أحداث الجمعة 23 كانون الأول 2016
أنقرة تباشر عزل «جبهة النصرة»
جدة – منى المنجومي ، لندن، جنيف، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
شارفت عملية تهجير المدنيين والمسلحين من شرق حلب إلى ريفها الغربي وإدلب المجاورة على الانتهاء وسط عاصفة ثلجية فاقمت معاناة المهجرين بالتزامن مع وصول «مراقبين» دوليين إلى هذه المدينة، في وقت حذرت منظمة التعاون الإسلامي في اجتماع على المستوى الوزاري في جدة من «محاولات تفريغ المدن من سكانها لفرض واقع سكاني جديد يُحدث تغييراً ديموغرافياً لهذه المدن». وقالت مصادر سورية معارضة إن انقرة بدأت جهوداً لعزل فصائل إسلامية معارضة عن «فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) التي تسيطر على إدلب وسط تحذيرات من المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، من تكرار نموذج حلب في ادلب.
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في الاجتماع الطارئ للجنة التنفيذية على مستوى وزراء الخارجية في منظمة التعاون الإسلامي في جدة أمس، إن «المجازر التي ترتكب في مدينة حلب يمكن تصنيفها جريمة حرب ضد الإنسانية»، مشيراً إلى أن المملكة رحبت بصدور قرار مجلس الأمن رقم ٢٣٢٨ بشأن نشر مراقبين دوليين في مدينة حلب للإشراف على عمليات إخلاء المدنيين، معبرة عن مؤازرتها ومساندتها الشعب السوري في ما يواجه من إبادة جماعية يرتكبها النظام السوري في أرجاء سورية كافة.
وكانت اللجنة التنفيذية على المستوى الوزاري عقدت اجتماعها الطارئ بناءً على طلب دولة الكويت لبحث الوضع في سورية في ظل تطورات الأوضاع المأسوية في حلب. واكد الأمين العام للمنظمة يوسف بن أحمد العثيمين «رفض دول المنظمة محاولات تفريغ المدن من سكانها لفرض واقع سكاني جديد يُحدث تغييراً ديموغرافياً لهذه المدن وضرورة إقرار محاكمة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في سورية من طرف محكمة الجنايات الدولية، إلى جانب إيجاد حل سياسي للأزمة السورية لوقف معاناة الشعب السوري عبر استئناف التفاوض في إطار بيان جنيف وعلى أساس قرارات مجلس الأمن ذات الصلة».
وتواصل أمس إجلاء الدفعات الأخيرة من آخر جيب تسيطر عليه فصائل المعارضة في حلب، بعد ساعات على خروج أربعة آلاف مسلح على الأقل من المدينة التي يوشك الجيش النظامي السوري وميليشيات مساندة على إعلان استعادتها بالكامل. وفيما قالت الأمم المتحدة إنها نشرت عشرات المراقبين شرق حلب لمراقبة المرحلة الأخيرة من إجلاء الفصائل المقاتلة والمدنيين، قال دي ميستورا في جنيف: «ذهب كثيرون منهم (من الذين تم إجلاؤهم من شرق حلب) إلى إدلب التي يمكن أن تصبح -نظرياً- حلب التالية».
وتحدثت وثيقة حصلت «الحياة» على نصها وأُرسلت إلى قائد «النصرة» أبو محمد الجولاني وقادة جميع الفصائل الإسلامية في سورية التي تعمل في «جيش الفتح» الذي يسيطر على إدلب، عن وجود «معسكرين»: «الأول، يعتبر نفسه الأقوى والأكبر ويضم أحرار الشام وجبهة فتح الشام وحركة نور الزنكي وأجناد الشام والجيش الإسلامي التركستاني. الثاني، يضم جيش المجاهدين وصقور الشام وجيش الإسلام والجبهة الشامية وفيلق الشام وجيش النصر وتجمع فاستقم»، حيث يوصف «المعسكر الأسود، بالمعسكر الإسلامي المتطرف حتماً، لأنه يضم فصائل مدرجة على قوائم الإرهاب الدولي». واقترحت الوثيقة التي تعكس تفكير مقربين من أنقرة «الاندماج لكل فصائل المعسكرين الأول والثاني عدا فتح الشام، لضمان دعم ثلاث دول بالسلاح والذخائر ورواتب الجنود على الأقل، لأن أي جسم تكون فيه جبهة فتح الشام سيدمغ بالإرهاب».
«رسالة تركية» تحذر الفصائل من «اندماج انتحاري» مع «النصرة»
لندن – ابراهيم حميدي
تكفلت أنقرة بعد الاجتماعات الروسية- التركية- الإيرانية في موسكو فصل «فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) وقياديين متطرفين عن فصائل إسلامية شمال سورية ورفض أي «اندماج انتحاري»، الأمر الذي قد يمهد في حال نجاحه إلى تكرار نموذج عملية «درع الفرات» المدعومة من الجيش التركي ضد «داعش» شمال حلب في بعض مناطق محافظة إدلب التي يسيطر عليها «جيش الفتح» ويضم فصائل إسلامية بينها «فتح الشام».
وكانت موسكو سعت مع واشنطن من خلال «اتفاق وقف العمليات القتالية» في شباط (فبراير) وأيلول (سبتمبر) إلى بدء عمليات بين الجيشين الروسي والأميركي ضد تنظيمي «داعش» و «النصرة» في سورية، لكن الاتفاق فشل مرتين ولم يتوصل الطرفان إلى تشكيل «مجموعة التنفيذ المشتركة» لتبادل خرائط انتشار «الفصائل المعتدلة» ومناطق «النصرة». وكانت حادثة قصف موقع للجيش النظامي السوري في دير الزور وقافلة مساعدات إنسانية شمال حلب بمثابة نعي للجهد العسكري- الاستخباراتي بين موسكو وواشنطن لفصل «النصرة» عن «المعارضة الشرعية». كما لم تنجح مساع أخرى باعتبار «النصرة» شرعية لدى إعلان قائدها أبو محمد الجولاني في تموز (يوليو) الماضي فك الارتباط بتنظيم «القاعدة» واعتماد اسم «فتح الشام» بدلاً من «النصرة».
وبات الموقف من «النصرة» موضوعاً أساسياً داخل الكتل السياسية والعسكرية في المعارضة، خصوصاً بعدما استعملته موسكو ودمشق وطهران مبرراً لقصف واقتحام شرق حلب في الأسابيع الأخيرة، ما أطلق موجة من النقاشات لتحديد الموقف من «النصرة» المدرجة تنظيماً إرهابياً في وثائق مجلس الأمن.
وبالتوازي مع إعلان رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أنس العبدة قبل أيام النية في «وضع إستراتيجية جديدة على المستويين السياسي والعسكري بين عناصرها وتعزيز وترابط العمل السياسي والعسكري وبناء جيش وطني واحد لحماية مكتسبات الثورة والدفاع عن مطالب الشعب السوري في نيل الحرية والكرامة»، انطلق مساران: الاول، مفاوضات بين الجيش الروسي وفصائل حلب وأخرى معارضة برعاية الاستخبارات التركية في أنقرة وتسليم هذه الفصائل وثيقة سياسية وعسكرية روسية. الثاني، مفاوضات بين فصائل المعارضة للتوحد وتحديد موقف من «النصرة».
وتحدثت وثيقة حصلت «الحياة» على نصها وأرسلت إلى الجولاني وقادة جميع الفصائل الإسلامية في سورية، عن وجود «معسكرين»: «الأول، يعتبر نفسه الأقوى والأكبر ويضم أحرار الشام وجبهة فتح الشام وحركة نور الزنكي وأجناد الشام والجيش الإسلامي التركستاني. الثاني، يضم جيش المجاهدين وصقور الشام وجيش الإسلام والجبهة الشامية وفيلق الشام وجيش النصر وتجمع فاستقم»، حيث يوصف «المعسكر الأسود، بالمعسكر الإسلامي المتطرف حتماً، لأنه يضم فصائل مدرجة على قوائم الإرهاب الدولي ومقاتلين أجانب، ما يعني منع أي دولة بالعالم من أن تتعامل مع فصائله وتكون الدول الداعمة في وضع حرج». وأضافت أن السير في هذا الصيغة «سيدفع تركيا لإغلاق معبر باب الهوى الذي يسيطر عليه الإرهابيون في العرف الدولي، كما سبق أن أغلقت معبري تل أبيض وجرابلس حين كانا تحت سيطرة داعش وحزب العمال الكردستاني. وستضطر المنظمات الإنسانية للدخول من معبر باب السلامة وجرابلس ومضطرة لإرضاء النظام والأكراد». وهنا، أقرت الوثيقة بأنه من أصل حوالى 300 ألف مدني كانوا شرق حلب غادر مناطق المعارضة 10 في المئة و «بقيت الغالبية العظمى في المناطق التي يرون أنّها تؤمن لهم مقداراً أكبر من مقومات الغذاء والطعام والعيش»، قبل أن تشجع على ضرورة السير بالخيار الثاني.
وزادت: «هل سيُسمح بالمساعدات العسكرية لهذا المعسكر؟ ربما، وربما لا، خصوصاً في ظل وجود فصائل غير مرغوبة دولياً مثل صقور الشام وجيش الإسلام، لكن يمكن أن يتحرّك الأتراك ويضغطوا ليتم دعم هذا المعــسكر»، محذرة من احتمال نشوب «معارك اكثر عنفاً» مما حصل في غوطة دمشق بين فصيل محسوب على «النصرة» و «جيش الإسلام» خصوصاً إذا اتهم «المعسكر الأول المتشدد» الفريق الثاني بأنه «عميل أو علماني أو من الصحوات»، خصوصاً إذا تم قطع المساعدات المالية والعسكرية من الدول الداعمة. وحذرت الوثيقة أيضاً من أنه في حال سير الفصائل باتجاه خيار «الاندماج الانتحاري… لن يبقى موقع آمن لقادة أحرار الشام وكل القادة الآخرين بعد الاندماج مع جبهة فتح الشام والتركستان».
