أحداث الجمعة 20 كانون الثاني 2017
موسكو تدعو «الإدارة الأميركية الجديدة» إلى آستانة
موسكو – رائد جبر
لندن، جنيف، طهران، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – وجهت موسكو أمس دعوة إلى واشنطن عشية تسلم الرئيس المنتخب دونالد ترامب مقاليد الحكم، لحضور مفاوضات آستانة الاثنين المقبل، بمشاركة ممثلي الحكومة السورية وفصائل معارضة يتوقع أن تركز على تثبيت وقف النار في سورية وتوسيعه، بحضور مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، في وقت أعلن عن هدنة في وادي بردى بين دمشق وحدود لبنان تضمّنت عدداً من البنود بينها إخراج عناصر رافضين التسوية إلى إدلب.
وأعلن مسؤول أميركي أن واشنطن تدرس دعوة تلقتها للمشاركة في آستانة بعد رفض سابق من إيران لتوجيه هذه الدعوة. وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، إن موسكو حددت الوفد الذي سيمثل روسيا وسيضم «ممثلين من وزارتي الخارجية والدفاع وهيئات أخرى». ورجحت مصادر أن تعني عبارة «هيئات أخرى»، مشاركة مسؤولين في أجهزة أمنية روسية. وأوضح أن مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سيرغي فيرشينين سيترأس الوفد الروسي ممثلاً وزارة الخارجية.
وقال بوغدانوف إن عدد الفصائل السورية المسلحة التي أكدت مشاركتها حتى الآن بلغ 14 فصيلاً، لكنه أشار إلى رغبة روسية في توسيع دائرة الفصائل المشاركة. وقال إن روسيا وتركيا تديران حوارات مع أطراف أبدت رغبتها في المشاركة. كما أشار إلى أن الإدارة الأميركية الجديدة تسلمت الدعوة لحضور المفاوضات. وسيقود دي ميستورا وفد الأمم المتحدة، فيما أعلنت طهران أمس أن وفداً برئاسة معاون الشؤون العربية والأفريقية في الخارجية الإيرانية حسين جابري أنصاري سيشارك فيها لـ «بحث آليات التوصل إلى حل سياسي لإنهاء الأزمة السورية».
من جهة أخرى، قال الرئيس بشار الأسد إن أولوية المفاوضات هي وقف النار. وأضاف، في مقابلة مع قناة يابانية تبث الجمعة ونشرت صفحة الرئاسة السورية الرسمية على «فايسبوك» مقتطفات منها: «أعتقد أنه سيركز في البداية، وستكون أولويتها، كما نراها، التوصل إلى وقف النار، وذلك لحماية حياة الناس والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى مختلف المناطق في سورية». وأضاف: «ليس من الواضح إذا كان هذا المؤتمر سيتناول أي حوار سياسي». وخلال اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن المفاوضات ينبغي أن تكون «مرحلة نحو استئناف المفاوضات في جنيف برعاية الأمم المتحدة».
ونقلت وكالة «أناضول» التركية عن محمد علوش، القيادي في «جيش الإسلام» ورئيس وفد المعارضة أن أولوية المعارضة السورية تكمن بالدرجة الأولى في تثبيت الهدنة، وبخاصة في «المناطق المشتعلة» في وادي بردى والغوطة الشرقية وجنوب دمشق، والإفراج عن المعتقلين، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة. كما أكد إصرار المعارضة على نشر مراقبين دوليين على خطوط التماس في المناطق المشتعلة.
في جنيف، قال يان إيغلاند مستشار دي ميستورا للشؤون الإنسانية إن روسيا وتركيا وإيران حملت على عاتقها مسؤولية هائلة لضمان العملية التي تستهدف توفير بداية جديدة للسكان المدنيين. وأضاف أنه على رغم «وقف القتال» في أرجاء البلاد فإن المساعدات لا تصل حتى الآن إلى من يحتاجونها».
ميدانياً، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ونشطاء معارضون إن «هدوءاً ساد منطقة وادي بردى عقب توصل ممثلين من القوات النظامية والفصائل العسكرية العاملة في المنطقة إلى اتفاق على بنود عدة عقب اجتماع بين الطرفين»، من بينها «تسليم المعارضة السلاح الثقيل والمتوسط والخفيف وعدم وجود أي مسلح غريب في المنطقة من خارج قرى وادي بردى ابتداء من بسيمة إلى سوق وادي بردى». وزاد: «بالنسبة للمسلحين من خارج المنطقة، يتم إرسالهم بسلاحهم الخفيف إلى إدلب مع عائلاتهم، وبالنسبة لعناصر وادي بردى من يرغب منهم بالخروج من المنطقة يمكن خروجهم إلى إدلب بسلاحهم الخفيف في مقابل عدم دخول الجيش إلى المنازل». وأفيد بمشاركة ممثل السفارة الألمانية في دمشق في إنجاز الاتفاق.
«فتح الشام» تشن هجوماً على «أحرار الشام» في إدلب
بيروت، واشنطن – رويترز، أ ف ب
ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن مقاتلين من «جبهة فتح الشام» التي كانت تعرف في السابق باسم «جبهة النصرة» وكانت مرتبطة بـ «القاعدة» هاجموا أمس (الخميس) نقاط تفتيش ومواقع لجماعة «أحرار الشام الإسلامية» المعارضة في محافظة إدلب السورية.
وأضاف «المرصد» الذي يراقب الحرب من مقره في بريطانيا، أن الجماعتين المسلحتين اشتبكتا في ريف إدلب الغربي، وأن «فتح الشام» سيطرت على معبر حدودي مع تركيا.
وكان أكثر من 40 عنصراً من «جبهة فتح الشام» قتلوا ليل أمس، في غارات نفذتها طائرات لم تحدد هويتها في محافظة حلب شمال سورية، وفق ما أفاد «المرصد السوري».
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن «استهدفت طائرات حربية لم يعرف ما إذا كانت روسية أو تابعة للتحالف الدولي ليل الخميس معسكراً لجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) في جبل الشيخ سليمان في ريف حلب الغربي»، ما أسفر عن مقتل «أكثر من 40 عنصراً من الجبهة».
وفي شأن متصل، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس مسؤوليتها عن اغتيال مسؤول في تنظيم «القاعدة» في غارة جوية شمال غربي سورية.
وقال الناطق باسم الوزارة بيتر كوك في بيان، إن محمد حبيب بوسعدون التونسي الذي قتل في 17 كانون الثاني (يناير) الجاري في محافظة إدلب كان «مسؤولاً عن العمليات الخارجية لتنظيم القاعدة». وأضاف كوك أنه كان «مرتبطاً بمشاريع اعتداءات إرهابية ضد مصالح غربية».
وأشار إلى أن محمد حبيب بوسعدون التونسي وصل إلى سوريا في العام 2014 بعد «قضائه سنوات عدة في بلدان عدة في أوروبا والشرق الأوسط حيث كانت له روابط بعدد من المتطرفين». وتبنت وزارة الدفاع الأميركية أيضاً مقتل عضو آخر في «القاعدة» في 12 كانون الثاني (يناير)، هو عبد الجليل المسلمي بضربة أخرى تم شنها في إدلب.
وبحسب «البنتاغون» فإن هذا التونسي الذي تدرب لدى حركة «طالبان» في أواخر تسعينات القرن الماضي كانت لديه «روابط عدة وقديمة» مع عناصر تنظيم «القاعدة» الذين يعدون لـ «عمليات خارجية» وهي عبارة تعني اعتداءات. وفي 5 كانون الثاني قال كوك «نواصل عملنا بحيث لا يكون للقاعدة أي ملاذ في سورية».
وفي حمص وسط سورية، قتل 12 عنصراً من قوات النظام السوري و18 من عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في اشتباكات عنيفة دارت قرب مطار عسكري أمس، على ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
ويحاول التنظيم منذ أسابيع التقدم باتجاه مطار «التيفور» في محافظة حمص لكي يقطع الطريق الذي يربط مدينتي حمص وتدمر أمام قوات النظام. وأشار «المرصد» إلى أن معارك عنيفة اندلعت أمس في المنطقة التي استهدفتها غارات جوية شنها النظام السوري وحليفته روسيا.
وقال عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» إن «12 من قوات النظام قتلوا، بينهم 7 في تفجير انتحاري»، لافتاً إلى أن 18 من عناصر «داعش» قتلوا أيضاً في المعارك.
وكان تنظيم «الدولة الإسلامية» تمكن في الـ 11 من كانون الأول (ديسمبر) من استعادة السيطرة على مدينة تدمر بعد أن أُجبر على الخروج منها في آذار (مارس) الماضي. وكان 20 جندياً وعنصراً موالياً للنظام السوري على الأقل قتلوا في سلسلة هجمات شنها الإثنين التنظيم على مطار «التيفور»، بحسب ما أعلن «المرصد».
إلى ذلك، دمر تنظيم «الدولة الإسلامية» آثاراً جديدة في مدينة تدمر الأثرية في محافظة حمص، وفق ما قال المدير العام لـ «الآثار والمتاحف السورية» مأمون عبد الكريم اليوم.
وأوضح عبد الكريم في اتصال هاتفي «دمر تنظيم الدولة الإسلامية كما تلقينا من أخبار منذ عشرة أيام التترابيلون الأثري وهو عبارة عن 16 عموداً». وأضاف «وأظهرت صور أقمار اصطناعية حصلنا عليها أمس من جامعة بوسطن أضراراً لحقت في واجهة المسرح الروماني».
تركيا: لم يعد بوسعنا تسوية الصراع السوري من دون الأسد
دافوس (سويسرا) – رويترز
قال نائب رئيس وزراء تركيا محمد شيمشك اليوم (الجمعة) إنه لم يعد بوسع أنقرة أن تصر على تسوية الصراع في سورية من دون مشاركة الرئيس بشار الأسد إذ أن الحقائق على الأرض تغيرت كثيراً.
وقال شيمشك في جلسة عن سورية والعراق في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس: «فيما يتعلق بموقفنا من الأسد.. نعتقد أن معاناة الشعب السوري والمآسي يقع اللوم بكل وضوح على الأسد بشكل مباشر. لكن علينا أن نتحلى بالبرغماتية والواقعية».
وتابع: «الحقائق على الأرض تغيرت كثيراً وبالتالي لم يعد بوسع تركيا أن تصر على تسوية من دون الأسد. غير واقعي».
«داعش» يدمر آثاراً جديدة في تدمر
دمشق، باريس – أ ف ب، رويترز
دمّر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) آثاراً جديدة في مدينة تدمر الأثرية في محافظة حمص، وقال مدير الآثار السورية مأمون عبد الكريم اليوم (الجمعة) إن متشددي التنظيم دمّروا واحداً من أشهر المعالم الأثرية في تدمر وهو «التترابليون» بالإضافة لواجهة المسرح الروماني.
وقالت مديرة «منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة» (يونيسكو) إن تدمير «التترابليون» وواجهة المسرح الروماني في تدمر هو «جريمة حرب جديدة».
وأضافت «هذه الضربة الجديدة ضد موقع من مواقع التراث العالمي لليونيسكو وبعد ساعات قليلة من تلقي اليونيسكو تقارير عن عمليات إعدام جماعية في المسرح تظهر أن التطهير الثقافي الذي يقوده متطرفون يستخدمون العنف يهدف لتدمير حياة البشر والآثار التاريخية بهدف حرمان الشعب السوري من ماضيه ومستقبله».
وانتزع «داعش» السيطرة على تدمر من القوات السورية في كانون الأول (ديسمبر)، وهي ثاني مرة يحتل فيها التنظيم المتشدد المدرج ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لـ«منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة» (يونيسكو).
و«التترابليون» الذي يشكل تقاطعاً على طول الرواق الكبير في تدمر مؤلف من منصة حجرية مرتفعة تضم أربعة هياكل متطابقة كل هيكل مؤلف من أربعة أعمدة مرتكزة في كل ركن من أركان الهيكل.
وأظهرت صور بالقمر الاصطناعي أن «التترابليون» دمر إلى حد كبير وأن أربعة أعمدة فقط من 16 عاموداً لا تزال قائمة بينما غطيت المنصة الصخرية بالأنقاض.
وأظهرت الصور أيضاً أضراراً فادحة بآثار في المسرح الروماني وتدمير العديد من الهياكل الحجرية المرتفعة.
وقال عبد الكريم إنه إذا ظل «داعش» مسيطراً على تدمر فإن هذا يعني مزيداً من الدمار. ووفقا لصور التقطت بالأقمار الاصطناعية للموقع فإن أعمال التدمير وقعت بين 26 كانون الأول (ديسمبر) و10 كانون الثاني (يناير).
وكان التنظيم سيطر على المدينة للمرة الأولى في 2015 واحتفظ بها لمدة عشرة أشهر قبل أن تتمكن قوات الحكومة السورية بدعم من فصائل متحالفة معها والقوات الجوية الروسية من طردهم من المدينة في آذار (مارس) الماضي.
وخلال تلك الفترة دمر التنظيم آثارا أخرى في المدينة بما في ذلك قوس النصر الذي يبلغ عمره 1800 عام.
إلى ذلك، قتل 12 عنصراً من الجيش السوري و18 من عناصر «داعش» في اشتباكات عنيفة دارت قرب مطار عسكري أمس، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
ويحاول التنظيم منذ أسابيع التقدم باتجاه مطار «التيفور» في محافظة حمص لكي يقطع الطريق الذي يربط مدينتي حمص وتدمر أمام قوات النظام. وأشار «المرصد» إلى أن معارك عنيفة اندلعت أمس في المنطقة التي استهدفتها غارات جوية شنها النظام السوري وحليفته روسيا.
تثبيت وقف النار أولوية آستانة بمشاركة ديبلوماسيين وعسكريين
طهران – محمد صالح صدقيان
لندن، جنيف، نيويورك – «الحياة»، أ ف ب – أعلنت موسكو أن الوفد الروسي إلى مفاوضات آستانة سيضم ممثلين من وزارتي الدفاع والخارجية وغيرها من الهيئات، في وقت أفيد أن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا سيقود الوفد الأممي إلى المفاوضات التي ترمي إلى تثبيت وقف النار بحسب دمشق والمعارضة.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إن الوفد سيتكون من ممثلي مختلف الهيئات وسيضم ممثلين عن وزارة الدفاع وبعض هيئاتنا الأخرى». وأضاف أن مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لوزارة الخارجية سيرغي فيرشينين سينضم هو الآخر إلى الوفد الروسي، موضحاً أن الأخير لن يرأس هذا الوفد. وقال الديبلوماسي الروسي: «عين شخص آخر (رئيساً للوفد)».
ويشارك دي مستورا في المفاوضات التي تجرى برعاية كل من إيران وروسيا وتركيا لتثبيت وقف إطلاق النار في سورية، بحسب ما أفاد المتحدث باسمه الخميس. وسيقود دي ميستورا وفد الأمم المتحدة إلى الاجتماعات التي ستجرى في عاصمة كازاخستان والمقرر أن تبدأ الاثنين.
وقال الناطق ستيفان دوجاريك إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس طلب من دي ميستورا المشاركة في المفاوضات «نظراً لتعقيد وأهمية القضايا المرجح أن تناقش في آستانا». وقال إن غوتيريس «يأمل في أن يكون لقاء آستانة خطوة إيجابية قبل استئناف محادثات السلام بين الأطراف السورية في جنيف».
ومن المقرر استئناف هذه المحادثات في جنيف في الثامن من شباط (فبراير).
وأعلنت طهران أمس أن وفداً إيرانياً برئاسة معاون الشؤون العربية والأفريقية في الخارجية الإيرانية حسين جابري أنصاري سيشارك في مفاوضات آستانة الذي يعقد في 23 الجاري لبحث آليات التوصل إلى حل سياسي لإنهاء الأزمة السورية.
وقال بيان صادر من وزارة الخارجية الإيرانية إن طهران «كان لها دور مميز في عقد مفاوضات آستانة الذي يعتبر فرصة للحوار السوري – السوري من أجل إيجاد حل سياسي وإنهاء الحرب والأزمة الإنسانية في سورية».
