أحداث الجمعة، 12 نيسان 2013
اجتماع لندن يفشل في التوصل إلى تسوية حول سورية
لندن، بيروت – «الحياة»، رويترز
عكس اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة الثماني في لندن امس عمق الانقسام الذي لا يزال قائماً بين الدول الكبرى حول الملف السوري، بعدما اقتصر البيان الختامي للاجتماع على ابداء القلق العميق ازاء الازمة الانسانية المستفحلة في سورية، وتجنب اي اشارة الى تسليح المعارضة، في حين تحدث بيان لـ «الإئتلاف الوطني السوري» عن اتفاق مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري على «اطلاق عملية سياسية تبدأ برحيل (الرئيس السوري) بشار الاسد».
في موازاة ذلك، استمرت الردود على مبايعة «جبهة النصرة» الاسلامية زعيم تنظيم «القاعدة» ايمن الظواهري الذي دعا الى «اقامة دولة اسلامية في سورية»، في ما بدا انها مؤشرات الى «اعادة تموضع» داخل صفوف المعارضين، في حين طلبت وزارة الخارجية السورية من مجلس الامن ادراج «النصرة» على لائحته السوداء لـ «التنظيمات والافراد والكيانات المرتبطة بتنظيم القاعدة».
واعرب بيان مجموعة الدول الثماني الكبرى عن «القلق العميق ازاء المأساة الانسانية المتفاقمة» في سورية. وقال وزراء الخارجية انهم «مصدومون لمقتل اكثر من سبعين الف شخص في النزاع فضلا عن وجود اكثر من مليون لاجىء سوري»، واكتفوا بدعوة «كل الدول» الى التجاوب قدر الامكان مع طلبات المساعدة من جانب الامم المتحدة، وتقديم «مساعدة اكبر للشعب السوري على المستوى الانساني».
ودان البيان استخدام الاسلحة الثقيلة ضد المناطق السكنية، واكد ان «اي استخدام للاسلحة الكيماوية سيستوجب رداً دولياً حازما»، مشدداً على وجوب حماية وتأمين مواقع تخزين هذه الاسلحة.
واعترف وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في مؤتمر صحافي في ختام الاجتماع بأن المجتمع الدولي اخفق في التوصل الى تسوية عاجلة للازمة السورية نتيجة استمرار موسكو وبكين في عرقلة التوصل الى قرار حازم في مجلس الامن ضد نظام بشار الأسد، مجددا الدعوة الى قيام فترة انتقالية في سورية بعد التخلص من حكم الاسد في أقرب فرصة ممكنة، لكنه تجنب الاشارة الى اي مساعدات عسكرية طالب بها ممثلو المعارضة السورية الذين التقوا عددا من الوزراء خلال اليومين الماضيين.
وكان وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلله اعرب عن تحفظه عن «موضوع التوريد المباشر للأسلحة الى سورية، لأنني لا أرى حتى الآن كيف يمكن منع وصول تلك الأسلحة إلى الأيدي الخطأ»، مؤكدا أن الحل السياسي هو الحل الجيد لسورية.
وافاد بيان اصدره «الائتلاف الوطني» بان الاتفاق كان «كاملا» بين اعضاء الوفد ووزيري الخارجية الاميركي والبريطاني لدى اجتماعهم في لندن على «وجوب ان يرحل الأسد». ونقل البيان عن كيري تأكيده انه «لا يوجد أي غموض في ما يتعلق بموقف السياسة الخارجية بخصوص هذا الأمر، وأن هناك إجماعاً كاملاً بين أركان الإدارة الاميركية عليه. كما تم الاتفاق على ضرورة اطلاق عملية سياسية تبدأ برحيل الأسد الذي لا يوجد له أي مكان في سورية المستقبل».
وبعد أن قدم الوفد السوري رؤيته لـ «الأسباب الموجبة لتعاون المجتمع الدولي في شكلٍ سريع وفعال على رحيل الأسد وتسريع عملية إسقاط نظامه بكل رموزه وأركانه، أكد الجانبان الأميركي والبريطاني اهتمامهما البالغ بالرؤية المذكورة التي تحمل في طياتها تطوراً واضحاً في عمل المعارضة السورية ووحدتها، خصوصا مع تشكيل الحكومة السورية الموقتة وما سمعه الطرفان وباقي المسؤولين الدوليين عن مخططات هذه الحكومة، الأمر الذي سيؤخذ في الاعتبار بشكلٍ كبير في تقويم الطرفين للخطوات المستقبلية المتعلقة بتأمين أشكال الدعم المتنوعة للشعب السوري في جميع المجالات»، بحسب بيان «الائتلاف».
في هذا الوقت، نأت «لجان التنسيق» التي تعكس رأي النشطاء المدنيين بنفسها عن بيان الظواهري واكدت تمسكها بـ «الدولة المدنية» بعد سقوط النظام، في حين رفض عبد القادر صالح قائد «لواء التوحيد» القريب من جماعة «الاخوان المسلمين» في مقابلة مع قناة «العربية» إدراج «النصرة» في قائمة الإرهاب الأميركية «لأننا لم نرَ منها أي إرهاب».
وطلبت الخارجية السورية من مجلس الامن ادراج «جبهة النصرة» على لائحته السوداء لـ «التنظيمات والافراد والكيانات المرتبطة بتنظيم القاعدة»، وحذرت في رسالتين الى المجلس والى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من ان «تغاضي المجتمع الدولي عن جرائم الإرهاب التكفيري المرتبط بالقاعدة الذي تمارسه جبهة النصرة وحلفاؤها من الكتائب الاسلامية وما يسمى الجيش السوري الحر الذي أعلنت العديد من كتائبه الولاء لجبهة النصرة اخيراً والتغاضي عن قيام عدد من الدول في المنطقة وخارجها بانتهاك التزاماتها القانونية في مكافحة الإرهاب عبر توفير الدعم المادي واللوجستي والسلاح والتدريب والايواء لهذه المجموعات الإرهابية، سيكون دافعا لانتشار الإرهاب في كامل منطقة الشرق الأوسط وخارجها وتصاعد نشاطات التنظيمات الإرهابية المرتبطة بالقاعدة».
لهذه الأسباب يصعب على الفريق الدولي التحقق من الأسلحة الكيماوية في سورية
لاهاي – رويترز
ينتظر فريق من خبراء الامم المتحدة في قبرص الضوء الأخضر للتوجه إلى سورية للتحقيق في مزاعم بوقوع هجمات بأسلحة كيماوية لكن الجدل الدبلوماسي بشأن سلطات الفريق وكيفية تأمين أفراده يعرقل المهمة.
ويتضمن الفريق الذي يضم 15 محققاً محللين كيميائيين لديهم القدرة على جمع وفحص العينات المشتبه بها وخبراء من منظمة الصحة العالمية لفحص الاثار الصحية الناجمة عن التعرض للسموم.
وطلبت سورية فريقا للتحقيق فيما تقول انه هجوم سام شنته المعارضة في مدينة حلب الشمالية الشهر الماضي. لكن دمشق رفضت مطالب المعارضة بارسال المفتشين إلى مواقع اخرى تقول المعارضة المسلحة ان القوات الحكومية استخدمت فيها الاسلحة الكيماوية.
ويقول الامين العام للامم المتحدة بان جي مون ان المهمة لن تنجح الا اذا بحثت في مزاعم الطرفين. وانقسمت الدول الاعضاء في مجلس الامن حول هذا الشأن حيث تدعم روسيا موقف الحكومة السورية وتدعم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا طلب المعارضة.
وستكون هذه المهمة بمثابة اختبار للمهارات الدبلوماسية لقائدها العالم السويدي اكي سلستروم الذي ساعد في تفكيك برنامج الاسلحة الكيماوية والبيولوجية العراقي في التسعينات.
وقال رولف ايكيوس مدير سلستروم السابق في العراق “انه كفء وأمين وهذا امر في غاية الأهمية… وهو ايضا ليس سياسيا ولا دبلوماسيا بل عالما. ولديه خبرة اكتسبها من العمل في العراق في ظروف صعبة لذا فهو يعرف كيف يواجه المعارك الصعبة.”
لكن نشر فريق من المراقبين على خطوط المواجهة في حرب اهلية سيكون امرا غير مسبوق وينطوي على خطورة بالغة.
وقال روبرت كيلي الامريكي الذي رأس فريق التفتيش التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية في العراق لرويترز “اي غربي يتطوع للمشاركة في فريق كهذا يجب ان يعتبرها مهمة انتحارية. الارض ليست مستقرة بالمرة.”
وقال “بالتأكيد لم اكن لاتطوع لهذه المهمة على مثل هذا الاساس الضعيف من الأقوال والشائعات”. واضاف “فرصة النجاح الفني ضئيلة ويمكن استخدامها دعائيا من اي جانب لأي سبب.”
وتحديد الملوم في الهجمات الكيماوية المحتملة ليس من اختصاص فريق سلستروم وإنما هو معني فقط بالتحقق مما اذا كانت اسلحة كيماوية قد استخدمت في الصراع المستمر منذ عامين والذي اسفر عن مقتل حوالي 70 الف شخص.
وتوفر منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ومقرها لاهاي العلماء والمعدات للمهمة التي ينتمي اغلب اعضائها إلى الدول الاسكندنافية وامريكا اللاتينية وآسيا. ولن يكون اي من اعضاء الفريق من دولة من الدول دائمة العضوية في مجلس الامن تفاديا لأي انطباع يمكن أن يعتبر انحيازا.
وتقول دول غربية انها تعتقد ان سورية تمتلك مخزونا من الاسلحة الكيماوية وان استخدام هذه الاسلحة سيكون “خطا احمر” يمكن أن يبرر التدخل العسكري الاجنبي. ولم تؤكد سورية علنا امتلاكها اسلحة كيماوية لكنها تقول انها لن تستخدم هذا النوع من الأسلحة ابدا في صراع داخلي.
وتقول دمشق ايضا انها تخشى ان يقوم المفتشون بنفس الدور الذي لعبوه في العراق حيث استغلت الولايات المتحدة شكوكهم في ان الرئيس العراقي حينها صدام حسين يخفي اسلحة محظورة في تبرير غزوها للعراق عام 2003.
واذا تم نشر الفريق فمن المقرر ان يتوجه ومعه اجهزة لكشف الكيماويات إلى المواقع التي يزعم ان اسلحة كيماوية استخدمت فيها. وسوف تغلق المنطقة كما يتم إغلاق مواقع الجريمة بينما يجري تسجيل الادلة بالتصوير الفوتوغرافي والفيديو.
كما يمكن ان يفحص الخبراء التربة والهواء والماء وربما عينات من بول ضحايا مزعومين أو من حيوانات نافقة في معمل متنقل بسيط قبل حفظها وارسالها إلى مقر منظمة حظر الاسلحة الكيميائية في لاهاي وإلى معملين آخرين.
وقالت سورية انها تريد الحصول على عينات حتى تتمكن من التحقق من عمل المفتشين.
وقال مسؤولون في بلدة دوما القريبة من دمشق -وهي من المناطق التي لا ترغب الحكومة في أن يدخلها فريق التفتيش- انهم يحتفظون في مشرحة بست جثث يقال إنها لضحايا اسلحة كيماوية.
وجاء في رسالة وجهها قائد بارز للمعارضة نيابة عن قيادات محلية في البلدة ان القتلى سقطوا في قريتي عدرا وعتيبة. وقالت الرسالة ان 32 شخصا آخر يعانون من اعراض مرضية وعرضوا الخضوع للفحص.
وسورية واحدة من ثماني دول -من بينها مصر واسرائيل- لم توقع على اتفاقية حظر انتشار الاسلحة الكيماوية عام 1997 وهو ما يعني انها ليست ملتزمة بالتعاون مع مفتشي منظمة حظر الاسلحة الكيماوية.
وقال ايكيوس “سيكون الموقف خادعا بالنسبة لسلستروم مع مقاومة الحكومة لدخول فريقه. لو كنت مكانه لسعيت لتفويض اوسع من الامم المتحدة. لكن عليهم اولا ان يبدأوا بتحقيق واحد ثم يتوسعوا من هذه النقطة. بغير هذا لن يذهبوا مطلقا.”
وقال هانز بليكس الذي رأس فريق التفتيش بالعراق قبل الغزو خلفا لإيكيوس ان سورية تمثل تحديا اكبر من العراق لعدم وجود ضغط دولي سواء على الحكومة او على المعارضة علاوة على العمل في منطقة حرب.
وقال ان المهمة يجب الا تبدأ دون السماح بالتحقيق في المزاعم من الجانبين.
وأضاف “لا اعتقد ان الامم المتحدة يمكن ان ترضى بالقاء نظرة على ما تقول الحكومة ان المعارضة فعلته (وحسب). يجب عليها ان تكون عادلة.”
وبينما تشكل السياسة الان العقبة الرئيسية ما زالت مسائل الامداد والادارة والامن من الامور الرئيسية التي يجب حلها. ومن بين الامور المعلقة كيفية الحفاظ على سلامة فريق التفتيش اثناء العبور بين المناطق التي تسيطر عليها الحكومة وتلك التي تسيطر عليها المعارضة.
وقال ايكيوس ان هذا الامر سيجعل المهمة اصعب من العمل في العراق قبل الغزو.
وأضاف “كان يمكنني ان اطلب دخول اي مكان في أي وقت بتفويض الامم المتحدة. لكن سيكون على سلستروم ان يقول “اريد الذهاب إلى هناك” ويمكنهم ان يردوا ببساطة “ليس بمقدورنا أن نوفر لك الامن” فينتهي الامر”.
“النصرة” تعزز قوة الأسد
بيروت – ا ف ب
تشكل مبايعة “جبهة النصرة” لزعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري، فرصة ذهبية تعزز موقف النظام السوري الذي يندد منذ بداية الازمة بـ”مؤامرة” تنفذها “مجموعات ارهابية” بتمويل خارجي، وتشجعه على تصعيد حملته العسكرية ضد معارضيه.
في الوقت نفسه، من شأن هذا الاعلان ان يحرج اكثر الدول الغربية المطالبة برحيل النظام والمترددة في تسليح مقاتلي المعارضة خشية وقوع اسلحتها في ايدي متطرفين معادين اجمالا للغرب.
ويرى مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية بسام ابو عبد الله ان “انكشاف الارتباط بين القاعدة وجبهة النصرة هو بالتأكيد نقطة لصالح النظام تعزز الرواية السورية (الرسمية) وتؤكد وجود دور لقوى خارجية”.
ويضيف “انها تضعف المعارضة امام الرأي العام السوري والرأي العام الدولي”.
واعلن زعيم جبهة النصرة ابو محمد الجولاني مبايعة زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري، “على السمع والطاعة”.
وتلقفت دمشق هذا الاعلان لتذكر عبر وزارة خارجيتها انها لطالما “حذرت من ارتباط الارهابيين (الذين يقاتلون في سورية) بتنظيم القاعدة وخطورة الجرائم التي يرتكبونها في سورية استناداً الى فكر ظلامي وفتاوى تكفيرية”.
وطالبت مجلس الامن الدولي بادراج جبهة النصرة على لائحته السوداء للتنظيمات المرتبة بالقاعدة.
ويقول الخبير الفرنسي في الشؤون الاسلامية في سورية توما بييريه ان “كل ما يساهم في ربط المعارضة بالقاعدة يشكل تقدمة ثمينة للنظام الذي يمكنه الاكتفاء بمراقبة التركيز الاعلامي الغربي على هذا الموضوع، ليستنتج منطقياً ان التطرف العقائدي في صفوف معارضيه يشغل الغربيين اكثر من اطنان المتفجرات التي يلقيها يوميا على شعبه”.
ويرى عبدالله الذي عمل لسنوات مستشاراً ثقافياً في السفارة السورية في تركيا، ان دخول القاعدة علناً على خط النزاع السوري المستمر منذ عامين، هو بمثابة ضوء اخضر للجيش النظامي لرفع وتيرة هجماته”.
ويضيف في اتصال هاتفي ان “الايام المقبلة ستشهد بتقديري اداء مختلفا للجيش السوري الذي سيبدأ عمليات للحسم الشامل”.
ويتابع “الوضع اصبح مكشوفا وواضحاً سنرى تحولاً كبيراً في الميدان وتسعيرا في الوضع العسكري لتوجيه ضربات قاصمة الى هذا التنظيم”.
كتبت صحيفة “الوطن” السورية القريبة من السلطات تعليقاً على المبايعة “انها القاعدة وليست ثورة سلمية قامت بصدور عارية، كفاكم كذباً ودجلاً وخداعاً”.
على الارض، يحاول الجيش الحر الذي يقول انه يقاتل من اجل احداث تغيير ديموقراطي في سورية، التمايز عن جبهة النصرة، ولو انه يقر ان التعاون “التكتيكي والموضعي” موجود بينهما “بحكم الامر الواقع”. في حين يؤكد قادته انهم على استعداد لاعطاء الدول التي تريد تسليح المعارضة ضمانات بان هذه الاسلحة لن تصل الى ايدي المتطرفين.
وبات معلوماً ان جبهة النصرة التي لا يزال الغموض يحيط بنشأتها هي اكثر تنظيما وتسليحا وافضل تمويلا من المجموعات المسلحة الاخرى.
ويقول تشارلز ليستر، المحلل في مركز “جاينز” المتخصص في شؤون الامن والارهاب في لندن ان عناصر النصرة “اكتسبوا سمعة ميدانية بقدراتهم القتالية وشجاعتهم، وادوا دورا تقريبا في كل انجاز مهم حققه الثوار منذ الصيف الماضي”.
ويضيف ان الوقائع الاخيرة تضع الدول الغربية “في موقف شائك”، لا سيما ان “التعاون بين المجموعات على الارض يجعل تسليح مجموعات معينة (دون اخرى) مهمة شبه مستحيلة”.
وبحسب خبراء وناشطين، يبلغ عدد مقاتلي المعارضة حوالى 140 الفا، بينما لا يتجاوز عدد المقاتلين الاسلاميين سوريين وغير سوريين الثمانية آلاف في كل سوريا.
ولا يمكن التحقق من هذه الارقام.
ويرى ليستر ان الدول الغربية “تشك منذ وقت طويل بوجود صلات بين جبهة النصرة وتنظيم القاعدة، والارجح ان هذا الامر كان سببا رئيسيا لعدم رغبتها في تسليح اي مجموعة مقاتلة”.
ويسأل بسام ابو عبدالله بدوره عما سيكون عليه موقف الغرب قائلا “لا تستطيع المعارضة السورية ان تبرر وجود عناصر غير سورية وجهادية في سورية، خصوصا امام الاوروبيين”.
ويضيف “الوضع بات محرجا للمجتمع الغربي الذي يدعي دعمه للتحول الديموقراطي وغير ذلك من الشعارات”.
وتحرص دمشق على اللعب على وتر الاحراج هذا.
فقد رأت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان ارتباط القاعدة والنصرة “يضع مصداقية الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي والدول المستقلة امام اختبار حقيقي عليها خلاله الاختيار بين الانحياز للارهاب، او الاعتراف بحق الشعب السوري وحكومته بمكافحة الارهاب انسجاما مع الشرعية الدولية وقرارات مجلس الامن”.
لكن بالنسبة الى توما بييريه، الامر على العكس قد يريح الغرب، اذ “يعطيه حجة اضافية لتبرير عدم تحركه وصمته” ازاء ما يجري في سورياُ، معرباً عن اعتقاده بان الغربيين “ليسوا مقتنعين فعلا بمساعدة المعارضة”.
مجموعة الثماني دعت إلى تحوّل سياسي في سوريا يستند إلى اتفاق جنيف
واشنطن تخشى انعكاس قضية اللاجئين على “التوازن الهش” في لبنان
واشنطن – هشام ملحم / العواصم الاخرى – الوكالات
أخفق وزراء الخارجية للدول الصناعية الثماني الكبرى في التغلب على انقساماتهم حيال سوريا، على رغم انهم اكدوا تأييدهم لتحول سياسي استناداً الى اتفاق جنيف، بينما رأى الرئيس الاميركي باراك اوباما ان الوضع في سوريا وصل الى “مفترق خطير”، وحذر مسؤولون اميركيون آخرون من ان انقاذ سوريا من التفكك لن يكون سهلاً. وقالوا ان الدول المجاورة ومنها لبنان تدفع ثمناً نتيجة انتقال العنف اليها واتهموا “حزب الله” وايران بتوفير دعم عملاني قوي لنظام الرئيس بشار الاسد. واقتحمت القوات السورية النظامية بلدة الصنمين في محافظة درعا وقتلت 45 شخصاً بينهم اطفال ونساء، كما افاد ناشطون.
