أحداث الجمعة، 30 تشرين الثاني 2012
«شهادة ميلاد» لدولة فلسطين بعد 65 عاماً على قيام إسرائيل
نيويورك – راغدة درغام
طالب الرئيس محمود عباس الجمعية العامة للأمم المتحدة امس «بإصدار شهادة ولادة للوجود الحقيقي لدولة فلسطين». واعتبر أن قرار الجمعية العامة تصنيف فلسطين «دولة» في يوم تاريخي هو ٢٩ تشرين الثاني (نوفمبر)، يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، ينقذ حل الدولتين ويشكل استثماراً في السلام. وقال لـ «الحياة» إن «تحولنا الى دولة تحت الاحتلال يحفظ لنا أرضنا»، مؤكداً «أننا جاهزون للمفاوضات حسب الشرعية الدولية». وأعلن: «ضميري مرتاح، وأنا نفسياً مرتاح».
وأكد الرئيس الفلسطيني، أثناء لقائه «الحياة» أنه عندما خاطب الجمعية العامة العام الماضي، مطالباً بعضوية كاملة لفلسطين في الأمم المتحدة «كنا نعرف ماذا نريد وماذا نفعل»، مضيفا: «الآن ايضاً نعرف ماذا نريد وماذا نفعل». وقال: «في المرة الأولى قدمنا الطلب ومشينا»، إنما طلب العضوية الكاملة تطلب المرور عبر مجلس الأمن الذي أحبط المسعى، لكن «هذه المرة، خطوتنا أهم … لأننا أتينا بمشروع قرار الى الجمعية العامة لتصوّت الدول عليه» يعطي فلسطين منصب دولة مراقبة غير عضو و»هذا تغيير جذري على الطريق». وأكد أن قيام «دولة مستقلة لفلسطين هو التغيير الجذري الحقيقي»، لكنه أقر أيضاً بالأهمية التاريخية لتصنيف فلسطين دولة بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة لما يعطيها من حقوق لم تكن لها قبل أن تصبح دولة».
وتشمل الحقوق المترتبة على صفة الدولة القدرة على الانتماء الى المعاهدات الدولية ومنظمات ووكالات الأمم المتحدة في خطوة نوعية أدت بكل من إسرائيل والولايات المتحدة الى التهديد بإجراءات انتقامية ضد السلطة الفلسطينية، وكذلك ضد الأمم المتحدة. وقال الرئيس الفلسطيني لـ «الحياة»: «لا أريد أن أحكم على التهديدات»، و»قد لا يكون هناك انتقام». وبالنسبة الى المصالحة مع «حماس» واحتمالات تحقيقها في ضوء الأحداث الأخيرة، قال عباس: «نحتاج الى شيء واحد فقط لتحقيق المصالحة هو الانتخابات، ونحن جاهزون تماماً لها».
واستعدت الجمعية العامة للتصويت ليل الخميس – الجمعة (بتوقيت الشرق الاوسط) على مشروع قرار الاعتراف بفلسطين دولة مراقبة غير عضو في الأمم المتحدة، وسط توقعات بحصول القرار على دعم أكثر من ١٣٥ دولة من أصل ١٩٣ هي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. وانقسمت الدول الأوروبية في شأن التصويت، إذ كانت التوقعات أن تصوت ١٥ منها لصالح مشروع القرار، وبينها فرنسا وإسبانيا وايطاليا، في مقابل تصويت دولتين ضده وامتناع نحو ٥ دول أوروبية عن التصويت، بينها بريطانيا وألمانيا.
وحاز تقديم طلب العضوية على دعم كبير في الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة حيث خرجت الفصائل كافة، بما فيها حركتا «حماس» والجهاد الاسلامي»، في مسيرات حاشدة دعماً للرئيس عباس، في وقت حاول رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو التقليل من شأن التحرك الفلسطيني، معتبرا انه «لن يغير شيئا على الارض» ولا يؤدي الى قيام دولة فلسطينية. رغم ذلك، أقر الاعلام الاسرائيلي بالفشل الديبلوماسي في هذا الصدد، اضافة الى الصدمة من الجرف السياسي الاوروبي والدولي لصالح الفلسطينيين. في الوقت نفسه، خرجت تظاهرة في تل ابيب دعما للدولة الفلسطينية.
واستعد الرئيس الفلسطيني لإلقاء خطاب تاريخي وسط احتفاء بالدولة شارك فيه وزيرا خارجية كل من تركيا وأندونيسيا وغاب عنه وزراء الخارجية العرب الذين أبلغوا القيادة الفلسطينية أن السبب هو اجتماع سبق إعداده في اسطنبول مع تركيا.
وكان مرتقباً أن ينطلق الرئيس الفلسطيني في خطابه أمام الجمعية العامة من الأحداث الأخيرة في غزة والاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، ليؤكد أن فلسطين «تؤمن بالسلام لأن شعبها يتطلع الى حياة طبيعية والعيش بحرية وسلام»، وليضيف أن فلسطين تأتي الى الأمم المتحدة «حامية الشرعية الدولة، مؤكدين اقتناعنا أن أمام الأسرة الدولة الآن الفرصة الأخيرة لإنقاذ حل الدولتين»، وأن الحصول على الاعتراف بالدولة هدفه «تأكيد وجود فلسطين وحماية أسس سلام عادل» في المنطقة.
وبعد عرض مفصل لما تعرض له الشعب الفلسطيني منذ النكبة العام ١٩٤٨ وتطلعاته الى الأمم المتحدة أثناء نضاله الوطني والطروحات الفلسطينية والعربية للسلام مع إسرائيل، كان متوقعاً أن يتطرق عباس الى «سيل التهديدات الإسرائيلية رداً على سعينا السلمي والسياسي والديبلوماسي» للحصول على وضعية دولة مراقبة، من دون أن يعبر أي مسؤول إسرائيلي «عن قلقه على عملية السلام» مع استمرار إسرائيل في «سياساتها العدوانية وجرائم الحرب إيماناً منها أنها فوق القانون وتتمتع بحصانة من المحاسبة والعواقب… وجاءت اللحظة ليقول العالم بوضوح: كفى اعتداء ومستوطنات واحتلال، ولهذا نحن هنا».
وضمن النقاط التي كان متوقعاً للرئيس الفلسطيني إبرازها من منصة الأمم المتحدة التالي:
أن الهدف «ليس نزع الشرعية» عن دولة إسرائيل، وإنما «تأكيد شرعية دولة يجب ان تحقق استقلالها الآن وفي فلسطين». وان السعي وراء مرتبة دولة «ليس هدفه» إنهاء ما تبقى من عملية المفاوضات التي خسرت صدقيتها «وإنما بعث روح جديدة في المفاوضات». وان الشعب الفلسطيني لن يرضى بأقل من دولة فلسطين على حدود العام ١٩٦٧ عاصمتها القدس الشرقية وإيجاد حل لمسألة اللاجئين على أساس القرار ١٩٤ والمبادرة العربية. وان الجمعية العامة للأمم المتحدة بتبنيها القرار ١٨١ قبل ٦٥ عاما في ٢٩ تشرين الثاني (نوفمبر) الذي قسم فلسطين الى دولتين، أعطت «شهادة ولادة لإسرائيل»، وأنه بعد ٦٥ عاما حان وقت «إعطاء شهادة ولادة» لدولة فلسطين.
وسعى الرئيس الفلسطيني لطمأنة الأسرة الدولية، قائلا: «سنتصرف بمسؤولية وإيجابية في الخطوات التالية» التي ستتخذ في أعقاب اعتراف الأسرة الدولية بفلسطين دولة مراقبة غير عضو. وجاءت الطمأنة لتوحي أن السلطة ستحتفظ بالحقوق التي سيمنحها منصب الدولة، لكنها لن تهرول إليها. وضمن أبرز هذه الحقوق أهمية هو القدرة على الانضمام الى نظام روما الذي أنشأ المحكمة الجنائية الدولية، والذي يعطي فلسطين حق الشكوى على إسرائيل لارتكابها جرائم حرب، والانتماء الى وكالات الأمم المتحدة.
وخلال الاحتفال الصباحي لمناسبة يوم التضامن مع الشعب الفسطيني، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن «انتظارنا طال لتحقيق حل الدولتين الذي التزمته إسرائيل والفلسطينيون بعد ٦٥ عاماً من قرار الجمعية العامة ١٨١ بالتقسيم»، مشيراً في الوقت نفسه الى أن «تسوية قضايا الوضع النهائي لن تنجز إلا بمفاوضات مباشرة». وقال إن «الخطوط العريضة للاتفاق واضحة في قرارات مجلس الأمن ومبادئ مدريد، ومنها مبدأ الأرض في مقابل السلام، وخريطة الطريق ومبادرة السلام العربية والاتفاقات بين الطرفين، وما نحتاجه الآن هو توافر الإرادة والشجاعة السياسيتين». وأشار الى أن «استمرار الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، ينافي أحكام القانون الدولي وخريطة الطريق ويجب أن يتوقف». واكد أن «المجتمع الدولي لن يقبل الإجراءات الانفرادية»، معرباً «عن القلق من تصاعد عنف المستوطنين». وشدد على ضرورة «تغلب الفلسطينيين على الانقسام بناءً على الالتزامات التي تعهدت بها منظمة التحرير الفلسطينية واستنادا إلى مواقف الرباعية ومبادرة السلام العربية».
وقال رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري السفير الهندي هارديب سينغ بوري إن مجلس الأمن يأمل في أن «جهوداً عاجلة ستبذل بناء على قرارات المجلس ومبادىء مدريد والمبادرة العربية والاتفاقات القائمة نحو حل شامل للنزاع العربي – الإسرائيلي ينهي الاحتلال الذي بدأ عام ١٩٦٧ ويؤدي الى قيام دولة فلسطينية مستقلة وديموقراطية وقابلة للحياة تعيش الى جانب إسرائيل بأمن وسلام». وشدد على «الدور المحوري للرباعية»، داعياً الأطراف الى التعاون الكامل معها. وأكد التزام مجلس الأمن تحقيق سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بدولة مستقلة وديموقراطية.
المعارك تغلق مطار دمشق واستعدادات لفتح مطار طرطوس
لندن، دمشق، بيروت، نيويورك – «الحياة»، رويترز، ا ف ب
شهد الطريق الى مطار دمشق الدولي امس اشتباكات عنيفة، ما ادى الى اغلاق المطار والغاء عدد من الرحلات المتجهة اليه، ومنها رحلات خطوط «الامارات» وشركة «مصر للطيران». وادت الاشتباكات الى اصابة اثنين من جنود حفظ السلام النمساويين عندما تعرضت قافلتهم لاطلاق النار قرب المطار. ويشارك هؤلاء الجنود في قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في مرتفعات الجولان.
ومع اتساع الاشتباكات في محيط المطار وفي مناطق عدة من العاصمة، انقطعت خدمة الانترنت كما تعطلت خطوط الهاتف المحمول والهاتف الأرضي التي كانت تعمل بشكل متقطع. ووصف سكان دمشق ما حصل بانه أسوأ تعطل للاتصالات منذ بدء النزاع. وتبادل النظام والمعارضة الاتهامات بشأن هذا الانقطاع، اذ ابدت لجان التنسيق المحلية مخاوفها من ان يكون النظام يحضر لعمل ما من خلال قطع الاتصالات عن مختلف انحاء سورية. ورد وزير الاعلام عمران الزعبي بأن «إرهابيين»، وليست الدولة، هم المسؤولون عن قطع اتصالات الانترنت. وقال ان المهندسين يعملون على إصلاح الخلل في كابل الاتصالات والانترنت الرئيسي.
ومع وصول الاشتباكات الى محيط مطار دمشق اعلن محافظ طرطوس نزار اسماعيل موسى أن المطار الزراعي في محافظة طرطوس سيتحول إلى مطار مدني «خلال فترة قريبة». ونقلت صحيفة «الثورة» الحكومية امس عنه قوله ان لجنة من «المؤسسة العامة للطيران المدني» ستكشف في نهاية هذا الأسبوع على واقع المطار الحالي لتقرر الحاجات اللازمة لتجهيزه ويتم مستقبلا وضعه في الخدمة كمطار مدني. ويعتبر «مطار دمشق الدولي» اكبر مطار في سورية. غير ان هناك مطارات اخرى في كل من حلب ودير الزور واللاذقية.
من جهة اخرى جرت مواجهات عنيفة فجرا بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة حول قاعدة وادي الضيف شرق معرة النعمان في ريف ادلب.
وفي نيويورك، دعا الممثل الخاص المشترك الى سورية الأخضر الإبراهيمي مجلس الأمن الى «تبني قرار بناء على إعلان جنيف والعملية السياسية التي صدرت في الإعلان بحيث تتشكل حكومة انتقالية مع صلاحيات تنفيذية كاملة، ثم إجراء انتخابات». وشدد في إحاطة أمام المجلس على ضرورة دعم تطبيق خطة جنيف «بقوة مراقبة معززة».
وقلل من أولوية البحث في مدى مشاركة الرئيس بشار الأسد في المرحلة الانتقالية، معتبراً أن «الأسد ليس المشكلة الوحيدة ولا الحل الوحيد لأن الشعب السوري أهم من كل» ما يثار حول ذلك. واضاف «الشعب السوري سيقرر أي نظام يريد»، مشدداً على الحاجة الى «تغيير فعلي وحقيقي في سورية» من خلال عملية سياسية تتضمن «تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات تتولى الإعداد لإجراء انتخابات واختيار رئيس جديد».
وأكد الإبراهيمي أنه قادر على طرح خطة على مجلس الأمن، لكن من الضروري أن «التحرك لإطلاق حل سلمي يجب أن يبدأ من مجلس الأمن لأن الأطراف في المنطقة المحيطة بسورية غير قادرة على تقديم دعم كاف لمثل هذا الحل»، وكذلك الأطراف في سورية «غير قادرة على التوصل الى حل سلمي». وقال انه قادر على وضع خطة لحل سياسي «ولكن أسهل خطوة هو وضع خطة لأن المشكلة تكمن في عدم قبول الأطراف بها».
وقالت مصادر مجلس الأمن من داخل الجلسة إن «روسيا واصلت الاعتراض على إصدار قرار في ظل استمرار السياسات الهادفة الى تغيير النظام». وأكدت الدول الغربية «ضرورة تبني مجلس الأمن قراراً يتبنى خطة جنيف تحت الفصل السابع». وقال ديبلوماسي غربي إن «إقرار خطة جنيف في مجلس الأمن على أهميته، إلا أنه غير كاف دون تحديد الخطوات التالية وفرض تبعات على عدم التقيد بالقرار».
وقال ديبلوماسي غربي إن «فرص نجاح المبعوث الدولي هي واحد في المئة»، وتوقع «فترة قد تمتد أشهراً قبل أن يتمكن الإبراهيمي من إقناع الأطراف في سورية بقبول حل سياسي يشمل الحكومة والمعارضة».
عملية للجيش السوري حول مطار دمشق
الابرهيمي: صلاحيات كاملة لحكومة انتقالية
نيويورك – “النهار”
بدأ الجيش السوري حملة عسكرية واسعة الخميس في مناطق واقعة على طريق مطار دمشق الدولي المقفلة منذ صباح امس، بينما طرح الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي قوة لحفظ السلام وصلاحيات كاملة لحكومة انتقالية.
وعقب جلسة مغلقة قدم خلالها الابرهيمي احاطة أمام أعضاء المجلس، قال ديبلوماسي غربي حضر الجلسة لـ”النهار” إن الممثل الخاص المشترك “استهل احاطته بأن أمام سوريا خيارين، الأول بدء عملية تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري، والثاني تحول سوريا دولة فاشلة على غرار الصومال”. وأضاف أن “الرسالة التي حملها الابرهيمي الى أعضاء مجلس الأمن مفادها أنهم إذا اتحدوا، يمكن التقدم، وهناك بعض العناصر لخطة، منها أولاً حضور قوي لمراقبين دوليين على الأرض، وثانياً توحيد المعارضة، وثالثاً حكومة انتقال سياسي مع صلاحيات تنفيذية”.
وبعيد الإحاطة، تحدث الابرهيمي الى الصحافيين، فكرر أن الوضع في سوريا “سيىء ويزداد سوءاً” لأن الأطراف السوريين “غير قادرين في الوقت الحاضر على التوجه نحو حل سلمي، بل أن كل طرف يعمل من أجل تحقيق نصر عسكري”. وأضاف أن “المنطقة المحيطة بسوريا لا أعتقد أنها قادرة على تقديم الدعم الكافي من أجل الوصول الى حل سلمي”. وخلص الى أن “المكان الوحيد الذي يمكن أن يبدأ فيه عمل سياسي ناجح هو مجلس الأمن”، موضحاً أنه طلب من الأعضاء أن “يعاودوا محادثاتهم وبحثهم عن اتفاق”. وأكد أن “بيان جنيف يمكن أن يكون أساساً صالحاً” لاصدار قرار جديد من مجلس الأمن. وكشف أن “لدينا الآن عناصر للخطة. لكن هذه العناصر لا يمكن صوغها قبل أن يتحد مجلس الأمن ويكون مستعداً لاصدار قرار يكون هو الأساس لعملية سياسية”.
وسئل هل يسعى الى قرار بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، فأجاب بأن “هذا يقرره أعضاء المجلس… هذا خلاف بينهم”. واستدرك أنه يريد أن يرى في القرار “العملية التي جرى وصفها بعمق في جنيف والتي تبدأ بهيئة حكومية انتقالية، بحسب ما سموها، لديها كامل السلطات التنفيذية”. وشدد على “الحاجة الملحة الى وقف نار يمكن أن يصمد”، قائلا إن تجربة المراقبين العرب ومهمة الأمم المتحدة للمراقبة في سوريا تدلان على أن “وقف النار لن يصمد إلا إذا كان مراقباً بصورة قوية جدا، وهذا يتطلب في اعتقادي مهمة لحفظ السلام”.
