أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 08 تموز 2017

 

 

 

 

اتفاق أميركي – روسي على وقف النار … وإبعاد إيران من جنوب سورية

واشنطن – جويس كرم

لندن – «الحياة هامبورغ – أ ب – قال ثلاثة مسؤولين أميركيين أمس، خلال القمة التي جمعت الرئيس دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، إن «الولايات المتحدة وروسيا توصلتا إلى اتفاق على وقف النار في جنوب غربي سورية». وأكد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف نبأ الاتفاق وقال «أنه تم خلال القمة». في حين أكد وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون أن واشنطن «لا ترى دوراً طويل الأمد لعائلة الأسد في سورية». وأكدت وكالة «الأنباء الأردنية» أن «وقف النار سيبدأ اعتباراً من ظهر غدٍ الأحد بتوقيت دمشق. وسيبعد الاتفاق الميليشيات التي تدعمها إيران من المنطقة. وقال أحد المسؤولين الأميركيين الثلاثة إن «الأردن وإسرائيل جزء من اتفاق وقف النار هذا». وللدولتين حدود مشتركة مع سورية، وهما قلقتان من امتداد آثار القتال في سورية عبر تلك الحدود.

واتفاق وقف النار الجديد منفصل عن «مناطق خفض التوتر» في سورية، التي تسعى روسيا وتركيا وإيران إلى تحقيقها، علماً أن الولايات المتحدة لم تشارك في المحادثات المتصلة بتلك المناطق التي أخفقت الدول الثلاث في التوصل إلى اتفاق في شأنها خلال اجتماعاتها الأخيرة في العاصمة الكازاخية آستانة في الرابع والخامس من الشهر الجاري. وتبادلت الدول الثلاث المعنية الاتهامات في شأن أسباب الإخفاق، خصوصاً في ما يتعلق بمنطقة خفض التوتر في محافظة إدلب.

ويمثل الاتفاق الأميركي- الروسي على وقف النار، الذي أقر خلال القمة الأميركية- الروسية، مستوى جديداً من الجهود الأميركية لإنهاء الحرب الأهلية في سورية.

وعلى رغم أن الولايات المتحدة وروسيا تدعمان أطرافاً مختلفة في سورية، إذ تدعم روسيا الرئيس السوري بشار الأسد، بينما تدعم الولايات المتحدة فصائل معارضة أبرزها «قوات سورية الديموقراطية»، إلا أن الدولتين تسعيان إلى إلحاق الهزيمة بتنظيم «داعش».

وكانت مصادر أميركية في واشنطن أكدت لـ «الحياة» أن اتفاقاً روسياً- أميركياً في شأن سورية «بات ناجزاً» ويتضمن تفاصيل أمنية وعسكرية وسياسية تتعلق بتقاسم النفوذ وأمن الحدود، وهو مبني على ركيزتين، الأولى أنه يُبقي الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة والثانية أنه يبعد إيران من المناطق الحدودية ويشمل العمل مع موسكو لإنشاء مناطق آمنة.

وأضافت المصادر أن هزيمة تنظيم «داعش» تشكل الأولوية القصوى لواشنطن وأن التعاون مع روسيا يهدف إلى «توزيع النفوذ في مناطق سيطرة داعش بعد هزيمته».

ميدانياً، استمر القتال أمس في الرقة، حيث تمكنت «قوات سورية الديموقراطية» وقوات عملية «غضب الفرات» من تحقيق تقدم شرق قرية رطلة. وإذا استطاعت هذه القوات السيطرة على القرية، فإن ذلك يتيح لها التقدم إلى منطقة العكيرشي التي كانت تضم معسكراً لتدريب عناصر تنظيم «داعش»، والمعروف باسم «معسكر الشيخ أسامة بن لادن»، والتي شهدت في النصف الثاني من 2015 تنفيذ تنظيم «داعش» أكبر عملية إعدام جماعي بحق أكثر من 200 من عناصره الشيشان ومن جنسيات وسط آسيوية.

واستمرت أمس، الاشتباكات على محاور في المدينة القديمة وأطراف حي هشام بن عبدالملك ومحيط سوق الهال وحي البريد في شرق المدينة وغربها، بين «قوات سورية الديموقراطية» المدعمة بالقوات الخاصة الأميركية من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، وترافقت الاشتباكات مع قصف لطائرات التحالف الدولي وضربات استهدفت مناطق سيطرة التنظيم فيها.

وتواصلت المعارك العنيفة بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها وبين تنظيم «داعش» في محور جباب حمد ومحاور أخرى في ريف حمص الشرقي. ووردت أنباء عن مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين، وسط معلومات مؤكدة عن تقدم القوات النظامية في مواقع عدة.

وتمكنت القوات النظامية أول من أمس، من تحقيق تقدم بلغ نحو 10 كيلومترات في اتجاه مدينة السخنة، ما جعل هذه القوات على مسافة نحو 15 كيلومتراً من المدينة الاستراتيجية التي تعد بوابة جديدة لدخول محافظة دير الزور التي يسيطر تنظيم «داعش» على غالبيتها. ووجهت القوات النظامية والطائرات الحربية قصفاً مكثفاً بالقذائف والصواريخ على مواقع «داعش» في المنطقة، ما تسبب بسقوط خسائر بشرية مؤكدة في صفوف عناصر التنظيم.

وتجدد الاقتتال أمس بين «هيئة تحرير الشام» و «جيش الإسلام» في الغوطة الشرقية، وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن عناصر «هيئة تحرير الشام» تمكنت من التقدم على حساب «جيش الإسلام».

 

ملامح صفقة أميركية – روسية في سورية اساسها توزيع النفوذ على الحدود وبقاء الأسد

واشنطن – جويس كرم

مصادر أميركية لـ «الحياة» أن الاتفاق الروسي- الأميركي في شأن سورية «بات ناجزاً» ويتضمن تفاصيل أمنية وعسكرية وسياسية تتعلق بتقاسم النفوذ وأمن الحدود، وهو مبني على عمودين، الأول يبقي الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة والثاني يبعد إيران عن المناطق الحدودية ويشمل العمل مع موسكو لإنشاء مناطق آمنة.

وأوضحت المصادر أن العمل على الخطة بدأ منذ شهور بإشراف المسؤول الأميركي في الحرب ضد «داعش» برت ماكغورك، وهي تتعاطى مع أدق تفاصيل توزيع الحصص والنفوذ في سورية بالتعاون مباشرة مع روسيا.

وأضافت المصادر أن هزيمة تنظيم «داعش» تشكل الأولوية القصوى لواشنطن وأن التعاون مع روسيا يهدف إلى «توزيع النفوذ في مناطق سيطرة داعش بعد هزيمته»، وهو ما لمح إليه بيان وزير الخارجية ريكس تيلرسون بإشارته إلى أن ثمة فرصة حقيقية لإحراز تقدم في الأزمة وهزيمة «داعش»، وتركيزه على تمسك واشنطن بالدفاع عن قوات تدربها وتجهزها في مناطق حيوية.

هذه المناطق هي في صلب مسودة الاتفاق الروسي- الأميركي وتستند، وفق المصادر، إلى تسليم النظام السوري المنطقة الحدودية مع الأردن، وهو ما يعطيه متنفساً اقتصادياً أيضاً وقد يعيد فتح علاقات تجارية باتجاه دول الخليج في حال التوصل إلى اتفاق سياسي.

أما بخصوص الحدود مع إسرائيل، وهي التركيبة الأكثر تعقيداً اليوم، فهناك إصرار على إبعاد حزب الله عنها وتباين بين الرؤيتين الأميركية والإسرائيلية حولها. ففيما لا تعارض واشنطن وجوداً روسياً أو من النظام (من دون ميليشيات إيران)، فإن إسرائيل لديها تحفظات كبيرة على ذلك.

وفي ما يتصل بالنفوذ على الحدود مع العراق هناك عاملان، الأول يترك معركة دير الزور للنظام، وهو ما لا يمانعه تيلرسون ووزير الدفاع جايمس ماتيس، فيما تسيطر القوات المدعومة من أميركا على منطقة الجزيرة السورية التي تشمل الرقة والفرات وكوباني (عين العرب) وتل أبيض.

وبحسب المصادر، سيكون هناك تعاون وتنسيق عسكري أميركي- روسي مباشر لضبط المناطق المحررة من «داعش»، وإنشاء مناطق آمنة مبنية على الخطة الروسية وقد تستوعب اللاجئين لاحقاً. ويدعم هذا التصور أساساً اليوم كل من تيلرسون ومستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنير، ومن المتوقع أن يطرحه ترامب في لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ونقل موقع «ديلي بيست» أن العمل على الخطة بدأ منذ لقاء تيلرسون بالرئيس الروسي في نيسان (أبريل) الفائت وأن ثمة معضلتين أمامها، الأولى هي إجراءات الكونغرس التي تمنع تعاوناً عسكرياً مباشراً مع روسيا منذ أزمة أوكرانيا، وقد تعرقل تحرك وزارة الدفاع الأميركية في هذا الاتجاه.

أما المعضلة الثانية فهي اللاعب الإيراني واحتمال تخريبه الخطة، كونها تستهدفه في شكل غير مباشر، بتقوية موسكو على حسابه وإبعاده عن الحدود العراقية. وسيعني تنفيذ الخطة التزاماً أميركياً أكبر في سورية قد يعترض عليه الكونغرس مع بدء مناقشة الموازنة السنوية خلال أسابيع.

 

تيلرسون: واشنطن لا ترى أي دور في الأجل الطويل لعائلة الأسد

هامبورغ (ألمانيا)، واشنطن، بيروت – رويترز

قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إن الولايات المتحدة لا ترى أي دور في الأجل الطويل لعائلة الرئيس السوري بشار الأسد.

وأضاف الوزير الأميركي في تصريحات اليوم (الجمعة) على هامش قمة «مجموعة العشرين» في هامبورغ، أن كيفية رحيل الأسد لم تتحدد بعد لكنه أوضح أنه سيحدث انتقال في مرحلة ما بالعملية السياسية لا يشمل الأسد ولا أسرته.

وقال تيلرسون إن الولايات المتحدة وروسيا والأردن توصلت إلى وقف لإطلاق النار و«اتفاق لخفض التصعيد» في جنوب غربي سورية إحدى مناطق القتال في الحرب الأهلية المستمرة منذ ست سنوات.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف و«وكالة الأنباء الأردنية الرسمية» (بترا) إن وقف إطلاق النار سيبدأ سريانه الأحد المقبل. وأعلن تيلرسون عن الاتفاق بعد اجتماع في مدينة هامبورغ الألمانية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال إن المنطقة التي يشملها وقف إطلاق النار تؤثر على أمن الأردن و«جزء معقد جداً من ساحة المعارك السورية». وأبلغ تيلرسون الصحافيين «إنه اتفاق محدد جيداً في شأن من سيقوم بتأمين هذه المنطقة».

ووفقاً لـ «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي مقره لندن، فإن الحرب في سورية أودت بحياة حوالى نصف مليون شخص وأجبرت ملايين آخرين على الفرار من البلاد.

وقال تيلرسون «أعتقد أن هذه هي أول إشارة إلى أن الولايات المتحدة وروسيا بمقدورهما العمل معاً في سورية… ونتيجة لذلك أجرينا مناقشة مطولة جداً في ما يتعلق بمناطق أخرى في سورية يمكننا أن نواصل فيها العمل معاً لتخفيف التصعيد».

وقبل الذهاب إلى هامبورغ قال تيلرسون إن الولايات المتحدة مستعدة لمناقشة جهود مشتركة مع روسيا لتحقيق الاستقرار في سورية بما في ذلك إقامة مناطق لحظر الطيران ونشر مراقبين لوقف إطلاق النار وعمليات منسقة لتسليم مساعدات إنسانية.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية اليوم، إن وقف إطلاق النار في جنوب غربي سورية هو «خطوة أولى» نحو ترتيب أكبر.

وأضاف المسؤول الذي شارك في المفاوضات وطلب عدم نشر اسمه «إنها خطوة أولى نتصور (بعدها) ترتيباً أكبر وأكثر تعقيداً لوقف إطلاق النار وترتيباً لعدم التصعيد في جنوب غربي سورية. بالتأكيد أكثر تعقيداً من (إعلانات) هدنة سعينا إلى التوصل إليها في الماضي». وذكر أن المزيد من المناقشات ستحدد جوانب حاسمة في الهدنة ومنها من سيتولى مراقبتها.