وعليه، تقترح الوثيقة التي تعكس تفكير مقربين من أنقرة، خيارين: «الاول، الاندماج لكل فصائل المعسكر الأول والثاني مع بعضها عدا فتح الشام لضمان دعم ثلاث دول بالسلاح والذخائر ورواتب الجنود على الأقل لأن أي جسم تكون فيه جبهة فتح سيدمغ بالإرهاب. الثاني، بقاء المعسكرين مع تعديلات بسيطة وتكون فتح الشام عبارة عن حليف يمكن الدخول معها في غرف عمليات على غرار جيش الفتح من دون اندماج».
«داعش» ينشر تسجيل حرق جنديين تركيين حيين
بيروت ـ أ ف ب
نشر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية أمس (الخميس)، شريط فيديو يظهر حرق جنديين تركيين وهما على قيد الحياة، في وقت تتعرض القوات التركية التي تقاتل التنظيم لخسائر كبيرة.
وتظهر الصور في الفيديو الصادر عن «ولاية حلب» شمال سورية، رجلين يرتديان بزة عسكرية داخل قفص مقيدي اليدين ومربوطين بحبل، قبل أن يتم إحراقهما حيين.
ودعا عنصر متطرف تابع للتنظيم باللغة التركية إلى حرق تركيا وتدميرها، وهاجم الرئيس رجب طيب أردوغان.
وتعيد هذه الصور إلى الأذهان حادثة أخرى مماثلة نشرها تنظيم الدولة الإسلامية العام الماضي، تظهر إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة بعدما اختطفه التنظيم الجهادي.
وواجه مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و«يوتيوب» في تركيا ليلة الخميس ـ الجمعة، مشكلات في الدخول إلى الموقعين.
وكان الجيش التركي أكد الشهر الماضي، أنه فقد الاتصال باثنين من جنوده في سورية، بعيد إعلان وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم الإرهابي مسؤولية الأخير عن اختطافهما. ولم تؤكد السلطات التركية أبداً عملية الاختطاف.
ويأتي نشر هذا الفيديو غداة مقتل 16 جندياً تركياً خلال معارك قرب مدينة الباب، إحدى معاقل التنظيم في شمال سورية، والتي تبعد 25 كيلومتراً من الحدود التركية.
بوتين: استعادة حلب «خطوة مهمة» لحل النزاع في سورية
موسكو ـ رويترز، أ ف ب، «الحياة»
اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم (الجمعة) أن استعادة الجيش السوري مدينة حلب يشكل «خطوة مهمة جداً» نحو تسوية النزاع في سورية، في وقت أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنها لا تنتظر مشاركة «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة السورية في اجتماع أستانا الشهر المقبل.
وقال بوتين خلال اجتماع مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن «تحرير حلب من العناصر المتطرفة يشكل خطوة مهمة جداً نحو إعادة الوضع الى طبيعته بالكامل في سورية وآمل، في المنطقة بأسرها أيضاً»، بحسب ما ذكرت وكالات الأنباء الروسية.
وقال بوتين أيضاً، إن روسيا وإيران وتركيا والرئيس السوري بشار الأسد وافقوا على حضور محادثات السلام في أستانا عاصمة كازاخستان سعياً إلى حل الصراع في سورية.
وأضاف أن عملية الإجلاء من حلب ما كان يمكن أن تتم من دون مساعدة روسيا وإيران وتركيا أو حسن النوايا من جانب الأسد. وقال إن الخطوة التالية في سورية يجب أن تكون وقف إطلاق النار على مستوى البلاد.
ونقلت «وكالة الإعلام الروسية» عن شويغو قوله إن «إجلاء مقاتلي المعارضة من حلب اكتمل ما يوفر الظروف للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في سورية»، موضحاً «من وجهة نظري نحن نقترب للغاية من التوصل لاتفاق لوقف شامل لإطلاق النار في أنحاء سورية».
إلى ذلك، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن اجتماع أستانا الشهر المقبل «سيركز على المسائل المتعلقة بفرض نظام وقف إطلاق النار في كل أراضي سورية، مشيراً إلى أن بيان روسيا وتركيا وإيران ينص على استعداد الدول الثلاث للمساعدة على إعداد اتفاق في هذا الشأن وتقديم ضمانات للاتفاق المستقبلي بين الحكومة السورية والمعارضة.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف إن الوزارة «لا تتوقع مشاركة الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة السورية في الاجتماع لأنها معارضة خارجية، موضحاً أن «وفد الحكومة وممثلين عن قوى معارضة معتدلة موجودة على الأرض من ضمنها وحدات المعارضة المسلحة والأكراد سيشاركون في الاجتماع». وأكد استثناء إرهابيي «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) منها.
وأشار نائب الوزير إلى أن موسكو مستعدة للمشاركة في مفاوضات جنيف في 7 فبراير (شباط) المقبل، بحسب ما أعلنه المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا، أو حتى في موعد أقرب، مضيفاً أن ذلك يتفق مع موقف روسيا الداعي إلى عقد المفاوضات في أسرع وقت ممكن. وقال إن موسكو ستقدم دعم استشاري على مستوى الخبراء في هذه المفاوضات التي تجري بين الجانبين المتنازعين بإشراف أممي، لكنها ليست طرفاً مباشراً.
وأكد الديبلوماسي الروسي: «لا نرى على الإطلاق أن التوصل إلى اتفاق حول عقد اجتماع في أستانا هو بديل لعملية جنيف. وننطلق من أن ذلك يمثل تكملة لجنيف». وتابع «يجب توجيه دعوة إلى الهيئة العليا للمفاوضات للمشاركة في المفاوضات السورية في جنيف، لأن وفد المعارضة يجب أن يمثل القوى المؤثرة الحقيقية كافة».
من جهة ثانية، قال غاتيلوف إنه لا توجد اتصالات بين موسكو والإدارة الأميركية المقبلة في شأن سورية، لكن روسيا تعتبر دونالد ترامب شريكاً أفضل في التفاوض من الرئيس الحالي باراك أوباما.
ونقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء عن غاتيلوف قوله، إن ترامب لم يربط قط بين حل الأزمة السورية ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد الذي تدعمه موسكو. وأضاف أن هذا يعني أن «لديه مساحة أكبر للمناورة مقارنة بإدارة أوباما المنتهية ولايتها».
وذكر أن روسيا سترحب بتكثيف واشنطن عملياتها لمكافحة الإرهاب في سورية، مؤكداً أنه «لا ينبغي أن يكون هناك تنافس في هذا الصدد. يجب علينا جميعاً أن نفكر في ضرورة توحيد جهودنا».
مقتل 88 مدنياً بضربات جوية تركية في الباب السورية
بيروت ـ أ ف ب، «الحياة»
أدت غارات جوية تركية جديدة على معقل تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في مدينة الباب شمال سورية إلى مقتل 16 مدنياً اليوم (الجمعة)، غداة مقتل عشرات في قصف على المدينة نفسها، بحسب ما أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وقال «المرصد» إن الضربات الجوية التركية في شمال سورية «قتلت 88 مدنياً منذ الساعات الأولى من صباح الخميس بينهم 24 طفلاً».
وأضاف المرصد أن 72 مدنياً قتلوا في الضربات الجوية التي وقعت أمس ثم لقي 16 آخرون حتفهم في وقت مبكر اليوم.
وكان الجيش التركي أعلن أمس ارتفاع عدد قتلى الجنود الأتراك في الهجمات التي نفذها تنظيم «داعش» في مدينة الباب إلى 14 جندياً.
ووقعت الهجمات بينما واجهت تركيا وحلفاءها من المعارضة السورية في عملية «درع الفرات» مقاومة متزايدة من قبل مسلحي «داعش» في معركة للسيطرة على المدينة التي تبعد 25 كيلومتراً عن الحدود التركية.
في المقابل، قال التنظيم المتطرف إن «المعارك مع القوات التركية أسفرت عن مقتل 70 جندياً تركياً في ثلاث هجمات انتحارية». مشيراً إلى «أنها أكبر خسائر تتكبدها القوات التركية منذ تدخلها في شمال سورية».
حلب بلا معارضة والنظام أعلن استعادتها كاملة
المصدر: (و ص ف، رويترز)
أعلن الجيش السوري أمس استعادته السيطرة على مدينة حلب كاملة و”عودة الأمن والأمان” إلى المدينة مع مغادرة المجموعة الأخيرة من مسلحي المعارضة.
وبث التلفزيون العربي السوري الرسمي أن إجلاء مسلحي المعارضة الذين تحصنوا في الفترة الأخيرة في جيب صغير بالمدينة يجعل حلب بأكملها تحت سيطرة الجيش وحلفائه بعد سنوات من القتال.
وأوضح أن المرحلة الأخيرة من الإجلاء تمت عندما غادرت قافلة تنقل 150 رجلاً بينهم مسلحون وأسرهم نحو مناطق لسيطرة المعارضة خارج المدينة.
وعرضت وسائل إعلام رسمية صوراً مباشرة لقافلة تعبر من الراموسة في جنوب حلب إلى الراشدين في الريف الواقع جنوب غرب المدينة.
وأفاد التلفزيون أن أوتوبيسين ينقلان أناساً من قريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين اللتين تحاصرهما المعارضة في إدلب وصلا إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة في حلب.
وأصدر الجيش السوري بياناً جاء فيه: “هذا الانتصار يشكل تحولاً استراتيجياً ومنعطفاً مهماً في الحرب على الإرهاب من جهة وضربة قاصمة للمشروع الإرهابي وداعميه من جهة أخرى”.
وظلت المدينة منقسمة طوال أربع سنوات بين القوات الحكومية في الغرب والمعارضة في الشرق. وطوق الجيش وحلفاؤه المدينة في الصيف قبل أن يلجأ إلى قصف مكثف وهجمات برية لاستعادة الجزء الشرقي منها.
“خسارة كبيرة”
ورأى القيادي في “حركة نور الدين زنكي” ياسر اليوسف ان “خسارة حلب بالجغرافيا والسياسة هي خسارة كبيرة، وتعد في ما يتعلق بالثورة منعطفاً صعباً على الجميع”. لكنه قال إن “زخم مشروعية مطالب الشعب السوري لا يزال قائماً، لن نتراجع عن مطالب اسقاط نظام القمع والفساد والتوريث الشمولي للحزب الواحد والعصابة الاسدية”.
