نحن حريصون على نجاحها ولذلك يجب التحضير لها بشكل جيد وإن كتب لها النجاح فسنبدأ بحلقة جديدة تتعلق بالوعر ومناطق أخرى».
ويقع حي الوعر، الذي يسيطر عليه المقاتلون ويقطنه عشرات الآلاف غالبيتهم من النازحين من أحياء أخرى في المدينة، في جوار أحياء حمص القديمة. وتقع هذه الأحياء التي يسيطر عليها المقاتلون، تحت حصار من القوات النظامية نحو عامين. ونفى المحافظ وجود مخطوفين إيرانيين، مشيرا إلى أن «كل اتفاق يتم يتضمن إطلاق سراح مخطوفين، كما تتضمن المصالحات إطلاق مختطفين تعبيرا عن حسن نية بالإضافة إلى إدخال المواد الغذائية كونها قضية إنسانية».
وفي ريف دمشق، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتواصل الاشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة و«جبهة النصرة» من جهة، والقوات النظامية مدعومة بمقاتلي حزب الله اللبناني من جهة أخرى في بلدة المليحة ومحيطها، مشيرا إلى «استقدام الكتائب الإسلامية تعزيزات عسكرية إلى المنطقة».
وصف عضو مجلس قيادة الثورة بريف دمشق إسماعيل الداراني لـ«الشرق الأوسط» المعارك بـ«الكر والفر»، وذلك بعد 25 جولة قتال بين الطرفين، مشيرا إلى أن القوات النظامية «صعدت من وتيرة الهجوم المترافق مع قصف مدفعي وصاروخي كثيف، بشكل كبير في محاولة لاستعادة السيطرة على البلدة»، وذلك عقب هجوم مضاد كانت كتائب المعارضة أطلقته في محاولة لنقل المعركة إلى بساتين جرمانا، المحاذية للمليحة.
وكانت القوات الحكومية أطلقت معركة السيطرة على المليحة، وهي بوابة الغوطة الشرقية لدمشق، مطلع شهر أبريل (نيسان) الماضي. وبينما قالت وسائل إعلام مقربة من النظام السوري إن القوات الحكومية حققت تقدما في البلدة، نفت مصادر «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام»، الذي يقاتل في المليحة إلى جانب فصائل أخرى، تقدم القوات النظامية، موضحة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن الاشتباكات «اندلعت على سائر محاور البلدة التي تواجه هجوما من قوات النظام من الجهة الجنوبية، وحصارا من الجهة الشمالية». وأكدت أن «الضغط العسكري منذ الأحد الماضي، لم يتح للقوات الحكومية استعادة السيطرة على عمق البلدة».
وجاء ذلك بعد تقارير أفادت، أول من أمس، بأن القوات الحكومية تقدمت في عمق البلدة، وسيطرت على مناطق واقعة شرقها.
في غضون ذلك، أفاد المرصد السوري بتجدد الاشتباكات في محيط مبنى المخابرات الجوية بحي الزهراء في حلب، بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، ترافق مع تنفيذ الطيران الحربي عدة غارات جوية. وأشار إلى قصف الطيران المروحي مناطق في حيي مساكن هنانو والليرمون ومنطقة المناشر في جسر الحج. كما اندلعت اشتباكات بمحيط القصر العدلي في حلب القديمة، وعند مدخل حلب الشمالي الشرقي بين القوات النظامية مدعومة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني المتوجهة من دوار البريج باتجاه سجن حلب المركزي من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة والكتائب الإسلامية المقاتلة من جهة أخرى في محيط منطقة المجبل وقرية البريج.
من جهة أخرى، أشار المرصد إلى مقتل 48 شخصا من جبهة النصرة و«داعش» في دير الزور، إثر اشتباكات وقعت بينهما، موضحا أن جبهة النصرة سيطرت على قرية الصبحة، بينما انسحب مقاتلو «داعش» إلى قرية جديد عكيدات.
إيران تجنّد لاجئين أفغان شيعة للقتال في سوريا
شُيّع جثمانا أفغانيين في مدينة مشهد شمال شرقي إيران التي تقطنها جالية أفغانية كبيرة، يوم الأربعاء الماضي. وكان هذان الأفغانيان لقيا مصرعهما في المعارك الدائرة في سوريا، بعد أن تم تجنيدهما للدفاع عن نظام بشار الأسد.
وفي اليوم نفسه شُيّع جثمان قتيل آخر في مدينة شيراز، وهو إيراني قتل في معارك “الدفاع عن المقامات الدينية”، وفق الإعلام الإيراني الرسمي.
وتشير المعلومات إلى أن الحرس الثوري، ومنذ عامين، بادر إلى تجنيد عناصر شيعية عراقية وأفغانية للقتال في سوريا، إلا أن المعلومات عن تجنيد أفغان شيعة لم تكن واضحة كفاية.