من جهته، قال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون اليوم، إنه يرحب بأي وقف لإطلاق النار في سورية، لكنه أوضح أنه يود أن يرى نتائج على الأرض. وقال فالون خلال لقاء في واشنطن «التاريخ الحديث للحرب السورية به الكثير من إعلانات الهدنة وسيكون من الجيد… وجود وقف إطلاق النار في يوم ما».

وتابع «لم تكن أي منها وقف لإطلاق النار وانتهكت باستمرار، انتهكها النظام وفي الحقيقة انتهكها النشاط الروسي نفسه. لذلك… نرحب بأي وقف لإطلاق النار لكن دعنا نرى. دعنا نرى النتائج على الأرض».

وقال ديبلوماسيون غربيون ومسؤولون إقليميون في أوائل حزيران (يونيو) إن الولايات المتحدة وروسيا أجريتا محادثات سرية في شأن إقامة «مناطق لتخفيف التصعيد» في جنوب سورية. وأضافوا أن المناطق المقترحة تقع في محافظة درعا على الحدود مع الأردن وفي محافظة القنيطرة على الحدود مع مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.

وكثفت قوات النظام السوري في الأشهر القليلة الماضية ضرباتها في مدينة درعا جنوب غربي البلاد في حملة للوصول إلى الحدود مع الأردن وانتزاع السيطرة الكاملة على المدينة. وقالت هذه القوات الإثنين الماضي، إنها ستعلق عملياتها القتالية في جنوب سورية لكن مقاتلي المعارضة قالوا إن قوات النظام انتهكت وقف إطلاق النار بمهاجمة مناطق تحت سيطرتهم.

 

ترامب متفائل جداً بنتائج القمة الأميركية – الروسية

بروكسيل – نورالدين فريضي , موسكو – رائد جبر

أعرب الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين عن ثقتهما بأن لقاءهما الأول أمس، سيمهّد لمسار «إيجابي» في علاقات البلدين ويوقف تدهورها بعد اتهام موسكو بالتدخل في الانتخابات الأميركية وشبهات بتواطؤ حملة ترامب مع الكرملين، إضافة إلى خلافات في شأن ملفات دولية ساخنة.

ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن بوتين قوله إنه بحث مع ترامب في ملفات سورية وأوكرانيا والحرب على الإرهاب والأمن الإلكتروني، وأشار إلى أنهما أجريا «حديثاً طويلاً جداً»، علماً أن اللقاء دام نحو ساعتين ونصف الساعة، بعدما كان مقرراً ألاّ يتجاوز 35 دقيقة.

واستقطب اللقاء كل الأنظار تقريباً في اليوم الأول من قمة مجموعة العشرين التي تُختتم اليوم في هامبورغ، لا سيّما بعدما ساهمت مواقف ترامب في تباعد أميركي– أوروبي، إثر قراره الانسحاب من اتفاق باريس للمناخ ونزوعه إلى الحمائية في التجارة الدولية .

وأعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل في ختام اليوم الأول أمس، أن جميع قادة المجموعة تقريباً اتفقوا على «الحاجة إلى تجارة حرة ونزيهة»، واستدركت أن خلافات في شأن التجارة ستجعل مسؤولي صياغة البيان الختامي للقمة يعملون طيلة الليل، متحدثة عن «مناقشات صعبة جداً»، ومشيرة إلى أن ترامب حضر الجزء الأول من نقاش القادة في شأن سياسة المناخ وشارك فيه. وكانت مركل دعت قادة المجموعة إلى بذل جهد لتحقيق «نتائج إيجابية»، معتبرة أن «الحلول» ممكنة إذا أبدى الجميع «استعداداً للتوصل إلى حلّ وسط».

واتفقت دول المجموعة على خطة عمل تستهدف تعزيز مكافحة الإرهاب وتقوية آليات تجفيف منابع تمويله، من خلال مزيد من إجراءات التعاون الأمني ورصد حركات التحويلات المالية، ودرس احتمال إصدار كل من الدول المعنية تشريعات ملزمة بالنسبة إلى مزوّدي خدمات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، تفرض عليهم التعاون مع الجهات المختصة، من أجل محو بيانات الفكر المتطرف وأشرطة الدعاية له.

لكن لقاء ترامب – بوتين حجب الملفات الأساسية التي تناقشها القمة. وسبق اللقاء مصافحة بين الرئيسين، في حضور رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر حول طاولة مربعة. وبثّت الحكومة الألمانية تسجيلاً للمصافحة في موقع «فايسبوك»، شوهد خلاله ترامب وبوتين يتبادلان نكات ويبتسمان. وأظهر تسجيل وجيز آخر ترامب يربت على ظهر بوتين وهما واقفان جنباً إلى جنب.

وعلى رغم عدم اكتمال «التحضيرات البروتوكولية» للقاء الرسمي، كما أعلن الكرملين، عسكت لمسات حرصاً لدى الجانبين على منح اللقاء صفة «محادثات شاملة» لا مجرد «لقاء عابر على هامش فاعلية دولية»، إذ وضع المنظمون علمَي روسيا والولايات المتحدة وراء الرئيسين، وحضر اللقاء وزيرا الخارجية سيرغي لافروف وريكس تيلرسون، اللذان عقدا اجتماعاً تمهيدياً صباح أمس أكدا فيه رغبة مشتركة في مناقشة «رزمة الملفات الإقليمية والدولية وملفات العلاقات الثنائية»، وأعربا عن تطلع لـ «مناقشات معمقة تسفر عن تعزيز التنسيق بين البلدين في سورية وأوكرانيا وملف كوريا الشمالية ومسائل أخرى».

وتبادل الرئيسان عبارات ترحيب في مستهل اللقاء، إذ أعرب ترامب قبل أن يصبح الاجتماع مغلقاً، عن سروره للقاء «كان ينتظره بفارغ الصبر»، وخاطب بوتين قائلاً «يشرّفني أن أكون معك»، وزاد: «بوتين وأنا نناقش أشياء متعددة، وأعتقد أن الأمور تسير كما يرام. أجرينا محادثات جيدة جداً. سنُجري حواراً الآن وبالتأكيد ذلك سيستمر. نتطلّع إلى أن تحدث أشياء إيجابية جداً كثيرة لروسيا وللولايات المتحدة ولجميع المعنيين».

وذكّر بأنه ناقش ملفات كثيرة مع بوتين خلال مكالماتهما الهاتفية، لكن الرئيس الروسي تعمد لفت انتباه نظيره الأميركي إلى أن «المكالمات الهاتفية بين زعيمَي البلدين لا تكفي لتسوية القضايا الأكثر حدة، ولا مفرّ من عقد لقاءات شخصية بينهما». وأعرب عن أمله بأن يسفر اللقاء عن «نتائج إيجابية»، وخاطب ترامب قائلاً: «أنا مسرور أن ألتقي بكم شخصياً».

ولم يردّ الرئيس الأميركي على صحافيين سألوه هل سيناقش مع نظيره الروسي اتهام موسكو بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية، علماً أن ترامب تعرّض لضغوط شديدة في واشنطن من الحزبين الجمهوري والديموقراطي لمواجهة بوتين في هذا الصدد.

وكان الكرملين استبق اللقاء بتشديده على الأهمية القصوى للمحادثات المباشرة بين الرئيسين، إذ أشار الناطق باسمه ديمتري بيسكوف إلى رغبة روسية في دفع الاتصالات الثنائية على كل المستويات، لتقريب وجهات النظر ومعالجة الملفات الأكثر إلحاحاً في العالم.

وعلى رغم اللهجة الحذرة للكرملين، شددت وسائل إعلام رسمية روسية على أن اللقاء الأول للرئيسين يعزّز «أجواء تفاؤل» بدفع عملية التقارب وتخفيف حدة المواجهة بين البلدين.

إلى ذلك، عقد وزراء خارجية دول مجموعة العشرين اجتماعاً حول طاولة العشاء، بدعوة من وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل، ركّز على الأزمات الساخنة، وفي مقدّمها سورية وكوريا الشمالية. واتفقت الولايات المتحدة واليابان وكوريا الشمالية على السعي إلى إصدار قرار سريع من مجلس الأمن يشدد العقوبات على بيونغيانغ ويثبت لها أن «هناك عواقب خطرة لأفعالها المزعزعة للاستقرار والاستفزازية والتصعيدية» بعد إطلاقها صاروخاً عابراً للقارات.

كما ركّزت الجلسة الصباحية للقمة أمس، على أزمة التنمية، وتحوّلات أفريقيا، وتداعيات أمنية بالنسبة إلى دول شمال أفريقيا وأوروبا تتمثل في تدفق مئات آلاف المهاجرين من مناطق النزاعات، وأزمات تغيّر المناخ.

وتصدت أجهزة مكافحة الشعب خلال القمة لما يشبه «حرب عصابات» مع ملثمين مناهضين للعولمة ينتمون إلى أقصى اليسار الفوضوي، إذ حاولوا عرقلة القمة، وسط احتجاجات عنيفة أدت إلى جرح 160 شرطياً وتوقيف 45 متظاهراً واحتجاز 15.

 

«حرب» العلاقات الدولية في هامبورغ

هامبورغ – شوقي الريّس

ليس في عاصمة الشمال الألماني ما يوحي بأنها دمّرت بالكامل تقريباً في الأسابيع الأخيرة من الحرب العالمية الثانية على أيدي القوات الجوية البريطانية والأميركية. لكن أجواء حرب، من نوع آخر، تخيّم منذ أيام على هامبورغ التي تستضيف قمة الدول العشرين و «نجمها» الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي استطاع، في أقل من خمسة شهور، أن يحدث بلبلة غير مسبوقة في العلاقات الدولية بإخراجه الولايات المتحدة من معظم الملفات الوفاقية الكبرى التي تطلّب الاتفاق حولها عقوداً من المفاوضات والجهود الديبلوماسية الدولية، وأطلق موجة عارمة من الاحتجاجات ضد أسلوبه ومواقفه داخل الولايات المتحدة وخارجها.

أكثر من عشرين ألف جندي نشرتهم الحكومة الألمانية في وسط هامبورغ وأرباضها، تحسّباً للتظاهرات التي بدأت طلائعها تنذر منذ يومين بمواجهات عنيفة أعلنت مجموعات معارضة استعدادها لتصعيدها إلى أقصى الحدود، فيما تجهد المستشارة أنغيلا مركل ومعاونوها منذ أسابيع لرصّ الصفوف في محاولة شبه يائسة لإقناع سيّد البيت الأبيض بالعدول عن مواقفه من تغيّر المناخ والتجارة الحرة.

على غير عادتها، وربما لكونها تدرك استحالة دفع الإدارة الأميركية إلى تغيير موقفها أو تليينه، وجّهت مركل انتقادات مباشرة وشديدة اللهجة في الأيام الأخيرة ضد «من يصرّون على تجاهل أخطار تغيّر المناخ أو ينكرونها… ويعودون بالعالم عقوداً إلى الوراء بفرض إجراءات حمائية على التجارة الدولية». ونجحت مركل في مسعاها إلى توحيد الصف الأوروبي الرافض إعادة التفاوض حول اتفاقية تغيّر المناخ، لكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أقرّ بأن ثمة تبايناً واضحاً في وجهات النظر حول معظم الملفات الرئيسية، قال: «إن الهدف ليس إحراج الرئيس الأميركي أو حشره في عزلة، بل إقناعه بالعدول عن بعض مواقفه». ويدرك الأوروبيون جيّداً مدى حاجتهم إلى الولايات المتحدة عسكرياً وأمنياً، ولا يغيب عنهم أن الذهاب بعيداً في محاصرة الموقف الأميركي أو إضعافه، من شأنه تعزيز موقف موسكو التي لم تعد تخفي مسعاها لزعزعة البنيان الأوروبي فيما تواصل توطيد محور جديد يمتدّ من الصين إلى تركيا.

ليس من يعتقد هنا أن «قمّة العشرين» ستنجح في معالجة الملفات الرئيسية الثلاثة المطروحة على جدول أعمالها: تغيّر المناخ والتجارة الحرّة واللاجئين. ولا تزال ذكرى قمّة الدول الصناعية السبع الأخيرة التي عقدت في تاورمينا أواخر أيار (مايو) الماضي نديّة في بال المراقبين الذين لا يغيب عنهم أن واشنطن يومذاك لم تكن أعلنت بعد انسحابها من اتفاقية تغيّر المناخ. لذلك، تركزت الأنظار في شكل شبه حصري على اللقاء بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، والذي يعتقد أنه حاول أن يعالج اثنين من أكثر الملفات الدولية إلحاحاً في الوقت الحاضر: الوضع في سورية وجوارها والأزمة المتفاقمة في شبه الجزيرة الكورية.

