أحداث الجمعة 29 أيلول 2017
قمة أنقرة لـ «ضبط ساعة» الأمن الإقليمي
لندن، نيويورك – «الحياة»
على خلفية تصعيد روسي- أميركي لافت في سورية واستفتاء إقليم كردستان العراقي، التقى الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان مساء أمس في القصر الرئاسي في أنقرة. وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف إن الزعيمين يحاولان «ضبط الساعة»، لا سيما «في شأن مسائل ضمان الأمن الإقليمي التي تتعاون فيها موسكو وأنقرة، وعلى رأسها الملف السوري». وأشار إلى أن لدى بوتين أهدافاً براغماتية في ظل التعاون الوثيق جداً بين الطرفين. ويأمل أردوغان وبوتين في أن يؤدي تطبيق نظام «خفض التوتر» إلى تسوية سياسية شاملة للصراع في سورية. وأفادت الرئاسة التركية بأن العلاقات الثنائية بين روسيا وتركيا والقضايا الإقليمية، وعلى رأسها سورية والعراق، إضافة إلى صفقة أنظمة الدفاع الجوي «أس-400» التي تعتزم أنقرة شراءها من موسكو، احتلت جدول أعمال محادثات الرئيسين (للمزيد).
ووصل بوتين ليل أمس إلى مطار إسينبواغ في أنقرة قبيل التوجه إلى القصر الرئاسي وسط العاصمة حيث استقبله أردوغان. وتطرقت المحادثات إلى تفاصيل بيع روسيا منظومة «أس-400» الدفاعية إلى تركيا، وصفقة محطة «أق قويو» للطاقة النووية في تركيا، والخط التركي لنقل الغاز الروسي. وقال أردوغان إن تركيا وقعت عقداً لشراء منظومة «أس-400»، موضحاً في خطاب في أنقرة قبل أيام: «اتخذنا الخطوات اللازمة في هذا المعنى. تم وضع تواقيع، وبإذن الله ستكون (أنظمة) أس-400 في بلادنا». وبحث الرئيسان تسوية مسألة تمويل الصفقة. وأفادت وزارة الدفاع التركية بأن تسليم هذه الأنظمة سيستغرق عامين على الأقل. أما الملف الساخن الآخر على طاولة المحادثات، فكان الاستفتاء حول استقلال كردستان العراق الذي اعترضت عليه أنقرة بشدة وهددت بفرض إجراءات عقابية على أربيل.
وتشهد العلاقات بين موسكو وأنقرة تحسناً ملحوظاً منذ 2016، بعد أزمة ديبلوماسية خطيرة نجمت عن إسقاط طائرة حربية تركية قاذفة روسية على الحدود مع سورية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015.
في موازاة ذلك، تصاعدت حدة الإدانات الدولية للغارات الجوية الروسية على محافظة إدلب. وذكرت مصادر في المعارضة أن حوالى 150 مدنياً قتلوا خلال الأيام القليلة الماضية نتيجة الحملة الجوية. وحذروا من أن روسيا والقوات النظامية السورية تطبق سيناريو حلب في إدلب. إلا أن موسكو نفت سقوط هذه الأعداد، موضحة أنها تحرص على تجنب المدنيين. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف في بيان، إن الطائرات الروسية التي تعمل في إدلب استهدفت المسلحين ومعداتهم في الأسبوع الماضي. ووزعت وزارة الدفاع الروسية لقطات صُورت بطائرات من دون طيار لما قالت إنها ضربات جوية ضد عناصر من «تحرير الشام» و «النصرة» في إدلب. وأظهرت لقطات باللونين الأبيض والأسود صواريخ تُصيب معدات عسكرية والآثار المترتبة على الغارات.
في غضون ذلك، قال يان إيغلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سورية، إنه ليس واضحاً من نفذ هذه الهجمات على إدلب، لكنه أضاف أن الهجمات جزء من نهج متصاعد لمهاجمة «شرايين الحياة الإنسانية» بما في ذلك المستشفيات وسيارات الإسعاف والعاملون في المجال الطبي. وأضاف للصحافيين: «نحتاج في شكل عاجل إلى نظام إخطار عملي ومحترم لهذه المنشآت المحمية تحترمه الأطراف المسلحة»، على رغم إقراره بأن بعض وكالات الإغاثة تعزف عن تقديم إحداثيات مواقعها للأطراف المتحاربة.
ونددت فرنسا بالغارات على إدلب، ودعت موسكو إلى وقفها. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية أنييس روماتي- إسبانيه، إن «فرنسا تندد بالقصف الجوي الذي نفذته قوات (الرئيس السوري) بشار الأسد وحلفاؤها في الأيام الأخيرة واستهدف مدنيين ومستشفيات في منطقة إدلب وشمال حماة. هذه الأفعال انتهاك لقانون حقوق الإنسان الدولي». وتابعت أن «فرنسا تدعو روسيا وحلفاءها في دمشق إلى احترام الالتزامات التي اتخذت في آستانة ومنع مواصلة هذه الغارات». وتسيطر «هيئة تحرير الشام» التي تعد «جبهة النصرة» أبرز مكوناتها، منذ 23 تموز (يوليو) على الجزء الأكبر من محافظة إدلب مع تقلص نفوذ الفصائل الأخرى.
إلى ذلك، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بحدوث اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية و «داعش» بالقرب من جنوب منطقتي الشولا وكباجب على طريق دير الزور– دمشق، والذي يعتبر الشريان الرئيسي لمدينة دير الزور التي تسيطر القوات النظامية على أجزاء واسعة منها.
وأفاد «المرصد» بأن هجوم «داعش» أسفر عن قطع الطريق الرئيسي بين دير الزور وتدمر، لكن مصدراً عسكرياً سورياً نفى ذلك.
«داعش» يلتف على محاصرته بقطع طريق دير الزور – دمشق
لندن – «الحياة»
أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بحدوث اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وحلفائها من ناحية وعناصر تنظيم «داعش» من ناحية أخرى بالقرب من جنوب منطقتي الشولا وكباجب على طريق دير الزور – دمشق، والذي يعتبر الشريان الرئيسي لمدينة دير الزور التي تسيطر القوات النظامية على أجزاء واسعة منها. ويحاول «داعش» من خلال الهجوم قطع طريق دير الزور- دمشق وإيقاع أكبر عدد من الخسائر البشرية الممكنة في صفوف القوات النظامية. وتترافق الاشتباكات مع قصف مكثف ومتبادل بين طرفي القتال. ويتزامن هذا القتال في بادية دير الزور الغربية، مع هجوم عنيف لـ «داعش» على منطقة المريعية في شرق مدينة دير الزور، ترافق مع تفجير التنظيم لعربة مفخخة استهدفت مواقع لقوات النظام في المنطقة القريبة من مطار دير الزور العسكري.
وتمكنت القوات النظامية صباح أمس من استكمال السيطرة على أجزاء من طريق دير الزور– البصيرة الواقع على الضفاف الشرقية لنهر الفرات. وأتاح لها هذا التقدم الهام استكمال الطوق ومحاصرة «داعش» بمدينة دير الزور في شكل كامل بالإضافة إلى محاصرته في قرية الحسينية وما تبقى له من مناطق على الضفاف الشرقية قبالة مدينة دير الزور، وبهذا يصبح التنظيم محاصراً من قبل قوات النظام و «قوات سورية الديموقراطية».
من جانبه، أعلن «داعش» مقتل جندي روسي وأسر اثنين في دير الزور. وذكرت وكالة «أعماق»، الناطقة باسم التنظيم أمس، أن «جندياً روسياً قتل خلال معارك في بلدة الشولا في صحراء دير الزور الغربية». وأضافت أن عناصر التنظيم أسروا اثنين من القوات الروسية وثالثاً من القوات النظامية في البلدة. وشن التنظيم هجوماً واسعاً على مواقع القوات النظامية في بلدتي الشولا وكباجب في صحراء دير الزور الغربية. وسيطر التنظيم على البلدة، وقتل حوالى 33 عنصراً من قوات النظام خلال المعارك، بحسب «أعماق»، إضافة إلى مقتل 15 عنصراً وإصابة آخرين في هجوم بسيارة مفخخة في قرية المريعية جنوب شرقي دير الزور. وتعتبر بلدة الشولا إستراتيجية كونها واقعة على أوتوستراد دمشق- دير الزور.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت، الأحد الماضي، عن مقتل اللفتنانت جنرال فاليري أسابوف في قصف قرب دير الزور، إثر قذيفة أطلقها التنظيم على مركز قيادة تابع لقوات النظام.
وقال الجنرال فاليري جيراسيموف رئيس هيئة الأركان الروسية إن أسابوف كان «مُعاراً» للحكومة السورية كقائد عسكري ويعمل في الجيش السوري في شكل رسمي.
وأوضح أن أسابوف (51 سنة) كان رئيساً لأركان القوات الروسية في سورية ثم شغل بعد ذلك منصب قائد الفيلق السوري الخامس للمتطوعين.
ومعروف أن الفيلق الخامس للمتطوعين سُلح بأسلحة روسية منذ تشكيله في أواخر عام 2016 وأن مستشارين من الروس عملوا فيه لكن أياً من دمشق أو موسكو لم تعلن من قبل أن قيادة الفيلق روسية.
وأكد المندوب السوري الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري، أن الأميركيين زجوا بكامل قواتهم في دير الزور، لمسابقة الجيش السوري بدلاً عن محاربة «داعش». وأوضح الجعفري أن عناصر التنظيم انسحبوا «واستعاد الجيش السوري مدينة دير الزور والمواقع المحيطة بها»، إلا أن «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة، أوقف عملياته في الرقة، معقل «داعش» وزج «قوات سورية الديموقراطية» التي يدعمها في دير الزور.
وتساءل الجعفري مستنكراً: «من الذي ضرب موقع الجيش السوري في جبل الثردة في دير الزور في أيلول (سبتمبر) 2016 أي قبل سنة تماماً وتحدثنا عن هذا الموضوع في المجلس… أليس الطيران الأميركي هو الذي قصف موقع الجيش العربي السوري المرابط في دير الزور والذي كان يحمي 300 ألف مدني هناك من داعش».
وأكد المندوب السوري أن ذلك القصف «مكن داعش من السيطرة على الموقع، وقصف مدينة دير الزور على مدار سنة بكاملها».
وشدد الجعفري على أن هذا الأمر تكرر في أيلول الجاري بالدفع بـ «سورية الديموقراطية» إلى دير الزور في الوقت الذي أعلنت فيه وزارتي الدفاع السورية والروسية «أن دير الزور ستتحرر من داعش في غضون أسبوع، وكان جيشنا على أبواب المدينة، وقضى الطيران الروسي والسوري على 850 إرهابياً من داعش تم قتلهم في دير الزور».
تزامناً، أفاد مركز المصالحة الروسي في سورية، بأن عسكريي المركز قاموا أمس بنقل حزمة من الأدوية إلى دير الزور، التي رفع الحصار عنها أخيراً.
وقال الناطق باسم مركز «حميميم» للمصالحة فلاديمير كورزوفاتيخ للصحافيين، «تمكنا اليوم من إيصال أول مجموعة من الأدوية»، موضحاً أن المساعدات الطبية تتضمن مضادات حيوية وأدوية لخفض الحرارة ولعلاج القلب وجهاز الدورة الدموية وكذلك أدوية للأطفال.
حموده صباغ رئيساً لمجلس الشعب السوري
دمشق – أ ف ب
انتخب مجلس الشعب السوري اليوم (الخميس) حموده صباغ رئيساً جديداً له، وهو أول سوري مسيحي يشغل هذا المنصب منذ نهاية الأربعينات.
وفاز صباغ بغالبية 193 صوتاً من إجمال 252 نائباً يشكلون أعضاء البرلمان.
ويحمل صباغ (58 عاماً)، المنتخب نائباً عن محافظة الحسكة (شمال شرقي سورية)، إجازة في الحقوق، وينتمي إلى حزب «البعث العربي الاشتراكي» الحاكم.
ويعد صباغ أول مسيحي ينتخب لهذا المنصب بعد فارس الخوري، والذي انتخب رئيساً لولايتين خلال الانتداب الفرنسي (1920-1946)، ولولاية ثالثة بعد الاستقلال (1946) انتهت في العام 1949.