مجموعة الثماني
* في لندن، قال وزراء الخارجية لمجموعة الثماني (المانيا و كندا والولايات المتحدة و فرنسا و بريطانيا وايطاليا واليابان وروسيا) في البيان الختامي لاجتماع لهم استغرق يومين إنهم “جددوا التزامهم دعم التحول السياسي بقيادة سورية وجهود الممثل الدولي والعربي الأخضر الإبرهيمي، استناداً إلى المبادئ المنصوص عليها في اتفاق جنيف وعلى نحو يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري وتمكينه من تحديد مستقبله بشكل مستقل وديموقراطي”.
ودعوا مجلس الأمن إلى ابقاء الموضوع السوري قيد نظره، ونددوا بأشد العبارات الممكنة بجميع انتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات في سوريا، ودعوا جميع الأطراف إلى احترام قانون حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي وخصوصاً السلطات السورية، ورحبوا بالجهود المبذولة لتوثيق جميع الجرائم لأغراض المساءلة في المستقبل.
كذلك نددوا بـ”استخدام الأسلحة الثقيلة ضد المناطق السكنية في سوريا”، وأكدوا مجدداً وجهة نظرهم بأن أي استعمال للأسلحة الكيميائية “سيواجه رداً دولياً حازماً”، ووصفوا الوضع الإنساني في سوريا بأنه “يبعث على الأسى ويزداد سوءاً”، ودعوا إلى زيادة المساعدات الإنسانية وتحسين فرص وصولها بشكل آمن الى الشعب السوري من وكالات الإغاثة بالتنسيق مع جميع أطراف النزاع.
واعرب الوزراء عن “صدمتهم” لعدد القتلى الذين قدرتهم الامم المتحدة بـ 70 الفا. لكنهم لم يذكروا شيئاً عن امكان تزويد المعارضين السوريين الاسلحة التي ينقسم حولها الغرب.
وكان هذا الموضوع محور اللقاء الاربعاء في لندن لعدد من وزراء مجموعة الثماني أمثال وليم هيغ والفرنسي لوران فابيوس والاميركي جون كيري وممثلين للمعارضة السورية التي تطلب تسليحها للتمكن من اطاحة نظام الرئيس السوري بشار الاسد. وافادت وزارة الخارجية الاميركية ان كيري “لم يعد باي شيء” في هذا المجال.
وصرح هيغ في مؤتمر صحافي بأن الاجتماع لم يحل انقسام المواقف حيال سوريا، واعترف بأن المجتمع الدولي اخفق في التعامل مع الأزمة الدائرة فيها منذ أكثر من سنتين.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقب الاجتماع: “طبعاً في البداية كانت المواقف تختلف جدياً، ولكن بفضل العقل السليم والارادة الطيبة تمت صياغة مواقف مشتركة تأتي في سياق ضرورة البحث عن حلول سياسية وديبلوماسية من دون عزل أي طرف”. وأضاف انه تم التوصل “الى مواقف توافقية إزاء ايران والقضية النووية لشبه الجزيرة الكورية والازمة السورية والنزاعات في افريقيا”.
الموقف الاميركي
وفي واشنطن، قال أوباما عقب استقباله الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون في البيت الأبيض إن الوضع في سوريا وصل الى “مفترق خطير”.
ووصف بان سوريا بأنها “الوضع الاكثر اضطراباً”. وحض زعماء العالم وبينهم أوباما على العمل أكثر من اجل وقف العنف.
وفي وقت سابق قال السفير الاميركي لدى دمشق روبرت فورد في شهادة امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، ان “التقدم الذي احرزته المعارضة على الارض جاء بعد ثمن رهيب. لقد صار النزاع في سوريا من اكثر النزاعات دمارا في القرن الجديد… وانقاذ سوريا من مأساة انسانية، ونفوذ المتطرفين، وتفكك
الدولة لن يكون سهلا، ولكن من الضروري ان نحمي مصالحنا ومصالح شركائنا في المنطقة”. واشار الى ان الاقليات، ومنها العلويون والدروز والمسيحيون، “تخاف ما يحمله المستقبل”، بينما المسلمون السنّة منقسمون ويتناحرون ويريدون تأكيد حقهم في السلطة بعدما حرمهم الاسد ذلك. واضاف: “دور ايران في النزاع مؤذ للغاية خصوصاً انها تساعد نظام الاسد على تنظيم ميليشيات طائفية، وعلى جذب حزب الله والميليشيات العراقية الى سوريا”.
ولاحظ ان “نظام الاسد قد أشاع مناخا شجع على نمو التطرف، والتنظيمات المرتبطة بتنظيم القاعدة تعمل على استغلال الوضع لمصلحتها، وهناك تنافس حقيقي الآن بين المتطرفين والمعتدلين في سوريا وعلينا ان نقف الى جانب اولئك الذين يدعون للحرية والتسامح”.
وقالت مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط اليزابيت جونز خلال الجلسة ذاتها ان شهر آذار كان الاكثر دموية منذ بدء القتال إذ قتل ستة آلاف سوري. وتحدثت عن خطر التطرف الارهابي، مشيرة الى الاعلان الاخير لـ”القاعدة” عن توسيع “الدولة الاسلامية” الى سوريا، ووجهت انتقادا قويا الى ايران متهمة إياها بدعم الاسد “في قمعه وعنفه المنظم ضد الشعب السوري”. واضافت ان انتقال العنف واللاجئين الى الدول المجاورة “يهدد استقرار لبنان وقدرات الاردن، والتقدم في العراق وأمن اسرائيل”.
ولفتت الى ان “المؤشرات المقلقة لازدياد اعداد اللاجئين بدأت تثير اضطرابات في المنطقة”، موضحة ان مخيم الزعتري في الاردن يؤوي مئة الف لاجئ سوري”. كذلك “بات عدد اللاجئين السوريين في لبنان يمثل 10 في المئة من عدد سكان البلد، الامر الذي يهدد الميزان الاثني – الطائفي الهش في لبنان”. واشارت الى ان وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم “الاونروا” اعلنت ان اكثر من 40 الف لاجئي فلسطيني لجأوا من سوريا الى لبنان، وزادوا الاعباء التي تعانيها المخيمات الفلسطينية المكتظة بالسكان، الامر الذي يزيد حدة التوترات”.
وكرر فورد وجونز ان الحل الافضل للنزاع هو الحل السلمي، وان تكن جونز قالت ان “النظام سيقاتل حتى آخر رجل واقف”. وشددت على ان الحل السياسي المطلوب يجب ان يضمن حقوق جميع السوريين.
مجزرتان وصنمين
معتصم الديري
كان أبناء الجنوب يغنونها هكذا : “من مفرق جاسم للصنمين حاجه تهل الدمع يا عين”.
واليوم تغني هي 62 مواطناً أعزل ذبحوا بالسكاكين، ومنهم من قطعت رؤوسهم، ومنهم من حرق حرقا من كل عمر ولون. تغنيهم هكذا:”حاجه تهل الدمع السخية … علي دبحوهم وهم برية”.
الصنمين ام الثوار: تقول كل جارتها من القرى الصغيرة. الورد يعرف الجنوب منها، والجنوب يعرف الثورة حقاً من اول دم جميل كثير فيها، التاريخ أيضا يعرف الصنمين.
مدينة عاشت عز الوثنية والمسيحية والاسلام، واخرها ثورة الكرامة.
والتاريخ كتبها من هيكل “التخيون” الوثني، وأبرشية “باتانيا”، الى معبدها الروماني الشهير “معبد الالهة تيكة”، والبارحة غناها التاريخ بما يشبه اول ثورتها.
مجزرة اخرى لمدينة تنتصف بين درعا ودمشق، لا تشاكس لفرط كتائب النظام بها، فهي مأهولة تماماً بفرقة كاملة”الفرقة التاسعة”. وبالوية الجيش الشعبي.
أول مجزرة في سوريا أكلتها هذه المدينة كانت ل14 سورياً، استشهدوا في أول جمعة في الثورة السورية “جمعة الكرامة”، يومها لم تلمس يد احد في درعا اي تمثال، أو اي صورة.
حتى جاء الخبر الغريب: “15 شابا وطفلا قتلتهم يد المخابرات السورية والامن العسكري رمياً بالرصاص في تلك المدينة” يومها جن الثوار في درعا و على أثرها أسقط تمثال حافظ الاسد في درعا المحطة، أنزلت الصور الكبيرة الى ما تحت الاقدام.
يومها دخل الثوار ثورتهم كلها ودفعة واحدة، ورفعوا سقف المطالب بما يليق بالشهداء.
المدينة ام اول مجزرة في ثورة الكرامة 25-3.ويومها تعدى الامر مجزرة.
قديمة في الجمال تبعد عن دمشق جنوباً خمسين كيلومتراً وتبعد عن درعا شمالاً خمسين كيلومتراً. تقع على الطريق الرئيسي القديم الذي يسمى طريق الحج أو طريق السلطان. يحكيها التاريخ بأن العرب سموها “صنمين” حسبما يعتقد لوجود صنمين على بابها ، وفي رواية ثانية سميت كذلك بسبب وجود جمال ذات سنمين فيها.
هادئة، وساكنة على طريق دمشق القديم بكل تلك الحواجز اللئيمة التي تفتش حتى النساء في المدينة، لم تمنع شبابها من التظاهر بالالوان في كل جمعة. الكل كان يعرف مظاهرة ثوار الصنمين من هتافاتها الخاصة، من نبرة الارض في صوتهم.
والجميع الآن صار يعرفها من مجازرها الخاصة.
آخرها دم البارحة. حسب ناشطين :”ينشق نقيب من الفرقة التاسعة بدبابة وعناصرها، قائد الفرقة أحمد العقدة يضع المدينة في نية الدم، يهدد اهلها بأن تسلم النقيب والعربة، والا سوى المدينة على الارض، والارض والمدينة لم تترك المنشقين فأكلت مجزرتها الثانية”.
بعد اشتباكات وقصف نصف يوم، فجر الثوار ثلاثة سيارات للنظام فيها، ثم استطاع النظام دخول السوق التجاري وحرق المحال كلها، والانتقام من 62 أعزل ذبحوا بالسكاكين. الاب وابنه، الطفلان، الاب وابنه، الطفل، السيدة، الشابان الاخوة، الثلاثة أطفال… الى اخر الشهداء، الى اخر المجزرة.
الى اخر المجزرة تدفن “الصنمين” أبناءها اليوم، وفي أعين الثوار ينضج الرد أكبر. وكأن لا شيء يوجد خارج هذه البلاد، لا شيء تماما.
تدفنهم وفي أحد شوارعها كتابة يونانية مسيحية منقوشة على حجر جاء فيها ما تعريبه: “أيها المسيح أعن الصنمين”.
بيان هادئ من مجموعة «الثماني» وأوباما يرى منعطفاً حاسماً للأزمة
الإبراهيمي يتجه إلى الاستقالة: العرب يدمّرون سوريا
كشفت مصادر ديبلوماسية عربية في القاهرة لـ«السفير» أمس أن المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي يتجه جدياً لتقديم استقالته من مهمته السورية، في موعد أقصاه الثامن عشر من نيسان الحالي.
وقالت المصادر إن الإبراهيمي، ومنذ لحظة انتهاء أعمال قمة الدوحة الأخيرة وما اتخذته من مقررات في الشأن السوري، تشاور مع عدد من أصدقائه وفريق عمله قبل أن يتخذ قراره بتقديم استقالته.
وأشارت المصادر الى أن الإبراهيمي يُعدّ كتاب استقالة خطية سيضمنه جردة تقييم لأبرز ما واجهته مهمته من مصاعب، سواء على الصعيد السوري أو على الصعيدين العربي والدولي، وصولاً الى قول عبارة يحمل فيها جامعة الدول العربية مسؤولية المشاركة في تدمير سوريا، دولة ومجتمعاً وقوة للعرب أجمعين.
وعُلم أن بعض المحافل الدولية والإقليمية باتت في أجواء قرار الاستقالة، وبدأ يتم تداول أسماء لخلافته على نطاق ضيق جداً. وذكرت المصادر العربية أن قرار تسليح المعارضة السورية هو استدراج خطير أطاح كل فرصة للتسوية السياسية «وها هو السحر ينقلب على الساحر، بإعلان جبهة النصرة في سوريا مبايعتها أمير تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وهي الخطوة التي أحدثت دوياً صاعقاً في كل مكونات المعارضة السورية، كما في عدد كبير من المحافل الدولية والإقليمية، وباكورة ذلك، طلب الأميركيين من السلطات التركية تجميد عمليات التسليح ودخول المسلحين عبر حدودها الى شمال سوريا، وأن يتم حصر هذا المعبر بإقليم كردستان بإشراف الأميركيين مباشرة، مخافة أن يصل السلاح النوعي الى أيدي مجموعات القاعدة».
وتوقفت المصادر عند مضمون بيان وزراء خارجية دول «مجموعة الثماني»، في لندن، والذين تعهدوا فيه «بدعم عملية انتقال سياسي بقيادة سورية، وعمل الإبراهيمي، بناء على المبادئ التي ينص عليها بيان جنيف»، من دون أي ذكر لموضوع التسليح، وهو ما تطالب به بريطانيا وفرنسا، أو المعارضات السورية، بالرغم من اللقاء الذي جرى أمس الأول بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووفد من «الائتلاف الوطني السوري».
ولا يبدو أن توقيت مبايعة زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني لزعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري على السمع والطاعة متعجلاً، حيث إن «النصرة» سبقت ذلك إلى استكمال الاندماج في المجتمع الريفي الحلبي والإدلبي، وبدأت تحدث تحولات في منهج العمل السياسي، وتناولها للجماعة السورية مادة رباط وجهاد.
ولم يعترض على قرار المبايعة سوى سطر «فايسيبوكي» يتيم على صفحة زعيم «الائتلاف» احمد معاذ الخطيب قائلا إن «خط القاعدة لا يناسبنا، وعلى الثوار أن يأخذوا موقفاً». أما «الائتلاف» فلم يجد ما يقوله في دخول «القاعدة» رسمياً الى بلاد الشام، حيث يُعدّ مع ذلك لفرض «حكومة مؤقتة» على كامل سوريا يجدر بـ«رئيسها» غسان هيتو أن يتساكن عندها مع الدولة الإسلامية التي يرعى قيامها الجولاني.
ويسيطر على المعارضة السورية الخارجية الخوف من احتمال عزلها إذا ما ذهبت بعيداً خلف المواقف الغربية، وأشهرت خصومتها للجولاني. فلا يسع «رئيس الحكومة السورية المؤقتة» المغمور في وقت واحد استعداء «النصرة» والسقوط بين مطرقتها وبين سندان «الجيش الحر» الذي رفض تعيينه، ويرفض منصب «وزارة الدفاع» التي عرضت عليه. وهو يحتاج إلى كليهما لكسب شرعية لا بد منها للعودة إلى الداخل السوري، وبسط سلطة إدارته عليه. (تفاصيل صفحة 15)
وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، خلال لقائه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في البيت الأبيض، أن الوضع في سوريا وصل الى «منعطف حاسم»، فيما حث بان كي مون قادة العالم، ضمنهم أوباما، على القيام بالمزيد من اجل المساعدة في وقف العنف.
بيان «الثماني»
وقال وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وايطاليا واليابان وكندا، في بيان في ختام اجتماعهم في لندن، «إنهم مصدومون لعدد القتلى الذين سقطوا خلال النزاع في سوريا، والذي تجاوز الـ 70 ألف شخص، وذلك بالإضافة الى أكثر من مليون من اللاجئين في الخارج، ومليونين من النازحين». ودعوا «كل الدول الى أن تتجاوب قدر الإمكان مع طلبات مساعدة سوريا إنسانياً، وان تتعاون جميع الأطراف (في سوريا) مع الوكالات الإنسانية لإيصال المساعدات الى السوريين».
وكرر الوزراء، في البيان، «تعهدهم بدعم عملية انتقال سياسي بقيادة سورية، وعمل المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي، بناء على المبادئ التي ينص عليها بيان جنيف. يجب أن تقدّم العملية الانتقالية ما يطمح إليه الشعب السوري وتمكنه من تقرير مستقبله بشكل ديموقراطي ومستقل». ودعوا مجلس الأمن الدولي الى البقاء مطلعاً على القضية.
ودان الوزراء «استخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق المدنية»، وشددوا على أن «أي حالات لاستخدام السلاح الكيميائي في أراضي البلاد تتطلب رداً جدياً من جانب المجتمع الدولي».
واعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، في مؤتمر صحافي في ختام الاجتماع، أن العالم فشل في حل الازمة السورية. وقال «لم يستطع مجلس الأمن الدولي الإيفاء بمسؤولياته لأنه منقسم. إن الانقسام يتواصل. هل استطعنا، خلال اجتماعنا، إيجاد حل لهذا الانقسام؟ كلا، ولم نتوقع حصول هذا الأمر. لقد فشل العالم، حتى الآن، الإيفاء بمسؤوليته».
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بعد الاجتماع، أن وزراء الخارجية تمكنوا من التوصل الى الاتفاق بشأن أهم القضايا الدولية، بينها سوريا وإيران وكوريا الشمالية، بالرغم من وجود خلافات. وقال «بالطبع في البداية كانت المواقف تختلف بشكل جدي، ولكن بفضل العقل السليم والإرادة الطيبة تمت صياغة مواقف مشتركة تأتي في سياق ضرورة البحث عن حلول سياسية وديبلوماسية من دون عزل أي طرف». وأشار الى انه «تم التوصل الى مواقف توافقية من إيران والقضية النووية لشبه الجزيرة الكورية والأزمة السورية والنزاعات في أفريقيا».
وكان لافروف قال، في مقابلة مع قناة «ار تي في آي» الروسية بثت أمس، «نحاول منذ أمد بعيد بذل جهود لتهدئة الوضع (في سوريا). وكلما ظهر أدنى قدر من الأمل في الأفق والضوء في نهاية النفق، قامت بعض الجهات بكل ما في وسعها من أجل تقويض هذه الآمال والدفع بالوضع نحو حرب حتى الانتصار. ولن يكون هناك منتصر. وما هي الجهات المستفيدة، أنا لا أعرف. قد تكون هناك جهات مستفيدة كثيرة، على سبيل المثال تلك التي تودّ أن ترى في المنطقة عدداً أقل من الدول الكبيرة والمتنفذة، وتلك التي ترغب في أن تكون هذه البلدان منشغلة في إزالة آثار الحرب المروعة».
وأشار لافروف الى أن «الحكومة السورية، بما في ذلك تحت ضغوطنا، شكلت فريقاً للتفاوض. وأنا بحثت هذا الأمر مع نظيري الأميركي جون كيري في برلين، وقال إنه سيساهم في قيام المعارضة بتشكيل فريق تفاوض خاص بها. أما فريق الحكومة (السورية) فيضمّ رئيس الوزراء ونائبه و3 وزراء. واتصلت من جديد بوزير الخارجية الأميركي وقلت له إن دمشق أكدت تشكيل فريقها. وللأسف لم يتمكن الأميركيون، ولا أي جهة أخرى، من حث المعارضة على تشكيل مثل هذا الفريق».
واستغرب لافروف «استعجال الجامعة العربية بعقد اجتماع طارئ وإعطاء الائتلاف مقعد سوريا لدى الجامعة، متجاهلة أن هناك معارضة داخلية وأطرافاً معارضة أخرى لا تزال ترى في الحكومة مدافعاً عن جزء من الشعب السوري»، مؤكداً أن «سماح الجامعة العربية بتوريد الأسلحة إلى المعارضة ينتهك كل القواعد والقوانين الدولية». وأكد أن «القرار بشأن تجميد عضوية سوريا في هذه الجامعة اتخذ بشكل يخالف ميثاق الجامعة، الذي يقتضي الإجماع على مثل هذه القرارات وهذا ما لم يحصل، فقد اعترضت بعض الدول العربية على هذا القرار».