الأميركيون أعلنوا استعدادهم للتعاون مع موسكو من أجل تحقيق الاستقرار في سورية، ولن يدّخروا أي جهد لتوجيه اهتمام القمة نحو معالجة الملفّين السوري والكوري وتخفيف التركيز على الملفات الأخرى التي يعرفون مدى عزلة مواقفهم منها. أما الروس الذين يتابعون عن كثب ارتفاع منسوب الضغوط الخارجية التي تواجه إدارة ترامب المترنّحة داخلياً، فلم يصدر عنهم أي تلميح أو إشارة إيجابية في شأن القمة الثنائية التي لا شك أنهم يرون فيها فرصة أولى لقطف الثمار من الإدارة الأميركية الجديدة التي يتفرّغ مئات الديبلوماسيين والخبراء والمحللين النفسيين منذ أشهر لفك طلاسم مواقفها ومسالكها وتحديد المعايير للتعامل معها.

 

الجنوب السوري «معلّق» بين «أستانة» وتمديد الهدنة ودمشق تنتظر من الأردن ضغوطاً على الفصائل المسلحة

كامل صقر

دمشق ـ «القدس العربي» : قالت مصادر سورية سياسية إن تحويل اتفاق مناطق تخفيف التصعيد في سوريا إلى واقع على الأرض يبدو أملاً صعب التحقيق وإن فرص تحقيق ذلك يكاد يتلاشى في ظل الخلافات الجوهرية بين الدول الضامنة والراعية لمحادثات أستانة. يأتي ذلك فيما أعلنت قيادة الجيش السوري في دمشق عن تمديد العمل بالهدنة التي كانت قد أعلنتها جنوب سوريا حتى نهاية يوم السبت 8 تموز/يوليو الجاري، فيما شككت المعارضة بمصداقية هذا التمديد واعتبرته إعلاناً غير قائم على الأرض. المصادر السياسية السورية التي تحدثت لـ  «القدس العربي» أشارت إلى ما سمتها بالصعوبات الكبيرة التي تعيق إحلال مناطق وقف التصعيد فعلياً على الأرض، وعللت ذلك بالدرجة الأولى بسبب خلافات عميقة بين الدول المؤثرة في المشهد السوري من جهة ونظراً لتعقيدات الوضع في الجزء الجنوبي من الجغرافيا السورية من جهة أخرى.

المصادر قالت إن أهداف كل من الأردن والولايات المتحدة في خطة إنشاء مناطق تخفيف الصراع وتطبيقها على الأرض في الجنوب السوري مغايرة تماماً لهدف كل من دمشق وموسكو وطهران هناك. وحسب وصف تلك المصادر فإن الأردن لم يُبدِ تعاوناً في هذا الشأن ولم يضغط على الفصائل المسلحة في الجنوب للمشاركة البناء في مفاوضات أستانة، وأن الأردن وفق قول المصادر لم يقدم ما يمكن أن يساهم في رسم خطوط وآليات تنفيذ مناطق تخفيف التصعيد.

وزادت المصادر بالقول: كان من الممكن للولايات المتحدة والأردن الدفع باتجاه التوصل إلى تسوية جيدة في مدينة درعا جنوباً، كانت هناك مفاوضات تجري في المدينة قبل انطلاق جولة أستانة الخامسة بين ممثلين عن الحكومة السورية وممثلين عن الفصائل المسلحة، كان بالإمكان التوصل لاتفاق تسوية لو أن دولاً كالأردن والولايات المتحدة لم يضغطا لإنهاء هذه المفاوضات وإفشالها.

وبخصوص شمل قرى ريف القنيطرة المحاذية للشريط الفاصل من الاحتلال الإسرائيلي ضمن خطة تخفيض التصعيد قالت المصادر السورية إن هذا الأمر لن توافق عليه دمشق كونه يمكن أن يتحول لحزام آمن للأراضي المحتلة، وأضافت المصادر بأن المعارك التي يخوضها الجيش السوري هناك تهدف لاستعادة السيطرة على القرى المحاذية للشريط الفاصل في ريف القنيطرة وأن شمل هذه القرى في خطة تخفيف الصراع سيثبت سيطرة الفصائل المسلحة على تلك القرى ومن الممكن لاحقاً أن تتحول تلك القرى إلى مناطق آمنة تسعى إسرائيل لإقامتها. وأردفت المصادر بالقول: لن نسمح لـ تل ابيب في تحقيق هذه الغاية، كل الغارات والاعتداءات التي قامت بها الطائرات الإسرائيلية على مواقع للجيش السوري في قرى ريف القنيطرة هدفها منع الجيش السوري من الوصول إلى الشريط الفاصل. وتابعت المصادر: ما لم تستطع تل أبيب تحقيقه بالحرب لن نقدمه لها بالسياسة. وحول ما إذا كانت موسكو تدعم دمشق في هذا التوجه أم أنها واقعة تحت ضغط من تل أبيب، قالت المصادر إن موسكو متوافقة مع دمشق إزاء هذا التفصيل الجوهري وهي لن تضغط على دمشق للقبول بالرغبات الإسرائيلية في جبهة ريف القنيطرة.

 

بعد 90 يوماً على تهجيرهم… العودة إلى فردوس الوعر!

هبة محمد

دمشق – «القدس العربي» : تستعد عشرات العائلات من أهالي حي الوعر ممن تم تهجيرهم إلى مخيمات جرابلس قبل نحو ثلاثة أشهر، للعودة إلى بيوتهم في حي الوعر، بتنسيق مع النظام السوري، عبر وساطة من قبل لجنة مدنية من أهالي الحي محسوبة على النظام، وذلك بموافقة المخابرات وأفرع الأمن.

وبحسب مصارد أهلية من النازحين إلى مخيم جرابلس شمال شرق محافظة حلب، إن النظام السوري اشترط على العائدين إلى حي الوعر، العودة بجميع أفراد العائلة بما فيها الشبان، ورفض النساء والرجال الكبار في السن، في حال بقي أولادهم الشباب ضمن مناطق سيطرة المعارضة.

وقال الناشط الإعلامي حسان بوزغولان، من أبناء حي الوعر، والمتواجد في مخيمم زوغرة غرب جرابلس، في اتصال هاتفي مع «القدس العربي»: وافق النظام السوري على عودتنا إلى بيوتنا وأحيائنا بعد دراسة أفرع المخابرات لأوضاع المتقدمين ضمن لائحة طالبي العودة، معتبراً أننا مجبرون على توقيع «مصالحة» وتسوية وضع جميع العائدين بمن فيهم فئة الشباب، لما فيه من مصلحة النظام في سحبهم إلى القطع العسكرية وتجنيدهم ضمن صفوفه في قتال باقي المناطق التي تشهد معارك ومواجهات مع فصائل المعارضة.

وأشار المتحدث إلى أنه ومن المتحمل أن تصل حافلات النقل إلى منطقة تادف الخاضعة لقوات النظام السوري خلال يومين، حيث سيغادر جرابلس قرابة 500 عائلة على الأقل من أهالي حي الوعر.

أم محمد امرأة خمسينية في مخيم «زوغرة» تروي لـ»القدس العربي» قصتها وحلمها في العودة إلى بيتها، بعد أن ساءت بها وبعائلتها الظروف وفقدت القدرة على تحمل «التشرد» بحسب وصفها، فقالت: فقدت ابني وحفيدي في حصار أنهى حياة معظم شباب مدينة حمص، صبرنا على تحمل المرض والفقدان والجوع والعطش، وتحملنا كل المآسي عندما كنا نجمع أشلاء أطفالنا من الشوارع ومن فوق الأبنية، ولكني بعد أن خرجت من بيتي ذقت طعماً من المرارة لم أتوقعه وأنا في هذا العمر، لا طاقة لي على العيش في مخيم كسجينة من دون عناية في مركز صحراوي، وأحفادي يتألمون أمامي وما من طبيب يسعفنا.

وتابعت أم محمد «لا يقبل أحد على العيش في هذه الظروف، حيث لا عمل ولا سيولة مادية بعد حصار النظام لنا، ولا مساعدات ولا أدوية ولا غذاء، ثم أنني أعيش تحت رحمة قماش لا يقي لا من برد ولا من شمس حارقة، فأنا مضطرة للعودة إلى بيتي المدمر».

بدوره، «سليم أبو علاء» مهندس مدني مهجر إلى مخيم جرابلس قال لـ»القدس العربي»: سأعود وأعلم أني سأكون معتقلاً وربما مفقوداً بعد أيام، عذابي في السجون أهون علي من مرض طفل من أطفالي، وانا أقف عاجزاً عن تأمين طبابته فلا مشافي ولا مدارس، فضلاً عن الخوف من تفشي الأمراض تحت أشعة الشمس الحارقة، وانتشار الحشرات والعقارب.

وكان نازحو حي الوعر في مخيم جرابلس قد شكلوا لجنة تنوب عن مئات المهجرين في المخيم، وتعمل على التنسيق مع لجنة من داخل حي الوعر بواسطة الشبيح «أدهم رجوب» المكلف بتنسيق أمور العودة مع أجهزة المخابرات لدى النظام السوري، من أجل تأمين عودة المهجرين من مخيمات المتواجدة في محيط مدينة جربلس إلى الوعر.

وبحسب مصادر أهلية قالت لـ»القدس العربي»: فقد بلغ عدد العائلات المسجلة بقائمة العائدين إلى الوعر أكثر من 200 عائلة من المخيم، و300 عائلة ممن خرجوا واستأجروا في مدن الباب وجرابلس أو القرى المجاورة، ليكون العدد الإجمالي حوالي 500 عائلة على الأقل، وذلك لتفاقم الأزمة الإنسانية وسوء الأوضاع الطبية والخدمية، وفقدان مخيمات جرابس لمقومات الحياة، وأهمها إهمال الطبابة والجانب التعليمي للأطفال.

 

جيش الثورة السوري الالكتروني يخترق موقعي الأمن العام وأمن الدولة في لبنان وينشر رسالة تصف مداهمات الجيش بجريمة نكراء وتتوّعد بالمحاسبة

سعد الياس

بيروت – «القدس العربي» : في خطوة لافتة، تمّ أمس اختراق الموقع الالكتروني لكل من المديرية العامة للأمن العام اللبناني والمديرية العامة لأمن الدولة من قبل جيش الثورة السوري الالكتروني الذي نشر رسالة على هذين الموقعين موجهة إلى الدولة اللبنانية تدين وتندّد بمداهمات الجيش اللبناني لمخيمات النازحين السوريين، وتتوعّد بمزيد من الاختراقات. ومما جاء في الرسالة التي رصدتها «القدس العربي»: « رداً على الاعتداءات المتكررة ضد اللاجئين السوريين من اعتقال ، قتل ، حرق مخيمات ، ضرب، اهانة، إلخ…فإننا مستمرون بحملة Oplebanon # ضد المواقع الحكومية اللبنانية.

 

جريمة عرسال لا تغتفر

هذه الرسالة موجّهة إلى كل من قام بالاعتداء على اللاجئين السوريين وكل من قام بتبرير تلك العمليات الوحشية.

إن ما قامت به قوات الجيش اللبناني مدعومة بميليشيات حزب الله جريمة نكراء بحق الإنسانية والقوانين الدولية من خلال وقتل وتعذيب اللاجئين الذين هربوا من جحيم الحرب إلى جحيم اللجوء، لا يمكن تبرير تلك الأفعال ولا يمكن التغاضي عنها أبداً وستتم محاسبة من تلوّثت يداه بالدماء عاجلاً أم آجلاً ، تقومون بتهجير السوريين من اراضيهم ليلجأوا إليكم ثم تقومون بقتلهم !! أو تحاولون إعادتهم إلى الجلاد بشار الأسد. حرائق المخيمات المفتعلة أيضاً جريمة لا تُغتفر نحن لا ننسى وإذا نسينا فإن التاريخ يكتب أفعالنا وأفعالكم.

وبالتأكيد لن ينسى أن دولة يحكمها حزب الله الطائفي لا يمكن أن تخرج من دائرة الفساد. لذلك ندعوكم قبل فرد العضلات على اللاجئين والضعفاء أن تقوموا بمراجعة حساباتكم والنزول إلى شوارعكم وإلقاء القبض على تجار السلاح والمخدرات. وفي الختام هذه المرة سنكتفي بتسريب قواعد البيانات، وفي المرة المقبلة سيكون الموضوع أكبر بكثير مما قد تتخيّلون ونحن مستمرون بهذه الاختراقات طالما أنكم مستمرون في طغيانكم تجاه من ضاقت بهم الأرض واتسعت لهم المقابر أو مخيمات اللجوء. نحن لا ننسى».