وعلى الرغم من التكتم الشديد على هوية هذين القتيلين، من قبل إعلام الحرس الثوري، إلا أن تواجد مشيّعين غالبيتهم من الأفغان، كما توضح الصور، لايُبقي مجالاً للشك بأنهما من الأفغان المجندين من قبل الحرس الثوري، فضلاً عن عدم ذكر اسميهما في الأخبار، إضافة إلى خلوّ المراسم من أي ذكر لاسميهما على اللافتات والملصقات خلال التشييع، في الوقت الذي كشف عن هوية القتيل الذي شُيّع في مدينة شيراز وهو إيراني يدعى جواد سجادي.
وكان الحرس الثوري الإيراني غيّر أسلوبه في إرسال عناصره إلى القتال في سوريا، خصوصاً بعد أسر 44 من أعضائه في سوريا عام 2012 على يد الجيش السوري الحر، وهم في طريقهم إلى إيران عبر المطار، والذي تحول إلى أزمة كبيرة انتهت بصفقة بين النظام السوري والجيش الحرّ. ومنذ ذلك الحين راح يكتفي بإرسال المستشارين، للحدّ قدر المستطاع من ذهاب قوات التعبئة (الباسيج)، الذين لا يعتبرون منضبطين كعناصر الحرس الثوري.
وتجنّباً لضغوط الشارع الإيراني، بادر الحرس الثوري إلى تجنيد عناصر شيعية من العراق وأفغانستان بدلاً من عناصره، للدفاع عن الأسد.
وما يجعل من تجنيد الأفغان قضية إنسانية، خلافاً لوضع العراقيين المقاتلين في سوريا، هو طبيعة أوضاع اللاجئين الأفغان في إيران، التي دفعت بهم للخضوع إلى مطالب الحرس الثوري، والذهاب إلى معارك الموت من أجل الحصول على الإقامة، وتأمين لقمة العيش لأُسرهم، وحق التعليم لأولادهم.
فمنذ سقوط طالبان في أفغانستان في 2001، بادرت إيران إلى إعادة اللاجئين الأفغان إلى أفغانستان، والذين كان يقدر عددهم بأكثر من مليون لاجئ، بالتنسيق مع الأمم المتحدة، لكن حجم الدمار الذي أصاب أفغانستان، فضلاً عن عدم استتباب الأمن في كثير من المناطق التي بقيت تحت سيطرة طالبان، لم يتيحا عودة جميع اللاجئين الأفغان.
وهكذا بقي الكثيرون منهم في إيران متخفّين وهاربين من الشرطة التي تلاحقهم، خوفاً من شبح إعادتهم إلى بلدهم المدمر. وبطبيعة الحال فإن أولادهم لم يتمكنوا من دخول المدارس الإيرانية.
وشكلت الأزمة السورية فرصة لهؤلاء للحصول على إقامة قانونية وما يترتب عليها من حقوق، فاستغلهم الحرس الثوري وأخذ يجندهم للقتال في سوريا.
وكشف باحث أفغاني لموقعنا أن هؤلاء الأفغان المجندين للقتال في سوريا، يتقاضون راتباً شهرياً بحدود 700 دولار، وتتمتع عائلاتهم بكامل حقوق الإقامة في إيران.
والحقيقة أن ما يدفع الكثير منهم للذهاب إلى القتال في سوريا، ليس الدفاع عن المقامات الدينية، بل الدفاع عن حقوق عائلاتهم وأولادهم المحرومين من أبسطها في إيران، التي عانت من تدفق اللاجئين العراقيين والأفغان طيلة ثلاثة عقود.
ويبقى على هؤلاء الأفغان أن يختاروا بين العودة إلى أفغانستان، على الرغم من المصائب والمحن والحرمان من الخدمات، وبين الذهاب إلى الحرب في سوريا للدفاع عن نظام الأسد. أما العراقيون، فوضعهم مختلف تماماً، حيث إنهم يتمتعون بحقوق أفضل في إيران وبخدمات أفضل في بلدهم.
المعارضة تقصف مواقع بحلب وتنسف حاجزا بإدلب
أعلنت قوات المعارضة السورية أنها دمرت حاجزا عسكريا للنظام بريف إدلب، مما أدى إلى مقتل العشرات من جنوده، كما قصفت مواقع تابعة له بريفي حلب واللاذقية، في حين أعلنت جبهة النصرة سيطرتها على مناطق خاضعة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بدير الزور.
وقالت مصادر تابعة للجبهة الإسلامية المقاتلة إن أربعين على الأقل من أفراد قوات النظام قتلوا إثر تدمير حاجز الصحابة الواقع في الجهة الغربية من معسكر وادي الضيف في مدينة معرة النعمان بريف إدلب.
وبحسب مصادر عسكرية، فقد حفر مقاتلو المعارضة نفقا إلى داخل الحاجز المؤلف من ثلاثة مبان، ثم وضعوا متفجرات داخل النفق، وهو ما أسفر عن نسف المباني بشكل كامل.
