أحداث الخميس 02 تموز 2015
شريط فيديو لـ «جيش الإسلام» يُظهر إعدام 18 عنصراً من «داعش»
بيروت – أ ف ب –
نشر «جيش الإسلام»، أبرز فصيل إسلامي مقاتل في ريف دمشق، شريط فيديو الأربعاء على الإنترنت، يتبنى فيه إعدام 18 عنصراً من تنظيم «داعش»، رداً، وفق قوله، على إقدام هذا التنظيم على قتل عناصر منه.
وكان «داعش» نشر الخميس الماضي، شريطاً مصوراً يظهر إقدام عناصر منه على إعدام 12 عنصراً من فصائل قاتلت ضده عبر قطع رؤوسهم، قائلاً إنهم أُسروا خلال معارك في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وبينهم عناصر من «جيش الإسلام».
واعتمد الشريط الذي أعدّه «جيش الإسلام»، تقنيات تصويرية ومؤثرات صوتية وموسيقية شبيهة بتلك التي يستخدمها تنظيم «داعش» في أشرطته الترويجية. كما اعتمد اللهجة الدينية والتعابير نفسها التي يستخدمها تنظيم «الخليفة» أبو بكر البغدادي.
وظهر في الشريط 18 رجلاً باللباس الأسود، مقنّعي الوجوه وموثوقين بقيود وكرات حديدية ثقيلة في أقدامهم، مع سلاسل حديدية ضخمة في أيديهم وأعناقهم، وهم يسيرون الى جانب عناصر من «جيش الإسلام» ارتدوا اللباس البرتقالي، وهو لباس سجناء غوانتانامو الذي يُلبسه تنظيم «داعش» لضحاياه قبل إعدامهم.
وتحت عنوان «قصاص المظلومين من الخوارج المارقين»، يقوم عناصر «جيش الإسلام» بإزالة الأقنعة عن وجوه الأسرى الـ18، الذين جثوا أرضاً، قبل أن يطلقوا النار على رؤوسهم من الخلف من بنادق حربية.
وتضمن الشريط صوراً مروّعة التُقطت من زوايا عدة لعمليات إطلاق النار، مع تدفّق الدماء من الرؤوس وانتشار بقع الدم على الأرض.
وذكر أحد مطلقي النار قبل الإعدام، أن العملية تنفيذ لقرار «القيادة العسكرية في جيش الإسلام، بالحكم بالإعدام على شرذمة من هؤلاء المارقة»، مؤكداً «المعاملة بالمثل».
وتبلغ مدة الشريط حوالى عشرين دقيقة. وذكر فيه أنه «ردّ على التسجيل المرئي الذي صدر عن التنظيم الخارجي داعش بحق أسرانا في تل دكوة»، مشيراً الى معركة كبيرة وقعت في شباط (فبراير) بين الطرفين في هذه المنطقة من ريف دمشق.
واتهم «جيش الإسلام» تنظيم «داعش» بالتنسيق مع النظام السوري «النصيري»، من أجل «إقامة ولاية داعش» في الغوطة الشرقية، وأورد اعترافات مصوّرة للأسرى قالوا فيها إنهم تلقوا توجيهات بأن «قتال الصحوات أولى من قتال النظام».
وتعهّد «جيش الإسلام» بمواصلة القتال ضد «داعش»، ووصفه بأنه عبارة عن «فرقة زعمت نفسها الدولة الأم، وكفّرت المسلمين، وسفكت دماءهم، واستباحت حرماتهم وأعراضهم».
كما أورد الشريط صوراً للعناصر الذين قتلهم مكشوفي الوجه مع أسمائهم، مشيراً إلى أن أحدهم كويتي والآخر سعودي، وصور وأسماء عشرة «شهداء» من «جيش الإسلام» قتلوا على يد تنظيم «داعش».
ويتحصّن «جيش الإسلام» خصوصاً، في الغوطة الشرقية حيث يقاتل النظام مع فصائل أخرى. وحصلت مواجهات عدة خلال فصل الشتاء بينه وبين «داعش».
الأكراد يحذّرون أنقرة من عملية عسكرية
لندن – «الحياة»
نجحت القوات الكردية أمس في استعادة بلدة تل أبيض على الحدود السورية – التركية، بعد ساعات فقط من هجوم مباغت شنه تنظيم «داعش» عليها. وتزامن ذلك مع جدل كردي – تركي في شأن خطط مزعومة لتوغل الجيش التركي في الأراضي السورية بهدف إبعاد عناصر «داعش» عن الحدود وفي الوقت ذاته منع الأكراد من إقامة كيانهم الخاص في الجانب السوري من الحدود. وأصدر حزب الاتحاد الديموقراطي، أكبر الأحزاب الكردية السورية، بياناً أمس حذّر فيه الأتراك من شن عملية عسكرية في سورية، واصفاً ذلك بأنه تصرف «متهور» ستكون له تداعيات «محلية وإقليمية ودولية». (للمزيد)
وقالت «وحدات حماية الشعب» الكردية أمس إنها طردت متشددي «داعش» الذين دخلوا الحي الشرقي لتل أبيض الثلثاء. وأوضح الناطق باسم هذه الوحدات ريدور خليل: «الوضع في تل أبيض انتهى وتحت السيطرة. كانوا يعدون لعملية كبيرة مثل كوباني»، في إشارة إلى الهجوم المباغت الذي شنه «داعش» قبل أيام على هذه البلدة التي تُعرف أيضاً باسمها العربي «عين العرب».
وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» استعادة الأكراد تل أبيض، لكنه اشار إلى أن عناصر «داعش» ما زالوا ينتشرون في العديد من المناطق المفترض أنها صارت تحت سيطرة الأكراد في شمال سورية قرب الحدود التركية.
ورأس الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الإثنين اجتماعاً لمجلس الأمن القومي ناقش اقتراحات خاصة بسورية بينها ارسال الدبابات والجيش لاحتلال منطقة عازلة بطول 110 كلم وعمق 33 كلم.
وأثار ذلك حفيظة أكراد سورية، إذ قال حزب الاتحاد الديموقراطي (الذي تُحسب عليه «وحدات حماية الشعب»)، في بيان أمس، إن «أي تدخل عسكري في روجافا (مناطق الأكراد في سورية) ستكون له تداعيات محلية وإقليمية ودولية، وسيساهم في تعقيد الوضع السياسي في سورية والشرق الأوسط، وسيهدد الأمن والسلام العالميين». ودعا حلف الناتو إلى منع تركيا من القيام بتدخلها «المتهور»، مؤكداً أن الأكراد لا يسعون إلى أقامة دولتهم المستقلة.
في غضون ذلك، نشر «جيش الإسلام»، أبرز فصيل إسلامي مقاتل في ريف دمشق، شريط فيديو الأربعاء على الإنترنت، يتبنى فيه إعدام 18 عنصراً من تنظيم «داعش» (بينهم سعودي وكويتي)، رداً، وفق قوله، على إقدام هذا التنظيم على إعدام 12 عنصراً من فصائل قاتلت ضده عبر قطع رؤوسهم. واعتمد الشريط الذي أعدّه «جيش الإسلام»، تقنيات تصويرية ومؤثرات صوتية وموسيقية شبيهة بتلك التي يستخدمها «داعش».
مرشح أردوغان رئيساً للبرلمان بأصوات القوميين
أنقرة – يوسف الشريف
فاز مرشح حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا عصمت يلماز برئاسة البرلمان أمس، في الجولة الرابعة بعد تراجع حزب «الحركة القومية» عن دعم مرشح المعارضة دنيز بايكال، الرئيس السابق لـ «حزب الشعب الجمهوري».
يلماز، وهــو وزير دفاع سابق مقرّب من الرئيس رجب طيب أردوغان، فاز بالمنصب بأصوات حزبه فقط، إذ نال 258 صوتاً، فيما حصل بايكال على أصوات حزبه ونواب «حزب الشعوب الديموقراطية» الكردي (182)، بينما وضع القوميون بطاقات بيضاً.
ويواجه «الحركة القومية» ورئيسه دولت باهشلي اتهامات من المعارضة بالعمل لمصلحة «العدالة والتنمية»، والتمهيد لتشكيل ائتلاف حكومي معه، من خلال هذه الخطوة التي برّرها باهشلي قائلاً: «لن نؤيد ولن نصوّت لمرشح يدعمه النواب الأكراد».
وكانت أوساط الحزب القومي سرّبت أن باهشلي يريد الضغط على أحزاب المعارضة، من أجل تأمين فوز مرشح حزبه أكمل الدين إحسان أوغلو بالمنصب، وإلا فإنه ليس معنياً بمرشح آخر، ولو أدى الخلاف بين زعماء المعارضة إلى فوز مرشح «العدالة والتنمية».
كما تشير أوساط الحزب القومي إلى اقتناع باهشلي بأن أردوغان لا يريد تشكيل حكومة ائتلافية، وأنه سيضغط لتنظيم انتخابات مبكرة. وتعتبر أن رئيس «الحركة القومية» لا يهتم كثيراً بمنصب رئيس البرلمان، لافتة إلى أن فوز مرشح من المعارضة أو الحزب الحاكم، سيّان بالنسبة إليه.
ويشير الغزل بين القوميين و«العدالة والتنمية»، وأجواء حرب تشيعــها سيناريوات تدخل عسكري محتمل في سورية، إلى أن تشكيل حكومة من الحزبين بات احتمالاً أقرب إلى الواقع. وهذا أمر يصبّ في مصلحة أردوغان الذي يسعى، كما يقــول مقرّبون منه، إلى إضعاف جبهتَي القوميين والأكراد داخل المعارضة، قبل دفع البلاد إلى انتخابات مبكرة، من أجل تحسين حظوظ «العدالة والتنمية» لدى الناخبين، خصوصاً أن حزب «الحركة القومية» سيفقد جزءاً من شعبيته، في حال مشاركته في حكومة ائتلافية مع الحزب الحاكم.
كما ستتراجع شعبية الأكراد، في حال دخول الجيش التركي سورية وخوضه معارك مع قوات الحماية الكردية.
نقص التمويل يجبر «برنامج الأغذية» على خفض مساعداته للاجئين السوريين
دبي – دلال أبوغزالة
أعلن «برنامج الأغذية العالمي» أنه قد يضطر إلى تنفيذ خفض أكبر في المساعدات الغذائية للاجئين السوريين في لبنان والأردن بسبب النقص الحاد في التمويل.وقال المدير الإقليمي للبرنامج في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ووسط آسيا وشرق أوروبا، مهند هادي: «بينما كنا نعتقد أن الوضع لا يمكن أن يزداد سوءاً، أصبحنا مرة أخرى مضطرين إلى إجراء خفض أكثر شدة». وأشار إلى ان «اللاجئين كانوا يكافحون بالفعل للتكيف مع القليل الذي أمكننا توفيره لهم».
وأكد البرنامج في بيان أنه سيخفض خلال الشهر الجاري، قيمة القسائم الغذائية، أو «البطاقات الإلكترونية» في لبنان إلى النصف، مقدماً ما قيمته 13.5 دولار أميركي فقط للشخص الواحد في الشهر. وفي الأردن، يخشى البرنامج أن يضطر، اذا لم يتلق تمويلاً عاجلاً قبل آب (أغسطس)، إلى وقف كل المساعدات للاجئين الذين يعيشون خارج المخيمات، تاركاً حوالى 440 ألف شخص من دون أي غذاء.
وجاء هذا الإعلان في وقت أطلقت دولة الإمارات حملة «سلمى» للإغاثة الغذائية العاجلة للمتضررين من الحروب والكوارث الطبيعية بالتعاون مع برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة. وتهدف الحملة إلى إنتاج وتوزيع وجبات مغلفة ومطابقة لمعايير الجودة الغذائية وطويلة الأمد وحلال، علماً أن البرنامج انطلق العام الماضي تحت رعاية نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، كجزء من مبادرات دبي كعاصمة للاقتصاد الإسلامي، كما نجح البرنامج بحصد جائزة الاقتصاد الإسلامي عن فئة الصحة والغذاء لعام 2014.
يُذكر ان تمويل برنامج الأغذية يتم من تبرعات الحكومات والشركات والأفراد. ولكن عمليته الإقليمية لمساعدة اللاجئين تعاني نقصاً في التمويل بنسبة 81 في المئة. وأكد البرنامج انه يحتاج بسرعة إلى 138 مليون دولار للاستمرار في مساعدة اللاجئين في الأردن ولبنان ومصر، وتركيا والعراق، خلال أيلول (سبتمبر) المقبل.
ومنذ مطلع السنة، يبذل «برنامج الأغذية» جهوداً حثيثة لإتاحة التمويل لضمان استمرار تقديم المساعدة إلى الأسر الأكثر حاجة، معطياً لها أولوية. ومع ذلك، أجبرته الموارد المحدودة على الحد من تقديم المساعدات إلى 1.6 مليون لاجئ سوري في خمسة بلدان.
وقال هادي: «نحن قلقون جداً من أثر هذا الخفض على اللاجئين والبلدان المضيفة لهم». وأضاف: «تتخذ الأسر إجراءات صعبة للتكيف مع الوضع، مثل سحب أطفالهم من المدارس، وتقليص عدد وجبات الطعام، والاستدانة للبقاء على قيد الحياة، وهي أمور اذا استمرت طويلاً فقد تكون مدمرة».
وفي 2014، حصل «برنامج الأغذية» على مساهمات دولية بلغت 5.38 بليون دولار، بزيادة 27 في المئة عليها في 2013، استجابة لعدد غير مسبوق من حالات الطوارئ في أماكن مثل سورية والعراق وجنوب السودان، وبلدان غرب أفريقيا المتضررة من فيروس «إيبولا». ومع ذلك تستمر حاجات البرنامج في الارتفاع في كل أنحاء العالم، متجاوزة التمويل المتاح.
المقاتلون الأكراد استعادوا حيّاً سيطر عليه “داعش” في عين العرب “جيش الإسلام” وزّع شريطاً عن إعدامه 18 رجلاً من التنظيم الجهادي
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)
تمكن المقاتلون الاكراد من طرد تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) مجددا من مدينة تل ابيض الاستراتيجية الحدودية مع تركيا، فيما يبدو ان اطراف النزاع الآخرين في سوريا باتوا يستهلمون اساليب الرعب المعتمدة لدى الجهاديين.
