أحداث الجمعة، 4 تشرين الأول 2011
موافقة دمشق على الخطة العربية لم توقف سقوط القتلى والاعتقالات
نيويورك – راغدة درغام ؛ القاهرة – محمد الشاذلي
دمشق، القاهرة، نيقوسيا – «الحياة» – ا ف ب – بعد يوم على اعلان دمشق موافقتها على خطة الجامعة العربية لتسوية الازمة في سورية، والتي قضت بوقف اعمال العنف وباخلاء المدن والاحياء السكنية من المظاهر المسلحة، استمرت المواجهات امس بين القوى الامنية والمتظاهرين. وقتل عشرون مدنياً على الاقل في احياء عدة من مدينة حمص وفق حصيلة اوردها المرصد السوري لحقوق الانسان. كما قامت قوات الامن السورية باعتقال اكثر من ثماني شخصاً في دير الزور والقرى المجاورة.
وابلغ الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي امس سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن في القاهرة بنتائج الاجتماع الوزاري في شأن سورية، وأعلن عقب اللقاء أن الحوار الوطني السوري سيعقد في القاهرة. كما دعا وسائل الإعلام العربية والدولية لزيارة سورية للاطلاع على الوضع هناك والإبلاغ عنه. والتقى العربي وفدا من المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري برئاسة بسمة القضماني. وقال عضو الأمانة العامة للمجلس جبر الشوفي لـ «الحياة» ان العربي اطلعهم على مطالب الجامعة من النظام السوري. وأكد أن مهلة الأسبوعين «ليست مهلة للنظام لكي يستمر في ارتكاب المجازر». فيما ابلغه الوفد أن ما يريده الشعب السوري هو انتقال السلطة وتسليمها لممثلين حقيقيين للشعب.
وفي الداخل اعلنت لجان التنسيق المحلية انها تشكك في جدية قبول النظام السوري بنود مبادرة الجامعة العربية. ودعت الى التظاهر غداً الجمعة التي اطلقت عليها «جمعة التظاهر السلمي». واعلنت اللجان انها تدعو ابناء الشعب السوري الى التحقق من نوايا النظام من خلال استمرارهم في اشكال الاحتجاج كافة.
واعرب عضو المجلس رضوان زيادة لـ «الحياة» عن الشكوك في تنفيذ النظام السوري لبنود الاتفاق. وقال ان رد النظام على المبادرة العربية جاء من خلال استمرار المواجهات بين القوات الامنية والمتظاهرين وسقوط القتلى امس في حمص. وقال ان المعارضة تريد ضغطاً عربياً حقيقياً على النظام، كما تريد موقفاً قوياً يستطيع الوقوف في مواجهة موقفي روسيا والصين. وفي الوقت ذاته اعتبر ان موافقة النظام السوري على المبادرة العربية يعتبر نصراً للمعارضة لأنه يعني ان النظام بات مقتنعاً انه لن يستطيع القضاء على التظاهرات بواسطة الحل الامني.
من جهة اخرى، قال مصدر في الجامعة العربية ان اللجنة العربية المعنية بالازمة السورية عقدت اجتماعا امس على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة مدير الادارة العربية في وزارة الخارجية القطرية ابراهيم السهلاوي، وهو أول اجتماع لهذه اللجنة التي تعتبر آلية جديدة لتنفيذ خطة العمل العربية. وتم رصد مبلغ مليون دولار لتغطية النشاطات التي اوكلت للامانة العامة بموجب هذه الخطة.
وشدد المصدر على ان وزراء الخارجية العرب حصلوا على وعود قاطعة من النظام السوري بعدم التعرض للمتظاهرين وعدم اراقة الدماء ومن ثم الافراج عن جميع المعتقلين السوريين الموجودين في السجون وسحب جميع المظاهر المسلحة والعسكرية من جميع الشوارع والمدن.
ومن جهتها، رحبت قوى المعارضة في الداخل بالاتفاق الذي تم بين الجامعة العربية والحكومة السورية. واعتبر قدري جميل انه خطوة في الاتجاه الصحيح يمكن ان تشكل حلاً آمناً للخروج من الازمة العميقة التي تعصف بالبلاد.
وفي نيويورك تستعد الدول الغربية لاحتمال تقديم مشروع قرار يعنى بحقوق الإنسان في سورية للتصويت عليه في الجمعية العامة للأمم المتحدة لكنها رهنت ذلك بمدى الاستعداد العربي لتبني هذا المشروع، وتركت الساحة مفتوحة أمام المبادرة العربية لقيادة أي تحرك أوروبي في الساحة الدولية.
وقال مسؤول أوروبي اشترط عدم ذكر اسمه إن فرنسا وبريطانيا وألمانيا قدمت في اللجنة الثالثة التابعة للجمعية العامة مشروع قرار حول أوضاع حقوق الإنسان في سورية، إلا أن تقديم المشروع كان إجرائياً «احتياطاً» لاحتمال طرحه على التصويت في حال وافقت دولة أو دولتان عربيتان على المشاركة في تقديم المشروع الى التصويت.
وينتظر الأوروبيون النتائج العملية للمبادرة العربية ليقرروا الخطوات التي سيتخذونها في الأمم المتحدة. وفي حال تطور الأوضاع نحو التصويت، سيتم التصويت في ٢٣ الشهر الجاري على مشروع قرار حقوق الإنسان، ما لم يتخذ قرار التخلي عنه.
وقال المسؤول الأوروبي إن على الأوروبيين انتظار ما يتوفر من نوافذ وأن «لا مجال لأي إجراء في مجلس الأمن طالما أن وساطة الجامعة العربية مستمرة».
الخطة العربية تصطدم بالمواجهات في حمص
دمشق على اتصال بالدوحة وتنتظر اللجنة
* “المجلس الوطني” يعرض على العربي مفاوضات لانتقال السلطة وتنحي الأسد
* الجامعة تدعو وسائل الإعلام إلى طلب السماح لها بممارسة عملها في سوريا
أوقعت أعمال القمع في سوريا نحو 20 قتيلا أمس، استنادا الى ناشطين، على رغم إعلان موافقة الرئيس بشار الاسد على الخطة العربية الهادفة الى انهاء القمع الدموي لحركة الاحتجاج، وهو اعلان أثار شكوك المعارضين.
وجاءت موافقة النظام السوري “من دون تحفظ” على الخطة التي تلحظ وقفا نهائيا لاعمال العنف والافراج عن جميع المعتقلين وانسحاب الجيش من المدن ومنح المراقبين ومندوبي وسائل الاعلام الدولية حرية التنقل، قبل بدء حوار بين النظام والمعارضة. ومن المقرر ان تقوم اللجنة العربية بزيارة لدمشق لمتابعة تنفيذ الخطة العربية في شأن الإصلاح.
لكن ناشطين أكدوا أن لا مؤشرات حتى الآن لسحب القوات من الشوارع وأن العمليات العسكرية مستمرة، وإن يكن موقع “شام برس” نسب الى مصادر سورية وصفها بأنها واسعة الاطلاع ان السلطات السورية بدأت فعلا الاعداد لسحب قواتها العسكرية من أكثر المدن، كما أنه يجري التحضير لقرار عفو تدريجي عن معتقلين سياسيين ، ولآخر يتعلق بتأليف لجنة للاعداد للحوار الوطني يرأسها نائب الرئيس فاروق الشرع. وقالت المصادر ان “سوريا وقطر تبقيان خطا مفتوحا للتعاون في تنفيذ الخطة العربية”. وتوقعت ان تكون اولى الخطوات ازالة المظاهر المسلحة، من غير ان يكون واضحا ما اذا كان ذلك سيشمل محافظة حمص التي تشهد مواجهات دامية.
وفي المقابل، تحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن “ارتفاع عدد الشهداء المدنيين الذين قتلوا الخميس في احياء تل الشور ووادي ايران وبابا عمرو والانشاءات وباب الدريب والبياضة والخالدية وكرم الزيتون” الى 20 في حمص، مشيرا الى ان “اطلاق الرصاص لا يزال يسمع في احياء عدة من المدينة”.
كذلك، قامت قوى الامن السورية باعتقالات عديدة. واضاف ان “اكثر من 80 شخصا اعتقلوا فجر الخميس في دير الزور والقرى المجاورة”.
في غضون ذلك، تظاهر آلاف من السوريين تضامنا مع النظام في مدينة طرطوس الساحلية. وقال التلفزيون الحكومي إن “مئات آلاف الاشخاص تظاهروا دعما للقرار الوطني المستقل ورفضا للعبث بمستقبل سوريا وللتدخل الخارجي في شؤونها”.
وأعلنت “لجان التنسيق المحلية” التي تمثل حركة الاحتجاج السورية في الداخل، انها “ترحب بمواصلة اللجنة الوزارية العربية جهودها الرامية الى حقن دماء المدنيين السوريين وحمايتهم من رصاص امن وجيش وشبيحة النظام”. لكنها اضافت انها “تشكك في جدية قبول النظام السوري لبنود مبادرة الجامعة العربية”. كما دعت الى “التظاهر السلمي” اليوم الجمعة.
وقلل النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام أهمية موافقة النظام السوري على المبادرة العربية لإنهاء الأزمة في البلاد، مشككا في إمكان توقف النظام عن أعمال القتل والتعذيب وملاحقة المعارضين.
وتساءل العضو البارز في “المجلس الوطني السوري” برهان غليون عما إذا كانت هذه الخطوة ستنفذ. وكتب في صفحته بموقع “الفايسبوك” أن النظام قبل المبادرة العربية خوفا من عزلته بين الدول العربية ومن ضعفه وعدم وجود خيارات. لكنه رأى أن قبولها لا يعني أنه سيلتزم بنودها.
وفي القاهرة، التقى الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي وفدا من المكتب التنفيذي لـ”المجلس الوطني السوري”. وصرح عضو المكتب التنفيذي للمجلس سمير النشار للصحافيين بعد اللقاء ان الامين العام “اطلعنا على تفاصيل المبادرة العربية والهدف منها، في اطار حرص الجامعة العربية على ايجاد حل عربي للأزمة السورية يرتكز على ضرورة وقف اسالة الدماء في سوريا”. واضاف: “أبلغنا الأمين العام بتخوفنا من عدم صدقية النظام في تنفيذ وعوده”، بدليل أن “مدينة حمص كانت تقصف البارحة وصباح اليوم ( امس ) وخلال انعقاد الاجتماع الوزاري واعلان موافقة الحكومة السورية على الموافقة سقط 34 شهيدا”.
وسئل هل يوافق المجلس الوطني على اجراء حوار مع الحكومة السورية، فأجاب: “لا. لم نتحدث عن حوار. عرضنا الدخول في مفاوضات لانتقال السلطة من نظام استبدادي الى نظام ديموقراطي، وطالبنا بتنحي بشار الاسد عن السلطة”.
اللجنة العربية
وقال مصدر في الجامعة العربية ان “اللجنة العربية المعنية بالازمة السورية عقدت صباح امس اجتماعا على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة مدير الادارة العربية في وزارة الخارجية القطرية ابرهيم السهلاوي كأول اجتماع لهذه اللجنة التي تعتبر آلية جديدة لتنفيذ خطة العمل العربية”.
وقال ديبلوماسي عربي مسؤول شارك في الاجتماع انه “من المنتظر أن تقوم هذه اللجنة التي تضم الامانة العامة للجامعة العربية والدول الخمس الاعضاء في اللجنة ومن يرغب من الدول العربية بزيارة قريبا لدمشق لمتابعة تنفيذ الخطة العربية”. وأضاف أن “وزراء الخارجية العرب رصدوا مبلغ مليون دولار لتغطية النشاطات ذات الصلة بالمهمات الموكولة الى الأمانة العامة للجامعة العربية لمتابعة تنفيذ الخطة”.
ودعت الأمانة العامة للجامعة كل وسائل الإعلام العربية والدولية الراغبة في تغطية الأوضاع في سوريا وما يدور فيها من أحداث إلى التقدم إلى الجهات المعنية في سوريا، للسماح لها بممارسة عملها الصحافي والإعلامي وفقا للإجراءات المرعية في هذا الشأن.
وتناول وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، مع وزير الدولة القطري لشؤون التعاون الدولي خالد بن محمد العطية الاتفاق الذي توصّلت إليه سوريا مع جامعة الدول العربية على خطة سلام تنهي الأزمة السورية الراهنة.
أشتون
ودعت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية كاثرين اشتون سوريا الى تنفيذ الخطة العربية . وقالت في بيان: “أرحب بجهود الجامعة العربية لانهاء العنف. وقد صار ضروريا الان تنفيذ الالتزامات التي قطعتها السلطات السورية للجامعة العربية بشكل كامل وسريع”. ورأت انه لا يمكن هذه المبادرة أن تنجح إلا اذا وفرت السلطات السورية “المكان والأمن” لجماعات المعارضة لتعمل مع كلّ قطاعات الشعب السوري “من أجل انتقال سياسي سلمي”.
موسكو
وأملت موسكو أن يؤدي قبول دمشق لخطة الجامعة العربية إلى تحويل الأحداث الى طريق التفاوض. وأبدت استعدادها لدعم الجهود الدولية الرامية إلى حل النزاع فى سوريا. وقال رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي ميخائيل مارغيلوف: “السلطات السورية لمحت بذلك إلى استعدادها للتوصل الى حلول وسط والتفاوض مع المعارضة”. ووصف الخطة العربية بأنها”الأكثر اتزانا”، موضحا أنها تأخذ في الاعتبار مصالح الشعب السوري والمعارضة والسلطة ويمكن القول “إن الرئيس الأسد يريد وضع نهاية لهذا النزاع الطويل”.
الصين
ورحبت الصين بموافقة النظام السوري على خطة الجامعة العربية، آملة ان يتيح هذا الاتفاق وضع حد للعنف. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي الى الصحافيين ان “الصين ترحب بتوصل سوريا والجامعة العربية الى اتفاق على وثيقة العمل لحل الازمة السورية”. واضاف: “نأمل ان يتمكن الاطراف المعنيون كافة في سوريا من القيام بجهود عملية لوقف كل اشكال العنف وايجاد ظروف تهيئ لتسوية القضايا العالقة من طريق الحوار والمشاورات”.
(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)
بانوراما سياسية وأمنية للمخاوف من التأثيرات السورية على الوضع اللبناني
واشنطن مطمئنة واستخبارات غربية تحذّر من احتمال حدوث اغتيالات
تتقاطع معلومات زوار واشنطن، مع ما نقله مسؤولون لبنانيون التقوا اخيرا موفدين اميركيين اتوا الى بيروت، عن حالة الاطمئنان التي تعكسها الادارة الاميركية حيال الوضع اللبناني. وتتفرد واشنطن” عن غيرها من عواصم القرار في اشاعة جو ارتياح الى عدم انعكاس الاحداث السورية على الساحة اللبنانية، مما اثار استغراب المسؤولين اللبنانيين، وبعضهم لم يبد ارتياحا مطلقا الى هذه التطمينات واسبابها، فيما لا يتحدث اي مسؤول لبناني الا عن الوضع السوري وتداعياته الخطرة.
وبحسب هؤلاء يتعامل الاميركيون مع الوضع الاقليمي وفق روزنامة اولوياتهم، المتعلقة اولا وآخرا بانسحاب جيشهم من العراق. وفي انتظار ترتيب آليات الانسحاب ، لم تضع واشنطن بعد السيناريو النهائي لما سيكون عليه الوضع بعد انهيار النظام السوري. فسقوط الرئيس بشار الاسد، الثابتة الوحيدة في خطاب الاميركيين، من دون اي استراتيجية واضحة يصرّحون بها لسائليهم عن مرحلة ما بعد الاسد. اما بالنسبة الى لبنان، فان ثمة تقاطعا بين المطلعين على الموقف الاميركي على ان واشنطن لا تعتقد ان ثمة طرفا لبنانيا يمكن ان يلجأ الى تفجير الوضع الداخلي، تحت اي ذريعة، وان الطرف المسلح والاكثر قدرة على توتير الوضع وتفجيره، لا مصلحة لديه اليوم في الذهاب بالوضع اللبناني الى حافة الانفجار، ولو انكسرت احدى حلقات الثلاثي طهران – دمشق – “حزب الله”. وعلى رغم ان بعض المحاورين اللبنانيين تحدثوا عن ان الحزب حاليا يعيش صراع جناحين حول مستقبل الاحداث السورية وكيفية ترجمة الانهيار السوري على ارض لبنان، ثمة من يرجح بشدة طغيان الجناح العاقل في الحزب ورغبته في عدم الذهاب بعيدا في توتير الوضع وتفجيره، ما دامت الحوارات غير المباشرة اساسا بين طهران وواشنطن لا تزال مستمرة، ولم تقفل ابوابها بعد.
ولا ينكر الاطراف اللبنانيون في احاديثهم الداخلية ومع محدثيهم الغربيين ان ثمة استعدادات امنية من الحزب تطول مناطق جغرافية معينة، ومعروفة بتقاطعاتها الطائفية، الا ان التعويل على عقلانية الحزب يبقى متقدما. ويضاف اليه ان الطرف المعارض ثابت في قراره عدم المواجهة الميدانية مع اي جهة داخلية لان ثمة مصلحة وطنية عليا تقضي بتحييد البلد عن اي صراع داخلي مدمر، ولا مجال لاي استفزاز يستدرج اي طرف الى الشارع. وكذلك فإن قوى سياسية لا تزال تؤكد دور الجيش، على رغم بعض المآخذ والاصوات التي تتردد من حين الى آخر، لكنها تظل في اطار المسموح والاخذ والرد المحليين. وقد ظهر في بعض المحطات الاخيرة ان قضايا امنية عولجت بعيدا عن الاضواء (كما في ترشيش) وسحبت ذرائع التوترات الداخلية بعد اعتراف المعنيين بان اخطاء ارتكبت، فيما البعض الآخر قيد المعالجة كملف لاسا. وهذا ما حصل ايضا في موضوع الخروق السورية التي يعترف الجيش اللبناني باثنين منها في مناطق بقاعية – شمالية تشهد عادة عمليات تهريب، اضافة الى التشابكات الجغرافية. وبحسب المعلومات تعالج الخروق عبر لجنة الارتباط التي توجه الضابط اللبناني المسؤول فيها في الساعات الاخيرة الى دمشق لمتابعة الاتصالات المستمرة منذ اللحظات الاولى للتطورات على الحدود.
وهنا ايضا تكمن اهمية القرار الذي اتخذ بتجميد رخص السلاح كافة، على خطين بعدما تفاقمت الاحداث الامنية وعمليات التهريب التي يقوم بها اشخاص يحملون رخصا بالسلاح. والقرار الذي جاء بناء على توصية من قائد الجيش العماد جان قهوجي، يهدف الى حصر تداعيات السلاح المرخص له والمنتشر بكثافة، مع العلم ان اعطاء الرخص كان سابقا من صلاحية مديرية المخابرات لكنه بات في الاعوام الاخيرة من صلاحية وزير الدفاع.
سلة تحديات
وتبعا لذلك، فإن ارتباط الملف الداخلي بسوريا يطرح امام الاطراف اللبنانيين ولا سيما الذين لا يشاطرون الاميركيين رؤيتهم ، جملة تحديات تختصر بعدد من الاحداث والنقاط، وكل طرف من وجهة نظره.
اولا، ان الاميركيين يتحدثون عن تطمينات، فيما اعطى احد اجهزة الاستخبارات الاوروبية معلومات لجهاز امني لبناني عن احتمال حدوث اغتيالات. وتصل الى اجهزة امنية كمية من المعلومات من مصادر مختلفة يلقيها الامنيون معظم الاحيان في آلة فرم الورق، لفقدانها الصدقية. وخصوصا ان لبنان يعيش منذ عام 2005 تحت وطأة الضغط الامني الذي يرتفع منسوبه او ينخفض بحسب التوتر السياسي. ولا ينبغي التقليل من اهمية الحدث السوري بكل تشعباته، من هنا العتب على اثارة موضوع الاغتيالات في الاعلام واثارة البلبلة في وقت تعيش الساحة اللبنانية تقاطعا لكمية من المعلومات الامنية التي يجب العناية كثيرا بأسلوب التعامل معها والتدقيق فيها.
ثانيا، تؤشر تطورات اليوم الجمعة سوريًا، الى مستقبل المبادرة العربية ومستقبل سوريا معا في ضوء ما يمكن ان تشهده من تصعيد او تهدئة. وما حدث امس من سقوط قتلى لا يبشر بكثير من التفاؤل بان المبادرة تسلك سبيلا مطمئنا. والتجربة اللبنانية خلال الحرب وقرارات وقف النار ولجان التهدئة اكبر دليل على ان السلوك نفسه يتكرر، ولكن في غير ساحة. وهذا يعني ان ثمة مرحلة حساسة وخطرة في الاسبوعين المقبلين اذا تطورت الامور السورية نحو الاسوأ. والخطورة في نظر البعض اسرائيلية محض، في ظل وجهتي نظر لم تحسما بعد حيال موقف اسرائيل من النظام السوري، فهل تتدخل لانقاذه من خلال فتح حرب على جبهة لبنان كما كانت تفعل ايام والده الرئيس حافظ الاسد، ام تتفرج على سقوطه؟ وثمة رأي امني لبناني ان اسرائيل غير قادرة اليوم داخليا على قيادة حرب ضد لبنان.
ثالثا، ان الخوف لدى فريق معارض من انعكاس الوضع السوري يكمن في لجوء حلفاء سوريا، مع تمييز تام عن “حزب الله”، في اثارة اي قلاقل امنية يمكن ان توتر الوضع من دون ان تفجره، وذلك في محاولة لاستخدام لبنان ساحة خلفية للضغوط، في المخيمات او في بعض الجزر الامنية المعروفة.
رابعا، يكمن الخوف المقابل في تطور الوضع في سوريا طائفيا. وقد وردت معلومات مفصلة الى معنيين عن الاحداث الاخيرة في حمص، وجنوحها نحو تطورات امنية مذهبية . وخطورة حمص وامتداداتها الى لبنان قد تشكل حالة متقدمة عن غيرها من المناطق السورية، وخصوصا في ضوء ما يحكى عن نصائح اعطيت للاقليات فيها بمغادرتها سعيا من النظام السوري الى سحب الذرائع المذهبية. الا ان فوز المعارضة في حمص يعني حكما انتصارا لخصوم سوريا في لبنان.
خامسا، تخشى اوساط من غير المعارضة ان يشكل هذا الانتصار تفعيلا للحالة السنية الاصولية، التي اذا عبرت عن نفسها بقوة، يمكن ان تستدرج خصومها اللبنانيين الذين لن يقفوا بطبيعة الحال مكتوفي الايدي، وهو ما قد يؤدي في نهاية المطاف الى بلبلة امنية لا تحمد عقباها. ولا يزال هاجس الاصولية السنية يؤرق البعثات الديبلوماسية التي لا تنفك في اي اجتماع امني تسأل عن تأثيراتها. وقد تضاعفت الاسئلة مع دخول اللاجئين السوريين لبنان.
سادسا، يطرح ملف العمال السوريين مشكلة امنية في ذاتها في ضوء الخلافات المتفاقمة في صفوفهم، حيث يعملون ويقيمون، الامر الذي يشكل تدريجا مشكلة قائمة في ذاتها، ومعظم هؤلاء له خبرة عسكرية وامنية. وبحسب معلومات امنية، وبرغم التحفظات عن اقامة كل فريق ” ادارة امنية” مستقلة في معالجة اوضاع العمال في مناطق نفوذه، وما يسببه ذلك من توترات سياسية انعكست في مداخلات نواب المعارضة اخيرا، تجرى اتصالات على مستويات متعددة بين القوى الامنية والبلديات لضبط الاوضاع حيث يمكنها ان تعمل، على ان تقوم القوى الامنية بعمليات دهم حيث تدعو الحاجة الامنية، اي حيث هناك مشكلات وخلافات عنيفة كما حصل اخيرا في عدد من احياء بيروت، مع العلم ان ثمة مسؤولية على الاجهزة الامنية المولجة مراقبة اوضاع العمال الاجانب، كالامن العام مثلا.
سابعا، تتخوف الاوساط الامنية من انفجار موضوع اللاجئين السوريين في شكل مطرد، ويستطلع الديبلوماسيون الغربيون كل يوم آفاق هذا الدخول، وكيفية تعامل لبنان معهم ، سواء لجهة التدقيق في هوياتهم او عدم التضييق على حرياتهم. لكن ذلك يطرح مشكلة امنية كبيرة، في ضوء احتمال دخول عناصر اصولية او مخربة او مطلوبة، وهذا في ذاته يفاقم المشكلة اللبنانية الداخلية.
في المقابل، يتفاقم خوف فريق من المعارضة على حياة المخطوفين السوريين وحرية اللاجئين السوريين ، ولا سيما لجهة احقية اي فريق حزبي مسيحي او اسلامي في التدقيق في هويات القاطنين او العمال وحصر الموضوع في الاجهزة الرسمية. وهذا الفرز الطائفي او المناطقي يؤسس لحالات شبيهة بالادارات الحزبية خلال الحرب.
هيام القصيفي.
(hiyam.kossayfi@annahar.com.lb )
انتقادات تركية بالجملة لسياسة أنقرة السورية:
لم تفهم التعقيدات.. وقبلت بدور الوكيل لواشنطن
محمد نور الدين
بالكاد تجد من بين الأتراك الذين التقيناهم خلال مؤتمر»منتدى اسطنبول» الذي عقد على مدى يومين من يدافع عن سياسة تركيا تجاه سوريا، أو حتى الإقليمية. القلة التي دافعت مرتبطة عضويا بمؤسسات حزب العدالة والتنمية.
الامتعاض كان اكبر مما توقعناه والسؤال الذي يرتفع على ألسنة الجميع هو لماذا كانت تركيا تجاه سوريا ملكية أكثر من الملك؟ ولماذا ترتفع حدة تصريحات مسؤوليها، ومؤخرا ما خاطب به رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان نواب حزبه، مع كل يوم يمر؟ وعندما تنظر إلى المشهد على الأرض تجد أن تركيا تفقد أوراقها وتأثيرها لا لشيء، إلا لأنها ارتضت القيام بدور غير مفهوم وغير مبرر، ويتعارض بالكامل مع كل الشعارات التي طرحتها في سياسات تصفير المشكلات التي تحولت، بتعبير رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الشرق الأوسط التقنية في أنقرة حسين باغجي إلى «صِرف مشكلات»، أي إلى مشكلات في كل مكان. تواجه تركيا المشكلات تحف بها أسئلة تبدأ ولا تنتهي ومع ذلك ليس من يصغي في الدوائر الحاكمة للانتقادات والتحذيرات التي يوجهها «الأقربون» قبل»الأبعدين».
هناك ما يشبه الإجماع في الداخل التركي على أن مشكلة أنقرة الأساسية اليوم أنها تقوم بأدوار أكبر من قدرتها على القيام بها، من دون أن تقوم بحسابات لكل مرحلة. وتكاد ترى أن ما تؤشر إليه يأخذ مكانه للتنفيذ، في حين أنها تفقد تدريجيا أوراقا تنتقل إلى منافسيها.
محور الديموقراطية الذي أعلن عنه وزير الخارجية أحمد داود اوغلو مع مصر يكاد يعني انتقال زمام المبادرة من أنقرة إلى القاهرة، سواء في ملف المصالحة الفلسطينية أو صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل. واليوم في المبادرة التي تقوم بها جامعة الدول العربية، ومقرها القاهرة، والحوار المفترض بين النظام في سوريا والمعارضة والذي سيكون على الأرجح في القاهرة، فأين تركيا من كل هذا المشهد؟ أليست غائبة وتستدرك نفسها بالجلوس كشاهد فقط بعدما كانت الرائدة في المبادرة؟ ألم تكن قادرة هي دون غيرها في وقت مبكر من اندلاع الاحتجاجات في سوريا على أن تطرح مبادرة واقعية بحكم علاقاتها الجيدة مع الرئيس بشار الأسد والمعارضة في الوقت نفسه؟ أم أنها عادت تعيش في الماضي، وفي أحداث حماه وفي أن بشار هو ابن أبيه؟
وهل ينجح مثل هذا الخطاب «السلفي» بالمعنى السياسي، وغير السياسي، في تحقيق أهداف تركيا التي تطلع على الآخرين بأنه نموذج الدولة السائرة إلى الحداثة والتنمية؟ أم أنها استدرجت إلى ملعب الآخرين فتحولت إلى لاعب يتحرك كما يوجهه مدرب الفريق أو كابتن الفريق الذي هو غالبا الولايات المتحدة؟ هل أخطأت تركيا في الحسابات والرهانات أم أنها وقعت في فخ، وبدلا من أن تضاعف قوتها الإقليمية إذ بها تبدو منعزلة في سياساتها السورية تحديدا، بحيث أن قطر، تلك الإمارة الصغيرة، كانت قادرة على فعل ما لم تستطع تركيا القيام به؟.
وزير الخارجية التركي السابق والأول في عهد حزب العدالة والتنمية في نهاية العام 2002 ومطلع العام 2003 ياشار ياقيش يؤكد أن تركيا لم تفهم جيدا تعقيدات الوضع السوري الداخلي والإقليمي، فذهبت بعيدا في مواقفها بحيث لم تحفظ خط الرجعة. أخطأت في الفهم وفي أسلوب التعامل وفي إملاءات سياسات المهل، وأيضا في أنها أرادت مصادرة أدوار القوى والدول الأخرى مثل مصر والسعودية وسوريا، بحيث تبقى اللاعب الوحيد في الميدان فكان أن خرجت منه بخفي حنين.
وفي العودة إلى كلام الباحث حسين باغجي فإنه يرى أن المشكلة هي في عدم إدراك الفرق بين التنظير والممارسة، حيث أن «الأكاديمي» في شخصية وزير الخارجية أحمد داود اوغلو كانت تتيح له مروحة كبيرة من الافتراضات والتهويمات والسيناريوهات ولا أحد يحاسب. وعندما تحوّل إلى السياسة كانت الأمور مختلفة، وكان لابد أن يواجه الواقع بكل تناقضاته وصراعاته.
ويعطي باغجي، الباحث المرموق، تفسيرا خطيرا للمواقف التركية الأخيرة بالقول إنها ليست ناتجة عن أخطاء بل لأن تركيا غيّرت موقعها فتغير موقفها. إذ مع ضعف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بسبب الأزمة المالية وغيرها، كان خيارهما توكيل تركيا بما لا يقدران هما عليه، وهو ما قبلته أنقرة فصارت جزءا من السياسات الغربية في المنطقة. وبالطبع تركيا فعلت ذلك لحسابات تعتقد أنها تفيدها أكثر. فيقول إن القبول التركي كان مرتبطا بهدفين الأول تخفيف الانتقادات الأوروبية لتركيا وهو ما يساهم في تعزيز فرص انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، والثاني هو كسب واشنطن في معركة تركيا ضد حزب العمال الكردستاني، ولا يرتبط هذا التحول بالربيع العربي.
ويقول باغجي إن الغرب يستخدم تركيا أداة في سياساته في الاتجاه الذي يريده. ويشبّه تركيا بطابة التنس حيث اللاعب الأميركي يمسك بالمضرب و«يطجطج» الطابة على المضرب في تصعيد تدريجي إلى أعلى، ومن ثم يقذف بقوة بالطابة إلى الهدف الذي يريده. وسوريا كانت أحد الأهداف الأساسية في إطار استخدام الغرب للطابة التركية.
ولا تبتعد الكاتبة المشاكسة نوراي ميرت عن نظرة باغيش إلى الأمور، فتقول إن حزب العدالة والتنمية لا يريد أن يفرط بإنجازه الأكبر أمام المواطن التركي، وهو النمو الاقتصادي، الذي في أساسه العلاقات الاقتصادية مع أوروبا والغرب، لذلك فهو ينسجم في سياساته مع الغرب وأوروبا، وقد ترجم ذلك في سياسات متماهية بالكامل مع الغرب في ليبيا وسوريا. ولكن نوراي تحذر من تصاعد نبرة الخطاب القومي المحافظ المتشدد لحزب العدالة والتنمية، ما يتعارض مع سياسات تصفير المشكلات وإقامة علاقات حسنة مع الجوار.
وتقول نوراي إن واشنطن تريد صداما تركيا مع سوريا وإيران، وهي تضغط على أنقرة لإثارة ردود فعل إيرانية مثل نشر الدرع الصاروخي. وترى الباحثة أن الإيرانيين كانوا أعقل من الأتراك عندما رفضوا أن يتورطوا في دعم حزب العمال الكردستاني لأنهم لا يريدون تخريب العلاقات مع تركيا وفق ما يريده الأميركيون.
وترى الباحثة أن تصعيد «الكردستاني» لعملياته جاء لاستغلال التوترات الإقليمية لتحصيل مكاسب للأكراد في الداخل التركي، وليس بالضرورة جراء تحريض خارجي، خصوصا أن مخاطر مثل هذا الدعم على الدول المحيطة بتركيا ولا سيما سوريا كبيرة.
ولا تجد ميرت أية واقعية في الرهان على الورقة العلوية لإضعاف تركيا من الداخل، لأن الهم العلوي التركي الأساسي ليس سوريا أو غيرها بل كيفية الحفاظ على النظام العلماني الذي هو ضمانتهم. وتورد الباحثة رقما لافتا، وهو أن غالبية الجعفريين (الاسم الذي يطلق في تركيا على الشيعة الاثني عشرية) لم يصوّتوا لحزب العدالة والتنمية، رغم أن رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان قد شارك للمرة الأولى السنة الماضية في مراسم العاشر من محرّم في اسطنبول. بل صوّتوا لحزب الشعب الجمهوري العلماني وحزب الحركة القومية المتشدد.
ويرى الكاتب المعروف محمد علي بيراند انه تبين لتركيا بعد أسابيع على بدء الأحداث في سوريا أن الأسد كان جوزة قاسية وصلبة أكثر مما كانت تعتقد تركيا. ويقول إن سياسات التخويف التركية من الوضع في سوريا والصدام المذهبي وموجات الهجرة لم يكن لها أساس ولا يمكن فهمها. وأشار إلى أن سوريا ليست لقمة سائغة سهلة على البلع. ويقول إن أنقرة إما أنها قد أخطأت في سياستها السورية أو أنها لم تعد قادرة على القيام بخطوة تراجعية فوجدت نفسها في المأزق.
وينفي بولنت أراس، مدير مركز الدراسات الإستراتيجية (سام) التابع لوزارة الخارجية والذي يدور في فلك حزب العدالة والتنمية، أن يكون في نيّة تركيا القيام بأي عمل عسكري ضد سوريا بمفردها. ويقول إن ذلك مرتبط بصدور قرار إما عن الأمم المتحدة أو عن حلف شمال الأطلسي وهو ما لا يُرى في المستقبل المنظور. وقال إن الحديث عن تدريب تركيا لمجموعات من الجيش السوري وتسهيل الحماية لهم لا أساس له وما نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» بهذا الصدد يدخل في باب «خبريّات» سائقي الشاحنات العابرة للحدود!.