ويعد المعسكر أكبر معقل عسكري للنظام مع معسكر الحامدية الواقع جنوب المدينة، ومن آخر المعاقل المتبقية للقوات النظامية في ريف إدلب.
قصف واشتباكات
من جهة أخرى، قالت كتائب المعارضة إنها قصفت موقع قوات الأسد في تلة زرزور بريف حلب، وذلك بعد تجدد الاشتباكات بين الطرفين في محيط منطقتي الشيخ نجار وجمعية الزهراء والعامرية.
وفي المقابل، قصفت قوات النظام مدن إعزاز ودارة عزة وعندان بريف حلب ومعبر باب السلامة على الحدود التركية، ومخيم حندرات بحلب.
من جهة أخرى، قصفت قوات المعارضة مواقع لقوات النظام في محيط جبل تشالما في ريف اللاذقية.
وأفادت شبكة شام بأن مقاتلي المعارضة استهدفوا بقذائف الهاون عدة مواقع عسكرية تابعة لما يسمى جيش الدفاع الوطني في محيط جبل تشالما.
كما واصلت قوات المعارضة قصفها الصاروخي على بلدات البدروسية والمشيرفة ورأس البسيط بريف اللاذقية، وتمكنت من تدمير دبابة في محيط المرصد 45 وقتل عدد من الجنود.
محور دمشق
ودارت اشتباكات اليوم أيضا بين كتائب المعارضة وقوات النظام على أطراف بلدة القاسمية في منطقة المرج بريف دمشق, وسط قصف بالدبابات والمدفعية الثقيلة للنظام على خان الشيخ مدن والمليحة والزبداني وداريا بريف دمشق، إضافة إلى حي جوبر الدمشقي.
وفي حماة، استهدف الجيش الحر مطار حماة العسكري بصواريخ غراد، كما أفاد ناشطون بمقتل عشرة من قوات النظام إثر استهداف سيارتهم في مورك بريف حماة الشمالي.
يأتي ذلك في حين شنّ الطيران الحربي غارات جوية على العقيربات واللطامنة بريف حماة، كما استهدف قصف بالبراميل المتفجرة قرية تل ملح بريف حماة.
وفي حمص، دارت اشتباكات غرب مدينة تلبيسة بريف المدينة، وذكرت شبكة “مسار برس” أن ثلاثة من قوات النظام قتلوا في معارك في محيط قرية جبورين، بينما قصفت قوات النظام بالمدفعية مدينة الحولة في ريف حمص أيضا، وأضافت الشبكة أن انفجارات ضخمة ضربت أبراج الضغط العالي بمنطقتي السخنة والهيل بريف حمص الشرقي.
معارك دير الزور
وفي التطورات بدير الزور، أفاد مراسل الجزيرة بأن مقاتلي جبهة النصرة وأبناء العشائر تمكنوا من السيطرة على قرية “جديد عكيدات” في دير الزور الخاضعة لتنظيم الدولة الإسلامية بعد تجدد المعارك إثر دعوة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري الطرفين لوقف القتال.
وكانت جبهة النصرة قالت إنها ستلتزم بدعوة الظواهري لوقف القتال مع تنظيم الدولة ما لم تتعرض لأي هجوم.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن هذه الاشتباكات نتج عنها مقتل 74 من الجانبين، بالإضافة إلى خمسة مدنيين ونزوح نحو ستين ألف شخص من دير الزور.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
الجفاف يهدد ريف اللاذقية
عمر أبو خليل-ريف اللاذقية
لم يشهد ريف اللاذقية منذ عقود جفافا كالذي عرفه هذا العام، فلم تصل الكمية التي هطلت على جبال اللاذقية إلى ربع الكمية المعتادة سنويا، ولم تتجاوز 500 ملم، هطلت على فترات متباعدة.
وبثت تلك الحالة الخوف في نفوس من تبقى من الأهالي هناك خصوصا وأن معظمهم يعتمد على مياه الأمطار لري المزروعات، نظرا لقلة الينابيع الطبيعية التي يمكن الاعتماد عليها في الري، كما تسبب انقطاع التيار الكهربائي منذ ثلاث سنوات، في توقيف عمليات ضخ المياه من الآبار الجوفية، رغم قلتها وشح مائها هذا العام.
ويتخوف السكان من نقص مياه الشرب أيضا، وهم الذين اعتادوا الحصول عليها من الينابيع، لكنها بدأت تشح وهم لا يزالون في فصل الربيع، ما يعني أن صيفا جافا ينتظرهم.
وتنتظر أم محمد (وهي عجوز بالسبعين من عمرها) عند عين الماء في إحدى قرى جبل الأكراد حتى تمتلئ جرتها، وقد وضعتها تحت المزراب منذ ربع ساعة. وقالت للجزيرة نت “أعرف عين الماء هذه منذ صغري، ولم أرها شحيحة أبدا كهذا العام، أحتاج إلى نصف ساعة من أجل تعبئة الجرة، فصل الحر على الأبواب، ونحن مازلنا في بداية العام، نسأل الله اللطف بنا”.