وأضاف أن اقتراح المفاوضات «طرح للمرة الأولى خلال الاجتماع الوزاري الإيراني – الروسي – التركي في موسكو في 20 كانون الأول (ديسمبر) الماضي الذي تضمنه إعلان موسكو. كما أن اجتماع معاوني وزراء الخارجية في الدول الثلاث الذي عقد في موسكو في 14 كانون الثاني (يناير) الجاري تابع تطورات الاجتماع»، لافتاً إلى أن الأيام الأخيرة «شهدت مشاورات مكثفة بين الأطراف المعنية بالأزمة السورية».
وكان جابري أنصاري أجرى مشاورات خلال 72 ساعة الماضية مع رمزي عز الدين نائب المبعوث الدولي وبوغدانوف، إضافة إلى فيصل المقداد معاون وزير الخارجية السوري.
وأعلن الرئيس بشار الأسد أن أولوية المفاوضات هي وقف إطلاق النار. وقال الأسد في مقابلة مع قناة يابانية تبث الجمعة ونشرت صفحة الرئاسة السورية الرسمية على «فايسبوك» مقتطفات منها: «أعتقد أنه سيركز في البداية، أو سيجعل أولويته، كما نراها، التوصل إلى وقف إطلاق النار، وذلك لحماية حياة الناس والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى مختلف المناطق في سورية». وأضاف: «ليس من الواضح ما إذا كان هذا المؤتمر سيتناول أي حوار سياسي».
وخلال اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن المفاوضات ينبغي أن تكون «مرحلة نحو استئناف المفاوضات في جنيف برعاية الأمم المتحدة». وجدد دعوته، وفق بيان للإليزيه، إلى «احترام وقف النار».
وأكد الأسد في المقابلة: «حتى الآن، نعتقد أن المؤتمر سيكون على شكل محادثات بين الحكومة والمجموعات الإرهابية من أجل التوصل إلى وقف للنار والسماح لتلك المجموعات بالانضمام إلى المصالحات في سورية، ما يعني تخليها عن أسلحتها والحصول على عفو من الحكومة». وأضاف: «هذا هو الشيء الوحيد الذي نستطيع توقعه في هذا الوقت».
وترسل دمشق إلى المحادثات وفداً سياسياً رسمياً مماثلاً للوفد الذي ذهب سابقاً إلى جنيف، ويترأسه سفير سورية لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، بحسب صحيفة «الوطن» المقربة من الحكومة السورية.
وتشارك الفصائل المعارضة بدورها عبر وفد عسكري يرأسه محمد علوش، القيادي في «جيش الإسلام»، وهو فصيل نافذ قرب دمشق. ويعاونه فريق تقني يضم مستشارين سياسيين وقانونيين من الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة في المعارضة السورية. وقال علوش أمس إن هدف المعارضة من الذهاب إلى مفاوضات آستانة «هو تثبيت وقف إطلاق النار»، طارحاً عدداً من الأسئلة حول مستقبل التسوية السياسية.
وفي مقابلة مع وكالة الأناضول، أوضح علوش أن الأولوية بالنسبة للمعارضة السورية تكمن، بالدرجة الأولى في تثبيت الهدنة، وبخاصة في «المناطق المشتعلة» في وادي بردى والغوطة الشرقية وجنوب دمشق، والإفراج عن المعتقلين، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة. كما أكد إصرار المعارضة على نشر مراقبين دوليين على خطوط التماس في المناطق المشتعلة. واعتبر أنه بتناول هذه الموضوعات وتحقيق تقدم فيها يكون المعارضون قد «حققوا إنجازاً كبيراً يساعد على التقدم والمضي في الحل السياسي»، وتوعد بـ «مواصلة القتال في حال فشل عملية التفاوض».
وطرح علوش عدداً من الأسئلة حول مستقبل العملية السياسية، ترتبط كلها بموقف روسيا وإيران، معتبراً أن «الميليشيات الشيعية الداعمة للنظام لا تستجيب لروسيا، ولا تستجيب للنظام»، وحمل تلك الميليشيات مسؤولية قتل اللواء المتقاعد أحمد الغضبان في وادي بردى. وتساءل: «هل ستتحمل روسيا عبء الضغط على إيران أيضاً؟ وإن ضغطت، فهل إيران قادرة على إلجام عصاباتها المسلحة على الأرض؟ هذه الأسئلة سنسمع الإجابة عنها في آستانة». وأضاف: «سنسعى لتحقيق أهدافنا في أي مكان وعبر أي وسيلة، لحقن دماء الشعب السوري، هذا هدف كبير لنا، ويجب أن نصل إليه، وأن لا نترك مجالاً إلا ونسلكه لرفع المعاناة عن هذا الشعب العظيم».
وتابع: «الساحة السورية فيها من التنازع الشيء الكثير، لكنه يوجد إجماع على أهداف عامة، وهي واضحة بالنسبة للفصائل ولغيرها، وأعلنها الشعب السوري سابقاً، والهدن أمر وارد في الشرع والتاريخ».
وأضاف: «بعض الناس يرى أن الوقت الآن ليس وقت هدن وإنما فتح معارك، وآخرون يرون العكس، وربما نحصّل شيئاً من الأهداف الموضوعة لدينا، حتى نصل إلى أمن واستقرار سورية، فاجتمعنا في أنقرة وجاء ممثلو الفصائل، واستمرت الحوارات لستة أيام، والنقاشات كانت صريحة وبناءة، وهناك من وافق على الذهاب وهم الأغلب».
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية سيرغي لافروف قوله أنه تم توجيه الدعوة إلى الولايات المتحدة لحضور المفاوضات، علماً أن طهران كانت اعترضت على ذلك.
تصاميم «مدرسية» للإعمار في الوقت الضائع
بيروت – ناجية الحصري
كانت الدعوة إلى «بيت الأمم المتحدة» في بيروت أمس، للاطلاع على تصاميم وضعها سوريون عن تصورهم لإعادة إعمار بلدهم، بناء على مبادرة قامت بها «اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا» (إسكوا) بالتعاون مع إحدى الجامعات الإيطالية. لكن الشاشات التي وزعت في قاعة جمعت المنظمين، وعلى رأسهم نائب الأمينة التنفيذية للجنة عبدالله الدردري والمنخرطون في المشروع، نقلت «سكتشات» أقل ما يمكن القول عن أصحابها إنهم في حال نكران للواقع الذي يتخبط فيه وطنهم.
فمن بين التصاميم طلاء قلعة حلب باللون الفوسفوري لإظهار جمالها، وتمكن إزالته من دون أن يضر بالبيئة! وطلاء بيوت القرى العشوائية بألوان مختلفة من المواد الكلسية لإبراز نمطها المعماري التراثي، ومن الأفكار المطروحة إنشاء نصب للإرهاب في كل مدينة وقرية، وتصميم عن كيفية تحويل الخيمة إلى منزل، ولم ينس بعض الفائزين تحويل حماة إلى «بندقية الشرق»، أو تدوير الحديد الناجم عن الدمار لاستخدامات أخرى.
وقالت المهندسة المعمارية السورية لونا رجب منسقة المبادرة في سورية عن «إسكوا»، إن من بين 79 دفتراً شارك أصحابها في المسابقة، من دمشق ومختلف المحافظات، اختارت لجنة التحكيم 13 فائزاً. وبدا أن جل الفائزين من دمشق وواحداً من حماة وآخر من حلب. وحرصت رجب على الإشارة إلى «تصاميم تهتم بالبشر أكثر من الحجر»، ومنها تصاميم «ثقافية» عبارة عن رسم لكف ينسج قماشاً دلالة إلى «النسيج الاجتماعي السوري».
بدا المشهد مضحكاً ومبكياً في آن. كيف يمكن منظمة دولية بحجم «إسكوا» التي تستخدم أموال المانحين من العالم لإغاثة الشعب السوري، أن تبددها على مشروع «مدرسي» كهذا؟ كيف يمكن تجاهل ما يحصل على الأرض السورية من قتل وتهجير وتغيير ديموغرافي وتدمير ممنهج للمدارس والمستشفيات وفرز سكاني وتشريد للملايين داخل بلدهم وخارجه وبالتالي تحجيم الرغبة بانتهاء الحرب وإعادة إعمار سورية بمثل تصاميم كهذه؟
لا تنكر نائب الأمينة التنفيذية لـ «إسكوا» البحرينية خولة مطر، التي ستخلف الدردري الذي سينتقل إلى البنك الدولي لتسلم منصبه الجديد، أحقية الأسئلة المطروحة، وتزيد أنها آتية من سورية وكانت خلال وجودها في دمشق تسأل نفسها: «ماذا نفعل هنا والحرب لم تنته بعد». وتؤكد أن السوريين قلقون ويتحدثون عن الدمار، لكننا أردنا أن نعمل وفق فكرة «the day after».
ومبادرة «سكتش لسورية»، وفق خولي، جزء من «برنامج الأجندة الوطنية لمستقبل سورية» من المقرر أن يودّع الدردري من خلاله «إسكوا»، اذ سيتم في 27 الجاري الإعلان عما أنجز منه.
وتصر خولي في دفاعها عن المشروع على إشراك الجميع فيه، من المثقفين والمفكرين السوريين وحتى النازحين منهم في غازي عنتاب وألمانيا. وتعتبر أن المشروع هو «فرصة لجلوس السوريين بعضهم مع بعض، فنحن لن نستمر إلى الأبد».
تورد دراسة أجرتها مجلة «فورين أفيرز» عن «فشل الأمم المتحدة في سورية»، أنه حتى الآن أنفقت الأمم المتحدة أكثر من 4 بلايين دولار من أموال المانحين على «خطة الاستجابة للطوارئ» معظمها وجه مباشرة إلى دمشق من دون رقابة أو تدقيق».
وتنقل عن مسؤول رفيع في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أنه «من خلال الشراكة مع الحكومة السورية يمكن الوصول إلى أكبر عدد من الناس، ويجادل هذا المسؤول في أنه من دون تعاون كهذا سنُمنع من مساعدة أحد».
تعلم خولي أن الأمم المتحدة «متهمة من الجميع»، لكنها تعتبر أنها «حرب بشعة».
الحياة
ترامب يدخل البيت الأبيض اليوم وسط شكوك في شرعيته وأهليته
واشنطن – هشام ملحم
عندما يضع دونالد ترامب يده ظهر اليوم على الانجيل الذي استخدمه الرئيس ابراهام لينكولن لاداء اليمين لولايته الاولى قبل 156 سنة – وهو ما فعله قبل ثماني سنوات الرئيس باراك اوباما – سيكون الرئيس الاقل شعبية يدخل البيت الابيض منذ عقود، وسط اسئلة وشكوك كثيرة حول شرعية انتخابه واهليته لقيادة بلاد تعصف بها الانقسامات السياسية والايديولوجية، والتي انعكست في قرار 51 عضواً ديموقراطياً في مجلس النواب مقاطعة احتفال التنصيب، وهو أكبر عدد يقاطع تنصيب رئيس حتى الآن.
وكان النائب الديموقراطي البارز جون لويس، الذي اضطلع بدور رئيسي في حركة الحقوق المدنية، قال الاسبوع الماضي إنه سيقاطع التنصيب لأنه لا يعترف بترامب رئيساً شرعياً، الامر الذي أثار سخط الرئيس المنتخب الذي وجه اليه انتقادات قاسية، تسببت بدورها بموجة استياء دفعت نواباً ديموقراطيين آخرين الى التضامن مع لويس ومقاطعة الاحتفال.
ومن المتوقع ان يحضر التنصيب الذي يجري أمام المبنى الرئيسي للكونغرس في ساحة شاسعة تحيط بها متاحف واشنطن الشهيرة ما بين 700 و900 الف شخص، وسيواجههم بضع مئات من الآلاف من المتظاهرين الذين قدموا الى واشنطن من جميع الولايات للاحتجاج على تنصيب ترامب.
وستستمر الاحتجاجات حتى السبت، إذ ستشهد العاصمة الاميركية تظاهرة دعت اليها منظمات نسائية، وينتظر ان يشارك فيها نصف مليون شخص. وكان أكثر من مليون و800 الف شخص قد حضروا التنصيب التاريخي للرئيس باراك أوباما في كانون الثاني 2009. ونظراً الى تظاهرات الاحتجاج، والقلق من أعمال عنف وارهاب كتلك التي قامت بها مجموعات صغيرة أو أفراد في أوروبا في السنوات الأخيرة وتحديداً استخدام الشاحنات لاجتياح تجمعات ن المدنيين كما حصل في فرنسا والمانيا، اتخذت السلطات المحلية والفيديرالية اجراءات أمنية غير اعتيادية تشمل نشر 28 ألف عنصر أمني وعسكري من الحرس الوطني والشرطة العادية والشرطة السرية. وستستخدم شاحنات محملة بالرمل لاقفال بعض الطرق وحماية بعض الابنية منعاً لاختراق هذه النقاط الحساسة بالشاحنات كما حصل في نيس بفرنسا العام الماضي.
وفي الايام التي سبقت احتفال تنصيب ترامب، اظهرت استطلاعات الرأي ان شعبية الرئيس المنتخب لا تتعدى 40 في المئة، (مقارنة بشعبية أوباما عند تنصيبه والتي وصلت الى 79 في المئة)، ويعتقد ان انحدار شعبية ترامب يعود الى أسباب عدة، منها سلوكه الغريب واستخدامه المفرط لشبكة “تويتر” للتواصل الاجتماعي وتغريداته اليومية الخارجة عن المألوف والتي تشمل مواقف اعتباطية وهجمات انتقامية شخصية وانتقادات لدول وشركات وقيادات.
في ظلال التحقيقات
وسيدخل ترامب البيت الابيض اليوم، في ظلّ تحقيقات يجريها مكتب التحقيقات الفيديرالي “أف بي آي” الى خمسة أجهزة ووزارات بينها وزارة المال في دور روسيا في الانتخابات الرئاسية، وما اذا كانت ثمة أسس لشكوك واتهامات باحتمال حصول حملة ترامب أو المتعاونين معها على مساعدات مالية من روسيا لتمويل عمليات اختراق البريد الالكتروني للحزب الديموقراطي.
وقبل يومين تحدثت شبكة مطبوعات ماكلاتشي الاميركية عن تحقيقات تجري في شأن أموال أرسلت من روسيا الى القنصليات الروسية في الولايات المتحدة بحجة توزيعها على متقاعدين روس مقيمين في أميركا ولكن يعتقد انها استخدمت لتمويل عمليات اختراق بريد الحزب الديموقراطي. وحتى الخميس لم يكن مجلس الشيوخ قد صادّق على أي من تعيينات ترامب للمناصب الرئيسية في حكومته، وان تكن جهود حثيثة تبذل للتعجيل في المصادقة على بعض ذوي المراكز الحساسة أمنياً، وتحديداً وزير الدفاع الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس، الذي يحظى بتأييد واسع من الحزبين، وكذلك الجنرال المتقاعد جون كيلي وزيراً للامن القومي. ونظراً الى تأخر ترامب وفريقه في ارسال التعيينات الى الكونغرس – البعض يقول لانه لم يكن يتوقع ان يفوز في الانتخابات – ثمة قلق من بقاء بعض المناصب الحساسة من المرتبتين الثانية والثالثة وخصوصاً في الوزارات المعنية بالامن القومي والسياسة الخارجية شاغرة لوقت طويل. ولهذا من المتوقع ان يطلب ترامب وفريقه من بعض المسؤولين في وزارات الخارجية والدفاع والمال وغيرها البقاء في مناصبهم أسابيع وربما أشهراً، لضمان وجود الكوادر البشرية الضرورية لمواجهة أي أزمة خارجية او أي عمل ارهابي كبير، وخصوصاً في ضوء الاضرار الكبيرة التي تسبب بها ترامب عندما هاجم بشدة أجهزة الاستخبارات الاميركية وشكك ليس فقط في صحة معلوماتها وتحليلاتها بل أيضاً في صدقيتها.