اوزديم صانبيرك، العضو التركي في لجنة «بالمر» التي شكلها الأمين العام للأمم المتحدة للتحقيق في العدوان على «أسطول الحرية» كشف بعض التفاصيل والملابسات المتعلقة بالتقرير، وهو أن إسرائيل هي التي سربت التقرير إلى «نيويورك تايمز» وهو لم يوقع من تركيا لأنه لم يكن في الأصل نهائيا، بل مجرد مسودة كانت تخضع للتعديل والإضافة وما إلى ذلك.
ورغم أن التقرير لم يطلب من إسرائيل الاعتذار من تركيا ويعتبر الحصار على غزة مشروعا يقلل صانبيرك من أهمية ذلك لأنه غير موقّع، كما انه لا قوة قانونية دولية له، إذ انه تقرير «لجنة خاصة» شكلها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ولم يدرج التقرير في وثائق الأمم المتحدة أي كأنه غير موجود. ويقول انه ليس التقرير النهائي فهناك أكثر من صيغة كانت تبحث.
ومع ذلك يرى صانبيرك أن التقرير حتى في الصيغة التي سربت إلى «نيويورك تايمز» يضمن إدانة لسلوك الجنود الإسرائيليين وطريقة استخدامهم المفرط للقوة، لكن تركيا لم تستفد من هذه التفصيلات لرفع دعاوى والتشهير بإسرائيل.
ترحيب غربي متحفظ … و«المجلس الوطني» يبلغ العربي رفضه الحوار مع الأسد
المبـادرة العربـيـة لإنقـاذ سـوريـا اليـوم أمـام الاختـبار الحاسـم حمص تنزف … والجيش ينسحب من المدن لقوات «حفظ النظام»
زياد حيدر
تواجه الخطة العربية لتسوية الأزمة السورية اختباراً حاسماً اليوم الجمعة، حيث أعلنت السلطة أنها أبلغت وحدات الجيش بضرورة تطبيق انسحاب تدريجي من المناطق المأهولة إلى قواعدها أو مداخل المدن، لتحلّ محلها للمرة الأولى وحدات من قوات حفظ النظام التابعة لوزارة الداخلية، فيما دعا معارضون، امس، إلى التظاهر اليوم تحت مسمّى «جمعة التحقق من نوايا النظام».
في هذا الوقت، لقيت المبادرة العربية ترحيباً «متحفظاً» من الأمم المتحدة وواشنطن وباريس ولندن وموسكو وبكين، التي شددت على أن «العبرة في تطبيق المبادرة بشكل كامل وسريع». وابلغ وفد من «المجلس الوطني السوري» المعارض الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي «رفضه الحوار مع الرئيس السوري بشار الأسد».
وعلمت «السفير» أن القيادة السورية أبلغت وحدات الجيش بضرورة تطبيق انسحاب تدريجي من المناطق المأهولة إلى قواعدها أو مداخل المدن، حيث ستستعيض عنها للمرة الأولى بوحدات من قوات حفظ النظام، وهي قوات تدربت حديثاً مع تفاقم الأزمة السورية على مواجهات غير مسلحة مع مدنيين، وتضمّ ما يقارب 4 آلاف عنصر، وستملأ الفراغ الذي سيتركه الجيش، بحيث يكون لها لباسها الخاص الذي يغلب عليه اللون الأزرق، كما ستستخدم معدات خاصة مطلية باللون ذاته وتتبع لوزارة الداخلية السورية.
وفي السياق، نفت مصادر عليمة لـ«السفير» نية القيادة السورية تسمية لجنة للحوار، وفق ما أعلنت مصادر إعلامية، بينها التلفزيون السوري. وذكرت المصادر أن التقرير خاطئ، مشيرة الى أن الظروف اختلفت الآن، ولم يعد ثمة حاجة لهذه اللجنة بعد أن وافقت السلطات على حصول حوار مع المعارضة بترتيبات من الجامعة العربية. وتعمل السلطات، وفق المصادر ذاتها، إلى تهيئة الظروف لحصول هذا الحوار، خلال المهلة التي تحدثت عنها المبادرة العربية، وتصل لأسبوعين، وذلك بتنفيذ الانسحاب التدريجي للجيش وإطلاق سراح الموقوفين في الأحداث الأخيرة والسماح لبعض وسائل الإعلام العربية والدولية بالدخول لسوريا».
العربي
وفي القاهرة، أبلغ العربي سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بمضمون قرار مجلس الجامعة العربية حول موافقة دمشق على الخطة العربية لحل الأزمة السورية.
وقال العربي، بعد اللقاء مع السفراء وأعضاء مكتب البرلمان العربي في لقاءين منفصلين، إن الحوار الوطني السوري سيعقد في القاهرة، وإن الأمانة العامة بدأت «حراكاً لتنفيذ قرار وزراء الخارجية العرب الذي يتضمّن البدء في إعداد حوار بين الحكومة والمعارضة السورية»، موضحاً أنه التقى وفداً يمثل المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري المعارض.
ودعا العربي وسائل الإعلام العربية والدولية إلى زيارة سوريا للإطلاع على الوضع هناك والإبلاغ عنه، موجهاً حديثه لوسائل الإعلام بالقول «بدلاً من بقائكم هنا، اذهبوا إلى سوريا وتابعوا ما الذي يحصل هناك وأبلغوا عنه».
وقال عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري سمير النشار، بعد الاجتماع، إن العربي «أطلعنا على تفاصيل المبادرة العربية والهدف منها، في إطار حرص الجامعة العربية على إيجاد حل عربي للأزمة السورية يرتكز على ضرورة وقف إسالة الدماء في سوريا».
وعن ضمانات حصل عليها وزراء الخارجية العرب بتنفيذ الخطة العربية، قال النشار إن العربي «أبلغنا بأن هناك لجنة وزارية عربية في حالة انعقاد دائم سوف تراقب الوضع السوري ومتابعة تنفيذ الخطة العربية». واضاف «أبلغنا الأمين العام بتخوّفنا من عدم مصداقية النظام في تنفيذ وعوده»، مشيرا الى أن «مدينة حمص كانت تقصف البارحة وصباح اليوم
(امس)، وخلال انعقاد الاجتماع الوزاري وإعلان موافقة الحكومة السورية على الموافقة سقط 34 شهيداً».
وعما إذا كان «المجلس الوطني» يوافق على الدخول في حوار مع الحكومة السورية، قال «لا، لم نتحدث عن حوار، عرضنا الدخول في مفاوضات لانتقال السلطة من نظام استبدادي إلى نظام ديموقراطي، وطالبنا بتنحي (الرئيس) بشار الأسد عن السلطة».
من جهة ثانية، قال مصدر في الجامعة العربية إن «اللجنة العربية المعنية بالازمة السورية عقدت اجتماعا على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة مدير الادارة العربية في وزارة الخارجية القطرية ابراهيم السهلاوي، وذلك كأول اجتماع لهذه اللجنة التي تعتبر آلية جديدة لتنفيذ خطة العمل العربية».
وقال دبلوماسي عربي مسؤول شارك في الاجتماع إنه «من المنتظر أن تقوم هذه اللجنة، التي تضم الأمانة العامة للجامعة العربية والدول الخمس الأعضاء في اللجنة ومن يرغب من الدول العربية، بزيارة قريباً إلى دمشق لمتابعة تنفيذ الخطة العربية». وأضاف إن «وزراء الخارجية العرب رصدوا مبلغ مليون دولار لتغطية الأنشطة ذات الصلة بالمهام الموكلة للأمانة العامة للجامعة العربية لمتابعة تنفيذ الخطة».
وشدّد على أن وزراء الخارجية العرب «حصلوا على وعود قاطعة من النظام السوري بعدم التعرّض للمتظاهرين وعدم إراقة الدماء، ومن ثم الإفراج عن جميع المعتقلين السوريين الموجودين في السجون السورية وسحب جميع المظاهر المسلحة والعسكرية من جميع الشوارع والمدن».
ودعت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية كافة وسائل الإعلام العربية والدولية الراغبة في تغطية الأوضاع في سوريا وما يدور فيها من أحداث إلى التقدم إلى الجهات المعنية في سوريا للسماح لها بممارسة عملها الصحافي والإعلامي وفقاً للإجراءات المرعية في هذا الشأن.
وقد لقيت المبادرة العربية، ولا سيما الحديث عن «سحب الجيش»، تعليقات مختلفة، إذ شككت المعارضة في إمكانية تطبيقها، رغم ترحيبها بالمبادرة بعامة، فيما عبر مواطنون عن رفضهم للقرار خصوصاً بعد عنف مدينة حمص الدامي.
سياسياً، رحّب تيار «بناء الدولة السورية» المعارض بما آلت إليه مبادرة الجامعة العربية من اتفاق بين الجامعة والسلطة السورية، محذراً السلطة من التهرب من التزاماتها، داعياً إياها إلى «تنفيذ بنود الاتفاق وتحمل مسؤولياتها الوطنية».
وقال رئيس تيار «بناء الدولة السورية» لؤي حسين، في بيان تلاه خلال مؤتمر صحافي في دمشق، «حفاظاً على الوحدة الوطنية وسلامة المواطنين السوريين فإن تيار بناء الدولة السورية يرحب بما آلت إليه مبادرة الجامعة العربية من اتفاق بين الجامعة والسلطة السورية». وأضاف «إننا نوافق على هذه المبادرة بمجملها وببنودها كأساس مقبول لإنهاء الحالة العنفية التي سادت البلاد طيلة الأشهر التي عاشتها انتفاضة شعبنا حتى الآن، وسنسعى لتكون هذه المبادرة بوابة انتقال البلاد إلى صراع سياسي سلمي يمكننا من الدخول في مرحلة حكم انتقالية، يتشارك فيها جميع الأطراف، حتى الوصول إلى مرحلة من الديموقراطية كفيلة بتمكيننا من إزالة النظام الاستبدادي، وبناء دولة ديموقراطية مدنية يتساوى فيها جميع السوريين من دون استثناء».
وحذّر حسين السلطة من التهرب من التزاماتها، داعياً إياها إلى «تنفيذ بنود الاتفاق، وتحمل مسؤولياتها الوطنية والتوقف نهائياً عن قمع معارضيها».
من جهتها رحبت «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير في سوريا» بالاتفاق النهائي بين دمشق والجامعة العربية حول الوضع في سوريا، معتبرة إياه «خطوة في الاتجاه الصحيح»، مشيرة إلى أنه «يمكن أن يشكل حلاً آمناً للخروج من الأزمة العميقة».
وقال المعارض هيثم المالح لوكالة «رويترز» إن «حكومة الأسد مدمنة للقتل، ولن تتوقف عن إراقة الدماء رغم اتفاقها مع الدول العربية على إنهاء حملة القمع». وأعرب عن اعتقاده «أن الأسد لم يقبل الاتفاق إلا لكسب الوقت لكي يتشبث بالسلطة». ووصف اجتماع الجامعة العربية بخصوص سوريا بأنه غير مثمر، معرباً عن أمله في أن «تبدأ الجامعة التعامل بجدية مع مطالب المحتجين بدلاً من الحديث مع الحكومة السورية».
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) ان رئيس مجلس الشعب محمود الأبرش استعرض ووفد مجلس شيوخ ولاية بوينس أيرس الأرجنتيني، في دمشق، «حقيقة المؤامرة التي تتعرض لها سوريا والهادفة إلى حرفها عن مواقفها الوطنية والقومية الداعمة للحقوق العربية وقوى المقاومة».
وأوضح الأبرش أن «المراسيم والقوانين والقرارات الإصلاحية التي أصدرتها القيادة السورية جاءت استجابة لمطالب المواطنين المحقة»، مؤكدا أن «سوريا ستخرج من الأزمة قريبا بفضل وعي شعبها الرافض للتدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية». وكان رئيس الحكومة عادل سفر اكد خلال لقائه الوفد أن «سوريا تواجه مؤامرة خارجية تستهدف زعزعة أمنها واستقرارها وإمكاناتها وقدراتها الاقتصادية».
ردود فعل دولية
وقال (ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا) الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مقابلة مع وكالة «اسوشييتد برس» إن «نصيحته الصادقة ومناشدته» للاسد هي تطبيق تعهداته للجامعة العربية بسرعة. واضاف «لقد وعد دول الجامعة العربية بوقف الاجراءات القمعية ضد المتظاهرين. آمل ان يفي بوعده».
واعتبرت واشنطن ان عزلة النظام السوري ستزداد اذا واصل اعطاء وعود ولم يف بها. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند «اصبح لزاماً على نظام الاسد ان يثبت اولاً للجامعة العربية، وثانياً للمجتمع الدولي على نطاق اوسع ، انه يعني ما قاله عندما التزم بهذه الورقة». واضافت «من الواضح ان الجامعة العربية ستتوصل الى استنتاجات في حال عدم الوفاء بكل هذه الوعود اليوم او غدا او بعد غد».
وتابعت نولاند ان «عدد الدول التي ضغطت على سوريا دون جدوى ستواصل الضغط على دمشق». وقالت «إننا نتوقع انه اذا لم يف الاسد بوعوده للجامعة العربية، فان الاخيرة سوف تشعر بانها تلقت وعودا وانه لم يتم الوفاء بها، وانه سيتعين عليها ان تتحرك».
ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون سوريا الى تنفيذ الخطة العربية «بشكل كامل وسريع». وقالت، في بيان، «ارحب بجهود الجامعة العربية لإنهاء العنف. وقد اصبح ضرورياً الآن تنفيذ الالتزامات التي قطعتها السلطات السورية للجامعة العربية بشكل كامل وسريع». وأضافت إن «المبادرة لا يمكن ان تنجح الا اذا وفرت السلطات السورية المساحة والأمن لمجموعات المعارضة للعمل مع جميع فئات الشعب السوري من اجل الانتقال السياسي السلمي».
وأعربت باريس أيضاً عن ترحيبها بخطة العمل العربية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن «باريس تدعم الجهود التي تبذلها الجامعة العربية لإنهاء القمع الدموي والعنف في سوريا». وقال إن «فرنسا ستتابع تنفيذ الخطة من قبل الحكومة السورية»، مشيراً إلى أن «خطة العمل تتطلب وقف القمع والإفراج عن السجناء وعودة الجيش إلى الثكنات واحترام حرية الصحافة وحرية تنقل وسائل الإعلام الدولية في سوريا».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش «إننا نرحب بمبادرات الجامعة العربية المتفق عليها حول سوريا، وكلنا ثقة أن القرارات المهمة المقررة في القاهرة تفتح إمكانية حقيقية لوقف العنف وتحويل الأحداث في سوريا إلى مجرى المفاوضات السلمية من أجل أن يذلل السوريون أنفسهم مشاكلهم الداخلية دون أي تدخل خارجي».
وأضاف إن «موسكو تدعو كل الأطراف إلى التصرف بمسؤولية، ملتزمين ببنود مبادرة الجامعة العربية». وتابع «إن الأمر الذي يحظى بأهمية خاصة هو بدء الحوار السياسي بين الحكومة والمعارضة على أساس الاحترام المتبادل في أقرب وقت ممكن من أجل تحقيق السلام المدني والوفاق الوطني والإصلاحات التي تستجيب لمصالح كل السوريين، مثلما أعلنه الرئيس الأسد».
كما رحب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بالاتفاق. وقال «لقد أوضحت الجامعة العربية أنه من الأساسي في الاتفاق أن يتم الالتزام بتطبيقه بشكل كامل وسريع». وأضاف «من المهم أن يتم تطبيق الخطوة الأولى من الخطة والداعية إلى وقف العنف وأعمال القمع والتي من دونها تصبح أي خطوات أخرى من دون أي معنى». وأشار إلى أنه «لا زال يؤمن بأن على الرئيس بشار الأسد التنحي والسماح للشعب السوري بتحقيق طموحاته نحو حرية وكرامة ونظام سياسي أكثر انفتاحاً».
ووصفت بكين المبادرة العربية بأنها خطوة مهمة نحو الإسراع بتنفيذ وعود دمشق بالإصلاح. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي «نعتقد أن هذه تمثل خطوة مهمة نحو تهدئة الوضع في سوريا والشروع مبكراً في عملية سياسية شاملة بمشاركة كبيرة من جميع الأطراف في سوريا». وأضاف «إننا نأمل أن تبذل جميع الأطراف في سوريا جهوداً عملية لوقف العنف وتهيئة الظروف لحل القضية عن طريق الحوار والتشاور».
ميدانيات
وتصدّرت أحداث العنف في حمص مرة أخرى على الحدث السياسي، بعد أن سجل ناشطون وصول 94 جثة إلى مستشفياتها صباح أمس، بينهم 16 من العسكريين، شيّع 12 منهم إلى مثاويهم الأخيرة، فيما استمرت المواجهات المسلحة بين الجيش ومسلحين ذكرت شبكات إعلام اجتماعية ومراسلين محليين أنها تتمركز في حي بابا عمرو، القريب من الطريق الدولي بين دمشق وحماه حيث يمكن سماع صوت تبادل لإطلاق النار.
وأكدت مواقع انترنت سورية عدد الضحايا الكبير في حمص. وذكر موقع «شوكوماكو» الإخباري والمقرب من السلطة «أن عدد الجثث الواصلة إلى المستشفى الوطني في حمص خلال الـ 24 ساعة الماضية، وصل إلى 94 جثة، بينها 16 جثة عسكرية، حيث تمّ تشييع 12 منها إلى مثاويها الأخيرة». وأشار مراسل الموقع «إلى أن عدد الجثث مرشح للارتفاع»، مؤكداً ان «الحركة الفوضوية تسود المناطق كافة وحالة الرعب تسيطر على المدينة».
الى ذلك، اعلنت «لجان التنسيق المحلية»، في بيان، انها «تدعو ابناء الشعب السوري الى التحقق من نوايا النظام من خلال استمرارهم في اشكال الاحتجاج كافة». ودعت «القوى الثورية كافة الى العمل من أجل تنسيق الجهود لتنظيم تظاهرات واعتصامات شاملة»، مضيفة «ليكن الجمعة يوم التظاهر في كل الساحات والشوارع، ومواصلة الكفاح اللاعنفي حتى إسقاط النظام». واعربت عن «تشكيكها في جدية قبول النظام السوري لبنود مبادرة الجامعة العربية».
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان «قتل 20 مدنياً في أحياء عدة من مدينة حمص». وأضاف إن «اكثر من 80 شخصا تم اعتقالهم في دير الزور والقرى المجاورة».
في المقابل، تظاهر آلاف السوريين تضامناً مع النظام في مدينة طرطوس. واشار التلفزيون الحكومي الى «تظاهر مئات آلاف الاشخاص دعماً للقرار الوطني المستقل ورفضاً للعبث بمستقبل سوريا وللتدخل الخارجي بشؤونها».
العقيد الأسعد يقول إن جيشه الحر سيكون الجناح العسكري للمعارضة السورية
لندن- (يو بي اي): أعلن العقيد رياض الأسعد أن ما يُعرف باسم (الجيش السوري الحر) الذي يقوده سيكون الجناح العسكري للمعارضة السورية، وينسّق عملياته من تركيا لتحدي نظام الرئيس بشار الأسد.
وقال العقيد الأسعد في مقابلة مع صحيفة (ديلي تلغراف) الجمعة “سنكون جيش المستقبل لسوريا الجديدة، ونحن لا ننتمي إلى أي طائفة أو دين و حزب سياسي ونعمل على حماية جميع عناصر المجتمع السوري”.
واضاف أن جيشه “يضم عناصر انشقوا من جيش النظام السوري، ويجري مقاتلوه عمليات نوعية عالية ضد جنود الحكومة ورجال الأمن”.
واشارت الصحيفة إلى أن الجيش السوري الحر، الذي يُعتقد أنه يتكون من جنود منشقين يتراوح عددهم بين 5000 و 15 ألف جندي، اعلن الأسبوع الماضي مسؤوليته عن قتل تسعة من الجنود السوريين في معارك في بلدة وسط سوريا، فيما يحظى قائده العقيد الأسعد بحماية أمنية تركية مكثّفة وتتحكم وزا رة الخارجية التركية بمداخل الوصول إليه.
وقال العقيد الأسعد إن رجاله “مسلحون بالبنادق والذخائر المسروقة من النظام، ويعملون في مختلف أنحاء سوريا ويحمون حدود المدن والقرى المنشقة، ويتصدون للجنود الذين يُهاجمون المتظاهرين السلميين”.
وناشد المجتمع الدولي “فرض منطقة حظر جوي أو منطقة حظر بحري في سوريا”، مضيفاً “نحن لا نملك القدرة على شراء الأسلحة، ولكننا بحاجة إلى حماية المدنيين، ونريد انشاء منطقة آمنة في شمال سوريا واقامة منطقة عازلة يمكن أن يديرها الجيش السوري الحر”.
وقال الأسعد إنه “يريد الاعترف بالجيش السوري الحر باعتباره الجناح العسكري للمجلس الوطني السوري المعارض، ونحن بانتظار أن يشكّل وفداً رفيعاً ويرسل ممثلاً للتحدث معناً حول الطريقة التي يمكن أن نقوم من خلالها بدعم أهدافه عسكرياً”.
وتقول تركيا إن موقفها الرسمي يقتصر على دور إنساني في سوريا، غير أن وزير خارجيتها أحمد داود أوغلو كشف في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز الاربعاء الماضي أن بلاده “تستعد لفرض عقوبات موجهة ضد سوريا وتركت الباب مفتوحاً أمام اتخاذ خطوات أكثر قسوة ضدها في وقت لاحق مثل اقامة منطقة عازلة أو منطقة حظر الطيران”.
اندبندانت: متظاهرون هاجموا منزل والد زوجة الرئيس السوري في لندن
لندن- (يو بي اي): كشفت صحيفة (اندبندانت) الجمعة أن منزل الدكتور فواز الأخرس، والد زوجة الرئيس السوري بشار الأسد، في حي أكتون الواقع غرب العاصمة البريطانية لندن، تعرض لهجوم مؤخراً من قبل متظاهرين سوريين خرجوا للاحتجاج ليلاً، وقاموا بتحطيم نوافذه والقوا الطلاء على بابه وجدرانه.
وقالت الصحيفة إن الأخرس، الذي اقترن الرئيس الأسد من ابنته أسماء قبل11 عاماً، كان أسس الجمعية البريطانية – السورية عام 2003 بهدف تحسين العلاقات الثقافية والسياسية بين دمشق ولندن.
واضافت أنه تردد بأن أعمال العنف في سوريا شلّت عمل الجمعية وأدت إلى رحيل العديد من اعضاء مجلس ادارتها، ومن بينهم النائب المحافظ ريتشارد سبرينغ، الذي اصبح الآن اللورد ريزبي.
ونسبت الصحيفة إلى اللورد ريزبي قوله “حين قُتل صبي في مدينة درعا لكتابته شعارات على الجدران قدمت استقالتي من الجمعية على الفور، ولم اتبادل معه (الأخرس) كلمة واحدة منذ ذلك الحين.. وكان رجلاً لطيفاً وشكرني واعتبر استقالتي هي اختياري”.
واضاف ريزبي أن الأخرس “كان دائماً متواضعاً جداً حول ارتباط عائلته بالرئيس السوري، وهو رجل نبيل بالمعنى القديم للكلمة ومهذباً ويتمتع بصفات ساحرة وأكن له على المستوى الشخصي احتراماً كبيراً، ومن غير المرجح أن يخرج عن صمته بعد زواج ابنته من رئيس ما زال مصيره موضع تساؤل”.
واشارت الصحيفة إلى أن صمت الدكتور الأخرس حيال ما يجري في سوريا اثار انتقاد الكثير من المعارضين السوريين المقيمين في بريطانيا.
ونقلت اندبندانت عن مصدر مقرّب من والد زوجة الرئيس السوري “أن المتاعب في سوريا أثرت عليه ويشعر بالضيق لأن الناس لا تتصل به وتسأل عنه وتقدم له الدعم، وهو في موقف صعب لأن الكثير من السوريين البريطانيين لا يتعاطفون مع وضعه حين تعيش عائلاتهم مختبئة أو تواجه خطر التعرض لعمليات انتقامية إذا تحدثوا بصراحة”.
لجان التنسيق تدعو للاحتجاج السلمي اليوم لاختبار نوايا الجيش
20 قتيلا غداة موافقة سورية على الخطة العربية
المجلس الوطني يرفض الحوار ويدعو لرحيل النظام
دمشق ـ نيقوسيا ـ القاهرة ـ ‘القدس العربي’ ـ وكالات: اسفرت اعمال القمع في سورية الخميس عن عشرين قتيلا رغم قرار نظام الرئيس بشار الاسد بالموافقة على الخطة العربية الهادفة الى انهاء القمع الدامي للحركة الاحتجاجية، وهو التزام اثار شكوك المعارضين.
ووافق النظام السوري ‘من دون تحفظ’ على خطة تجاوز الأزمة التي تلحظ وقفا نهائيا لاعمال العنف والافراج عن جميع المعتقلين وانسحاب الجيش من المدن ومنح المراقبين ومندوبي وسائل الاعلام الدولية حرية التنقل، وذلك قبل بدء حوار بين النظام والمعارضة.
ولكن على الارض، تواصلت اعمال القمع التي اسفرت عن اكثر من ثلاثة الاف قتيل منذ منتصف اذار (مارس) بحسب الامم المتحدة.
وقتل عشرون مدنيا الخميس في احياء عدة من مدينة حمص وفق حصيلة اوردها المرصد السوري لحقوق الانسان لوكالة فرانس برس.
وقال المرصد الذي مقره في لندن ‘ارتفع الى عشرين عدد الشهداء المدنيين الذين قتلوا الخميس في احياء تل الشور ووادي ايران وبابا عمرو والانشاءات وباب الدريب والبياضة والخالدية وكرم الزيتون’ في حمص، لافتا الى ان ‘اطلاق الرصاص لا يزال يسمع في احياء عدة من المدينة’.
كذلك عمدت قوات الامن السورية الى تنفيذ اعتقالات. وقال المرصد ان ‘اكثر من ثمانين شخصا تم اعتقالهم فجر الخميس في دير الزور (شرق) والقرى المجاورة’.
في المقابل، تظاهر آلاف السوريين تضامنا مع النظام في مدينة طرطوس الساحلية.
واشار التلفزيون الحكومي الى ‘تظاهر مئات الاف الاشخاص دعما للقرار الوطني المستقل ورفضا للعبث بمستقبل سورية وللتدخل الخارجي بشؤونها’.
وفي القاهرة، التقى الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الخميس وفدا من المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري المعارض وذلك غداة موافقة دمشق على الخطة العربية لتسوية الازمة السورية.
وصرح عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري سمير النشار للصحافيين بعد الاجتماع ان الامين العام ‘اطلعنا على تفاصيل المبادرة العربية والهدف منها، في اطار حرص الجامعة العربية على ايجاد حل عربي للأزمة السورية يرتكز على ضرورة وقف اسالة الدماء في سورية’.
وقال ‘أبلغنا الأمين العام بتخوفنا من عدم مصداقية النظام في تنفيذ وعوده’، مشيرا الى أن ‘مدينة حمص كانت تقصف البارحة وصباح اليوم (امس) وخلال انعقاد الاجتماع الوزاري واعلان موافقة الحكومة السورية على الموافقة سقط 34 شهيدا’.
وعما اذا كان المجلس الوطني يوافق على الدخول في حوار مع الحكومة السورية، قال ‘لا. لم نتحدث عن حوار. عرضنا الدخول في مفاوضات لانتقال السلطة من نظام استبدادي الى نظام ديمقراطي، وطالبنا بتنحي بشار الاسد عن السلطة’.
من جهتها، اعلنت لجان التنسيق المحلية التي تمثل حركة الاحتجاج السورية ضد نظام الرئيس بشار الاسد في الداخل، انها ‘ترحب بمواصلة اللجنة الوزارية العربية جهودها الرامية الى حقن دماء المدنيين السوريين وحمايتهم من رصاص امن وجيش وشبيحة النظام’.
واضافت انها ‘تشكك في جدية قبول النظام السوري لبنود مبادرة الجامعة العربية’.
كما دعت هذه اللجان الى ‘التظاهر السلمي’ الجمعة، غداة موافقة سورية على خطة الجامعة العربية للخروج من الازمة.
واعلنت لجان التنسيق في بيانها انها ‘تدعو ابناء الشعب السوري الى التحقق من نوايا النظام من خلال استمرارهم في اشكال الاحتجاج كافة’.
ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون سورية الخميس الى تنفيذ الخطة العربية ‘بشكل كامل وسريع’ لانهاء حملة القمع التي يشنها النظام السوري ضد المناهضين له منذ اشهر.
وقالت اشتون في بيان ‘ارحب بجهود الجامعة العربية لانهاء العنف. وقد اصبح ضروريا الان تنفيذ الالتزامات التي قطعتها السلطات السورية للجامعة العربية بشكل كامل وسريع’.
واضافت اشتون ان المبادرة لا يمكن ان تنجح الا اذا ‘وفرت السلطات السورية المساحة والامن لمجموعات المعارضة للعمل مع جميع فئات الشعب السوري من اجل الانتقال السياسي السلمي’.
ورحبت الصين بموافقة النظام السوري على خطة الجامعة العربية، املة ان يتيح هذا الاتفاق وضع حد للعنف.
وقال هونغ لي متحدثا بلسان الخارجية الصينية للصحافيين ان ‘الصين ترحب بتوصل سورية والجامعة العربية لاتفاق حول وثيقة العمل لحل الازمة السورية’.
وتابع ‘نأمل ان تتمكن كافة الاطراف المعنية في سورية من القيام بجهود عملية لوقف كافة اشكال العنف وخلق ظروف تهيىء لتسوية القضايا العالقة عبر الحوار والمشاورات’.
وكان رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم اعلن في مؤتمر صحافي في ختام اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة مساء الاربعاء موافقة دمشق على الخطة العربية لانهاء الأزمة المستمرة في سورية منذ منتصف اذار (مارس).
اتصالات مكثفة بين سفارتي واشنطن وأنقرة بدمشق لتقييم الوضع وتركيا منزعجة من تحييدها في الحل بتدبير سوري
كامل صقر:
دمشق ـ ‘القدس العربي’ أشارت مصادر دبلوماسية عربية في العاصمة السورية دمشق إلى أن تكثيفاً للاتصالات واللقاءات قد جرى بين السفارتين الأمريكية والتركية بدمشق في الساعات الأخيرة التي سبقت ولحقت الإعلان عن اتفاق عمل بين السلطات السورية واللجنة الوزارية العربية برئاسة قطر.
وقالت المصادر ان تبادلاً للمعطيات والتقييمات والمعلومات قد تم على مستوى عال بين سفارتي أنقرة ودمشق للخروج بتقدير مشترك حول ما ينطوي عليه الاتفاق من جهة والموقف في سورية من جهة أخرى وتحديداً ما يتصل بهذا الموقف على مستوى القيادة السورية ووضعها حياله.
في السياق ذاته لفتت المصادر الدبلوماسية العربية في حديثها لـ ‘القدس العربي’ إلى أن الدبلوماسيين الأتراك في سفارة بلادهم بدمشق لمسوا امتعاضاً لدى القيادة التركية إزاء آخر تطورات الأزمة السورية وتحديداً لجهة تحييد الدور التركي تماماً في مجمل العملية السياسية الشاقة والدقيقة التي جرت وأفرزت الاتفاق الذي أعلن عنه بين القيادة السورية واللجنة الوزارية العربية لحل الأزمة السورية، وزادت المصادر بأن أنقرة كانت ترغب بدور ما في صياغة ورقة الحل العربية تلك وأن يكون لها حضور في مجريات المفاوضات التي دارت بين الطرف السوري اللجنة العربية، لكن دمشق كانت مصرّة على اقتصار أي جهد متعلق بحل الأزمة السورية بالجانب العربي فقط دون جهود إقليمية أخرى وتحديداً دون أي دور تركي، فيما كانت أنقرة ـ والكلام للمصادر الدبلوماسية ـ تنظر للمسألة برمتها كقضية جوهرية بالنسبة لها وأنها معنية بما يجري في سورية أكثر من أي دولة أخرى، وزادت المصادر بأن اللجنة العربية كان لها نفس الرؤية السورية بخصوص حصر مسألة الحل بالجامعة العربية.
وعبرت الإدارة الأمريكية الأربعاء عن تحفظاتها بشأن ما إذا كانت دمشق ستلتزم بخطة الجامعة العربية التي تهدف إلى إنهاء الأزمة وكررت الدعوة للرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي، وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها ستراجع تفاصيل الاتفاق الذي طرحته الجامعة العربية ووافقت عليه سورية، لكنها أشارت على لسان المتحدثة باسم الخارجية إلى أن واشنطن لديها شكوك بشأن إمكانية تنفيذ الخطة، وقالت في تصريح صحافي ‘سمعنا كثيراً من وعود الإصلاح’ مضيفة أن القضية الجوهرية هي ‘عملية حقيقية للتحول الديمقراطي في سورية’.
ورأت المصادر الدبلوماسية في تصريحات وزير خارجية تركيا أحمد داوود أوغلو الأخيرة بشأن عقوبات جديدة ضد دمشق وحديثه عن احتمالية إقامة منطقة عازلة في سورية دليل على امتعاض أنقرة من تحييدها حيال المسألة السورية.
وكان أوغلو قال لصحيفة ‘فايننشال تايمز’ ان ‘بلاده تستعد لفرض عقوبات
على سورية، وتركت الباب مفتوحاً أمام اتخاذ خطوات أكثر قسوة ضدها في وقت لاحق مثل اقامة منطقة عازلة أو منطقة حظر الطيران، واعتبر أوغلو أن ‘النظام السوري يهاجم الشعب السوري وهذا أمر غير مقبول، وعندما نرى مثل هذا الحدث يقع في دولة مجاورة لنا لن نصمت أبداً’.
تحذير دمشق من الإخلال بالمبادرة العربية
حذرت الولايات المتحدة النظام السوري من أنه إذا لم يطبق التزاماته الواردة في الخطة العربية للخروج من الأزمة فإن عزلته ستزداد على الساحة الدولية، وذلك في وقت أمهلت الجامعة العربية دمشق 15 يوما لتنفيذ الخطة قبل بدء الحوار مع المعارضة.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أمس الخميس إن بلادها لم تر مؤشرات على أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد لديه النية لاحترام التعهدات التي قطعها.
ورفضت المتحدثة الأميركية التحليلات القائلة إن المبادرة العربية تتيح للنظام السوري كسب الوقت. وقالت “إذا لم يف الأسد بالوعود التي قطعها للجامعة العربية فإن المنظمة ستشعر بأن هناك وعودا قطعت ونكث بها وسيتحتم عليها التحرك ردا على ذلك”.
وأكدت أن الولايات المتحدة تعتبر أن الضغوط الدولية على نظام الأسد تتزايد، لا سيما من دول مثل روسيا وتركيا. وجددت دعوة بلادها لتنحي الرئيس السوري.
