أحداث الخميس، 15 أيلول 2011
دمشق تعتبر بيان الوزراء العرب «عملاً عدائياً»
دمشق، القاهرة، بيروت، موسكو – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – رفضت سورية بيان وزراء الخارجية العرب الذي طالبها بوقف فوري للعنف ضد المحتجين المطالبين بإنهاء حكم الرئيس بشار الأسد، واعتبرته «عملاً عدائياً»، فيما سلم وفد من المعارضة الأمين العام للجامعة العربي نبيل العربي أمس ورقة طلبات، أبرزها فرض حظر جوي وبحري لتحجيم القمع.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أمس أن مندوب سورية لدى الجامعة يوسف الأحمد «رفض جملة وتفصيلاً» بيان المجلس الوزاري الذي دعا دمشق مساء أول من أمس إلى «تغيير فوري يؤدي إلى وقف اراقة الدماء وتجنيب المواطنين السوريين المزيد من أعمال العنف والقتل».
ونقلت الوكالة عن الأحمد قوله في مداخلات أمام الاجتماع أن «هناك أطرافاً عربية تتخذ مواقف سلبية لا تساعد على الإطلاق في حل الأزمة وتقوم بتنفيذ إملاءات بعض القوى الدولية التي تقود المؤامرة وتمارس الضغط المشبوه على سورية». وأضافت أن المندوب «رفض (البيان الوزاري) جملة وتفصيلاً واعتبره عملاً عدائياً وغير بناء في التعامل مع الأزمة في سورية ومحاولة لإفشال مهمة الأمين العام للجامعة العربية».
إلى ذلك، نقلت مصادر لبنانية رسمية عن المبعوث الخاص للرئيس الروسي رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الشيوخ ميخائيل مارغيلوف الذي زار بيروت أول من أمس، أن موسكو اقترحت على أطراف الأزمة في سورية استضافة مؤتمر موسع للحوار، وافقت عليه المعارضة ورفضه النظام.
وقالت المصادر لـ «الحياة» إن مارغيلوف قال إن بلاده طرحت عقد المؤتمر في موسكو أو قبرص أو أي مكان آخر يتم الاتفاق عليه، وهو ما وافق عليه وفد المعارضة الذي زار روسيا الأسبوع الماضي، لكن مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان، رفضت الاقتراح وكررت القول ان الموضوع الأساسي هو أن سورية تتعرض الى مؤامرة صهيونية – أميركية.
في المقابل، التقى وفد من المعارضة العربي في القاهرة أمس، وقدَّم له ورقة تتضمن ثمانية مطالب، هي «تجميد عضوية دمشق في الجامعة، وفرض حظر جوي وبحري لوقف حملة قمع الاحتجاجات، ورفع الشرعية عن النظام السوري، وإيجاد آليات وأساليب ضرورية لوقف عمليات القتل والقمع، وسحب كل الفرق العسكرية والقوى الأمنية من المدن والمحافظات والقرى التي انتشرت بها، وضمان حق التظاهر السلمي، وإيجاد آلية لتمكين دخول منظمات الإغاثة الدولية إلى كل المناطق، خصوصاً المناطق المنكوبة، وتمكين لجان التحقيق الدولية والعربية من دخول البلاد لتقصي الحقائق، وتمكين وسائل الإعلام العربية والدولية من دخول سورية لتغطية الأحداث».
ونقل أعضاء في الوفد عن العربي تأكيده أن «الوضع في سورية لا يمكن أن يستمر على هذه الحال». وأشار مصدر إلى أن «العربي كشف للوفد أنه عرض على الرئيس الأسد استضافته في لقاء لكامل أطياف سورية في مقر الجامعة في القاهرة، لكن الأسد طلب أن يكون اللقاء في دمشق. وأكد أن وزير الخارجية وليد المعلم اتصل به قبل أسبوع للاحتجاج على لقائه المعارضة، قائلاً إنه لا تجوز مقابلة الرئيس بعد مقابلة المعارضة».
وكشف المعارض السوري فهد المصري لـ «الحياة» أن «الوفد طلب من العربي التدخل لدى رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان كي تكشف أنقرة عن مصير المقدم (المنشق عن الجيش السوري) حسين الهرموش الذي اختفى في تركيا التي كان لاجئاً فيها».
ميدانياً، شنت قوى الأمن أمس عمليات واسعة النطاق في عدد من قرى جبل الزاوية في شمال غرب سورية على الحدود مع تركيا، فيما دعا ناشطون إلى التظاهر اليوم لإحياء ذكرى انطلاق الثورة منذ ستة شهور. وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «قوات عسكرية وأمنية كبيرة تنفذ منذ صباح (أمس) عمليات واسعة في قرى جبل الزاوية تستخدم فيها الرشاشات الثقيلة في قصف بعض المنازل والأراضي الزراعية والاحراج». وأوضح أن الجيش يقصف مواقع يشتبه باختباء ناشطين فيها، بعد أن دخل إلى قرى أبلين وبليون ومرعيان واحسم والرامي.
وأشار ناشطون إلى أن طوابير من المدرعات اقتحمت 10 بلدات وقرى في المنطقة، لتوسِّع بذلك نطاق حملة عسكرية رئيسية في شمال غرب البلاد تهدف إلى إسكات الاحتجاجات وتعقُّب المنشقين عن صفوف الجيش. ونفذت قوات أمنية صباحا حملة مداهمات واعتقالات في مدينة الزبداني (50 كلم غرب دمشق)، وأوقفت 15 شخصاً، لترتفع حصيلة الاعتقالات هناك خلال اليومين الماضيين إلى 49 معتقلاً.
السفير الأميركي في سورية يتخلى عن الدماثة الديبلوماسية
واشنطن – رويترز – السفراء الأميركيون هم في العادة الأكثر حِرَفِيّة، يزنون كل كلمة، في حوارات دقيقة هدفها تحقيق المصالح الأميركية بأقل قدر من الضجة. لكن السفير الأميركي في سورية روبرت فورد، جنح إلى زاوية غير ديبلوماسية، مستهيناً بالقيود التي تفرضها دمشق على تنقلاته، وتودَّدَ إلى شخصيات معارِضة بارزة، وشجب على موقع «فايسبوك» الاجتماعي الحملةَ الامنية الوحشية التي يشنها الرئيس بشار الاسد على المحتجين السلميين.
وصل فورد، وهو واحد من أبرز المستعربين في وزارة الخارجية الأميركية، إلى دمشق في كانون الثاني (يناير) الماضي بجدول أعمال غير معتاد، وقال في مقابلة مع «رويترز»: «السفير رمز بارز جداً للمصالح الأميركية، وأنا رمز بارز جداً للشعب الأميركي، لذا فليس بوسعي الاختباء خلف الأبواب المغلقة. لدي عمل أقوم به، ومن المهم أن يراني كل من الشعب السوري والشعب الأميركي وأنا أقوم بهذا العمل».
وكان من المتوقع منه، بوصفه أول سفير أميركي في سورية منذ خمس سنوات، أن ينفِّذ سياسةَ تقارُبٍ ودّي تدريجي، على أمل إبعاد حكومة الأسد عن تحالفها مع إيران و «حزب الله» اللبناني والجماعات المسلحة الأخرى، وتمهيد الطريق أمام التعاون في قطع خطوات سلام جديدة مع إسرائيل.
وكان ذلك جزءاً من سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما تجاه الخصوم التقليديين، مثل إيران، لكنها لقيت انتقادات عنيفة داخل الكونغرس، حيث يسري الشك في نوايا دمشق ودعمها لـ «حزب الله». وأرسلت إدارة أوباما فورد إلى دمشق العام الماضي كخطوة موقتة إلى حين تصديق الكونغرس على تعيينه.
ومضى السفير ذو النبرة الهادئة، في إعادة تشكيل مهمته في شكل جذري، ليصبح واحداً من أشد منتقدي الأسد قسوة داخل دمشق. ويبدو أن هذا النهج دعم موقفه أمام مجلس الشيوخ، حيث صوتت لجنة العلاقات الخارجية أول من أمس لمصلحة تأكيد تعيينه سفيراً في سورية. وما زال فورد في انتظار إقرار المجلس بكامل هيئته لمهمته في دمشق.
وقال الخبير في الشؤون السورية في «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى» اندرو تابلر: «هذا ليس التعاملَ الديبلوماسي المعتاد، إنه في الواقع يقلبه رأساً على عقب، ويخلط الأمور على الأرض».
وأتى فورد بأول خطوة علنية له في تموز (يوليو) الماضي، عندما سافر من دمشق إلى مدينة حماة المضطربة ليعلن دعمه للمحتجين بعد نحو 14 اسبوعاً من موجة التظاهرات المعارضة للأسد التي تجتاح البلاد. في حماة، المدينة التي شهدت مذبحة في العام 1982 عقب تمرد إسلامي مسلح على حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد، وتحولت مثالاً على القسوة، رحّب السكان بفورد حاملين الزهور وأغصان الزيتون، وزار محتجين مصابين وتحدث إلى سكان.
وأثارت هذه الزيارة غضب الحكومة السورية، التي اتهمت فورد بالتحريض على الاضطرابات. وبعد ثلاثة أيام، وبعد ان نشر فورد تدوينة على موقع «فايسبوك» حكى فيها عن رحلته إلى حماة، هاجم موالون للأسد السفارة الأميركية في دمشق.
وقام فورد بزيارة أخرى إلى مدينة سورية مضطربة الشهر الماضي، متجاهلاً الإجراءات الحكومية التي تُلزِمه الإعلان عنها مسبقاً.
عمل هذا الديبلوماسي الأميركي المخضرم سفيراً لبلاده في الجزائر بين عامي 2006 و2008، كما خدم في كل من البحرين ومصر والعراق، وهو لا يتورع عن عرض الموقف الأميركي بلغة عربية صارمة يتحدثها ويُجيدها بطلاقة.
ورفض السفير فورد على صفحة السفارة على «فايسبوك»، المزاعمَ بأن واشنطن تدعم «الإرهابيين»، وأعلن أن حكومة الأسد غير قادرة على إحداث إصلاح حقيقي، وردَّ على تعليقات من سوريين قال إنها أساءت تصوير الموقف الأميركي. ووصف مسؤولون أميركيون نشاط فورد على «فايسبوك» بأنه محاولة لإضفاء وجه انساني على معارضة الولايات المتحدة للقمع. وقال مسؤول رفيع: «فكرة العلاقة الشخصية في الثقافة العربية، حتى ولو كانت على فايسبوك، تهمّ أكثر».
ومع وجود تلميحات عن إمكان سحب فورد من سورية، يرفض مسؤولو وزارة الخارجية الأميركية تنحيته، ويقولون إنه مازال على اتصال بمسؤولين سوريين كبار، رغم أنهم يعترفون سراً بأن العلاقات بين البلدين تضررت. وفرضت إدارة أوباما الشهر الماضي عقوبات على وزير الخارجية السوري وليد المعلم.
دجيرجيان لـ«الحياة»: سورية تتجه نحو مواجهة طويلة وبشار الأسد بخلاف والده لا يسيطر بالكامل على الحكم
واشنطن – جويس كرم
قلة من الديبلوماسيين الأميركيين عاصرت الرئيسين السوريين، السابق حافظ الأسد والحالي بشار الأسد. أدوارد دجيرجيان، مدير معهد جايمس بيكر للديبلوماسية العامة ومؤلف كتاب «الخطر والفرصة»، تمتد تجربته في الشرق الأوسط عبر ثماني إدارات أميركية، بينها توليه حقيبة سفير سورية بين 1988 و1991 وزياراته المتعاقبة لدمشق بعد ذلك.
دجيرجيان قال في حوار مع «الحياة»، إن الوضع في سورية وفي غياب أي حدث استثنائي، «يتجه نحو مواجهة طويلة» لن تأتي «بمنتصر أو مهزوم»، لكنه ينوِّه بعوامل إقليمية وأخرى داخلية تجعل من الوضع القائم «غير قابل للاستمرار» للنظام. ويتحدث الديبلوماسي المخضرم من خلال تجربته مع الرئيسين، عن أوجه الشبه والاختلاف بين الأسد الأب والابن، معتبراً أن الابن «ليس لديه السيطرة الكاملة على مقاليد الحكم» أو «ميزة الحسم في القرارات». دجيرجيان كشف عن رأي رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق اسحق رابين بالأسد الأب، ورأى أن إيران وحزب الله سيكونان الخاسرين الأكبرين في حال سقوط النظام السوري. وهنا نص الحوار:
هل وصل الوضع في سورية الى نقطة اللاعودة، بالنسبة الى النظام هناك؟
– باستثناء حصول حدث محفز ونوعي يغير الواقع على الأرض بين النظام والقوى المعارضة في سورية، أتخوف من الدخول في مواجهة طويلة ومأسوية في المدى الوشيك من دون منتصر أو مهزوم. النظام السوري قال بوضوح إنه يطبق الإصلاحات ضمن شروطه فقط، وطبقاً لجدول زمنه، وقال أيضاً إنه سيستخدم القوة القاتلة ضد شعبه الذي يطالب من خلال الانتفاضات الشعبية والتظاهرات بتغيير في الهيكلية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، على غرار الصحوة العربية في المنطقة.
موقف (الرئيس السوري) بشار الأسد منذ البداية الأولى لعهده كان الحديث عن الإصلاحات، إنما مع تأجيل تطبيق الشاملة منها الى أجل غير مسمى. أذكر نقاشي معه في سنة 2003 في دمشق، والذي كتبت عنه في كتابي «الخطر والفرصة–رحلة سفير أميركي عبر الشرق الأوسط». عندها، وحين كرر أمامي الأهمية التي يعطيها للإصلاحات، أشار الى أنه ليس على عجلة في تطبيقها. في أحد النقاشات قال لي إن الشعب يجب أن يكون مستعدّاً للإصلاحات، وإن الخطوة الأولى هي «في إصلاحات إدارية». هذا كان تراجعاً واضحاً عما أوحى به كرئيس اصلاحي شاب في العام 2000 عند تسلمه السلطة. إن الموقف اليوم في وجه الانتفاضات الشعبية في سورية، يعزز استمرار النهج العنيد للنظام في وجه أي أجندة إصلاحية جدية.