وهل يرى الرئيس بشار الأسد جزءا من العملية الإنتقالية؟ أجاب أن “الشعب السوري يريد التغيير الحقيقي، لا تغييراً تجميلياً”. وأكد أن “سوريا الجديدة لن تشبه سوريا اليوم”. وأضاف: “كل الناس يتكلمون عن بشار الأسد وكأنه هو المشكلة الوحيدة الموجودة أو هو الحل الوحيد. الشعب السوري أهم بكثير من هذا كله”.
حلب إلى معركة فاصلة… وطويلة: من يسيطر على ساحتها اليوم؟
طارق العبد
أربعة أشهر مرت على المعارك في حلب. تلك المدينة لا تشبه غيرها من المدن السورية الغارقة في الصراع، فهي ببساطة قد أصبحت نقطة فاصلة في النزاع. هنا أراد مسلحو «الجيش السوري الحر» أن تكون بمثابة «أم المعارك» التي ستمثل بداية النهاية للنظام الحاكم، وهنا أيضا أرادها النظام معركة الحسم لمدينة لطالما تغنت بهدوئها. لكن النتيجة ان «الشهباء» تحترق. كل ما فيها يحترق. حتى الثورة ذاتها. النظام ما زال متمركزاً في بعض المناطق، وما زال محافظاً على العديد من مراكزه العسكرية والأمنية على الرغم من تعرضها لقذائف ومحاولات اقتحام عديدة، بينما تسيطر المعارضة المسلّحة على أحياء أخرى. أما الريف فهو خارج سلطة النظام، حتى المعابر الحدودية مع أرض «العثمانيين».
لكن من هي هذه المعارضة المسلحة التي تحكم في تلك المناطق؟ هي أشبه بمزيج من قوى سلفية و«جبهة النصرة» وكتائب مسلحة متفرقة وألوية تتصرف على أنها الحاكم بأمره. لها الحق في القتل والإعدام والسرقة وفرض الإتاوات بحجة دعم الثورة، والويل لمن يعترض.
في المقابل، ما زالت هناك ثورة سلمية تتنفس في حلب. هنا أيضا يرفع المتظاهرون الصوت عالياً تجاه كل من يتسلق ثورة الشعب أو يحاول فرض رأيه بقوة سلاحه. قد لا يستجيب أحد لكنها رسائل تتراكم فتعطي أثرها. وبين السلاح والعمليات العسكرية، ما زال الحلبيون يحلمون بغد أفضل على الرغم من التدهور المعيشي الحاد الذي يغرقون به وعلى الرغم من نزوح الكثيرين وتوقف عجلة الحياة في الكثير من المناطق، ولكن الجميع يتفاءل. معادلة حلبية تحتاج الى البحث أكثر في تفاصيل الحياة اليومية للسكان.
من يحكم حلب اليوم؟
سؤال كان السبب الأساسي لزيارة عاصمة سوريا الثانية. لكن بداية، لا بدّ من سؤال تمهيدي: ماذا يحدث في حلب؟ لا تصل من هناك سوى أنباء القصف والاشتباكات والاقتحامات اليومية، ومعها عمليات «جبهة النصرة» وبيانات شبه يومية يتبعها نفي معتاد من الجيش النظامي الذي يؤكد استعادة السيطرة. لكن أين الحقيقة؟ ولمَن الغلبة على الأرض ؟ قد تكون الإجابة صادمة نوعاً ما، لكنه الواقع: الفوضى.
في البداية، كان العمل السلمي هو سيّد الموقف، والمبادرة كانت لجامعة حلب ما شجع أحفاد عبد الرحمن الكواكبي على الثورة أكثر. ثم تزايدت التظاهرات حتى وصل مسلحو «الجيش الحر» بهدف «حماية التظاهرات السلمية»، بحسب ادعائه، لتتحول حلب بعد ذلك إلى ميدان قتال لا حدود له. وباتت القاعدة اليوم: أنت مسلح إذاً أمرك مُطاع، افعل ما شئت، فثمة من سيبرّر لك ويدافع عنك، ففي «الثورة» يجوز ما لا يجوز في غيرها..هكذا يروي طبيب شاب كيف تمت سرقة تجهيزات تابعة لمستشفى «الكندي» من قبل أحد المسلحين ثم عاد واتصل بالأطباء فيه مبلغاً إياهم عرضه الأدوات للبيع وإلا فستُباع للجار التركي.
ولتكتمل سخرية المشهد، يضيف الشاب، أرسل مقاتلون من «جبهة النصرة» بضرورة الاستمرار في عمل المستشفى، بل تأمين ضمانات للأطباء كي يتمكنوا من الحضور والعمل، وهو ما عارضه «لواء التوحيد»، صاحب السلطة الأقوى على الأرض في حلب. ولا تتوقف المسألة هنا، فالكثير من المعامل التي تقع في الريف تعرضت للسطو أو التدمير على ايدي مسلحين بينما لا تتردد مجموعات أخرى في خطف من تشاء وإعدام من تشاء. والتهمة جاهزة دائماً: «شبيح»، «عوايني»، «متعامل مع النظام»، وبالطبع ثمة دائماً من يبرّر كل ذلك، حتى لو استفحل الأمر كثيراً.
في المقابل، يعتبر ناشط مقيم في حلب أن هناك رأياً عاماً في المنطقة يتجه إلى غضّ النظر عما يحدث ما دام يصبّ في إطار التجاوزات الفردية التي يمكن ضبطها، وما دام التركيز الأساسي ينصبّ على دعم الثورة وإسقاط النظام. ما سبق يستهجنه آخر قائلاً «عن أي تجاوزات يتحدثون؟ لقد سكتنا طويلاً عن حالات فردية فتكاثرت وأصبحت سرطاناً يصعب استئصاله»، ليضيف «المشكلة ليست بالسلاح، بقدر ما هي اليد التي تحمل السلاح.. هناك قادة في الكتائب المقاتلة يقرون أمامنا بصعوبة قدرتهم على ضبط المسلحين المنضوين تحت رايتهم». بدوره، يشير آخر إلى كارثة وقع بها «لواء التوحيد» تتمثل في فتح أبوابه لمختلف المتطوعين، فانضم الكثيرون تحت رايته ولم يعد هناك سلطة تضبط ما يحدث.
وفي السياق ذاته، يلفت أحدهم إلى أن معظم المقاتلين هم من ريف حلب وإدلب وحماه ودير الزور، أما العرب فهم قليلون للغاية. لكن المحصلة أن كثيراً منهم قدم إلى حلب بخلفية تقول ان ما تعرضت له حمص لا بد من أن تذوقه «الشهباء»، وان المدينة لم تقم بالثورة كما يجب. بل ذهب أحدهم، على حد وصف الناشط الشاب، إلى الحديث عن أن أهل المدينة لا يدعمون الثورة، لذلك ينبغي التعامل معهم كموالين للنظام!!
كلام ينفيه ناشطون آخرون، مؤكدين على ذلك بالإشارة إلى «الاحتضان الاجتماعي» الذي يلقاه «الجيش الحر» في بعض المناطق، ويعود ذلك إلى سلوك الكتائب المتمركزة في هذه الأحياء. لكن أين هي الهيئات الشرعية والمحاكم التي تشكلت في المناطق «المحرّرة» عما يجري من تجاوزات؟ يجيب حقوقي بأن سلطتها تبقى مجرّد إصدار أحكام قد يلتزم بها البعض، بينما تتجاهلها الأغلبيّة، باعتبار أنه لا توجد لها قوة مسلحة ترغم الباقين على الانصياع لتشريعها. لكنه يعود ويستدرك موضحاً أن إعلان تشكيل لواء مقاتل يتبع لـ«الهيئة الشرعية» و«جبهة علماء حلب» يبقى المعضلة الأكبر في المجموعات السلفية وأكبرها «جبهة النصرة «. يشير العديد من النشطاء إلى أن عددهم ما زال قليلاً مقارنة ببقية الكتائب، لكنهم الأكثر عنفاً وتنظيماً وتسليحا وتمويلاً . ويستذكرون، في هذا الإطار، عملية تفجير ساحة سعد الله الجابري التي لقيت من الانتقادات كمّاً كبيراً، لكن ذلك لم يُثنِ التنظيم الموالي لـ«القاعدة» عن إعدام جنود للجيش النظامي وبث المقاطع على شبكات التواصل الاجتماعي، ثم القيام بسلسلة تفجيرات استهدفت مراكز عديدة تابعة للسلطة، ولا يتردد في تنظيم تظاهرات في بعض المناطق تدعو فيها للخلافة الإسلامية، ويشنّ هجوماً على الطوائف والأقليات .
باختصار، الحاكم الأول والأخير في حلب هو السلاح. سلاح الجيش النظامي، أو سلاح اللجان الشعبية أو سلاح «الجيش الحر»، بمختلف كتائبه، وسلاح «جبة النصرة». أما المحكوم فهو واحد: أبناء حلب.
بستان القصر.. الوجه الآخر
في حيّ بستان القصر، يمكن رؤية الوجه الآخر لـ«الثورة» السورية بعد أن اتسمت بطابع المعارضة السلمية. البستان يتقاطع إلى حدٍّ كبير مع نظيره الإدلبي كفرنبل. الاثنان يرفعان السقف عاليا دفاعاًًً عن الثورة السلمية التي لا بد من أن تبقى شاء من شاء وأبى من أبى. ويشير ناشط الى أن هناك شيئا من أزمة الثقة بين أطياف الثورة، فالكثير من أنصار «الجيش الحر» يعتبرون العمل السلمي حالة من التنظير والكلام في الهواء، والعكس صحيح. بالنسبة لبعض القائمين على «السلمية»، والذين لا يستطيعون تفهم «الجيش الحر» ولا حتى ظروفه يحاولون نقل موقفهم لـ«الجيش الحرّ» من تفاصيل تتعلق بسلوكهم وتعاطيهم مع الناس. وبالفعل استجاب الكثيرون ونجحوا في الحدّ من تصرفات المسلحين. لكن ذلك لا يسري على جميع الكتائب التي يتجاهلنا بعضها ويهاجمنا آخرون، وذلك تبعاً لمرجعية كل كتيبة، على حدّ قوله.
بدوره، يتحدث آخر عن «مأساة كبرى» يعيشها البستان، وتتمثل في النازحين الذين قرروا البقاء في حلب حيث يتزايد الضغط البشري يوماً تلو الآخر، في وقت يبدو الوضع المعيشي سيئاً للغاية، وذلك في ظلّ هستيريا الفساد التي تغرق بها العديد من مؤسسات الثورة، وقبلها شحّ الموارد. وعند السؤال عن سبب نقص الموارد ما دام الريف الحلبي «محرّراً» ومعظم الطرق التي تصل حلب بتركيا تحت سيطرة المعارضة المسلحة، يجيب الشاب أن المعابر الحدودية تشهد يومياً زيارات لشخصيات عدة من المعارضة يكتفون بالتجول والتقاط الصور ثم العودة، وكان آخرهم وفدا من «الإخوان المسلمين» قبل أيام. أما المساعدات الإنسانية فتصل بالفعل، لكن بكميات قليلة جداً. ويعقب ساخراً: ربما تتساقط قيمتها على الطريق! ويشير آخر من جهته إلى فرق الإغاثة التي ما زالت تعمل ولكنها تحت رحمة النظام قبل المعارضة، بدءاً من الهلال الأحمر وصولاً إلى منظمات أهلية تعمل بأقصى طاقاتها في وقت تزيد الكثافة السكانية الهائلة، المسألة تعقيداً.
الإبراهيمي متخوّف من «عرقنة» سوريا: اتفاق جنيف وبعثة لمراقبة الهدنة
معركة حاسمة تلوح في أفق دمشق .. أم كمين؟
محمد بلوط
عملية استباقية للجيش السوري حول دمشق أم استعجال للمعركة التي يجري التحضير لها، من قبل المعارضة والنظام على السواء؟
إنها محاولة استباق هجوم لـ«الجيش السوري الحرّ» على العاصمة، هكذا يرى مقربون من الأخير في باريس. المعركة التي دارت أمس في منطقة قريبة من طريق مطار دمشق الإستراتيجي، وفي بلدات حران العواميد وحجيرة وعقربا، تظهر مؤشرات مهمة على اقتناع الطرفين بأن المعركة حول دمشق تلوح في الأفق.
وعزّز فرضية اقتراب الصراع من دمشق، ما حصل من إغلاق للطريق إلى مطار دمشق الدولي أمس، والذي سرعان ما أعلنت السلطات السورية إعادة فتحه مشيرة إلى أنه بات «آمناً» بالكامل. وكانت وزارة الإعلام السورية ذكرت أن «الطريق الى مطار دمشق الدولي آمن بعد اعتداءات من مجموعة إرهابية مسلحة على السيارات العابرة وتدخل الجهات المختصة»، وذلك بعد ساعات من إعلان مصر ودولة الإمارات تعليق الرحلات الجوية إلى مطار دمشق بسبب الوضع الأمني.
وبالعودة إلى جبهتي الصراع، فعلى جبهة المعارضة، أظهرت الصواريخ المضادة للطائرات عنصراً جديداً في عملية تعديل ميزان القوى المستمر لمصلحة المعارضة. تلك الصواريخ، تسمح للمعارضة المسلحة بالرهان على تحييد جزء كبير من الطيران الحربي السوري، الذي يلحق خسائر كبيرة بوحداتها التي تحتشد حول العاصمة وفي ريف دمشق.
ويقدّر أحد المعارضين القريبين من «الجيش الحر» عدد المقاتلين الذين توغلوا في ريف دمشق بما يقارب 40 ألف مقاتل، يملكون مخزوناً كبيراً من الأسلحة والذخائر، ويظهرون قدرة على القتال لفترة طويلة بفضل خطوط إمداد آمنة على الرغم من قصف الطيران، وهو ما يرجح بأن يتيح نهاية مختلفة لمعركة دمشق الثانية.
وكانت وحدات «الجيش الحر» قد انسحبت قبل أشهر أمام هجوم مضاد وواسع قامت به الوحدات النظامية، بسبب افتقادها كما قالت آنذاك إلى طرق إمداد آمنة وأسلحة وذخائر كافية. وبحسب مصدر سوري موثوق، فإن وحدات من «الجيش الحر» تخلّت عن مواقع لها في منطقة حوران وتوجهت للقتال في مناطق ريف دمشق. ويضيف تضخّم العديد مؤشراً ثانياً على اتجاه المعارضة المسلحة لخوض معركة دمشق واعتبارها أولوية في هجومها على الجيش السوري، واستدراج وحدات النخبة الموالية له المتمركزة حول دمشق إلى ساحات القتال.
في المقابل، يشير تعميم داخلي في بعض وحدات «الجيش الحر» بريبة إلى التقدم السريع الذي أحرزته وحداته في منطقة ريف دمشق. ويحذر التعميم من احتمال أن يكون الجيش السوري قد تراجع في بعض المناطق حول مطار دمشق وفي الريف وأخلاها، بهدف استدراج وحدات «الجيش الحر» إلى معركة غير متكافئة، فضلاً عن القضاء على المجموعات التي يقوم بإرسالها إلى المنطقة لفرض حصار على المدينة والاستيلاء على الطرق الاستراتيجية المؤدية إلى المطار، أو تلك التي تربط دمشق ببيروت.
ويقدّم التعميم سيناريو لكمين كبير قد يكون نصبه النظام السوري للمعارضة المسلحة لإيهامها بأنه لم يعد قادراً على المواجهة، قبل الانقضاض على وحداتها.
ويعزّز مثل هذا السيناريو، الحماس الذي يبديه النظام، بحسب خبراء في العاصمة السورية، وهو مماثل لحماس المعارضة لخوض معركة دمشق، وتحقيق انتصار عسكري واسع في ريفها ومنع اختراق دفاعاته. وتوجد مؤشرات عديدة على الأرض تدل على أن الجيش السوري يعمل منذ أشهر على تحويل ريف دمشق إلى مصيدة لـ«الجيش الحر». فخلال الأشهر الماضية، تقدمت استراتيجية تحطيم البيئة الحاضنة لـ«الجيش الحر» بشكل واسع. وبات واضحاً أن معظم بلدات الغوطة الشرقية ومدنها الممتدة من دير العصافير حتى حرستا أصبحت مدناً مهجورة. وتتمركز في المنطقة وحدات النخبة من الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة، وقد تحولت معظم البلدات القريبة من العاصمة وحزامها الشرقي إلى ساحة قتال يمكن المناورة فيها بحرية أكبر ومن دون عائق «مدني».
وتُعدّ حرية المناورة من دون عوائق مدنية ضرورة لجيش كلاسيكي من طراز الجيش السوري في مواجهة مجموعات تخوض حرب عصابات فعالة ضده وتتمتع بخزان من المقاتلين لا ينضب، رغم الخسائر الكبيرة التي ألحقها به القصف المدفعي والطيران.
ويمكن إضافة اللجوء الكثيف إلى الطيران إلى لائحة مؤشرات تدل على تصميم النظام على استخدام كل ما يملك من أسلحة، من دون أن يغيّر ظهور الصواريخ المضادة للطائرات شيئاً في المعادلة القائمة بنظره. وتقول معلومات إن الجيش السوري لا يعتقد أن المعارضة المسلحة تملك أكثر من 50 صاروخ «أرض – جو» استخدمت منها 12 صاروخاً حتى الآن، وإن معظمها تملكها مجموعات تعمل في الشمال السوري بشكل خاص بعيداً عن العاصمة.
وقد يلجأ الجيش السوري للحفاظ على قدرته للقصف بالطائرات إلى الاستغناء عن «الميغ 21» و«الميغ 23» التي فُقد بعضها في المعارك واستخدام طائرات من طراز «ميغ 25» و«ميغ 30» التي يمكنها التحليق عالياً، بعيداً عن مرمى الصواريخ التي زوّد القطريون بها المعارضة. وكانت قطر قامت بتزويد المعارضة السورية المسلحة بهذه الصواريخ منذ أشهر، إلا أن قرار استخدامها الذي اتخذ منذ أيام كان قراراً سياسياً يدل على احتدام السباق نحو هدفين: إسقاط الشمال السوري بأسرع وقت ممكن، وتحويله إلى منطقة آمنة في ظلّ حكومة مؤقتة، فضلاً عن تشديد الضغط على دمشق وريفها.