من جانب آخر قال أحمد بن حلي -نائب الأمين العام للجامعة العربية- إن السلطات السورية أمامها 15 يوما لتنفيذ بنود الخطة التي اقترحتها الجامعة لحل الأزمة السورية قبل بدء الحوار بين النظام والمعارضة.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن بن حلي قوله إن “المبادرة العربية لا تزال في مقدمتها”، وأكد أن الحوار بين السلطات السورية والمعارضة “سيتم في مقر الجامعة وبرعايتها”.
وكان النظام السوري قد وافق “من دون تحفظ” على خطة الجامعة العربية للخروج من الأزمة والتي تنص على الوقف النهائي لأعمال العنف والإفراج عن جميع المعتقلين وانسحاب الجيش من المدن ومنح المراقبين ومندوبي وسائل الإعلام الدولية حرية التنقل، وذلك قبل بدء حوار بين النظام والمعارضة.
تشكيك
من جانبها شككت لجان التنسيق المحلية -التي تمثل حركة الاحتجاج في الداخل- في “جدية قبول النظام السوري ببنود مبادرة الجامعة العربية”، وأشارت إلى أن تواصل سقوط القتلى “يؤكد نوايا النظام الحقيقية في الاستمرار بمواجهة الحراك الثوري السلمي بالقتل”.
ودعت اللجان إلى التظاهر السلمي اليوم الجمعة، وطالبت الشعب السوري بالتحقق من نوايا النظام عبر استمرارهم في كافة أشكال الاحتجاج.
وفي السياق قال عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري سمير النشار إن وفد المجلس أبلغ الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي خلال لقائهم به أمس بالقاهرة “تخوفهم من عدم مصداقية النظام في تنفيذ وعوده”.
وعن ما إن كان المجلس الوطني يوافق على الدخول في حوار مع الحكومة السورية قال النشار إن الوفد لم يتحدث عن حوار ولكن عرض “الدخول في مفاوضات لانتقال السلطة من نظام استبدادي إلى نظام ديمقراطي”، وطالب بتنحي بشار الأسد عن السلطة.
لجنة رصد
من جانب آخر دعا “تيار بناء الدولة السورية” منظمات وجمعيات حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني وجميع الناشطين الحقوقيين والمدنيين في سوريا لتشكيل لجنة رصد مركزية يكون لها لجان محلية في المحافظات والمدن والبلدات السورية لرصد مدى التزام السلطة ببنود الاتفاق الذي وقعته مع اللجنة الوزارية العربية.
وطالب التيار المعارض في بيان له سلطات حزب البعث الحاكم بـ”رصد حالات إطلاق النار والاعتقالات والاختطاف من أي طرف كان لتوثيقها لدى لجنة الرصد المركزية بدمشق لتقوم بدورها بإطلاع اللجنة الوزارية العربية عليها تطبيقا لما جاء في مبادرة الجامعة العربية”.
من جهتها اعتبرت اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين الاتفاق النهائي بين سوريا والجامعة العربية خطوة في الاتجاه الصحيح “إذا توفرت الآليات الضرورية لتنفيذ الاتفاق على الأرض”.
وطالبت اللجنة الشيوعية في بيان لها بتوفير المناخ الضروري لبدء الحوار الوطني الشامل والجدي، ووقف كامل لأعمال العنف من أي مصدر كان، والإفراج عن المعتقلين على خلفية الأحداث، وإخلاء المدن من أية مظاهر مسلحة.
وطالبت أن تكون دمشق هي المقر الوحيد للحوار الوطني، واعتبرت أنه “من المفيد -بالإضافة إلى الجامعة العربية- حضور جلسات الحوار من ممثلي الدول الصديقة مثل روسيا والصين والبرازيل وجنوب أفريقيا والهند وإيران”.
تجدر الإشارة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تطالب فيها بعض أطياف معارضة الداخل بحضور كل من روسيا وإيران وبعض الدول التي تدعم النظام السوري.
قتلى بحمص قبيل جمعة “الله أكبر“
قال ناشطون إن قوات الأمن السورية قتلت اليوم الجمعة ثلاثة أشخاص على الأقل في مدينة حمص، وذلك وسط ترقب لنوعية التعامل الذي ستتبناه السلطات السورية تجاه مظاهرات جمعة “الله أكبر على من طغى وتكبر” والتي تعد أول اختبار حقيقي لمدى التزام دمشق بالخطة العربية التي وافقت عليها الأربعاء الماضي.
وقال ناشط سوري لوكالة الأنباء الألمانية إن قصفا عنيفا استهدف حي بابا عمرو في حمص (140 كم شمال دمشق) مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة عشرة آخرين.
وأضاف الناشط الذي طلب عدم ذكر اسمه أن قصف الدبابات بدأ في وقت مبكر اليوم لمنع الأشخاص من مغادرة منازلهم للمشاركة في المظاهرات.
وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية أن انفجارات متتالية سمعت في حي بابا عمرو نتيجة القصف العشوائي من قبل مدفعية الجيش على الحي لليوم الثالث على التوالي، وذلك في ظل انقطاع الكهرباء والتشويش على الاتصالات في المدينة.
وفي حي الإنشاءات في حمص انتشرت مدرعات الجيش وعربات الأمن في عدد من الشوارع، فيما سجل انتشار لنحو عشر شاحنات تقل عناصر من الأمن ومن يوصفون بالشبيحة في منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق التي تضم بلدات كفر بطنا وسقبا وحمورية وجسرين.
حصيلة أمس
وكان عشرون قد قتلوا أمس في حمص جراء استهداف الجيش الأحياء السكنية بعد الإعلان عن قبول النظام السوري الخطة العربية. وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن نحو ألفين اعتقلوا في الغوطة الشرقية بريف دمشق، كما اعتقل عشرات في دير الزور ودرعا وإدلب واللاذقية ودمشق.
وفي بلدة قلعة المضيق بمحافظة حماة اقتحمت عربات ومدرعات الأمن الأحياء وسط إطلاق نار في الهواء لترهيب الأهالي، وكذلك فعلت في زملكا وعربين بريف دمشق.
في المقابل ذكر الموقع الإلكتروني للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الحكومية أنه جرى تشييع جثامين 13 قتيلا من عناصر الجيش والشرطة استهدفتهم من وصفها الموقع “بالمجموعات الإرهابية المسلحة” في حمص وحماة وإدلب.
رد الفعل
من جانب آخر قال المتحدث باسم المجلس الوطني السوري أحمد رمضان لرويترز إن رد فعل النظام السوري على المظاهرات المرتقبة اليوم الجمعة سيكون فرصة لاختبار التزامه بالخطة العربية، مؤكدا أن استمرار قوات الأمن في إطلاق النار على المتظاهرين سيدفع الدول العربية إلى اتخاذ موقف أكثر حسما، ودعم المطالب بالحماية الدولية للمدنيين.
وفيما ينتظر أن يخرج المتظاهرون المعارضون اليوم في مظاهرات دعا إليها ناشطون على شبكة الإنترنت تحت شعار جمعة “الله أكبر على من طغى وتجبر”، شهدت عدة أحياء في حمص أمس مظاهرات للتضامن مع حي بابا عمرو وللمطالبة بإسقاط النظام السوري.
وخرجت في مدينة إدلب مظاهرة حاشدة لمطالبة المجلس الوطني بعدم الحوار مع نظام الرئيس بشار الأسد. وجدد المشاركون في مظاهرة بمدينة حرستا بريف دمشق مطالبتهم برحيل النظام.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن مظاهرات طلابية خرجت في جامعات درعا واللاذقية ودمشق واجهتها قوات الأمن حيث اعتقلت عددا من الطلاب.
وانطلقت مظاهرة في بلدة كرناز بمحافظة حماة ظهر أمس الخميس تضامنا مع أهالي مدينة حمص الذين يتعرضون لحملة عسكرية عنيفة.
في المقابل تظاهر الآلاف عند الكورنيش البحري في مدينة طرطوس تأييدا للرئيس الأسد ورفضا لما سموه التدخل الخارجي في شؤون سوريا، حسب وكالة الأنباء السورية “سانا”.
ونقلت القناة الإخبارية السورية الحكومية عن مصادر خاصة قولها إن السلطات المختصة تعتزم الإفراج قبل عيد الأضحى عن المعتقلين الذين لم تثبت التحقيقات تلوث أيديهم بدماء السوريين، حسب وصفها.
تقليص إيراد الطحين والوقود للأحياء المعارضة للنظام
أحياء مدينة حمص السورية تواجه “أزمة خبز” جراء الوضع الأمني وتضييق السلطات
بيروت – محمد زيد مستو
مع تواصل عمليات القمع التي تمارسها السلطات السورية بحق المحتجين، يشتكي مواطنون في مدينة حمص التي تشهد أعنف العمليات العسكرية، من نقص حاد في الخبز، وتعطل عمل الكثير من المخابز نتيجة الوضع الأمني وتضييق السلطات السورية عليها.
وإلى جانب تواصل القصف وإطلاق النار باستمرار، يتهم سكان في المدينة، الحكومة السورية بتقليص إيراد الطحين والوقود إلى الأفران، فقط في الأحياء المعروفة بمعارضتها للنظام، والتي تتجاوز نسبتها الـ85 % من أحياء المدينة حسب ناشطين إعلاميين.
ويقول ناشطون وشهود عيان من حمص، إن الأهالي باتوا ينتظرون ساعات في طوابير طويلة، أو يضطرون للقيام بجولة على الأفران، للحصول على كميات قليلة من الخبز. في دولة تُمثّل فيها الأفران الحكومية أهم مورد للحصول على الخبز.
تقطيع الأحياء
ومع تجنب الكثيرين المرور من الحواجز الأمنية المنتشرة في أحياء حمص وريفها، خشية الاعتقال العشوائي، أو التعرض للقنص من قناصين منتشرين في أماكن كثيرة مجهولة, أو الخوف من إطلاق نار عشوائي من أحد الحواجز القريبة، أصبحت المدينة مقطعة، ما زاد الضغط على أفران معينة، في حين بقيت أحياء أخرى دون أفران كحي البياضة حسب ما يؤكد ناشطون.
وفي وقت تعيش فيه الأحياء الموالية للنظام أوضاعاً اقتصادية مريحة، يعاني سكان الأحياء التي تشهد احتجاجات مستمرة من رداءة الخبز الذي يتم توزيعه عبر أفران حكومية.
ويعرب مواطنون في المدينة، عن عدم تمكنهم من الحصول على الخبز والمواد التموينية الأخرى، من الأحياء الموالية للنظام، خوفاً من ميلشيات مسلحة تابعة له، ويطلقون عليها تسمية “اللجان الشعبية”، وتنتشر عند مداخل هذه الأحياء, حيث يقوم أفرادها بتفتيش المارة ويتعرضون لهم بالضرب حين يكتشفون أنهم ينتمون لأحياء المعارضة.
ويتهم سكان من مدينة حمص، الحكومة السورية بتعمُّد تقليص يوم العمل في الأفران العامة التابعة للحكومة، وتقليل توريد كميات الطحين إليها, ما سبب في تراجع كميات الإنتاج بشكل كبير، كما حدث لأحد مخابز حي الخالدية، الذي تقلص فيه العمل من 10 ساعات إلى أربع ساعات عمل يومياً.
إغلاق مخابز
ومع تفاقم أزمة الطحين والوقود في البلاد، اضطرت مخابز خاصة إلى إغلاق أبوابها، خصوصاً تلك التي أقامت قوات الأمن حواجز أمنية قريبة منها.
وأفادت مصادر من المدينة أن مخابز عديدة بات أصحابها يرفضون العمل، بعد تعرض مناطقهم لإطلاق نار عشوائي من قبل قوات الأمن عدة مرات.
ويتهم ناشطون سوريون السلطات بممارسة “الانتقام”، من الأحياء المعارضة للنظام، ومنعها من الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء ورفع القمامة.
وقال ناشطون في مدينة القصير إن السلطات السورية منعت عنهم الغاز، في حين تشتكي أحياء أخرى معروفة بمعارضتها للنظام السوري، من انقطاع متواصل للكهرباء.
وصرّح ناشطون لـ”العربية.نت” في اتصال هاتفي، أن البلديات في أحياء حمص، أهملت خدمات رفع القمامة، ما استدعى تطوع شبان أزاحوا القمامة بعيداً عن الأحياء السكنية.
الأمن يختطف مصابين من المستشفيات
14 قتيلاً برصاص الأمن واعتقالات عشوائية في دمشق خلال “جمعة الله أكبر”
دبي – العربية.نت
قال ناشطون إن 14 شخصا قتلوا اليوم الجمعة برصاص قوات الأمن السورية، غالبيتهم في حمص وكناكر.
وأفاد الناشطون أن الدبابات السورية قتلت 6 أشخاص على الأقل في مدينة حمص اليوم الجمعة، في ثاني يوم من القصف العنيف للمدينة، بعد موافقة السلطات على خطة جامعة الدول العربية لسحب الجيش من المدن.
كما أفاد ناشطون بأن قوات الأمن اعتقلت 50 شاباً وفتاة قرب مسجد السنانية في دمشق، واتهم الناشطون الأمن السوري باختطاف جرحى من مقر الهلال الأحمر في حي الحمراء في حمص.
وتعرض حي بابا عمرو في مدينة حمص مجدداً صباح اليوم إلى إطلاق نار بالرشاشات الثقيلة والمدفعية من قبل قوات الجيش السوري، في ما أكدت الهيئة العامة للثورة وجود انتشار كثيف لدبابات الأمن السوري في شارع البرازيل بحمص.
وأفاد ناشطون سوريون بأن القصف طال أيضاً أحياء البياضة ودير بعلبة وباب الدريب والخالدية وباب السباع والوعر وبلدة لحولة. وتشهد مدينة حمص منذ أيام تصعيداً في عمليات الجيش أسفرت أمس فقط عن سقوط 25 قتيلاً.
وقد دعت لجان التنسيق المحلية في سوريا إلى التظاهر السلمي اليوم في جمعة “الله أكبر”. وحضّت لجان التنسيق السوريين على التحقق من نوايا النظام من خلال الاستمرار في أشكال الاحتجاج كافة، مشككة في جدية قبول النظام السوري لبنود مبادرة جامعة الدول العربية.
واعتبرت لجان التنسيق أن سقوط قتلى في أعمال قمع الاحتجاجات أمس يؤكد نوايا النظام الحقيقية في الاستمرار بمواجهة الحراك الثوري السلمي بالقتل والعنف.
في وقت أسفرت فيه حملته القمعية عن مقتل أكثر من 3000 شخص
النظام السوري يستعين بتقنيات من شركة إيطالية لقمع المحتجين
أشرف أبو جلالة
في الوقت الذي أسفرت فيه الحملة التي تقودها السلطات السورية بحق المتظاهرين العزل المطالبين برحيل الرئيس بشار الأسد عن مقتل أكثر من 3000 شخص منذ آذار/ مارس الماضي، كشفت تقارير صحافية أن فنيين إيطاليين يعملون بمكاتب اتصالات من دمشق إلى حلب يعكفون الآن على تزويد نظام الأسد بآليات تتيح له اعتراض وفحص وفهرسة كل رسائل البريد الإلكتروني التي تتدفق في كافة أنحاء البلاد تقريباً.
أفادت وكالة بلومبيرغ الإخبارية على شبكة الانترنت بأن موظفين في شركة Area SpA، وهي شركة مراقبة يوجد مقرها خارج مدينة ميلانو، يقومون بتثبيت تلك التقنيات والنظم موجب توجيهات من جانب عملاء المخابرات السورية، الذين كانوا يحثون الجانب الايطالي على الانتهاء من تلك المهمة، بقولهم إنهم في حاجة ماسة إلى تقفي أثر الأشخاص، وفقاً لما أوضحه شخص مطلع على المشروع.
وتابعت هذا الشخص الذي سبق له العمل على هذا النظام التقني لدى الشركة بكشفه عن أن موظفي الشركة سافروا إلى دمشق بنظام التناوب هذا العام.
وأشارت الوكالة إلى أن تلك الشركة تستعين بأجهزة ومعدات من شركات أميركية وأوروبية، وفقاً لهذا الشخص وبحسب ما ورد في برامج عمل ووثائق أخرى تحصلت عليها الوكالة.
وأضاف هذا الشخص المطلع، والذي رفض الكشف عن هويته نظراً لتوقيع موظفي الشركة على اتفاقات عدم إفصاح عن معلومات، أن مزودي تلك الأجهزة لم يمنحوا سوريا بشكل مباشر أي معدات، تصدرها شركة Area من إيطاليا. ولفت في السياق ذاته كذلك إلى أن الموظفين الايطاليين يزاولون عملهم على النظام في سوريا من شقة إيجار مكونة من ثلاث غرف نوم تقع في حي سكني بدمشق بالقرب من إستاد رياضي.
تحديد الاتصالات
بمجرد الانتهاء من تثبيت النظام، سيتمكن عملاء الأمن السوريون من تقفي أثر الأهداف على محطات عمل مزودة بشاشات كبيرة تعرض الاتصالات واستخدام شبكة الإنترنت في وقت قريب من الوقت الحقيقي بالإضافة إلى إتاحة رسوم بيانية توضح التفصيل شبكات المواطنين الخاصة بالاتصالات الالكترونية، وفقاً لمعلومات تحصلت عليها الصحيفة في هذا الجانب من وثائق وكذلك من شخصين مطلعين على الخطط.
وقال مارك دوبويتز، المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، التي تدعم فرض عقوبات أشد على سوريا، إن هذا النظام يُستَخدَم عادةً في تطبيق سياسة القمع. وأضاف :” أي شركة تبيع نظم تقنية متعلقة بالمراقبة لنظام الرئيس الأسد تكون متورطة في جرائم ذات صلة بحقوق الإنسان”. وقال شخصان مطلعان على الصفقة إن هذا النظام التقني الذي أطلقت عليه شركة Area اسماً رمزياً هو ” Asfador” قُدِّر سعره بأكثر من 13 مليون يورو ( 17.9 مليون دولار).
التغيير يتفوق على الصفقات
من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لشركة Area، أندريه فورمينتي، إنه لن يتمكن من مناقشة أي تفاصيل متعلقة بالزبائن أو التعاقدات، موضحاً أن الشركة ملتزمة بكافة القوانين ونظم التصدير. وتابع بقوله إن الحكومة تستعين غالباً بالمعدات التي تعرف بمعدات “الاعتراض القانوني” لإلقاء القبض على المجرمين. ودون أن يشير إلى سوريا على وجه الخصوص، قال فورمينتي إن التغيير السياسي من الممكن أن يتفوق على الصفقات التجارية.
مراكز مراقبة
وأوضح اريك لارسون، مسؤول التسويق في شركة Qosmos، إن آليات الخروج من تلك النشاطات، فنياً وتعاقدياً، تتسم بكونها آليات معقدة. هذا وقد أظهرت سلسلة من الشركات الغربية الأميركية والأوروبية الطريق الذي تسلكه معدات المراقبة التقنية حتى تصل إلى أيدي الأنظمة القمعية التي تستخدمها في مواجهتها مع خصومها السياسيين.
حواسيب آسرة
وعاود الشخصان المطلعان على المشروع ليقولا إن شركة Area تقوم بتثبيت النظام، الذي يشتمل على حواسيب مراكز المراقبة الآسرة التابعة للشركة، من خلال تعاقد مبرم مع المؤسسة السورية للاتصالات الحكومية. وأكد هذان الشخصان أيضاً أنه بدون المعدات الخاصة بشركة Area، لا تستطع أجهزة المراقبة الإلكترونية التي تمتلكها سوريا حالياً أن تتعقب سوى جزء من شبكة الاتصالات العاملة في البلاد، كما أنها تفتقر للقدرة التي يتسم بها النظام الجديد على مراقبة حركة الإنترنت.
وقال في هذا الصدد أسامة إدوارد موسى، وهو مدون سوري سبق أن تم اعتقاله عام 2008 لانتقاده النظام ثم لاذ بعدها بالفرار إلى السويد عام 2010:”كل شركة تبيع تقنيات مراقبة للحكومة السورية تعتبر شريكاً في جهود وقف الديمقراطية بسوريا. وهم شركاء كذلك في قتل الناس بسوريا. ويساعدون على بقاء الحكومة”.
هذا وقد حاولت شركة NetApp التي تبين أنها على صلة بالمشروع أن تتنصل من التهم التي نسبت إليها بخصوص علمها بكواليس الصفقة واستخدامها من جانب النظام السوري في قمع المواطنين، وقال أحد مسؤوليها إنهم يتعامون بحزم شديد مع تلك الأمور، وأنهم ملتزمون بالامتثال للتجارة العالمية، رفضت المؤسسة السورية للاتصالات أن تعلق على ذلك، وقالت مسؤولة إعلامية بالسفارة السورية في روما إنها لا تعلم أي شيء بخصوص النظام، ورفضت التعليق على التداعيات الخاصة بحقوق الإنسان لمثل هذه النشاطات الخاصة بالمراقبة والرصد. وختمت بلومبيرغ بقولها إنه في حالة إتمام شركة Area لعملياتها كما هو مخطط، فإن حكومة الأسد سوف تكتسب القدرة على الوصول إلى شبكة الإنترنت في أي مكان بسوريا تقريباً.
المبادرة العربية تمنح التدخل الأجنبي في سوريا صك الشرعية
صبري حسنين
يرى خبراء ومراقبون تحدثوا لـ”إيلاف” أن المبادرة العربية الخاصة في سوريا ولدت ميتة ويعتقدون أنها تضع نهاية لنظام الرئيس بشار الأسد والجامعة في آن واحد لأن الأخيرة ستفقد مصداقيتها وستحولها إلى منظمة تمنح الشرعية للتدخل الغربي.
توقع خبراء ومحللون سياسيون إن المبادرة العربية لإنهاء العنف في سوريا لن تصمد طويلاً، واعتبروا أن تلك المبادرة ترسم نهاية لكل من نظام الرئيس السوري بشار الأسد والجامعة العربية معاً، لأنها تنص في أحد بنودها على السماح بالتدخل الأجنبي في سوريا في حالة إذا فشلت الجامعة العربية في حل الأزمة.
وأكدوا أن الجامعة سوف تفقد مصداقيتها للأبد، لاسيما أنها تحولت إلى منظمة تمنح الشرعية للتدخل الأجنبي في الدول العربية، على غرار ما حدث في ليبيا، ومن قبلها العراق.
مكاسب وقتية للمعارضة والنظام
ووفقاً للدكتور مصطفي اللباد رئيس مركز الشرق للدراسات الإقليمية والسياسية فإن المبادرة في حد ذاتها جيدة، وتحقق مكاسب للنظام السوري والمعارضة في الوقت نفسه، وأوضح لـ”إيلاف” أن المكاسب للنظام السوري تتمثل في أن صار لديه غطاء عربيا، يحميه من الحديث عن التدخل الأجنبي، ويمكنه كسب المزيد من الوقت من أجل إعادة ترتيب أوراقه، والحد من الانشقاقات التي تحدث في الجيش. مشيراً إلى أن المعارضة تعتقد أنها رابحة أيضاً، حيث تم الإعتراف بها عربياً، وصارت طرفاً شرعياً يعبر عن الثورة.
وجدت لتنقض
لكن اللباد أكد في الوقت نفسه أن تلك المكاسب تعتبر مكاسب وقتية، إذ أن المبادرة لن تصمد طويلاً، لأن صياغتها جعلت منها مبادرة وجدت لتنقض، موضحاً أن الصياغة تسمح لكلا الطرفين النظام والمعارضة بنقضها وإتهام الطرف الآخر بأنه من بدأ بنقضها. وأشار إلى أن المبادرة تلزم النظام السوري بسحب الآليات العسكرية خارج المدن والقرى، وإلزامه بالسماح لوسائل الإعلام العربية والأجنبية بالحضور إلى سوريا، الأمر الذي سيسمح بإستمرار التظاهرات وزيادة زخمها، مما يضطر النظام للتعامل معها بالطريقة الوحيدة التي يجيدها، ألا وهي العنف المفرط. مما يعطي مبرراً للمعارضة للتصعيد وطلب التدخل الأجنبي.
شرعنة التدخل الأجنبي
وحسب رئيس مركز الشرق للدراسات الإقليمية والسياسية فإن الشيطان يكمن في التفاصيل، حيث إن المبادرة تسمح في أحد بنودها بالتدخل الأجنبي في حالة فشلها في حل الأزمة، مما يعني أنه تعتبر المسمار الأخير في نعش النظام السوري والجامعة العربية معاً، موضحاً أن الجامعة سوف تتحول إلى مجرد مؤسسة أو منظمة لمنح صك الشرعية للغزو الأجنبي للبلاد العربية، على غرار ما حدث في العراق ثم ليبيا. وعندها لن تقوم للجامعة العربية قائمة مرة أخرى.
وأكد اللباد أنه ليس معني ذلك أنه يقف في صف النظام السوري القمعي الإستبدادي في مواجهة الثورة، لكنه يخشى من سقوط دولة عربية جديدة بفضل التدخل الأجنبي سواء بالشكل الموجود في العراق أو النموذج الليبي.
ولدت ميتة
ويرى الدكتور حازم منصور، أستاذ السياسية الدولة بجامعة القاهرة، إن المبادرة العربية ولدت ميتة، ففي الوقت الذي أعلن فيه النظام السوري قبول المبادرة، وبينما كان العرب مجتمعين في مقر الجامعة بالقاهرة، كانت آلة القتل التابعة للنظام السوري تعمل بجد وإجتهاد، حيث سقط نحو سبعة قتلى، وقتل عشرة آخرون عشية الإعلان عن قبولها.
وقال منصور ل”إيلاف” إن المبادرة على أهميتها، لكنها ليست ذات قيمة، ما لم تتوافر الآليات التي يمكن بها للجامعة العربية إتخاذ إجراءات حاسمة حيال النظام أو المعارضة في إذا ما حاول أي منهما إختراقها، مشيراً إلى أن الجامعة العربية منظمة خاصة بالأنظمة الحاكمة، ويبدو أنها تحاول الحيلولة دون سقوط نظام رابع ينتمي إلى الفصيلة الإستبدادية التي تضم غالبية تلك الأنظمة، فهاهي تطيل عمر نظام على صالح في اليمن من خلال مبادرة مماثلة، وتقوم بالسيناريو نفسه مع بشار الأسد.
لن تستمر طويلاً
وإنتقد منصور الجامعة في اللجوء إلى هذا المسلك، وقال إنها تبدو وكأنها غير معنية بالشعوب أو معاناتها، مشيراً إلى أنها لجأت إلى تلك المبادرة بعد تزايد الضغوط الدولية على الأسد، وتخلي تركيا عنه، وتوقع ألا تستمر تلك المبادرة طويلاً، وسوف تصعد المعارضة من ضغوطها دولياً، ليحدث ما يخشاه الجميع، لأن النظام لن يتخلى عن القمع، ولن يترك سوريا إلا مدمرة خربة، لأنه يعلم جيداً أن إرادة الشعوب صارت أقوى، لاسيما بعد نجاح ثلاثة شعوب عربية في تونس ومصر وليبيا في إسقاط ثلاثة من أعتى الديكتاتوريين في العالم.
مؤامرة وليست مبادرة
وعلى الجانب الآخر، ترى المعارضة السورية في الخارج أن تلك المبادرة الهدف منها إطالة عمر النظام، وليست مبادرة تهدف إلى حقن دماء الشعب السوري، ووصف أحمد رياض غنام المعارض السوري بالقاهرة المبادرة بأنها “مؤامرة”، وقال لـ”إيلاف” إن تلك المبادرة تم الإتفاق عليها مع أطراف في المجلس الوطني السوري غالبيتهم لا يمثلون المعارضة أو الشعب السوري.
مشيراً إلى أن الهدف منها حماية النظام من الإنهيار، وتساءل: كيف يقتل النظام السوري نحو سبعة آلاف شخص خلال ستة أشهر، وتتحدث الجامعة العربية عن الحوار معه؟ كان من الأولى أن تشكل لجنة تحقيق في جرائم القتل والإبادة للشعب السوري. ونوه غنام بأن نظام بشار الأسد سوف يستغل تلك الفرصة من أجل إشعال حرب طائفية في البلاد، بعد تزويده بعض الطوائف الصغيرة بالسلاح، والإيحاء إليهم بأن السنة يشكلون خطراً على حياتهم. فضلاً على إنتشار السلاح بأيدي الشبيحة، والمنشقين عن الجيش الذين يعملون على حماية الشعب السوري الأعزل من الشبيحة وقوات الأمن الوحشية.
الفرصة الأخيرة
ولفت غنام إلى أن المبادرة تأتي في سياق الفرص الكثيرة التي منحها المجتمعان الدولي والعربي لطفلهم المدلل بشار الأسد، من أجل سحق الثورة، وتركيع الشعب السوري، فمنذ شهور قليلة منحته تركيا فرصة ثلاثة أسابيع، ومنحته روسيا والصين مهلة طويلة بعد إستخدام الفيتو ضد قرار إدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وها هي الجامعة العربية تمنحه فرصة جديدة، وقد أنتهز الفرصة سريعاً، حيث سقط نحو سبعة قتلى في اليوم الذي تم الإعلان فيها رسمياً عن قبول المبادرة، وفي اليوم التالي سقط خمسة قتلى. غير أن غنام إعتبرها الفرصة الأخيرة للنظام، متوقعاً أن يسقط بعدها، لأن الشعب السوري يعي جيداً تفاصيل المؤامرة عليه.
النهج التركيّ حيال سوريا سائر نحو المزيد من التشدّد
أ. ف. ب.
تتبنى تركيا نهجا أكثر تجددا تجاه سوريا التي تشهد احتجاجات دامية تطالب بإساقط نظام بشار الأسد. وتعتبر أنقرة أنّ مدة بقاء النظام السوري محدودة، لذلك فهي تحرص على مساعدة المعارضة كما تفكّر في إعلان منطقة عسكرية عازلة على الحدود بين البلدين.
اسطنبول: تتبنى تركيا نهجا اكثر تشددا حيال حليفتها السابقة سوريا وصولا الى اعلان دعمها للمعارضين السوريين واحتضان المنشقين عشية استعدادها لاعلان عقوبات جديدة بحق نظام بشار الاسد.
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاربعاء “لا يمكن ان نبقى مكتوفي الايدي” بازاء ما يحصل في سوريا، لافتا الى “عقوبات معينة” ضد هذا البلد حيث خلفت اعمال القمع اكثر من ثلاثة الاف قتيل منذ منتصف اذار/مارس بحسب الامم المتحدة.
ولم يوضح اردوغان ماهية هذه العقوبات ضد النظام السوري الذي كان يصفه بانه “صديق” العام الفائت ويعقد معه مجالس وزارية مشتركة وصولا الى الغاء التاشيرات بين البلدين وتشجيع التجارة.
واعلن في تشرين الاول/اكتوبر ان هذه العقوبات وشيكة، ولكن لم تكشف طبيعتها حتى الان فيما يتحدث وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو حاليا عن “اجراءات”.
واعتبر المحلل سنان اولغن من اسطنبول ان “تركيا لا تؤيد عقوبات عموما. انها تخشى من دون شك ان تدعوها الدول الغربية الى الانضمام اليها في عقوباتها ضد ايران، وهو امر رفضته”.
من هنا حديث انقرة عن “اجراءات” بدلا من عقوبات.
وبعدما يئست من مطالبة دمشق باصلاحات، استقبلت الحكومة التركية المنبثقة من التيار الاسلامي المحافظ العديد من مؤتمرات المعارضين السوريين، وفي 18 تشرين الاول/اكتوبر التقى داود اوغلو المجلس الوطني السوري الذي يضم شخصيات معارضة بارزة.
ولم تتردد تركيا في استقبال منشقين، من بين 7500 سوري نزحوا الى الاراضي التركية.
وابرز هؤلاء العقيد رياض الاسعد الذي يؤكد قيادته “جيش سوريا الحر” ويطالب ب”مساعدة عسكرية” لمواجهة نظام دمشق.
وبخلاف قواعد تعامل انقرة مع النازحين السوريين، سمحت تركيا للاسعد بالادلاء بتصريحات صحافية. لكن وزير الخارجية التركي يتولى اختيار هذه الاطلالات الاعلامية وتنظيمها.
ويؤكد الاسعد ان “جيش سوريا الحر” ينفذ عمليات بفضل الاسلحة التي يستولي عليها.
وردا على سؤال لفرانس برس عما اذا كان الاسعد يتلقى سلاحا من الجانب التركي، قال مسؤول في وزارة الخارجية انه يسمح للسوريين بعبور الحدود التركية ذهابا وايابا، ولكن “يحظر على الجميع العبور مزودين اسلحة”.
ومهما كانت طبيعة دور هذا العقيد، المهم انه يعكس تصميم تركيا على مواجهة نظام الاسد.
وعلق سنان اولغن “تعتبر تركيا ان مدة بقاء النظام السوري محدودة، من هنا تساعد المعارضة بما فيها تلك المسلحة. لقد يئست من امكان التفاهم مع دمشق”.
ومن بين الخيارات التي تفكر فيها انقرة، اعلان منطقة عسكرية عازلة داخل الاراضي السورية بهدف تامين الحدود واحتواء التدفق الكبير للنازحين في حال اندلاع حرب اهلية في سوريا.
واكد الصحافي محمد علي بيراند لفرانس برس ان هذا الخيار نوقش منذ الصيف.
لكن داود اوغلو لم يدل بموقف واضح عن هذا الامر ردا على سؤال في بداية تشرين الثاني/نوفمبر لصحيفة فايننشل تايمز عن المنطقة العازلة او امكان فرض حظر جوي.
وقال “نامل الا تكون تلك التدابير ضرورية، ولكن القضايا الانسانية مهمة بالتاكيد”.
وثمة اسباب عديدة تقف وراء تدخل الحكومة التركية في الملف السوري.
وفي هذا السياق، ذكر اردوغان الاربعاء بان الحدود المشتركة تمتد بطول يتجاوز 800 كلم، ما يعني ان اخطار زعزعة الاستقرار كبيرة وخصوصا ان مجموعات كردية تقيم على جانبي تلك الحدود.
واوضح اولغن ان “الجانب التركي يعتقد ان سوريا تحاول استخدام ورقة حزب العمال الكردستاني” المتمرد الذي يكثف هجماته على القوات التركية.
وقال عكيف بيكي المستشار الاعلامي السابق لاردوغان لصحيفة راديكال “نشهد تصاعدا لارهاب حزب العمال الكردستاني ولغضب تركيا حيال سوريا”.
وثمة سبب اخر يدفع اردوغان الى التحرك بازاء سوريا: الولايات المتحدة.
فواشنطن التي تساعد الجيش التركي في التصدي للمتمردين الاكراد طلبت في ايلول/سبتمبر من حليفها التركي العضو في الحلف الاطلسي ممارسة “مزيد من الضغوط” على النظام السوري.