إذا أخذنا في الاعتبار انقسامات المعارضة وغياب قدراتها التنظيمية، وحقيقة أننا لم نر حتى الآن انشقاقات أساسية في النظام، فأين المخرج؟ هل تخاف من حرب مذهبية؟
– غياب الوحدة وعدم وجود اتجاه سياسي متماسك لدى المجموعات السورية المعارضة، يصبان من دون شك في مصلحة النظام وفي استمراره بالتشبث في السلطة. وسيطرة الفئة العلوية على قوى الأمن والجيش، الى جانب ولاء مجموعات مستفيدة حتى الساعة، يعطي النظام شريان حياة، إنما لا أعتقد أن هذا الأمر قابل للاستمرار في المدى الطويل. هناك عوامل تاريخية وإقليمية متداخلة هنا، والصحوة العربية تمثل تحولاً في الطبيعة السياسية للشرق الأوسط. ان استمرار المواجهات الدموية بين المتظاهرين والجهاز الأمني للنظام، وتفاقم الوضع الاقتصادي المتدهور بسبب العقوبات الدولية، وازدياد عزلة سورية، تضع شرعية النظام قيد التساؤل اليوم، دوهي بالفعل صارت مفقودة في نظر الكثير من الدول. إن نقطة التحول في هذا الواقع، هي عندما يصبح الشارع السوري في حلب ودمشق مركزاً للتظاهرات، على غرار ما يجري في درعا وحمص وحماة واللاذقية ودير الزور وأماكن أخرى. إن تحذير رئيس الوزراء التركي (رجب طيب) أردوغان في القاهرة من خطر الحرب المذهبية في سورية، قد يصبح واقعاً بالفعل. هكذا سيناريو يمثل خطراً واضحاً على الشعب السوري أولاً وعلى المنطقة ككل.
ما هو تقويمك لمواقف إدارة الرئيس باراك أوباما من دعوة الأسد للتنحي، إلى فرض عقوبات والعمل مع المعارضة؟
– من الملفت في رأيي أن دول المنطقة والمجتمع الدولي، أعطت بشار الأسد في بداية الاحتجاجات مساحةً للمناورة وللقفز أمام حركة الاحتجاجات والقيام بإصلاحات جدية، لكنه لم يستفد من ذلك الوضع، هو «قال الأقوال إنما لم يَسِرِ المسار» كما نقول بالإنكليزية. وروسيا تحضه حتى اليوم على الانخراط مع المعارضة لبدء هذه الإصلاحات، وإدارة أوباما أعطته فائدة الشك بداية، إنما مع قمعه الوحشي لشعبه وتصديه لتطبيق أي إصلاحات حقيقية، تخلصت واشنطن من الوهم هي وحكومات أخرى. من مصلحة الولايات المتحدة أن تكون في الجهة الصحيحة من التاريخ في الصحوة العربية، وأن تدعم المطالب المشروعة للشعب العربي بالحرية وحق تقرير المصير والمشاركة السياسية والعدالة الاجتماعية والاقتصادية.
هل يمكن العقوبات أن تؤدي الى انهيار نظام الأسد، أو هل يمكنه تكرار نموذج صدام حسين؟
– العقوبات الدولية فاعلة طالما أنها شاملة ومن أكثر من طرف. أما العقوبات الفردية، فيمكنها أن تضر، وهي غالباً رسائل سياسية. ان انضمام دول أكثر الى قافلة العقوبات ضد النظام السوري، سيعني ضغوطاً أكبر على الأسد، وسيكون لها مفعول. المهم في ذلك حصد موافقة دول محورية في مجلس الأمن الدولي مثل روسيا والصين.
هل الخيار العسكري واقعي اليوم؟ إذا كان الجواب: لا، فما الذي سيغير المعادلة؟
لا أعتقد أن الخيار العسكري واقعي في الإطار السوري، بالتأكيد يكون من الطائش للولايات المتحدة في رأيي أن تنخرط في عملية عسكرية أخرى في الشرق الأوسط الكبير، في ضوء التزاماتنا العسكرية في العراق وأفغانستان ومع حلف شمال الأطلسي في ليبيا. لسنا أمام واقع في سورية يمكن إدارته مباشرة من الخارج، فديناميّات التغيير في سورية ستأتي من الداخل. في إمكان المجتمع الدولي أن يدعم قوى التغيير في سورية لا أن يقودها. تغيير المعادلة يكون إما بحدث محفز ونوعي غير متوقع، أو بثورة الشارع في حلب ودمشق.
أنت عاصرت وتعاطــيت مباشرة مع الأسد الأب والأسد الابن. ما هي أوجه الشبه والاختلاف الأبرز بين الرجلين؟
– وجه الشبه الذي أراه بين حافظ الأسد وبشار الأسد، هو أن الابن استكمل في الجزء الأكبر خطوطَ السياسة الداخلية والخارجية التي أسسها الأب. أما وجه الاختلاف الأساسي، فأراه في سمات القيادة، حيث كانت لحافظ الأسد سيطرة كاملة على حكومته وهيكلية السلطة والبلاد، وكان شديد التأني والتروي في عملية صنع القرار، وعندما يأخذ قراراً يكون (القرار) حاسماً. هذه الصفة، وللمفارقة، لمسها وزير الدفاع الإسرائيلي السابق إسحق رابين وأخبرني إياها قبل ذهابي لدمشق سفيراً للولايات المتحدة في 1988. رابين قال إن هذه كانت تجربة إسرائيل مع حافظ الأسد. نقلت موقف رابين لحافظ الأسد في آخر لقاء لي معه كسفير في 1991، وردَّ الأسد قائلاً إنه بإمكاني إخبار رابين بأنه على حق.
لا أرى السيطرة نفسها وميزة الحسم في بشار الأسد. هناك غموض في أسلوب قيادته يترك الكثير من الأسئلة من دون إجابات، ويطلق الشكوك حول مدى تقديره للخطوط الحمر في المسائل السياسية الحساسة.
كيف يمكن لسورية من دون الأسد أن تغير المنطقة؟ ما ستعنيه لحزب الله وللاستقرار الإقليمي؟
ما من شك في ذهني في حال تغيَّرَ النظام في سورية، أن الخاسرَيْن الأساسيين والفوريين هما إيران وحزب الله. سورية تمثل يد إيران الطولى في العالم العربي وفي المشرق، ووكيلها المسهِّل مع حزب الله والمواجهة مع إسرائيل. ان تراجع تأثير إيران في المنطقة وخسارة حزب الله لسورية كحليف سياسي ونقطة عبور للدعم الإيراني، سيغير دينامية المنطقة في شكل مهم. ومع ذلك، فان غياب أي تقدم حقيقي ملحوظ في مفاوضات السلام العربية-الإسرائيلية نحو الحل، في المسألة الفلسطينية والجبهات السورية واللبنانية، سيبقي المنطقة خطيرة ومزعزعة الاستقرار.
التلفزيون السوري سيبث “اعترافات” هرموش
وسيعرض “جاسوساً شارك في اغتيال مغنية”
أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان ثمانية اشخاص بينهم ولد قتلوا في سوريا أمس خلال عمليات نفذتها قوى الامن في ادلب وحماه وحمص وقرية قريبة من جسر الشغور على الحدود مع تركيا. وأوردت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان التلفزيون السوري سيبث اليوم ما قالت انه اعترافات المقدم حسين هرموش اول ضابط في الجيش السوري يعلن انشقاقه، كما سيبث السبت ما وصفه باعترافات جاسوس اسرائيلي شارك في اغتيال القائد العسكري لـ”حزب الله” عماد مغنية في دمشق عام 2008.
وقالت: “يبث التلفزيون العربي السوري في نشرة الساعة 8:30 من مساء غد اعترافات حسين هرموش” الذي كان اعلن انشقاقه عن الجيش مطلع حزيران الماضي احتجاجاً على أعمال القمع التي يقوم بها نظام الرئيس بشار الاسد في حق المدنيين، والذي بات أول ضابط سوري يعلن انشقاقه عن الجيش لتكر السبحة من بعده.
وتمكن هرموش من مغادرة سوريا وشكل ما اطلق عليه “لواء الضباط الاحرار”، الذي يضم عشرات من الضباط الذين حذوا حذوه وانشقوا عن الجيش من بعده.
ورجحت مصادر في المعارضة السورية، ان تكون المخابرات السورية خطفته في تركيا.
وحمل شقيقه إبرهيم هرموش في اتصال هاتفي مع قناة “العربية” السعودية التي تتخذ دبي مقراً لها، السلطات التركية مسؤولية اختفاء شقيقه، وقال إن شقيقه اختفى بعد لقائه أحد الضباط الأتراك في أحد مخيمات اللاجئين السوريين في الأراضي التركية. وأضاف إن الأتراك هم الذين أخذوا أخاه أولاً، وإنه يستبعد أن يكون في الأراضي السورية، إلا بتآمر من تركيا. وأوضح أنه في اليوم التالي سأل الضابط التركي الذي أخذ شقيقه عنه، فأجابه الضابط أنه لا يعلم عنه شيئاً، لأنه تركه بعد عشر دقائق.
وكانت صحيفة “الوطن” السورية نشرت قبل أيام أنه قبض على هرموش مع مجموعة تضم 13 ضابطاً وعنصراً، بينهم قائد ” لواء الضباط الأحرار” في عملية وصفتها بـ”النوعية”، ونفذها الجيش في شمال سوريا، بينما لم تنف المصادر السورية الخبر او تؤكده.
والاسبوع الماضي، توفي شقيقه محمد هرموش (74 سنة) خلال احتجازه لدى قوى الامن التي اعتقلته في شمال غرب سوريا.
الى ذلك، قال التلفزيون السوري انه سيبث السبت اعترافات جاسوس إسرائيلي يكشف بعض خيوط المؤامرة على سوريا، وكيف شارك في تسهيل اغتيال مغنية وكيف يعمل الجواسيس تحت جنح الظلام لزرع الفتنة واغتيال المقاومين وإغراق البلاد في الفوضى.
و ص ف، ي ب أ
الاشتبـاك السـوري القطـري فـي اجتماعـات الجامعـة: مبـادرة سوريـة تقتـرح إصلاحـات في الـدول العربيـة
زياد حيدر
برز مجددا التوتر السوري – القطري في الاجتماع الوزاري العربي، وظهر لدبلوماسيين أن استحواذ القطريين على رئاسة مجلس الجامعة بدلا عن الفلسطينيين كما كان مقررا، يزيد من احتمال أن «ثمة ما تحضّر له قطر تجاه دمشق».
وقد ظهر جليا افتراق السبل بين الطرفين في الاجتماع الوزاري في القاهرة أمس الأول، كما الذي سبقه حيث تجاهل رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني لمرات متكررة رغبة الجانب السوري في الإشارة إلى الضحايا من العسكريين التي سقطت في الأزمة الراهنة، وذلك رغم رغبة العديد من الدول العربية بذلك، وبينها السعودية وسلطنة عمان. وهو ما انتهى في الختام إلى المطالبة «بتجنيب المواطنين» العنف، بعد أن كان البيان يركز على الضحايا المدنيين.
كما رفض المسؤول القطري، وفقا لبيان السفارة السورية في القاهرة، التطرق لمبادرة صاغها السوريون وتهدف لاستصدار قرار من الجامعة العربية يعكس إرادة عربية جامعة للإصلاح السياسي. وكان واضحا من المبادرة، التي جاءت في صفحة ونصف صفحة، أن دمشق ترغب في إحراج بعض الدول العربية، ولا سيما قطر، التي «تشكل رأس حربة» على القيادة السورية حاليا من دون أن تتمتع بأبسط «المعايير المدنية ولاسيما وجود دستور للدولة».
وطالبت المبادرة وفقا لمصادر إعلامية برفع حالة الطوارئ في البلدان العربية التي تطبقها، وإلغاء محاكم أمن الدولة في الدول التي لديها مثل هذه المحاكم، ووضع دساتير تضمن الحريات في البلدان التي ليس فيها دساتير، والسماح بإنشاء البرلمانات وحماية الحريات وتشكيل الأحزاب وحرية عمل المنظمات غير الحكومية وصياغة قوانين فورية لحرية الإعلام والتظاهر السلمي.
ورأى دبلوماسيون حضروا الاجتماع أن القطريين كانوا يرغبون باستثمار خطاب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في المجلس، والذي كان متوقعا أن يكون قاسيا تجاه دمشق، إلا أن أردوغان تجاهل سوريا في خطابه وركز على الموضوع الفلسطيني. والسبب يعود وفقا لدبلوماسيين الى اجتماع المندوبين مساء الاثنين الماضي حين بدا «أن ثمة تراخيا لدى بعض الدول العربية تجاه مشروع إعلان الدولة الفلسطينية ولاسيما بين دول الخليج» فكان أن ركز أردوغان على هذا الأمر باعتباره «واجبا» كما قال. وقد تميزت الجلسة بملاسنات بين الوفدين القطري والسوري، باتت عرفا منذ اتجه القطريون في آذار الماضي نحو تفويض الأمم المتحدة فرض حظر جوي على ليبيا، الأمر الذي فسّر في دمشق كأكبر دليل على توجه السياسة القطرية إقليميا نحو تنفيذ مشاريع السياسة الأميركية.
إلا أن خطوط العلاقات على مستوى القيادتين، رغم اضطرابها، لا تزال مفتوحة على ما يبدو، حيث يبقى مثيرا للاهتمام أن أمير قطر لا زال مهتما بسير عملية البناء التي تجري لقصر له فوق سفوح إحدى الهضاب المطلة على دمشق، كما تبقى اللهجة القطرية الرسمية بعيدة عن تلك المعتادة في فضائية «الجزيرة»، والتي تشكل تغطيتها لب المشكلة مع الدوحة منذ الأشهر الأولى من الأزمة، لتتفاقم لاحقا مع تحرك الدبلوماسية القطرية إقليميا وعربيا ضد سياسة دمشق.
ولا يخفي مراقبون قلقا من «النوايا القطرية المرتبطة بمشاريع أميركية»، لكن الاعتقاد السائد وفقا لدبلوماسي أوروبي مقيم في دمشق أن قدرة قطر على «تعدي دورها كحامل حقيبة في الموضوع الليبي تكاد تكون معدومة سوريا»، وذلك نظرا «لعناصر القوى الفعلية لسوريا على الأرض»، وهي «عناصر قوة موزعة بين دمشق وطهران، وساحاتها الإقليمية عديدة» وفقا لتعبيره.