(«السفير»، روسيا اليوم»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
النازحون السوريون أمام «خيارات مؤلمة»
مادونا سمعان
في عبارات صريحة ومن خلال بيان عنوانه: «خيارات مؤلمة» حذّرت «المفوضية العليا لشؤون اللاجئين» ووكالات الأمم المتحدة الشريكة والمنظمات غير الحكومية، من اضطرارها إلى «تقليص البرامج والمساعدات الأساسية المقدّمة إلى النازحين السوريين في لبنان»، والسبب هو النقص في التمويل.
دقّت إذاً هذه المنظمات ناقوس الخطر، ولمحت إلى أن الإجراءات المنوي اتخاذها لن تلقي بثقلها إلّا على النازحين… والبلد المضيف.
قال رئيس العمليات القطرية لـ«برنامج الأغذية العالمي» في لبنان إتيان لاباند إنه «في غضون شهر واحد، وبناء على التمويل الحالي، سيتوقف أكثر من 400 ألف نازح سوري عن تلقي المساعدات الغذائية».
ولفتت ممثلة المفوضية في لبنان نينات كيلي إلى أن «الأموال تتناقص» وأن الوكالات والمنظمات «تضطر إلى الاختيار بين برامج متساوية من حيث الأولوية».
وأوضح البيان ان نقص الأموال سيؤدي إلى تخفيض التدخلات في مجال الرعاية الصحيّة الثانوية التي كانت تغطى بنسبة 85 في المئة، مع توقّع ازدياد الإصابة بالإسهال والتهاب الكبد من النوع أ، والأمراض الجلدية بسبب غياب التحسينات بالنسبة للمياه والصرف الصحي. وقد أشير فيه إلى أن «عدد النازحين العاجزين عن سداد إيجار السكن الشهري في تزايد مستمر وتجد أعداد متزايدة من الأسر نفسها في مواجهة خطر التعرّض للطرد من أماكن إقامتهم الحالية».
لم يكن هذا البيان التحذير الأول الذي أطلقته الوكالات، إذ عمد مفوضوها السامون ومديروها إلى إطلاق صفارات الإنذار كلما اعتلوا منبراً، أو عقدوا مؤتمراً صحافياً. هكذا أكّد المفوّض العام لـ«الأونروا» أن الأمور تتجه نحو أوضاع إنسانية صعبة، وأنه حتى الساعة نزح مليون و200 ألف سوري عن بلدهم. في حين توقّع المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة انطونيو غوتيريس أن يصل عدد النازحين السوريين إلى بلدان أخرى إلى نحو 3 ملايين حتى آخر العام الحالي، «والتمويل لإغاثتهم غير متوافر».
مما لا شكّ فيه أن الأطفال هم الأكثر تضرراً جراء «الكارثة»، وهو كلام أكّدته آنا ماريا لوريني من «اليونيسف» حين أوضحت أن «الأطفال المتضررين من هذه الأزمة، والذين يشكلون أكثر من نصف السكان النازحين، يواجهون تحديات عديدة قد تؤدي إلى آثار دائمة وكارثية على حياتهم».
بيان استباقي ولكن…
وفق المسؤولة الإعلامية في المفوضية دانا سليمان، يعتبر البيان التحذيري استباقياً «لكن المدّة لن تطول قبل نفاد ما تبقى من أموال لإغاثة النازحين». وقد انخفضت ميزانيتها بعدما كانت حاجتها الشهرية تبلغ مليوناً ونصف المليون دولار، لتبلغ إجمالاً 78 مليون دولار، لم تحصّل منها إلا على 38 في المئة.
هو بالطبع رقم لا يكفي لإغاثة 412 ألف نازح سوري، وفق الرقم الأخير للمفوضية، بحيث يتم تسجيل أكثر من 3 آلاف نازح في اليوم الواحد.
تسبق أعداد النازحين خطط المعنيين، والجهات المانحة تتأخر عنها. فالوعود التي قطعت خلال مؤتمر الكويت أخلّ بها من قطعها، وأبرز الجهات التي وعدت ولم تمنح ما وعدت به، بلدان عربية كالسعودية وقطر والكويت التي احتضنت المؤتمر. وهي حقيقة بات يجاهر بها المعنيون في المنظمات والوكالات بعدما كانوا يتعاملون معها بديبلوماسية. أما أكبر المانحين فهم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
يقول مصدر متابع إن الكويت بدأت تتحرك باتجاه رصد أموال للنازحين السوريين، في حين لم تثمر جهود السعودية تجاه النداء الأخير لـ«الأونروا» إلا 250 ألف دولار. علماً أن السفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري كان أشار لـ«السفير» على هامش مؤتمر إلى أن المملكة رصدت مبالغ كبيرة لإغاثة النازحين وصلت إليهم من خلال الدول التي نزحوا إليها. وأن المملكة تنسّق في لبنان مع وزارة الشؤون الاجتماعية و«الهيئة العليا للإغاثة» وقد تعاقدت مع مستشفيات وصيدليات لتأمين حاجاتهم من الرعاية الصحية. وقد عبّر عن الرفض القاطع لخيار استقبال المملكة عدداً منهم للتخفيف عن الدول المضيفة التي تضاعفت الأعداد لديها، على اعتبار أن قضية النزوح ليست قضية توطين أو لجوء، «فالسوريون يؤكدون أنهم يريدون العودة إلى وطنهم ما إن تنتهي الأزمة».
ريح التوطين تعصف؟
«نحن نعلم انه لا يمكننا إغاثة جميع النازحين، لكنّ المشكلة أن التمويل يعيق حتى وصولنا إلى الأكثر حرماناً» تقول المسؤولة الإعلامية في «اليونيسف» سهى بساط. تتحدث عن أمراض منتشرة كالجرب والقمل وأمراض جلدية أخرى والحصبة. وتفصح أن المنظمة لم تحصل إلا على 40 في المئة من التمويل الذي تحتاج إليه، مضيفة أن المشاكل التي تطال الأطفال ليست صحية فحسب، بل اجتماعية ونفسية إذ إن غالبيتهم لا يرتادون المدارس لأن ذويهم غير قادرين على تكبّد مصاريف المدرسة.
وروت أن بعض الأهالي يعمدون إلى بيع القسائم الغذائية لدفع بدلات المأوى فيما الحال إلى تدهور بشكل دراماتيكي.
إزاء هذا الوضع تبقى الدولة عاجزة عن تغيير الصورة، «لأن الدولة تصرخ» وفق وزير الشؤون الاجتماعية في الحكومة المستقيلة وائل أبو فاعور، «فالأموال التي وصلت إلى لبنان لا تكفي لسدّ جزء بسيط من الأساسيات للنازحين». لكنّه أفصح عن حراك يتخطى المنطقة، إذ إن الدولة اللبنانية و«بمساعدة الفرنسيين» تطالب بجلسة خاصة بالنازحين من سوريا إلى لبنان في مجلس الأمن.
يشير أبو فاعور إلى أن الرئيس نجيب ميقاتي «قام بجهد كبير تجاه النازحين لكنّه كان محاصراً». وتوقّع في المقابل أن تفي الدول العربية بوعودها مع تشكيل الحكومة الجديدة، بناء على ما كان يحكى في شأن تمنّع بعضها من التعامل مع الحكومة السابقة لأسباب سياسية معروفة.
في الوقت الذي ينتظر فيه المعنيون بالإغاثة الأموال الموعودة للوصول إلى الأكثر حرماناً، بدأت تعصف رياح «التوطين»، وهذه المرة مصدرها ألمانيا التي أفصحت المصادر عن استعدادها لاستقبال خمسة آلاف نازح سوري.
هي عينة لا يحلّ استقرارها في البلد الأوروبي مشكلة، لكنها قد تنقل عدواها إلى دول أخرى، تضيف المصادر. وقد وضع أبو فاعور لتلك العملية محظوراً واحداً، هو «عدم تهجير المسيحيين»، وقد جال على المرجعيات السياسية والديبلوماسية والدينية المعنية للتأكيد عليه.
مجموعة من الكتائب الاسلامية في الجيش الحر ترفض وصاية القاعدة
بيروت- (ا ف ب): اعلنت مجموعة من الكتائب والالوية الاسلامية التابعة للجيش السوري الحر استهجانها ورفضها لإعلان جبهة النصرة مبايعتها لتنظيم القاعدة، داعية “المجاهدين” إلى التوحد وتغليب “الوسطية والاعتدال”، بحسب ما جاء في بيان نشر على صفحتها على موقع (فيسبوك).
وقال البيان الموقع من “جبهة تحرير سورية الاسلامية”: “نحن في سورية عندما خرجنا وأعلنا جهادنا ضد النظام الطائفي خرجنا لإعلاء كلمة الله وليس لأن نبايع رجلا هنا او رجلا هناك، ونفتئت على بقية اخواننا المجاهدين وشعبنا (…) او ان نفرض عليه شيئا فوق ارادته”.
وتضم الجبهة حوالى عشرين لواء وكتيبة ومجموعة اسلامية ممثلة في القيادة العسكرية العليا للجيش الحر. ومن ابرزها لواء التوحيد ولواء الاسلام والوية صقور الشام وكتائب الفاروق التي تعتبر من ابرز المجموعات المقاتلة ضد النظام.
وتناول البيان من دون ان يذكر اسماء، دعوة زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري الى اقامة دولة اسلامية في سوريا ومبايعة جبهة النصرة للظواهري واعلان زعيم تنظيم القاعدة العراقي ابو بكر البغدادي دمج جبهة النصرة والتنظيم العراقي في تنظيم واحد.
واعلنت الجبهة “استغرابها واستهجانها” لما “ورد من اعلان اقامة دولة العراق والشام”، مضيفة و”كأن اعلان انشاء الدول يكون عبر وسائل الاعلام، ومن مجاهيل لا يعرفون، وليس عبر تحرير البلاد من نظام فاجر كافر دمر البلاد والعباد”.
واضافت “كما نبدي استغرابنا لهذا النهج الحزبي الضيق لاناس بعيدين عن ساحات جهادنا ولا يدركون واقعنا ومصالح ثورتنا المباركة، فيقيمون علينا دولة ونظاما من دون استشارتنا وأميرا لم نؤمره ولا نعرفه ولم نسمع عنه الا في وسائل الاعلام”.
وجاء في النص “لن يخدم شعبنا وامتنا مبايعة من لا يعرفون شيئا عن واقعنا، بينما لا تزال معظم مدننا محتلة وعصابة الإجرام قائمة تعيث في طول البلاد وعرضها فسادا ودماء شعبنا تنزف”.
ورات الجبهة في ما شهدته الايام الاخيرة حول هذا الموضوع “ما يكفي لبث النزاع والشقاق في صفوف المجاهدين في وقت عصيب ومحاولة لدمج الصراعات في المنطقة بما يخدم ما يريد المجرم بشار الاسد من محاولات اشعال المنطقة”.
ودعت “المجاهدين” الى “كلمة سواء” تحت “الراية الاسلامية”، والى “الوسطية والاعتدال”.
ارتباط جبهة النصرة بالقاعدة يعزز موقف النظام السوري وتصعيده عسكريا ضد معارضيه
بيروت- (ا ف ب): تشكل مبايعة جبهة النصرة لزعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري، فرصة ذهبية تعزز موقف النظام السوري الذي يندد منذ بداية الازمة بما يسميه بـ(المؤامرة) تنفذها “مجموعات ارهابية” بتمويل خارجي، وتشجعه على تصعيد حملته العسكرية ضد معارضيه.
في الوقت نفسه، من شأن هذا الاعلان ان يحرج اكثر الدول الغربية المطالبة برحيل النظام والمترددة في تسليح مقاتلي المعارضة خشية وقوع اسلحتها في ايدي متطرفين معادين اجمالا للغرب.
ويرى مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية بسام ابو عبد الله ان انكشاف الارتباط بين القاعدة وجبهة النصرة هو “بالتأكيد نقطة لصالح النظام تعزز الرواية السورية (الرسمية) وتؤكد وجود دور لقوى خارجية”.
ويضيف “انها تضعف المعارضة امام الرأي العام السوري والرأي العام الدولي”.
واعلن زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني الاربعاء مبايعة زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري، “على السمع والطاعة”.
وتلقفت دمشق هذا الاعلان لتذكر عبر وزارة خارجيتها انها لطالما “حذرت من ارتباط الارهابيين (الذين يقاتلون في سوريا) بتنظيم القاعدة وخطورة الجرائم التي يرتكبونها في سوريا استنادا الى فكر ظلامي وفتاوى تكفيرية”.
وطالبت مجلس الامن الدولي بادراج جبهة النصرة على لائحته السوداء للتنظيمات المرتبة بالقاعدة.
ويقول الخبير الفرنسي في الشؤون الاسلامية في سوريا توما بييريه ان “كل ما يساهم في ربط المعارضة بالقاعدة يشكل تقدمة ثمينة للنظام الذي يمكنه الاكتفاء بمراقبة التركيز الاعلامي الغربي على هذا الموضوع (..) ليستنتج منطقيا ان التطرف العقائدي في صفوف معارضيه يشغل الغربيين اكثر من اطنان المتفجرات التي يلقيها يوميا على شعبه”.
ويرى عبدالله الذي عمل لسنوات مستشارا ثقافيا في السفارة السورية في تركيا، ان دخول القاعدة علنا على خط النزاع السوري المستمر منذ عامين، هو بمثابة “ضوء اخضر” للجيش النظامي لرفع وتيرة هجماته.
ويضيف في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان الايام المقبلة ستشهد “بتقديري اداء مختلفا للجيش السوري الذي سيبدأ عمليات للحسم الشامل”.
ويتابع “الوضع اصبح مكشوفا وواضحا (…) سنرى تحولا كبيرا في الميدان وتسعيرا في الوضع العسكري لتوجيه ضربات قاصمة الى هذا التنظيم”.
والاربعاء، كتبت صحيفة “الوطن” السورية القريبة من السلطات تعليقا على المبايعة “انها القاعدة وليست ثورة سلمية قامت بصدور عارية، كفاكم كذبا ودجلا وخداعا”.
على الارض، يحاول الجيش الحر الذي يقول انه يقاتل من اجل احداث تغيير ديموقراطي في سوريا، التمايز عن جبهة النصرة، ولو انه يقر ان التعاون “التكتيكي والموضعي” موجود بينهما “بحكم الامر الواقع”. في حين يؤكد قادته انهم على استعداد لاعطاء الدول التي تريد تسليح المعارضة ضمانات بان هذه الاسلحة لن تصل الى ايدي المتطرفين.
وبات معلوما ان جبهة النصرة التي لا يزال الغموض يحيط بنشأتها هي اكثر تنظيما وتسليحا وافضل تمويلا من المجموعات المسلحة الاخرى.
ويقول تشارلز ليستر، المحلل في مركز “جاينز” المتخصص في شؤون الامن والارهاب في لندن ان عناصر النصرة “اكتسبوا سمعة ميدانية بقدراتهم القتالية وشجاعتهم، وادوا دورا تقريبا في كل انجاز مهم حققه الثوار منذ الصيف الماضي”.
ويضيف ان الوقائع الاخيرة تضع الدول الغربية “في موقف شائك”، لا سيما ان “التعاون بين المجموعات على الارض يجعل تسليح مجموعات معينة (دون اخرى) مهمة شبه مستحيلة”.
وبحسب خبراء وناشطين، يبلغ عدد مقاتلي المعارضة حوالى 140 الفا، بينما لا يتجاوز عدد المقاتلين الاسلاميين سوريين وغير سوريين الثمانية آلاف في كل سوريا.
ولا يمكن التحقق من هذه الارقام.
ويرى ليستر ان الدول الغربية “تشك منذ وقت طويل بوجود صلات بين جبهة النصرة وتنظيم القاعدة، والارجح ان هذا الامر كان سببا رئيسيا لعدم رغبتها في تسليح اي مجموعة مقاتلة”.
ويسأل بسام ابو عبدالله بدوره عما سيكون عليه موقف الغرب قائلا “لا تستطيع المعارضة السورية ان تبرر وجود عناصر غير سورية وجهادية في سوريا، خصوصا امام الاوروبيين”.
ويضيف “الوضع بات محرجا للمجتمع الغربي الذي يدعي دعمه للتحول الديموقراطي وغير ذلك من الشعارات”.
وتحرص دمشق على اللعب على وتر الاحراج هذا.
فقد رأت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان ارتباط القاعدة والنصرة “يضع مصداقية الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي والدول المستقلة امام اختبار حقيقي عليها خلاله الاختيار بين الانحياز للارهاب (…) او الاعتراف بحق الشعب السوري وحكومته بمكافحة الارهاب انسجاما مع الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن”.
لكن بالنسبة الى توما بييريه، الامر على العكس قد يريح الغرب، اذ “يعطيه حجة اضافية لتبرير عدم تحركه وصمته” ازاء ما يجري في سوريا، معربا عن اعتقاده بان الغربيين “ليسوا مقتنعين فعلا بمساعدة المعارضة”.
هيتو يدعو الغرب إلى تسليح الجيش الحر بأسلحة مضادة للدبابات والطائرات
لندن- (يو بي اي): دعا غسان هيتو الغرب إلى تسليح (الجيش السوري الحر) بأسلحة مضادة للدبابات والطائرات، وقال إنه يستعد للانتقال من مدينة دالاس الامريكية، حيث يقيم، إلى دمشق في غضون أشهر.
وقال هيتو، الذي انتخبه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الشهر الماضي رئيساً لحكومته المؤقتة، في مقابلة مع صحيفة التايمز اليوم الجمعة إنه “لا يطالب بريطانيا وشركاءها في منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) التدخل عسكرياً في سوريا، ولا يدعو إلى نشر جنود بريطانيا على أراضيها”.
وكان هيتو ضمن وفد الائتلاف السوري المعارض الذي دعاه وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، إلى لندن خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى يومي العاشر والحادي عشر من نيسان/ ابريل الجاري.
واضاف “نحن لا نطالب حتى بقيام طيارين بريطانيين بالتحليق فوق سوريا، لكننا نريد تزويد الجيش السوري الحر بأسلحة نوعية، بما في ذلك الصواريخ القادرة على اسقاط الطائرات المقاتلة التي تستمر في قصف المدنيين”، متسائلاً “كم سننتظر ونحن نرى شعبنا يُذبح يوماً بعد يوم؟”.
وطمأن هيتو المجتمع الدولي بأن الأسلحة التي تذهب لقيادة الأركان المشتركة التابعة للائتلاف السوري المعارض “لن تقع في الأيدي الخاطئة”، مشيراً إلى أن الجدل “يدور الآن حول تزويد المعارضة السورية بالأسلحة”.
وقال “إن حكومته المؤقتة، التي تضم 11 وزيراً، ستنتقل إلى المناطق المحررة في شمال سوريا مطلع أيار/ مايو المقبل بعد أن يصادق عليها الائتلاف السوري المعارض بنهاية الشهر الحالي، وستقوم بالمطالبة بالأصول المجمدة لنظام (الرئيس بشار) الأسد، إذا ما تمكنت من تقديم نفسها على أنها حكومة بديلة قابلة للحياة”.
واضاف أن حكومته المؤقتة “ستكون ادارة تكنوقراطية وستتولى مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية، وتوفير الخدمات الصحية، والتعليم.. وستقوم باعادة تأهيل الأجهزة الأمنية للنظام وجعلها تحترم القانون والنظام”.
واقترح هيتو بأن سوريا في ظل حكومته المؤقتة “لن تغوص في أتون حرب طائفية على غرار العراق ولبنان، كما أنها لا تؤمن بأيديولوجية تنظيم القاعدة وكذلك الشعب السوري”.
وقال إنه “سيقوم بزيارة سريعة للمناطق المحررة في شمال سوريا خلال عطلة نهاية الأسبوع الحالي، وإن ابنه موجود داخل سوريا في مهمة اغاثية”.
واشارت الصحيفة إلى أن هيتو، البالغ من العمر 50 عاماً، كان حتى الخريف الماضي عضواً في مجلس ادارة مدرسة اسلامية بمدينة تكساس الامريكية، حيث كان يعمل في مجال الاتصالات، ومتزوج من معملة امريكية اعتنقت الاسلام.
إسرائيل تتخوف من انهيار قوات الأمم المتحدة بالجولان بسبب مطالب بتسليح المتمردين في سوريا
تل أبيب- (يو بي اي): عبر مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية، عن مخاوفهم من انهيار قوات الأمم المتحدة في هضبة الجولان ومغادرتها لهذه المنطقة، وذلك على ضوء مطالبة بريطانيا وفرنسا بتسليح المتمردين في سوريا وسيطرة تنظيمات “جهادية” على مواقع قريبة من إسرائيل.