شكوك عميقة
وكما أن في داخل البلاد اسئلة وشكوكاً عميقة في سبل ادارة الرئيس ترامب شؤون البلاد، وخصوصاً اذا قرر فعلاً البدء بتنفيذ بعض وعوده والتزاماته مثل بناء جدار عازل بين المكسيك والولايات المتحدة، أو الشروع في سياسات حماية تجارية ضد دول مهمة اقتصادياً لاميركا مثل الصين والمكسيك. وهناك شكوك ومخاوف مماثلة في عواصم عدة من بيجينغ وطوكيو في الشرق الى عواصم اوروبية مثل باريس وبرلين في اوروبا وانتهاء بمكسيكو سيتي. والمخاوف الاوروبية من مواقف ترامب السلبية، والبعض يقول العدائية، من حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي، تعمقت وتأكدت أكثر عقب تصريحاته قبل أيام لصحيفة “التايمس” اللندنية وصحيفة “بيلد” الالمانية والتي أكد فيها مجدداً عدم التزامه صون الاتحاد الأوروبي، ووصفه مجدداً حلف شمال الاطلسي بانه حلف قديم تجاوزه الزمن. ويرى بعض المسؤولين في أوروبا ان ترامب قد يتعاون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتفكيك الاتحاد واضعاف الاطلسي، وان بداية مثل هذا التعاون العملي ستكون في هزيمة المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل.
واشنطن تدرس المشاركة في أستانا والأسد يعطي الأولوية لوقف النار
المصدر: (و ص ف، رويترز)
أعلن الرئيس السوري بشار الاسد ان الاولوية في محادثات أستانا المرتقبة الاسبوع المقبل في عاصمة قازاقستان بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة هي وقف النار، بما يتيح لتلك المجموعات التخلي عن أسلحتها والحصول على عفو حكومي.
وتجرى محادثات أستانا الاثنين في حضور وفد سياسي سوري وآخر عسكري من الفصائل المعارضة، وهي الاولى تجرى في رعاية روسية – تركية – ايرانية بعد استبعاد أي دور لواشنطن، التي ترفض طهران حتى مشاركتها في المؤتمر.
وتمهيداً لمحادثات أستانا، رعت الدول الثلاث في نهاية كانون الاول اتفاقاً شاملاً لوقف النار في سوريا لا يزال سارياً على رغم انتهاكات عدة وخصوصاً في منطقة وادي بردى قرب دمشق.
الاسد
وعن مؤتمر أستانا، صرح الاسد في مقابلة مع قناة يابانية تبث اليوم ونشرت صفحة الرئاسة السورية الرسمية على “فايسبوك” مقتطفات منها: “اعتقد انه سيركز في البداية، أو سيجعل أولويته، كما نراها، التوصل الى وقف اطلاق النار، وذلك لحماية حياة الناس والسماح للمساعدات الانسانية بالوصول الى مختلف المناطق في سوريا”.
وأضاف: “ليس من الواضح ما اذا كان هذا المؤتمر سيتناول أي حوار سياسي”.
وأوضح انه “حتى الآن، نعتقد أن المؤتمر سيكون على شكل محادثات بين الحكومة والمجموعات الإرهابية من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار والسماح لتلك المجموعات بالانضمام إلى المصالحات في سوريا، مما يعني تخليها عن أسلحتها والحصول على عفو من الحكومة… هذا هو الشيء الوحيد الذي نستطيع توقعه في هذا الوقت”.
والى ممثلي الدول الراعية للمحادثات، يشارك المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا في لقاء أستانا.
وصرح الناطق ستيفان دوجاريك بأن الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس طلب من دو ميستورا المشاركة في المحادثات “نظراً الى تعقيد وأهمية القضايا المرجح ان تناقش في أستانا”.
واشنطن تدرس المشاركة
وفي واشنطن، أفاد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة تدرس دعوة لحضور محادثات أستانا.
وأبلغ المسؤول “رويترز” بعدما نقلت وسائل إعلام عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الدعوة وجهت إلى الولايات المتحدة: “تلقينا دعوة وهي قيد المراجعة”.
ولأن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي قاد محادثات مع روسيا في بضع محاولات فاشلة لوقف النار، سيترك منصبه اليوم، فسيكون قرار المشاركة في المحادثات في يد إدارة ترامب الجديدة.
وقال شون سبايسر الناطق باسم ترامب إن وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية والديبلوماسي المخضرم، طوم شانون سيدير وزارة الخارجية إلى أن يصادق مجلس الشيوخ على تعيين ريكس تيلرسون الذي رشحه ترامب لمنصب وزير الخارجية.
واضاف أن 50 موظفاً حكومياً في وظائف رفيعة المستوى، بينهم روبرت وورك نائب وزير الدفاع وبريت ماكغورك المبعوث الأميركي إلى الائتلاف الدولي الذي يتصدى لتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، طلب منهم البقاء في مناصبهم.
الميدان
وعلى الصعيد الميداني، تمكنت قوات النظام السوري بعد معارك مستمرة منذ شهر من محاصرة منطقة وادي بردى، الخزان الذي يرفد دمشق بالمياه.
وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له: “بعد تقدم من الجهة الشمالية الاربعاء، حاصرت قوات النظام والمسلحون الموالون لها وعلى رأسهم حزب الله اللبناني اليوم منطقة وادي بردى”.
وأكد مصدر عسكري “حصار منطقة وادي بردى”.
وذكر عبد الرحمن ان “قوات النظام عادة ما تلجأ الى استراتيجية الحصار لتفضي في النهاية الى اتفاقات تسوية مع الفصائل في المناطق المحاصرة، على غرار ما حصل في مناطق عدة قرب دمشق وفي مدينة حلب”.
وقال المصدر العسكري إن “الجيش السوري يواصل عملياته العسكرية في مزارع بلدة عين الفيجة في منطقة وادي بردى”، مشيراً في الوقت عينه الى “استمرار المساعي لخروج المسلحين من البلدة دون عمل عسكري لتجنيب منطقة النبع (داخلها) المزيد من الدمار”.
موسكو تصف تدمير الجهاديين مزيداً من آثار تدمر بأنه مأساة حقيقية
موسكو – أ ف ب – وصف ديمتري بسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قيام الجهاديين بتدمير المزيد من آثار تدمر التي اعادوا السيطرة عليها بانها “مأساة حقيقية” لاقدم كنوز العالم.
وقال بسكوف للصحافيين “ما يحدث (في تدمر) هو مأساة حقيقية من وجهة نظر التراث الثقافي والتاريخي. الارهابيون مستمرون في اعمالهم الهمجية”.
لافروف: هناك تطورات إيجابية لتسوية الأزمة السورية
موسكو – الأناضول – قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن المرحلة الراهنة شهدت تحقيق تطورات إيجابية لتسوية الأزمة السورية.
جاء ذلك خلال كلمة له، في افتتاح أعمال الاجتماع التشاوري لمنظمة شنغهاي للتعاون في موسكو، الجمعة، قيم خلالها الوضع الراهن لحل الأزمة السورية.
وأضاف الوزير الروسي أن الجميع الآن يؤيد إيجاد حلّ، استناداً إلى قرار مجلس الأمن الدولي، والحوار الوطني العام، والوسائل السلمية.
وأشار لافروف: “حدثت تطورات إيجابية على صعيد حل الأزمة. لذلك، فإننا نرى أن المفاوضات التي ستعقد في أستانة، سوف تشكل مساهمة هامة من أجل إعداد الحلول والتمهيد للاجتماع الموسع الذي سوف يعقد في جنيف، فبراير/ شباط المقبل، بهدف تحقيق حل سياسي شامل”.
وفي 4 يناير/ كانون الثاني الجاري، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن موعد مؤتمر أستانة، (العاصمة الكازاخستانية) سيكون في الـ 23 الجاري.
واعتباراً من 30 ديسمبر/كانون أول الماضي، دخل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا حيّز التنفيذ، بعد موافقة النظام السوري والمعارضة عليه، بفضل تفاهمات تركية روسية، وبضمان أنقرة وموسكو.
نائبة في الكونغرس الأمريكي تزور سوريا بشكل سري وتجتمع بالأسد
تمام البرازي
واشنطن ـ «القدس العربي»: قامت عضو الكونغرس الأمريكي والنائبة عن الحزب الديمقراطي، تولسي غابارد، سراً بزيارة العاصمة دمشق، استمرت لأيام، وفق ما نشرت مجلة «فورن بوليسي». وأكدت مصادر دبلوماسية لـ«القدس العربي» أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعث عضو الكونغرس الديمقراطية غابارد عن ولاية هاواي الى سوريا للاجتماع مع بشار الاسد لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا.
وغابارد خدمت في الجيش الأمريكي في العراق قبل ان تترشح للكونغرس. وكانت دائماً ضد سياسة الرئيس اوباما التي تطالب برحيل الأسد لأنها تعتقد ان سوريا ستكون مستقرة تحت حكم الأسد. واجتمعت غابارد مع ترامب في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وقيل آنذاك انها قد تعين في منصب دبلوماسي.
وكانت قد قدمت هذا الشهر مشروع قرار في الكونغرس لوقف تسليح الإرهابيين الذين يحاولون الإطاحة بالأسد ومنهم كما تقول «جبهة احرار الشام» و»فتح الشام» و»القاعدة». وطالبت غابارد بان توقف الادارة الأمريكية العمل على دعم الجماعات التي هدفها الاطاحة بالأسد والتركيز على ازالة تنظيم «الدولة» و»القاعدة» في سوريا. وكانت غابارد قد صرحت للسي إن إن «يجب الا يطاح بنظام الاسد لأنه اذا ازيح فإن تنظيم الدولة والقاعدة سيسيطران على الحكم في سوريا». وردًا على سؤال المجلة فيما إذا كانت التقت رئيس النظام السوري بشار الأسد، رفضت غابارد الرد على الأمر «لأسباب لوجيستية وأمنية».
المتحدثة باسم غابارد قالت في حديثها إلى المجلة إن «النائبة ملتزمة بالسلام منذ فترة طويلة». ويأتي حديث المجلة متطابقًا مع ما ذكرته صحيفة «الوطن»، المقربة من النظام السوري، أن وفدًا من الولايات المتحدة زار مدينة حلب، «في ظل إجراءات أمنية مشددة وبعيدًا عن الإعلاميين». وتضمن الوفد كلًا من غابارد، والعضو الديمقراطي السابق في الكونغرس الأمريكي، دينيس كوسينيتش وآخرين، وفق الصحيفة.
من جهة أخرى ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلين من «جبهة فتح الشام» التي كانت تعرف في السابق باسم «جبهة النصرة» وكانت مرتبطة بـ«القاعدة» هاجموا نقاط تفتيش ومواقع لجماعة «أحرار الشام» الإسلامية المعارضة في محافظة إدلب السورية امس الخميس. ولم يرد مسؤولون من الجماعتين على الفور على رسائل طلباً للتعليق. وأضاف المرصد الذي يراقب الحرب من مقره في بريطانيا أن الجماعتين المسلحتين اشتبكتا في ريف إدلب الغربي وأن فتح الشام سيطرت على معبر حدودي مع تركيا.
ناشط إعلامي سوري يقتل خلال طلب أهله يد الفتاة التي أحبها
مهند الحوراني
درعا ـ «القدس العربي»: قتل في اليوم الذي أرسل أهله لطلب يد الفتاة التي أحب، وأتى في اليوم نفسه نبأ مقتله الى ذويه وهم يستمعون الى أهل الفتاة الذين أبدوا إعجابهم به والمدح بأخلاقه.
عمار الكامل، ناشط إعلامي من بلدة غصم في ريف درعا الشرقي، قتل اثناء ذهابه لتوثيق انتهاكات النظام للهدنه على جبهة خربة غزالة، وذلك بعد استهداف السيارة التي تقله برفقة عناصر من «الجيش الحر» بصواريخ موجهة من قبل الكتيبة المهجورة في بلدة النعيمة، في منتصف الشهر الجاري.
وكان الكامل يحضر للزواج بعد أن بلغ من العمر 25 عاماً، فقام بشراء أثاث غرفة نوم، إضافة لمستلزمات البناء من رمل وبحص وإسمنت، لبناء حمام ومطبخ صغير وما إلى ذلك.
والد عمار قال في حديث خاص لـ «القدس العربي» وعيناه تفيضان بالدموع «لن أنسى ما حييت أكثر اللحظات ألماً وحزناً في حياتي، فقبل مغادرته، أرسلنا لطلب الفتاة التي أعجبته، وحين كنا ننتظر جواب أهلها، جاء خبر (مقتله)، انتهى بعمار الزمن وتوقفت لحظاته، وفي بيت فتاته التي كان يستعد لخطبتها، توقف الكلام، فقد كان العريس قد زف الى مكان آخر نأمل أن يكون الجنة بإذن الله».
شارك عمار في أولى المظاهرات في درعا، حينها كان قال لـ «القدس العربي»: انها فرصة تاريخية لنعيد تصحيح الأمور أراد للوطن ان يعود وطنه بعد ان سرق منه لتصادره حفنة من الساسة والمرتزقة، يحدوه في ذلك تفاؤل كبير بإمكانية التغيير والعودة الى مسار الوطن الصحيح.
استمر في نشاطه وحراكه مدة طويلة، ورغم استخدام السلاح من قبل النظام، رفض الكامل في البداية تحول الحراك الى ثورة مسلحة، أرادها سلمية حتى تحقق أهدافها ـ قال في حديث سابق مع «القدس العربي»، «ربما في النهاية سنضطر لحمل السلاح كي ندافع عن أنفسنا».
ووجد عمار الذي بدا كمقاتل ثم انتقل للإعلام، ان كلمته وصوته قد يكون لهما أثر أكبر ربما من رصاص بندقيته، فآثر التوجه للنشاط الإعلامي، ووثق العديد من ممارسات النظام، وعمل مراسل لـ»تجمع احرار حوران»، ولقناة «الجسر» الفضائية، كما شارك في تنظيم عرض «مهرجان سوريا لأفلام الموبايل» على مدرج مدينة بصرى الشام، وتبرع الكامل مع فريق عمل المهرجان آنذاك بالقماش الأبيض الذي تم عرض الأفلام عليه، لوضعه أكفاناً على أجساد من سقطوا بنيران قوات النظام.
أبو مازن احد أصدقاء عمار قال في حديث خاص لـ»القدس العربي»: «لقد شارك عمار في الثورة منذ بدايتها فلم تغب عنه أي مظاهرة في ريف درعا والمدينة، كما كان اول من حمل السلاح ورافق المنشقين وشكلوا أولى الكتائب في الجيش السوري الحر، كتيبة خيالة الزيدي آنذاك، وخاض معارك تحرير عدة أهمها معركة تحرير كتيبة السهوة والسرايا الحدودية، وتحرير الشيخ مسكين، الى أن انتقل للمجال الإعلامي في نهاية مسيرته التي ابدع فيها، واستطاع في فترة وجيزة ترك بصمة في النشاط الإعلامي في درعا، من حيث الجرأة والوصول لأكثر المناطق خطورة دون أي ملل ونقل الصورة كما هي ما جعله في بعض الأحيان هدفاً ليس للنظام وحده إنما للعديد ممن نقدهم أيضاً».
وتعرض عمار خلال مسيرته، للاعتقال من جهاز الامن العسكري، في أواخر العام 2012 في درعا، ليغيب بذلك امامه أي حلم لإكمال تعليمه الذي كان من المفترض ان يستكمل، خلال تسجليه في جامعة اللاذقية بفرع الأدب الإنكليزي، إلا انه آثر الانضمام للثورة.
التغيير الديموغرافي الذي يقوم به النظام وإيران في سوريا… ماذا أعدت المعارضة لمواجهته؟
مصطفى محمد
غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: لا تنكر جهات إعلامية وحقوقية، قيام نظام الأسد بتطبيق سياسة التغيير الديمغرافي، في مناطق سورية عدة، مثل مدينة حمص وضواحيها، وريف دمشق، وفي الوقت ذاته تشير الجهات ذاتها إلى تخوفها من تطبيقها في مناطق جديدة مثل مدينة حلب، لكن في المقابل توجه بعضها سهام انتقادها لما تصفه بـ«تقاعس» المعارضة عن اتخاذ تدابير قانونية، تقطع الطريق على النظام وعلى إيران التي تدفع بقوة في هذا الاتجاه.
وفي هذا الإطار، انتقد مدير مركز حقوقي المعارضة، بسبب عدم مبادرتهم لاتخاذ إجراءات قانونية وتدابير تؤدي إلى إفشال مستقبلي لمساعي النظام في هذا الشأن.
وأوضح مدير «مركز الكواكبي لحقوق الإنسان» غزوان قرنفل لـ«القدس العربي»، أن المعارضة لم تقم بتوثيق وتصوير السجلات العقارية التي تضمن الملكية القانونية لحقوق الأهالي، في المناطق التي شهدت تغييراً ديمغرافياً، مضيفاً أن البعض من قوات المعارضة قطعت الطريق على جهود بعض المراكز الحقوقية في هذا الشأن، تحت ذرائع التعامل مع الغرب، أو العلمانية.