أما العامل الثاني فيتمثل في محاولة قطر تصوير سوريا كـ«سودان» جديد يستدعي تدخلا لحل الأزمة، الأمر الذي يدفعها منذ شهرين تقريبا لاحتضان أطياف من المعارضة السورية، ومحاولة تجميعها برعاية أميركية وفقا لمصادر سورية. وهو أمر تنأى رموز معارضة الداخل نفسها عنه كما يقول أمين سر هيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديموقراطي حسن عبد العظيم لـ«السفير»، مشيرا أن تزامن مؤتمر الهيئة الأسبوع المقبل مع المؤتمر المزمع انعقاده في الدوحة السبت لا أساس له.
وقال عبد العظيم، في هذا السياق، إن الهيئة تنوي إقامة مؤتمر خاص بها في 17 الحالي في مكان خاص خارج دمشق. وأوضح أن المؤتمر مخصص ليوم واحد، يليه مؤتمر صحافي في اليوم التالي، حيث يقارب عدد المدعوين والمتوقع حضورهم 200 إلى 300 شخص من خلفيات سياسية وشخصيات وطنية وفعاليات شعبية.
ويهدف اللقاء «لتأسيس مجلس وطني لهيئة التنسيق الوطنية وقوى التغيير الديموقراطي» وفق ما ذكر عبد العظيم، مشيرا إلى أن «هناك أطرافا أخرى ترغب في إجراء ائتلاف، ومن بينها إعلان دمشق وبعض الشخصيات الإسلامية التي شاركت في المؤتمر الثاني في اسطنبول والذي تميز بطابع إسلامي».
وقال عبد العظيم إنه لم يتم بعد الاتفاق على الائتلاف «ولكننا ندرس الفكرة بحيث يتشكل إطار واسع للمعارضة بحيث تصبح صاحبة خطاب واحد ورؤية سياسية واحدة»، مضيفا أن «هناك مسائل تهمنا بشكل أساسي، مثل رفض التدخل العسكري بكل أشكاله وهذه مسألة حاسمة بالنسبة لنا، والمسالة الأخرى رفض الانجرار للتسلح والصراعات الداخلية».
التلفزيون السوري سيبث اعترافات أول ضابط منشق وحركته تحمل تركيا المسؤولية
دمشق- (ا ف ب): اعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) الاربعاء أن التلفزيون الرسمي سيبث مساء الخميس اعترافات المقدم حسين هرموش، أول ضابط في الجيش السوري اعلن انشقاقه، في حين حملت حركة الضباط الاحرار التي يترأسها انقرة “المسؤولية الكاملة” عن تسليمه إلى دمشق.
وقالت سانا “يبث التلفزيون العربي السوري في نشرة الساعة 8,30 من مساء غد اعترافات حسين الهرموش”، وذلك بعدما رجحت مصادر في المعارضة لوكالة فرانس برس ان تكون المخابرات السورية قامت باختطافه من تركيا التي لجأ اليها اثر انشقاقه.
واعلن المقدم حسين هرموش انشقاقه عن الجيش بداية حزيران/ يونيو الماضي احتجاجا على اعمال القمع التي ينفذها نظام الرئيس بشار الاسد بحق المدنيين، ليصبح بذلك اول ضابط سوري يعلن انشقاقه عن الجيش وتكر السبحة من بعده.
وتمكن هرموش من مغادرة سوريا وشكل ما اطلق عليه اسم (لواء الضباط الاحرار) الذي يضم عشرات الضباط الذين حذوا حذوه وانشقوا عن الجيش من بعده.
والاسبوع الماضي توفي محمد الهرموش (74 عاما) شقيق المقدم الهرموش بينما كان محتجزا لدى قوات الامن التي قامت باعتقاله في شمال غرب سوريا، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
ومن جهتها اصدرت حركة الضباط الاحرار بيانا حملت فيه الحكومة التركية “المسؤولية الكاملة عن اعتقال المقدم حسين هرموش وتسليمه” الى دمشق، مؤكدة انه اذا كانمت تركيا عاجزة عن حماية الضباط المنشقين اللاجئين لديها فستطلب الحركة جعل حمايتهم من مسؤولية الامم المتحدة.
وقالت الحركة في بيانها “نحن حركة الضباط الاحرار المنشقة عن الجيش العربي السوري نحمل الحكومة التركية المسؤولية الكاملة عن اعتقال وتسليم المقدم حسين هرموش الذي اختفى في 29 الشهر الماضي (آب/اغسطس)”.
واضافت الحركة “نحن واذ لم نحصل على اي استجابة من الحكومة التركية حتى حينه او نفي او حتى تأكيد الخبر، نذكر الحكومة التركية بانها بذلك تكون قد خالفت القوانين الدولية في ما يتعلق بالضباط والجنود وحقهم في الحصول على الحماية الكاملة لاي دولة يصلون اليها”.
واضاف البيان انه “كون المقدم حسين هرموش تحت حماية الحكومة التركية فان من مسؤوليتها الكاملة الكشف عن مصيره او سنضطر للجوء للقوانين الدولية ولمنظمة الامم المتحدة ومجلس حقوق الانسان للوقوف على الانتهاكات الخطيرة التي تقوم بها الحكومة التركية بحق اللاجئين السوريين عامة والضباط والجنود خاصة من خلال تسليمهم او تضييق الخناق عليهم”.
واوضح الضباط انهم “لجأوا الى تركيا لتأمين الحماية لهم فغدوا مهددين من قبلها”، مضيفين انه “اذا كانت الحكومة التركية عاجزة عن تأمين الحماية للاجئين السوريين فاننا نطالب بنقل اوضاعنا لتكون تحت اشراف الامم المتحدة الكامل”.
واعرب الضباط في بيانهم عن الاسف ل”التصرف التركي غير المسؤول الذي يضع حياة اللاجئين على المحك”، مؤكدين ان تركيا “وضعت بهذا نفسها بموقف المعادي للشعب السوري وبشكل واضح، فدماء السوريين ليست مجالا للتفاوض بين اي حكومة او جهاز امني وليست مجالا للصفقات”.
ومن جهة ثانية اعلنت سانا أن التلفزيون الرسمي سيبث السبت “اعترافات جاسوس إسرائيلي شارك في تسهيل اغتيال عماد مغنية” القيادي العسكري في حزب الله والذي اغتيل في دمشق في تفجير سيارة مفخخة في شباط/ فبراير 2008، ويتهم الحزب الشيعي اللبناني اسرائيل بقتله.
وقالت سانا “يبث التلفزيون يوم السبت بعد نشرة أخبار الثامنة والنصف مساء اعترافات جاسوس إسرائيلي يكشف بعض خيوط المؤامرة على سوريا وكيف شارك في تسهيل اغتيال الشهيد عماد مغنية وكيف يعمل الجواسيس تحت جنح الظلام لزرع الفتنة واغتيال المقاومين واغراق البلاد بالفوضى”.
وارفقت الوكالة الخبر بصورتين الاولى للمقدم حسين هرموش والثانية للجاسوس المفترض، وذلك اثناء ادلائهما ب”اعترافاتهما”.
واثر اغتيال مغنية اعلنت سوريا فتح تحقيق في الحادث، مؤكدة على لسان وزير خارجيتها وليد المعلم خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الايراني منوشهر متكي أن التحقيق “سيثبت بالدليل القاطع الجهة التي تورطت في هذه الجريمة ومن يقف خلفها” وان نتيجته ستعلن “قريبا”، غير انه بعد مرور ثلاث سنوات ونصف على الاغتيال لم تعلن دمشق نتيجة التحقيقات بعد.
وكان مغنية ملاحقا من اسرائيل والولايات المتحدة للاشتباه بتورطه بعمليات عدة بينها خطف طائرة كانت تقوم برحلة بين روما واثينا في 1985، وتفجير في مقر جمعية الصداقة الاسرائيلية الارجنتينية في بوينس ايريس تسبب بمقتل 85 شخصا في 1994، وخطف رهائن اجانب وعمليات تفجير في الثمانينات في لبنان.
مخاوف من ان يتحول مجلسها المقترح لشبيه للانتقالي الليبي
سورية: خلافات داخل المعارضة حول طلب التدخل الخارجي
منظمات حقوقية تطالب بتجميد عضوية دمشق بالجامعة
لندن ‘القدس العربي’ ـ من احمد المصري: دعت منظمات مجتمع مدني، من جميع أرجاء العالم العربي، الجامعةَ العربية إلى تعليق حقوق العضوية الخاصة بسورية، في ظل استمرار انتهاكات حقوق الإنسان.
ودعا تحالف من أكثر من 170 منظمة محلية ودولية تعمل في ثماني عشرة دولة عربية، جامعة الدول العربية لإنهاء صمتها حول سورية.
وقد حث التحالف الجامعةَ على اتخاذ سلسلة من التدابير الكفيلة بضمان الإنهاء الفوري لاستخدام القوة الفتاكة ضد المتظاهرين، والتطبيق الكامل للمبادرة العربية الخاصة بسورية، والمكونة من ثلاث عشرة نقطة.
وحيت الرسالة المبادرة لاشتمالها على مطالب واضحة بوقف العنف والإفراج عن المسجونين السياسيين وتعويض ضحايا القمع، الا ان الموقعين’أبدوا قلقهم الشديد من المبادرة ‘لافتقارها إلى الضمانات والمعايير التي تضمن نجاح تطبيقها’.
وقال نديم خوري، كبير الباحثين بـ’هيومن رايتس ووتش’، ‘حتى تحقق المبادرة العربية فارقاً حقيقياً لرجل الشارع السوري، ينبغي أن تكفل دخول مراقبين مستقلين إلى البلاد ومراقبة سلوك الهيئات الأمنية، وإلا فلن تنجو المبادرة من الرصاص المتوالي لقوات الأمن’.
ودعا التحالف الذي يضم منظمات حقوق إنسان دولية مثل ‘هيومن رايتس ووتش’، و’أفاز’، و’الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان’، فضلاً عن منظمات من مصر، والجزائر، وليبيا، وقطر، والمغرب، واليمن، والمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى سورية، الجامعة العربية لإنهاء الانتهاكات الجارية لحقوق الإنسان الأساسية في سورية وطالبها بإرسال مراقبين من الجامعة للتحقق ومراقبة وقف الانتهاكات
كما طالب التحالف الجامعة العربية بدعم مجلس الأمن في فرض حظر شامل على السفر وتجميد الأصول لأفراد محددين مسؤولين عن القمع، مع تحديد الشروط التي يمكن، حين توفرها، رفع تلك العقوبات، اضافة الى إعلان حظر فوري على السلاح ومراقبة ورقابة الحدود بشكل فعال، لمنع تهريب السلاح.
واكد التحالف على مطلبه من الجامعة العربية بدعوة السلطات السورية للتعاون والسماح بدخول لجنة التحقيق التي شكلتها الأمم المتحدة للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، اضافة الى تعليق حقوق العضوية الخاصة بسورية في جامعة الدول العربية، بما في ذلك حق التصويت.
جاء ذلك فيما تتصاعد الاحتجاجات ضد النظام السوري في الداخل، وتشهد اروقة المعارضة السورية في الخارج خلافات عميقة حول انشاء مجلس موحد لقيادة المعارضة، وفيما تسعى اطراف من المعارضة في الخارج لاطلاق هذا المجلس بأي صورة، ترى اقطاب معارضة بالداخل السوري ان من شأن هذا المجلس ان يضعف المعارضة.
وشهد اجتماع عاصف للمعارضة السورية في قطر خلافات عميقة وتهديدات متبادلة ظهرت بوضوح خلال الايام الماضية، مع وجود فريق بارز من المعارضة ومعظمه في الداخل يرفض التدخل الخارجي وجعل سورية في يد القوى الكبرى، فيما تدعو اطراف خارجية الى استخدام البند السابع في الامم المتحدة، اضافة الى دعوات لتسليح المتظاهرين.
وفشل الاجتماع الذي اشرف عليه الدكتورعزمي بشارة وبمشاركة المعارض السوري البارز برهان غليون اضافة الى مشاركة حركة الاخوان المسلمين ممثلة بنائب المراقب العام للحركة فاروق طيفور، في اقناع المشاركين القبول بمبادرة قطرية تنص على السماح للرئيس السوري بشار الأسد ونظامه البقاء في الحكم حتى عام 2014 مقابل ان يقوم النظام بسحب قواته من المدن والقرى السورية وان يطلق سراح المعتقلين.
وعلمت ‘القدس العربي’ ان الاجتماع شهد انسحابات جماعية الا ان ممثلي حركة الاخوان المسلمين بقوا في الاجتماع حتى نهايته، وكان هناك’توافق بين اطراف يسارية سورية لمنح فرصة اخيرة للنظام للحد من شلال الدم المتدفق في البلاد.
ويرى مراقبون ان الانقسام داخل اوساط المعارضة السورية يدور ايضا بين اعضاء التوجه الواحد، ويؤكدون ان حركة الاخوان المسلمين منقسمة في موقفها من انشاء المجلس والحوار مع النظام السوري، ويقود الصقور المتشددين داخل الجماعة المراقب العام للحركة رياض الشقفة ونائبه فاروق طيفور، فيما يقود الحمائم في الحركة’المراقب السابق للاخوان علي صدر الدين البيانوني وهم على استعداد للوصول الى حلول وسط لوقف الدم، الا ان المتابعين للشأن السوري يرون ان الحركة بشقيها الحمائم والصقور ليس لها تواجد على الارض في الداخل السوري ولهذا السبب فهي تحاول الوصول الى اي تسوية سواء مع النظام او مع اطياف المعارضة للحصول على نصيبها في المشهد السياسي السوري.
ويتخوف معارضون سوريون من ان يتحول المجلس الانتقالي المزمع انشاؤه الى شبيه للمجلس الانتقالي الليبي. وقال احد المعارضين لـ’القدس العربي’ ورفض نشر اسمه ‘اخشى ان يتحول هذا المجلس الى شبيه للانتقالي الليبي، ونفاجأ بزيارة اعضاء المجلس لقصر الاليزية، (مقر الحكومة الفرنسية)، واعلانه من هناك تأييده للتدخل الاجنبي او الاستعانة بقوات الناتو تحت ذريعة حماية المدنيين كما هو الحال مع ليبيا’.
وكانت مجموعة من المعارضين السوريين اعلنت في 30 اب (اعسطس) الماضي عن تشكيل ما وصفوه ‘المجلس الانتقالي السوري’ برئاسة برهان غليون وعضوية 94 من المعارضين في الداخل والخارج.