ولم يصدر أي تعليق عن مديريتي الأمن العام أو أمن الدولة على هذا الاختراق الالكتروني لموقعهما، ولم يُعرف ما إذا كانت ستُتخذ إجراءات لحماية الموقعين من أي اختراق مستقبلي.

 

مفاوضات سرية لإقامة مناطق آمنة بين سوريا والأردن وبين إسرائيل

تل أبيب تريد إشرافاً أمريكياً لا روسيّاً وترفض وجوداً إيرانيّاً أو تركيّاً

الناصرة ـ «القدس العربي»: كشف مسؤولون أمنيون في إسرائيل أنها معنية بإقامة مناطق آمنة على طول الحدود مع سوريا والأردن أيضا، لكنها تعارض أن يشرف الجيش الروسي على هذه المناطق، وأن هدفها إبعاد «حزب الله» وإيران عن خط التماس. واعترضت إسرائيل على أن تأخذ تركيا وإيران دورا في تحديد الأماكن التي ستقام فيها المنطقة الآمنة، كذلك أعلنت أنها لا تريد أن تأخذ دورا فاعلا في هذه المناطق. وأوضحت صحيفة «هآرتس»، أن مبعوثا أمريكيا رفيعًا زار إسرائيل قبل نحو أسبوعين والتقى مع مسؤولين كبار في وزارة الأمن والجيش ووزارة الخارجية، لبحث إمكانية إقامة مناطق آمنة على الحدود السورية الإسرائيلية. وقالت الصحيفة إن فكرة إقامة المناطق الآمنة في مختلف أنحاء سوريا طفت على السطح بعد تسلم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهامه هذا العام، وأن من دفع بهذا الحل كان البيت الأبيض والكرملين، كل على حدة، كإحدى الإمكانيات لإنهاء الأزمة السورية.

ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مسؤولين كبار، رفضوا الكشف عن أسمائهم، أن فكرة إقامة المناطق الآمنة على الحدود الإسرائيلية السورية والأردنية السورية باتت جدية في الشهر الأخير، بعد أن بدأت مفاوضات سرية بين الأردن وروسيا والولايات المتحدة حول الموضوع، وأن إسرائيل ليست شريكة في المفاوضات لكنها على اطلاع تام على مضمونها. وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الأمن والجيش هما المؤسستان اللتان تتابعان موضوع إقامة المنطقة الآمنة على الحدود مع الإدارة الأمريكية، وأن هناك تدخلا محدودا لوزارة الخارجية، وأن المحادثات، حسب أحد المسؤولين، تجري بسرية وكثافة في الأيام الأخيرة. وقال المسؤول إن إسرائيل تعمل بتنسيق تام مع الولايات المتحدة، التي تتابع بدورها الترتيب مع روسيا وجهات دولية أخرى، وتنقل الموقف الإسرائيلي بحذافيره خلال المحادثات. وذكرت الصحيفة أن المبعوث الأمريكي كان بيرت بكاجورك، الذي وصل البلاد لإلقاء خطاب في مؤتمر هرتزليا الأمني استغل وجوده للقاء المسؤولين في وزارة الأمن والجيش لبحث موضوع المناطق الآمنة. ووصل قبله، حسب الصحيفة، المبعوث الأمريكي لسوريا، مايكل ريتني، الذي يعمل سويا مع بكاجورك بموضوع المناطق الآمنة، وقام بمباحثات مشابهة مع مسؤولين في الأجهزة الأمنية ووزارة الخارجية.

 

تركيا وإيران

 

وكذلك تم التباحث حول المناطق الآمنة، حسب الصحيفة، خلال لقاء وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، ووزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، في مدينة ميونخ الألمانية. وقالت إذاعة جيش الاحتلال أمس إن إسرائيل قدمت عددا من المطالب، أولها أن تكون المفاوضات حول المنطقة الآمنة على حدودها منفصلة عن المحادثات التي تجري في كازاخستان، التي تأخذ كل من تركيا وإيران دورا فاعلا فيها. وطلبت ألا يكون لهاتين الدولتين أي دور في تحديد ماهية المناطق الآمنة في الجنوب السوري. وتبنت الإدارة الأمريكية، حسب الصحيفة، الموقف الإسرائيلي، وبناء عليه أقامت محادثات منفردة مع روسيا ومع الأردن. كما طلبت إسرائيل أن تستعمل المناطق الآمنة على الحدود مع سورية لإبعاد إيران وحزب الله و»الميليشيات الشيعية» عن الحدود الإسرائيلية وعن الحدود الأردنية. وكان الطلب الثالث هو أن تنأى إسرائيل بنفسها عن الحرب الدائرة في سوريا وعدم الانجرار للتورط فيها عن طريق عدم أخذ دور فاعل في المناطق الآمنة، سواء على صعيد الرقابة والإشراف أو حفظ الأمن، وبذلك تطبق على أرض الواقع سياسة «فخار يكسر بعضه» داخل سوريا. وقال مسؤول إسرائيلي للإذاعة إن القلق الأساسي كان حول طريقة الإشراف على وقف إطلاق النار وأعمال العنف في هذه المناطق، وأن روسيا اقترحت إشراف جيشها على المناطق الآمنة في الجنوب السوري، لكن إسرائيل أوضحت للأمريكيين أنها تعارض ذلك، وأنها تفضل أن يكون الإشراف أمريكياً.

 

نتنياهو بوتين

 

وكان رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قد واصل ممارسة ضغوطاته على الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من أجل السعي للإعلان عن جنوب سورية المتاخمة للجولان المحتل منطقة عازلة ومنزوعة السلاح. وكان نتنياهو أجرى أول من أمس اتصالا هاتفيا مع الرئيس الروسي وتباحث معه حول التطورات بسورية، فيما أفاد المتحدث باسم الكرملين، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، هو من بادر إلى الاتصال بالرئيس بوتين. وتمحور الحوار بينهما حول الجهود المشتركة لمكافحة ما يسمى بـ»الإرهاب» والتعاون الروسي الإسرائيلي بهذا المجال، كما نوقشت آخر التطورات في الملف السوري والتسوية المرتقبة في الشرق الأوسط.

 

ترامب وبوتين

 

ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن صحيفة «التايمز» البريطانية، أن نتنياهو طرح خلال مباحثات هاتفية مع بوتين وترامب قضية إقامة منطقة عازلة في جنوب سورية والإعلان عن المناطق المتاخمة لخط وقف إطلاق النار منطقة منزوعة السلاح.

وحسب المعلومات التي أورتها «التايمز»، يدور الحديث عن منطقة ممتدة على طول 50 كيلومترا شرقي الجولان حتى مشارف درعا وصولا إلى بلدة السويداء مع الحدود مع الأردن، وهي المنطقة التي تتركز عليها المفاوضات بين موسكو وواشنطن. وتبدي الأوساط الدولية ذات الصلة مخاوفها من أن منطقة عازلة في جنوب سورية برعاية إسرائيلية من شأنه العودة إلى فكرة المنطقة العازلة في الجنوب اللبناني، فيما تصر إسرائيل على موقفها الرافض لتعزيز النفوذ الإيراني والفصائل المسلحة في المنطقة واستعدادها للتصدي لها.

 

إيران أخطر من «داعش»

 

جاء أن نتنياهو معني بأن كل تسوية مستقبلية لإنهاء الحرب في سوريا تشتمل على إقامة مناطق عازلة في الجولان على الحدود معها، وكذلك على الحدود بين سوريا والأردن لمنع إقامة قواعد لإيران و»حزب الله» في هذه المناطق. وقالت المصادر ذاتها إن نتنياهو طرح ذلك في المحادثات التي أجراها في الأسابيع الأخيرة مع الإدارة الأمريكية، ومع جهات دولية أخرى. وادعى نتنياهو في محادثاته مع جهات دولية أن إقامة قواعد لإيران وحزب الله على الحدود بين سورية وإسرائيل، وعلى الحدود بين سورية والأردن، من شأنه أن يزعزع الاستقرار في المنطقة، ويشكل تهديدا أمنيا سواء على إسرائيل أم على الأردن. كما قال قائد أركان جيش الاحتلال، غادي آيزنكوت، أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، الأربعاء الماضي إن «إبعاد إيران وتقليص نفوذها في الدائرة الأولى حول إسرائيل هو تحد لا يقل أهمية عن هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية»، وربما أهم من ذلك بالنسبة لإسرائيل.»

 

فصائل الثورة تطالب بسحب اتفاق الهدنة جنوبي سورية/ عبدالرحمن خضر، عدنان علي

أبدى “وفد الفصائل العسكرية إلى أستانة” قلقاً كبيراً تجاه الاجتماعات والتفاهمات السرية ما بين روسيا والأردن وأميركا، لعقد اتفاق منفرد في الجنوب السوري، مطالباً قادة الجبهة الجنوبية بـ”سحب الخرائط المسلّمة من قبلهم في عمّان، والتعاون مع إخوانهم في الشمال السوري”.

وقال الناطق باسم وفد الفصائل إلى أستانة أيمن العاسمي في تصريح لـ”العربي الجديد” إن هذا الاتفاق يعني فصل جنوب سورية عن بقية البلاد، وإقامة ما يشبه الحكم الذاتي فيه، وهذا أمر خطير يحدث لأول مرة في تاريخ الثورة السورية.

وأضاف العاسمي أن الاتفاق ليس وليد اللحظة، وقد كان هناك تمهيد له منذ إصدار ما سمي بـ “وثيقة العهد” التي تسربت في الشهر الثالث من العام الجاري، وأشرف على إعدادها عدد من الشخصيات في محافظة درعا، وأثارت في حينه جدلاً واسعاً وانتقادات حادة، إذ رأى البعض أنها تؤسس لمشروع يساعد على تقسيم سورية، من خلال طرحها تطبيق مبدأ اللامركزية الإدارية كنموذج حكم في درعا، إضافة إلى اتهامات لبعض الشخصيات التي صاغت الوثيقة بأنها تطبق أجندات إقليمية تحاول تفكيك ما تبقى من سورية.

وأوضح الوفد، في بيان وصلت “العربي الجديد” نسخة منه، ليل الجمعة – السبت، أنّ “هذه الدول تسعى لتقسيم سورية والوفد والمعارضة إلى قسمين، كما تكرّس القبول بالوجود الإيراني في ما بعد المناطق العازلة المحددة بـ40 كم، والمتاخمة للحدود السورية مع فلسطين المحتلة والأردن، وتقبل بفتح معبر نصيب أو معبر آخر في السويداء لنظام الأسد”.

وكانت موسكو وواشنطن أعلنتا، أمس الجمعة، التوصل لاتفاق يقضي بوقف إطلاق النار، جنوب غربي سورية، بدءاً من ظهر يوم الأحد القادم.

كما استنكر البيان “إهمال الأطراف المجتمعة في عمّان لواقع القصف الهمجي ضد درعا، والذي ما كان سيتوقف، ولو بشكل مؤقت، لولا ضغط الحكومة التركية في مساندة منها لوفد الثورة لتلبية مطالبه قبل المشاركة في أستانة، كما طالب الأطراف الراعية لمفاوضات جنيف باتخاذ خطوات حقيقية وملموسة لتنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بالانتقال السياسي والشأن الإنساني، وبالخروج من حالة الاستعصاء التي تمضي على دم الشعب السوري وسط صمت مخز للمجتمع الدولي”.

وأشار إلى أنّ “المعارضة شاركت في أستانة 5 لإفشال خطة النظام وإيران بإبادة إدلب، وحرق الغوطة، وتدمير درعا، وفرض مصالحات القهر والقتل والإذعان لإنهاء الثورة، وإفشال مخططات أطراف أخرى تسعى لتعطيل وقف إطلاق النار لإطالة أمد الصراع واستنزاف وتدمير ما تبقى من سورية، وتفويت فرص ومحاولات فرض ملفات التسوية السياسية والقضايا الدستورية في جولات أستانة وتركها لمكانها في جنيف”.

وجدّد تأكيده على “أن إيران دولة مجرمة محتلة لسورية تنفذ مشروعاً طائفياً توسعياً يقوم على تهجير الشعب السوري أو إبادته لتغيير الديموغرافيا، ولا يمكن القبول بها طرفاً ضامناً أو راعياً، والاتفاق الموقع بهذا الشأن لم يوقع الوفد عليه، وقد أبرم ما بين عدد من الدول لتحميل إيران مسؤولية قانونية دولية جزائية ومدنية تجاه خروقات المليشيات الضامنة لها”.