أفاد مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له: “أنّ المقاتلين الاكراد طردوا تنظيم الدولة الاسلامية من حي مشهور فوقاني الذي كان سيطر عليه أمس” في مدينة تل ابيض المختلطة العربية الكردية بمحافظة الرقة، أبرز معاقل التنظيم الجهادي.
وقال إن الاشتباكات بين الطرفين تسببت بمقتل ثلاثة مقاتلين أكراد وأربعة من “داعش”.
واكد الناطق باسم “وحدات حماية الشعب” الكردية ريدور خليل “القضاء نهائيا على مجموعة داعش التي دخلت الحي” و”طردها من المنطقة”.
ونجح التنظيم الثلثاء في اقتحام مدينة تل ابيض مجدداً بعد اسبوعين من طرده منها وسيطر على أحد احيائها الشرقية. وتحدث الاكراد عن “عملية تسلل”. وبالسيطرة على تل ابيض في 16 حزيران ، تمكن الاكراد من قطع طريق امداد مهم للتنظيم عبر تركيا ومن ريف الرقة الى مدينة الرقة، مركز المحافظة.
وشنّ التنظيم الاسبوع الماضي هجوماً مفاجئاً على مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) التي كان انسحب منها في كانون الثاني تحت وطأة المعارك مع الاكراد والغارات الجوية للائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، وسيطر على عدد من الابنية فيها في نقاط عدة. لكن الاكراد نجحوا في طردهم منها مجددا بعد يومين.
وفيما تراوح العمليات العسكرية مكانها من دون تحقيق انجازات تذكر لأي من الاطراف على الارض، بات الرعب سيد الموقف من دون منازع على الساحة السورية بعد أربع سنوات وثلاثة أشهر من الحرب.
وخلال الايام الاخيرة، نفذ “داعش” عمليات قتل مروعة جديدة بينها اعدام سيدتين بقطع الرأس للمرة الاولى في دير الزور أمام حشد من المواطنين.
واحصى المرصد أيضاً صلب التنظيم 20 شخصاً من الذكور وهم احياء، بينهم قاصران، لتناولهم الطعام في شهر رمضان.
واشار الى ان “داعش” نفذ خلال سنة في سوريا أكثر من ثلاثة آلاف اعدام صلباً أو شنقاً أو ذبحاً أو رجماً أو حرقاً أو رمياً بالرصاص بتهم عدة تراوح بين الكفر والمثلية الجنسية و”قتال الدولة الاسلامية” و”التجسس للنظام النصيري” والسحر وغيرها.
“جيش الاسلام”
ورداً على قتل “داعش” أفراد من “جيش الاسلام”، أبرز فصيل اسلامي مقاتل في ريف دمشق، نشر الفصيل شريط فيديو على الانترنت يتبنى فيه اعدام 18 رجلاً من التنظيم الجهادي.
وكان “داعش” نشر الخميس الماضي شريطاً مصوراً يظهر اقدام عناصر منه على اعدام 12 عنصراً من فصائل قاتلت ضده بقطع رؤوسهم، قائلاً إنهم اسروا خلال معارك في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وبينهم أفراد من “جيش الاسلام”.
واعتمد الشريط الذي اعده “جيش الاسلام” ومدته 20 دقيقة تقنيات تصويرية ومؤثرات صوتية وموسيقية شبيهة بتلك التي يستخدمها التنظيم الجهادي في أشرطته الترويجية. كما اعتمد اللهجة الدينية والتعابير نفسها التي يستخدمها هذا التنظيم.
وظهر في الشريط 18 رجلا باللباس الاسود مقنعي الوجوه وموثوقين بقيود وكرات حديد ثقيلة في اقدامهم مع سلاسل حديد ضخمة في ايديهم واعناقهم، وهم يسيرون الى جانب افراد من “جيش الاسلام” ارتدوا اللباس البرتقالي، وهو لباس سجناء غوانتانامو الذي يلبسه تنظيم “الدولة الاسلامية” لضحاياه قبل اعدامهم. ويزيل أفراد”جيش الاسلام” الاقنعة عن وجوه الاسرى الـ18 الذين جثوا أرضاً قبل ان يطلقوا النار على رؤوسهم من الخلف من بنادق حربية، فتتدفق الدماء منها.
واتهم “جيش الاسلام” تنظيم “الدولة الاسلامية” بالتنسيق مع النظام السوري “النصيري” من أجل “اقامة ولاية داعش” في الغوطة الشرقية.
ويتحصن “جيش الاسلام” خصوصا في الغوطة الشرقية حيث يقاتل النظام مع فصائل اخرى. وحصلت مواجهات عدة خلال فصل الشتاء بينه وبين “داعش”.
ووثق المرصد السوري أمس مقتل 1502 من المدنيين في سوريا، بينهم 288 ولداً دون الثامنة عشرة، خلال شهر حزيران، في اعلى حصيلة شهرية للقتلى المدنيين منذ بدء السنة الجارية. وقال ان مجمع القتلى من مدنيين وعسكريين خلال الشهر ذاته بلغ 5247 شخصا، وهي ثانية اعلى حصيلة شهرية للقتلى منذ بداية السنة.
البنتاغون: شروطنا وأولويات المتطوعين السوريين أبطأت البدء في تدريبهم
واشنطن- الأناضول: أكدت وزارة الدفاع الأمريكية الأربعاء، “أن عملية تدريب المتطوعين السوريين، تسير ببطء إثر الشروط التي ترغب واشنطن توافرها في المتطوعين، وعدم رغبة المتطوعين في وضع داعش كأولوية على قتال الأسد”.
وقال رئيس هيئة أركان الجيش الأمريكي الجنرال “مارتن ديمبسي”، في مؤتمر صحفي جمعه مع وزير الدفاع “آشتون كارتر”، بواشنطن، “أن ما طلبته أمريكا من تدقيق في المتطوعين تسبب في تناقص أعدادهم بشكل كبير”.
وتصر القوات السورية المعارضة للنظام السوري على وضع محاربة بشار الأسد كأولوية لهم فيما تصر الولايات المتحدة على أن الدعم العسكري يجب أن يتم على أساس محاربتهم داعش كأولوية قتالية لهم.
وتقول تقديرات البنتاغون أن من بين 6000 متطوع سوري لبرنامج التدريب والتسليح، لم يتم إقرار غير 100 بينما ينتظر 4000 آخرين إجراء عمليات تدقيق لهم فيما تم إدخال 1500 ضمن الخطوات الأولى لهذه العملية.
إلا أن وزارة الدفاع الأمريكية برغم هذا كلها لا تزال مصرة على الوتيرة التي تسير بها عمليات تدقيق المتطوعين السوريين وهو ما أكده ديمبسي بقوله “نحن بكل تأكيد لن نختصر عملية التدقيق في كل الأحوال، لأن المخاطر التي يمكن أن يشكلها ذلك ليس على قواتنا فحسب بل على الأهداف التي نبتغي تحقيقها”.
وأعرب ديمبسي عن أمله بأن يجلب انتهاء شهر رمضان مزيدًا من المتطوعين قائلًا، “حاليًا نحن في شهر رمضان، وهناك الكثير من الناس المهتمين الذين يرغبون أن يكون مع عائلاتهم خلال هذه الفترة”.
وعلى الصعيد العراقي، أشار وزير الدفاع، “أن هناك 500 مقاتل قبلي سني تم تجنيدهم في التقدم (قاعدة جوية)”، مشيرًا إلى أن عدد العراقيين الذين تدربهم القوات الأمريكية “قد بلغ مجموعهم الكلي 10 آلاف و500 مقاتل من القوات الأمنية وقوة مكافحة الإرهاب”.
وكانت الولايات المتحدة قد بعثت الشهر الماضي 450 موظفاً لوزارة الدفاع ليقوموا باستلام مهمة تدريب قوات العشائر السنية في قاعدة التقدم الجوية بمحافظة الأنبار غرب العراق.
الموالون للأسد يرفضون الورقة النقدية الجديدة من فئة ألف ليرة لغياب صورة أبيه عنها
دمشق ـ «القدس العربي» من كامل صقر: أبدى سوريون محبون للرئيس بشار الأسد رفضهم للورقة النقدية الجديدة من فئة الألف ليرة، واعتبروها لا تمثلهم بسبب عدم وجود صورة الرئيس الأب حافظ الأسد عليها، فيما هي موجودة على الورقة القديمة من ذات الفئة بلونها الأخضر والتي لا تزال قيد الاستعمال والتداول.
وكان البنك المركزي السوري قد أصدر يوم الثلاثاء ورقة نقدية جديدة لفئة الألف ليرة سورية يميل لونها للبني وعلى وجهها الأمامي صورة لمدرج بصرى الأثري، والذي يسيطر مقاتلو «جبهة النصرة» عليه حالياً، وعلى الوجه الخلفي تظهر لوحة موزاييك لجني محصول العنب في محافظة السويداء جنوباً والتي حاولت «جبهة النصرة» اقتحامها عبر الجهة الغربية من خلال هجمات عنيفة على مطار الثعلة العسكري باءت جميعها بالفشل.
وأبدى هؤلاء امتعاضهم لغياب صورة الراحل حافظ الأسد عن الورقة الجديدة، معتبرين أنه كان من الأجدى الإبقاء على الصورة، لاسيما في ظل المواجهة الحامية مع تنظيمات متطرفة ومعارضة متحالفة معها تكن العداء الشديد للسلطة الحالية التي تعد امتداداً لفترة حكم حافظ الأسد. وكتبت إحداهن على صفحتها الشخصية على «فيسبوك»، «أعلن مقاطعتي للألف السورية الجديدة، أنا لا أتعامل إلا بالألف التي تحمل صورة القائد الأب الخالد» . فيما كتب آخر: «صورة حافظ الأسد على الورقة النقدية تعطيها قيمة رمزية مضافة إلى قيمتها المادية».
فيما اعتبر آخرون ومنهم أكاديميون أن صورة الأسد الأب لم تحذف «لأنها باقية على الألف القديمة، الموجودة والمتداولة، وأنها هي الأصل، ولها مصداقية ائتمانية على المستوى الدولي».
وتعليقا على المسألة ذاتها رفع آخرون شعار «حافظ الأسد بالقلب لا بالألف»، في إشارة منهم أن رفع صورته عن الورقة الجديدة ليس له أية أهمية.
واعتبر حاكم مصرف سورية المركزي أديب ميالة أن طباعة الأوراق النقدية الجديدة في ظل الظروف الراهنة تأكيد على قدرة الاقتصاد السوري على مواجهة الصعوبات والعقبات التي وضعت في وجهه، وعلى رأسها العقوبات الأوروبية والأمريكية التي حظرت طباعة العملة السورية وشحنها.
نظام الأسد مارس دعاية التشويش لمواجهة إعلام المعارضة ولإقناع قاعدته في الداخل… البلاد تحترق و«سانا» تغلفه بقصص وردية
تركيا حانقة على رفع أمريكا مستوى الدعم للأكراد والمعارضة السورية ترفض القتال إلا ضد دمشق
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: لم يكن النظام السوري في وضع أضعف منه اليوم، فخطط الحكومة الأردنية لإقامة منطقة عازلة في الجنوب السوري لحماية حدودها من تهديد الجماعات الجهادية، خاصة جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية.
والحديث المتزايد عن غزو تركي لسوريا وإقامة منطقة عازلة في الشمال لمنع أكراد سوريا من إقامة دولة لهم قريبا من حدود تركيا تظهر أن النظام لم يعد يملك القرار في البلد. فخسائره المتوالية في إدلب وجسر الشغور وأريحا والحسكة وحول درعا كلها تقدم صورة ان النظام لم يعد يهاجم المدن والمعارضة بل ويدافع عن وجوده المهدد وسط تكهنات بقرب نهاية حكم آل الأسد.
فلا يحكم النظام السوري اليوم سوى 5% من سوريا حسب تقديرات إسرائيلية. فيما تقول تقارير أخرى أن النظام لم يعد مهتما بالشمال ولا الجنوب قدر اهتمامه بتأمين دمشق وحمص وحماة والمناطق الساحلية وكذا خطوط الإمداد الإيرانية لحزب الله في لبنان. ومن هنا تأتي أهمية الخطوة التركية.
تركيا وخيار المنطقة العازلة
ففي تقرير لصحيفة «نيويوك تايمز» حللت فيه موقف تركيا من دعم الولايات المتحدة للميليشيات الكردية السورية التي تقاتل تنظيم الدولة. وتفكر أنقرة الآن بإجراءات للحد من طموحات الأكراد بما في ذلك إقامة منطقة عازلة داخل سوريا.
وترى تركيا في الأكراد السوريين خطرا محدقا على الأمن القومي بسبب علاقاتهم أكراد تركيا والذين أعلنوا حربا لعقود على الدولة التركية. ولذلك نظرت بقلق متزايد إلى توسيع التعاون بين الميليشيات الكردية السورية والقوات الأمريكية في الحرب ضد تنظيم الدولة. فقد أمدت الولايات المتحدة الميليشيات الكردية بمعلومات أمنية وأقام ضباط القوات الخاصة الأمريكية قنوات اتصال مع الميليشيات الكردية لمدهم بالمعلومات ولتمكينهم من الدعوة للغارات الجوية من التحالف الذي تقوده أمريكا.
وتحول الأكراد السوريون حليفا مهما للولايات المتحدة . وقد بدأ التعاون القريب العام الماضي خلال معركة عين العرب/كوباني وازداد في الأشهر الماضية وتوج بهزيمة تنظيم الدولة في بلدة تل أبيض القريبة من الحدود التركية.
وعقد الرئيس رجب طيب أردوغان اجتماعا لفريق الأمن القومي يوم الاثنين لمناقشة مواجهة تنامي قوة الأكراد السوريين وسط موجة من التقارير الإعلامية التي تقول إن أنقرة تفكر في اجتياح عسكري شمال سوريا لإنشاء منطقة عازلة.
وهاجم أردوغان ميليشيا حماية الشعب التي تعتبر الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي المرتبط بحزب العمال الكردستاني. وتحدث الإعلام التركي عن منطقة فاصلة تقيمها تركيا داخل سوريا كرد فعل على المخاطر المحتملة من تنظيم الدولة والأكراد الذين ينشطون في الجانب السوري من الحدود.