ويتكون المجلس من 94 عضواً 42 منهم في الداخل والباقي في الخارج، ويرأسه برهان غليون، وله ثلاثة نواب هم فاروق طيفور ووجدي مصطفى ورياض سيف.
الا ان المعارض غليون والاخوان المسلمين تحفظوا على القائمة التي نشرت، ودعا غليون الى قائمة جديدة سيعلن عنها قريبا، الا ان المعارضة بسمة قضماني اعلنت مساء الاثنين في مؤتمر صحافي في اسطنبول ان معارضين سوريين سيقدمون اليوم الخميس في اسطنبول لائحة تضم اعضاء ‘مجلس وطني’ من المقرر ان يعمل على تنسيق عمل المعارضة بمواجهة نظام الرئيس بشار الاسد في دمشق.
وردا على سؤال حول نقاط الالتقاء لدى المعارضين السوريين قالت ‘ان الخط واضح وهو الذي رسمه الشارع والمتظاهرون والثوار : انهم يريدون اسقاط هذا النظام’.
في غضون’ذلك عقد حوالى اربعين معارضا سوريا مقيمين في المنفى اجتماعا السبت في فيينا وانشأوا حركة جديدة هي اتحاد السوريين في الخارج، وفق ما اعلن المنظمون.
وأعلن المعارض السياسي السوري اليساري لؤي حسين، خلال مؤتمر صحافي أطلق خلاله التيار الجديد، رفضه لأي مجلس إنتقالي، وقال إن ‘البلاد ليست أمام صراع على السلطة، نحن في صراع على الحريات وبالتالي نحن مع أي مجلس لديه اشتغال حالي لا أن يكون’بديلاً للمرحلة القادمة، ففي المرحلة القادمة آلاف من الكوادر السورية التي أظهرها الشارع’.
قوات الأمن هاجمت مجلس عزاء ناشط بعد زيارة أربعة سفراء أجانب
القيادة السورية قررت الاعتماد فقط على ‘الوحدات الخاصة’ لتنفيذ العمليات
دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر: تفيد المعلومات الواردة من عدة مدن سورية أن العمليات العسكرية التي تنفذها قوات الجيش مستمرة تحت ما سمي بعملية ‘بيرق الأسد’ التي كانت قد بدأت منذ عدة أيام، وأنها لن تتوقف في الأيام القليلة المقبلة.
مصادر السلطات السورية تقول ان القيادة العسكرية بدمشق تتشدد في ضرباتها مستخدمة أسلحة متوسطة ومستعينة بقوات من النخبة التابعة لـ’الوحدات الخاصة’، لأنها (القيادة العسكرية) تتخوف من إمكانية السعي لتأمين أية بقعة أو حيز جغرافي في الداخل السوري من قبل بعض أوساط المعارضة المسلحة لإعلانه كجزء منفصل عن الدولة السورية يشكل بعداً مكانياً لمجلس انتقالي سوري يجري إعداده في الخارج تتبعه اعترافات دولية من عواصم غربية وعربية، الأمر الذي يضع السلطات السورية في موقف خطير وحرج للغاية، وذلك وفق تفكير السلطات الرسمية التي تضيف مصادرها لـ ‘القدس العربي’ أن بعض العواصم جاهزة تماماً للاعتراف بأي مجلس انتقالي يستطيع تأمين مساحة جغرافية تحت سيطرته داخل سورية.
وفي الجانب الآخر يشدد ناشطون ومعارضون سوريون على أن عملية ‘بيرق الأسد’ تلك، هي العملية العسكرية الأعنف والأكثر انتشاراً على المستوى الجغرافي داخل سورية منذ بدء الاحتجاجات بغرض القضاء على مساحات الاحتجاج الشعبي الأكثر اندفاعاً وحدّة ضد النظام السوري لاسيما في ريف محافظة إدلب شمالاً وتحديداً مناطق وقرى جبل الزاوية وبعض قرى مدينة حماة ومناطق أخرى من حمص في الوسط، ويُضيف هؤلاء أن ما تشنه القوات السورية من عمليات
مركزة هدفه فقط إنهاء الاحتجاجات وإحكام السيطرة على تحرك الشارع.
وشهدت الساحة السورية ظهوراً لقوات عسكرية مناهضة للنظام، كُشف عنها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أبرزها ظهور ما سميت بـ’كتيبة الضباط الأحرار’، بقيادة المقدم حسين هرموش وهو من محافظة إدلب وانشق عن الجيش السوري في وقت سابق، وكذلك ظهر ما سمي ‘جيش سورية الحر’ بقيادة الضابط المنشق رياض الأسعد الذي قال في تصوير مسجل بث عبر الانترنت انه أسس كتيبتين واحدة حملت اسم معاوية وأخرى اسم أبو عبيدة الجراح.
وفي السياق ذاته تؤكد مصادر سورية متابعة أن القيادة السورية قررت الاعتماد فقط على ‘الوحدات الخاصة’ في الجيش السوري لمعظم العمليات العسكرية التي ينفذها حالياً أو سينفذها لاحقاً، وأن أفواج الوحدات الخاصة الـ (10) التي انسحبت من لبنان في العام 2005 وتم توزيعها على الفرق العسكرية المتعددة في الجيش السوري، سيجري ضمها إلى قيادة الوحدات الخاصة حصراً ضمن سياق مهامها.
الى ذلك أكد ناشطون سوريون الأربعاء أن قوات الأمن السورية هاجمت الليلة قبل الماضية مجلس عزاء الناشط غياث مطر في بلدة داريا بريف دمشق بعد مغادرة أربعة سفراء أجانب كانوا قد قدموا إلى المجلس لتقديم العزاء.
وأوضح النشطاء أن قوات الأمن قامت بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء وأطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المعزين.
والسفراء الأربعة هم سفراء الولايات المتحدة وفرنسا والدنمارك واليابان.
ولقي مطر (26 عاما) حتفه بسبب التعذيب خلال اعتقاله. وكان تم اعتقال مطر في الخامس من أيلول (سبتمبر)، وأكدت مصادر مقربة من الأسرة أن جثته حملت آثار تعذيب.””
كما قال نشطاء إن عشرات المدرعات ومئات الجنود السوريين اقتحموا بلدات وقرى قرب الحدود الشمالية الغربية مع تركيا الأربعاء في تصعيد لحملة الرئيس بشار الأسد لسحق الاحتجاجات الشعبية وتعقب المنشقين عن صفوف الجيش.
وأضافوا أن قوات الأمن ومسلحين موالين للأسد أطلقوا نيران المدافع الرشاشة بشكل عشوائي أثناء اجتياحهم ما لا يقل عن عشر قرى وبلدات في جبل الزاوية انطلافا من طريق سريع قريب بعد سد مداخل المنطقة وقطع الاتصالات عنها.
وقال ناشط محلي ‘سقط قتلى وجرحى لكن لا توجد وسيلة حتى الآن لتأكيد الأعداد لأن الاتصال صعب’.
6 أشهر على الاحتجاجات | مقتل 3 «شبيحة» بحمص
تزامن اعتراف «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارِض بمقتل 3 من «الشبيحة» في حمص، مع دخول موجة تظاهرات سوريا شهرها السادس اليوم، على وقع بقاء خريطة المواقف الدولية الداعمة والمعارضة للنظام على حالها
تدخل سوريا، اليوم، شهرها السادس من حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس بشار الأسد، مع شنّ قوى الأمن عمليات واسعة النطاق في عدد من قرى جبل الزاوية في شمال غرب سوريا، وكشْف «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض عن مقتل 3 عناصر مما يعرف بـ«الشبيحة» في حمص، وعودة السفير الأميركي إلى الساحة، من خلال زيارته عائلة الشاب غياث مطر (26 عاماً) الذي قتل تحت التعذيب قبل أيام.
أما سياسياً، فكان الأبرز استمرار رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان حملته على نظام الأسد، وهو ما استدعى رداً من السفير السوري لدى لبنان، وسط اعتراف المستشارة الرئاسية السورية بأن موسكو لم تعرض تأدية دور وسيط بين المعارضة والنظام الذي رفض ما خلص إليه وزراء الخارجية العرب أول من أمس حيال سوريا.
وكتب الناشطون على صفحة «الثورة السورية» على موقع «فايسبوك»: «ها نحن اليوم، وبعد مضي أكثر من ستة أشهر على ولادة ثورتنا المباركة، نزداد يوماً تلو آخر ثقة بقرب النصر ودنو الفرج؛ لأننا صنعنا المستحيل الأول وكان 15 آذار». وأكد «المرصد السوري» أن قوات عسكرية وأمنية سورية كبيرة «تنفذ منذ صباح اليوم (الأربعاء) عمليات واسعة في قرى جبل الزاوية تستخدم فيها الرشاشات الثقيلة في قصف بعض المنازل والأراضي الزراعية والأحراج، مع دخول قرى أبلين وبليون ومرعيان واحسم والرامي حيث قطعت القوات الأمنية الطرقات وأقامت حواجز أمنية وأجرت عمليات اعتقال». أما في مدينة حمص، فقد أوضح «المرصد» أن القوات الأمنية تقوم بحملة دهم واعتقالات في قرية البرج بمنطقة الحولة، وذلك «إثر مقتل ثلاثة من الشبيحة برصاص مجهولين فجراً قرب القرية». في المقابل، أعلنت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» مقتل سائق حافلة بالرصاص في حماه نتيجة «كمين نفّذته مجموعة إرهابية مسلحة»، إضافة إلى «مقتل خمسة عسكريين وعنصر أمني برصاص المجموعات الإرهابية».
في غضون ذلك، أفاد ناشطون لوكالة «فرانس برس» بأن سفراء الولايات المتحدة وفرنسا والدنمارك واليابان في سوريا وصلوا مساء الثلاثاء إلى بلدة داريا بريف دمشق لتعزية عائلة الناشط غياث مطر الذي قتل خلال اعتقاله لشدة التعذيب. وأشاروا إلى أن قوات الأمن «هاجمت مجلس العزاء فور مغادرة السفراء»، مؤكدين أن «هجوم الأمن على العزاء تخلّله إطلاق غاز مسيل للدموع وعيارات نارية في الهواء لتفريق المتظاهرين بعد مغادرة السفراء». واعترفت السفارة الأميركية في دمشق بحصول زيارة السفير روبرت فورد وزملائه، لتكون تلك الحادثة رابع زيارة يقوم السفير الأميركي إلى مدن سورية تشهد تظاهرات معارضة، بعد حماه وإدلب ودرعا، رغم القيود التي تفرضها الحكومة السورية على التنقل، فيما نال تعيينه لدى دمشق موافقة إحدى لجان الكونغرس ليل أول من أمس. وبرر فورد مخالفته لهذه القيود بالتأكيد، في مقابلة مع وكالة «رويترز» أن «السفير رمز بارز جداً للمصالح الأميركية، وأنا رمز بارز جداً للشعب الأميركي، لذا فليس بوسعي الاختباء خلف الأبواب المغلقة».
في هذه الأثناء، جدد أردوغان موقفه الذي يفيد بأن الشعب السوري «لم يعد يصدق الرئيس بشار الأسد لأنه لم ينفذ الإصلاحات». وقال في القاهرة إنّ «الإصلاحات لم تتحقق ولم يتكلموا بصدق. لا يمكن أن نصدق هذا. والشعب السوري لا يصدق الأسد ولا أنا أصدقه. نحن أيضاً لا نصدقه». كلام جاء تتمةً لتحذير أردوغان من اندلاع حرب أهلية مذهبية في سوريا، وهو ما رفضه السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي. وقال علي، رداً على سؤال عن مخاوف أردوغان من حرب سنية ـــــ علوية، إن «بعض الأصوات العالية التي تخرج بين فترة وأخرى هي لقلب الحقائق والتخويف»، مشيراً الى أن ذلك تعبير عن «واقع متوهم وعن إحباط وعن فشل رهانات كانوا ينظرون فيها إلى سوريا»، مطمئناً إلى أن حصانة سوريا «تتسع وتقوى، وأصدقاؤها أيضاً مطمئنون إلى نجاح الخطوات السورية التي يقوم بها الرئيس الأسد».
أما الحليف الروسي القوي لدمشق، فقد حذر، ممثلاً برئيس «إدارة التحديات والتهديدات الجديدة» في وزارة الخارجية الروسية، من أن «منظمات إرهابية» قد تعزز وجودها في سوريا إذا ما سقط نظام الأسد. ونقلت وكالة إنترفاكس عن إيليا روغاتشيوف قوله: «إذا لم تتمكن الحكومة السورية من الاحتفاظ بالسلطة، فهناك احتمال كبير لأن يترسخ وجود متشددين وممثلين لمنظمات إرهابية»، لافتاً إلى أن «التدخل العسكري الغربي يهدد بخلق بؤر جديدة للأنشطة المتطرفة في منطقة تضررت بالفعل من الحرب في العراق». أما شعبان التي زارت موسكو في الأيام الماضية، فقد نفت أن تكون قد سمعت من أي مسؤول روسي أي عرض لقيام روسيا بوساطة لحل الأزمة في سوريا، معربةً عن ترحيبها بأي طرف روسي يزور بلادها. وقالت شعبان لقناة «روسيا اليوم»: «لمستُ من الموقف الروسي كل تفهم لما يجري في سوريا ولحقيقة ما يجري بعيداً عن التشويه والترويج الإعلامي والاستهداف الذي تقوم به الكثير من الفضائيات والأطراف الغربية أيضاً، ولم يتحدث معي أحد بشأن وساطة أبداً، هذا موضوع جديد لم أسمع به». وكان نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي إلياس أوماخانوف، قد كشف أن الزيارة المقررة لوفده إلى سوريا تهدف «في حال الضرورة إلى القيام بدور الوساطة لتنظيم الحوار الداخلي».
على صعيد آخر، تحدث وزير الخارجية السوري وليد المعلم، خلال استقباله نائب وزير الخارجية الفنزويلي تيمير بوراس، عن «خلفية وأبعاد ما تتعرض له سوريا من حملة شرسة مرتبطة بمخططات خارجية وتصدي سورية لهذه الحملة من خلال وعي شعبها ووحدته الوطنية ودعمه للإصلاحات الشاملة»، على حد تعبير «سانا».