ويأتي انتخاب صباغ خلفاً لرئيسة مجلس الشعب السابقة هدية عباس، والتي أصدر المجلس بالإجماع في 20 تموز (يوليو) الماضي قراراً بإعفائها من منصبها «نتيجة التصرفات غير الديموقراطية التي تنعكس سلباً على المجلس».
وأجريت الانتخابات التشريعية الأخيرة في سورية في 13 نيسان (أبريل) الماضي، تنافس فيها حوالى 3500 مرشح لشغل 250 مقعداً في اقتراع هو الثاني منذ اندلاع النزاع في البلاد في منتصف آذار (مارس) 2011. وفاز حزب «البعث» وحلفاؤه بغالبية مقاعده.
رئيس وزراء تركيا: الرد على استفتاء الأكراد لن يستهدف إلا من كانوا وراءه
“القدس العربي” – وكالات: قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الجمعة، إن إجراءات تركيا للرد على استفتاء إقليم كردستان العراق على الاستقلال لن تستهدف إلا من قرروا إجراءه.
وأضاف يلدريم في كلمة بإقليم جاناكالي بشمال غرب تركيا، إن أنقرة لن تجعل المدنيين الذين يعيشون في شمال العراق يدفعون ثمن الاستفتاء.
وكانت تركيا قد توعدت باتخاذ خطوات اقتصادية وأمنية وسياسية رداً على الاستفتاء.
روسيا وتركيا تعلنان الاتفاق على وحدة أراضي العراق وسوريا
“القدس العربي”- (وكالات): قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس، إن بلاده وروسيا متفقتان على “أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية والسورية”.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك للرئيس التركي مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، عقب لقائهما في أنقرة، الخميس.
وتطرق أردوغان، إلى استفتاء الانفصال الذي أجرته إدارة إقليم شمال العراق، قائلا “منطقتنا باتت أكثر هشاشة في الآونة الأخيرة، والاستفتاء لا يحمل أي شرعية وفق الدستور العراقي والقانون الدولي”.
وأضاف “لا يحق لأحد الزج بمنطقتنا في النار، وتصعيد التوتر من أجل مصالح شخصية قصيرة المدى”.
وحول الشأن السوري، قال الرئيس التركي “أكدنا مع روسيا مرة أخرى التزامنا بمواصلة الإرادة المشتركة والتعاون الوثيق حيال حل الأزمة السورية بالطرق السياسية”.
من جانبه، أفاد بوتين، أن تشكيل مناطق خفض التوتر في سوريا أعطى زخما لمباحثات جنيف. وأردف “تشكيل مناطق خفض التوتر في سوريا كان صعبا، لكننا حققنا نجاحا كبيرًا بفضل مبادرات الرئيس أردوغان”.
وأعلن الرئيس الروسي أن “الشروط اللازمة” لإنهاء الحرب الدائرة في سوريا منذ 6 سنوات أصبحت متوفرة.
وقال إن روسيا وتركيا تعتزمان “تعميق التنسيق” في ما بينهما من أجل إنهاء الحرب في سوريا، مشددا على أن “الشروط اللازمة” لإنهاء هذه الحرب أصبحت متوفرة.
ووصل بوتين، في وقت سابق من مساء الخميس، إلى العاصمة أنقرة، في زيارة رسمية، واستقبله أردوغان، وسط مراسم رسمية في المجمع الرئاسي بالعاصمة.
مقتل نخبة من جنود النظام في محيط دمشق في سلسلة كمائن لقوات المعارضة
مجزرة للتحالف في الرقة وأخرى لروسيا في إدلب والأمم المتحدة تندد بقصف المستشفيات والمدارس
عواصم ـ «القدس العربي» من عبد الرزاق النبهان وهبة محمد وعبد الحميد صيام: نددت الأمم المتحدة بالغارات الجوية على خمسة مستشفيات ومخزنين للمساعدات الإنسانية في إدلب في سوريا هذا الأسبوع، ودعت لتطبيق نظام يسمح للأطراف المتحاربة بحماية المدنيين والمنشآت الطبية قرب الجماعات «الإرهابية»، وتزامن ذلك مع تصاعد خسائر النظام السوري خلال المواجهات العنيفة مع تنظيم «الدولة» في محافظة دير الزور، وفصائل المعارضة المسلحة شرقي العاصمة دمشق.
فقد قتل 48 عنصرا على الأقل من قوات النظام، وجندي من القوات الروسية، يوم أمس، خلال المعارك المشتعلة بين قوات النظام والقوات الروسية الخاصة من جهة، وتنظيم الدولة في ريف محافظة دير الزور، في ظل تراجع القوات المشتركة عن مواقع كانت قد انتزعت السيطرة عليها سابقا من تنظيم «الدولة» الذي أكد أسر جنديين روسيين في دير الزور، فيما أكدت أرقام المعارضة مقتل أكثر من 70 عنصرا من قوات الفرقة الرابعة في سلسلة تفجيرات على تخوم العاصمة السورية دمشق.
في ذلك الوقت أكدت المعارضة مقتل 150 مدنيا في غارات روسية وسورية على إدلب. وقال عمال إنقاذ من المعارضة إن طائرات روسية وسورية قتلت ما لا يقل عن 150 مدنيا، وأصابت عشرات آخرين خلال أكثر من أسبوع من القصف العنيف جاء بعد توقف الغارات الجوية المكثفة لمدة ستة أشهر، في الأجزاء الخاضعة لسيطرة المعارضة من شمال غربي سوريا، بينما نفت موسكو «المزاعم» بشأن قتل مدنيين في غارات روسية.
من جهة أخرى أفادت مصادر إعلامية لـ»القدس العربي» بأن مقاتلات تابعة للتحالف الدولي ارتكبت مجزرة في مدينة الرقة شمالي سوريا، جراء غارة جوية شنتها على بناء سكني ما أسفر عن سقوط أكثر من ثلاثين قتيلا وعشرات الجرحى، بينما واصل الطيران الحربي الروسي والسوري لليوم العاشر على التوالي استهداف مدينة إدلب وريفها، مما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا والجرحى.
وأوضحت المصادر أن المجزرة التي ارتكبها طيران التحالف الدولي استهدفت بناء سكنيا تقطنه عشرات العائلات في حارة البدو الخاضعة لسيطرة تنظيم «الدولة» في مدينة الرقة.
في غضون ذلك واصل الطيران الحربي الروسي والتابع للنظام السوري حملة القصف المكثف والمستمر لليوم العاشر على التوالي على إدلب وريفها، في خرق لاتفاق خفض التصعيد الذي تم التوصل إليه في العاصمة الكازاخية أستانا.
وتتعرض مدينة إدلب وريفها في شمالي سوريا منذ 20 أيلول/ سبتمبر الجاري، لحملة قصف جوي مكثف من قبل الطيران الحربي الروسي والسوري التابع لنظام بشار الأسد، وذلك على الرغم من اتفاق «خفض التصعيد» الذي شمل عددا من المناطق وتم التوصل إليه في العاصمة الكازاخية أستانا، والذي شمل مدينة إدلب وريفها ضمن الاتفاق.
الأمم المتحدة تندد بالغارات الجوية على المستشفيات والمدارس في إدلب السورية
مجلس الأمن يستمع إلى تقرير حولها ودي ميستورا يدعو المعارضة للتحدث بصوت واحد
عبد الحميد صيام
نيويورك (الأمم المتحدة) – «القدس العربي»: أدانت الأمم المتحدة غارات جوية على خمسة مستشفيات ومخزنين للمساعدات الإنسانية في إدلب في سوريا هذا الأسبوع ودعت لتطبيق نظام يسمح للأطراف المتحاربة بحماية المدنيين والمنشآت الطبية قرب الجماعات «الإرهابية».
وقال يان إيغلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا إنه ليس واضحاً من نفذ هذه الهجمات لكنه أضاف أن الهجمات جزء من نهج متصاعد لمهاجمة «شرايين الحياة الإنسانية» بما في ذلك المستشفيات وسيارات الإسعاف والعاملون في المجال الطبي. وقال للصحافيين «نحتاج بشكل عاجل لنظام إخطار عملي ومحترم لهذه المنشآت المحمية تحترمه الأطراف المسلحة» رغم أنه أقر بأن بعض وكالات الإغاثة تعزف عن تقديم إحداثيات مواقعها للأطراف المتحاربة.
وقال مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، إن سوريا مازالت تواجه تحديات صعبة وعميقة، وإن الشعب السوري مازال عالقاً في دائرة عنف مغلقة يجب كسرها.
وأضاف في جلسة مجلس الأمن الدولي التي عقدت عصر الأربعاء بتوقيت نيويورك، أنه فيما يتم إحراز تقدم على مستوى مناطق خفض التوتر منذ اتفاق الرابع من أيار/ مايو الماضي، هناك تقارير مقلقة حول الهجمات الجوية الأخيرة على إدلب وحماة التي أسفرت عن أعداد كبيرة من القتلى والجرحى وتدمير في البنية التحتية: «أشارت التقارير إلى أن غارة جوية وقعت بالأمس في منطقة وادي الزيب في ريف حماة، قد تسببت في مقتل حوالي ثمانين شخصاً كانوا يفرون من داعش. أنا قلق بشكل خاص حيال تقارير تفيد بضرب الغارات الجوية للمدارس والمستشفيات في إدلب. لقد أخبرنا شركاؤنا أن ثلاثة مستشفيات في كفرنبّل وخان شيخون وحيش، توقفت عن العمل تماماً مما ترك أكثر من نصف مليون نسمة بدون رعاية صحية».
مارك لوكوك الذي يتحدث لأول مرة أمام مجلس الأمن الدولي بصفته وكيل الأمين العام للإغاثة الطارئة، أشار إلى المعارك الجارية في الرقة ودير الزور ضد داعش، قائلاً إنها أدت إلى رفع مستوى العنف. وأوضح أنه مع تغير خطوط التماس، فإن إمكانيات الوصول الإنساني إلى المحتاجين تتغير: «بعد استعراض شامل من قبل الأمم المتحدة، فإن دير الزور وثلاثة وتسعين ألفاً وخمسمئة شخص يعيشون في المدينة، أزيلوا من قائمة المحاصرين. أربعمئة وتسعة عشر ألفاً وتسعمئة وعشرون شخصاً، معظمهم من الأطفال وفقا لليونيسف، مازالوا محاصرين في عشرة مواقع عبر سوريا. من بين هؤلاء، خمسة وتسعون في المئة محاصرون من قبل الحكومة السورية. واثنان في المئة (في الفوعة وكفريا) محاصرون من قبل جماعات مسلحة من غير الدول. وثلاثة في المئة في اليرموك، محاصرون من قبل الحكومة السورية والجماعات المسلحة من غير الدول على حد سواء. وفيما ينخفض عددهم، إلا أن محنة المحاصرين مازالت قاسية. ينبغي رفع الحصار عن هذه المناطق».
وتطرق مارك لوكوك إلى العوائق البيروقراطية من كل الأطراف، داعيا إلى إزالتها للتمكن من الوصول إلى جميع المحتاجين. وقال إن الوضع مازال خطيراً بالنسبة لعمال الإغاثة في سوريا الذين يواجهون مخاطر العنف كل يوم، مشيراً إلى أن العشرات منهم لقوا حتفهم منذ بدء الصراع.
هذا وأشار وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية إلى أن خطة الاستجابة الأممية لعام 2017 مازالت تعاني من نقص كبير في التمويل، داعياً إلى تجديد الدعم الدولي والوفاء بالتعهدات.
ورحب ستافان دي ميستورا، المبعوث الخاص للأمين العام لسوريا، في مداخلته أمام مجلس الأمن بإنشاء أربع مناطق للتخفيف من حدة التصعيد الناجمة عن اجتماعات عمان واستانا جنباً إلى جنب مع مناطق نزع السلاح التي توسط فيها الاتحاد الروسي، ووصفها بأنها خطوة مهمة في الجهود المبذولة لكبح العنف. وقال إن تنظيم «الدولة (داعش) يتعرض للضرب بينما تتقدم قوات الحكومة السورية في ريف حماة وحمص الشرقي». وفي الوقت نفسه، حققت قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي مزيداً من التقدم ضد تنظيم داعش»، حيث سيطر على معظم مدينة الرقة».