وأضاف: “الثورة حالياً في مرحلة انتكاسة عسكرية وفقدت الكثير من زخمها العسكري لأسباب مختلفة بينها ذاتية ودولية”، مشيراً في شكل خاص الى ما وصفه بـ”التدخل الروسي الايراني” الداعم لقوات النظام.
واعتبر الناطق باسم “حركة أحرار الشام” احمد قره علي ان “حلب باتت تحت الاحتلال الروسي والإيراني”.
وتشكل استعادة حلب تحولاً جذرياً في مسار الحرب بسوريا وتعد الانتصار الابرز لدمشق وحلفائها الذين قدموا لها منذ بدء النزاع دعماً سياسياً وديبلوماسياً وعسكرياً وأبرزهم روسيا وايران.
لكنها تشكل في المقابل ضربة قاسية للمعارضة السورية، كما تعد خسارة للدول الداعمة لها وتحديداً دول الخليج وتركيا ودول الغرب.
وبهزيمتها في حلب، باتت الفصائل المعارضة تسيطر بشكل رئيسي على محافظة ادلب، ومناطق متفرقة في محافظة حلب وريف دمشق وجنوب البلاد.
وعلّق اليوسف: “لقد خسرنا الزخم السياسي بعدما تخلت عنا الدول، وخسرنا الزخم العسكري جراء الشروط الاميركية التي منعت الاسلحة النوعية… بقي لدينا شيء واحد لم يفقد زخمه هو مشروعية مطالب الثوار”.
وبدا المجتمع الدولي نتيجة العداء بين روسيا والقوى الغربية وتحديداً الولايات المتحدة، عاجزا عن القيام بأي خطوات لوضع حد للازمة الانسانية المأسوية التي شهدتها حلب وخصوصاً خلال فترة حصار الاحياء الشرقية التي استمر نحو خمسة أشهر.
قصف للفصائل المعارضة على حلب غداة سيطرة الجيش عليها بالكامل يوقع ضحايا
بيروت – أ ف ب – اطلقت فصائل المعارضة السورية، اولى القذائف على حلب غداة اعلان الجيش السوري سيطرته على المدينة بالكامل، ما ادى الى مقتل امرأة واصابة ثمانية اشخاص بجروح بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان فيما تحدثت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن ثلاثة قتلى.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، ان “القذائف التي استهدفت حي الحمدانية في جنوب حلب اسفرت عن مقتل امرأة واصابة ثمانية اشخاص آخرين بجروح، بينهم اثنان بحالة خطرة”.
من جهتها، افادت سانا عن “استشهاد ثلاثة مدنيين واصابة ستة آخرين بجروح نتيجة سقوط قذيفة صاروخية اطلقها ارهابيون من الريف الجنوبي الغربي على حي الحمدانية”.
وبحسب عبد الرحمن، فان “عشرة قذائف على الاقل سقطت على حي الحمدانية اطلقتها الفصائل المعارضة من منطقة الراشدين في ريف حلب الغربي بعد اقل من 24 ساعة على اعلان قوات النظام سيطرتها على كامل مدينة حلب”.
وبرغم خسارتها مدينة حلب، لا تزال الفصائل المعارضة والاسلامية تسيطر على ريف حلب الغربي.
واعلن الجيش السوري مساء الخميس استعادته السيطرة على كامل مدينة حلب بعد انتهاء اجلاء عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين من آخر جيب كانت تسيطر عليه الفصائل المعارضة في عملية تمت بموجب اتفاق روسي ايراني تركي بعد نحو شهر من هجوم عنيف شنه الجيش السوري على الاحياء الشرقية.
ويعمل الجيش السوري حالياً على تمشيط الاحياء الشرقية بحثاً عن الغام او عبوات ناسفة تمهيدا لعودة السكان الى منازلهم.
الرئيس الروسي: الأسد وإيران وتركيا وافقوا على المشاركة في محادثات السلام السورية
موسكو – رويترز – قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة، إن روسيا وإيران وتركيا والرئيس السوري بشار الأسد وافقوا على حضور محادثات السلام في أستانة عاصمة قازاخستان سعياً لحل الصراع في سوريا.
وأضاف بوتين أن عملية الإجلاء من حلب ما كان يمكن أن تتم دون مساعدة روسيا وإيران وتركيا أو حسن النوايا من جانب الأسد. وقال إن الخطوة التالية في سوريا يجب أن تكون وقف إطلاق النار على مستوى البلاد.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف في وقت سابق اليوم الجمعة إنه يتوقع عقد المحادثات في أستانة منتصف يناير كانون الثاني.
روسيا: ترامب شريك أفضل من أوباما في التفاوض بشأن سوريا
موسكو – رويترز – قال نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف الجمعة، إنه لا توجد اتصالات بين موسكو والإدارة الأمريكية المقبلة بشأن سوريا لكن روسيا تعتبر دونالد ترامب شريكاً أفضل في التفاوض من الرئيس الحالي باراك أوباما.
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن جاتيلوف قوله، إن ترامب لم يربط قط بين حل الأزمة السورية ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد الذي تدعمه موسكو.
وأضاف أن هذا يعني أن “لديه مساحة أكبر للمناورة مقارنة بإدارة أوباما المنتهية ولايتها.”
وذكر أن روسيا سترحب بتكثيف واشنطن لعملياتها لمكافحة الإرهاب في سوريا.
وأردف “لا ينبغي أن يكون هناك أي غيرة أو تنافس بهذا الصدد. يجب علينا جميعاً أن نفكر في ضرورة توحيد جهودنا.”
إفراغ حلب بحضور مراقبين دوليين ودي ميستورا يخشى على مصير إدلب
مقتل 47 مدنيا في قصف تركي على مدينة الباب
حلب ـ وكالات: استكملت أمس عمليات الإجلاء في شرق حلب وقريتي الفوعا وكفريا في إدلب بشكل نهائي، وأعلن الجيش السوري استعادته السيطرة على كامل مدينة حلب، فيما حذر مبعوث الأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا من أن تكون «حلب القادمة».
وقال دي ميستورا، في مؤتمر صحافي عقده في جنيف: «ذهب الكثير منهم (الذين تم إجلاؤهم من حلب) إلى إدلب التي قد تكون نظرًيا حلب المقبلة».
وجاء في بيان الجيش السوري «تعلن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة عودة الأمن والأمان إلى مدينة حلب بعد تحريرها من الإرهاب والإرهابيين وخروج من تبقى منهم من المدينة».
وأكد أن «هذا الانتصار يشكل تحولاً استراتيجياً ومنعطفاً هاماً في الحرب على الإرهاب من جهة وضربة قاصمة للمشروع الإرهابي وداعميه من جهة أخرى»، مضيفا «كما أنه يؤكد قدرة الجيش العربي السوري وحلفائه على حسم المعركة مع التنظيمات الإرهابية، ويؤسس لانطلاق مرحلة جديدة لدحر الإرهاب من جميع أراضي الجمهورية العربية السورية».
وجاء هذا الإعلان بعد دقائق من خروج آخر دفعة من المدنيين والمقاتلين من آخر جيب كان تحت سيطرة الفصائل المعارضة في شرق حلب، في إطار عملية إجلاء بموجب اتفاق روسي إيراني تركي بعد نحو شهر من هجوم عنيف شنه الجيش السوري على الأحياء الشرقية.
وخرجت آخر دفعة من المقاتلين والمدنيين من شرق حلب، وفق ما أفاد التلفزيون الرسمي السوري، الذي أكد «وصول الحافلات الأربع الأخيرة إلى منطقة الراموسة الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري جنوب حلب والتي تعبرها قوافل المغادرين المتجهة إلى مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في ريف حلب الغربي».
وذكرت الأمم المتحدة أنها نشرت عشرات المراقبين في شرق حلب لمراقبة المرحلة الأخيرة من عمليات الإجلاء.
وأوضح ينس لاركي، المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، أن «31 مراقبا دوليا ومحليا موجودون عند مدخل حي الراموسة».
ومنذ بدء عملية الإجلاء بشكل متقطع قبل أسبوع، أحصت اللجنة الدولية للصليب الأحمر خروج أكثر من «34 ألف شخص» من شرق حلب.
إلى ذلك، قتل 47 مدنياً، بينهم أطفال، في قصف جوي تركي على مدينة الباب، معقل تنظيم «الدولة الإسلامية» في حلب، فيما أعلنت أنقرة أن عدد الجنود الذين قتلوا في معارك ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» قرب الباب ارتفع لـ 16 جندياً.
الجمعية العامة للأمم المتحدة تؤيد تشكيل فريق لجمع الأدلة حول جرائم الحرب في سوريا
الخارجية الأمريكية: الجرائم في حلب تقع على كاهل النظام وداعمتيه روسيا وإيران
عبد الحميد صيام وتمام البرازي
نيويورك – واشنطن ـ «القدس العربي»: اعتمد مجلس الأمن الدولي، أول أمس الأربعاء، قراراً يطالب جميع الأطراف في سوريا بالامتثال الكامل والفوري لأحكام القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، فيما أيدت الجمعية العامة للأمم المتحدة تشكيل فريق خاص «لجمع الأدلة وتعزيزها والحفاظ عليها وتحليلها» وكذلك الإعداد لقضايا بشأن جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت خلال الصراع في سوريا.
واعتمد قرار مجلس الأمن رقم القرار 2332 بالإجماع. ويطالب القرار، الذي قدمت مشروعه مصر ونيوزيلندا وإسبانيا، بالتنفيذ الكامل والفوري لجميع أحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وأشار إلى أن بعض الانتهاكات المرتكبة في سوريا قد تصل إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
وقرر، مجلس الأمن تجديد إجراءات واردة في قراره رقم 2165 الصادر عام 2014، والمتعلقة بالإذن للوكالات الإنسانية باستخدام الطرق عبر خطوط النزاع والمعابر الحدودية لضمان وصول المساعدات الإنسانية بما في ذلك اللوازم الطبية والجراحية. وكذلك إنشاء آلية للرصد تحت سلطة الأمين العام للأمم المتحدة تقوم، بموافقة البلدان المعنية المجاورة لسوريا، بمراقبة تحميل جميع شحنات الإغاثة الإنسانية التي ترسلها وكالات الإغاثة.