وقال قرنفل، وهو أيضاً رئيس «تجمع المحامين الأحرار»: منذ أن قام النظام بحرق السجلات العقارية في مدينة حمص، في حزيران/ يونيو 2013، ونحن ننادي بضرروة تصوير السجلات العقارية ضوئياً، حتى يتم الحفاظ عليها من الدمار، إلا أن كل دعواتنا هذه لم تقابل إلا بالتخوين.
وأضاف «في عام 2013 أطلقنا في تجمع المحامين الأحرار مشروع التوثيق الوطني، بالتعاون مع منظمة «اليوم التالي» الأمريكية، وتم العمل على توثيق بعض السجلات العقارية في مدن حارم في ريف إدلب، وإعزاز والأتارب في ريف حلب، وللآن لا زال هذا المشروع قائماً، لكن بدون أن نحقق أي تقدم في مدينة إدلب».
واعتبر، «أن الفصائل الإسلامية تحارب تحقيق هذا العمل»، مضيفاً «لقد وافقنا على شروطهم في مدينة إدلب، أي بالعمل تحت رقابتهم، لكن حتى مع كل ذلك لم يسمحوا لنا بمتابعة توثيق السجل القانوني لمدينة إدلب».
وأشار قرنفل بسخرية، إلى أن «الفصائل الإسلامية اتهمت التجمع بأنه قد يقوم بتسريب السجل إلى جهات معادية للشعب السوري»، مبيناً «أنهم يساعدوا النظام على تدمير الأساس القانوني لملكية الشعب السوري، لقطع كل الطرق القانونية مستقبلاً على عودة الحقوق للسوريين الذين تم تهجيرهم قسراً».
أما عن السجل العقاري في مدينة حلب، أوضح قرنفل «أن نقل النظام لأرشيف السجل العقاري من مقره في حي السبع بحرات، الذي كان يقع على خط النار، إلى مناطق في عمق سيطرته، حال دون توثيق السجل العقاري».
ورأى الأمين العام لـ«حزب التضامن» المعارض الأكاديمي عماد الدين الخطيب، في دعوة قرنفل السابقة «دعوة متأخرة»، مبيناً لـ«القدس العربي»، أنه «كان يجب التشديد على هذا الأمر منذ أعوام وليس الآن، والمعارضة لم تعد تسيطر إلى على مناطق محدودة في الأرياف، التي لا توجد فيها مراكز للسجلات العقارية، باستثناء محافظة إدلب».
وخلافاً للرأي السائد، وصف الخطيب، وهو من مدينة القصير في ريف حمص، طريقة تناول وسائل الإعلام لمسألة التغيير الديمغرافي في سوريا، بـ»المبالغ فيها بعض الشيء»، حيث قال: «على المستوى السوري، ليست هنالك احتمالية لنجاح التغيير الديمغرافي بالمطلق، لأنه ومهما حاول النظام أن يستجلب عائلات شيعية من خارج سوريا، ومهما حاول اللعب على الديمغرافيا، فسيواجه بالفشل، لأن التاريخ والتركيبة السكانية السورية تقول عكس ذلك».
مشروع استرداد المساكن
وفي سياق ذي صلة، يعتزم «تجمع المحامين السوريين الأحرار»، الإعلان عن مشروع «استرداد المساكن»، بهدف حفظ حقوق السوريين أينما كانوا في استرادد مساكنهم المغتصبة، وفق أسس قانونية تستند لمواثيق دولية.
وشرح رئيس التجمع الحقوقي غزوان قرنفل، أهداف المشروع الجديد قائلاً: يستقبل هذا المشروع الشكاوى من كل السوريين في كل أنحاء العالم، الذين فقدوا بيوتهم، عن طريق منصة إلكترونية، ويقوم القائمون على المشروع بتوثيق كل المعلومات التي تثبت ملكية الشخص للمسكن أو العقار، بغية المطالبة بحقه في المسكن مستقبلاً.
وحسب قرنفل «فإن المشروع يستند إلى مواثيق دولية ناظمة في هذا الشأن»، مبيناً «أن هذه المواثيق تعود إلى مجموعة من المبادئ، التي تعترف بها الأمم المتحدة، والتي تنص على أن من حق السكان الذين يغادرون منازلهم بالقوة أن يحتفظوا بها، وأن يستردوها في حال العودة لها».
وقال «في كثير من الأحيان لا تراعي الحلول السياسية حق العودة للسكان الأصليين، وهنا تضمن المواثيق الدولية لمن لا يريد العودة حق التعويض العادل».
وكمثال على ذلك، استشهد قرنفل بالحالة البوسنية، حيث أوضح قرنفل أن قسماً كبيراً من سكان مدينة «بانيا لوكا» رفضوا العودة إلى بيوتهم، بعد أن صارت ضمن نطاق ما عرف لاحقاً بصرب البوسنة، بسبب حساسية القومية، لكنهم حصلوا على تعويض عادل عن ممتلكاتهم.
«بصمة العين» في مخيم الزعتري… بين حاجة اللاجئين وخوفهم من تسريب بياناتهم الشخصية
فراس اللباد
مخيم الزعتري ـ «القدس العربي»: في الآونة الأخيرة أصبحت بصمة العين هي الوسيلة الوحيدة للاجئين السوريين في مخيم الزعتري شمال الأردن الذي يحوي على 80 ألف لاجئ، لشراء حاجاتهم الأساسية كافة من خلال مركزين للبيع في المخيم، وهما «تزويد وسيفوي»، حيث يحصل كل فرد شهرياً وحتى الأطفال في المخيم على مساعدة غذائية قيمتها 20 ديناراً أردنياً، أي ما يقارب 28 دولاراً أمريكياً.
وجاءت تلك الخطوة بعد تنفيذها في مخيم الأزرق ومخيم حدائق الملك عبدالله في محافظة الرمثا القريبة من الحدود السورية، بفضل نظام جديد للدفع استحدثه برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، للتأكد من ذهاب المعونات وخاصة المالية منها لمستحقيها في المخيمات.
وقال أحد ساكني المخيم منذ أربعة أعوام، الملقب أبو محمد الحوراني من ريف درعا «سكنت المخيم منذ تأسيسه، وكان كل شيء على ما يرام، والجميع سعداء فيما يتعلق بالناحية المادية، إذ نستطيع مساعدة أسرنا من خلال عمليات البيع والشراء والتجارة».
وتابع «إننا مع هذه العملية الجديدة في المخيم لا نستطيع أن نبيع ونشتري، لأنها لا تسد من حاجاتنا المنزلية شيء، ومتطلبات الأسرة كثيرة و20 ديناراً أردنياً للشخص الواحد بالشهر لا تكفي ثمن عبوة زيت وكيس من السكر وأمور أخرى بسيطة».
وأضاف أبو محمد «أن رحلة التسوق إلى المولات، أي مراكز البيع في المخيم، تكلف جهداً وعذاباً كبيراً بالنسبة للكبار في السن كحالتي، من خلال قطع مسافات طويلة إليها أي ما يقارب الـ 5 كيلو مترات مشياً على الأقدام، لأن بصمة العين محصورة خاصة بي، كون أطفالي كلهم تحت السن القانونية، ولا يسمح لهم بوضع أعينهم في الماسح الضوئي».
من جهته تساءل أحد المنشقين من الخدمة العسكرية في النظام السوري، فضل عدم ذكر اسمه، «ما الذي يضمن لنا كأشخاص منشقين من الخدمة العسكرية في سوريا، ولنا أهل وأقرباء في الداخل السوري من وصول بياناتنا الشخصية لجهات أمنية سورية عن طريق تسريب المعلومات أو ما شابه ذلك من أمور قد تحصل في أي مكان في العالم؟». وأضاف «أنا كشخص كنت متواجداً في أحد الأقسام التابعة لجيش النظام السوري، منذ أكثر من أربعة أعوام، وكانت المعلومات والبيانات التي يريدها نظام بشار الأسد المجرم وأجهزته عن الأشخاص المطلوبين أو المعارضين تأتي إليه بكل سهولة لأن الأجهزة الأمنية لديها تبادل بين بعضها البعض، ولأن هذه الأجهزة تتشابه في عملها الأمني وخاصة العربية منها».
وأردف قائلاً «إن بصمة العين وجمع البيانات بقدر ما هي مفيدة في عملية توزيع المعونات والمساعدات على الناس وتنظيم آلية عمل المنظمات وغيرها كما رأينا، بقدر ما هي غير مناسبة بالنسبة لبعض الأشخاص مثلي كمنشق عن النظام السوري دون أن أعلن انشقاقي عبر الإعلام كما فعل غيري، وحتى أن المفوضية لم تأخذ من الأشخاص الموافقة بشكل رسمي عندما قامت بإجراء بصمة العين لهم وإعطائهم معلومات حول ذلك الأمر، لأنهم يعتبرون أن اللاجئين هم مجرد أرقام فقط لدى سجلاتهم دون مراعاة الناس»، بحسب قوله.
فيما بيّن الحقوقي والمتطوع في مكتب حماية اللاجئين في الأردن سيف الدين، أنه «وبكل صراحة ومن خلال عملي أرى أن تطبيق بصمة العين في المخيم يعرض كل بيانات اللاجئين الشخصية للنشر من قبل موظفي مراكز البيع في المخيم، بالإضافة إلى بعض موظفي المنظمات الدولية العاملة في المخيم والجهات الأمنية أيضا، لأن قاعدة البيانات كلها أصبحت أمام جميع الموظفين بلا أي رقابة أو قيد».
وأضاف «أنه من حق كل إنسان المحافظة على بياناته الشخصية مهما كلف الأمر إلا في الأمور التي تخص أمن أي بلد، وعند أخذ بصمة العين للاجئين في المفوضية لأجل عرض بياناتهم الشخصية أمام الموظفين بداخل المخيم لم يتم أخذ الموافقة والشرح لهم عن هذا الأمر بشكل مفصل ودقيق».
وتطرق سيف الدين إلى البيانات الشخصية في المادة الثانية من قانون المعلوماتية والحريات الفرنسي رقم 78 لسنة 1978 والمعدل بأحكام القانون الصادر في 30 كانون الثاني/يناير 2002، وهي: «كل المعلومات المتعلقة بشخص طبيعي محدد أو يمكن تحديده مباشرة بواسطة رقم معين، أو بواسطة عنصر أو أكثر خاص به وبناءً عليه، ذهبت محكمة النقض الفرنسية بأن كشف رب العمل عن موطن العامل بدون موافقة الأخير يعتبر اعتداء على حياته الخاصة».
وأضاف «الأهم من كل ذلك أننا نشعر بأن نظام بصمة العين جاء ليكرس فكرة اللجوء لنا كلاجئين سوريين في مخيم الزعتري وغيره من المخيمات المقامة، وحرمنا من حقوقنا وصولاً إلى حرمان أعداد كبيرة من السوريين وخاصة حملة الشهادات الجامعية من العمل وحقهم في التطوع لدى المنظمات الدولية العاملة في المخيم».
وأضاف «إذا كان هناك عمل لأصحاب الشهادات الجامعية في المنظمات الدولية قد يكون هذا العمل خجولاً قياساً بنسبة الذين يحملون المؤهلات العلمية والجامعية من اللاجئين»، مشيراً إلى «الاعتماد على فئة معينة من غير حاملي الشهادة الجامعية والمؤهلات العلمية دون معرفة أسباب ذلك، ومن خلال السؤال والمتابعة الدائمة لهذا الأمر في المخيم، تبين أنني بالدرجة الأولى لاجئ قبل أن أصبح متطوعاً في الحماية الإنسانية بمكاتبها الخاصة في الأردن والمخيمات».
وأشار سيف «إلى أنه تم تجاهل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في مخيم الزعتري ومنظمة اليونيسيف لطلبات اللاجئين المتكررة، وبعض المتطوعين في بعض المنظمات بالمخيم لعقد اجتماعات مع مسؤولين من منظمة اليونيسيف والمفوضية السامية، لتوضيح أسباب العمل بنظام بصمة العين، وأسباب فصل غالبية المتطوعين من مُدرسين وميسرين ومتطوعين في المنظمات العاملة في المخيم تحت ذريعة تطبيق نظام بصمة العين، ولكن الصادم وغير المتوقع كان بعدم استجابة من المفوضية السامية ومنظمة اليونيسيف لمطالب اللاجئين والمتطوعين في المخيم».
يذكر أن البرنامج التابع للأمم المتحدة يساعد أكثر من نصف مليون لاجئ سوري فروا من الحرب الدائرة في بلادهم إلى الأردن منذ نحو ست سنوات من خلال نظام المسح وبرنامج لقسائم الشراء الإلكترونية.
النظام و”حزب الله” يتجاهلان الهدنة ويحاولان التقدّم بوادي بردى
عبد الرحمن خضر
واصلت قوات النظام السوري مدعومة بعناصر من “حزب الله” اللبناني، اليوم الجمعة، محاولاتها اقتحام قرى وبلدات في منطقة وادي بردى المحاصرة، غرب العاصمة دمشق، على الرغم من اتفاق الهدنة الذي تمّ توقيعه، مساء أمس الخميس.
وقال الناشط الإعلامي أبو محمد الدمشقي، لـ”العربي الجديد”، إنّ “النظام وحلفاءه يحاولون التقدّم في منطقة وادي بردى، من محاور قريتي دير مقرن وعين الفيجة، بالتزامن مع قصف بالرشاشات الثقيلة والمدفعية وصواريخ أرض – أرض”، مشيراً إلى أنّ “الخروقات لاتفاق الهدنة الذي تمّ توقيعه مساء أمس، بحضور وسيط ألماني، مستمرة منذ ساعات الليل الأولى”.
وتوصّل النظام والفصائل المعارضة في منطقة وادي بردى، مساء أمس الخميس، إلى اتفاق وقف إطلاق نار جديد، برعاية وسيط ألماني منتدب من الصليب الأحمر الدولي، ينصّ على عودة النازحين إلى قراهم، بالتزامن مع دخول ورشات إصلاح إلى منشأة نبع عين الفيجة التي تغذّي العاصمة دمشق بمياه الشرب.
ومن بنود الاتفاق أيضاً، خروج رافضي الهدنة إلى محافظة إدلب، شمالي سورية، بينما تسوي باقي الفصائل وضعها، وتُمنح مدة ستة أشهر لخروجها من منطقة وادي بردى.
وتحاول قوات النظام مدعومة بعناصر من “حزب الله” التقدّم في منطقة وادي بردى، منذ نحو شهر، على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت له الفصائل العسكرية والنظام، بضمان روسيا وتركيا، في 30 من ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
مقتل العشرات من “فتح الشام” بغارات على ريف حلب
عبد الرحمن خضر
قُتل نحو خمسين عنصراً لجبهة “فتح الشام” (النصرة سابقاً) وأُصيب آخرون، ليل الخميس الجمعة، بقصف جوي لطائرة يُعتقد أنّها أميركية، على معسكر لتدريب المقاتلين في ريف حلب الغربي، شمال غربي سورية.
وقالت مصادر محليّة، لـ”العربي الجديد”، إنّ “طائرة حربية يُعتقد أنّها تابعة لسلاح الجو الأميركي، استهدفت معسكراً لإعداد المقاتلين، قرب مدينة دارة عزة في ريف حلب الغربي، ما أدّى إلى مقتل نحو خمسين عنصراً، وإصابة العشرات بجراح”، مشيرةً إلى أنّ “العديد من الجثث ما زالت تحت الأنقاض”.
ولم تفصح الجبهة عن أعداد القتلى أو الجرحى، فيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن القصف الجوي.
وأضافت المصادر أنّ “قصفاً مماثلاً طاول مقراً لـ”حركة نور الدين زنكي” العاملة في ريف حلب، أسفر عن مقتل ثلاثة مقاتلين، وإصابة عناصر آخرين”.
كما استهدفت غارة جوية روسية، مقراً لفصيل “جيش المجاهدين” في حلب، لم تسفر عن وقوع أيّ إصابات في صفوف المقاتلين، بحسب المصادر.