ويبدي مقربون من النظام رباطة جأش تتناقض مع اقتراب المعارضة المسلحة من أبواب العاصمة، حيث لا يخشى النظام من نقص العديد. وهذا ما يؤكده مصدر من دمشق، مشيراً إلى أنه خلال الأشهر الماضية عاد الآلاف من الجنود والضباط من إيران وروسيا بعد أن تلقوا تدريبات على «حرب العصابات».. كما أن عمليات الانشقاق التي واجهها في البداية تقلصت بشكل واضح، فضلاً عن لجوء الجيش إلى استخدام الفرق التي كان يتردّد في زجها في المعارك خوفاً من انشقاقها، بعد أن باتت أكثر استعداداً لخوض القتال.
ويعزو الخبراء تغير المزاج العسكري للسنة في الجيش بشكل خاص إلى تطور دور الإسلاميين في قلب المعارضة المسلحة، والخوف من وصولهم إلى السلطة. وعملت صور عمليات الإعدام التي تعرّض لها الجنود والضباط من دون أي تمييز في انتمائهم الطائفي على حسم أمر المترددين في القتال.
ويقول مقربون إن عدم دخول «الفرقة الثالثة» ساحة القتال بعد، ليس خوفاً من أي انشقاق، إلا أن الفرقة تلقت تدريبات على حرب العصابات في الأشهر الأخيرة وتتمتع بتشكيلات قتالية عالية التسليح، وهي حالياً في موقع الاحتياط بانتظار معارك مقبلة.
الابراهيمي
ولم يقدم (ا ف ب، رويترز، ا ب) المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، أمس، جديداً على ما كان أعلنه سابقا. وقال، في مؤتمر صحافي في نيويورك بعد تقديمه ملخصا لمجلس الأمن حول جهوده لحل الأزمة السورية، «تحداني البعض لتقديم خطة. اعتقد أن الجميع يعرف الآن عناصر الخطة، لكن لا يمكن تطبيقها إلا إذا اتحد هذا المجلس وكان جاهزا لتبني قرار سيكون الأساس لحل سياسي» في سوريا.
وقال، ردا على سؤال عن احتمال تغيير النظام السوري بهدف إنهاء النزاع، «من الواضح جداً أن الشعب السوري يريد التغيير، (يريد) تغييراً حقيقياً لا تغييراً مصطنعاً». وأضاف إن «سوريا الجديدة لن تشبه سوريا الحالية»، متحدثاً عن «تطور نحو سوريا جديدة»، مؤكداً أن «السوريين أنفسهم سيحددون ماهية النظام الذي يريدونه».
واعتبر أن «المكان الوحيد الذي يمكن أن يبدأ فيه عمل سياسي ناجح هو مجلس الأمن»، مضيفاً «طلبت من أعضاء مجلس الأمن أن يستأنفوا محادثاتهم وبحثهم عن اتفاق. وبيان جنيف يمكن أن يكون أساساً صالحاً لذلك، من أجل أن يكون هناك قرار جديد من مجلس الأمن يؤدي إلى الحل السلمي الذي نتمناه، والذي سوريا في أمس الحاجة إليه».
وأضاف «ما أعتقد أنه سيكون في هذا القرار هو عملية تمّ وصفها بشكل عام في جنيف، تبدأ بهيئة انتقالية حاكمة، كما أطلقوا عليها، ذات سلطات تنفيذية كاملة، وتنتهي بانتخابات، وأشياء كثيرة تحدث في ما بين ذلك. ولا شك في أن هناك حاجة ماسة جداً جداً لوقف لإطلاق النار يمكن أن يستمر». ولفت إلى أنه «من واقع تجربة الجامعة العربية وبعثة الأمم المتحدة للمراقبة في سوريا، والتجربة القصيرة لوقف إطلاق النار الذي دعا إليه، فإن أي وقف إطلاق النار لن يستمر ما لم تتم مراقبته بقوة. وهذا في اعتقادي يتطلب بعثة حفظ سلام».
وعن دور محتمل للرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية حتى انتخابات العام 2014، قال الإبراهيمي إن «الحديث يجري عن الأسد كما لو كان هو المشكلة الوحيدة أو الحل الوحيد للأزمة السورية». وأضاف إن «الشعب السوري أهم بكثير جداً من هذا كله، وكلام جنيف يتحدث عن حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات، ثم تنتهي إلى انتخابات. وإما برلمان، إذا كان نظاماً برلمانياً، أو رئيس جديد».
ونقلت مصادر مطلعة أن الابراهيمي رسم صورة قاتمة للأوضاع، حيث تشهد الازمة تدهوراً، مضيفة انه يعتبر ان الاولوية يجب أن تكون كيفية الحفاظ على مؤسسات الدولة لمنعها من الانهيار حتى لا نصل الى مرحلة شبيهة بالعراق.
واشنطن تتهم النظام السوري بقطع شبكات الاتصال
اتهمت الولايات المتحدة النظام السوري بقطع شبكات الاتصالات في مناطق عدة من البلاد.
واعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فكتوريا نولاند ان واشنطن علمت من افراد من المعارضة ان شبكات الهواتف الثابتة والمحمولة والانترنت قطعت في كل انحاء البلاد.
وتابعت نولاند “من دون شك اننا نندد بهذا الانتهاك لحريات التعبير ووسائل اتصال الشعب السوري والذي يظهر الى اي مستوى وصل النظام الذي لا يزال متمسكا بالسلطة باي ثمن”.
وذكرت المتحدثة ان نحو الفي هاتف تم توزيعها على المعارضة السورية في اطار برنامج المساعدة الاميركية.
واضافت ان “كل هذه الاجهزة تم تصميمها بحيث تعمل بشكل مستقل عن شبكات الاتصال الداخلية حتى لا يمكن التنصت عليها او ان تتاثر بانقطاع الاتصال او غيرها من وسائل التحكم من قبل الحكومة”.
( ا ف ب)
اجتماع لأصدقاء الشعب السوري بطوكيو للبحث في فرض عقوبات على دمشق
طوكيو- (ا ف ب): عقد مندوبو عشرات الدول من مجموعة (اصدقاء الشعب السوري) اجتماعا الجمعة في طوكيو بحثوا خلاله طرق جعل العقوبات ضد نظام الرئيس بشار الأسد أكثر فعالية.
وحث وزير الخارجية الياباني كويشيرو جمبا مندوبي الدول ال67 المشاركة على التوافق من اجل وضع حد لاعمال العنف الدائرة بين مقاتلي المعارضة والنظام السوري منذ اذار/ مارس 2011.
وقال جمبا لدى افتتاح الاجتماع إن “العنف متواصل منذ اكثر من عشرين شهرا وبات عدد القتلى يتجاوز الاربعين الفا، وهناك أزمة انسانية، اننا قلقون جدا من احتمال انتقال الازمة الى مجمل المنطقة”.
واضاف الوزير الياباني ان “مجلس الامن الدولي لم يتحمل مسؤولياته واصبح ضروريا اكثر من ذي قبل أن يتحد المجتمع الدولي” للحد من اعمال العنف.
ويهدف هذا الاجتماع الخامس “لمجموعة العمل الدولية لاصدقاء الشعب السوري حول العقوبات” الى جعل العقوبات ضد نظام الاسد اكثر فعالية وتوسيع مجموعة “الاصدقاء”.
وشاركت أربع دول لأول مرة في هذا الاجتماع وهي بنغلادش وكازاخستان وكوسوفو واندونيسيا، ومعظم اعضاء المجموعة من الدول العربية والغربية.
وسيمهد العمل التقني الذي سيتم انجازه في طوكيو لاجتماع على مستوى وزاري “لاصدقاء الشعب السوري” سيعقد في 12 كانون الاول/ ديسمبر في مراكش (جنوب المغرب) والذي سيبحث في “سبل تحقيق مرحلة انتقالية سياسية” حسب وزارة الخارجية المغربية.
امريكا تدرس التدخل.. و’هيومن رايتس ووتش’ تتهم المعارضة بتجنيد الاطفال
اشتباكات عنيفة تقطع طريق مطار دمشق الدولي وتحذيرات من مجزرة بعد انقطاع الاتصالات بعدة مناطق
بيروت ـ دمشق ـ وكالات: شنت القوات السورية النظامية حملة عسكرية واسعة الخميس في مناطق واقعة على طريق مطار دمشق الدولي المغلقة منذ صباح الخميس، في الوقت الذي قطعت فيه شبكات الاتصالات في عدد من المناطق السورية لا سيما العاصمة دمشق، بينما حذرت لجان التنسيق المحلية من ان تكون الخطوة تمهيدا لـ’مجزرة’ قد ترتكبها قوات نظام الرئيس بشار الاسد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان الحملة ‘تتركز على طريق المطار في حران العواميد وحجيرة شرق العاصمة وببيلا الى الجنوب الشرقي منها’، مشيرا الى ان الاشتباكات ‘هي الاعنف في المنطقة’ وقد استقدمت القوات النظامية تعزيزات.
وفي وقت لاحق اعلنت السلطات السورية الخميس ان الطريق الى مطار دمشق الدولي المغلق منذ صباح الخميس، بات ‘آمنا’ بعد تدخل القوات النظامية، بحسب ما قالت وزارة الاعلام السورية.
كما جرت مواجهات عنيفة فجر الخميس بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة المسلحة وبخاصة حول قاعدة وادي الضيف العسكرية في شمال غرب البلاد التي يحاصرها المقاتلون، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وذكر المرصد في بيان ‘تدور اشتباكات عنيفة منذ فجر اليوم (امس) بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة في محيط معسكر وادي الضيف للقوات النظامية الواقع شرق مدينة معرة النعمان في ريف ادلب (شمال غرب)’.
ولاحظت وكالة فرانس برس ان خدمات الانترنت والاتصالات الهاتفية الدولية والخليوية قطعت في العاصمة، في خطوة عزاها مزودو الخدمات الى مشاكل تقنية.
وقال ناشط من حي القابون في شمال العاصمة السورية قدم نفسه باسم ابو حيدر لوكالة فرانس برس عبر سكايب ان الاتصال بالانترنت مقطوع، في حين لجأ ناشطون الى الاتصال بالشبكة عبر الاقمار الاصطناعية.
اضاف الناشط الموجود في الغوطة الشرقية في ريف دمشق ‘ليس ثمة امكانية للاتصال بسورية من الخارج، كما ان الاتصالات الخليوية في داخلها مقطوعة’.
من جهتها، قالت لجان التنسيق المحلية في بيان ‘في خطوة تثير المخاوف من قيام النظام بالتحضير لعمل ما، قطع نظام الاجرام السوري خدمة الاتصالات الارضية والخليوية والانترنت عن معظم أنحاء العاصمة دمشق وريفها، ومعظم مناطق محافظة حماة وحمص (وسط)، ودرعا (جنوب) وجميع ارجاء محافظة طرطوس (الساحلية) والسويداء وبعض مدن دير الزور (شرق) والرقة (شمال شرق)’.
وحملت لجان التنسيق النظام ‘المسؤولية عن اي مجازر سترتكب في اي من المدن السورية بعد اتخاذ هكذا خطوة’، مناشدة ‘العالم اجمع التحرك للقيام بخطوات لحماية المدنيين من جرائم النظام’.
وكانت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) اوقفت بثها بدءا من الساعة 12.00 ظهر الخميس (10.00 صباحا ت غ)، في حين تعذر الدخول الى الموقع الالكتروني للهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون.
جاء ذلك في الوقت الذي قالت فيه منظمة ‘هيومن رايتس ووتش’ المعنية بمراقبة حقوق الإنسان الخميس إن المعارضة السورية التي تقاتل للإطاحة بالرئيس بشار الأسد استخدمت أطفالا في القتال وصبيانا تصل أعمارهم إلى 14 عاما لنقل أسلحة وإمدادات.
وأضافت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرا أنها أجرت مقابلات مع خمسة صبيان تتراوح أعمارهم بين 14 و16 عاما قالوا إنهم عملوا مع مقاتلي المعارضة في محافظة درعا الجنوبية وفي منطقة حمص بوسط البلاد وعلى الحدود الشمالية مع تركيا.
وقال ثلاثة منهم تبلغ أعمارهم 16 عاما إنهم نقلوا أسلحة وقال واحد إنه شارك في عمليات هجومية. وقال اثنان يبلغان من العمر 14 و15 عاما إنهما قاما بعمليات استطلاع أو نقل أسلحة وإمدادات لمقاتلي المعارضة.
وتقول المحكمة الجنائية الدولية إن تجنيد أطفال دون الخامسة عشرة من العمر أو استخدامهم للمشاركة في عمليات قتالية يعد جريمة حرب. ويحث ميثاق الأمم المتحدة الخاص بحقوق الأطفال الدول على ضمان عدم تجنيد أشخاص دون الثامنة عشرة أو استخدامهم في قتال.
الى ذلك قال مسؤولون أمريكيون، إن إدارة الرئيس باراك أوباما تدرس احتمال التدخل بشكل أعمق في سورية لتنحية الرئيس بشار الأسد عن السلطة.
ونقلت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ عن مسؤولين حكوميين على صلة بالمناقشات، إن إدارة أوباما تأمل أن يكون الصراع في سورية وصل إلى نقطة تحول، وهي تدرس القيام بتدخل أعمق للمساهمة بتنحية الأسد عن السلطة.
واشاروا إلى أنه على الرغم من عدم اتخاذ أي قرار بعد، إلا أن الإدارة الأمريكية تدرس عدة بدائل من ضمنها تزويد بعض المقاتلين المعارضين بالسلاح بشكل مباشر.
ويبدو أن القرار الأكثر الحاحاً حالياً يتعلق بالموافقة على الطلب التركي من حلف شمال الأطلسي (الناتو) بنشر صواريع أرض – جو (باتريوت) في تركيا لحمايتها من صواريخ سورية قد تحمل أسلحة كيميائية.
أما الخيارات الأخرى المستبعدة حالياً، فتتعلق بتزويد مقاتلي المعارضة بالسلاح بشكل مباشر بدل الإكتفاء بالإستمرار في استخدام دول أخرى، على الأخص قطر للقيام بذلك. أما الخيار الذي قد يعتبر أكثر مخاطرة فيتعلق بإرسال عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية (سي أي إي) أو عناصر استخباراتية حليفة إلى الارض في سوريا للعمل عن كثب مع مقاتلي المعارضة في المناطق التي يسيطرون عليها حالياً.
الائتلاف السوري المعارض يناقش في القاهرة نظامه الداخلي وتشكيل لجانه
القاهرة ـ ا ف ب: يبحث الائتلاف السوري المعارض في القاهرة وضع نظام داخلي للائتلاف وتشكيل لجانه الداخلية، بحسب ما قال اعضاء ومتحدثون باسم الائتلاف لوكالة فرانس برس الخميس.
ويشارك نحو 60 عضوا من اعضاء الائتلاف في اجتماعات القاهرة التي بدأت الاربعاء.
وقالت ريما فليحان عضو الائتلاف ورئيسة اللجنة الاعلامية فيه ان ‘اجتماعات الائتلاف تهدف للاتفاق على نظام داخلي وتشكيل اللجان الداخلية للقيام بمهام الائتلاف’.
واضافت فليحان من امام مكان الاجتماع في احد فنادق القاهرة ‘تم تشكيل لجنة العضوية لدراسة طلبات الانضمام للائتلاف وكذلك تشكيل لجنة اعلامية لتأسيس فريق اعلامي متخصص لادارة العمل الاعلامي وهناك لجنة قانونية تعمل على استكمال النظام الداخلي للائتلاف مع مراعاة ملاحظات الاعضاء اضافة الى لجنة اغاثية’.
وشددت فليحان على ان ‘اهداف الائتلاف لم تتغير وهي اسقاط النظام السوري وتفكيك اجهزته الامنية’، مؤكدة ان ‘لا حوار مع النظام قبل اسقاطه’.
وقال منذر ماخوس عضو الائتلاف الوطني وسفيره في فرنسا ‘نطالب العالم باعتراف شامل واوسع بالائتلاف كممثل شرعي للشعب السوري، ونطالب ايضا برفع الحظر على توريد الاسلحة للمعارضة وتمكينها من اسلحة مثل الصواريخ المضادة للطائرات لحماية الشعب السوري من الهجمات الجوية التي تدمر المدن وتقتل المواطنين’.
وقال احمد رمضان عضو الائتلاف ان الشعب السوري ‘لا يحتاج فقط الى دعم سياسي قدر ما يحتاج الى دعم انساني واغاثي ولوجستي وعسكري’.
واوضح من جهة اخرى ان ‘العدد الاجمالي لاعضاء الهيئة العامة للائتلاف قليل وذلك لسهولة اتخاذ القرار’، وتابع ‘المجال مفتوح لتوسيع الائتلاف لكن ضمن حدود’.
المعارضة السورية المسلحة تملك اكثر من 40 صاروخ ارض جو والغرب يخشى من وقوعها في يد الجهاديين
دول الخليج: لم نقدم اسلحة ثقيلة للسوريين خدمة لاوباما والآن وقد انتخب فماذا نفعل؟
لندن ـ ‘القدس العربي’: عاد موضوع تسليح المعارضة والتدخل المباشر من الخارج من جديد، بعد ان ظلت الدول الغربية تستبعده مطلقا فيما رفضت الادارة الامريكية الحديث عنه بسبب الانتخابات الرئاسية وعدم رغبة الادارة في الدخول في مغامرة عسكرية غير محسوبة.