وأعرب المجلس، في قراره، عن الأسى العميق لاستمرار تدهور الوضع الإنساني المؤلم في سوريا ولاحتياج أكثر من 13 مليون شخص إلى المساعدة العاجلة.
كما أبدى قلقه من عدم تنفيذ قراراته ذات الصلة، مشيراً إلى الالتزامات القانونية التي تقع على كاهل جميع الأطراف بموجب القانون الدولي وقرارات المجلس.
وأشار إلى التقدم المحرز خلال العام الحالي في استعادة مناطق في سوريا من تنظيم داعش وجبهة النصرة، ولكنه أعرب عن القلق من أن خضوع مناطق أخرى للتنظيمين والآثار السلبية لوجودهما وإيدلوجيتهما وأعمالهما المتطرفة العنيفة على استقرار سوريا والمنطقة.
وطلب قرار مجلس الأمن الدولي من السلطات السورية الاستجابة بشكل عاجل لجميع الطلبات التي تقدمها الأمم المتحدة وشركاؤها المنفذون لإيصال المساعدات عبر خطوط النزاع.
وكرر التأكيد على أن تدهور الأوضاع سيتواصل ويتفاقم ما لم يتم التوصل إلى حل سياسي للنزاع السوري. وأشار إلى مطالبته بالتنفيذ الكامل والفوري للقرار رقم 2254 من أجل تيسير إجراء الانتقال السياسي بقيادة سورية في ظل عملية يمتلك زمامها السوريون ووفقا لبيان جنيف.
وأكد مجلس الأمن الدولي أنه سيتخذ مزيداً من التدابير، بموجب ميثاق الأمم المتحدة، في حال عدم الامتثال لهذا القرار أو القرارات الأخرى ذات الصلة.
من جهة أخرى، بدأت الجمعية العامة الساعة الخامسة من مساء أول أمس الأربعاء مناقشة مشروع قرار تقدمت به قطر وليخننشتاين بتأييد من 58 دولة أخرى يطالب بإنشاء «آلية تحقيق نزيهة ومحايدة ومستقلة» لجمع الأدلة وتوثيقها ضد مجرمي الحرب في سوريا ومحاسبتهم.
وقد صوت لصالح القرار 105 دول بينما صوت ضده 15 دولة واختارت 52 دولة التصويت ب «امتناع».
واعتبرت مندوبة قطر الدائمة لدى الأمم المتحدة، عـلياء آل ثاني، أن القرار «يمثل رسالة لكل منتهكي حقوق الإنسان مفادها أنهم سيمثلون أمام العدالة مهما طال الزمن». وأكدت أن بلادها ستواصل دعم جهود الأمم المتحدة في ضمان عدم إفلات مجرمي الحرب من المساءلة.
وينص القرار على «تشكيل آلية خاصة مستقلة معنية بجمع الأدلة وتعزيزها والحفاظ عليها وتحليلها» كما يطلب القرار من الأمين العام للمنظمة الدولية إنشاء هذه الآلية وتقديم تقرير حولها بعد 40 يوماً.
وسيعكف الفريق المعني بجمع الأدلة والوثائق والملفات «لتسهيل وتسريع الإجراءات الجنائية والمستقلة بما يتفق ومعايير القانون الدولي في المحاكم الوطنية أو الإقليمية أو الدولية أو هيئات دولية أخرى يكون لها في المستقبل ولاية قضائية على هذه الجرائم».
ومن بين الدول التي صوتت ضد القرار روسيا وإيران وبوروندي وبيلاروسيا وكوريا الشمالية وفنزويلا وجنوب السودان وزيمبابوي. وقد احتج الممثل الدائم لسوريا، بشار الجعفري، على قانونية القرار واعتبره تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية لدولة مستقلة ذات سيادة.
إلى ذلك، اعتبر الناطق باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي أن التغطية الإعلامية لحلب كانت تعكس مايحدث فيها من قتل للأبرياء من الرجال والنساء والأطفال الذين مازالوا هناك ويحاولون الخروج بأمان ولم يحصلوا على مساعدات إنسانية حتى الآن». وأضاف: «اذا نجا بعض الأطفال والناس الذين توقعوا عبر تغريداتهم ان يقتلوا من قبل النظام وداعميه الذين يقتلون المحاصرين ويفرضون الاستسلام عليهم، فإن هروبهم من الموت أمر جيد».
وبين أن «القول أن ما حدث لحلب كان تحريراً، وأن الناس احتفلت بذلك، يعتبر قولاً سخيفاً، ولا يمكن إثباته عبر النقل الإعلامي المستقل لما حدث». وتابع أن « ما حدث من جرائم في حلب تقع على كاهل النظام السوري وداعميه روسيا وايران. حتى الآن لم يسمح لمراقبي الأمم المتحدة بالوصول الى حلب ليتحققوا من خروج كل الذين يريدون الخروج منها بأمان».
حملات دعم وقرارات تجبر موظفي الحكومة السورية على الانتساب لـ «الفيلق الخامس»
سليم العمر
ريف اللاذقية – «القدس العربي»: شكل النظام السوري فرقة عسكرية جديدة اسمها «الفيلق الخامس» ويسعى حالياً لتشجيع المواطنين للانضمام إليه، بكل السبل الممكنة. وفي هذا السياق، بدأ خطباء المساجد في دمشق وريفها بالدعوة إلى الانضمام إلى التشكيل الجديد، وفق تكليف رسمي من وزارة الأوقاف يحمل الرقم 3348 بتاريخ 15/12/2016 .
ويطلب التكليف، من الخطباء تشجيع المواطنين على الانضمام إلى «الفيلق الخامس»، وتسوية أوضاع المتخلفين عن الخدمة الاحتياطية والفارين منها. ويتقاضى المنتسبون رواتب شهرية تصل إلى مئة ألف ليرة سورية، كما يطلب من الموظفين ممن لم تتجاوز أعمارهم سن الخمسين الالتحاق بالفيلق. ويحمل البيان، الذي عمم هذا البيان على المناطق والمدن السورية كافة، ختم مدير أوقاف دمشق خضر شحرور.
وقال أبو أحمد بر، رجل خمسيني يقطن في اللاذقية، لـ»القدس العربي»: «في صلاة الجمعة قال الخطيب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليلتحق بهذا الفيلق. وذكر ايضاً كل المتقاعدين والموظفين الذين لم تتجاوز اعمارهم سن الخمسين يجب عليهم الالتحاق بخدمة الوطن».
كذلك، أصدر خضر السالم، محافظ اللاذقية، قرارا يبلغ فيه العاملين كافة في مؤسسات الدولة ممن تتراوح أعمارهم ( 50-18) للالتحاق بالفيلق خلال مدة لا تتجاوز 48 ساعة، ويفصل أي موظف حكومي في حال تخلفه.
كما أصدر عمار الغنام، مدير صحة اللاذقية، قراراً مشابهاً يجبر الموظفين العاملين في القطاع الصحي من ضمنهم الأطباء، للالتحاق بمقر المعسكر في حي الرمل الجنوبي «معسكر طلائع البعث».
هذه القرارات أثارت مخاوف لدى السكان في اللاذقية إذ أكد الجميع أنها ستطال الموظفين وغيرهم من أصحاب المهن والأعمال الحرة. وبدا ذلك جلياً عقب قيام دوريات امن تابعة للنظام بنصب حواجز جديدة تعتقل كل من يتراوح عمره ضمن ما أكدته القرارات السابقة.
عمر، شاب من اللاذقية، يمشي بمفرده في شوارع المدينة، محتفظاً بدفتر الخدمة العسكرية، يؤكد أنه قام بإظهار دفتره لعناصر الأمن خلال اليومين الماضين أكثر من عشر مرات. واتخذ الأمن السوري، مقر ما يسمى «طلائع البعث» مكاناً لتجميع القوات الجديدة.
مراقبون من اللاذقية يؤكدون أن مليشيات النظام المساندة للجيش باتت قوة منهارة، ولم تعد قادرة على السيطرة على الجبهات والمدن التي يسيطر عليها النظام. في تدمر وحدها قتل أكثر من 500 مقاتل من ميليشيات «صقور الصحراء» المدعوم من روسيا. والحال ينطبق على ميليشيات «الدفاع الوطني» التي فقدت العشرات من شبان الطائفة العلوية في معاركها مع كل من تنظيم «الدولة» في دير الزور، وقوات المعارضة في ريف اللاذقية.
ويحاول النظام إغراء الشبان الجدد المنتمين إلى الفيلق، عبر دفع رواتب مجزية حيث يحصل المجند، وهو أدنى رتبة، على راتب شهري يقدر بـ 200 دولار أمريكي، إضافة إلى راتبه الذي يتقاضاه من الحكومة اذا كان موظفاً.
روسيا تضع الأسد في ميزان العلاقة مع ترامب
أكدت روسيا اليوم الجمعة أنها لن تعتبر الولايات المتحدة خصماً في سورية، إذا حسنت علاقتها مع الرئيس السوري بشار الأسد، في الوقت الذي اعتبرت فيه وزارة الخارجية الأميركية أمس أن التطورات في حلب لا تعني “انتهاء الحرب في سورية”.
وورد عن الخارجية الروسية، اليوم، قولها إن ميزة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أنه لا يطالب برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، وأضافت إذا قام ترامب بتحسين العلاقات مع الحكومة السورية، فإن روسيا لن تعتبر أميركا خصماً في سورية.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف إن وقف إطلاق النار على مستوى سورية سيُبحث في محادثات أستانة في يناير/كانون الثاني المقبل، حسبما نقلت عنه اليوم وكالة رويترز ووكالة إنترفاكس الروسية للأنباء. وقال المسؤول الروسي إنه يتوقع أن تنعقد محادثات سلام جديدة بشأن سورية بدعم من موسكو وأنقرة وطهران في منتصف يناير في كازخستان.
وأضاف غاتيلوف أنه يتوقع أن تركز المحادثات على بحث ما يجب القيام به للتوصل إلى وقف إطلاق النار.