الزرع والضرع
يبدأ الفلاحون أعمالهم الزراعية مع انطلاق الربيع، فيزرعون أراضيهم غير المشجرة بالخضراوات والتبغ، إذ أنهم يعتمدون على الزراعة، وتربية الحيوانات اعتمادا كاملا كمصدر لدخلهم، إلا أن انحباس المطر أدى إلى جفاف الأرض، وجعل العمل بها شاقا جدا، وخصوصا مع عدم توفر الوسائل الزراعية الحديثة.
ويصف أبو خالد (وهو فلاح متوسط العمر يحمل معوله والعرق يتصبب من جبهته) صعوبة العمل بالأرض في ظل الجفاف، قائلا أنه بدأ العمل مع الفجر، ولم يستطع أن يحرث أكثر من خمسين مترا مربعا “لكي نزرع بضع شتلات من البندورة، فالأرض شديدة الجفاف، ولن تنبت الشتلات، وإذا استطعنا سقايتها عند زراعتها اليوم، فلن نستطيع سقايتها بعد عشرة أيام لقلة أمطار هذا الشتاء”.
وامتد تأثير نقص مياه الأمطار ليشمل الماشية، فلم تعد ينابيع المياه في المنطقة قادرة على ضخ ما يكفي لسقايتها، وجفت المراعي قبل الموعد المعتاد، الأمر الذي أدى إلى نقص منتجات الحليب، مما دفع الكثير من الأهالي إلى بيع ماشيتهم أو ذبحها.
واضطر الراعي أبو وحيد -الذي اعتاد طيلة عمره العمل في تربية الماشية كمصدر دخله الوحيد- إلى بيع نصف خرافه. وقال الرجل للجزيرة نت “أنظر إلى هذه الخراف الهزيلة، أصطحبها منذ الصباح إلى الغابة، وأعود بها مساء، لكنها تظل جائعة، في الأسبوع الماضي ذبحت واحدا، لا أدري ماذا سيحل بنا، إن لم تجد علينا السماء بكرمها”.
إصلاح قسطل
أما مجلس المحافظة، فيقول السكان إنه “يقف متفرجا على الأزمة، ولا يحرك ساكنا، وامتنع عن إصلاح قسطل ماء، لا تتجاوز تكلفته بضع دولارات، تعطل مع موجة البرد الوحيدة التي أصابت الريف نهاية العام الماضي”.
ويوضح المدرس محمد للجزيرة نت “طلبنا من المجلس تشغيل المولدات وضخ مياه الشرب، لبعض قرى جبل الأكراد، الأكثر معاناة من الجفاف ونقص المياه، لكن لا حياة لمن تنادي، آلاف الدولارات ينفقونها على ملذاتهم الشخصية، وسياراتهم المكيفة ومكاتبهم المرفهة في عنتاب ومرسين بتركيا، ويرفضون تخصيص القليل لضخ المياه للعطشى”.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
حكومة الائتلاف تتهم دمشق باستخدام الكيميائي
قال وزير الدفاع في حكومة الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية المؤقتة أسعد مصطفى اليوم الثلاثاء إن النظام السوري استخدم السلاح الكيميائي في 15 موقعاً في سوريا بعد قرار مجلس الأمن الدولي إزالة الترسانة الكيميائية السورية.
وأضاف مصطفى -بمؤتمر صحفي عقده في إسطنبول- أن النظام في سوريا تجاوز كل الخطوط الحمر في استهداف المدنيين بالسلاح الكيميائي.
وكان مجلس الأمن الدولي أصدر نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي بالإجماع القرار 2118 الذي يحدد إطار إزالة الترسانة السورية بإشراف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وهو ما شكل اختراقا دبلوماسيا كبيرا منذ اندلاع الثورة السورية منتصف مارس/آذار 2011.
وقد حث وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في الثلاثين من أبريل/ نيسان الماضي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على إجراء تحقيق بشأن مزاعم باستخدام غاز الكلور في سوريا بأسرع وقت ممكن، وذلك بعد أن عبرت دمشق عن موافقتها على استقبال بعثة من المنظمة للتحقيق في القضية.
من جهتها، تحدثت دول غربية -أبرزها الولايات المتحدة وفرنسا- نهاية الشهر الماضي عما أسمتها “شبهات” و”معلومات” عن لجوء النظام السوري إلى غاز الكلور في قصفه مناطق تسيطر عليها المعارضة، لا سيما بلدة كفرزيتا بريف حماة في 12 أبريل/نيسان الماضي.
تحقيقات
يأتي ذلك، في وقت تحدثت فيه ديلي ميل عن شروع مسؤولين أمنيين بريطانيين بالتحقيق بشأن قيام إيران بتزويد النظام السوري بقنابل مليئة بغاز الكلور، وذلك بعد التقاط أقمار اصطناعية صورا لإحدى طائرات الشحن السورية بمطار طهران، يعتقد أنها تستخدم لنقل تلك الأسلحة.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن إيران سبق لها أن طلبت شحنة بنحو عشرة آلاف صفيحة من غاز الكلور من الصين، والتي تم نقلها وفق تلك الأنباء إلى سوريا.