أما داخلياً، فقد تواصلت «جلسات الحوار الوطني في المحافظات والجامعات» في يومها الرابع، «بمشاركة واسعة من الفعاليات الاجتماعية والاقتصادية وممثلي الأحزاب السياسية والنقابات والمؤسسات الأهلية» بحسب إعلام النظام السوري.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)
سوريون يعلنون تشكيلة “مجلس وطني” يمثل المعارضة ضد النظام
أ. ف. ب.
اسطنبول: أعلن معارضون سوريون في اسطنبول اليوم الخميس الساعة 10:00 ت. غ قائمة باعضاء “مجلس وطني” لتنسيق الكفاح ضد نظام دمشق. وأعلنت المعارضة السورية بسمة قضماني في وقت سابق هذا الأسبوع ان معارضين سوريين سيقدمون الخميس في اسطنبول لائحة تضم اعضاء “مجلس وطني” من المقرر ان يعمل على تنسيق عمل المعارضة بمواجهة نظام الرئيس بشار الاسد في دمشق.
وقالت قضماني في مؤتمر صحافي عقدته في اسطنبول، متحدثة باسم هذه المجموعة من المعارضين “ان تشكيلة هذا المجلس ستعلن الخميس في الخامس عشر من ايلول/سبتمبر. وحتى هذا التاريخ تبقى المشاورات متواصلة”.
وقالت قضماني لوكالة الأنباء الفرنسية إن المجلس الوطني الذي سيعلن “سيمثل كل القوى الاساسية ويضم احزابا سياسية وشخصيات مستقلة تعتبر رموزا للمعارضة السورية والغالبية ستكون لاشخاص من الداخل” السوري.
واضافت قضماني “عندما ستعلن تشكيلة هذا المجلس سيبقى مفتوحا امام قوى اخرى للانضمام اليه. اننا نقوم بكل ما هو ممكن لكي لا نقدم انفسنا على اننا الحركة التي تريد الغاء الاخرين، ان ما نسعى للقيام به هو اقتراح اطار وطني” للمعارضة السورية.
واوضحت قضماني التي تقيم في باريس ان العمل جرى على لائحة تضم نحو 700 اسم “تضم ممثلين عن كل القوى السياسية” لاختيار من بينها اعضاء هذا المجلس، موضحة ان الاختيار يتم على قاعدة “كفاءاتهم الشخصية” ومدى الاجماع على اسمائهم.
واضافت قضماني ان اسماء بعض اعضاء هذا المجلس من الذين يقيمون في سوريا قد تبقى سرية حفاظا على سلامتهم من قمع النظام. ورداً على سؤال حول نقاط الالتقاء لدى المعارضين السوريين قالت “ان الخط واضح وهو الذي رسمه الشارع والمتظاهرون والثوار : انهم يريدون اسقاط هذا النظام”.
وهي ليست المرة الاولى التي يعلن فيها عن العمل لانشاء مجلس وطني انتقالي او هيئة يفترض ان تمثل المعارضة السورية. فقد عقد في اوائل حزيران/يونيو الماضي مؤتمر لمعارضين سوريين في انطاليا تحت اسم “المؤتمر السوري للتغيير” انتخب في ختام اعماله هيئة استشارية انتخبت بعدها هيئة تنفيذية.
وفي اواخر آب/اغسطس الماضي عقد معارضون سوريون اجتماعا في اسطنبول اعلنوا خلاله عزمهم على تشكيل مجلس وطني. الا ان “الهيئة العامة للثورة السورية” التي تعمل من الداخل السوري اصدرت بيانا اعربت فيه عن معارضتها لانشاء هذا النوع من المجالس معتبرة انه من المبكر لاوانه الكلام عنه. وانهى المجتمعون في اسطنبول اجتماعاتهم من دون الاعلان عن تشكيلة اي مجلس.
وفي التاسع والعشرين من آب/اغسطس تلا الشاب ضياء الدين دغمش الذي كان سبق وشارك في مؤتمر انطاليا بيانا في انقرة باسم “شباب الثورة في الداخل” اعلن فيه تشكيلة مجلس وطني من 94 شخصا برئاسة الاكاديمي المقيم في باريس برهان غليون، ودعا “من يرفض من الاعضاء قبول هذه المهمة ان يشرح عبر وسائل الاعلام مبرراته الوطنية”.
ودارت بالفعل بعد هذا الاعلان مشاورات ونقاشات دار قسم كبير منها على صفحات فايسبوك اعلن فيها غليون انه يواصل الاتصالات لتشكيل هيئة تمثل المعارضة السورية. وتشهد سوريا منذ الخامس عشر من اذار/مارس الماضي حركة احتجاج واسعة غير مسبوقة تقمعها السلطات بقوة واوقعت حتى الان نحو 2600 قتيل حسب الامم المتحدة.
دمشق ستبثّ “اعترافات” هرموش اليوم والمعارضة تؤكد إختطافه
وكالات
صورة بثتها وكالة (سانا) الرسمية السورية للضابط المنشقّ حسين الهرموش ولما قالت إنه “جاسوس إسرائيلي”.
نيقوسيا: اعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) الاربعاء ان التلفزيون الرسمي سيبث مساء الخميس اعترافات المقدم حسين هرموش، اول ضابط في الجيش السوري اعلن انشقاقه، في حين اكدت مصادر في المعارضة انه “اختطف” من تركيا.
وقالت سانا “يبث التلفزيون العربي السوري في نشرة الساعة 8,30 من مساء غد اعترافات حسين الهرموش”، بينما رجحت مصادر في المعارضة لوكالة فرانس برس ان تكون المخابرات السورية قامت باختطافه في تركيا.
وقالت سانا: “كما يبث التلفزيون يوم السبت بعد نشرة أخبار الثامنة والنصف مساء اعترافات جاسوس إسرائيلي يكشف بعض خيوط المؤامرة على سورية وكيف شارك في تسهيل اغتيال الشهيد عماد مغنية وكيف يعمل الجواسيس تحت جنح الظلام لزرع الفتنة واغتيال المقاومين وإغراق البلاد بالفوضى”.
واعلن المقدم حسين هرموش انشقاقه عن الجيش بداية حزيران/يونيو الماضي احتجاجا على اعمال القمع التي ينفذها نظام الرئيس بشار الاسد بحق المدنيين، ليصبح بذلك اول ضابط سوري يعلن انشقاقه عن الجيش وتكر السبحة من بعده.
وتمكن الهرموش من مغادرة سوريا وشكل ما اطلق عليه اسم “لواء الضباط الاحرار” الذي يضم عشرات الضباط الذين حذوا حذوه وانشقوا عن الجيش من بعده.
والاسبوع الماضي توفي محمد الهرموش (74 عاما) شقيق المقدم الهرموش بينما كان محتجزا لدى قوات الامن التي قامت باعتقاله في شمال غرب سوريا، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الأنباء الفرنسية الجمعة الماضي ان قوات الامن “قامت بتسليم جثة محمد هرموش الى عائلته اثناء الليل بعد ساعات من اعتقاله” اثر عملية قامت بها في قرية ابلين في منطقة جبل الزاوية شمال غرب سوريا.
من جهتها اصدرت حركة الضباط الاحرار بيانا حملت فيه الحكومة التركية “المسؤولية الكاملة عن اعتقال المقدم حسين هرموش وتسليمه” الى دمشق، مؤكدة انه اذا كانمت تركيا عاجزة عن حماية الضباط المنشقين اللاجئين لديها فستطلب الحركة جعل حمايتهم من مسؤولية الامم المتحدة.
وقالت الحركة في بيانها “نحن حركة الضباط الاحرار المنشقة عن الجيش العربي السوري نحمل الحكومة التركية المسؤولية الكاملة عن اعتقال وتسليم المقدم حسين هرموش الذي اختفى في 29 الشهر الماضي (آب/اغسطس)”.
واضافت الحركة “نحن واذ لم نحصل على اي استجابة من الحكومة التركية حتى حينه او نفي او حتى تأكيد الخبر، نذكر الحكومة التركية بانها بذلك تكون قد خالفت القوانين الدولية في ما يتعلق بالضباط والجنود وحقهم في الحصول على الحماية الكاملة لاي دولة يصلون اليها”.
واضاف البيان انه “كون المقدم حسين هرموش تحت حماية الحكومة التركية فان من مسؤوليتها الكاملة الكشف عن مصيره او سنضطر للجوء للقوانين الدولية ولمنظمة الامم المتحدة ومجلس حقوق الانسان للوقوف على الانتهاكات الخطيرة التي تقوم بها الحكومة التركية بحق اللاجئين السوريين عامة والضباط والجنود خاصة من خلال تسليمهم او تضييق الخناق عليهم”.
واوضح الضباط انهم “لجأوا الى تركيا لتأمين الحماية لهم فغدوا مهددين من قبلها”، مضيفين انه “اذا كانت الحكومة التركية عاجزة عن تأمين الحماية للاجئين السوريين فاننا نطالب بنقل اوضاعنا لتكون تحت اشراف الامم المتحدة الكامل”.
واعرب الضباط في بيانهم عن الاسف لـ”التصرف التركي غير المسؤول الذي يضع حياة اللاجئين على المحك”، مؤكدين ان تركيا “وضعت بهذا نفسها بموقف المعادي للشعب السوري وبشكل واضح، فدماء السوريين ليست مجالا للتفاوض بين اي حكومة او جهاز امني وليست مجالا للصفقات”.
المصلحة الذاتيّة تكمن وراء تأييد بعض السوريين لنظام الأسد
عبدالاله مجيد
لندن: طالبت الجامعة العربية في ختام اجتماع وزراء الخارجية العرب يوم الثلاثاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد بوقف “آلة القتل” التي يستخدمها ضد شعبه. ولكن مراقبين يرون ان من يقفون وراء الأسد في سوريا سيواصلون تأثيرهم عليه للامعان في النهج الحالي رغم العزلة الدولية.
وشهد الأسد الذي كان ذات يوم يعتبر رجل اصلاح بنظر السوريين، انحسار قاعدة مؤيديه بسرعة في اعقاب البطش بالمتظاهرين المطالبين بالديمقراطية ومحاولة قمع انتفاضتهم التي تدخل شهرها السابع. وبحسب ارقام الأمم المتحدة فان اكثر من 2600 مدني قُتلوا منذ آذار/مارس الى جانب مئات العسكريين.
ولكن الأسد ما زال يمسك مقاليد الحكم بفضل شريحة من السوريين الذين لم ينقلبوا عليه حتى الآن، بمن فيهم رجال اعمال يعتمدون على دعم النظام ومسيحيون يخشون صعود قوى إسلامية متزمتة في حال سقوط الأسد. ويوفر هذا التأييد سداً يحتمي به النظام السوري من الضغوط الخارجية ويستعين به لتحدي ضغوط الجامعة العربية أو القوى الدولية.
ونقلت صحيفة “كريستيان ساينس مونتر” عن الباحث المتخصص بالشؤون السورية ومؤلف كتاب “السلطوية في سوريا” ستيفن هايديمان ان هذا التأييد “يجعل من الصعب على النظام ان يفهم ان عليه التحرك نحو استراتيجية للخروج. فان استمرار تأييد المسؤولين يمنحه قوة في حين ان مظاهر التأييد التي يبديها سوريون اعتياديون تمنع النظام من ان يدرك مدى خطورة الأزمة”.
ويلاحظ مراقبون ان الأسد يتمتع بقاعدة تأييد واسعة على الأخص في دمشق وحلب حيث وضع السكان المادي أفضل مع تجنيبهم وطأة القمع المسلط على المحتجين.
وتكون المصلحة الذاتية هي الدافع الأول وراء تأييد بعض السوريين للنظام. فان مسؤولين في النظام، بينهم قادة عسكريون، ورجال اعمال بارزين ربطوا ثروتهم به. وهم ما زالوا يراهنون على بقاء الأسد وخاصة بعد تراجع حجم الاحتجاجات إثر تصعيد حملة التنكيل بالمعارضين خلال شهر رمضان، بحسب كريستيان ساينس مونتر.
الخوف مما سيأتي بعد الأسد عامل آخر وراء تأييد البعض الآخر من المواطنين لنظام يمكن ان يسفر انهياره لا عن حرب اهلية فحسب بل وحريق اقليمي ايضا إزاء علاقات النظام الوثيقة بايران وحزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية. وتنقل صحيفة كريستيان ساينس مونتر عن محلل اقتصادي ان كثيرين، لا سيما الأثرياء من السوريين، يفضلون الاستقرار على الاضطراب، وهو إحساس يتعاظم مع تزايد انعدام الاستقرار دون ان تلوح نهاية في الأفق.
ومما يوفر تربة صالحة لمثل هذه المخاوف التنوع الطائفي والعرقي للمجتمع السوري. وكثيرا ما يشير اقطاب نظام الأسد ومواليه الى لبنان والعراق كمثال على ما سيفعله الصراع الطائفي بالمجتمع السوري.
ولعب النظام هذه الورقة وحقق فيها نجاحا لافتا في كسب اقليات سورية مثل المسيحيين والعلويين الى جانبه. وفي حين ان بعضا من الـ 1.7 مليون كردي سوري نزلوا الى الشارع فان آخرين يتوجسون من سيطرة أغلبية عربية سنية على الحكم في حال سقوط الاسد. وما زال سوريون من اصول مختلفة يصدقون رواية النظام بأن عصابات مسلحة ومؤامرة خارجية واسلاميين متطرفين يقفون وراء الاضطرابات واعمال العنف.
ويقول مهني سوري شاب من دمشق لصحيفة كريستيان ساينس مونتر ان قاعدة تأييد النظام تقوم على الدعاية مشيرا الى ان النظام جرد حزب البعث من أي مضمون ايديولوجي وان الباقين من انصاره هم مَنْ غُسلت أدمغتهم بعبادة شخصية الأسد وتصديق الرواية القائلة ان سبب القلاقل عصابات مسلحة.
ويرى محللون ان ما تبقى من تأييد يدعم النظام على مستويين. وفي هذا الشأن يقول الباحث هايديمان ان ولاء المسؤولين هو الأهم لأنه يحافظ على تماسك النظام ويحفظ سيطرته. ولكن لتأييد السوريين الاعتياديين في الشارع ايضا تأثيره. ويعتبر هايديمان الذي يعمل خبيرا بشؤون الشرق الأوسط في معهد السلام الاميركي في واشنطن “ان نظام الأسد يتحرك في فقاعة وبالتالي فهو إذ يرى مظاهر تأييد قد يتوصل الى قناعة بأنه يواجه تمردا مسلحا ويعتقد انه يحظى بتأييد السوريين الاعتياديين”.