ويبدو ان حسابات الامريكيين الذين يفكرون جديا بالتدخل في الساحة السورية جاءت بعد التقدم الذي حققه المقاتلون المعارضون لنظام الاسد، وخوف الادارة من فقدانها التأثير على سورية ما بعد الاسد وحسابات اخرى. فقد حقق المقاتلون في الايام الاخيرة الكثير من الانجازات التكتيكية وسيطروا على عدة قواعد عسكرية ، وادى هذا الى تطور عتادهم بحيث استطاعوا من خلاله اسقاط مقاتلة عسكرية، وقالوا انهم اسقطوا طائرات ميغ ومروحيات. واهم من ذلك فقد منحهم السلاح الذي غنموه من مخازن الاسلحة في القواعد العسكرية القدرة على ضرب الجيش النظامي واجباره على التراجع في اكثر من جبهة. وامريكا ليست وحدها التي تفكر في هذا الاتجاه، فقد وافق السفراء في الاتحاد الاوروبي على تمديد مدة حزمة من العقوبات الاقتصادية والعسكرية لمدة ثلاثة اشهر اخرى وبعدها ستكون الدول الاوروبية في حل من امرها اي تقديم المساعدة العسكرية للمقاتلين. ويرى المراقبون ان القرار الاوروبي قد يكون نقطة تحول في الموقف الغربي تجاه سورية. ولهذا كله بدأت الادارة بمناقشة فكرة التدخل للمساعدة في الاطاحة بنظام الاسد.
تفكير وخيارات
ونقلت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ عن مسؤولين في الادارة مشاركين في النقاش ان الادارة تناقش سلسلة من الخيارات مع تأكيدهم انها لم تتخذ بعد اي قرار. ومن الخيارات التي تناقشها الادارة، دعم المقاتلين بالسلاح مباشرة بدون استخدام قطر ـ وخيار يبدو اخطر وهو ادخال عملاء سي اي ايه او عملاء من الدول الحليفة للعمل بشكل لصيق مع المقاتلين في المناطق التي يسيطرون. وتشير الصحيفة ان المسؤولين ناقشوا هذه الخيارات قبل الانتخابات، لكن الوضع الحالي الذي يسمح للرئيس باراك اوباما باتخاذ قرارات تحمل مخاطر، وقد اعطت سلسلة النجاحات التكتيكية التي حققها المقاتلون اخيرا النقاش رؤية جديدة حسب مسؤول بارز في الادارة. ومع ذلك تقول الصحيفة ان نتيجة النقاش حول التدخل تظل غير معروفة خاصة ان موقف الرئيس اوباما من الربيع العربي وثوراته اتسم بالحذر، ففي الموضوع الليبي انضم للجهود الاوروبية للاطاحة بالقذافي لكنه رفض ارسال الجنود اليها باستثناء عملاء سي اي ايه والدبلوماسيين.
وتعامل اوباما مع الموضوع السوري بحذر اكبر لكون الصراع اكثر تعقيدا ولان اي تدخل سيؤدي لمقتل امريكيين وقد يفجر نزاعات على الحدود خاصة مع تركيا. وفي الوقت نفسه يقول اخرون ان ثمن عدم التدخل افدح، لاستمرار سقوط الضحايا المدنيين، ومخاوف من استخدام الاسلحة الكيماوية، وتضييع فرصة هزيمة ايران في سورية واضعاف تأثيرها في المنطقة.
ولهذا فالنقاش يدور حول الخيارات في اروقة البيت الابيض والخارجية والدفاع وهو يشبه النقاش الدائر بين حلفاء امريكا. مشيرة الى بريطانيا التي دعا رئيس وزرائها ديفيد كاميرون للمزيد من العمل مقترحا الدعم العسكري للمقاتلين، وعليه يفهم الاعتراف البريطاني بالائتلاف السوري فيما لم تعترف واشنطن به بعد. ويرى جيفري وايت المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات الدفاعية السابق ان الادارة تفكر الآن ان الصراع سينتهي وعليه يجب البدء بعمل شيء من اجل ان يكون لها تأثير على النظام الجديد، مشيرا انه قد يكون لها تأثير على بعض الفرق السياسية ولكن ليس على المقاتلين. ومع ذلك اكد مسؤول ان امريكا لن تعمل اي عمل بدون التنسيق مع الحلفاء. ولن يتم اتخاذ قرارات الا بعد الانتهاء من اختيار فريق الامن القومي والطاقم الجديد في ولايته الثانية، بمن في ذلك وزير خارجية ودفاع ومدير للمخابرات ـ سي اي ايه ـ بعد استقالة ديفيد بترايوس على خلفية فضيحة علاقته الغرامية مع كاتبة سيرته الذاتية.
حماية تركيا
وحتى الآن قدمت الولايات المتحدة للمعارضة دعما محدودا، انسانيا ولوجيستيا وصلت قيمته 200 مليون دولار وارسلت فريقا من ضباط سي اي ايه للعمل مع المعارضة في جنوب تركيا لمراقبة تدفق الاسلحة للمقاتلين، حيث يقول مسؤولون ان الادارة تفكر وتوازن ان كان عليها ان تقوم بدعم المعارضة بشكل مباشر، لكن المشكلة حسب مسؤول ان الادارة ليست لديها معرفة الى اين ستذهب هذه الاسلحة، اما الهدف الاخر فهو الدفاع عن تركيا، والتي طلبت بنشر بطاريات باتريوت على طول الحدود مع سورية، وسيقرر حلف الناتو فيما ان كان سيوافق على الطلب ام لا. وكان مستشار اوباما للامن القومي، توماس دينلون ان الادارة ستكون مع طلب تركيا، وقال امام طلاب في مدرسة كيندي للحكومات في جامعة هارفارد ان نشرها يأتي في ضوء حماية امن حليف لامريكا. وسيقررالناتو في الاسبوع القادم ان كان سينشر بطاريات باتريوت على الحدود التركية نظرا لمخاوف انقرة من ان تكون في مجال الصواريخ السورية التي قد تحمل رؤوسا كيماوية. ويقول المخططون الاستراتيجيون ومسؤولون في الادارة يقول ان سورية قد تعتبر ان الغرض من نشرها هو منع الطيارين السوريين من قصف المناطق الشمالية التي يسيطر المقاتلون على اجزاء كبيرة منها.
صواريخ جديدة
وفي ضوء التطورات الميدانية يقول المقاتلون السوريون انهم قادرون الآن على الاطاحة بالرئيس الاسد بدون دعم خارجي، ولكن مسؤولين امنيين غربيين وفي الشرق الاوسط يقولون ان المقاتلين حصلوا على 40 صاروخ ارض ـ جو في الاسابيع الاخيرة، واشاروا الى الاثر المباشر على المعركة بقدرة المقاتلين على اسقاط مقاتلة تابعة للجيش السوري. وقد دفع هذا التطور الادارة الامريكية للتحذير من وقوع الاسلحة في يد الجماعات الارهابية. وتقول صحيفة ‘واشنطن بوست’ ان المسؤولين الامنيين الذين يراقبون تدفق الاسلحة لسورية قالوا ان المقاتلين حصلوا في الاونة الاخيرة على اسلحة متقدمة ويستخدمونها بفاعلية كبيرة ضد الطائرات التابعة للنظام. وقال مسؤولون ان بعض الصواريخ جاءت بدعم قطري وهي الدولة التي قدمت معظم الاسلحة للمقاتلين والتي تم تهريبها عبر الحدود التركية مع سورية. وستمكن الصواريخ الجديدة هذه وتلك التي غنمها ـ مانابادز ـ وهو الاسم المختصر للصواريخ المحمولة، المقاتلون من قواعد الجيش السوري التي سيطروا عليها على تحسين قدراتهم القتالية.
وفي الوقت الذي يتوقع فيه الكثيرون تغيرا في قواعد اللعبة، فقد ادى وصول الصواريخ للمقاتلين الى مخاوف لدى جيران سورية ـ اسرائيل تحديدا والدول الغربية بمن فيها الولايات المتحدة، حيث يقولون ان هذه الصواريخ يمكن اخفاؤها بسهولة واستخدامها من قبل الارهابيين لضرب الطائرات المدنية كما حدث في كينيا عام 2002.
مخاوف من انتشارها
والآن ومع حصول المقاتلين على الصواريخ يحذر الخبراء من انتشارها. لكن الدول الخليجية الداعمة وغير المرتاحة من استمرار الفيتو الامريكي على الاسلحة الثقيلة تقول ان المخاوف من تكرار تجربة افغانستان ووقوع هذه الاسلحة بيد الجهاديين يمكن التغلب عليها عبر اتخاذ خطوات لمنع حدوث هذا. ونقلت صحيفة ‘الغارديان’ عن مصدر في الخليج قوله ان امتناع الدول الداعمة للمقاتلين ‘جاء كخدمة لاوباما’ ملمحا الى الحملة الانتخابية التي يخوضها حيث يضيف قائلا ‘والآن وقد اعيد انتخاب اوباما، هناك سؤال يتعلق فيما كان علينا الالتزام بهذا التعهد ام لا’، وقال المصدر ان الصواريخ المحمولة التي يطالب المقاتلون بها يمكن شراؤها من الباكستان او من افريقيا. وبخلاف ‘واشنطن بوست’ تقول ‘الغارديان’ انه لا توجد ادلة من ان صواريخ ارض- جو التي حصل عليها المقاتلون جاءت من خارج سورية حسب مسؤول في منظمة ‘هيومن رايتس ووتش’، وقال بيتر بوركاريت، مدير خدمات الطوارىء في المنظمة ان كل شيء شاهدناه غنمه المقاتلون من قواعد الجيش السوري التي سيطروا عليها.
واضاف ان المنظمة راقبت طبيعة الاسلحة التي جاءت من ليبيا ولا توجد ادلة عن صواريخ ارض- جو جاءت منها. وبحسب اشرطة الفيديو التي وضعت على يوتيوب فقد حصل المقاتلون على صواريخ اس اي – 7 وهو صاروخ يعود للحقبة السوفييتية ونسخة معدلة منه اس اي ـ 16، وشوهدت صواريخ تدريب اس اي ت 24 وهي من احدث الصواريخ الروسية التي حاولت سورية الحصول عليها خلال السنوات الماضية بدون نجاح. واشار مات شرودر، من فيدرالية العلماء الامريكيين قائلا ‘انه ان كان ثبت وجود وقوع صاروخ اس اي ـ 24 بيد المقاتلين فهذه هي المرة الاولى التي نشاهد وقوعه في يد مقاتلين غير الجيش النظامي، وحالة خرجت هذه الصواريخ عن يد الدولة فمن الصعوبة منع انتشارها’. ويرى مراقبون ان قدرة المقاتلين على امتلاك صواريخ متقدمة تعطيهم القدرة على تحييد القوة الجوية السورية بشكل يمنحهم الفرصة لتعزيز مكاسبهم في الاراضي التي سيطروا عليها في الشمال.
ذكريات ستينغر
وستعيد المخاوف القديمة عن صواريخ ستينغر التي زودتها امريكا للمجاهدين في الثمانينات من القرن الماضي وكانت حاسمة في المعركة، وتقول امريكا ان هناك 700 صاروخ لا يعرف مكانها حيث غنم السوفييت بعضها ويعتقد ان ايران حصلت على بعضها، وعليه فصاروخ اس اي ـ 24 الموازي لستينغر سيثير المخاوف من وقوعها في يد الارهابيين. وتأتي التحولات في المواقف الاوروبية بعد اعلان المعارضة عن ائتلاف يضم اطياف المعارضة ونال دعما من عدد من الدول الاوربية ايطاليا وفرنسا وبريطانيا- خاصة ان المعارضة ظلت منقسمة على نفسها واستطاع نظام الاسد رغم العقوبات الشديدة التي فرضتها امريكا واوروبا عليه البقاء في السلطة اكثر مما توقع الكثيرون. وعلى الرغم من التحول هذا الا ان الشكوك الاوروبية لم تختف حول حكمة تزويد المقاتلين باسلحة ثقيلة خاصة ان لا يوجد جيش موحد يجمع الوحدات التي تواجه النظام ومعظمها تعمل تحت مظلة الجيش الحر.
مناع: ممثلو معارضة الداخل السورية دعوا روسيا لمطالبة النظام بوقف قصف المدن
اعلن عن مؤتمر في روما بمحاولة لتوحيد المعارضة السورية
موسكو ـ يو بي آي: قال رئيس ‘هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير السلمي’ هيثم منّاع، الخميس، إن ممثلي معارضة الداخل السورية دعوا روسيا إلى مطالبة النظام بوقف قصف المدن السورية.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن منّاع، قوله في ختام مباحثات ممثلي المعارضة السورية مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن ممثلي المعارضة طلبوا من روسيا أن تطالب (الحكومة السورية والرئيس بشار الأسد) بوقف قصف المدن السورية.
ولدى إجابته على سؤال حول رؤية معارضة الداخل السورية لمصير الأسد، قال مناع إن ‘أحاديث كثيرة تجري عن الأسد، بينما تجاوز عدد القتلى والنازحين 50 ألفاً و500 ألف على التوالي’، مشدداً على ضرورة وقف العنف وإنهاء الديكتاتورية.
وكان منّاع أعلن عن عقد مؤتمر في روما منتصف الشهر المقبل في محاولة لتوحيد المعارضة.
وقال في تصريح لقناة ‘روسيا اليوم’ إنه سيتم عقد مؤتمر للمعارضة تستضيفه العاصمة الإيطالية روما بتاريخ 17 و18 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، وأنه تمت دعوة 33 فصيلاً سياسياً وحزباً من المعارضة السورية في الداخل والخارج، بمن فيهم عدد كبير من الضباط المنشقين عن الجيش السوري بمحاولة لتوحيد المعارضة.
وأضاف ‘ندعم مبادرة المبعوث الدولي – العربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي وندعو إلى عقد مؤتمر ثان يضم كافة القوى الجديدة’.
وكان وفد ‘هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي’ في سورية، الذي يزور موسكو حالياً، أعلن في وقت سابق إنه يسعى لإجراء مفاوضات مع السلطة السورية في موضوع تغيير النظام السياسي في البلاد.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن نائب المنسق العام في الهيئة، عارف دليلة، قوله للصحافيين لدى وصوله إلى موسكو، حيث يتوقع أن يلتقي وفد الهيئة، وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ‘نحن جاهزون ليس للحوار، بل لمفاوضات مع سلطات الجمهورية العربية السورية نبحث فيها موضوع تغيير النظام السياسي’.
وأوضح دليلة أن ‘هناك مصطلحين، وهما حوار ومفاوضات.. وتريد السلطة حواراً أما هيئة التنسيق الوطنية فتسعى إلى إجراء مفاوضات في موضوع تغيير السلطة’.
وأوضح المنسق العام للهيئة، حسن عبد العظيم، من جانبه، أن الهدف هو إجراء ‘تغيير راديكالي للنظام القائم في سورية.. والهيئة تصر على أن تكون الثورة سلمية وتوقف إراقة الدماء، وتحاول دوماً توحيد المعارضة بناءً على المبادئ المذكورة’.
وقال إنه يمكن توحيد المعارضتين الداخلية والخارجية، إلاّ أن هذا الأمر بحاجة إلى تنسيق في 3 مسائل رئيسية، من دون أن يذكر ما هي.
وأضاف أن أعضاء الوفد يريدون أن يسمعوا أثناء لقائهم بـ(وزير الخارجية الروسي) لافروف، تقييم روسيا لما يحدث في سورية وتبادل الآراء.
وأشار الى أن وفد الهيئة سبق له أن زار موسكو في منتصف أبريل (نيسان) الماضي حيث أعلن آنذاك أن الهيئة تؤيد الجهود التي تبذلها الأسرة الدولية بحثاً عن مخرج للأزمة، وسعياً إلى وقف الاشتباكات المسلحة وإطلاق العملية السلمية.
وقال عبد العظيم إن وفد الهيئة سيطرح وجهة نظره فيما يتعلق بسبل إيقاف العنف والاقتتال في سورية وما يجب أن يتخذه اللاعبون الخارجيون من خطوات بهدف وقف العنف.
ورداً على سؤال عما إذا كانت الهيئة جاهزة لمفاوضات مع الحكومة السورية، اعتبر منسق عام الهيئة أنه ‘في البداية يجب إيقاف الاقتتال والدمار المستمرين على مدى سنتين تقريباً وإزالة التناقضات القائمة’.
وقال إن المعارضة معنية بنجاح مهمة المندوب الأممي والعربي الأخضر الابراهيمي، مجدداً معارضة التدخل الخارجي في سورية بشكل قاطع. وأعلن عبد العظيم أنه يجب على اللاعبين الخارجيين تسوية التناقضات بينهم والبدء في تنفيذ بيان جنيف، مضيفاً أنه من الضروري الآن أن تتعاون كل الجهات الخارجية التي لديها علاقة بالنزاع وتحل في الوقت نفسه كافة التناقضات المتعلقة بسورية، وذلك بهدف إيقاف العمليات الحربية في سورية والبدء في تنفيذ بيان جنيف.
وكانت هيئة التنسيق الوطنية المعارضة وتيار بناء الدولة السورية، وهما قطبان في المعارضة السورية في الداخل قاطعا الإجتماعات التي عقدت في الدوحة والتي انبثق عنها تشكيل الائتلاف الوطني، ‘لأنها لا تريد أن تكون شاهد زور على ولادة كيان سياسي ينفذ أجندات خارجية’.