ويقول مسؤولون أمنيون غربيون إن النظام السوري يسيّر رحلات منتظمة إلى إيران عبر طائرة الشحن “إليوشين76” روسية الصنع، وتستطيع كل طائرة نقل ما يناهز أربعين طنا من التجهيزات والأسلحة الخفيفة، بينها صواريخ قصيرة المدى وبنادق آلية وذخيرة.
يُذكر أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة تشرفان على تدمير الأسلحة الكيميائية السورية بعد اتفاق تم التوصل إليه بين روسيا والولايات المتحدة العام الماضي بعد هجوم باستخدام غاز السارين في ريف دمشق في أغسطس/آب الماضي أدى لمقتل المئات، ووجهت أصابع الاتهام بالمسؤولية عنه إلى نظام الأسد.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
سوري ترك الطب ليؤسس إذاعة حرة.. فكرمته مجلة “تايم”
واشنطن – ناديا بلبيسي
يتحدث بصوت هادئ في وقت ترتفع فيه الأصوات عالية وتشحن المشاعر الغاضبة حرب مدمرة قتلت عائلات وفرقت أصدقاء وهجرت أطفالا وأدخلت بعض السوريين في صفوف الانتماء الطائفي.. لكن الدكتور عبادة القادري، ابن دمشق، أبقى على ثباته ووضوح رؤيته لما يريده لسوريا: قوس قزح جميل في سماء تتسع لكل وجهات النظر.
لم يحاب حزبا ولا طائفة ولم يعطها صوتا على حساب الآخرين عبر أثير إذاعته “وطن إف. إم.” التي تحمل شعارا رقيقا كرقة أحلامه لسوريا وهو “هواها حرية”.
أجبرت الظروف القادري ألا يمارس مهنته كطبيب فوجد بديلا من خلال الإذاعة التي تعمل الآن في ريفي حلب وإدلب.
إذاعة “وطن إف. إم.” كانت الأولى التي بثت من ريف دمشق في عمر الثورة الأول.. ناشطون غامروا بحياتهم من أجل إيصال صوت مغاير عن إعلام النظام.. عملوا سرا وركبوا أجهزة بث مستعينين بفنيين مبتدئين، مدركين أهمية الرسالة الإعلامية الصادقة والمعلومات الدقيقة التي يتعطش إليها السوري في وقت أطبق فيه النظام على الصحافة الحرة.
انقطاع التيار الكهربائي وصعوبة مشاهدة المحطات التلفزيونية جعلت الإذاعة ضرورة.. بدأوا بنشرات الأخبار وتطورت الإذاعة الى برامج وأغاني ثورية ومعلومات عن أماكن القصف وأسماء القتلى والجرحى.. فأصبحت صوتا معتمدا في الإعلام السوري البديل.
واختارت مجلة “تايم” القادري كواحد من شخصياتها الـ100 الأكثر نفوذا لهذا العام.. وهذا اللقب فاجأ القادري، الذي اعتبر أن “هذا التكريم هو لكل ناشط سوري يعمل على الأرض”.
ويحمل التشريف معه مسؤولية، خاصةّ حالياً بعد أن تغيرت معالم سوريا التي كانت تهتف بقلب رجل واحد في بداية الثورة “الله، سوريا، حرية، وبس”، إلا أن دخول المقاتلين الأجانب ومحاولتهم صبغ الحرب وكأنها طائفية (شيعية-سنية) نالت الكثير من مطالب السوريين الذين تظاهروا في فبراير 2011 من أجل الحرية.
وفي هذا السياق، رأى القادري أن هذه الرسالة هي الأهم، معتبراً أن “الأصعب هو أن تبقى حياديا في زمن أغلبية تريدك أن تعكس توجهها وتروج لسياستها”.
والإعلام المستقل لا يخدم فقط مواطنيه بل أيضا يزود المحطات العالمية بمعلومات دقيقة عما يحدث. وهذا هو الهدف الآخر للقادري، خاصةً بعد تراجع الإعلام الأميركي بالتحديد في تغطية الأزمة السورية وتداعياتها الإنسانية.
ومن هذا المنطلق، ركّز القادري على التواصل مع الإعلام الأميركي فأجرى الكثير من المقابلات من أجل إيصال معاناة السوريين.
إدلب.. عشرات القتلى من قوات الحكومة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال نشطاء، الثلاثاء، إن نحو 30 من المقاتلين في صفوف الحكومة السورية قتلوا عندما فجر مقاتلو المعارضة قنبلة في نفق أسفل نقطة تفتيش في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا.
وأوضح تسجيل فيديو، ولقطات بثها مؤيدو المعارضة على الإنترنت، دخانا كثيفا قرب بلدة صغيرة.