وقالت صحيفة (معاريف) الجمعة، إن مسؤولين في حكومة إسرائيل أبدوا تخوفاً من احتمال مغادرة الجنود النمساويين في قوات الأمم المتحدة في هضبة الجولان، الذي يشكلون القوة الأساسية من بينها، ما سيؤدي إلى تفكك القوات الأممية.
واعتبر المسؤولون أنه في حال انهيار القوة الأممية، فإن ثمة احتمال لسيطرة متمردين من تنظيمات “جهادية”، وفي مقدمتها “جبهة النصرة”، على مواقع قريبة من خط وقف إطلاق النار الذي يشكل حدودا بين إسرائيل وسوريا في الجولان، وبين هذه المواقع وموقع الجيش السوري في جبل الشيخ.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الأسابيع القريبة المقبلة سينتهي سريان مفعول الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على تسليح المتمردين في سوريا، وأن بريطانيا وفرنسا ستبدآن بتسليح قسم من مجموعات المتمردين التي تحارب ضد النظام السوري، لكن النمسا هددت بأنه في هذه الحالة ستدرس سحب جنودها.
وعبر نائب المستشار النمساوي، ووزير الخارجية، ميخائيل شبيندليغر، خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس أمس، عن تخوف بلاده من قرار بتسليح المتمردين، واعتبر أنه قد يمس بقوات الأمم المتحدة بالجولان.
وشدد المسؤول النمساوي على أن قرارا بتسليح المتمردين سيقود بلاده إلى أن تدرس بجدية إمكانية إنسحاي الكتيبة النمساوية من هضبة الجولان.
ووفقا للصحيفة، فإن إسرائيل لا تعارض تسليح “مجموعات معتدلة” بين المتمردين في سوريا، لكنها تعتقد أنه يجب تنفيذ ذلك بحذر كبير، كما أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي عارض تسليح المتمردين حتى الآن، سيغير موقفه ويدعم تسليح المتمردين بشكل محدود.
وتأتي هذه التقديرات الإسرائيلية على الرغم من تردد أنباء في الفترة الأخيرة تحدثت عن إقامة الجيش الأمريكي معسكرات تدريب متمردين سوريين في الأردن، وأن قسماً من هؤلاء المتمردين انتشروا في الأراضي السورية في هضبة الجولان بهدف منع تنظيمات “جهادية” من السيطرة على هذه المنطقة.
سي إن إن: أمريكا تحدّث خططها لتدخل عسكري بسورية
واشنطن ـ (يو بي اي) كشفت مصادر عسكرية مطلعة ان الولايات المتحدة تعمل على تحديث خططها العسكرية لتشمل تدخلاً مباشراً في سورية يشمل توجيه ضربات عسكرية .
وقالت المصادر لشبكة “سي إن إن” الأمريكية ان ضباط القيادة الأمريكية الوسطى وقيادة الأركان المشتركة في وزارة الدفاع “البنتاغون”، عملوا بضغط من النواب الديمقراطيين والجمهوريين على تحديث خطط عسكرية تتضمن تدخلاً مباشراً في سورية، تتنوّع أشكاله بين توفير المساعدات الإنسانية وتوجيه الضربات العسكرية المباشرة.
وقالت المصادر ان الملامح الأولية للخطة التي تتضمن أدواراً واسعة للقوات الأمريكية قد تظهر خلال الأسبوع المقبل، مع الشهادة المرتقبة لوزير الدفاع تشاك هاغل، ورئيس الأركان الجنرال مارتن ديمبسي، أمام الكونغرس، مع التشديد على ان الخيارات المطروحة تأتي في إطار تحديث الخطط العسكرية، وانها لا تدل بالتالي على ان البيت الأبيض على وشك توجيه أوامر بتنفيذها. وعلق مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية طلب عدم كشف اسمه قائلاً إن الفريق الأمني في البيت الأبيض على علم بالخطط الجديدة، ولكنه شدد على انها لا تختلف كثيراً عن تلك التي سبق للرئاسة الأمريكية أن درستها، مضيفاً “نقول منذ فترة طويلة إننا ندرس كل الخيارات الممكنة من أجل إنهاء العنف وتسريع الانتقال السياسي في سورية.”
وبحسب المصادر، فإن بين الخيارات المطروحة استخدام صواريخ “كروز” لضرب القدرات الجوية السورية، وكذلك استخدام الطائرات العسكرية الضخمة لنقل مساعدات إنسانية، وصولاً إلى إقامة منطقة عازلة داخل سورية، ولكنها كلها خيارات قد تعترضها تحديات كبيرة عند التطبيق.
وكانت “سي إن إن” قد كشفت قبل أيام ان واشنطن قررت تقديم حزمة جديدة من المساعدات غير الفتاكة إلى المعارضة السورية، يعتقد ان بينها سترات واقية ومناظير ليليّة، ولكنها تبقى أقل بكثير مما يطالب به عدد من النواب الأميركيين الذين كانوا قد دعوا الرئيس باراك أوباما إلى التفكير في “خيارات عسكرية محدودة” لا تتضمن إرسال جنود إلى سورية.
وحض نواب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي الإدارة الأمربكية في رسالة موقعة بتاريخ 21 مارس/آذار الماضي على التفكير في خيارات لضرب سلاح الجو والقدرات الصاروخية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
57 قتيلا بمجزرة في درعا.. واتهامات لقوات النظام باستهداف المدنيين
‘جهاديون’ يقيمون ‘محكمة اسلامية’ في حلب ودول الثماني تفشل في الاتفاق على تسليح المعارضة
بيروت ـ دمشق ـ لندن ـ وكالات: شهدت محافظة درعا السورية مجزرة جديدة، حيث قال ناشطون من المعارضة والمرصد السوري لحقوق الانسان الخميس ان 57 سوريا على الاقل قتلوا حين اجتاحت القوات السورية بلدة الصنمين في المنطقة، ونددت المعارضة بما اعتبرته ‘مجزرة ضد المدنيين’ قتل الناس فيها ‘ذبحا وحرقا’.
وفي حلب بدأت المحكمة الاسلامية تدير شؤون الاحياء التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة، حيث باتت كل المعاملات مثل الزواج والارث والعقود التجارية تخضع لهذه السلطة القضائية التي يديرها قضاة ومحامون انتقلوا الى صفوف المعارضة، التي باتت خاضعة للجبهة الاسلامية.
وتنضوي تحت هذا اللواء ابرز فصائل المعارضة المسلحة في حلب، وعلى رأسها جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة (فرع تنظيم القاعدة في العراق) وحركة احرار الشام السلفية، بالاضافة الى لواء التوحيد الذي يحظى بدعم ائتلاف المعارضة في المنفى.
جاء ذلك في الوقت الذي فشلت فيه مجموعة الثماني من التوصل الى اتفاق بشأن تسليح المعارضة السورية، بسبب انقسام مواقف الدول الأعضاء، حيث قال وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، إن اجتماع وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى في لندن يومي 10 و11 نيسان (ابريل) الحالي لم يحل انقسام المواقف حيال سورية، واعترف بأن المجتمع الدولي اخفق في التعامل مع الأزمة الدائرة فيها منذ أكثر من عامين.
وقال هيغ في المؤتمر الصحافي الخميس في ختام اجتماع وزراء خارجية مجموعة الثماني ‘حان الوقت للتوصل إلى مرحلة انتقالية تحترم تطلعات الشعب السوري’.
واضاف في معرض رده على الأسئلة ان مجلس الأمن الدولي ‘لم يتحمل مسؤولياته حيال سورية بسبب انقسام مواقف الدول الأعضاء، ولم نتمكن من حل هذا الانقسام في اجتماع وزراء خارجية مجموعة الثماني ولم نكن نتوقع أصلاً أن نحل هذا الانقسام ونضع حداً له، وناقشنا المسائل مجدداً مع روسيا ولكن لم يكن هناك انفراج، ومن المهم أن نواصل المحادثات للتوصل إلى تسوية سياسية’.
وقال هيغ ‘لم نتمكن حتى الآن من حل الأزمة السورية، لكننا عقدنا اجتماعات مهمة مع المعارضة السورية وسنحت لنا الفرصة مع الولايات المتحدة وفرنسا للتفكير معاً فيما يتعلق بهذا الموضوع’.
ورداً على سؤال حول امكانية رفع الحظر المفروض على نقل الأسلحة إلى سورية من قبل الاتحاد الأوروبي، اجاب هيغ ‘ان المباحثات التي سنجريها مع شركائنا الأوروبيين من الآن إلى نهاية شهر أيار (مايو) حين يعيد الاتحاد الأوروبي النظر في تمديد حظر الأسلحة أم لا، ستقرر ذلك لأن هناك حاجة إما لرفع الحظر أو تعديله بشكل جوهري، وسننظر في هذه المسألة مع حلفائنا خلال الأسابيع المقبلة’.
وفي الوقت الذي طالبت فيه دمشق الخميس مجلس الامن بادراج جبهة النصرة على لائحته السوداء للتنظيمات المرتبطة بتنظيم القاعدة، رفضت المعارضة السورية دعوة زعيم تنظيم القاعدة الى اقامة ‘دولة اسلامية في سورية.
وميدانيا قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان ’57 شخصا قتلوا بينهم ستة دون سن الـ18 عاما وسبع نساء، في عملية اقتحام للقوات النظامية، نفذتها الاربعاء في بلدتي الصنمين وغباغب في محافظة درعا’. واوضح ان القتلى الاخرين هم تسعة جنود نظاميين و16 مقاتلا معارضا و16 رجلا.
وقال عبد الرحمن ان العملية بدأت بـ’انشقاق عشرة عساكر ليل الثلاثاء من مركز عسكري قريب والاشتباه بفرارهم الى الصنمين وغباغب، ما دفع القوات النظامية الى اقتحام البلدتين الاربعاء’.
وتخللت الاقتحام اشتباكات عنيفة. واشار المرصد الى ان القتلى سقطوا في ‘اطلاق رصاص وقصف واعدام ميداني واشتباكات بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة’. كما اسفر القصف عن تهدم واحراق اكثر من ثلاثين منزلا.
ورأى المرصد ان العملية تشكل ‘مجزرة جديدة’ يرتكبها النظام ‘في ظل صمت المجتمع الدولي’.
من جهتها اتهمت منظمة ‘هيومن رايتس ووتش’، القوات الحكومية السورية بشنّ هجمات جوية متعمدة استهدفت مدنيين.
وقالت المنظمة الدولية في تقرير أصدرته، الأربعاء، إن ‘القوات الجوية السورية شنت غارات جوية عديدة بشكل عشوائي ـ ومتعمد في بعض الأحيان ـ ضد المدنيين’.
الغرب يرفض تسليح المعارضة
الـ ٨ الكبار يُجمعون على الحل السياسي والمخاوف من الجهاديين… ومشروع قرار منطقة عازلة للنازحين
لولا المجموعة العربية وتركيا لاعتبر «الائتلاف» يتيماً. الغرب رفض مجدّداً تسليح المعارضة. الاتحاد الأوروبي و«مجموعة الثمانية الكبار» دعوَا أمس إلى حل سوري لا يعزل أحداً
عاد «الائتلاف» المعارض خالي الوفاض من لندن. هو لم يسمع حتى إشارة مشجّعة من دول القرار في الغرب تدعو إلى احتمال تسليح المعارضة. لندن دعت إلى عملية انتقال سياسية، كما أنّ الاتحاد الأوروبي متمسّك أيضاً «بالحلّ السلمي»، في وقت علمت فيه «الأخبار» أن قطر وشركاءها الغربيين ينوون طرح فكرة منطقة عازلة للنازحين السوريين داخل سوريا.
وأعلنت المفوضية الأوروبية للشؤون الخارجية أنّ الاتحاد الأوروبي متمسّك بفكرة الحلّ السلمي للأزمة السورية، ويؤيد المجموعات المعارضة المنحازة للانتقال الديموقراطي، في وقت دعا فيه وزراء خارجية دول مجموعة «الثمانية الكبار»، في البيان الختامي، الذي صدر عن اجتماعهم في لندن، «جميع الدول إلى زيادة المساعدات للشعب السوري قدر الإمكان». وقال الوزراء، في البيان، إنهم مصدومون لعدد القتلى الذين سقطوا خلال النزاع في سوريا. وأعلنوا عن نيتهم مواصلة دعم جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي لإيجاد حلّ سلمي للنزاع في سوريا.
في موازاة ذلك، لفت وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، إلى «أنه لا يحمل أخباراً إيجابية للمعارضة السورية بخصوص التسليح لأنّ العالم منقسم»، معتبراً أنّه «حان الوقت لعملية انتقال سياسية تحترم رغبات الشعب السوري». وأشار إلى «أننا عقدنا اجتماعات مع المعارضة السورية للتوصل إلى تسوية سياسية في سوريا».
في السياق، جدّد وزير الخارجية الألماني، غيدو فيسترفيلي، على هامش اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة «الثمانية الكبار» التأكيد على الموقف الألماني المعارض لتسليح المعارضة السورية.
وقال الوزير: «ما يثير قلقاً لديّ هو أن السلاح الذي سيورد إلى سوريا سيقع في ما بعد في أيدي الجهاديين والإرهابيين». وأشار إلى أنّ «الفكرة القائلة بأنّ عدداً أقل من الناس سيهلكون في حال توريد مزيد من السلاح إلى سوريا لا تعتبر شيئاً أكيداً»، مضيفاً إنه لم يكن من المتوقع حصول أي توافق أو اختراق بهذا الشأن خلال الاجتماع الوزاري «للثمانية الكبار».
بدوره، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أنّ وزراء خارجية مجموعة «الثمانية الكبار» تمكنوا خلال اجتماعهم من التوصل إلى اتفاق بشأن أهم القضايا الدولية، بينها الملفات: السوري والإيراني والكوري، وذلك على الرغم من ظهور خلافات في البداية. كما أعلن، في تصريح تلفزيوني، أن النزاع في سوريا لن يكون فيه منتصر، مشيراً إلى أنّه قد تكون هناك جهات كثيرة يصب في مصلحتها عدم الاستقرار في المنطقة. وأضاف الوزير الروسي إنّ «الحكومة السورية، بما في ذلك تحت ضغوطنا، شكّلت فريقاً للتفاوض. وأنا بحثت هذا الأمر مع نظيري الأميركي جون كيري في برلين، وقال (كيري) إنه سيساهم في قيام المعارضة بتشكيل فريق تفاوض خاص بها. أما فريق الحكومة (السورية) فيضمّ رئيس الوزراء ونائبه و3 وزراء. واتصلت من جديد بوزير الخارجية الأميركي، وقلت له إن دمشق أكدت تشكيل فريقها. وللأسف، لم يتمكن الأميركيون، ولا أي جهة أخرى، من حثّ المعارضة على تشكيل مثل هذا الفريق».
في سياق آخر، دلّت المسودة المعدلة الجديدة لمشروع قرار أممي بشأن سوريا على نوايا لإنشاء محمية خاصة للنازحين السوريين داخل سوريا. وفي المسودة الجديدة التي حصلت «الأخبار» على نسخة منها، تمّ إدخال تعديلات على مشروع القرار القطري ـــ الغربي، بحيث بات يدعو إلى تقديم توصيات حول سبل حماية ومساعدة النازحين داخل الأراضي السورية.
من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن قلق موسكو من تعاون الكتائب المسلحة للمعارضة السورية مع مسلحين من حركة «جبهة النصرة». وقالت نائبة رئيس قسم المعلومات والمطبوعات في وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إنّ زعيم جبهة النصرة «أكد علانية أن مقاتلي الجبهة يأتمرون بأوامر الشيخ الظواهري ويحتفظون بالولاء للقاعدة». وأضافت «يستدعي القلق أيضاً أن تصريحات زعماء المعارضة السورية عن وجود تناقضات أيديولوجية مع «جبهة النصرة» لا يمنع كتائبهم المسلحة من التعامل بصفة «إخوة السلاح» ومحاربة الحكومة السورية الشرعية».
إلى ذلك، طالبت دمشق مجلس الأمن الدولي بإدراج «جبهة النصرة» على لائحته السوداء للتنظيمات المرتبطة بتنظيم «القاعدة».
وأضافت وزارة الخارجية، في بيانها للأمم المتحدة ومجلس الأمن، إنّ سوريا «تتطلع إلى اتخاذ إجراء سريع للاستجابة لطلبها، وإلى قيام مجلس الأمن بدوره المنوط به في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين من خلال الضغط على الدول الداعمة للإرهاب في سوريا، للتوقف عن هذه الممارسات غير القانونية». وتوقفت الوزارة عند «تقارير إعلامية ودولية» تتحدث عن شحنات أسلحة إلى «المجموعات الإرهابية المسلحة» من خلال تركيا أو شمال لبنان، وتورط قطر وليبيا وتركيا والسعودية في «تمويل وتسهيل عبور شحنات الأسلحة».
بدورها، رفضت «لجان التنسيق المحلية» المعارضة في سوريا «جملةً وتفصيلاً» دعوة زعيم تنظيم «القاعدة» إلى إقامة «دولة إسلامية في سوريا»، مؤكدةً أنّ «هدف الثورة هو تحقيق الدولة المدنية».
في غضون ذلك، قال دبلوماسيون في الأمم المتحدة إنّ مناقشات بين المنظمة الدولية والحكومة السورية حول تحقيق محتمل بشأن استخدام مزعوم لأسلحة كيميائية في سوريا وصلت إلى مأزق. وقال الدبلوماسيون إنّ الأمم المتحدة لديها خياران إذا رفضت سوريا أن تقدّم وعداً بأن فريق المفتشين يمكنه زيارة حمص، يبدأ بأن يرفع بان كي مون تقريراً إلى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بأنّ السوريين لا يتعاونون. «أو يمكن مواصلة التحقيق، لكن خارج سوريا».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، سانا)
أدلة قاطعة على استخدام أسلحة كيماوية في سوريا بعهدة بان كي مون
ساره الشمالي
أكد دبلوماسيون غربيون اليوم أن ثمة أدلة صلبة جديدة على استخدام السلاح الكيماوي في سوريا وصلت إلى بان كي مون، الذي أسف أمس لرفض النظام السوري إجراء تحقيق ميداني في المناطق تم فيها استخدام مزعوم لهذا السلاح، في حلب وحمص ودمشق.
بيروت: تعيش سوريا اليوم هاجسًا متجددًا، هو الهاجس الكيماوي الذي يخيف طرفي النزاع على حد سواء، وبينهما ملايين المدنيين السوريين الخائفين أن يدفعوا حياتهم ثمنًا للعبة تبدو لهم أكبر من المعارضة ومن النظام، ومن الشرق الأوسط أيضًا.
أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية اليوم الجمعة تأكيد دبلوماسيين غربيين امتلاكهم أدلة صلبة على استخدام أسلحة كيماوية مرة على الأقل في الصراع الدائر في سوريا، من دون أن يوجهوا اصبع الاتهام للطرف الذي استخدمها.
إلا أن تكهنات المراقبين تشير إلى اتهامات خفية توجه لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، كونه الأقدر اليوم على الوصول إلى موارد كيماوية من ترسانة الأسلحة التي يملكها، والأقدر أيضًا لوجستيًا وتقنيًا، على استخدام هذه الأسلحة، بعد تركيبها على صواريخ سكود أو مثيلاتها، بعيدة المدى.
وقال دبلوماسي غربي في تصريحات صحفية: “لدينا أدلة قاطعة على استعمال أسلحة كيماوية في سوريا، وتوجد أمثلة عدة يمكن الاستناد إليها، ونحن متأكدون تمامًا من أن قنابل كيماوية استعملت بشكل متقطع في الميدان”.
وأكد دبلوماسي آخر في مجلس الأمن الدولي أن أدلة صلبة ومقنعة تمامًا أرسلت إلى أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، لدعم الاتهامات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكدًا بذلك تكهنات المراقبين واتهامات المعارضين السوريين.
حلب فقط لا غير
كان متحدثون باسم النظام السوري اتهموا مسلحي المعارضة بإطلاق صواريخ سكود تحمل عاملًا كيماويًا في حلب، ذهب ضحيتها العشرات. ونقلوا عن شهود قولهم إنهم رؤوا بودرة تخرج من الصاروخ تسببت باختناق من تنفسها وبحاجته إلى رعاية طبية فورية.