كما أكد البيان على أنّ “ملف إطلاق سراح كافة المعتقلين وضعه الوفد منذ الجولة الأولى على رأس أولوياته، وأنجز مع تركيا تقدماً في التفاوض مع الروس بشأنه انتهى لصياغة ورقة يحاول النظام وإيران التملص من التوقيع عليها”، مطالباً موسكو بـ”الضغط على نظام الأسد لتنفيذ تعهداتها في حل قضية المعتقلين”.

وفي ردّها على البيان المذكور، استنكرت فصائل “الجبهة الجنوبية” مشاركة المعارضة بأستانة 5، مشيرة إلى أنّ “المؤتمر لم يصدر عنه أي اتفاق أو إنجاز يحقق أي تخفيف تصعيد”، منوهة إلى استمرار النظام استهداف الغوطة الشرقية ودرعا خلال اليوم الأول للمؤتمر.

وأوضحت الجبهة، في بيان، أنها “لم تشارك في المؤتمر بقرار داخلي صادر عن الفصائل التي تدافع عن أرض سورية”، موضحة أنها “قاطعت مؤتمر أستانة 3 “لأن مدينة حلب كانت تحت الحصار والقصف، وبهذا الموقف تثبت عدم تفريقها بين الشمال والجنوب”.

وعن اتفاق الهدنة بين أميركا وروسيا في الجنوب، قالت إن تحقيق وقف إطلاق النار “لا ينتج إلا بقرار من الفصائل الحقيقية صاحبة الكلمة الفصل التي أجبرت إيران وروسيا والنظام على الاعتراف بهزيمتهم على الأرض”. بحسب البيان.

العربي الجديد

 

النظام يخنق محيط دمشق: خطة لتطويق جوبر وتهجير القلمون

عدنان علي

بعد تمكّنه من السيطرة على كامل مدينة حلب نهاية العام الماضي، كانت استراتيجية النظام السوري العسكرية للمرحلة التالية تقوم على ركيزتين: تقضي الأولى بالتوسع شرقاً باتجاه البادية السورية، حيث يدور تنافس دولي وإقليمي على تركة تنظيم “داعش” المتقهقر، وتتضمّن الثانية استكمال تأمين محيط العاصمة دمشق، بعد نجاح النظام خلال فترات سابقة في إخلاء العديد من مناطق الريف الدمشقي، بدءا من داريا والمعضمية وقدسيا، وصولاً إلى التل ووادي بردى والزبداني ومضايا.

وضمن هذه الاستراتيجية، لم يتبقّ أمام النظام لاستكمال الشق الثاني من هذه السياسة سوى السيطرة على الغوطة الشرقية ومعها حي جوبر، بعد أن نجح خلال الأشهر الأخيرة في تهجير سكان ومقاتلي حيي القابون وبرزة المجاورين لحي جوبر الذي يُعتبر آخر الاحياء التي تسيطر عليها المعارضة في شرق العاصمة دمشق.

وبعد أن عجزت قوات النظام خلال الأشهر والسنوات الماضية عن السيطرة على هذا الحي، على الرغم من تسويته تقريباً بالأرض من خلال آلاف الغارات الجوية والصواريخ مختلفة الأنواع، والقصف المدفعي شبه اليومي، بالتزامن مع مئات محاولات الاقتحام، قلّصت هذه القوات في المرحلة الراهنة هدفها إلى محاولة عزل الحي عن الغوطة الشرقية، لتسهيل محاصرته واقتحامه في وقت لاحق. والنقطة التي تستهدفها قوات النظام، وتحاول من خلال السيطرة عليها تحقيق هذا العزل، هي منطقة عين ترما الملاصقة لحي جوبر من جهة الغوطة، والتي تشهد قصفاً يومياً من قِبل قوات النظام، ومحاولات اقتحام دؤوب، تقول مصادر النظام إنها حققت خلالها بعض التقدّم لجهة السيطرة على وادي عين ترما، الأمر الذي تنفيه مصادر المعارضة.

 

ودارت اشتباكات عنيفة أمس الجمعة بين مقاتلي المعارضة الذين ينتمي أغلبهم إلى فصيل “فيلق الرحمن”، وقوات النظام والمليشيات التي تسانده في محيط بلدة عين ترما، وسط قصف صاروخي مكثّف من قوات النظام على الأحياء السكنية في البلدة، مما خلّف أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين، في حين شنّت الطائرات الحربية التابعة للنظام غارات جوية مكثفة على البلدة.

 

وقال الصحافي علاء الأحمد، الموجود في الغوطة الشرقية، لـ”العربي الجديد”، إن النظام يسعى في الوقت الراهن إلى محاصرة حي جوبر والسيطرة على المتحلق الجنوبي، تمهيداً للسيطرة لاحقاً على حي جوبر. واستبعد الأحمد أن يتمكن النظام من تحقيق هذا الهدف لأن “الغوطة الشرقية في ريف دمشق تختلف عن كل المناطق التي تمت تسوية وضعها، إذ هناك تصميم كبير لدى أبناء الغوطة على مقاومة هذه المحاولات على الرغم من الخلافات التي تصل إلى حد الاقتتال بين فصائل الغوطة”، مشيراً إلى أن “فيلق الرحمن” هو “الوحيد الذي يقاتل النظام حالياً في جوبر وعين ترما وزملكا، كون هذه المناطق تابعة له”.

 

وحول مزاعم النظام بشأن تمكنه من تحقيق تقدّم في المنطقة، قال الأحمد إن قوات النظام سيطرت على نقطة واحدة فقط، وهي عبارة عن منزل عربي، و”لم تستطع السيطرة عليه إلا وهو ركام، بسبب قصفها العنيف على تلك المنطقة بصواريخ أرض-أرض، فضلاً عن استخدامها المتكرر للسلاح الكيميائي”. وأكد أن النظام استخدم الكيميائي للمرة الخامسة خلال حملته الراهنة، آخرها أمس الأول الخميس. وكان المكتب الطبي في حي جوبر قد أصدر بياناً أكد فيه معالجته لمصابين استنشقوا مادة سامة بعد قصف للنظام. وأوضح المكتب أن الأعراض شملت ضيق النفس والسعال والغثيان وحرقة في العينين، مؤكداً أن المصابين تعرضوا لغازات سامة، يرجح أنها غاز الكلور.

 

كما دان المجلس المحلي لمدينة زملكا “العدوان الهمجي الذي يشنّه نظام الأسد ومليشياته الطائفية على مدن وبلدات الغوطة الشرقية ومنها مدينة زملكا، والذي يستخدم فيه كافة أصناف الأسلحة، ومنها الهجوم بالسلاح الكيميائي باستخدام غاز الكلور المحرم دولياً”، مما تسبّب بمقتل وإصابة الكثير من أبناء المدينة على الرغم من أنها مشمولة بتفاهم مناطق تخفيف التصعيد.

من جهتها، قالت صفحات موالية للنظام إن “الجيش يسعى إلى كسر معادلة الردع التي انتهجتها المجموعات المسلحة بقصف الأحياء الدمشقية، الأمر الذي مهد لعملية عسكرية موسعة لتأمين شرق العاصمة، وحماية المدنيين من القذائف التي غالباً ما أتت من جوبر وعين ترما وزملكا”.

وزعمت مصادر النظام أن “جبهة النصرة” (فتح الشام) هي القوة الرئيسية في تلك المناطق، الأمر الذي تنفيه مصادر محلية مؤكدة أن “فيلق الرحمن” هو القوة الوحيدة في المناطق الثلاث المذكورة، مشيرة إلى أن قوات النظام طوّرت صاروخ “الفيل” ليصبح فعالاً على الكتل الإسمنتية والتحصينات المتينة، إضافة إلى استخدام كاسحة الألغام 77- UR ضد الأنفاق المتشعبة في هذه الجبهة.

كما قالت مصادر النظام إن قواته تمكّنت خلال الأسبوعين الماضيين بعد بدء “العملية الأضخم في محور شرق العاصمة، من كسر أهم قلاع الدفاع للمسلحين في محور عين ترما-جوبر ومحور جوبر-زملكا، وسيطرت على مساحة تُقدر بكيلومتر طولاً و600 متر عرضاً، من ضمنها العقدة الاستراتيجية في محيط مستشفى عين ترما، وتمت تصفية أكثر من 100 مسلح معظمهم من أتباع جبهة النصرة، وتدمير منصات لإطلاق الصواريخ ومرابض للهاون وسيارات تحمل رشاشات ثقيلة”.

 

وفي غمرة هجوم قوات النظام هذا، سيطر مقاتلو “هيئة تحرير الشام” على نقاط ومواقع تتبع لفصيل “جيش الإسلام” في منطقة الأشعري، جنوب الغوطة الشرقية. ويقول “جيش الإسلام” إن “فيلق الرحمن” دعم مجموعات “جبهة النصرة” (فتح الشام حالياً المنضوية تحت راية هيئة تحرير الشام) في الهجوم. وكان “جيش الإسلام” قد سيطر في 30 مايو/أيار الماضي، على مزارع الأشعري، بعد معارك في المنطقة استمرت لأيام.

 

من جهة أخرى، أعلن فصيل “أسود الشرقية” التابع للمعارضة السورية، أن القيادي في قواته خالد محمود عذية، قُتل برصاص مجهولين في القلمون الشرقي بريف دمشق. ويُعتبر “جيش أسود الشرقية” أحد أبرز القوى العسكرية التي تقاتل النظام وتنظيم “داعش” في البادية السورية، وتمكّن في الآونة الأخيرة من السيطرة على مواقع مهمة في المنطقة.

 

يأتي ذلك، بينما وجّه النظام السوري رسائل للأهالي والمعارضة في القلمون الشرقي بريف دمشق الشمالي، طالب فيها بتشكيل لجنة للتفاوض من أجل “المصالحة” أو التهجير، وذلك بالتزامن مع إغلاق الطرق المؤدية إلى بلدتي جيرود والرحيبة، وقصف جوي على مواقع المعارضة في منطقة الضبعة.

وقال “جيش أسود الشرقية”، إن طيران النظام استهدف بشكل مباشر مواقعه بست ضربات في منطقة الضبعة بالقلمون الشرقي، وذلك في إطار تصعيده على المنطقة منذ أيام عدة بهدف الضغط على المعارضة وأهالي القلمون الشرقي، للقبول بشروط المصالحة التي أرسلها النظام إلى “المجلس المحلي” عبر وسطاء. وأكد المتحدث باسم “أسود الشرقية ” سعيد الحاج في تصريح، أن فصائل المعارضة المسلحة في القلمون الشرقي مصممة على عدم قبول شروط النظام وحلفائه، ومستعدّة للقتال في حال بدأ النظام عملاً عسكرياً في المنطقة.

 

وتحدثت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” عن قيام النظام برعاية روسية بخطوات استباقية لفرض شروطه في المنطقة، إذ قام بحصار مدينتي جيرود والرحيبة في القلمون، عبر إغلاق الحواجز والطرق ومنع الدخول والخروج وإدخال المواد الغذائية. وأوضحت المصادر أن المجلس المحلي في جيرود تواصل بشكل مباشر مع الطرف المفاوض من النظام والقوات الروسية، وتم الاتفاق على تهدئة الوضع وتشكيل لجنة للتفاوض تشمل المنطقة بالكامل وليس جيرود فقط.

شروط “المصالحة” التي طرحها النظام على مدينتي جيرود والرحيبة، قد تؤدي إلى تهجير آلاف المدنيين من المنطقة إلى الشمال السوري في حال قبولها، إذ يتم تخييرهم ما بين الخروج إلى الشمال، أو تسوية أوضاعهم مقابل دخولهم في قوات النظام. وكان النظام قد هجّر المعارضين له من مدينة التل في القلمون الغربي بريف دمشق الشمالي إثر “اتفاق مصالحة” تم تنفيذه في شهر ديسمبر/كانون الأول نهاية العام الماضي، كما هجر العديد من مدن وبلدات ريف دمشق الأخرى.

 

ويسعى النظام من خلال العملية التي ترعاها روسيا إلى تأمين محيط مطارات السين والناصرية والشعيرات العسكرية في منطقة القلمون الشرقي، من الصواريخ التي تطلقها المعارضة المتمركزة في جبال المنطقة، كما يريد تأمين خط الغاز المغذي لمدينة دمشق. وتضم مدينتا جيرود والرحيبة أكثر من 50 ألف مدني، وتخضعان لـ”هدنة” بين النظام وفصائل مسلحة من المعارضة، وذلك نتيجة قرب المدينتين من خط الغاز المغذي للمحطة الحرارية المسؤولة عن توليد الكهرباء في مدينة دمشق والمطارات العسكرية.