وأشار إلى عدم وجود اتصالات بين موسكو والإدارة الأميركية المقبلة بشأن سورية لكن روسيا تعتبر دونالد ترامب شريكا أفضل في التفاوض من الرئيس الحالي باراك أوباما. ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن غاتيلوف قوله إن ترامب لم يربط قط بين حل الأزمة السورية ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد الذي تدعمه موسكو.
ونص “بيان موسكو”، والذي صدر مساء الثلاثاء، على اتفاق روسيا وإيران وتركيا على “احترام سيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية كدولة ديمقراطية علمانية متعددة الأعراق والأديان”.
واعتبر البيان أن “لا وجود لحل عسكري للأزمة في سورية”، انطلاقاً من الأخذ بعين الاعتبار “القرارات التي صدرت عن المجموعة الدولية لدعم سورية، وإزالة الحواجز أمام تطبيق الاتفاقات الواردة في هذه الوثائق”، في إشارة إلى القرار 2254 الأميركي الذي صدر في ديسمبر/كانون الأول 2015.
وفي ما يخص سيطرة النظام السوري ومليشياته على حلب، أمس الخميس، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة أن استعادة الجيش السوري مدينة حلب بكاملها تشكل “خطوة مهمة جدا” نحو تسوية النزاع في سورية. وقال بوتين كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية خلال اجتماع مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن “تحرير حلب من العناصر المتطرفة يشكل خطوة مهمة جدا نحو إعادة الوضع إلى طبيعته بالكامل في سورية وآمل في المنطقة بأسرها أيضا”.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، جون كيربي، قال أمس إن التطورات في حلب لا تعني “انتهاء الحرب في سورية”.
وأضاف كيربي في الموجز الصحافي اليومي للوزارة، مساء الخميس، أنه “لا توجد أية إشارة على انتهاء الحرب في سورية، إذ إن المعارضة ستستمر في الحرب، كما أن اهتمام المجموعات الإرهابية بسورية سيستمر، ولم يتم التوصل إلى أي حل دبلوماسي”، حسب وصفه.
واعتبر أن المجتمع الدولي أيضاً لا يعتقد أن التطورات في حلب من شأنها إنهاء الحرب. ولدى سؤاله عما إذا كانت الولايات المتحدة ستسهم في إعادة إعمار حلب، قال كيربي إنه لا معلومات لديه عن وجود خطة لإعادة إعمار حلب، مضيفاً أن المسؤولين عن الموت والدمار في حلب هم النظام السوري وموسكو وطهران الداعمتان للنظام.
(العربي الجديد)
مقاتلو حلب لـ”العربي الجديد”: عائدون ولولا المدنيون لما خرجنا
عبد الرحمن خضر
أكّد مقاتلون خرجوا من أحياء شرقي حلب أنّهم “سيعودون إلى بيوتهم”، وذلك بعدما خرجت آخر قافلة تنقل مقاتلين ومدنيين منها، أمس الخميس، عبر اتفاق روسي – تركي، دخلت بموجبه قوات النظام ومليشياتها، تلك الأحياء.
وقال المقاتل في حركة “أحرار الشام الإسلامية”، عيسى أبو يزن، لـ”العربي الجديد”، “سنعود إلى منازلنا في حلب، وسنطرد منها المحتل الروسي والإيراني والأفغاني”، مشيراً إلى أنهم “لم يقبلوا بالخروج منها لولا الخوف على المدنيين، ومن قصف روسيا والنظام، وعمليات التصفية والإعدام التي تشنها المليشيات الطائفية”.
وأوضح أنّ “المقاتلين سيستجمعون قواهم ويرصون صفوفهم للعودة إلى المدينة من جديد، كما سيجمعون سلاحاً بدل الذي تركوه داخل الأحياء المحاصرة”، لافتاً إلى أنّ “المقاتلين بداية الثورة لم يملكوا أسلحة ثقيلة، ومن ثمّ استولوا على المزيد منها من قوات النظام، وهذا ما سنفعله”، على حد قوله.
من جانبه، قال المقاتل في فصيل “فيلق الشام” التابع لـ”الجيش الحر”، محسن أبوعلي، لـ”العربي الجديد”، “لقد باتت حلب محتلة من قبل المليشيات الطائفية، وهذا ما شاهدناه أثناء خروجنا منها”، مضيفاً أنّ “الإعداد لإعادة السيطرة على المدينة، بدأ منذ خروج أول مقاتل منها”.
كما أشار إلى أنّ “المزيد من المدنيين انضموا حديثاً لصفوف المقاتلين، بعد احتلال منازلهم من قبل تلك المليشيات، ورفعها رايات طائفية، وأعلاماً لدول أجنبية فوق المباني بمدينة حلب”.
بدوره، قال القيادي في أحرار الشام، جبرائيل أبومحمد إنّ “القرار في حلب خرج من يد قوات النظام، وهذا شاهدناه عندما عرقلت المليشيات الطائفية اتفاق الإجلاء مرات عدة، بينما أصبح الجنود، كالخدم عند تلك المليشيات”.
ودخلت قوات النظام ومليشياتها أحياء حلب المحاصرة، مساء أمس الخميس، بعد انتهاء عملية تهجير السكان إلى ريف حلب الغربي، بموجب اتفاق روسي – تركي، مقابل وقف إطلاق النار في كافة أنحاء المدينة.
بانا العبد: غرّدت بـ”تويتر” كي لا يموت أطفال حلب
تحدّثت الطفلة السوريّة بانا العبد عن سبب استخدامها لموقع “تويتر”، الذي اشتُهرت بسببه ولفتت أنظار العالم إلى معاناتها ومأساة حلب.
وقالت العبد (7 سنوات)، خلال مقابلةٍ أُجريت معها في تركيا بعد تهجيرها من مدينتها، ونشرت مقطعاً منها وكالة “رويترز” اليوم، إنّها طلبت من والدها التقاط صورةٍ لها أمام مدرستها في حلب، ثم سألته إن كانت تستطيع أن ترفعها على “تويتر”، وكذلك فعلت.
وأضافت: “نشرت على “تويتر” لأجل أطفال حلب، حتى يبقوا على قيد الحياة. واستخدمناه كي نوصل صوت أطفال حلب للعالم”.
وروت الطفلة السورية ما شاهدته في حلب، وكيف قُصف منزلها، قائلةً “مدرستي قُصفت، حديقتي قُصفت. أشتاق لمنزلي”. وتابعت “عندما أكبر، أريد أن أصبح معلمةً لأطفال حلب، وأعود إلى مدينتي وبيتي”.
وقف إطلاق نار في سوريا اقترب
أعلنت موسكو انتهاء عمليات الإجلاء من شرق حلب، وقالت إن ذلك يسهم في توفير الظروف الملائمة لتطبيق وقف إطلاق النار في سوريا.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، خلال اجتماع مع الرئيس فلاديمير بوتين الجمعة، إنه “من وجهة نظري نحن نقترب للغاية من التوصل لاتفاق لوقف شامل لإطلاق النار في أنحاء سوريا”.
وأبلغ شويغو الرئيس الروسي بأن عملية استعادة حلب “وفي الجزء الأخير منها بالذات المتعلق بالعملية الإنسانية أنجزت بمشاركة مباشرة، إن لم يكن بمشاركة حاسمة من جانب العسكريين الروس”. وأضاف “جرت العلمية وفقا لتوجيهاتكم وبالتعاون الوثيق مع الزملاء من تركيا وإيران. ولاحقا يجب تنفيذ المرحلة التالية، وبرأيي اقتربنا كثيرا جدا من التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق نار شامل في سوريا”.
من جهة ثانية، نقلت وكالة “انترفاكس” عن نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف، إنه يتوقع أن تنعقد محادثات سلام جديدة بشأن سوريا بدعم من موسكو وأنقرة وطهران في منتصف يناير/كانون الثاني في كازاخستان.
وبحسب غاتيلوف، فإن المحادثات ستركز على آليات وسبل التوصل إلى اتفاق وقف إطلار نار على مستوى سوريا.
ونفى غاتيلوف وجود اتصالات بين موسكو وإدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بشأن سوريا، إلا أن روسيا تنظر إلى ترامب على أنه شريك محتمل، وأفضل في التفاوض، من الرئيس الحالي باراك أوباما.
وأشار غاتيلوف إلى أن ترامب لم يضع مسألة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد شرطاً لحل الأزمة السورية، وهذا يعني أن “لديه مساحة أكبر للمناورة مقارنة بإدارة أوباما المنتهية ولايتها”. وأضاف “لا ينبغي أن يكون هناك أي غيرة أو تنافس بهذا الصدد. يجب علينا جميعا أن نفكر في ضرورة توحيد جهودنا”.
أكبر خسارة للقوات الخاصة التركية منذ انطلاق “درع الفرات“
تمكن تنظيم “الدولة الإسلامية”، الأربعاء، من صدّ هجوم واسع ومكثف للقوات الخاصة التركية بعد تصدرها الهجوم على مدينة الباب السورية في ريف حلب الشرقي. وتمكن مقاتلو التنظيم من إيقاع نحو 16 قتيلاً و35 جريحاً من القوات الخاصة التركية، وذلك بعد تفجير سيارات مفخخة، ووقوعهم في كمائن نصبها التنظيم في مناطق جبل الشيخ عقيل ومشفى الحكمة ومنطقة السكن الشبابي.
وبدأ هجوم القوات الخاصة التركية بعدما فشل الجيش الحر في السيطرة على تلك النقاط لمرات خلال الاسبوعين الماضيين نتيجة المقاومة العنيفة لتنظيم “داعش”. وباشرت القوات الخاصة التركية الهجوم على تلك النقاط بعد قصف جوي ومدفعي مكثف على مواقع التنظيم داخل الباب وفي النقاط المهمة، ثم بدأت عملية الاقتحام من محوري الشمال والشمالي الغربي، وتمكنت من السيطرة على مشفى الحكمة وجبل الشيخ عقيل وأجزاء من السكن الشبابي.