وكثيرا ما يشن مقاتلو المعارضة، الذين يقاتلون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، هجمات ضد قواته، إلا أن حجم الانفجار الذي وقع، الاثنين، غير عادي، حسب ما أوردت وكالة “رويترز”.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إن الانفجار وقع خارج بلدة معرة النعمان في إدلب بشمال غرب البلاد.
وأضاف أن ضابطين على الأقل بين القتلى عندما فجر مقاتلون من الجبهة الإسلامية، وهيئة دروع الثورة، أطنانا من المتفجرات في نفق يمر من الشارع إلى نقطة التفتيش.
وقتل أكثر من 150 ألف شخص في الصراع السوري الذي دخل عامه الرابع.
معارك مستمرة
من جهة أخرى تستمر المعارك بين ما يعرف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وجبهة النصرة في دير الزور وريف حلب الشمالي، بعد سيطرة النصرة على قرية جديد عكيدات في دير الزور.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 74 شخصا من الطرفين، ونزوح أكثر من 60 ألف شخص من دير الزور.
يأتي ذلك في الوقت الذي قامت كتائب تابعة للجيش الحر بقتل وأسر عدد من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، شرقي مدينة منبج في ريف حلب الشمالي.
المعارضة تندد بقرب تسليم روسيا مقاتلات “ياك” للأسد وتتهمها بـ”الولوغ” بدم الشعب
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — ندد الائتلاف الوطني السوري المعارض بالتقارير المتعلقة بقرار روسيا تزويد النظام السوري بطائرات مقاتلة من طراز “ياك 130” قائلة إنها خطوة تؤدي إلى “إجهاض للحل السياسي” وتمثل “إصرارا على الولوغ بدماء السوريين.”
وقال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري، نصر الحريري: “مثل هذه التصرفات ليست غريبة عن روسيا، فمن يرفع الفيتو من أجل إيقاف إدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، ويستخدم تجويع الأهالي كورقة ضغط سياسية، لن يخجله الاستمرار في الدعم العسكري، بغية محاولة إيقاف عجلة الثورة السورية.”
وأردف الحريري في تصريحه: “باختصار إن روسيا وإيران، لم تكونا حليفا للأسد فحسب، بل مثلتا أحد الأطراف الأساسية التي سعت لقتل السوريين منذ البداية، وكان ذلك من خلال تصدير ميليشياتهم الإرهابية العابرة للدول والقارات من أجل قمع كلمة الحرية التي أطلقها السوريون منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات من البسالة والعطاء.”
وكانت قناة “روسيا اليوم” الحكومية الروسية الناطقة بالعربية قد نقلت عن صحيفة: “كوميرسانت” الاثنين قولها إن موسكو تخطط لتسليم سوريا أول دفعة من طائرات التدريب والقتال “ياك-130” بحلول نهاية العام الجاري، كما أنها تسعى لتنفيذ كامل هذه الصفقة الموقعة مع دمشق لتوريد الطائرات عام 2016.
ونقلت الصحيفة عن مصدر قريب من شركة “روس أوبورون إكسبورت” التي تدير تصدير الأسلحة الروسية الى الخارج، أن دمشق ستستلم بحلول نهاية العام الجاري 9 طائرات، وفي عامي 2014 و2016 سيتم تسليمها 12 و15 طائرة على التوالي. وتصر موسكو على القول أنها لا تصدر الى سوريا إلا أسلحة دفاعية لا يمكن استخدامها في النزاع الداخلي.
واشنطن ترفع تمثيل الائتلاف إلى “بعثة دولية” والمعارضة تعتبره ضربة للأسد
دمشق، سوريا (CNN) — رحبت المعارضة السورية بقرار واشنطن رفع تمثيل الائتلاف الوطني السوري لديها إلى مرتبة “بعثة دولية” وإن كانت لن تحظى بالحصانة الدبلوماسية، وذلك قبيل زيارة رئيس الائتلاف، أحمد الجربا، إلى أمريكا، معتبرة أنه “ضربة لشرعية” نظام الرئيس بشار الأسد.
وقال الجربا، في بيان صادر عن الائتلاف: “هذا الإعلان خطوة مهمة في طريقنا نحو سورية الجديدة وبالاعتراف فيها على الساحة الدولية وبعلاقاتنا مع السوريين المقيمين في الولايات المتحدة، حيث يشكل التمثيل الجديد منصة دبلوماسية للائتلاف يمكنه من خلالها المضي قدماً في دعم مصالح الشعب السوري على كافة المستويات، كما يعتبر الإعلان ضربة دبلوماسية للأسد وشرعيته ويشكل دليلاً على التقدم الذي أنجزته المعارضة”.
أما مسؤول الشؤون الرئاسية للائتلاف، منذر أقبيق، فقال تعليقاً على الموضوع: “نقدر دعم الولايات المتحدة لنضال الشعب السوري لنيل الحرية والديمقراطية، ويعتبر هذا الاعتراف ركيزة أساسية لاستمرار العلاقات الدبلوماسية بين الشعبين السوري والأمريكي”.