ومؤخراً استهدف القصف عشرات العناصر والقياديين من جبهة “فتح الشام” في ريفي حلب وإدلب، ما أدّى إلى مقتل وجرح العشرات منهم.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، في بيان، مساء أمس الخميس، إنّ “ضربة جوية أميركية قتلت قيادياً بتنظيم القاعدة في سورية، الثلاثاء الماضي، في ضربة وقعت قرب مدينة إدلب”.
على صعيد آخر، قُتل ثلاثة مدنيين من عائلة واحدة في قصف لطائرة حربية، على بلدة رسم العيس، في ريف حلب الجنوبي، حيث سقطت القذائف الصاروخية على منزلهم بشكل مباشر.
لافروف: هناك مؤشرات إيجابية لتسوية الأزمة السورية
موسكو-العربي الجديد
أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الجمعة، أن هناك مؤشرات إيجابية لتسوية الأزمة السورية، معتبرا أن “لقاء أستانة سيكون إسهاما كبيرا في وضع معايير هذه العملية”.
وقال لافروف، خلال افتتاح المشاورات السياسية للدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون: “من المبشّر أن هناك مؤشرات إيجابية في الأزمة السورية. على الأقل، يتفق الجميع الآن على عدم وجود بديل للتسوية السياسية الدبلوماسية عبر حوار وطني عام، على أساس قرار مجلس الأمن الدولي”.
وأضاف أن موسكو تعتبر المحادثات المرتقبة في أستانة، عاصمة جمهورية كازاخستان، بمثابة “إسهام هام في وضع معايير التسوية السياسية الشاملة في سورية، التي ستستمر ضمن فعاليات أوسع في جنيف في مطلع فبراير/شباط”.
وأشار وزير الخارجية الروسي إلى استعداد موسكو لتحويل الحوار مع الولايات المتحدة إلى مجرى بناء بعد تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وقال: “روسيا، وكما أكد الرئيس (فلاديمير) بوتين مرارا، مستعدة لتحويل الحوار مع واشنطن إلى مجرى بناء، وبالدرجة الأولى بهدف البحث عن ردود فعالة على تحديات الإرهاب وغيره من التحديات العديدة”.
وأضاف: “نأمل أن يتخلى شركاؤنا عن المواقف الضيقة أحادية الجانب من القضايا الرئيسية للأجندة الدولية، وبالطبع انتبهنا إلى تصريحات دونالد ترامب ما قبل الانتخابات، بما في ذلك حول استعداده وعزمه على مكافحة داعش سوية”.
ودعا لافروف إلى تشكيل جبهة موحدة لمكافحة الإرهاب، قائلا: “زادت الهجمات الإرهابية الأخيرة من الإدراك لعدم وجود بديل لتشكيل جبهة موحدة شاملة لمكافحة الإرهاب”.
وأضاف: “التنامي غير المسبوق للنشاط الإرهابي مقلق، وقد تحوّل، خلال فترة وجيزة وأمام أعيننا في الواقع، إلى أكبر تهديد للأمن العالمي. النزاعات الإقليمية المتعددة واستمرار الغموض في الاقتصاد العالمي يزيدان من حدة الوضع”.
محمّد علوش… كبير المفاوضين ورئيس وفد المعارضة لمحادثات أستانة
قالت مصادر من المعارضة السورية إنّ أسماء الوفد الذي سيذهب إلى التفاوض في أستانة لم تثبّت بعدُ نهائيا، والأسماء التي يجري تداولها عبر الإعلام لا تزال قيد البحث، مؤكدة أن من تمّ الاتفاق عليه وتثبيته هو فقط رئيس الوفد.
وتمّ خلال المناقشات تعيين محمد مصطفى علوش رئيساً لوفد أستانة، وهو مسؤول المكتب السياسي في فصيل “جيش الإسلام”، أحد أكبر التشكيلات العسكرية المعارضة للنظام السوري، ومعقله الرّئيسي مدينة دوما في ريف العاصمة دمشق، وهي مسقط رأس محمّد علّوش.
وكان محمّد علوش قد شغل منصب كبير مفاوضي وفد الهيئة العليا للمفاوضات السورية المعارضة، والمنبثقة عن مؤتمر المعارضة السورية في الرياض نهاية عام 2015.
وقدّم علوش استقالته من منصبه في الهيئة، بعد حديثه عن فشل محادثات السلام غير المباشرة في جنيف عبر جولاتها الثلاث، تزامنا مع استمرار المعارك في سورية وخرق النظام للهدن، وعدم إحراز أيّ تقدم في الملف الإنساني، وأعلن علوش استقالته عبر حسابه الرسمي في موقع تويتر.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، قد رأى بأن استقالة محمد علوش، ستأتي بنتائج إيجابية فقط، لمحادثات جنيف، مضيفاً: “هؤلاء الأشخاص كانوا يتخذون موقفاً غير بناء على الإطلاق ولم ينووا الاتفاق على شيء بنّاء”.
ويذكر أن محمّد علوش له 47 عاماً من العمر، متخرج من كليّة الشريعة في مدينة دمشق، وكليّة الدعوة وأصول الدين في جامعة المدينة المنورة عام 1993، وحصل علوش على درجة الماجستير في تخصص العلوم المصرفية من قسم الدراسات الإسلامية في جامعة بيروت الإسلامية، وذلك في عام 2009.
ويُقال إنّ محمد علوش هو ابن عم قائد جيش الإسلام “زهران علوش” الذي قتل بغارة جوية في الغوطة الشرقية، وكان رفيقه في تشكيل جيش الإسلام، كما أنّ محمد علوش، شغل مناصب عضوية “مجلس قيادة الثورة”، وعضوية المكتب السياسي في الهيئة العامة للثورة، وممثل الحراك الثوري في المجلس الوطني، قبل أن ينسحب منه.
وساهم محمد علوش في تأسيس “هيئة الشام الإسلامية” ويشغل منصب رئيسها الحقوقي، و”رابطة أهل السنة”، وساهم في تأسيس “مجلس قيادة الثورة”.
ويجري الحديث عن وجود طرف آخر من جيش الإسلام إلى جانب محمد علوش، سيكون ضمن وفد المعارضة وفقا لمصادر، وهو يامن تلجو، والذي مثل جيش الإسلام في توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الأخير في العاصمة التركية أنقرة.
ومن بين الأسماء التي من المتوقع حضورها في مؤتمر الأستانة، القيادي في فيلق الشام منذر سراس، وهو من مواليد حمص 1963، وكان عضوا في هيئة الأركان العسكرية التابعة للجيش السوري الحر، ممثلاً عن جبهة حمص.
ولم تتأكد بعد الأسماء التي ستكون أعضاء وفد المعارضة إلى أستانة، وذكرت مصادر لـ”العربي الجديد” أنّه سيتم الإعلان عن الأسماء قريباً في بيان رسمي عند تثبيتها من قبل الفصائل.
أنقرة لم تعد مصرة على “تسوية من دون الأسد“
كشف نائب رئيس الوزراء التركي محمد شمشيك، عن موقف جديد لأنقرة تجاه نظام الرئيس السوري بشار الأسد، يعتبر أن تسوية الأزمة السورية من دون الأسد، لم تعد أمراً واقعياً، في الوقت الراهن.
وعلى هامش مشاركته في “منتدى دافوس”، الجمعة، قال شمشيك “نعتبر أن الأسد يتحمل مسؤولية مباشرة عن معاناة الشعب السوري ومآسيه، لكن يجب أن نكون براغماتيين، وأن ننطلق من الواقع. فالوقائع على الأرض تغيرت جذريا، ولذلك لا يمكن لتركيا أن تواصل الإصرار على تسوية الأزمة السورية من دون الأسد. إنه أمر غير واقعي”.
وأضاف “أعتقد أن علينا أن نتعامل مع ما يوجد لدينا، في هذا السياق تلعب روسيا وإيران وتركيا دورا كبيراً”. كما أشار إلى أن بلاده تعلق آمالاً كبيرة على المفاوضات المرتقبة في الأستانة مطلع الأسبوع المقبل.
واعتبر شمشيك أن التوصل إلى تفاهمات بين “اللاعبين الرئيسيين” في سوريا، سوف يجنّبهم مسألة فرض مناطق حظر للطيران فوق سوريا، وسيجعل التسوية أكثر استقراراً. وأوضح “إذا كنا نتحدث عن اللاعبين الرئيسيين الذين يتعاملون مع بعضهم البعض في أراضي سوريا ويتحدثون عن وقف إطلاق النار، شريطة أن لا نعود إلى النزاع الفعلي، فأعتقد أنني لن أدعم هذه الفكرة (فرض مناطق حظر طيران)”.
وربط شمشيك انصراف تركيا عن المطالبة بمنطقة حظر طيران فوق سوريا، بأن تحقق التسوية حماية للمدنيين السوريين، الذين كانوا يضطرون إلى الهرب من سوريا من أجل الحفاظ على حياتهم.
هل تكون خربة الجوز بداية نهاية “أحرار الشام”؟
أحمد مراد
هاجمت “جبهة فتح الشام” مقرات لحركة “أحرار الشام الإسلامية”، صباح الجمعة، في جبل الزاوية في ريف إدلب، وسيطرت على مواقع وقرى كانت تحت سيطرة الحركة. هجوم “فتح الشام” جاء بعدما أعلنت مع “أحرار الشام”، الخميس، توصلهما إلى صيغة اتفاق مبدئي، لوقف العمليات القتالية بينهما في ريف إدلب الغربي، بعد هجوم “فتح الشام” على حواجز ونقاط عسكرية لـ”الأحرار” في ريف جسر الشغور ومنطقة دركوش. هجوم “فتح الشام” كشف انقسامات “أحرار الشام” الداخلية، وخسارتها لأهم حلفائها على الصعيد السياسي والعسكري.
وهاجمت “جبهة فتح الشام” مقرات “الأحرار”، وسيطرت على حواجز للحركة في منطقة دركوش التابعة إدارياً لمنطقة إدلب قرب الحدود التركية، وحاجز الزعينية قرب الحدود الإدارية لمحافظة اللاذقية، ومعبر خربة الجوز، بعد اعتقال “أحرار الشام” للشرعي فيها أبو مجاهد العراقي.
مصادر في ريف إدلب الغربي، قالت لـ”المدن”، إن العراقي، وهو شرعي في “أحرار الشام”، كان قد سيطر على أحد المقرات التابعة للأحرار، وسرق سيارتين محملتين بالذخيرة، ولجأ إلى “جبهة فتح الشام”، ما دفع الحركة لاعتقاله. “جبهة فتح الشام” حاولت الإفراج عن العراقي، لكن الأحرار رفضت باعتباره أحد عناصر الحركة، ولا يحق لأي فصيل التدخل في الشؤون الداخلية لفصيل آخر. ثم وافقت “أحرار الشام” على إطلاق سراح العراقي مقابل استعادة عربتي الذخيرة. ما دعا “فتح الشام” إلى التصعيد العسكري والسيطرة على المعبر الإنساني في خربة الجوز الخاضع لسيطرة “الأحرار”.
“فتح الشام” أقامت حواجز في المنطقة لاعتقال عناصر “أحرار الشام”، وبعد ساعات من الاعتقالات المتبادلة من كلا الجانبين، تشكلت لجنة لحل الخلاف مكونة من أبو الحارث المصري والشيخ عبد الرزاق المهدي. اللجنة طالبت بالافراج عن المعتقلين، مقابل تسليم أبو مجاهد العراقي إلى طرف ثالث “ضامن”، لعرض قضيته أمام “محكمة شرعية”، وإزالة الحواجز وإعادة الممتلكات والأسلحة لأصحابها.
قيادي في “أحرار الشام” قال لـ”المدن”، إن “عمليات التحقيق الأولية مع العراقي كشفت ضلوعه وأمير جبهة فتح الشام في الساحل الملقب أبوالبتار، بسرقة السلاح والذخيرة من مقرات الجيش الحر في ريف اللاذقية في وقت سابق، وتسليمها للجبهة”، في حين أشارت مصادر من “جبهة فتح الشام” إلى تخوفها من تسليم “أحرار الشام” للعراقي إلى تركيا، كبادرة حسن نية لإعادة المياه إلى مجاريها بين تركيا و”الأحرار”، بعد رفض الأخيرة المشاركة في محادثات الأستانة.
الناشط الإعلامي محمد اللاذقاني، قال لـ”المدن”، إن “جبهة فتح الشام” تحاول السيطرة على معبر خربة الجوز كونه المعبر الانساني الوحيد غربي سوريا، لكن سيطرتها على المعبر ستزيد الأمر تعقيداً، فهي مصنفة على “لائحة الإرهاب” رغم فك ارتباطها بـ”القاعدة”، ما سيؤدي إلى إغلاق المعبر الإنساني في خربة الجوز في وجه المسافرين بـ”نظام الإجازات”. وكانت السلطات التركية قررت فتح المعبر الإنساني عبر “نظام الإجازات”، ليوم واحد في الأسبوع، لكن سيطرة “فتح الشام” ستؤجل إعادة فتحه إلى أجل غير مسمى، خاصة أن “فتح الشام” لا تملك مندوباً لها على المعبر، أسوة ببقية الفصائل.
وكانت “أحرار الشام” قد سيطرت على معبر خربة الجوز منذ قرابة شهرين، إثر عملية قالت إنها لـ”مكافحة الفساد” ضد “أنصار الشام”، الفصيل العسكري الذي كان يتحكم بالمعبر في وقت سابق.
عملية “جبهة فتح الشام” كشفت وهن “أحرار الشام” وانقسامها، والضغط الذي يقوده القائد العسكري السابق لها أبو صالح طحان، والقائد العام الأسبق هاشم الشيخ. انقسام يتمثل في ضغط “مجلس شورى” الحركة للعودة إلى ثوابتها والتخلي عن التيار التجديدي فيها، وتسريع عملية الاندماج مع الفصائل الجهادية. وأظهرت العملية، في الوقت ذاته، ضعف القائد العام الجديد لـ”أحرار الشام” أبو عمار العمر، في المواقف الصعبة، وأولها في قضية الاندماج، وليس آخرها موقفه من محادثات الأستانة، بعد بيان الحركة بعدم المشاركة في المفاوضات، بسبب عدم نجاح “وقف إطلاق النار” في سوريا، ورفض “الأحرار” عزل “جبهة فتح الشام”.
مقاطعة “أحرار الشام” للأستانة، قد يبدو ظاهرياً، بعد تناقل تسريبات عن إيفاد “الأحرار” ممثلين عنهم إلى كازاخستان بصفة مستقلين، بالتزامن مع إعلان فصائل عسكرية منها “جيش المجاهدين” و”صقور الشام” و”جيش إدلب الحر” مشاركتهم في المفاوضات، بعدما كانوا قد أعلنوا في وقت سابق مقاطعتهم لها.
ورغم تبريرات “أحرار الشام” عدم حضور الأستانة، بالخوف من عزل “جبهة فتح الشام” وتركها منفردة، وما سيجره ذلك من تخلي الحركة عن الحليف التركي، مقابل مكاسب على الأرض ستحققها مع “فتح الشام”، إلا أن التنظيم المنفك عن “القاعدة” لم يرَ حرجاً في مهاجمة مقرات “الأحرار”. ويفسر ذلك بوجود ضوء أخضر من قيادات داخل “أحرار الشام” على استعمال العصي ضد من يحاول الخروج عن كلمة “مجلس الشورى” في الحركة. وسبق ذلك تصريحات لقائد الحركة أبو عمار تفتناز، بأن “الحركة تعاني وهناً على الصعيد الداخلي، والالتفات لمعالجة المرض خير من التظاهر بعدم وجوده”.
“أحرار الشام” باتت تعاني من عزلة داخلية وخارجية، ولم تعد تلك القوة التي تخشاها “فتح الشام” وتعتبرها تهديداً يواجه حلم “إقامة الإمارة الإسلامية في الشام”. وذلك بعد الحديث عن خسارة “الأحرار” الحليف التركي من جهة، وعدم قدرتها على كسب الجولاني من جهة أخرى. فجميع الفصائل العسكرية لم تبدِ أي ردة فعل على الخلاف الحاصل، أو الوقوف في صف “الأحرار” كما حصل أثناء في خلافها مع تنظيم “جند الأقصى”، وذلك بسبب الخوف من تفكك “الأحرار”، وتكرار مصير “حركة حزم” عندما وقفت إلى جانب “جبهة ثوار سوريا” في حربها ضد “جبهة النصرة”، لتتم تصفيتها لاحقاً.