وانتظر مقاتلو “داعش” حلول المساء، ليعاودوا الهجوم على مواقع الجيش التركي، متبعين الأسلوب ذاته في الكر والفر. وساعدت الانفاق التي حفرها التنظيم في المدينة في سرعة المناورة، كما أن انتحارييه والعربات المفخخة ساهموا بشكل كبير في كسر الهجوم واعادة السيطرة على نقطة الجبل، ما أجبر بقية القوات إلى التراجع وسحب القتلى والمصابين. حينها تدخلت قوات الجيش الحر لوقف هجمات التنظيم ومنعه من إختراق الجبهة الشمالية الغربية.
مصادر من الجيش الحر أكدت لـ”المدن” وقوع القوات الخاصة التركية المشاركة إلى جانبها في معارك مدينة الباب، في أخطاء تكتيكية، تسببت في سقوط هذا العدد الكبير من الخسائر، إذ تقدمت تلك القوات في هجوم كبير وسريع، بأعداد غير كافية، مع غياب الجيش الحر. وكان من المفترض أن يكون الهجوم أوسع من ثلاث جهات، لتشتيت قوة التنظيم الذي يعتمد على تدعيم الجهة الأكثر اشتعالاً.
وأوضحت المصادر أن خسائر الجيش التركي، نجمت عن العربات المفخخة والألغام، إلا أنه تمكن من قتل أكثر من 30 عنصراً من “داعش”. ويبدو أن التنظيم حشد عدداً كبيراً من قواته بشكل غير متوقع، كما أن انتشار عناصره بين المدنيين، حيّد بشكل كبير فعالية سلاح الجو.
وبث “داعش” فيديو مصور يظهر سيطرته على دبابة وعربة تركية قال إنه سيطر عليها بعد معارك مع قوات الجيش التركي وتمكن من هزيمتهم أثناء محاولتهم اقتحام مدينة الباب. وبث التنظيم اصداراً جديداً يظهر فيه حرقه لجنديين تركيين، أحياءً، كان قد أسرهم سابقاً في معارك في محيط الباب.
في غضون ذلك، قتل عشرات المدنيين بضربات جوية تركية استهدفت مواقع التنظيم في الباب، وقالت وكالة “أعماق” إن 20 على الأقل قتلوا جراء القصف التركي، في حين قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إن عدد القتلى بلغ 88 مدنياً، منذ يوم الخميس بينهم 24 طفلاً.
دي ميستورا يتبع خطط روسيا لوقف إطلاق النار في سوريا
نيويورك – يراقب المتابعون لتطوّر الشؤون السورية حركة ومواقف المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا لمحاولة تبيان مدى اتّساق النشاط الروسي في هذا المضمار أو تناقضه مع المزاج الدولي العام، لا سيما داخل العواصم الغربية.
وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا قال الخميس إن وقف الأعمال القتالية في مختلف أنحاء سوريا ضروري لتفادي معركة فتاكة أخرى كتلك التي شهدتها حلب.
وأضاف “إن أحدث أرقام للمنظمة الدولية تشير إلى أنه تم إجلاء 35 ألف شخص على الأقل من المدنيين والمقاتلين من شرق حلب في عملية استمرت أسبوعا”. وحذر قائلا “ذهب الكثيرون منهم إلى إدلب التي يمكن أن تصبح حلب التالية”.
ويرصد دبلوماسيون أوروبيون أن إعلان المبعوث الدولي إلى سوريا عن استئناف المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة في جنيف في الـ8 من شهر فبراير المقبل، أتى عقب اقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء زيارته الأخيرة إلى اليابان عقد مفاوضات بين النظام والمعارضة في أستانا عاصمة كازخستان. وأشارت المعلومات إلى أن دي ميستورا، قد نسّق مع فريق الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، موعد المفاوضات السورية الجديدة.
وقال الباحث الروسي ليونيد سوكيانين، أستاذ الاقتصاد السياسي بالمدرسة العليا في روسيا، “إن موسكو منفتحة على كل الاحتمالات، فهي من جهة تشجع العمل للوصول إلى الحل السياسي في سوريا والتنسيق مع دي ميستورا. ومن جهة أخرى، تبادر عبر دعوة الدول إلى الانخراط معها في إيجاد حل، لذلك عقد اجتماع ثلاثي مع الأتراك والإيرانيين”.
وترى مصادر سياسية روسية أن “إعلان موسكو” الذي صدر من العاصمة الروسية بعد اجتماعين منفصلين لوزراء خارجية ودفاع كل من روسيا وتركيا وإيران الثلاثاء الماضي، أعاد تحديث مقاربة بوتين المقترحة للحل، لجهة إشراك إيران في ورشة المفاوضات التي تشمل ضمان هذه الدول لوقف شامل لإطلاق النار ينسحب على كامل الأراضي السورية وتستثني تنظيمي داعش والنصرة، كما تضم اعترافا بقرارات الأمم المتعددة المتعلقة بالوضع السوري.
ويعتقد بعض المراقبين أن روسيا تحاول التقدم في الميدان السوري مستفيدة من الأمر الواقع الذي فرضته معركة حلب على ثلاثة خطوط: الأول الاندفاع باتجاه التسوية السياسية، وبالتالي كبح جماح طهران ودمشق في خيارهما باتجاه الحل العسكري.
ليونيد سوكيانين: روسيا ودي ميستورا يتشاركان في الدعوة لوقف القتال في سوريا
والثاني السعي لاقتصار الحل على الدول الثلاث روسيا وإيران وتركيا، على الرغم من دعوة السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، السعودية للانضمام إلى الجهود الروسية للتسوية. والثالث تجنّب التصادم مع المرجعيات الدولية السابقة سواء في جنيف أو نيويورك ومحاولة التعايش معها وربما الاستقواء بها في حال تعقّد أمور الحل بين الموقعين على “إعلان موسكو”.
وقال تشوركين، خلال مقابلة مع قناة “روسيا 24”، تعليقا على البيان الروسي التركي الإيراني المشترك، الذي صدر الثلاثاء، إنه “من المهم للغاية أن هذا البيان يتضمن دعوة الدول الأخرى، التي تتمتع بالنفوذ على الأرض، للانضمام إلى بذل مثل هذه الجهود”.
وشدد المندوب الروسي، في هذا السياق، على بالغ “أهمية اتخاذ السعودية لموقف مشابه لموقف روسيا وإيران وتركيا وإطلاقها العمل في هذا الاتجاه”.
وتنطلق روسيا في مقاربتها الراهنة من ثابتة عدم البحث في مصير الرئيس الروسي بشار الأسد، وهو ما أكده نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف من أن موسكو لا تبحث مستقبل الرئيس الأسد في محادثاتها مع إيران وتركيا.
وترى أوساط أميركية مطلعة أن الرئيس بوتين مستفيد من واقع الانسحاب الأميركي الذي كرسته “عقيدة” أوباما من جهة، ومن مواقف الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب التي يرشح منها تسليم بالدور الروسي في سوريا.
وتضيف هذه الأوساط أن مواقف دي ميستورا، سواء تلك المتعلقة بتحديد تاريخ لمفاوضات جديدة في جنيف، أو تلك المطالبة بضرورة فرض وقف شامل لإطلاق النار لتجنيب إدلب مصير حلب، لا تأتي بالضرورة معاكسة للمسعى الروسي، بل قد ترفد جهد موسكو بحقن دولية مساعدة لإجبار كافة الأطراف على العمل جديا لإنتاج تسوية للمأساة السورية.
ويقول سوكيانين في تصريح لـ”العرب”، “إن روسيا ودي ميستورا يتشاركان في دعوتهما إلى وقف إطلاق النار في كل سوريا والتركيز على الحل السياسي بدلا من التصعيد العسكري”.
وتعتقد أوساط دولية مراقبة أن لا إشارات تعبّر عن تناقض راهن ما بين واشنطن وموسكو في مقاربة المسألة الروسية، أو عن تناقض بين روسيا والأمم المتحدة.
وتذكّر هذه الأوساط أن موسكو وافقت على القرار الأممي الأخير بإرسال مراقبين دوليين، وهو أمر يعكس حاجة روسية لرعاية المنظمة الدولية في أي جهد تسووي مقبل.
كما أن “إعلان موسكو” أكد أن “إيران، روسيا وتركيا على قناعة تامة بأن الاتفاقية المذكورة ستساعد على إعطاء الزخم اللازم لاستئناف العملية السياسية في سوريا وفقا لقرار مجلس الأمن للأمم المتحدة 2254”، على ما يعكس حرص موسكو، خصوصا، على عدم تهميش مجلس الأمن عن أي خيارات روسية في الشأن السوري.
بوتين: يجب وقف إطلاق النار لبدء المفاوضات بسوريا
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه يجب إبرام اتفاقيات بشأن وقف إطلاق النار في كافة أراضي سوريا، وبعد ذلك بدء المفاوضات العملية للمصالحة السياسية، معربا عن أمله في أن فكرة عقد المفاوضات السورية في العاصمة الكزاخية أستانا ستترجم على أرض الواقع.
وأضاف بوتين أثناء مؤتمره الصحفي السنوي أنه تم اقتراح عاصمة كزاخستان كساحة حيادية لتكون منصة لذلك، مشيرا إلى أن الرئيسين التركي طيب رجب أردوغان والإيراني حسن روحاني موافقان على ذلك، إضافة إلى الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال بوتين إن تركيا وإيران والنظام السوري لعبوا دورا كبيرا في استعادة السيطرة على مدينة حلب، ولكنه شدد في الوقت نفسه على أنه لا يمكن إنجاح التسوية في سوريا من دون الولايات المتحدة.
وعن إقليم كردستان العراق، قال بوتين إنه يتعين اتباع القانون الدولي بشأن قضية الإقليم، وروسيا ليست لديها النية في التدخل بالشؤون العراقية، مضيفا أن التشكيلات الكردية أثبتت فعاليتها العالية في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وجدد الرئيس الروسي تأكيده على أن اغتيال سفير بلاده في تركيا لن يضر العلاقات مع أنقرة، معتبرا أن مقتل السفير أندريه كارلوف محاولة لإفساد العلاقات بين موسكو وأنقرة.