الإبراهيمي: أملك خطّة لإنهاء الأزمة
«هيئة التنسيق» مستعدة للتفاوض مع النظام… وأردوغان يعتبر مفتاح الحل لدى موسكو
أقر الأخضر الإبراهيمي بامتلاكه خطة لحلّ الأزمة السورية يمكن اقرارها في مجلس الأمن، فيما أبدت «هيئة التنسيق» المعارضة استعدادها للتفاوض مع النظام
أعلن الموفد الدولي العربي، الأخضر الإبراهيمي، أنّه يملك عناصر خطّة حل للأزمة السورية، في وقت رأت فيه «هيئة التنسيق» المعارضة بعد زيارتها لموسكو أنها مستعدة للتفاوض مع النظام، فيما رأى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنّ مفتاح الحلّ بيد روسيا. وقال الموفد الدولي العربي المشترك إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، أمام مجلس الأمن، إنّه جرى تحديه لكي يقدّم خطة، وهو يحمل حالياً عناصر خطّة يمكن جمعها وإخراجها في قرار لمجلس الأمن الدولي، يمكن أن يصلح ليكون أساس الحلّ السياسي في سوريا. وفي ردّ على سؤال لـ«الأخبار»، أكّد الإبراهيمي أن وثيقة جنيف لا تزال صالحة كأساس للحلّ. ونفى أن تكون العقدة تتمثل في بقاء الرئيس بشار الأسد أو في رحيله. بدوره، تحدث مندوب سوريا بشار الجعفري عن ستة بيانات عطلتها كل من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا بحجة أو بأخرى، ما يدلّ على أنها متمسكة بدعم التدخل العسكري في بلاده، وإصرارها على بقاء الأزمة، متجاهلة قرارات مجلس الأمن ووثيقة جنيف.
على صعيد آخر، أعلنت «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي» في سوريا أنّها تسعى إلى إجراء مفاوضات مع السلطة السورية، في موضوع تغيير النظام السياسي في البلاد. وفي ختام مباحثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قال رئيس «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير السلمي»، هيثم منّاع، إنّ ممثلي معارضة الداخل السورية دعوا روسيا إلى مطالبة النظام بوقف قصف المدن السورية. وأضاف مناع إنّ «أحاديث كثيرة تجري عن الأسد، بينما تجاوز عدد القتلى والنازحين 50 ألفاً و500 ألف على التوالي»، مشدداً على ضرورة وقف العنف وإنهاء الديكتاتورية. وصرّح «ندعم مبادرة المبعوث الدولي – العربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، وندعو إلى عقد مؤتمر ثانٍ يضمّ كافة القوى الجديدة». وأعلن عن عقد مؤتمر للمعارضة تستضيفه العاصمة الإيطالية بتاريخ 17 و18 كانون الأول المقبل، وأنّه جرت دعوة 33 فصيلاً سياسياً وحزباً من المعارضة السورية في الداخل والخارج، بمن فيهم عدد كبير من الضباط المنشقين عن الجيش السوري في محاولة لتوحيد المعارضة.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن نائب المنسق العام في الهيئة، عارف دليلة، قوله «نحن مستعدون ليس للحوار، بل لمفاوضات مع سلطات الجمهورية العربية السورية، نبحث فيها موضوع تغيير النظام السياسي». وأوضح دليلة أنّ «هناك مصطلحين، وهما حوار ومفاوضات. وتريد السلطة حواراً، أما هيئة التنسيق فتسعى إلى إجراء مفاوضات في موضوع تغيير السلطة».
وأوضح المنسق العام للهيئة، حسن عبد العظيم، أنّ الهدف هو إجراء «تغيير راديكالي للنظام القائم في سوريا. والهيئة تصرّ على أن تكون الثورة سلمية وتوقف إراقة الدماء، وتحاول دوماً توحيد المعارضة بناءً على المبادئ المذكورة».
في السياق، قال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، إنّ روسيا لم تتلق بعد دعوة رسمية لحضور مؤتمر روما. ولفت إلى أنّ روسيا ستتبنى موقفها من هذا المؤتمر بمجرّد تلقيها الدعوة الرسمية، وبعد الحصول على تصوّر واضح حول مستواه وقائمة المشاركين فيه.
في موازاة ذلك، قال رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، إنّ روسيا تحمل مفاتيح حلّ الأزمة في سوريا. ونقلت صحيفة «حرييت» التركية عن أردوغان قوله إنّ «روسيا تحمل المفتاح، فإيران ليست في وضع يخولها حمل المفتاح بعد الآن». وأضاف إن الموقف الأميركي لم يكن مرضياً حتى الآن، قائلاً إنهم طلبوا الانتظار إلى ما بعد الانتخابات، والآن يتعيّن تأليف إدارة جديدة، و«بعد الإدارة الجديدة نستطيع أن نتكلم».
في سياق آخر، يبحث الائتلاف السوري المعارض في القاهرة، في يوم اجتماعه الثاني، وضع نظام داخلي للائتلاف، وتأليف لجانه الداخلية. وقالت رئيسة اللجنة الاعلامية في الائتلاف، ريم فليحان، إنّ «اجتماعات الائتلاف تهدف إلى الاتفاق على نظام داخلي، وتأليف اللجان الداخلية للقيام بمهمّات الائتلاف». في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الإسبانية أنّ الحكومة الاسبانية اعترفت بالائتلاف الوطني السوري المعارض «ممثلاً شرعياً للشعب السوري»، ووجّهت دعوة رسمية إلى رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب.
من ناحية أخرى، رأى الرئيس التركي، عبد الله غول، أنّه من غير المرجح أن تشنّ سوريا هجوماً على بلاده، ورأى أنّ مثل هذا الاحتمال سيكون عملاً «جنونياً».
من جهته، أعلن رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، أنّه يؤيد «خيارات الشعب السوري في اختيار النظام البديل». وقال المالكي، في مقابلة تلفزيونية، «نحن مع الشعب السوري دون تحفظ، إنّنا مع خياراته في اختيار النظام البديل طبقاً لإرادته».
إلى ذلك، دان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، التفجيرات التي شهدتها بلدة جرمانا في ريف دمشق، مؤكداً ضرورة التوصل إلى حلّ سياسي سلمي يلبي تطلعات السوريين.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)
مسؤولون فرنسيون: الأسد ضائع ونظامه في مرحلة انحدار
فيما قال الموفد الدولي الاخضر الإبراهيمي إن الشعب السوري يريد تغييرًا حقيقيًا لا مصطنعًا، أكدت مصادر فرنسية مسؤولة أن معنويات الأسد ليست جيدة وأنهة ضائع مشيرة إلى أن نظامه في مرحلة الإنحدار.
نيويورك: قالت مصادر فرنسية إن النظام السوري في مرحلة انحدار مؤكدة أن الأمور ستتغير بسرعة لأن النظام “لا يمكنه أن يصمد في ظل تواصل هذا الانحدار”. وأشارت المصادر إلى أن الوضع في سوريا على وشك الإنقلاب.
ونقلت عن مصادر قريبة جداً من الرئيس السوري بشار الأسد، أن معنوياته “ليست جيدة، وأنه ضائع، ولكنه ما زال متمسكاً (برؤيته للأوضاع) وموجوداً في دمشق”. وقالت المصادر أن المعلومات التي بحوزتها تفيد أن احتياطي سوريا من العملات الأجنبية هو بليون ونصف دولار فقط. وقالت إن الجانب الروسي قال للفرنسيين إن الأسد “لن يترك سوريا وسيبقى فيها إلى النهاية”.
إلى ذلك، قالت المصادر إن الانطباع الذي تركه الجانب الروسي خلال زيارة رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف لباريس لدى فرنسا هو أن “هناك بعض التطور في الموقف الروسي، الذي يلاحظ أن هناك تغييراً ملحوظاً في الوضع على الأرض في سورية، وأن قراءة فرنسا لتطور الموقف الروسي هو أن روسيا لم تعد تقول إن انتخابات الرئاسة في سوريا في العام 2014، ولا يقولون إنه إما الأسد أو لا شيء، وأصبحوا يقولون إنهم ليسوا متمسكين بالأسد ولكنه لا يريد الرحيل، أي أنهم يطلبون من الجانب الفرنسي بشكل خاص ألا يطلب منهم ترحيل الأسد لأنه لن يغادر بلده”.
والخميس، رفض السفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين فرضية دعم بلاده لنظام الاسد في شكل اعمى مؤكدا ان روسيا “تحاول اقناع الحكومة السورية بان لا حل عسكريا” للنزاع. واضاف “يجب ايجاد اناس مسؤولين في المعسكرين، قادرين على وضع انانيتهم جانبا” للبدء بمفاوضات. وتابع تشوركين “لسنا نقول ان على الرئيس الاسد ان يجلس الى طاولة” المفاوضات.
الإبراهيمي ملمحًا: على الأسد أن يتنحى
وفي موازاة استمرار العنف، اعتبر الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي الخميس في نيويورك ان “سوريا جديدة” ستنبثق من النزاع المستمر بين نظام الرئيس بشار الاسد والمعارضة المسلحة، ملمحًا إلى أنّ على الرئيس السوري التنحي في نهاية المطاف. وكان الابراهيمي يتحدث الى الصحافيين بعد لقائه الاعضاء الـ15 في مجلس الامن الدولي.
ومن دون ان يسمي الرئيس السوري تحديدًا، قال الموفد الدولي ردًا على سؤال عن احتمال تغيير النظام السوري بهدف انهاء النزاع “من الواضح جدا ان الشعب السوري يريد التغيير، (يريد) تغييرا حقيقيا لا تغييرًا مصطنعًا”.
وأضاف أن “سوريا الجديدة لن تشبه سوريا الحالية”، متحدثًا عن “تطور نحو سوريا جديدة” ومؤكدا ان “السوريين انفسهم سيحددون ماهية النظام الذي يريدونه”.
واذ شدد على ان اعلان وقف لاطلاق النار في سوريا هو “ضرورة ملحة”، اكد الابراهيمي وجوب ان تشرف عليه بعثة مراقبة كبيرة وقال “لا يمكن لوقف اطلاق النار ان يصمد اذا لم يراقب في شكل مكثف جدا، الامر الذي يستدعي في اعتقادي بعثة لارساء السلام”.
ولا يزال مجلس الامن منقسما في شان الازمة السورية بعدما حالت روسيا والصين دون صدور ثلاثة قرارات دولية هدفت الى ممارسة ضغوط على النظام السوري.
غول: سوريا لن تهاجم تركيا
سياسيا، اعتبر الرئيس التركي عبد الله غول الخميس انه من غير المرجح ان تشن سوريا هجوما على بلاده التي طلبت من الحلف الاطلسي نشر صواريخ باتريوت على حدود البلدين، وراى ان مثل هذا الاحتمال سيكون عملا “جنونيا”. وقال غول ان انظمة صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ التي طلبت الحكومة التركية من الحلف الاطلسي نشرها قرب حدودها مع سوريا، ذات طبيعة دفاعية.
من جهته اعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي انه يؤيد “خيارات الشعب السوري في اختيار النظام البديل” من نظام الرئيس بشار الاسد، بحسب ما جاء في مقتطفات من مقابلة اجريت معه. وقال المالكي بحسب المقتطفات التي نشرها الخميس موقع رئاسة الوزراء “نحن مع الشعب السوري دون تحفظ”.
اسبانيا تعترف بالائتلاف المعارض
من جهة اخرى، اعلنت وزارة الخارجية الاسبانية الخميس ان الحكومة الاسبانية تعترف بالائتلاف الوطني السوري المعارض “ممثلا شرعيا للشعب السوري”، موجها دعوة رسمية الى رئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب.
ويبحث الائتلاف السوري المعارض في القاهرة وضع نظام داخلي للائتلاف وتشكيل لجانه الداخلية، بحسب ما قال اعضاء ومتحدثون باسم الائتلاف.
ويشارك نحو 60 عضوا من اعضاء الائتلاف في اجتماعات القاهرة التي بدات الاربعاء. وقالت ريما فليحان عضو الائتلاف ورئيسة اللجنة الاعلامية فيه ان “اجتماعات الائتلاف تهدف للاتفاق على نظام داخلي وتشكيل اللجان الداخلية للقيام بمهام الائتلاف”.
http://www.elaph.com/Web/news/2012/11/777074.html
النظام السوري يحاصر العاصمة بقطع الاتصالات وإقفال طريق مطار دمشق الدولي
إلغاء رحلات للطيران.. وإصابة جنديين نمساويين لحفظ السلام
بيروت: كارولين عاكوم
على وقع استمرار العمليات العسكرية التي تستنزف المزيد من الدماء، وفي خطوة أثارت مخاوف الناشطين السوريين معتبرين أنّها تمهيد لـ«عمل ما»، عمد النظام السوري إلى محاصرة العاصمة أمس وقطع الاتصالات الأرضية والخليوية والإنترنت عن معظم أنحاء العاصمة دمشق وريفها، ومعظم مناطق محافظات حماه وحمص ودرعا، وجميع أرجاء محافظة طرطوس والسويداء، وبعض مدن دير الزور والرقة، بحسب ما أكّد شهود وناشطون لـ«الشرق الأوسط».
وبينما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ السلطات السورية أقدمت على إقفال طريق مطار دمشق الدولي «بسبب استمرار الاشتباكات والعمليات العسكرية في بلدات تقع على أطراف الطريق».. أكد سكان في العاصمة السورية لوكالة الصحافة الفرنسية أن «سلطات المطار أكدت لهم إغلاق الطريق»، مشيرة إلى «أنها لا تعرف موعدا لإعادة فتحه». كما ذكر ناشطون أنّ شركتي «مصر للطيران» و«طيران الإمارات» قامت بتعليق رحلاتها إلى دمشق بسبب الوضع الأمني حول مطارها، فيما قالت وزارة الدفاع النمساوية إن اثنين من جنود حفظ السلام النمساويين أصيبا بالرصاص أمس عندما تعرضت قافلتهم لإطلاق النار قرب المطار في العاصمة السورية. وقال بيان للوزارة «جنود الأمم المتحدة النمساويون في القافلة، والاثنان المصابان موجودون بالفعل في أمان في المطار في دمشق»، بحسب رويترز. ويخدم الجنود النمساويون في قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مرتفعات الجولان السورية المحتلة.
وفي سياق ذي صلة، قال مقاتل معارض لـ«رويترز» إن مقاتلي المعارضة السورية أطلقوا قذائف مورتر على ممرات مطار دمشق الدولي أمس وقطعوا الطريق المؤدي إلى العاصمة دمشق. وقال المقاتل أبو عمر، الذي ينتمي إلى كتيبة جند الله، إن «رجاله ليسوا داخل المطار، لكن بوسعهم قطع الطرق المؤدية إليه والمنطلقة منه».
وتابع أنه كان مع مقاتلين آخرين من كتيبة جند الله وكتيبتين إسلاميتين أخريين بالقرب من المطار، وأن قذائف المورتر التي أطلقت ألحقت أضرارا بمدارج المطار.. مؤكدا أن أحدا لا يستطيع دخول المطار أو الخروج منه. بينما قال المتحدث باسم المجلس العسكري للمعارضة المسلحة في دمشق معتز القنواتي إنه لا معلومات لديه بشأن الهجمات على المطار، لكن المسلحين الموجودين في المنطقة لديهم القدرة على ضرب المطار.
وبينما أكدت مصادر إخبارية انقطاع الاتصالات على مستوى قطاعات كبرى من سوريا أمس، وأفادت شركتان أميركيتان متخصصتان وكالة أسوشييتد برس بأن جميع النطاقات السورية شهدت سقوطا كاملا منذ الساعة 12:26 دقيقة بالتوقيت المحلي لدمشق.. أكد ناشطون أن النظام السوري هو من قام بقطع الاتصالات للقيام بعملية كبرى ضد المعارضة. وقال بعضهم «الناشطون السوريون كانوا متأهبين لهذه اللحظات، اقتداء بما حدث في الثورة المصرية في 25 يناير 2011».
وأوضح بعض الناشطين أنهم مجهزون بهواتف اتصال عبر الأقمار الاصطناعية. وكانت دول غربية قد أوضحت أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية قيامها بتركيز مساعداتها للمعارضة السورية على «المساعدات غير القتالية» و«أجهزة الاتصالات». فيما نقل تلفزيون «الإخبارية» (الموالي للحكومة السورية) عن وزير الإعلام السوري نفيه وجود صلة حكومية بالأمر، قائلا إن «إرهابيين» وليست الدولة هم من قطع الإنترنت. كما أفاد التلفزيون الحكومي بأن وزير الاتصالات صرح بأن المهندسين يعملون على إصلاح ما قال: إنه «خلل في كيبل الاتصالات والإنترنت الرئيسي».
وانطلاقا من هذه المستجدات الأمنية، حمّلت لجان التنسيق النظام السوري المسؤولية عن أي مجازر سترتكب في أي من المدن السورية بعد هذا التصعيد من جانب النظام السوري، سواء عبر شن حملات على مناطق المطار أو قطع الاتصالات.. مناشدة العالم التحرك للقيام بخطوات عملية لحماية المدنيين.
وأكد محمد السعيد، الناطق باسم التنسيقيات في ريف دمشق، لـ«الشرق الأوسط» أنّه «خلال يومين اثنين تم السيطرة الكاملة على القطعة (533)، والتي تسمى قاعدة الجيش العربي السوري في ريف دمشق، والقطعة (542)؛ رغم المقاومة الشرسة من قوات النظام. وأسفرت المعارك عن سقوط 300 قتيل من قوات النظام وأسر مجموعة أخرى»، مؤكدا أنّه ورغم إحراق القوات لمستودعات الأسلحة الخفيفة، فقد «نجح لواء الإسلام من الاستيلاء على عدد كبير من المصفحات والآليات العسكرية الثقيلة».
في موازاة ذلك، كان النظام قد استأنف قصفه أمس لأحياء جنوب العاصمة دمشق ومناطق أخرى في دير الزور وحلب مما أدى إلى مقتل أكثر من 70 شخصا كحصيلة أولية بحسب لجان التنسيق المحلية، في حين قال ناشطون إن الجيش السوري الحر سيطر على حاجزين أمنيين تابعين للقوات النظامية في أطراف مدينة إدلب. بينما أفادت لجان التنسيق المحلية بـ«إسقاط طائرة حربية لقوات النظام في بنش بريف إدلب».