وقال المبعوث الخاص للامم المتحدة إنه فى الوقت الذى تحقق فيه بعض التقدم فان الوضع فى سوريا ما زال هشاً ويتعرض بشدة للتراجع، وحث الجانبين على تقييم الوضع بشكل واقعي ومسؤول والعودة إلى محادثات جنيف، الذي ينوي عقدها في تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
وأعرب دي ميستورا عن قلقه إزاء الهجوم الذي شنته جبهة النصرة في مقاطعتي إدلب وحماة، مشيراً إلى أنه منذ أول نيسان/أبريل، قصفت الغارات الجوية بعض المدنيين والهياكل الأساسية المدنية. واضاف «لذلك فان الوضع بعيد عن الكمال او المثالي».
وقال إنه يتعين القيام بالمزيد لحماية المدنيين وضمان بقاء سوريا موحدة. وأضاف أن من واجب الحكومة أن تشارك حقا في المفاوضات مع المعارضة. «والآن، بعد أن بدأت هزيمة الإرهاب في سوريا، الوقت قد حان لعملية حقيقية وشاملة. يجب حث الحكومة على أن تظهر بالقول والعمل على أنها تريد حقاً إجراء مفاوضات. يجب أن تركز المناقشات على تشكيل حكم شامل، ووضع جدول زمني لدستور جديد، وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة». وأضاف المبعوث الخاص أن على المعارضة إعطاء إشارة واضخة أنها تريد التحدث بصوت واحد في مفاوضات حقيقية مع الحكومة، مضيفاً: «لا أحد يطلب من المعارضة التوقف عن كونها معارضة، ولكننا نحث المعارضة أن تدرك أنها ستكون أكثر مصداقية وفعالية عندما تقف معا، وتظهر استعدادا للأخذ والعطاء».
«على الرغم من أن هناك بعض التخفيف من حدة العنف في سوريا، فهذا ليس الوقت المناسب للإرتياح»، قالت السفيرة الأمريكية نيكي هيلي في جلسة مجلس الأمن المخصصة لسوريا. «إن العمل السياسي يجب أن يسير بالتوازي مع جهودنا الرامية إلى تخفيف حدة التصعيد، وبدون حل سياسي سيستأنف العنف وأي مكاسب ضد داعش ستكون مؤقتة فقط . أي اتفاقات على الورق في أستانا لن تنجح وسيظل الشعب السوري ضعيفاً ويتناقض مع بعضه البعض بدون عملية سياسية يستطيع فيها النظام والمعارضة أن يشاركا بحسن نية ولكن النظام السوري يرفض أن يأتي إلى طاولة المفاوضات بحسن نية».
والولايات المتحدة ملتزمة بإيجاد حل في سوريا وقالت هيلي «وعلينا أن نزيد من إيصال المساعدات الإنسانية إلى المجتمعات المحاصرة للمعاناة. وعلينا أن نحمل النظام مسؤولية منع وصول المساعدات لكن الحل الدائم الوحيد في سوريا والسبيل الوحيد لإنهاء العنف وهزيمة الإرهاب هو من خلال انتقال سياسي، لا يسمح للنفوذ الإيراني بأن يحل محل داعش أو الأسد في السلطة. وإذا استمرت الحرب الأهلية، سيعاني المزيد من الناس ومكاسبنا ضد داعش لن تفتح الباب أمام المتطرفين الآخرين الذين يسعون لاستغلال الصراع . نقدم لكل الذين إستجابوا لنداء المأساة الإنسانية في سوريا شكرنا واحترامنا ولكن يجب ألا ننسى – ولن ننسى – ما هو مطلوب لحل هذه الأزمة حقا: عملية سياسية حقيقية يمكن من خلالها للشعب السوري أن يكسب قدرته على ضمان سلامته وتحديد مستقبله».
النظام السوري يتمسك بإدارة معبر نصيب ويغري الفصائل بالثلث
عدنان علي
عُقد أخيراً في العاصمة الأردنية عمّان، لقاء بين وجهاء وفاعليات من مدينة درعا السورية، جنوبي البلاد، ووفد أردني، بحث إمكانية إعادة فتح معبر نصيب الحدودي بين سورية والأردن، وذلك بعد أقلّ من ثلاثة أشهر من دخول اتفاق “خفض التصعيد” حيز التطبيق جنوبي البلاد.
في هذا السياق، قال عضو وفد المعارضة إلى اجتماع عمّان، خالد المحاميد، إن “اللقاء جمع فاعليات أساسية من مدينة درعا مع ممثلين للحكومة الأردنية لبحث إمكانية فتح المعبر”. وأوضح في حديثٍ لـ”العربي الجديد”، أن “وفد درعا أصرّ على أن يكون المعبر في حال فتحه، تحت سيطرة فصائل المعارضة من دون أي وجود عسكري أو أمني للنظام”.
وأكد محاميد أن “اللقاء التشاوري الذي عُقد في عمان خلال الأيام الماضية لم يسفر عن التوصل إلى أي اتفاق”، مشيراً إلى أنه “سيتم تشكيل لجنة من أبرز الفاعليات في مدينة درعا، تكلّف بمتابعة التواصل مع الجانب الأردني حول فتح المعبر”. وتوقع أن “تعقد هذه اللجنة أول اجتماع لها مع الجانب الأردني الأسبوع المقبل”.
وأوضح أن “النظام حاول أن يبتز وفد المعارضة بالتلويح بأنه يمكن أن يفتتح معبراً آخر في محافظة السويداء، بديلاً عن معبر نصيب، ما يعني حرمان محافظة درعا من فوائد فتح المعبر والحركة التجارية والبشرية التي ستنشط جراء ذلك”.
وتكوّن وفد المعارضة من ممثلين عن فصائل الجبهة الجنوبية ودار العدل في حوران، ومجلس محافظة درعا الحرّة، وبعض الوجهاء في المدينة. وبالتزامن مع المحادثات التي أجراها وفد قوى المعارضة في عمان، وصل وفد يمثل النظام السوري إلى العاصمة الأردنية، ضمّ خبراء تقنيين، وعقد لقاءات مع المسؤولين الأردنيين بهدف التنسيق لإعادة فتح معبر نصيب، من دون لقاء وفد المعارضة.
من جهته، أفاد قائد فصيل تجمع توحيد الأمة خالد الفراج لـ”العربي الجديد”، بأن “وفد المعارضة متمسك بشدة بأن يبقى المعبر تحت سيطرة فصائل المعارضة”، موضحاً أن “الفصائل التي قدمت الكثير من الدماء للسيطرة على المعبر، لن تسلمه للنظام تحت أي سبب، وهي مجمعة على أن الشرط الوحيد لفتح المعبر هو أن يكون تحت سيطرة الجيش الحر”.
وذكر “تجمع أحرار حوران” أنّ “اجتماعاً عُقد في إحدى قرى درعا بين الوفد المفاوض العائد من عمّان وهيئات ثورية ومدنية في حوران، للتشاور بشأن نتائج اجتماع عمان الخاص بإعادة فتح معبر نصيب”. ونقل التجمّع عن جهاد محاميد، الذي حضر الاجتماع، أن “الدول الإقليمية أخبرتنا خلال الاجتماع في الأردن، بأنّ من الضروري فتح معبر مع المملكة الأردنية الهاشمية، إما من خلال طريق دمشق – درعا الدولي أو من جهة أخرى عن طريق السويداء”.
وأضاف محاميد أنّه “تم استدعاء قادة الجبهة الجنوبية وبعض الشخصيات الاعتبارية في درعا للاجتماع في الأردن، لدراسة إمكانية فتح المعبر، وإدارته مدنياً وإمكانية قبول موظفين حكوميين من دون وجود لعناصر قوات الأسد وأمن الاستخبارات، وأن يكون تسيير أمور المعبر للفصائل الثورية لوقوعه في منطقة خفض التوتر”.
وتابع قائلاً إن “الاجتماع انتهى من دون إعطاء أي موافقة ريثما يتم التشاور بين قادة فصائل الجبهة الجنوبية والهيئات المدنية والمجتمع المحلي في الجنوب السوري، للخروج بتوافق يرضي الجميع مع ضرورة ضمان إخراج المعتقلين كافة وإعادة المهجرين إلى قراهم المحتلة”. وأكد أنه “لم يتم الضغط على المفاوضين من الدول الإقليمية كما يشاع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وإنّما كان الاجتماع للتشاور والاستفسار عن قدرتنا على إدارة المعبر وحمايته”.
وكانت فصائل المعارضة سيطرت على معبر نصيب الحدودي مطلع إبريل/ نيسان 2015، بعد اشتباكات مع قوات النظام، ما دفع الجانب الأردني إلى إغلاق المعبر. غير أن مصادر أخرى في المحافظة، تحدثت عن “وجود بعض المرونة في موقف المعارضة، في مقابل تقاسم الأرباح الناتجة عن فتح المعبر”، مشيرة إلى أن “الجانب الأردني اقترح أن تكون منطقة المعبر تحت سيطرة النظام، والموظفون القائمون عليها من أبناء المنطقة المنشقين عن النظام، فيما يكون طريق الجمرك وحتى بلدة خربة غزالة (بطول 18 كيلومتراً) تحت سيطرة الجيش الحر، على أن يتم تقاسم العائد المادي مثالثة بين أهالي المدينة والنظام والجانب الأردني”. وأشارت المصادر إلى أن “الجانب الأردني اشتكى من خسائر قُدّرت بأكثر من 1.1 مليار دولار نتيجة إغلاق المعبر”. وأضافت أن “وفد النظام يصرّ على أن يدير المعبر موظفون من طرفه، وأن يتم رفع علمه على مبنى المعبر وأن تؤمن فصائل المعارضة حماية المعبر والطريق المؤدية إليه حتى بلدة خربة غزالة، مقابل أن تحصل على حصة من عائدات المعبر تقدر بالثلث”.
وبالتزامن مع عقد هذه الاجتماعات، بدأ الجانب الأردني في صيانة مكاتب معبر جابر الحدودي مع سورية، المقابل لمعبر نصيب. ودعا بيان وزعته نقابة أصحاب مكاتب التخليص في معبر جابر، يوم الأربعاء، أعضاء النقابة للتوجه إلى المعبر لتفقد مكاتبهم قبل تسليم مفاتيحها لمندوب النقابة لإجراء عمليات الصيانة.
وأوضح البيان أن “يوم الأربعاء هو اليوم الوحيد المسموح فيه بدخول أصحاب المكاتب إلى مركز جمرك جابر”، لافتاً إلى أن “الصيانة لا تعني أن يكون هناك موعد محدد لفتح المعبر”. وكانت مصادر قريبة من النظام السوري قد ذكرت أن “فصائل درعا وافقت على تسليم المعبر للنظام السوري في مقابل الإفراج عن 100 من الأسرى والمعتقلين في السجون السورية”.
من جهتها، دعت وزارة الدفاع الروسية المعارضة السورية، الاثنين الماضي، إلى “فتح معبر نصيب الحدودي”. وجاء في بيان للمركز الروسي لتنسيق المصالحة في سورية التابع لوزارة الدفاع الروسية: “نطلب من قادة المعارضة المسلحة والجانبين الأميركي والأردني ورئاسة مكاتب الأمم المتحدة بمدينتي دمشق وعمّان، مساعدة الحكومة السورية على حل مسألة إعادة فتح معبر نصيب الجمركي”. وترافقت الاجتماعات في عمّان مع اعتصامات شعبية في محافظة درعا، طالبت بأن “يكون لأصحاب الأراضي التي ستمر من خلالها البضائع والشاحنات بين الأردن وسورية رأي في فتح المعبر”.
واعتصم العديد من الأهالي على الطريق الدولي دمشق ـ عمّان مطالبين بالسماح لأهالي القرى والبلدات الذين هُجّروا منها قسراً منذ سنوات، والمقدّر عددهم في تلك المنطقة بنحو مائة ألف نسمة بالعودة إلى ديارهم. وطالبوا قوى المعارضة بأخذ مطالبهم بعين الاعتبار في أي تسوية تخصّ فتح معبر نصيب، وفي مقدمتها إعادة المهجرين قسراً إلى قراهم وبلداتهم من دون قيد أو شرط، والإفراج عن المعتقلين، مهددين بمواصلة الاعتصام وقطع الطريق الدولية بين سورية والأردن.