كما اعتبر بوتين أثناء اجتماع مع وزير دفاعه سيرغي شويغو اليوم الجمعة أن استعادة الجيش السوري مدينة حلب بكاملها تشكل “خطوة مهمة جدا” نحو تسوية النزاع في سوريا، كما وقع في ذات الاجتماع أمرا بتوسيع القاعدة البحرية الروسية في مدينة طرطوس غرب سوريا.
وفي وقت سابق اليوم الجمعة نقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله إن روسيا وتركيا وإيران أعربت عن استعدادها لتضمن الاتفاق المستقبلي بين المعارضة والنظام السوريين.
ولم يؤكد غاتيلوف في تصريحاته إن كان المبعوث الأممي إلى سوريا ستفان دي مستورا سيشارك في مفاوضات أستانا المتوقع عقدها في النصف الثاني من يناير/كانون الثاني القادم.
وكان غاتيلوف قد أكد في وقت سابق -بحسب إنترفاكس- أنه من غير المتوقع مشاركة الهيئة العليا للمفاوضات ممثلة عن المعارضة الخارجية السورية بمفاوضات أستانا، مشيرا إلى أن هذه المفاوضات ستكون بين النظام السوري والمعارضة المسلحة على الأرض.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
سيد جواد.. جزار حلب
جنرال إيراني، يقود مليشيات يقدر عددها بنحو سبعة آلاف مقاتل، ارتكبت جرائم بحق المدنيين في مدينة حلب السورية.
المولد والنشأة
تجمع مختلف المصادر الإخبارية التي نقلت عن “لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب” التابعة “للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية” المعارض، أن الاسم الأصلي للجنرال الإيراني سيد جواد غفاري هو “أحمد مدني”.
الوظائف والمسؤوليات
تولى جواد مهام قيادة الجبهة الشمالية لقوات الحرس الثوري الإيراني في سوريا، حيث عين قائدا عاما لها منذ أكتوبر/تشرين الأول 2015، وهو أيضًا قائد المليشيات التي تقاتل إلى جانب قوات النظام السوري.
التجربة القتالية
كان سيد جواد أحد قادة الحرس الثوري في الحرب الإيرانية العراقية خلال ثمانينيات القرن الماضي.
وظهر في الواجهة في ظل الأحداث التي تشهدها حلب السورية، حيث ذكرت وكالة الأناضول للأنباء أنه لعب دورا كبيرا في حصار المدينة وفي الهجمات التي نفذت فيها، والتي اعتبرها الرأي العام العالمي جرائم حرب واضحة.
يستقر الجنرال الإيراني في ثكنة عسكرية جنوب شرق حلب ويقود جواد مليشيات تمارس عنفا وحشيا ضد سكان حلب، ويقدر عددها بنحو سبعة آلاف مقاتل، ينتمون إلى حزب الله اللبناني وحركة النجباء العراقية وكتيبة الفاطميون الأفغانية وكتيبة الزينبيون الباكستانية.
ومنذ ثلاث سنوات تنتشر المليشيات الأجنبية في حلب وتشارك مع قوات النظام السوري في تنفيذ الهجمات على الأحياء الشرقية للمدينة. ولا تميز هذه المليشيات أثناء هجماتها التي تستخدم فيها أسلحة ثقيلة، بين المدنيين وقوات المعارضة السورية.
كما يقف الجنرال جواد وراء عرقلة اتفاق حلب القاضي بإخلاء الأحياء الشرقية من حلب من الأهالي والمقاتلين، بعد إعلان روسيا يوم 16 ديسمبر/كانون الأول 2016 وقف الهجمات التي يشنها النظام السوري على شرقي حلب مؤقتا.
كما انتهكت تلك المليشيات اتفاق وقف إطلاق النار في حلب عدة مرات، واستمرت في شن هجماتها على الأحياء المحاصرة، وتعمدت إيقاف إحدى قوافل المدنيين المغادرة واحتجزت ركابها رهائن.
وأقدم الجنرال جواد على إعطاء أوامر لمليشياته بتوقيف قافلة تقل مدنيين أجلوا من أحياء حلب الشرقية المحاصرة، واحتجزوا ثمانمئة شخص رهائن في سبيل الحصول على تنازلات من المعارضة السورية.
وكان الجنرال الإيراني طالب عدة مرات -عبر الروس- بفك الحصار عن الفوعة وكفريا في محافظة إدلب، إلا أن المعارضة السورية رفضت تلك المطالب، وأكدت أن سكان البلدتين يتلقون مساعدات كافية، ووضعهم لا يُقاس مع وضع سكان أحياء شرق حلب التي تحاصرها قوات النظام.
وتؤكد مصادر المعارضة الإيرانية أن الجنرال جواد يرتبط بعلاقة وثيقة مع قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، وأنه التقى الرئيس السوري بشار الأسد برفقته.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
روسيا تتحدث عن وقف شامل لإطلاق النار في سوريا
العربية.نت
أبلغ وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، رئيس بلاده، فلاديمير بوتين، بقرب التوصل لاتفاق بشأن وقف شامل لإطلاق النار في سوريا.
وكان وزير الخارجية الروسي، قد قال إن وقف إطلاق النار على مستوى سوريا سيبحث في محادثات أستانة في يناير.
كما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، إن روسيا وإيران وتركيا ورئيس النظام السوري بشار الأسد، وافقوا على حضور محادثات السلام في أستانة عاصمة كازاخستان، سعياً لحل الصراع في سوريا.
وأضاف بوتين أن عملية الإجلاء من حلب ما كان يمكن أن تتم دون مساعدة روسيا وإيران وتركيا أو ما سماه “حسن النوايا من جانب الأسد”.
وقال إن الخطوة التالية في سوريا يجب أن تكون وقف إطلاق النار على مستوى البلاد.
وأعلن أيضاً الرئيس الروسي أن السيطرة على حلب أمر مهم بالنسبة لسوريا. وأعلنت الدفاع الروسية أن عملية حلب تمت بأمر من بوتين وبمساعدة الأتراك والإيرانيين.
وأضاف أن استعادة جيش النظام السوري مدينة حلب بكاملها تشكل “خطوة مهمة جداً” نحو تسوية النزاع في سوريا.
وقال بوتين كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية خلال اجتماع مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، إن “استعادة حلب تشكل خطوة مهمة جداً نحو إعادة الوضع إلى طبيعته بالكامل في سوريا، وآمل في المنطقة بأسرها أيضاً”.
كما تابع بوتين أن “هذه العملية انتهت، خصوصاً في مرحلتها النهائية بمشاركة وتأثير مباشر، لكي لا أقول حاسماً، لجنودنا”.
وتابع الرئيس الروسي “يجب القيام بكل شيء لكي تتوقف المعارك في كل الأراضي السورية. وفي مطلق الأحوال، هذا ما نسعى للحصول عليه”.
فيما أعلنت من جهة أخرى، الخارجية الروسية، أنه إذا قام الرئيس المنتخب دونالد ترمب بتحسين العلاقات مع حكومة النظام السوري فإن موسكو لن تعتبر أميركا خصماً في سوريا.
أردوغان: اقتربنا من السيطرة على الباب السورية
أنقرة – رويترز
قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، إن العملية التركية لانتزاع السيطرة على مدينة الباب بشمال سوريا اقتربت من نهايتها.
وأضاف في تصريحات أثناء مراسم افتتاح ميناء للغاز الطبيعي ببلدة إزمير الساحلية أن الجيش السوري الحر سيسيطر على الباب قريباً، بدعم من القوات التركية.
ويحاصر مقاتلون من المعارضة السورية مدينة الباب، التي يسيطر عليها تنظيم داعش منذ أسابيع، فيما تصاعدت حدة الاشتباكات بين الإرهابيين ومقاتلي المعارضة في الأيام القليلة الماضية.
5000 مهاجر غرقوا في البحر المتوسط هذا العام
جنيف – رويترز
ذكرت منظمات إغاثة، اليوم الجمعة، أن عددا قياسيا بلغ 5000 مهاجر يعتقد أنهم غرقوا في البحر المتوسط هذا العام بعد انقلاب قاربين، أمس الخميس، ومخاوف من وفاة نحو 100 شخص كانوا على متنهما.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن قاربين مكتظين بالركاب انقلبا في مضيق صقلية بين إيطاليا وليبيا.
وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة، جويل ميلمان، في إفادة بجنيف “يبدو أن هذين الحادثين معا سيدفعان بإجمالي الأرقام هذا العام إلى 5000 (وفاة)، وهو مستوى مرتفع جديد في هذه الأزمة”.
وقال وليام سبيندلر المتحدث باسم مفوضية اللاجئين “هذا أسوأ إجمالي سنوي لأعداد الوفيات على الإطلاق”.
وذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن نحو 3777 مهاجرا لقوا حتفهم في عرض البحر في 2015.
وناشدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الدول فتح المزيد من مسارات الهجرة الشرعية أمام اللاجئين.
ما أهمية استرجاع حلب بالنسبة للنظام السوري؟
أولاً، هي ضربة رمزية كبرى بالنسبة للمعارضة السورية، خاصة ما تبقى من المعارضة المعتدلة.
دخلت المعارضة إلى حلب في صيف عام 2012، وسيطرت على مساحات كبيرة من المدينة التي تعتبر من أكبر المدن في سوريا والعاصمة التجارية بالبلاد.
تحملت المدينة براميل متفجرة وقصفاً جوياً، وغالباً ما كانت هذه الضربات تستهدف المستشفيات والأطباء والأطفال الأبرياء.
ووضعت المعارضة النظام السوري في مأزق لفترة طويلة من الزمن.
تلك الفترة انتهت الآن.
الكثير منهم سيتجه إلى الشمال الغربي، إلى مدينة إدلب التي يسيطر على معظمها الجهاديون.
وضع المعارضة المعتدلة في ذات المنطقة الجغرافية التي تحوي الجهاديين، سيعزز السيناريو الذي خطط له النظام السوري وروسيا، أنهم يحاربون الإرهابيين في سوريا.
ما سيجعل حصول المعارضة المعتدلة على أي مساعدة أمراً صعباً جداً.
كل هذا يخدم خطة النظام السوري بشكل كبير.