وهذا ما نفته مختلف فصائل الثورة السورية، مؤكدة عدم امتلاكها سلاحًا كيماويًا، فالسلاح الدفاعي محظور عليها حتى الآن، والغرب لا يمدها إلا بمساعدات غير فتاكة. ودعا بشار الجعفري، سفير سوريا إلى الأمم المتحدة، كي مون إلى تشكيل بعثة تقنية مستقلة للتحقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل ما سماه المجموعات الإرهابية التي تقاتل في سوريا.
لكن كي مون أعلن أمس الخميس، خلال لقائه الرئيس الأميركي باراك اوباما في واشنطن، أسفه أن ترفض الحكومة السورية عرضه لإجراء تحقيق ميداني في هذا الاطار.
وهو كان أعلن الأسبوع الماضي أن فريقًا من الخبراء وصل إلى قبرص استعدادًا للتوجه إلى سوريا، غير أن الحكومة السورية رفضت استقباله، بحجة أن الأمم المتحدة تنتهك سيادة سوريا بطلبها السماح للبعثة بالانتشار في كل الأراضي السورية.
ويتألف الفريق الأممي من 15 عضوًا، آتين من الدول الاسكندنافية أو أمريكا اللاتينية أو آسيا، وليس بينهم من يحمل جنسية إحدى الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن.
الطريق مسدود
وكانت الحكومة السورية والامم المتحدة تبادلتا الرسائل على مدى أسابيع في هذا الشأن، لكن وصلت المسألة بينهما إلى طريق مسدود، خصوصًا أن النظام السوري مصرّ على حصر التحقيق الدولي بما يزعم أنه هجوم كيماوي نفذته المعارضة المسلحة قرب حلب في آذار (مارس) الماضي، بينما تطالب المعارضة بأن يحقق فريق الامم المتحدة في ثلاث هجمات مزعومة بأسلحة كيماوية نفذها جيش النظام، الأول قرب حلب، والثاني قرب دمشق، والثالث حصل في حمص في كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
وجددت الخارجية السورية موقفها الرسمي في بيان أصدرته الاثنين، قالت فيه إن طلب فريق الامم المتحدة الذهاب إلى أي مكان في سوريا ربما تكون استخدمت فيه اسلحة كيماوية لا يتقيد بالطلب الاصلي الذي رفعته الحكومة السورية. ووجه وزير الخارجية السوري وليد المعلم رسالة إلى كي مون في السادس من نيسان (ابريل) الجاري أكد فيها ضرورة توجه المفتشين أولًا إلى حلب، ومن الممكن بحث إمكانية زيارتهم حمص إن تأكدت الحكومة السورية من حيادهم.
لتحقيق شامل
ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسيين أممين تأكيدهم أن بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وفروا لكي مون معلومات عن استخدام محتمل لأسلحة كيماوية في حلب وحمص.
وقال أحدهم: “كي مون يقر بوجود أدلة كافية للتحقيق في حمص وحلب، لذا يجب ألا يتوجه فريق المحققين الدوليين للتحقيق في حلب وحدها، وإذا قال السوريون إنهم لا يمكنهم التحقيق في الواقعة الثانية، حينها على أمين عام الأمم المتحدة أن يرفع تقريرًا إلى الدول الاعضاء بالامم المتحدة يقول فيه إن السوريين لا يتعاونون”.
وأضاف: “يمكن مواصلة التحقيق خارج سوريا، باستجواب الشهود في مخيمات اللاجئين، فقد يقع المحققون هناك على أدلة مادية على أن هناك من تعرضوا للتسمم وهم موجودون الآن خارج سوريا”. إلى ذلك، أخبر الدبلوماسيون أنفسهم رويترز أن الجعفري مصرّ على تعيين مراقب سوري لمرافقة فريق التفتيش، وعلى الحصول على نسخة من أي عينة تؤخذ لفحصها بحثًا عن آثار كيماوية.
الخط الأحمر
إذا قدّر للتحقيق أن يستمر ويصل إلى خواتيمه، فسيحدد ما إذا كان ثمة أسلحة كيماوية مستخدمة في الحرب السورية، من دون أن يستطيع تحديد الطرف الذي استخدمها.
لكن هذه النتائج يمكن أن تغير الكثير من موازين القوى في سوريا، خصوصًا أن الاعتقاد العام يتجه إلى أن النظام السوري وحده القادر على استخدام أسلحة كيماوية يملكها في مخازنه، خصوصًا أن أجهزة مخابرات غربية تقول إن نظام الأسد يملك أحد أكبر المخزونات المتبقية في العالم من الأسلحة الكيماوية غير المعلنة.
وبذلك، سيكون النظام قد تجاوز نظريًا الخط الأحمر الذي رسمه الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي شكك أثناء زيارته الأخيرة لإسرائيل، في زعم حكومة الأسد أن المعارضة تستخدم سلاحًا كيماويًا، ونبه إلى إنه لن يصدر أية تصريحات حتى يتم تأكيد بعض الحقائق الفعلية.
وفي موازاة ذلك، أكد الأميرال جيمز ستافريديس، قائد القوات الأميركية-الأوروبية في حلف شمالي الأطلسي، أن الحلف جاهز إذا لزم الأمر للتدخل في سوريا كما حصل في ليبيا.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/4/805297.html
معارض إسلامي: ثمة من ورط جبهة النصرة للتخلص منها
بهية مارديني
تتردد أصداء بيان النصرة مبايعة أيمن الظواهري، إذ ثمة من يرى أن فريقًا في المعارضة ورط الجبهة للتخلص منها، وليطرح نفسه بديلًا، ويقول المعارض معاذ صفوك إن البيان قطع الطريق على كل من يريد محاورة بشار الأسد.
لندن: اعتبر الشيخ معاذ صفوك، المعارض الاسلامي والمختص في الشؤون الجهادية السورية، أن إعلان جبهة النصرة ولاءها لزعيم القاعدة أيمن الظواهري، يهدف إلى نسف خيار التفاوض والحوار من قبل معارضين سوريين لا يمثلون الشعب السوري. وتزامن بيان جبهة النصرة مع زيارة وفد من معارضين سوريين إلى لندن.
لا يملكون خيار التفاوض
أشار صفوك لـ”ايلاف” إلى أن محمد الجولاني، قائد تنظيم جبهة النصرة السوري المسلح، طمأن السوريين إلى أن سلوك جبهة النصرة “سيظل وفيًا للصورة التي عرفتموها، ومبايعتنا للقاعدة لن تؤثر على سياستنا أبدًا”، بعد انتشار تسجيل صوتي للجولاني قال فيه إن أبناء جبهة النصرة ومسؤولهم العام يبايعون الشيخ أيمن الظواهري. وشدد على نفي انضمام النصرة إلى “الدولة الإسلامية في العراق والشام”.
وأكد صفوك أن من يجلسون الآن من معارضين سوريين مدنيين وعسكريين ليتفاوضوا مع الأسد ومخابرات الغرب ليسوا متحدثين رسميين لا باسم الشعب السوري ولا باسم المعارضين.
وأضاف: “سهولة تهميشهم ببيان واحد تكشف أنهم وغيرهم لا يملكون خيار التفاوض مع الاسد وخلاصه بصفقة سياسية، كما حدث مع الرئيس اليمني، لأن الشهداء والضحايا أمانة في اعناق الذين يحملون السلاح على الارض”.
فصائل أخرى مستفيدة
يأتي تصريح الجولاني ردًا على إعلان مفاجئ صدر عن أبي بكر البغدادي، يقول فيه إن جبهة النصرة فرع تابع لتنظيم القاعدة في العراق، وإنهما يندمجان من أجل إنشاء الدولة الإسلامية في العراق والشام.
وجاء إعلان البغدادي عقب تصريح لزعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، يدعو فيه المتمردين في سوريا إلى القتال وإنشاء دولة إسلامية. لكن الشيخ عبد الجليل السعيد، المدير المنشق لمكتب اعلام مفتي سوريا، اعتبر أن قيادات في المعارضة السورية ورطت النصرة في هذا البيان من أجل التخلص منها.
وشدد السعيد على أن توقيت البيان وأسبابه يصبان في مصلحة الاسد، الذي يوسم النصرة بالارهاب والقاعدة، “فهناك فصائل اسلامية أخرى تقاتل على الارض وجماعات سياسية اسلامية معارضة مستفيدة من مثل هذه الورطة التي وقعت فيها النصرة”.
كيان غريب فاشل
وكان محللون غربيون حذّروا في أن إقدام جبهة النصرة على مبايعة أيمن الظواهري قد يسيء إليها، وينسف بالتالي الدعم الذي تتمتع به في سوريا، لأنها تنضم إلى كيان غريب عن الثقافة السورية، يُعتبر أنه فشل في أماكن أخرى.
ولفتوا إلى أن النصرة، بمبايعتها الظواهري، تتيح لنظام الأسد أن يؤكد بمزيد من القوة أنه يقاتل إرهابيين، يهدفون إلى إقامة دولة اسلامية، كما تضفي صفة رسمية على حالة كانت واشنطن تشتبه فيها منذ بضعة أشهر، إلى درجة أدرجت فيها جبهة النصرة على قائمة المنظمات الارهابية.
كما ستبحث باريس مع شركائها الاوروبيين في مجلس الأمن الدولي أن تحذو حذو واشنطن في هذه المسألة.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/4/805221.html
مقتل سبعة أشخاص في قصف على حي جوبر في دمشق
أ. ف. ب.
بيروت: قتل سبعة اشخاص بعد ظهر الجمعة في قصف من قوات النظام على حي جوبر في شرق دمشق، في وقت سجل قصف ايضا على احياء اخرى في جنوب وغرب العاصمة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في بيان “استشهد سبعة رجال على الاقل اثر القصف من القوات النظامية الذي استهدفهم في منطقة البيادر بحي جوبر. كما سقطت عدة قذائف هاون على حيي برزة والحجر الاسود”. كما افيد الجمعة عن قصف وغارات جوية ومعارك عنيفة في عدد من المناطق في ريف دمشق حيث قتل ايضا اربعة اشخاص نتيجة قصف على بلدة النبك.
في مدينة حلب (شمال)، قال المرصد ان مقاتلي المعارضة قصفوا ثكنة المهلب التابعة للقوات النظامية ما تسبب ب”خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية وتدمير مبنى بجانب الثكنة”، بحسب المرصد الذي اشار الى مقتل ثمانية اشخاص بينهم ستة مقاتلين معارضين في اشتباكات في مناطق اخرى من المدينة.
ووقعت الخميس اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة وكتائب اخرى بالقرب من مدينة القامشلي في محافظة الحسكة (شمال شرق). وذكر المرصد ان القوات النظامية قصفت بعض القرى المجاورة للقامشلي، في حين قصف مسلحو المعارضة “تجمعا للقوات النظامية في مطار القامشلي الدولي بصواريخ محلية الصنع”.
وقتل الجمعة في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا 28 شخصا، بحسب حصيلة اولية للمرصد الذي يقول انه يعتمد على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية للحصول على معلوماته.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/4/805298.html
مؤتمر «الثماني» يتجاهل دعوات المعارضة بالتسليح ويتمسك بخطة الإبراهيمي
دمشق تطالب مجلس الأمن بإدراج «النصرة» على لائحتها السوداء
صورة تذكارية للوفد السوري مع وزيري خارجية بريطانيا والولايات المتحدة وزعها الائتلاف الوطني
لندن: غريس باريمان
لم يستطع وزراء خارجية مجموعة دول الثماني الكبرى (جي 8)، الذين اختتموا اجتماعهم في العاصمة البريطانية لندن أمس، الاتفاق على رؤية موحدة اتجاه الأزمة في سوريا، وذلك إثر الانقسام الحاد في وجهات النظر بين روسيا، الداعم الأبرز لنظام الرئيس بشار الأسد، من جهة، والقوى الغربية المناوئة له والمتعاطفة مع المعارضة السورية من جهة أخرى.
وتجاهل الوزراء المجتمعون دعوات المعارضة لتسليحها مكتفين بإصدار بيان يدين انتهاكات حقوق الإنسان. وجاء في ذات البيان التزمت دول الثماني بـ«دعم انتقال سياسي لقيادة سوريا والعمل مع مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الخاص الأخضر الإبراهيمي بالشكل الذي يفي بالتطلعات الشرعية للشعب السوري، ويمكنه من تحديد مستقبله بطريقة ديمقراطية وعلى نحو مستقل».
وتضم دول الثماني إلى جانب الولايات المتحدة وروسيا، بريطانيا وفرنسا وكندا وإيطاليا واليابان وألمانيا. وعقب انتهاء اجتماع الـ«جي 8» أشار وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ في مؤتمر صحافي إلى أن احتلال الوضع الأمني المتدهور في سوريا تصدر أجندة اليوم الختامي للمنتدى، وقال للصحافيين إن «سوريا كانت القضية الأبرز التي تعرضنا لها بالنقاش»، مضيفا أن وزراء خارجية دول الثماني تعهدت أن تكون أولوياتهم الآنية ضمان وصول المساعدات الإنسانية ووفاء الدول المانحة، التي تعهدت بتقديم مساعدات مالية في مؤتمر الكويت، بالتزاماتها.
كما وافق الوزراء أيضا على دعم الدول التي تستضيف اللاجئين السوريين، ورحب الوزراء أيضا بإعلان الأمين العام للأمم المتحدة عن بدء تحقيق في مزاعم باستخدام أسلحة كيماوية في سوريا.
وكان الوفد السوري قد غادر صباح أمس لندن بعدما التقى وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري، ونظيره البريطاني ويليام هيغ على هامش اجتماع وزراء خارجية دول الثماني. وشمل الوفد السوري الأمين العام للائتلاف الوطني مصطفى الصباغ، ونائبي رئيس الائتلاف جورج صبرا وسهير الأتاسي، بالإضافة إلى رئيس الحكومة المؤقتة المكلف غسان هيتو، وغياب رئيس الائتلاف معاذ الخطيب ورئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر سورية مطلعة أن الجهود البريطانية لإقناع كلا القياديين بالقدوم إلى لندن قد باءت بالفشل لاعتقاد الخطيب وإدريس أن «الذهاب إلى العاصمة البريطانية سيتركز على تسويق الحكومة المؤقتة المكلف بإنشائها هيتو وهو ما لا يريده أي منهما».
وأضافت المصادر، التي طلبت عدم ذكر اسمها، أن الولايات المتحدة كررت، على لسان كيري، رغبتها برؤية حكومة انتقالية، منبثقة عن تيارات سياسية معارضة للأسد وأخرى موالية له، تقود مرحلة انتقالية وفق توصيات مجموعة العمل الخاصة بسوريا التي صدرت في جنيف يونيو (حزيران) العام الماضي. لكن كيري أبدى استعداد بلاده للتعاون مع حكومة هيتو العتيدة إن استطاعت التغلب على العقبات الداخلية التي تواجهها من ناحية رفض «الجيش الحر» لها.
لكن مدير المكتب الإعلامي في الائتلاف خالد الصالح نفى في اتصال لـ«الشرق الأوسط» من لندن هذه التسريبات، مؤكدا أن الموقف الأميركي والبريطاني والفرنسي «يدعم بقوة الحكومة المؤقتة ويسعى لإنجاحها».
وأضاف الصالح أن الوفد لم يذهب لتسويق الحكومة المؤقتة، بل كانت مطالبه تنحصر بشقين، سياسي وعسكري. وعن الجانب السياسي، يقول الصالح إن «مهمة الحكومة المؤقتة ستكون في تأمين الخدمات للسوريين في المناطق المحررة، وليس الاكتفاء بالحديث عنها. أما فيما يخص الشق العسكري، فيشير رئيس المكتب الإعلامي أنهم طلبوا من المؤتمرين رفع الحظر عن توريد السلاح للمعارضة، وحصر قنوات الإمداد بالسلاح بوزارة الدفاع، أو هيئة الأركان، بالإضافة إلى وضع حد لاستخدام صواريخ سكود المتجه نحو الشمال وذلك باستخدام بطاريات باتريوت المنتشرة على الحدود السورية – التركية.
ووفقا للصالح، أبدى الجانبان، الأميركي والبريطاني، اهتمامهما البالغ بالرؤية المذكورة التي تحمل في طياتها تطورا واضحا في عمل المعارضة السورية ووحدتها، خاصة مع تشكيل الحكومة السورية المؤقتة.
لكن هيغ اعترف بأن اجتماع وزراء خارجية دول الثماني فشل في رأب هوة الخلاف حول كيفية حل الأزمة السورية الراهنة، كاشفا عن ضعف التقدم بشأن الحل الدبلوماسي للموقف، وقال: «هل تمكنا من التوصل إلى حل للمأساة السورية الراهنة؟ كلا لم نتمكن من ذلك». وكشف الوزير البريطاني عن الاستياء إزاء عجز المجتمع الدولي تجاه القضية السورية، قائلا: «فشل العالم حتى الآن في الاضطلاع بمسؤولياته، لأنه منقسم».
وتم الاتفاق بين جميع الفرقاء على استكمال الاجتماعات بشكل مكثف خلال الأيام والأسابيع المقبلة لتسريع «وتيرة التعاون على طريق مساعدة الشعب السوري وتحقيق أهداف ثورته النبيلة بكل الأساليب الممكنة وفي أقرب وقت ممكن»، وفقا لذات البيان.
وكرر هيغ إدانته لممارسات النظام السوري قائلا: «أظهر نظام الأسد تجاهلا صارخا لحقوق الإنسان والحياة الإنسانية. وأضاف بجرأة: «إن الأزمة في طريقها لأن تكون أكبر كارثة إنسانية في القرن الحادي والعشرين».
وأشار الوزير البريطاني إلى أن بلاده تفكر في دعم المعارضة السورية رغم التأكيدات بتحالف «القاعدة» في العراق مع جبهة النصرة السورية، لكنه عبر في الوقت ذاته عن المخاوف من تحول سوريا إلى إحدى نقاط الجذب للمجموعات الإرهابية.
على صعيد آخر، طالبت دمشق أمس مجلس الأمن بإدراج جبهة النصرة على لائحته السوداء للتنظيمات المرتبطة بتنظيم القاعدة، وقالت وزارة الخارجية السورية في رسالتين بعثت بهما إلى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة، إن سوريا «تقدمت بطلب إدراج تنظيم جبهة النصرة لأهل الشام على القائمة الموحدة للتنظيمات والكيانات المرتبطة بالقاعدة عملا بقراري مجلس الأمن 1267 الصادر عام 1999 والقرار 1989 الصادر عام 2011». وينص هذان القراران على عقوبات مشددة على الأفراد أو المؤسسات أو المنظمات التي تقيم علاقات مع «القاعدة»، وبينها تجميد أرصدة ومنع سفر وحظر على الأسلحة. وقالت وزارة الخارجية إن سوريا «تتطلع إلى اتخاذ إجراء سريع للاستجابة لطلبها وإلى قيام مجلس الأمن بدوره المنوط به في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين من خلال الضغط على الدول الداعمة للإرهاب في سوريا للتوقف عن هذه الممارسات غير القانونية».
من جانبها، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلق موسكو تجاه ما وصفته بتصعيد الاهتمام بسوريا من جانب تنظيم القاعدة إلى جانب ظهور بوادر خطط الإرهابيين الدوليين بتحويل هذا البلد إلى رأس جسر رئيس في الشرق الأوسط بهدف تنفيذ هذه الخطط في الدول الأخرى في وقت لاحق. وأشارت ماريا زاخاروفا نائبة المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية في بيانها الصادر أمس إلى قلق روسيا المتزايد، وعلى الرغم من إدراك عدد من زعماء المعارضة السورية للتناقضات الآيديولوجية مع جماعة النصرة، فإن ذلك لا يحول دون تعاون فصائل المعارضة المسلحة مع هذه الجماعة بوصفها من «إخوة السلاح» ممن تعمل معهم في مواجهة الحكومة الشرعية السورية جنبا إلى جنب مع الإرهاب الدولي.
«الحر» يواصل قصفه لـ«دير الزور العسكري» و«النظامي» يغير على «موحسن»
مقتل 60 شخصا في مجزرة بمحافظة درعا
بيروت: ليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط»
كثف مقاتلو الجيش السوري الحر أمس عملياتهم العسكرية بمحافظة حلب، ضمن ما يسمونها معركة «فك الأسرى»، وذلك بعد يوم دام شهد مقتل أكثر من 130 مدنيا، بينهم أكثر من 60 شخصا في بلدتي الصنمين وغباغب في محافظة درعا.