ويرى محللون ان من السهل على ما يُفترض نظريا اقناع المواطنين الاعتياديين بوقف تأييدهم للأسد. فان صورته السابقة كرجل اصلاح يتمتع بشعبية حقيقية حلت محلها أشكال تأييد مدفوعة بأساليب الترهيب وخوف صادق من البديل.
في غضون ذلك يستهدف ضغط الغرب اركان النظام بعقوبات ضد مسؤولين ورجال اعمال كبار على أمل دفع آخرين يخشون استهدافهم بمعاملة مماثلة الى الانشقاق عنه. وفي حين ان هذا قد يكون ذا مردود عكسي إذا نجح النظام في تحشيد مسؤولين ومواطنين الى جانبه بتكرار اسطوانة المؤامرة الخارجية فانه لن يكون كافيا لتغيير العقول بل هذا التغيير يتعين ان يأتي من جهود المعارضين في الداخل.
وتنقل صحيفة كريستيان ساينس مونتر عن دبلوماسي غربي في دمشق انه “في الوقت الذي يكره كثيرون هذا النظام فإنهم لا يرون أي بديل واضح من المعارضة. وما زال كره النظام يتعاظم ولكن كثيرين ما زالوا غير مستعدين للتحرك بنشاط ضده. وإذا تحركوا فان ذلك سينبئ بسقوط أسرع”.
دمشق تواصل حملات القمع رغم تصاعد الدعوات العربية والدولية ضدها
الناشطون يحيون ذكرى الثورة السورية في “خميس تجديد العهد”
وكالات
دعا الناشطون إلى مظاهرات اليوم تحت مسمى «خميس تجديد العهد» مع إتمام الثورة السورية شهرها السادس. ورغم تصاعد الدعوات العربية والدولية ضد النظام السوري، فقد وسعت القوات السورية عملياتها العسكرية أمس، ودخلت إلى 10 قرى على الحدود التركية.
دمشق: يستعد الناشطون السوريون لإحياء ذكرى إنطلاق الثورة منذ ستة أشهر ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وكتب الناشطون على صفحة “الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011” على موقع فيسبوك “ها نحن اليوم وبعد مضي أكثر من ستة أشهر على ولادة ثورتنا المباركة نزداد يوما تلو الآخر ثقة بقرب النصر ودنو الفرج لأننا صنعنا المستحيل الأول وكان 15 آذار/مارس”. واوقع قمع المتظاهرين اكثر من 2600 قتيل بحسب الامم المتحدة.
ميدانياً، شنت قوى الامن السورية الاربعاء عمليات واسعة النطاق في عدد من قرى جبل الزاوية في شمال غرب سوريا. واكد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان “تنفذ قوات عسكرية وامنية سورية كبيرة منذ صباح اليوم الاربعاء عمليات واسعة بقرى جبل الزاوية تستخدم فيها الرشاشات الثقيلة في قصف بعض المنازل والاراضي الزراعية والاحراج”.
واوضح ان الجيش يقصف مواقع يشتبه باختباء ناشطين فيها، بعد ان دخل الى قرى ابلين وبليون ومرعيان واحسم والرامي. واكد المرصد ان القوات الامنية قطعت الطرقات واقامت حواجز امنية واجرت عمليات اعتقال.
وقرية ابلين هي مسقط رأس المقدم حسين هرموش وهو الضابط الاول في الجيش السوري الذي اعلن انشقاقه في مطلع حزيران/يونيو احتجاجا على قمع حركة الاحتجاج الشعبية ضد نظام الرئيس بشار الاسد والمستمرة منذ ستة اشهر.
واكد المرصد السوري لحقوق الانسان لوكالة الانباء الفرنسية ان اربعة اشخاص قتلوا في محافظة ادلب، واثنين في حماة، وشخص في حمص، في حين قتل طفل في قرية قريبة من جسر الشغور على الحدود مع تركيا.
وقال المرصد ان “قوات عسكرية وامنية سورية ضخمة نفذت الاربعاء عمليات واسعة بقرى جبل الزاوية استخدمت فيها الرشاشات الثقيلة في قصف بعض المنازل والاراضي الزراعية والاحراج. واسفرت العملية حسب المعلومات الواردة حتى الان عن مقتل أربعة مواطنين واصابة العشرات بجراح واعتقال اكثر من 100 شخص بينهم 8 من عائلة العقيد المنشق رياض الاسعد ومصادرة واحراق عدد كبير من الدراجات النارية”.
واضاف المرصد في تقرير اخر ان “في قرية الجانودية بجسر الشغور (قرب الحدود مع تركيا) خرجت مظاهرة مسائية وقامت قوات الامن بتفريقها باطلاق الرصاص ما أدى الى مقتل طفل”. وفي محافظة حماة “استشهد مواطنان الاربعاء اثر اطلاق رصاص من قبل قوات امنية وعسكرية سورية في قريتي الحويجة والبانة بريف حماة”.
واكد المرصد في وقت سابق انه “قتل مواطن بحي باب السباع برصاص قوات الامن السورية خلال مداهمة منزله”. واكد ناشطون ان قوى الامن السورية نفذت اعتبارا من صباح الاربعاء عمليات واسعة النطاق في عدد من قرى جبل الزاوية في شمال غرب سوريا.
من جانبها، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية باستمرار جلسات الحوار الوطني في مختلف المحافظات السورية لبحث الرؤى والتصورات لوضع أرضية مشتركة للعمل خلال المرحلة المقبلة تقوم على تعزيز استقلال القرار الوطني والحفاظ على السيادة الوطنية واحترام حرية المواطن وسيادة القانون.
واوقع قمع المتظاهرين اكثر من 2600 قتيل بحسب الامم المتحدة. من جهتها حذرت روسيا حليفة دمشق الاربعاء من ان “منظمات ارهابية” قد تعزز وجودها في سوريا اذا ما سقط نظام الرئيس بشار الاسد تحت ضغوط احتجاجات الشارع المتواصلة.
وقال ايليا روغاتشيوف رئيس “ادارة التحديات والتهديدات الجديدة” في وزارة الخارجية الروسية قوله “اذا لم تتمكن الحكومة السورية من الاحتفاظ بالسلطة، فهناك احتمال كبير من ان يترسخ وجود متشددين وممثلين لمنظمات ارهابية”. وتتهم السلطات السورية مجموعات ارهابية مسلحة بافتعال اعمال العنف.
وتفاقم الضغط الدولي على سوريا التي انتقدتها الدول العربية فيما يبحث الاتحاد الاوروبي تعزيز عقوباته على دمشق وقد يحظر الاستثمار في القطاع النفطي السوري وتزويد البنك المركزي بالاوراق المالية.
ماذا دار بين وفد سوريا المعارض و”مارغيلوف” في روسيا ؟
أكد ميخائيل مارغيلوف أن روسيا تعد مسودة قرار لادانة العنف في سوريا، مقترحا “قبرص” مكانا للتفاوض بين النظام والمعارضة السورية، في حين وضع الوفد اعتذار الرئيس ومحاكمة ماهر الأسد شرطا للتفاوض على آلية انتقال الحكم.
بهية مارديني من القاهرة وسطام الرويلي من الرياض: أكد المسؤول الروسي ميخائيل مارغيلوف رئيس لجنة الشؤن الخارجية في مجلس الشيوخ الروسي، ان روسيا مع خيار الشعب السوري وليس السلطة، مبينا أن روسيا تسعى لمفاوضات بين النظام والمعارضة، مقترحا “قبرص” مكانا للتفاوض.
اقتراح وافقه عليه الوفد السوري الذي زار روسيا منذ نحو أسبوع، إلا أنه اشترط “التفاوض مع الروس”، مشيرا الى أنهم من يملكون قرار بقاء النظام السوري من عدمه.
وطالب الوفد السوري المعارض الذي زار روسيا الأسبوع الماضي روسيا موقفا يدين النظام السوري في مجلس الأمن، إلا أن الروس وفقا لمارغيلوف يطبخون مسودة قرار قال إنها ليست بعيدة عن المسودة الغربية، مبينا أنها “تدين العنف”.
وأوضح مارغيلوف ان روسيا لن تغير إستراتيجيتها بشأن سوريا في الوقت الراهن لافتا إلى أن موقفها الخاص بمحاولة التقريب بين الحكومة والمعارضة سيؤثر على مصالحها التجارية في حالة سقوط نظام الأسد.
والتف مارغيلوف على سؤال خاص بشأن ما إذا كانت روسيا قد تؤيد مشروع القرار الغربي قائلا “نريد الحصول على مزيد من التأييد لمشروع القرار الخاص بنا.”
في المقابل، أشار الوفد المعارض إلى أنهم مع وحدة سورية في الوقت الذي يعمل فيه النظام على تقسيم سوريا بحسب الوفد.
ورفض الوفد اتهام المعارضة بالسعي وراء نشر الطائفية التي يزكي نارها النظام مؤكدا أن المعارضة على اختلاف أطيافها تدعو إلى “سلمية الثورة”.
وطالب الوفد باعتذار بشار الاسد إضافة إلى سحب الجيش وتحجيم الامن وإطلاق سراح المعتقلين والسماح بالتظاهر ومحاكمة من وصفهم بالمجرمين وأولهم “رامي مخلوف وماهر الاسد” كشرط أساسي للتفاوض على “آلية انتقال السلطة”.
السوريين متفائلين:
ويرى المراقبون للأحداث في سوريا إن روسيا تقف بجانب حليفها النظام السوري إلى درجة استخدام “حق الفيتو” ضد أي قرار في مجلس الأمن يدينه، إلا ان البعض منهم متفائل بطلاق بين موسكو ودمشق قريبا.
وقال المعارض السوري البارز وحيد صقر لـ”ايلاف” لم يكن مفاجئا الموقف الروسي، علينا ان نقرأ التاريخ جيدا وان نفرق بين الموقف الروسي حكومة وشعبا هناك تناقض كلي بين الموقفين.
وأضاف صقر: “لدينا معطيات بوجود طرح روسي لتنحي بشار الأسد وبقاء النظام بضمانة خروج اّمن له دون محاسبه وهذا الموقف أثار غضب النظام في سوريه وواجه رفض من المعارضة السورية التي تطمح إلى تغيير النظام برمته والانتقال الى دولة القانون والمؤسسات إضافة إلى محاسبة عادلة لكل من تلطخت يداه بدم الشعب”.
وحول ادانة روسيا للعنف من الجانبين، يرى صقر: “من المؤسف ان تدين روسيا العنف من الجانبين اي المتظاهرين والنظام كمن يقارن الجاني بالضحية ومع ذلك، نرى ان هذا الموقف الروسي ينطوي تحت ما يسمى الحصول على المزيد من الامتيازات والتنازلات من النظام السوري ازاء الحكومه الروسيه”.
وأكد صقر “ما نزال نعول على الموقف الروسي فهو ليس بالثابت قط إنما سيتغير حسب المستجدات على ارض الواقع”.
ووجه صقر رسالة الى الحكومه الروسيه مشددا ضرورة أن تتعامل مع الشعوب لانها هي “الباقيه” حسب قوله، مؤكدا “نحن السوريين لن ننسى من يتاجر بدمائنا ولن ننسى من يقف مع عدالة مطالبنا”.
ولفت صقر إلى ضرورة إعلام الحكومة الروسية أن السلاح الذي يدفع ثمنه الشعب السوري منذ أربعين عاما يستخدم الآن في قتل الشعب مبينا أن التاريخ لن يرحم.
وختم صقر “ننتظر موقف روسي يرتقي الى عدم المتاجرة بدماء الشعوب” .
التعنت الروسي اتجاه سوريا سببه “ليبيا”
بدوره، فسر المعارض السوري عقاب يحيى في تصريح لـ”إيلاف” أسباب التعنت الروسي اتجاه سوريا مبينا أنه جاء كنتيجة رد فعل على النتائج التي واجهت روسيا في ليبيا مما جعلها أكثر تصلباً في المواقف التالية، واصفا الشعب السوري بـ”ضحية السياسية الروسية”.
وقال يحيى “هناك من يربط ذلك بكمّ الاستثمارات الرسوية الضخمة في سورية، ووجود قاعدة عسكرية لهم في طرطوس، وهي الوحيدة في المنطقة، وبالتالي الخوف من تغيير درامي سوري يطيح بالاثنين”.
ويضيف يحيى “لكني أعتقد أن معادلة موازين القوى بين الشعب السوري الثائر والنظام الاستبدادي هي الأساس في تطور الموقف الروسي باتجاه تفهم مطالب الشعب السوري، وبدء ما يمكن تسميته بمبادرة روسية لوضع حدّ لأعمال العنف والقتل”.
واعتبر يحيى أن الموقف الروسي “متغير” قابل للتصعيد وفق قوة وزخم الثورة السورية من جهة، وحسن أداء رموز المعارضة في قيادة حوار متواصل مع القيادة الروسية.
إضافة إلى الإفصاح عن هوية الثورة السورية كثورة شعبية ترمي غلى إقامة الدولة المدنية الديمقراطية التي تحقق المساواة لكافة مواطنيها، بغض النظر عن انتماءاتهم الفكرية والسياسية، والدينية والمذهبية، وأصولهم العرقية بحسب يحيى.
ورأى يحيى أن الشيء المهم اليوم أن يحسم المعارضون السوريون أمرهم في توحيد الموقف من عملية إسقاط النظام كمطلب رئيس، ومدخل وحيد للبديل، ومخرج لا بدّ منه لإنهاء نظام الاستبداد تماماً، وكلياً.
معارض: روسيا تتكسب من بشار
وتمنى الناشط السوري الدكتور سمير حلبي لو أن روسيا وقفت منذ البداية موقفا ايجابيا تجاه الثورة السورية لجنبت سوريا الكثير من الدماء التي تراق كل يوم على يد النظام.
وقال حلبي “إلا أني متفائل بتخلي الروس عن النظام السوري لأن بشار لم يعد صالحاً لهم ولغيرهم، ولأن الروس يعلمون جيدا أن مستقبلهم مع الشعب السوري الذين يرون إصراره يوماً تلو الآخر لنزع شرعية النظام”.