الوساطة الألمانية لم توقف هجوم النظام على وادي بردى
هارون الأسود
أرسلت البعثة الألمانية في الصليب الأحمر في سوريا، مندوباً عنها، الخميس، لحضور اجتماع مع وجهاء مناطق وادي بردى، تم خلاله إيصال شروط النظام، بالتهجير القسري للمعارضة، مقابل إنهاء الحملة العسكرية التي يشنها النظام، منذ 21 كانون الأول/ديسمبر 2016.
ويأتي ذلك بعد فرض شروط مماثلة، برعاية روسية، في وقت سابق، وفشل مخطط “هدنة” سابق عقب اغتيال الوسيط المفاوض، والمكلف من قبل النظام أحمد الغضبان، على حاجز مشترك لحزب الله والحرس الجمهوري.
وتكبد النظام ومليشياته صباح الخميس، قبل سريان “الهدنة”، أكثر من 25 قتيلاً، بعد فشله باقتحام جبل الهوات، بتغطية نارية كثيفة وقصف مروحي بالبراميل المتفجرة. واستمر القصف بصواريخ تحمل مواداً كيماوية محظورة دولياً، على قرى الوادي، وكان آخرها الثلاثاء.
ورافق المبعوث الألماني كلاً من العميد قيس فروة ممثلاً عن “الحرس الجمهوري”، وهمام حيدر أمين فرع “حزب البعث”، وعلاء ابراهيم محافظ ريف دمشق. وتم التوصل مع ممثلي فصائل الوادي إلى صيغة اتفاق يتضمن، بحسب بيان نشرته “الهيئة الإعلامية في وادي بردى”، إعلان “وقف إطلاق النار ووقف العملية العسكرية على قرى المنطقة، في تمام الثالثة (من عصر الخميس)”، و”دخول الورشات (ورشات الإصلاح) لمنشأة نبع عين الفيجة، تزامناً مع توافد المقاتلين من الجرود ليجتمعوا في قرى المنطقة”، و”يتم تسوية أوضاع المقاتلين الراغبين بالبقاء، ويسافروا إلى الخارج خلال فترة 6 أشهر”. و”يتم تسجيل أسماء الرافضين للتسوية، وترحيلهم لمدينة إدلب برعاية أممية، وبمرافقة الصليب الأحمر الدولي”. و”يخرج الجيش (الجيش السوري) والمليشيات المساندة له من قرية بسيمة، خلال فترة معينة، ويبقى الجيش في النقاط التي وصل إليها في قرية عين الفيجة”. و”إعادة إعمار قريتي بسيمة وعين الفيجة، خلال فترة زمنية معينة”.
قوات النظام ومليشيا “حزب الله” التي أفشلت كل الاتفاقات السابقة، جددت قصفها لقريتي عين الفيجة ودير مقرن، بعد الساعة الثالثة عصراً، بقذائف المدفعية الثقيلة وصواريخ “الفيل”، وتم استهداف المنطقة نارياً بالرشاشات الثقيلة، تزامناً مع محاولات اقتحام المنطقة من محاور عديدة، أهمها مدخل عين الفيجة الرئيسي ونقطة عقبة البيضا ونقطة راس الصيرة. الأمر الذي يدل على نقض الاتفاق المبرم، واستمرار العمليات العسكرية، رغم الوساطة الألمانية.
المتحدث باسم “الهيئة الإعلامية في وادي بردى” الإعلامي عمر الشامي، قال لـ”المدن”، إن “غموضاً يسيطر على ملف المفاوضات بشكل عام، واستمرار خرق قوات النظام لوقف اطلاق النار يؤدي إلى انهيار الاتفاق”، وأشار الشامي، إلى أن قرى مختلفة في الوادي “وافقت على توقيع اتفاقيات تهدئة مع النظام بشكل أحادي، بسبب خوفها من عمليات عسكرية ضدها”، وخاصة تلك التي تعتبر خزاناً بشرياً يضم أهالي المناطق المنكوبة في الوادي. وفرض ذلك ضغوطاً كبيرة على مقاتلي قريتي بسيمة والفيجة، الذين يخوضون اشتباكات عنيفة منذ أسابيع مع مليشيات النظام، دفعتهم لقبول “بنود التهدئة” بوساطة ألمانية.
وأضاف الشامي أن مليشيات النظام حددت مدة 72 فقط لتهجير مقاتلي المنطقة إلى الشمال السوري حصراً، وأنه في حال إتمام الاتفاق، فإنه “يمثل مصالحة شاملة مماثلة لما جرى في مناطق محاذية”.
الناشط الإعلامي معاذ القلموني، قال لـ”المدن”، إن عدم قبول مقاتلي جرود المنطقة بـ”التسوية”، وتفضيلهم الخروج شمالاً عوضاً عن “المصالحة”، يأتي بسبب انقطاع خطوط الإمداد عنهم، بعد فصل مناطق سيطرتهم عن قرى الوادي، عقب سيطرة مليشيات النظام على نقاط في حقل الزيتي ووادي اللوز والمغر وجبل المشرفة. وأضاف القلموني أن المبادرة المطروحة، جرت برعاية ألمانيا وتركيا، وأن عمليات الإجلاء سوف تتم بضمانات من “الأمم المتحدة” و”الهلال الأحمر السوري”، وأن الاتفاقية شملت عدم دخول قوات النظام إلى قرى الوادي، مع “إعادة تفعيل مؤسسات الدولة”.
توقيت “وقف اطلاق النار” المعلن عنه، دخل حيز التنفيذ تزامناً مع تجدد قصف مليشيات النظام قرى الوادي بشتى أنواع الأسلحة، ما يشير إلى احتمال انهيار العملية “السياسية” برمتها. وكانت كافة المبادرات السابقة قد فشلت بسبب خرق مليشات النظام و”حزب الله” لها، وسبق لها أن دمرت عربات ورشات “طوارئ المياه” في عين الفيجة لمرات، بعد استهدافها بشكل مباشر، أثناء عمليات صيانة منابع المياه، عدا عن استهدافها وفد النظام.
وتسعى قوات النظام، إلى إشغال المعارضة بالمفاوضات بشكل مستمر، وتهدد بقصف القرى المكتظة بالمدنيين، وما أن تعلن عن بنود لـ”التهدئة” حتى تعود وتخرقها، مع اتهام المعارضة بإفشالها. واعتادت مليشيات النظام على شنّ هجمات مباغتة بعد كل اجتماع مع وجهاء المنطقة، بهدف السيطرة على منشأة عين الفيجة المغذية للعاصمة دمشق. فسريان أي اتفاق من دون سيطرة مليشيات النظام على النبع، يعني حرمانها من ذريعة رئيسية لشنّ العمليات العسكرية، حتى ولو تمت “تسوية” أوضاع المقاتلين، وتهجير عدد منهم.
ويبقى السؤال مفتوحاً عن قدرة فرق “الأمم المتحدة” و”الصليب الأحمر”، على تأمين قوافل المهجرين، بعد عجز الوساطة الألمانية عن تثبيت شروط “وقف اطلاق النار” في المنطقة، ولاسيما عقب فشل المفاوض الممثل لروسيا في الوصول إلى اتفاق، واغتيال مسؤول المفاوضات؟
“إدارة المركبات” في حرستا..والتفجيرات التي لا تنتهي
هزّ تفجير كبير مدينة حرستا شرقي العاصمة دمشق، مساء الثلاثاء، بعد عملية عسكرية نفذها “لواء فجر الأمة”، نسف فيها نفقاً بالقرب من الباب الرئيس لـ”إدارة المركبات العسكرية” أكبر ثكنات النظام في عمق الغوطة الشرقية.
وبحسب “تنسيقية مدينة حرستا”، فالتفجير جاء نتيجة عملية باغتت قوات النظام المتمركزة في “إدارة المركبات” والتي كانت تحاول حفر نفق باتجاه المناطق الخاضعة لسيطرة “لواء فجر الأمة” لتفجيره، لكن عناصر “اللواء” كانوا قد عرفوا بأمر النفق نتيجة حفرهم نفقاً عرضياً آخر، فقاموا على إثر ذلك بتفخيخ نفق قوات النظام وتفجيره، ليوقعوا قتلى وجرحى بين ضباط وعناصر قوات النظام، بينهم لواء وعميد.
وشهدت مدينة حرستا، بعد تفجير المعارضة للنفق، قصفاً عنيفاً مع محاولات للتقدم على أكثر من محور لساعات، قبل أن يعود الهدوء إليها، لتتلقى جارتها عربين غارات جوية عنيفة بصواريخ موجهة مساء الخميس.
ونعت صفحات موالية للنظام اللواء الركن بلال بلال، والعميد الطيار رأفت ابراهيم، وصف الضابط عيسى مهيوب، وآخرين في تفجير النفق، فضلاً عن عدد كبير من الجرحى بحسب مصادر عسكرية تابعة للنظام.
الصحافي رائد الصالحاني، قال لـ”المدن”، إن مدينة حرستا تعتبر من أكثر المدن التي شهدت تفجيرات مماثلة عبر انفاق قام النظام وفصائل المعارضة التي تسيطر على المنطقة بحفرها. فتارة يقوم النظام بتفجير الأبنية لتأمين محيط “إدارة المركبات”، وتارة أخرى تقوم الفصائل بتفجير نفق تحت مبنى يضم عناصر وضباط للنظام. و”إدارة المركبات العسكرية”، تعتبر أكبر ثكنة للنظام لا تزال في عمق الغوطة الشرقية، وقد شهدت عمليات مختلفة من قبل فصائل المعارضة لاقتحامها منذ العام 2011 باءت جميعها بالفشل، بسبب مساحتها الكبيرة والتي تمتد بين مدن حرستا وعربين ومديرا. وشهدت الإدارة عمليات تفجير مماثلة نفذتها فصائل “درع العاصمة” سابقاً و”أجناد الشام” وأخيراً “فجر الأمة”. والمساحات المفتوحة والأبنية العالية لـ”الإدارة” تمنع وصول الفصائل إلى عمقها الذي يحوي “المعهد الفني” و”رحبة عسكرية”. وتعتبر “إدارة المركبات” من أكبر مراكز العمليات في الغوطة الشرقية ومنصة للقصف المدفعي والصاروخي باتجاه بلدات الغوطة.
وتنقسم مدينة حرستا في الغوطة الشرقية إلى قسمين؛ شرقي يخضع لسيطرة المعارضة ومفتوح على بقية مناطق الغوطة، مع وجود نقاط تماس كبيرة مع النظام والمليشيات، بينما يعتبر القسم الغربي المتصل بحي القابون وبساتين حي برزة خاضعاً لـ”هدنة” مع النظام منذ أكثر ثلاث سنوات تقريباً. وتعتبر المنطقة الغربية ملاذاً للمُهجّرين والنازحين، بسبب عدم وجود عمليات عسكرية فيها، كما يعتبر القسم الشرقي آمناً أيضاً بالمقارنة مع مدن الغوطة الأخرى.
وادي بردى: إيران تنقلب على مؤتمر أستانة
منير الربيع
سيستمر حزب الله في التصعيد في وادي بردى، إلى أن تتوضح صورة الإتفاق الذي سيحصل في مؤتمر أستانة. إذا ما استمرّ تهميش الدور الإيراني في سوريا، فإن التصعيد سيزداد، وسنتقل من تلك المنطقة إلى مناطق أخرى في محيط دمشق، وأبرزها الغوطة.
هذا ما أصبح واضحاً بالنسبة إلى الجميع. لذلك، فإن المؤتمر لن يدخل في تفاصيل سياسية ومناقشة مصير النظام. لأن الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب تحتاج إلى بعض الوقت لتسلّم مهماتها ومتابعة التطورات السياسية والعسكرية في سوريا. بالتالي، فإن هذا الاجتماع سيكون تقنياً لأجل تثبيت وقف إطلاق النار في المناطق التي لم يشملها، ولن يناقش أي تفاصيل سياسية أو مستقبلية، على أن تعقد جولة أخرى من المفاوضات يتم تحديدها في هأستانة، تشارك فيها الفصائل السياسية، لبدء البحث الجدي عن حلّ سياسي للأزمة السورية.
يهدف ضغط إيران العسكري إلى فرض نفسها طرفاً ثالثاً في الحلّ. لكن هناك رفضاً روسياً وتركياً لذلك، تماشياً مع موقف ترامب، الذي يضع فيتو على الدور الإيراني في سوريا. ولأن الطرفين حريصان على شراكة أميركية في هذا الحلّ، أو على الأقل حصولهما على غطاء أميركي، فهما يستمران برفض إشراك إيران في ذلك.
حتى الآن، مازال حزب الله في مواقع انتشاره في سوريا، لم ينسحب من أي منها، حتى في دير الزور مازال موجوداً. وإن لم يشارك في أي عمليات عسكرية باستثناء ريف دمشق، ولاسيما في ظل التقدم الذي يحرزه تنظيم داعش في محافظة دير الزور، واستطاع خلاله عزل المطار عن المدينة. ويعتبر حزب الله أن الارتكاز في تلك المعركة على السلاح الجوي، ولذلك هو يتريث لمعرفة ما سيحصل من تطورات. وتشير مصادر متابعة إلى أن هجوم داعش الواسع في تلك المناطق، يأتي رداً على تقدم يحرزه حزب الله والجيش السوري في محيط تدمر عبر تحركات عسكرية بعيدة عن الإعلام.
وإذا كان الحزب يتريث في المناطق البعيدة، فالأمر مختلف بالنسبة إلى محيط دمشق والمناطق التي يعتبرها إستراتيجية. بالتالي، ففي وادي بردى مازالت لعبة التوازن مستمرة، وهدف الحزب من خلال ذلك، الإستفادة منها بأمور عديدة، وعلى رأسها منع روسيا من التحكم بالأرواق كلها في سوريا، لأن لها تأثيراً على دمشق وعلى السلسلة الجبلية الرابطة بين لبنان وسوريا. ويستند الزب في ذلك إلى أن وقف إطلاق النار لم يشمل منطقة وادي بردى، ولا المناطق الحدودية مع لبنان. وكذلك بالنسبة إلى إسرائيل التي رفضت شمول وقف إطلاق النار المناطق الحدودية معها، وكذلك بالنسبة إلى تركيا.
ويعود هدف الحزب إلى ذلك، لإعادة التحكم بالميدان بشكل أو بآخر، ولتمرير الرسائل. وتعتبر المصادر أن الأمور لن تذهب إلى النهاية هناك، ولكنها ستصل إلى مكان متقدم جداً، وهو تفريغ المدينة من مضمونها وعناصر قوتها، وعوامل الجغرافيا التي تقويها، وإحداث تغيير جغرافي واسع في تلك المنطقة، عبر السيطرة على القرى المحيطة بالمدينة. وذلك تحسباً لأي أمور مستقبلية.
بعد إندلاع معارك القلمون، قبل أكثر من سنتين، تهجّر معظم سكان تلك المناطق في اتجاه محيط وادي بردى. بالتالي، هناك أعداد كبيرة من المدنيين في تلك المنطقة. وفي حال استمرّت الأوضاع العسكرية على حالها، فإن مصير هؤلاء التهجير مجدداً، إما إلى دمشق، أو إلى جبل الشيخ. أما في حال حصلت تسوية معينة فقد يتم إبقاؤهم في تلك المنطقة إلى مرحلة لاحقة. وتعتبر المصادر أن هناك إحتمالين، الأول أن تكون خاضعة لسيطرة الجيش السوري، أو تشكيل مجالس محلية تنسق مع النظام لإدارة تلك المناطق. لكن هذا رهن ما سيتبين في مؤتمر أستانة.
الأسد يلوّح بالمصالحة وتثبيت الهدنة على الأرض
إيران تفقد المزيد من نفوذها في سوريا مع التقارب الروسي التركي ودعوة واشنطن إلى محادثات أستانة.
موسكو – كشفت تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد التي أدلى بها إلى محطة تلفزيونية يابانية عن رسائل تهدف إلى تقزيم أعمال مؤتمر أستانة الذي يعقد الاثنين المقبل، والذي تعمل روسيا على جعله منبرا يمنحها موقعا دوليا هاما في المشهد العالمي العام.
وأفصحت تصريحات الرئيس السوري عن مسعاه لتثبيت الهدنة على الأرض عبر التلويح بالمصالحة مع أطراف المعارضة.