ولكن المحللين يقولون بأن المكاسب التي حققها الأكراد في سوريا أعطت دفعة للفكرة وهو ما فشلت تركيا في الماضي بإقناع الولايات المتحدة بدعمه في السابق.
ولا يتوقع المحللون أن تركيا ستحاول إقامة منطقة عازلة وحدها وهو الذي يحتاج إلى عملية عسكرية كبيرة والحاجة في الغالب لقتال تنظيم الدولة والأكراد. ويأتي التعاون الأمريكي الكردي في وقت لا ترغب فيه المعارضة السورية إلا انه ليس من المتوقع توغل وقيادة عملية لاستعادة الرقة مثلا.
وهو ما يعتبر تحديا للولايات المتحدة التي تحاول تكثيف برنامجها لتدريب الثوار على قتال «تنظيم الدولة» – بدلا من قوات الأسد ـ فلم تجد شريكا عمليا سوى الأكراد لحد الآن. وقال مسؤول أمريكي كبير إن أكبر عقبة هي «إيجاد رجال يريدون قتال تنظيم الدولة فكلهم يريدون قتال الأسد». إلا أن شبكة «سي أن أن» نقلت عن مسؤولين عسكريين في البنتاغون أن عدد أفراد المعارضة السورية المسلحة الذين تم تدريبهم على يد المدربين الأمريكيين قد تراجع إلى أقل من 100 وذلك بعد عام من إعلان وزارة الدفاع الأمريكية عن برنامج من 500 مليون دولار لتقوية المعارضة المعتدلة.
ونقلت «سي أن أن» عن مسؤول في وزارة الدفاع قوله إنه بعد محاولات لتدريب وتسليح المعارضة اضطرت البنتاغون لشطب عدد من المرشحين للبرنامج. وتم شطب طرد عدد من الذين سجلوا في البرنامج لأسباب تتراوح من كون أعمارهم لا تسمح لهم بالتدريب أو لكونهم غير مؤهلين جسديا للبرنامج. كما أن غالبية المرشحين لم يعبروا عن اهتمام من أجل قتال تنظيم الدولة كما تريدهم الولايات المتحدة ولكنهم يريدون قتال نظام بشار الأسد.
استراتيجية دعاية
لم تنعكس النكسات العسكرية على المزاج العام المتمثل بتصريحات أركان النظام ولا حتى على الطريقة التي يتعامل بها إعلام النظام مع الاحداث فلا يزال، كما تقول الصحافية البريطانية أبيغل فيلدنغ- سميث، في حالة معنوية عالية.
وتحاول قراءة المنطق في هذا الجنون في مقال نشرته مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية. وتنقل في البداية تقارير نشرتها وكالة الأنباء السورية «سانا» في 9 أيار/مايو «ساعة حمص تدق من جديد وتعلن عودة الحياة إلى البلدة القديمة»، «الجيش يحبط هجوما إرهابيا في درعا»، «مقداد: الكفاح البطولي لسوريا هو نتيجة لإنجازات شعبها» و»سوريا تفوز بالميدالية الذهب في القفز العالي في بطولة المغرب».
تعلق فيلدنغ- سميث أن الواقع غير ما ترسمه الأخبار هذه فقبل أسابيع من نشرها سيطرت المعارضة على عاصمة محافظة وانهارت قيمة الليرة السورية وظهرت تصدعات في قمة القيادة السورية. في نظرة دقيقة لأخبار سانا تبدو وكأنها محاولة من نظام قمعي إخبار مواطنيه أنه قوي وقادر، ومع ذلك يظل الدافع وراء الأخبار غير ذلك لأن المواطنين السوريين يستطيعون الحصول على معلومات وأخبار من الإنترنت والقنوات الفضائية المتعددة التي تقدم رواية مختلفة عن أخبار سانا.
ويعرف السوريون أن وضع الجيش السوري حرج لأن الجنود من قراهم لا يعودون بل واعترف الرئيس السوري نفسه بنكسات (6 أيار/مايو 2015).
وتتساءل إن لم يكن الهدف وراء هذه الأخبار غسل أدمغة المواطنين فماذا يكون، خاصة أن نشر أخبار كهذه تعني التزامات مالية للإعلام في بلد يعرف سكانه أن الحياة تسير نحو الأسوأ بعد أربعة أعوام من حرب استنزفت الشعب والجيش والاقتصاد.
ويعرفون أن نظامهم لم يعد القلعة الشامخة التي تصد الإرهاب. فما هي إذا لعبة النظام؟
أيديولوجية الدولة
ترى الكاتبة أن الإجابة على هذا السؤال تقتضي فهم طريقة استخدام النظام للدعاية والإعلام والعودة بالضرورة إلى نظام حافظ الأسد الذي وصل إلى السلطة عام 1970 بعد سلسلة من الانقلابات العسكرية.
واستطاع حافظ الأسد بناء نظام قوي مستخدما أيديولوجية النظام البعثية وقمع وحشي للمعارضة وبالتالي شكل سوريا على صورته.
وحقق الأسد الشرعية من خلال تحالفه مع الاتحاد السوفييتي السابق حيث أقام عددا من المشاريع وبنى سدودا ومشاريع ري.
وفي ظل حكمه لم يعد للحكومة أو البرلمان أهمية فقد أصبحت الدولة غير منفصلة عن الأسد.
وعليه تخلل الخطاب البعثي المبالغ في تعظيم القائد كل حنايا الدولة وأصبح من يخرج عنه عرضة للعقاب.
وكان حافظ الأسد شرسا في قمع المعارضة الإسلامية وسحق قواهم في حماة عام 1982 وانتشر الخوف منه ونظامه إلى النظام الأمني الذي حول الناس إلى مخبرين عن بعضهم البعض.
وتنقل عن ليزا وادين الباحثة في جامعة شيكاغو كان المواطن السوري «يسأل نفسه حالة مغادرته البيت ماذا يريد النظام؟».
واضطر الناس لتكرار ما يريده منهم النظام بل وتنافسوا فيمن يقدم المديح اكثر للنظام. وبعد عشرة أعوام انغرست لغة النظام في داخلهم. ورغم أن النظام لم يكن مهتما بخلق نظام قمعي على غرار ما خلقه جورج أورويل في روايته «1984» حيث حاول الجلاد أوبرين تحطيم وينستون سميث كي يؤمن أن 2+2= 5 فنظام الأسد لم يكن يريد إلا مظهر القمع هذا والسبب كما تقول ويدين هو أن يجعل الناس متواطئين معه وخلق «سياسة كما أنهم يؤمنون»، وفي هذه الحالة لم يكن الشعب يؤمن بالروايات التي يخترعها النظام.
ولكن هذا الأخير كان قادرا على فرضها عليهم وإشراكهم فيها وهنا تكمن قدرته «فالطاعة تجعل الناس موالين وتورطهم في علاقة يفرضونها على أنفسهم من التسيد وهم ما يجعل المشاركين غير قادرين للنظر لأنفسهم كضحايا نزوات النظام».
عهد بشار
عندما تولى بشار الأسد السلطة عام 2000 بعد وفاة والده نظر إليه على أنه مرحلة منعشة خاصة أنه أدخل الإنترنت للبلاد وقاد سلسلة من الإصلاحات المحدودة.
وبدا بشار نفسه محبوبا وكان يقابل بالترحاب أينما ذهب. مع أن السياسة التي غرسها والده تجعل من الصعب قياس درجة شعبيته.
فالطبقة الوسطى المدينية رأت فيه ممثلا لطموحات سوريا. وبالنظرة الفاحصة فلم يتغير شيء في سياسة «كما أنهم يؤمنون بها» التي تعلم سيطرة النظام على حياة الناس رغم الفرجة التي حدثت.
وهو ما حدث عندما عام 2011 عندما قامت مجموعة من الأحداث من مدينة درعا بكتابة شعارات على الجدران عام 2011 قامت قوات الأمن باعتقال الأحداث وعذبتهم ما أدى لاندلاع التظاهرات التي سرعان من انتشرت في انحاء مختلفة من البلاد.
وتلاحظ الكاتبة أن غضب المتظاهرين انصب على رموز الدولة التي سيطرت على حياتهم، فقد حرقت صور بشار وديس عليها ودمرت تماثيل الأسد في ما أطلق عليها «حملة التطهير». ولم يرد الأسد على الأحداث إلا بعد أسابيع من إندلاعها وجاء خطابه للبرلمان في 30 تموز/يوليو 2011 مخيبا للآمال. فقد توقع منه وهو الشاب الذي درس في الغرب أن يقدم رؤية لإنقاذ البلد. وعوضا عن ذلك كرر نفس الخطابات العنترية والبلاعية التي تطبع لغة البعث.
وتحدث عن المؤامرة الدولية ضد سوريا مؤكدا أن التظاهرات تتلاعب بها أيد خارجية لإضعاف موقف سوريا المقاوم.
وتلاحظ الكاتبة إن خطابات الأسد لم تستثمر كثيرا في تطمين الغالبية السنية الغاضبة ولكنها كانت موجهة بشكل كامل نحو قاعدته العلوية، الشيعية والمسيحية والطبقة المتوسطة المدينية.
ويعتقد جوشوا لانديز أن الأسد كان مضطرا للتصرف بهذه الطريقة. فبحسب لانديز الباحث في تاريخ سوريا «لو تصرف الأسد بالطريقة التي كان يجب عليه التصرف بها، أي تقديم تنازلات لحدث انتقام ولعلق أزلامه على الجدران» فكل واحد يعرف من عذب وقتل اخوته وأفراد عائلته ولطالب بالعدالة».
حرب المفاهيم
تقول فيلدنغ- سميث أن الحرب اتسمت منذ البداية بين الطرفين بحرب مفاهيم. فالمعارضة حاولت خلق انطباع أن زخم الحرب في صالحهم. أما النظام فحاول تقديم صورة أنه العنف تم احتواؤه وأن رده على الأزمة مناسب ومسؤول.
ومشكلة النظام أنه لم يكن قادرا على منع الناس على معرفة ما يجري. فصور المعارضة وأشرطة الفيديو انتشرت عبر الإنترنت والفضائيات. وفي الوقت الذي لم يكن فيه النظام قادرا على فرض الرقابة دفع الناس لمساءلة مصداقية دعاية المعارضة.
ورد إعلام النظام بوصف الإعلام الخارجي بأنه جزء من مؤامرة ضد النظام. وعلق رسم كارتوني على مكتب في معبر حدودي مع لبنان صور سوريا كحمامة سلام محاطة ببنادق «العربية ، الجزيرة وفرانس24».
وذهبت قناة «الدنيا» الموالية للنظام أبعد من هذا وادعت أن قطر بنت أحياء وساحات للمدن السورية في الدوحة ونظمت تظاهرات دعت إليها الصحافيين الأجانب لتصويرها. وكان وراء كل هذه المزاعم الغريبة «تشويش» السوريين كما قال صحافي سوري لصحيفة بريطانية. فلم يكن مهما إن صدق الناس ما كان يرويه النظام فطالما أثرت عليهم وشوشتهم فقد تحقق الغرض.
وما ساعد الأسد على تحقيق استراتيجيته أن القنوات الفضائية مملوكة من نخبة خليجية لم تخف لاحقا رغبتها في التخلص منه. وكذلك من خلال أخطاء وقعت فيها المعارضة ونشرت مزاعم كاذبة. فقد كان توفر معلومات كثيرة مساعدا على بقاء النظام طالما كانت هذه لا تحظى بمصداقية.
واستخدم الأسد في مقابلاته مع الصحافة الدولية محدثا استقطابا دوليا، فقد كان صارما في نفيه استخدام السلاح الكيميائي أو استهداف المدنيين وعليه فلم تحظ الأدلة التي توصلت إليها منظمات حقوق الإنسان باهتمام.
ولقي الأسد حلفاء مثل الروس مستعدين للدفاع عنه إعلاميا. ففي الوقت الذي كان الناس يحاول معرفة ما جرى في الغوطة الشرقية في آب/أغسطس 2013 بثت قناة مدعومة من موسكو تقريرا شكك فيه بصحة فيديو الضحايا، مشيرا إلى أن الوقت في الأشرطة يحمل وقت كاليفورنيا وليس التوقيت في دمشق.
الحرب في الداخل
لم تكن الحرب على الإعلام الخارجي هي هاجس النظام الوحيد بل كان مضطرا لإقناع الداخل خاصة الطائفة العلوية التي تمثل مصدرا للجنود، وكذا بقية المجتمع والتأكيد على الخطر المشترك الذي يهدد البلد. فمع أن النظام تجنب تقليديا الخطاب الطائفي إلا أن اعتماده على المكون العلوي والشيعي القادم من العراق ولبنان وإيران ومناطق أخرى أدى لظهور خطاب طائفي.
ففي نهاية 2013 بدأت ملامح التعبئة الطائفية تظهر في أنحاء دمشق من خلال رايات حزب الله والجماعات الشيعية العراقية وسيف علي بل صارت صورة الأسد تطبع على مقبض السيف وتباع في الأسواق.
ورغم مظاهر التعبئة الطائفية إلا أن استخدام «سني» «علوي» ظل محرما في الإعلام الرسمي. وربما كان هذا لإعطاء صورة أن الدولة قائمة. صحيح أن العلويين يقاتلون من أجل النظام خوف انتقام تنظيم الدولة الإسلامية إلا أنه من المفيد القتال من أجل نظام وليس أمير حرب. والغريب أن النظام واصل لعبته في خلق انطباع عن رواية وطنية وبلد واحد في الوقت الذي كان هذا البلد يترنح ويتهاوى.
السيسي وصورة الرجل القوي
وفي محاولة لوضع سياق للدعاية التي انتهجها نظام الأسد تعقد الكاتبة مقارنة مع النظام المصري لعبد الفتاح السيسي مع الأخذ بعين الإعتبار الفروق بين البلدين. فمصر لديها تاريخ أعمق من ناحية الدولة ومنسجمة دينيا أكثر من سوريا.
وحللت الكاتبة استراتيجية السيسي الدعائية والانقلاب الذي أخرج بطريقة محكمة حيث ظهر السيسي وهو يلقي خطاب تنحية محمد مرسي محاطا بالنخبة المصرية الليبرالية محمد البرادعي والدينية مسيحية- ممثل الكنيسة القبطية ومسلمة ـ شيخ الأزهر.