السلاح الروسي استخدم ضد السوريين
وأضاف: زادت روسيا وجع الشعب السوري الجريح عندما طالبت بإرسال لجنة لتقصي الحقائق إلى سوريا، وكأن كل تلك الدماء والصور والشهود خلال ستة أشهر غير كافية؟.
من الداخل، قال معارض سوري (فضل عدم ذكر اسمه) لـ”إيلاف” إنه متفائل جدا لسحب روسيا بساط الحماية من تحت أقدام النظام السوري، مبينا أن روسيا لن تغامر أكثر من ذلك مع نظام زائل لا محالة.
وأوضح أن المجتمع الدولي سيجبر روسيا عن التخلي عن بشار لأن المعسكر الغربي أصبح يعي أن الموقف الروسي الرسمي دائماً ما يحاول التكسب من قضايا حلفائه الذين غالباً ما يبيعهم او يتركهم اذا ما أحس بعدم فائدتهم.
رسمياً، شجبت روسيا التي ترتبط مع النظام السوري بعقود بيع أسلحة إضافة إلى منشأة صيانة بحرية ترابط على الساحل السوري استخدام القوة ضد المحتجين في سوريا وعبرت عن أسفها لسقوط قتلى لكنها لامت معارضي الأسد على بعض العنف ولم ترق إلى حد تأييد مطالبات الغرب للأسد بالتنحي عن السلطة.
وتحذر موسكو – التي تقول إن لدى الأسد الكثير ليعرضه إذا منح الوقت للإصلاح – من خطر وصول متشددين إسلاميين إلى السلطة في المنطقة منذرة بأن بديل الأسد قد يكون أقل استساغة للغرب.
نبيل العربي: لا تجاوب من النظام السوري رداً على الجهود العربيّة
بهية مارديني من القاهرة
معارضون يعترضون موكب إردوغان لمعرفة مصير هرموش
معارض سوري يعترض موكب إردوغان لمعرفة مصير الضابط المنشق حسين هرموش
التقى معارضون سوريون مع الأمين العالم لجامعة الدول العربية نبيل العربي الذي أكد أن نظام الأسد لم يتجاوب مع الجهود لحل الأزمة فيما اعترض آخرون موكب رئيس الوزراء التركي وطالبوا بمعرفة مصير الضابط المنشق حسين هرموش الذي اختفى في تركيا.
فيما اعترض معارضون سوريون في القاهرة موكب رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان وطالبوا بالكشف عن مصير الضابط السوري المنشق حسين هرموش، التقى معارضون الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الذي أكد عدم تجاوب النظام السوري مع الجهود العربية لوقف الأزمة.
وقال مأمون الحمصي المعارض والنائب السابق في البرلمان السوري في تصريح خاص لـ”ايلاف” أنه جرى اليوم لقاء مع العربي في سياق ختام “نصرة الشعب السوري” فتم أخذ موعد من مكتب الامين العام، وذهبنا في وفد يضم الشيخ محمد معشوق الخزنوي وفهد المصري واسماعيل الخالدي وبسام اسحاق وفارس الشوفي والبروفسور منذر ماخوس والكاتب الكردي عبد الطهار رمكو”.
وأضاف الحمصي “كانت جلسة ودية وصريحة وشفافة وأكد نبيل العربي لنا أن كل جهوده لإنقاذ سوريا ووقف حمام الدم حتى لا تذهب البلد الى المجهول قوبلت بعدم تجاوب من قبل النظام السوري وأنه يضيع الوقت والفرص اولا واخيرا وهو من يتحمل مسؤولية ما تذهب اليه الامور”.
واعتبر الحمصي ان دور الجامعة العربية مهم والإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ايدتا تحرك الجامعة العربية لحل الازمة. وأشار إلى أن ما تقوم به السلطات السورية هو حرب إبادة للمتظاهرين العزل لذلك طالبنا العربي بايجاد طرق أيضاً لمنع تدخل حزب الله وإيران في الشؤون السورية وعدم دعم النظام السوري بكل الطرق في محاولة لقمع الثورة السورية.
ولفت الحمصي إلى “أن الامين العام للجامعة العربية قال إنه الأمين العام الا أنّ القرار لوزراء الخارجية العرب ولتصويتهم”. وشرح الحمصي والوفد للعربي محاولات النظام وضع زيارات العربي في غير خانتها الأمر الذي نراه في تصريحات يوسف الأحمد السفير السوري في القاهرة ومندوب سوريا في الجامعة العربية الذي اعتبر ان العربي تحدث إيجابا عن النظام في سوريا بعد زيارته لدمشق.
وأكد الحمصي أن الوفد قال للعربي إن المعارضين لا يريدون التظاهر أمام السفارات العربية فوعد أن تكون أبواب الجامعة العربية مفتوحة دائما.
إلى ذلك، اعترض معارضون سوريون موكب رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان وهو في طريقه لخطابه في الجامعة العربية. وقال المعارض السوري أشرف المقداد لـ”ايلاف” اعترضت طريق إردوغان لسؤاله عن المقدم حسين هرموش الضابط السوري المنشق والناطق باسم الضباط الاحرار، وأضاف “حملت لافتة تطالب بمعرفة مصير المقدم هرموش الذي اختطف من قبل المخابرات التركية منذ 17 يوما وسلمته الى سوريا”.
وقال “إن هذا الامر أحرج إردوغان واستدعاه لإرسال مجموعة من مرافقيه ليسألوا عن معنى اللافتة، وأوضح المقداد “شرحت لهم ملابسات إختفاء المقدم هرموش والإشاعات عن تسليمه لسوريا وقد وعدوا أن يبحثوا الأمر”. وقلت لهم إن “المتظاهرين يريدون معرفة مصير هرموش وأخذ أرقام بعض الهواتف منهم وننتطر هذا الوعد وتنفيذه”.
يذكر أن رئيس الوزراء التركي أكد في مقابلة نشرتها صحيفة الشروق المستقلة الثلاثاء انه يخشى من اندلاع حرب اهلية بين العلويين والسنة في سوريا. وقال اردوغان “اخشى ان ينتهى الامر باشعال نار الحرب الاهلية بين العلويين والسنة ذلك اننا نعلم ان النخب العلوية تهيمن على مواقع مهمة في السلطة وفي قيادة الجيش والاجهزة الامنية”. كما أبدى تخوفه من ان “يتجه غضب الجماهير الى تلك النخب ليس فقط باعتبارها اداة السلطة في ممارسة القمع ولكن ايضا بصفتها المذهبية”.
واضاف “للاسف فان النظام يلعب الان بتلك الورقة الخطرة لان بعض المعلومات المتسربة تشير الى نسبة ممن يوصفون بـ “الشبيحة” ينتمون إلى الطائفة العلوية وهو ما يعمق الفجوة بينهم وبين الأغلبية السنية ويثير ضغائن لا علاقة لها بالانتماء المذهبي وإنما زرعها وغذاها الصراع السياسي الذي اتسم بقصر النظر حتى بدا أن السلطة مستعدة لإشعال حريق كبير في البلد لكي تستمر”.
واعتبر اردوغان انه “لا امل في الخروج من الازمة طالما ابقى الرئيس السوري على اغلب المحيطين به الذين يصرون على استمرار سياسة القمع والقهر وكسر ارادة الشعب السوري” محذرا من انه “اذا لم يخط هذه الخطوة فان الرئيس بشار شخصيا هو الذي سيدفع الثمن”.
وقال رئيس الوزراء التركي إن وزير خارجيته احمد داوود أوغلو “سيزور طهران قريبا لمواصلة التشاور حول الوضع السوري” حيث أدى قمع التظاهرات المطالبة بالديموقراطية إلى مقتل أكثر من 2200 شخص وفقا للامم المتحدة.
المقدم حسين هرموش اختفت آثاره في تركيا منذ أكثر من أسبوعين
المعارضة السورية تطالب إردوغان بتوضيح مصير الضابط المنشق
بهية مارديني
تثير قضية اختفاء المقدم حسين هرموش، أول ضابط ينشق عن الجيش السوري ويؤسس ما بات يعرف باسم حركة الضباط الأحرار الكثير من الأسئلة والمعاني، لا سيما أن آثاره اختفت في تركيا التي طالما اعتبرتها المعارضة ذخراً استراتيجياً لدعم “ثورة الكرامة” ضد نظام بشار الأسد.
القاهرة: عادت قضية الضابط السوري المنشق الى الواجهة بعد معلومات عن تسليمه من قبل السلطات التركية الى سوريا مقابل تسليم السوريين سبعة من الاكراد المتهمين بتفجيرات في تركيا، في حين نشرت بعض المواقع السورية خبراً نقلاً عن مصدر عسكري بأنه تم إلقاء القبض على هرموش في إحدى قرى أدلب.
وقال المعارض السوري صلاح الدين بلال، في تصريح خاص لـ”إيلاف”: “أثناء وجودي في أوروبا مكان إقامتي وصلني هاتف من السيد إبراهيم هرموش المتواجد في أحد مخيمات الريحانية كلاجئ، وهو شقيق المقدم المنشق عن جيش النظام السوري حسين هرموش، وسألني إن كنت على دراية بأية أخبار تخص المقدم حسين هرموش الذي اختفى منذ ظهر يوم السبت 28/8/2011، ولم يعد لعائلته منذ أكثر من يومين، دون أي خبر، وفي ظروف غامضة، حيث اختفى عن المخيم الذي يتواجد فيه هو وزوجته وأولاده وأخوه”.
وأضاف بلال: “لقد بدأت فصول القصة حين اتصل به ضابط أمن تركي برتبة نقيب للقائه خارج المخيم، ومن حينها انقطعت أخباره، وحين سؤاله للسلطات التركية عن اختفاء المقدم حسين أبدوا استغرابهم ونفوا معرفتهم مكانه، وحين سألت شقيق حسين هرموش عن كيفية حصوله على رقم هاتفي ذكر لي ان السلطات الأمنية التركية أعطته الرقم لكوني آخر من تواصل مع السيد هرموش، وفي الواقع كسوري يهتم بالإعلام تواصلت مع الفارين واللاجئين في تركيا للإطلاع على أحوالهم بمن فيهم السيد هرموش”.
“لكن ما اثار استغرابي”، والحديث لصلاح بلال، “إن الجهات الأمنية التركية أعطت رقم هاتفي لشقيق هرموش على أنني اخر من اتصل بهم المقدم حسين هرموش، وقد نفيت له حصول أي اتصال بي في ذلك اليوم، وفي اليوم التالي اتصل بي السيد إبراهيم هرموش، وأكد لي أن السلطات التركية أكدت صحة حديثي حول الاتصال المزعوم للمقدم هرموش، وأكد لي اتصال حسين بهاتفي إلا انه لم ينجح في الحديث معي حينها، لأنني كنت في طريقي إلى فرنسا وكان هاتفي مغلقا، ونزولا على طلب عائلته في البحث عن السيد هرموش فقد قمت بالاتصال بجهات سورية مقيمة ولها اتصالات وثيقة في تركيا للسؤال عن أخبار هرموش من قبل السلطات الرسمية”.
وتابع المعارض السوري: “فكانت كل الإخبار التي وردتني تؤكد أنه خارج المخيم وانه في مكان آمن وسيعود لزوجته وأولاده خلال أيام قليلة، وذلك من خلال المحادثة التي جرت بيني وبين السيد غزوان المصري الشخصية الإسلامية المعارضة والمقيم في تركيا والمقرب من حزب العدالة والتنمية ومكتب اردوغان الذي اتصل سابقا بأخ وزوجة السيد هرموش وأعطاهم بعض التطمينات والتي أكدها السيد المصري لي أيضًا في أن السيد هرموش سيعود قريبا ولا خوف عليه”.
وأشار الى أنه” حين طال غيابه لأكثر من أسبوع ازداد قلق كل عائلته، وكل الأصدقاء والضباط المنشقين والمقربين من السيد هرموش لغيابه، وقد مرضت زوجته نتيجة قلقها على مصير زوجها، وعليه فقد تواصلت مع جهات دولية وعربية عدة لسؤال السلطات التركية حول حقيقة قصة اختفاء السيد هرموش ومن خلال أعلى مستوى وعبر شخصية رفيعة رسمية استغرابهم لاختفائه وأرسلوا لنا جوابا بعد ساعات إن السيد حسين هرموش في مكان آمن، وفي شقة على الحدود السورية التركية، وبعلم السلطات وسيرجع خلال أيام إلى عائلته، وهذا ما أعطانا تطمينات وأراح قلوبنا وبناء على هذه المعلومات اتصلت بعائلة الهرموش وأم براء وطمأنتهم إلى حياته. ولكن بعد إعلان الإعلام السوري عن اعتقاله وعن عملية نوعية لاعتقاله (وأرجو وان يكون كاذبا) مما سحب كل التطمينات التي اكدتها المصادر التركية للجميع والى الجهات العربية وبعض المنظمات الدولية”.
ويضيف بلال: “وتبين فيما بعد أن عملية اختفاء حسين هرموش الذي يعتبر أول منشق عن الجيش والناطق الرسمي باسم حركة الضباط الأحرار كان يقف وراءه بعض الجهات الأمنية في تركيا، وهي التي تتحمل مسؤولية اختطاف السيد حسين هرموش وتسليمه إلى النظام السوري وقد فوجئت فيما بعد في تقرير إعلامي عبر قناة العربية يتحدث عن موضوع اختفائه مما أكد مخاوفي ولكن الفظيع والخبيث في التقرير ومحاولة الحكومة التركية وعبر صحافي كان يقرأ تقريرا استخباراتيا، ولا اعلم أين كان هذا الصحافي وأين التقينا معاً، وهل التقى السيد هرموش ليخرج ويؤكد بعض الأحداث وكأنه كان مرافقا وظلا للهرموش ويحشر اسمي في تقريره، وبشكل يدعو للشك وللريبة عندما عرفّني بكردي ومن شرق العراق علما أنني كردي سوري أبا عن جد ولا ألعم لماذا حشر الصحافي التركي هذه الخلفية في تقريره الأمني؟ نافيا بذلك مسؤولية السلطات التركية عن قصة اختفاء الهرموش”.