الأسد وافق على المبادرة العربية لإنهاء العنف وقواته تواصل عملياتها في حمص
17 قتيلا برصاص الأمن في جمعة التظاهر ضد “الطغاة” في سوريا
وكالات
قتل 17 شخصا الجمعة برصاص قوات الامن في سوريا حيث انطلقت تظاهرات ضد “الطغاة” تلبية لدعوة المعارضين السوريين الذين يشككون في ان تلتزم دمشق تنفيذ خطة الجامعة العربية للخروج من الازمة.
دمشق: قتل 17 شخصا برصاص قوات الامن السورية خلال تظاهرات في مناطق سورية عدة، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وكالة فرانس برس.
وقال المرصد “ارتفع الى 15 عدد الشهداء الذين قتلوا اليوم برصاص القوات السورية ستة منهم في مدينة حمص واربعة في بلدة كناكر وشهيد في بلدة حمورية وشهيدان في مدينة حماة وشهيدان على الحدود السورية الاردنية”.
واضاف “كما وردت انباء عن مقتل جنود من الجيش النظامي السوري وجنود منشقين خلال اشتباكات في بلدة كناكر قبل قليل لم يتمكن المرصد من احصاء اعدادهم”.
ولم تتراجع اعمال القمع في سوريا التي خلفت اكثر من ثلاثة الاف قتيل منذ منتصف اذار/مارس وفق الامم المتحدة، وذلك رغم قرار نظام الرئيس بشار الاسد الموافقة على خطة للجامعة العربية لتجاوز الازمة.
وتلحظ هذه الخطة وقفا كاملا للعنف والافراج عن جميع المعتقلين وانسحاب الجيش من المدن والسماح بحرية التنقل للمراقبين ومراسلي وسائل الاعلام الدولية، وذلك قبل البدء بحوار بين النظام والمعارضة.
وفي وقت سابق، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان “مواطنين احدهما عسكري منشق من مدينة نوى والاخر مدني من مدينة الحراك استشهدا اثر اطلاق الرصاص عليهما من قبل المخابرات العسكرية في منطقة تل شهاب على الحدود الاردنية السورية اثر محاولتهما الفرار الى الاردن”.
كما قتل سوريان احدهما امراة صباح الجمعة في حي بابا عمرو في حمص (160 كلم شمال دمشق) احد معاقل حركة الاحتجاج الشعبي ضد نظام بشار الاسد.
وقال المرصد ان “مواطنين اثنين استشهدا واصيب اربعة بجروح اثر اطلاق قوات الامن الرصاص لتفريق تظاهرة في حي الغوطة” في حمص.
واضاف المرصد ان “اطلاق رصاص كثيف سمع في احياء عدة من مدينة حمص” التي تبعد 160 كلم شمال دمشق.
كذلك، قتل متظاهر واصيب خمسة اخرون في كناكر في محافظة دمشق برصاص قوات الامن التي حاولت تفريق تظاهرة.
وقامت قوات الامن بتطويق مسجد ابو بكر الصديق في مدينة بانياس الساحلية. واكد المرصد ان مصلين تعرضوا للضرب لدى خروجهم من المسجد. كما تم اعتقال عشرات الاشخاص في هذه المدينة بينهم اربعة اطفال ينتمون الى عائلة رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن.
ولم تتراجع اعمال القمع في سوريا التي خلفت اكثر من ثلاثة الاف قتيل منذ منتصف اذار/مارس وفق الامم المتحدة، وذلك رغم قرار نظام الرئيس بشار الاسد الموافقة على خطة للجامعة العربية لتجاوز الازمة.
وتلحظ هذه الخطة وقفا كاملا للعنف والافراج عن جميع المعتقلين وانسحاب الجيش من المدن والسماح بحرية التنقل للمراقبين ومراسلي وسائل الاعلام الدولية، وذلك قبل البدء بحوار بين النظام والمعارضة.
والخميس، قتل عشرون مدنيا برصاص قوات الامن واعتقل عشرات اخرون.
ورغم اعمال القمع، لم يتراجع عزم الناشطين الذين دعوا السوريين الى التظاهر اليوم تحت شعار “الله اكبر، ضد الطغاة”.
واظهر شريط مصور بث على موقع يوتيوب عشرات من الاشخاص يتظاهرون صباح الجمعة في حي الميدان التاريخي في دمشق مطلقين شعارات مناهضة للاسد.
وسجلت تظاهرة اخرى في حرستا بريف دمشق طالب المشاركون فيها بحماية دولية. ووفق شريط اخر بث على يوتيوب حمل احد المتظاهرين لافتة كتب عليها “الى متى تصغي الجامعة العربية الى هذا الكاذب؟ لقد قبل الخطة العربية (…) والدبابات لا تزال في الشوارع”.
ونظمت تظاهرات اخرى في العديد من احياء مدينة حمص وكذلك في قرى المحافظة مثل حولا والقصير وتلبيسة وتدمر بحسب المرصد السوري.
وفي دير الزور (شرق)، اطلقت قوات الامن النار لتفريق تجمعات وفق المرصد الذي اشار ايضا الى تظاهرة حاشدة في الصنمين بمحافظة درعا (جنوب) تطالب باسقاط النظام.
واكدت صفحة “الثورة السورية 2011” على موقع فيسبوك تصميم المعارضين على التظاهر وعدم امكان صمود النظام بدعم من روسيا والصين ولا بفضل قرارات الجامعة العربية.
واكد الناشطون السوريون ان “النظام سقط منذ اليوم الاول الذي طالبنا فيه بالحرية ومنذ اول نقطة دم اهرقت بسبب الرصاص الذي يطلقه الطغاة”.
وحذرت الولايات المتحدة الخميس النظام السوري من انه اذا لم يطبق التزاماته الواردة في الخطة العربية للخروج من الازمة فان عزلته ستزداد على الساحة الدولية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند “نحن لم نر مؤشرات على ان نظام (الرئيس السوري بشار) لديه النية باحترام التعهدات التي قطعها”.
وفي لبنان، اقر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في حديث الى محطة “بي بي سي” التلفزيونية البريطانية تم بثه مساء الخميس، بحصول عمليات خطف لمعارضين سوريين في لبنان قبل اشهر، مشيرا الى ان القضاء يتعامل معها.
فرنسا تشكك في صدق سوريا بتنفيذ خطة الجامعة العربية
اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة ان فرنسا تشكك في صدق النظام السوري في تنفيذ خطة الجامعة العربية للخروج من الازمة في هذا البلد، وذلك بسبب استمرار القمع الدامي في سوريا.
وقال رومان نادال مساعد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية في مؤتمر صحافي ان “استمرار القمع يعزز شكوك المجتمع الدولي في صدق النظام السوري بتنفيذ خطة الجامعة العربية”.
واضاف “في حين اعلن النظام السوري لتوه انه يقبل من دون تحفظ بخطة الخروج من الازمة التي اقترحتها الجامعة العربية، نلاحظ ان عشرين متظاهرا مسالما على الاقل قتلوا امس (الخميس) في سوريا برصاص قوات الامن”.
واكد ان “استمرار القمع يناقض تماما الالتزامات التي طالبت الجامعة العربية النظام السوري” بان يفي بها.
وتلحظ خطة الجامعة العربية التي تم اقتراحها الاحد الفائت في الدوحة وقفا كاملا للعنف والافراج عن المعتقلين وانسحاب الجيش من المدن والسماح بحرية التنقل للمراقبين وممثلي الاعلام الدولي تمهيدا للبدء بحوار بين النظام السوري والمعارضة.
وشدد المتحدث على ان “فرنسا مصممة اكثر من اي وقت اخر على التحرك في كل المحافل الدولية وكذلك مع الجامعة العربية التي ترحب بجهودها، للضغط على النظام السوري بهدف وقف القمع في سوريا”.
الجامعة العربية تبحث طريقة مشاركة المعارضة بأي حوار محتمل
وقالت مصادر دبلوماسية عربية على اطلاع بما يقوم به أعضاء اللجنة العربية المكلفة بمتابعة تنفيذ مبادرة الجامعة العربية، إن الجامعة تدرس طريقة مشاركة وتمثيل المعارضة السورية في أي اجتماع حواري مرتقب فيما لو طبّقت الحكومة السورية كامل بنود المبادرة وقررت سحب القوات العسكرية والأمنية وإلغاء المظاهر المسلحة من المدن والإفراج عن المعتقلين.
وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “ستشارك المعارضة السورية في الداخل والمعارضة في الخارج في الحوار، ولن يتم استثناء أي مكون منها، وهي بشكل أولي تتمثل بالمجلس الوطني السوري وبهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، ومن غير الواضح إن كان هناك قوى حقيقية أخرى يمكن مشاركتها في الحوار”.
وأضافت المصادر “فيما لو نفّذت الحكومة السورية تعهداتها فيما يتعلق ببنود المبادرة العربية، ستعمل الجامعة على التواصل مع أطراف المعارضة السورية لإقناعها بالمشاركة في الحوار، ولتقديم رؤيتها لهذا الحوار، ليكون له برنامج واضح وهدف محدد.
مجلس حقوق الانسان سيستمر في “تسليط الضوء” على الانتهاكات
صرح اعضاء في مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة الجمعة انهم يريدون “تسليط الضوء” على الانتهاكات التي يتم ارتكابها في سوريا، وسيدفعون باتجاه اجراء تحقيقات في سلوك النظام سواء سمح لمراقبي المجلس بدخول الاراضي السورية ام لم يسمح.
وكانت دمشق منعت وصول بعثة لتقصي الحقائق من مجلس حقوق الانسان في اب/اغسطس، كما رفضت ايضا دخول لجنة تحقيق تدعمها الامم المتحدة تم تشكيلها بعد ذلك، ومن ثم توجه اعضاء اللجنة الى المناطق الحدودية في بلدان مجاورة لسوريا لرصد الانتهاكات من هناك.
وقالت ايلين تشيمبرلين دوناهو سفيرة الولايات المتحدة لدى مجلس حقوق الانسان خلال اجتماع في معهد بروكينغز للابحاث بواشنطن “بالنسبة للشأن السوري لا تزال الفرصة متاحة، حتى انها متاحة جدا”.
وتابعت “لا نشعر اننا فقدنا الزخم .. وسنفعل كل ما في وسعنا لتسليط الضوء على الانتهاكات المستمرة والضغط بأقصى طاقتنا”.
وقالت تشيمبرلين دوناهو ان منع اعضاء اللجنة من الوصول الى سوريا “يزيد من عزم المجتمع الدولي” للضغط على نظام الرئيس بشار الاسد.
ومن المقرر ان تنشر لجنة التحقيق تقريرا حول سوريا في الثلاثين من تشرين الثاني/نوفمبر ومن المرجح ان يعقد مجلس حقوق الانسان الذي يتخذ من جنيف مقرا له جلسة للنظر في مضمون التقرير، حسبما قالت تشيمبرلين دوناهو.
وقالت نائبة رئيسة المفوضية العليا للامم المتحدة لحقوق الانسان كيونغ وا كانغ لمنتدى واشنطن انه رغم عدم امكان الوصول الى شوارع المدن السورية كدمشق وحمص وغيرهما، الا ان “التقنيات الحديثة لا تدعنا نواجه نقصا في المعلومات”.
وقالت ان مفتشي الامم المتحدة “تحدثوا الى المتظاهرين عبر سكايب وكان المتظاهرون متواجدين في قلب الاحداث في الشوارع يوميا”.
وبينما شددت كانغ على ان الشهادات التي تم جمعها من 150 من الضحايا والشهود الذين فروا الى البلدان المجاورة اتاحت للامم المتحدة الاطلاع “بشكل اكثر وضوحا على انماط الانتهاكات”، الا انها اقرت بان هيئات الامم المتحدة “كانت تود طبعا لو اتيح لها الدخول ومعاينة الوضع” بنفسها.
وقالت كانغ لفرانس برس “نواصل المطالبة بالدخول والتحقيق”.
يذكر ان نظام الاسد يقوم منذ سبعة اشهر بحملة قمع دامية للمحتجين قال مسؤولو الامم المتحدة انها اودت بحياة اكثر من ثلاثة الاف شخص منذ منتصف اذار/مارس.
حمص تحت القصف.. في ثاني أيام المبادرة العربية
مقتل 20 والمجلس الوطني يحذر من تحويل حمص إلى «مدينة منكوبة» > العربي يعلن انعقاد الحوار السوري في القاهرة
جريدة الشرق الاوسط
لندن: ثائر عباس القاهرة – بيروت: «الشرق الأوسط»
في ثاني أيام موافقة دمشق على المبادرة العربية التي قضت بوقف العنف ضد المدنيين، قصف الجيش السوري الأحياء السكنية في حمص، مما أدى إلى مقتل 20 مدنيا على الأقل، فيما حذر ناشطون من تحول حمص إلى «مدينة منكوبة»، داعين الجامعة العربية لإنقاذها.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 20 مدنيا قتلوا في مدينة حمص، وقال نشطاء إن الدبابات أطلقت مدفعيتها الثقيلة ونيران مدافع مضادة للطائرات في منطقة بابا عمرو معقل الاحتجاجات، التي شهدت عمليات من الجيش في مواجهة معارضين يختبئون هناك. وأكد ناشطون في حمص أنهم يلاقون صعوبات كثيرة في إسعاف الجرحى، وعددهم بالعشرات، بسبب الحصار، ولفتوا إلى أن أي سيارة تحاول إسعاف الجرحى يتم قصفها مباشرة. ووجه أهالي حي بابا عمرو نداء استغاثة عاجلة للجامعة العربية، وحملوها «المسؤولية عن المجازر التي ترتكب بحق الشعب الأعزل في بابا عمرو».
وشككت المعارضة السورية مجددا أمس في إمكانية التزام النظام السوري بموجبات المبادرة العربية رغم إعلانه الموافقة عليها، وقال عضو المجلس الوطني السوري محمد سرميني، لـ«الشرق الأوسط»، إن المجلس وجه نداء إلى الجامعة العربية والدول الراعية للمبادرة يحذر من «هجمة شرسة» يشنها النظام على المدينة، مشيرا إلى أن المعلومات الواردة من حمص تفيد بوجود نحو 40 دبابة قرب حي بابا عمرو في المدينة، وأن الجنود ينادون السكان عبر مكبرات الصوت لإخلاء المنطقة تمهيدا لقصفها، محذرا من أن حمص «ستكون مدينة منكوبة»، وعلى الدول العربية والمنظمات العربية التحرك السريع لإنقاذها.
يأتي ذلك في وقت يستعد فيه السوريون للخروج في مظاهرات ضخمة اليوم في جمعة «الله أكبر على كل من طغى وتجبر». إلى ذلك، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، أمس، أن الحوار الوطني السوري سيعقد في القاهرة، وأن «الأمانة العامة بدأت من اليوم (أمس) حراكا لتنفيذ قرار وزراء الخارجية العرب الذي يتضمن البدء في إعداد حوار بين الحكومة والمعارضة السورية».
20 قتيلا مدنيا في حمص غداة موافقة دمشق على الخطة العربية الداعية لحماية المدنيين
انشقاق مساعد أول من الطائفة العلوية عن الجيش السوري.. وقصف سيارات الإسعاف لمنع نقل الجرحى
جريدة الشرق الاوسط
لندن: «الشرق الأوسط»
بعد يوم على موافقة دمشق على الخطة العربية التي تقضي بوقف العنف ضد المدنيين وحمايتهم، قتل نحو 20 مدينا في مدينة حمص، حيث استمر الجيش في قصف الأحياء المدنية ومهاجمة السكان. وقال نشطاء في حمص إن الدبابات أطلقت مدفعيتها الثقيلة ونيران مدافع مضادة للطائرات في منطقة بابا عمرو معقل الاحتجاجات، التي شهدت عمليات من الجيش في مواجهة متمردين يختبئون هناك.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 20 مدينا سقطوا في حمص أمس، في تل الشور ووادي إيران وبابا عمرو والإنشاءات وباب الدريب والبياضة والخالدية وكرم الزيتون. وذكر ناشطون لوكالة «رويترز» أن قناصة تابعون للجيش يطلقون النار من فوق أسطح المنازل، كما أن الجنود يطلقون النار عند نقاط التفتيش. كما أعلن المرصد عن انشقاق المساعد أول آفاق محمد أحمد عن النظام السوري، مشيرا إلى أن آفاق هو من أبناء الطائفة العلوية ومن عناصر المخابرات الجوية السورية.
وقال سامر، وهو ناشط في باب عمرو، في مكالمة هاتفية لـ«رويترز»: «نمنا في وقت متأخر، لأنه كانت هناك تجمعات الليلة الماضية في الشوارع للاحتفال بالمبادرة العربية. هذا الصباح (أمس) استيقظنا على الأمطار ووابل من القصف».
وقال آخر من سكان المدينة إنه سمع دوي انفجارات تهز المدينة، وكان نشطاء يدعون الناس إلى التبرع بالدم في مستشفيات مؤقتة أقيمت في وسط حمص وحولها.
وأكد ناشطون في حمص أنهم يلاقون صعوبات كثيرة في إسعاف الجرحى، وعددهم بالعشرات، بسبب الحصار، ولفتوا إلى أن أي سيارة تحاول إسعاف الجرحى يتم قصفها مباشرة. ووجه أهالي حي بابا عمرو نداء استغاثة عاجلة للجامعة العربية، وحملوها «المسؤولية عن المجازر التي ترتكب بحق الشعب الأعزل في بابا عمرو».
وفضلا عن سقوط جرحى وقتلى، جرت حملة اعتقالات واسعة شملت وجهاء الأحياء، كما حذر ناشطون في حمص من أكاذيب جديدة للنظام للتغطية على التهرب من سحب المظاهر المسلحة، وقالوا إن الأجهزة الأمنية تعد «لافتعال قصة إعلامية عن وجود مقابر جماعية قام بها مسلحون إرهابيون لتبرير وحشية النظام في حمص وبقاء الجيش هناك».
وأضاف الناشطون أن قوات الأمن قامت، يوم أمس، بجمع جثث من عدة مناطق في حمص، نحو 15 جثة من وادي السايح و27 جثة تم نبشها من مقبرة الفردوس القريبة من قرية فيروزة، مشيرين إلى أن «تلك الجثث لأشخاص من الطائفة العلوية، وتم تشويه الجثث قبل نقلها إلى المستشفى الوطني لتجهيز مقبرة جماعية، وعلى الأرجح ستدعى وسائل الإعلام العربية والدولية لتصوير تلك المقبرة على أساس أنها من فعل المسلحين».
ولم يتم التأكد من صحة تلك المعلومات، إلا أن سبق وقامت السلطات السورية بدعوة وسائل الإعلام للوقوف على عملية العثور على مقبرة جماعية في جسر الشغور من عدة شهور، قيل إنه تم اكتشافها، إلا أن نبش المقبرة تم أمام الكاميرات والصحافيين الذين ذهبوا من دمشق، وبعد أيام تمت دعوة عدد الدبلوماسيين لمشاهدة نبش مقبرة جماعية أخرى في جسر الشغور أيضا.
إلى ذلك، قال ناشطون وسكان إن تعزيزات من الجيش وصلت إلى حواجز طرق في بلدات في أنحاء سهل حوران الجنوبي، حيث أطلقت القوات النار في الهواء لتفرقة الاحتجاجات الليلية. وذكر نشطاء أنه في الصباح الباكر من يوم أمس، أطلق رتل من المدرعات نيران الأسلحة الآلية في الهواء، بعد دخول قلعة في وادي الغاب، الذي شهد احتجاجات وأصبح ملاذا للمنشقين عن الجيش. وفي ضاحية حرستا في ريف دمشق، قال أحد السكان إنه ألقي القبض على نحو 120 محتجا الليلة قبل الماضية بعد الاحتفال باتفاق الجامعة العربية.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس إنها تضغط على سوريا كي تمنحها حرية وصول أكبر إلى ألوف المحتجزين الذين اعتقلوا في الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية، كذلك، قال المرصد السوري إن قوات الأمن السورية عمدت إلى تنفيذ عدد كبير من الاعتقالات، وقال المرصد إن «أكثر من ثمانين شخصا تم اعتقالهم فجر الخميس في دير الزور (شرق) والقرى المجاورة».
من جهته، قال العقيد السوري رياض الأسعد قائد «الجيش السوري الحر»، إن عدد العناصر المنشقة عن الجيش السوري صار ما بين 10 آلاف إلى 15 ألف عسكري، بينهم قوات خاصة وحرس جمهوري ومخابرات. وقال الأسعد «على سبيل المثال، هناك عماد سطوف، من المخابرات، وهو منشق ولجأ إلى تركيا ثم عاد إلى سوريا، ولا نعرف عنه أي أخبار سوى أنه تم اعتقاله».
وردا على ما أثير حول أن المنشقين يتلقون دعما، اتهم الأسعد، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، عبر الهاتف، أمس، النظام السوري بالكذب وتلفيق الأمور، وقال: «نحن حتى الآن لم نتلق أي دعم من أي مكان حتى المعارضة لم تقدم لنا أي دعم».
وأضاف الأسعد المقيم في تركيا: «نحن فقط نحصل على السلاح من الداخل وبدعم من المواطنين، ونشتري السلاح من عناصر أمنية لأنهم فاسدون ويبيعون أسلحتهم لنا، نشتري الأسلحة من كل الأجهزة العسكرية التابعة للنظام بمساعدة ودعم المواطنين»، وتابع: «ما تقدمه لنا تركيا هو فقط دعم للاجئين.. لا يوجد أي دعم عسكري لا من تركيا ولا من أي دولة أخرى رسمي أو غير رسمي.. نحن إن شاء الله قادرون على تنظيم صفوفنا بعزيمتنا ودعم الشعب لنا، وفي المرحلة المقبلة سنقوم بتنظيم صفوفنا إن شاء الله، ولدينا العزيمة والإرادة على إسقاط هذا النظام الفاسد المجرم». وأردف: «نقول لجامعة الدول العربية.. احذروا من هذا النظام الفاسد الكذاب، هو نظام يريد فقط كسب المزيد من الوقت ولا يمكن الثقة فيه، وعلى الجامعة العربية أن تكون على حذر»، مضيفا: «على سبيل المثال، بعد الإعلان عن الوصول إلى اتفاق طول الليلة الماضية، ما زالت هناك حشود للجيش وقصف وإطلاق نار.. كانت ليلة ساخنة».
المعارضة السورية تصر على رفع علم الاستقلال الأول للدلالة على القطيعة مع نظام «البعث»
ناشط لـ «الشرق الأوسط» : سنأخذ استقلالنا من النظام الأسدي كما أخذناه من فرنسا
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: «الشرق الأوسط»
أطلقت صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد على «فيس بوك» اسم «أربعاء علم الاستقلال» على المظاهرات المناهضة للنظام في سوريا، حيث وضعت الصفحة التي تعد منبرا تنظيميا مهما للثوار السوريين صورة لعلم الاستقلال الذي يتكون من ثلاثة ألوان أعلاها الأخضر، فالأبيض، فالأسود، وتتوسطه في القسم الأبيض ثلاث نجوم حمراء.
وكان ناشطون معارضون قد استحدثوا على موقع «فيس بوك» صفحة تدعو إلى العودة إلى علم الاستقلال، وكتب أحد المشاركين بالصفحة «ما نريده هو علمنا الحقيقي النظيف الذي لم ترتكب الجرائم في ظله أو تحت رايته، علم الاستقلال الذي رفعه أجدادنا الشرفاء وكانوا تحت ظله». فيما كتب مشارك آخر «هذا هو علم الشرفاء والأحرار وليس العلم الذي يعتمده نظام البعث».
ويقول أحد الناشطين لـ«الشرق الأوسط» إن تخصيص يوم لعلم الاستقلال السوري «يهدف إلى أمرين، الأول هو القطيعة مع جميع رموز النظام الأسدي البعثي، أو بمعنى أدق استعادة هذه الرموز من نظام طالما شوهها وارتكب المجازر تحت رايتها. والأمر الثاني هو التذكير بأننا مثلما أخذنا استقلالنا من الاحتلال الفرنسي ورفعنا علم الاستقلال، سنأخذه أيضا من الاحتلال الأسدي ونرفع العلم ذاته».
يذكر أنه في 14 مايو (أيار) 1930 أصدر المفوض السامي للجمهورية الفرنسية في سوريا ولبنان «هنري بونسو» قرارا رقمه 3111، يقضي بوضع دستور الدولة السورية. وجاء في المادة الرابعة من الباب الأول تنظيم العلم، بحيث «يكون العلم السوري على الشكل الآتي: طوله ضعف عرضه، ويقسم إلى ثلاثة ألوان متساوية متوازية، أعلاها الأخضر فالأبيض فالأسود، على أن يحتوي القسم الأبيض منها في خط مستقيم واحد على ثلاثة كواكب حمراء ذات خمسة أشعة». وقد نُشر هذا الدستور في الجريدة الرسمية العدد 12، ملحق تاريخ 1932/2/30 الصفحة 1. ورُفع العلم لأول مرة في سماء سوريا في 12 يونيو (حزيران) عام 1932. وتدل ألوان العلم على الثورة العربية الكبرى، فالأخضر للإسلام عموما، والأبيض للأمويين، والأسود للعباسيين، والنجوم الحمر للعلياء والبطولة ودماء الشهداء.
كما رُفع في سماء سوريا في 17 أبريل (نيسان) من عام 1946 بعد جلاء الفرنسيين عن سوريا واستمر حتى الوحدة بين سوريا ومصر، حيث اعتمدت الجمهورية العربية المتحدة حينها علما جديدا مكونا من ثلاثة ألوان هي الأسود والأبيض والأحمر، وبه نجمتان كل منهما ذات خمس شعب لونها أخضر. ويكون العلم مستطيل الشكل، عرضه ثلثا طوله، ويتكون من ثلاثة مستطيلات متساوية الأبعاد بطول العلم أعلاها باللون الأحمر وأوسطها باللون الأبيض وثالثها باللون الأسود. وتتوسط النجمتان المستطيل الأبيض. وبعد الانفصال في سوريا وانتهاء الوحدة مع مصر، أعاد الانفصاليون علم الاستقلال مرة ثانية كرمز للدولة السورية.
وانعكست العديد من مشاريع الوحدة التي أقامتها سوريا مع دول عربية أخرى على شكل العلم الوطني.
فتبدل مرات عدة إلى أن تم اعتماد العلم الحالي في ظل حكم الرئيس حافظ الأسد وتحديدا سنة 1980 عبر قانون حدد أوصافه. ويتكون علم سوريا الحالي، وذاته العلم الذي اعتمد أثناء الوحدة مع مصر، من ثلاثة ألوان: الأسود والأبيض والأحمر، وبه نجمتان كل منها ذات خمس شعب لونها أخضر، ويكون العلم مستطيل الشكل، عرضه ثلثا طوله، يتكون من ثلاثة مستطيلات متساوية الأبعاد بطول العلم، أعلاها الأحمر، وأوسطها باللون الأبيض، وثلثها باللون الأسود، وتتوسط النجمتان المستطيل الأبيض.
السوريون يتظاهرون اليوم في جمعة «الله أكبر» للتحقق من نيات النظام
لجان التنسيق دعت لمواصلة الكفاح السلمي حتى إسقاط الأسد
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: بولا أسطيح
دعت لجان التنسيق المحلية التي تمثل حركة الاحتجاج السورية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في الداخل إلى «التظاهر السلمي» اليوم في جمعة «الله أكبر على كل من طغى وتجبر»، غداة موافقة سوريا على خطة جامعة الدول العربية للخروج من الأزمة متعهدة بوقف القمع في البلاد. وحضت لجان التنسيق «أبناء الشعب السوري للتحقق من نيات النظام من خلال استمرارهم في أشكال الاحتجاج كافة، والقوى الثورية كافة للعمل من أجل تنسيق الجهود لتنظيم مظاهرات واعتصامات شاملة». وأضافت اللجان: «ليكن اليوم الجمعة يوم التظاهر في كل الساحات والشوارع، ومواصلة الكفاح اللاعنفي حتى إسقاط النظام».
وشككت لجان التنسيق «في جدية قبول النظام السوري لبنود مبادرة جامعة الدول العربية»، مشيرة إلى أن سقوط قتلى في أعمال قمع الاحتجاجات أمس «يؤكد نيات النظام الحقيقية في الاستمرار بمواجهة الحراك الثوري السلمي بالقتل والعنف». ورأت أن «قبول النظام بمبادرة الجامعة العربية يوفر فرصة لأطياف أوسع من أبناء الشعب السوري للتعبير عن حقيقة مواقفهم السياسية عبر الانضمام إلى الثوار السلميين المتظاهرين في شوارع المدن السورية».
وكان التصويت على تسمية يوم الجمعة انتهى إلى اعتماد تسمية «الله أكبر على كل من طغى وتجبّر» التي نالت أكبر عدد من أصوات المشاركين في عملية التصويت التي كانت تتنافس خلالها على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» عبر «فيس بوك» تسميات: «علم الاستقلال»، و«طرد السفراء»، و«الوفاء للمعتقلين»، و«الدفاع عن النفس»، و«ننتصر أو نستشهد» وغيرها.. وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، أكد أحد النشطاء في حمص أن «الجماهير تستعد للخروج بكثافة أكبر من سابقاتها في مظاهرات اليوم للرد على ما سماه (المؤامرة المشتركة) بين النظام وجامعة الدول العربية». وأضاف: «سقوط عشرات الجرحى والشهداء بالأمس أكبر دليل على أن كل ما يقوم به النظام يندرج في إطار المراوغة وبالتالي نحن على قناعة أنه لن ينفذ أيا من البنود التي التزم بها، وبالتالي الثوار سيخرجون اليوم ليردوا مباشرة على الجامعة والنظام معا وليؤكدوا أنهم مستمرون وبزخم أكبر بحراكهم السلمي لإسقاط النظام خلال الأسابيع القليلة المقبلة». وعلق الناشط على تسمية «الله أكبر» فاعتبر أنها نالت العدد الأكبر من الأصوات «لأنها أقرب إلى قلوب السوريين في جمعة الحج والعيد خاصة بعدما أثبتت الدول العربية تواطؤها مع النظام من خلال ما طرحته من مبادرة سقطت قبل أن تبصر النور».
وقد طالب عدد من الناشطين عبر موقع التواصل الاجتماعي فور الإعلان عن التسمية المعتمدة بتغييرها بما يتناسب مع المستجدات لجهة المبادرة العربية، وقد اعترض عدد كبير منهم على عمومية التسمية وكأنه بتنا نفتقر للأفكار كما قال أحدهم داعيا لاعتماد تسميات تتماشى مع حركة الثوار بالداخل وتشكل عنصر تحفيز للمترددين. بدورها، كتبت إحدى الناشطات على صفحة «الثورة السورية»: «يرجى تبديل الاسم بما يتناسب مع خيانة الجامعة العربية لآمال السوريين بالخلاص من الأسد» مقترحة تسمية «واعرباه».
واعتبر أكثر من ناشط أنه «وبعد موافقة النظام على المبادرة العربية، فقد أصبحت مهمة الثوار على الأرض إيقاع النظام في منطقة المخالفات التي تم الاتفاق على منع خرقها في اجتماع مجلس الجامعة ومن ثم الضغط على المجلس لتنفيذ عقوبة المخالفات». وفيما دعت الناشطة عبير سعدة لاعتماد تسمية «جمعة الحشود»، ذكرت بأهمية توحيد العلم المرفوع في مظاهرات اليوم واعتماد علم الاستقلال كعلم وحيد يرفرف في المظاهرات التي من المتوقع أن تعم المناطق السورية كافة.
العربي يعلن أن الحوار السوري سوف يعقد في القاهرة.. والاتحاد الأوروبي يحض النظام على «تنفيذ التزاماته»
الرئيس اللبناني: الاتفاق مع سوريا تأكيد على استعادة الجامعة العربية دورها في حل القضايا العربية
جريدة الشرق الاوسط
بروكسل – بيروت: «الشرق الأوسط»
أبلغ الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بمضمون قرار مجلس الجامعة العربية الصادر أول من أمس بخصوص موافقة سوريا على الخطة العربية لحل الأزمة السورية.
وأعلن العربي عقب لقائه السفراء الخمسة وأعضاء مكتب البرلمان العربي في لقاءين منفصلين، أن الحوار الوطني السوري سيعقد بالقاهرة، وأن «الأمانة العامة بدأت من اليوم (أمس) حراكا لتنفيذ قرار وزراء الخارجية العرب الذي يتضمن البدء في إعداد حوار بين الحكومة والمعارضة السورية». ودعا الأمين العام وسائل الإعلام العربية والدولية إلى زيارة سوريا وذلك للاطلاع على الوضع هناك والإبلاغ عنه، موجها حديثه لوسائل الإعلام «بدلا من بقائكم هنا اذهبوا إلى سوريا وتابعوا ما الذي يحصل هناك وأبلغوا عنه».
وحض الاتحاد الأوروبي أمس سوريا على الإسراع في تنفيذ التزاماتها التي قطعتها للجامعة العربية لإنهاء العنف والسماح لجماعات المعارضة بالعمل. ورحبت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون بخطة الجامعة العربية، لكنها شددت على أن «المهم الآن تنفيذ الالتزامات التي قطعتها السلطات السورية للجامعة العربية بشكل كامل وبسرعة تحت تدقيق عربي». وقالت أشتون «هذه المبادرة الجديدة لا يمكن أن تنجح إلا إذا وفرت السلطات السورية لجماعات المعارضة المجال والأمن كي تعمل مع كافة قطاعات المجتمع السوري من أجل انتقال سياسي سلمي».
ورحبت الصين بخطة الجامعة العربية، ووصفتها بأنها خطوة مهمة نحو الإسراع بتنفيذ وعود دمشق بالإصلاح. وقال هونغ لي المتحدث باسم الخارجية الصينية «نعتقد أن هذه تمثل خطوة مهمة نحو تهدئة الوضع في سوريا والشروع مبكرا في عملية سياسية شاملة بمشاركة كبيرة من جميع الأطراف في سوريا» آملا أن «تبذل جميع الأطراف في سوريا جهودا عملية لوقف العنف وتهيئة الظروف لحل القضية عن طريق الحوار والتشاور».
وفي بيروت، رحب الرئيس اللبناني ميشال سليمان بالاتفاق الذي توصلت إليه جامعة الدول العربية والمتعلق بالأزمة السورية، ورأى في هذه الخطوة «تأكيدا على استعادة الجامعة دورها وموقعها في حل القضايا العربية ضمن البيت العربي وقطع الطريق على أي محاولة تدخل خارجي على خط أي أزمة تحصل». وأوضح وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور، بعد عودته إلى بيروت من القاهرة، أن «هذا الاتفاق واضح وتضمّن نقاطا عدة تقضي بسحب المظاهر المسلحة وإخلائها من المدن والمناطق السورية وإطلاق المعتقلين والسماح للإعلام العربي والغربي بحرية التحرك، وهذه النقاط سيواكبها حوار بين القيادة السورية والمعارضة». وأشار إلى أن مكان الحوار «لم يتحدد بعد، لكن هذه الخطوة لن تكون صعبة، وسيتم الاتفاق عليها باعتبار أن الأشياء التي كانت عالقة قد سربت ومهدت الطريق أمام حل شامل». وأكد أن «موقف لبنان كان مؤيدا للمجموعة العربية وداعما للاتفاق الذي هو ضروري، فمساعدة الشقيقة سوريا على إيجاد الحل والاستقرار فيها هو إنجاز للعمل العربي المشترك، وأنا شخصيا متفائل، رغم أن بعض الأصوات تصدر من هنا وهناك وفي وسائل عديدة وتبدي عدم تفاؤلها، ولكن أنا متفائل لأن الإرادة الطيبة متوافرة لدى الأفرقاء».