وممثل عن حزب النور وأحزاب صغيرة أخرة والجيش ليعطي صفة المشروعية لنفسه. وفي نفس الوقت صورت الطائرات المصرية فوق المتظاهرين ضد محمد مرسي في صور قد يراها مخرجون من هوليوود مبالغا فيها.
ولكن صورة السيسي نفسه تحتاج إلى تحليل خاصة من ناحية ربطها بالزعيم التاريخي جمال عبد الناصر.
وهو ربط قبله مؤيدوه بدون جدال وحملوا صورته إلى جانب ناصر. كل هذا لإضفاء صورة الرجل القوي عليه.
مع ان مظاهر الشبه بينهما بعيدة ومتناقضة إلى حد كبير. فسياسات السيسي مدفوعة بالليبرالية الجديدة التي تعيد انتاج عصر مبارك لا اشتراكية ناصر الطاغية. كما أن قوة السيسي لا تنبع من شعبيته وإن حظي بقدر نسبي منها بل من القوانين التي فرضها وقمعت المعارضة وحرمت التظاهرات.
ومع ذلك لم يكن السيسي قادرا على إخفاء أكاذيبه فالأشرطة التي بثتها قناة «مكملين» من تركيا تقدم صورة مختلفة عن السيسي وخططه للوصول إلى السلطة. وفي مجال مكافحة الإرهاب فالحرب لا تسير كما يريد خاصة في سيناء.
ولم يتحسن الاقتصاد بالقدر الذي يجعل مصر مستقرة. وترى أندريا تيتي من جامعة أبردين البريطانية أن أي نظام يستخدم الوحدة الوطنية لحد معاداة الأجانب ويسوق عبادة الشخصية هو نظام غير قوي.
وهذه ملامح كلاسيكية في الأنظمة الإستبدادية. وترى سارة كار المعلقة حول الشؤون المصرية أن المصريين الذين عاشوا سنوات من عدم الاستقرار صدقوا رواية الجيش عن الأحداث الأخيرة لا لأنها صحيحة بل لأنهم راغبون على ما يبدو بتصديقها.
وتعتقد الكاتبة أن التركيز على المظاهر والأزياء قد تكون إشارة ضعف، كما كتب الأكاديمي نزيه أيوبي مرة.
وفي حالة أسد سوريا فالدولة ممثلة في رمز الأسد بالعلم التي يفترض أنها تمثلها أكثر من الواقع الذي يعيشه الناس.
لكل هذا فليس مدهشا أن يظل الناس يؤمنون بواقع ورواية النظام «كما أنهم يصدقون» لأن وكالة سانا وإعلام الأسد يعمي على الواقع بمدنه المدمرة والمحترقة بخطاب بعثي قديم وبخيارات لم تعد تصلح للشرق الأوسط اليوم.
بين من يعتبرها فتنة ومن يرى فيها موجة ثورية جديدة… مظاهرات الغوطة الشرقية في دمشق تستمر وتتمدد
يحيى نعسان
ريف دمشق ـ «القدس العربي»: شيئا فشيئا تتسع رقعة المظاهرات في الغوطة الشرقية، التي أصبحت يومية مع بداية شهر رمضان، وقد كانت مدينتا سقبا وكفربطنا، سباقتين إلى هذا الحراك الذي بدأ يمتد إلى مدن ومناطق أخرى في الغوطة كجوبر، وعين ترما، وحمورية، ومديرة، ومسرابا، في مشهد يحاكي إلى حد كبير الأشهر الأولى لاندلاع التظاهرات في سوريا، وكأن الثورة تنطلق من جديد.
وشهدت مدينة حمورية ذروة هذا الحراك، عندما قامت حشود المتظاهرين باقتحام منزل قائد فيلق الرحمن، النقيب عبدالناصر شمير واعتقاله وضربه وتسليمه إلى القضاء الموحد، ومن ثم إطلاق سراحه.
وطالبت جميع المظاهرات من القيادة الموحدة في الغوطة ومختلف فصائل الغوطة، بفك الحصار الخانق على الغوطة الشرقية منذ ما يقارب الثلاث سنوات، ومواكبة معارك التحرير كما في باقي مناطق سوريا، ومحاسبة التجار وبعض القيادات العسكرية المتحكمين بالأنفاق وبأسعار السلع الغذائية التي تدخل منها واحتكارها، والتمييز في توزيعها بين العسكريين والمدنيين.
ومعظم الجهات الرسمية – إذا صح التعبير- والمعنية في الغوطة الشرقية وأصحاب الرأي فيها اعتبرت هذه المطالب محقة وعادلة، ويجب العمل على تحقيقها، ولكنها ترى أنّ المسألة ليست مطالب محقة فحسب، وإنما هناك جهات وأصابع خفيه تلعب على هذا الوتر، لتحقيق غايات وأهداف أخرى كالتخريب، والفوضى كما حصل في مدينة حمورية.
وقال عضو المكتب الإعلامي في فيلق الرحمن محمد أبو كمال: كانت المظاهرات سلمية خالصة وذات مطالب محقة، ولكن لم يستطع منظموها ضبطها بالشكل المطلوب، فاستطاع بعض الحاقدين وأصحاب المطامع الشخصية، والأيديولوجية من ركوب الموجة وجرها إلى ما آلت إليه، في إشارة إلى مظاهرة حمورية التي سقط فيها قتيلان وعدد من الجرحى.
وهذا الكلام أكده البيان الصادر باسم الفعاليات الثورية الصادر عن المجلس المحلي في مدينة حمورية ومجلس الشورى، حيث جاء فيه: «نتوجه باسم أهالي حمورية الشرفاء إلى أخينا قائد فيلق الرحمن عبد الناصر شمير ونقول له إن دمنا دون دمك، وعرضنا دون عرضك»، واستنكر البيان ماحدث مطالبا بإحالة من تسبب بالفتنة إلى القضاء العادل لينال جزاءه.
ويبدو أنّ هذه الإشارات والتلميحات بتوجيه المظاهرات إلى غايات ومطالب أخرى غير تلك المعلنة، في هتافات المتظاهرين، المقصود منها هو جبهة النصرة في غوطة دمشق الشرقية، التي طالبت في بيان لها منذ أقل من شهرين إنشاء جيش فتح في الغوطة الشرقية على غرار جيش الفتح في إدلب.
ونشر براء عبدالرحمن الناطق باسم «شبكة سوريا مباشر» في دمشق وريفها تغريدات لشخص يعرف باسم «قسورة الشامي»، كان قد أعاد تغريد عدة تغريدات أيضا لحسابات «تويتر» جاء في إحداها على لسان «غريب الشام» وشعار حسابه «جيش الفتح»: «استعدوا يا أعضاء المجلس المحلي والشورى في حمورية إلى الضرب والشتم كما حصل بسيدكم أبو النصر فهذا الشعب لن يسكت على الظالم». وفي الطرف الآخر هناك عدد من الناشطين في الغوطة يرون أن الأسلوب الذي تتعامل به الجهات المعنية، في الغوطة الشرقية مع المتظاهرين يحاكي ما كان يفعله إعلام النظام في بداية الثورة، حيث كان يصف المتظاهرين بالمندسين، وأنّ التظاهرات جزء من مؤامرة كونية على سوريا، ليبرر قمعه للتظاهرات.
ومن هؤلاء الناشطين من كتب على صفحات التواصل الاجتماعي بيتا شعريا شهيرا وهو: «سلبونا حقنا فطلبناه… فكنا في زعمهم أشرارا».
ولكن وحسب ما يقول الناشط والصحافي صادق تقي الدين من بلدة حزة في الغوطة الشرقية: «لم لا يكون ما يجري في الغوطة اليوم هو الموجة الثانية للثورة، التي بدأ الترويج لها منذ أكثر من شهرين عبر هاشتاغ مرسوم كتب عليه: الموجة الثانية للثورة من أجل حاضر سورية ومستقبلها».
ولعل ما يحدث في الغوطة هو إنذار مبكر لفصائلها العسكرية بشكل خاص، ولكل الفصائل العسكرية الناشطة في سورية عامة لوضع أسس جديدة، وأنظمة اجتماعية وقانونية واضحة تضبط العلاقات المتفرعة والمعقدة بين العسكري، والسياسي، والاجتماعي، والقانوني، عندها تكون الموجة الثانية للثورة هي موجة ضبط وتنظيم واستفادة من المراحل السابقة للثورة، والتي اتسم معظمها بالعشوائية والارتجال.
وتدندن وسائل الإعلام المؤيدة للنظام على حقوق المتظاهرين وإبقاء المظاهرات مشتعلة في مدن الغوطة، التي تمتد شيئا فشيئا إلى دوما قلب الغوطة وأكبر معاقل الثورة في ريف دمشق، حيث يأمل النظام بلا شك أن تأخذ الأحداث في الغوطة منحى تصعيديا، ربما يأمل من خلاله أن تدخل حافلاته الخضراء إليها، مستعيدا المشهد من مدينة حمص التي كانت تلقب في يوم مضى في عاصمة الثورة السورية.
معاناة من داخل أحياء مدينة حلب الفقيرة في ظل حضور الجهل وغياب سبل العيش
وائل عادل
ريف حلب ـ «القدس العربي»: إلى جانب حي المغاير تقع منطقة المغر في مدينة حلب، وهي «منطقة منسية» كما يقول أبو يوسف الرجل الستيني الذي تراه دائما متسخ اليدين والملابس، فهو يعيش بين أكوام الصفيح والبلاستيك، ويعيش في غرفة تشبه السجن بعتمتها ورطوبتها مع ثمانية أطفال، بينهم حفيد له يُدعى أحمد لم يتجاوز السابعة من العمر، وهو مصاب بمرض عقلي، أصيب والد الطفل الأخير بالسرطان فطلقته زوجته وتزوجت من آخر، ونزحت معه إلى تركيا، كما يقول أبو يوسف.
أحمد ليس الطفل المعاق الوحيد في الحي، فعلى بعد أمتار قليلة من منزله تجد منزل أبو جميل ذو الباب الخشبي المهترئ، أبو جميل أنجب طفلة معاقة أيضا، هذا الجار الثلاثيني لا يجد عملا منذ زمن طويل لم يعد يتذكره، كما قال، و يعمل الآن كباقي سكان الحي بجمع البلاستيك والمعادن من القمامة، وبيعها لبائع جملة يعيد تذويبها وصناعتها في ورشات صغيرة، ولدى سؤال «القدس العربي» عن آلية عمله أجابنا: «أستأجر عربة مقابل إطعام الدابة التي تجر العربة عوضا عن الإيجار؛ فصاحبها معاق لا يستطيع العمل أو إطعامها، و أنا لا أملك ثمن عربة كهذه».
ليس بعيدا أيضا، تقع شقق ثلاثة أرامل يربين أطفالهن في مساكن تشبه الكهوف، لا تدخلها الشمس على الإطلاق في معظم الأحيان، أما الأرامل الثلاثة فقد توجهن – و قد وضعن حجابهن على عجل – إلى فريق يسجل أسماء العائلات لجلب بعض السلل الإغاثية للمنطقة التي، كما يقول خالد، أحد المشرفين على الحملة بأنها: لن تسد رمق سكان هذا المكان المنسي، فمن يعيش في هذا المكان تحسبه من أهل الكهف فقد أصابهم اليأس والكسل، واعتادوا العيش بطريقتهم البدائية.
و يضيف خالد: «لشدة حاجتهم يعتقدون بأن من يمتلك مبلغا من المال يستطيع عبره شراء الخبز بشكل يومي بأنه ميسور الحال، ولدى دخولنا إلى بيت إحدى الأرامل كانت تبرر لنا وجود خزانة ملابس قديمة بأنها لابنها المهاجر، فهي تعتقد بأنها لن تحصل على سلة إغاثة لامتلاكها هذه الخزانة التي لا تجدها في عشرات البيوت المكدسة في المنطقة بشكل عشوائي».
لم تبتعد «القدس العربي» كثيرا عن بيت أبو جميل ليسمع صراخا يشبه العويل، امرأة ستينية تصرخ أنا أرملة ولم تسجلوا اسمي، نعود إلى بيتها لنجدها تحمل كيسا من الدواء لحفيدتها التي تبلغ من العمر ثلاث سنوات، كان بطنها منتفخا بشكل ملفت، فهي تبدل دمها كل شهر بسبب إصابتها بمرض في الدم، كما قالت جدتها، ووالدة الطفلة أرملة أيضا فقد توفي زوجها عند سقوط برميل متفجر أثناء عمله في منطقة الشيخ سعيد، لم تنته قصة العائلة، فأم محمود تقول: «وين رايحين بنتي هي كمان أرملة، الأخت الثانية زوجها مفقود منذ ثمانية أشهر لا تعلم عنه شيئا على الإطلاق».
تتناثر البيوت التي تحمل قصصا مأساوية في كثير من المناطق في مدينة حلب التي لم تخل عائلة من عائلاتها من فقيد أو قتيل، كما تتزايد بشكل مستمر الأرامل في المدينة، إلا أن هذا الحي الفقير الذي يتوسط المدينة تحسبه معزولا عنها لابتعاده عن الطريق الذي تمر منه السيارات، ولكثرة المكبات من حوله، وأكوام المعادن المهترئة، والجهل الذي يضرب هذه المنطقة تظهر نتائجه جلية في عدد الأطفال المنتشرين في شوارع الحي، كيفما يممت وجهك، قد يكون هذا الحي الذي تزوره المياه والكهرباء في مناسبات قليلة عبئا لا يحمله أحد على عاتقه بسبب الظروف الأمنية الصعبة، والفوضى وعدم وجود حكومة أو هيئات رسمية مسؤولة عن مثل هذه الظواهر.
ويقول أبو عمر الذي نزح مؤخرا إلى هذا الحي بعد دمار بيته في حي كرم الطراب: «تحاول المنظمات والهيئات المساعدة لكن يبدو بأنهم يحاولون إبقاءنا على قيد الحياة فقط دون أن ينجحوا في ذلك حتى في كثير من الأحيان».