لقد اعترفت الولايات المتحدة بالائتلاف الوطني السوري كممثل شرعي للشعب السوري عام 2012، وكانت الخارجية الأمريكية قد أغلقت سفارة نظام الأسد في واشنطن وعدة قنصليات أخرى منذ ستة أسابيع بعد طردها الممثلين الدبلوماسيين للنظام.
أما الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، ماريا هارف، فقالت إن الوفد السوري الذي وصل إلى واشنطن الاثنين سيبقى فيها حتى 14 مايو/أيار الجاري، وسيقابل عددا من المسؤولين والوزراء، بينهم وزير الخارجية، جون كيري، مضيفة أن الائتلاف “شيد مؤسسات منفتحة وأظهر التزامه بخدمة السوريين ونبذ التطرف.”
وأضافت هارف أن واشنطن ستمنح المعارضة السورية 27 مليون دولار إضافية، كما ستزيد من وتيرة تقديم الدعم بالمعدات غير الفتاكة للجيش الحر، من أجل زيادة “قدراته اللوجستية” مضيفة أن بعثة المعارضة لن تحصل على الأرجح على حصانة دبلوماسية، كما لن تتسلم مبنى السفارة السورية.
الأزمة السورية: تأجيل تنفيذ اتفاق هدنة حمص “لأسباب لوجستية”
تفيد الأنباء الواردة من سوريا بأنه تم تأجيل تنفيذ اتفاق الهدنة وخروج المقاتلين من أحياء حمص القديمة.
ونقل مراسل بي بي سي عربي في دمشق عساف عبود عن عضو مجلس الشعب السوري عن المحافظة نواف الملحم أن البدء بتنفيذ الاتفاق حمص لن يتم الثلاثاء، نافيا أن يؤثر ذلك على مجمل الاتفاق.
وأرجع الملحم سبب التأخير إلى عوامل لوجستية.
وكانت تقارير إعلامية قالت ان تنفيذ الاتفاق سيبدأ الساعة 12 بتوقيت دمشق اليوم الثلاثاء.
وكان المسلحون قد وافقوا الجمعة على اتفاق، يبدأ بوقف إطلاق النار، الذي ما زال معمولا به.
وقال الجانبان إن التأخير كان لضمان وصول المساعدات الغذائية والطبية إلى المنطقة الشمالية في سوريا.
وليس من الواضح بعد إن كان المفاوضون قد توصلوا إلى اتفاق بشأن ضمانات السلامة التي ستسمح لنحو 2000 مقاتل وناشط بالانسحاب من 13 حي يسيطرون عليها.
وقال ناشطون إن المفاوضين يخشون من أن تطلق المليشيات الموالية للأسد النار على المسلحين أثناء انسحابهم.
وتشمل المفاوضات الجارية إطلاق سراح أربعة رهائن أجانب، وعشرات السوريين الآخرين، يحتجزهم المسلحون في مدينة حلب.
وقال الناشطون إن الرهائن الأربعة هم ثلاثة إيرانيين، وروسي. ولم تعلق حكومات سوريا أو إيران أو روسيا على المفاوضات.
ويشمل الاتفاق، الذي توصل إليه المتمردون والحكومة، سماح قوات الجانبين بمرور المزيد من المساعدات الغذائية والطبية للمدنيين.
وكان استسلام المسلحين في حمص بمثابة ضربة رمزية لمن أيدوا الانتفاضة التي تهدف إلى إطاحة حكم الرئيس الأسد.
وكان ينظر إلى حمص باعتبارها “عاصمة الثورة السورية” لانضمام الكثير من سكان المدينة بسرعة إلى الانتفاضة السلمية في مارس/آذار 2011.
BBC © 2014
الغارديان: واشنطن تدرس دعم الإئتلاف الوطني السوري بـ27 مليون دولار
تعرضت مفاوضات جنيف بين المعارضة السورية والنظام لفشل ذريع
لم تنشر الصحف البريطانية الصادرة صباح الثلاثاء في العاصمة البريطانية لندن الكثير من الموضوعات المتعلقة بالمنطقة العربية لكن الغارديان تناولت التطورات الديبلوماسية في الملف السوري بينما نشرت الفاينانشيال تايمز موضوعا عن الصراع السياسي الداخلي في إيران.
وتحت عنوان “الولايات المتحدة تمنح تحالف المعارضة السورية صفة البعثة الأجنبية” نشرت الغارديان موضوعا لمراسلها في واشنطن بول لويس.
ويقول لويس إن واشنطن قررت منح صفة البعثة الديبلوماسية لجماعات المعارضة السورية المتواجدة لديها في محاولة للتصدي لقيام نظام بشار الأسد بتشديد قبضته مؤخرا على عدد من المناطق داخل سوريا.
ويوضح لويس أن الخارجية الأمريكية قالت إنها تعتبر مكاتب الإئتلاف الوطني السوري المعارض في كل من واشنطن ونيويورك مكاتب بعثات خارجية رسمية لتعزيز شرعية المعارضة السورية.