وأكد الأسد في المقابلة أن “المؤتمر سيكون على شكل محادثات بين الحكومة والمجموعات الإرهابية من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار والسماح لتلك المجموعات بالانضمام إلى المصالحات في سوريا، ما يعني تخليها عن أسلحتها والحصول على عفو من الحكومة”، مضيفا أن “هذا هو الشيء الوحيد الذي نستطيع توقعه في هذا الوقت”.
وفيما تحدثت موسكو عن إمكانات تطوير المفاوضات لتناول شؤون تتعلق بالدستور، إلا أن الرئيس السوري، من خلال تصريحاته، يدرج سياق أستانة في إطار عمليات المصالحة التي نفذت في بعض المناطق السورية، لا سيما تلك القريبة من دمشق، والتي اعتمدت على تدابير لتصحيح أوضاع المتمردين و”إعادتهم إلى حضن الدولة”، وفق التعبيرات التي يستخدمها النظام.
ورأت مراجع دبلوماسية متابعة لكواليس التحضير لمؤتمر أستانة، أن الأسد اعتبر الفصائل العسكرية المعارضة المشاركة في المؤتمر “إرهابية”، فيما نفى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ذلك مؤكدا أن هذه الفصائل غير مدرجة على لائحة الأمم المتحدة للجماعات الإرهابية.
وقال ليونيد سوكيانين أستاذ العلاقات الدولية في المدرسة العليا للاقتصاد والسياسة في موسكو أن روسيا “لا ترى هذه الفصائل على أنها إرهابية وإلا لما دعتها إلى المحادثات”.
ليونيد سوكيانين: روسيا لا ترى فصائل المعارضة إرهابية وإلا لما دعتها إلى أستانة
ودعا سوكيانين في تصريح لـ”العرب” إلى أن تكون اللهجة المستخدمة من قبل المعارضة أو النظام “إيجابية لخلق مناخ جيد لا يعرقل المحادثات”.
واعتبر المراقبون أن حديث الأسد عن سقف متواضع لهذه المفاوضات يعبر عن امتعاض دمشق وطهران من عقد هذا المؤتمر وجر النظام السوري نحو طاولة المفاوضات، فيما أن النظام السوري وإيران كانا يعوّلان على القوة النارية الروسية لحسم الأمر عسكريا.
وقال الأسد في حديثه، الذي نشر مقتطفات منه على موقع تويتر للرئاسة السورية، إنه “ليس من الواضح ما إذا كان مؤتمر أستانة سيتناول أي حوار سياسي لأنه ليس واضحا من سيشارك فيه”.
وفيما قلل محللون روس من وقع تصريحات الأسد على أهمية المؤتمر، إلا أنهم اعتبروا أن المناكفات الراهنة بين أطراف التسوية السورية، دمشق وطهران وموسكو وأنقرة، متوقعة لكنها لن تؤثر على عزم روسيا على عقد المؤتمر وتطوير مفاعيله.
ورأى مراقبون أن إيران حاولت تعطيل عملية أستانة من خلال ارتكاب ميليشياتها وقوات النظام انتهاكات لوقف إطلاق النار، ومن خلال رفضها مشاركة واشنطن في المؤتمر.
ولا تنظر طهران بعين الرضا إلى هذا التقارب الروسي التركي الذي توّج الأربعاء ببدء علميات جوية تركية روسية مشتركة ضد أهداف لتنظيم داعش في بلدة الباب شمال سوريا في مؤشر واضح على تعاون وثيق بشكل متزايد بين موسكو وأنقرة.
إلا أن موسكو أعلنت مع ذلك، وعلى لسان وزير خارجيتها سيرجي لافروف أنه تم توجيه دعوة إلى الولايات المتحدة للمشاركة في أعمال المؤتمر.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أعلن في وقت سابق أنه التقى بالسفير الأميركي في موسكو، وبحث معه الأزمة السورية ومفاوضات أستانة.
وسبق وأن أعرب لافروف عن أمله في مشاركة ممثلين عن إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في مفاوضات أستانة، وأشار إلى أنَّ الملف السوري سيشكل نقطة التماس الأولى لبلاده مع الإدارة الأميركية الجديدة.
ورغم وضوح الرسائل الإيرانية لموسكو إلا أن روسيا تجنبت السجال مع إيران وتركت أمر ذلك لمواقف عبر عنها وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو.
وأكد سوكيانين لـ”العرب” أن “لموسكو كلمة مسموعة عند النظام، ولن تتردد في الضغط على الأسد لتضمن التزامه بخارطة الطريق التي وضعتها موسكو وأنقرة”.
ولاحظ مراقبون أن المعارضة بشقيها العسكري والسياسي تتعاطى مع المؤتمر بإيجابية متعاونة على نحو معاكس للتوتر الذي تبديه إيران ونظام دمشق، معتبرين أن تصريحات محمد علوش رئيس وفد المعارضة تهدف إلى الاستفادة من منبر أستانة للحصول على مكتسبات جديدة.
واعتبر علوش الخميس أن الهدف من الذهاب إلى المفاوضات هو تثبيت وقف إطلاق النار بالدرجة الأولى “وخاصة في المناطق المشتعلة في وادي بردى والغوطة الشرقية”.
وأكد على أهمية الدور الروسي في وقف إطلاق النار محذرا “إن كانوا (الروس) غير قادرين، وليسوا أهلا لهذه المسؤولية، لا يمكن متابعة الطريق مع من يقول ولا يفعل، نريد قولا وفعلا، فالمعارضة التزمت (بالهدنة)”.
الحرس الثوري درب «جيوشا» من الشيعة الأفغان والباكستانيين للقتال في سوريا
ترجمة وتحرير شادي خليفة – الخليج الجديد
في حين أريق الكثير من الحبر حول مدى تسبّب تورّط إيران في الحرب الأهلية السورية في تغذية الطائفية وعدم الاستقرار في العالم العربي، فإنّه قد تمّ بشكلٍ كبير إغفال تبعات التجنيد المتزايد من إيران للشيعة في أفغانستان وباكستان على الأمن والاستقرار في جنوب آسيا. وخلال الخمسة أعوام الماضية، جنّدت قوّات الحرس الثوري الإيراني ولقّنت ودرّبت الآلاف من الشيعة الأفغان والباكستانيين على القتال تحت إمرتهم ضدّ جماعات المتمرّدين السنّة في أنحاء سوريا. وأثار هذا بالطبع ردود فعل عنيفة ضدّ الشيعة في أفغانستان وباكستان وهدّد بالمزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة المضطربة.
18000 مقاتل أفغاني في سوريا
في مقطع فيديو نشر الأسبوع الماضي في مواقع الأخبار الفارسية وانتشر على تويتر وفيسبوك، كشف مسؤول إيراني أنّ 18 ألف أفغاني كانوا يقاتلون مؤخرًا في سوريا للدفاع عن نظام «بشار الأسد». وأوضح «حسين يكتا»، أحد قدامى المحاربين في الحرس الثوري، أنّ الفرقة الأفغانية تأسّست قبل 6 سنوات بمدينة مشهد من عشرات الأفغان، وتحوّلت الآن إلى قوّة هائلة مؤثّرة في مسرح الحرب السورية.
وعلى الرغم من صعوبة تدقيق عدد المقاتلين الأفغان في سوريا، فإن صحّ رقم 18 ألفًا، ستكون الميليشيا الشيعة الأفغانية هي الوحدة الأكبر التي تقاتل في سوريا تحت دعم إيران. وقد قيل أنّ حزب الله اللبناني، والمعروف بمهارة قوّاته وحسن تدريبهم، لا يتجاوز 5 آلاف مقاتل داخل سوريا. وفي مايو/أيار عام 2015، أفادت ديفا برس الإيرانية، أنّ «فاطميون» قد تحوّلوا من لواء إلى فرقة، نظرًا لتطور حجمها وقدراتها التشغيلية. وباعتبار الفرق العسكرية الإيرانية يتراوح عدد الواحدة منها بين 10 آلاف إلى 20 ألفًا، فإنّ رقم 18 ألف ليس ببعيد.
وتأسّست فرقة الفاطميون على يد زعيمي اثنتين من الميليشيات الشيعية الأفغانية، الأولى جيش محمد، وهي ميليشيا مدعومة من إيران كانت تقاتل ضد طالبان في أفغانستان في التسعينات، ولواء أبي ذر، الذي قاتل إلى جانب القوّات الإيرانية في حربها ضد العراق في الثمانينات.
لكنّ لواء «الزينبيون» الباكستاني، أصغر في الحجم من فرقة «فاطميون»، وتقارن أعداده بالمئات من الشيعة من إقليم بلوشستان باكستان وباراشينار في منطقة كورام القبلية إضافة إلى باكستانيين يعيشون في إيران.
ومن غير المعروف عدد الضحايا من الأفغان والباكستانيين في سوريا، لكن بتعقّب ما ورد في وسائل الإعلام الإيرانية حول الضحايا في سوريا نجد أنّ الأرقام قد تضاعفت خلال العامين الأخيرين. وفي 22 نوفمبر/تشرين الثاني، أقرّ مسؤول إيراني بارز أنّ أكثر من 1000 مقاتل من الذين أرسلوا من إيران إلى سوريا قد قتلوا.
الدعاية
في حين تنفي إيران عن نفسها مزاعم إكراه الأفغان على القتال في الشرق الأوسط، فإنّها لا تخفي سرًّا أنّ الشيعة الأفغان يقاتلون جنبًا إلى جنب مع حزب الله والميليشيات العراقية المدعومة من إيران في سوريا. وخلال العامين الأخيرين، رفعت وسائل الإعلام الإيرانية من احتفائها بالمقاتلين الأفغان والباكستانيين. ونشرت مواقع قريبة من الحرس الثوري صورًا فوتوغرافية لـ«قاسم سليماني» في زياراته لوحدات «فاطميون» في سوريا، وأذاعت إذاعة الجمهورية الإسلامية في إيران التابعة للدولة أفلامًا وثائقية على الهواء عن لواء الفاطميون تحتفي بالمقاتلين وتشجّع المزيد من الأفغان على الانضمام للقتال في سوريا.
وعلاوة على ذلك، تنظم قوّات الحرس الثوري الإيراني وقوّات الباسيج بانتظام مواكب لجنازات القتلى الأفغان والباكستانيين الذين قتلوا في سوريا. ومؤخرًا، بدأ كبار القادة المدنيين والعسكريين الإيرانيين في المشاركة في مراسم دفن القتلى الأفغان.
التجنيد والمكافآت
منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا، وجد اللاجئون الأفغان دعمًا غير مسبوق من الحرس الثوري والباسيج. واعترف سليماني العام الماضي أنّ مشاركة الأفغان في الحرب السورية كانت «مؤثّرة» للغاية، وأنّ اللاجئين الأفغان ينظر إليهم اليوم في إيران بكل احترام وتقدير، «وتعامل مقابرهم مثلما تعامل مقابر أبناء وأحفاد أئمة الشيعة الاثنا عشرية».
وقد أثار تشريع برلماني إيراني سمح بإعطاء الجنسية الإيرانية للأفغان الذين يقاتلون إلى جانب القوّات الإيرانية، غضبًا داخل أفغانستان، وأشار البرلماني الأفغاني «عبيد الله باركزي» أنّ تلك الخطوة من إيران «تعدّ انتهاكًا للأعراف الدولية وحقوق الإنسان، واستغلالًا للأوضاع في أفغانستان بإغراء الأفغان بالحوافز والمكافآت من أجل إرسالهم إلى حتفهم».
وقد أفادت مقابلات مع مقاتلين في فرقة «فاطميون» مع وسائل الإعلام الأفغانية، أنّ قوّات الحرس الثوري الإيراني قد أغرت المعوزين واللاجئين غير الشرعيين بالإقامة الدائمة والأموال مقابل الانضمام للحرب في سوريا، بل إنّ بعضهم قد ذهب للحرب حتّى لا يقضي عقوبة السجن. ويعيش 2.5 مليون أفغاني في إيران، ثلثهم مسجّلين كلاجئين بطريقة شرعية، والباقين مهاجرين غير شرعيين.
ومع ذلك، لا يقاتل جميع الأفغان في سوريا من أجل المال أو الوضع الشرعي. فالكثيرون منهم يذهبون إلى سوريا بدوافع أيدولوجية ودينية وسياسية. فالسيرة الذاتية لقادة فرقة «فاطميون» مثلًا، لا تشير لكونهم فقراء أو مهاجرين غير شرعيين. والعديد منهم ولد في إيران، وتعلّم مناهجها وفي مدارسها الدينية. ولنأخذ رزق باكشي كمثال، وهو نائب قائد لواء «فاطميون» والذي قتل في سوريا، وولد في إيران.
ومؤخرًا، نشط الحرس الثوري في تجنيد شيعة هزارة داخل أفغانستان. وقد ألقت السلطات الأفغانية القبض على مسؤول إيراني بتهمة «تجنيد مقاتلين من الشيعة الأفغان وإرسالهم إلى سوريا». وقد قيل مؤخرًا أنّ الباسيج قد فتحو مقرًّا جديدًا في هراة لتجنيد الأفغان.
ويشكّل شيعة هزارة 15 بالمائة من التعداد السكاني لأفغانستان. وعلى الرغم من أنّ قادة هزّارة لم ينضمّوا لإيران في حرب سوريا، إلّا إنّ رجال الدين من هزّارة والقريبون من المدرسة الدينية الإيرانية، قد برّروا الذهاب لمساندة إيران في حرب سوريا كـ «جهاد» ودعوا عموم الشيعة للذهاب ومساندة إخوانهم في قتال تنظيم الدولة التي وصفوها بـ «الكافر».
وكذلك تعمل برامج التجنيد في باكستان في مواقع إلكترونية باللغة الأردية، وتعرض على الباكستانيين الراغبين في القتال في سوريا راتبًا يصل إلى 3 آلاف دولار.
مراكز تدريب الحرس الثوري الإيراني
توفّر إيران التدريب للشيعة الأفغان والباكستانيين سواء على أرضها أو داخل سوريا. وذكر أنّ الحرس الثوري الإيراني يوفّر برنامج تدريبي من 4 أسابيع ما قبل الانتشار لمقاتلي فرقة «فاطميون» في «قاعدة تدريب خاصّة» داخل إيران. وحدّدت الاستخبارات الأمريكية 9 معسكرات تدريبية يتم تدريب الأفغان والباكستانيين بها داخل إيران. وقال أحد الشباب الأفغان الذي عاد من سوريا أنّه تلقّى تدريبًا بجانب آخرين في مواقع عسكرية في محافظة يزد الإيرانية، ثمّ نقل بعد ذلك إلى قاعدة عسكرية للحرس الثوري تسمّى قاعدة الإمام الحسين في منطقة «خانتمان» في حلب.
رد فعل عنيف في أفغانستان وباكستان
يأتي الدور المتزايد للشيعة الأفغان والباكستانيين في الدفاع عن نظام «الأسد» في الوقت الذي يقاتل فيه نظراؤهم الريفيون السنّة في الجانب المضاد في سوريا، الأمر الذي يثير المخاوف من حدوث توتّرات طائفية في بلادهم بالمقابل.
وظهرت عواقب ذلك بالفعل في أفغانستان وباكستان. فقد أعلنت ما «الدولة الإسلامية» وجماعة البنجابية الطائفية مسؤوليتها عن عمليات إرهابية ضد التجمّعات الشيعية في كلا البلدين، وألقت باللوم على الشيعة لمشاركتهم في الصراع السوري. وفي العام الماضي، قتلت ولاية الدولة الإسلامية بجنوب آسيا وجرحت المئات من شيعة هزّارة في كابول، وهدّدت بمزيد من الهجمات ضد الشيعة «ما لم يتوقفوا عن الذهاب إلى سوريا والتوقّف عن كونهم عبيد لإيران». ومنذ عام 2010 في باكستان، حدث أكثر من 550 هجوم طائفي أودى بحياة ما يقارب 2300 شخص، أغلبهم من الشيعة، ويهدّد الصراع السوري بمزيد من الهجمات الطائفية في البلاد.
علاوة على ذلك، فإنّ تجنيد وتلقين الآلاف من الأفغان والباكستانيين الشيعة يسمح لإيران، فور انتهاء الحرب في سوريا، بتعزيز نفوذها وأجندتها الطائفية في أفغانستان، وبشكلٍ أقل في باكستان، على حساب استقرار جنوب آسيا ومصالح الولايات المتّحدة وحلفائها في المنطقة.