بذور ثورة جياع في الغوطة الشرقية لدمشق
دمشق ــ ريان محمد
تتسارع الأحداث في الغوطة الشرقية بريف دمشق، حيث يستمر الناس في الخروج، منذ أيام عدة، في تظاهرات مسائية، رافعين شعارات مناهضة لبعض الفصائل المسلحة وقياداتها، وإن تصدرها قائد “جيش الإسلام”، منددين بالتجار وغلاء الأسعار، ومطالبين بالإفراج عن المعتقلين وكسر الحصار وفتح الجبهات، في مؤشر على بذور ثورة جديدة في الغوطة.
في المقابل، أعلنت بعض الفصائل، تحديداً “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن”، في تصريحات لـ”العربي الجديد”، أنها تضمن حماية التظاهرات السلمية، التي جرى التعدّي عليها قبل أيام، محيلةً أمر الإفراج عن المعتقلين إلى القضاء، خصوصاً أنه يرتبط بعناصر متهمين بالانتماء إلى تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، حسب قولهم.
وطالب أهالي الغوطة، من خلال المسيرات التي خرجوا فيها، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، بإطلاق سراح المعتقلين لدى الفصائل المسلحة، وتحويل المتهمين منهم إلى القضاء الموحد، خصوصاً المعتقلين في ما يسمى “سجن التوبة” التابع لـ”جيش الإسلام”، وتسليم المعابر وإدارة المناطق إلى هيئات مدنية، على أن يتوجه السلاح إلى الجبهات. مشددين على ضرورة رفع الهيئات الأمنية يدها عن الناس، ووضع حد للتجار المتحكمين في لقمة عيشهم، أمثال من يلقبون بـ”الزحطة والمنفوش”، إضافة إلى فك الحصار عن الغوطة، عبر فتح معارك حقيقية مع القوات النظامية. متهمين الفصائل المسلحة بالانشغال بالعمل على فرض سيطرتها داخل الغوطة وتجارة المعابر، متقاعسين عن الجبهات.
من جهته، وجّه رئيس رابطة علماء الشام، الشيخ أسامة الرفاعي، رسالة إلى “ثوار الغوطة” ناشدهم فيها أن “يكف بعضهم عن بعض”، معتبراً ما جرى في الغوطة من “نزغة الشيطان”، مطالباً جميع الفصائل المسلحة بأن “يعرضوا جميع السجناء على المحاكم الشرعية، وتبييض السجون، فلا يبقى في قلوب أهل الغوطة شيء عليهم، فلا يدعون أحداً في السجون دون محاكمة، سواء كانوا ظالمين أو جواسيس، فهم أبناؤنا ولهم منا العدالة والرحمة”.
وتعاني الغوطة من حصار شديد، منذ أكثر من عامين، عمد النظام خلالهما إلى اعتماد سياسة التجويع حتى التركيع، فمنع دخول المواد الغذائية لفترة من الزمن، ثم سمح بإدخال الحد الأدنى من حاجاتهم الأساسية، بأسعار مضاعفة تصل في بعض السلع إلى عشرة أضعاف سعرها في مناطق النظام، وذلك عبر عدد من التجار الوسطاء المقبولين من قبل الأخير.
وتسيطر الفصائل المسلّحة على معابر مخيم الوافدين، إضافة إلى عدد من الأنفاق، التي تستخدم لإدخال المواد الغذائية والطبية إلى الغوطة عبر تجار وسطاء. وأفادت مصادر مطلعة، لـ”العربي الجديد”، بأن “النظام ينظر إلى المناطق المحاصرة كمناطق استثمار رابحة، باعتبارها مصدرا للقطع الأجنبي، إضافة إلى أن القوات النظامية والأجهزة الأمنية المحاصرة للغوطة تتقاضى عشرات ملايين الليرات جراء السماح بدخول المواد الغذائية.
ويتحدث أهالي الغوطة عن الوضع المزري الذي وصلوا إليه عقب أكثر من عامين، بمرارة وحرقة، فالفقر سكن بيوت أهلها، إذ إن الغالبية تتناول وجبة واحدة في اليوم، إن وجدت، وغالباً لا تكون كافية لسدّ جوعهم. ويصطف الأهالي لساعات أمام المطابخ الخيرية أملاً في الحصول على ما يسدون به جوعهم، كما أن البطالة متفشية وتقارب الـ90 في المائة، بحسب تقديرات ناشطين، والغالبية الساحقة استهلكت مدخراتها ولم يعد لديها مورد مالي، إضافة إلى سوء الرعاية الصحية، وشبه توقف التعليم.
وعند خروج التظاهرات، أطلق حراس منزل قائد “فيلق الرحمن”، أحد الفصائل المسلحة في الغوطة، النار على المتظاهرين في بلدة حمورية، ما تسبب في سقوط قتيل وعدد من الجرحى، الأمر الذي زاد من غضب الناس، خصوصاً أنه أعاد إلى ذاكرتهم كيف تعامل النظام مع مطالبهم مع بداية الحراك السوري، فقاموا باقتحام المنزل وضربوا قائد الفيلق الملقب بـ”أبو النصر”، ثم سلموه إلى القضاء الموحد، ليخرج عقب ساعات، متعهداً بمحاسبة مطلقي النار وتسليمهم للقضاء.
كما أصدر الفيلق بياناً أعلن فيه عن التزامه بالأهالي وعدم تخليه عنهم، قبل أن يضيف “لكن الدنيا تغيرت عليهم، فلا تكونوا عوناً لشياطين الإنس والجن”، متحدثاً عن إسهامه في تأمين أطنان من المواد الغذائية ودوره في تخفيض الأسعار، ودعم المشافي والنقاط الطبية.
لكن لم تلق وعود “أبو النصر” وبيان فيلقه، أصداء إيجابية بين أهالي الغوطة وناشطيها، الذين أخذوا يشبهونه بخطاب النظام مع بداية الأزمة، وأنه منة للناس، ولا يوجد به ما يخفف عنهم.
في المقابل، راح عدد من الناشطين الإعلاميين المقربين من الفصائل المسلحة في الغوطة في القيادة العسكرية الموحدة، يسوقون بأن التظاهرات التي تشهدها الغوطة، هي مؤامرة من حزب “التحرير”، وهو حزب إسلامي متشدد، إضافة إلى “جبهة النصرة”، في وقت لم يصدر أي تعليق رسمي.
ويسود العلاقة بين القيادة الموحدة، التي يرأسها زهران علوش، من جهة، وحزب “التحرير” و”جبهة النصرة” من جهة ثانية، توتر وعدم ارتياح، إذ رفضت “النصرة” الانضمام إلى القيادة الموحدة والقضاء الموحد، وأنشأت قضاء شرعياً خاصاً بها، في وقت سعى فيه علوش إلى تزعم المنطقة الجنوبية بدعم دولي وإقليمي، حاملاً راية محاربة الإرهاب، وفي المقدمة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، إضافة إلى “جبهة النصرة”، المصنفين على أنهما منظمتان إرهابيتان، قبل أن يتم زيادة الضغط على النظام للقبول بالتسوية.
ورأى ناشط مدني من الغوطة الشرقية، طلب عدم نشر اسمه، في حديث مع “العربي الجديد”، أن “الغوطة مقبلة على ثورة جديدة مجهولة النتائج، وهي متعلقة بما ستفعله الفصائل المسلحة أمامها، فإن كان خيارهم كخيار النظام في قمع الناس بالنار والحديد، فستنهار الفصائل وتخسر حاضنتها الشعبية، وتكون قد قدمت خدمة مجانية للنظام، عبر إنهاء نفسها بيدها، جراء تراكم الممارسات الخاطئة”.
وتابع “أو أن تكون هذه التظاهرات منبهاً للفصائل، ينتفضون عقبها للعمل الجاد الصادق في التخفيف عن الناس ووضع حد للتجار شركاء النظام، وإطلاق سراح الناس، وتشكيل إدارات مدنية لإدارة المدن والبلدات، وحصر عمل السلاح على الجبهات وحفظ الأمن”.
ولفت إلى أن “الصراعات الداخلية بين الفصائل والعمل على تمكين سيطرتها، جعل همها الأول أن تحافظ على قوتها لما بعد سقوط النظام، فتحصل بذلك على حصة أفضل في المستقبل، وهناك فصائل تقدم نفسها على أنها محاربة لداعش والإرهاب، وعينها على التمتع بشرعية إقليمية ودولية، وكل ذلك بوصلته السلطة وليس المواطن السوري”.
ردّ الفصائل
في المقابل، قال المتحدث باسم “جيش الإسلام” النقيب إسلام علوش، لـ”العربي الجديد”، إن “من ثوابت جيش الإسلام عدم الإنكار على الناس تظاهراتهم أو احتجاجاتهم السلمية، بل هي ظاهرة صحية تنبه أصحاب القرار إلى أخطاء قد تقع دون أن يلقوا لها بالاً”.
ولفت إلى أن “التظاهرات تركز على قضيتين رئيستين: الأولى خاصة بالمعتقلين في السجون، وهي قضية تخص “جيش الإسلام”، إذ إنه الطرف المسؤول عن اعتقالهم بأمر قضائي طبعاً، لكن لماذا اعتقلوا؟ وهل يجب إطلاق سراحهم؟ هذا ما يقرره القضاء، خصوصاً أن القضية متعلقة بتنظيم “داعش”، وأي تصرف خاطئ من قبل جيش الإسلام سيكون له ارتدادات على أمن الغوطة”.
وتابع “والقضية الثانية: موضوع الحصار والفقر والجوع، وهذا أمر لا يتحمل مسؤوليته المباشرة “جيش الإسلام” أو أي من الأطراف والفصائل العاملة في الغوطة، بل من المعيب اتهام الفصائل التي تقدم كل يوم خيرة شبابها على أسوار الغوطة دفاعاً عن أهلهم. وإنما المسؤولية تقع على النظام المجرم وعلى المجتمع الدولي المتواطئ في جريمة حصار وتجويع المدنيين في الغوطة”.
وقال إن “جيش الإسلام ضحى بجزء من دوره العسكري، كي يساهم في إيجاد حلول عديدة ومبتكرة لمشكلة الحصار ونقص الغذاء والدواء وغلاء الأسعار”.
بدوره، أوضح المتحدث باسم “فيلق الرحمن” محمد أبوعدي، في حديث لـ”العربي الجديد”، سبب الاعتقالات التي يقومون بها، قائلاً إنها “غالباً ما تكون ذات دواع أمنية، ولا نقوم بأي عملية اعتقال مدنية، فهذا من شأن القضاء، وغالبية معتقلينا ممن بايعوا تنظيم “داعش” سواء جهراً أم سراً، ومنهم من تورط في التعامل مع قوات النظام”.
وعن دورهم في قضية غلاء المعيشة، قال “نحن نعمل كفيلق في اتجاهين: الأول عسكري يهدف إلى حماية المدنيين في المناطق المحررة من قوات النظام، بصدّ حملاته المتكررة على الغوطة الشرقية، ومن التنظيمات التكفيرية كداعش. والجانب الثاني إنساني، وقد استطعنا كسر احتكار التجار للمواد الغذائية، وتهديد مصالح تجار الحروب وتجار الدم، عبر كسر أسعار المواد التي يحتكرونها من مواد غذائية ومحروقات، فمثلاً وصل سعر كيلو البرغل إلى 2000 ليرة سورية، واستطعنا توزيعه بـ275 ليرة سورية”.
وأوضح أن الفيلق ينظر للتظاهرات “على أنها ممارسة للحريات ضمن المناطق المحررة، إذا كانت لا تضر بالممتلكات العامة والخاصة، ولا تهدف إلى زعزعة أمن وأمان المناطق، ونتعامل معها وفق مبدأ حماية التظاهرات السلمية”. لكنه لفت إلى أنه “بالنسبة لمن يحرّض ويؤجج هذه التظاهرات.. نأخذ بعين الاعتبارات كافة الاحتمالات المطروحة”.
260 ألف شخص يعيشون العبودية في سورية
اسطنبول- سما الرحبي
احتلت سورية المرتبة التاسعة في انتشار العبودية، وفق التقرير السنوي “لمؤشر العبودية العالمي”، الذي بيّن أنّ 260 ألف شخص يعانون من العبودية، بنسبة 1.13 في المائة من عدد سكانها، فيما احتلت موريتانيا الصدارة بأعلى معدلات لانتشار العبودية، بنحو 160 ألف شخص، أي بنسبة حوالى 4 في المائة من سكان البلاد.
وذكر التقرير الصادر عن مؤسسة “ووك فري” أن حوالى 36 مليون رجل وطفل وامرأة يعانون من العبودية الحديثة في 167 بلداً حول العالم، معتمدة في دراستها إلى تصنيف 167 دولة حسب انتشار “العبودية الحديثة”، وفقاً لعدد المستعبدين بالنسبة إلى عدد السكان الإجمالي.
وحلّت في المرتبة الثانية أوزباكستان بنحو 1,2 مليون شخص، بنسبة 3,972 في المائة من عدد السكان، وتليها هايتي في المرتبة الثالثة بحوالى 240 ألف شخص، بنسبة 2,304 في المائة من عدد السكان بالبلاد، كما صُنّف عدد كبير من الدول العربية ضمن التقرير في العشرين مرتبة الأولى، منها قطر والسودان والإمارات والعراق.
وظهرت في التقرير خمسة بلدان تُصنف لأول مرة ضمن “مؤشر العبودية العالمي”، وهي تايوان، وجنوب السودان، وكوريا الشمالية، وكوسوفو، وقبرص.
وأكد التقرير أن الصومال وأريتريا والسودان واليمن وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى وسورية وليبيا وكوريا الشمالية وأفغانستان، هي البلدان التي تضم أكبر عدد من الأشخاص المستعبدين، فيما احتلت الدول الإسكندنافية المراتب الأخيرة في قائمة العبودية، حيث تأتي إيسلندا في المرتبة 167 بـ 23 شخصاً، بنسبة 0.007 في المائة من عدد السكان، وإيرلندا بالنسبة ذاتها من عدد السكان بنحو 300 شخص.
وبحسب التقرير، فإن عام 2014 سجل ارتفاعاً عن العام السابق له، وذلك ليس بسبب ازدياد عدد الذين يعانون من العبودية، وإنما لتحسن وسائل الإحصاء والتحاليل.