وقال ممثلون عن الأهالي إن “رسالتهم إلى قادة كتائب المعارضة هي أن معبر نصيب لن يعمل قبل تحقيق شروطهم، مهما كان الثمن”. وذكر بيان للمعتصمين أن “المعتصمين أنهوا المرحلة الثانية من اعتصام مهجري الكرامة، الذي جرى على الطريق الدولي فوق جسر أم المياذن في الريف الشرقي من درعا، وعلى بعد عشرات الأمتار من معبر نصيب الحدودي مع الأردن”.
وطالب البيان بـ”إخراج جميع المعتقلين وإعادة المهجّرين من أبناء القرى المحتلة”، مشيراً إلى أنّ “هناك خطوات ومراحل أخرى لن يتم التصريح عنها، ونحن بصدد العمل بها، وتأتي المراحل المقبلة بناءً على استجابة المفاوضين لمطالبنا”.
وتابع البيان أنّ “معبر نصيب لن يفتح أبداً دون ضمانات بعودتنا، ولن تكون عودتنا هي البند الأول، وإنّما البند الأول هو إخراج جميع المعتقلين من سجون قوات الأسد، ونحن ننفي نفياً قاطعاً ما أشيع في الآونة الأخيرة عبر مواقع الوكالات الروسية سبوتنيك ونوفوستي، بأنّه تم الاتفاق على إخراج 100 معتقل مقابل فتح المعبر”.
وكان وزير الإعلام الأردني، محمد المومني، قال أخيراً إن “الوضع جنوبي سورية أصبح في حالة استقرار متنام، ما يؤسس لفتح المعابر بين الدولتين”، وأن “العلاقة بين البلدين اتخذت منحى إيجابياً، ما أدى إلى عودة كثير من اللاجئين السوريين إلى بلادهم”.
كما كشفت مصادر أن “الحكومة الأردنية تحاول الحصول على موافقة جميع الفصائل الفاعلة في الجنوب، خصوصاً تلك المنتشرة من جهة القرى القريبة للمعبر، وذلك تجنباً لحدوث خلافات في ما بين الفصائل المعارضة على العائدات المالية التي يفترض أن تحصل عليها لقاء تأمينها الطريق من الحدود الأردنية إلى أقرب نقطة تنتشر فيها قوات النظام، وهي بلدة خربة غزالة. كما تسعى الحكومة الأردنية لتفادي أي تصادم بين الفصائل و(هيئة تحرير الشام) في حال فتح المعبر”.
الغارات تتلاحق على إدلب و”داعش” يستعيد المبادرة في ديرالزور
واصل الطيران الحربي الروسي قصف المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في إدلب وحماة، واتسعت حملة القصف الجوي المستمرة منذ أكثر من أسبوع لتشمل قرى وبلدات في ريف حلب، على الرغم من إعلان عدد من الشخصيات المعارضة وقياديين عسكريين، الخميس، عن التوصل إلى هدنة في الشمال السوري بعد اللقاء الرئيسين التركي والروسي في أنقرة.
واستهدف الطيران الروسي، الجمعة، محيط بلدة الشغر وأطراف الغسانية وبلدة بداما في ريف جسر الشغور بالصواريخ، فيما قال “مركز إدلب الإعلامي”، إن الطيران الروسي أغار على محيط بلدة معرزيتا وبلدة الطبايق وأطراف بلدة البارة، في ريف إدلب.
من جهته، قال “الدفاع المدني” في بلدة التمانعة، إن طائرات حربية شنت ثلاث غارات بالقنابل العنقودية على بلدة الهبيط، جنوب إدلب، ما أدى لمقتل ثلاثة مدنيين، وجرح عشرة أخرين معظمهم نساء وأطفال، فيما تعرضت قرية كفر جالس (شمال) لعدة غارات ما أدى لمقتل امرأة وجرح أخرين.
وصعّد الطيران الحربي الروسي غاراته على مدينة إدلب وريفها، ضمن الحملة التي بدأها على المنطقة منذ 19 أيلول/سبتمبر الحالي، ويأتي تواصل القصف بعد لقاء الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، الذي يزور أنقرة لبحث الملف السوري.
على صعيد متصل، قتل ثلاثة مدنيين وجرح ستة آخرون، الجمعة، بقصف روسي استهدف ثلاث بلدات في ريف حلب الغربي، وقال “الدفاع المدني”، في بيان مقتضب، إن ثلاثة مدنيين قتلوا وجرح آخرون، بغارتين بالصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية على بلدة أورم الكبرى.
وأضاف، أن بلدة خان العسل، غربي حلب، تعرضت لقصف جوي مماثل، ما أسفر عن جرح طفلة وامرأة، تزامنا مع قصف جوي على مدينة عندان وبلدتي حريتان وكفرحمرة، فيما جرح أربعة مدنيين إثر غارة بصواريخ عنقودية استهدفت بلدة كفرناصح.
على صعيد آخر، قتل ستة أشخاص وأصيب 11 آخرين في بلدة بيت سوى في الغوطة الشرقية نتيجة استهدافها من قبل قوات النظام بالمدفعية الثقيلة. وذكر “الدفاع المدني” في الغوطة، الجمعة، أن من بين الضحايا ثلاثة أطفال ووالدهم.
ووثّق “الدفاع المدني” مقتل شخصين وإصابة عشرة أشخاص في مسرابا جراء قصف مدفعي على الأحياء السكنية في المدينة، فيما أصيب عدد من المدنيين في مدينة دوما بجروح، جراء قصف مدفعي استهدف السوق الشعبي.
وفي دير الزور، استعاد “داعش” زمام المبادرة، وشن هجمات معاكسة في البادية السورية، استطاع خلالها استعادة السيطرة على قرى وبلدات على الضفة الشرقية لنهر الفرات، لاسيما الشولا وكباجب، ليتمكن من قطع طريق دمشق ـ دير الزور.
وقال ناشطون، الجمعة، إن التنظيم فجر عربة مفخخة بمدرسة قرية مظلوم، شرق ديرالزور، اتخذتها قوات النظام نقطة تمركز لها في القرية، ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات، فيما استعاد التنظيم السيطرة على نقاط في قريتي مظلوم ومراط شرق نهر الفرات.
وفي السياق، قالت وكالة “أعماق” التابعة للتنظيم إن “جنديًا روسيًا قتل خلال معارك في بلدة الشولا في صحراء دير الزور الغربية”، وأضافت أن مقاتلي “داعش” أسروا اثنين من القوات الروسية وثالثًا من قوات النظام في البلدة.
وشن التنظيم هجوماً واسعاً على مواقع قوات النظام في بلدتي الشولا وكباجب في صحراء، وقتل العشرات من قوات النظام بحسب الوكالة، إضافة إلى مقتل 15 عنصراً وإصابة آخرين في “هجوم استشهادي بسيارة مفخخة في قرية المريعية جنوب شرقي دير الزور”.
“أطباء بلا حدود”: لعدم استهداف المرافق الصحية في إدلب
أفادت منظّمة “أطباء بلا حدود”، في بيان، الخميس، أن المستشفيات تغلق أبوابها في شمال غرب سوريا (بخاصة في محافظة إدلب وشمال محافظة حماه) جرّاء تعرّضها للقصف أو خوفًا منه، وسط تواصل حملة القصف الجوي الروسية على ريفي المحافظتين.
وأشار بيان المنظمة، أن غارة جوية ضربت مستشفى حماه المركزي/شام الذي تدعمه المنظمة ما أدّى إلى توقفه عن الخدمة، فيما قصفت ثلاثة مستشفيات أخرى في محافظة إدلب، ما أدى إلى توقّفها عن الخدمة، في حين أُخلي مستشفيان أساسيان في منطقة جسر الشغور.
وأفاد البيان، أن مستشفى شمس المركزي في محافظة حماة، ونظرًا إلى أنه أحد هياكل الإحالة الرئيسة في جنوب إدلب وشمال حماه، فقد أصبح المرفق الوحيد في المنطقة الذي لا يزال قادراً على إجراء جراحات حيوية، نظرًا إلى تضرّر مستشفيات أخرى في المنطقة أو إخلائها بشكل كامل.
من جهته، قال مدير العمليات في المنظمة بريس دو لا فين، إنه “من البديهي أن المستشفيات غير آمنة، في الوقت الحالي، من عمليات القصف التي تستهدف محافظة إدلب. وإن هذا لأمر مشين. إن الخوف يدفع بالمستشفيات إلى إغلاق أبوابها أو تقليص خدماتها، وسيؤثّر ذلك في الأشخاص كافة.
وأضاف “يجب على أطراف النزاع وعلى داعميهم السياسيين والماليين احترام الالتزامات الكثيرة التي تعهّدوا بها أمام الجمعية العامّة للأمم المتحدة، كما احترام قرارات مجلس الأمن الدولي. وفي حال أراد أطراف النزاع وداعموهم بالفعل احترام مسؤولياتهم بتجنب ضرب منشآت الرعاية الصحية، فبإمكانهم القيام بذلك بكل تأكيد”.
يذكر أن ريفي محافظة إدلب وحماة يتعرضان، منذ نحو عشرة أيام، لحملة قصف جوي عنيفة تنفذها طائرات روسية وأخرى تابعة للنظام السوري، وفيما تنفي موسكو استهداف طائراتها للمدنيين، فإن مصادر في “الدفاع المدني” تحدثت عن سقوط نحو 150 قتيلاً، أغلبهم من النساء والأطفال، جراء الحملة.
النص الكامل لإفادة دي ميستورا حول سوريا بمجلس الأمن
أعلن المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، عزمه على عقد جولة جديدة من محادثات السلام السورية في جنيف “في موعد أقصاه نهاية تشرين الاول اكتوبر أو بداية تشرين الثاني/نوفمبر” مطالباً الأطراف السورية أن تتخلى عن “أوهام الانتصار”.
كلام دي ميستورا جاء خلال جلسة دورية عقدها مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا، الأربعاء، وتنشر “المدن” النص الكامل لإفادة المبعوث الدولي:
ستيفان دي ميستورا
مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا
إحاطة إعلامية مقدَّمة إلى مجلس الأمن
27 أيلول/سبتمبر 2017
السيد الرئيس،
اسمحوا لي أن أطلعكم أولاً على آخر التطورات، ثم أنتقل إلى آفاق المسار السياسي وتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254.
أولاً، ما يحدث على أرض الواقع. أحدثت مناقشات عمان والاجتماعات التي جرت بصورة فعالة جداً في أستانا أربع مناطق لخفض التصعيد – في الجنوب، وفي الغوطة الشرقية، وشمال حمص، وفي محافظة إدلب. ولدينا أيضاً الآن منطقتان أخريان مما يدعى مناطق خفض التصعيد وأُحدثتا بوساطة من الاتحاد الروسي في منطقة عفرين والقلمون الشرقية.
بيد أن الوضع، كما تعلمون، ونعلم، لا يزال هشاً. إذ نشعر بالقلق إزاء هجوم جبهة النصرة على محافظتي إدلب وحماة عقب اجتماعات أستانا، وإزاء القتال الشديد الدائر هناك. ومن ذلك بعض الضربات الجوية الأولى في المنطقة منذ نيسان/أبريل، ويُزعم أن بعضها ضرب مدنيين وبنية تحتية مدنية، منها مرافق صحية، فضلاً عن قصف المعارضة الشديد لبلدات مدنية خاضعة لسيطرة الحكومة في حماة واللاذقية. ويساورنا القلق أيضاً إزاء القتال الشديد الدائر في أماكن أخرى. لذا فإن الوضع أبعد ما يكون عن الكمال. ومع ذلك، علينا أن نعترف، ونريد أن نؤكد ذلك من جديد هنا، بأن إنشاء مناطق خفض التصعيد خطوة مهمة جداً في إطار الجهد الرامي إلى تخفيف العنف في سائر البلد. وإننا نرى نتائج هذا الجهد.