كما قصف جيش النظام صباحا مناطق بأحياء دمشق الجنوبية، وفق ما نقلته وكالة شام الإخبارية، كما هدمت بالجرافات منازل فوق ساكنيها في حي اللوان بمنطقة كفر سوسة بالعاصمة، وقتلت عددا من الأشخاص وشنت حملات دهم واعتقال بين الأهالي.
وأفاد ناشطون أنّ «حجم الإجرام لا يصدق وأصبح القتل على الهوية والجثث ملقاة في الطرقات، ويتم دهم وترويع من تبقى من الأهالي في ظل وجود عدد من الجرافات التي تهدم المنازل وتجرف المكان في عدة اتجاهات». وأفاد المرصد، عن تعرض بلدة عربين ومدينة دوما بريف دمشق للقصف من قبل القوات النظامية كما دارت اشتباكات الجيشين الحر والنظامي في بلدة داريا، وفي مدينة دمشق تعرض حي الحجر الأسود للقصف كما نفذت قوات النظام حملة اعتقالات طالت عددا من المواطنين في حي الزاهرة القديمة.
وفي حلب، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 15 شخصا بينهم خمسة أطفال وإصابة أكثر من عشرين شخصا آخرين في غارة جوية على أحد أحياء مدينة حلب شمال سوريا. كذلك، بث ناشطون سوريّون على موقع «يوتيوب» فيديو، يظهر فيه سيطرة المعارضة السورية المسلّحة على كتيبة الدفاع الجوّي 608 بريف حلب. من جهة أخرى، أعلن المرصد أنّ «السلطات الأمنية السورية اعتقلت في محافظة حلب الطبيب البريطاني عباس خان الذي كان يعمل كمتطوع في المشافي الميدانية في سراقب، وغادر إلى مدينة حلب الأحد الماضي لمعالجة جرحى القصف والاشتباكات». وأشار المرصد إلى أنه سبق له «أن دخل إلى سراقب في شهر أغسطس (آب) الفائت قبل أن يغادر سوريا ويعود قبل أيام مع معداته الطبية، وعندما شاهد أن مدينة سراقب وريفها شبه مستقرة توجه إلى حلب».
الإبراهيمي: كل طرف في سوريا يعمل لنصر «عسكري»
قال إن أي اتفاق لوقف إطلاق النار يتطلب «بعثة حفظ سلام»
لندن: «الشرق الأوسط»
أشار المبعوث العربي الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أمس إلى أن كل طرف من طرفي النزاع في سوريا يعمل «لنصر عسكري»، مشددا على أنه «يجب أن تكون كل الجهات في سوريا مستعدة للحل السلمي».
وقال الأخضر الإبراهيمي للصحافيين عقب تقديمه إفادة لمجلس الأمن أمس إن تقريره «مفاده أن الوضع سيئ ويزداد سوءا، والأطراف السورية نفسها غير قادرة في الوقت الحاضر على التوجه نحو حل سلمي.. بل كل طرف يعمل من أجل تحقيق نصر عسكري».
وأشار الإبراهيمي إلى أن المكان الوحيد الذي يمكن أن يبدأ في عمل سياسي ناجح هو مجلس الأمن، وقال «طلبت من أعضاء المجلس أن يستأنفوا محادثاتهم وبحثهم عن اتفاق.. وبيان جنيف يمكن أن يكون أساس صالح لذلك، من أجل أن يكون هناك قرار جديد من مجلس الأمن يؤدي إلى الحل السلمي الذي نتمناه، والذي تعد سوريا في أمس الحاجة إليه».
وبسؤاله عن وثيقة جنيف، أكد أنه يرى أنها لا تزال صالحة. وردا على سؤال، قال الإبراهيمي إن «شكل الاتفاق بين الأطراف السورية متروك لهذه الأطراف، لكن المحتوى العام هو ما تم التوافق عليه في جنيف، والذي يبدأ بحكومة انتقالية كاملة الصلاحيات؛ وينتهي بانتخابات، مرورا بالعديد من الخطوات.. أما الأمر العاجل للغاية فهو وقف عاجل لإطلاق النيران يمكنه الصمود». وتابع الإبراهيمي «ومن خلال خبرتي بالأمور فإن أي اتفاق لوقف إطلاق النار لن يصمد إلا إذا كان مراقبا بصورة قوية للغاية.. وهو ما يتطلب في تصوري بعثة حفظ سلام».
وحول قدرته على وضع خطة لحل الأزمة، قال إن «وضع خطة هو أسهل شيء.. الصعب هو هل الأطراف مستعدة لقبولها؟ وهل مجلس الأمن قادر على دعمها؟». وأوضح الإبراهيمي أنه من الواضح للغاية أن السوريين يريدون التغيير الحقيقي، وليس الشكلي.. وأن سوريا الجديدة لن تكون مثل سوريا الحالية.
وعما إذا كان يرى دورا مستقبليا لبشار الأسد، قال «كل الناس تتحدث عن بشار الأسد كأنه هو المشكلة الوحيدة أو الحل الوحيد.. لكن الشعب السوري أهم بكثير من كل هذا»، مشيرا إلى أن اتفاق جنيف تضمن ردا على كل هذه النقاط.
الاعتراف السياسي بالائتلاف السوري لا يضمن التمثيل الدبلوماسي
إسبانيا تلحق بالركب.. وخبراء لـ«الشرق الأوسط»: ماخوس وسفور لا يحق لهما مزاولة أي نشاط دبلوماسي
بيروت: ليال أبو رحال
أعلنت وزارة الخارجية الإسبانية أمس، في بيان صادر عنها، أن «الحكومة الإسبانية اعترفت بالائتلاف الوطني السوري المعارض ممثلا شرعيا للشعب السوري»، ووجهت دعوة رسمية إلى رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب لزيارتها. ورغم إعلان «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» تعيين سفيرين له تباعا في فرنسا وبريطانيا، وتداول وسائل الإعلام حول العالم بذلك، فإنه يبدو أن الدولتين المضيفتين ستتعاملان مع «سفيري» الثورة السورية على أنهما ممثلان سياسيان إلى حين تشكيل حكومة انتقالية تحظى باعتراف دولي واسع.
ويعني اعتبار كل من منذر ماخوس (فرنسا) ووليد سفور (بريطانيا) ممثلين للائتلاف السوري المعارض أنهما لن يحظيا بأي امتيازات دبلوماسية، ولن يسمح لأي منهما بتسلم مقر السفارة السورية أو إدارة الأعمال القنصلية؛ بما فيها تصريف شؤون السفارة. ويقول القنصل السوري السابق في أرمينيا والمستشار المنشق عن الخارجية السورية محمد حسام حافظ لـ«الشرق الأوسط» إن «الاعتراف بالائتلاف من قبل فرنسا وبريطانيا يعني ضمنا سحب الاعتراف بالحكومة السورية»، لافتا إلى أن «التمثيل الدبلوماسي هو نتيجة من نتائج الاعتراف السياسي».
وانتقد كيف أن «فرنسا اعترفت بالائتلاف وبماخوس ومن ثم قالت لا يمكن تسليمه مبنى السفارة باعتباره ملكا للنظام». ولفت إلى أن «موظفي السفارة السورية في فرنسا لا يزالون يمارسون عملهم كالمعتاد وفق معلوماتي قبل أيام قليلة»، مشيرا إلى «تناقض في هذا السياق من الناحية القانونية وازدواجية بالتعاطي». وسأل: «كيف يمكن أن تعترف فرنسا بالائتلاف كممثل شرعي وحيد، وفي الوقت عينه اعتبار أن السفارة لا تمثل الجهة المعترف بها»، معربا عن اعتقاده أن «الفرنسيين وقعوا في حيرة، نظرا لأن الائتلاف المعارض لم يحصل بعد على اعتراف دولي واسع، وهذا ربما ما يفسر موقفهم باعتبار ماخوس ممثلا وليس سفيرا، وبالتالي لا يمكنه إصدار وثائق دبلوماسية وتسيير أمور الجالية السورية في فرنسا».
وأشار الحافظ إلى أن «الوضع في بريطانيا أكثر سهولة من فرنسا لأنه لا يوجد حاليا أي دبلوماسي سوري، بعدما أعلن آخر دبلوماسي موجود في السفارة أنه سيتوقف عن القيام بعمله ولن يمثل الحكومة، من دون أن يعلن انشقاقه، مما أدى إلى إغلاق السفارة السورية في لندن»، معتبرا أنه «يمكن بالتالي للسلطات البريطانية أن تسلم مبنى السفارة لموفد الائتلاف». ولفت الحافظ إلى أن «الائتلاف عين شخصيات بعيدة عن المجال الدبلوماسي، علما بأنها شخصيات وطنية معروفة»، معتبرا أنه «لا يمكن لأي كان القيام بمساعدات دبلوماسية وأعمال قنصلية».
من وجهة نظر القانون الدولي، عندما تسحب أي دولة اعترافها بدولة أخرى، من الطبيعي أن تقطع العلاقات الدبلوماسية بينهما، وقد يتم تخفيض عدد الدبلوماسيين وصولا إلى طرد السفير. ويقول الخبير في العلاقات الدولية وأستاذ القانون الدولي الدكتور أنطوان صفير لـ«الشرق الأوسط» في هذا السياق، إن «العلاقات الدبلوماسية والقنصلية تقوم بين الدول وفق اتفاقيات ومعاهدات فيينا، على أساس اعتراف كل دولة بالدولة الأخرى ووجود علاقات سياسية بينها». وأشار إلى أن «إقدام دولة ما على سحب الاعتراف بدولة أخرى، يعني بطبيعة الحال أن سفير الأخيرة لم يعد مرغوبا بوجوده على أراضي الدولة الأولى».
ويوضح صفير أن «مجرد اعتراف فرنسا وبريطانيا بالائتلاف السوري المعارض يعني أن الائتلاف بات بنظرها الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري على أراضيها، انطلاقا من أن الدولتين استبدلتا الاعتراف بالنظام السوري باعتراف بالائتلاف المعارض الذي عين سفيرين له في الدولتين». وأكد أن «الأمر من الناحية المبدئية والقانونية يعني أن بإمكان السفيرين القيام بما تمليه عليهم النظم الدبلوماسية، كما يحق لهم القيام بكل الأعمال التي يقوم بها أي سفير، ما دامت الدولتان المضيفتان راغبتين بذلك». ورأى صفير أن «ثمة تناقضا عمليا بين اعتراف فرنسا وبريطانيا بالائتلاف كممثل شرعي للشعب السوري ثم منع السفيرين من ممارسة أعمال السفارة»، لكنه أشار في الوقت عينه إلى أنه «في حال اعتبرت فرنسا وبريطانيا كل من سفور وماخوس ممثلين للائتلاف وليسا سفيرين، فيحق لهما بالتأكيد منعهما من الدخول إلى السفارتين السوريتين، باعتبار أن الممثل ليس سفيرا وإنما صلة وصل سياسية بين الدولة المضيفة والائتلاف». ويضيف: «السفير يقوم بمهام السفير وفقا للنظام التي ترعى العلاقات الدبلوماسية بين الدول، أما الممثل فهو ممثل سياسي ولا دور قنصليا أو دبلوماسيا له».
تجدر الإشارة إلى أن متحدثا باسم وزارة الخارجية البريطانية أعلن الثلاثاء الماضي ترحيبه بتعيين سفور «ممثلا سياسيا للائتلاف»، وأكد أنه «لن يستخدم مبنى السفارة السورية في لندن»، لافتا إلى أن حكومته «لن تعترف بالائتلاف كحكومة منفى».
وقال المتحدث وفق ما نقلته عنه وكالة «يونايتد برس»: «السفارة السورية مغلقة الآن ولا يوجد تمثيل دبلوماسي سوري في المملكة المتحدة، لكننا لن نقطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، وسفارتها في لندن لا تزال مصانة بموجب معاهدة فيينا للعلاقات الدبلوماسية». وجزم المتحدث البريطاني بأنه «لن يكون من حق الائتلاف المعارض استخدام السفارة السورية في لندن ولن نعترف بالائتلاف كحكومة منفى، وسنستمر في التعامل مع نظام الأسد، حيث تملي الضرورة القصوى مثل الحالات القنصلية، لكننا نعتبر أن الائتلاف المعارض يعكس التطلعات المشروعة للشعب السوري».
وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قد أعلن منتصف الشهر الحالي، أن بلاده «ستستقبل في باريس سفيرا للائتلاف المعارض السوري الجديد بعد اجتماعه برئيسه أحمد معاذ الخطيب». لكن فرنسا عادت وأعلنت أن ماخوس سيكون ممثلا للائتلاف الوطني في باريس إلى حين تشكيل «حكومة تكنوقراط» تتولى إدارة سوريا.
الحكومة السورية تزرع ألغاما مضادة للأفراد.. واتهامات للمعارضة بإشراك الأطفال في النزاع
الكردي لـ«الشرق الأوسط»: العائلات تسلح أبناءها دفاعا عن النفس.. ولا نسمح بوجودهم
بيروت: نذير رضا
نفت المعارضة السورية المسلحة اتهامات منظمة «هيومان رايتس ووتش» بأنها «تشرك الأطفال في النزاع المسلح والعمليات العسكريّة»، مؤكدة أن الجيش السوري الحر «لا يسمح بوجود الأطفال في وحداته ولا يطلب منهم الانخراط في القتال».. في وقت ذكرت فيه الحملة الدولية لحظر الألغام المضادة للأفراد في تقرير أمس أن الحكومة السورية هي الوحيدة في العالم التي استخدمت ألغاما مضادة للأفراد في 2012.
وأكد نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي لـ«الشرق الأوسط»: «إننا أصدرنا تعليمات للقادة الميدانية تلزمهم باحترام القوانين والمواثيق الدولية المتعلقة بحماية الطفولة ورعاية أسرى الحرب وغيرها من المواثيق التي تُعنى بقضايا حقوق الإنسان»، موضحا أنه «في ظل ثورة شعبية وعمليات قتل منظمة تجري في سوريا، بات هناك تشابك في التسليح للدفاع عن النفس، وظهر بعض الأطفال الذين يحملون السلاح».
وشدد الكردي على أن الفتية السوريين دون الـ18 عاما والذين يحملون السلاح «هم غير منخرطين في الثورة»، لافتا إلى أن هؤلاء «يلجأون إلى التسلح الذاتي، ويقومون بمهام رب الأسرة الذي غالبا ما يكون ميتا بفعل الحرب». وأشار إلى ظاهرة «تسليح العائلات فتيانها بغرض الدفاع عن النفس حين تفقد من يعيلها»، مؤكدا أن ذلك «لا يعني انخراط الأطفال في النزاع».
وعن تدريب هؤلاء على استخدام السلاح، حمّل الكردي النظام السوري المسؤولية، وقال: «استخدام البندقية الروسية كلاشنكوف، يُعدّ أمرا بديهيا في سوريا إذ يبدأ النظام تدريب الفتية منذ عمر 12 عاما على استخدام السلاح عبر دورات تدريبية خاصة في المدارس وضمن المخيمات الكشفية المعروفة بشبيبة الثورة»، لافتا إلى «السوريين بأكملهم يجيدون استخدام السلاح».
واتهمت منظمة «هيومن رايس ووتش» في بيان لها المقاتلين المعارضين في سوريا باستخدام أطفال في النزاع المسلح والعمليات العسكريّة، داعية إياهم إلى الكف عن ذلك. وأوضح البيان أنّ «فتيانا في الرابعة عشرة من عمرهم خدموا في ثلاث كتائب معارضة على الأقل وعملوا في نقل الأسلحة والمؤن والمراقبة»، مشيرة إلى أنّ آخرين «يبلغون من العمر 16 عاما حملوا السلاح واتخذوا مواقع قتالية ضد القوات النظاميّة».
ودعت المنظمة قادة المقاتلين المعارضين إلى «إبداء التزامات علنيّة لإنهاء هذه الممارسات، ومنع استخدام أي كان تحت سن الثامنة عشرة لأغراض عسكريّة، حتى وإن تطوّع هؤلاء بأنفسهم».
وشددت خبيرة حقوق الأطفال في المنظمة بريانكا موتابارثي، باحثة قسم حقوق الطفل في «هيومن رايتس ووتش»، على أنه «حتى لو تطوع الأطفال للقتال، على القادة مسؤولية حمايتهم عبر رفض ذلك»، لافتة إلى أن الأطفال «يتأثرون بسهولة بأهلهم أو أصدقائهم الأكبر سنا، لكن المشاركة في أعمال العنف تعرضهم لخطر الموت أو الإعاقة الدائمة أو الصدمات الكبرى».
من جهة أخرى، ذكرت الحملة الدولية لحظر الألغام المضادة للأفراد في تقرير الخميس أن الحكومة السورية هي الوحيدة في العالم التي استخدمت ألغاما مضادة للأفراد في 2012. وهذه هي السنة الثانية على التوالي تتهم هذه المنظمة غير الحكومية دمشق باستخدام الألغام المضادة للأفراد. واتهمت الحملة عام 2011 إسرائيل وليبيا وبورما باستخدام هذا النوع من الألغام.
وحدد التقرير تحديات إضافية منها التزايد المطرد لعدد ضحايا الألغام في دول عدة مثل ليبيا والسودان وجنوب السودان وسوريا، إضافة إلى استخدام الألغام المضادة للأفراد من قبل مجموعات مسلحة غير خاضعة لسلطة الدولة في ست دول مقابل أربع دول العام الماضي.
والدول الأربع هي أفغانستان وكولومبيا وميانمار وباكستان، أضيفت إليها تايلاند واليمن هذه السنة. وانتقد التقرير طلب الدول التي صادقت على المعاهدة تمديد مهلة نزع الألغام، مشيرا إلى أن ثلاث دول هي بيلاروسيا واليونان وأوكرانيا ما زالت تخرق الشرط المفروض بتدمير مخزونها من الألغام خلال أربعة أعوام.
قتلى والحر يدمر دبابات قرب مطار دمشق
قال ناشطون إن الجيش السوري الحر دمر ثلاث دبابات على مشارف مطار دمشق وقتل العشرات من عناصر المخابرات الجوية، في حين استمر إغلاق المطار لليوم الثاني على التوالي. وقد قتل نحو مائة شخص أمس معظمهم في حلب ودير الزور وحمص.