 

سوريا:الاتفاق الروسي-الأميركي على الجنوب..والاسد

رغم تأكيد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، الجمعة، أن الولايات المتحدة لا ترى أي دور على المدى البعيد لعائلة الرئيس السوري بشار الأسد. أفادت مصادر في الإدارة الأميركية، لصحيفة “ديلي بيست”، إن البيت الأبيض اعتمد استراتيجية جديدة بخصوص سوريا: تبقي الأسد في السلطة، وتذعن لفكرة “المناطق الآمنة” المقدّمة من روسيا وحلفائها، وتتضمن الميل للتعاون مع موسكو، بما في ذلك استخدام قوات روسية لحراسة مناطق من البلاد.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن أميركا لا تعتزم تسليم السلطات السورية أجزاء من البلاد تم تخليصها من سيطرة تنظيم “داعش” من قبل حلفاء أميركا. وتقترح إبقاء مسؤولية السيطرة على هذه المناطق بيد التشكيلات المرتبطة بواشنطن. كما أن الآلية المشتركة بين روسيا وأميركا، التي تحدث عنها تيلرسون، بحسب مصادر الصحيفة، هي في الواقع اشارة إلى آليات فض الاشتباك القائمة بالفعل بين البلدين. وتحاول الولايات المتحدة في استراتيجيتها الجديدة ابعاد روسيا عن إيران، في سوريا، وهو أمر صعب التحقيق. عملياً، تحاول إيران استعادة حكم الأسد لكامل الأراضي السورية، إلا أنه وبمساعدة الروس قد تتمكن الولايات المتحدة من تخفيض هذا المطلب.

 

وكان تيلرسون قد قال رداً على سؤال حول رؤية الإدارة الأميركية لمستقبل الأسد في سوريا: “نحن لا نرى دوراً بعيد الأمد للأسد ونظامه، وموقفنا في هذا لم يتغير، وقد أوضحنا ذلك للجميع، وقد صرحنا بوضوح في هذا الأمر خلال مباحثاتنا مع روسيا، بأن المجتمع الدولي لن يقبل سوريا يقودها نظام الأسد”. وشدد على أنه إذا كانت سوريا “تسعى إلى الحصول على اعتراف دولي ومستقبل واقتصاد آمن، فعليها أن تعثر على قيادة جديدة”. وأشار وزير الخارجية إلى أن إعادة إعمار البلاد وتدفق المساعدات الإنسانية إلى سوريا سيكون صعب الحدوث في حال بقاء الأسد، لأنه ستكون هنالك ثقة ضئيلة بحكومته”.

 

من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الاتفاق بين بوتين وترامب، يتضمن “تأمين وصول المساعدات الإنسانية وإقامة اتصالات بين المعارضة في المنطقة ومركز مراقبة يجري إنشاؤه في العاصمة الأردنية”. وذكر لافروف أن الاتفاق ينص على وقف إطلاق النار بمحافظتي درعا والقنيطرة، جنوب غربي سوريا. ولفت أن الولايات المتحدة تعهدت بالتزام فصائل المعارضة في المنطقة بالاتفاق، وأن الشرطة العسكرية الروسية ستحفظ الأمن بمحيط مناطق خفض التوتر، بالتنسيق مع الولايات المتحدة والأردن. وأشار إلى استمرار المشاروات من أجل تشكيل منطقة خفض توتر شمالي سوريا أيضاً. وتابع “قبل أيام، جرى وضع تصور معين حول المناطق المحيطة بحمص والغوطة في أستانا”.

 

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إن وقف إطلاق النار هو “خطوة أولى” نحو ترتيب أكبر. وقال المسؤول الذي شارك في المفاوضات وطلب عدم نشر إسمه “إنها خطوة أولى نتصور (بعدها) ترتيبا أكبر وأكثر تعقيدا لوقف إطلاق النار وترتيبا لعدم التصعيد في جنوب غرب سوريا. بالتأكيد أكثر تعقيدا من (إعلانات) هدنة سعينا للتوصل إليها في الماضي”. وأضاف المسؤول إن المزيد من المناقشات ستحدد جوانب حاسمة في الهدنة ومنها من سيتولى مراقبتها.

 

وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون إنه في حين يرحب بأي وقف لإطلاق النار في سوريا فإنه يريد أن يرى نتائج على الأرض. وأضاف قائلاً: “التاريخ الحديث للحرب السورية به الكثير من إعلانات الهدنة وسيكون من الجيد…وجود وقف إطلاق النار في يوم ما”. وتابع قائلا “لم تكن أي منها وقفاً لإطلاق النار وقد انتهكت باستمرار، انتهكها النظام وفي الحقيقة انتهكها النشاط الروسي ذاته. لذلك…نرحب بأي وقف لإطلاق النار لكن دعونا نرى. دعونا نرى النتائج على الأرض”.

 

من جهته، قال وزير الخارجية الأردنية أيمن الصفدي، إن الاردن سيستمر في العمل مع أميركا وروسيا على إنضاج اتفاق خفض التصعيد في الجنوب. واعتبر في تغريدة له في “تويتر”، أن هذا الأمر خطوة نحو وقف كلي للقتال وحل سياسي شامل يحفظ وحدة سوريا واستقلاليتها.

 

في حين أعلن وزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، أنه تم الاتفاق بين المملكة الأردنية والولايات المتحدة وروسيا، على ترتيبات لدعم وقف اطلاق النار جنوب غربي سوريا، يعمل به اعتباراً من الأحد. وقال المومني في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية “بترا”، إنه ووفقا لهذه الترتيبات التي تم التوصل إليها في عمان، سيتم وقف اطلاق النار على طول خطوط تماس اتفقت عليها قوات الحكومة السورية والقوات المرتبطة بها من جانب، وقوات المعارضة السورية المسلحة. واتفقت الأطراف الثلاثة على ان يكون وقف النار هذا خطوة باتجاه الوصول الى خفض دائم للتصعيد في جنوب سوريا، يُنهي الأعمال العدائية ويعيد الاستقرار ويسمح بوصول المساعدات الانسانية الى هذه المنطقة المحورية في سوريا.

 

وختم المومني بالقول إن الدول الثلاث أكدت أن هذه الترتيبات ستسهم في إيجاد البيئة الكفيلة بالتوصل إلى حل سياسي دائم للأزمة، كما أكدت التزامها العمل على حل سياسي عبر مسار جنيف وعلى أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم “2254” وبما يضمن وحدة سوريا واستقلالها وسيادتها.

 

تظاهرات للمعارضة تطالب “الوحدات” بالرحيل عن عفرين

جاء رد المعارضة في ريف حلب على لجوء “وحدات حماية الشعب” الكردية إلى الشارع، تنديداً بإعلان الحرب ضدها، بالنزول أيضاً إلى الشارع في مظاهرات حاشدة، طالبت “الوحدات” بإعادة المناطق التي تحتلها والسماح بعودة المُهجّرين قسراً إليها.

 

وشهدت مدن وبلدات مُحررة في ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي تظاهرات حاشدة، الجمعة، في كل من إعزاز والراعي وجرابلس والباب، وتجمع للمخيمات السورية قرب الحدود شمالي إعزاز يضم أكثر من 10 مخيمات يقطنها أكثر من 100 ألف مُهجّر قسرياً من مناطق سيطرت عليها “الوحدات” منتصف شباط/فبراير 2016.

 

ورفع المتظاهرون لافتات طالبوا فيها فصائل المعارضة المسلحة بفتح جبهات القتال مع “وحدات الحماية” في ريف حلب باعتبارها “الحل الوحيد لاستعادة المناطق المغتصبة”، ونددوا بسياسة الخداع التي تنتهجها “الوحدات” وإفشالها المفاوضات التي بدأت منتصف أذار/مارس 2017 بشأن الانسحاب من تل رفعت وأكثر من عشر قرى قريبة منها.

 

ودعا المتظاهرون في لافتاتهم المجتمع الدولي والمنظمات الدولية التي تعنى بحقوق الإنسان، للنظر في حال آلاف المهجرين من ديارهم بسبب سياسات “وحدات الحماية” العنصرية، وناشدوهم بالضغط على “الوحدات” كي تنسحب من المناطق التي تسيطر عليها. وكتب في بعض اللافتات عبارات أكدت أنه لا اختلاف بين مكونات المجتمع المحلي في ريف حلب، أكراد وعرب وتركمان، ممن تجمعهم أهداف وتاريخ مشترك ومن مصلحة الجميع رحيل “وحدات الحماية” من المنطقة كاملة بما فيها عفرين.

 

ومن المقرر أن تواصل المعارضة المسلحة تعبئة الشارع في مناطق سيطرتها في ريف حلب بهدف التصعيد مع “الوحدات” التي لم تترك أي وسيلة من الوسائل إلا واستخدمتها في دعايتها الرامية إلى تقويض أي معركة محتملة قد تشن ضدها بدعم تركي. ومن المقرر أن تنضم مدن وبلدات أخرى تسيطر عليها المعارضة في ريف حلب  للحملة الشعبية، ودعوات التظاهر سوف تكون أسبوعية في كل يوم جمعة بعد صلاة الظهر.

 

التصعيد بين “وحدات حماية الشعب” والمعارضة المسلحة في ريف حلب وصل إلى الشارع، ويبدو أن الاستمرار في هذا الاتجاه بخطى تصعيدية أكبر بين الطرفين هو المرجح، وربما يهيئ في مرحلة لاحقة إلى صدام حاد على جبهات القتال.

 

لقاء ترامب-بوتين: “كيمياء إيجابية”..وهدنة في الجنوب السوري

وصف وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون اللقاء الأول الذي جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، على هامش قمة العشرين في ألمانيا، الجمعة، بأنه كان “بنّاء جداً”، مشيراً إلى “كيمياء ايجابية واضحة جداً” بين الزعيمين.

 

وقال تيلرسون إن اللقاء استمرّ لساعتين و15 دقيقة، بعد أن كان مقرراً لنصف ساعة فقط، وأضاف الوزير الأميركي أن بوتين وترامب “لم يريدا التوقف عن الحديث”.

 

وكشف تيلرسون أن ترامب افتتح اللقاء مع بوتين بعرض القلق الأميركي من حصول تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية، ونقل عن بوتين نفيه لترامب أي دور لموسكو في هذا الأمر. وتابع تيلرسون أن الرئيسين اتفقا على مواصلة النقاش والحرص على التوصل لالتزام بأن روسيا “لن تتدخل في الشؤون الأميركية في المستقبل”.

 

وتطرق لقاء ترامب وبوتين أيضاً إلى موضوع الاتفاق بين واشنطن وموسكو حول هدنة في جنوب غرب سوريا، ونقل تيلرسون تأكيد الرئيسين دعمهما لهذه الهدنة، التي كانت وكالة “أسوشيتد برس” قد كشفت عنها تزامناً مع دخول ترامب وبوتين إلى قاعة الاجتماع المغلق.

 

وأكد تيلرسون أن واشنطن لا ترى “أي دور في الأجل الطويل” لعائلة الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا، وقال إن كيفية رحيل الأسد “لم تتحدد بعد”، مضيفاً أنه “سيحدث انتقال في مرحلة ما بالعملية السياسية لا يشمل الأسد ولا أسرته”. وجدّد تيلرسون استعداد الولايات المتحدة “لمناقشة الجهود المشتركة مع روسيا لإرساء الاستقرار في سوريا”، بما في ذلك فرض منطقة حظر طيران ونشر مراقبين لوقف إطلاق النار والتنسيق لوصول مساعدات إنسانية.

 

بدوره، أكد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، الذي حضر اجتماع ترامب وبوتين، التوصل إلى هدنة في جنوب غرب سوريا، تحديداً في مناطق درعا والقنيطرة والسويداء. وقال لافروف “اليوم في عمان اتفق خبراء روس وأميركيون وأردنيون على مذكرة تفاهم لإقامة منطقة خفض تصعيد” في درعا والقنيطرة والسويداء، مشيراً إلى أن وقف إطلاق النار سيُطبّق ابتداء من ظهر الأحد بتوقيت دمشق.

 

وأوضح لافروف أن قوات الشرطة العسكرية الروسية ستشرف على وقف إطلاق النار “بالتنسيق مع الأردنيين والأميركيين”.

 

من جهة أخرى، كشف لافروف أن ترامب “قبِل” نفي بوتين أي تدخل روسي في الانتخابات، وقال لافروف إن “الرئيس ترامب قال إنه سمع تصريحات واضحة من بوتين تؤكد أن (مزاعم التدخل) غير صحيحة وأن السلطات الروسية لم تتدخل، ووافق على هذه التصريحات”.