تنظيم الدولة الإسلامية في تقهقر. إذ أحرزت القوات الحكومية تقدماً في المنطقة الشرقية من ريف حماة وحمص وفكت ما يسمى الحصار الذي دام ثلاث سنوات والذي هو في الواقع في مدينة دير الزور. كما أن الحكومة والحلفاء عبروا نهر الفرات في الآونة الأخيرة. وفي الوقت نفسه، أحرزت قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي مزيداً من التقدم في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، فسيطرت على معظم مدينة الرقة، بينما أحرز المجلس العسكري لدير الزور بقيادة قوات سوريا الديمقراطية تقدماً في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية على الضفاف الشرقية لنهر الفرات. وقد ورد أن الحكومة وحلفاءها زادوا من غاراتهم على مواقع قوات سوريا الديمقراطية. وتشارك جماعات المعارضة المسلحة أيضاً في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في درعا. وأود أن أُذكر هنا – وهذا هو المكان الأنسب للتذكير – بنداءات الأمم المتحدة من أجل حماية المدنيين في إدلب ودير الزور والرقة وفي أماكن أخرى، حيث لا يزال القتال دائراً.
وفي خضم هذا العمل العسكري المكثف، على الرغم من أننا جميعاً نعترف بأن قتال تنظيم الدولة الإسلامية أمر هام، علينا أن نتذكر أنه لا يمكن معاقبة المدنيين مرتين: مرةً لأنهم كانوا أصلاً تحت حكم تنظيم الدولة الإسلامية، ومرةً أخرى لأنهم، لسوء حظهم، في المكان الذي يدور فيه القتال. وأود أن أشدد على ضرورة عمل المزيد في ميدان حماية المدنيين: يجب عمل المزيد من أجل حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية من الهجوم العسكري، والعمل على ضمان الوصول الآمن والمستمر ومن دون عوائق إلى جميع المدنيين المحتاجين في سوريا، أينما كانوا. وستسمعون المزيد من زميلي مارك لوكوك فيما يخص آخر التطورات الإنسانية.
لكن اسمحوا لي أن أؤكد على وجه التحديد مسألة المحتجزين والمختطفين والمفقودين. فالآلاف منهم حسب رواية أسرهم لا يزالون في عداد المفقودين أو المخطوفين أو المحتجزين. لم نر أي تقدم بشأن هذه المسألة – لا في أستانا، رغم عدة محاولات وآمال؛ ولا في جنيف. فهناك عدد كبير جداً من الأسر السورية التي تعاني من غياب جميع أقاربهم المحتجزين أو المفقودين، وتفتقر في المقام الأول إلى معلومات عن مصيرهم. بل لا تدري هذه الأسر هل هم على قيد الحياة أم لا. ولقد حان الوقت لمعالجة هذه المسألة الآن باعتبارها إحدى الأولويات الرئيسية، لا سيما في هذه الفترة التي نرى فيها حدوث انخفاض في التصعيد.
وآمل أيضاً أن تتحقق نتائج ملموسة في المستقبل القريب بشأن مسألة الأعمال الإنسانية المتعلقة بالألغام – أكره الألغام، لأنني فقدت ثلاثة من زملائي قتلتهم الألغام في أفغانستان وفي العراق. رأيتهم يعملون – وهذا تدبير آخر من تدابير بناء الثقة. وإنني ألاحظ باهتمام الحوار الجاري بين دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام وحكومة سوريا في هذا الصدد.
السيد الرئيس،
ثمة توافق واسع على أن ترتيبات خفض التصعيد يجب ألا تؤدي إلى تقسيم مستتر لسوريا، يجب ألا تؤدي إلى تقسيم مستتر لسوريا، وأن من الواجب الحفاظ على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية بشكل تام. لقد لمست العديد من وجهات النظر المشتركة لدى مئات السوريين الذين نقابلهم بانتظام؛ وأعرب السوريون بجميع خلفياتهم عن رفضهم الشديد لأي تقسيم لسوريا – إقليماً وشعباً.
ولهذا السبب ينبغي أن يشكل خفض التصعيد عاملاً ممهداً لوقف حقيقي لإطلاق النار على نطاق البلد، والعمل على جبهتي الأعمال الإنسانية وبناء الثقة – وهي المسائل المحددة في الفقرات من 12 إلى 14 من قرار مجلس الأمن 2254. ينبغي النظر إلى الجهد المبذول في أستانا – وكذا المبذول في عمان – على أنه الأساس لعملية جنيف متجددة – جهد ينتقل من المحادثات التحضيرية إلى مفاوضات حقيقية بشأن المستقبل السياسي لسوريا على النحو المتوخى في القرار 2254، مع تناول كل السلات الأربع من جدول الأعمال، وعلى النحو الذي رحب به هذا المجلس.
السيد الرئيس،
أشركت كلا الجانبين، وجميع من لهم نفوذ عليهما كذلك، أثناء الجمعية العامة، وهو ما كان مفيداً جداً كالعادة. وحضرت عدداً من الاجتماعات المتعددة الأطراف، منها اجتماع عقده الاتحاد الأوروبي – وأود أن أشكر الاتحاد الأوروبي على تلك المبادرة – مع قطاع عريض من الجهات الفاعلة الدولية. وسنحت لي الفرصة أيضاً لزيارة واشنطن يوم الاثنين، بينما زار نائبي، السفير رمزي، موسكو أمس واليوم. وأعتزم الحفاظ على مستوى عال من التعاون مع جميع البلدان المعنية والأطراف السورية في الأسابيع القادمة.
وسنواصل العمل مع جميع المشاركين في غرفة دعم المجتمع المدني والاستفادة من آراء المجلس الاستشاري للمرأة. وقد أكد لي المشاركون من كلا الجانبين بقوة توقعات قطاع عريض من السوريين من أجل التوصل إلى حل سياسي شامل يجسد مصالح جميع السوريين ويرتكز على حقوق الإنسان، والمساواة، والعدالة. ولا يزالون يسترعون الانتباه إلى الأصوات الغائبة عن العملية السياسية، ومنها أصوات النساء اللواتي يشكلن نصف السكان، إن لم يكن أكثر. ينبغي أن يكون لديهن صوت متساو في القرارات التي تشكل مستقبل بلدهن.
وأود أن أؤكد اليوم اعتزامي الدعوة إلى عقد الجولة الثامنة من محادثات الأطراف السورية في جنيف – ناقشت الأمر مع الأمين العام بالأمس – بعد نحو شهر من الآن، على أن يحدَّد الموعد المضبوط لاحقاً. وينبغي ألا يتأخر الموعد عن نهاية تشرين الأول/أكتوبر أو وقت مبكر جداً من تشرين الثاني/نوفمبر. وأعيد تأكيد هذا الإطار الزمني ليتسنى لجميع المعنيين اغتنام الشهر الحاسم من الآن وحتى ذلك الحين لتهيئة الظروف الملائمة لتكون تلك المحادثات مفيدة على نحو خاص. وإني أدعو الجانبين كليهما – وأكرر الجانبين كليهما – إلى تقييم الحالة بواقعية ومسؤولية تجاه شعب سوريا والتحضير بجدية للمشاركة في محادثات جنيف بدون شروط مسبقة، نعم بدون شروط مسبقة. واسمحوا لي أن أشرح بالضبط ما نعنيه من ذلك.
نعتقد أن الحكومة لديها مصلحة، بل وعليها في الواقع واجب، إزاء التفاوض بصورة حقيقية مع المعارضة التي أشار إليها هذا المجلس بالاسم في القرار 2254. وحتى الآن، ربطت الحكومة استعدادها للانتقال من المحادثات إلى مفاوضات حقيقية بمسألة وحدة المعارضة، وبالتزامٍ بمبادئ أساسية معيّنة. أعرف أيضاً مدى الأهمية التي توليها الحكومة لمسألة الإرهاب ومكافحة الإرهاب. لكن الظرف الراهن بالذات، الذي بدأ فيه دَحْر الإرهاب في سوريا – ونحن نشهد ذلك بأعيننا – هو الوقت الذي نحتاج فيه إلى الحفاظ على المكاسب المحققة على الأرض وتعزيزها من خلال عملية سياسية حقيقية وشاملة – يُسترشد فيها بالقرار 2254.
لذا ينبغي حثّ الحكومة على أن تبيّن بالكلمة وبالعمل أنها تريد حقاً تفاوضاً بشأن حكم ذي مصداقية وشامل للجميع على الصعيدين المحلي والمركزي؛ وبشأن جدول زمني وعملية للدستور الجديد؛ وانتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة – كل ذلك مقترناً بصون سيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها – وكل ذلك مقترناً أيضاً بمكافحة الإرهاب وهزمه. ومن الأهمية بمكان أن تعمل الدول الصديقة للحكومة السورية على تشجيعها على إظهار استعدادها للمضي قدماً، بما في ذلك جوهر القرار 2254، وجدول أعمال السّلات، وليس بمجرد عبارات عامة بل بأشياء محددة، تشمل التفاصيل والتسلسل وطرائق التنفيذ. ولن يكون هذا الأمر سهلاً، لكن البدء فيه مطلوب، والأمم المتحدة ستكون في غاية الاستعداد لتكون وسيطاً نزيهاً في التمكين من إجراء مفاوضات حقيقية مع المعارضة.
ونعتقد أيضاً أن المعارضة بدورها لها مصلحة، بل من واجبها، الآن أن تعطي إشارة إلى أنها تريد فعلاً التحدث بصوت واحد وبمنصة مشتركة في مفاوضات حقيقية مع الحكومة بشأن السّلات الأربع وبشأن تنفيذ القرار 2254. ولا أحد يطلب من المعارضة التوقف فجأة عن أن تكون المعارضة – لكننا نحث المعارضة على أن تدرك أنها تجني القدر الأكبر من المصداقية والفعالية حين تقف في صف واحد، وتُظهر الاستعداد للتفاوض، وهو ما يعني أن تأخذ وتعطي.
وقد كان ثمة عمل شاق حقاً اضطلع به مكتبي في هذا الصدد. وهناك الكثير من الأمور التي يمكن البناء عليها. وقد يسّر مكتبي في الفترة من أيار/مايو إلى تموز/يوليه العمل التقني القيّم لمنصات المعارضة الثلاث. وينبغي حثّ المعارضة الآن على أن تغتنم الفرصة التي يتيحها الجهد الذي تبذله المملكة العربية السعودية من أجل عقد مؤتمر أطلق عليه مؤتمر الرياض الثاني الشامل – الذي يحدونا الأمل والثقة في أن يُعقد في تشرين الأول/أكتوبر قبل محادثات جنيف وقبل مؤتمر الأستانة. وينبغي أن يتيح هذا المؤتمر الظرف والمكان لكي تؤكد المعارضة، بتشجيع من الجهات التي لها تأثير عليها – وبعضها موجود في هذه القاعة – أنها تقف في صف واحد، ولتعرض نهجاً استراتيجياً لعملية التفاوض لتحقيق الرؤية التي ظلت دائماً هي الرؤية الواردة في القرار 2254. والأمم المتحدة مستعدة لتقديم المساعدة بأية طريقة ممكنة.
وأود أن أحذر جميع الأطراف من أوهام النصر أو أحلام الطّرق المختصرة. فلا يوجد بديل عن عملية للأمم المتحدة مدعومة دولياً وقائمة في جنيف باعتبارها نهجاً شاملاً وجامعاً من شأنه أن يساعد السوريين أيضاً في إعادة استكشاف حد أدنى من الثقة والتماسك الاجتماعي بعد هذا النزاع المرير.
ونحن بحاجة إلى أن نتذكر مئات الآلاف من الأرواح التي قد أُزهقت وملايين الأشخاص الذين يحملون في أبدانهم ونفوسهم جراح نزاع وحشي. لقد شُرِّد الملايين داخل سوريا أو خارجها، مع أن بعضهم يحاول العودة إلى دياره. ويوجد آلاف من الأشخاص قيد الاحتجاز، في حين اختفى آلاف آخرون أيضاً – كثير منهم دون أثر ودون أن يحرز تقدم في الكشف عن مصيرهم. ودُمرت الهياكل الأساسية – لا سيما الهياكل الأساسية المدنية – على نطاق لا يمكن تصوره. علينا أن نتذكر أيضاً وجود الجماعات الإرهابية المحظورة دولياً، التي وإن أخذت في التقهقر اليوم فقد أظهرت قدرة على الارتداد في أماكن أخرى من العالم وعلى البقاء والانتعاش رغم نكسات الميدان، وهو أمر قد تنجح فيه أو يمكن أن تنجح فيه إذا لم يكن هناك اتفاق سياسي جديد يمكّن المجتمع من الانتقال إلى مستقبل متقَاسم وشامل للجميع وديمقراطي. وتتجلى لي الحاجة إلى معالجة المظالم التي لم تُعالج وتظل قائمة في سوريا من طائفة الأصوات السورية التي لا تصطف لا مع الحكومة ولا مع المعارضة.