ووفقا لناشطي الثورة، استطاع الجيش الحر إسقاط مروحية في المنطقة الشرقية من محافظة إدلب، وذلك خلال نقلها مواد تموينية لمعسكري الحامدية ووادي الضيف المحاصرين، مما أدى إلى مقتل 4 جنود نظاميين كانوا على متنها. وأظهر شريط فيديو تداوله الناشطون بقايا طائرة مشتعلة وحولها أرغفة خبز ومظلات ممزقة، فيما تجمع عدد من الأشخاص حول جثث الجنود، ويقول مصور الفيديو «ها هو الطيار الخائن. ها هو الطيار الثاني».
في موازاة ذلك، اتهمت منظمة «هيومان رايتس ووتش» الطيران السوري بقصف المخابز والمستشفيات وأهداف مدنية أخرى، داعية إلى وقف هذه الـ«جرائم ضد الإنسانية». وأكدت المنظمة، في تقرير حمل عنوان «الموت القادم من السماء»، أن «الغارات التي أمرت بشنها الحكومة والتي قتلت مدنيين بشكل عشوائي ومن دون تمييز، تندرج على ما يبدو في استراتيجية هجمات متعددة ومنهجية ضد المدنيين والتي نعتبرها جرائم ضد الإنسانية».
ولم يثن التقرير الصادر أمس الطيران الحربي النظامي عن شنه لغارات جوية متلاحقة على مدينة موحسن، في محافظة دير الزور، مستهدفا أحياء عدة فيها، وفق ما أعلته لجان التنسيق المحلية في سوريا. ويحاول الجيش الحر تحييد الطائرات عن المعارك الدائرة بينه وبين الجيش النظامي، من خلال استهدافه لمطارات عسكرية، كمطار دير الزور العسكري الذي قصفه «الحر» بقذائف الهاون، بحسب ناشطين.
وبالعودة إلى «الموت القادم من السماء»، أشارت «هيومان رايتس ووتش»، اعتمادا على شبكة ناشطين، إلى أن «الغارات الجوية قتلت أكثر من 4300 مدني في كل سوريا منذ يوليو (تموز) 2012، وهو الشهر «الذي أدخل فيه نظام الأسد الطائرات كسلاح في مواجهة الثوار». ونقلت عن مواطن في إعزاز بمحافظة حلب قوله إن ما لا يقل عن 12 شخصا من عائلته قتلوا في غارة واحدة على منزلهم في 15 أغسطس (آب) الماضي. ودعت المنظمة الدولية «جميع الحكومات والمؤسسات إلى وقف بيع وتزويد الأسلحة والذخائر ومعدات إلى سوريا حتى توقف الحكومة ارتكاب مثل هذه الجرائم».
وفي درعا، أشار المرصد السوري إلى مقتل عشرات المدنيين، ومن بينهم أطفال، بعد أن دخلت القوات النظامية بلدتي الصنمين وغباغب المجاورتين. وأظهرت تسجيلات فيديو بثها ناشطون على مواقع الإنترنت جثثا مرصوصة داخل أحد المباني، ملطخة وجوه أصحابها بالدماء، ولفت أجسادهم بملاءات ووضعت على كل منها ورقة عليها الاسم، وبدا عدد من الأطفال بين القتلى. وجاءت عملية الاقتحام هذه إثر انشقاق 10 جنود والاشتباه في فرارهم إلى البلدتين. وتخللها، بحسب ناشطي المعارضة السورية، إطلاق رصاص وقصف وإعدام ميداني، في ظل اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من «الجيش الحر». كما أسفر القصف عن تهدم وإحراق أكثر من ثلاثين منزلا.
وفور وقوع المجزرة، أصدر الائتلاف السوري بيانا قال فيه إن المجزرة تدل على أن «شهوة القتل والتعطش للدم لا تزال متحكمة في نفوس أزلام النظام الأسدي المجرم». وأضاف البيان أن «هذه الأعمال الدنيئة المرتكبة بحق النساء والأطفال والمدنيين العزل تدل على مدى عجز النظام المجرم عن مواجهة رجال الثورة والجيش الحر، وفشله الكامل في وقف عملية تحرير محافظة درعا، المدخل الجنوبي للعاصمة السورية دمشق».
أما في الشمال، وتحديدا في محافظة حلب، فقد أفادت شبكة «شام» بأن الجيش الحر استهدف معاقل قوات الأمن والشبيحة في قرية الحندرات بريف حلب. كما تجددت الاشتباكات بين قوات الجيش الحر وعناصر النظام في بلدة السفيرة بريف حلب. وتقع المناطق المحررة في حلب تحت سيطرة ثلاثة تشكيلات هي جبهة النصرة وحركة أحرار الشام، وكلتاهما من الجهاديين، بالإضافة إلى لواء التوحيد المعروف إجمالا بقربه من جماعة الإخوان المسلمين. وينتشر لواء التوحيد، الذي يقول إن عديده 8 آلاف عنصر، على كل جبهات المدينة، بينما تقاتل جبهة النصرة وأحرار الشام حول القواعد العسكرية.
وفي العاصمة دمشق، أعلن لواء أبي الفضل العباس، الميليشيا الشيعية التي تقول إنها تحمي مرقد السيدة زينب، انضمام 70 مقاتلا لها جاءوا من العراق، وذلك وفقا لصفحة اللواء على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك». وكان لواء ابي الفضل العباس قد أعلن عن تأسيسه بداية العام الحالي، لهدف «محدد» كما يقول المسؤولون عنه، وهو حماية المقامات والمزارات الشيعية في سوريا، وجميع مقاتلي هذا اللواء من الشيعة العراقيين التابعين لمقتدى الصدر، ومن شيعة لبنان المنتمين لحزب الله. وفي الزبداني، بريف دمشق، ذكرت لجان التنسيق أن القصف تجدد على المدينة مستهدفا مناطق النازحين من الحواجز المحيطة بالمدفعية الثقيلة والدبابات. وذكر المرصد السوري أن «اشتباكات عنيفة دارت على أطراف حي جوبر والمتحلق الجنوبي من جهة زملكا بدمشق، فيما تعرضت بلدات القيسا وخان الشيح لقصف نظامي.
وعلى جانب آخر، أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا رفضها «جملة وتفصيلا» دعوة زعيم تنظيم القاعدة إلى إقامة «دولة إسلامية في سوريا»، مؤكدة أن «هدف الثورة تحقيق الدولة المدنية». وقالت اللجان في بيان لها صدر أمس إنها «إذ تستنكر هذا التدخل السافر في الشؤون الداخلية السورية، فإنها تؤكد مجددا أن السوريين وحدهم هم من يقررون مستقبل بلدهم»، مضيفة أن الثورة السورية «انطلقت من أجل تحقيق الحرية والعدالة والدولة المدنية الديمقراطية التعددية، وأن حلمنا المنشود كسوريين بعد إسقاط النظام الفاشي هو إرساء نظام قائم على الحريات العامة والمساواة الحقوقية والسياسية بين السوريين».
«ويكيليكس»: صهر الأسد كان ضمن فصيل معتدل «مناصر» للولايات المتحدة
وثائق مسربة تتحدث عن تحالف رجال أعمال مع النظام
لندن: «الشرق الأوسط»
أشارت مجموعة من وثائق «ويكيليكس» السرية المسربة والمترجمة في اليومين الأخيرين من قبل أحد مواقع المعارضة السورية، إلى مشاركة عدد من كبار رجال الأعمال السوريين في نقل أموال الرئيس السوري بشار الأسد إلى الخارج. ونقلت إحدى الوثائق وصف أحد رجال الأعمال المسؤولين المقربين من الأسد بأنهم «مناصرون» للولايات المتحدة الأميركية.
وذكرت إحدى وثائق موقع «ويكيليكس» المعنونة «رجل أعمال يعرض خدماته كوسيط سياسي»، تعريف رجل الأعمال السوري لنفسه على أنه جزء من «رباعية» سورية تجتمع بانتظام «لمناقشة الشؤون الدولية»، وتضم إلى جانبه وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ومساعد نائب الرئيس السوري للشؤون الأمنية محمد ناصيف خير بك، ورئيس الاستخبارات العسكرية آصف شوكت، صهر الرئيس السوري بشار الأسد.
ووصف رجل الأعمال، بحسب ما نقلته عنه الوثيقة المؤرخة في 6 أبريل (نيسان) 2009، إثر استقباله في مكتبه في دمشق وفدا من مسؤولي السفارة، أعضاء هذه المجموعة بأنهم «مناصرو أميركا»، خصوصا شوكت وناصيف. وأشار إلى أن «المجموعة تشكل الفصيل المعتدل الذي عارض المتشددين داخل النظام البعثي».
وقالت مصادر سورية معارضة مطلعة إن رجل الأعمال «يعد واحدا من أبرز شركاء الحكومة السورية منذ عقود طويلة، وتجمعه علاقة قديمة بالرئيس السوري الراحل حافظ الأسد»، مؤكدة أنه «يحظى بدعم إيراني بارز، باعتباره أحد أكبر رجال الأعمال الشيعة في سوريا».
ويمتلك السوري المشار إليه في التقرير، وفق المصادر ذاتها، شركات طيران ووكالات سفر، ولديه استثمارات كبرى في قطاع السياحة في سوريا.
وتبدأ وثيقة «ويكيليكس»، التي ترجمها موقع «زمان الوصل» السوري المعارض، بوصف ترحيب «رجل الأعمال الشيعي البارز» بضيوفه، في مكتبه بالبرامكة. وتتابع «كدليل على أنه محاور ووسيط سياسي، مارس رجل الأعمال تأثيره على صانع القرار في كل من دمشق وواشنطن، في أعقاب الهجوم الذي تعرضت له السفارة الأميركية في دمشق خلال سبتمبر (أيلول) 2006. حينذاك رفض سفير سوريا في واشنطن عماد مصطفى إصدار تأشيرات لـ7 ضباط أمن أميركيين للتحقيق في الهجوم، وتقدير الوضع الأمني للسفارة. وأكد رجل الأعمال، وفق الوثيقة المسربة، أنه اتصل بـ«الرباعية»، ومارس تأثيره الذي انتهى بهاتف من الخارجية السورية تأمر مصطفى بإصدار التأشيرات اللازمة.
وكان الموقع الإلكتروني ذاته قد نشر قبل يومين وثيقة أخرى مستقاة من «ويكيليكس»، مؤرخة في 24 يناير (كانون الثاني) 2008، بعنوان «مهاجمة أموال بشار». وتنقل السفارة الأميركية في دمشق في هذه الوثيقة ما فحواه أن نظام الأسد يعتمد في تحريك أمواله وتحقيق مكاسبه غير المشروعة على أربعة أشخاص مقربين منه.
وتشدد مصادر المعارضة السورية على أن «شركاء النظام» كانوا معروفين، لكن في السنوات العشر الأخيرة انحصر النشاط الاقتصادي في يد المقربين من الأسد ومن الطائفة العلوية، في حين أن الآخرين ليسوا إلا واجهة فحسب. وتشير الوثيقة إلى أحدهم بوصفه «أهم رجل في سوق الصرافة السوداء في سوريا».
احتدام الجدل حول مسلمي بلجيكا المقاتلين في سوريا
أطراف تطالب بإجراءات رادعة وأخرى تنفي التورط
بروكسل: عبد الله مصطفى لندن: «الشرق الأوسط»
قال دونيس دوكيرم، عضو البرلمان البلجيكي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن بلاده أصبحت مركزا حيويا لتجنيد الشبان وتسفيرهم إلى سوريا للقتال هناك، مؤكدا وجود جهات راديكالية في بلجيكا تقوم بمهمة التجنيد والإرسال، الأمر الذي سيشكل لاحقا خطرا على بلجيكا عن عودتهم من القتال.
وأشار البرلماني الليبرالي إلى أن الأمر لا يقتصر على بلجيكا فحسب، فهناك شبان يتم تجنيدهم وتسفيرهم إلى سوريا يحملون جنسيات أخرى من ألمانيا وفرنسا وهولندا وغيرها.
وتتبادل أطراف عدة الاتهامات بالمسؤولية وعدم التحرك، فبينما يتهم مسؤولون محليون الحكومة الفيدرالية بعدم التعاطي بحزم مع «المشكوك بضلوعهم» بدعم وتجنيد متطرفين، تتنصل بعض الشخصيات والهيئات الإسلامية من أي مسؤولية عما يحدث.
وفي هذا الإطار، دعا هانز بونته، عمدة بلدية فيلفورد، شمال بروكسل، إلى سحب البطاقات الشخصية للشبان الذين يشك بنيتهم الذهاب إلى سوريا، معللا ذلك بالقول: «بهذه الطريقة لن يستطيعوا السفر والتحرك بحرية وتسهل بالتالي معاينة تحركاتهم»، حسب تعبيره.
من جانبه، نفى رئيس المجلس التنفيذي لمسلمي بلجيكا سيمستين أوغورلو تورط مساجد معينة أو أئمة محددين في تجنيد شبان مسلمين للذهاب والقتال في سوريا ضد قوات نظام الرئيس بشار الأسد، مضيفا أن الإحباط وغياب الحقوق الأساسية للإنسان والتقاعس الدولي عن تحمل مسؤولياته هي ما يدفع المسلمين البلجيكيين للقتال مع المعارضة السورية.
وحاول بونته دعم اقتراحه بالقول إن هذا الإجراء مطبق حاليا في ألمانيا، وتقوم السلطات الهولندية بدراسته وعرفت الأيام القليلة الماضية اجتماعات حكومية وأمنية وبرلمانية وعلى مستويات مختلفة، للبحث عن أنجع السبل لوقف تدفق المسلمين البلجيكيين، وخصوصا مدن الجزء الناطق بالفلامنية «الهولندية»، نحو سوريا للقتال هناك.
وأضاف أرغورلو في بيان له، أن عوامل داخلية كحظر الحجاب في بعض المدارس، الذي سيدخل حيز التنفيذ في بلجيكا مطلع العام المقبل، والأفلام المسيئة للإسلام، بالإضافة إلى عوامل خارجية كعدم التحرك الدولي لضمان حد أدنى من الحقوق الإنسانية في سوريا، كلها عوامل تدفع بالشباب المسلم البلجيكي لأن يكون ضحية للتضليل من جانب المتشددين الذين يستغلون حالة الإحباط لدى هؤلاء الشباب.
وشدد رئيس المجلس على أن الذهاب إلى سوريا يتم بشكل فردي وليس عبر المؤسسات الدينية كالمساجد والجمعيات الإسلامية، مؤكدا في الوقت ذاته أن أئمة المساجد والقائمين عليها يؤكدون في خطبهم وعظاتهم «احترام مبادئ المجتمع الديمقراطي الذي نعيش فيه».
وتأتي تصريحات أوغورلو عشية تأكد الداخلية البلجيكية لمراقبتها للتجمعات الإسلامية، وذلك في محاولة لإلقاء القبض على القائمين على مسألة توريد المقاتلين من بلجيكا لسوريا.
يشار إلى أن عدد المسلمين في بلجيكا، وفقا لآخر الإحصاءات الحكومية، يفوق 500 ألف نسمة، معظمهم من المغرب العربي ومن تركيا، ويشكلون ما نسبته 5 في المائة من عدد السكان الإجمالي.
وتزامنا مع بيان مجلس مسلمي بلجيكا، دعا هانز بونته، عمدة بلدية فيلفورد، شمال بروكسل، إلى سحب البطاقات الشخصية للشبان الذين يشك بنيتهم الذهاب إلى سوريا، معللا ذلك بالقول: «بهذه الطريقة لن يستطيعوا السفر والتحرك بحرية وتسهل بالتالي معاينة تحركاتهم».
وبحسب تصريحات وزيرة الداخلية البلجيكية جويل ميلكيه، ليس بالضرورة أن يكون كل ذاهب إلى سوريا أصوليا، فالكثير من هؤلاء «يحملون أفكارا مثالية أو إنسانية، ومنهم من هو من أصل سوري ويعتقد أنه يدافع عن بلده».
ونتج عن مراقبة التجمعات المسلمة توجيه اتهام لبلجيكي من أصل سوريا بتنظيم وتسهيل ترحيل بلجيكيين إلى سوريا.
ويدافع الشيخ بسام عياشي عن نفسه ويعلن أنه ضد إرسال الأجانب إلى سوريا، إذ «يشكل هذا الأمر ثقلا إضافيا على السوريين هناك، ولا سيما أن الأجانب لا يعرفون تضاريس البلاد ولا أساليب القتال بها».
وتشير التقديرات إلى أن نحو 600 شاب من مختلف البلدان الأوروبية، وبعضهم من أصول عربية، يقاتلون فعلا في سوريا.
مظاهرات بجمعة “سوريا أقوى من التقسيم“
الحر يهاجم مطار كويرس وأهدافا بحلب
قال الجيش السوري الحر إنه قصف مطار كويرس العسكري بريف حلب، وبينما تجددت الاشتباكات بين كتائب الثوار وجيش النظام بحلب، كثفت القوات النظامية قصفها على مناطق متفرقة من البلاد، ولم تمنع هذه التطورات من خروج مظاهرات في مدن مختلفة أطلق عليها الناشطون جمعة “سوريا أقوى من التقسيم”.
ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط 55 قتيلا في سوريا اليوم الجمعة، وذكرت أن معظم القتلى سقطوا في دمشق وريفها وحلب وحمص وكان من بينهم خمسة أطفال وسيدتان وقتيلان قضوا تحت التعذيب، إضافة إلى 15 عنصرا من الجيش الحر.
وأكد الجيش الحر أنه استهدف مطار كويرس العسكري بقذائف المدفعية وهاجم ناقلات ذخيرة ووقود تابعة لقوات النظام كانت في طريقها إلى المطار الواقع بالمسيفرة بريف حلب، وذكر المركز الإعلامي السوري أن الجيش الحر استهدف مطار النيرب العسكري بصواريخ محلية الصنع.
كما تجددت الاشتباكات بين مقاتلي كتائب الثوار وقوات النظام في محيط حي الليرمون بحلب، مما أسفر عن فرار عشرات من قوات النظام وسيطرة الجيش الحر على الطريق الواصل بين حي الليرمون ومنطقة الجندول.
وقصفت المدفعية حي بني زيد ومحيط مشفى الكندي، في وقت استهدف الطيران الحربي محيط مطار منغ العسكري.
وفي دمشق أكد مجلس قيادة الثورة استهداف فرع المخابرات الجوية في العباسيين من قبل الجيش الحر، وأوضح أن قصف القوات النظامية شمل أحياء جوبر والقابون وعددا من بلدات ريف المدينة.
وتحدث المركز الإعلامي السوري عن إطلاق صاروخ سكود من اللواء 155 في القطيفة باتجاه الشمال السوري.
قصف
وشهدت حمص قصفا عنيفا من الطيران الحربي استهدف أحياء حمص القديمة بالتزامن مع قصف براجمات الصواريخ استهدف المنطقة وحي الوعر، بينما امتد القصف بريف المدينة إلى الحولة والرستن وتلبيسة والقصير وقرى الغنطو والدار الكبيرة.
وشهدت أحياء وبلدات درعا ودير الزور وإدلب واللاذقية والحسكة قصفا عنيفا من قبل القوات النظامية.
وتحدث المركز الإعلامي السوري عن انشقاق العديد من الجنود وانضمامهم إلى الجيش السوري الحر في الحسكة، في حين تم العثور على مقبرة جماعية تضم أربع جثث بالقرب من أحد الحواجز التي كانت تحاصر بلدة الحراك بدرعا.
مظاهرات
وموازاة مع هذه التطورات خرجت مظاهرات في مدن سورية مختلفة في جمعة أطلق عليها الناشطون “سوريا أقوى من التقسيم”.
ففي محافظة حلب خرجت مظاهرات في الأحياء التي يسيطر عليها الجيش الحر في بستان القصر وهنانو، كما خرجت مظاهرات في مدينة الباب ومدينة عين العرب التي تظاهر فيها أبناء المدينة من كافة القوميات منددين بالتقسيم ومطالبين بوحدة التراب السوري.