 

محادثات أميركية-إسرائيلية بشأن منطقة آمنة في سوريا

أفادت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، الجمعة، أن “محادثات اميركية اسرائيلية تجري بشأن المنطقة الآمنة على الحدود بين اسرائيل وسوريا وبين الاردن وسوريا كجزء من التسوية لإنهاء الحرب الاهلية في سوريا”.

 

ونقلت “هآرتس” عن مسؤولين اسرائيليين قولهم إنهم معنيون بإقامة منطقة آمنة على الحدود السورية، وكذلك الحال بالنسبة للحدود السورية الأردنية، لكنهم يعارضون الإشراف الروسي عليها.

 

وأضافت الصحيفة أن مسؤولاً أميركياً بارزاً زار اسرائيل قبل نحو أسبوعين، لبحث إمكانية إقامة تلك المنطقة “داخل العمق السوري” في الأراضي التي تسيطر عليها سوريا من الجولان، بحجة إبعاد حزب الله وإيران عن هذه الحدود.

 

وأبدت حكومة تل أبيب كذلك، معارضة لأن يكون هناك أي دور لتركيا وإيران في تحديد الأماكن التي ستقام فيها تلك المنطقة، أو حتى أن يكون لها أي دور فيها.

 

وتحدثت الصحيفة عن إقامة المناطق الآمنة في مختلف أنحاء سوريا وقالت إنها برزت بعد تسلم الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مهامه هذا العام، على اعتبار أنها أحد حلول الأزمة السورية.

 

وبحسب “هآرتس”، فإن مفاوضات سرية مكثفة جرت بين الأردن وروسيا والولايات المتحدة حول الموضوع، بينما لم تكن اسرائيل شريكاً فيها، غير أنها كانت على اطلاع تام بمحاورها. وأشار التقرير إلى أن اسرائيل تتحفظ على أن يكون الجيش السوري هو المراقب على المناطق الآمنة على الشريط الحدودي.

 

في هذا السياق، قالت مصادر إن إسرائيل طالبت خلال محادثاتها مع روسيا بالاعتراف بسيطرتها على الجولان السوري المحتل، اضافة الى “حزام أمني” في العمق السوري من جهة الشرق يسمح لاسرائيل بالتوغل في الاراضي السورية على غرار تركيا في الشمال السوري، في حال أخلّت اي جهة مسلحة مثل حزب الله، أو أخرى تابعة لايران، بالوضع الأمني وشكلت خطراً عليها.

 

وأضافت المصادر أن روسيا التي أبدت تفهمها للقلق الامني الاسرائيلي، ترفض في الوقت ذاته المطلب الاسرائيلي بشكله القائم وتقول انها موافقة على اقامة منطقة آمنة ولكن بشرط تقليص مساحتها وان تكون خالية من المسلحين، وان تخضع لإشرافها هي فقط.

 

ووفقاً للمصادر، فإن اسرائيل طلبت مساعدة ودعماً أميركياً للمطلب الاسرائيلي بخصوص الحزام الامني، رافضة أن تكون المنطقة العازلة تحت الاشراف الروسي، بل ان يكون هامش حرية كبير لاسرائيل حتى تتخذ القرار بأريحية في اي لحظة تشعر انها تعرضت أو ستتعرض لخطر ما.

 

من جهة ثانية، قال مسؤول أميركي إن الولايات المتحدة وروسيا ودول أخرى في المنطقة توصلت لاتفاق لوقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا. وتابع المسؤول، وفقاً لما نقلت “رويترز”، إنه من المتوقع أن يقدم وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون مزيداً من التفاصيل عن الاتفاق في مؤتمر صحافي في هامبورغ في وقت لاحق .

 

النظام يتقدم في عين ترما..وتضييق الخناق على “داعش” بالرقة

تتواصل الاشتباكات بين قوات النظام وفصائل من المعارضة المسلحة في غوطة دمشق الشرقية، وسط أنباء عن إحراز قوات النظام تقدماً جديداً في منطقة عين ترما شرقي دمشق، في وقت واصلت فيه “قوات سوريّا الديموقراطية” ضمن عمليات “غضب الفرات” تضييق الخناق على تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” جنوبي الرقة.

 

الاشتباكات العنيفة تجددت، الجمعة، بين مقاتلي “فيلق الرحمن” ومليشيات النظام، في محور وادي عين ترما على أطراف الغوطة الشرقية المحاذية لحي جوبر الدمشق. وتمكنت قوات النظام من السيطرة على معمل الرخام وبعض النقاط في محيطه. وذكر ناشطون أن الطيران الحربي نفّذ ما لا يقل عن 5 غارات على مناطق الاشتباكات، وأطلقت قوات النظام 3 صواريخ أرض-أرض، على المناطق ذاتها.

 

وتجددت المواجهات بين “جيش الإسلام” و”هيئة تحرير الشام” في غوطة دمشق، صباح الجمعة، في مزارع الأشعري ومحيطها في الغوطة الشرقية، وقال “جيش الإسلام” إن “الهيئة” تمكنت من التقدم وسيطرت على محور مؤلف من 5 مزارع في المنطقة. وفي الوقت نفسه، جرت عملية تبادل معتقلين بين “فيلق الرحمن” و”جيش الإسلام” في الغوطة الشرقية، وأكدت مصادر متقاطعة، أنه تم تبادل تسليم المعتقلين بين الطرفين، ممن اعتقلوا خلال الاقتتال الداخلي أواخر نيسان/أبريل.

 

من جانب آخر، تواصلت الاشتباكات بين “قوات سوريا الديموقراطية” و”الدولة الإسلامية” على محاور جنوبي مدينة الرقة، على ضفاف نهر الفرات. وباتت مئات الأمتار تفصل “قسد” عن منطقة العكيرشي التي “ضمَّت معسكراً وشهدت أكبر عملية إعدام جماعي نفذت بحق عناصر من التنظيم”، بحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان”. وتمكنت “قسد”، الجمعة، من تحقيق تقدم شرقي قرية رطلة، جنوبي الفرات، وسيطرت على أجزاء من كسرة محمد آغا، فيما يسعى التنظيم لاسترداد ما خسره.

 

وبحسب مصادر إعلامية، فإن “قسد” تسعى للتقدم إلى منطقة العكيرشي التي كانت تضم معسكر “الشيخ أسامة بن لادن”، الذي شهد في النصف الثاني من العام 2015، تنفيذ أكبر عملية إعدام جماعي بحق 200 من عناصر التنظيم الآسيويين، بحسب “المرصد”.

 

في الأثناء، نفذت طائرات النظام الحربية، الجمعة، غارات على البغيلية في أطراف مدينة ديرالزور، وعلى البانوراما جنوبي المدينة، وفي محيط “اللواء 137″، وسط اشتباكات بين قوات النظام وعناصر “الدولة الإسلامية” في محور دوار البانوراما.

 

من جهة أخرى، كثّفت الطائرات الحربية التابعة للنظام ضرباتها على منطقة اللجاة شمال شرقي درعا، بينما استهدفت فصائل المعارضة مطارين في ريف السويداء. واستهدف الطيران الحربي بلدات إيب وأم الخرز وجدل والجسري والشومره والمصاب في اللجاة، كما قصفت قوات النظام مناطق في الطريق الواصل بين بلدتي رخم والكرك الشرقي في ريف درعا الشرقي. وفي السويداء، قصفت فصائل الجيش الحر قوات النظام في مطاري خلخلة وبلة العسكريين، في ريف السويداء بالقرب من الحدود الإدارية مع ريف دمشق، وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها.

سياسياً، طالب “الائتلاف الوطني” المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بالضغط على نظام الأسد، للسماح بدخول مفتشين دوليين إلى سجونه، والكشف عن جرائم التعذيب والتصفية التي تحصل هناك. وقال عضو اللجنة القانونية في “الائتلاف” هشام مروة، إن نظام الأسد لم يلتزم بالقرارات الدولية، وعلى الأخص ما يتعلق بإطلاق سراح المعتقلين، وذلك في الوقت الذي تشير فيه منظمات حقوقية إلى أن عدد المعتقلين في سجون النظام يفوق 250 ألف معتقل. ولفت مروة إلى أن ما يجري في سجون النظام وبشكل خاص سجن صيدنايا، المعروف بالسجن الأحمر “يعتبر جرائم ضد الإنسانية وجرائم تعذيب لا يمكن قبولها ولا يمكن وصفها، وهي مجردة من كل المعايير”، مطالباً بوقفة حقوقية دولية لمواجهتها.

 

الإندبندنت: “داعش” لديه الإمكانات العسكرية للدفاع عن الرقة

قالت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية إنه وعلى الرغم من أن الرقة (معقل تنظيم داعش) تحولت إلى مدينة معزولة، فإن التنظيم ما زالت لديه القدرات العسكرية للدفاع عن المدينة التي تشهد وجوداً عسكرياً كبيراً من قِبل مليشيات سورية متعددة مدعومة أمريكياً؛ لاستعادة المدينة التي تعتبر آخر معاقل التنظيم.

 

يُقدّر عدد السكان المدنيين في الرقة ما بين 50 و100 ألف مدني، وهو أمر سيُعيق حتماً سير المعارك، كما هو الحال مع القوة التي تقدمت صوب المدينة في هجوم مفاجئ يوم الخامس من يوليو/تموز الجاري، فبعد أن حققت نصراً سريعاً وسيطرت على مسجد عثمان بن عفان، سرعان ما انسحبت بفعل نيران مقاتلي التنظيم.

 

يقول أبو عماد الشعيطي، أحد عناصر تلك القوة، إن “التنظيم استخدم العبوات الناسفة والقناصة، كما أن وجود المدنيين أعاق تقدمنا”.

 

المعارك الشرسة، كما تقول الصحيفة، أثبتت مرة أخرى قدرة التنظيم على الدفاع عن المدينة المعزولة على الضفة الشمالية لنهر الفرات، والمحاصَرة من قِبل وحدات كردية مدعومة جوياً من قِبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

 

الطيران الأمريكي الذي يقدم دعماً للمليشيات التي تحاصر الرقة، تسبب في مقتل 224 مدنياً، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

يقول الشعيطي الذي ينتمي إلى قبيلة الشعيطات، التي سبق للتنظيم أن أعدم العشرات من أبنائها: إن “معظم أبناء قبيلته التي تستقر في دير الزُّور، منخرطون حالياً في مقاتلة التنظيم”، موضحاً أن “داعش أعدم قرابة 900 شخص من أفراد القبيلة”.

 

الصحيفة البريطانية قالت إنه وحتى لو تمكنت القوات المحاصِرة للرقة من استعادة المدينة، كما هو الحال بمدينة الموصل العراقية التي خسرها التنظيم، فإن ذلك لن يعني بأي حال من الأحوال نهاية هذا التنظيم.

 

الرقة الآن، كما تقول “الغارديان”، تعيش تحت وقع حصار تفرضه وحدات كردية وأخرى عربية؛ وذلك خشية تمدد كردي نحو الرقة قد يثير حفيظة العرب الذين يشكلون أغلبية في الرقة.

 

كما أن تلك القوات مدعومة بغارات جوية أمريكية، الأمر الذي يجعل من صمود مقاتلي التنظيم أمراً صعباً.

 

يقول مقاتلو المليشيات الكردية إن التنظيم يعتمد في دفاعه عن المدينة على الانتحاريين والعبوات الناسفة والقناصة؛ وذلك لتجنب استهدافهم من قِبل طيران التحالف الدولي.

 

“جاسم”، وهو سوري يبلغ من العمر 25 عاماً، ذكر عبر اتصال هاتفي من الرقة للصحيفة، أن “داعش” ومنذ سيطرته على المدينة عمل على تنظيم الحياة بشكل كبير، من خلال توظيف أهالي المدينة ممن شملهم عفو، أصدره التنظيم عقب سيطرته على الرقة.

 

ويضيف في اتصال هاتفي، أنه يعمل إدارياً في إحدى الدوائر التي أنشأها التنظيم براتب يبلغ 400 دولار، لافتاً إلى أن “قيادة التنظيم في الرقة عراقية وأن السوريين يأتون بالدرجة الثانية في هيكلية تنظيم داعش بالرقة”.

 

أستانة 5″.. حضر الضامنون والأسد وغاب أصحاب القضية

تخيّم مقاطعة الوفد العسكري للمعارضة السورية على الاجتماع الخامس لمفاوضات أستانة في العاصمة الكازخية، الذي ينطلق رسمياً الأربعاء 5 يوليو/تموز 2017، وعلى جدول أعماله الذي يحتوي على ملفات عديدة؛ أبرزها ترسيم حدود “مناطق خفض التوتر”، ونشر قوات مراقبة، وتعزيز وقف إطلاق النار.