ويقوم التقرير العالمي على تحليل 5 بيانات لتحديد نسبة العبودية الحديثة، وهي السياسات الوطنية لمكافحة “العبودية الحديثة”، وتوفر حماية لـ حقوق الإنسان في بلد ما، ومستوى التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى مستوى استقرار الدولة ونسبة حقوق المرأة ومستويات التمييز في البلاد.
وأشار “مؤشر العبودية العالمي”، إلى أن “انتشار العبودية الحديثة له علاقة كبيرة بالتمييز وبعوامل أخرى، أهمّها الإتجار بالبشر، والعمل القسري، والاستغلال الجنسي لأغراض تجارية، وبيع الأطفال واستغلالهم، بالإضافة إلى الهجرة وعدم المساواة ومستوى حقوق المرأة الاقتصادية والسياسية”.
25 قتيلاً في قصف للنظام السوري على حلب ودرعا
حلب ـ وفا مصطفى
قتل 16 مدنياً وأصيب آخرون، اليوم الأربعاء، في قصف جويّ للنظام السوريّ، على ريف درعا الشرقيّ، كما استهدف قصف مماثل، مدينة الباب في ريف حلب الشرقيّ، موقعاً تسعة قتلى وأكثر من 15 جريحاً.
وقال الناشط الإعلامي، أحمد الحوراني، لـ”العربي الجديد”، إنّ “أربعة أطفال من عائلة واحدة، قتلوا، وأصيب عدة مدنيين، نتيجة قصف النظام السوري بالبراميل المتفجرة، بلدة الطيبة شرقيّ درعا، وذلك قبيل الإفطار”، لافتاً إلى أنّ “جميع القتلى، هم من أبناء درعا البلد، والذين نزحوا إلى الطيبة”.
وارتفعت “حصيلة ضحايا قصف الطيران الحربيّ على بلدة صيدا في الريف الشرقيّ أيضاً، إلى 12 قتيلاً، وعشرات الجرحى، بينهم أحد كوادر منظومة الدفاع المدنيّ، والذي عمل على إخلاء المصابين”، وفقاً للحوراني.
وفي هذه الأثناء، دارت اشتباكات عنيفة، بين لواء “شهداء اليرموك” (المتهم بمبايعة تنظيم الدولة الإسلامية) من جهة، وجبهة “النصرة” وحركة “أحرار الشام” الإسلامية من جهة أخرى، في محور صيدا – عين ذكر.
وفي ريف حلب، ذكرت مصادر ميدانية لـ”العربي الجديد”، أنّ “تسعة مدنيين، بينهم أربع نساء وثلاثة أشخاص مجهولي الهوية، قتلوا، وأصيب أكثر من 15 آخرين، حالة بعضهم خطيرة، جرّاء استهداف طيران النظام الحربيّ، بخمس غارات، مدينة الباب وقرية تادف في ريف حلب الشرقيّ، مشيرة إلى أنّ منظمة إسعاف بلا حدود العاملة في المنطقة، أسعفت الضحايا إلى مركزها في مدينة الباب”.
ووفق المصادر ذاتها، فإن طيران النظام المروحيّ، ألقى براميل متفجرة، على حيي الخالدية وبني زيد في مدينة حلب، بينما طال قصف بالصواريخ الفراغية، قريتي داكون والوديعة شرقيّ المحطة الحرارية في ريف المدينة الشرقيّ، مخلّفاً أربعة جرحى، بينهم طفلتان.
المؤسسات الدولية تتخلى عن اللاجئين السوريين.. تدريجاً
حنان حمدان
يعيش عبود (وهو نازح سوري) مع زوجته الحامل وأطفاله الثلاثة إضافة إلى أمّه العجوز في مخيم “الشاويش أبو حسين” في منطقة بر الياس البقاعية. تخلّفه عن تجديد الإقامة السنوية منعه من العمل وكسب لقمة عيشه. فيما يحصل شهرياً على ست قسائم تبلغ قيمة الواحدة منها 19 دولاراً، ولا تكفي لشراء بعض حاجته من المواد الغذائية. يقول عبود لـ”المدن”، إنّ “القسيمة الغذائية لا تكفي ولكن ما العمل؟”، مضيفاً: “لقد خفضت تلك القسيمة إلى 13,5 دولاراً فكيف يمكن أن تكفينا؟”.
وحال عبود هي حال معظم النازحين، فهم جميعاً يعانون من تراجع حجم المساعدات الدولية جراء النقص الحاد في تمويل الدول المانحة للمنظمات الإغاثية الدولية. ولذلك، أصدر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة (WFP)، قراراً بتنفيذ خفض المساعدات الغذائية الشهرية والتي تقدم للنازحين السوريين في لبنان والأردن، من 19 دولاراً إلى 13.5 دولاراً للشخص الواحد، بدءاً من اليوم الأول من تموز، “بعدما نجح في تلبية الإحتياجات الغذائية لنحو مليوني نازح في دول الجوار المضيفة منذ بدء الأزمة في سوريا في العام 2011″، وفق إحصاءات برنامج الغذاء العالمي.
ويخشى القيّمون على هذا البرنامج، أن يضطر الأخير إلى وقف جميع المساعدات للاجئين السوريين الذين يعيشون خارج المخيمات في الأردن، وترك 440 ألف شخص بلا طعام إذا لم يتلق تمويلاً فورياً إبتداء من آب المقبل. والأمر لا ينطبق على الأردن فحسب بل يتخطاه ليصل إلى لبنان وسائر الدول التي تستضيف نازحين سوريين في المنطقة، “لاسيما وأن النازحين السوريين في لبنان ليسوا افضل حالاً من الذين يعيشون في الأردن”، وفق ما أكدته مسؤولة شؤون النازحين في وزارة الشؤون الإجتماعية، هلا الحلو في حديث إلى “المدن”، مؤكدة “خشية الحكومة اللبنانية من تأزم واقع اللبنانيين والسوريين معاً في حال إستمر الأمر على ما هو عليه”.
فهل هذا يعني أنه سيتم وقف المساعدات الممنوحة للنازحين في لبنان في وقت قريب، كما يتوقع كثيرون؟ خصوصاً أنّ هذا القرار أتى عقب إعلان منظمة العفو الدولية قبل أسبوعين، أن حجم التمويل العالمي قد بلغ 18 في المئة فقط من حجم النداء الإنساني الذي أطلقته الأمم المتحدة لمساعدة لبنان كي يتمكن من التعامل مع أزمة اللجوء السوري. علماً أنه وبعد مرور أشهر على إنعقاد مؤتمر المانحين في الكويت، والذي أعلن فيه عن تخصيص مبلغ 3.8 مليار دولار يفترض أن توزع على الدول المضيفة للنازحين السوريين، “لم يستلم لبنان أياً من تلك المساعدات فيما منح بعض منها إلى الأمم المتحدة وبعض المنظمات الدولية الموجودة في لبنان، وهو لا يغطي نصف ما يحتاج إليه السوريون في لبنان”، وفق الحلو.
وللتذكير، فإن قيمة البطاقة أو قسيمة الشراء الغذائية التي يحصل عليها النازح السوري المسجّل في مفوضية الأمم المتحدة، تم خفضها للمرة الثانية بعدما بلغت قيمتها 33 دولاراً في بداية الأزمة السورية، وقد اضطر البرنامج إلى “حصر المساعدة بـ1.6 مليون لاجىء سوري في دول اللجوء الخمس، في مطلع هذا العام”، وفق ما أعلنه المدير الإقليمي لبرنامج الاغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط، مهند هادي.
وعليه، هناك إنتقائية في إختيار لائحة المستفيدين من تلك المساعدات، والتي خصصت للحالات الأكثر حاجة بين النازحين بعد دراسات تقييمية شملت معظمهم. وهذا في وقت يعيش معظم النازحين السوريين وعدد لا يستهان به من اللبنانيين تحت خط الفقر.
واشنطن ترفض المنطقة الآمنة..والنظام يجند المسيحيين في الحسكة
يتوجه المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، إلى نيويورك، الإثنين المقبل، كي يرفع تقريراً عن مهمته إلى المنظمة الدولية، بحسب ما أعلن مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق. وقال المتحدث إن دي ميستورا سيجري محادثات مع مسؤولين بينهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ومن ثم في مجلس الأمن. وأوضح أن المُوفد سيرفع توصياته حول الخطوات الواجب اتباعها مع أخذ محصلة مشاوراته في الاعتبار.
بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في بيان بمناسبة ذكرى مرور ثلاثة أعوام على صدور بيان جنيف: “سوريا على حافة التفكك وهو ما يخلق مخاطر جديدة فيما يعتبر بالفعل أشد مناطق العالم افتقاراً إلى الاستقرار”. وأضاف البيان: “بعد مرور ثلاثة أعوام على تعبير ذات الأطراف، وكل من لهم تأثير عليهم، عن تأييدهم لخطة لإنهاء تلك المعاناة، حان الوقت للخروج من هذا الجنون”.
من جهة أخرى، وبشأن المنطقة الآمنة في الشمال السوري، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي: “لن أتحدث نيابة عن وزارة الدفاع الأميركية، ولكن الوزارة سبق أن أوضحت أن الجانبين الأميركي والدولي، لا يريان ضرورة لمثل هذه المنطقة من وجهة نظرهما، وأن تنفيذ مثل هذه الخطة سيكون دونه صعوبات”. وأوضح كيربي في الموجز الصحفي اليومي: “التحالف الدولي لا يدعم الآن إقامة منطقة آمنة”. وأشار كيربي إلى أن تركيا “لها موقف واضح منذ فترة طويلة بشأن إقامة المنطقة الآمنة”، نافياً علمه بوجود خطة عسكرية تركية جاهزة في هذا الشأن. وأعرب المتحدث عن “تفهم بلاده للقلق الذي تعيشه تركيا على حدودها”، قائلًا إن أنقرة “تحملت تتحمل عبء اللاجئين، ولا أحد يغض طرفه عن الصعوبات التي تواجهها”.
أما في أنقرة، فقد أوضح المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، أن التعليق على التدابير التي اتخذتها تركيا من أجل حماية حدودها بعناوين مثل: “تركيا تدخل الحرب” أو “تركيا تلقي بنفسها في النار” غير صائب، لافتاً إلى أن المهمة الأساسية لأي بلد هي حماية حدوده واتخاذ الإجراءات اللازمة المتعلقة بذلك. وذكر قالن أن تركيا لن تقوم بأي عملية داخل الأراضي السورية بمفردها، وإنما بتنسيق مسبق مع المجتمع الدولي والتحالف، مؤكداً أن التدابير التي ستتخذها القوات التركية على الحدود تأتي لتأمين سلامة المواطنين الأتراك وأمن الحدود.
وأضاف قالن أن بلاده “أكدت سابقاً ضرورة إنشاء منطقة حظر طيران تشكل أرضية مناسبة من أجل أمن حدود تركيا، واستضافة اللاجئين هناك، إضافة إلى أنشطة تدريب وتجهيز الجيش السوري الحر والمعارضة المعتدلة”.
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال التركية أحمد داود أوغلو، قد قال أمام البرلمان الثلاثاء، إن بلاده لا يمكن لها أن “تتجاهل التطورات الأخيرة على حدودها”. وأكد أوغلو معارضة أنقرة لما قال إنها “تغييرات على التركيبة الديمغرافية في شمال سوريا”، كما لوح باتخاذ “التدابير المناسبة حيالها”.
ويرجح مراقبون أن يقتصر التدخل التركي على حماية الأقلية التركمانية في الشمال السوري، وتوجيه رسالة واضحة للأكراد تؤكد ضرورة عدم المساس بالمصالح التركية، وتحتوي ضمناً على تحذير من التفكير بإنشاء دولة كردية على حدود تركيا الجنوبية.
وكانت أنقرة قد سحبت قوات عسكرية حشدتها على الحدود من منطقة قرقميش الحدودية مقابل مدينة جرابلس السورية إلى قرية إل بيلي الحدودية غرباً، وهي تقع ضمن ولاية كيليس التركية، غير بعيد عن قرية الراعي السورية. ما يؤكد اقتصار الاهتمام التركي في التدخل ضمن الأراضي السورية على حماية تركمان المنطقة، التي تشهد صراعا متواصلا بين تنظيم “الدولة” و”وحدات حماية الشعب” الكردية.
ونقل موقع “الجزيرة نت” أن الاستنفار الأمني التركي، يبدو واضحاً في المناطق الحدودية مع سوريا، مع زيادة عدد عناصر الحراسة، ومضاعفة عدد نقاط الحراسة، حيث لا تبعد النقطة عن الأخرى أكثر من خمسين متراً، مزودة بأسلحة متوسطة. كما تتحرك دوريات الجيش التركي على الحدود بآليات ثقيلة مزودة بالرشاشات والمدفعية المتوسطة، كما تقوم دوريات راجلة بمراقبة الحدود وتمنع اقتراب المواطنين الأتراك من السياج الفاصل.
وفي تل أبيض، تمكن مقاتلو “وحدات حماية الشعب” الكردية، الأربعاء، من السيطرة على حي مشهور الفوقاني الذي دخله عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية”، الثلاثاء، في المدينة السورية الحدودية مع تركيا. وقال المتحدث باسم “وحدات حماية الشعب” ريدور خليل، لوكالة “رويترز”: “الوضع في تل أبيض انتهى وتحت السيطرة. كانوا يعدون لعملية كبيرة مثل كوباني”. وأضاف أن ثلاثة من مقاتلي التنظيم المتشدد قتلوا بينما فجر آخر نفسه بحزام ناسف كان يرتديه.
في المقابل، قتل عدد من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” وقوات النظام، ليل الثلاثاء–الأربعاء، باشتباكات في مناطق متفرقة في ريف الحسكة. وكانت معارك عنيفة اندلعت بين الطرفين عند أطراف أحياء النشوة الغربية وغويران والليلية، تزامناً مع قصف مدفعي لقوات النظام على أحياء النشوة والليلية والفيلات الحمر وأطراف حي غويران، من مقراتها في فوج جبل كوكب. وسقطت قذائف هاون على أحياء العزيزية والصالحية والمفتي، من مناطق سيطرة قوات النظام في المدينة. كما انفجرت سيارة مفخخة أرسلها تنظيم “الدولة”، قرب دوار الباسل في حي النشوة الشرقية، مساء الثلاثاء، وأشارت وكالة “سمارت” أن قوات النظام فجرت السيارة قبل وصولها إلى حاجز لها في المنطقة.