ويضيف لويس أن واشنطن أرادت بذلك دعم قوة الإئتلاف السياسية لأنه الفصيل السوري المعارض الذي تعتبره الإدارة الامريكية “معتدلا” وتستعد لدعمه بمبلغ 27 مليون دولار في صورة معدات حربية غير مميتة وهي المساعدات التى يناقشها الكونغرس حاليا.
ويقول لويس إنه في حال إقرار هذه المساعدات فإن الدعم الامريكي للمعارضة السورية سيصل إلى 278 مليون دولار.
ويضيف لويس أن الوضع في سوريا أصبح مقلقا مع استمرار الحرب الأهلية في منذ 3 سنوات ما تسبب في مقتل ما يزيد على 150 ألف شخص بالتزامن مع فشل مفاوضات جنيف في التوصل إلى صيغة سياسية لحل الأزمة.
ويوضح لويس أن وفدا من ممثلي المعارضة السورية قد وصل إلى واشنطن نهاية الأسبوع الماضي لعقد عدة لقاءات مع ممثلي الحكومة في محاولة لإقناع الإدارة الأمريكية بأهمية زيادة الدعم لهم لإزاحة نظام الأسد.
ويواصل لويس مقالة مضيفا أن رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا قد أعلن مرارا قبل ذلك أنه يسعى لإقناع واشنطن بدعم الجيش السوري الحر بأسلحة متطورة لتغيير موقفة المتدهور على الارض.
ويقول لويس إن تقارير مختلفة غير مؤكدة أفادت بأن الاستخبارات الامريكية “السي أي إيه” تقوم بإمداد أطراف معينة في المعارضة السورية بأسلحة مختلفة.
ويضيف أن الخارجية الأمريكية أوضحت أن هذا الوضع الجديد الذي منحته للائتلاف الوطني السوري سيسمح لهم باستخدام حسابات بنكية والتعامل مع شركات أمنية مختلفة.
ويختم لويس موضوعه بتصريح لماري هارفي نائبة المتحدث باسم الخارجية الامريكية قالت فيه “أظن أن ذلك يوضح الى أي درجة نلتزم بتعهداتنا بدعم المعارضة السورية وأننا نعتبرهم الجهة الشرعية الممثلة للشعب السوري”.
محافظ حمص يقول إن موعد انسحاب المسلحين من المدينة السورية لم يتحدد
بيروت (رويترز) – قال محافظ حمص يوم الثلاثاء إن موعد خروج مقاتلي المعارضة من مدينة حمص في وسط سوريا بموجب الاتفاق مع القوات الحكومية لم يتحدد وقد يستغرق ترتيب ذلك أياما.
ومن شأن انسحاب قوات المعارضة من مدينة حمص التي كانت تدعى في السابق “عاصمة الثورة” أن يشكل انتصارا رمزيا كبيرا للرئيس بشار الأسد لكنه تأجل منذ الاتفاق على وقف لإطلاق النار يوم الجمعة.
وصمد المعارضون في الحي القديم بالمدينة وعدة مناطق أخرى في حمص رغم نقص الامدادات والسلاح وخضوعهم لحصار تفرضه عليهم قوات الأسد منذ أكثر من عام.
وقال طلال البرازي محافظ حمص لتلفزيون المنار التابع لجماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع الأسد “نقول إن الظروف مساعدة.. الأجواء مهيأة لتحقيق خطوات إيجابية باتجاه تسوية ومصالحة وخروج المسلحين ولكن لم نحدد الموعد بعد.”
وأضاف “نحن نقول إن الأيام القليلة القادمة ستشهد إن شاء الله مثل هذه الخطوة وأنا أتمنى أن يكون (هناك) موعد قريب جدا.”
ولم تتضح على الفور أسباب التأجيل لكن الانسحاب جزء من ترتيب متعدد الأوجه يشمل أيضا السماح بدخول مساعدات غذائية وطبية إلى بلدتي نبل والزهراء في محافظة حلب بشمال البلاد اللتين يحاصرهما مقاتلو المعارضة منذ أكثر من عام.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له إن الأمم المتحدة ومجالس محلية توسطت في المحادثات بين جماعات المعارضة المسلحة من جهة والقوات الحكومية وميليشيات موالية لها وجماعة حزب الله ومجلس المحافظة من جهة أخرى.
وأضاف المرصد أن ممثلين للسفارتين الروسية والإيرانية حضروا أيضا لكن لم يتضح ما إذا كانوا قد شاركوا في المفاوضات.
وقال المرصد إن الحكومة ستسيطر على حي الوعر وستدخل أيضا مناطق جورة الشياح والقرابيص ووادي السايح والحي القديم بمدينة حمص.
واضاف أنه سيسمح لمقاتلي المعارضة بالاحتفاظ بأسلحتهم الخفيفة للدفاع عن أنفسهم في مواجهة أي انتهاك للاتفاق.
(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)