وفي إدلب خرجت مظاهرات ببلدات بنش وحاس وجبل الزاوية وكفرنبل ومعرة مصرين وكفرومة, وهتف المتظاهرون للحرية وطالبوا بإسقاط النظام كما طالبوا بوقف القصف الذي يتعرض له ريف إدلب من الحواجز العسكرية والطيران الحربي.
وفي مدينة دمشق خرجت مظاهرة في حي العسالي جنوبي دمشق كما خرجت مدن وبلدات دوما وحرستا وعربين والمليحة التي تظاهر فيها أبناؤها والنازحون من القرى المجاورة بعد أن تم تدمير معظم قرى الغوطة الشرقية.
وفي مدينة حماة خرجت مظاهرات في أحياء باب قبلي وطريق حلب وقد قامت قوات النظام بإطلاق النار على المظاهرة، مما أدى إلى مقتل شخصين وجرح العشرات. كما خرجت مظاهرات في بلدات قلعة المضيق وكفرزيتا واللطامنة بريف حماة وذلك رغم العمليات العسكرية الدائرة هناك.
إصرار رسمي
في المقابل أكد العماد فهد جاسم الفريج -نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة وزير الدفاع السوري- أن “سوريا ستنتصر على العدوان الذي تتعرض له بفضل وعي شعبها وتلاحمه مع قواتنا المسلحة”.
ونقلت الوكالة السورية للأنباء الرسمية “سانا” اليوم الجمعة عن الفريج قوله -خلال زيارة قام بها أمس مع عدد من ضباط القيادة العامة إلى مستشفى يوسف العظمة العسكري للاطمئنان على أحوال جرحى الجيش والقوات المسلحة- إن “سوريا على حق وتمتلك الإرادة للدفاع عنه ويقف إلى جانبها كثير من الشعوب الشقيقة والصديقة ضد قوى الشر والعدوان”.
واطلع الفريج خلال الزيارة على أوضاع جرحى الجيش والقوات المسلحة في المشفى وظروف إصاباتهم وطبيعتها مثمنا “شجاعتهم وبطولاتهم وما أبدوه مع رفاقهم في السلاح من روح معنوية عالية واستعداد للتضحية دفاعا عن الشعب والوطن ضد الأعداء الخارجيين وأدواتهم في الداخل”.
هيتو يطلب السلاح و”الثماني” تختلف بشأنه
دعا رئيس الحكومة المؤقتة في سوريا غسان هيتو الغرب إلى تسليح الجيش السوري الحر بأسلحة مضادة للدبابات والطائرات، وذلك في الوقت الذي أخفق فيه وزراء خارجية مجموعة الثماني في الاتفاق على موقف موحد بشأن الأزمة السورية، خاصة فيما يتعلق برفع الحظر عن تسليح المعارضة.
وقال هيتو -الذي انتخبه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة الشهر الماضي رئيساً لحكومته المؤقتة- في مقابلة مع صحيفة تايمز البريطانية اليوم الجمعة، إنه لا يطالب بريطانيا وشركاءها في منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) التدخل عسكرياً في سوريا، ولا يدعو إلى نشر جنود بريطانيا على أراضيها.
وكان هيتو ضمن وفد الائتلاف السوري المعارض الذي دعاه وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ لزيارة لندن خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى يومي 10 و11 أبريل/ نيسان الجاري.
وأضاف “نحن لا نطالب حتى بقيام طيارين بريطانيين بالتحليق فوق سوريا، لكننا نريد تزويد الجيش السوري الحر بأسلحة نوعية، بما في ذلك الصواريخ القادرة على إسقاط الطائرات المقاتلة التي تستمر في قصف المدنيين”.
وطمأن هيتو المجتمع الدولي بأن الأسلحة التي تذهب لقيادة الأركان المشتركة التابعة للائتلاف السوري المعارض لن تقع في الأيدي الخاطئة، مشيراً إلى أن الجدل يدور الآن حول تزويد المعارضة السورية بالأسلحة.
وقال إن حكومته المؤقتة التي تضم 11 وزيراً، ستنتقل إلى المناطق المحررة في شمال سوريا مطلع مايو/أيار المقبل بعد أن يصادق عليها الائتلاف السوري المعارض نهاية الشهر الحالي، وستقوم بالمطالبة بالأصول المجمدة لنظام الرئيس بشار الأسد إذا ما تمكنت من تقديم نفسها على أنها حكومة بديلة قابلة للحياة.
وتأتي تصريحات هيتو في الوقت الذي فشل فيه وزراء خارجية مجموعة الدول الثماني الغنية في تسوية خلافاتهم بشأن سوريا أثناء اجتماعهم في لندن أمس الخميس.
وأشار وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الذي ترأس بلاده مجموعة الثماني حاليا في مؤتمر صحفي إلى “الانقسامات المستمرة” بخصوص النزاع السوري وعدم إحراز “تقدم” في هذا الاجتماع.
وأقر هيغ بأن “العالم فشل حتى الآن في تحمل مسؤولياته حيال سوريا وهو مستمر على هذا النهج”، معربا عن الخشية من أن يؤدي النزاع إلى “أسوأ كارثة إنسانية في القرن الحادي والعشرين”.
وقال إن وزراء خارجية مجموعة الثماني شددوا في اجتماعهم بلندن على ضرورة زيادة المساعدات الإنسانية إلى ضحايا الأزمة في سوريا، ومساعدة الدول التي تستضيف اللاجئين مع العمل في جبهة البحث عن حل سياسي يضع حدا لمعاناة السوريين.
في غضون ذلك اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الحرب في سوريا وصلت إلى نقطة “حاسمة”، وأمر بالإفراج عن عشرة ملايين دولار لتزويد المعارضة السورية مباشرة بمساعدات غير قاتلة مثل الأغذية والأدوية.
وقال أوباما خلال استقباله الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض إن “الأزمة الإنسانية تتفاقم والأمين العام بان وأنا متفقان على القول إننا في وقت حاسم، وإننا نعلق أهمية على عملية انتقالية سياسية فعالة تحترم حقوق جميع السوريين”.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعلن عن المساعدة المباشرة إلى المعارضة السورية على شكل مواد طبية ووجبات غذائية في ختام اجتماع “أصدقاء سوريا” بروما في 28 فبراير/شباط الماضي.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي كايتلن هايدن إن هذا المبلغ (عشرة ملايين دولار) يضاف إلى 117 مليونا كمساعدة قدمت للائتلاف السوري المعارض.
دمشق تدعو لوضع النصرة بقائمة القاعدة
إسلاميو الجيش الحر يرفضون القاعدة
أعلنت مجموعة من الكتائب والألوية الإسلامية التابعة للجيش السوري الحر رفضها لإعلان جبهة النصرة مبايعتها لـتنظيم القاعدة، فيما نأت لجان التنسيق المحلية في سوريا بنفسها عن التنظيم. لكن دمشق بادرت إلى مطالبة الأمم المتحدة بوضع جبهة النصرة بقائمة التنظيمات المرتبطة بالقاعدة.
وقال بيان نشرته “جبهة تحرير سورية الإسلامية” على صفحتها على موقع فيسبوك إنها خرجت للجهاد ضد نظام طائفي، و”ليس لأن نبايع رجلا هنا أو رجلا هناك”.
وتضم الجبهة حوالي عشرين لواء وكتيبة ومجموعة إسلامية ممثلة في القيادة العسكرية العليا للجيش الحر. ومن أبرزها لواء التوحيد ولواء الإسلام وألوية صقور الشام وكتائب الفاروق التي تعتبر من أبرز المجموعات المقاتلة ضد النظام.
وتناول البيان من دون أن يذكر أسماء، دعوة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري إلى إقامة دولة إسلامية في سوريا، وإعلان جبهة النصرة المبايعة للظواهري، وإعلان زعيم تنظيم القاعدة العراقي أبو بكر البغدادي في وقت سابق دمج النصرة والجناح العراقي للتنظيم، وهو ما نفته جبهة النصرة لاحقا.
واستهجنت جبهة تحرير سورية الإسلامية ما “ورد من إعلان إقامة دولة العراق والشام”، مضيفة و”كأن إعلان إنشاء الدول يكون عبر وسائل الإعلام، ومن مجاهيل لا يعرفون، وليس عبر تحرير البلاد من نظام فاجر كافر دمر البلاد والعباد”.
نأي عن القاعدة
أما الجيش الحر فقد بادر إلى التمايز عن جبهة النصرة، لكنه أقر بأنها مجموعة موجودة “بحكم الأمر الواقع” على الأرض وتقاتل النظام، لكن “لا تنسيق بينها وبين الجيش الحر”.
ومن جانبها رفضت لجان التنسيق المحلية في سوريا “جملة وتفصيلا” دعوة زعيم تنظيم القاعدة إلى إقامة “دولة إسلامية في سوريا”، مؤكدة أن هدف الثورة السورية هو “تحقيق الدولة المدنية”.
وقالت لجان التنسيق في بيان أمس إنها تستنكر التدخل السافر لزعيم تنظيم القاعدة في الشؤون الداخلية السورية، وأكدت مجددا أن السوريين وحدهم هم من يقررون مستقبل بلدهم.
وكان رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أحمد معاذ الخطيب أكد بدوره على صفحته على موقع “فيسبوك” رفضه لفكر القاعدة.
تحرك دمشق
في المقابل، سعى النظام السوري إلى استغلال تلك التطورات، حيث طالبت دمشق أمس الخميس مجلس الأمن بإدراج جبهة النصرة على لائحته السوداء للتنظيمات المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وقالت الخارجية السورية أمس في رسالتين بعثت بهما إلى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة إن سوريا تقدمت بطلب إدراج تنظيم جبهة النصرة لأهل الشام في القائمة الموحدة للتنظيمات والكيانات المرتبطة بالقاعدة، عملا بقرارين صادرين عن مجلس الأمن.
وينص القراران على عقوبات مشددة على الأفراد أو المؤسسات أو المنظمات التي تقيم علاقات مع القاعدة، وبينها تجميد أرصدة ومنع سفر وحظر على الأسلحة. وتضم هذه القائمة حاليا 64 كيانا و227 فردا.
ورأت صحيفة “الوطن” السورية القريبة من السلطات في عددها أمس الخميس أن مبايعة جبهة النصرة في سوريا لتنظيم القاعدة تثبت أن لا وجود لأي “ثورة سلمية”، وأن سوريا تخوض منذ سنتين “حربا ضد الإرهاب”.
كتائب إسلامية في الجيش السوري الحر ترفض القاعدة
أكدت في بيان على “فيسبوك” رفضها إعلان جبهة النصرة مبايعة التنظيم
بيروت – فرانس برس –
أعلنت مجموعة من الكتائب والألوية الإسلامية التابعة للجيش السوري الحر، استهجانها ورفضها لإعلان “جبهة النصرة” مبايعتها لتنظيم القاعدة، ودعت “المجاهدين” إلى التوحد وتغليب “الوسطية والاعتدال”، بحسب ما جاء في بيان نشر على صفحتها على موقع “فيسبوك”.
وقال البيان الموقع من “جبهة تحرير سوريا الإسلامية”: “نحن في سوريا عندما خرجنا وأعلنا جهادنا ضد النظام الطائفي، خرجنا لإعلاء كلمة الله وليس لأن نبايع رجلاً هنا أو رجلاً هناك، ونفتئت على بقية إخواننا المجاهدين وشعبنا أو أن نفرض عليه شيئاً فوق إرادته”.
وتضم الجبهة حوالي 20 لواء وكتيبة ومجموعة إسلامية ممثلة في القيادة العسكرية العليا للجيش الحر، ومن أبرزها لواء التوحيد ولواء الإسلام وألوية صقور الشام وكتائب الفاروق، التي تعتبر من أبرز المجموعات المقاتلة ضد النظام.
وتناول البيان، من دون أن يذكر أسماء، دعوة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري إلى إقامة دولة إسلامية في سوريا، ومبايعة جبهة النصرة للظواهري، وإعلان زعيم تنظيم القاعدة العراقي، أبو بكر البغدادي، دمج جبهة النصرة والتنظيم العراقي في تنظيم واحد.
وأعلنت جبهة تحرير سوريا الإسلامية “استغرابها واستهجانها” لما “ورد من إعلان إقامة دولة العراق والشام”، مضيفة “كأن إعلان إنشاء الدول يكون عبر وسائل الإعلام، ومن مجاهيل لا يعرفون، وليس عبر تحرير البلاد من نظام فاجر كافر دمر البلاد والعباد”.
وأضافت “كما نبدي استغرابنا لهذا النهج الحزبي الضيق لأناس بعيدين عن ساحات جهادنا، ولا يدركون واقعنا ومصالح ثورتنا المباركة، فيقيمون علينا دولة ونظاماً من دون استشارتنا، وأميراً لم نؤمّره ولا نعرفه ولم نسمع عنه إلا في وسائل الإعلام”.
وجاء في النص “لن يخدم شعبنا وأمتنا مبايعة من لا يعرفون شيئاً عن واقعنا، بينما لا تزال معظم مدننا محتلة وعصابة الإجرام قائمة تعيث في طول البلاد وعرضها فساداً ودماء شعبنا تنزف”.
ورأت الجبهة فيما شهدته الأيام الأخيرة حول هذا الموضوع “ما يكفي لبث النزاع والشقاق في صفوف المجاهدين في وقت عصيب ومحاولة لدمج الصراعات في المنطقة بما يخدم ما يريد المجرم بشار الأسد من محاولات إشعال المنطقة”.
الجيش السوري الحر يدخل القامشلي للمرة الأولى
استهدف فوج المدفعية “طرطب” الموجود في المدينة ومطار القامشلي
دبي – قناة العربية –
أعلن الجيش السوري الحر عن دخوله مدينة القامشلي في محافظة الحسكة لأول مرة، ووفق الصور التي بثها ناشطون على شبكة الإنترنت، استهدف الجيش الحر فوج المدفعية “طرطب” الموجود في المدينة ومطار القامشلي.
كما تحدثت شبكة “شام” عن انشقاقات في صفوف النظام السوري بمدينة القامشلي.
وفي حمص، أعلن الجيش الحر عن تصديه لما أسماه أوسع تدخل لمقاتلي حزب الله في القصير، وتحدث عن هجوم من قبل عناصر حزب الله وقوات النظام على حاجز التل في القصير في محاولة لاسترداد المنطقة التي يسيطر عليها الجيش الحر.
وقالت شبكة “شام” إن الاشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام مستمرة في تل النبي مندو في مدينة القصير. وأضافت أن الجيش الحر سيطر على منطقة واسعة.
البنتاغون يضع خططاً لاحتمال تدخل مباشر في سوريا
تتضمن الخيارات المطروحة استخدام صواريخ كروز لضرب القدرات الجوية السورية
العربية.نت –
قالت قناة CNN الأمريكية إنه وبناء على معلومات من مصادر عسكرية أمريكية فإن ضباط القيادة الوسطى وقيادة الأركان المشتركة في وزارة الدفاع البنتاغون، عملوا بضغط من النواب الديمقراطيين والجمهوريين على تحديث خطط عسكرية تتضمن تدخلا مباشرا في سوريا.
وقالت المصادر إن الملامح الأولية للخطة التي تتضمن أدوارا واسعة للقوات الأمريكية قد تظهر خلال الأسبوع المقبل، مع الشهادة المرتقبة لوزير الدفاع، تشاك هاغل، ورئيس الأركان الجنرال مارتن ديمبسي، أمام الكونغرس، مع التشديد على أن الخيارات المطروحة تأتي في إطار تحديث الخطط العسكرية، وأنها لا تدل بالتالي على أن البيت الأبيض على وشك توجيه أوامر بتنفيذها.
وبحسب المصادر، فإن من بين الخيارات المطروحة استخدام صواريخ كروز لضرب القدرات الجوية السورية، وكذلك استخدام الطائرات العسكرية الضخمة لنقل مساعدات إنسانية، ولكنها كلها خيارات قد تعترضها تحديات كبيرة عند التطبيق.
وعلق مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية طلب من الـCNN عدم كشف اسمه قائلا إن الفريق الأمني في البيت الأبيض على علم بالخطط الجديدة، ولكنه شدد على أنها لا تختلف كثيرا عن تلك التي سبق للرئاسة الأمريكية أن درستها، مضيفا: “نقول منذ فترة طويلة إننا ندرس كل الخيارات الممكنة من أجل إنهاء العنف وتسريع الانتقال السياسي في سوريا.”
وكانت واشنطن قررت منذ أيام تقديم حزمة جديدة من المساعدات غير الفتاكة إلى المعارضة السورية، يعتقد أن بينها سترات واقية ومناظير ليليّة، ولكنها تبقى أقل بكثير مما يطالب به عدد من النواب الأمريكيين الذين كانوا قد دعوا الرئيس باراك أوباما إلى التفكير في “خيارات عسكرية محدودة” لا تتضمن إرسال جنود إلى سوريا.
الأمم المتحدة قلقة من عودة لاجئين سوريين إلى بلادهم
أسباب عديدة تدفعهم للعودة أبرزها الذهاب للقرى الحدودية المحررة ولم شمل العائلة
جنيف-فرانس برس –
أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين الجمعة أن أعداداً متزايدة من اللاجئين السوريين يختارون العودة من الأردن إلى بلادهم، حيث بلغ عدد العائدين إلى سوريا المضطربة 300 لاجئ يومياً، معربة عن قلقها العميق بشأن سلامتهم.
وقالت المفوضية التابعة للأمم المتحدة إنها سجلت زيادة خلال الأيام العشرة الماضية في أعداد السوريين العائدين من الأردن إلى سوريا، رغم تأكيدها أن أعداداً أكبر من السوريين يعبرون الحدود باتجاه الأردن.
وأوضحت المتحدثة باسم المفوضية، ميليسا فلمينغ، أن اللاجئين يختارون العودة إلى سوريا لعدة أسباب من بينها الأنباء عن تحسن الأمن في عدد من القرى الحدودية وكذلك لحماية ممتلكاتهم. وصرحت للصحافيين في جنيف قائلة إن العديد من اللاجئين يريدون كذلك الانضمام إلى أفراد من عائلاتهم أو إحضار أقارب تركوهم خلفهم إلى الأردن.
وأضافت أن حوالي 300 شخص قرروا خلال الأسبوع والنصف الماضيين مغادرة الأردن والعودة إلى القرى القريبة من محافظة درعا السورية. وأوضحت أن “جزءاً كبيراً من مناطق هذه المحافظة لا تزال ساحة معركة، وتخشى المفوضية على سلامة العائدين الذين تشكل العائلات الغالبية العظمى منهم”.
يذكر أنه قبل أسبوع، ذكرت الحكومة الأردنية أن نحو 35 ألف لاجئ سوري قرروا العودة إلى سوريا منذ اندلاع النزاع في ذلك البلد في مارس/ آذار 2011.
وفي الإجمال فإن نحو 1,3 مليون سوري فروا من بلادهم إلى الدول المجاورة منذ بداية النزاع الذي أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 70 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة.
مواجهة كلامية حادة بالكونغرس الأميركي حول التدخل بسوريا
السيناتور كين يصر على الحل العسكري والسفير فورد يتمسك بالخيار السياسي
واشنطن – منى الشقاقي –
شهدت جلسة استماع للسفير الأميركي لدى سوريا، روبرت فورد، في الكونغرس الأميركي، مواجهة كلامية حادة مع عضو مجلس الشيوخ الجمهوري جون ماكين، حيث جدد الأخير إصراره على ضرورة التدخل عسكرياً في سوريا في وقت يتمسك فورد بضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
وسأل ماكين: “الأدميرال ستافريديس وماتيس يقولان إن لدينا القدرة على فرض حظر جوي باستخدام صواريخ باتريوت وأسلحة هجومية، هل تؤيد مثل هذا الحظر الجوي؟”.
فأجاب فورد: “سيناتور. أنا اقتصادي ولست محللاً عسكرياً”.
وأضاف ماكين: “انتظر لحظة، من المفروض أن تعرف الوضع على الأرض، فأنت كنت السفير. إجابتك بأنك اقتصادي تشير إلى أنك لا تقوم بعملك، ربما من الأكثر ملاءمة لك أن تعمل كاقتصادي في وزارة الخارجية”.
تبع هذا التبادل خروج ماكين من الجلسة فيما كان أحد الشهود يجيب عن سؤال له.
وقال فورد إن الوضع على الأرض في سوريا يشير إلى تقدم الثوار، وإن حل الأزمة يجب أن يكون سياسياً وليس عسكرياً، كما تحدث عن أهداف الولايات المتحدة في سوريا.