ولهذا السبب، حان الوقت – سيدي الرئيس – للتركيز على العودة إلى جنيف، وعلى محادثات الأطراف السورية تحت رعاية الأمم المتحدة – التي تجسدونها. هذا هو المحفل الوحيد الذي يمكن فيه للعملية السياسية الانتقالية التي توخاها هذا المجلس في القرار 2254 أن تتبلور مع الأطراف السورية نفسها، بالاستناد إلى المشروعية الكاملة التي تقدمها الأمم المتحدة وبدعم من المجتمع الدولي. أمامنا شهر حتى تلك المحادثات – فلنعمل جميعاً خلاله ولنغتنمه فرصة لإعداد جيد لتلك المحادثات.
شكراً سيدي الرئيس.
ماذا وراء التصعيد المفاجىء في حلب؟
خالد الخطيب
شهدت مناطق في ريفي حلب الغربي والجنوبي قصفاً جوياً روسياً عنيفاً خلال الأيام الماضية، في ما يبدو أنه توسيع للعمليات العسكرية لروسيا والنظام بعدما كان القصف مقتصراً على إدلب وريف حماة الشمالي.
واستهدفت الغارات الروسية بالصواريخ الفراغية وقنابل شديدة الانفجار قرى وبلدات، دارة عزة، حوير العيس، الزربة، حيان، أسيا، باتبو، أورم الكبرى، العيس، ايكاردا، كفركرمين، كفرجوم، كفر حلب، خان العسل، جمعية الزهراء، الراشدين، وعدداً من القرى والمزارع في المنطقة الواقعة بين بلدة أبوضهور غرباً، وخناصر شرقاً، في بادية حلب الجنوبية.
القصف الروسي على مناطق ريف حلب كان يشتد بشكل ملحوظ في ساعات ما بعد منتصف الليل وحتى الفجر، و تسبب القصف على مدى الساعات ال72 الماضية بمقتل 20 مدنياً على الأقل، وجرح العشرات، سقط معظمهم في بلدتي حوير العيس في ريف حلب الجنوبي، وكفركرمين غربي حلب.
المقاتلات الحربية الروسية استهدفت بعشرات الصواريخ مواقع ومقار لفصائل المعارضة في ريف حلب، في الشيخ سليمان، وضواحي أورم الكبرى، وفي الضواحي الشمالية، وأسيا، وايكاردا، ومواقع متفرقة أخرى. وعلى غرار ما حدث في إدلب، ابتعدت الغارات الروسية عن مقرات “هيئة تحرير الشام”، وركزت بشكل خاص على مواقع تابعة لـ”فيلق الشام”، و”حركة نور الدين الزنكي”، التي نجا قائدها الشيخ توفيق شهاب الدين وعائلته من الموت، بعد أن استهدفت مقاتلة روسية مواقع قريبة من منزله قرب بلدة قبتان الجبل في ريف حلب الغربي، ليل الأربعاء، بأربع غارات جوية بالصواريخ الفراغية.
وأكد مدير المكتب الإعلامي في حركة “نور الدين الزنكي” أحمد حماحر، لـ”المدن”، أن الغارات استهدفت قائد الحركة الذي كان متواجداً مع عائلته داخل منزله، لكنها لم تتسبب بأي إصابة واقتصرت الأضرار على دمار قسم كبير من المنزل والمباني القريبة منه، نظراً لاستخدام قنبلة ارتجاجية في الغارة الأخيرة التي نفذتها الطائرة الروسية.
استهداف الطيران الروسي قائد “حركة الزنكي” سبقته محاولات عديدة للمقاتلات الروسية التي استهدفت قادة فصائل المعارضة في إدلب، وريف حماة الشمالي منذ بدء الحملة الجوية قبل تسعة أيام، كان آخرها استهداف أحد أكبر مقرات “فيلق الشام” في تل مرديخ قرب سراقب، السبت، والذي قضى فيه أكثر من 40 عنصراً من الفيلق بينهم قياديون، كذلك استهدفت المقاتلات الروسية قائد “صقور الشام” أحمد عيسى الشيخ، وقائد “لواء عمر” في حركة “أحرار الشام الإسلامية” أبو خالد سرحان، بعد أن رصدتهما طائرات الاستطلاع الروسية أثناء جولة لهم على مقرات “الصقور” في جبل الزاوية قبل أيام.
الغارات الروسية لم تستثن المشافي والمدارس في ريف حلب، إذ استهدفت، خلال اليومين الماضيين، مستشفى الأمل قرب دارة عزة بعدد من الصواريخ الفراغية ما تسبب بخروجه عن الخدمة، واستهدفت الغارات الروسية عدداً من المدارس في ريف حلب، من بينها مدرسة القناطر في ريف حلب الجنوبي، وبراعم الثورة في بلدة باتبو، وثانوية بنين الأتارب في ريف حلب الغربي، ما أدى إلى دمار أجزاء واسعة منها وخروجها عن الخدمة بشكل شبه كامل.
القصف الروسي للمدارس في ريف حلب دفع مديرية التربية في “محافظة حلب الحرة” إلى تعليق دوام المدارس في أرياف مدينة حلب الجنوبية والغربية جرّاء القصف الممنهج من قبل الطائرات الروسية والنظام السوري بحسب ما جاء في البيان الذي نشرته المديرية. وجاء في البيان، إنه “نظراً للهجمة الوحشية من طيران النظام السوري المجرم والمحتل الروسي على التجمعات المدنية والاستهداف المباشر للمدارس والمعاهد، وحرصاً على سلامة الطلاب والمعلمين يُعلّق الدوام في مديرية التربية ومجمعاتها التربوية والخاصة في الريف الغربي لمحافظة حلب حتى نهاية الأسبوع الحالي”.
من جانبه أصدر مجلس “محافظة حلب الحرة” بياناً دان فيه عمليات القصف الجوي معتبراً أن روسيا تحولت من طرف ضامن لخفض التصعيد لطرف ضامن للقتل. وجاء في البيان “في ظل الصمت الدولي غير المبرر، يواصل الاحتلال الروسي وذيله في دمشق حملاته الشرسة من الأرض والبحر والجو، والتي تطال ريف حلب الغربي والجنوبي وغيرها من المحافظات السورية، مستهدفاً البنى التحتية والمشافي ومدارس الأطفال بذريعة محاربة الإرهاب” وأوضح البيان أن الضامن الروسي غير آبه بكل القرارات والقوانين الدولية، وأن مفهومه لمحاربة الإرهاب هو قتل الأطفال والنساء.
في موازاة التصعيد الجوي الروسي الذي امتد إلى حلب مؤخراً، قامت مليشيات النظام بتعزيز جبهاتها في ريف حلب الجنوبي، والضواحي الغربية، وبدأت صفحات موالية عل مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث عن هجوم مرتقب قد تشنه المليشيات في أي لحظة انطلاقاً من مواقعها في بادية حلب ضد مواقع المعارضة في المنطقة الواقعة إلى الشرق من بلدة خناصر، أي التوسع غرباً على حساب المعارضة التي تسيطر على أجزاء واسعة من ريف حلب الجنوبي وصولاً إلى مشارف أبو ضهور وريف إدلب الشرقي.
والقصف الجوي الذي تعرضت له مناطق غرب خناصر خلال الساعات الماضية يجعل فرضية الهجوم البري لمليشيات النظام أمراً محتملاً، وإن لم يكن من أجل تحقيق تقدم للمليشيات، فإنه قد يكون على الأقل للضغط على “هيئة تحرير الشام”، التي تسيطر على تلك المنطقة، وإشغالها عن التفكير بشن هجمات من محاور جديدة بعد فشل محاولاتها في ريف حماة الشمالي خلال الأسبوع الماضي.
مصدر عسكري مطلع أكد لـ”المدن”، أن مليشيات النظام استقدمت تعزيزات عسكرية جديدة ونشرتها في جبهات القتال شمال الحاضر جنوبي حلب وصولاً إلى مواقعها على مشارف الراشدين، وهناك احتمال كبير بأن تقوم المليشيات بتحرك عسكري بري في ظل استمرار الحملة الجوية الروسية على المنطقة، ومنطقة الضواحي الغربية تبدو وجهة مفضلة للمليشيات قد تستغلها في الوقت الحاضر.
البغدادي يظهر مجدداً..و”داعش” يشن هجمات لاستعادة السخنة
قتل 58 عنصراً من قوات النظام السوري، في سلسلة هجمات مباغتة شنها تنظيم “الدولة الإسلامية” على حواجز في محافظة حمص، وسط سوريا، وتزامنت الهجمات مع تسجيل صوتي بثه التنظيم ونسبه لزعيمه، أبو بكر البغدادي، الذي دعا أنصاره الى “الصبر والثبات” في وجه “الكفار”.
وتبنى التنظيم في بيان تداولته حسابات جهادية على الانترنت الهجمات، مؤكدا أن “عدة مفارز من الدولة الإسلامية” شنت هجوماً على مواقع جنوب مدينة السخنة في الصحراء السورية، ما أسفر عن مقتل عشرات العسكريين.
من جهته، قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، إن الهجمات الأولى استهدفت “حواجز ومناطق تسيطر عليها قوات النظام من منطقة الشولا” القريبة من مدينة دير الزور، وأضاف أن التنظيم شن بعد ذلك سلسلة هجمات على حواجز على طول الطريق السريع من الشولا الى جنوب السخنة.
وأوضح “المرصد”، أنه “وثق 58 قتيلاً على الأقل من عناصر قوات النظام” وميليشاتها بالإضافة لإصابة عشرات آخرين جراء سلسلة الهجمات التي نفذها التنظيم بشكل متزامن”، فيما تحدثت وكالة “أعماق” التابعة للتنظيم عن مقتل نحو 100 عنصر من قوات النظام.
وقالت الوكالة، إن التنظيم بدأ هجوماً عنيفاً على مواقع قوات النظام في البادية السورية من عدة محاور، فشنّ مقاتلوه هجوماً على نقاط قوات النظام على طريق دير الزور – تدمر، وسيطروا على بلدتي الشولا، وكباجب وقطعوا طريق دمشق – دير الزور.
كما شنّ عناصر التنظيم هجوماً من محور بلدة حميمة والمحطة الثانية في عمق بادية حمص، قادمين من الحدود السورية العراقية، وأعلنت “أعماق” سيطرة عناصر التنظيم على جبل “الطنطور” المطل على مدينة السخنة في ريف حمص الشرقي، في مسعى لاستعادة المدينة التي تُعد بحكم الساقطة نارياً.
وجاءت الهجمات بالتزامن مع بث التنظيم تسجيلاً صوتياً لزعيمه، أبو بكر البغدادي، دعا فيه “جنود الخلافة” إلى تكثيف “الضربات” في كل مكان، وإلى استهداف “مراكز إعلام” الدول التي تحارب التنظيم، فضلاً عن دعوته لشن هجمات ضد “الغرب”.
وصدر التسجيل، الأوّل من نوعه منذ نحو عام، بعد ورود تقارير عن مقتل البغدادي، فيما صدر آخر تسجيل صوتي منسوب له في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني 2016 قبل أسبوعين من بدء معركة الموصل، ولم يتضح تاريخ التسجيل الذي بثته مؤسسة “الفرقان” الإخبارية المرتبطة بالتنظيم، وتبلغ مدته 46 دقيقة.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت، في وقت سابق هذا العام، إنها ربما قتلت البغدادي عندما استهدفت إحدى ضرباتها الجوية تجمعاً لقادة كبار في التنظيم في ضواحي الرقة، لكن واشنطن قالت إنها لا تستطيع إثبات وفاته كما شكك مسؤولون غربيون وعراقيون في الأمر.