من جهة أخرى، نشر “جيش الإسلام”، مقطعاً مصوراً بعنوان “قصاص المظلومين من الخوارج المارقين” الأربعاء، تظهر فيه عملية إعدام لـ18 عنصراً من تنظيم “الدولة الإسلامية”، رداً على إعدام “داعش” مقاتلين من “جيش الإسلام” كان قد اعتقلهم في تل دكوة جنوبي غوطة دمشق الشرقية. واعتمد فيديو “جيش الإسلام” على تقنيات تصويرية ومؤثرات صوتية تشبه التي يستخدمها “داعش”.
وفي تطور لافت، أقنع بطريرك أنطاكية وسائر العالم للسريان الأرثوذكس أفرام الثاني كريم، في ختام زيارته لمدينة القامشلي في محافظة الحسكة، أكثر من مئة شاب مسيحي سرياني آشوري، ممن نزحوا من مدينة الحسكة، بالعودة إلى المدينة وحمل السلاح للدفاع عنها ضمن قوات الحماية السريانية “السوتورو” الموالية للنظام السوري. وأكّدت مصادر آشورية لوكالة “آكي” الإيطالية، أن ما قام به البطريرك كريم أثار حفيظة كثير من المسيحيين، وأن بعضهم اعتبره خطأ جسيماً وتوريطاً للشباب المسيحيين للالتحاق بالعسكرة لصالح النظام. وتابعت الوكالة: “كثيرون ممن رافقوا البطريرك يقولون إنه قام بشيء مريب، خاصة وأنه أحضر معه كاهناً معروفاً بعلاقاته الجيدة مع السلطات الأمنية السورية عندما زار معسكرات قوات الحماية السريانية، وهذه القوات ومعها قوات حماية الجزيرة تعمل مع النظام وبإمرة ميليشياته، وحمل الشباب المسيحي للسلاح سيعود وبالاً عليه”.
وكان ناشطون من مدينة تدمر، قد أكدوا أن طيران النظام شن هجوماً على المدينة، استهدف محيط كنيسة تيريزا الطفل يسوع، التي تعتبر الكنيسة الوحيدة في المدينة، وأشاروا إلى أن الغارة الجوية هذه أسفرت عن سقوط 7 قتلى من الأطفال. ويشار إلى أن الكنيسة المذكورة تضم عملاً بانورامياً كنسياً جدارياً للفنان الإيطالي الشهير فيلمو جبيبيلو، المتخصص برسم الإيقونات.
في السياق، وثّق “المعهد السوري للعدالة والمساءلة”، الأربعاء، مقتل 270 شخصاً في حلب بينهم 34 امرأة و 56 طفلاً و 13 عسكرياً، واستهداف المدينة بـ249 برميلاً متفجراً، وتعرضت للقصف بـ248 صاروخاً من الطيران الحربي إضافة لصواريخ أرض–أرض، خلال شهر حزيران/يونيو الفائت.
إلى ذلك، قال مدير مكتب الشؤون السياسية والعسكرية في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد: إن “كتب التاريخ ستذكر أن بشار الأسد هو الرجل الذي أضاع سوريا”، فالنظام لا يسيطر سوى على خُمس سوريا، و”بشار الأسد قد ينتهي به الأمر لأن يكون مسؤولاً عن بقايا دولة تهيمن عليها الأقلية العلوية”. جلعاد قال: “سوريا انتهت. سوريا تموت. وسيعلن موعد الجنازة في الوقت المناسب”. وأضاف أن الأسد “يحكم 20 في المئة فقط من سوريا. ومستقبله لو كان يمكنني التكهن به ينكمش طول الوقت. وربما سيصبح رئيساً لعلويستان”.
المعارضة الحلبية تُمهد لإدارة المدينة
خالد الخطيب
بخطوات ثابتة ومدروسة تتقدم المعارضة في مدينة حلب، حيث سيطرت مؤخراً على مواقع مهمة في قلب مناطق النظام غربي المدينة، وأضحت نيرانها الثقيلة والخفيفة تطال كل معاقل قوات النظام ومقاره الأمنية والعسكرية. وآخر تحركات المعارضة، كانت السيطرة على دوار الليرمون ومحيطه الصناعي الذي حولته قوات النظام والمليشيات المساندة لها إلى مقار عسكرية محصنة، تعتبر خط الدفاع الأول عن الأحياء الأهم في المدينة: الشهباء والجامعة وحلب الجديدة والحمدانية والجميلية، والتي تتواجد فيها المؤسسات الحكومية والمقار الأمنية التي يحميها الآلاف من جنود قوات النظام.
تقدّمُ المعارضة على المحور الغربي في حي الراشدين، جعلها على مشارف حلب الجديدة والبحوث العلمية، لتصبح بذلك أقرب إلى هدفها في الوصول إلى قلب المدينة ومربعها الأمني. وتفترض المعارضة تحرير المدينة بمجرد سقوط هذا القلب، الذي لطالما ظل يدير الأطراف ويجعلها شبه متماسكة.
القائد العسكري لـ”جيش المجاهدين” وأحد قادة غرفة “عزة حلب” يوسف زوعة، وفي حديث مطوّل لـ”المدن”، أكد أن المواقع التي سيطرت عليها المعارضة في المرحلتين الأولى والثانية من تحرير المدينة هي: دوار الليرمون والقسم الأكبر من الخالدية وحي الراشدين وأجزاء من الأشرفية. تابع زوعة: “تلك المواقع هامة جداً، بحيث أصبحت السيطرة على جمعية الزهراء ومحيط المخابرات الجوية مسألة وقت، وربما خلال المرحلة القادمة”. وإذا تم ذلك فسوف يفتح طريق إمداد آخر للمعارضة من الريف الشمالي الغربي، ما يعني التخلص من خطر حصار حلب نهائياً، بعد محاولات النظام مراراً قطع المنفذ الوحيد المتمثل بطريق الكاستلو، منذ بداية العام الحالي.
وأضاف يوسف زوعة بأن العمليات العسكرية لغرفة عمليات “فتح حلب” خُطط لها منذ البداية لتكون على مراحل، لأسباب متعددة، أهمها التقليل من الخسائر البشرية في مناطق سيطرة النظام بحلب. ويسكن تلك المناطق مليون ونصف سوري، على الأقل، غالبيتهم العظمى مدنيون. كما أكد زوعة أن التخطيط على مراحل يأتي بغرض التقليل من الهدر، والحدّ من الخسائر البشرية في صفوف مقاتلي المعارضة. زوعة أكد أن التجهيز لكل مرحلة يتم بشكل جيد ويأخذ بعين الاعتبار كل المخاطر المترتبة على البدء بها.
وأشار زوعة إلى أن النظام عزّز مؤخراً جبهاته في حلب الجديدة وجمعية الزهراء والمدينة القديمة، وجنّد المزيد من العناصر في صفوف المليشيات المتنوعة التي يوكل إليها مهمة الدفاع عن معاقله في المدينة. وأبرز تلك المليشيات: “لواء القدس” الفلسطيني و”كتائب البعث” ومليشيا “الدفاع الوطني” و”حزب الله” اللبناني و”حركة النجباء” العراقية الشيعية التي تنشط في جمعية الزهراء ومحيط حلب الجديدة. بالإضافة إلى “لواء الزينبيين” الذي يتمركز في المدينة الصناعية شمالي المدينة وفي جبهات باشكوي وحندرات.
أكثر من عشرة ألاف مقاتل حلبي من المدينة يقاتلون في صفوف قوات النظام، خصوصاً في مليشيا “الدفاع الوطني”، و”لواء القدس” الذي ضم عند تشكيله لاجئين فلسطينيين من مخيمات حندرات شمالي حلب والنيرب شرقها، ليوسع نشاطه لاحقاً ويضم أعداداً كبيرة من الشباب الحلبي بتشجيع من النظام.
يصل العدد التقريبي لقوات النظام والمليشيات المساندة له، في حلب إلى 30 ألفاً، يتوزعون على جبهات المدينة والريف، وتعتبر مليشيات “لواء القدس” و”حركة النجباء” و”حزب الله” الأكثر تسليحاً وعتاداً، كما يتمتع مقاتلو هذه المليشيات بالتدريب العالي.
ولعل الإشكال الأبرز الذي يواجه المعارضة، هو وجود الألاف من شباب حلب في صفوف قوات النظام والمليشيات الموالية له، وهو يعتبر تحدٍ كبير، باعتبار عائلاتهم تقطن في مناطق سيطرة النظام، وهو ما سيقلق الكثيرين في حال نجحت المعارضة بالسيطرة على كامل المدينة. ترى ما هو مصير هؤلاء وعائلاتهم؟
القائد العسكري زوعة، أكد بأن المعارضة تفتح ذراعيها لكل من يُسلّم سلاحه ويترك النظام، تحديداً الحلبيين المنضمين لمختلف التشكيلات العسكرية الموالية للنظام. كما أكد أن سلامة المدنيين والعائلات القاطنة في مناطق سيطرة النظام تم أخذها بعين الاعتبار ولا نية لدى المعارضة القيام بأي أعمال انتقامية. وإذا كان هناك من يُفكر بذلك “سوف يُمنع ويتم توقيفه”، وأضاف زوعة أنه لن يُظلم إنسان بجريرة غيره، حتى لو كان أحد أفراد الأسرة منتسبٌ لقوات النظام.
وأشار زوعة إلى أن الأبرياء الذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء من الأقليات الطائفية والقومية، الموجودة في المدينة، سيلقون معاملة حسنة، وسيحصلون على كامل حقوقهم، و”لهم ما لنا وعليهم ما علينا”. ودعا زوعة جميع السوريين الموجودين في مناطق سيطرة النظام بحلب، إلى الوثوق بالمعارضة، وعدم تصديق المخاوف التي يبثها النظام في صفوفهم: فالنظام “يزرع في قلوبهم الرعب من تقدم المعارضة، بحجة أن كتائب المعارضة سوف ترتكب المجازر في حال سيطرتها على باقي أحياء المدينة”.
من جانبها، أصدرت اللجنة الشرعية التابعة لغرفة عمليات حلب، بياناً قالت فيه، إنه يُحرّم التعرض للمدنيين الأبرياء الذين لم يحملوا السلاح مع النظام، من جميع الطوائف، و”دماؤهم وأموالهم حرام”. كما دعت اللجنة الشرعية، إلى صون الأملاك العامة والخاصة، وأكدت على ضرورة تفعيل دور الإدارة المحلية للحفاظ على مقدرات المدينة العامة والخاصة.
وأشار البيان إلى منع أي فصيل من إقامة مقرات عسكرية داخل المناطق المحررة حديثاً، إلا للضرورة القصوى، أي للوحدات العسكرية التي تتولى الحفاظ على الأمن العام. وأشار البيان إلى ضرورة بقاء كل العاملين في القطاع الحكومي الخدمي، على رأس عملهم في البلدية والصحة والتعليم والمرافق العامة، ويُستثنى من ذلك من عليهم أحكام قضائية.
في السياق، تسود جبهات حلب حالة من الترقب الحذر، حيث تشهد معظمها هدوءً نسبياً بانتظار بدء مرحلة عسكرية جديدة، ستكون المعارضة على الأرجح عرابها بلا منازع، ومن المتوقع بحسب بعض التسريبات، أن تكون على أربعة محاور، لم يُفصح عنها حتى الآن.
تل أبيض.. تجدد اتهام الكرد بتهجير للعرب
أحمد العربي-الرقة
بعد سيطرة قوات الحماية الكردية والجيش السوري الحر على مدينة تل أبيض ومحيطها بريف الرقة الشمالي إثر معارك ضارية مع تنظيم الدولة الإسلامية، وجهت اتهامات لقوات الحماية بتهجير غير الأكراد من المدينة.
وتعتبر تل أبيض الحدودية مع تركيا من المدن المتنوعة طائفيا وعرقيا، وحسب إحصائيات رسمية للنظام السوري عام 2010 يعيش في المدينة نحو 28 ألف نسمة بينهم قرابة 30% من الأكراد و5% من التركمان والأرمن وما تبقى من العرب.
ويؤكد أحمد الحاج صالح -ناشط بتل أبيض- أن وحدات الحماية الكردية تبسط سيطرتها على المدينة، وتنفرد بإدارتها، مشيرا إلى طلب الوحدات من عناصر الجيش السوري الحر مغادرتها باتجاه مدينة الرقة جنوبا لتحريرها من تنظيم الدولة أو باتجاه تركيا.
وأضاف للجزيرة نت “جاء هذا التطور بإدارة تل أبيض إثر قيام وحدات الحماية بإنزال علم الثورة السورية عن بوابة تل أبيض بعد يوم من تحريرها، وإبقاء رايتها عليها، إضافة لرفع راية كبيرة لها على سارية دوار السياسية وسط المدينة”.
تهجير قسري
وتابع “النازحون من تل أبيض وما حولها من العرب والتركمان والأرمن متخوفون من العودة إلى ديارهم بعد ما نشر في وسائل الإعلام عن قيام الوحدات الكردية بعمليات تهجير قسري لغير الأكراد”.
وبهذا الشأن أكد الحاج صالح أن “وحدات الحماية الكردية قامت قبل أسبوع باعتقال ثلاثة من التركمان قرروا العودة من تركيا إلى تل أبيض، وهم عمار جليل دادا وزياد يحيى دادا ومحمد برهان دادا”.
وتحدث أحمد المصطفى -من أهالي ريف تل أبيض- عن تجاوزات قال إنها ليست فردية من قبل وحدات الحماية الكردية، مؤكدا قيامه بتوثيق تلك التجاوزات بشهادات عدد من نشطاء المنطقة.
وعدد للجزيرة نت التجاوزات قائلا “تم تهجير أهالي قرية زحلة جنوبي تل أبيض، وتهجير قرية قره الشرف شمالي عين عيسى ونهب القرية بالكامل، وتهجير قرية العذية واعتقال ثلاثة رجال مسنين فيها، إضافة لقيام الوحدات الكردية بنهب سيارات ومبالغ ماليه كبيرة من قرية المهرة ومصادرة قطيع أغنام من قرية الواوية”.