وأضاف: “لا نريد أن يتم استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، ولا أن يتم نقلها إلى أيدي الجهات الإرهابية، كما أننا لا نريد أن تصبح سوريا قاعدة للعمليات الإرهابية. يجب أن تكون سوريا مصدراً للاستقرار في المنطقة، وعدد اللاجئين لدول الجوار لا يساعد على ذلك”.
حذر فورد في شهادته من أن الصراع يأخذ طابعاً طائفياً أكثر، ويزداد تطرفاً كلما مر الزمن.
ووصف دور إيران في الصراع بأنه “خبيث، لأنه يساعد نظام الأسد في تكوين ميليشيات طائفية، ويجذب حزب الله وميليشيات عراقية إلى سوريا”.
تأتي شهادة فورد في الوقت الذي تقول فيه الولايت المتحدة إنها ستزيد من تمويلها ودعمها للمعارضة السورية، لكنه ليس دعماً عسكرياً حتى الآن.
التلفزيون السوري يعتذر عن تكذيبه “فيديو” مقتل البوطي
أكد صحة الشريط الذي نشر على الإنترنت بعد أن وصفه بـ”المفبرك”
العربية.نت –
أكد التلفزيون الرسمي السوري صحة شريط فيديو نشر على شبكة الإنترنت حول مقتل الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي في انفجار بالعاصمة دمشق في مارس/آذار الماضي.
وقدم التلفزيون السوري اعتذارا عن الخطأ الذي وقع لدى التشكيك بشريط فيديو أظهر الشيخ البوطي وهو يقدم بمحاضرة داخل جامع الإيمان قبل أن يحصل انفجار يظهر بعده البوطي محاولا تركيز عمامته، ليقترب بعدها رجل من الشيخ ويتركه مدمى الوجه.
وكان التلفزيون الرسمي كذب هذا الشريط الذي تناقلته وسائل الإعلام معتبره مفبركا ومتاجرة بدم الشيخ القتيل.
وكان مجلس قيادة الثورة في دمشق نشر مقطع فيديو على الإنترنت قال إنه يظهر لحظة مقتل الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، حيث أظهر الفيديو الشيخ البوطي وهو يعدل عمامته بعد انفجار صغير وقع قرب منبره، ثم سارع شخص إليه، حاجباً الصورة عن الكاميرا التي كانت تصور الحلقة، وانصرف بسرعة مخلفاً الشيخ البوطي والدماء تسيل من رأسه.
وقد دفن الشيخ البوطي بجانب قبر صلاح الدين الأيوبي، المحاذي لقلعة دمشق، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، وقد شيّعه جمع غفير من السوريين وسط إجراءات أمنية مشددة.
معارضة سوريا تبدأ معركة “تحرير القامشلي“
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المعارضة المسلحة اشتبكت مع القوات الحكومية الجمعة في مدينة القامشلي قرب الحدود التركية شرقي البلاد.
وأظهرت مقاطع مصورة بعض الشاحنات والعشرات من مقاتلي المعارضة وهم يستعدون لهجوم بالقذائف على مطار القامشلي، التي ظلت هادئة طوال عامين بفضل اتفاق أكراد المدينة مع المعارضة بتحييد المدينة عن النزاع المسلح القائم.
وكان الاتفاق يقضي بتجنب خوض الاشتباكات داخل حدود المدينة.
ومن جهة أخرى، نفت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تلقي أمينها العام الدكتور نبيل العربي استقالة المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي من مهمتة في سوريا.
15 ألف طفل قتلوا في سوريا
وقال مسؤول في منظمة فرنسية غير حكومية متخصصة في تقديم العلاج للأطفال المحتاجين حول العالم، إن المعارك في سوريا أودت بحياة 10 إلى 15 ألف طفل منذ بداية النزاع في هذا البلد في مارس 2011.
ومن أصل أكثر من 70 ألف قتيل في النزاع السوري بحسب إحصاء للأمم المتحدة، فإن “نصفهم تقريبا من المدنيين. وبين هؤلاء المدنيين هناك 30 إلى 40 % من الأطفال، أي 10 إلى 15 ألف طفل”، حسبما أوضح نائب رئيس منظمة “سلسلة الأمل” فيليب فالنتي العائد من مهمة في الأردن.
وقال فالنتي الذي يعمل طبيبا إنه “درس حالة 65 طفلا سوريا من اللاجئين في الأردن كان ثلثاهم جرحى حرب. أصيبوا إما بسبب انفجار لغم وإما بسبب قناص”.
وتعمل منظمة “سلسلة الأمل” التي تأسست عام 1988 في نحو 30 دولة لتقديم العناية الطبية والتربية للأطفال المحرومين.
أدلة على أسلحة كيماوية
وفي سياق متصل، كشف دبلوماسيون في الأمم المتحدة الخميس، عن امتلاك بعض الدول الغربية أدلة تؤكد استخدام الحكومة السورية الأسلحة الكيمياوية مرة على الأقل في النزاع السوري.
ونقلت وكالة فرانس برس عن دبلوماسي غربي قوله إن أدلة “مقنعة تماما” قد أرسلت إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان غي مون، لدعم الاتهامات ضد الحكومة السورية بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية.
كما تحدث دبلوماسي آخر فضل عدم الكشف عن هويته، عن “أدلة صلبة” على استعمال أسلحة كيماوية، وقال: “توجد عدة أمثلة، فنحن متأكدون تماما من أن قنابل كيمياوية قد استعملت بشكل متقطع”.
وتأتي هذه التصريحات في وقت ينتظر فريق من الخبراء برئاسة العالم السويدي إيك سيلستروم، انتدبته الأمم المتحدة للتحقيق في مزاعم عن استخدام أسلحة كيماوية، إذن الحكومة السورية لمباشرة التحقيق في هذه الاتهامات.
وتمثل هذه الخطوة ضغطا على سوريا للسماح للفريق بالوصول إلى المواقع، التي يريد دخولها مع رفض دمشق توسيع التحقيق خارج نطاق زعم حكومي بأن “قوات المعارضة استخدمت ذخائر كيماوية قرب حلب ليشمل مزاعم المعارضة بأن حكومة الرئيس بشار الأسد استخدمتها”.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة، الخميس، خلال لقائه مع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في واشنطن “من المؤسف أن تكون الحكومة السورية قد رفض عرضي اجراء تحقيق” ميداني.
يشار إلى أن الناشطة المعارضة، بسمة قضماني، كانت قد أبلغت سيلستروم في خطاب غير مؤرخ أنه جرى جمع عينات أنسجة من ست ضحايا مزعومين للهجمات الكيماوية يوم 24 مارس الماضي في قريتي عدرا والعتيبة.
وجاء في الخطاب “يوجد 32 شخصا تبدو عليهم أعراض المرض، ويعالجون حاليا في أعقاب التعرض للأسلحة وهم مستعدون للخضوع للفحص في التحقيق”.
جدير بالذكر أن دول غربية حذرت مرارا الحكومة السورية من اللجوء إلى استخدام أسلحة كيمياوية في حربها ضد المعارضة المسلحة، في حين تؤكد دمشق إنه لو كان لديها مثل هذه الأسلحة فلن تستخدمها ضد شعبها.
دبلوماسيون غربيون يتحدثون عن “أدلة قاطعة” على استخدام أسلحة كيميائية في سوريا
أعلن دبلوماسيون غربيون أن هناك أدلة قوية على استخدام أسلحة كيميائية مرة على الأقل في الصراع الدائر في سوريا.
وقال دبلوماسي غربي، رفض الكشف عن اسمه، في تصريحات صحفية “لدينا أدلة قاطعة” على استعمال أسلحة كيماوية.
وأضاف المسؤول “توجد عدة أمثلة حيث نحن متأكدون تماما من أن قنابل كيميائية قد استعملت بشكل متقطع”.
وأكد دبلوماسي آخر في مجلس الامن الدولي أن أدلة “مقنعة تماما” قد أرسلت إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لدعم الاتهامات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وكان بان كي مون قد أعلن الخميس خلال لقائه الرئيس الأمريكي باراك اوباما في واشنطن “من المؤسف أن ترفض الحكومة السورية عرضي لإجراء تحقيق” ميداني.
وكان بان كي مون قد أعلن الأسبوع الماضي أن فريقا من الخبراء وصل إلى قبرص استعدادا للتوجه إلى سوريا.
ولكن الحكومة السورية رفضت استقبال البعثة الدولية مؤكدة أن الأمم المتحدة طلبت مهاما اضافية بما يسمح للبعثة بالانتشار في الأراضي السورية وهو ما اعتبرته “انتهاكا لسيادة البلاد”.
أزمة إنسانية
من ناحية أخرى، اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن الوضع في سوريا وصل إلى “مرحلة حرجة” مشيرا إلى أن الأزمة الإنسانية تتفاقم هناك.
وقال أوباما “بالتأكيد، الأزمة الانسانية تتفاقم. أنا والأمين العام للأمم المتحدة متفقان على أننا في وقت حاسم ونأمل في الوصول إلى عملية انتقالية سياسية فاعلة تحترم حقوق جميع السوريين”.
وكان أوباما قد أمر بصرف 10 ملايين دولار لتزويد المعارضة السورية بمساعدة غير قتالية مثل الأغذية والأدوية.
من جانبه، طلب بان كي مون من الرئيس الأمريكي “القيام بكل ما يمكنه القيام به من أجل العمل مع الشركاء الأساسيين داخل مجلس الأمن المنقسم بين غربيين من جهة وروس وصينيين من جهة أخرى”.
اشتباكات متواصلة
على الصعيد الميداني، أفادت الأنباء بأن اشتباكات عنيفة تدور في بلدة الصنمين الواقعة في محافظة درعا أسفرت عن قتلى وجرحى.
وقال نشطاء معارضون إن 60 شخصا سقطوا قتلى نتيجة الاشتباكات بعضهم قتل على يد القوات الحكومية.
وأفاد مراسل بي بي سي في دمشق، عساف عبود بأن القوات الحكومية اقتحمت المدينة للمرة الثانية، وسط حركة نزوح للسكان، معلنة أنها أوقعت العديد من القتلى من مسلحي المعارضة في الصنمين.
وتشير التقارير إلى أن عمليات قصف واشتباكات طالت درعا البلد وغباغب والمسيفرة وطفس وجاسم وسحم الجولان وداعل.
كما اندلعت معارك في بعض بلدات حلب وحمص وادلب.
BBC © 2013
بعيداً عن ويلات الحرب ورعب التعذيب في سوريارحلة طبيب سوري من مشافي حمص الميدانية إلى مقاهي براغ التشيكية
منصور الرجب كرس ست سنوات من حياته لبناء مستشفى خاص في سوريا، قبل أن تحوله الحرب إلى مستشفى ميداني، ولكن لمدة مؤقتة، فقد تعرض المستشفى لوابل من القنابل ليمسي كومة من الأنقاض. وتمكن الطبيب السوري من الفرار إلى جمهورية التشيك، ولكن قلبه بقي معلقا في حمص وينبض بنبض الثورة. مارتن نيزخليبا يستعرض تجربة الطبيب السوري.
بمجرد أن رأى صديقه وزميله بعد خروجه من الاعتقال، صار الأمر واضحا بالنسبة لمنصور الرجب: لقد حان الوقت للخروج. لقد تناوب الجنود على تعذيب صديقه، ثم رموه في حوض استحمام مليء بالبراز، ثم عادوا لتعذيبه ورميه، تكرر الوضع لمدة أربعين يوما.
ورغم ذلك، عندما يتحدث الطبيب ذو الخمسين عاما عن أهوال الحرب في سوريا فإنه يبقى من الناحية الموضوعية، غير دقيق. وكأن تلك الفظائع لا تنتمي إلى هذا العالم الذي يعيش فيه في منفاه بكل هدوء وسكينة.
يتحدث الرجب عن ذلك: “عندما رآني، انهار في نوبة بكاء”. الجيش بحث عني أيضا، ويتابع الرجب حديثه في ضوء خافت داخل حانة في مدينة براغ: “أن تعلم بأنهم يبحثون عنك أسوأ بكثير من التعرض للقنابل والقذائف”. أصبحت الحياة جحيما لا يطاق؛ كل سيارة تشاهدها في مرآة الرؤية الخلفية كانت تمثل تهديدا محتملا.
المعالجة عن طريق فيسبوك
الرجب أعد كل شيء بشكل جيد. مجموعة مختصة بالتهريب عبَرت به الحدود باتجاه لبنان، فيما وصل جواز السفر الخاص به إلى بيروت عبر طريق مختلفة. جواز السفر يجب أن يحمل ختما رسميا يسمح له بالسفر إلى الجمهورية التشيكية.
وكان منصور الرجب قد درس في ثمانينيات القرن الماضي الطب في جامعة تشارلز في براغ. كما إن والدته تشيكية. وقد ساعده زملاء سابقون من فترة الدراسة في الجامعة في تأمين وظيفة كأخصائي لأمراض الأذن والأنف والحنجرة في ملادا بوليسلاف، التي لا تبعد كثيرا عن العاصمة التشيكية. منصور يشعر بالراحة هنا؛ فبإمكانه تطوير نفسه من الناحية المهنية، ويكسب المال، كما أنه موجود بين أصدقائه.
عناصر من الحيش السوري الحر يتفحصون إحدى المناطق التي سيطروا عليها في حمص في مارس 2013. رويترز
تضامن غير محدود في أتون الحرب الطاحنة: “لم يكن بوسعنا أن نأخذ كل الدم الذي كان يأتي الناس للتبرع به”، كما يقول الطبيب السوري منصور الرجب.
ولكن عندما يحل المساء يختلف الوضع، وتغادر أفكاره لتكون مع أبناء وطنه ومع أفراد عائلته الذين تمكنوا من العثور على ملجأ لهم في الأردن. إذ يتحدث الرجب مع بناته الثلاثة بشكل يومي تقريبا من خلال الهاتف. فيما يرسل له الأطباء الموجودون في مسقط رأسه صورا فوتوغرافية لإصابات المرضى، ثم يتشاور بشأنها مع زملائه في المستشفى التشيكي ويقدم لزملائه في الوطن عبر فيسبوك المشورة حول أفضل السبل لعلاج الإصابات.
من يصادف منصور الرجب وهو يسير بالقرب من شقته في أحد أحياء براغ، فلن يلحظ ما يميزه عن بقية الناس الذين يحثون الخطى ليشقوا طريقهم عبر الريح الباردة. لن يلحظ اختلافاً: لا من حيث المظهر الخارجي للطبيب ذي العينين الزرقاوين ولا عند الحديث إليه، إذ لا يمكن للوهلة الأولى تمييزه عن المواطنين التشيكيين الأصليين، وربما بعد بضع دقائق من الحديث حتى يلاحظ المرء بعض الاختلاف في طريقة نطقه للحروف الساكنة، وأنه قد يضطر أحيانا لاستخدام مفردات من اللغة الإنكليزية.
وبعد أن يجلس على طاولة في حانة مظلمة قليلا، ويخلع سترته الشتوية السميكة ويطلب كوبا من الشاي، يزيل النظارات ويسمح لها بأن تتدلى حول عنقه. ثم يبدأ بالحديث عن الحياة في مسقط رأسه حمص.
فظائع الحرب: بعد أكثر من عام على اقتحام الجيش النظامي السوري لحي بابا عمرو في حمص، عاد الحي ليكون من جديد مسرحا لمعارك طاحنة. فيما تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن أن الطيران الحربي عاد ليقصف الحي شبه المدمر.
يتحدث حول معاناته وإطلاق النار عليه من قبل القناصة في كل يوم وهو في طريقه إلى عيادته، وحول أحد المواقف مثلا عندما اضطر إلى بتر ساقَيْ رجل تعرض للتعذيب لمدة ثلاثة أيام. الآن يشعر المستمع لمنصور الرجب بقشعريرة تسري في جسده، ليعرف المستمع ذلك النوع من العالم الذي فر منه الرجب قبل أقل من أربعة أشهر خلت.
الفرار على مراحل
استغرق الأمر ست سنوات حتى تمكن من بناء مستشفاه الصغير – وهو واحد من بين مستشفيين اثنين فقط في البلاد مزود بمسرّع خطي للمساعدة في العلاج الإشعاعي. بعد أن جرى بوحشية سحق الاحتجاجات الأولى ضد الرئيس بشار الأسد في مدينة درعا في مارس/ آذار 2011، سرعان ما تحولت مدينة حمص إلى معقل للثورة، وتحولت عيادة منصور إلى مستشفى ميداني.
ولأن المستشفى كان موجودا في جورة الشياح – وهو حي يعتبر معارضا للنظام – فقد دمرته القوات الحكومية، في أحد أيام السبت في بداية يونيو/ حزيران، وسوته بالأرض عبر قذائف الهاون، تماما كما نصف مدينة حمص ثالث أكبر مدينة في سوريا.
“لدينا نحو نصف مليون نازح فروا من حمص إلى مناطق أخرى داخل حمص”، كما يقول الرجب الذي يؤكد بأن الناس نجوا من كارثة إنسانية بفضل التضامن الملحمي للسكان بعضهم مع بعضهم.
وبرفقة فريقه الطبي فر الرجب إلى دمشق وتولى تشغيل مستشفى يملكه صهره، الذي كان قد غادر إلى الأردن. ثم جرى اختطاف زميله هناك، وبعدها بدأ الرجب بالتخطيط للفرار إلى براغ.
في براغ عام 1989 : متظاهر يحمل تمثالا لستالين مع لافتة صغيرة كتب عليها: “لا شيء يدوم إلى الأبد”. بدون عنف نجح التشيكيون والسلوفاك وعبر “الثورة المخملية” في وضع نهاية الشيوعية وسلكوا طريقهم باتجاه الحرية.
القيمة ذاتها لحياة الإنسان
“قلبي”، كما يقول الطبيب السوري- التشيكي، “هو مع الثورة”. فقد عايش الرجب في عام 1989 “الثورة المخملية”، التي أطاحت عبر الوسائل السلمية بالنظام الشمولي في تشيكوسلوفاكيا. “حتى ذلك الوقت كنت أعتقد بأن التشيكيين لا يتهمون بالسياسة أبدا، وأنهم سعداء طالما أنه يمكنه أن يذهبوا إلى الحانة كل ليلة ليحتسوا مشروب البيرة”، كما يتذكر.
كان صديقه التشيكي، الذي صار الآن طبيباً استشارياً، هو الذي أخذ الرجب معه إلى المظاهرات الحاشدة في براغ، حيث وجه مئات الآلاف من المحتجين عبر حمالات المفاتيح التي كانوا يحملونها ضربة قاصمة للشيوعية. حينها وفقط حينها فهم الطبيب السوري الشاب القوة الكامنة داخل الشعب المظلوم الذي استيقظ من سباته.
ذات الشعور ولّدته في داخله الحرب الدائرة في موطنه، وذلك عندما تمكن للمرة الأولى من التعرف على التلاحم الإنساني الرائع الكبير الذي قدمه الناس بعضهم لبعض، فقد بقي لمدة ستة شهور يعمل على مدار الساعة مع زملائه الأطباء لإسعاف الجرحى ومعالجتهم. “لم يكن بوسعنا أن نأخذ كل الدم الذي كان يأتي الناس للتبرع به”، يقول الرجب مبتسما. إنه يفتقد العمل في مشفاه الميداني.
ماذا يتنمى الرجب الآن؟ يتمنى أن يقيس العالم الحر قيمة حياة مواطنيه بنفس المقياس الذي يقيس به حياة الآخرين. لم يحدث من قبل أن قام ديكتاتور بذبح شعبه على مثل هذا النطاق الواسع، كما يقول: “مئتا شخص يفقدون حياتهم كل يوم”.
ويبين الرجب ما يحتاجه الشعب السوري: “نحن لسنا بحاجة إلى السكر، ولسنا بحاجة إلى الطحين، ما نحتاج إليه هو وضع حد للعنف”. سقوط الديكتاتور الأسد هو مسألة وقت كما يرى الطبيب السوري، ولكن الأمر يعتمد على موقف المجتمع الدولي في تحديد عدد الأرواح البشرية التي سيتم التضحية بها قبل أن يأتي ذلك اليوم.
مارتن نييزخليبا
ترجمة: فلاح آل ياس
تحرير: علي المخلافي
حقوق النشر: قنطرة 2013