الكثيرون أحبطوا عندما قال بشار الأسد إنه سيسترجع سوريا كاملة.
مازال ذلك احتمالاً بعيداً، لكنهم يقترحون حلاً عسكرياً ضد عدم إرادة الغرب بالتدخل بأنفسهم.
والآن، هم يسيطرون على العاصمة التجارية. والمعارضة المعتدلة التي سيطرت على المدينة لأربع سنوات، باتت تكافح لإيجاد مكان جغرافي تستطيع أن تتواجد فيه داخل سوريا الآن.
مصدر حكومي سوري: نتائج اعلان موسكو مرهونة بتصرفات تركيا
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 23 كانون الأول/ديسمبر 2016
دمشق- وصف مصدر حكومي سوري رفيع (إعلان موسكو)، بـ”الخطوة الايجابية نحو تحرك كافة الأطراف المعنية بضرورة العمل الجدي على إنهاء الأزمة في سورية وفق رؤية تتماشى مع موقف الدولة السورية”.
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قد أعلن الثلاثاء الماضي في اعقاب اجتماع ضم وزراء خارجية ودفاع روسيا وإيران وتركيا، أن بلاده اتفقت مع أنقرة وطهران على توسيع نطاق وقف إطلاق النار في سورية، تمهيدا لمحادثات سلام بضمانة من الدول الثلاث”، وفق ما أسماه (إعلان موسكو).
وأضاف المصدر الحكومي السوري في تصريح لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء من الغاصمة دمشق، اليوم الجمعة “يبقى الحكم على نتائج الإجتماع الثلاثي رهن تصرفات هذه الأطراف؛ وتحديدآ تركيا”.
وفيما يتعلق بتعاون أنقرة مع موسكو وإيران في الشأن السوري وفيما إذا كان ذلك سيخفف حدة التوتر بين حكومتي تركيا وسورية، شدد المصدر على أن “النظام التركي ذهب بعيدا جدآ في معاداة الشعب السوري، ولكن المهم هو انصياع تركيا لقرارات الشرعية الدولية والتزامها بوقف الدعم التي تقدمه للجماعات الإرهابية والتعهد بالعمل على وقف العنف و إيجاد حل سياسي للأزمة ووقف التدخل بشؤوننا الداخلية”.
وفيما إذا كان النظام الحاكم يوجه أنظاره الى إدلب كونها المعركة القادمة بعد حلب، قال المصدر “لا بد أن يأتي دور تحرير إدلب قريبآ، بغض النظر سواء كان ذلك فورآ أو بعد حين”. وأردف “يتوقف ذلك على الظروف في الميدان، ولكن المؤكد أن إدلب ستتحرر مثل ما تحررت حلب ومدن وقرى أخرى من الإرهاب التكفيري، فعلينا بما تبقى من ريف دمشق والمنطقة الجنوبية وتدمر والرقة ودير الزور، فكلها سورية”.
الائتلاف الوطني السوري: نعمل على صياغة استراتيجية جديدة للثورة
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 23 كانون الأول/ديسمبر 2016
روما- أعلن نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، عبد الأحد اسطيفو أن الائتلاف يعمل على “صياغة استراتيجية جديدة للثورة السورية ويجري مشاورات بشأنها على كافة المستويات السياسية والعسكرية والمدنية لمواجهة نظام الأسد الذي يتلقى دعما دوليا واسعا”.
وقال اسطيفو إن الإستراتيجية الجديدة “تبدأ من الاعتماد على الذات”، مشيرا إلى أنها “تحاول إعادة روح الثورة ومدنيتها والقيم والمبادئ التي قامت عليها”، حسبما نقل عنه المكتب الاعلامي للائتلاف.
وكان رئيس الائتلاف الوطني، أنس العبدة قد أعلن خلال مؤتمر صحفي يوم 10 كانون الأول الحالي عن التحضير لـ”وضع إستراتيجية جديدة للثورة السورية على المستويين السياسي والعسكري”، مضيفا أن بين من الخيارات المطروحة “تعزيز وترابط العمل السياسي والعسكري وبناء جيش وطني واحد لحماية مكتسبات الثورة والدفاع عن مطالب الشعب السوري في نيل الحرية والكرامة “.
ولفت اسطيفو الانتباه إلى “ضرورة إعادة إحياء الهوية السورية عبر مشروع وطني جامع”، مؤكدا أن “الثورة السورية خرجت لرفع الظلم عن المدنيين وإنهاء الاستبداد والتسلط، والانتقال إلى دولة ديمقراطية مدنية تعددية تحترم جميع أفرادها بذات السوية”.
وختم نائب الرئيس حديثه قائلا “إننا لن نقبل بتسلط أي جماعة تحمل أفكارا تتعارض مع مبادئ الدولة السورية المدنية”، مضيفا “إن ما يحصل اليوم هو هزة قوية لإعادة الثورة السورية إلى الطريق الصحيح”.
أوروبا تمول بناء وتجهيز مدارس لأطفال سوريين بتركيا
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 23 كانون الأول/ديسمبر 2016
UeSiria02بروكسل – وقعت المفوضية الأوروبية عقوداً بقيمة إجمالية قدرها 270 مليون يورو لبناء وتجهيز مباني مدرسية لأطفال اللاجئين السوريين في تركيا.
وسيتم بموجب هذه العقود بناء نحو 100 مدرسة لاستيعاب 70 ألف طفل سوري في مناطق جنوب وجنوب شرق تركيا، وحسب بيان المفوضية الصادر بهذا الشأن اليوم فإن “هذا التمويل سيساعد وزارة التربية الوطنية التركية أيضاً على إدارة البنية التحتية التعليمية”.
وتعمل المفوضية على مواصلة الوفاء بتعهداتها لدعم اللاجئين السوريين الذين يعيشون في تركيا، ووفقا لتعليقات المفوض المكلف شؤون التوسيع وسياسة الجوار يوهانس هان “نتطلع إلى توقيع عقود إضافية في مجالات الصحة والدعم الاجتماعي والاقتصادي في المستقبل القريب”.
ويتم تأمين 70 مليون يورو من الأموال الآنفة الذكر من الصندوق الائتماني الأوروبي الذي أُقيم لمعالجة آثار الأزمة السورية، أما الجزء الأكبر من المبلغ أي 200 مليون يورو، فهو سيحتسب من مجمل مبالغ المساعدات الأوروبية المقدمة للاجئين السوريين بموجب الاتفاق الأوروبي – التركي الذي تم التوصل إليه في آذار/مارس الماضي.
وتقول المفوضية الأوروبية أن معدلات المبالغ المخصصة أو التي صرفت بالفعل لصالح اللاجئين السوريين هذا العام قد وصلت إلى 2.2 مليار يورو، من أصل 3 مليار تم الاتفاق عليها مع أنقرة بموجب اتفاق آذار/مارس والذي يهدف إلى معالجة أزمة الهجرة واللجوء بشكل مشترك.
وقد نص الاتفاق، في بعض بنوده، على أن يقدم الاتحاد الأوروبي أموالا تصل إلى 3 مليار يورو لتحسين حياة اللاجئين في تركيا خلال عامين، على أن يصل المبلغ إلى 6 مليار خلال السنوات اللاحقة، مقابل أن تحتفظ تركيا بهم على أراضيها وتضبط حدودها البحرية والبرية لمنع تسربهم إلى أوروبا.
الصراع في سوريا: بوتين يعلن اتفاق روسيا وتركيا وإيران والأسد على إجراء محادثات سلام في استانة عاصمة كازاخستان
بوتين: عملية الإجلاء من حلب ما كان يمكن أن تتم دون مساعدة روسيا وإيران وتركيا والأسد
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا وإيران وتركيا والرئيس السوري بشار الأسد اتفقوا على إجراء محادثات سلام لحل الصراع في سوريا في استانة عاصمة كازاخستان.
ولم يشر بوتين، في مؤتمر صحفي يعقد سنويا واستمر 4 ساعات، إلى مشاركة المعارضة السورية في المحادثات.
وتوقع جينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي في وقت سابق الجمعة عقد المحادثات في مدينة استانة منتصف يناير / كانون الثاني المقبل.
وأضاف بوتين أن “عملية الإجلاء من حلب ما كان يمكن أن تتم دون مساعدة روسيا وإيران وتركيا أو حسن النوايا من جانب الأسد” موضحا أن “الخطوة التالية في سوريا يجب أن تكون وقف إطلاق النار في شتى أنحاء البلاد”.
وكان الجيش السوري قد أعلن مساء الخميس السيطرة الكاملة على مدينة حلب، أكبر مدن سوريا، بعد خروج آخر فوج من مسلحي المعارضة منها.
ويعد السيطرة على حلب أكبر نصر يحققه الرئيس السوري بشار الأسد ضد المعارضة منذ اندلاع الصراع في بلاده قبل نحو 6 سنوات.
وبحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فقد “خرج كافة المدنيين الذين يرغبون في مغادرة الشطر الشرقي من حلب”.
ونقل المدنيون والمسلحون الذين غادروا حلب إلى مناطق أخرى خاضعة لسيطرة المعارضة في ريف غرب حلب ومحافظة إدلب.
وجاء إجلاء مسلحي المعارضة من الشطر الشرقي في حلب ضمن اتفاق برعاية روسيا وإيران بين الحكومة السورية والمعارضة.
ويقضي الاتفاق بخروج المسلحين والمدنيين من حلب مقابل إجلاء المرضى والمصابين من قريتي كفريا والفوعة الشيعيتين المحاصرتين من قبل المعارضة.
وكانت حلب تعد المركز التجاري والصناعي في البلاد قبل بدء الانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في عام 2011.
وظلت طوال الأعوام الأربعة الماضية مقسمة إلى جزئين، الغربي منها بيد القوات الحكومية والشرقي بيد مسلحي المعارضة.
وتمكنت القوات الحكومية من تعدي خطوط التماس وتغيير هذا الواقع بمساعدة ميليشيات مدعومة من إيران وضربات جوية روسية، وفرضت حصارا على الأحياء الشرقية في حلب بدءا من سبتمبر/أيلول ثم قامت بهجوم شامل في الأسابيع اللاحقة.