المعارضة السورية تبحث مع العربي «الخروقات الجسيمة» للمبادرة.. وتناشد اللجنة العربية التدخل لمنع تحويل حمص لـ«مدينة منكوبة»
سرميني لـ: الجيش يطلب إخلاء «حي بابا عمرو» تمهيدا لقصفه بالدبابات
جريدة الشرق الاوسط
لندن: ثائر عباس القاهرة: سوسن أبو حسين دمشق: «الشرق الأوسط»
شككت المعارضة السورية مجددا أمس بإمكانية التزام النظام السوري موجبات المبادرة العربية رغم إعلانه الموافقة عليها. واستند المعارضون السوريون الذين التقوا في القاهرة أمس الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، إلى استمرار عمليات القتل، وتحديدا في حمص التي حذروا من تحولها إلى «مدينة منكوبة».
وقال عضو المجلس الوطني السوري محمد سرميني لـ«الشرق الأوسط» إن المجلس وجه نداء إلى الجامعة العربية والدول الراعية للمبادرة من «هجمة شرسة» يشنها النظام على المدينة، مشيرا إلى أن المعلومات الواردة من حمص تفيد بوجود نحو 40 دبابة قرب حي بابا عمرو في المدينة، وأن الجنود ينادون السكان عبر مكبرات الصوت لإخلاء المنطقة تمهيدا لقصفها، ومحذرا من أن حمص «ستكون مدينة منكوبة» وعلى الدول العربية والمنظمات العربية التحرك السريع لإنقاذها.
وأصدر المجلس الوطني السوري بيانا عن لقاء وفد المكتب التنفيذي مع الأمين العام للجامعة العربية الذي خصص «لبحث بشأن الجهود العربية المتعلقة بالأوضاع في سوريا والعنف الدموي الذي يمارسه النظام». وقال البيان إن الأمين العام «أكد للوفد أن المجلس الوطني السوري (طرف أصيل) في الجهود الإقليمية والدولية الخاصة بسوريا، وأن جهود الجامعة تنصب على إيقاف نزيف الدم، وأن المبادرة التي تقدمت بها تشدد على التنفيذ الفوري لوقف عمليات القتل التي يقوم بها النظام، والإفراج عن المعتقلين، وسحب عناصر الأمن والميليشيات والشبيحة من كافة المدن والبلدات والقرى، والسماح لممثلي منظمات الجامعة ووسائل الإعلام العربية والدولية برصد ومراقبة سلوك النظام السوري، وإطلاع الرأي العام على الانتهاكات والخروقات التي تقوم بها أجهزته».
وإذ أثنى وفد المجلس الوطني على «الجهود العربية الرامية لحقن الدم السوري»، شدد على أن «سلوك النظام السوري على مدى عقود يؤكد مسؤوليته عما وصلت إليه البلاد من ترد في المجالات كافة، الأمر الذي يحتم رحيله بكافة رموزه ورفض شعبنا للحوار معه، وضرورة تسليم السلطة إلى حكومة تمثل الشعب السوري وخياراته الحرة». وأشار البيان إلى أن «النظام السوري بدأ منذ لحظة الإعلان عن التزامه بمبادرة الجامعة في ارتكاب خروقات جسيمة»، موضحا أن وفد المجلس الوطني «قدم تقريرا مفصلا لما جرى خلال الساعات التي تلت الإعلان، متضمنا أسماء الشهداء، وطبيعة أعمال القصف والتدمير والدهم والاعتقال، خاصة في مدينة حمص البطلة». وحض المجلس الدول العربية ودول العالم على «مراقبة سلوك النظام المعروف بالمراوغة والاحتيال، واتخاذ المواقف الصارمة تجاهه، بما يمنعه من الاستمرار في استغلال الوقت لارتكاب مزيد من جرائم القتل».
وقد التقى وفد المجلس الوطني المعتصمين السوريين والعرب أمام مقر جامعة الدول العربية، حيث استمع إلى ملاحظاتهم وأجاب عن أسئلتهم، وقدم شرحا للمجالات التي يتحرك ضمنها المجلس الوطني، مقدرا «التفاف الشارع السوري حول المجلس بوصفه ممثلا للثورة والشعب وضميرا حيا للحراك الثوري في سوريا».
وعلمت «الشرق الأوسط» أن المعارضة السورية لديها وجهتا نظر، فهناك من رفع سقف مطالبه برحيل النظام ومن وافق على الإصلاحات وبدء الحوار، وهناك من يرى أن الوقت متأخر، وأن المبادرة العربية قد تقلل من تكلفة الخسائر في سوريا، تجنبا لما حدث من تدخلات في الثورة الليبية.
وكان العربي قد التقى ظهر أمس مع عدد من سفراء دول العالم المعتمدين لدى مصر وفي مقدمتهم سفراء أميركا وأوروبا وأفريقيا والصين وفرنسا وروسيا وتركيا والبرازيل وأطلعهم على ما تم التوصل إليه من اتفاق مع سوريا خلال اجتماعات وزراء الخارجية العرب وقبول سوريا للحل العربي. وأكد الجميع أن تنفيذ المبادرة العربية ضروري للحل، لكن بعض الحضور تساءل عما سيحدث إذا لم تلتزم سوريا، وكانت الإجابة هي أنه على دمشق أن تتحمل المسؤولية في عدم التنفيذ، كما وجه العربي نداء عاجلا إلى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح للتوقيع على المبادرة الخليجية.
وتقوم اللجنة العربية المعنية بالأزمة السورية التي ترأسها قطر وتضم في عضويتها مصر والجزائر والسودان وسلطنة عمان والأمين العام للجامعة العربية ومن يرغب من الدول العربية بزيارة مرتقبة إلى دمشق لمتابعة تنفيذ الخطة العربية بشأن الإصلاح التي وافقت عليها سوريا بلا تحفظ.
إلى ذلك، حذر تيار «بناء الدولة» المعارض في سوريا السلطة من «التهرب من التزاماتها» بتنفيذ بنود الاتفاق بين الجامعة العربية والسلطة السورية ومن محاولة «تقويض» المبادرة العربية. ودعا التيار الذي يرأسه المعارض لؤي حسين السلطة في سوريا إلى تحمل مسؤولياتها الوطنية وأن تتوقف نهائيا عن قمع معارضيها. وذلك بعد أن رحب التيار «بما آلت إليه مبادرة الجامعة العربية» في بيان صدر يوم أمس أعلن فيه التيار عن موافقته على المبادرة العربية «بمجملها وببنودها كأساس مقبول لإنهاء الحالة العنفية التي سادت البلاد طيلة الأشهر التي عاشتها انتفاضة شعبنا حتى الآن». وأكد التيار أنه سيسعى «لتكون هذه المبادرة بوابة انتقال البلاد إلى صراع سياسي سلمي»، وتمنى التيار على جميع أطياف وفرقاء المعارضة السورية قبول المبادرة «كي لا تتذرع السلطة بموقفهم لخرق الاتفاق». وقال التيار إنه بناء على هذه المبادرة، واختبارا لجدية السلطة السورية بتنفيذ التزاماتها، يتمنى على جميع المتظاهرين الخروج «بمظاهراتهم السلمية مظهرين سلميتهم بوضوح بيّن». وأنه «لن يكون من المقبول إطلاقا في هذه الفترة من أي متظاهر أو محتج استخدام أي شكل من أشكال العنف لأي سبب كان»، داعيا الجميع إلى «التحلي بضبط النفس».
كما دعا تيار بناء الدولة السورية يوم أمس إلى تأسيس «لجنة رصد مركزية» لرصد مدى التزام السلطة السورية ببنود الاتفاق الذي وقعته مع اللجنة الوزارية العربية، وكذلك لرصد حالات إطلاق النار والاعتقالات والاختطاف من أي طرف كان، ليصار إلى توثيقها لدى لجنة الرصد المركزية بدمشق، لتقوم بدورها بإطلاع اللجنة الوزارية العربية عليها، تطبيقا لما جاء في مبادرة الجامعة العربية. ودعا التيار منظمات وجمعيات حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني وجميع الناشطين الحقوقيين والمدنيين في سوريا لتشكيل لجنة رصد مركزية يكون لها لجان محلية في المحافظات والمدن والبلدات السورية.
ناشطون سوريون يتهمون النظام بـ«المراوغة وتضييع الوقت».. وآخرون يدعون «لشحذ الهمم والتظاهر»
انقسام في المواقف على «فيس بوك» من إعلان الجامعة العربية موافقة سوريا على الورقة العربية
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: ليال أبو رحال
انقسمت آراء الناشطين السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات المعارضة السورية على الإنترنت بعد إعلان جامعة الدول العربية عن قبول النظام السوري المبادرة التي اقترحتها لحل الأزمة السورية المندلعة منذ أكثر من سبعة أشهر. وفي حين رأى بعض الناشطين أن الورقة العربية تصب في صالح المعارضة السورية التي عليها توحيد صفوفها والخروج بزخم سلميا إلى الشارع للتعبير عن مطالبها، بعد تعهد النظام بوقف مظاهر العنف وإخلاء المدن والأحياء من المظاهر المسلحة كافة، اعتبر ناشطون آخرون أن تعهدات النظام «ليست إلا حبرا على ورق، وتأتي في إطار المراوغة لتضييع الوقت وتشتيت صفوف الناشطين والمعارضين».
وبدا لافتا وجود حالة من الضياع لدى صفوف الناشطين وعدم وجود موقف موحد، على الرغم من أن معظمهم نظر بسلبية إلى الاتفاق العربي. وكتبت صفحة «الثورة السورية» على موقع «فيس بوك»، بعد الإعلان عن التوصل إلى اتفاق: «ننتظر عودة آلاف المعتقلين إلى أهاليهم هذه الليلة، ننتظر سحب الدبابات والمدرعات و(الشبيحة) و(النبيحة) من شوارع سوريا كلها.. ننتظر قنوات الإعلام الحر للتجول في شوارع سوريا.. النظام يعد أنفاسه الأخيرة.. ونحن ماضون نحو حريتنا».
وسأل القيمون على الصفحة أمس: «من يصدق الكذاب؟ قالها قبل الآن إنه يضمن سلامة المتظاهرين، وإن طلقة واحدة لن تطلق باتجاههم والنتيجة في اليوم الثاني كانت عشرات الشهداء.. والآن نظام العصابة المجرمة في دمشق يحتاج الوقت، لأنه شعر أن الخيوط قد أفلتت تماما من يده وأن الثورة ستبدأ القطاف». وفيما أفادت لجان التنسيق المحلية في السورية عن سقوط «اثنا عشر شهيدا (حتى الثالثة من بعد ظهر أمس) برصاص قوات الأمن وقذائف الجيش في حمص وقرية تل الشور، في اليوم الأول لموافقة النظام على مبادرة الجامعة العربية»، علق أحد الناشطين قائلا «سنرى وفاء النظام المنافق لوعوده لمبادرة جامعة الأنظمة العربية»، متسائلا: «هل ستعتبر هذه المبادرة (فاشلة) لحظة سقوط أول شهيد؟! هل سيُعير (العرب) – أي اهتمام – لأجل سقوط شهداء».
واعتبر ناشط باسم أبو راما أن «ما جرى هو مهلة شراء وقت ومراوغة من قبل النظام الساقط»، فيما اقترح عمر «تكثيف التظاهر، وتصوير أي خرق لوعود النظام الساقط وإرساله للمحطات الفضائية». ورأى إدريس أن موافقة النظام السوري هي «مناورة أخرى لنظام الديكتاتوري»، داعيا «ثوار سوريا إلى مواصلة الطريق والأحرار إلى عدم التردد».
وقالت ناشطة تدعى سلافا: «في كل الأحوال المكسب معنا، فإذا طبقوا التزاماتهم ستخرج مظاهرات أكثر وإذا لم يطبقوها، فسيعطون مجالا أكبر للتدخل».
ودعا أحد الناشطين زملاءه إلى أن «نفهم مبادرة الجامعة العربية على أنها نصر كبير وكبير جدا لثورتنا المباركة، ويجب أن نتعامل معها بذكاء وهي فرصة ثمينة لتعرية النظام، فقد وضعه العرب في خانة (اليك)، فإن طبقها كان فيها نهايته وإن لم يطبقها فإن الأنظمة العربية والعالمية له بالمرصاد». وطالب بـ«حشد الجهود للتظاهر المليوني والاعتصام أمام وسائل الإعلام وتعرية النظام»، مخاطبا الرئيس السوري بشار الأسد بالقول: «إن بقي أحد في المعتقلات أو أطلقت طلقة واحدة، فالأيام المقبلة أيامك». وطالب المتظاهرين «بشحذ الهمم واعلموا أنه لم يبق لكم إلا القليل والقليل جدا فموافقة النظام أكبر دليل على إفلاسه التام».
المدارس السورية تتحول بعد المساجد إلى مراكز لانطلاق المظاهرات
مديرون وأساتذة يؤيدون ويشجعون.. وآخرون يتصلون بالأمن
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: «الشرق الأوسط»
يبدو أن بدء العام الدراسي في منتصف شهر سبتمبر (أيلول) الماضي لم يناسب حال النظام السوري الذي يواجه انتفاضة شعبية عارمة منذ نحو سبعة أشهر، سقط خلالها ما يزيد على 4000 قتيل برصاص الأمن السوري وفق إحصاءات المعارضة السورية.
طلاب المدارس في معظم أنحاء سوريا لا يتوقفون عن الخروج في مظاهرات معارضة تهتف لرحيل الأسد وتطالب بالحرية، حيث يخرج الطلاب – وفقا لناشطين معارضين – في مظاهرات حاشدة بعد انتهاء الدوام المدرسي، وأحيانا يحدث أن يحرض أحد التلاميذ زملاءه فيبدأون بالهتاف أثناء الدوام أو في الحصص التدريسية.
ويختلف سلوك مديري المدارس وكيفية تعاملهم مع المظاهرات التي تخرج من مدارسهم، كما يشير الناشطون، ففي بعض المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام وأصبح النسيج الاجتماعي فيها معارضا له، يتعامل المدرسون والمديرون بإيجابية مع المظاهرات، وبعضهم يشارك فيها ويشجع التلاميذ على المشاركة أيضا، أما في المناطق التي ما زال يسيطر عليها النظام، حيث ينشر فيها دباباته ومدرعاته، إضافة إلى الأمن والشبيحة، فإن المدرسين ومدير المدارس يسارعون إلى الاتصال بالأمن حين تخرج أي مظاهرة تطالب بالحرية من مدارسهم.
ورغم أن نظام التعليم في سوريا مجاني، فإنه يعاني من ترد كبير في أوضاعه، سواء على المستوى التعليمي السيئ أو الفساد الذي ينخر في مؤسساته. وقد قام الرئيس الراحل حافظ الأسد لحظة وصوله إلى السلطة سنة 1970 بإنشاء منظمتي «طلائع البعث» و«شبيبة الثورة» التابعتين إلى حزب البعث العربي الاشتراكي. ويقول الناشطون المعارضون إن «وظيفة هذه المنظمات كانت تدجين التلاميذ في أطر حزبية تعلم الطالب كيفية عبادة القائد الملهم حافظ ومن بعده ابنه بشار، حيث يعرف القائد كل شيء ويتصرف بذكاء وحنكة، لا يخطئ أبدا، علينا جميعنا أن نخضع له». ويضيف الناشطون «عمد الأسد الأب إلى إدخال مادة التربية القومية الاشتراكية إلى مناهج الدراسة في جميع المراحل التعليمية، ككتاب تدريسي يعلم الطلاب مبادئ حزب البعث ويلقنها للطلاب»، لكن الهدف الأساسي من هذا الكتاب الذي مرت عليه جميع الأجيال السورية بعد وصول الأسد إلى السلطة، كما يؤكد الناشطون «هو تقديس القائد وتمجيد إنجازاته».
وقد تصدرت المظاهرات الطلابية التي تخرج من مدارس سوريا وتطالب برحيل الأسد ومحاكمة أركان نظامه مشهد الانتفاضة السورية، وخاصة أن الكثير من المدن والقرى السورية المنتفضة قد تمت محاصرتها من قبل الجيش والأمن السوريين، كما تم تقطيع أحيائها بحواجز أمنية مشددة، الأمر الذي جعل استراتيجية الخروج من المدارس ناجحة، فهي تجمع بشري لا يستطيع النظام السوري منعه.
ويقول ناشط معارض لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأجيال التي تربت على مبادئ حزب البعث وكثيرا ما أجبرت على الخروج في مسيرات تؤيد الرئيس، ها هي الآن تثأر من هذا التاريخ المخزي الذي لوث عقول الأطفال الصغار بأفكار الاستبداد والطغيان». ويشير إلى أن «الثورة السورية جعلت تلاميذ سوريا يخرجون في مظاهرات معارضة ويطالبون بحريتهم التي لم يعش أهلهم في ظلها بسبب حكم عائلة الأسد».
يذكر أن الانتفاضة السورية ضد نظام بشار الأسد أشعلت شرارتها الأولى مجموعة من الطلاب في مدينة درعا تأثروا بشعار إسقاط النظام الذي رفع في تونس ومصر، فكتبوه على جدران مدرستهم، مما دفع أجهزة الأمن إلى اعتقالهم وتعذيبهم بقسوة، الأمر الذي جعل أهالي المدينة يخرجون في مظاهرات منددة تمددت لاحقا إلى معظم المدن السورية وارتفع سقف شعاراتها إلى إسقاط النظام ومحاكمة الرئيس.
إطلاق «تنسيقية اللاجئين السوريين في لبنان» لرعايتهم إنسانيا
ناشط لـ «الشرق الأوسط»»: حزبيون موالون للأسد يلاحقون الجرحى
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: صهيب أيوب
أعلن ناشط سياسي سوري عن إطلاق «تنسيقية اللاجئين السوريين في لبنان»، التي تهدف لرعاية النازحين السوريين، خصوصا أن «هؤلاء يعانون ظروفا حياتية وأمنية تعيسة بسبب ملاحقة حزبيين موالين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد والقوى الأمنية التابعة له، لعدم وجود مسمى قانوني للنازحين من قبل الجهات الرسمية اللبنانية».
وأوضح الناشط لـ«الشرق الأوسط» أن «معظم النازحين يتمركزون في مناطق شمالية لكي لا تطالهم (الأذرع) الأمنية التابعة لحزب الله وحلفائه كما في بيروت والجنوب اللبناني»، مشيرا إلى أن «النازحين في لبنان الذين يصل عددهم إلى 10 آلاف نازح يعاملون معاملة سيئة للغاية، والحكومة اللبنانية لا تتعامل معهم إلا كهاربين بطريقة غير شرعية إلى لبنان ويجب تسليمهم».
وأكد أن معظم النازحين «يعيشون في بؤس وخوف دائم من أي ملاحقة، لذا يتم إخفاؤهم في بيوت سكان منطقة الشمال المتعاطفين معهم، لا سيما الجرحى منهم الذين يعالجون بطرق بدائية داخل غرف سكان القرى العكارية والطرابلسية»، معتبرا أن «الجرحى هم أكثر الأشخاص تعرضا للظلم وللبؤس، وتتم معالجتهم في المستشفيات ويخرجونهم بسرعة منها، خوفا من أي ملاحقة من قبل حزبيين وبعض الأمنيين التابعين لنظام الأسد».
وأشار الناشط، المقيم في شمال لبنان مع عائلته منذ اندلاع الانتفاضة السورية، إلى أن «عمل (التنسيقية) تطوعي بحت ودورها إنساني، حيث نسعى كناشطين ومتطوعين في مجالات طبية واجتماعية ونفسية إلى متابعة أوضاع النازحين ومساعدتهم لتخطي الأزمة»، وأضاف: «الهدف الأساسي في عمل (التنسيقية) هو توعية النازحين بكيفية الانضباط والالتزام بالقوانين اللبنانية»، موضحا أنه «لا قدرة للتنسيقية على حماية النازحين أمنيا أو قضائيا أو قانونيا».
وتسعى «التنسيقية»، التي سيتم الإعلان عن تأسيسها رسميا في الأيام المقبلة، إلى إيجاد «صيغة توافقية بين الناشطين والأجهزة الأمنية لحماية النازحين»، على حد تعبير الناشط، الذي توقع «أن لا تتعامل الحكومة اللبنانية مع التنسيقية كجهة رسمية».
ويعيش قسم من النازحين السوريين في شمال لبنان، لدى منازل عائلات لبنانية، فيما يقطن قسم آخر في المدارس المهجورة وعدد من الجوامع في القرى العكارية. ويطالب الناشط السياسي الحكومة اللبنانية بـ«تأمين مخيم للنازحين على غرار المخيم الذي أقامته الحكومة التركية لإيوائهم، لا سيما أن أوضاع النازحين في منطقة وادي خالد سيئة للغاية؛ إذ يعاني هؤلاء نقصا فاضحا في المؤونة، والمساعدات الطبية غير مؤمنة لهم بالشكل المطلوب، ومعظم أولادهم ليسوا في المدارس لعدم تغطية (الهيئة العليا للإغاثة) التابعة للحكومة اللبنانية نفقات التعليم للطلاب غير المسجلين لديها».
ويشدد الناشط السياسي، الذي يتنقل مستخدما اسما وهميا في شمال لبنان، على «أهمية متابعة (احتياجات) النازحين من قبل الحكومة اللبنانية لأنهم يعيشون ظروفا مأساوية»، موضحا أنه «لولا احتضان أهالي الشمال لهم ومساعدتهم لكانوا قد لقوا حتفهم». وأشار إلى أن عددا من النازحين «يعانون من عدم وجود مساكن لهم، حيث يتعرضون للابتزاز من بعض الناس حين يستأجرون»، لافتا إلى أن «بعضا من أهالي عكار وطرابلس يستضيفون العائلات في بيوتهم وبعضهم يقوم بتأمين أعمال لهم ليعولوا أسرهم».
وتخطط التنسيقية لتأمين «أعمال مؤقتة للرجال والشبان لكي يستطيعوا الاستمرار في حياة طبيعية لأن معظمهم قد تركوا بيوتهم وأملاكهم وهربوا إلى لبنان بثيابهم فقط»، موضحا أن «التنسيقية تحاول بتمويل من بعض المتبرعين من المغتربين السوريين تأمين الغذاء والكسوة للأسر».
وأكد رئيس اللجنة الطبية في التنسيقية لـ«الشرق الأوسط» أنهم قد استطاعوا تجاوز بعض الصعوبات بعد تعاونهم مع منظمة «أطباء بلا حدود»، حيث يسعون إلى «تأمين الطبابة للجرحى السوريين الهاربين من بطش آلة القتل السورية أو المستهدفين عبر الألغام المزروعة على الحدود اللبنانية – السورية».
وتوقف عند حالات تحدث ويتم خلالها «طرد الجرحى من المستشفيات مباشرة بعد تلقيهم علاجا سريعا وشبه بدائي»، موضحا أن «التنسيقية تتابع يوميا أوضاع مئات الجرحى في البيوت حيث يعالجون عبر مساعدة من بعض أطباء الجمعيات الأهلية المحلية في طرابلس وعكار (شمال لبنان)».
“المجلس الوطني” يلتقي العربي: لم نتحدث عن حوار بل مفاوضات لانتقال السلطة
حبر موافقة الأسد على المبادرة العربية يسيل دماً في حمص
ترجم نظام الرئيس السوري بشار الأسد موافقته “من دون تحفظ” على مبادرة جامعة الدول العربية التي تنص على وقف أعمال القتل والعنف وسحب الآليات العسكرية من المدن، باستمراره أمس في أعمال المجازر المتنقلة ولا سيما في حمص حيث سقط عشرات الأشخاص قتلى ما أثار شكوك المعارضين حول نية النظام الالتزام بالمبادرة إلا لتضييع الوقت، مؤكدين في لقاء “المجلس الوطني” المعارض مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن “المجلس” لا يوافق على الدخول في حوار مع النظام السوري، عارضاً “الدخول في مفاوضات لانتقال السلطة من نظام استبدادي الى نظام ديموقراطي، وطالبنا بتنحي بشار الاسد عن السلطة”.
ودعا الاتحاد الأوروبي دمشق الى تنفيذ الخطة العربية “بشكل كامل وسريع” وإنهاء حملة القمع التي يشنها النظام ضد المناهضين له منذ أشهر.
فقد أسفرت أعمال القمع في سوريا أمس عن عشرات القتلى برغم قرار نظام الرئيس السوري الموافقة على الخطة العربية الهادفة الى انهاء القمع الدامي للحركة الاحتجاجية.
وكان النظام السوري وافق “من دون تحفظ” على خطة تجاوز الازمة التي تلحظ وقفا نهائيا لاعمال العنف والافراج عن جميع المعتقلين وانسحاب الجيش من المدن ومنح المراقبين ومندوبي وسائل الاعلام الدولية حرية التنقل قبل بدء حوار بين النظام والمعارضة.
ولكن تواصلت على الارض أعمال القتل التي اسفرت عن اكثر من ثلاثة الاف قتيل منذ منتصف اذار (مارس) الماضي بحسب الأمم المتحدة.وقتل عشرون مدنياً على الأقل أمس، في احياء عدة من مدينة حمص وفق حصيلة أوردها المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد الذي مقره في لندن “ارتفع الى عشرين عدد الشهداء المدنيين الذين قتلوا الخميس في احياء تل الشور ووادي ايران وبابا عمرو والانشاءات وباب الدريب والبياضة والخالدية وكرم الزيتون” في حمص، لافتا الى ان “اطلاق الرصاص لا يزال يسمع في احياء عدة من المدينة”.
وعمدت قوات الامن السورية الى تنفيذ اعتقالات. وقال المرصد ان “اكثر من ثمانين شخصا تم اعتقالهم فجر الخميس في دير الزور (شرق) والقرى المجاورة”.
وفي القاهرة، التقى الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أمس وفداً من المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري المعارض غداة موافقة دمشق على الخطة العربية لتسوية الازمة السورية.
وصرح عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري سمير النشار للصحافيين بعد الاجتماع ان الامين العام “اطلعنا على تفاصيل المبادرة العربية والهدف منها في اطار حرص الجامعة العربية على حل عربي للأزمة السورية يرتكز على ضرورة وقف اسالة الدماء في سوريا”.
وقال “أبلغنا الأمين العام بتخوفنا من عدم صدقية النظام في تنفيذ وعوده”، مشيرا الى أن “مدينة حمص كانت تقصف البارحة وصباح اليوم (أمس)، وخلال انعقاد الاجتماع الوزاري وإعلان موافقة الحكومة السورية على الموافقة سقط 34 شهيدا”. وعما اذا كان المجلس الوطني يوافق على الدخول في حوار مع الحكومة السورية، قال “لا. لم نتحدث عن حوار. عرضنا الدخول في مفاوضات لانتقال السلطة من نظام استبدادي الى نظام ديموقراطي، وطالبنا بتنحي بشار الاسد عن السلطة”.
وقال المعارض هيثم المالح إن المعارضة لا تزال تشكك في نوايا النظام وإنه يعتقد أن الأسد لم يقبل الاتفاق إلا لكسب الوقت لكي يتشبث بالسلطة. وأضاف في مقابلة إن النظام السوري وافق على المبادرة العربية لكسب المزيد من الوقت وليؤجل سقوطه وأن الاتفاق لن يحترم لأن النظام “مدمن للقتل” ولا يمكن شفاؤه من ذلك سريعاً.
وأعلنت لجان التنسيق المحلية التي تمثل حركة الاحتجاج السورية ضد نظام الاسد في الداخل، انها “ترحب بمواصلة اللجنة الوزارية العربية جهودها الرامية الى حقن دماء المدنيين السوريين وحمايتهم من رصاص امن وجيش وشبيحة النظام”. وأضافت انها “تشكك في جدية قبول النظام السوري لبنود مبادرة الجامعة العربية”.
كما دعت هذه اللجان الى “التظاهر السلمي” اليوم معلنة أنها “تدعو ابناء الشعب السوري الى التحقق من نوايا النظام من خلال استمرارهم في اشكال الاحتجاج كافة”. وأعربت عن “تشكيكها في جدية قبول النظام السوري لبنود مبادرة الجامعة العربية”، مشيرة الى ان سقوط قتلى في اعمال قمع الاحتجاجات أول من أمس “يؤكد نوايا (النظام) الحقيقية في الاستمرار بمواجهة الحراك الثوري السلمي بالقتل والعنف”.
ومن المقرر أن تقوم اللجنة العربية المعنية بالأزمة السورية التي تضم قطر رئيساً ومصر والجزائر والسودان وسلطنة عمان أعضاء والأمين العام للجامعة العربية ومن يرغب من الدول العربية، بزيارة قريبة إلى دمشق لمتابعة تنفيذ الخطة العربية بشأن الإصلاح التي وافقت عليها سوريا بلا تحفظ.
وقال ديبلوماسي عربي إن وزراء الخارجية العرب رصدوا مبلغ مليون دولار لتغطية الأنشطة ذات الصلة بالمهام الموكلة للأمانة العامة للجامعة العربية لمتابعة تنفيذ الخطة العربية، وأنه من المنتظر أن تقوم اللجنة العربية المعنية بالاوضاع فى سوريا ومن يرغب من الدول العربية بزيارة مرتقبة الى دمشق لمتابعة تنفيذ الخطة العربية.
وفي اسطنبول، تناول وزير الخارجية التركية أحمد داوود أوغلو مع وزير الدولة القطري لشؤون التعاون الدولي خالد بن محمد العطية الاتفاق الذي توصلت إليه سوريا مع جامعة الدول العربية.
وأفادت وكالة أنباء “الأناضول” التركية أن العطية يزور حالياً تركيا لإجراء محادثات بشأن التطورات في سوريا، وأوجز لداوود أوغلو التطورات الإقليمية الراهنة وخصوصاً المحادثات بين الجامعة العربية وسوريا.
ونصح امين عام الامم المتحدة بان كي مون الرئيس السوري بتطبيق المبادرة العربية بحذافيرها فورا.
وأعرب عن أمله “ان يحفظ وعده وأن يطبق ما جاء في الاتفاق مع الجامعة العربية بوقف القمع وسحب القوات المسلحة وإطلاق السجناء والسماح للصحافة العالمية بالعمل داخل الاراضي السورية”.
ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون دمشق أمس الى تنفيذ الخطة العربية “بشكل كامل وسريع” لإنهاء حملة القمع التي يشنها النظام ضد المناهضين له منذ اشهر.
وقالت اشتون في بيان “ارحب بجهود الجامعة العربية لانهاء العنف. وقد اصبح ضروريا الان تنفيذ الالتزامات التي قطعتها السلطات السورية للجامعة العربية بشكل كامل وسريع”. واضافت ان المبادرة لا يمكن ان تنجح الا اذا “وفرت السلطات السورية المساحة والامن لمجموعات المعارضة للعمل مع جميع فئات الشعب السوري من اجل الانتقال السياسي السلمي”.
وكرر وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ مجددا دعوة الأسد الى التنحي، وقال “أشيد بالجهود التي تبذلها جامعة الدول العربية في متابعة هذه المبادرة لوقف العنف في سوريا. وكما اوضحت الجامعة للنظام في دمشق، فمن الأهمية بمكان أن يتم تنفيذ الخطة بسرعة وبشكل كامل. يجب أن تكون الخطوة الأولى وقف العنف والقمع ومن دونها جميع التدابير الأخرى لا معنى لها. ما زلنا نعتقد ان على الرئيس الاسد التنحي والسماح للشعب السوري بتحقيق تطلعاته بمزيد من الحرية والكرامة والعيش في ظل نظام سياسي اكثر انفتاحا”.
وفي باريس اصدرت الخارجية الفرنسية بيانا رحبت به بورقة عمل المبادرة العربية وشددت على ان الأسد سيحكم عليه بحسب مدى تطبيقه هذه الخطة، مضيفة ان “فرنسا تدعم جهود الجامعة العربية لوقف العنف في سوريا. نحن نرحب على وجه الخصوص بخطة العمل التي توجب وقف القمع والإفراج عن السجناء وعودة الجيش الى ثكناته واحترام حرية الصحافة والسماح للصحافة العالمية بالدخول الى سوريا لممارسة عملها بحرية”. وشدد البيان “سيتم الحكم على بشار الأسد بحسب تصرفاته. القمع يجب ان يتوقف فورا”. ورحبت الصين امس بموافقة النظام السوري على خطة الجامعة العربية، املة ان يتيح هذا الاتفاق وضع حد للعنف.
ورحّبت وزارة الخارجية الروسية امس بالاتفاق بين سوريا مع جامعة الدول العربية. ونقلت قناة “روسيا اليوم” عن الناطق باسم الوزارة ألكسندر لوكاشيفيتش قوله في مؤتمر صحافي: “إننا نرحب بمبادرة الجامعة العربية المتفق عليها حول سوريا”. وأضاف “نحن متأكدون من أن القرارات المهمة المقرة في القاهرة تفتح إمكانية حقيقية لوقف العنف وتحويل الأحداث في سوريا إلى مجرى المفاوضات السلمية من أجل إن يذلل السوريون أنفسهم مشاكلهم الداخلية دون أي تدخل خارجي”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي للصحافيين ان “الصين ترحب بتوصل سوريا والجامعة العربية لاتفاق حول وثيقة العمل لحل الازمة السورية”. وتابع “نأمل ان تتمكن كافة الاطراف المعنية في سوريا من القيام بجهود عملية لوقف كافة اشكال العنف وتسوية القضايا العالقة عبر الحوار والمشاورات”.
(ا ف ب، رويترز، يو بي آي، ا ب)
المعارضة ترفض الحوار وتتحدث عن مفاوضات لنقل السلطة
“الجامعة” تبدأ الخطوات التنفيذية لـ”خطة سوريا” ووفد إلى دمشق بعد العيد
القاهرة – “الخليج”، وكالات:
عقدت اللجنة العربية المعنية بالأزمة السورية اجتماعاً أمس بمقر الجامعة على مستوى المندوبين . وكشفت مصادر شاركت في الاجتماع أنه من المنتظر أن تقوم هذه الآلية التي تضم الجامعة العربية والدول الخمس الأعضاء، وهي إلى جانب قطر مصر والجزائر وسلطنة عمان والسودان في اللجنة “الآلية” ومن يرغب من الدول العربية، بزيارة مرتقبة إلى دمشق لمتابعة تنفيذ الخطة، يجرى الترتيب لها، ومن المتوقع أن تجري هذه الزيارة في أعقاب إجازة عيد الأضحى المبارك، موضحة أن وزراء الخارجية العرب رصدوا مبلغ مليون دولار لتغطية الأنشطة ذات الصلة بالمهام الموكلة للأمانة العامة للجامعة العربية لمتابعة تنفيذ الخطة .
في غضون ذلك، اجتمع الأمين العام للجامعة نبيل العربي مع وفد من المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري المعارض . وصرح سمير نشار عضو المكتب التنفيذي بأن الأمين العام أطلعهم على تفاصيل المبادرة العربية .
وحول وجود ضمانات حصل عليها وزراء الخارجية العرب بتنفيذ الخطة، قال نشار: إن الأمين العام أبلغنا بأن هناك لجنة وزارية عربية في حالة انعقاد دائم سوف تراقب الوضع السوري ومتابعة تنفيذ الخطة .
ورداً على سؤال حول موافقة المجلس الوطني على الدخول في حوار مع الحكومة، قال نشار: لا، لم نتحدث عن حوار، فقد عرضنا الدخول في مفاوضات لانتقال السلطة من نظام استبدادي إلى نظام ديمقراطي، وطالبنا بتنحي بشار الأسد عن السلطة .
كما أبلغ العربي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بمضمون قرار الوزاري العربي الطارئ بخصوص موافقة سوريا على الخطة العربية لحل الأزمة السورية وذلك خلال لقائه أمس مع سفراء هذه الدول وهي: “فرنسا، بريطانيا، أمريكا، روسيا، الصين” .
وأعلن العربي في تصريحات للصحفيين أن الحوار الوطني السوري سيعقد بالقاهرة، وأن الأمانة العامة بدأت حراكا لتنفيذ قرار وزراء الخارجية العرب الذي يتضمن البدء بإعداد مؤتمر للحوار بين الحكومة والمعارضة السورية، مؤكدا أهمية اطلاع وسائل الإعلام العربية والدولية على حقيقة الأوضاع في سوريا ورصد ما يدور فيها من أحداث .
في غضون ذلك، تناول وزير الخارجية التركية أحمد داوود أوغلو، مع وزير الدولة القطري لشؤون التعاون الدولي خالد بن محمد العطية الاتفاق . وأفادت وكالة أنباء “الأناضول” التركية بأن داوود أوغلو، التقى العطية في اسطنبول وناقشا الإتفاق بين سوريا والجامعة . وأوجز الوزير التركي لزائره القطري عن اجتماعاته مع وزير خارجية السودان علي كرتي وأمين عام الجامعة .
ورحبت روسيا والصين وفرنسا ولبنان بالاتفاق الذي توصّلت إليه سوريا مع جامعة الدول العربية حول خطة سلام تنهي الأزمة السورية الراهنة، فيما شككت الولايات المتحدة بالتزام دمشق بها، وكررت الدعوة للرئيس بشار الأسد بالتنحي .
ورحبت الصين، أمس، بخطة الجامعة العربية حول الوضع في سوريا . وقال هونغ لي متحدثا بلسان الخارجية الصينية للصحافيين إن “الصين ترحب بتوصل سوريا والجامعة العربية لاتفاق حول وثيقة العمل لحل الأزمة السورية” . وتابع “نأمل بأن تتمكن كافة الأطراف المعنية في سوريا من القيام بجهود عملية لوقف كافة أشكال العنف وخلق ظروف تهيئ لتسوية القضايا العالقة عبر الحوار والمشاورات” .
كما رحّبت وزارة الخارجية الروسية بالاتفاق . ونقلت قناة “روسيا اليوم” عن الناطق باسم الوزارة ألكسندر لوكاشيفيتش قوله في مؤتمر صحافي “إننا نرحب بمبادرة الجامعة العربية المتفق عليها حول سوريا” .
من جهتها، رحّبت فرنسا بخطة الجامعة . وقال بيان للخارجية الفرنسية، إن “فرنسا تساند جهود الجامعة العربية لإنهاء القمع الدموي في سوريا . ونحيي بشكل خاص خطة التحرك التي تتضمن وقف القمع وتحرير السجناء وإعادة الجيش إلى الثكنات واحترام حرية الصحافة وحرية دخول المؤسسات الإعلامية الدولية إلى سوريا” . وأضاف البيان أنه “سيتم الحكم على الرئيس السوري بشار الأسد من خلال تصرفاته” . وختم بالقول إن “القمع يجب أن ينتهي فوراً” .
عربياً، رحب الرئيس اللبناني ميشال سليمان بموافقة سوريا على الخطة العربية . وقال بيان رئاسي إن سليمان “رأى في هذه الخطوة تأكيداً على استعادة الجامعة دورها وموقعها في حل القضايا العربية ضمن البيت العربي وقطع الطريق على أي محاولة تدخل خارجي على خط أي أزمة تحصل” .
وعبرت إدارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما عن تحفظاتها بشأن ما إذا كانت دمشق ستلتزم بالخطة، وكررت الدعوة الأمريكية للأسد بالتنحي . وقالت وزارة الخارجية إنها ستراجع تفاصيل الاتفاق . وأشارت المتحدثة فيكتوريا نولاند إلى أن واشنطن لديها شكوك بشأن إمكانية تنفيذ الخطة . (وكالات)
صفعة للجامعة ومبادرتها: 15 قتيلاً والأسد يعرض عفواً عن غير المعتقلين!
ماذا تبقّى من مبادرة الجامعة العربية؟ 15 قتيلاً اليوم الجمعة، أو 18 حسب “العربية”، والنظام يعرض عدم توقيف “المسلحين الذين يسلّمون أنفسهم”، وهذا في حين طلبت مبادرة الجامعة إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، الذين تتراوح تقديرات أعدادهم بين 25 ألفاً و100 ألف معتقل!
أما عن سحب القوات العسكرية من المدن، فما يحدث في “حمص” اليوم يشير إلى أنها قد تصبح “حماه” ثانية.
المؤكد أن أحداً لا يراهن على المبادرة: لا النظام، الذي يرفض تقديم أدنى تنازل (أي أنه يسير على خطى القذافي) والشعب الثائر، الذي بات، الآن، يرفع شعار “إعدام الرئيس” بدلاً من شعار “إسقاط الرئيس”! (أنظر فيديو مظاهرة “خربة غزالة”) النظام يدفع الشعب إلى العنف، وإلى مزيد من العنف..
مقتل خمسة عشر شخصا في سوريا في جمعة التظاهر ضد “الطغاة“
وكالة الصحافة الفرنسية- قتل خمسة عشر شخصا الجمعة برصاص قوات الامن في سوريا حيث انطلقت تظاهرات ضد “الطغاة” تلبية لدعوة المعارضين السوريين الذين يشككون في ان تلتزم دمشق تنفيذ خطة الجامعة العربية للخروج من الازمة.
وتلحظ هذه الخطة وقفا كاملا للعنف والافراج عن جميع المعتقلين وانسحاب الجيش من المدن والسماح بحرية التنقل للمراقبين ومراسلي وسائل الاعلام الدولية، وذلك قبل البدء بحوار بين النظام والمعارضة.
وتعهدت السلطات السورية العفو عن حملة السلاح الذين يسلمون انفسهم اليها في مهلة ثمانية ايام، وفق ما اورد التلفزيون السوري الرسمي الجمعة.
وقال التلفزيون السوري ووكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) “تدعو وزارة الداخلية المواطنين ممن حملوا السلاح او باعوه او قاموا بتوزيعه او نقله او شرائه او تمويل شرائه ولم يرتكبوا جرائم القتل الى تسليم انفسهم واسلحتهم الى اقرب مركز شرطة في منطقتهم وسيصار الى تركهم فورا وذلك خلال الفترة الممتدة من الخامس الى الثاني عشر من تشرين الثاني/نوفمبر”.
واضافت المصادر نفسها ان هذا العفو ياتي لمناسبة حلول عيد الاضحى الذي يبدأ الاحد “بهدف حفظ الامن والنظام العام”.
ولم تتراجع اعمال القمع في سوريا التي خلفت اكثر من ثلاثة الاف قتيل منذ منتصف اذار/مارس وفق الامم المتحدة، وذلك رغم قرار نظام الرئيس بشار الاسد الموافقة على خطة للجامعة العربية لتجاوز الازمة.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان ستة مدنيين قتلوا الجمعة في حمص (وسط)، وفي حماة، شمال حمص، قتل مدنيان برصاص قناصة. وفي محافظة درعا، قتلت قوات الامن اربعة متظاهرين في كناكر وآخر في الحمورية.
وقتل مدنيان، احدهما مدني والاخر جندي فر صباحا برصاص قوات الامن في منطقة تل شهاب على الحدود مع الاردن، بينما كانا يحاولان مغادرة البلاد.
وقامت قوات الامن بتطويق مسجد ابو بكر الصديق في مدينة بانياس الساحلية. واكد المرصد ان مصلين تعرضوا للضرب لدى خروجهم من المسجد. كما تم اعتقال عشرات الاشخاص في هذه المدينة بينهم اربعة اطفال ينتمون الى عائلة رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن.
واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة ان فرنسا تشكك في صدق النظام السوري في تنفيذ خطة الجامعة العربية للخروج من الازمة في هذا البلد، وذلك بسبب استمرار القمع الدامي في سوريا.
وقال رومان نادال مساعد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية في مؤتمر صحافي ان “استمرار القمع يعزز شكوك المجتمع الدولي في صدق النظام السوري بتنفيذ خطة الجامعة العربية”.
واضاف “في حين اعلن النظام السوري لتوه انه يقبل من دون تحفظ بخطة الخروج من الازمة التي اقترحتها الجامعة العربية، نلاحظ ان عشرين متظاهرا مسالما على الاقل قتلوا امس (الخميس) في سوريا برصاص قوات الامن”.
واكد ان “استمرار القمع يناقض تماما الالتزامات التي طالبت الجامعة العربية النظام السوري” بان يفي بها.
والخميس، قتل عشرون مدنيا برصاص قوات الامن واعتقل عشرات اخرون.
ورغم اعمال القمع، لم يتراجع عزم الناشطين الذين دعوا السوريين الى التظاهر اليوم تحت شعار “الله اكبر، ضد الطغاة”.
واظهر شريط مصور بث على موقع يوتيوب عشرات من الاشخاص يتظاهرون صباح الجمعة في حي الميدان التاريخي في دمشق مطلقين شعارات مناهضة للاسد.
وسجلت تظاهرة اخرى في حرستا بريف دمشق طالب المشاركون فيها بحماية دولية. ووفق شريط اخر بث على يوتيوب حمل احد المتظاهرين لافتة كتب عليها “الى متى تصغي الجامعة العربية الى هذا الكاذب؟ لقد قبل الخطة العربية (…) والدبابات لا تزال في الشوارع”.
ونظمت تظاهرات اخرى في العديد من احياء مدينة حمص وكذلك في قرى المحافظة مثل حولا والقصير وتلبيسة وتدمر بحسب المرصد السوري.
وفي دير الزور (شرق)، اطلقت قوات الامن النار لتفريق تجمعات وفق المرصد الذي اشار ايضا الى تظاهرة حاشدة في الصنمين بمحافظة درعا (جنوب) تطالب باسقاط النظام.
واكدت صفحة “الثورة السورية 2011” على موقع فيسبوك تصميم المعارضين على التظاهر وعدم امكان صمود النظام بدعم من روسيا والصين ولا بفضل قرارات الجامعة العربية.
واكد الناشطون السوريون ان “النظام سقط منذ اليوم الاول الذي طالبنا فيه بالحرية ومنذ اول نقطة دم اهرقت بسبب الرصاص الذي يطلقه الطغاة”.
وحذرت الولايات المتحدة الخميس النظام السوري من انه اذا لم يطبق التزاماته الواردة في الخطة العربية للخروج من الازمة فان عزلته ستزداد على الساحة الدولية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند “نحن لم نر مؤشرات على ان نظام (الرئيس السوري بشار) لديه النية باحترام التعهدات التي قطعها”.
وفي لبنان، اقر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في حديث الى محطة “بي بي سي” التلفزيونية البريطانية تم بثه مساء الخميس، بحصول عمليات خطف لمعارضين سوريين في لبنان قبل اشهر، مشيرا الى ان القضاء يتعامل معها.
أعلام كردية وأثورية (سريانية) في مظاهرة القامشلي اليوم
*
السلطات السورية تمهل حاملي السلاح اسبوعا لتسليم انفسهم في اطار عفو
بيروت (رويترز) – قال التلفزيون السوري ان وزارة الداخلية السورية اعلنت يوم الجمعة انها امهلت حاملي السلاح اسبوعا اعتبارا من يوم السبت لتسليم انفسهم واسلحتهم في اطار عفو.
وجاء في بيان لوزارة الداخلية بثه التلفزيون السوري ان الوزارة “تدعو المواطنين ممن حملوا السلاح او باعوه او قاموا بتوزيعه او نقله او شرائه او تمويل شرائه ولم يرتكبوا جرم القتل الى تسليم انفسهم واسلحتهم الى اقرب مركز للشرطة في منطقتهم وسيصار الى تركهم فورا وذلك خلال الفترة من السبت 5 نوفمبر تشرين الثاني ولغاية 12 نوفمبر تشرين الثاني وسيعتبر ذلك بمثابة عفو عام عنهم.”
القوات السورية تفتح النار على محتجين ومقتل ثلاثة
عمان (رويترز) – قال نشطون ان قوات الامن السورية فتحت النار على محتجين في عدد من البلدات السورية يوم الجمعة وقتلت ثلاثة على الاقل.
وقتل محتج في بلدة كناكر على بعد 30 كيلومترا جنوب غربي العاصمة دمشق كما قتل محتجان في مدينة حمص. وقال نشطون ان قوات الامن استخدمت ايضا الذخيرة الحية لمنع حشد ضم بضعة الاف من تنظيم مسيرة في مدينة حماة على بعد 240 كيلومترا شمالي دمشق.
وقال محمد وهو من سكان كناكر “سقط الكثير من الناس على الارض بعدما اصيبوا برصاص ونخشى أن بعضهم لن ينجوا.”
وأضافوا ان محتجين في دمشق وحولها تعرضوا لاطلاق النار وأن ثلاثة محتجين أصيبوا أثناء خروجهم من المسجد الرئيسي في مدينة درعا الجنوبية.
وفي مدينة اللاذقية الساحلية قال نشط انه رصد 13 شاحنة تابعة للقوات الامنية تحيط بجامع ارسلان. وأضاف أن ثلاثة محتجين على الاقل أصيبوا عندما أطلقت قوات الامن النار أمام جامع البازار في وسط المدينة.
وقال “تعرضوا للضرب وأخذتهم القوات الامنية. وهناك عدة مئات من أفراد الامن أمام كل مسجد في اللاذقية يفتشون المارة بحثا عن أي هراوات أو مسدسات أو بنادق الية.”
وفي معرة النعمان وهي بلدة رئيسية تقع على الطريق السريع بين دمشق وحلب قال ساكن ان الجنود انتشروا عند الحواجز وأخذ القناصة مواقعهم على أسطح المنازل.
وردد الاف المحتجين في البلدة شعاراات تنادي بالحرية.
وأظهرت لقطات بثت على موقع يوتيوب الالكتروني حشدا لمحتجين في بلدة دير بعلبة على مشارف حمص وكانوا يرددون هتاف “الشعب يريد اعدام الاسد.”
الله أكبر على الطغاة…مقتل خمسة عشر شخصا في مظاهرات الجمعة السورية
دمشق – قتل خمسة عشر شخصا الجمعة برصاص قوات الامن في سوريا حيث انطلقت تظاهرات ضد “الطغاة” تلبية لدعوة المعارضين السوريين الذين يشككون في ان تلتزم دمشق تنفيذ خطة الجامعة العربية للخروج من الازمة.
وتلحظ هذه الخطة وقفا كاملا للعنف والافراج عن جميع المعتقلين وانسحاب الجيش من المدن والسماح بحرية التنقل للمراقبين ومراسلي وسائل الاعلام الدولية، وذلك قبل البدء بحوار بين النظام والمعارضة.
وتعهدت السلطات السورية العفو عن حملة السلاح الذين يسلمون انفسهم اليها في مهلة ثمانية ايام، وفق ما اورد التلفزيون السوري الرسمي الجمعة.
لكن معارضين للنظام شككوا بهذه الدعوة وقالوا انها مفبركة لتوحي بوجود عصابات مسلحة وذلك لتبرير الرواية الرسمية للنظام
\وقال التلفزيون السوري ووكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) “تدعو وزارة الداخلية المواطنين ممن حملوا السلاح او باعوه او قاموا بتوزيعه او نقله او شرائه او تمويل شرائه ولم يرتكبوا جرائم القتل الى تسليم انفسهم واسلحتهم الى اقرب مركز شرطة في منطقتهم وسيصار الى تركهم فورا وذلك خلال الفترة الممتدة من الخامس الى الثاني عشر من تشرين الثاني/نوفمبر”.
واضافت المصادر نفسها ان هذا العفو ياتي لمناسبة حلول عيد الاضحى الذي يبدأ الاحد “بهدف حفظ الامن والنظام العام”.
ولم تتراجع اعمال القمع في سوريا التي خلفت اكثر من ثلاثة الاف قتيل منذ منتصف اذار/مارس وفق الامم المتحدة، وذلك رغم قرار نظام الرئيس بشار الاسد الموافقة على خطة للجامعة العربية لتجاوز الازمة.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان ستة مدنيين قتلوا الجمعة في حمص (وسط)، وفي حماة، شمال حمص، قتل مدنيان برصاص قناصة. وفي محافظة درعا، قتلت قوات الامن اربعة متظاهرين في كناكر وآخر في الحمورية.
وقتل مدنيان، احدهما مدني والاخر جندي فر صباحا برصاص قوات الامن في منطقة تل شهاب على الحدود مع الاردن، بينما كانا يحاولان مغادرة البلاد.
وقامت قوات الامن بتطويق مسجد ابو بكر الصديق في مدينة بانياس الساحلية. واكد المرصد ان مصلين تعرضوا للضرب لدى خروجهم من المسجد. كما تم اعتقال عشرات الاشخاص في هذه المدينة بينهم اربعة اطفال ينتمون الى عائلة رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن.
واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة ان فرنسا تشكك في صدق النظام السوري في تنفيذ خطة الجامعة العربية للخروج من الازمة في هذا البلد، وذلك بسبب استمرار القمع الدامي في سوريا.
وقال رومان نادال مساعد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية في مؤتمر صحافي ان “استمرار القمع يعزز شكوك المجتمع الدولي في صدق النظام السوري بتنفيذ خطة الجامعة العربية”.
واضاف “في حين اعلن النظام السوري لتوه انه يقبل من دون تحفظ بخطة الخروج من الازمة التي اقترحتها الجامعة العربية، نلاحظ ان عشرين متظاهرا مسالما على الاقل قتلوا امس (الخميس) في سوريا برصاص قوات الامن”.
واكد ان “استمرار القمع يناقض تماما الالتزامات التي طالبت الجامعة العربية النظام السوري” بان يفي بها.
والخميس، قتل عشرون مدنيا برصاص قوات الامن واعتقل عشرات اخون.
ورغم اعمال القمع، لم يتراجع عزم الناشطين الذين دعوا السوريين الى التظاهر اليوم تحت شعار “الله اكبر، ضد الطغاة”.
واظهر شريط مصور بث على موقع يوتيوب عشرات من الاشخاص يتظاهرون صباح الجمعة في حي الميدان التاريخي في دمشق مطلقين شعارات مناهضة للاسد.
وسجلت تظاهرة اخرى في حرستا بريف دمشق طالب المشاركون فيها بحماية دولية. ووفق شريط اخر بث على يوتيوب حمل احد المتظاهرين لافتة كتب عليها “الى متى تصغي الجامعة العربية الى هذا الكاذب؟ لقد قبل الخطة العربية (…) والدبابات لا تزال في الشوارع”.
ونظمت تظاهرات اخرى في العديد من احياء مدينة حمص وكذلك في قرى المحافظة مثل حولا والقصير وتلبيسة وتدمر بحسب المرصد السوري.
وفي دير الزور (شرق)، اطلقت قوات الامن النار لتفريق تجمعات وفق المرصد الذي اشار ايضا الى تظاهرة حاشدة في الصنمين بمحافظة درعا (جنوب) تطالب باسقاط النظام.
واكدت صفحة “الثورة السورية 2011” على موقع فيسبوك في جمعة “الله اكبر”تصميم المعارضين على التظاهر وعدم امكان صمود النظام بدعم من روسيا والصين ولا بفضل قرارات الجامعة العربية.
واكد الناشطون السوريون ان “النظام سقط منذ اليوم الاول الذي طالبنا فيه بالحرية ومنذ اول نقطة دم اهرقت بسبب الرصاص الذي يطلقه الطغاة”.
وحذرت الولايات المتحدة الخميس النظام السوري من انه اذا لم يطبق التزاماته الواردة في الخطة العربية للخروج من الازمة فان عزلته ستزداد على الساحة الدولية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند “نحن لم نر مؤشرات على ان نظام (الرئيس السوري بشار) لديه النية باحترام التعهدات التي قطعها”.
وفي لبنان، اقر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في حديث الى محطة “بي بي سي” التلفزيونية البريطانية تم بثه مساء الخميس، بحصول عمليات خطف لمعارضين سوريين في لبنان قبل اشهر، مشيرا الى ان القضاء يتعامل معها.
الجمعة 4 نونبر 2011
ا ف ب
وزير الخارجية المصري: الحل في سوريا لن يتم بالعنف أو الاجراءات الأمنية
رأى وزير الخارجية المصري محمد عمرو أن جامعة الدول العربية “قامت بدور إيجابي جداً فى المسألة السورية”، آملاً في حل الأزمة “في إطار سوري عربي ومن دون تدخل أجنبي، وفي حال تحقق ذلك سيكون نصرا كبيرا للعالم العربي وللجامعة”. وعن موقف مصر ممّا يحصل في سوريا، قال عمرو في تصريح: “موقفنا واضح جداً منذ البداية، فسوريا دولة شقيقة لنا وتجمعنا علاقة قوية وتاريخية، ومصر كانت اول دولة عربية تصدر بيانا تطالب فيه سوريا بوقف أعمال العنف”.
ورأى عمرو أن “الحل لما يدور في سوريا لن يتم تحقيقه من خلال العنف أو الاجراءات الأمنية، بل لا بد من حوار وإجراءات لبناء الثقة”، وتابع: “كررنا هذا الموقف في بيان آخر وحذرنا من أن المضي في هذا السبيل قد يفتح الباب للتدخل الخارجي، وهذا ما لا نريد”، نافيًا أن يكون هدف المبادرة العربية “توفير الغطاء لتدخل أجنبي في سوريا”، وأوضح في الوقت عينه أن قرار الجامعة “يتضمن خطوات وتوقيتات واضحة، للوقف الفوري للعنف وسحب كل القوات العسكرية من المدن إلى خارج المدن والبدء بإطلاق سراح المعتقلين خلال الأحداث الأخيرة، على ان تبدأ أول دفعة قبل عيد الأضحى، وبدء الجامعة العربية بتنظيم حوار بين الحكومة والمعارضة للوصول إلى حل لهذه المسألة في موعد اقصاه اسبوعين”، آملا أن “يتحقق ما يصبو إليه الشعب السوري من حرية وديمقراطية بطريقة سليمة”.
(الوطنية للإعلام)
مجلس حقوق الإنسان سيستمر بـ”تسليط الضوء” على الانتهاكات بسوريا
أعلن أعضاء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أنّهم يريدون “تسليط الضوء” على الانتهاكات التي يتم ارتكابها في سوريا، وسيدفعون باتجاه إجراء تحقيقات في سلوك النظام السوري سواء سُمح لمراقبي المجلس بدخول الأراضي السورية أم لم يُسمح. وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى مجلس حقوق الإنسان إيلين تشيمبرلين دوناهو خلال اجتماع في معهد بروكينغز للأبحاث بواشنطن: “بالنسبة للشأن السوري لا تزال الفرصة متاحة، حتى إنّها متاحة جداً”.
وتابعت دوناهو: “لا نشعر أننا فقدنا الزخم، وسنفعل كل ما في وسعنا لتسليط الضوء على الانتهاكات المستمرة والضغط بأقصى طاقتنا”، وذكرت أن منع أعضاء اللجنة من الوصول الى سوريا “يزيد من عزم المجتمع الدولي” للضغط على نظام الرئيس بشار الأسد. وكانت دمشق منعت وصول بعثة لتقصّي الحقائق من مجلس حقوق الإنسان في آب، كما رفضت ايضا دخول لجنة تحقيق تدعمها الامم المتحدة تم تشكيلها بعد ذلك، ومن ثم توجه اعضاء اللجنة الى المناطق الحدودية في بلدان مجاورة لسوريا لرصد الانتهاكات من هناك.
وقالت دوناهو إن “من المقرر ان تنشر لجنة التحقيق تقريراً حول سوريا في الثلاثين من تشرين الثاني، ومن المرجح ان يعقد مجلس حقوق الإنسان جلسة للنظر في مضمون التقرير”.
من جهتها قالت نائبة رئيسة المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان كيونغ وا كانغ لمنتدى واشنطن إنه “رغم عدم امكان الوصول الى شوارع المدن السورية كدمشق وحمص وغيرهما، الا ان التقنيات الحديثة لا تدعنا نواجه نقصا في المعلومات”، وقالت إن مفتّشي الأمم المتحدة “تحدثوا الى المتظاهرين عبر سكايب وكان المتظاهرون متواجدين في قلب الاحداث في الشوارع يومياً”.
وبينما شددت كانغ على أن الشهادات التي تم جمعها من 150 من الضحايا والشهود الذين فرّوا الى البلدان المجاورة اتاحت للامم المتحدة الاطلاع “بشكل اكثر وضوحاً على انماط الانتهاكات”، أقرّت بأن هيئات الامم المتحدة “كانت تودّ طبعا لو اتيح لها الدخول ومعاينة الوضع”، وقالت لوكالة “فرانس برس”: “نواصل المطالبة بالدخول والتحقيق”.
(أ.ف.ب.)
مقتل 18 شخصاً في جمعة “الله أكبر” في سوريا
أعلن ناشطون سوريون أن 18 شخصاً قتلوا برصاص قوات الأمن في سوريا في تظاهرات إنطلقت بعد صلاة الجمعة وحملت إسم “الله أكبر”. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن “ستة مدنيين قتلوا الجمعة في حمص، كما قتل أربعة أشخاص برصاص الأمن والقناصة في حماة، كما قتل أربعة آخرون في كناكر وآخر في حمورية في محافظة درعا”، لافتاً إلى أن “شخصان، أحدهما مدني والآخر جندي فرّ صباحاً، قتلا برصاص قوات الأمن في منطقة تل شهاب على الحدود مع الأردن، بينما كانا يحاولان مغادرة البلاد”.
إلى ذلك، قامت قوات الأمن بتطويق مسجد ابو بكر الصديق في مدينة بانياس الساحلية، وأكد المرصد أن مصلّين تعرضوا للضرب لدى خروجهم من المسجد، كما تم اعتقال عشرات الأشخاص في هذه المدينة بينهم أربعة أطفال ينتمون إلى عائلة رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن.
وأظهر شريط مصور بث على موقع “يوتيوب” عشرات من الاشخاص يتظاهرون صباح الجمعة في حي الميدان التاريخي في دمشق مطلقين شعارات مناهضة للرئيس السوري بشار الأسد، كما سُجلت تظاهرة أخرى في حرستا بريف دمشق طالب المشاركون فيها بحماية دولية، وظهرت على موقع “يوتيوب” لافتة حملها أحد المتظاهرين وكتب عليها “إلى متى تصغي الجامعة العربية إلى هذا الكاذب؟ لقد قبل الخطة العربية والدبابات لا تزال في الشوارع”.
كما نُظّمت تظاهرات أخرى في العديد من احياء مدينة حمص وكذلك في قرى المحافظة مثل حولا والقصير وتلبيسة وتدمر، وفق ما ذكر المرصد السوري الذي أشار إلى أن قوات الأمن أطلقت النار لتفريق تجمعات في دير الزور. وأضاف أن تظاهرة حاشدة انطلقت في الصنمين بمحافظة درعا تطالب باسقاط النظام.
(أ.ف.ب.)
فرنسا تشكّك بصدق النظام السوري في تنفيذ الخطة العربية
أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن فرنسا تشكّك في صدق النظام السوري في تنفيذ خطة جامعة الدول العربية للخروج من الأزمة في هذا البلد، وذلك بسبب استمرار القمع الدامي في سوريا. وقال مساعد المتحدث بإسم الخارجية الفرنسية رومان نادال في مؤتمر صحافي إن “استمرار القمع يعزّز شكوك المجتمع الدولي في صدق النظام السوري بتنفيذ خطة الجامعة العربية، وفي حين أعلن النظام السوري لتوّه أنه يقبل من دون تحفظ بخطة الخروج من الأزمة التي اقترحتها الجامعة العربية، نلاحظ أن عشرين متظاهراً مسالماً على الأقل قتلوا أمس (الخميس) في سوريا برصاص قوات الأمن”.
وأكد نادال أن “استمرار القمع يناقض تماماً الالتزامات التي طالبت الجامعة العربية النظام السوري بأن يفي بها”، وشدد المتحدث على أن “فرنسا مصممة أكثر من أي وقت آخر على التحرك في كل المحافل الدولية وكذلك مع جامعة الدول العربية التي ترحب بجهودها، للضغط على النظام السوري بهدف وقف القمع في سوريا”.
(أ.ف.ب.)
خطة العرب على المحك الميداني وروسيا تدعو السوريين “لإلتزام بنودها”: مستعدون للمساعدة
واشنطن لا ترى “مؤشرات على أنّ الأسد ينوي احترام تعهداته” وأوروبا تشدد على تنفيذ التزاماته العربية “بشكل كامل وسريع
مع بلوغ الثورة السورية “جمعة” ما بعد التزام النظام السوري بنود المبادرة العربية وفي طليعتها وقف أعمال العنف، لم يزل هذا الإلتزام حبرًا على ورق، ودمًا على الأرض في ظل المعلومات المتواترة ميدانيًا عن سقوط أكثر من عشرين قتيلاً سوريًا خلال الساعات الأخيرة، معظمهم سقطوا في حمص حيث تدور أعنف العمليات العسكرية والأمنية منذ اندلاع الثورة في سوريا، بالإضافة إلى تواصل عمليات الدهم والإعتقال التي حصدت “أكثر من 80 معتقلاً في دير الزور والقرى المجاورة” وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.. وفي الأثناء كان أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي يلتقي في القاهرة وفداً من المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري المعارض، وقد أوضح عضو المكتب سمير النشار أنّ العربي أطلع الوفد على “تفاصيل المبادرة العربية والهدف منها”، وأبلغه بأنّ “اللجنة الوزارية العربية في حالة انعقاد دائم وسوف تراقب الوضع السوري وتنفيذ الخطة العربية”، وأضاف: “نحن من جهتنا أبلغنا الأمين العام بتخوّفنا من عدم مصداقية النظام في تنفيذ وعوده”، لافتًا في هذا السياق الى أن “مدينة حمص كانت تُقصَف وسقط 34 شهيدًا خلال وبعد إعلان موافقة الحكومة السورية على المبادرة العربية”، وردًا على سؤال أجاب النشار: “لم نتحدث عن الحوار (مع النظام السوري)، عرضنا الدخول في مفاوضات لانتقال السلطة من نظام استبدادي إلى نظام ديمقراطي، وطالبنا بتنحي بشار الاسد عن السلطة”.
بدوره، أوضح نائب أمين عام جامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي أنّ “المبادرة العربية تأتي تنفيذاً لقرار مجلس الجامعة الذي أكد أنّ الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة سيتم في مقر الجامعة وبرعايتها”، لافتاً في حديث لقناة “العربية” إلى أن “هذه الفقرة كانت محل نقاش وكان هناك اقتراح أن يكون هناك اجتماع تحضيري (للحوار) في القاهرة ثم يُنقل إلى دمشق كمرحلة ثانية، لكن هذه النقطة لا زالت تتطلّب المزيد من النقاش، وهي تأتي بعد أن يتم تنفيذ عناصر أربعة في المبادرة على الأرض من قبل السلطات السورية قبل الانتقال للحوار”، وأكد بن حلي في هذا المجال أنّ المهلة الممنوحة لتنفيذ هذه العناصر الأربعة هي “15 يوماً”، لافتًا في هذا المجال إلى أنّ “عمل القيادة السورية واللجنة الوزارية العربية على المحك، وهناك نية لانتقال وفد من لجنة متابعة عربية إلى سوريا لمراقبة الوضع والاطلاع على الواقع ومدى التنفيذ الحاصل للمبادرة العربية”.
وفي المواقف الدولية، حذرت واشنطن النظام السوري من أنه “إذا لم يطبّق التزاماته الواردة في الخطة العربية، فإن عزلته ستزداد على الساحة الدولية”، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند: “لم نر حتى الساعة مؤشرات على أن نظام الأسد لديه النيّة باحترام التعهدات التي قطعها (…) وليس لدينا أي مؤشر يدل على أن القوات (التابعة للنظام السوري) تنسحب من أي مكان في هذه المرحلة”، مجددة في ضوء ذلك دعوة الرئيس بشار الأسد إلى “التنحي”، ومعربةً عن اعتقادها بأنّه “إذ لم يفِ (الأسد) بالوعود التي قطعها لجامعة الدول العربية، فإن الجامعة ستشعر بأن هناك وعوداً قُطعت (أمامها) ونُكث بها ما سيتحتم عليها التحرك رداً على ذلك”.
ومن الجانب الأوروبي، رحبت وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي كاثرين أشتون “بجهود الجامعة العربية لإنهاء العنف في سوريا”، مشددة في بيان على أنه “أصبح ضرورياً الآن تنفيذ الإلتزامات التي قطعتها السلطات السورية للجامعة العربية بشكل كامل وسريع”، ولفتت آشتون الإنتباه إلى أنّ المبادرة العربية “لا يمكن أن تنجح إلا إذا وفّرت السلطات السورية المساحة والأمن لمجموعات المعارضة للعمل مع جميع فئات الشعب السوري من أجل الإنتقال السياسي السلمي” للسلطة في سوريا.
أما على الضفة الدولية المؤازرة للنظام السوري، فقد رحبت موسكو بالمبادرة العربية لحل الأزمة في سوريا، وقال مصدر في الخارجية الروسية لموقع “NOW Lebanon”: “العرب أدرى من غيرهم بإدارة شؤونهم، ونحن نرحب وندعم مبادرة جامعة الدول العرببية لحل الأزمة في سوريا ومستعدون للمساعدة في حال طلب منّا ذلك”.
وإذ شدد على أنّ “إلتزام السوريين ببنود المبادرة العربية يشكل فرصة حقيقية لوقف العنف الدائر في سوريا وانتقال مجرى أحداث الأزمة السورية من المسار العنفي إلى المسار السياسي السلمي”، لفت المصدر في الخارجية الروسية إلى أنّ “موسكو في المبدأ تقف مع أن تعمد الشعوب إلى حل مشاكلها ذاتيًا دون أي تدخل خارجي”، وأضاف موضحًا: “روسيا ترفض تدويل الأزمة السورية، ولكن أن تلعب الجامعة العربية دورًا في حل هذه الأزمة فهذا أمر مهم ندعمه وندعو كل الأطراف في سوريا إلى التصرف معه بمسؤولية بحيث يلتزمون بنود الخطة العربية تمهيدًا لانطلاق حوار سياسي جدي بين السلطة والمعارضة يكون قائمًا على احترام متبادل يكفل الوصول إلى إصلاحات تستجيب لمصالح كل السوريين”.
وردا على سؤال حول ما يرشح من معلومات تفيد بوجد تباين روسي داخلي حول الموقف من الأزمة السورية، لفت المصدر الروسي الإنتباه إلى أنّ “موسكو تستعد للانتخابات الشهر المقبل، وبالتالي من الطبيعي أن يبرز أكثر من رأي حيال المواضيع الخارجية”، مشددًا في الوقت عينه على أنّه “حتى في ظل وجود أراء متفاوتة في روسيا بين داعين إلى دعم مطلب المعارضة السورية برحيل النظام السوري، وبين داعين إلى إعطاء النظام السوري مزيدًا من الفرص لتنفيذ الإصلاحات، إلا أنّ الثابت في موسكو ألا يكون موقفها الرسمي بنهاية المطاف داعمًا بشكل أعمى للأنظمة بوجه شعوبها”.
مطالب بالتدويل وتشكيك فرنسي بدمشق
إثر توالي القتل في “جمعة الله أكبر”
دعا المجلس الوطني السوري المعارض إلى إرسال الملف السوري إلى مجلس الأمن الدولي وذلك بعد سقوط قتلى وجرحى في جمعة “الله أكبر”. وشككت فرنسا في صدق نوايا النظام السوري في تنفيذ بنود الورقة العربية، كما حذرت الولايات المتحدة دمشق من ازدياد عزلتها الدولية.
وتعليقا على الالتزام بمبادرة الجامعة العربية في سوريا، قال رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون في حديث للجزيرة إن على الجامعة العودة إلى تطبيق إجراءات مؤثرة على النظام السوري كانت تفكر فيها سابقا ومنها سحب السفراء وتجميد عضويته في الجامعة وإرسال الملف السوري إلى مجلس الأمن.
وتنص الورقة العربية على سحب الآليات العسكرية ووقف العنف والحوار مع المعارضة خلال أسبوعين.
وكان وفد من المجلس الوطني قد أبلغ الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي خلال لقائهم به أمس بالقاهرة “تخوفهم من عدم مصداقية النظام في تنفيذ وعوده”.
وقال عضو الوفد سمير النشار إن المجلس لم يتحدث في اللقاء عن حوار ولكن عرض “الدخول في مفاوضات لانتقال السلطة من نظام استبدادي إلى نظام ديمقراطي”، وطالب بتنحي بشار الأسد عن السلطة.
ومن جهته قال المفوض السياسي للحركة الشعبية للتغيير في سوريا وائل الحافظ في حديث للجزيرة من باريس إن نظام الأسد “مجرم وقاتل” ومعروف بكذبه وخداعه داعيا الجامعة العربية إلى اختصار الجهد وحقن دماء السوريين برفع القضية مباشرة إلى مجلس الأمن الدولي وتأمين الحماية للشعب السوري.
وشدد الحافظ على أنه لا يدعو إلى تدخل دولي على الطريقة الليبية رافضا مساعدة حلف الناتو بل يحث على تسليح الجيش السوري الحر وهو مجموعات عسكرية انشقت عن الجيش الحكومي وأعلنت رفضها لنظام الأسد.
أما السفير وجيه حنفي، الأمين العام المساعد للجامعة العربية ومدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية فقال إن الأمانة العامة للجامعة واللجنة الوزارية العربية وضعت آلية لمراقبة التزام سوريا بالمبادرة العربية وسترسل لهذه الغاية قريبا بعثة إلى دمشق.
فرنسا وصدق الأسد
وفي التطورات، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة أن فرنسا تشكك في صدق نظام الأسد في تنفيذ خطة الجامعة العربية للخروج من الأزمة في هذا البلد، وذلك بسبب استمرار القمع الدامي في سوريا.
وقال رومان نادال مساعد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية في مؤتمر صحفي إن “استمرار القمع يعزز شكوك المجتمع الدولي في صدق النظام السوري في تنفيذ خطة الجامعة العربية”.
وأضاف “في حين أعلن النظام السوري لتوه أنه يقبل من دون تحفظ بخطة الخروج من الأزمة التي اقترحتها الجامعة العربية، نلاحظ أن عشرين متظاهرا مسالما على الأقل قتلوا أمس (الخميس) في سوريا برصاص قوات الأمن”. وأكد أن “استمرار القمع يناقض تماما الالتزامات التي طالبت الجامعة العربية النظام السوري” بأن يفي بها.
واشنطن تحذر
وكانت الولايات المتحدة قد حذرت أمس النظام السوري من أنه إذا لم يطبق التزاماته الواردة في الخطة العربية للخروج من الأزمة فإن عزلته ستزداد على الساحة الدولية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند “نحن لم نر مؤشرات على أن نظام (الرئيس السوري بشار) لديه النية في احترام التعهدات التي قطعها”.
ورفضت المتحدثة الأميركية التحليلات القائلة إن المبادرة العربية تتيح للنظام السوري كسب الوقت. وقالت “إذا لم يف الأسد بالوعود التي قطعها للجامعة العربية فإن المنظمة ستشعر بأن هناك وعودا قطعت ونُكثت وسيتحتم عليها التحرك ردا على ذلك”.
وتتضمن خطة الجامعة العربية التي جرى الاتفاق عليها الجمعة الماضية وقفا كاملا لأعمال العنف وإطلاق سراح كل المعتقلين من المحتجين وانسحاب كافة القوات العسكرية من المناطق المدنية ومنح وسائل الإعلام الأجنبية حرية التنقل في سوريا والاطلاع على الموقف على الطبيعة.
وشككت لجان التنسيق المحلية -التي تمثل حركة الاحتجاج في الداخل- في “جدية قبول النظام السوري ببنود مبادرة الجامعة العربية”.
وأشارت أمس إلى أن تواصل سقوط القتلى “يؤكد نوايا النظام الحقيقية في الاستمرار بمواجهة الحراك الثوري السلمي بالقتل”. وطالبت اللجان الشعب السوري بالتحقق من نية النظام عبر الاستمرار في كافة أشكال الاحتجاج.
استمرار القتل بسوريا والداخلية تصدر عفوا
قتل 18 شخصا خلال تفريق الأمن السوري لمظاهرات مناوئة لنظام الرئيس بشار الأسد سارت في جمعة “الله أكبر” في أنحاء سوريا. لكن وكالة الأنباء الحكومية نفت سقوط أي قتيل في البلاد اليوم. ونشر التلفزيون السوري نبأ يقول إن السلطات منحت مهلة أسبوع لمن سمتهم المسلحين لتسليم أسلحتهم مقابل الحصول على عفو.
وشهدت سوريا انطلاق مظاهرات في مدن ومحافظات عدة تلبية لدعوة المعارضة السورية في “جمعة الله أكبر”، وقال ناشطون إن عمليات القتل والاعتقال والمداهمات لم تقل أو تتوقف بل إنها زادت خاصة بعد الموافقة على المبادرة العربية، وتحدثت مصادر عن قيام الأمن باقتحام المساجد ومطاردة المصلين الخارجين من صلاة الجمعة.
وقتلت نيران الدبابات السورية أربعة أشخاص على الأقل في مدينة حمص في وقت مبكر من اليوم الجمعة في استمرار لحملة قمع عنيفة للمحتجين على الرغم من موافقة الحكومة على خطة جامعة الدول العربية لوقف إطلاق النار وإجراء محادثات مع المعارضة.
ونقلت وكالة رويترزو عن شاهد طلب عدم ذكر اسمه قوله إنه رأى عشرات الجثث لمدنيين وعليها آثار إطلاق نار في المستشفى الوطني بحمص الذي تسيطر عليه قوات الأمن.
وقال سامر وهو ناشط فر من المنطقة لرويترز عبر الهاتف “الجرحى في حي بابا عمرو يموتون في أماكنهم، القصف عنيف للغاية ولا يمكن أن يصل أحد اليهم”.
قتل بدرعا
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن شخصين قتلا في محافظة درعا أحدهما عسكري منشق من مدينة نوى والآخر مدني من مدينة الحراك إثر إطلاق الرصاص عليهما من قبل المخابرات العسكرية في منطقة تل شهاب على الحدود الأردنية السورية خلال محاولتهما الفرار إلى الأردن.
لكن الحضور الأمني الكثيف لم يمنع خروج المظاهرات المطالبة بإسقاط الأسد في مناطق عدة، ففي كل من بلدة الباب وحي صلاح الدين بحلب انطلقت بعد صلاة الجمعة مظاهرتان للمطالبة برحيل النظام السوري، وأظهرت صور بثها ناشطون من قالوا إنهم شبيحة يحاصرون متظاهرين داخل مسجد في حي صلاح الدين.
وتظاهر أهالي حي جورة الشياح بمحافظة حمص مطالبين بإسقاط النظام ورحيل الأسد كما جاء في صور بثها على الإنترنت ناشطون معارضون. وفي مدينة كفرنبل بمحافظة إدلب شمال سوريا جرت مظاهرة ظهر اليوم رفض فيها المتظاهرون مبدأ الحوار مع النظام كما جاء في المبادرة العربية.
كما تظاهر مواطنون سوريون معارضون في بلدة حاس بمحافظة إدلب شمال سوريا ظهر اليوم ونادوا برحيل النظام، كما شجبوا استمرار سقوط الضحايا رغم موافقة القيادة السورية على المبادرة العربية.
وبث ناشطون معارضون صورا على الإنترنت قالوا إنها لمظاهرة خرجت اليوم في بلدة كفرومة بمحافظة إدلب حيث ردد المتظاهرون عبارات التأييد لمدينة حمص ونادوا برحيل النظام.
المدن المحاصرة
وانطلقت مظاهرة ظهر اليوم في منطقة الملعب بمدينة حماة وأنشدو المتظاهرون أهازيج تضامنية مع بقية المدن السورية المحاصرة جراء العمليات العسكرية المستمرة منذ الخامس عشر من مارس/ آذار الماضي. وقد رُفعت رايات الثورة الليبية كما يظهر في صور بثها على الإنترنت ناشطون معارضون.
وانطلقت مظاهرة اليوم في بلدة كفرزيتا بمحافظة حماة حيث هتف المتظاهرون تضامنا مع أهالي مدينة حمص وقد رفعوا رايات الثورة السورية كما ظهر ذلك في صور بثها على الإنترنت ناشطون معارضون.
وبث الناشطون على الإنترنت صورا لمظاهرات في مدينة عامودا بمحافظة الحسكة، وفي مدينة بصرى الشام بمحافظة درعا، وفي مدينتي نصيب والحراك جنوب سوريا، طالبت برحيل النظام والرئيس الأسد.
وتظاهر أهالي حي الخالدية بمدينة حمص منادين بالحرية وإسقاط النظام. كما رفعوا لافتات انتقدت الموقف الرسمي العربي حيال الثورة في سوريا كما جاء في صور على الإنترنت. كما شهدت مدينة تدمر بمحافظة حمص مظاهرات ضد الأسد، وفي مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة بشرقي سوريا جرت مظاهرة تطالب برحيل النظام والرئيس.
وقال نشطون إن قوات الأمن استخدمت الذخيرة الحية لمنع حشد ضم بضعة آلاف من تنظيم مسيرة في مدينة حماة على بعد 240 كيلومترا شمال دمشق. وأضافوا أن محتجين في دمشق وحولها تعرضوا لإطلاق النار.
وذكر ناشطون أيضا أن العشرات اعتقلوا في الساعات الأولى من صباح اليوم في ضاحيتي دوما وحرستا بشمال دمشق، وقالوا إن الجنود يدخلون ضاحية المعضمية غرب العاصمة دمشق.
رواية النظام
في المقابل فإن وسائل الأعلام السورية الرسمية، تقدم رواية أخرى للأحداث، فهي ما زالت تتحدث عن وجود المؤامرات وتنفي سقوط قتلى اليوم في كافة أنحاء البلاد، وتقدم حيثيات مغايرة لما يرويه الناشطون الداعين إلى إسقاط الأسد ونظامه.
فقد قالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) في عنوان لها “أهالي حمص يستنكرون ما ترتكبه المجموعات الإرهابية المسلحة من جرائم قتل وتنكيل ويؤكدون ارتباطها بأجندات خارجية تهدف لضرب استقرار سوريا”.
وتنقل روايات من تسميهم سكان حمص فيقول مواطن يدعى غياث درويش للوكالة الحكومية إنه كان في سيارة أجرة بمنطقة جب عباس واعترضت مجموعة “إرهابية مسلحة” الطريق “وقامت بإنزال الركاب” وقتلت بعضهم بشكل عشوائي ومثلت بجثثهم.
وذكرت الوكالة السورية الرسمية أيضا أن 13 جنديا قتلوا على يد “عصابات مسلحة” في حمص ومدينة حماة وفي محافظة إدلب بشمال غرب سوريا وأضافت أن جثثهم أعيدت إلى عائلاتهم لدفنها أمس.
مسلحون وعفو
ولعل التطور الأبرز بعد موافقة النظام على المبادرة العربية، هو ما نشره التلفزيون السوري فقال إن السلطات السورية منحت مهلة أسبوع لمن أسمتهم المسلحين لتسليم أسلحتهم مقابل الحصول على عفو.
وجاء في بيان لوزارة الداخلية بثه التلفزيون السوري أن الوزارة “تدعو المواطنين ممن حملوا السلاح أو باعوه أو قاموا بتوزيعه أو نقله أو شرائه أو تمويل شرائه ولم يرتكبوا جرم القتل إلى تسليم أنفسهم وأسلحتهم إلى أقرب مركز للشرطة في منطقتهم وسيصار إلى تركهم فورا وذلك خلال الفترة من السبت 5 نوفمبر/ تشرين الثاني ولغاية 12 نوفمبر/ تشرين الثاني وسيعتبر ذلك بمثابة عفو عام عنهم”.
في المقابل شككت المعارضة فيما يعلنه النظام، فقد نقلت وكالة الأنباء الأنباء الألمانية عن أحد الناطقين الرسمين باسم الهيئة العامة للثورة السورية قوله إن عمليات القتل والاعتقال والمداهمات لم تقل أو تتوقف بل إنها زادت خاصة بعد الموافقة على المبادرة العربية.
وأضاف الناطق اليوم الجمعة “لم يتم تسجيل أي حالة انسحاب لقوات الأمن أو انسحاب الجيش والدبابات وأيضا لم يشاهد وصول أي مراقبين أو صحافة أجنبية في أي منطقة في سورية”.
أكد على حياده بخصوص ما تشهده سوريا
ميقاتي يقر بخطف سوريين بلبنان
أقر رئيس الحكومة اللبنانية في حديث مع محطة “بي بي سي” التلفزيونية البريطانية تم بثه مساء الخميس، بحصول عمليات خطف لمعارضين سوريين في لبنان قبل أشهر، مشيرا إلى أن القضاء يتعامل معها.
وقال نجيب ميقاتي في رد على سؤال بشأن صمت الحكومة عن “خطف معارضين سوريين”، إن “هذا الأمر حصل قبل أشهر وقبل أن تتشكل الحكومة”.
وأضاف “توجد وسائل لمتابعة الأمر, بيننا وبين سوريا معاهدات ولجنة ارتباط عسكرية وضباط تنسيق مثل أي بلدين مجاورين”، مشيرا إلى أنه تحدث أيضا في هذا الموضوع مع الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري.
وتابع ميقاتي -بحسب نص المقابلة الذي وزعه مكتبه الإعلامي- “نعم توجد حالات فردية، ولكن لا يمكن تعميم هذه الحالات والقول إن الوضع برمته غير مستقر. نعم حصلت بعض الحوادث ولكن طابعها فردي”.
وعن ما أظهره التحقيق من “تورط للبعثة الدبلوماسية السورية” في عمليات الخطف، قال “القضاء يقوم بواجبه كاملا في هذا الإطار ونحن ندعمه. (…) نحن نقوم بكل الإجراءات القانونية المطلوبة”.
وكان المدير العام لقوى الأمن الداخلي أكد في وقت سابق تورط السفارة السورية في خطف المعارض السوري شبلي العيسمي في مايو/أيار وثلاثة أو أربعة أشقاء سوريين من آل جاسم في مارس/آذار، خلال وجودهم في لبنان, ونفى السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي ذلك.
وحصلت عمليات الخطف خلال فترة المشاورات لتشكيل الحكومة الحالية التي أبصرت النور في يونيو/حزيران، وهي تتألف من أكثرية تضم حزب الله المتحالف مع سوريا وحلفاءه.
وتشن المعارضة اللبنانية حملة عنيفة منذ أسابيع على الحكومة على خلفية صمتها إزاء عمليات الخطف هذه ومضايقات أخرى تقول إن المعارضين السوريين يتعرضون لها في لبنان مثل الملاحقات والتهديد.
ودعت المعارضة الأربعاء الحكومة إلى “التوقف الفوري عن دعم النظام السوري”، معتبرة أن “المخاطر الأمنية تزداد” في لبنان مع “المنعطف الذي تدخله أزمة النظام السوري”.
يشار إلى أن استخدام النظام السوري القوة في مواجهة الاحتجاجات المناهضة له دفع حوالي خمسة آلاف سوري إلى طلب اللجوء إلى لبنان، ومن بين هؤلاء جنود فروا من الخدمة وعناصر من المعارضة.
وحدة لبنان
ويلتزم ميقاتي الذي يصنف نفسه في موقع وسطي، موقفا حذرا من الاضطرابات القائمة في سوريا منذ منتصف مارس/آذار والتي حصدت حتى الآن أكثر من ثلاثة آلاف قتيل بحسب الأمم المتحدة، وذلك منعا لتأجيج النزاعات الداخلية, إلا أن الأكثرية الحكومية تجاهر بدعمها لدمشق.
وقال ميقاتي في حديثه لـ”بي بي سي” إن موقفه من الوضع في سوريا هو “الحياد”، مضيفا “نحن لسنا طرفا في الموضوع، لا مع ولا ضد. (…) أريد أن أجنب بلدي أي كأس مرة. نحن نتصرف ضمن هدف الحفاظ على وطننا أرضا وشعبا وعلى السلم الأهلي، وما سوى ذلك أمر لا دخل لنا به”.
وعن دعوة المعارضة للحكومة “بالتوقف عن دعم سوريا دبلوماسيا في المحافل الدولية”، قال “للحكومة رأي في هذا الموضوع ينطلق من الاتفاقات والمعاهدات الموقعة بيننا وبين سوريا. سوريا دولة جارة، ونحن اتخذنا قرارا على الصعيد الدولي بأن نكون في منأى”.
وأضاف “همنا الأساس الحفاظ على وحدة لبنان، ومن يطالبنا بموقف آخر يتناسى أن مجتمعنا منقسم وأن اللبنانيين منقسمون إلى أطراف عدة”.
سكان دمشق يتحايلون على قمع الأمن للتعبير عن معارضتهم لنظام الأسد
مع مرور شهور على المواجهة بين المعارضة والنظام
دبي – العربية
مع استمرار المواجهات بين قوات الأمن السورية، تحولت دمشق إلى قلعة أمنية، كما يصفها ناشطون، ومثلها مثل أي عاصمة، فيها تنوع سكاني كبير من كل أنحاء سوريا، ما خلق حالة من انعدام الثقة بين سكانها للتنسيق في ما بينهم، وتنظيم مظاهرات احتجاجية.
وفي حدود المتاح، يتحرك أهالي دمشق، رغم الصعوبات والتحديات والخناق المفروض في أحياء العاصمة، فهم ينظمون المظاهرات وينشطون في حملات الحراك الشعبي في سوريا.
ففي نفق جامعة دمشق، امتلأت الجدران والأرض بعبارات مناوئة للنظام، ومن داخل حاوية قمامة في الجسر، وضعت مكبرات صوت لبث أغاني القاقوش الشهيرة، ومنها بحرات دمشق صُبغت، وتلون نهر بردى بالأحمر.
وفي السماء، ارتفعت بالونات تحمل منشورات ضد النظام، وعُلقت على الجسور تماثيل ورقية لبشار الأسد مشنوقاً، وأُطفأت أنوار قاسيون، وفي العتمة، سُلطت أضواء الليزر على قصر الشعب.
وبرغم عمليات التفتيش الدقيقة في الدوائر الحكومية، تمكن ناشطون من زرع مكبرات صوت مخفية داخل مديرية المالية تهتف بما اشتهر من أغاني خلال الحركة الاحتجاجية في سوريا، ما أثار توتراً وحالة استنفار في الدائرة.
وكلما ضيق النظام الخناق على المتظاهرين، وجدوا منفذاً جديداً للتعبير عن احتجاجاتهم ومطالبهم بإسقاط النظام.
المجلس الوطني السوري: انتقال السلطة ورحيل الأسد في أي عملية سياسية للجامعة العربية
القاهرة (3 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء
أكد “المجلس الوطني السوري” المعارض أن “أي عملية سياسية يمكن أن تتبناها الجامعة العربية يجب أن تركز على انتقال السلطة إلى حكومة تمثل الشعب مع رحيل بشار الأسد والطغمة التابعة له” وفق بيان صادر عنه
وأوضح البيان الصادر بعد لقاء جرى ظهر اليوم مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووفد يمثل “المجلس الوطني السوري”، وذلك في مقر الجامعة في القاهرة، أن العربي”قدم عرضا لمجريات الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء العرب الخاص بالقضية السورية، وتأكيد الدول الأعضاء في الجامعة على ممارسة كافة الضغوط التي ترغم النظام السوري على تطبيق بنود المبادرة العربية، ومنها إرسال مراقبين عرب والسماح لوسائل الإعلام بالتغطية الحرة للأحداث والمظاهرات” حسب تعبيره
وذكر البيان أن “وفد المجلس الوطني أكد التزامه بالمطالب الشعبية والثورية التي تشدد على رفض الحوار مع النظام وإسقاطه بكافة رموزه، وأن أي عملية سياسية يمكن أن تتبناها الجامعة يجب أن تركز على ضمان انتقال السلطة إلى حكومة تمثل الشعب مع رحيل بشار الأسد والطغمة التابعة له” كما “شدد وفد المجلس على أن النظام ما زال يقوم بارتكاب انتهكات فظيعة رغم التزامه بتطبيق المبادرة، وآخرها سقوط عدد من الشهداء اليوم في حمص وعمليات الاعتقال والمداهمة في عدة مدن من بينها حماة ودرعا”
على حد قوله
من جانبه “اعتبر الأمين العام للجامعة العربية في لقائه أن المجلس الوطني السوري بات اليوم طرفا أصيلا في المعادلة الاقليمية والدولية الخاصة بالقضية السورية، وأنه سيقوم بنقل وجهات نظر المجلس إلى الدول الأعضاء في الجامعة” حسب تعبيره
يذكر أن الجامعة العربية كانت قد أعلنت أمس أنها تلقت موافقة دمشق على مبادرتها لإنهاء العنف في البلاد، والتي تنص على وقف أعمال العنف, والإفراج عن المعتقلين بالأحداث, وسحب المسلحين وكل المظاهر المسلحة من المدن، وعلى السماح لمنظمات الجامعة العربية ووسائل الإعلام الدولية بدخول البلاد، والتنقل بكل حرية لرصد ما يدور فيها
إعلان دمشق المعارض يدعو الجامعة العربية لـ”الحسم” مع النظام السوري
روما (4 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
رحّب تجمع إعلان دمشق المعارض الجمعة بمساعي الجامعة العربية في مبادرتها مع النظام السوري، غير أنه نبّه اللجنة الوزارية العربية مما وصفه بـ “ألاعيب النظام وسعيه لكسب الوقت وإفراغ المبادرة من محتواها”، ودعا الجامعة العربية إلى “الحسم وعدم ترك الوقت يمر والشهداء يتساقطون والمدن والبلدات والقرى تقصف بالمدافع والدبابات”
ونبّهت الأمانة العامة لإعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي في بيان لها اليوم إلى أن “النظام الذي مارس الكذب والألاعيب واصل عمليات قتل المواطنين العزل في معظم المدن السورية، وخاصة حمص الشهيدة، في سباق مع الزمن علّه يجهض الثورة ويحول دون تنفيذ بنود المبادرة” العربية
وأوضح الإعلان أن النظام السوري “استمر في مناوراته مع وفد اللجنة الوزارية العربية حتى نجح في تمرير أكذوبة وجود مسلحين، كما نجح في تغييب حق التظاهر السلمي من المبادرة، كي يوظفهما في الالتفاف على المبادرة حيث سيسمح له ذلك بالتذرع بعمليات هؤلاء المسلحين والرد عليها وحصول مخالفات للقانون خلال التظاهرات لتبرير عدم تنفيذ بنود المبادرة ومواصلة قتل المواطنين العزل في محاولة محمومة لكسر إرادة المواطنين والسيطرة على الأوضاع وسحب مبررات الحديث عن حل عربي أو دولي”، وفق البيان
وحذر التجمع المعارض الوفد الوزاري العربي ممن وصفها بـ “ألاعيب النظام وسعيه لكسب الوقت وإفراغ المبادرة من محتواها”، داعيا الوفد الوزاري إلى “الحسم وعدم ترك الوقت يمر والشهداء يتساقطون والمدن والبلدات والقرى تقصف بالمدافع والدبابات”. واعتبر أن قبول النظام بالمبادرة هو “إقرار بأحقية مطالب الثوار وعلى اعتراف بمشروعية الثورة”، ودعا إلى “تكثيف الجهود ورص الصفوف وتصعيد التظاهرات” حتى تتحقق أهداف الثورة في “إسقاط النظام وإقامة نظام مدني ديمقراطي تعددي يحقق طموحات جميع المواطنين السوريين في الحرية والعدالة والمساواة”، حسبما جاء في البيان
وكانت الأيام التي تلت موافقة سورية على المبادرة العربية قد شهدت وفق المعارضة السورية والناشطين “نفس العنف وحملات الاعتقال والقتل”، حيث سقط في اليومين التاليين للإعلان “العشرات من القتلى بين المدنيين”، على الرغم من أن المبادرة العربية تنص على البدء بتنفيذ بنود المبادرة فوراً
الجامعة العربية تبحث طريقة مشاركة المعارضة السورية بأي حوار محتمل
روما (4 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قالت مصادر دبلوماسية عربية على اطلاع بما يقوم به أعضاء اللجنة العربية المكلفة بمتابعة تنفيذ مبادرة الجامعة العربية، إن الجامعة تدرس طريقة مشاركة وتمثيل المعارضة السورية في أي اجتماع حواري مرتقب فيما لو طبّقت الحكومة السورية كامل بنود المبادرة وقررت سحب القوات العسكرية والأمنية وإلغاء المظاهر المسلحة من المدن والإفراج عن المعتقلين
وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “ستشارك المعارضة السورية في الداخل والمعارضة في الخارج في الحوار، ولن يتم استثناء أي مكون منها، وهي بشكل أولي تتمثل بالمجلس الوطني السوري وبهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، ومن غير الواضح إن كان هناك قوى حقيقية أخرى يمكن مشاركتها في الحوار”
وأضافت المصادر “فيما لو نفّذت الحكومة السورية تعهداتها فيما يتعلق ببنود المبادرة العربية، ستعمل الجامعة على التواصل مع أطراف المعارضة السورية لإقناعها بالمشاركة في الحوار، ولتقديم رؤيتها لهذا الحوار، ليكون له برنامج واضح وهدف محدد”
سورية: 17 قتيلا في “جمعة الله أكبر“
قال ناشطون سوريون إن سبعة عشر شخصا على الأقل قتلوا برصاص قوات الأمن فيما يتواصل القصف العنيف لبعض احياء مدينة حمص لليوم الثاني على التوالي على الرغم من موافقة الحكومة السورية على مبادرة جامعة الدول العربية.
وتنص المبادرة العربية التي اعلنت الحكومة السورية الموافقة عليها الاربعاء على وقف العنف وسحب الجيش والمظاهر المسلحة من المدن السورية واطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
وأفاد الناشطون بسقوط القتلى خلال مظاهرات جمعة “الله أكبر” التي خرجت في العديد المدن السورية تلبية لدعوة المعارضة التي تشكك في التزام دمشق ببنود المبادرة العربية.
ذوذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن القتلى سقطوا في مدينة حمص وحماة وريف دمشق وريف درعا.
وأوضح المرصد أن “شخصين أحدهما عسكري منشق قتلا اثر اطلاق الرصاص عليهما من قبل المخابرات العسكرية في منطقة تل شهاب على الحدود الاردنية السورية اثر محاولتهما الفرار إلى الاردن”.
كما قتل ستة أشخاص بينهم امراة في حمص أحد معاقل حركة الاحتجاج الشعبي ضد الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي محافظة حماة قتل اربعة اشخاص واربعة اخرون في بلدة كناكر بريف دمشق عندما قامت قوات الأمن بتفريق تظاهرة.
وفي المقابل نفت السلطات السورية الرسمية سقوط أي قتلى في المحافظات السورية ولكنها عادت وأكدت مقتل شرطي في كناكر بريف دمشق برصاص مجموعة مسلحة وأسفر الاشتباك عن مقتل أحد المسلحين.
من جهته نفى عاطف النداف محافظ طرطوس ما بثته القنوات التلفزيونية الفضائية عن قيام حملة اعتقالات في مدينة بانياس.
وأكد المحافظ “أن هذه الأنباء عارية تماما من الصحة وأنه لم يتم اعتقال أي مواطن في المدينة التي تشهد حالة من الاستقرار والهدوء” على حد قوله.
بينما اوضح المرصد ان من بين المعتقلين في بانياس اربعة اطفال من اقرباء رئيس المرصد رامي عبد الرحمن.
عفو
من ناحية أخرى أعلنت وزارة الداخلية السورية الجمعة مهلة أسبوعا لحاملي السلاح اعتبارا من السبت لتسليم أنفسهم وأسلحتهم مقابل العفو عنهم.
وجاء في بيان رسمي أن وزارة الداخلية “تدعو المواطنين ممن حملوا السلاح او باعوه او قاموا بتوزيعه او نقله او شرائه او تمويل شرائه ولم يرتكبوا جرم القتل إلى تسليم انفسهم واسلحتهم إلى اقرب مركز للشرطة في منطقتهم وسيصار إلى تركهم فورا خلال الفترة من السبت 5 نوفمبر/ تشرين الثاني وحتى 12 نوفمبر / تشرين الثاني وذلك بمثابة عفو عام عنهم”.
وأضاف البيان أن “ذلك يأتي انطلاقا من حرص الدولة على مواطنيها وإفساحا في المجال أمام المضللين والمتورطين في حمل السلاح وحرصا على الأمن والنظام العام وبمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك”.
كسب وقت
في غضون ذلك قال زعماء للمعارضة إن رد القوات السورية على الاحتجاجات المناهضة للحكومة بعد صلاة الجمعة تعد اختبارا لاتفاق الرئيس بشار الاسد مع جامعة الدول العربية لوقف العنف وبدء محادثات مع المحتجين.
كما تساور الشكوك العديد من الدول بمدى جدية الحكومة السورية في تطبيق الخطة العربية.
فقد اعلنت الناطقة باسم الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند الخميس انه لا توجد حتى الان ما يثبت ان ا الاسد سيفي بما التزم به للجامعة العربية.
يذكر ان 20 شخصا قتلوا الخميس على يد قوات الامن والقي القبض على نحو الفي شخص في ريف دمشق لوحدها حسب المرصد.
ونصحت نولاند السوريين عدم تسليم انفسهم للسلطات السورية في اطار العفو الذي اعلنت عن اليوم في الوقت الراهن وان هناك هناك مخاوف على سلامة من يقوم بذلك.
كما اشار نائب الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال الى ان استمرار اعمال القمع يعزز الشكوك الدولية في صدق نوايا الحكومة السورية في تطبيق الخطة العربية.
وتتهم المعارضة الحكومة السورية بأنها وافقت على الخطة العربية “لكسب بعضا من الوقت”.
ووافقت سورية الاربعاء الماضي على خطة وضعتها جامعة الدول العربية لسحب الجيش من المدن والافراج عن السجناء السياسيين واجراء محادثات مع زعماء المعارضة.
وتتعرض سوريا لضغوط متزايدة من الخارج لوقف حملة قمع الاحتجاجات المستمرة منذ سبعة أشهر والمطالبة بالاصلاحات السياسية وتنحي الرئيس الأسد.
وتقول الامم المتحدة ان الحملة أسفرت عن سقوط اكثر من ثلاثة آلاف قتيل.
“مئة جثة”
ونقلت مصادر محلية وسكان لبي بي سي أن المشفى الوطني في حمص تسلم خلال الـ 48 ساعة الاخيرة اكثر من مئة جثة من المدنيين، الامر الذي لم تؤكده المصادر الحكومية.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن شاهد عيان في حمص قوله “إنه شاهد عشرات من جثث المدنيين في المستشفى الوطني الذي تسيطر عليه قوات الأمن”.
وأضاف الشاهد “كانوا جميعا رجالا بهم اصابات ناجمة عن طلقات رصاص”.
وفي المقابل ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية في تقرير لها أن ” سكان حمص يدينون بشدة الأعمال التي ينفذها إرهابيون مسلحون وفقا لأجندة أجنبية لزعزعة استقرار سورية”.
وأضافت الوكالة أن 13 جنديا سوريا قتلوا على أيدي جماعات مسلحة في حمص وحماه ومحافظة ادلب يوم الخميس.
لمزيد من بي بي سيBBC © 2011
سورية: تجدد القصف في حمص يوم الجمعة
افاد ناشطون سوريون ان عشرين شخصا على الاقل قتلوا برصاص قوات الامن السورية في مدينة حمص بعد يوم واحد من موافقة السلطات السورية على خطة الجامعة العربية لانهاء الازمة الحالية في البلاد.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن “ارتفع الى عشرين عدد الشهداء المدنيين الذين قتلوا الخميس في احياء تل الشور ووادي ايران وبابا عمرو والانشاءات وباب الدريب والبياضة والخالدية وكرم الزيتون” في حمص.
في غضون ذلك، نقلت مصادر محلية وسكان لبي بي سي أن المشفى الوطني في حمص تسلم خلال الـ 48 ساعة الاخيرة اكثر من مئة جثة من المدنيين، الامر الذي لم تؤكده المصادر الحكومية.
بينما استمرت الاشتباكات في احياء بابا عمر والخالدية وتل الشور وكرم الزيتون، حيث قال سكان لبي بي سي إن اعمال القتل انتشرت بين المدنيين على اساس طائفي في بعض المناطق من محافظة حمص.
ونقلت وكالة رويترز عن شاهد عيان في المدينة ان الجيش السوري قصف حي باب عمرو بمدافع الدبابات مما ادى الى سقوط 19 قتيلا في هذا الحي فقط ولم يتسن التأكد من هذه الاخبار من مصدر اخر.
وخرجت مظاهرات مساء امس الخميس في حمص وادلب وريفها وريف درعا ودير الزور وريف حماه وريف اللاذقية.
يذكر ان مدينة حمص تضم خليطا من السنة والمسيحيين والعلويين وقد تصاعدت اعمال العنف الطائفية في المدينة خلال هذا الاسبوع.
وعمدت قوات الامن السورية الى تنفيذ اعتقالات، وقال المرصد ان “اكثر من ثمانين شخصا تم اعتقالهم فجر الخميس في مدينة دير الزور والقرى المجاورة”.
أشتون
على صعيد آخر، حثت كاترين اشتون مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي سورية على تنفيذ بنود مبادرة الجامعة العربية “بسرعة وبحذافيرها.”
وقالت في بيان اصدرته الخميس: “أرحب بالجهود التي تبذلها جامعة الدول العربية من اجل وضع حد للعنف والاتيان بالاصلاحات التي ما لبث السوريون الشجعان يطالبون بها في الاشهر السبعة الماضية.”
واضافت اشتون ان المبادرة العربية لن تنجح ما لم “تتح السلطات السورية المجال والامن للمجموعات المعارضة للعمل مع كافة قطاعات الشعب السوري لانجاح عملية التحول السياسي بسلام.”
مبادرة
وكانت دمشق اعلنت موافقتها على مبادرة تبنتها الجامعة العربية تشمل عدد من البنود من بينها الوقف الشامل للعنف والافراج عن المعتقلين وازالة مختلف اشكال الوجود العسكري من المدن والمناطق السكنية، فضلا عن السماح لوسائل الاعلام بدخول مختلف المدن السورية لتغطية الاحداث.
=وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم الذي قادت بلاده المبادرة، أكد في ختام اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة موافقة سورية على الخطة العربية لإنهاء الأزمة الحالية في البلاد.
وقال بن جاسم في بيان اعتمده الوزراء العرب إن “الحكومة السورية وافقت على الخطة العربية لوقف العنف واجراء مؤتمر حوار وطني مع كافة أطياف المعارضة.
وأضاف البيان أن الجامعة تؤكد على الحاجة للتنفيذ الفوري والكامل لبنود الخطة على أن تقوم لجنة المتابعة العربية بمسؤولية تقديم تقارير دورية لمجلس وزراء الجامعة العربية بشأن التقدم في تنفيذ الخطة.
وذكر البيان أن اللجنة الوزارية العربية ستواصل القيام بالاتصالات والمشاورات اللازمة مع الحكومة السورية والأطراف المعنية لعقد مؤتمر الحوار الوطني خلال أسبوعين من تاريخه.
تشكيك المعارضة
وفي اول رد فعل من المعارضة السورية على المبادرة، شككت ،ممثلة بالمجلس الوطني، في جدية النظام السوري إزاء المبادرة العربية.
ورفضت اطراف من المعارضة الحوار مع النظام، اذ تجمع مجموعة من المعارضين السوريين امام مقر الاجتماع في القاهرة مرددين شعارات مثل “لا حوار لا حوار .. ارحل ارحل يا بشار”.
وطالب المجلس الوطني السوري في بيان له الوزراء العرب بتجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية، وبتوفير حماية دولية للمدنيين بغطاء عربي، وبالاعتراف به ممثلا للثورة السورية وللشعب السوري.
دعوات دولية
وكانت الولايات المتحدة قد أعربت عن ترحيبها بالمبادرة العربية، لكنها جددت في الوقت نفسه دعوتها للرئيس الاسد للتنحي.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جيم كاري ان موقف واشنطن ” مازال هو ان الرئيس الاسد فقد شرعيته وعليه التنحي …ونؤيد كل الجهود الرامية الى اقناع النظام بالتوقف عن مهاجمة شعبه”.
ومن دبي، عبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن دعمه المبادرة مؤكدا في الوقت نفسه رفض بلاده تكرار السيناريو الليبي في سورية.
وقال لافروف “ليس قرارا على شاكلة القرار الليبي إنما القرار اليمني وهذا هو نموذج سلوك مسؤول من قبل أعضاء المجتمع الدولي الذين لا يفكرون بحملات العلاقات العامة، وإنما بمستقبل الدول في المنطقة”.
وقد طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالوقف الفوري لـ “حملة القمع التي تشنها الحكومة السورية ضد المتظاهرين المدنيين”.
وصرح بان للصحافيين اثناء زيارة إلى العاصمة الليبية طرابلس إن “قتل المدنيين في سورية يجب ان يتوقف فورا”.
المزيد من بي بي سيBBC © 2011
القوات السورية تقتل 8 والحكومة تعرض العفو عن حاملي السلاح
عمان (رويترز) – قال ناشطون ان قوات الأمن السورية قتلت ثمانية أشخاص على الاقل وأصابت العشرات أثناء قمعها لاحتجاجات بعد صلاة الجمعة مما يثير شكوكا في قدرة خطة للجامعة العربية على إنهاء إراقة الدماء المستمرة منذ أشهر في سوريا.
وقال التلفزيون السوري يوم الجمعة ان الحكومة أمهلت حاملي السلاح أسبوعا اعتبارا من يوم السبت لتسليم أنفسهم وأسلحتهم في إطار عفو ما داموا “لم يرتكبوا جرم القتل”.
ولم يبد أن هذه المبادرة جزء من خطة الجامعة العربية التي أعلنت سوريا قبولها يوم الاربعاء والتي تتضمن خروج الجيش من المدن التي تشهد احتجاجات والافراج عن السجناء السياسيين وبدء حوار مع المعارضة خلال أسبوعين.
لكن العنف تزايد بعد الاعلان عن قبول المبادرة وسط أنباء عن أعمال قتل طائفي.
واطلقت قوات الامن النار على الاحتجاجات التي اندلعت يوم الجمعة في عدد من البلدات وقال ناشطون انها قتلت شخصين على الاقل في بلدة كناكر الى الجنوب من دمشق واثنين في مدينة حمص حيث استخدمت الدبابات مجددا وشخصا آخر في ضاحية سقبا قرب العاصمة.
وقال محمد احد سكان كناكر عبر الهاتف “سقط كثيرون على الارض مصابون بالرصاص ونخشى ان يكون بعضهم قد مات.”
وتجعل القيود الصارمة التي تفرضها سوريا على وسائل الاعلام من الصعب التحقق من صحة الحوادث على الارض منذ أن بدأت الاحتجاجات في مارس اذار.
ونفى التلفزيون الحكومي سقوط أي قتلى وبث صورا من أماكن قال ان تقارير وردت عن احتجاجات بها. وتظهر اللقطات مصلين يغادرون المساجد في هدوء بعد الصلاة.
لكن مقاطع مصورة نشرت على موقع يوتيوب قيل انها من مدن وبلدات سورية مختلفة اظهرت الاف الاشخاص وهم يلوحون بالاعلام وبعضهم يرددون هتافات ضد الرئيس بشار الاسد.
وفي احد المقاطع المصورة من بلدة طيبة الامام قرب حماة ظهرت حشود تسير في شارع رئيسي ونصبت على البنايات اعلام سورية ضخمة تعود الى عهد ما قبل حكم حزب البعث الى جانب العلم الذي اتخذه الثوار الليبيون الذين اطاحوا بمعمر القذافي.
وأصبحت حمص مركزا للاحتجاجات والمعارضة المسلحة المتزايدة للقوات الحكومية. وقال ناشطون ان نيران الدبابات والقناصة قتلت 22 شخصا على الاقل في المدينة التي تقع في وسط سوريا يوم الخميس أغلبهم في حي بابا عمرو.
ويشير العنف في حمص حيث تواصل الدبابات قصفها لليوم الثاني على التوالي الى مدى صعوبة تنفيذ المبادرة العربية في سوريا التي تشهد صراعا داميا بين الاسد والمطالبين باسقاط حكمه المستمر منذ 11 عاما.
وقال دبلوماسيون اطلعوا على الاتفاق انه لا يتضمن اي جدول زمني للتنفيذ.
وتصاعدت مخاوف من تحول الاضطرابات الى عنف طائفي هذا الاسبوع وسط تقارير أفادت بقتل أشخاص من الاقلية العلوية -التي ينتمي اليها الرئيس بشار الاسد- ومن السنة الذين يشكلون أغلبية بين سكان سوريا البالغ عددهم 20 مليون نسمة.
ونقلت وكالة الانباء العربية السورية (سانا) عن العديد من سكان حمص رواياتهم عن هجمات شنها مسلحون في سيارات اجرة يوم الخميس.
وأوضحت الوكالة أن امرأة تدعى اخلاص عاشور قالت ان مسلحين في حمص خطفوا سيارة أجرة كانت تركبها مع عدد آخر من الركاب وبعد مسافة قصيرة أجبروا الركاب على النزول وسرقوهم واستولوا على بطاقات الهوية الخاصة بهم وقتلوا كل الرجال.
ونقلت الوكالة عنها قولها انه “مشهد لا يمكن وصفه من شدة بشاعته حيث أحسست بأنني في كابوس.”
وقال ساكن اخر في حمص يدعى غياث درويش لسانا انه كان في سيارة أجرة بمنطقة جب عباس واعترضت مجموعة “ارهابية مسلحة” الطريق “وقامت بانزال الركاب” وقتلت البعض بشكل عشوائي ومثلت بجثثهم.
وذكرت الوكالة السورية الرسمية أيضا ان 13 جنديا قتلوا على يد “عصابات مسلحة” في حمص ومدينة حماة وفي محافظة ادلب بشمال غرب سوريا وأضافت أن جثثهم أعيدت الى عائلاتهم لدفنها يوم الخميس.
وترفض المعارضة حتى الان اجراء محادثات مع الاسد ما دام العنف مستمرا وقالت ان الوسيلة الوحيدة لاستعادة السلام هي تنحي الرئيس فورا.
وقال احمد رمضان المتحدث باسم المجلس الوطني السوري المعارض يوم الخميس ان المعارضة رأت بالفعل الرد الدموي للنظام السوري على المبادرة العربية يوم الخميس على هيئة قصف مكثف لحمص.
وقال ناشطون ان قوات الامن القت القبض على العشرات في الساعات الاولى من الصباح في بعض ضواحي دمشق.
وذكر احد السكان في معرة النعمان وهي بلدة تقع على الطريق السريع بين دمشق وحلب ان قوات الجيش نشرت حواجز الطرق وان القناصة اعتلوا أسطح البنايات. وقال ان المتظاهرين رددوا على الرغم من ذلك هتافات مطالبة بالحرية.
وتقول الامم المتحدة ان أكثر من ثلاثة الاف شخص قتلوا منذ بدء الانتفاضة ضد حكم عائلة الاسد الممتد منذ 41 عاما.
وتلقي السلطات السورية بالمسؤولية على متشددين اسلاميين وعصابات مسلحة تقول انها قتلت 1100 فرد من الجيش والشرطة.
وتزيد العقوبات الغربية والانتقادات المتزايدة من تركيا ومن جيران سوريا العرب الضغوط على دمشق لانهاء إراقة الدماء.
وقالت الولايات المتحدة يوم الخميس انها لم تر دليلا على أن سوريا تتخذ خطوات لتنفيذ الاتفاق مع الجامعة العربية.
وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية “نظام الاسد له تاريخ طويل من عدم الوفاء بالوعود وأياديه ملطخة بكثير من الدماء.”
من خالد يعقوب عويس
حرب عصابات وعشرات القتلى في حمص… وترحيب بالمبادرة العربيّة
فيما صدرت ردود فعل غربية مرحّبة بالمبادرة العربية، طغت عمليات القتل المتصاعدة في مدينة حمص على المشهد في سوريا، وسط حديث موقع «شام برس» عن مقتل ما لا يقل عن 95 شخصاً في غضون 48 ساعة، وموقع «سيريا نيوز» عن وفاة 72 شخصاً في 24 ساعة، أما وكالة «رويترز» فنقلت عن نشطاء قولهم «إن عشرة مدنيين على الأقل قتلوا في القصف في منطقة باب عمرو وفي أعمال عنف في أماكن أخرى في حمص المدينة»، وذلك بالتزامن مع دعوات أطلقتها لجان التنسيق المحلية الى «التظاهر السلمي» اليوم «للتحقق من نيات النظام من خلال استمرارهم في كل أشكال الاحتجاج».
في المقابل، واصل المؤيدون للنظام التظاهر، وأشارت وكالة الأنباء السورية «سانا» إلى مشاركة «أكثر من نصف مليون مواطن في مسيرة على الكورنيش البحري بطرطوس «دعماً للإصلاح والاستقرار».
وكشف موقع «شام برس» أن «حصيلة الجثث التي عثر عليها في الساعات الـ 48 الماضية هي 95، مشيراً إلى أن «العدد قابل للارتفاع». وبعدما أشار الموقع إلى إقدام «مسلحين على تعرية 3 عاملات في المشفى الوطني والتنكيل بهنّ برفقة زميلين لهن»، تحدث عن استقبال «المشفى الأهلي (أمس) 17 مدنياً بالغاً و4 أطفال و6 عسكريين جميعهم مصابون بطلقات نارية وشظايا قنابل، إضافة إلى 4 شهداء من قوى حفظ النظام و5 شهداء مدنيين».
كذلك تحدث الموقع عن عدد من عمليات الاختطاف طاولت حافلتي نقل جماعية على الأقل، فضلاً عن خطف خمسة أشخاص بينهم العقيد محمود قيروط، وقتل اثنين من أقاربه أمس، وموظف بأمانة السجل المدني مع ابنه لحظة خروجهما من الدوام. كما أشار إلى أن «الجثث المعذبة والمقتولة على أيدي مجهولين والتي عثر عليها بلغت 6». وتحدث الموقع عن تعرض «المشفى الوطني لإطلاق نار، ما أدى إلى إصابة سبعة».
من جهته، ذكر موقع «سيريا نيوز» أنه «قتل 72 شخصاً في مدينة حمص في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة في عمليات قتل منظمة نفذها مسلحون ملثمون في المدينة وجوارها»، فيما نقل الموقع عن مصدر مطلع قوله «عثر على 27 جثة موضوعة في سيارة نقل مواد غذائية مغلقة بالقرب من مقبرة الفردوس شرق المدينة». وأكد المصدر «مقتل خمس فتيات وثلاثة شبان بعد إنزالهم من سيارة سرفيس كانت متجهة إلى حي الزهراء وتعرية الفتيات وقتل الجميع»، فيما ذكرت وكالة «سانا» أنه تم «تشييع جثامين 13 شهيداً من عناصر الجيش والشرطة استهدفتهم المجموعات الإرهابية المسلحة في حمص وحماه وإدلب». وقد نقلت وكالة «فرانس برس» عن المرصد السوري لحقوق الإنسان قوله إن قوات عسكرية وأمنية فرّقت تظاهرة خرجت في بلدة كفرومة، واعتقلت 7 من المتظاهرين على الأقل، فضلاً عن شنها حملة ملاحقات في مدينة دير الزور وفي عدد من البلدات والقرى في المحافظة أدت إلى اعتقال أكثر من 80 شخصاً، فيما لم يشر المرصد الى امتلاكه أية لوائح بأسماء المعتقلين المذكورين، في مقابل حديثه عن أن «ضابط صف برتبة مساعد أول في الاستخبارات الجوية السورية يُدعى آفاق محمد أحمد، أعلن انشقاقه».
وجاء تصاعد عمليات القتل في وقت أصدرت فيه الدول الغربية الرئيسية، أمس، بيانات أعربت فيها عن ترحيبها بالمبادرة العربية لإنهاء الأزمة السورية، بالتزامن مع اجتماع عقدته «اللجنة العربية المعنية بالأزمة السورية» أمس، وإعلان مصدر دبلوماسي عربي عن زيارة قريبة مرتقبة لدمشق. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر في الجامعة العربية قوله إن «اللجنة العربيّة المعنيّة بالأزمة السورية عقدت اجتماعاً على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة مدير الإدارة العربية في وزارة الخارجية القطرية إبراهيم السهلاوي، وذلك كأول اجتماع لهذه اللجنة التي تعتبر آلية جديدة لتنفيذ خطة العمل العربية»، فيما أوضح دبلوماسي شارك في الاجتماع أن «من المنتظر أن تقوم هذه اللجنة التي تضم الأمانة العامة للجامعة العربية والدول الخمس الأعضاء في اللجنة ومن يرغب من الدول العربية بزيارة قريباً لدمشق من أجل متابعة تنفيذ الخطة العربية». وأضاف إن «وزراء الخارجية العرب رصدوا مبلغ مليون دولار لتغطية الأنشطة ذات الصلة بالمهمات الموكلة للأمانة العامة للجامعة العربية لمتابعة تنفيذ الخطة». وشدد على أن وزراء الخارجية العرب «حصلوا على وعود قاطعة من النظام السوري بعدم التعرض للمتظاهرين وعدم إراقة الدماء، ومن ثم الإفراج عن جميع المعتقلين السوريين الموجودين في السجون السورية وسحب جميع المظاهر المسلحة والعسكرية من الشوارع والمدن».
في هذه الأثناء، أعلنت مفوّضة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون ترحيبها بالمبادرة الهادفة إلى «وضع حدّ للعنف وتحقيق الإصلاحات»، معتبرةً أن «من المهم أن تنفذ التعهدات التي التزمت بها السلطات السورية تجاه الجامعة العربية بشكل كامل وسريع في ظلّ تدقيق عربي».
بدورها، أعلنت الخارجية الفرنسية أن «فرنسا تساند جهود الجامعة العربية لإنهاء القمع الدموي في سوريا». ورأت أنه «سيتم الحكم على الرئيس السوري بشار الأسد من خلال تصرفاته»، مشيرةً إلى أن «القمع يجب أن ينتهي فوراً».
من جهته، أعرب الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش عن اعتقاد بلاده «بأن القرارات المهمة المقرة في القاهرة تفتح إمكانية حقيقية لوقف العنف وتحويل الأحداث في سوريا إلى مجرى المفاوضات السلمية»، فيما قال المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لي إن المبادرة «تمثل خطوة مهمة نحو تهدئة الوضع في سوريا والشروع مبكراً في عملية سياسية شاملة بمشاركة كبيرة من جميع الأطراف في سوريا».
كذلك كانت المبادرة العربية موضع تباحث بين وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو، ووزير الدولة القطري لشؤون التعاون الدولي خالد بن محمد العطية.
أما في سوريا، فكانت المستجدات مدار بحث بين كل من رئيس مجلس الشعب السوري محمود الأبرش، ورئيس الوزراء عادل سفر ووزير الخارجية وليد المعلم ووفد من مجلس شيوخ ولاية بيونيس إيرس الأرجنتيني، تخلله تأكيد المسؤولين السوريين المضيّ قدماً في مسيرة الإصلاح.
في المقابل، شدّد أعضاء الوفد على علاقات الصداقة التاريخية بين سوريا والأرجنتين وحرصهم على أمن واستقرار سوريا الأساسيين لاستقرار منطقة الشرق الأوسط.
وفي السياق، أكد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء حسن فيروز آبادي أن سوريا «تمثل الخط الأمامي لمحور المقاومة والممانعة ضد الاحتلال الصهيوني»، مضيفاً إنه في حال سقوط النظام السوري «سينتفض المسلمون جميعاً، وبالتالي ستزول الولايات المتحدة الأميركية ويزول الكيان الصهيوني معها». وتابع: في الدول التي «شهدت وتشهد انتفاضات في إطار موجة الصحوة الإسلامية، الشعب هو من يقف في وجه الطغاة، لكن في سوريا تقف الولايات المتحدة ووزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون والكيان الصهيوني ضد نظام الرئيس بشار الأسد الذي ينوي إجراء إصلاحات شاملة في البلاد، ويدعمه الشعب السوري في ذلك».
(أ ف ب، يو بي آي، سانا)
فنان سوري: تلقيت تهديدًا بالتصفية بعد تظاهري ضد نظام الأسد
قال الفنان السوري فارس الحلو إنه تعرض لمضايقات وتهديدات بالتصفية، بعد مشاركته مؤخرًا بمظاهرة الميدان ضد النظام السوري.
وأضاف الحلو، في تصريحات خاصة لـmbc.net، إنه تلقى أيضًا شتائم بذيئة وإهانات على جواله، وكذلك على صفحته على “الفيس بوك”، موضحًا أنه لم يُستدعى للتحقيق من قبل أية جهة أمنية سورية، بعد مظاهرة الميدان التي شارك فيها فنانون ومثقفون سوريون، واعتقل الأمن السوري على إثرها بعض المشاركين.
في الوقت نفسه، نفى الفنان السوري تصريحات نسبتها له بعض المواقع بعد مظاهرة الميدان قال فيها إن هتافه بإسقاط النظام أهم صوت خرج من حنجرته.
ولفت الحلو إلى أن التصريح الوحيد الذي صدر عنه كان من خلال صفحته الخاصة على “الفيس بوك”.
وقال: “بعد خروجي في مظاهرة “الميدان” كتبت على صفحتي الشخصية على “الفيس بوك” مقالاً بعنوان “أيها المحبون الرائعون.. شكرًا لكم”، ولم أدل بأي تصريح لأية محطة فضائية أو إذاعة أو أية وسيلة إعلامية.
كان الفنان السوري كتب في مقالة نشرها على صفحته الخاصة قال فيها: “كنا قلة قليلة وقلقة، وما إن وصلنا حتى دُهشت من حجم المجموعة وقد كبرت.. كثر انضموا لها، صرنا في وسطها شباب وفتيات أغلبهم لا أعرفهم، فجأة صدح صوت سماوي لأحد الشجعان بهتاف البدء ولتردد وراءه الحناجر الذهبية، هي يا لله هي بالله ما منركع غير لألله.. وليعقبه بهتافات تنفي الطائفية والإثنية لصالح الحرية والمدنية، وهتافات لإسقاط النظام والتعاضد مع المحافظات والبلدات الثائرة”.
وجاء أيضًا في مقالة الحلو: “لحظات لا تنسى.. كأني أسمع صوتي للمرة الأولى مع قشعريرة رقيقة جعلت عيناي تدمعان كأني اسمع صوتي لأول مرة، كانت التظاهرة كعرس يختال على جنبات السوق المزدحمة بالناس”.
المعارضة متشكّكة: المجلس الوطني يرفض الحوار
تنتظر معظم رموز المعارضة السورية بدء تطبيق الاتفاق الذي أُبرم بين سوريا ولجنة الجامعة العربية، أول من أمس، حتى تبني على الشيء مقتضاه وتكون قادرة على التعليق رسمياً على التجاوب معه أو رفض الحوار مع دمشق. لكن المجلس الوطني حسم قراره برفض الحوار، في وقت أبدت بعض أسماء من «معارضة الداخل» الذين لا يرفضون مبدئياً التفاوض مع النظام، تشكّكاً بجدوى الاتفاق
تفاوتت تعليقات المعارضة السورية بمختلف أطيافها، في الداخل والخارج، على الاتفاق السوري ــ العربي حول خطة لحل الأزمة، مع تشابُه في ما بينها حيال نقاط مركزية: الشكّ والحذر بالتزام النظام تطبيق الاتفاق واجب، لكن دون رفض الاتفاق من أساسه. وقد وصف المعارض السوري البارز ميشيل كيلو، في اتصال من باريس مع «الأخبار»، الموافقة السورية على الخطة العربية بأنها «خطوة مهمة جداً ومن شأنها أن تبعد النظام عن الحل الأمني، بالتالي يجب التعاطي معها من هذا المنطلق». وفيما ذكّر بأن الاقتراحات العربية «سبق لنا أن اقترحناها نحن في المعارضة على النظام منذ بداية الأزمة تحت عنوان البيئة التفاوضية، ورفضَها في حينها»، فإنه يتوقف عند «حصول شيء كبير جداً دفع بدمشق إلى الموافقة على الشروط العربية وشروط المعارضة بعدما كانت رافضة للاتفاق». وبينما يرفض الافصاح عن نوعية هذا «التطور الكبير» الذي قد يكون له علاقة «بإيصال كلام للقيادة السورية عن ما بعد مبادرة الجامعة العربية إذا رُفضت»، إلا أنه يعوّل على نقطة يراها شديدة الأهمية، وهي أن «تلتزم كل أطراف النظام ببنود الاتفاق». وردّاً على سؤال يتعلق بما إذا كانت التطورات الميدانية ليوم أمس توحي بأن الحل الأمني لا يزال سارياً، يرى كيلو أنه، رغم «عدم اختلاف التعاطي الأمني» ليوم أمس في المدن السورية، وفي حمص تحديداً، «إلا أنه لا يزال الوقت مبكراً لكي يختلف التعاطي الأمني، بما أنّ الأمر يحتاج إلى يومين أو ثلاثة ليظهر التجاوب الرسمي من عدمه»، مع إصراره على أنه لا يبرّر بهذا الكلام استمرار السلوك الأمني للسلطات السورية. وعن تقديره بشأن نية دمشق الالتزام بالاتفاق العربي من عدمه، يستبعد كيلو أن تكون موافقة النظام على شروط المعارضة والعرب «مجرّد خطوة تكتيكية أو شراء للوقت، لأنه حتى ولو كانت كذلك، فسيكون صعباً جداً عليه التراجع عنها، وقد يعني تراجعه عن موافقته على الاقتراحات العربية نهايته حتى».
ورغم هذا التفاؤل النسبي من كيلو بالموافقة السورية على المبادرة العربية، فإنّ المعارض المخضرم يشدّد على أنّ الاعلان السوري الرسمي عن قرب تأليف لجنة الحوار الوطني، هي خطوة «تشكّك في جدية النظام، لأن هذه اللجنة إن شُكِّلَت، لن يكون لها موقع من الاعراب إذا كان هناك نية حقيقية في التحاور مع المعارضة». ويبرر رأيه بأن «لجنة الحوار وفكرتها وُلدت أساساً منذ بداية الأحداث للتغطية على عدم رغبة النظام بالتحاور مع المعارضة، وإذا كان هذا الحوار سيجري فعلاً، فإنّ النظام سيكون طرفاً وليس ممثَّلاً بلجنة تضمّ من شاركوا في المؤتمر التشاوري وحوار المحافظات…».
التنسيقيّات: اختبار الجديّة بتصعيد التظاهر
في غضون ذلك، صدر بيان عن «لجان التنسيق المحلية» الناشطة ميدانياً، ورحّبت فيه «بمواصلة اللجنة الوزارية العربية جهودها الرامية إلى حقن دماء السوريين وحمايتهم من رصاص أمن وجيش وشبيحة النظام». وفيما شكك بيان «التنسيقيات» في جدية موافقة النظام على المبادرة العربية، فإنه دعا السوريين إلى «التحقق من نواياه وإفساح المجال أمام الحوار، وذلك من خلال الاستمرار في أشكال الاحتجاج كافة». وحثّ البيان على «التعبير عن حقيقة مواقفهم عبر الانضمام إلى الثوار السلميين المتظاهرين في المدن السورية»، ابتداءً من اليوم (الجمعة) «للتظاهر في كل الساحات والشوارع، ومواصلة الكفاح اللاعنفي حتى إسقاط النظام».
غليون: فرصة لتعديل ميزان القوى
بدوره، اختصر القيادي الأبرز في «المجلس الوطني السوري» برهان غليون، تقويمه للاتفاق السوري العربي، ببيان نشره على صفحته على موقع «فايسبوك»، وقال فيه إن قبول النظام بالمبادرة العربية «ناجم عن الخوف الذي استبدّ به نتيجة العزلة العربية والدولية»، من دون أن يعرب عن ثقته بأن دمشق ستحترم بنود المبادرة. وفيما توقّع غليون أن يسعى النظام إلى استعادة المبادرة «بالالتفاف على الالتزامات المطلوبة وباللعب على تناقضات المعارضة»، فقد جدّد التشديد على أن الهدف يبقى إسقاط النظام، داعياً إلى استغلال فرصة المبادرة «من أجل تغيير ميزان القوى لصالح الثورة والثوار». من أجل ذلك، حث غليون على النظر إلى المبادرة «كهدنة لا كأساس للحل، ولتحقيق ما منعنا الرصاص من تحقيقه حتى الآن، أي توسيع قاعدة المسيرات السلمية. هذا هو أملنا في أن لا يستغل النظام الهدنة لتحسين مواقعه».
في غضون ذلك، كان الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي يلتقي وفداً من المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري، الذي أصدر بياناً بعد الاجتماع أعلن التزامه بـ «المطالب الشعبية والثورية التي تشدِّد على رفض الحوار مع النظام وإسقاطه بكافة رموزه، وأن أي عملية سياسية يمكن أن تتبناها الجامعة يجب أن تركز على ضمان انتقال السلطة إلى حكومة تمثل الشعب مع رحيل بشار الأسد والطغمة التابعة له». وأضاف «أن النظام ما زال يقوم بارتكاب إنتهكات فظيعة برغم التزامه بتطبيق مبادرة جامعة الجول العربية، وكان آخرها سقوط عدد من الشهداء في حمص وعمليات الاعتقال والمداهمة في عدة مدن من بينها حماة ودرعا».
وأشار المجلس أن الأمين العام للجامعة العربية قال «إن المجلس الوطني السوري بات اليوم طرفاً أصيلاً بالمعادلة الاقليمية والدولية الخاصة بالقضية السورية، وأنه سيقوم بنقل وجهات نظر المجلس إلى الدول الأعضاء بالجامعة». وأضاف «ان العربي قدَّم عرضاً لمجريات الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء العرب الخاص بالقضية السورية، وتأكيد الدول الأعضاء في الجامعة على ممارسة كافة الضغوط التي ترغم النظام السوري على تطبيق بنود المبادرة العربية، ومنها إرسال مراقبين عرب والسماح لوسائل الإعلام بالتغطية الحرة للأحداث والتظاهرات».
العودات متشائم
في المقابل، لم يبدِ عضو «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي» حسين العودات تفاؤلاً يذكر بخصوص التفاهم الأخير من ناحية تجاوب النظام مع مجمل بنود الاتفاقية. وقال العودات لـ«الأخبار»: «أستبعد أن يتحقق شيء من مجمل بنود الاتفاقية العربية على أرض الواقع، مع أنني أتمنى الخروج من الأزمة بسرعة حقناً لدماء السوريين». وعن أسباب تشاؤمه، أشار إلى أنه «يصعب على السلطة السورية ومختلف أجهزتها الأمنية وقف العمليات الأمنية وسحب الجيش وإيقاف عملياته العسكرية دفعة واحدة، لأن هذا سيؤدي بالضرورة إلى تضاعف عدد المتظاهرين في الشارع». سجّل العودات ملاحظته في ما يتعلق ببند الحوار الوطني، لأن الاتفاق «لم يقدم صورة واضحة عن مفهوم الحوار الوطني ولا عن هوية أطراف هذا الحوار وبنوده، وما إذا كان سيتمحور حول الانتقال في النظام السوري نحو الديموقراطية والحرية والتعددية السياسية؟». كذلك رفض الربط بين ما يُشاع في الشارع السوري الموالي حول مبادرة جامعة الدول العربية، وبين مخططات سياسية خارجية للدول الغربية التي تريد النيل من السيادة السورية، معتبراً أنّ «الكرة الآن في ملعب النظام، لكن إذا لم يصر إلى التعامل مع هذه المبادرة بإيجابية، فربما سنشهد استعانة جامعة الدول العربية بمجلس الأمن الدولي».
بدوره، لفت المعارض لؤي حسين، عضو «تيار بناء الدولة» الوليد حديثاً، إلى ردود الفعل الأولية التي وصلته حول المبادرة العربية، كاشفاً أن «الجيش السوري الحر» المنشق عن الجيش النظامي «أوقف جميع عملياته، كما أخبرتني العديد من لجان التنسيق المحلية للثورة السورية». وعن قراءته لجملة بنود وتفاصيل المبادرة العربية، توقع أن «تتعثّر المبادرة العربية أكثر من مرة، لكن على محبّي هذا الوطن أن يدفعوا بها نحو الأمام حتى نتمكن من حقن الدماء السورية». وبالنسبة إلى الحوار المزمع تنظيمه، أينما كان مكان انعقاده، فيرى حسين أنه «ليس مهماً الآن، بقدر أهمية تنفيذ بنود الاتفاقية العربية بداية بإيقاف عمليات القمع وقفاً كاملاً، وإطلاق سراح جميع معتقلي التظاهرات السلمية». ويشدد على أهمية تأليف «مجلس وطني انتقالي، على أن تُختار أسماء هذا المجلس بنحو عقلاني، وصولاً إلى انتخابات ديموقراطية حرة». ورداً على سؤال حول بند إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الذين اعتقلوا على خلفية الأحداث في الاشهر الثمانية الأخيرة، أعرب حسين عن اعتقاده بأن «النظام وأجهزته الأمنية المختلفة لم تعد قادرة على التلاعب في هذه المسألة رغم أن الاعتقالات لا تزال مستمرة حتى الساعة، وعلينا تحذير النظام من استمرار هذه الممارسات». أما إذا لم تنجح المبادرة العربية في إيقاف العنف والخروج من الأزمة، فـ«سنُبقي على نشاطنا السياسي السلمي الذي التزمنا به منذ أكثر من 30 عاماً، حتى تتحقق جميع مطالبنا المشروعة»، على حد تعبيره.
(الأخبار)
«وقف العنف يعني القضاء على العصابات»
ينفي مدرّس العلاقات الدولية في جامعة دمشق، المقرَّب من النظام السوري، بسام أبو عبد الله، أن تكون موافقة النظام على المبادرة العربية بمثابة تنازُل أو اذعان لإرادة جامعة الدول العربية، على حساب استقلالية سوريا وسيادتها. ويشرح بنود الاتفاق على الشكل التالي: البند الأول الذي يتحدث عن وقف العنف، المقصود منه «القضاء على العصابات المسلحة، ولا يمكن أي دولة في العالم أن تتحمل عدد الشهداء في صفوف جيشها أو أجهزتها الأمنية كما تحملها النظام والشعب السوري خلال الفترة الماضية». ويعلق على البند الثاني، القاضي بدخول وسائل الاعلام المختلفة إلى البلاد، بالقول «جميعنا نعرف أن هناك العديد من مراسلي وسائل إعلامية مختلفة لا يزالون يعملون حتى الآن على الأراضي السورية، لكن إذا كان المقصود بوسائل الإعلام قناتي الجزيرة والعربية، فنحن نريد أن نقول لهم أن يكونوا موضوعيين».