وذكر ناشطون أن الجيش الحر دمر ثلاث دبابات على مشارف مطار دمشق وقتل العشرات من عناصر المخابرات الجوية. وكان النظام قد أرسل تعزيزات عسكرية إلى محيط مطار دمشق الدولي، بينما يستمر إغلاق المطار لليوم الثاني على التوالي.
وأضاف الناشطون أن جميع الرحلات أوقفت في المطار بينما أعلنت شركات طيران عربية وقف رحلاتها إلى دمشق. وعزت مصادر مقربة من النظام الإغلاق إلى أسباب روتينية تتعلق بأعمال صيانة.
من جهة أخرى قالت شبكة “سانا الثورة” إن النظام قطع الاتصالات والإنترنت عن 35% من أنحاء البلاد بما فيها العاصمة دمشق.
وأفاد ناشطون سوريون بأن الجيش الحر سيطر على حاجزين أمنيين تابعين للقوات النظامية في أطراف مدينة إدلب.
معارك عنيفة
في هذه الأثناء ذكر ناشطون أن معارك عنيفة وقعت في الطريق الواصل إلى مطار دمشق بين الجيش النظامي وكتائب الجيش الحر، في حين قالت السلطات إنها تمكنت من تأمين المطار بعد إرسال تعزيزات ضخمة.
وقال عضو المكتب الإعلامي بالمجلس العسكري في دمشق أبو قتادة الدمشقي للجزيرة إن اشتباكات ضارية تدور منذ ثلاثة أيام في محيط المطار، وخاصة في تقاطع عقربا على طريق المطار حيث تعتبر عقربا نقطة الوصل بين الغوطتين الشرقية والغربية للريف الدمشقي.
وأضاف أن معارك أخرى تدور في منطقة حران العواميد التي لا تبعد سوى كيلومتر واحد عن المطار، مشيرا إلى أن الجيش الحر ينتشر على طول طريق المطار وقادرٌ على السيطرة عليه، وأوضح أن الحر هو الذي أجبر النظام على إغلاق المطار.
وقال اتحاد تنسيقيات الثورة وناشطون للجزيرة إن السلطات أعادت موظفي المطار إلى بيوتهم حتى إشعار آخر. ونقل ناشطون عن سلطات المطار تأكيد إغلاقه بذريعة أعمال الصيانة دون تحديد موعد لإعادة فتحه.
وفي هذا السياق قال ناشطون ومصادر حقوقية إن المعارك تدور على طول طريق المطار، كما اندلعت اشتباكات في حجيرة شرق العاصمة وببيلا إلى الجنوب الشرقي، في مواجهات وصفت بأنها الأعنف في المنطقة منذ اندلاع الثورة في سوريا قبل نحو 21 شهرا.
ونقلت وكالة رويترز عن أبو عمر المقاتل في الجيش الحر قوله إن كتائب الثوار أطلقت قذائف هاون على ممرات مطار دمشق الدولي وقطعت الطريق المؤدي إلى العاصمة، مشيرا إلى أن قذائف الهاون ألحقت أضرارا بمدارج المطار.
وفي دمشق، استهدف القصف الجوي مواقع في بساتين حي كفرسوسة. وأضاف ناشطون أن القصف المدفعي تجدد على أحياء دمشق الجنوبية، كما شن الجيش النظامي حملات دهم واعتقال في حي الزاهرة.
الرواية الرسمية
في المقابل قالت السلطات السورية إن الطريق إلى مطار دمشق المغلق منذ صباح الخميس بات “آمنا” بعد تدخل قوات النظام، حسب وزارة الإعلام السورية.
وفي شريط إخباري عاجل بثه التلفزيون الرسمي السوري نقل عن الوزارة قولها “الطريق إلى مطار دمشق الدولي آمن بعد اعتداءات من مجموعة إرهابية مسلحة على السيارات العابرة وتدخل الجهات المختصة”.
وتحدث التلفزيون الرسمي السوري عن عمليات عدة تنفذها قوات النظام في مناطق محيطة بالعاصمة، منها “تصدي وحدة من قواتنا المسلحة لمجموعة إرهابية مسلحة من جبهة النصرة حاولت التعدي على مطار عقربا بريف دمشق، وهي توقع في صفوفهم خسائر فادحة”.
قطع الاتصالات والإنترنت
وتزامنت هذه التطورات مع انقطاع كامل للاتصالات بالهواتف الجوالة والأرضية والإنترنت عن مناطق واسعة من سوريا بما فيها العاصمة دمشق، مما دفع لجان التنسيق المحلية للتحذير من أن تكون الخطوة تمهيدا “لمجزرة” قد ترتكبها قوات نظام الرئيس بشار الأسد، وناشدت العالم أجمع التحرك للقيام بخطوات “لحماية المدنيين من جرائم النظام”.
في المقابل نقل تلفزيون الإخبارية الموالي للحكومة عن وزير الإعلام السوري عمران الزعبي قوله إن “إرهابيين” -وليست الدولة- هم المسؤولون عن قطع اتصالات الإنترنت في أنحاء البلاد الخميس.
ونسب التلفزيون إلى الوزير قوله إن من وصفهم بالإرهابيين استهدفوا خطوط الإنترنت، مما تسبب في انقطاع الخدمة عن بعض المناطق، وذكر أن وزير الاتصالات صرح بأن المهندسين يعملون على إصلاح ما قال إنه خلل في كبل الاتصالات والإنترنت الرئيسي.
وكانت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) قد أوقفت بثها بدءا من الساعة 12:00 ظهر الخميس بالتوقيت المحلي، في حين تعذر الدخول إلى مواقع إلكترونية حكومية منها الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.
وذكرت شركتان أميركيتان للمعلوماتية تراقبان حركة الشبكة أن الإنترنت قطعت الخميس في سوريا.
كما أفادت الناطقة باسم المركز السوري الوطني للتوثيق في دمشق ريم الدمشقي للجزيرة أن الكهرباء قطعت عن كافة الريف الدمشقي والأحياء الجنوبية للعاصمة.
في غضون ذلك وثقت لجان التنسيق المحلية مقتل نحو 100 شخص بنيران قوات النظام أمس الخميس، بينهم 17 طفلا على الأقل. وأشارت إلى أن أكبر عدد من القتلى قضوا في حلب وبلغ 41 قتيلا معظمهم أطفالن وذلك في “مجزرة” حي الزبدية والأنصاري جراء قصف بالبراميل المتفجرة.
وأفاد الناشطون بأن القصف أدى إلى تهدم عدد من المباني السكنية ووقوع أضرار مادية كبيرة. يأتي هذا بعد سيطرة الثوار في سوريا على مطار وكتيبة للدفاع الجوي في الريف الشرقي من حلب.
من جانبها قالت شبكة شام الإعلامية إن القصف المدفعي تجدد على مدينة الحولة في حمص، كما اقتحم جيش النظام قرية تسنين وشن حملة دهم وحرق للمنازل، وأضافت أن القصف تواصل على حي بستان الباشا في حلب، وعلى بلدات كورين وكنصفرة في إدلب.
وفي جنوب البلاد، هز انفجار ضخم حي السحاري بدرعا، وقصف جيش النظام بالمدفعية الثقيلة بلدة المزيريب، واقتحم مدينة طفس حيث أحرق عدة منازل وسط إطلاق نار، وكذلك الحال بمدينة السويداء المجاورة، في حين قصفت بلدة بريقة قرب الجولان المحتل.
وبث ناشطون صورا لقصف على أحياء عدة في دير الزور، وقالوا إن القصف متواصل على ناحية ربيعة في اللاذقية.
مستشفيات سرية بسوريا لتجنب القصف
حسين جلعاد-شمال سوريا
يقول الثوار والنشطاء السوريون المناوئون لنظام بشار الأسد إن الأجهزة الأمنية تحاربهم في كل شيء، حتى إن صندوق الإسعافات الأولية في أي بيت صار تهمة يعتقل من توجد لديه بدعوى مساندة الجماعات المسلحة.
كما يؤكد نشطاء وتقارير إعلامية أن قوات النظام لا تتورع عن مهاجمة المستشفيات واعتقال العاملين فيها، بل حتى تصفية بعض الأطباء الذين يقدمون خدمات إنسانية لجرحى مدنيين شملهم قصف جيش النظام.
ورغم المخاطر التي أصبحت تحيط بمهنة تطبيب الناس في سوريا، فإن أطباء سوريين ومنظمات إنسانية ما زالوا مصرين على تقديم هذا الحق الأساسي للشعب السوري، فقد أطلق اتحاد منظمات الهيئة الإغاثية السورية (UOSSM) مبادرة جديدة لبناء مركز طبي متخصص في “منطقة محررة”-يسيطر عليها الجيش الحر- داخل الحدود السورية القريبة من تركيا.
وقال المدير التنفيذي للمركز الطبيب السوري خالد قنديل إن الهدف من بناء مركز متخصص قرب الحدود هو تمكينه من استقدام الخبرات العربية والأجنبية الداعمة للثورة السورية كونه في مكان آمن نسبيا وقريب من الحدود.
وأضاف قنديل في حديث للجزيرة نت أن المركز الطبي القيد الإنشاء سيستقبل المرضى الذين يحتاجون إلى عمليات نوعية حيث يتم حتى الآن سحبهم إلى البلدان المجاورة.
مكونات المركز
ويتكون المركز الطبي من قسمين رئيسيين هما الجراحي والاستشاري الإسعافي، وكل قسم له بناء منفرد، لكنهما متصلان معا بمصعد واحد. ويبرر قنديل ذلك لحاجة طبية حيث لا يمكن دمج الأقسام الإسعافية مع الأقسام التخصصية تجنبا للعدوى.
ويلفت المدير التنفيذي للمركز إلى أن المستشفى الإسعافي يتألف من غرفتي عمليات عامة وعظمية، إضافة إلى غرفة عناية مشددة وثلاث غرف للمرضى. أما المستشفى الجراحي فيتألف من أربع غرف عمليات وغرفتي عناية مشددة، إضافة إلى 18 غرفة للمرضى تتسع إلى 45 سريرا.
ويوضح الطبيب قنديل أن العمليات المقترح إجراؤها في المستشفى الجراحي المختص هي العمليات الوعائية والجراحة العصبية والجراحة العينية وكذلك الجراحة الفكية.
وأفاد المدير التنفيذي للمركز بأن العمل جار على تجهيز المبنى وتوفير المعدات اللازمة منذ شهرين، ورجح أن يتم افتتاح المستشفى الإسعافي في بداية ديسمبر/كانون الأول المقبل، في حين يتوقع أن يفتتح المستشفى الجراحي في بداية العام القادم. وشدد على أهمية عدم ذكر موقع المركز خوفا من استهدافه من قبل قوات النظام كما حصل سابقا في مستشفيات عدة.
مشاكل الدعم
ورغم أن عمليات البناء والتحضيرات قد وصلت مراحلها النهائية، فإن المركز يعاني من مشكلات مرتبطة بالدعم المالي، فمثل هذا المشروع يحتاج أموالا كثيرة نظرا لمستلزماته من طاقم ومستهلكات، وفق قنديل.
كما أن مصاعب أخرى تحضر هنا -كما يحدث في طول البلاد وعرضها- وهي مشكلة الكهرباء والماء، علاوة على عدم وجود شبكة اتصالات، ويقول قنديل إنه يجري تعويض شح الكهرباء عبر مولدات كهربائية.
ويلفت الطبيب السوري إلى أن هذا المشروع كلّف حتى الآن 130 ألف دولار، ومع ذلك فإن مشاريع أخرى يخطط لاستكمالها تحتاج دعما دوليا خصوصا أن القائمين على المركز ينوون استكمال الاحتياجات الطبية مثل أجهزة التصوير الطبقية والمحورية.
يذكر أن اتحاد منظمات الهيئة الإغاثية السورية هو منظمة إنسانية تعتمد على جهودها الخاصة، ويتلقى الدعم من الهيئات الخيرية والإغاثية المختلفة. ويتخذ الاتحاد من باريس مقرا له، ويضم في عضويته الأطباء السوريين المغتربين في أوروبا وأميركا ودول الخليج العربي.
ويقول الطبيب قنديل إن الاتحاد نشأ في بداية الثورة السورية وافتتح مشافي ميدانية كثيرة في سوريا، لافتا إلى أن هؤلاء الأطباء بعيدون عن تعاطي الشأن السياسي. ويوضح “نحن لجميع الناس، وليس لنا علاقة بالسياسة، وسنكون بعد سقوط النظام تحت تصرف وزارة الصحة”.
فض اعتصام للاجئين سوريين بالأردن
في مخيم الزعتري
تدخلت قوات الدرك الأردنية الأربعاء لفض اعتصام نفذه عشرات اللاجئين السوريين، تخللته أعمال شغب في مخيم الزعتري شمال البلاد على مقربة من الحدود مع سوريا.
وقال الناطق الإعلامي لشؤون اللاجئين السوريين في الأردن أنمار الحمود لوكالة الصحافة الفرنسية، إن “قوات الدرك تدخلت لفض اعتصام نفذه عشرات اللاجئين السوريين وتخلله شغب في مخيم الزعتري، احتجاجا على وفاة طفل وانقطاع التيار الكهربائي عن المخيم”.
وأضاف أن “الطفل يدعى محمد إيهاب الحريري وعمره ثمانية أشهر، وكان قد وصل إلى المخيم قبل أيام برفقة عائلته وحرارته مرتفعة”، مشيرا إلى أن “التشريح بيّن أن سبب الوفاة هو هبوط في القلب”.
وعن أسباب انقطاع التيار الكهربائي عن المخيم منذ ثلاثة أيام، قال الحمود إنه “نتيجة الاعتداءات المتكررة للاجئين السوريين على أعمدة وخطوط الكهرباء عبر قيامهم بمد الأسلاك إلى داخل خيمهم والعبث بالشبكة”، موضحا أن “هذا يشكل خطرا وخطأ قد يعرض حياتهم للخطر”.
وشهد مخيم الزعتري- الذي يأوي أكثر من 42 ألف لاجئ سوري- أعمال شغب خلال الأشهر الماضية.
ويستضيف الأردن أكثر من 230 ألف لاجئ سوري، منهم 125 ألفا و670 شخصا مسجلون لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
وقال الحمود الاثنين الماضي إن مخيما جديدا للاجئين السوريين يقع في محافظة الزرقاء شمال شرق العاصمة الأردنية عمان، سيكون جاهزا لاستقبال اللاجئين السوريين قبيل نهاية العام الحالي.
ويعبر مئات السوريين يوميا الشريط الحدودي مع الأردن الذي يزيد طوله على 370 كلم بشكل غير شرعي، هربا من القتال الدائر بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة.
ويقطن الكثير من اللاجئين في مساكن مؤقتة بمدينة الرمثا (شمال) قرب الحدود مع سوريا، أو لدى أقارب أو أصدقاء لهم في الأردن.
سوريا الوحيدة باستعمال ألغام الأفراد هذا العام
نزع الألغام من الطرق التي يسلكها اللاجئون السوريون نحو تركيا
اتهمت الحملة الدولية لحظر الألغام المضادة للأفراد الخميس الحكومة السورية بأنها الوحيدة في العالم التي استخدمت ألغاما مضادة للأفراد هذه السنة، وذلك للعام الثاني على التوالي، حيث اتهمت هذه المنظمة غير الحكومية دمشق باستخدام الألغام المضادة للأفراد المحرمة دوليا العام الماضي إلى جانب إسرائيل وليبيا وميانمار.
وقال تقرير للحملة الدولية لحظر الألغام نشر اليوم إن خبراء الحملة المكلفين مراقبة تطبيق معاهدة حظر استخدام الألغام، التي اعتمدت عام 1997 والمعروفة باسم معاهدة أوتاوا، حددوا “حتى تاريخ اليوم حكومة واحدة استخدمت الألغام المضادة للأفراد خلال سنة 2012، هي سوريا”. كما أكدت الحملة أن الألغام ما زالت منتشرة في 59 دولة وست مناطق متنازع عليها.
وحدد التقرير تحديات إضافية منها التزايد المضطرد لعدد ضحايا الألغام في دول عدة مثل سوريا وليبيا والسودان وجنوب السودان، إضافة إلى استخدام الألغام المضادة للأفراد من قبل مجموعات مسلحة غير خاضعة لسلطة الدولة في ست دول مقابل أربع دول العام الماضي. والدول الأربع هي أفغانستان وكولومبيا وميانمار وباكستان، وأضيفت إليها هذا العام تايلند واليمن.
وانتقد التقرير طلب الدول التي صادقت على المعاهدة تمديد مهلة نزع الألغام، مشيرا إلى أن ثلاث دول، هي روسيا البيضاء واليونان وأوكرانيا، ما زالت تخرق الشرط المفروض بتدمير مخزونها من الألغام خلال أربعة أعوام.
إشارات مشجعة
في المقابل أشار التقرير إلى ما وصفها بإشارات مشجعة من بينها انضمام ثلاث دول جديدة هي فنلندا وجنوب السودان والصومال إلى المعاهدة منذ يوليو/تموز 2011.
وقد وقعت هذه المعاهدة 160 دولة في جميع أنحاء العالم بينها كل بلدان أفريقيا جنوب الصحراء.
من جانب آخر أنهت غينيا بيساو ونيبال ونيجيريا نزع الألغام من كل المناطق الملغمة المعروفة في 2011. كما انتهت عملية نزع الألغام في أبخازيا.
أما عدد الضحايا فيبدو مستقرا في 2011 إذ بلغ 11 إلى 12 يوميا كما حدث في 2009 و2010، مقابل 32 في 2001.
في المقابل يتحدث التقرير عن تحسن واضح في بعض الدول الأكثر تضررا بالألغام مثل أفغانستان وكمبوديا وكولومبيا، حيث تراجع عدد الضحايا.