«عقدتان» حول إدلب بين بوتين وإردوغان
الرئيس الجديد لـ«الاتحاد الكردي»: مستعدون للتفاوض مع النظام
أنقرة: سعيد عبد الرازق القامشلي: كمال شيخو
هيمنت «هدنة إدلب» على القمة التي جمعت الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والروسي فلاديمير بوتين في أنقرة أمس. وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن إردوغان وبوتين بحثا في «اتفاق نشر قوات لحفظ الأمن في منطقة خفض التوتر في إدلب شمال غربي سوريا والصورة النهائية التي ستكون عليها وطريقة نشر القوات فيها»، ذلك أن موسكو تريد أن يكون الوجود التركي مقتصراً على المراقبين مقابل تمسك تركي بتوغل بري للقضاء على «هيئة تحرير الشام» التي تضم فصائل بينها «فتح الشام» (النصرة سابقا). كما برزت «عقدة» خلاقية ثانية، تتعلق بالغارات الروسية الأخيرة بين قول أنقرة إنها استهدفت مدنيين وفصائل معارضة غير إرهابية، وقول موسكو إن غاراتها والقصف من النظام استهدف «هيئة تحرير الشام». واعتبر بوتين أن {الشروط اللازمة} للحل في سوريا {باتت متوافرة وتمت تهيئتها}.
من جهة أخرى، اختار «حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي» السوري في ختام مؤتمره ببلدة الرميلان (شمال شرقي سوريا)، أمس بانتخاب شاهوز حسن إلى جانب عائشة حسو رئيسين مشتركين للحزب، خلفاً لصالح مسلم وآسيا عبد الله اللذين شغلا المنصب منذ 2010. وأكد الرئيس الجديد للحزب لـ«الشرق الأوسط»، أمس، استعداده للتفاوض مع النظام على «النظام الديمقراطي الذي نراه حلاً شاملاً لكل سوريا».
«خفض التصعيد» في إدلب تصدر مباحثات إردوغان وبوتين
ناقشا نشر مراقبين أتراك في شمال سوريا
أنقرة: سعيد عبد الرازق
سيطرت التطورات في سوريا والعراق على المباحثات بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في القصر الرئاسي في أنقرة مساء أمس.
كما تناولت المباحثات مختلف المجالات ولا سيما الطاقة والاقتصاد وأزمة صادرات الطماطم التركية التي لا تزال مستمرة منذ وقوع حادث إسقاط القاذفة الروسية «سو 24» على حدود تركيا وسوريا في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015.
وتناولت المباحثات أيضا، بحسب مصادر، عقد صفقة منظومة الدفاع الجوي الصاروخي الروسية «إس – 400» الموقع مؤخرا مع تركيا والذي يثير قلق الغرب وحلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي ينتقد عزم تركيا شراء منظومة الصواريخ الروسية المتطورة، ويقول إنه من المهم أن تتلاءم المعدات العسكرية التي يتم شراؤها من طرف الدول الأعضاء مع نظام عمل المعدّات التابعة له.
على صعيد الملف السوري، قالت المصادر إن مباحثات إردوغان وبوتين تناولت اتفاق نشر قوات لحفظ الأمن في منطقة خفض التوتر في إدلب شمال غربي سوريا والصورة النهائية التي ستكون عليها وطريقة نشر القوات فيها.
وكان إردوغان أكد في اتصال هاتفي مع بوتين الاثنين الماضي أن تطبيق مناطق خفض التوتر في سوريا، يمكن أن يمهد لتسوية سياسية للنزاع تقضي بشكل كامل على الإرهاب وتؤدي لإحلال السلام.
وأشارت المصادر إلى أن إردوغان سعى إلى دعم روسي للإسراع بتنفيذ اتفاق منطقة خفض التوتر في إدلب بالاتفاق مع إيران، كما ناقش معه إقامة منطقة جديدة لخفض التوتر في عفرين ومحيطها.
وتناولت مباحثات الجانبين أيضا عقد صفقة «إس – 400» حيث طلب الرئيس التركي من نظيره الروسي الإسراع بخطوات تسليم تركيا المنظومة الدفاعية والبدء في نشرها والتدريب عليها حيث سيجري تعاون فني بين البلدين بشأن إنتاجها فيما بعد.
وكان وكيل وزارة الدفاع التركية لشؤون الصناعات الدفاعية إسماعيل دمير ذكر منذ أيام أن تسليم هذه المنظومة سيستغرق عامين على الأقل، وقال إننا نجري مفاوضات لتسريع البرنامج الزمني.
وتناولت المباحثات أيضا التعاون بين البلدين من الناحيتين التجارية الاقتصادية والتعاون في مجال الاستثمارات والطاقة وقالت المصادر إن إردوغان تناول مع بوتين مسألة تأشيرات رجال الأعمال ورفع الحظر على صادرات الطماطم التركية التي كانت حصيلتها قبل الحظر تقترب من 300 مليون دولار.
وأشارت المصادر إلى أن الجانب الروسي أكد أن هذه المشكلة في طريقها إلى الحل كما أكد الجانبان حرصهما على تعزيز العلاقات التجارية وإزالة كل الآثار التي ترتبت على الأزمة التي شهدتها العلاقات بين البلدين في نوفمبر عام 2015.
أكثر من مئة قتيل بصفوف قوات النظام بالغوطة وحمص
سقط أكثر من مئة قتيل في صفوف قوات النظام السوري خلال هجمات منفصلة أمس الخميس، حيث نفذت المعارضة المسلحة أكثر من عشرة كمائن في ريف دمشق تصدت خلالها لمحاولة تسلل قوات النظام، في حين شن تنظيم الدولة الإسلامية عدة هجمات شرق حمص.
ففي الغوطة الشرقية بريف دمشق أعلن فيلق الرحمن التابع لقوات المعارضة المسلحة أنه نفذ “الكمين الـ11” بتفخيخ وتفجير نفق في بلدة عين ترما، مما أسفر عن مقتل أكثر من ستين عنصرا من الفرقة الرابعة التابعة لقوات النظام.
وقال ناشطون إن “الكمين العاشر” الذي استهدف قوات النظام قبل ذلك بساعات أسفر عن مقتل وإصابة العديد من جنود النظام، أما الكمائن الأخرى فقد أسفرت خلال الأيام القليلة الماضية عن مقتل وجرح العشرات من الجنود في مواقع متعددة من الغوطة الشرقية.
وقالت شبكة شام إن العشرات من جنود النظام سقطوا بين قتيل وجريح جراء سلسلة هجمات مباغتة شنها تنظيم الدولة أمس على مواقع قرب مدينة السخنة شرق محافظة حمص، مما أسفر حسب وكالة الأنباء الفرنسية عن مقتل 58 عنصرا من قوات النظام.
وأسفرت تلك الهجمات أيضا عن سيطرة التنظيم على جبل الطنطور المطل على السخنة، في حين ذكرت مصادر بقوات النظام أنها سيطرت على قرية شويحة.
المصدر : الجزيرة + وكالات
هيلي: روسيا تمنع تفتيش مواقع إيران العسكرية
لندن – رمضان الساعدي
كشفت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، أن #روسيا تمنع وكالة الطاقة الذرية (IAEA) من تفتيش مواقع #إيران العسكرية في انتقاد شديد لواشطن ضد موسكو هو الأول من نوعه في الملف الإيراني.
وحذرت هيلي في بيان: “الاتفاق النووي بدون تفتيش المواقع العسكرية الإيرانية يبقى مجرد وعد لا قيمة له”، وفق المواقع الأميركية.
وأضافت: “إذا كان للاتفاق النووي مع إيران أي معنى، فيجب على الأطراف أن يكون لديهم فهم مشترك لبنوده، لكن يبدو أن بعض الدول تحاول حماية إيران حتى من المزيد من التفتيش”.
كما أشارت هيلي إلى أن “السلطات الإيرانية تقول إنها لن تسمح بتفتيش المواقع العسكرية لديها، في حين تؤكد وكالة الطاقة الذرية أنه لا يوجد فرق بين المواقع العسكرية والمواقع المدنية في الاتفاق المبرم مع طهران”.
وتعارض روسيا موقف الولايات المتحدة، وترى أن وكالة الطاقة الذرية ليس من شأنها إصدار تعليمات حول تفتيش المواقع العسكرية الإيرانية.
كذلك تعارض طهران بشدة تفتيش مواقعها العسكرية، وترى أن مثل هذه الخطوة تمس بأمنها القومي، حيث اعتبرت بعض القيادات الإيرانية أن المواقع العسكرية بمثابة “شرف” للعسكريين الإيرانيين.
وتأتي تصريحات هيلي بعد يوم من مطالبة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، طهران بالشفافية والسماح للوكالة بالتفتيش والرقابة على جزء تقني حساس من برنامجها النووي من الممكن أن يستخدم في صنع أسلحة نووية.
وتقول الوكالة إن طهران بدأت بأنشطة حساسة تعرف تحت البند “تي” وتتعلق “باختبارات يمكن أن تؤدي إلى انفجارات نووية”، وإن “الوكالة لا يمكنها التحقق من مصداقية إيران في هذا المجال”.
عشرات القتلى من قوات الأسد بهجمات داعشية متزامنة
دبي – العربية.نت
قتل 58 عنصراً من قوات النظام السوري الخميس في سلسلة هجمات مباغتة شنها تنظيم #داعش على حواجز خصوصاً في محافظة حمص بوسط سوريا، حسبما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتبنى التنظيم المتطرف في بيان تداولته حسابات على الإنترنت الهجمات، مؤكداً أن “عدة مفارز من” التنظيم شنت هجوماً على مواقع جنوب مدينة السخنة في الصحراء السورية، ما أسفر عن مقتل عشرات العسكريين.
تأتي الهجمات بعد وقت قصير من خطاب نسب لزعيم التنظيم المتطرف، أبو بكر البغدادي، دعا فيه أنصاره لشن هجمات.
وقال المرصد إن الهجمات الأولى استهدفت “حواجز ومناطق تسيطر عليها قوات النظام من منطقة الشولا”، القريبة من مدينة دير الزور بشرق سوريا.
وتشهد هذه المنطقة حملتين واحدة يشنها جيش #النظام_السوري بدعم من روسيا، والثانية قوات سوريا الديمقراطية، التحالف العربي-الكردي المدعوم من واشنطن، لطرد تنظيم داعش.
وأضاف المرصد أن تنظيم داعش شن بعد ذلك سلسلة هجمات على حواجز على طول الطريق السريع من الشولا إلى جنوب السخنة.
وأوضح أنه “وثق 58 قتيلاً على الأقل من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية بالإضافة لإصابة عشرات آخرين جراء سلسلة الهجمات التي نفذها التنظيم بشكل متزامن”.
بوتين: الظروف مهيأة لإنهاء الحرب في سوريا
الرئيسان التركي والروسي بحثا مناطق وقف التصعيد وتحديدا في إدلب
العربية.نت
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عقب لقائه في أنقرة الخميس مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده ستواصل جهودها مع #تركيا لحل الأزمة السورية سياسياً. وأكد بوتين أن “الشروط اللازمة” لإنهاء النزاع في سوريا متوفرة.
واعتبر #بوتين أن “النتائج الإيجابية في سوريا تؤكد عمق التعاون الروسي التركي”، مشدداً على التزام الطرفين بمناطق خفض التوتر في سوريا، وعلى مسعى روسيا لتوسيع هذه المناطق.
بدوره، أكد أردوغان على تعاونه مع موسكو للوصول إلى حل للأزمة السورية، مضيفاً: “بحثنا مناطق وقف التصعيد في #سوريا وتحديدا في إدلب”.
أما في الملف العراقي، فقال #أردوغان: “استفتاء كردستان خطأ كبير.. اتفقنا مع الرئيس بوتين على أهمية وحدة الأراضي العراقية”.
وقال أردوغان إنه يجب منع حكومة إقليم كردستان من ارتكاب “أخطاء أكبر”.
في سياق آخر، بحث الرئيسان “سبل رفع التبادل التجاري” بين البلدين وجملة من القضايا التي تهم روسيا وتركيا. وختم أردوغان مؤكداً: “قريبا سندفع بالعلاقات مع #روسيا قدما إلى الأمام”.