المصدر | معهد الشرق الأوسط
شدد على أن إجراء انتخابات مبكرة مسألة غير مطروحة حالياً
قبل أيام من محادثات أستانة.. «الأسد»: منصبي بيد صندوق الاقتراع فقط
جدد رئيس النظام السوري، «بشار الأسد»، تصلبه بموقفه من مطالبات تنحيه عن الحكم؛ مؤكداً أن هذا الأمر يقرره فقط «صندوق الاقتراع».
جاء ذلك ردا على سؤال خلال مقابلة أجراها على قناة «تي بي إس»، اليابانية ونقلتها وكالة أنباء النظام السورية الرسمية (سانا)، وذلك قبل أيام من انطلاق مباحثات في أستانة، عاصمة كازخستان، حول سوريا بين النظام والمعارضة.
وقال: «استقالة الرئيس أو استمراره في منصبه قضية وطنية وترتبط بكل سوري؛ لأن الرئيس في سوريا يُنتخب مباشرة من الشعب السوري، وبالتالي فإن هذا ليس حق الحكومة أو المعارضة، بل هو حق كل سوري، وبالتالي فإن صاحب القرار الوحيد في هذا الصدد هو صندوق الاقتراع».
وأضاف: «كل من يريد من الرئيس أن يغادر، يستطيع الذهاب إلى صندوق الاقتراع وأن يقول(لا. لا نريده)، هذه هي الديمقراطية في سائر أنحاء العالم. لذلك فإن هذا أمر لا نناقشه سواء مع المعارضة أو مع أي بلد آخر، هذه قضية سورية وتتعلق بالدستور».
وتابع: «موعد إجراء الانتخابات أو الانتخابات المبكرة (الانتخابات الرئاسية) ليس موضوعاً على الطاولة الآن. لكن هذه هي الطريقة الوحيدة لتحديد ما إذا كان علي المغادرة أم لا».
وادعى أنه ليس سبب المشكلة في سوريا، وقال: «أنا كرئيس علي مساعدة بلادي خلال الأزمة لا أن أهرب وأنجو أو أقول ( علي أن أغادر وأترك الناس يدافعون عن أنفسهم). لا، ليس هذا هو الحل».
وأضاف: «في الأزمات ينبغي على الرئيس أن يكون ممسكاً بزمام الأمور وأن يتصدى للأزمة، ثم بعد انتهائها يمكن أن يقول إنه يريد أن يبقى أو يغادر، وعندها يمكن للشعب السوري أن يقول له (ابق) أو (لا. عليك أن تغادر؛ فنحن لم نعد نريدك».
وفي 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي بدأ وقف لإطلاق النار في سوريا بضمانة تركية روسية، على أمل أن يمهد، حال تماسكه، إلى مباحثات مقررة في أستانة يوم 23 يناير/كانون الثاني الجاري، برعاية تركية روسية إيرانية.
وقالت موسكو وأنقرة أن مباحثات أستانة ليست بديلا لمفاوضات جنيف التي تنطلق جولة جديدة منها في 8 فبراير/شباط المقبل، وإنما مكملة لها.
وكانت الجولة الثالثة والأخيرة من المفاوضات السورية في جنيف انطلقت في 13 أبريل/نيسان الماضي، لكنها تأزمت بإعلان «الهيئة العليا للمفاوضات» تعليق مشاركتها بها في الـ20 من الشهر ذاته؛ بسبب تصعيد قوات النظام وحلفائه للقتال، وعدم اتخاذه خطوات على صعيد إطلاق سراح المعتقلين أو السماح بدخول المساعدات.
وبينما يدعو وفد النظام السوري إلى حل للأزمة في البلاد يتمثل في تشكيل حكومة تشاركية بين المعارضة والنظام مع ترك أمر بقاء «الأسد» في الحكم من عدمه إلى الشعب؛ حيث يقرره عبر انتخابات، تتمسك المعارضة بعدم استمرار الأخير في أي مرحلة انتقاليه في مستقبل سوريا.
المصدر | الخليج الجديد + سانا
تسعون قتيلا من “فتح الشام” بغارة للتحالف الدولي
ارتفع عدد القتلى من المنتسبين الجدد إلى جبهة فتح الشام إلى تسعين شخصا في إثر غارات لطائرات التحالف الدولي استهدفت أحد مراكز الانتساب التابعة للجبهة في موقع جبل الشيخ سليمان بريف حلب الغربي شمال سوريا.
ولم يستطع فريق المسعفين الوصول لناجين، فيما لا تزال فرق الإسعاف تواصل انتشال أكثر من سبعين جثة عالقة تحت الركام.
ونقل مراسل الجزيرة عن قادة ميدانيين في جبهة فتح الشام أن هذا الاستهداف كان مدروسا وبدقة، وجرى أثناء تجمع جميع المنتسبين وقت الإطعام، وهو ما يفسر ارتفاع عدد الضحايا.
من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الألمانية أن عدة مقار للمعارضة السورية تعرضت لقصف من طائرات التحالف الدولي والطيران الحربي السوري والروسي، مما أسفر عن قتل عدد من قياديي جبهة فتح الشام.
ونقلت شبكة شام أيضا أن الغارات استهدفت الفوج 111 في منطقة الشيخ سليمان غرب مدينة حلب، وأن هناك صعوبة في التعرف على القتلى بسبب اندلاع النيران في المكان المستهدف.
وفي السياق، قتل ثلاثة من أفراد حركة نور الدين زنكي وأصيب سبعة آخرون في غارة شنتها طائرة من دون طيار على موقع للحركة بريف حلب الغربي.
كما قصفت طائرات روسية موقعا لـ”جيش المجاهدين” في ريف حلب الغربي، وهو أحد الفصائل المشاركة بمؤتمر أستانا المرتقب للبحث عن حل للأزمة السورية.
وكانت طائرات التحالف الدولي قد كثفت غاراتها في ريف حلب وإدلب مستهدفة مواقع لجبهة فتح الشام منذ مطلع الشهر الجاري.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
لافروف: أستانا خطوة لوضع إطار لمفاوضات جنيف
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن المحادثات المرتقبة في أستانا بشأن الأزمة السورية الاثنين القادم ستكون خطوة مهمة لوضع إطار عمل لمفاوضات جنيف الشهر القادم.
ونقلت وكالة تاس الروسية عن لافروف قوله اليوم الجمعة إن هناك مؤشرات إيجابية ملحوظة فيما يخص عملية السلام في سوريا.
وفي تصريحات سابقة له، قال وزير الخارجية الروسي إن محادثات أستانا ستعمل على تثبيت وقف إطلاق النار في سوريا، وكان هذا الاتفاق الذي رعته تركيا وروسيا دخل حيز التنفيذ قبل ثلاثة أسابيع.
وأكد لافروف أول أمس أن بلاده وجهت دعوة للولايات المتحدة لحضور المحادثات التي تعقد الاثنين في عاصمة كزاخستان بمشاركة وفد يمثل المعارضة السورية المسلحة وآخر يمثل النظام السوري، بالإضافة إلى ممثلين لروسيا وتركيا.
وسيقود وفد المعارضة، الذي سيضم أكثر من عشرة أشخاص، رئيس المكتب السياسي لفصيل جيش الإسلام محمد علوش، في حين يقود وفد النظام سفيره لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري.
ويأتي إعلان وزير خارجية روسيا عن توجيه دعوة لواشنطن رغم المعارضة الصريحة التي عبر عنها كبار المسؤولين الإيرانيين.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي أمس إن قرار المشاركة في محادثات أستانا يعود لإدارة الرئيس الجديد دونالد ترمب الذي يتسلم السلطة رسميا اليوم الجمعة بعد أداء القسم ضمن مراسم بواشنطن.
من جهتها أكدت الأمم المتحدة أنها تلقت دعوة للمشاركة في المحادثات المقررة بالعاصمة الكزاخية، ويتوقع أن يمثلها مساعد للمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، في حين أكدت دولة قطر أمس أنها لم تتلق دعوة لهذه الاجتماعات.
وقال رئيس وفد المعارضة السورية محمد علوش للجزيرة في وقت سابق إن المعارضة ستعمل على تثبيت وقف إطلاق النار، ومنع الانتهاكات من قبل النظام السوري. وأكد أن فصائل المعارضة الممثلة في أستانا لن تتفاوض على السلاح، ووصف المحادثات المرتقبة بأنها لا تقل شأنا عن جبهات القتال.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
اليونسكو: أعمال التدمير الجديدة بتدمر جريمة حرب
دانت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) إيرينا بوكوفا، أعمال التدمير الجديدة التي يرتكبها تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة تدمر السورية الأثرية المدرجة على قائمة التراث العالمي للبشرية، وقالت إن ذلك “جريمة حرب”.
وفي موسكو، قال ديمتري بسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن “ما يحدث (في تدمر) هو مأساة حقيقية من وجهة نظر التراث الثقافي والتاريخي. الإرهابيون مستمرون في أعمالهم الهمجية”.
وكانت وكالة سانا السورية الرسمية للأنباء نقلت عن مصادر محلية في تدمر بريف حمص أن تنظيم الدولة دمر منذ عدة أيام واجهة المسرح الروماني و”التترابيلون” الأثري، وهو عبارة عن 16 عمودا أثريا بينها واحد أصلي و15 أعيد بناؤها وتتضمن أجزاء من الأعمدة الأصلية.
وقال مدير عام الآثار والمتاحف السورية مأمون عبد الكريم “أظهرت صور أقمار اصطناعية حصلنا عليها من جامعة بوسطن، أضرارا لحقت في واجهة المسرح الروماني” بمدينة تدمر التي سيطر عليها تنظيم الدولة من جديد الشهر الماضي، بعد أن طردته قوات النظام في مارس/آذار من العام الماضي.
وأعرب المسؤول السوري عن خوفه من المستقبل طالما بقي تنظيم الدولة في المدينة، وصرح “قلنا منذ اليوم الأول إن هناك سيناريو مرعبا ينتظرنا”، مضيفا “عشنا الرعب في المرحلة الأولى، ولم أتوقع أن تحتل المدينة مرة ثانية”.
ويعود تاريخ مدينة تدمر -الواقعة في قلب بادية الشام والملقبة بـ”عروس البادية” و”لؤلؤة الصحراء”- إلى أكثر من ألفي سنة، وتشتهر بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية التي تشهد على عظمة تاريخها.
وكان تنظيم الدولة استولى المرة الأولى على تدمر في مايو/أيار 2015، وأعدم 25 جنديا على المسرح الروماني، وقطع رأس مدير الآثار في المدينة خالد الأسعد (82 عاما)، كما دمر آثارا عدة بينها معبدا بعل شمسين وبل وقوس النصر وأخرى في متحف المدينة.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
النظام يقصف عين الفيجة عقب سريان الهدنة
قالت الهيئة الإعلامية لوادي بردى إن قوات النظام السوري قصفت بالمدفعية والصواريخ بلدة عين الفيجة، وذلك بعد إعلان التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في منطقة وادي بردى المحاصرة بريف دمشق.
وأكدت مصادر للجزيرة أن الاتفاق الذي تم بوساطة وفد ألماني، يتضمن دخولا فوريا لفرق الصيانة لإصلاح نبع عين الفيجة، وعودة المهجرين، وخروج مقاتلي المعارضة الراغبين في مغادرة وادي بردى.
وقبل ذلك، قالت مصادر للجزيرة إن قوات النظام السوري وحزب الله شنت هجمات على قرى وبلدات وادي بردى، تزامنا مع قصف بالبراميل المتفجرة استهدف عين الفيجة وخلّف دمارا كبيرا.
وينص الاتفاق على تسوية أوضاع مقاتلي المعارضة الراغبين في البقاء وتسجيل أسماء الرافضين للتسوية وترحيلهم لمدينة إدلب برعاية أممية وبمرافقة الصليب الأحمر الدولي، مقابل بسط سيطرة جيش النظام على قرية عين الفيجة وبدء إعادة إعمار قريتي بسّيمة وعين الفيجة.
قتلى بالغوطة
وبالغوطة الشرقية في ريف دمشق، أكد ناشطون أن ثلاثة قتلى على الأقل و15 جريحا من المدنيين سقطوا الخميس جراء شن غارات على بلدة عربين، تزامنا مع قصف واشتباكات في بلدات الميدعاني وحوش الصالحية وحزرما والبحارية المجاورة، مما تسبب في سقوط قتيلين مدنيين وثلاثة من مقاتلي المعارضة.
وقالت شبكة شام إن اشتباكات حدثت بين المعارضة وقوات النظام في حي جوبر بدمشق، مؤكدة أن المعارضة قتلت عنصرا وجرحت آخرين.
وفي حلب، تم توثيق قصف على قرى تل ممو والعيس وتل باجر وبانص وسحور وتل الضمان، في حين شنت المعارضة هجوما على مواقع النظام بجبل الأربعينية وقتلت وجرحت عناصر عدة.
كما تحدث ناشطون عن قتلى وعالقين تحت الأنقاض وحرائق ضخمة جراء غارات روسية بعد منتصف الليل على محطة وقود بمحيط بلدة باتبو في ريف حلب الغربي، وغارات مماثلة في الصباح الباكر على بلدتي حيان ومعارة الأرتيق بالريف الشمالي.
من جهة أخرى، قال ناشطون إن المعارضة أحبطت هجوما على بلدة حربنفسه في حماة ودمرت سيارة عسكرية في بلدة صوران، مما أدى إلى سقوط قتلى عديدين، بينما تعرضت مدينة طيبة الإمام وقريتا القنيطرة والتلول الحمر لقصف خلف سقوط جرحى بين المدنيين.
ووثقت شبكة شام قصفا للنظام على مدينة معرة مصرين بمحافظة إدلب، ومنطقة الحولة شمال حمص، والسهول الغربية لـدرعا، ومناطق تمركز المعارضة بجبل الأكراد في اللاذقية، مما تسبب في سقوط جرحى عدة.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
تمثيل متواضع للأوروبيين في آستانة
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 20 كانون الثاني/يناير 2017
بروكسل – يرسل الاتحاد الأوروبي موظفاً رسمياً لحضور مؤتمر آستانة المقرر في 23 الشهر الجاري لمناقشة الأزمة السورية.
ولم تعط المتحدثة باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، التي أكدت الأمر، أي تفاصيل عن الحضور الأوروبي أو عن نوعية الدور الذي سيلعبه الاتحاد في هذا المؤتمر.
وكانت روسيا وتركيا قد دعتا إلى مؤتمر حول سورية في آستانة يحضره وفد من الحكومة السورية وآخر من ممثلي بعض الفصائل المسلحة، المدعومة من أنقرة بشكل خاص، بهدف بحث تثبت اتفاق وقف إطلاق النار ومسائل تتصل بمستقبل حل الأزمة السورية المستمرة منذ ما يقارب ستة أعوام.
الاتحاد الأوروبي يرى في مؤتمر آستانة خطوة تمهيدية على طريق عقد محادثات خلال شهر شباط/فبراير القادم في جنيف تحت راية الأمم المتحدة بين الأطراف السورية.
ورغم ترحيب الاتحاد بمؤتمر آستانة، إلا أنه يعول كثيراً على ما سيحدث خلال الأشهر التالية، حيث يأمل بأن يتمكن من “عقد مؤتمر دولي حول الأزمة السورية في بروكسل في الربيع القادم، وذلك بعد محادثات جنيف، وفق كلام نبيلة مصرالي.
وأشارت المتحدثة إلى أن الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي قامت وتقوم بالعديد من التحركات واللقاءات، خاصة في منتدى دافوس الاقتصادي، للدفع بفكرتها حول مؤتمر بروكسل، وكذلك لتعزيز ما سمته “مباردة أوروبية- إقليمية” لمرحلة ما بعد الصراع في سورية.
وأعادت مصرالي التأكيد على الفكرة التي تسعى بروكسل لتثبتها ومفادها أن الاتحاد الأوروبي ليس طرفاً عسكرياً من النزاع السوري.
وكانت موغيريني قد إلتقت أثناء وجودها في دافوس، من بين شخصيات أخرى، وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وكذلك المبعوث الدولي لسورية ستافان دي ميستورا.