إدارة مشتركة
وأوضح شرفان درويش الناطق الرسمي باسم “غرفة عمليات بركان الفرات” أنه لا نيّة لوحدات الحماية الكردية أو قوات بركان الفرات بإدارة شؤون مدينة تل أبيض وما حولها، مؤكدا أنهم أبرموا اتفاقا سابقا مع الأطراف التي شاركت بتحرير المدينة “على أن تدار من كل مكوناتها”.
وأضاف للجزيرة نت أن “أعدادا ممن نزحوا من تل أبيض عادوا إليها وليس لدينا أي مشكلة بعودة جميع من نزحوا باستثناء المتورطين بمساعدة تنظيم الدولة”.
ونفى درويش أن تكون بركان الفرات قد هجّرت أهالي من تل أبيض وأي من قرية أخرى بريف الرقة الشمالي، وأكد أن نزوح البعض من تلك المناطق كان بسب المعارك وإجبار تنظيم الدولة كثيرين على الخروج من القرى التي كان يسيطر عليها قبل بدء المعارك فيها، وأشار إلى أنه قام شخصيا باستقبال أهالٍ هجّرهم التنظيم.
البنتاغون يقر ببطء تدريب المعارضة السورية
ذكرت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أن جهود الولايات المتحدة فيما يتعلق بتجنيد وتدريب “المعارضة المعتدلة” في سوريا تسير ببطء، لكن هناك آمال في حدوث تغيير بعد نهاية شهر رمضان الحالي.
وعزا البنتاغون ذلك البطء إلى الشروط التي ترغب واشنطن في توافرها في المتطوعين، حيث تضع محاربة تنظيم الدولة الإسلامية على رأس الأولويات، بينما يرغب متطوعو المعارضة في وضع مقاتلة نظام الرئيس بشار الأسد في مقدمة الأولويات.
وكانت واشنطن قد حددت آلافا من مقاتلي المعارضة المحتملين لإمكانية تدريبهم من أجل قتال مسلحي تنظيم الدولة، لكن حتى الآن لم يتجاوز العدد مئة شخص.
وتقول تقديرات البنتاغون إن من بين ستة آلاف متطوع سوري لبرنامج التدريب، لم يتم إقرار غير مئة، بينما ينتظر أربعة آلاف آخرون إجراء عمليات تدقيق لهم، كما تم إدخال 1500 ضمن الخطوات الأولى لهذه العملية.
وقارن مسؤولون في البنتاغون بين الصورة في العراق والصورة في سوريا، وقالوا إن التدريب في العراق أكثر تفاؤلا.
وعن إمكانية تغيير واشنطن لشروطها، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي إن بلاده لن تخفف شروطها من أجل زيادة الأعداد.
وبرر ديمبسي -في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الدفاع آشتون كارتر بواشنطن- ضعف إقبال المتدربين إلى حلول شهر رمضان، مشيرا إلى أن هناك كثيرين يرغبون أن يكونوا مع عائلاتهم في هذا الشهر، مؤملا أن يُسجل إقبال على التدريب بعد رمضان.
من جهته قال كارتر إن بلاه دربت نحو 8500 فرد من قوات الأمن في العراق، وألفي فرد آخرين من قوات مكافحة الإرهاب هناك.
وكان كارتر قد ذكر الشهر الماضي أن جهود التدريب في العراق تباطأت بسبب نقص عدد المتدربين. وخططت الولايات المتحدة لتدريب 24 ألف عراقي في أربعة مواقع بحلول نهاية العام الجاري.
يشار إلى أن أميركا بعثت الشهر الماضي 450 موظفا في البنتاغون ليدربوا قوات العشائر السنية في قاعدة التقدم الجوية بمحافظة الأنبار غربي العراق.
“داعش” يعاني نقصا في الرجال في الرقة
بيروت – رويترز
نشر تنظيم “داعش” كاميرات مراقبة في مدينة الرقة، معقله في سوريا، لعدم وجود أعداد كافية من عناصره فيما يبدو للقيام بدوريات في الشوارع، حسب ما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الأربعاء.
ونقل المرصد عن نشطاء على الأرض قولهم إن التنظيم أرسل فيما يبدو أفرادا من قواته من الرقة للقتال في مناطق أخرى من سوريا، مما أدى إلى نقص عدد الأفراد المكلفين بأعمال الدورية في شوارع المدينة.
وتُعد الرقة عاصمة فعلية للتنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة من الأراضي تمتد بين سوريا والعراق. ويتعرض التنظيم لضغط في شمال سوريا بفعل هجمات وحدات حماية الشعب الكردية ومسلحين سوريين متحالفين معها إضافة إلى الغارات الجوية التي يشنها تحالف تقوده الولايات المتحدة.
وفرض التنظيم نمطا صارما للحياة في الرقة، يشمل ذلك القتل العلني للأشخاص المتهمين بانتهاك أي أحكام فضلا عن حظر السجائر وفرض لباس يغطي المرأة من الرأس حتى أخمص القدم.
وأوضح المرصد السوري أن الكاميرات نُشرت أيضا للمساعدة في حماية كبار شخصيات التنظيم بالمدينة الذين يخشون من وجود جواسيس ينقلون المعلومات لأعداء التنظيم.
وفي هذا السياق، قال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إن تنظيم “داعش” يخشى من قيام أشخاص في الرقة بنقل إحداثيات مواقع قادته وقواعده للقوات التي تقودها الولايات المتحدة لقصفها.
ويفرض المتطرفون نظاما صارما للسيطرة على الاتصالات بالمدنية. كما أنهم يديرون الخدمات العامة مثل المياه والكهرباء ودفع الرواتب وحركة المرور ويديرون كل شيء من المخابز وحتى المدارس.
وأكد المرصد إن “داعش” يوجه الخدمات مثل الكهرباء للمناطق التي يعيش فيها قادته في الرقة بينما تقطع عن المناطق الأخرى.
نتائج هزيلة لبرنامج أمريكي لتدريب المعارضة السورية.. والاهتمام بمقاتلة داعش محدود
قتال الثوار السوريين لداعش في ساحة المعركة هو جزء من الاستراتيجية لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، ولكنه قتال نادر الحدوث مقارنة مع ما يحدث في سوريا.
برنامج الولايات المتحدة لتدريب آلاف المقاتلين لمحاربة داعش في حالة يرثى له. كان هدف البرنامج الذي كلف 500 مليون دولار تدريب ما بين ثلاثة وخمسة آلاف من الثوار سنويا على مدى ثلاث سنوات. ولكن اليوم، تم تدريب ما يقل عن مئة مقاتل. علاوة على ذلك، يقول مسؤولون عسكريون لـ CNN إن مجموعة كبيرة من المجندين استقالت مؤخرا أو أزيلت لأسباب عديدة ككونهم دون السن القانوني أو لفقدانهم اللياقة البدنية المطلوبة للقتال.
مارك هرتلينج/ لواء متقاعد ومحلل عسكري: “بعضهم ليس لديهم القدرة على القتال، وبعضهم متنازعون من حيث الولاء السياسي. بعضهم لا يمكننا استيعابه والبعض الآخر لديه إعاقات جسدية. من الصعب جدا الذهاب إلى بلد تفتقد فيه الكثير من العناصر لفحص هؤلاء الأفراد.”
تقول وزارة الدفاع الأمريكية إنها تفضل التركيز على النوعية بدلا من الكمية. اعترف وزير الدفاع اشتون كارتر مؤخرا بصعوبة بناء قوة قتالية قوية في بلد يفتقر وجود قوة أمريكية عسكرية على أرضه.
اشتون كارتر/ وزير الدفاع الأمريكي: ” نحن نحاول توظيف وتحديد الأشخاص الذين يمكن الاعتماد عليهم في القتال وليس لديهم انحياز لجماعات مثل داعش، و من ناحية أخرى العمل على تحقيق أهدافنا التي تطمح لقتال داعش. لكن يبدو أنه من الصعب جدا تحديد هؤلاء الأشخاص الذين يطابقون هذه المعايير.”
أما في العراق، ورغم الشراكة مع الحكومة العراقية الموجودة، تواجه القيادة الأمريكية التأخير والعقبات في تدريب وتجهيز القوات العراقية. وقد وصلت القوات العراقية إلى طريق مسدود في بيجي، كما اضطرت للفرار من الرمادي بالرغم من أن القوات كانت تحظى بدعم أمريكي وفاق حجمها عدد مقاتلي داعش.
يقول مسؤولون عسكريون إن البنتاغون لم يفقد الأمل من برامج تدريب الثوار السوريين. مضيفين أنه لم يكن هناك أي نقص في عدد المتطوعين، حيث تطوع أكثر من ألف شخص جديد للاشتراك في الأيام العشر الماضية. ولكن المشكلة الرئيسية هي أن هؤلاء المتطوعين إما لا يصلحون للقتال أو لا يرغبون في خوض المعركة التي تريدها الولايات المتحدة: أي أنهم يريدون قتال الأسد وليس داعش. هذا ما توصلنا إليه اليوم: أقل من مائة متدرب في هذا البرنامج الذي كلف 500 مليون دولار.
تسليح السريان شمال سورية ومخاوف من نتائج سلبية على المسيحيين
روما (1 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أقنع بطريرك أنطاكية وسائر العالم للسريان الأرثوذكس أفرام الثاني كريم، في ختام زيارته لمدينة القامشلي شمال شرق سورية أكثر من مائة شاب مسيحي سرياني (آشوري) ممن نزحوا من مدينة الحسكة الأسبوع الماضي بالعودة إلى المدينة وحمل السلاح للدفاع عنها ضمن قوات الحماية السريانية (السوتورو) وقوات حماية الجزيرة (جي پي إف) ما أثار قلقاً لدى المسيحيين عموماً
وأكّدت مصادر آشورية من المدينة لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن ما قام به البطريرك كريم أثار حفيظة كثير من المسيحيين، وأن بعضهم اعتبره خطأ جسيماً وتوريطاً للشباب المسيحيين للالتحاق بالعسكرة لصالح النظام، خاصة وأن قوات الحماية السريانية (السوتورو) وقوات حماية الجزيرة تعتبر نظرياً منضوية تحت راية ميليشيات الدفاع الوطني والتي تقاتل إلى جانب قوات النظام
وقالت المصادر إن البطريرك السرياني أفرام كريم غادر القامشلي بعد أن أقنع أكثر من مائة شاب مسيحي ممن نزحوا من الحسكة هرباً من المعارك بالعودة إلى مدينتهم للدفاع عن أحيائهم وعدم تركها مستباحة”، وأضافت “لكن هذه الخطوة على ما تحمل ظاهرياً من حق، إلا أنها تحمل مخاطر كثيرة قد تؤثر على كل مسيحيي المنطقة على المدى الأبعد”، خاصة وأن “مسيحيي سورية التزموا الحياد بشكل عام منذ انطلاق الثورة، وهم مسالمون لا يمتلكون خبرات عسكرية وحربية” وفق قولها
وأضافت أن “بعض مسيحيي المنطقة رأوا أن ما سعى إليه البطريرك هو حق حتى لا يُذلّ المسيحي في سورية، وتحريضه كي لا يستسلم لمصيره مع تعاظم الخطر الوجودي الذي يهدد من بقي في سورية، ويأملون أن يقتنع قادة الأحزاب أن تُقنع أو تُلزم كوادرها بحمل السلاح كما فعل البطريرك”، وفق ذكرها
وتابعت “كثيرون ممن رافق البطريرك يقولون إنه قام بشيء مريب، خاصة وأنه أحضر معه كاهناً معروفاً بعلاقاته الجيدة مع السلطات الأمنية السورية عندما زار معسكرات قوات الحماية السريانية، وهذه القوات ومعها قوات حماية الجزيرة تعمل مع النظام وبإمرة ميليشياته، وحمل الشباب المسيحي للسلاح سيعود وبالاً عليه”، حسب رأيها
وأضافت أن “الكنيسة مع الأسف، كانت بموقف الحياد إلى أن جاء البطريرك كريم، وقد دفع ثمن الحياد والمواقف الصحيحة المطران يوحنا، وكذلك مطران الجزيرة والفرات متى روهم الذي يعيش في منفى بعيدا عن أبرشيته، كونه رفض عروض الدولة بالتسليح، وهرب خوفاً من بطش النظام وميليشياته، وحفاظاً على حيادية رعيته”، وفق قولها
وكان البطريرك أفرام الثاني كريم قد قام مطلع الأسبوع بزيارة مدينة القامشلي لتفقد أوضاع النازحين من مدينة الحسكة واللقاء بهم، ودعا النازحين إلى الدفاع عن أرضهم، كما دعا شباب الحسكة الذين غادروها لتجهيز أنفسهم والأنضمام إلى مكتب الحماية (السوتورو) وقوات حماية الجزيرة ليدافعوا عن مناطقهم
وفد للائتلاف الوطني برئاسة خوجة للقاء دي ميستورا بجنيف
روما (1 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
يتوجه وفد من الائتلاف الوطني السوري المعارض اليوم الأربعاء إلى جنيف، استجابة للدعوة المقدمة من المبعوث الدولي إلى سورية ستافان دي ميستورا
واشار المكتب الاعلامي للإئتلاف إلى أن اللقاء يأتي قبل أن يقدم دي ميستورا تقريره حول سورية إلى الأمين العام للأمم المتحدة يوم الاثنين المقبل.
ويرأس الوفد رئيس الائتلاف خالد خوجة، ويضم نائبي الرئيس هشام مروة ومصطفى أوسو وكلاً من أعضاء الهيئة السياسية أحمد رمضان، حسان الهاشمي، الأمين العام الأسبق بدر جاموس، والرئيس السابق هادي البحرة.
ويبحث اللقاء “آفاق الحل السياسي على ضوء التطورات الأخيرة وآليات تطبيق بيان جنيف، والجولة التي قام بها دي ميستورا مؤخراً للمنطقة”، حسبما أفاد مكتب الائتلاف وجدد الائتلاف “التأكيد على التمسك بالحل السياسي المستند إلى بيان جنيف للعبور إلى مرحلة انتقالية من خلال تشكيل هيئة حكم انتقالي متوافق عليها لا يكون فيها للأسد ولا رموز نظامه أو من تورط بجرائم بحق السوريين مكان فيها”، كما “يؤكد أن هيئة الحكم الانتقالية هي المؤهلة لقيادة السوريين لاستئصال شأفة الإرهاب الذي