تصاعد أزمة استفتاء كردستان.. أربيل تتمرد على قرارات بغداد
في مؤشر على تصاعد الأزمة بين أربيل وبغداد على خلفية استفتاء انفصال كردستان، قال مصدر في حكومة الإقليم إن السلطات المحلية لن تسلم “أي منفذ حدودي” للحكومة العراقية، حسب ما أوردت شبكة رووداو الإعلامية، الجمعة.
ونقلت الشبكة الكردية عن مصدر في حكومة كردستان العراق، لم تسمه، قوله إنه “لن يتم تسليم أي منفذ حدودي إلى الجهات العراقية”.
ويأتي تصريح المصدر الكردي بعد أن أعلنت هيئة المنافذ الحدودية العراقية “إرسالها 3 قوافل من الضباط والمراتب لاستلام المنافذ الحدودية في إقليم كردستان”.
وذكرت الهيئة، في بيان قالت رووداو إنها اطلعت عليه، أنه “ستنطلق 3 قوافل تضم عددا من الضباط والمراتب ﻻستلام المنافذ الثلاثة في إقليم كردستان”.
وكانت بغداد ردت بسلسة إجراءات على الاستفتاء، الذي نظم الاثنين في كردستان الذي يضم محافظات أربيل والسليمانية والدهوك، وفي مناطق متنازع عليها لا تشكل جزءا من الإقليم.
وتشمل المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد، كركوك (شمال) الغنية بالنفط، ومناطق في محافظات نينوى (شمال) وديالى وصلاح الدين (شمال بغداد).
وأمهلت الحكومة المركزية في بغداد سلطات الإقليم حتى يوم الجمعة، لتسليم السيطرة على مطارين دوليين أو وقف الرحلات الدولية من وإلى المطارين.
وردت حكومة إقليم كردستان العراق الخميس في بيان، أنها ترفض جميع قرارات بغداد بحقها، واعتبرتها “عقوبة جماعية بحق شعب كردستان”.
وأكد البيان الصادر بعد انعقاد مجلس وزراء الإقليم “عبر المجلس عن رفضه التام للقرارات التي اتخذها مجلس النواب والحكومة العراقيان ضد إقليم كردستان ويعتبرها عقوبة جماعية لشعب كردستان”.
إيران تفرض حظرا نفطيا على كردستان العراق
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أعلنت وزارة النقل الايرانية، الجمعة، أنها قررت منع شركات النقل الايرانية من نقل المنتجات النفطية من وإلى إقليم كردستان، وذلك بعد أن تعهدت طهران بمساندة بغداد في مواجهة استفتاء صوت فيه أكراد العراق لصالح الاستقلال.
وقالت الوزارة في تعميم لعدد من شركات النقل: “نتيجة للتطورات الأخيرة وبقرار من وزارة الداخلية والجهات المعنية يمنع منعا باتا نقل أي مواد نفطية من وإلى إقليم كردستان حتى إشعار آخر”.
وحذرت الوزارة في تعميمها أصحاب شركات النقل من التساهل بهذا القرار.
يذكر أن إيران قررت إغلاق مجالها الجوي مع إقليم كردستان بشكل كامل بعد إجراء إقليم استفتاء الانفصال عن العراق، والذي تعارضه طهران بشكل كامل.
مسيحيو سورية منقسمون حول انتخاب سرياني لرئاسة مجلس الشعب
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 29 سبتمبر 2017
روما- انقسم مسيحيو سورية في موقفهم من انتخاب السرياني حمودة صباغ، ابن مدينة الحسكة، رئيساً لمجلس الشعب السوري، ورأى البعض أنها خطوة مهمة لأنها المرة الأولى التي يصبح فيها مسيحياً رئيساً لمجلس الشعب (النواب) في سورية منذ نهاية الأربعينات، فما اعتبرها آخرون “خديعة سياسية” لعموم مسيحيي سورية، لن توصلهم لحقوقهم الدينية أو “القومية”.
وانتخب مجلس الشعب السوري (الخميس) صباغ رئيساً جديداً للمجلس بعد أن فاز بغالبية 193 صوتاً من إجمال 252 صوتاً يشكلون أعضاء البرلمان.
ويُعدّ صباغ (58 عاماً) أول مسيحي ينتخب لهذا المنصب بعد فارس الخوري، الذي كان رئيساً للبرلمان لولايتين (1920-1946) و(1946-1959، وهو نائب عن محافظة الحسكة وينتمي إلى حزب البعث الحاكم.
وتم انتخاب/تعيين صباغ بعد أيام من استقبال الرئيس بشار الأسد للمشاركين في المؤتمر الشبابي السرياني، وبعد نحو شهرين من إعفاء رئيسة مجلس الشعب السابقة هدية عباس من منصبها نتيجة اتهامها بالقيام بتصرفات “غير ديموقراطية” تنعكس سلباً على المجلس.
وقال سليمان يوسف، الناشط السياسي الآشوري، إن تعيين صباغ رئيساً لمجلس الشعب السوري هو “مجرد خديعة ورشوة سياسية رخيصة، للسريان الآشوريين ولعموم مسيحيي سورية، وخطوة معنوية ليس لها أية قيمة قانونية وحقوقية على صعيد الحقوق القومية والديمقراطية للسريان الآشوريين السوريين”.
وأضاف لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن رئيس أعلى سلطة تشريعية في نظام دكتاتوري أقرب إلى حكم الفرد، لن يكون له أية سلطة أو صلاحيات بممارسة مهامه بشكل ديمقراطي حر، ووضع الصباغ في هذا الموقع، هو مجرد مكياج لتجميل صورة رئيس النظام التي اهتزت أمام الرأي العام المحلي والخارجي” حسب قوله.
فيما رأى ظافر عساف، المحامي والناشط السياسي أن تعيين سرياني مسيحي في هذا المنصب “رد فعل من النظام السوري على محاولة أكراد شمال سورية، وفي محافظة الحسكة تحديداً فرض حكم ذاتي تحت قوة السلاح والأمر الواقع، وهو رسالة من النظام السوري بأن لكل أقليات الشمال السوري الحق في هذه المناطق، قد يكونوا هم ممثلو المواطنين في الشمال السوري وليس الأكراد الراغبين بالقيام بخطوات شبه انفصالية”، وفق قوله.
العراق يفرض حظرا جويا على كردستان بعد التصويت على الاستقلال
أربيل (العراق) (رويترز) – تتوقف حركة الطيران الدولي من إقليم كردستان العراق وإليه اعتبارا من الساعة السادسة مساء يوم الجمعة بالتوقيت المحلي (1500 بتوقيت جرينتش) بعد أن فرضت الحكومة المركزية حظرا ردا على تصويت الإقليم على الاستقلال.
وعلقت كل شركات الطيران الأجنبية تقريبا رحلاتها إلى مطاري أربيل والسليمانية استجابة لإخطار من حكومة بغداد التي تسيطر على المجال الجوي للبلاد.
وأبقت شركتا لوفتهانزا والخطوط الجوية النمساوية فقط على رحلة واحدة على الأقل بعد موعد الحظر. لكن متحدثا باسم مجموعة لوفتهانزا قال صباح الجمعة إن الشركة تدرس ما إذا كانت ستضطر لإلغاء الرحلات.
وتسير لوفتهانزا رحلة واحدة أسبوعيا إلى أربيل أيام السبت بينما تسير الخطوط الجوية النمساوية التابعة لها رحلات يومية إلى المدينة.
والحظر لا يسري على الرحلات الداخلية من كردستان وإليها لذا من المتوقع أن يصل المسافرون إلى هناك عبر التوقف في الغالب بمطار بغداد الذي سيواجه ضغوطا بسبب الرحلات الإضافية.
وقال طاهر عبد الله المدير العام لمطار السليمانية للصحفيين يوم الأربعاء إن المطارين الكرديين يتعاملان مع ما بين 40 و50 في المئة من إجمالي الرحلات الدولية من وإلى العراق.
وكانت إجراءات السفر من مطار أربيل الدولي تجري بسلاسة صباح الجمعة دون أي علامات على وجود ارتباك.
ووافق أكراد العراق على الانفصال بأغلبية 90 في المئة في التصويت الذي أجري يوم الاثنين وأغضب بغداد وحكومات أخرى تخشى أن يؤدي إلى تجدد الصراع في المنطقة.
إعداد سها جادو للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود
الجيش السوري يقاتل الدولة الإسلامية قرب دير الزور
بيروت (رويترز) – قال قيادي في تحالف موال لدمشق إن الجيش السوري وحلفاءه يقاتلون يوم الجمعة لاستعادة أراض خسروها في هجوم شنه تنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا استهدف مواقع على طريق يؤدي إلى دير الزور.
والهجوم الذي بدأ يوم الخميس هو أول هجوم كبير يستهدف الجيش السوري وحلفاءه منذ تقدمهم في منطقة يسيطر عليها التنظيم المتشدد ليصلوا إلى مدينة دير الزور هذا الشهر.
وقال القيادي الذي تحدث إلى رويترز بشرط عدم نشر اسمه ”استولوا على عدد من المواقع. استوعبنا الهجوم والعمل جار لاستعادة المواقع“. ومن بين المواقع التي استولى عليها التنظيم بلدة الشولا التي تقع على طريق يربط دير الزور بغرب سوريا.
وذكر القيادي أن الطريق الذي يربط دير الزور بمدينة تدمر كان يستخدم فقط في حالات الضرورة القصوى. وقال الإعلام الحربي لجماعة حزب الله اللبنانية التي تقاتل إلى جانب قوات الحكومة السورية إن الطريق آمن.
شاحنات روسية على طريق مؤدي إلى دير الزور في سوريا يوم 21 سبتمبر أيلول 2017. تصوير: عمر صناديقي – رويترز.
وبدعم من الجيش الروسي ومقاتلين تدعمهم إيران أسفر تقدم الجيش السوري في دير الزور عن فك حصار فرضته الدولة الإسلامية لمدة ثلاث سنوات على جيب خاضع لسيطرة الحكومة في المدينة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن هجمات التنظيم أسفرت عن مقتل أكثر من 85 مقاتلا من الجيش السوري وحلفائه منذ الخميس.
وذكر التنظيم يوم الخميس أنه قتل نحو 100 من مقاتلي الحكومة جنوبي بلدة السخنة التي تقع أيضا على الطريق إلى دير الزور وأعلن سيطرته على تل مطل على المدينة.
وتشن قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة هجوما منفصلا على الدولة الإسلامية في دير الزور على الضفة الشرقية من نهر الفرات الذي يقسم المدينة.
وحث زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي أتباعه على الثبات ومواصلة القتال وذلك في تسجيل صوتي غير مؤرخ بث يوم الخميس.
إعداد سها جادو للنشرة العربية – تحرير ليليان وجدي
السيستاني يعارض انفصال المنطقة الكردية في شمال العراق
بغداد (رويترز) – قال أحمد الصافي ممثل آية الله علي السيستاني المرجع الأعلى لشيعة العراق إن السيستاني يعارض انفصال المنطقة الكردية في شمال العراق.
وكان الصافي يلقي خطبة الجمعة نيابة عن السيستاني في مدينة كربلاء جنوبي بغداد.
وذكر الصافي أن السيستاني يدعو حكومة إقليم كردستان العراقي ”إلى الرجوع للمسار الدستوري“ في سعيها لتقرير مصير الشعب الكردي.
وهذه أول خطبة للسيستاني تتطرق للشأن السياسي منذ بداية عام 2016 في إشارة واضحة على الأهمية التي يوليها للأزمة بين بغداد وحكومة كردستان بعد استفتاء الاستقلال.
إعداد سها جادو للنشرة العربية – تحرير ليليان وجدي
لافروف: التعاون الأمريكي الروسي في سوريا “لا يخلو من مشاكل“
صوير: ستيفان كيث – رويترز
موسكو (رويترز) – نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله يوم الجمعة إن هناك مشاكل في التعاون الأمريكي الروسي في سوريا.
وقال لافروف ”كيفية التعاون بشأن سوريا… لا تخلو من مشاكل بالطبع لأن الكل لا يتناولون الأمور بنفس الطريقة“.
وأضاف ”لكن هذا مثال على كيف يمكنك تنحية الخلافات والتركيز على المصالح المشتركة“.
إعداد محمد اليماني للنشرة العربية – تحرير ليليان وجدي