وتابع المعارض السوري صلاح الدين بلال: “وأنا إذ احيي موقف الشعب التركي في وقفتهم مع السوريين، إلا أن الأفعال على الأرض تنافي الموقف الرسمي التركي في الوقوف مع الشعب السوري ومع اللاجئين السوريين إلى تركيا طلبا للامان والحماية وأؤكد مرة أخرى على طلب رسمي للسلطات التركية وللسيد اردوغان بتوضيح قضية المقدم حسين هرموش الذي يشكل قضية رمزية كبيرة للشعب والثورة السورية وللكثير من الضباط الشرفاء والإصرار على إخفاء المعلومات عن هذا الملف سيزيد من حالة الخوف للكثير من المعارضين والمنشقين من جيش النظام الاسدي، وسيرمي بظلال الشك على المواقف التركية المعلنة، وأعتقد معرفة ملابسات اختفاء أو اختطاف السيد حسين هرموش قضية إنسانية تخص عائلته وقضية وطنية تخص الشعب السوري ونأمل من الجانب التركي الإجابة عليها سريعاً”.
وكان هرموش ظهر قبل أشهر في فيديو مسجل على شبكة الانترنت وتناقلته قنوات فضائية يعلن فيه انشقاقه عن الجيش احتجاجا على “القمع الشديد للتظاهرات السلمية”.
التلفزيون الرسمي سيبث اعترافات للمقدم هرموش
قتلى ومظاهرات لـ”تجديد العهد” بسوريا
دعا نشطاء سوريون إلى مظاهرات حاشدة فيما سمّوه “خميس تجديد العهد” مع إكمال الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالحرية والديمقراطية شهرها السادس اليوم، وذلك استباقا لجمعة أطلقوا عليها “ماضون حتى إسقاط النظام”.
يأتي ذلك في وقت تتواصل فيه عمليات الجيش السوري مدعوما بمليشيات الشبيحة بأنحاء متفرقة في البلاد مما خلف 12 قتيلا بينهم طفلان أمس. وقد أعلنت وكالة الأنباء السورية أن التلفزيون الرسمي سيبث مساء اليوم اعترافات للمقدم حسين هرموش الذي أعلن في يونيو/ حزيران الماضي انشقاقه.
وتحت عنوان “ستة أشهر ونزداد إصرارا” و”على العهد باقون” دعا النشطاء على صفحات الثورة السورية على موقع التواصل الاجتماع الفيسبوك إلى الخروج في مظاهرات في ذكرى إتمام الانتفاضة السورية على نظام الرئيس بشار الأسد شهرها السادس، اليوم الخميس تسبق مظاهرات الجمعة.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن القوات السورية مدعومة بمليشيات قتلت أمس 12 مدنيا -بينهم طفلان- في عمليات عسكرية شملت تعقب جنود منشقين في شمال البلاد, وترافقت مع اعتقال المئات خاصة في ريف دمشق.
وأشارت الهيئة العامة للثورة السورية ولجان التنسيق المحلية إلى أن القتلى سقطوا في مدن دير الزور (شرق البلاد), وحمص وريف حماة (وسط), ودوما (محافظة ريف دمشق), وحلب وجسر الشغور بإدلب (شمال).
ومن بين القتلى طفل في السابعة أصيب جراء إطلاق نار كثيف من قوات الأمن على مظاهرة في قرية الجانودية بجسر الشغور في إدلب قرب الحدود مع تركيا.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن طفلا آخر في الثامنة قتل تحت التعذيب حيث اعتقلته قوات الأمن بداية الشهر الحالي في دوما، وأخبرت والده أمس بأنها وجدته مقتولا ومرميا.
تصعيد مستمر
على صعيد آخر قال نشطاء إن عشرات المدرعات ومئات الجنود السوريين اقتحموا بلدات وقرى قرب الحدود الشمالية الغربية مع تركيا لاحتواء المظاهرات المتواصلة وملاحقة المنشقين عن الجيش.
وأضاف النشطاء أن قوات الأمن ومسلحين موالين للنظام أطلقوا نيران المدافع الرشاشة بشكل عشوائي أثناء اجتياحهم ما لا يقل عن عشر قرى وبلدات في جبل الزاوية انطلاقا من طريق سريع قريب، بعد سد مداخل المنطقة وقطع الاتصالات عنها. وقال ناشط محلي إن عددا من القتلى والجرحى سقطوا في تلك الحملة.
وجاء الهجوم في جبل الزاوية عقب عملية واسعة في سهل الغاب، وهي منطقة زراعية تشهد احتجاجات متواترة، وتعتبر خط إمدادات للمنشقين عن الجيش.
اعترافات هرموش
في غضون ذلك قالت وكالة الأنباء السورية إن التلفزيون الحكومي سيعرض مساء اليوم الخميس “اعترافات” المقدم حسين هرموش الذي كان أول ضابط يعلن انشقاقه عن الجيش السوري في مطلع يونيو/ حزيران الماضي احتجاجا على القمع الدموي للمتظاهرين.
وشكل هرموش وضباط آخرون لواء الضباط الأحرار الذي كان النواة الأولى لما يعرف بالجيش السوري الحر الذي يعتقد أنه يضم مئات العسكريين الرافضين للقمع.
وقد أكدت مصادر سورية معارضة أن هرموش تعرض للاختطاف من تركيا، في حين قالت مصادر أخرى إن تركيا سلمته إلى سوريا. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد كشف عن وفاة شقيقه محمد هرموش (74 عاما) الأسبوع الماضي خلال احتجازه لدى قوات الأمن السورية.
وقد أصدرت حركة الضباط الأحرار بيانا حملت فيه الحكومة التركية “المسؤولية الكاملة عن اعتقال المقدم حسين هرموش وتسليمه” إلى دمشق، عند اختفائه في 29 أغسطس/ آب الماضي.
وأكد البيان أنه إذا كانت تركيا عاجزة عن حماية الضباط المنشقين اللاجئين إليها فستطلب الحركة جعل حمايتهم من مسؤولية الأمم المتحدة.
اعتقالات ومظاهرات
ووسط الحملات العسكرية المتنقلة بين مختلف المحافظات, شن المئات من عناصر الأمن السوري مدعومين بمليشيات الشبيحة بين فجر ومساء أمس حملات دهم واعتقال في بلدتي مضايا والزبداني بريف دمشق, واعتقلوا مئات الأشخاص وفق ما قاله ناشطون.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن محافظة دير الزور شهدت اعتقال 27 شخصا أثناء حملة دهم نفذتها الأجهزة الأمنية في قرية البصيرة.
وفي خضم هذه العمليات تواصلت المظاهرات الليلية المطالبة بإسقاط نظام بشار الأسد، فقد بث ناشطون على الإنترنت صورا لمظاهرات ليلية بحمص في أحياء القصور والغوطة والإنشاءات وبابا عمرو، نددت بموقف روسيا وإيران من الثورة في سوريا وأكدت وحدة الوطن للجميع.
كما خرجت مظاهرتان في العاصمة دمشق بمنطقتي كفرسوسة وحي القدم هتف المتظاهرون فيها بالحرية للأبد، وفقا لما بثه ناشطون على الإنترنت.
وخرجت مظاهرات في محافظة ريف دمشق شملت دوما وزملكا ورنكوس، طالبت بالحرية وحذرت من الطائفية.
وفي محافظة إدلب خرجت أكثر من مظاهرة في بنش وحزانو وسرمين حذرت من الطائفية ودعت إلى الوحدة الوطنية، وهتف المتظاهرون فيها ضد النظام وفق ما بثه ناشطون على الإنترنت.
التلفزيون السوري يبث صوراً تظهر اعترافات المقدم حسين هرموش
بيروت – محمد زيد مستو
بث التلفزيون السوري صوراً تظهر اعترافات المقدم حسين هرموش، أول ضابط في الجيش السوري أعلن انشقاقه، وذلك بعد أيام من اختفائه وسط جدل حول تمكّن السلطات السورية من القبض عليه.
وأعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أمس الأربعاء، أن التلفزيون الرسمي سيبث الاعترافات مساء الخميس.
وقالت سانا: “يبث التلفزيون العربي السوري في نشرة الساعة 8,30 من مساء الخميس اعترافات حسين هرموش”، مضيفة أنه سيتم السبت بث اعترافات جاسوس إسرائيلي يكشف ما وصفته “بعض خيوط المؤامرة على سوريا وكيف شارك في تسهيل اغتيال الشهيد عماد مغنية وكيف يعمل الجواسيس تحت جنح الظلام لزرع الفتنة واغتيال المقاومين وإغراق البلاد بالفوضى” في نفس التوقيت.
جدل حول طريقة القبض عليه
وفيما رجحت مصادر في المعارضة لوكالة فرانس برس أن تكون المخابرات السورية قامت باختطافه في تركيا. حمّل إبراهيم هرموش شقيق المقدم السوري المنشق، السلطات التركية في وقت سابق مسؤولية اختفاء شقيقه، وقال إن شقيقه اختفى بعد لقائه أحد الضباط الأتراك في أحد مخيمات اللاجئين السوريين في الأراضي التركية.
وكان إبراهيم هرموش قال في اتصال هاتفي مع قناة “العربية” الأحد الماضي، إن الأتراك هم الذين أخذوا أخاه أولاً، وإنه يستبعد أن يكون في الأراضي السورية، إلا بتآمر من تركيا.
وأضاف أنه في اليوم التالي سأل نفس الضابط التركي الذي أخذ شقيقه عنه، فقال له الضابط إنه لا يعلم عنه شيئاً، لأنه تركه بعد 10 دقائق.
وكانت صحيفة “الوطن” السورية، قالت الأحد الماضي، إنه تم إلقاء القبض على المقدم المنشق هرموش مؤسس ما يسمى “لواء الضباط الأحرار” مع مجموعة تضم 13 ضابطاً وعنصراً، في عملية وصفتها الصحيفة بـ”النوعية”، ونفذها الجيش في إدلب شمال سوريا.
وكان اختفاء الناطق باسم الضباط الأحرار السوريين، هرموش، أثار الحيرة والاستغراب، خصوصاً أن هذا الأمر حدث بعد لقائه مسؤولاً أمنياً تركياً في وقت سابق من الأسبوع الماضي بأحد مخيمات اللاجئين في تركيا، ما جعل حركة الضباط الأحرار تصدر بياناً تطالب فيه تركيا بتوضيح لغز الاختفاء، وتتهمها بأنها تعلم تفاصيل ما حدث.
ووجهت نداء من الضباط الأحرار إلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عبر مقطع فيديو بثته الحركة على موقع “يوتيوب” تناشده بالكشف عن مصير المقدم المختفي، لكنها لم تحصل من الجانب التركي سوى على الصمت.
وأعلن المقدم هرموش انشقاقه عن الجيش بداية حزيران/يونيو الماضي احتجاجا على أعمال القمع التي ينفذها نظام الرئيس بشار الأسد بحق المدنيين، ليصبح بذلك أول ضابط سوري يعلن انشقاقه عن الجيش.
وتمكن هرموش من مغادرة سوريا وشكل ما أطلق عليه اسم “لواء الضباط الأحرار” الذي يضم عشرات الضباط الذين انشقوا عن الجيش من بعده.
وتوفي محمد الهرموش (74 عاما) شقيق المقدم الهرموش بينما كان محتجزاً لدى قوات الأمن التي قامت باعتقاله في شمال غرب سوريا، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. الذي أكد على لسان مديره رامي عبد الرحمن، أن قوات الأمن السورية قامت بتسليم جثة محمد هرموش إلى عائلته أثناء الليل بعد ساعات من اعتقاله” إثر عملية قامت بها في قرية ابلين في منطقة جبل الزاوية شمال غرب سوريا.
اتهام دول عربية
وتتهم الحكومة السورية أطرافاً عربية ودولية ووسائل الإعلام العالمية بافتعال “مؤامرة” للنيل مما تصفه موقف سوريا تجاه دعمها للمقاومة. منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الأسد في منتصف مارس/آذار الماضي.
وقالت المستشارة السياسية والإعلامية لرئاسة الجمهورية بثينة شعبان في حديث لقناة روسيا اليوم بث يوم الثلاثاء 13-09-2011، على هامش زيارتها إلى العاصمة الروسية موسكو إنه “تم إلقاء القبض على بعض المسلحين وتم الحصول على اعترافات من قبل بعض هؤلاء، من يمولهم ومن يعطيهم السلاح، وأعتقد ليس سراً أن هناك بعض الدول العربية التي تمول والتي تعطي السلاح.
البرلمان الأوروبي يدعو الأسد للرحيل
بروكسل (15 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
دعا البرلمان الأوروبي الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي عن سدة السلطة، معربا عن دعم تحركات الشعب السوري السلمية للمطالبة بالحرية
جاء ذلك في قرار تبناه البرلمان اليوم، الذي يعقد جلساته في ستراسبورغ، حيث أكد النواب أن “على الرئيس الأسد تقديم إستقالته فوراً”، حسب كلامهم
وأوضح القرار، الذي تبناه النواب برفع الأيدي، “دعم تحرك الشعب السوري ومعارضة تكريس مفهوم الإفلات من العقاب وتقديم كل المسؤولين عن الإنتهاكات إلى العدالة”. وعبر النواب عن تأييدهم توجه مؤسسات الإتحاد الأوروبي نحو مزيد من العقوبات “الإنتقائية” ضد نظام دمشق، حيث “نركز على أن تطال العقوبات النظام الحاكم، وألا تؤثر على الشعب”، على حد قولهم
كما دعا النواب الدول الأوروبية إلى بذل مزيد من الجهود في مجلس الأمن الدولي، معربين عن “الأمل بأن تعدل كل من الصين وروسيا موقفهما من دمشق وأن تعمدا إلى إدانة العنف هناك”، حسب نص القرار
ومن جهته، علق رئيس البرلمان الأوروبي جيرسي بوزيك على القرار بقوله “إن أوروربا لا تستطيع أن تتسامح مع تصاعد العنف في سورية، وترى أن السلطات هناك فقدت كل شرعية لها”، حسب تعبيره.
ولفت، في تصريحات منفصلة الخميس عن أمله أن تستطيع المعارضة السورية “توحيد مواقفها وتقديم بدائل تتمتع بالمصداقية لدى الشعب السوري”، كما أنه “يتعين على الأوروبيين تحمل مسؤولياتهم وحماية المدنيين ودعم التوجه الديمقراطي”، على حد قول رئيس الجهاز التشريعي الأوروبي
يذكر أن البرلمان الأوروبي قد نظم أمس جلسة مناقشة حول الوضع السوري، حيث تحدث العديد منهم عن ضرورة مساعدة أطياف المعارضة السورية على التطور والنضوج لتستطيع تقديم رؤية واضح لمستقبل البلاد.