 

رئيس وفد فصائل المعارضة السورية العسكرية في مفاوضات أستانة، محمد علوش، أعلن في تصريح لـ “الخليج أونلاين” مقاطعة الجولة الخامسة من المحادثات.

 

وأكد علوش في تصريحه عدم المشاركة، مبيّناً أن “هناك بياناً قريباً سيصدر يوضح تفاصيل مقاطعة أستانة”.

 

وأشار إلى أن الموقف اتُّخذ بناءً على ما تقتضيه مصلحة الشعب السوري، واحتجاجاً على عدم التزام نظام الأسد باتفاقية الهدنة في درعا والغوطة”، دون تقديم المزيد من التفاصيل.

 

وخلال الجولة الماضية من مؤتمر أستانة، تم الاتفاق على تطبيق بنود اتفاقية “مناطق تخفيف التوتر” في سوريا، الأمر الذي لم يلتزم به نظام الأسد.

 

ومن أبرز المواضيع التي سيتم طرحها؛ مكافحة الإرهاب، وتطبيق بنود اتفاقية مناطق تخفيف التوتر في سوريا.

 

وتشارك في المفاوضات الدول الضامنة؛ روسيا وإيران وتركيا، إضافة للأطراف المراقبة؛ وهي الولايات المتحدة والأردن والأمم المتحدة.

 

ويشار إلى أنه قد سبق المؤتمر مباحثات تحضيرية لممثلي روسيا وتركيا وإيران، وذلك للتحضير للمؤتمر.

 

ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية، عن مصدر لم تسمّه في المؤتمر، أن البيان الذي سيتم اعتماده في “أستانة 5” سيتضمّن “بند تشكيل لجنة المصالحة الوطنية، من ممثلي السلطات السورية، والسكان المحليين ذوي النفوذ، والوجهاء، وستناقش هناك المسائل الداخلية، ومن ضمن ذلك مسألة الأمن، وسيقتصر على السوريين فقط، دون وسطاء”.

 

وأشار إلى أن الحديث، في الجولة الحالية من المفاوضات، يدور عن مركزين لمراقبة مناطق خفض التصعيد في سوريا؛ أولهما أردني – روسي- أمريكي، والثاني تركي – روسي.

 

وأوضح المصدر أنه في حال نجاح الهدنة وثباتها في مناطق خفض التصعيد، فإنه “من الممكن استبدال قوات الدول الضامنة بالجيش السوري وفصائل المعارضة”.

 

كما أشار المصدر ذاته إلى أن إيران دعت لتأجيل البحث في موضوع المنطقة الجنوبية وتريد طرح رؤية مختلفة عن خطوط التماس الحالية هناك.

 

ومنذ بداية العام الجاري، عُقدت أربع جولات من المباحثات، أعقبت إعلان وقف إطلاق النار في سوريا، نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، ورغم الخروقات، فإن التوصل إلى إقامة “مناطق خفض التوتّر” يعد أبرز ما بلغته الاجتماعات السابقة.

 

وستكون هذه المناطق، التي جرى التوافق عليها في مؤتمر “أستانة 4” قبل نحو شهرين، على جدول أعمال الاجتماع الخامس بشكل مكثّف، مع حديث متواتر عن أن هذا الاجتماع سيرسم حدود تلك المناطق، ويتناول تفاصيل آليات نشر قوات مراقبة فيها، بحسب وكالة الأناضول.

 

اجتماع “أستانة 5″، وبحسب القيادي في المعارضة السورية، عضو وفدَي المفاوضات في أستانة وجنيف، فاتح حسون، “سيركز على المباحثات المستمرة بين الضامنَين التركي والروسي، وما ينتج عنهما من طروحات تشارك الفصائل العسكرية فيها؛ لكون الضامن التركي يترك مجال الموافقة والرفض والتعديل لفصائل المعارضة”.

 

ورداً على موضوع نشر قوات مراقبة في “مناطق خفض التوتر”، قال حسون، وهو القائد العام لحركة “تحرير الوطن”، في حديث لوكالة الأناضول، الثلاثاء الماضي: “هذا الأمر موجود من بداية طرح الروس مناطق تخفيض التصعيد، ولم نعلم رسمياً حتى الآن ما هي القوات التي ستنفّذ ذلك، وما هي آلياتها”.

 

واستدرك قائلاً: “لكن هذا الأمر بالتأكيد موضع مباحثات دولية قد تفضي إلى اتفاق في الأيام المقبلة”.

 

وتابع حسون بقوله: “نرى أن واجب قوى الثورة، ومن حق الشعب المضطهد، أن يطلب مساعدة ممن يثق به ويقف إلى جانبه، ولا نرى في الدخول التركي إلا مطلباً تأخّر تنفيذه، ونتمنّى تحقيقه في أسرع وقت”.

 

ومنذ بداية العام الجاري، قُتل 5 آلاف و381 مدنياً سوريّاً، بينهم 159 طفلاً و742 امرأة؛ جراء الحرب، وفق تقرير لـ “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، نشرته السبت الماضي.

 

وإجمالاً، أودت الحرب في سوريا، منذ عام 2011، بحياة مئات الآلاف من الأشخاص، أغلبهم مدنيون، وتسببت في نزوح ولجوء ملايين من السوريين (من أصل أكثر من 17 مليون نسمة)، إضافة إلى دمار مادي ضخم في معظم مناطق البلد العربي.

 

التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار جزئي في سوريا في أول محاولة لترامب لإحلال السلام

من جيف ماسون و دينيس ديومكين

 

هامبورج (رويترز) – توصلت الولايات المتحدة وروسيا والأردن إلى وقف لإطلاق النار و”اتفاق لعدم التصعيد” في جنوب غرب سوريا يوم الجمعة مع بذل الحكومة الأمريكية في ظل رئاسة دونالد ترامب أولى محاولاتها لتحقيق السلام في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ ست سنوات .

 

ويبدأ وقف إطلاق النار ظهر الأحد بتوقيت دمشق (الساعة 0900 بتوقيت جرينتش).

 

وأُعلن عن هذا الاتفاق بعد اجتماع عُقد في مدينة هامبورج الألمانية بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين التي تضم أكبر الاقتصادات في العالم.

 

وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إن المنطقة التي يشملها وقف إطلاق النار تؤثر على أمن الأردن و”جزء معقد جدا من ساحة المعارك السورية”.

 

وروسيا وإيران هما الداعمان الدوليان الرئيسيان للرئيس السوري بشار الأسد في حين تدعم الولايات المتحدة بعض جماعات المعارضة السورية المسلحة التي تقاتل للإطاحة به.

 

وقال تيلرسون “أعتقد أن هذه هي أول إشارة إلى أن الولايات المتحدة وروسيا بمقدورهما العمل معا في سوريا.. ونتيجة لذلك أجرينا مناقشة مطولة جدا فيما يتعلق بمناطق أخرى في سوريا يمكننا أن نواصل فيها العمل معا لعدم التصعيد”.

 

ولم تتماسك اتفاقات سابقة مماثلة لوقف إطلاق النار لفترة طويلة ولم يتضح مدى التزام الأطراف المتحاربة بشكل فعلي وهي حكومة الرئيس بشار الأسد وقوات المعارضة السورية الرئيسية في جنوب غرب البلاد بأحدث اتفاق.

 

وناضل الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما للتوصل لاستراتيجية لإنهاء الحرب السورية التي أدت إلى قتل نحو نصف مليون شخص وحولت مدنا إلى دمار وأجبرت الملايين على النزوح للخارج.

 

وأربك أيضا الوضع في سوريا ترامب الذي وعد بتحسين العلاقات مع موسكو ولكنه أثار غضب روسيا في أبريل نيسان بعد أن أصدر أوامر بشن هجمات صاروخية على قاعدة جوية سورية لمعاقبة الأسد بعد هجوم بالأسلحة الكيماوية.

 

ويبدو أن الاتفاق بشأن سوريا حقق إنجازا دبلوماسيا لترامب في أول اجتماع له مع بوتين حيث ناقشا أيضا القضية الشائكة المتعلقة بتدخل موسكو المزعوم في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016 والطموحات النووية لكوريا الشمالية.

 

* أهداف في سوريا..

 

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن الاتفاق يتضمن “تأمين وصول المساعدات الإنسانية وإقامة اتصالات بين المعارضة في المنطقة ومركز مراقبة يجري إنشاؤه في العاصمة الأردنية”.

 

وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية إن وقف إطلاق النار و “خطوة أولى” نحو ترتيب أكبر.

 

وقال المسؤول الذي شارك في المفاوضات وطلب عدم نشر اسمه “إنها خطوة أولى نتصور (بعدها) ترتيبا أكبر وأكثر تعقيدا لوقف إطلاق النار وترتيبا لعدم التصعيد في جنوب غرب سوريا. بالتأكيد أكثر تعقيدا من (إعلانات) هدنة سعينا للتوصل إليها في الماضي”.

 

وأضاف المسؤول إن المزيد من المناقشات ستحدد جوانب حاسمة في الهدنة ومنها من سيتولى مراقبتها.

 

وقال تيلرسون إن أهداف الولايات المتحدة وروسيا في سوريا “متطابقة تماما”.

 

لكن واشنطن وموسكو على خلاف منذ وقت طويل بشأن سوريا.

 

وكثيرا ما دعت الولايات المتحدة إلى إبعاد الأسد الذي تلقي عليه بالمسؤولية في إطلاق النار على محتجين في بداية الصراع ومؤخرا في شن هجمات بأسلحة كيماوية على مدنيين.

 

وتساند روسيا وإيران بقوة الرئيس السوري الذي يعطي البلدين تواجدا إستراتيجيا على البحر المتوسط.

 

وعلى الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار قال تيلرسون إن الولايات المتحدة ما زالت “لا ترى أي دور في الأجل الطويل لعائلة الأسد أو نظام الأسد. وقد أوضحنا هذا للجميع. بالتأكيد نحن أوضحناه في مناقشاتنا مع روسيا”.

 

وقال فصيل من المعارضة السورية المسلحة شارك في محادثات السلام الأخيرة التي عقدت في قازاخستان الشهر الماضي في بيان إنه لديه قلقا كبيرا بشأن “الاجتماعات السرية بين روسيا والأردن وأمريكا لإبرام اتفاق منفرد لجنوب سوريا بمعزل عن الشمال” والذي وصفه بأنه حدث غير مسبوق “يقسم سوريا والمعارضة”.

 

ولم يصدر رد فعل حتى الآن من الحكومة السورية والجبهة الجنوبية، التجمع الرئيسي لجماعات المعارضة المسلحة التي يساندها الغرب في جنوب غرب سوريا، على اتفاق وقف إطلاق النار.

 

ولم يتضح حتى الآن على وجه التحديد ما هي المناطق في جنوب غرب سوريا التي سيشملها وقف إطلاق النار المرتقب.

 

لكن محادثات جرت في وقت سابق بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن “منطقة عدم التصعيد” شملت محافظة درعا على الحدود مع الأردن ومحافظة القنيطرة على الحدود مع مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.

 

وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون إنه في حين يرحب بأي وقف لإطلاق النار في سوريا فإنه يريد أن يرى نتائج على الأرض.

 

وأضاف قائلا في واشنطن “التاريخ الحديث للحرب السورية به الكثير من إعلانات الهدنة وسيكون من الجيد…وجود وقف إطلاق النار في يوم ما”.

 

وتابع قائلا “لم تكن أي منها وقف لإطلاق النار وقد انتهكت باستمرار، انتهكها النظام وفي الحقيقة انتهكها النشاط الروسي ذاته. لذلك…نرحب بأي وقف لإطلاق النار لكن دعونا نرى. دعونا نرى النتائج على الأرض”.

 

(إعداد وجدي الالفي وأحمد صبحي خليفة للنشرة العربية)

 

نائب مبعوث الأمم المتحدة لسوريا يرى في وقف إطلاق النار تطورا إيجابيا

دمشق (رويترز) – قال رمزي عز الدين رمزي نائب مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا يوم السبت إن الاتفاق على وقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا تطور إيجابي سيساعد في دعم العملية السياسية بالبلاد.

 

وأضاف للصحفيين في دمشق أن الاتفاق خطوة في الاتجاه الصحيح وأنه يؤدي إلى دعم العملية السياسية.

 

كانت الولايات المتحدة وروسيا والأردن توصلت إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار و”عدم التصعيد” في جنوب غرب سوريا من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ يوم الأحد.

 

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى