أحداث الجمعة 06 تشرين الثاني 2015
«أرمادا» روسية – غربية قبالة سورية
موسكو – رائد جبر؛ واشنطن – جويس كرم؛ لندن، باريس، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
واصلت روسيا ارسال تعزيزاتها العسكرية الى سورية والبحر المتوسط قبالة الشواطئ السورية بالتزامن مع اعلان فرنسا انها سترسل حاملة الطائرات شارل ديغول الى المتوسط «تعويضاً» عن غياب الحاملات الأميركية في هذا البحر حيث تنتهي فيه اليوم اكبر مناورات اجراها «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) لثلاثة اسابيع في اضخم «ارمادا» روسية – غربية قبالة شواطئ سورية منذ انتهاء الحرب الباردة، في وقت لوّحت تركيا بعملية برية ضد «داعش» شمال سورية. وتعرضت القوات النظامية لنكستين بخسارتها بلدة استراتيجية في الوسط وتراجعها في ريف حلب بعد مرور شهر على التدخل العسكري الروسي.
وأعلنت موسكو انها عززت اسطولها الجوي في قاعدة اللاذقية بشبكة دفاع جوي تشتمل على انظمة صاروخية. وقال قائد سلاح الجو الروسي فيكتور بوندريف إن بلاده أرسلت هذه الأنظمة في وقت سابق لحماية قواتها ومنع وقوع اي هجوم جوي عليها، موضحاً ان موسكو «درست كل التهديدات المحتملة وأرسلنا ليس فقط الطائرات الهجومية وقاذفات القنابل وحوامات، بل أرسلنا أيضاً أنظمة صواريخ مضادة للطائرات لاستعمالها في حالات مثل اختطاف طائرة عسكرية من دول مجاورة لسورية ومحاولة شن ضربات جوية ضدنا».
وتزامن الحديث عن تعزيز الدفاعات الجوية مع توسيع الوجود العسكري لروسيا في المتوسط، اذ اعلنت البحرية وصول حاملة الطائرات «فيتسي أدميرال كولاكوف» وعلى متنها مروحيات من طراز «كا – 27». وحمل توقيت الإعلان عن التعزيزات العسكرية بعد كارثة تحطم الطائرة الروسية فوق سيناء دلالات مهمة على رغم ان مسؤولين عسكريين قالوا ان الأمرين لا رابط بينهما.
وكانت موسكو اعلنت في وقت سابق ان مجموعة من سفنها الحربية ترابط في المتوسط في شكل دائم، بينها سفن امداد وحراسات وطرادات صاروخية وسفن تابعة لمشاة البحرية إضافة الى سفينة تجسس تدير عمليات الاتصال ومراقبة الرادارات التي تعتمد عليها القوات الجوية في عملياتها في سورية. ورغم الوجود الدائم، ارسلت موسكو الشهر الماضي مجموعة من سفنها الضخمة في اطار تدريبات واسعة في المتوسط بينها فرقاطة سلاح المشاة «تيسزار كونيكوف» وحاملة الصواريخ «موسكو» وسفينة الحراسة «سميتلوفي»، اضافة الى البارجة الضاربة «ساراتوف»، علماً أن وزارة الدفاع الروسية لم تستبعد اخيراً ان يتم استخدام السفن الحربية في توجيه ضربات من البحر الى مواقع في سورية. وفي المتوسط ايضاً، الفرقاطة «الأميرال غورشكوف» المزودة بمدفعيات ثقيلة ضمن المجموعة التي اعلن عن ارسالها الشهر الماضي الى المنطقة في اطار «تدريبات واسعة».
وحذّر الأمين العام لـ «الأطلسي» ينس ستولتنبرغ أمس من أخطار حشد القوى العسكرية الروسية في المنطقة الواقعة بين بحر البلطيق والبحر الأبيض المتوسط، ودعا الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة الى إيجاد السبل للرد على ذلك. وقال في مؤتمر صحافي خلال مناورات «ناتو» إن الروس كثفوا وجودهم العسكري في كالينينغراد والبحر الأسود وفي شرق المتوسط حيث يساعدون الرئيس بشار الأسد. وأوضح: «لا بد أن نكون متأكدين أن بإمكاننا التغلب على هذه القدرات، وأننا نستطيع ان نعزز، وأن نحرك وأن ننشر القوات»، في إشارة الى القوات الأميركية وقوات التحالف.
وتنتهي اليوم مناورات «ناتو» التي بدأت في 21 الشهر الماضي بمشاركة 36 ألف عنصر من 28 دولة عضواً وثماني دول حليفة، اضافة الى 160 طائرة و60 سفينة حربية، في المتوسط جنوب اوروبا من البرتغال الى ايطاليا.
في واشنطن، أكد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية لـ «الحياة» أن واشنطن «ليست لديها أي حاملات للطائرات في مياه الشرق الأوسط» بعد اضطرارها للقيام بإصلاحات على الحاملة «روزفلت» وتكثيف وجودها في البحار الآسيوية. ومن المقرر أن تنتهي الإصلاحات وإعادة تأهيل الحاملات في أول الشتاء حيث سيتم إعادة الحاملة هاري ترومان الى الخليج. وكانت ادارة الرئيس باراك اوباما ارسلت حاملات طائرات الى المتوسط للضغط على النظام السوري للتخلي عن الترسانة الكيماوية في خريف العام 2013.
وهذه هي المرة الأولى منذ ٢٠٠٧ التي لا يتواجد لواشنطن أي حاملة بحرية في الشرق الأوسط، وما فسره خبراء بإرسال فرنسا حاملتها تعويضاً للغياب الأميركي. وقال الأميرال في البحرية جون أكويلينو للكونغرس أخيراً إنه «سيكون هناك بعض الأوقات في السنة المقبلة مشابهة لما نراه اليوم» ولجهة عدم وجود حاملات طائرات أميركية في المنطقة. وتملك واشنطن عشر حاملات للطائرات، وهناك ضغوط لزيادة هذا الرقم بسبب التهديدات العسكرية المتزايدة في الشرق الأوسط وآسيا.
وفي باريس، اعلنت الرئاسة الفرنسية الخميس ان باريس سترسل الحاملة «شارل ديغو»ل للمشاركة في العمليات ضد «داعش» في سورية. وتنضم حاملة الطائرات الى ست طائرات رافال موجودة في الإمارات وست طائرات ميراج في الأردن.
وأعلن وزير الخارجية التركي فريدون سنيرلي اوغلو ان بلاده تدرس شن هجوم عسكري «في الأيام المقبلة» على تنظيم «داعش»، المشتبه به الأول في هجوم انقرة الدامي الشهر الماضي، والذي قتل خلاله حوالى مئة شخص.
وأعلن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في بيان: «الأسلحة التي تقوم روسيا بنقلها إلى سورية، ومنها أنظمة دفاع جوي، ومنظومات تختص بالحرب البرية وعمل القوات الخاصة، تتناقض مع الزعم بأن تدخلها مرهون بالحرب على الإرهاب، ويشير إلى احتلال بعيد المدى، ومحاولة لتقسيم سورية وإنشاء مناطق نفوذ لها، ويتنافى تماماً مع تعهدها في جنيف وفيينا بالحفاظ على وحدة الدولة السورية واحترام سيادتها».
ميدانياً، بعد نحو شهر على عمليات عسكرية مدعومة جواً من روسيا هدفها استعادة كامل طريق دمشق – حلب الدولية، خسرت قوات النظام الخميس بلدة مورك الإستراتيجية التي تقع على هذه الطريق، لدى سيطرة فصائل اسلامية على هذه البلدة الواقعة على الطريق الدولية بين محافظة حلب شمالاً وحماة، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، وأضاف ان فصائل اسلامية بينها «جبهة النصرة» تقدمت قرب منطقة الوضيحي في ريف حلب الجنوبي.
مقتل 4 سوريين بتفجير في عرسال
بيروت – “الحياة”
قتل 4 سوريين بينهم شيخان من «هيئة علماء القلمون» بانفجار عبوة ناسفة على أطراف بلدة عرسال البقاعية الحدودية أمس. وجرح عدد من النازحين السوريين كانوا على مقربة من مقر الهيئة التي تعنى بالأمور الشرعية والمساعدات الإنسانية للسوريين المتواجدين في البلدة التي تعجّ بالمهجّرين السوريين في داخلها ومحيطها. (للمزيد)
ووقع الانفجار أثناء خروج عروسين وأقاربهما من مقر الهيئة بعد عقد قرانهما داخلها على يد أحد المشايخ، فقتل العريس وشقيق العروس التي أصيبت بجروح بليغة. كما قتل شيخان من أعضاء «هيئة علماء القلمون»، وجرح آخرون، بينهم رئيس الهيئة الشيخ عثمان منصور.
وفيما تردد أن الانفجار وقع نتيجة عبوة ناسفة زرعت في دراجة نارية كانت مركونة أمام مدخل الهيئة، ترددت أنباء لم تؤكد عن أن انتحارياً فجر نفسه كان على متن الدراجة. كما شاعت تقديرات بأن التفجير حصل نتيجة خلافات بين مجموعات إسلامية متشددة وبين «هيئة علماء القلمون».
على الصعيد السياسي حركت دعوة رئيس البرلمان نبيه بري الى عقد جلسة تشريعية في 12 و13 الجاري للبت في 38 بنداً بينها مشاريع قوانين مالية يتعلق بعضها بقروض وهبات، تحت وطأة إلغائها نتيجة تلكؤ لبنان في إقرارها، الاتصالات السياسية، لا سيما بين «التيار الوطني الحر» و «القوات اللبنانية» اللذين لم تتم تلبية شرطهما وضع مشاريع قانون الانتخاب على جدول أعمال الجلسة فيما جرت تلبية شرط مناقشة مشروع قانون استعادة الجنسية. وهدفت هذه الاتصالات الى تنسيق الموقف من حضور الجلسة نتيجة عدم الأخذ بمطلبهما بحث قانون الانتخاب، الذي اعتبر بري أنه يتطلب وقتاً، فضلاً عن اقتناعه بعدم جواز البت به في ظل الشغور الرئاسي لأن لرئيس الجمهورية العتيد رأياً فيه.
وفيما يتغيب نواب حزب مسيحي آخر هو حزب «الكتائب» عن الجلسة نتيجة قرار سابق برفض انعقاد البرلمان إلا لانتخاب رئيس للجمهورية، فإن الأوساط النيابية ترى أن بري لن يتوقف أمام غياب الكتل النيابية المسيحية عن الجلسة بحجة عدم ميثاقيتها، نظراً إلى اعتقاده بأن الوضع المالي في البلاد يتطلب تشريعاً لتأمين رواتب الموظفين والعسكريين في الأشهر المقبلة يجيز للحكومة صرفها. وقالت هذه الأوساط إن بري أحجم عن عقد جلسات بحجة عدم ميثاقيتها لغياب مكونات مسيحية أو إسلامية أساسية عنها، إذا كانت هذه الجلسات لبت قوانين لها طابع سياسي، لكنه لن يتوقف عند مسألة الميثاقية بسبب إلحاحية المشاريع المالية المطروحة على الجلسة المقبلة، خصوصاً أن التقديرات الأولية تفيد بأن 33 نائباً مسيحياً من المستقلين أو المنتمين إلى كتل في 8 و14 آذار سيحضرون الجلسة وهم أكثر من نصف عدد النواب المسيحيين في البرلمان.
كما تجري اتصالات بين «القوات اللبنانية» وكتلة «المستقبل» النيابية لعلها تتوصل الى توافق على حضور الجلسة، وأخرى بين كتلة نواب العماد ميشال عون وبين الرئيس بري للهدف نفسه، خصوصاً أن عون كان أيد «تشريع الضرورة». كما أن حليف عون النائب سليمان فرنجية سيحضر الجلسة النيابية، مع أعضاء كتلته.
مقاتلو المعارضة يعززون تقدمهم غرب سورية
بيروت – رويترز
قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم (الجمعة)، أن مقاتلين من المعارضة استعادوا السيطرة على قرية عطشان والمناطق المحيطة بها غرب سورية، ليعززوا بذلك تقدماً كبيراً حققوه في اليوم السابق على حساب القوات النظامية.
وذكر «المرصد» أن «حركة أحرار الشام وفصائل أخرى سيطرت صباح اليوم على قرية عطشان في أحدث مكاسب لهم في محافظة حماة».
وتشن القوات النظامية السورية ومقاتلون حلفاء لها وبدعم من الضربات الجوية الروسية، حملة واسعة تقول الولايات المتحدة أنها «تستهدف في الأساس مقاتلين من المعارضة المعتدلة أو المدعومة من الخارج».
وتقول موسكو التي تدخلت في الصراع منذ أكثر من شهر أن حملتها تستهدف تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).
وتقع قرية عطشان قرب بلدة مورك التي سيطر عليها المقاتلون في هجوم قاده مسلحون من تنظيم «جند الأقصى» أمس (الخميس). وذكر «المرصد» أن القوات الحكومية كانت قد سيطرت على عطشان في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وتقع مورك على الطريق الرئيس بين الشمال والجنوب الذي يربط مدناً رئيسة في سورية.
النظام السوري فقَدَ مورك وروسيا نشرت أنظمة للدفاع الجوي
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ، روسيا اليوم)
بعد نحو شهر من عمليات عسكرية احد اهدافها استعادة كامل الطريق الدولية لدمشق – حلب، خسرت قوات النظام بلدة مورك الاستراتيجية التي تقع على هذه الطريق لمصلحة تنظيم “جند الاقصى” الجهادي. وسجل هذا التراجع غداة استعادة تلك القوات السيطرة على طريق اثريا – خناصر الحيوية المؤدية الى حلب بعد اسبوعين من قطع تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) إياها.
وأعلنت مصادر ميدانية سورية أن مقاتلي “جبهة النصرة” سيطروا بعد معارك مع الجيش السوري على بلدتي مورك وسكيك في ريف حماه الشمالي. وأبلغت قناة “روسيا اليوم” أن العميد في الجيش السوري طالب سلامة قائد اللواء 47، قتل في تلك المعارك.
وفي موسكو صرح الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف بأن الطائرات الحربية الروسية في سوريا قامت خلال اليومين الأخيرين بـ 81 طلعة أغارت خلالها على 263 هدفاً للمسلحين الإرهابيين. وأوضح ان طائرة قاذفة من طراز “سو – 24” دمرت في محافظة حمص السورية منطقة محصنة كبيرة لمسلحي “داعش” تقع على مسافة 30 كيلومتراً من مدينة تدمر العريقة. وفي هذا السياق شدد الناطق العسكري على أن “الطيران الحربي الروسي لا يستهدف من مواقع الإرهابيين سوى تلك التي تبعد بعداً كبيراً عن المواقع الأثرية”. وأضاف أن غارة الطائرة “سو – 24” نفسها أسفرت عن تدمير دبابة ومدفع “زو – س23” للدفاع الجوي وبطارية لمدافع هاون.
كما أفاد كوناشينكوف أن المقاتلات القاذفة من طراز “سو -25″ دمرت في محافظة إدلب مستودع أسلحة كبيراً تابعاً لـ”جبهة النصرة” فرع تنظيم “القاعدة” في سوريا. وأوضح أن الحديث يدور عن مستودع نقلت إليه قبل أيام مجموعة كبيرة من صواريخ مضادة للدبابات، مشيرا إلى أن هذه المعلومات وردت من المركز المعلوماتي المشترك (بين روسيا وسوريا والعراق وإيران) في بغداد. وقال إن “جبهة النصرة” أعدت هذه الصواريخ لتدمير الدبابات التابعة للقوات النظامية السورية.
وأضاف أن قاذفات “سو – 34 وجهت ضربات الى موقعين محصنين للإرهابيين على مشارف مدينة الرقة، الأمر الذي أسفر عن تدمير المنشآت الواقعة هناك وأربع عربات”.
وأعلن قائد القوات الجوية الفضائية الروسية فيكتور بوندريف أن موسكو أرسلت إلى سوريا أنظمة دفاع جوي وصاروخي لحماية قواتها هناك ومنع احتمال خطف طائرات حربية، والرد في الوقت المناسب.
وفي اطار الحرب على “داعش”، كشفت الرئاسة الفرنسية ان باريس سترسل حاملة الطائرات “شارل ديغول” للمشاركة في العمليات ضد الجهاديين والمجموعات التابعة لهم في سوريا.
وصرح وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي اوغلو بان أنقرة تدرس شن هجوم عسكري “في الايام المقبلة” على “داعش”، المشتبه فيه الاول في هجوم انقرة الدامي الشهر الماضي والذي قتل فيه نحو مئة شخص.
«عاصفة السوخوي» تتعزز بدفاع جوي… والجبير في مسقط
اختراق مورك: تهديد على حماه وحلب
بإعلانها أنها نشرت أنظمة للدفاع الجوي في سوريا، تكون موسكو قد نقلت مستوى انخراطها في الحرب على الإرهاب في سوريا إلى مستوى جديد، بكل ما تعنيه هذه الخطوة على الصعيد العسكري وقدرات المواجهة، والتصميم الروسي على إيلاء هذه المعركة ما تحتاجه من إمكانيات، بينما ينخرط الأميركي في الحرب بأشكال متعددة، ويتورط التركي في النار السورية، ويعلن الفرنسي إرسال حاملة طائرات للمشاركة في الحرب على «داعش».
وفي هذا الوقت، برزت الزيارة التي قام بها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى مسقط ولقاؤه نظيره العُماني يوسف بن علوي، وإعلانه أن كل دول مجلس التعاون الخليجي تتقاسم الموقف ذاته من الأزمة السورية، وذلك بعد حوالي 10 أيام من زيارة بن علوي إلى دمشق واجتماعه مع الرئيس السوري بشار الأسد، فيما حرص الوزير العُماني على التأكيد أن الديبلوماسية العُمانية تتسم بالهدوء ووسائلها مقبولة من كل الأطراف.
وغداة إعادة الجيش السوري فتح «شريان» حلب بطرده عناصر «داعش» من آخر جزء كان يسيطر عليه من طريق خناصر – أثريا، تعرضت جهوده لمواصلة التقدم إلى انتكاسة على جبهة اخرى، مع سيطرة «جند الأقصى» على بلدة مورك الإستراتيجية بريف حماه الشمالي، في الوقت الذي أثبتت فيه المعطيات الميدانية أن الفصائل التي تحمل فكر تنظيم «القاعدة» باتت هي التي تشكل رأس الحربة الأساسي في محاربة الجيش السوري، والتصدي لحملته العسكرية التي يقوم بها تحت غطاء جوي روسي.
وأكّدت مصادر متقاطعة أن فصيل «جند الأقصى»، الذي يُتهم باحتوائه على قيادات وعناصر لها ميول نحو تنظيم «داعش»، قد انفرد بتنفيذ عملية الهجوم على بلدة مورك ومنع الفصائل الأخرى من المشاركة فيها، وحرص عند اقتحامه مركز البلدة أن يرفع رايته الخاصة، لا راية «جيش الفتح» الذي أشيع أنه عاد إليه، وذلك إيذاناً بأن البلدة أصبحت تحت سيطرته.
وتعتبر هذه الخسارة ضربة قاسية لجهود الجيش السوري الذي كان يتخذ من مورك، الواقعة على طريق تربط بين حلب وحماه، قاعدة انطلاق بهدف توسيع مناطق سيطرته، وصولاً إلى الهدف الأساسي، وهو فتح الطريق الدولي دمشق – حلب الذي يمر عبر خان شيخون، إلا أن هذا الهدف بات يحتاج إلى جهود مضاعفة. كما تعني خسارة مورك أن خط الدفاع الأول عن مدينة حماه قد سقط، ومن المتوقع أن تتركز المعارك باتجاه خط الدفاع الثاني المتمثل في صوران وطيبة الإمام. (تفاصيل صفحة 13)
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن طائرات «السوخوي» نفذت 81 طلعة وقصفت 263 هدفا في سوريا في اليومَين الأخيرَين، موضحة أن الأهداف كانت في محافظات حلب ودمشق ودير الزور وإدلب واللاذقية والرقة وحماه وحمص.
وأعلن قائد القوات الجوية الروسية الجنرال فيكتور بونداريف، في مقابلة مع صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» نشرت أمس، أن روسيا نشرت أنظمة للدفاع الجوي في سوريا لحماية قواتها. وقال: «بحثنا جميع التهديدات الممكنة، وأرسلنا طائرات مطاردة وقاذفات قنابل وطوافات وأنظمة للدفاع الجوي». وأضاف: «قد تحدث بعض حالات القوة القاهرة. لنتخيل السيطرة على طائرة عسكرية في أراض مجاورة لسوريا وتوجيهها ضدنا. علينا الاستعداد لذلك».
وأكد بونداريف أن الطائرة الروسية التي دخلت المجال الجوي التركي مطلع تشرين الأول عبرت الحدود «لتجنب الصواريخ». وأوضح أن مجموعة الطائرات الروسية في سوريا تضم أكثر من 50 مقاتلة وطوافة، مشيراً إلى أنه عدد كاف وأنه لا توجد الآن حاجة إلى مزيد من الطائرات، مشدداً على عدم استهداف الطائرات الروسية لأي منشآت مدنية.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنه لا علم لها باعتزام مسؤولين من الوزارة ووزارة الدفاع الاجتماع مع وفد من «الجيش السوري الحر» في أبو ظبي أواخر الأسبوع المقبل لمناقشة الأزمة السورية. كما نفى ممثلو أربعة فصائل من «الجيش الحر» ما نقلته وكالة أنباء روسية عن محمود الأفندي الذي وصفته بأنه منسق مثل هذه المحادثات.
وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا أن موقف موسكو بشأن وضع الأسد لم يتغير، مشيرة إلى أن مزاعم بعض وسائل الإعلام التي تؤكد عكس ذلك تمثل محاولة لإثارة خلاف وارتباك بهذا الشأن، بما في ذلك بين السوريين. وكررت أن «الشعب السوري وحده سيبت مسألة رئاسة البلاد لا روسيا أو أي دولة أخرى».
وأعلنت الرئاسة الفرنسية، في بيان، إرسال حاملة الطائرات «شارل ديغول» للمشاركة في العمليات ضد تنظيم «داعش»، وذلك في ختام اجتماع دفاعي مصغر خصص للوضع في سوريا والعراق. وذكر الإليزيه، في بيان، أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند «أكد أهمية دعم عملية فيينا. لقد ذكّر بأن الخطوط الموجهة لأي اتفاق يجب أن تكون مكافحة داعش ووقف قصف السكان المدنيين. لا يمكن لبشار الأسد أن يكون بأي شكل مستقبل سوريا».
السعودية وعُمان
وذكرت وكالة الأنباء العُمانية أن الجبير بحث مع بن علوي ورئيس الوزراء العُماني فهد بن محمود آل سعيد، في مسقط، «وسائل تعزيز التعاون بين البلدين، كما تم استعراض عدد من القضايا الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية، وأهمية تكثيف التشاور لما فيه خدمة الأمن والاستقرار».
وحول الاجتماع بين بن علوي والأسد، قال الجبير «كل دول التعاون الخليجي تتقاسم الموقف ذاته من الأزمة السورية»، مشيراً إلى أن السعودية «لا تشك في نوايا الأشقاء في عُمان».
وقال بن علوي، من جهته، إن «السلطنة تبذل جهوداً ديبلوماسية لإيجاد حل سلمي في سوريا واليمن»، مشيراً إلى أن «كل الأطراف التي لها وجود أو اتصال بهاتين القضيتين بصورة أو بأخرى تبحث عن حلول سلمية مبنية على استخدام الديبلوماسية، منتهجين في ذلك سياسة السلطان قابوس بن سعيد التي تعتمد فيها الديبلوماسية العُمانية وسائل يقبلها الجميع». وأكد «سعي السلطنة من خلال الديبلوماسية الهادئة، ومن دون معارضة من أحد، وبالوسائل المحفزة للتقارب بين جميع الأطراف، من أجل الوصول إلى حلول سياسية قائمة مع ضمان استمرارها».
وأكد بن علوي أن «الزيارة كانت مهمة بالنسبة للأشقاء في السعودية للاستماع إلى وجهة نظر السلطنة»، مشيراً إلى أنه «استمع في دمشق إلى وجهة نظر الأسد والحكومة السورية وما يدور الآن في جميع الدول المشتركة وفي مؤتمر فيينا، وكل هذه الجهود تمت مناقشتها في هذا اللقاء الذي كان مقرراً قبل زيارة دمشق».
(«السفير»، «روسيا اليوم»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
فصائل من «الجيش الحر» تنفي موافقتها على لقاء مسؤولين روس في أبو ظبي
مقاتلو المعارضة يسيطرون على بلدة استراتيجية في غرب سوريا
عواصم ـ وكالات: قالت وكالة أنباء روسية، أمس الخميس، إن وفدا من الجيش السوري الحر وافق على لقاء مسؤولين روس في أبوظبي أواخر الأسبوع المقبل لبحث الأزمة السورية، لكن ممثلين لأربعة من فصائل «الجيش السوري الحر» نفوا ذلك.
وقالت وزارة الخارجية الروسية، أمس الخميس، إنه لا علم لها باعتزام مسؤولين من الوزارة الاجتماع مع وفد من الجيش السوري في أبوظبي أواخر الأسبوع القادم لمناقشة الأزمة السورية.
وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية «سفاراتنا على اتصال مستمر مع المعارضة السورية وهذه ربما تكون واحدة من الاتصالات، لكن ليس لدي علم بالاتصالات كهذه على مستوى نائب وزير او رئيس إدارة». ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن منسق للمحادثات قوله إن وفدا من الجيش السوري الحر سيلتقي بمسؤولين من وزارتي الخارجية والدفاع الروسيتين. ووفقا للمنسق محمود الأفندي وافق 28 لواء في «الجيش السوري الحر» في ضواحي دمشق والقنيطرة وحماة والضاحية الغربية من حمص وأيضا من الجبهة الشمالية ومن ضواحي في حلب وإدلب على الاجتماع بمسؤولين روس. ونقلت عنه الوكالة قوله أن الاجتماع سيناقش إنشاء مركز للعمليات المشتركة لقتال «تنظيم الدولة» و»جبهة النصرة» والبحث عن حل سياسي. غير أن ممثلي أربعة من فصائل «الجيش السوري الحر» المدعوم من دول خارجية معارضة للرئيس السوري بشار الأسد نفوا صحة النبأ، وقال أحدهم إن الروس يجتمعون بأشخاص يدعون انتماءهم لـ»الجيش السوري الحر».
وقال بشار الزعبي القيادي بالمعارضة المسلحة إنه ما من شيء يظهر أن الروس يريدون «حلا حقيقيا» للحرب لهذا لا توجد قناة اتصال معهم.
وقال الزعبي رئيس المكتب السياسي لـ»جيش اليرموك» التابع للجيش السوري الحر إنه لم يسمع شيئا عن الاجتماع وإن روسيا تبحث عن حلفاء في المعارضة المسلحة والمعارضة السياسية لتعزيز موقفها.
وقال فارس البيوش قائد جماعة «فرسان الحق» التابعة لـ»الجيش السوري الحر» إنه لن يذهب وفد من الجيش «السوري الحر» للقاء الروس. وأضاف «إنما يجتمعون مع أشخاص سوريين لا يمثلون أحدا ويدعون أنهم قابلوا ممثلين عن الجيش الحر.»
وتكرر النفي على لسان عضو بـ»كتائب ثوار الشام» التي تنضوي تحت لواء الجيش السوري الحر، وكذلك على لسان قائد «الفرقة الثالثة عشرة» التابعة لـ»لجيش السوري الحر» والتي تقاتل في غرب سوريا.
وقال معارضون والمرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الخميس، إن مقاتلي المعارضة السورية سيطروا على بلدة تقع على طريق سريع رئيسي في غرب البلاد بعد معارك شرسة مع جماعات مسلحة موالية للحكومة.
والسيطرة على البلدة ضربة للحملة المدعومة من روسيا والتي تدعمها أيضا على الأرض قوات إيرانية. وبدأت القوات الجوية الروسية في 30 أيلول/ سبتمبر شن ضربات جوية لدعم الرئيس السوري بشار الأسد.
وذكر المرصد أن طائرات حربية يعتقد أنها روسية تقصف مورك والمناطق المحيطة بها بعد السيطرة عليها.
وقال فارس البيوش قائد جماعة «فرسان الحق» التي تشارك في القتال تحت «لواء الجيش السوري الحر» في تصريحات لرويترز» تم التحرير بالكامل». وقال أيضا قائد ثان في المعارضة المسلحة إنه تمت السيطرة على البلدة.
لبنان: انفجار في عرسال استهدف «علماء القلمون السورية»
وزير الداخلية نفى مقايضة الأمير السعودي بالمطلوبين من آل زعيتر وجعفر
بيروت ـ «القدس العربي» ـ من سعد الياس: قتل 5 مدنيين وجرح 6 آخرون في انفجار في محلة السبيل على طريق الجمالية في بلدة عرسال، وتباينت المعلومات حول مصير رئيس هيئة علماء القلمون الشيخ عثمان منصور (سوري الجنسية) بين قائل إنه قتل وآخر إن إصابته حرجة.
وتبين أن الانفجار ناجم عن عبوة في محل تجاري لآل رايد، في محلة السبيل – قرب مبنى البلدية الجديد، في سوق عرسال التجاري، الأمر الذي أدى إلى وقوع عدد من الإصابات بين قتيل وجريح، وعمل الأهالي وفرق الإسعاف على رفع الأنقاض لإحصاء عدد المصابين ونقلهم إلى المستشفيات. وأفيد لاحقاً أن الإنفجار وقع في محل تجاري لبيع قوارير الغاز.
وأشارت معلومات إلى أن «الانفجار استهدف تجمعاً لـ»علماء القلمون»، ورجال دين معظمهم من السوريين في مكتب الهيئة الشرعية لتجمع علماء القلمون في البلدة، مع الإشارة إلى أن الهيئة تعنى بموضوع المخيمات والمساعدات للنازحين السوريين، إضافة إلى أنها كانت تقوم بوساطات مع جبهة النصرة لإطلاق معتقلين لديها.
ونقلت أشلاء جثة الى مستشفى أبو طاقية في البلدة، تردد أنها جثة الانتحاري الذي فجّر نفسه على دراجة نارية في الاجتماع.
وطلب مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، من الأجهزة الأمنية إجراء التحقيقات الأولية في الانفجار الذي وقع في منطقة عرسال.
وعلى صعيد العسكريين المخطوفين لدى «الدولة الإسلامية» و»جبهة النصرة» فإن أهالي العسكريين زاروا أمس سفارة تركيا في لبنان وتمنوا بعد اللقاء على أمير قطر ورئيس وزراء تركيا التدخل لإطلاق العسكريين وعدم التخلي عنهم، كما فعلت الدولة اللبنانية وأملوا ألا يؤثر انفجار عرسال على ملف أبنائهم.
من جهة ثانية، نفى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ما نشر في بعض وسائل الإعلام عن مقايضة بين مطلوبين لبنانيين للقانون من آل زعيتر وجعفر وبين الأمير السعودي الذي ألقي القبض عليه في مطار بيروت الدولي وهو يحاول تهريب 2 طن من حبوب الكبتاغون المخدرة. وشدد على أن «ما نشر عارٍ من الصحة تماماً»، موضحا أن «ما يجري دورياً هو انتهاء صلاحية وثائق الاتصال، فيعمّم هذا الأمر، لكنّ المطلوبين المذكورة أسماؤهم ما زالوا ملاحقين كمطلوبين خطيرين».
سوريا أصبحت في مركز التفكير الاستراتيجي الأمريكي… اهتمام متأخر وتوريط روسي وأوباما تعهد للسعودية بعدم تضرر مصالحها وحلفائها من مشاركة إيران في محادثات فيينا
الحلول الدبلوماسية خداع للذات ومصير الحرب الأهلية ستحسمه المعارك
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: هل عادت سوريا إلى مركز السياسة الخارجية الأمريكية؟ وهل تقاتل واشنطن حربا بالوكالة مع روسيا؟ وهل تحولت الحرب الأهلية السورية إلى امتحان لطبيعة العلاقات الأمريكية ـ الإيرانية في مرحلة ما بعد الإتفاق النووي؟
أسئلة تطرح في سياق التحركات الأمريكية الجديدة على صعيد الملف السوري من ناحية بناء تحالف جديد للتقدم نحو مدينة الرقة عاصمة ما يطلق عليها «الخلافة» والتعاون الجوي الأمريكي ـ الروسي وقرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما إرسال 50 من أفراد القوات الخاصة للعمل من داخل سوريا.
وتعتبر هذه التحركات في حد ذاتها تحولات مهمة. فقبل ستة أشهر وعندما كانت واشنطن منشغلة بالملف النووي الإيراني لم تكن سوريا تذكر إلا نادرا. فالحرب الأهلية في هذا البلد وصلت لدرجة خطيرة ومع ذلك لم يكن لدى الإدارة أي حافز للرد عليها.
اهتمام جديد
أما الآن فقد عادت سوريا إلى مركز القرار الأمريكي و»بانتقام» كما تقول رولا خلف المحررة في صحيفة «فايننشال تايمز».
وكشفت أزمة اللاجئين وإحياء الصراع بين قوى الحرب الباردة في منطقة الشرق الأوسط عن أهمية سوريا الإستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية وهي التي حاولت تجنب التورط فيها. واضطرت الإدارة لمواجهة السؤال حول أيهما مكلف؟
ثمن البقاء متفرجا أم التدخل في النزاع. ومع ذلك فعودة نقاش الموضوع السوري لمركز الإهتمام داخل الإدارة لم يؤد للرد القوي الذي يريده بعض المسؤولين بمن فيهم جون كيري، وزير الخارجية.
ويرى دبلوماسي في الشرق الأوسط أن الرد القوي لن يحدث لأن «الحمض النووي» لأوباما يقاوم التدخل.
ومهما يكن الحال فقد أصبح بيد الداعين لرد فعل قوي ذخيرة وتأثير. وتشير الكاتبة هنا للتحرك الدبلوماسي في فيينا الذي هندسته روسيا وأمريكا وجمع القوى الإقليمية مثل السعودية وإيران.
وهو اجتماع يكشف عن مدى الحاجة الملحة لمواجهة الأزمة. واتخذت خلف الستائر الدبلوماسية سلسلة من القرارات العسكرية لتقديم السلاح لجماعات المعارضة وإرسال عدد محدود من القوات الخاصة.
وكما لاحظ المحللون فقد اتخذت الإدارة عددا من القرارات العسكرية الجديدة منذ التدخل الروسي في سوريا.
وتعلق خلف قائلة إن بروز المسألة السورية في النقاش الأمريكي جاء كرد على التحرك الروسي لدعم نظام بشار الأسد. فقد ظل المسؤولون الأمريكيون يرفضون أي تدخل عسكري مباشر يدفع روسيا لزيادة دعمها للرئيس السوري.
وكما كشفت الأحداث فالضعف الأمريكي الظاهر كان واحدا من الحوافز التي دفعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتدخل.
ويرى مارتن إنديك المسؤول السابق في الخارجية الأمريكية والزميل في معهد بروكينغز أن أزمة اللاجئين في أوروبا تركت آثارها على التفكير الأمريكي الإستراتيجي المتعلق بسوريا. وقال «الطريقة التي تؤثر فيها سوريا في السياسات وصعود اليمين المتطرف عنى أنه يجب أن نبدأ بالإهتمام»، «فلم تعد سوريا تعامل كأزمة إنسانية».
ما هي الخيارات؟
ورغم عودة أمريكا للإهتمام بسوريا إلا أن خياراتها تظل ضيقة، فموقفها ضعيف من الناحية الدبلوماسية حيث خففت من لهجتها حول بقاء الأسد في السلطة ولم تمانع من دور له في المرحلة الإنتقالية.
ولم يعد لدى واشنطن إلا عدد قليل من القوى السورية المعارضة التي يمكنها العمل معها، فالقوى السائدة على الساحة السورية تظل متشددة. أما الأكراد الذين يعدون حلفاء لا يقدرون بثمن فهم يعملون بناء على أجندتهم الخاصة، أي بناء منطقة حكم خاصة بهم وليس التعاون في هزيمة تنظيم الدولة خارج مناطقهم.
وتشير خلف إلى انه بدون قوية موازية للمحور الروسي- الإيراني يظل تحقيق عملية انتقال سياسي مقبولة لحلفاء أمريكا من دول الخليج والقوى التي تدعمها أمرا مستحيلا.
وتشير هنا لتفكير بعض المسؤولين الذين ينتظرون غوص روسيا في مستنقع سوريا وعندها تبدأ بالبحث عن مخرج سياسي.
ولكن توقع تحركات بوتين بناء على ما تراه واشنطن عقلاني يظل تفكيرا غير حكيم. ومن المفارقة أن بوتين هو الذي يدفع أوباما نحو خيار عسكري ظل يتجنبه. بل ويجبره على الدخول في مواجهة بالوكالة ساحتها سوريا.
حروب الوكالة
ويعلق ديفيد إغناطيوس في صحيفة «واشنطن بوست» قائلا أن الرئيس أوباما يقول إنه لا يريد أن يحول سوريا إلى حرب بالوكالة. «وللأسف فهذا هو ما يحدث الآن حيث ينضم الجنود المقاتلون للمعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وهو ما قد يؤدي لتصادم اجندات مختلفة». ويشير هنا للموقف الأمريكي من قوات الحماية الشعبية الكردية التابعة لحزب الإتحاد الديمقراطي الكردستاني الذي قررت الولايات المتحدة أن تكون حليفتها.
وهذا هو الفصيل نفسه الذي ترى فيه تركيا كيانا إرهابيا. ويتساءل عن الكيفية التي سيتم فيها حل التناقض هذا. وبنفس السياق تقول روسيا إنها تحارب تنظيم الدولة الإسلامية لكنها تقوم بقصف الجماعات الإسلامية المعارضة التي تلقى دعما سريا من الولايات المتحدة وتركيا والأردن.
وردت هذه الجماعات بقوة على التدخل الروسي حيث وضعت أشرطة فيديو «يتبجحون فيها بنجاحاتهم التي حققوها بسبب الصواريخ الأمريكية المضادة للدبابات. وتبدو المعركة وبشكل مخيف وكأنها حرب أفغانستان وإن كانت لا تزال في المهد.
وإلى أين يقود كل هذا؟ لا إجابة أيضا». ويضيف إغناطيوس إن السعودية وإيران تخوضان حربا بالوكالة في سوريا منذ أربعة أعوام. وهي حرب مسممة للجميع لأنها تغذي الجحيم الطائفي السني ـ الشيعي والذي يحرق الشرق الأوسط».
ويقول أنظر للخارطة السورية المهشمة وستجد تحالفات وشراكات متناقضة. ومع تزايد الحشود العسكرية وهو ما يزيد من فرصة حوادث أو سوء تقدير. ويتساءل عن سبب تصعيد الحرب في الوقت الذي تقوم فيه القوى الخارجية بعقد اجتماعات دبلوماسية لحل الأزمة. ويتحدث هنا عن اجتماع فيينا الجمعة الماضية والذي حضرته الأطراف الخارجية المهتمة بالنزاع. ولم يكن مشجعا ليس بسبب بيانه النهائي ولكن لعدم حضور أي مقاتل سوري فيما اختلفت القوى الخارجية حول طبيعة العملية الإنتقالية.
ورغم أن صيغة «قاتل وفاوض» تحضر في نزاعات الشرق الأوسط حيث يحاول كل طرف فيها تعزيز مواقفه ومناطقه قبل بدء محادثات جدية إلا أن النظام السوري والمعارضة ليسا مستعدان لتقديم تنازلات.
تخفيف حدة النزاع
ويرى إغناطيوس أن دراسة سوريا من الشمال إلى الجنوب تظهر الكيفية التي يجب على الولايات المتحدة العمل بها لتجنب «الصدام» والكوراث غير المقصودة. ففي الجبهة الشمالية على واشنطن تعميق استشاراتها مع تركيا في الوقت الذي تقوم فيه بزيادة دعمها للأكراد وحلفائهم العرب.
ويرى أن إرسال 50 جنديا من القوات الخاصة يعتبر التزاما كبيرا. فهذه القوات لا تحتاج لدعم جوي ولا قصف تنظيم الدولة فقط بل تحتاج إلى إمدادات وعمليات إنقاذ حتى لا تقع في مشاكل والحصول على معلومات للقيام بمداهمات ليلية.
ويتساءل عن موقف تركيا من الدعم الأمريكي للأكراد خاصة بعد فوز حزب العدالة والتنمية مشيرا لتطمينات وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) والتي يقول مسوؤليها «على تركيا الإطمئنان لأن الولايات المتحدة ستشرف بشكل كبير على مقاتلي الحماية الشعبية وعددهم 25.000 مقاتل ويمكنها منع وصول الأسلحة لحزب العمال الكردستاني أو بي كي كي الذي تعتبر تركيا منظمة إرهابية» ويعلق قائلا «هذا نقاش معقول ولكنه بحاجة لموافقة تركية».
وعلى الجبهة القريبة من الأردن يجب على الولايات المتحدة أن تقوم بتدريب تحالف الجبهة الجنوبية والذي يضم 35.000 مقاتل يمثلون 54 كتيبة. وفي الأسبوع الماضي أغارت الطائرات الروسية على مواقع لجماعات معارضة في الحرة، جنوب ـ غرب سوريا وهو موقع إشارات روسي سابق سيطرت عليه المعارضة.
ويعلق الكاتب «هذا جنون فعلى موسكو وواشنطن تخفيف النزاع بدلا من إشعاله أكثر». ومع ذلك فالأسوأ قادم حيث نقل عن الرائد عصام الريس المتحدث باسم الجبه الجنوبية الذي أخبره أن قواته تتوقع هجوما وشيكا من القوات السورية المدعومة من الطيران الروسي. ويقول «ماذا وراء الأكمة إن لم تجد القوى الخارجية طريقا لتخفيف التصعيد؟
وهنا إلماحة قاتمة: زارني في الأسابيع الماضية عدد من قادة حركات سياسية كردية من إيران وسوريا ممن يتصورون اليوم الذي تمحي فيه كردستان الكبرى حدود هاتين الدولتين بالإضافة للعراق وتركيا». ويرى أنه في حالة لم توقف روسيا وإيران وتركيا وغيرها من قوى حرب الوكالة النزاع فإن انفجارات جديدة في المنطقة ستحدث.
امتحان
وتمس الأزمة السورية جوهر التقارب الأمريكي ـ الإيراني. ففي تحليل كتبه كولام لينتش في مجلة «فورين بوليسي» قال فيه أن الرئيس الأمريكي أوباما أكد شخصيا للسعوديين والقوى الأخرى أن مصالحها لن تتأثر في حالة دعيت فيه إيران إلى طاولة المفاوضات.
ويقول «وضعت الحرب الأهلية السورية إدارة أوباما أمام امتحان كبير فيما إن كان اتفاقها النووي الهام الذي وقعته مع إيران في تموز/يوليو سيفتح الباب لإنهاء الأزمة، أو يؤدي بشكل أوسع للتعامل مع صعود التطرف في منطقة الشرق الأوسط».
ويعتقد لينتش أن النجاح يعتمد الطريقة التي سيتم من خلالها إدارة «الدمامل المفتوحة» بين القوة السنية في الرياض ومنافستها الشيعية في طهران اللتان تغذيان حربا بالوكالة في سوريا.
ويقول الكاتب إن جهود الإدارة لتلطيف الأجواء بين السعودية وإيران تأتي في وقت يحضر فيه وزير الخارجية جون كيري واللاعبون الآخرون لجولة محادثات جديدة في لندن بحلول يوم 12 من تشرين الثاني/نوفمبر.
وقال الكاتب إن الدبلوماسيين المشاركون في المحادثات لا يزالون مختلفين بشكل كبير حول مصير بشار الأسد. ولكن هناك نقاط خلاف أخرى تتعلق بالكيفية التي سيتم فيها التفريق بين الجماعة المسلحة العضو الشرعي في المعارضة السورية وتلك التي تعتبر إرهابية.
وتقول المجلة إن اهتمام البيت الأبيض بتسوية سياسية في سوريا بدا من تدخل الرئيس أوباما شخصيا الشهر الماضي عندما أكد للقوى الإقليمية خاصة الملك سلمان بن عبد العزيز، العاهل السعودي من ان المواقف لن تتأثر لو شاركت إيران في المحادثات.
وتحدث الرئيس أوباما للملك سلمان بعد أربعة أيام من الضغط الذي مارسه جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف على تركيا والسعودية في لقاء مغلق عقد بفيينا يوم 23 تشرين الأول/اكتوبر للمشاركة في مفاوضات التسوية حتى لو لم تكن هناك ضمانات واضحة حول مصير الأسد.
وظهرت الخلافات الحادة التي تعلم العلاقات السعودية ـ الإيرانية في الجلسة الأولى من محادثات فيينا عندما تبادل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير الإتهامات حول التزام كل منهما للسلام في سوريا.
وتقول وزارة الخارجية الأمريكية أن قرار ضم إيران إلى محادثات السلام جاء بالإجماع إلا أن دبلوماسيين شاركوا في التحضير للعملية قالوا إن الولايات المتحدة هي التي دفعت باتجاه ضم إيران للمفاوضات.
واستدعى هذا تدخلا شخصيا من الرئيس أوباما الذي تأكد من حضور الجميع. وبحسب أندرو تابلر، الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى «ما فهمته هو أن الرئيس أوباما شارك شخصيا في دفع كل الـ17 دولة إلى الطاولة بمن فيهم السعوديين والإيرانيين»، مشيرا إلى موقف السعوديين الداعي لرحيل الأسد الذي يؤكد الإيرانيون على وجوب بقائه. ويرى إف غريغوري غوس الباحث بالشأن السعودي في مدرسة جورج بوش للحكم والخدمات العامة في جامعة تكساس تي وأم إن أن الشكوك السعودية حول المحادثات الدبلوماسية تذهب أبعد من سوريا، فهي تعكس خوفا عميقا من تحول في السياسة الأمريكي بشكل يقود لتعاون أكبر مع منافسة السعودية، أي إيران.
وفي الوقت الذي يرى فيه أن مخاوف السعوديين مبالغ فيها «ولكن عليك فهم ترددهم، ففي اللحظة التي وقعنا فيها الإتفاق مع إيران نقوم بدفعهم للجلوس معها، وأعتقد أنه من الخطأ دفع السعوديين للحديث مع الإيرانيين خاصة عندما يشعرون أن إيران أعلى منهم».
ويقلل الكثير من المحللين من أهمية التوصل لتسوية سلمية في وقت تزيد فيه الولايات المتحدة وروسيا من الجهود العسكرية.
خداع
ويرى جوشوا لانديز مدير معهد دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما إن مصير الشعب السوري سيقرر في الميدان.
وعلق على المحادثات بأنها ستكون عبارة عن دخان ومرايا أو خداعا و «سيكون الفعل الحقيقي على الأرض».
وأضاف أن الكثيرين ينتظرون فيما إن كان الجيش السوري لديه القدرة على استعادة مناطق هامة خسرها في ضوء الدعم الروسي.
وفي الوقت الذي يرى فيه بسام بربندي، الدبلوماسي السابق أن روسيا لديها النفوذ للتوسط في وقف إطلاق النار إلا أنه يشكل في التزام موسكو بالحل الدبلوماسي. وتفضل تحقيق نجاح في ساحة المعركة.
ودفعت الحاجة المحلة لتسوية في سوريا واشنطن لتبني سياسة مزدوجة تقوم على العمل العسكري والدبلوماسية» من أجل «تحقيق عملية انتقال سياسية يحصل السوريون من خلالها على حكومة تحترم حقوق شعبها وتحافظ على وحدته واستقلاله وكرامة حدوده ومظهره العلماني» كما قالت آن باترسون، مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى.
وفي شهادة لها أمام الكونغرس تحدثت عن أربعة أهداف للسياسة وهي هزيمة «تنظيم الدولة» في العراق والشام وتخفيف معاناة الشعب السوري وتحقيق استقرار الدول الحلفاء في أوروبا والشرق الأوسط ودعم عملية الإنتقال السياسي التي ترعاها الأمم المتحدة التي تقود إلى رحيل الأسد. وتشير المجلة إن اجتماع لافروف وكيري مع المسؤولين السعوديين والأتراك بفيينا جاء للتأكيد لهم أن روسيا جادة في عملية السلام. وترى ان جهود كيري لجمع الأطراف الخارجية استبعدت عددا من الدول التي طلبت المشاركة.
فلم يدع مثلا المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا حيث لم يكن حضوره مناسبا مع أن كيري أكد للأمم المتحدة أن استبعاد دي ميستورا لم يكن مقصودا.
ولكن الأمم المتحدة دفعت باتجاه حضور مبعوثها حيث سمح له في النهاية بالمشاركة.
ونفى مسؤول في إدارة أوباما أن كيري حاول استبعاد دي ميستورا.
فصائل سورية تسيطر على بلدة استراتيجية على طريق حلب حماة… وأمريكا تنوي تقديم المزيد من الأسلحة للمعارضة
مقاتلات روسية تقصف مستشفىً ومصنع أدوية… وموسكو نشرت أنظمة صواريخ مضادة للطائرات في سوريا
عواصم ـ وكالات: سيطرت فصائل مقاتلة معارضة للنظام السوري امس الخميس على بلدة استراتيجية تقع على طريق تربط بين محافظة حلب في شمال البلاد وحماة في وسطها، بحسب ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الانسان».
وقال المرصد في بريد الكتروني ان فصائل مقاتلة، بينها «جند الاقصى»، تمكنت من السيطرة بشكل كامل على بلدة مورك، عقب هجوم عنيف وقصف مكثف بمئات القذائف والصواريخ.
وتأتي خسارة قوات النظام لتلك البلدة، الواقعة على الطريق الدولية حلب – دمشق، غداة استعادتها السيطرة على طريق تربط بين حمص في وسط البلاد وحلب كان «تنظيم الدولة» نجح في السيطرة على اجزاء منها قبل اسبوعين.
واوضح مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، ان الاشتباكات تتواصل في جنوب وشرق مورك حيث قتل واصيب العشرات من جنود قوات النظام، على حد قوله.
واكد تنظيم «جند الاقصى» الجهادي على حسابه على «تويتر» ان «تحرير مورك ما هو الا جزء من معركة قد اعد لها اخوانكم في جند الأقصى، فانتظروا ما يسركم في الساعات القادمة بإذن الله».
وفي دمشق، افاد مصدر امني «وجود اشتباكات في محيط بلدة مورك»، مؤكدا ان «الوضع لم يحسم بعد». واشار الى «وجود خروقات في اطراف البلدة يتم التعامل معها».
جاء ذلك بينما قال الجيش الأمريكي إنه ينوي تقديم أسلحة إضافية لقوات المعارضة السورية التي تقاتل «تنظيم الدولة» بعد المكاسب التي حققها الأسبوع المنصرم مقاتلون مدعومون من الولايات المتحدة.
وقال الكولونيل ستيف وارين، وهو متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «تنظيم الدولة» ويقيم في بغداد، للصحافيين إن قوى سوريا الديمقراطية استعادت نحو 255 كيلومترا مربعا من التنظيم حول قرية الهول.
وضمت بعض تلك القوات مقاتلين من «التحالف العربي السوري»، الذي تقول الولايات المتحدة انه تلقى 50 طنا من الذخيرة الأمريكية، خلال عملية اسقاط جوي في سوريا في 12 أكتوبر / تشرين الأول.
وقال إن العملية تمت بدعم 17 ضربة جوية نفذها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أسفرت عن مقتل 79 من مقاتلي الدولة الإسلامية وتدمير أنظمة أسلحة للتنظيم حول الهول قرب الحدود العراقية.
وقال وارين لمراسلي وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون): «هذا ليس عملا تكتيكيا كبيرا لكننا نعتقد ان العملية تبين نجاح برنامجنا في تقديم الدعم لتلك القوات.»
وسئل عما اذا كان هذا يعني اسقاط المزيد من الأسلحة أو الذخيرة جوا، فقال: «بشأن اعادة تزويد الأسلحة، نعم. الاجابة هي نعم.»
وعندما أجرى الجيش الأمريكي الشهر الماضي أول عملية اسقاط جوي للذخيرة للتحالف العربي السوري قال انه سيعمل على التأكد من ان الأسلحة استخدمت بطريقة صحيحة قبل أن يقدم أسلحة اضافية.
وقال وارين: «رأينا ذلك. نعتقد ان النجاج في السيطرة على أكثر من 200 كيلومتر من الاراضي على يد التحالف العربي السوري يثبت الى حد ما صحة هذا البرنامج.»
واستهدفت المقاتلات الروسية، امس الخميس، مستشفىً ومصنع أدوية، في غاراتها على بلدتي حضر والعيس في مدينة حلب، شمالي سوريا.
وأفاد مسؤول الدفاع المدني في المنطقة، «أبو مصطفى»، أن المقاتلات الروسية استهدفت مصنعا للأدوية خلال غاراتها المذكورة، ما أسفر عن نشوب حريق كبير فيه.
وقال إن فرق الإطفاء توجهت إلى المصنع، وتمكنت من السيطرة على الحريق، وانتشلت العديد من الجرحى من تحت الأنقاض، ونقلتهم إلى المستشفيات الميدانية لتلقي الإسعافات اللازمة، مشيرا إلى استمرار أعمال البحث والإنقاذ.
وأوضح «أبو شريف»، أحد عمال مصنع الأدوية المُستهدف، أن المصنع كان ينتج أدوية مضادة لإلتهابات الأطفال، وأن المقاتلات الروسية شنت أربع غارات جوية عليه، بالرغم من عدم وجود أي عنصر مسلح فيه. من جهة أخرى أكدت مصادر مطلعة أن قوات الأسد لم تتمكن من التقدم في المناطق الشمالية لحماة رغم دعم المقاتلات الروسية لها، وأن عددا كبيرا من المدنيين قُتلوا جراء القصف الروسي على إدلب وحماة وحمص وحلب.
واكد قائد القوات الجوية الروسية، الجنرال فيكتور بونداريف، في مقابلة امس الخميس ان روسيا نشرت انظمة للدفاع الجوي في سوريا لحماية قواتها.
وصرح الجنرال الروسي، في المقابلة مع صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» اليومية، بقوله: «بحثنا جميع التهديدات الممكنة وأرسلنا طائرات مطاردة وقاذفات قنابل ومروحيات وأنظمة للدفاع الجوي».
واضاف: «قد تحدث بعض حالات القوة القاهرة. لنتخيل السيطرة على طائرة عسكرية في اراض مجاورة لسوريا وتوجيهها ضدنا. علينا الاستعداد لذلك».
ولم يحدد الجنرال بونداريف طراز نظام الدفاع الجوي الذي نشر في سوريا بينما تعذر الاتصال بوزارة الدفاع الروسية فورا للحصول على تعليقها.
كما اكد الجنرال في المقابلة نفسها ان الطائرة المطاردة الروسية – التي اعترضتها طائرات اف-16 تركية في مطلع تشرين الاول/اكتوبر – عبرت الحدود بعد تعرضها لإطلاق نار «من مضادات أرضية للطيران» في شمال سوريا.
واضاف: «كان الطقس غائما، واضطر الطيار الى المناورة لتجنب الصواريخ في ثوان بالتالي حلق فترة وجيزة في المجال الجوي التركي واعترفت بذلك صراحة».
وبالفعل اقرت وزارة الدفاع الروسية بانتهاك مطاردة روسية المجال الجوري التركي في 3 تشرين الاول/اكتوبر مبررة ذلك بسوء الاحوال الجوية فقط.
وبدأت روسيا في 30 ايلول/سبتمبر حملة غارات جوية في سوريا بطلب من الاسد الذي تشكل موسكو اهم حلفائه.
واكدت روسيا انها لا تستهدف سوى تنظيم الدولة الاسلامية وغيره من الجماعات «الارهابية»، بينما تؤكد واشنطن وحلفاؤها ان غارات موسكو تهدف الى انقاذ النظام السوري عبر قصف المعارضة المسلحة.
«أبو الفضل العباس» تنظم لأول مرة حملات «لطم» في حرم المسجد الأموي
هبة محمد
دمشق – «القدس العربي» أعلنت حملة «أبا الفضل العباس»، لرحلات الحجاج العراقيين من العراق إلى سوريا، إقامة مواكب لطم منظمة، تنطلق من مدينة كربلاء إلى مدينة دمشق أسبوعيا، لزيارة ما يسمونها بالأماكن المقدسة في كل من المسجد الأموي، ومرقد السيدة رقية وزينب وغيرهما، ضمن تسهيلات وصفوها بالخاصة لزوار حملة «أبا الفضل» في إمكانية دخولهم إلى حرم المسجد الأموي، وإقامة حفلاتهم وإحياء طقوسهم الشيعية، فضلا عن حفلات «الوداع» التي تقام في ختام كل زيارة في فنادق دمشق التي انتعشت مؤخرا بالزوار من أبناء الطائفة الشيعة على وجه الخصوص.
ففي مشهد هو الأول من نوعه في تاريخ المسجد الأموي وخلال أيام عاشوراء والمواكب الشيعية التي كانت تقتصر زيارتها على مرقد السيدة رقية الواقع خلف المسجد الأموي، ومرقد السيدة زينب في المنطقة الواقعة جنوب دمشق، والسيدة سكينة في مدينة داريا بريف دمشق، فضلا عن الساحات الدمشقية المعروفة، شهد المسجد الاموي خلال الأيام القليلة الماضية أول مجلس «عزاء» شيعي ولطم وبكاء من قبل مواكب عراقية شيعية قادمة من مدينة كربلاء في رحالات سياحية نظمت خصيصا لإحياء «واقعة مقتل الإمام الحسين» داخل مسجد بني أمية الكبير، الأمر الذي رأى في أبناء الطائفة الشيعية نصرا مؤزرا، مدعوما من حكومة بشار الأسد، ومحميا خلال طوافه في أحياء دمشق القديمة التي يغلب عليها الطابع السني، معلقين على الحادثة بالقول: «أخيرا دارت الدوائر ويقام مجلس عزاء في المسجد الأموي، وهكذا انتصر الدم على السيف» بينما رأى أهالي دمشق في هذا المشهد منظرا استفزازيا يؤجج الطائفية الموقدة أصلا.
وتنظم هذه الحملة رحلتي «حج» كل أسبوع تنطلق إحداها من مطار بغداد، والرحلة الثانية من مطار النجف، مع امتيازات يبدو أنها خاصة، في إمكانية التجول والدخول في محيط المسجد الأموي وحرمه من الداخل، بالإضافة إلى ممارسة مجالس العزاء واللطم داخل ساحات الفنادق الدمشقية التي يحل بها «حجاج» العراق الشيعة.
وهذا ما ألمح إليه مدير السياحة في حكومة النظام السوري، المهندس «طارق كريشاتي» في تصريح لصحيفة «الوطن»، فقال في ما يخص العمل على تطوير فنادق بلدة السيدة زينب: «بعد صدور المرسوم 11 الخاص بالإنفاق الاستهلاكي تم التعامل مع جميع المنشآت السياحية في محيط المقام وتم تأهيل كل المنشآت الفندقية العاملة في مجال السياحية، إذ إن هناك فنادق مستعملة كإيواء ننتظر دخولها للخدمة»، مؤكداً منح فترة سنة للفنادق وستة أشهر للمطاعم لاستكمال الثبوتيات والمعايير الخدمية والفنية المطلوبة».
وأكد مدير السياحة أن عدد الفنادق المؤهلة في السيدة زينب بلغ ستة، مبيناً أنه تمت معالجة مناطق جرمانا، وصحنايا وأشرفية صحنايا، لاستيعاب السياح والزوار إلى تلك المنطقة التي بات يطلق عليها لدى أبناء الطائفة الشيعية «حرم المقام».
وذهب الناشط الاعلامي قاسم في تصريح لـ «القدس العربي» إلى أن مجالس عزاء «الحسينية العاشورائية»، التي تعدت حسينيات بلدة السيدة زينب ومرقد السيدة رقية، وأحياء زين العابدين والأمين في العاصمة السورية، وساحات دمشق وأسواقها كسوق الحمدية والصالحية، وصارت تطوف في حارات دمشق القديمة مع مكبرات الصوت وخاصة في شهر «الحسين»، من قبل من يسمون «بالحجاج» الشيعة من كل من إيران والعراق ولبنان، لم تكن لتدخل المسجد الأموي سابقا، على خلاف ما حققه لهم النظام السوري من امتيازات وتسهيلات، تعدت الزيارات وطقوس اللطم إلى إقامة الشيعة في أعرق بيوت دمشق الخالية عنوة، بالقرب من مقدساتهم، بحجة الدفاع عنها.
كمين محكم نفذته قوات المعارضة السورية يؤدي إلى مقتل العشرات من جنود النظام في ريف اللاذقية وسخط بين صفوف المؤيدين للأسد
سليم العمر
ريف اللاذقية ـ «القدس العربي» نشرت قوات المعارضة السورية المسلحة في ريف اللاذقية عدة صور لقتلى النظام السوري بعد محاولتهم التقدم باتجاه قرية غمام في جبل التركمان.
وكانت تلك الصور كافية لتخلق ردود أفعال وسخط من مؤيدي الأسد وحتى أن بعضهم وصل إلى حد التخوين.
قوات المعارضة بالتعاون مع «جبهة النصرة» نفذت كمينا محكما استطاعت فيه قتل أكثر من 18 جنديا من قوات النظام السوري بعد استخدامها لأنفاق أعدتها مسبقا في قرية الغمام التي تعتبر أقرب نقطة اشتباك بين الطرفين.
واستطاعت قوات النظام السيطرة على القرية لساعات بعد استخدامها الطيران الروسي وكثافة نارية. إلا أن الأمر لم يدم طويلا حتى تحول معظم الجنود المقتحمين إلى محاصرين من قبل المقاتلين الجهاديين في صفوف «النصرة».
وأثارت هذه العملية ردود فعل ساخطة على الضباط السورين العاملين في الجيش. وقالت إحدى المؤيدات، تدعى «عفاف» في تعليق على مقتل الجنود «في خاين دوروا عليه الله يخونو بقلبه وأهله ودم الشهدا برقبته ليوم الدي «. وقد نشرت صفحة (أخبار البهلولية – اللاذقية) على «فيسبوك» أن هناك أمرا بالانسحاب من القرية بعد دخول قوات النظام إليها، والأمور على ما يرام». ورد أحد الجنود، ويدعى سومر زريقة، على عملية الانسحاب هذه بالقول: «قصة ما بتفوت بالعقل لأن نحنا مقاتلين بجبهات تانية ولما مندفع ثمن منطقه ذخيرة وشهدا وجرحى مستحيل يجيك أمر بالانسحاب إلا إذا نحنا العناصر هربنا، أو إذا الضابط خائن».
تتزايد ردود الأفعال التي تدل على سخط واضح من العلويين في الساحل السوري عن أداء الجيش النظامي بعد التدخل الروسي الأخير لصالح نظام الأسد، إلا أنه لم يحقق أي تقدم يذكر في ريف اللاذقية.
وأكد ناشطون أن قوات المعارضة استعادت السيطرة على قرية متاخمة لمدينة سلمى كانت قد سيطرت عليها قوات النظام في وقت سابق، وتبنت خلال الساعات الماضية الفرقة الساحلية الأولى تدمير دبابة، وعدة آليات بالقرب من قمة النبي يونس .
من ناحية أخرى أكد عدد من السكان المحليين القاطنين في مناطق سيطرة المعارضة أن تقدم الثوار من شأنه أن يحقق استقرارا في الصفوف الخلفية سيما في المجتمعات المحلية التي أنهكتها ويلات الحرب.
أبو محمد من قرية الكبينة في جبل الأكراد قال في حديثه مع «القدس العربي»: «أصبح لدي ثقة أن الأسد إذا استعان ليس فقط بروسيا بل بالشيطان فإنه لن يستطيع أن ينتصر على أبنائنا في صفوف الثوار. كنت في البداية أخشى من التدخل الروسي، إلا أنني اليوم أثق بهم ثقة مطلقا. الشعور بالقلق ذهب، وأنا سأعود إلى ممارسة أعمالي الاعتيادية»، رغم أن القرية التي يقيم فيها أبو محمد لا تبعد عن قوات النظام سوى بضعة كيلومترات.
وعلى ما يبدوا فإن النازحين القاطنين في المخيمات القريبة من قرية أبو محمد استطاعوا التغلب على الشعور بالقلق والمخاوف التي كانت تراودهم خلال الفترة الماضية، سيما بعد التدخل الروسي وحتى ظنت أم عمر العجوز الستينية أن الأسد سيصل إلى الشريط الحدودي مع تركيا. إلا انها اليوم تقول «أنا لست خائفة وسأحمل السلاح مع أبنائي للقتال. وما حققه ثوارنا في اليومين الماضين جعلني أشعر بأنني شابة وقادرة على حمل السلاح».
الخارجية الأمريكية: هناك إجماع على وجوب تمثيل المعارضة السورية في مؤتمر فيينا
تمام البرازي
واشنطن – «القدس العربي» أكد الناطق باسم الخارجية الامريكي، جون كيربي، أول من أمس الاربعاء، انه لم يتم يُتفق على من سيمثل المعارضة السورية في المؤتمر المتعدد الأطراف في فيينا الذي سيعقد في اقل من اسبوعين.
وحول قول سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، انه يجب تحديد من هي المجموعات الإرهابية ومن هي المجموعات المشروعة في المعارضة السورية أجاب كيربي: «لا يمكن استباق الاحداث حول المكان والزمان او المشاركين. ولكن هناك اجماع على انه يجب تمثيل المعارضة السورية في المؤتمر ولكن لم يتم التوصل الى قرار حول من سيشارك.. وانه حتى المعارضة السورية لا تعتقد انه يجب ان تمثل في المؤتمر الا بعد ان يوحدوا صفوفهم».
وأضاف انه سيجري تحديد من سيجتمع في المؤتمر من المعارضة السورية عبر المحادثات الثنائية بين الاطراف المتعددة لاتخاذ القرار وايجاد إجماع على من سيحضر المؤتمر من المعارضة السورية.
وأشار كيربي الى انه جرى اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ونظيره الامريكي، كيري، ركز على الامور اللوجستية للمؤتمر المتعدد الاطراف.
وغير كيربي موقفه من البارحة وقال ان الروس لهم مطلق الحرية ليجتمعوا مع من يشاؤوا من المعارضة السورية.
واضاف ان المبعوث الامريكي، مايكل راتني، كان مشغولا جدا باللقاءات مع مجموعات المعارضة السورية ويحاول توحيدهم وجعلهم أكثر تنظيما حتى يمكنهم المساهمة في المناقشات السياسية حول المرحلة الانتقالية في سوريا.
ورفض كيربي التعليق على عدد الجنود الروس في سوريا والتي تقول بعض التقارير انه بلغ 4 ألاف جندي. وكذلك رفض التعليق على حادث الطائرة الروسية التي انفجرت فوق سيناء «لأنه ليس من الحكمة ان نشير الى مسؤولية اي طرف قبل انتهاء التحقيقات الروسية والمصرية حول الحادث».
ولكن، كما اشار كيري، فإن التدخل الروسي في سوريا سيقوي نظام الاسد ويزيد التوترات الطائفية ويدعو المزيد من الجهاديين الى سوريا، وهذا سيضع روسيا في وضع صعب للغاية بالنسبة للنشاطات المتطرفة.
150 قتيلاً للنظام السوري بريف حماة والمعارضة تواصل تقدمها
أنس الكردي
بلغت خسائر النظام السوري في مدينة مورك، بريف حماة الشمالي، نحو مائة قتيل، في وقت سقط نحو خمسين آخرين، صباح اليوم الجمعة، في تقدّم جديد للمعارضة في ريف حماة الشمالي الشرقي، بعد السيطرة على قريتي عطشان وأم حارتين.
وأفاد مدير مركز حماة الإعلامي يزن شهداوي، لـ”العربي الجديد”، بأن “مقاتلي المعارضة سيطروا في الصباح على قريتي عطشان وأم حارتين في ريف حماة الشمالي والشرقي، بعد نحو شهر من سيطرة النظام عليهما بمساندة الغارات الروسية الجوية”، مشيراً إلى “سيطرة كتائب المعارضة على على حواجز مداجن العلال ومداجن الندّاف وحاجز العيساوي وتل الطويل، شمالي شرقي حماة”.
وأكد شهداوي، نقلاً عن مدير المكتب الإعلامي لـ”أجناد الشام” التابع لـ”جيش الفتح”، مقتل خمسين عنصراً للنظام بينهم ضابط برتبة عميد يدعى طالب سلامة، وهو قائد اللواء 47 الفرقة 11 مع مرافقيه، وهو المسؤول عن غرفة عمليات النظام في قرية عشطان، جراء عملية “انغماسية” قام بها مقاتلو “الأجناد” داخل القرية، كما تمكنوا من اغتنام دبابة في أم حارتين وقاعدة كورنيت، ودمّروا دبابة أخرى على حاجز المغير بريف حماة الغربي.
وتكمن أهمية قريتي عطشان وأم حارتين كونهما تعدان بوابة لمعارك مقاتلي المعارضة بريف حماة الشرقي، كما أنهما تطلان على أكبر تواجد لشبيحة النظام في ريف حماة، كقرية معان الموالية للنظام، وهما صلة وصل هامة بين ريفي حماة الشمالي والشرقي، وستقطع بهذا كتائب المعارضة طرق إمداد النظام بشكل كامل عن ريف حماة الشمالي من الريف الشرقي.
ويأتي هذا التقدم بعد يوم من سيطرة قوات المعارضة على تل سكيك، المطل على قرية سكيك وقرى وبلدات ريفي حماة الشمالي والشمالي الشرقي وعلى ريف إدلب الجنوبي، وبذلك تصبح غالبية المناطق المطلة على ريف حماة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة لتأمين خطوطهم وتحركاتهم.
في غضون ذلك، قال مركز حماة الإعلامي إن “خسائر النظام السوري في مدينة مورك بلغت أكثر من مائة قتيل”، وأعلن المركز عن “أسر الثوار لمجموعة كبيرة من عناصر النظام داخل المدينة”.
ويعتبر هذا التقدّم هو الأوسع لمقاتلي المعارضة السورية منذ أشهر، ويأتي كإفشال للمخطط الروسي، بعدما بدأت قوات النظام حملة عسكرية قبل نحو شهر للسيطرة على ريف حماة الشمالي.
عرسال: السيناريو الأمني مجدداً
بعد أقل من 24 ساعة على الإنفجار الذي استهدف مقر هيئة “علماء القلمون” في عرسال، وعلى الرغم من أن البعض وضع هذا الإنفجار في خانة الحسابات السورية – السورية، هز انفجار جديد البلدة مستهدفاً الجيش اللبناني، ليتأكد بعدها أن الوضع الأمني في عرسال فتح من جديد من بوابة التفجيرات والعبوات الناسفة، ما يدفع الى السؤال عن التوقيت والجهات التي تريد اعادة ادخال لبنان في نفق أمني ظن في الأشهر المنصرمة الأخيرة أنه خرج منه.
وفي تفاصيل التفجير الجديد، فقد استهدفت عبوة آلية للجيش في منطقة رأس السرج في عرسال، بينما كانت قوة عسكرية تؤازر أخرى من قوى الأمن الداخلي للكشف على موقع الانفجار الذي استهدف هيئة علماء القلمون. وفي طريق العودة، وعند الوصول إلى رأس السرج على طريق الجمالة، انفجرت العبوة التي كانت موضوعة على طرف الطريق، وأصابت ملالة من الدورية المشتركة، ما أدى إلى جرح 5 عسكريين بشكل طفيف، ونقلتهم سيارات الاسعاف إلى أحد المستشفيات في منطقة بعلبك. وعلى الأثر، ضرب الجيش طوقا أمنيا حول المكان القريب من أحد مخيمات اللاجئين السوريين، وأطلق النار في الهواء لتفريق المواطنين الذين حاولوا الاقتراب من نقطة الانفجار. وقد ساد الهدوء، بعدما سيّر دوريات مكثفة في عرسال، منفذاً عمليات دهم لمخيمات النازحين. وحضر الخبير العسكري وباشر الكشف على موقع الانفجار، فيما تولّت الشرطة العسكرية التحقيق في الحادث.
من جهتها، أعلنت قيادة الجيش- مديرية التوجيه، في بيان، أن “دورية تابعة للجيش تعرضت، أثناء مواكبتها دورية لقوى الأمن الداخلي في حي السبيل – عرسال، لانفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة إلى جانب الطريق، ما أدى إلى تضرر ناقلة جند وإصابة خمسة عسكريين كانوا في داخلها بجروح غير خطرة.
وتعليقا على الحادثة، أشار رئيس بلدية عرسال علي الحجيري في تصريحات صحافية إلى أنه “كما في كل مرة، ينقل التوتر من خارج عرسال إلى داخلها. أعود وأؤكد أننا مع الجيش دوما، لكن هناك من لا يريد أن تكون عرسال منطقة آمنة ومستقرة، يقوم بأعمال كهذه، وهؤلاء الناس باتوا معروفين. وشدد على أن “لا مصلحة لأحد في إثارة الوضع الأمني في البلدة، وهناك يد خارجية تتلاعب به”.
وعلى الرغم من القلق الذي اشاعه خبر استهداف الجيش، فقد أكدت مصادر سياسية لـ”المدن” أن ما يحصل لا يدعو إلى القلق، والجيش اللبناني ممسك بزمام المبادرة، لافتة الى أن قائد الجيش العماد جان قهوجي طمأن مؤخراً زواره إلى الوضع الحدودي وجهوزية الجيش، للتصدي لاي محاولة لاختراق او توتير الحدود”. وعلم لاحقاً أن الجيش قصف مواقع للمسلحين في الجرود براجمات الصواريخ.
سوريا: جولة أوروبية للائتلاف.. بمطالب عسكرية وسياسية
ديالا منصور
بعد أسبوع على لقاء فيينا الذي جمع ممثلين عن 19 دولة، في غياب أي طرف سوري إن كان من المعارضة أو النظام، لبحث الأزمة في سوريا، والذي انتهى بالخلاف المعتاد على مصير الأسد ودوره في مرحلة الحل السياسي، بدأ رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد خوجة جولة أوروبية، إستهلها من لندن، حيث عقد اجتماعات مع مسؤولين بريطانيين.
والتقى وفد الائتلاف، الذي ضمّ المستشار القانوني للجيش الحر أسامة أبوزيد، مع وزير الخارجية البريطانية فيليب هاموند، ومستشار الأمن القومي مارك ليال غرانت، ووزيرة الدولة للتنمية الدولية جاستين غريننيغ، إضافة إلى عدد من أعضاء مجلس العموم البريطاني.
وفي بيان مشترك صدر عن هاموند وخوجة عقب اجتماعهما، الذي دعت بريطانيا إليه، أكّد الطرفان على أن “المفاوضات الفعلية التي تفضي إلى عملية انتقال سياسية هي السبيل الوحيد لحل الصراع، وإنهاء المعاناة الفظيعة التي يعيشها الشعب السوري، والقضاء على داعش”. كما أجمع الطرفان على أهمية وضع نهاية لمعاناة المدنيين، خصوصاً في ظل استمرار استخدام النظام للبراميل المتفجرة، مشيرين إلى خطورة التدخل الروسي في سوريا، والذي عزّز من وجود “داعش”، في ظل استهدافه للمدنيين السوريين والجيش الحر.
وأكّد الطرفان على ضرورة استمرار الائتلاف السوري في جهوده للتواصل مع المجموعات السياسية و”المسلحة المعتدلة” في سوريا، بحيث يكون فريق المعارضة المعني بالمفاوضات ممثلاً لكافة السوريين. وأكّد هاموند على موقف المملكة المتحدة الرافض لوجود الأسد في مستقبل سوريا، موضوحاً أنه في الوقت الذي تقوم به المملكة المتحدة بـ”دور قيادي” في العمليات العسكرية ضد “داعش” في العراق، فإن الموقف البريطاني حول تنفيذ عمليات في سوريا لم يتغير، حيث أشار إلى أن “الحكومة البريطانية سوف تطرح الموضوع على مجلس العموم فقط إن تبيّن وجود اجماع واضح بشأنه”.
من جهته، شدّد خوجة على أن أي عملية سياسية تهدف إلى الوصول إلى حل سياسي في سوريا يجب أن تتمحور حول حماية المدنيين، معتبراً أن “هذا الحل لن يكون ممكناً طالما أن المدنيين السوريين يقتلون على يد نظام الأسد وروسيا”. وتعليقاً على محادثات فيينا، التي من المقرر استئنافها الأسبوع المقبل، قال خوجة إن هذه المحادثات تفتقر إلى مشاركة السوريين، ولا يمكن أن تحظى بشرعية إن لم تؤدِ إلى “حماية الشعب السوري من القصف الجوي”، مؤكداً على ضرورة تقديم ضمانات واضحة لحماية المدنيين، وجدولاً زمنياً للانتقال المتوافق عليه في بيان جنيف.
وحول الشق العسكري المتعلق بالزيارة، أكّد المستشار القانوني للجيش الحر أسامة أبو زيد، أن “الجيش الحر والقوى الثورية هم الفاعلون في محاربة نظام الأسد والميلشيات المتحالفة معه، إضافة إلى محاربة داعش”. ونقل أبو زيد، عن فصائل المعارضة، رفضها السياسة المتبعة في الرهان على فشل الاستراتيجية الروسية في سوريا، مؤكّداً على ضرورة دعم ومساعدة الجيش الحر، لأن العدوان الروسي يخدم مصلحة “داعش”، ويؤدي إلى نمو التطرف والإرهاب، مشيراً إلى الثمن الباهظ الذي يدفعه الشعب السوري من حياته واستقرار بلده. وأوضح للمسؤولين البريطانيين عدم وجود أي مبرر لعدم دعم الجيش الحر، بل إن دعمه “ضروري من منطلق أخلاقي، قانوني وإنساني”.
وقال أبو زيد، لـ”المدن”، إنّه أكّد في اللقاءات مع المسؤولين البريطانيين على رفض فكرة “الضغط على المعارضة السورية وسوقها نحو المفاوضات، كما حصل في جنيف، في الوقت الذي يستمر فيه النظام بقصف المدنيين وجميع المناطق السورية”، مشيراً إلى ضرورة تقديم “ضمانة حقيقية” للذهاب إلى المفاوضات، معتبراً أن هذه الضمانة هي “إمداد الجيش الحر بالسلاح النوعي من دون شروط مسبقة”.
يشار إلى أن وفد الائتلاف إنتقل من لندن، إلى العاصمة الفرنسية باريس، الجمعة، للاجتماع مع وزير الخارجية لوران فابيوس وعدد من المسؤولين الفرنسيين، كما من المقرر أن يتابع جولته إلى فيينا، حيث سيلتقي المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا.
“التغيير الناعم” و”الاقتتال المحلّي” سياسة النظام في السويداء
حمزة سرايا
احتّل القلق مساحة واسعة من حيّز الحياة اليومية داخل محافظة السويداء، طيلة الأسبوع الماضي، وتكثّف بين اعتقال طبيب الجراحة المعروف عاطف ملاك، ظهر الأحد، وبين إعلان النظام رسمياً الأربعاء عن وفاة أمين فرع “حزب البعث” ورئيس اللجنة الأمنية شبلي جنود، والذي اختفى منذ شهر في حادثة بقيت معلّقة النهاية تتأرجح بين تخمينات التفاصيل القليلة.
تسويق الخوف
لم يعتقل فرع الأمن العسكري الطبيب عاطف ملاك من عيادته القريبة من ساحة المشنقة، أو من منزله في بنايات المهندسين، بل من الشارع، من بين المارة في مشهدٍ مؤلم حمل مقاربات الخذلان العميق. وكأن الطبيب بصراخه واستغاثاته كان يعلم بأنه ذاهبٌ إما إلى حتفه، أو إلى إخفائه القسري مثلما تمّ إخفاء وافد أبو ترابي الذي اتهمه النظام بتدبير حادثة التفجير التي أودت بحياة قيادة “مشايخ الكرامة” في 4 أيلول/سبتمبر. أراد النظام من خلال نسجه لسيناريو الاعتقال من الشارع، تطويق الأصوات المعارضة له داخل المحافظة، وإخافتها مستعرضاً قوته، مشككاً بأي معادلٍ موضوعي لتلك القوة.
جدول الاعتصام الملغى
كانت “الهيئة الاجتماعية للعمل الوطني في السويداء” -هيئة أهلية محليّة- قد دعت إلى اعتصامٍ سلمي أمام مبنى السرايا الحكومية، الخميس الساعة الواحدة ظهراً، وكان على جدول الاعتصام مطالب منها بالإفراج عن عاطف ملاك، وتحميل الجهات الأمنية مسؤولية كل إيذاء جسدي يلحق به، والكشف عن مصير العديد من المخطوفين والمغيبين مثل شبلي جنود، والصيدلاني سعيد العك الذي تم توقيفه على حاجز القطيفة أواخر تشرين أول/أوكتوبر، وحمود عقيل المعتقل منذ ثلاث سنوات. لكن النظام وخلال ساعات سارع إلى تحقيق أحد مطالب الاعتصام قبل حدوثه، إذ كشف رسميّاً عن مقتل شبلي جنود، وأدخل عاطف ملاك شريكاً في جريمة قتله، ما دفع الهيئة إلى إلغاء اعتصامها متحجّجة بتلك المستجدات.
الإعلان الدرامي لوفاة جنّود
احتكرت “شبكة أخبار السويداء” -صفحة إخبارية في موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” تديرها المخابرات السورية، وتحظى بمتابعة أكثر من 135 ألف شخص- نشر تفاصيل حادثة موت شبلي جنود وفق اعترافات الطبيب عاطف ملاك أمام مشايخ العقل ونقيبي الأطباء والمحامين، والنائب العام وغيرهم من رموز النظام، في إخراجٍ درامي متواضع سرعان ما أعاد إلى الأذهان اعترافات وافد أبو ترابي المنهكة، والمرتبكة أمام عيون النظام التي لم تتغيّر قطّ في الحالتين.
اقترحت اعترافات الطبيب أن يكون الشيخ رأفت البلعوس هو من قام باختطاف شبلي جنوّد بمعاونة شخص يدعى مزيد خدّاج، وأن دور عاطف ملّاك اقتصر على محاولة علاج متأخرة لم تثمر بإنقاذ حياة الرجل، ثم علم بوفاته بعد أربعة أيام. وذكر الطبيب في تلك الاعترافات أن ناصر حمدون وزيدان حمدون، قاما بإخفاء جثة أمين الفرع.
الوقوف على إحدى الضفتين
اختيار الطبيب عاطف ملّاك ليكون شاهداً على موت شبلي جنّود كان عملاً مخابراتيّاً متقناً، إذ لا ينكر المقربون منه علاقته الطيّبة بـ”مشايخ الكرامة”. كان هذا كافياً لاختياره وإرغامه على سرد اعترافات بدت نسخة هزيلة التقليد لاعترافات وافد أبو ترابي السابقة، لكن وبعد ساعاتٍ على نشر الاعترافات المزعومة على صفحة “أخبار السويداء” الموالية للنظام، انهالت عشرات التعليقات التي حاولت النيل من “مشايخ الكرامة”، وتوعدت بالانتقام منهم، فيما حرصت الصفحة على تلميع صورة أمين الفرع المتوفى فوصفته بشيخ الشهداء تارة، وبرمز الوطنيّة والشرف تارةً أخرى. ثم أكملت “الإخبارية السورية” الناطقة باسم النظام السوري توسيع نطاق نشر تلك الاعترافات وتعميمها، فاتصلت “شيخ عقل الدروز الأول” حكمت الهجري الموالي للنظام، الذي صادق كما هو مقررٌ له على “كليشة” الاتهام المنسوبة إلى الطبيب عاطف ملاّك، وأقرّ بها، وبأنهُ كان شاهداً عليها.
في وقتٍ لم تنجرّ فيه الصفحات الموالية لـ”مشايخ الكرامة” في “فيس بوك” إلى لغة السباب والتحريض التي لازمت خطاب الصفحات الموالية للنظام. ونشرت صفحة “رجال الكرامة” صورة مدمجة يظهر فيها شبلي جنود إلى جوار الشيخ وحيد البلعوس، وبينهما عبارة “شهيدان والقاتل واحد”.
اقتتال محلّي محتمل
طيلة يومٍ كامل جرى تحشيّدٌ غير مسبوق على ضفة المواليين للنظام، الراغبين بالقصاص من الشيخ رأفت البلعوس، بحجة الثأر لأمين الفرع المقتول، الأمر الذي دفع بالكثيرين من مؤيدي حركة “مشايخ الكرامة” صباح الخميس، للتوافد إلى قرية المزرعة لمؤازرة الشيخ.
أما النظام باستطالاته ضمن المؤسسة الأمنية، والدينية المتمثّلة بـ”مشيخة العقل” فيبدو مرتاحاً أكثر من أيّ وقتٍ مضى، بعدما وضع على طاولة مقامرته، ورقة شبلي جنوّد التي تريّث في لعبها حتى هذه اللحظة، مراهناً على ولادة حواملٍ جديدة لنزاعٍ محلّي عنوانه السطحيّ الأخذ بالثأر، لكنه سيرسم واقعياً حدود القوى المحلية المسيطرة، وربما قد ينقلب السحر على الساحر في ترتيباتٍ لم تكن محسوبةً لديه.
بعد مورك..المعارضة تسيطر على عطشان وتتقدم في ريف حماة
عبدالله الحموي
في انقلاب للمشهد الذي رافق التدخل الروسي في سوريا، انتقلت قوات المعارضة السورية المسلحة من الدفاع إلى الهجوم، في ريف حماة الشمالي الشرقي. المعارضة المتمثلة في “جيش النصر” و”جيش الفتح” تمكنت الجمعة من استعادة السيطرة على بلدتي عطشان وأم حارتين اللتين شهدتا بداية تقدم قوات النظام والمليشيات الطائفية، المدعومة بالطيران الروسي، في نهاية تشرين أول/أكتوبر.
ويستمر تقدم قوات المعارضة في ريف حماة من جهات متعددة. وبعد السيطرة على مدينة مورك، الخميس، أعلنت “حركة أحرار الشام الإسلامية” المنضوية في “جيش الفتح” صباح الجمعة، عن السيطرة على ست نقاط عسكرية جديدة في ريف حماة الشمالي الشرقي، وهي قرية عطشان شمال شرقي مدينة مورك، والتي تبعد عنها حوالي 12 كيلومتراً، وقرية أم حارتين، ومداجن الهلال والنداف وحاجز العيساوي وتل الطويل. وجاء هذا بعدما بدأت قوات المعارضة عصر الخميس، المعركة باتجاه تل سكيك الإستراتيجي، في ريف حماة الشمالي الشرقي.
وأوضح الناشط الإعلامي خالد أبو أسعد، لـ”المدن”، أنّ الفصائل المقاتلة شنت هجوماً عنيفاً على مواقع قوات النظام، استخدمت خلاله الأسلحة المتوسطة والثقيلة، وتمكنت من فرض سيطرتها على قريتي عطشان وأم حارتين، إضافةً إلى تحرير تل الطويل بالكامل بعد معارك استمرت ساعات.
وتحدث نشطاء عن اغتنام المعارضة لدبابة في أم حارتين، وذخائر متنوعة، وقاعدة صواريخ “كورنيت” وثلاث قذائف صاروخية، ودراجات نارية.
ومن جانبه، أكد مسؤول المكتب الإعلامي لـ”أجناد الشام” أبو المجد، لـ”المدن”: “أن الانتصارات الأخيرة أربكت النظام كثيراً وجعلت معنويات عناصره منخفضة. وبعد السيطرة على تل سكيك انسحبت عناصر النظام باتجاه قرية عطشان تبعتها مباشرة مجموعة من الانغماسيين الذين تمكنوا من اقتحام نقاط متقدمة في البلدة وقتل أكثر من خمسين عنصراً للنظام على رأسهم قائد عمليات قوات النظام في عطشان وما حولها العميد محمد الدخيل من قرية الربيعة في ريف حماة”.
وأضاف أبو المجد أنه بالسيطرة على تل سكيك وعطشان ومورك، تصبح غالبية المناطق المطلة على ريف حماة تحت سيطرة “جيش الفتح”، والتي تمكنهم من تأمين تحركات المعارضة بشكل آمن.
في حين قال القائد العسكري لـ”أجناد الشام” أبو إسلام الحموي، لـ”المدن”: “قام المقاتلون بعملية إنغماسية، الخميس، وتمكنوا من تفجير سيارة مفخخة في حاجز الشربوك غربي عطشان، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى في صفوف قوات النظام. وحصل ذلك بالتزامن مع معارك عنيفة على جبهة عطشان تمكن خلالها مقاتلو المعارضة من تدمير دبابتين لقوات النظام، أثناء إقتحام القرية من الجهة الغربية، وبعد ذلك تمت السيطرة عليها بشكل كامل”.
وتمكنت قوات المعارضة الخميس من السيطرة على تل السكيك في الريف الشرقي، حيث قال أبو إسلام الحموي: “تم الخميس تحرير تل السكيك الإستراتيجي، واغتنام مستودعي ذخيرة داخل التل الذي كانت تتمركز فيه قوات النظام، وتتخذه نقطة لقصف مواقع المعارضة بسبب علوه وإشرافه على مناطق واسعة”.
وقال القيادي الميداني في “حركة أحرار الشام” أبو محمد، لـ”المدن”، بإن السيطرة على تل سكيك كان لها أهمية كبيرة على معارك عطشان وبلدات ريف حماة الشمالي الشرقي، وذلك لموقعه الهام المطل على قرية سكيك وقرى وبلدات ريفي حماة الشمالي والشمالي الشرقي وعلى ريف إدلب الجنوبي.
وكانت المعارضة قد استعادت السيطرة، الخميس، على مدينة مورك في ريف حماة الشمالي، بعدما استولت عليها قوات النظام العام الفائت وحولتها إلى مركز أساسي للقصف وانطلاق العمليات العسكرية ضد باقي مناطق الريف الحموي.
وبدأت قوات النظام المتواجدة في قرية قمحانة، برفع السواتر الترابية شمال غربي البلدة، خوفاً من اقتراب “جيش الفتح” بعد تحرير قرية عطشان. وقد أصبحت قرية معان في مرمى “جيش الفتح” وتعد مفتاح تحرير قرية قمحانة وجبل زين العابدين الذي يعد ثكنة عسكرية وقاعدة لإطلاق الصوايخ على ريفي ادلب وحماة.
وقال أحد العاملين في “المرصد 80” التابع للمعارضة في ريف حماة الشمالي، أبو صطيف خطابي، لـ”المدن”، إن الطيران الروسي وطيران النظام الحربي نفذ الخميس أكثر من 25 غارة على الريف المحرر، وكانت أغلب الغارات على مدينة مورك. كما تم إطلاق أكثر من 100 قذيفة من المدفعية والهاون، على الريف المحرر، في حين تعرضت مدينة اللطامنة لقصف بالألغام البحرية من الطيران المروحي.
وأشار الخطابي إلى أن الطائرات الروسية لم تستطع إيقاف تقدم قوات المعارضة رغم الغارات المكثفة على مواقعها، وكانت عاجزة بشكل تام على تقديم الدعم الجوي لقوات النظام.
عرسال في حلقة التفجيرات: تصفية حسابات سورية
سريعاً إنتقل الحدث في لبنان من التعطيل والشلل المؤسساتي إلى الأمن، بعد أن تعرضت عرسال لإنفجار استهدف “الهيئة الشرعية لعلماء القلمون”، لتدخل البلاد عبره في نفق أمني، يزيد من خطورة الوضع الإقتصادي والسياسي والإجتماعي والبيئي والصحي المتردي في البلاد، وإن بقيت خلفيات التفجير وفق الترجيحات الأولية تشير الى حسابات سورية صرفة.
وكان وقع انفجار في “محلة السبيل” في عرسال قرب مبنى البلدية الجديد امام مكتب الهيئة، استهدف اجتماع “هيئة علماء القلمون”، وأدى إلى سقوط عدد من القتلى (بين 6 و7 بينهم رئيس الهيئة الشيخ عثمان منصور) والجرحى، وإصابة المنطقة بأضرار جسيمة، وذلك عبر عبوة ناسفة وضعت في دراجة نارية مركونة أمام المبنى.
وتعنى الهيئة بموضوع المخيمات والمساعدات للنازحين السوريين، وهي التي ترتب أحوالهم وأوضاعهم وأوراقهم الشخصية والثبوتية، وتبت في مواضيع الزواج والطلاق في صفوف اللاجئين، وكان المكتب يشهد عقد قران خلال وقوع الإنفجار مما تسبب في ارتفاع عدد الضحايا. كما عملت سابقاً على عدد من الوساطات لإطلاق سراح العسكريين المخطوفين، ونجحت في إطلاق سراح 13 عسكرياً بالتعاون مع هيئة “العلماء المسلمين”.
وترجح مصادر مطلعة في المنطقة عبر “المدن” أن يكون سبب الإنفجار الخلافات بين الهيئة وبين أطراف سورية أخرى، لافتة إلى أن الموضوع خاضع لحسابات سورية داخلية بين عدد من الفصائل. وكشفت أن الترجيحات تشير إلى تورط تنظيم “داعش” بالوقوف وراء التفجير، وإستهداف المشايخ. وما يعزز هذه الفرضية هو قرب الهيئة من جبهة “النصرة”، ومعظم فصائل المعارضة السورية، وخلافها الحاد مع تنظيم “داعش”، الذي لديه وجود كثيف في المنطقة التي حصل فيها الإنفجار، كما أن التنظيم كفر في السابق هذه الهيئة.
ويشير رئيس بلدية عرسال علي الحجيري لـ”المدن” إلى أنه لم يتم التأكد إذا كان الإنفجار الذي وقع هو هجوم إنتحاري، أو عن عبوة وضعت في دراجة نارية. ويلفت الحجيري إلى أن ستة قتلى سقطوا في هذا الإنفجار بالإضافة إلى عدد من الجرحى، فيما طلب مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر من الاجهزة الامنية مباشرة التحقيقات الاولية حول الانفجار.
ملف العسكريين
إلى ذلك، علمت “المدن” أن إجتماع الهيئة المستهدف قد يكون لبحث قضية العسكريين المخطوفين لأن وساطات الهيئة لم تنته بعد ولا تزال مستمرة، وهي تعقد اجتماعات دورية للبحث في كيفية حل هذه المسألة. وبالتزامن كان أهالي العسكريين يلتقون السفير التركي الجديد في لبنان تشاتغاي أرجيس لمطالبته بضرورة تفعيل الدولة التركية لعملها ومساعيها لإطلاق سراح العسكريين. ونفى الأهالي عبر “المدن” علمهم بأي رابط بين التفجير واستهداف الإجتماع وإن كان له علاقة بقضية أبنائهم.
انهيار “حصن” مورك.. والمعارضة على مشارف حماة
منهل باريش
سيطرت فصائل “جيش الفتح” على مدينة مورك شمالي حماة، فجر الخميس، بعد أيام من محاولتها اختراق المدينة من نقاط متعددة. وكثفت الفصائل المعارضة قصفها لخطوط الدفاع على النقطتين السابعة والثامنة الواقعتين غربي مورك، وهما أكثر النقاط تحصيناً في مورك.
وأشغلت سرايا المدفعية لفصائل “الفتح”، كتيبة الدبابات التابعة لقوات النظام الواقعة شرقي مورك، بالقصف المستمر من أجل تحييدها ليتمكن اقتحاميو “جند الأقصى” من اختراق النقطتين السابعة والثامنة. وساعدت كثرة التحصينات والخنادق في حماية الاقتحاميين في الوصول إلى عمق مورك، لتتخذ قوات النظام قراراً بالانسحاب، حفاظاً على عناصرها، وتجنباً لمعركة حرب شوارع كانت قد ذاقت طعم هزيمتها في إدلب وأريحا وجسر الشغور.
وأوقعت فصائل المعارضة عشرات القتلى في صفوف قوات النظام، ودمرت عدداً كبير من الآليات الثقيلة له، فيما انتقلت الاشتباكات بين “جيش الفتح” وقوات النظام والميلشيات الموالية لها، إلى جنوبي مورك على الطريق الدولي بين مورك وجسر صوران.
ورغم شنّ المقاتلات الروسية أكثر من 60 غارة جوية على مورك، لكنّها لم تفلح في تمكين قوات النظام والمليشيات المساندة لها، من المحافظة على خطوطها، أو إجبار فصائل المعارضة على التراجع.
وقال الناشط الإعلامي معاذ العباس، لـ”المدن”: “إنّ المعارك في مورك أسفرت عن مقتل 100 عنصر من قوات النظام، بالإضافة لمقتل قائد العمليات العميد الياس صقر”. وسيطر “جيش الفتح” على 11 دبابة و5 عربات “بي أم بي”، وعدد من صواريخ “غراد” والصواريخ المضادة للدروع من نوعي “كونكورس” و”ميتس” و6 رشاشات عيار “14.5”، و3 مدافع رشاش عيار “23”.
وأشار العباس إلى “أنّ قوات النظام ومرتزقته تراجعوا باتجاه مدينة صوران القريبة، بعد إخفاقهم في صد هجوم قوات المعارضة على مورك، بعد المعارك الّتي استمرت لأيام عديدة. ومن المتوقع أن تنسحب أيضاً قوات النظام من مدينة صوران، على وقع ضربات قوات المعارضة، كي تتحصن في مدينة حماة، من أجل تشكيل قوات حماية كبيرة ضد هجمات فصائل المعارضة”.
وتكمن الأهمية الاستراتيجية لمدينة مورك، في أنها تعد خط الدفاع الأول عن القرى الموالية للنظام، مثل معان ومعردس وسقيلبية وغيرها. وبعد السيطرة على مورك أصبح الثوار على أطراف بلدة صوران، الّتي تعتبر المدخل الشمالي لمدينة حماة.
وفي سياق المعارك في ريف حماة أيضاً، قال الناشط الميداني أبو الوليد الحموي لـ”المدن”: “إنّ المعارك في الفترة المقبلة ستتمحوّر في مدينة صوران، الّتي تعتبر البوابة الرئيسية لتحرير حماة المدينة، فضلاً عن طيبة الإمام وقمحانة اللتين مازالتا خاضعتين لسيطرة قوات النظام”.
وأشار قيادي في “جيش الفتح” في حديثه لـ”المدن”، إلى أنّ: “الدور الأكبر في السيطرة على مدينة مورك، هو لفصيل جند الأقصى، الذي تأتي عمليته الخميس، بعد اتفاق تم الأربعاء، على عودة جند الأقصى إلى غرفة عمليات جيش الفتح في حماة، لمتابعة الأعمال العسكرية لفصائل المعارضة من أجل تحرير المدينة”.
ومن جهته، قال تنظيم “جند الأقصى” في تعميم مسجل: “لم نُبلغ رسمياً حتى الآن عن قبول اتفاقنا الرجوع إلى جيش الفتح”.
غرباً، استعاد “جيش النصر” السيطرة على قرية الجنابرة، بعدما دمرت سرايا الصواريخ المضادة للدروع دبابة وعربة رشاش عيار “14.5”، ويحاول “جيش النصر” التقدم الى بريديج لتضييق الخناق على بلدة كرناز وقطع الطريق بين حماة والسقيلبية.
ويشكل انهيار قوات النظام في مورك ضربة قاسية للنظام، الذي لن يتمكن من بناء وتعزيز تحصينات في صوران وطيبة الامام جنوبي مورك، وسيلجأ إلى تجميع قواته حول مدينة حماة وداخلها، ما سيجعل معركة مدينة حماة المرتقبة صعبة على جميع الأطراف.
وتأتي نتائج معارك الريف الحموي، لتمتص فورة قوات النظام بعد تلقيها الدعم الروسي في محاور متعددة من كفر نبودة إلى مورك في حماة، مروراً بمعركبة ولحايا. في الوقت الذي برزت فيه قوات المعارضة موحدة في عملياتها العسكرية؛ فـ”الجيش الحر” أفشل هجوم قوات النظام المدعومة روسياً على عدد من المحاور، في حين تولت الفصائل الإسلامية الممثلة في “جند الأقصى” الهجوم على تلك القوات لتجبرها على التراجع، ملحقة بها خسائر فادحة.
“بلبل الثورة” ينجو من قفص جبهة النصرة!
ناشطون أكدوا خروجه من الريف الشمالي لحمص
جواد الصايغ
توقفت الإشتباكات بين جبهة النصرة، وكتيبة شهداء البياضة في ريف حمص الشمالي، بعدما أسفرت عن مقتل وجرح عدد من الأشخاص، وخروج قائد “البياضة” عبد الباسط الساروت من المنطقة.
جواد الصايغ: نفى ناشطون في المعارضة السورية، خبر مقتل عبد الباسط الساروت الملقب بـ”بلبل الثورة السورية”، في الإشتباكات التي وقعت بين كتيبة شهداء البياضة التي يقودها، وجبهة النصرة في الريف الشمالي لمحافظة حمص.
وكانت عدة صفحات على مواقع التواصل الإجتماعي (فايسبوك) تداولت صورًا قالت انها تعود لعبد الباسط الساروت بعد مقتله، إثر هجوم جبهة النصرة على مقر كتيبة “شهداء البياضة”.
خبر مقتله كذبة
الناشط الإعلامي السوري، ابو جعفر المغربل، نفى عبر “إيلاف”، الأخبار التي تحدثت عن مقتل الساروت، وقال، “الحديث عن إغتياله او مقتله عار عن الصحة، والصورة الموزعة قديمة، ومأخوذة من فيلم كان يتم تصويره في حمص”.
من ريف حمص الشمالي الى ريف حماة
وكشف المغربل، “عن تمكن قائد كتيبة شهداء البياضة من الخروج من ريف حمص الشمالي نحو ريف حماة”، مضيفًا،” أدت الإشتباكات الى سقوط عدد من مقاتلي كتيبة الساروت، وثلاثة من جبهة النصرة التي تمكنت من الإستيلاء على ذخيرة الكتيبة”.
وأكد الناشط الإعلامي، “أن جبهة النصرة تريد للساروت أن يتوجه الى الرقة، كي لا تقع تحت اللوم، وبالتالي يكون العمل الذي قامت به محقًا من وجهة نظرها، فجميع الشرفاء الذين لم يقبلوا بالتسوية يتم إلصاق تهمة داعش بهم”.
النصرة عقدت تسويات مع النظام
وأشار، “إلى ان هذه الهجمة على الساروت جاءت بسبب عدم قبوله بالتسويات الأخيرة التي تمت بالتعاون مع النظام في ريف حمص الشمالي”، لافتا “إلى جبهة النصرة التي تعتبر اكبر فصيل في الريف الشمالي لحمص عقدت تسويات تم بموجبها تسليم الكثير من المناطق للنظام، متل منطقة الخالدية والدوير، إضافة الى تفريغ قرية الدار الكبيرة وتير معلة”.
وإعتبر المغربل، “ان أي شخص يقف بوجه النصرة سيتم اتهامه بأنه داعشي، كما حصل مع آل زغيب والساروت، واليوم أصبحت الناس في ريف حمص الشمالي تخشى من النصرة أكثر من النظام، بعد الجرائم التي ارتكبتها وفيلق حمص في الكثير من المناطق”.
المحكمة الشرعية ومجلس الشعب السوري
وعن القرار الصادر عن المحكمة الشرعية العليا بخصوص، قضية النصرة وعبد الباسط الساروت، إكتفى مغربل بالقول، “المحكمة الشرعية تشبه مجلس الشعب السوري، فهي عبارة عن دمى متحركة”.
أصل الحكاية والمواجهة
معتز شقلب، عضو المجلس الوطني السابق، قال لـ “إيلاف”، “إن بداية الهجمة على الساروت، حدثت يوم معركة النصرة وحلفائها مع ال زعيب ورافد طه، حيث حوصرت كتيبة الساروت لاعتقادهم (مسؤولو النصرة) انه قد بايع تنظيم داعش”، متابعًا”الساروت لم يشارك بأي قتال يومها واصدر بيانًا بداية شهر ايلول، أكد فيه عدم انتمائه أو مبايعته لأي فصيل”.
واضاف، شقلب “منذ شهر تقريبًا عادت المضايقات، وازدادت الشكوك حول علاقته بداعش فعاد وكرر انه لم يبايع وهدأت الامور، ولكن فوجئنا منذ يومين باتهامه بايواء عناصر من داعش، الأمر الذي دفع بالنصرة الى مداهمة احد مقراته لإلقاء القبض على من تعتقد انهم دواعش، ما أدى الى وقوع تبادل لاطلاق النار سقط على اثره 4 قتلى، من جماعة الساروت، فتأزمت القضية أكثر”.
الطريق الى داعش؟
وعن إمكانية ان يؤدي هذا التضييق على الساروت الى توجهه فعليا إلى صفوف داعش، قال شقلب، “طبعًا فكثرة الضغط عليه وعدم وجود طرق امنة توصله لأماكن لا وجود لجبهة النصرة فيها كي لا يكون فريسة سهلة لعناصرها، قد تدفعه الى داعش، ولست متأكدًا حتى الان انه معهم، ولكن قادة أثق بهم في الريف الشمالي اكدوا انه لم يعد موجودًا بالمنطقة، وأصروا على موضوع خروجه بعدما طالبتهم بالكشف عمّا اذا كانت النصرة قد اعتقلته”.
إلاَ داعش!
وأكد عضو المجلس الوطني السابق، “أن الساروت خدم الثورة باخلاص وتفانٍ كبيرين، وقدم الكثير لها، وحمدت الله كثيرا انه لم يقتل على يد ابناء حمص،” معتبراً،” أنه لو اصبح مع داعش فعليه تحمل نتائج خياراته غير الموفقة، فالشعب السوري لم يقصر معه بهذه المحنة ووقف إلى جانبه واطلق الحملات لمناصرته ضد النصرة، ومازلنا نأمل ألا يلتحق بداعش”.
ما الثمن الذي سيدفعه بوتين لتدخله في سوريا؟
بريطانيا شعرت بالقلق على أمن شرم الشيخ منذ 10 أشهر
نصر المجالي
مع تكشف المزيد من المعلومات الاستخبارية عن احتمال أن يكون تفجير “إرهابي” هو من أسقط الطائرة الروسية، تصاعدت التساؤلات عن الثمن الذي سيدفعه بوتين بسبب تدخله في سوريا.
نصر المجالي: ظلت كارثة الطائرة الروسية تحتل العناوين الرئيسة للصحافة البريطانية، حيث كانت لندن من أولى العواصم، التي تكلمت بشكل علني عن احتمال تفجير الطائرة بوساطة عمل إرهابي.
ومع تأكيدات استخبارية لأسباب حادث الطائرة المنكوبة، قالت صحيفة (التايمز) اللندنية إن أدلة متزايدة ظهرت الليلة الماضية تشير إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية هرّب إلى متن الطائرة الروسية حقيبة قبل انفجار الطائرة فوق سيناء.
تقول الصحيفة إن عملاء استخباراتيين، بريطانيين وأميركيين، اعترضوا رسائل لتنظيم داعش بين مصر وسوريا، تحمل معلومات عن تهريب قنبلة على متن طائرة.
عملية مشتركة
وتضيف الصحيفة إنه يوم الأربعاء استخدمت عملية استخباراتية مشتركة بين الولايات المتحدة وبريطانيا، كشفت مراسلات إلكترونية بين مسلحين في سوريا وسيناء. جاء ذلك بعد أربعة أيام من تحطم طائرة خطوط متروجيت الروسية فوق سيناء، مما أدى إلى مقتل 224 شخصًا كانوا على متنها. وتقول (التايمز) إن محتوى الرسالة أقنع المحللين بأن قنبلة وضعت على متن الطائرة من قبل مسافر أو أحد العاملين في المطار.
وتلفت الصحيفة إلى أن الحكومة البريطانية كانت تشعر بالقلق إزاء الإجراءات الأمنية في شرم الشيخ منذ نحو عشرة أشهر، حيث زار فريق من الخبراء الأمنيين البريطانيين المنتجع ومطاره في العام الماضي.
تعليق الرحلات
وتشير الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اتخذ قرار تعليق الرحلات كافة إلى شرم الشيخ، مما يتسبب في أضرار للسياحة في مصر، بينما كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على متن طائرته متجهًا إلى لندن.
وقالت متحدثة باسم كاميرون للصحيفة إنه لم يتمكن من إطلاع السيسي على الأمر شخصيًا، وإن الرئيس المصري علم بالأمر لدى وصول طائرته إلى مطار هيثرو.
التدخل الروسي
من جانبها، تناولت صحيفة (الغارديان) البريطانية، الحدث المأساوي، ولكن من جهة التدخل الروسي في سوريا، ونشرت تحليلًا تحت عنوان “روسيا قد تدفع ثمنًا باهظًا لتدخلها في سوريا”.
يقول كاتب التحليل سايمون تيسدال إنه إذا صحّ ما تشير إليه الحكومة البريطانية من أن قنبلة قد تكون السبب في تحطم طائرة روسية فوق سيناء، فإن الثمن البشري لمغامرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا قد يكون ارتفع كثيرًا.
ويضيف تيسدال إن التدخل الروسي جاء فجأة في الشهر الماضي بعد زيادة سرية وسريعة في العتاد والجنود في سوريا. وكان الهدف الرئيس لبوتين من التدخل، حسب ما يقول التحليل، دعم نظام بشار الأسد المتداعي. ولكن الأسد برر تدخله أمام المجتمع الدولي بأن طائراته ستستهدف مواقع تنظيم الدولة الإسلامية.
قصف داعش
يضيف أنه على الرغم من أنه اتضح سريعًا أن القوات الروسية كانت تقصف قوات المعارضة السورية المسلحة، المدعومة من الغرب، لكنها كانت تقصف أيضًا أهداف تنظيم الدولة الإسلامية. وتعهد تنظيم الدولة الإسلامية بالرد.
وزعم تنظيم ولاية سيناء، التابع لتنظيم الدولة الإسلامية، الذي أعلن مسؤوليته عن مقتل مئات الجنود المصريين منذ عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي عام 2013، مسؤوليته على الفور عن إسقاط الطائرة.
وقلل مسؤولون مصريون وروس على الفور من شأن مزاعم تنظيم ولاية سيناء، ويضيف تيسدال أنه مع تزايد ترجيح أجهزة الاستخبارات الغربية بأن السبب وراء تحطم الطائرة كان قنبلة، زرعت على متنها، سيكون السؤال الآتي: لم كان المستهدف طائرة روسية تحديدًا، ولماذا يحرص بوتين على التخفيف من شأن المزاعم الإرهابية في ما يتعلق بالطائرة.
يقول كاتب التحليل، في الختام، إن الإجابة الأكثر ترجيحًا عن السؤالين الماضيين، ستكون مغامرة بوتين في سوريا، فبمعاداة تنظيم الدولة، وضع بوتين بلاده في خط النار. ويضيف أن الرأي العام الروسي لن يكون راضيًا عن تعريض حياة الروس للخطر، خاصة بعد عدم إظهار الرأي العام الروسي الكثير من التأييد لتدخل روسيا في القرم وأوكرانيا.
وفاة معارض سوري بارز في لندن
بهية مارديني
بهية مارديني: توفي في العاصمة البريطانية لندن مع الساعات الأولى من صباح اليوم المعارض السوري البارز وحيد صقر إثر تفاقم حالته الصحية، وبعد معاناة شديدة مع مرض عضال، دخل بسببه إلى المستشفى مرات عديدة. ونعى تيار التغيير الوطني المعارض صقر، وهو من أبرز مؤسسيه، الذي ظهر على وسائل الإعلام والفضائيات، ومارس العمل السياسي بكثافة مع الساعات الأولى للثورة السورية، وشكلت معارضته صدمة قوية جديدة لنظام الأسد، لكونه من أبناء الطائفة العلوية، التي توقع النظام وقوفها معه بشكل كامل.
وقال فهد الرداوي عضو المكتب التنفيذي لتيار التغيير الوطني المعارض في تصريح لـ”إيلاف”: “كان صقر من أشرس المعارضين لنظام بشار الأسد لكونه من طائفته التي رفض أن يلتحف بها، كما فعل الكثيرون، وفضل أن يكون سوريًا مخلصًا لوطنه وشعبه”.
أضاف ” وحيد صقر رحل عنا جسدًا، لكن روحه الطاهرة ستبقى مشعلًا من مشاعل الحرية، التي تصدح في سماء الثورة حتى تحقيق النصر، وكان يقول دائمًا إن (بشار الأسد سيرحل، طال الزمان أم قصر، وستكون سوريا المستقبل بلا طاغية)”.
وأسف لموت وحيد صقر “غريبًا بعيدًا عن وطنه، حاله كحال آلاف السوريين، الذين كانت أمنيتهم أن تحتضنهم سوريا الأم بدفئها وحنانها، رحمه الله وجميع شهداء ثورتنا، وجعل مثواهم الجنة”.
ونعى معارضون سوريون وحيد صقر على مواقع التواصل الاجتماعي، وكانوا قد رافقوه في أكثر من نشاط وزيارة في لندن والقاهرة وإسطنبول. وقالت جورجيت علم إنه “صاحب الكلمة الحرة، ورفيق الثورة السورية الحق”، وأشار إبراهبم الجبين إلى أن “العلوي الطيب هو العلوي الميت كما يريد الأسد وطيور الظلام”.
وأكد صلاح بدر الدين أن “وحيد كان في عداد أوائل الملتحقين بالثورة من الطائفة الكريمة، وكان عضوًا أيضًا في الهيئة الوطنية لتوحيد الثورة السورية، وقمنا بمحاولات عديدة لإعادة هيكلة الجيش الحر، وإعادة بناء المعارضة، وكنا في وفد مشترك في مباحثات مع الأمين العام للجامعة العربية”، فيما قال معتز شقلب إن وحيد كان “صقرًا في وجه الأسد وعصابته”.
ولفت فرحان مطر، بعد وداعه وحيد صقر، الذي وقف في وجه الطاغية، إلى أنه “كان صقرًا حقيقيًا، لم يرهبه أنهم استعدوا عليه أهله، إلى درجة التبرؤ منه والقطيعة”.
السعودية تعطل حلا أمريكيا يضمن بقاء «الأسد» لفترة انتقالية
ترجمة وتحرير فتحي التريكي – الخليج الجديد
كان الخبر السار هذا الأسبوع أن إيران قد تم إدراجها في المؤتمر الدولي المنعقد في فيينا والذي يهدف التوصل إلى وقف إطلاق النار في سوريا. الأخبار السيئة أن المؤتمر قد انتهى دون وفاق ومع انقسام واضح بين المشاركين. ونتيجة لذلك، ليس هناك نهاية في الأفق للحرب التي استمرت 4 سنوات، وتسببت في قتل أكثر من ربع مليون شخص ونزوح 11 مليونا إلى المنفى.
ما بدأ كاحتجاج سلمي ضد الرئيس السوري «بشار الأسد» قد أثار ردود أفعال عنيفة من قبل قوات الأمن التابعة للأسد، وقد تطورت الأمور منذ ذلك الحين إلى نزاع دولي. وتشمل قائمة المشاركين المتمردين بدعم من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وإمارات الخليج الذين يسعون للإطاحة بـ«الأسد»، إضافة إلى الجيش السوي المدعوم من قبل من روسيا وإيران. قرار الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» بإرسال 50 من القوات الخاصة إلى سوريا للعمل «كمستشارين للمتمردين»، وتعهده بمبلغ إضافي يبلغ 100 مليون دولار في صورة مساعدات يضع الولايات المتحدة بقوة في معسكر السعودية والخليج.
ما يبدو كونه موضعا للتساؤل فإنه في الواقع يتسق مع سياسة الولايات المتحدة الماضية. وقد شابت الصورة التي نصبت أمريكا نفسها خلالها باعتبارها منارة الحرية وحقوق الإنسان على مر السنين تحالفات مع الحكام المستبدين في قائمة طويلة ضمت شاه إيران، وديكتاتور شيلي «أوغستو بينوشيه»، جنرالات اليونان والأرجنتين وفرق الموت في السلفادور وجماعات الكونترا في نيكاراجوا. وتماشيا مع هذا السجل تأتي شراكة الولايات المتحدة مع المملكة العربية السعودية التي تتصرف بقسوة تجاه مواطنيها وكذا بعض الدول المجاورة.
صوت الاتحاد الأوروبي مؤخرا على منح جائزة «ساخاروف» لحرية الفكر إلى «رائف بدوي»، وهو مدون سعودي يبلغ من العمر 31 عاما حكم عليه في عام 2014 بالسجن 10 أعوام والجلد لـ1000 جلدة بسبب نشاطه على الإنترنت. تنسب الجائزة لـ«أندريه سخاروف»، عالم الفيزياء الروسي الذي تحدى الحكومة السوفيتية الاستبدادية في دفاعه عن حقوق الإنسان خلال الحرب الباردة. محامي «بدوي»، «وليد أبوالخير»، حكم عليه بالسجن لمدة 15 عاما بتهمة تقويض الحكومة وإهانة القضاء.
وقد تلقى «بدوي» بالفعل 50 جلدة وكان من المقرر إجراء جولة ثانية. ووصف «مارتن شولتز»، رئيس البرلمان الأوروبي، العقوبة بأنها «واحدة من أبشع العقولات». وقد أدين الحكم من جانب مسؤولي الأمم المتحدة والولايات المتحدة ومنظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش. ورد السعوديون بأنهم لا يقبلون بالانتقادات الأجنبية لنظامهم القضائي.
وقد عرض محرر نيويورك تايمز «نيكولاس كريستوف» مثالا آخر في عموده في 29 أكتوبر/ تشرين الأول وهو «علي النمر» الشاب السعودي الذي اعتقل في سن الـ17 عاما في احتجاجات مناهضة للحكومة، واتهم بمهاجمة رجال الشرطة، ولكن الدليل الوحيد هو اعترافه الذي تم انتزاعه تحت التعذيب. وبعد استنفاذ نداءاته، فقد حكم على علي النمر بالقتل والصلب في ساحة عامة. وقد أصدرت محكمة سعودية قرارها بتوقيع عقوبة بالسجن لمدة 10 أعوام على أستاذ الدراسات الإسلامية، «عبد الكريم خضر»، الذين أدين بسبب انتقاده للتشدد الإسلامي ودفاعه عن حقوق المرأة.
في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول، حكم على عجوز إنجليزي يبلغ من العمر 74 عاما بالجلد 350 جلدة لحيازته للكحول. من قبيل الصدفة، لم يمض وقت طويل حتى ألقي القبض على أمير سعودي في لوس أنجلوس بسبب شربه للخمر واستخدام الكوكايين وترويع النساء.
وفي الوقت نفسه، يقوم التحالف السعودي الخليجي المدعوم من الولايات المتحدة بتدمير ممنهج لليمن على أمل هزيمة المتمردين الحوثيين في الشمال الذين تتهمهم السعودية بأنهم وكلاء لإيران. تدافع المملكة العربية السعودية عن تدخلها في الحرب الأهلية اليمنية بأنه ضرورة لمواجهة خطر التوسع الإيراني، ولكن كانت التكلفة هي معاناة البشر من حملة قصف جوي استمرت 7 أشهر ومن حصار خانق لا ينتهي.
أحجمت إدارة «أوباما» عن انتقاد تصرفات السعوديين في اليمن، حتى بعد سوت غارات جوية سعودية مستشفى أطباء بلا حدود في صعدة في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول. كما حجبت الولايات المتحدة مرارا دعمها لإجراء تحقيق دولي في انتهاكات حقوق الإنسان من قبل الجانبين.
يمكن بسهولة تفهم تردد «أوباما» في التفريط في البلد الغني بالنفط الذي ينفق جزء كبير من عائداته على شراء الأسلحة الأمريكية. ولكن لسنوات كان التفسير المعتاد أن السعوديين يلعبون دورا كبيرا في توفير الاستقرار في منطقة مضطربة من العالم. في الواقع، فإن العكس هو الصحيح لأن النموذج الإسلامي للدولة الإسلامية وغيرها من التنظيمات المتشددة قد نشأ فعليا في المملكة العربية السعودية ويتم فرض بصرامة في هذا البلد، المال السعودي يدعم المدارس في جميع أنحاء العالم التي تدرس مناهج متعصبة. وخريجو هذه المدارس هم بين جماعات المتمردين التي تقاتل حاليا في سوريا.
ليس مستغربا أيضا أن الخوف الرئيسي لدى السعوديين ينبع من إيران، ذات الأغلبية الشيعية. وفي نفس الوقت، فإن مشاركة إيران أمر ضروري في أي محاولة للتعامل مع المشاكل الملحة في المنطقة، بما في ذلك الحرب في سوريا، واللاجئين، والصراع الطائفي في العراق، والتهديد الذي يشكله الإرهاب. في بادرة أمل، فإن وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» ونظيره الإيراني «محمد جواد ظريف» قد اتخذا خطوات نحو تطوير العلاقة والتي من الممكن أن تؤدي إلى مزيد من التعاون بين البلدين.
حقيقة أن إيران قد تم إدراجها ضمن اجتماع 31 أكتوبر/ تشرين الأول تطور مرحب به، ولكن الخلاف حول مصير «الأسد» لا يزال عقبة، وقال خبراء في شؤون المنطقة أنه من أجل إنهاء القتال، ينبغي على الولايات المتحدة وحلفائها أن يوافقوا على بقاء الأسد رئيسا لفترة انتقالية ويجب أن روسيا وإيران أن يقبلا برحيله في نهاية المطاف. تظهر كلا من روسيا والولايات المتحدة استعدادا لقبول هذا الشرط.
السعوديون هم حجر عثرة في هذا الأمر، وقال وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» بعد الاجتماع الذي عقد في فيينا أن السياسة السعودية تجاه سوريا لم تتغير، وأن «الأسد» يجب أن يرحل. واتفق المشاركون في الاجتماع على عقد دورة مقبلة حول سوريا، لكن في الوقت نفسه فإنه من الإنصاف القول بأن استمرار دعم الولايات المتحدة للمملكة العربية السعودية، مهما كانت مزاياه المتصورة، فإنه يسخر من المبادئ التي تدعي الولايات المتحدة أنها تدافع عنها.
المصدر | فورين بوليسي إن فوكس
خفضت السعر في أوروبا بمعدل 1.3 دولارا للبرميل لعقود شهر ديسمبر
«فاينانشيال تايمز»: السعودية تقاتل روسيا على سوق النفط الأوروبي
ترجمة وتحرير فتحي التريكي – الخليج الجديد
خفضت شركة النفط الحكومية السعودية (أرامكو) أسعار بيع النفط الرسمية لأوروبا، في محاولة من أكبر مصدر للخام حول العالم للحفاظ على حصته في سوق عالمي متخم بالإمدادات، حسب تقرير لصحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية.
السعودية، الزعيم الفعلي لـ«أوبك»، التي تنتج أكثر من واحد من كل عشرة براميل نفط في العالم، تقلصت حصتها في أوروبا خلال العام الماضي؛ نظرا لقيام منتجين منافسين بضخ المزيد من النفط إلى القارة العجوز.
وخلال العام الماضي، تجاوزت شحنات النفط السعودي إلى أوروبا نسبة الـ 13% من صادرات المملكة من الخام، وفقا لبيانات «أوبك».
لكن هذا النسبة تراجعت إلى حوالي 10% خلال الأشهر الستة الأخيرة، وفق ما أظهرته بيانات تتبع حاويات النفط.
في المقابل، ارتفعت كميات النفط التي يصدرها إقليم كردستان العراق إلى أوروبا عبر ميناء جيهان التركي، والتي حلت محل بعض الشحنات السعودية هذا العام، وفقا لمحللين.
أيضا، طرات زيادة على تدفقات النفط الخام من غرب أفريقيا إلى أوروبا.
وقد استجابت السعودية لمثل لهذا الانخفاض في صادراتها النفطية إلى أوروبا عبر البحث عن عملاء جدد بما في ذلك استهداف المصافي التي كانت غالبا ما تحصل على إمداداتها من روسيا وبحر الشمال.
واليوم الخميس، قامت المملكة بخفض الأسعار الرسمية للخام العربي الخفيف في أوروبا بمعدل 1.3 دولارات للبرميل لعقود شهر ديسمبر/ كانون الأول، لتقدم سعرا تنافسيا أمام خام برنت القياسي من بحر الشمال؛ حيث يقل عنه بنحو 4.75 دولار للبرميل.
التوجه نحو قاعدة العملاء الروسية من المرجح أنها قد أثارت الهرج في موسكو، بالنظر إلى شكوى «إيغور سيتشين»، الرئيس التنفيذي لشركة روسنفت النفطية الحكومية المدعومة من الكرملين، الشهر الماضي، من قيام السعودية بإغراق السوق، بعد أن تم الكشف عن بيع النفط السعودي إلى مصافي التكرير في بولندا.
مصفاة النفط السويدية بريم اشترت أيضا مؤخرا شحنة سعودية لأول مرة منذ 20 عاما، وفقا لـ«رويترز».
ورأى مراقبون أنه لا ينبغي المبالغة في توصيف المعركة بين روسيا والسعودية على مستهلكي النفط؛ نظرا لأن جميع المنتجين يتقاتلون على العملاء.
وفي هذا الصدد، قالت: «أمريتا سين»، من «إينرجي أسبيكت»، وهي شركة استشارية مقرها لندن: «إنها شحنة هنا أو شحنة هناك، لكن الشحنات السعودية الإجمالية إلى أوروبا انخفضت».
وأضافت: «جميع العملاء يرغبون في تنويع مصادرهم. ووجود مورد جديد يساعدهم قبيل إعادة التفاوض على الصفقات الكبيرة للعام المقبل».
ولا يزال سوق النفط العالمي يحمل وفرة في المعروض تبلغ مليون برميل على الأقل يوميا؛ وهو الأمر الذي تفاقم بسبب قيام كل من السعودية والعراق بزيادة إنتاجهم.
وحول ذلك، قال «بول هورسنيل»، رئيس أبحاث السلع في «ستاندرد تشارترد»: «إذا عاد كل من السعودية والعراق إلى معدلات الإنتاج السابقة قبل اجتماع أوبك في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، فسوف يعاني السوق من العجز».
وأضاف: «لا يمكن اختصار السياسة فقط في كونها معركة من أجل الحصة السوقية. أي شيء يأتي في البحر المتوسط فإنه يتنافس مع النفط الخام الروسي والعراقي».
وفي عام 2015، ارتفع إنتاج روسيا من النفط، أيضا؛ حيث بلغ مستويات قياسية مقارنة بالسنوات التي تلت انهيار الاتحاد السوفيتي، رغم فقدان الخام لأكثر من نصف قيمته ليصل إلى معدل أقل من 50 دولار للبرميل منذ صيف عام 2014.
وترسل روسيا، أيضا، المزيد من النفط الخام إلى آسيا عبر خط أنابيب شرق سيبيريا – المحيط الهادي، من أجل المنافسة في تلك الأسواق.
ووفق بعض المتعاملين، حصل خط أنابيب سيبريا بدوره على حصة من النفط السعودي.
ومبررا التخفيض السعودي في أسعار النفط لأوروبا، قال «يوجين ليندل»، المحلل في جي بي سي للطاقة: «لم تكن تخفيضات الأسعار في أوروبا مفاجأة كبيرة، وأبرزت وفرة الخام الحالية في المنطقة، واستهدف التخفيض الضغط على الدرجات المحلية مثل فورتيس في بحر الشمال وأورال في روسيا».
وأضاف: «إذا لم تشرع السعودية في خفض الأسعار، فإن مصافي التكرير البولندية سوف تبدأ ببساطة في شراء الأورال مرة أخرى».
المصدر | فاينانشيال تايمز
المعارضة تنتزع مواقع إستراتيجية بشمال حماة
يزن شهداوي وأحمد العكلة-ريف حماة
واصلت قوات المعارضة السورية المسلحة تقدمها في ريفي حماة الشمالي والشرقي صباح اليوم الجمعة، حيث سيطرت على قريتين وعدة حواجز سبق أن انتزعتها قوات النظام، بينما تؤكد مصادر معارضة مقتل العشرات من جنود النظام.
وأفاد أبو عبده -المسؤول بأحد الفصائل المعارضة- للجزيرة نت بأن المعارضة تمكنت من السيطرة بشكل كامل على قريتي عطشان وأم حارتين بريف حماة الشمالي الشرقي عقب معارك عنيفة مع قوات النظام، وأوقعت خسائر كبيرة في صفوف النظام الذي كان قد سيطر على المنطقة قبل شهر.
وأضاف أن مقاتلي المعارضة سيطروا أيضا على حواجز المداجن والهلال والنداف والعيساوي وتل الطويل، واستحوذوا على دبابة وقاعدة صواريخ مع ذخيرتها، كما دمروا دبابتين خلال الاشتباكات.
وتأتي هذه السيطرة بعد يوم واحد من سيطرة جيش الفتح على تل سكيك الإستراتيجي بريف حماة الشمالي وتدمير آليات داخله، كما نفذت فصائل جيش الفتح عملية ببلدة عطشان -قبل السيطرة عليها- أسفرت عن مقتل ضابط برتبة عميد وعشرات الجنود.
وأكد الناشط بريف حماة خالد الحموي مقتل عدد كبير من جنود النظام في المعارك، مضيفا أن قريتي عطشان وأم حارتين تعدان بوابة لمعارك ريف حماة الشرقي، حيث تطل عطشان على قرى موالية للنظام وتعد خزانا بشريا لمقاتلي مليشيات الشبيحة، فضلا عن كونها صلة وصل مهمة بين ريفي حماة الشمالي والشرقي.
ويحظى تل سكيك بأهمية إستراتيجية أيضا لموقعه المهم، حيث يطل على ريفي حماة الشمالي والشمالي الشرقي وعلى ريف إدلب الجنوبي، فبعد سيطرة الثوار عليه أصبحت الحركة في أغلبية تلك المناطق آمنة.
قصف روسي
وكان النظام قد انتزع تلك المنطقة من المعارضة قبل نحو شهر تحت الغطاء الجوي الروسي، حيث احتفى إعلامه وأنصاره بنبأ تقدم قواته هناك على الرغم من خسائره الكبيرة، وفقا للناشط الإعلامي محمد خطيب.
وأضاف الخطيب للجزيرة نت أن التدخل الروسي لم يمنع تراجع قوات النظام عن مساحات واسعة بريف حماة الشمالي ومقتل العشرات من جنوده ودباباته وذخيرته.
ونقل مراسل الجزيرة نت عن قائد كتيبة أسود الشريعة الشيخ محمود أن قواتهم امتصت الهجمة الروسية التي شنت غارات مكثفة على مواقع المعارضة، مضيفا أن جيش النظام يتقدم بشكل طفيف عندما تقصف المقاتلات الروسية، وما إن ينتهي القصف يغير الثوار على مواقع قواته ويستحوذون على آلياته بينما يلوذ جنوده ومليشياته بالفرار، حسب قوله.
ومن جهة أخرى، واصلت الطائرات الروسية تحليقها المكثف في أجواء ريفي إدلب وحماة الشمالي واستهداف القرى التي تقع تحت سيطرة المعارضة، خصوصا مدينة خان شيخون الواقعة جنوب إدلب، مما خلف عددا كبير من الجرحى.
وسيطرت المعارضة المسلحة على مواقع إستراتيجية بريف حماة الشمالي مؤخرا، من بينها قاعدة تل عثمان الإستراتيجية وبلدة الجنابرة، وكذلك بلدة مورك الواقعة على الطريق الدولي حماة حلب، والتي سقط فيها ما يزيد على مئة قتيل بصفوف قوات النظام، وعدد كبير من الأسرى، فضلا عن استحواذ المعارضة فيها على عشر دبابات وخمس عربات ناقلة جند وأربع مدرعات.
كيري ولافروف ناقشا بدء محادثات بين النظام والمعارضة
موسكو – رويترز
قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرجي لافروف بحثا هاتفيا الجهود الدولية لبدء مباحثات بين السلطات السورية والمعارضة.
وقالت الوزارة إن الإتصال الهاتفي جرى بناء على مبادرة من واشنطن وإن الرجلين ناقشا أيضا القتال ضد تنظيم “داعش” وغيره من الجماعات المتشددة في الشرق الأوسط.
كندا تعتزم استقبال 25 ألف لاجئ سوري قبل يناير
أوتاوا – فرانس برس
أعلن رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، مساء الخميس، أن بلاده ستستقبل 25 ألف لاجئ سوري قبل مطلع العام المقبل عملا بوعوده الانتخابية.
وقال ترودو متحدثا لإذاعة راديو كندا في مقابلته الأولى منذ تولي مهام منصبه يوم الأربعاء، إن “الهدف ما زال استقدام 25 ألف لاجئ سوري إلى كندا قبل الأول من يناير”.
وتابع: “من أجل تحقيق هذا الهدف في فترة قصيرة تمت تعبئة عدد من الوزارات، ومن الضروري أن يكون لنا شركاء في المقاطعات والبلديات”.
وأكد أن “الكنديين يريدون أن نتصرف تصرفا مسؤولا ومتعقلا، وهم اختاروا إعطاء تفويض للانفتاح والمسؤولية من أجل تجديد التزامنا وبشكل متين على الساحة الدولية”.
وذكر أن وزير الدفاع هارجيت سجان يعمل على وقف الضربات الجوية التي تنفذها القوات الكندية في إطار عمليات الائتلاف الدولي ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق.
وشدد على أن سحب المقاتلات الكندية الذي سيتم على وجه السرعة ينبغي أن يتحقق “بصورة مسؤولة تراعي حلفاءنا”.
وأوضح أن كندا ستؤمن مساعدة إنسانية ميدانية، وتكلف “قواتها المسلحة بالتدريب بدلا من القتال”.
دي ميستورا يقدم رؤيته الى مجلس الامن حول سوريا
الأمم المتحدة- فرانس برس
قال دبلوماسيون الخميس ان مبعوث الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا سيقدم الثلاثاء القادم امام مجلس الامن عرضا عن المباحثات التي اجراها في دمشق وواشنطن وموسكو حول الازمة السورية.
وكان دي ميستورا التقى الفاعلين الرئيسيين الذين يمكن ان يكون لهم تاثير في الازمة السورية وذلك قبل جولة جولة مباحثات جديدة في فيينا تجمع ايران وروسيا والسعودية والولايات المتحدة.
وقال المبعوث الاربعاء في موسكو ان الامم المتحدة مستعدة لان تستضيف “باسرع ما يمكن” في جنيف مباحثات بين الحكومة السورية والمعارضة لانهاء حرب مستمرة منذ اربع سنوات ونصف.
وكان المشاركون في اجتماع فيينا الاسبوع الماضي دعوا الامم المتحدة الى جمع الحكومة والمعارضة السوريتين للتوصل الى اتفاق بشان عملية انتقال سياسي تؤدي الى صياغة دستور سوري جديد وتنظيم انتخابات.
تحرك أوروبي على مختلف الجبهات لمواجهة أزمة تدفق اللاجئين
بروكسل (6 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
تتابع مؤسسات الاتحاد الأوروبي التحرك على أكثر من جبهة من أجل متابعة التعامل مع استمرار تدفق اللاجئين والمهاجرين على الدول الأوروبية.
وفي هذا الإطار، يشهد الأسبوع القادم تحركات مكثفة داخلية وخارجية. فمن المقرر أن يزور كل من نائب رئيس المفوضية فرانس تيمرمانس، والمفوض المكلف شؤون الجوار يوهانس هان، تركيا يوم الثلاثاء المقبل، لمتابعة التفاوض مع المسؤولين في أنقرة حول مخطط العمل المشترك بشأن التصدي لمشكلة الهجرة واللجوء.
وتريد المفوضية الأوروبية ضخ مزيد من الطاقة في هذه المفاوضات لدفع الأتراك، الذين لا يزالون يساومون على المكاسب، للاحتفاظ بالمهاجرين واللاجئين على أراضيهم وضبط حدودهم بشكل أفضل.
ومن جانب آخر، قررت المفوضية منح سلوفينيا مبلغاً إضافياً يصل إلى 10،7 مليون يورو، ستستخدم في “تعزيز تواجد عناصر الشرطة على الحدود مع كرواتيا لتنظيم عملية دخول طالبي اللجوء والمهاجرين وأيضاً تأمين 7500 مكان استقبال مؤقت للقادمين الجدد”، وفق بيان المفوضية.
وتأتي هذه الأموال في إطار القرارات التي تم إتخاذها خلال القمة الأوروبية المصغرة التي عقدت في بروكسل يوم 25 الشهر الماضي، وتقرر خلالها نشر 400 عنصر شرطة على حدود الدول الشرقية الأكثر تأثراً بتدفق المهاجرين وخلق أماكن استقال مؤقتة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من القادمين الجدد، على طول ما بات يعرف بـ”طريق البلقان”.
هذا وتعقد في العاصمة المالطية فاليتا يومي الأربعاء والخميس القادمين قمة تجمع دول الاتحاد الأوروبي والدول الأفريقية لتعزيز التشاور في مجال معالجة الهجرة، يعقبها مباشرة قمة أوروبية غير رسمية في المكان نفسه.
ويريد الأوروبيون الدفع بمزيد من المساعدات للدول الأفريقية لتستطيع تحقيق التنمية، وخلق فرص العمل من أجل “ردع” الناس عن التفكير بالهجرة إلى أوروبا.
كما تريد بروكسل تكثيف التعاون الأمني مع الدول الأفريقية لمساعدتها على ضبط الحدود وتفكيك شبكات مهربي البشر.
ويواجه الأوروبيون في هذا الصدد، المعضلة الليبية، خاصة بعد فشل الأمم المتحدة، التي ساندوها بقوة، في التوصل إلى حل الأزمة المستعصية في هذا البلد.
ويأمل الأوروبيون الاستمرار في العمل مع المبعوث الأممي الجديد لليبيا، الألماني مارتن كوبلر وذلك من أجل “اعادة الأمن والاستقرار لليبيا”، حسب كلام المتحدثة باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد فيديريكا موغيريني.
وأعادت كاترين ري، التشديد على دعوة جميع الأطراف الليبية إلى القبول بالاتفاق الذي تم طرحه الشهر الماضي، “لوضع ليبيا على الطريق الصحيح”، برأي الأوروبيين.
روسيا تواجه مصاعب بحل ميليشيات النظام بسورية وتُقدّر عددها بنحو 50 ألفاً
روما (6 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
نقل قيادي سوري في ائتلاف قوى الثورة والمعارضة لسورية عن مصدر روسي مسؤول أن موسكو تواجه عقدة في حل ميليشيات النظام السوري الطائفية مختلفة التسميات، وأنها تفاجأت بعددهم الكبير الذي قدّره المصدر الروسي بنحو خمسين ألف.
وقال القيادي في الائتلاف لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “وفق ما أخبرنا المصدر روسي أن روسيا بدأت بالفعل حل ميليشيات للنظام واستبعاد ميليشيات حزب الله اللبناني ومقاتلين شيعة من جنسيات مختلفة يتبعون مباشرة لقيادات عسكرية إيرانية، لكنهم يواجهون الآن عقدة عدم استطاعتهم حل كل الميليشيات بسبب عددها الضخم”، حسب تعبيره.
وأضاف القيادي في الائتلاف الذي لم يُصرّح بذكر اسمه، إن روسيا “كانت تُقدّر عدد ميليشيات النظام بنحو عشرة آلاف إلى 15 ألف مقاتل، بينهم نحو خمسة آلاف من مقاتلي حزب الله، لكن الواقع أظهر أن عددهم أكبر من ذلك بكثير، وهو يقترب من الخمسين ألفا، يتوزعون على ميليشيات النظام المختلفة وعلى مقاتلي ميليشيا حزب الله اللبناني، ومقاتلين شيعة من العراق وأفغانستان واليمن يتبعون لقياد الحرس الثوري الإيراني بشكل مباشر أحيانا،ً وغير مباشر أحياء أخرى”، على حد وصفه.
ونقل عن المصدر الروسي المسؤول “عدم قدرة روسيا على لملمة كل هذا العدد المنفلت من الميليشيات، والتي لا تملك في كثير من الأحيان قوائم بها، وتعتمد على ما يُقدّمه النظام السوري من معلومات عددية ولوجستية عن هذه الميليشيات”. ولم يستبعد المعارض السوري أن “يقوم النظام بتزوير كل المعلومات التي يُعطيها للروس في هذا الملف، وهو ما سيجعل المهمة الروسية في غاية الصعوبة”، على حد تقديره
الائتلاف الوطني: نقل روسيا لأنظمة دفاع جوي متطورة لسورية إشارة لاحتلال بعيد المدى
روما (6 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
رأى الائتلاف الوطني السوري المعارض أن نقل روسيا أنظمة دفاع جوي متطورة إلى النظام في سورية، “يتناقض مع الزعم بأن تدخلها مرهون بالحرب على الإرهاب، ويشير إلى احتلال بعيد المدى، ومحاولة لتقسيم سورية وإنشاء مناطق نفوذ لها”.
وأشار مصدر مسؤول في الائتلاف إلى أن إعلان روسيا نقلها هذه الأنظمة العسكرية، ومن بينها منظومة دفاع جوي، ومنظومات تختص بالحرب البرية وعمل القوات الخاصة “يتنافى تماماً مع تعهد روسيا في جنيف وفيينا بالحفاظ على وحدة الدولة السورية واحترام سيادتها”، حسبما أفاد المكتب الاعلامي للإئتلاف.
ودعا الائتلاف الوطني حكومة روسيا إلى “سحب قواتها فوراً من كامل الأراضي السورية”، محذراً من أن “استمرارها في التدخل العسكري يوجب على الشعب السوري والجيش الحرّ معاملتها كقوة احتلال والتصدي لها بكل الوسائل المتاحة”.
وكانت وسائل إعلام روسية نقلت عن مصدر دبلوماسي عسكري روسي قوله إن القوات الروسية أقامت منظومة الدفاع الجوي في سورية لـ”حماية المواقع العسكرية والإستراتيجية والمدنية”، بما في ذلك