ومن المؤشرات الإيجابية أيضا التمويل على الصعيدين الدولي والوطني على حد سواء للأعمال المتعلقة بمكافحة الألغام في 2011 حيث بلغ نحو 662 مليون دولار، وهو أكبر مبلغ يسجل حتى الآن، أي بزيادة 25 مليون دولار عن 2010.
وعلى الرغم من هذا المبلغ القياسي، تراجع التمويل المخصص للضحايا بنسبة 30% عما كان في 2010 أي أدنى مستوى منذ أن بدأ الخبراء يسجلون هذا النوع من التمويلات في 2007.
وكانت الحملة الدولية للألغام المضادة للأفراد مُنحت جائزة نوبل للسلام في 1997 تقديرا لعملها الذي يهدف إلى نزع هذا النوع من الألغام.
وقال هؤلاء الباحثون إنه لم يسجل نقل أي ألغام بين الدول في السنوات الأخيرة. في المقابل يعتبر هؤلاء الخبراء أن الإنتاج الفعلي للألغام يمكن أن يستمر في أربع دول هي الهند وميانمار وباكستان وكوريا الشمالية.
من جهة أخرى، تحتفظ ثمانية بلدان أخرى بحقها في إنتاج الألغام، وهي الصين وكوبا وإيران وكوريا الشمالية وروسيا وسنغافورة والولايات المتحدة وفيتنام.
ومن المقرر أن تعقد في جنيف من الثالث إلى السابع من ديسمبر/كانون الأول القادم الجمعية العامة الثانية عشرة لمعاهدة أوتاوا.
اشتباكات في محيط مطار دمشق
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قالت مصادر في المعارضة إن عدد القتلى في سوريا وصل إلى 99 شخصا، في وقت وقعت اشتباكات عنيفة بمحيط مطار دمشق الدولي، حسبما أفادت مصادر “سكاي نيوز عربية”.
وذكرت شبكة سوريا مباشر المعارضة أنه تم تعليق الرحلات الجوية من وإلى مطار دمشق الدولي، وترافق هذا الأمر مع بيانين صدرا عن “طيران الإمارات” وشركة “مصر للطيران” يعلنان فيهما عن تعليق رحلاتها اليومية إلى دمشق حتى إشعار آخر.
كما قالت مصادر المعارضة السورية إنه تم قطع الاتصالات الخلوية والأرضية وخدمات الإنترنت عن معظم أنحاء محافظات حمص وحماة ودمشق وريفها.
واتهم وزير الإعلام السوري عمران الزعبي “الجماعات الإرهابية” بقطع خدمة الإنترنت.
وفي تطور آخر، قالت وزارة الدفاع النمساوية إن 2 من جنود حفظ السلام النمساويين أصيبا بالرصاص عندما تعرضت قافلتهم لإطلاق نار قرب المطار في العاصمة السورية.
وفيما يتعلق بعدد القتلى، أفاد معارضون بمقتل 83 شخصا، بينهم 19 طفلا، في وقت أغار الجيش السوري على أحياء في دمشق، ووقعت اشتباكات في حمص ودير الزور.
وأشارت المعارضة إلى أن الطائرات الحكومية قصفت منطقة سكنية في حي الزبدية في حلب ما أدى إلى مقتل 15 شخصا على الأقل وإصابة العشرات بجروح.
كما أغار الطيران الحربي على بساتين حي كفرسوسة مصحوبا بقصف مدفعي على أحياء دمشق الجنوبية.
واستهدفت راجمات صواريخ مدينة داريا وعدة مناطق بالغوطة الشرقية وسط اشتباكات في بلدة عقربا.
وفي حمص اقتحم الجيش النظامي قرية تسنين الواقعة جنوب غربي الرستن، وشن حملة دهم وحرق للمنازل.
كما شهدت دير الزور اشتباكات في حي الموظفين ومحيط منطقة غسان عبود بين الجيشين الحر والنظامي وسط قصف بالهاون على أحياء المدينة.
وأظهرت مواقع المعارضة السورية سيطرة إحدى كتائب الجيش الحر على المخفر رقم 41 على الحدود السورية الأردنية.
وكانت تقارير سورية منسوبة للمعارضة ذكرت أن 160 شخصا قتلوا في مختلف المناطق السورية الأربعاء، بينهم 56 قضوا في 4 تفجيرات متتالية هزت مدينة جرمانا بريف العاصمة دمشق، وأشارت التقارير إلى أن الجيش الحر تمكن من إسقاط 4 طائرات للقوات الحكومية.
وأكدت لجان التنسيق المحلية أن الجيش الحر أسقط طائرتين من طراز “ميغ” في حلب، وثالثة من الطراز نفسه في إدلب، بينما أسقط طائرة مروحية في ريف دمشق.
وأوضحت اللجان أنه تم القبض على أحد الطيارين إثر سقوط طائرته، وأن الجيش الحر تولى معالجة الطيار، الذي لم تذكر هويته.
مسؤولون فرنسيون: الأسد ضائع ومعنوياته ليست جيدة
أكدوا أن الائتلاف السوري المعارض “بدأ ينظم نفسه وأن تشكيل الحكومة اقترب”
العربية.نت
كشفت مصادر فرنسية مسؤولة أن الوضع في سوريا “على وشك الانقلاب”، موضحة أن النظام السوري في “مرحلة انحدار يزداد حدة والأمور ستتغير بسرعة لأن النظام لا يمكنه أن يصمد في ظل تواصل هذا الانحدار”. والمعلومات لدى الأوساط الفرنسية أن احتياطي سوريا من العملات الأجنبية هو بليون ونصف دولار فقط.
ونقلت الأوساط عن مصادر قريبة جداً من الرئيس السوري بشار الأسد، أن معنوياته “ليست جيدة، وأنه ضائع، ولكنه ما زال متمسكاً برؤيته للأوضاع وموجوداً في دمشق”.
وقالت المصادر إن الجانب الروسي قال للفرنسيين، بحسب ما أوردت صحيفة “الحياة”، إن الأسد “لن يترك سوريا وسيبقى فيها إلى النهاية”. كما أوضحت أن الائتلاف السوري المعارض “بدأ ينظم نفسه، وأن تشكيل الحكومة اقترب، وتدريجياً هناك المزيد من الدول الأوروبية والعربية التي ستعترف به، على غرار فرنسا، كممثل وحيد وشرعي للسوريين”، موضحة أن الجانب العسكري للمعارضة ينظم نفسه أيضاً في إطار الائتلاف. وتوقعت أن تطرح الجامعة العربية موضوع قبول مقعد سوريا للائتلاف الجديد، وأن تعارض ذلك بعض الدول العربية منها لبنان والجزائر.
تطور في الموقف الروسي
إلى ذلك، قالت المصادر إن الانطباع الذي تركه الجانب الروسي خلال زيارة رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف لباريس، لدى فرنسا هو أن “هناك بعض التطور في الموقف الروسي، الذي يلاحظ أن هناك تغييراً ملحوظاً في الوضع على الأرض في سوريا، وأن قراءة فرنسا لتطور الموقف الروسي هو أن روسيا لم تعد تقول إن انتخابات الرئاسة في سوريا في العام ٢٠١٤، ولا يقولون إنه إما الأسد أو لا شيء، وأصبحوا يقولون إنهم ليسوا متمسكين بالأسد ولكنه لا يريد الرحيل، أي أنهم يطلبون من الجانب الفرنسي بشكل خاص ألا يطلب منهم ترحيل الأسد لأنه لن يغادر بلده”.
وتابعت المصادر موضحة: “الآن يقول الجانب الفرنسي إن حجة الروس “إذا رحل الأسد فمن سيحل محله” سقطت مع تشكيل الائتلاف السوري المعارض واعتراف دول به وتوجهه لتشكيل حكومة انتقالية وتنظيم الأوضاع العسكرية للائتلاف في تركيا”.
معركة وشيكة في دمشق
أما عن مهمة المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي، فأوضحت المصادر أن الموفد الأممي كان أبلغ الفرنسيين “أن كل ما في وسعه أن يفعله هو أن يتحدث مع رئيس الائتلاف المعارض معاذ الخطيب لينقل رسائل إلى الأسد، فهو (أي الإبراهيمي) لا يطلب من الائتلاف أن يتحدث مع النظام”، لكنه يمكن أن ينقل رسائل المعارضة لدمشق.
وذكرت المصادر أن الابراهيمي لم يبلغ الجانب الفرنسي أن لديه خطة قادرة على تحقيق المعجزات. فالجميع يدرك أن الأمور تتحرك بسرعة. وهناك توقع بمعركة وشيكة في دمشق. وفرنسا تتمنى ألا تحدث مجازر تتخوف منها، وأن عددا من البعثات الديبلوماسية سحبت موظفيها من دمشق.
معارك قرب مطار دمشق وشركات طيران تعلق الرحلات
القتال على طريق المطار هو الأعنف منذ بدء الثورة ضد الأسد قبل نحو 20 شهراً
بيروت، دبي – رويترز
اشتبكت قوات المعارضة السورية مع القوات الموالية للرئيس بشار الأسد خارج دمشق مباشرة اليوم الخميس، ما تسبب في إغلاق طريق المطار الرئيسي وعلقت شركتا طيران الإمارات ومصر للطيران الرحلات إلى العاصمة السورية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القتال على طول الطريق إلى المطار جنوب شرقي دمشق هو الأعنف في المنطقة منذ بدات الانتفاضة ضد الأسد قبل نحو عشرين شهراً.
وصرح رامي عبدالرحمن، مدير المرصد، لرويترز، بأن قتالاً عنيفاً دار في كل المناطق على طول طريق المطار.
وأضاف أن الاشتباكات كانت الأعنف في ضاحية بابيلا الجنوبية المتاخمة لمنطقة التضامن معقل المعارضة.
ومن جانبهم أفاد سكان تلك المناطق بأن اتصالات الإنترنت انقطعت بالعاصمة بعد الظهر وأن خطوط الهاتف المحمول والهاتف الأرضي تعمل بشكل متقطع ووصفوا ذلك بأنه أسوأ تعطل للاتصالات منذ بدء الصراع.
وفي السياق ذاته، قالت “طيران الإمارات” إنها علقت رحلاتها اليومية إلى دمشق حتى إشعار آخر لكن شركات أخرى واصلت العمل.
كما قالت مصادر في مطار القاهرة إن رحلة لشركة مصر للطيران غادرت الساعة الواحدة والنصف ظهراً 11:30 بتوقيت غرينتش هبطت في دمشق كما هو مقرر.
وأشار مسؤول في مطار القاهرة إلى أن طائرة مصر للطيران وصلت، وجميع الركاب في أمان، لكن صدرت أوامر للطيار بالعودة إلى القاهرة دون ركاب إذا شعر بأن الوضع هناك لا يسمح بالبقاء لفترة أطول.
وفي وقت لاحق اليوم، قال مسؤول في مطار القاهرة إن الشركة ألغت رحلة، الجمعة، إلى دمشق.
مقتل 15 سورياً من بينهم 5 أطفال بمدينة حلب
الحكومة الإسبانية تعترف بالائتلاف السوري المعارض كممثل شرعي لسوريا
بيروت – فرانس برس
قتل 15 شخصاً بينهم خمسة أطفال، وأصيب أكثر من 20 شخصاً آخرين في غارة جوية على أحد أحياء مدينة حلب شمال سوريا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، سقط 15 شهيداً بينهم خمسة أطفال وسيدتان وأصيب أكثر من 20 آخرين بجروح، جراء غارة جوية على حي الأنصاري” الواقع في غرب حلب كبرى مدن شمال البلاد.
وأظهر شريط فيديو جانباً من الدمار الذي لحق بمبنيين مجاورين، يتألفان من خمسة طوابق، وأدى القصف إلى دمار كبير في الطوابق العليا.
وفي الشريط، يصل المصور راكضاً إلى المكان الذي استهدفته الغارة، ويبدو أشخاص يهرعون قبل أن يسمع صوت يصرخ “يا عمو”، ليظهر طفل مغطى بالغبار وممدداً على الأرض في ما يبدو أنه مدخل المبنى.
ويهرع شخص قائلاً “تعوا شيلوا الولد (تعالوا احملوا الولد)”، بينما يصرخ الطفل “الله يخليك يا عمو”، وقبل أن يرفعه الرجل تظهر آثار الدماء على الأرض وإصابة حادة في رأسه.
كما أظهر الشريط أكواماً من الحجارة والدمار والسيارات المحطمة في الشارع، حيث حاول عدد كبير من الأشخاص رفع الجثث من وسط الأنقاض، مستخدمين أياديهم لإزاحة الدمار.
وعلى صعيد متصل، جرت مواجهات عنيفة فجر الخميس بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة المسلحة، وبخاصة حول قاعدة وادي الضيف العسكرية في شمال غرب البلاد التي يحاصرها المقاتلون، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وذكر المرصد في بيان “تدور اشتباكات عنيفة منذ فجر اليوم بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة في محيط معسكر وادي الضيف للقوات النظامية الواقع شرق مدينة معرة النعمان في ريف إدلب (شمال غرب)”.
وأشار المرصد إلى وجود “حشد للكتائب المقاتلة في محاولة لاقتحام المعسكر”، لافتاً إلى “ترافق الاشتباكات مع قصف متبادل”.
ويعد هذا المعسكر الأكبر في منطقة معرة النعمان، المدينة الاستراتيجية التي سيطر عليها المقاتلون المعارضون في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتحاول القوات النظامية استعادتها.
سياساً، اعترفت الحكومة الإسبانية، بالائتلاف السوري المعارض بزعامة أحمد معاذ الخطيب، كممثل شرعي للشعب السوري، وسبق أن اعترفت فرنسا بالائتلاف السورري المعارض.
شركتان أمريكيتان: النظام السوري يغلق الإنترنت
دمشق تنفي مسؤوليتها عن انقطاع الشبكة وتؤكد أن عمليات الإصلاح جارية
بيروت – الأسوشيتد برس ورويترز، العربية.نت
أكدت شركتان أمريكيتيان أن سوريا قطعت، الخميس، خدمات الإنترنت في كافة أنحاء البلاد، وذلك في خطوة غير مسبوقةن في ظل احتدام القتال قرب مطار دمشق.
وأكد نشطاء في سوريا، عبر اتصال تلفوني بالأقمار الاصطناعية، القطع غير المسبوق لشبكة الإنترنت، وسط قتال عنيف في العاصمة.
وقالت شركة Renesys الأمريكية المتخصصة في دراسة اضطراب شبكة الإنترنت إن سوريا اختفت من شبكة الإنترنت، وأصبحت “محرومة في الواقع من خدمات الشبكة”.
وأكدت شركة Akamai الأمريكية للتكنولوجيا أيضا اختفاء سوريا الكامل عن الشبكة العنكبوتية، وذكرت أن “77 شبكة في سوريا لا تعمل منذ الساعة 10.26 بتوقيت غرينتش”.
وقام النظام السوري بقطع شبكة الإنترنت جزئياً خلال الثورة التي اندلعت منذ 20 شهراً ضد نظام بشار الأسد.
وإلى ذلك، نقل تلفزيون “الاخبارية” الموالي للحكومة عن وزير الاعلام السوري قوله إن إرهابيين وليست الدولة هم المسؤولون عن قطع اتصالات الانترنت في أنحاء البلاد
الخميس.
ونسب التلفزيون الى الوزير قوله ان إرهابيين استهدفوا خطوط الإنترنت مما تسبب في انقطاع الخدمة عن بعض المناطق.
وافاد التلفزيون الحكومي بان وزير الاتصالات صرح بأن المهندسين يعملون على إصلاح ما قال إنه خلل في كابل الاتصالات والإنترنت الرئيسي.
كاهن سوري: السيارات المفخخة تنشر الرعب بين مسيحيي جرمانا
الفاتيكان (29 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء
قال كاهن سوري “إن من بين ضحايا تفجيرات أمس التي وقعت في ضاحية جرمانا التابعة لدمشق هناك ثمانية مسيحيين من الروم الكاثوليك والأرثوذكس” وفق تعبيره
وفي تصريحات لوكالة أنباء (فيدس) الفاتيكانية الخميس، أضاف الأب نيكولاس حداد، من دير القديس جيرمانو للروم الكاثوليك، أن “المجزرة التي نُفذت عن طريق تفجير سيارتين ملغومتين في الصباح الباكر، تسببت بمقتل أكثر من خمسين شخصا، معظمهم من المسلمين والدروز، ومن بينهم كثير من الشباب والطلاب”، لافتا الى أن “الهجوم كان قد أعد لقتل أكبر عدد ممكن من الناس، فعندما انفجرت السيارة الأولى، اقترب الناس ليروا ما حدث، وعندها فقط انفجرت الثانية”، لافتا إلى أن “من بين ما يزيد عن المائة جريح، هناك ما لا يقل عن عشرة مسيحيين” حسب قوله
من جانبه قال مدير المزار المكرس لإهتداء القديس بولس في دمشق، الأب روموالدو فيرنانديز لـ(فيدس)، إن “منفذ الهجوم أيا كان، إن كان يهدف من ورائه الى إرهاب المسيحيين، فقد نجح في ماربه على أية حال”، فـ”نصف المعلمين في مدارسنا لم يحضروا إلى العمل أمس”، مشيرا الى أن “هذه المذبحة، بعد تلك التي وقعت في باب توما منذ شهر تقريبا، اثارت ذعرا رهيبا” حسب تأكيده
وخلص الأب فيرنانديز الى القول إنه “بعد العراق، بدأت سوريا أيضا تفرغ من المسيحيين”، فـ”جميعهم مستعدون لتقديم ما لديهم من مال للوصول إلى لبنان، ومن ثم الهرب من الشرق الأوسط”، وكل هذا يحدث “بينما تصب القوى الأجنبية والمجتمع الدولي الزيت على النار، بدلا من إرغام الأطراف المتحاربة على التفاوض حول تسوية ما ووضع حد لهذه المجزرة” على حد تعبيره