أحداث الخميس 13 أذار 2014
الإبراهيمي: انتخابات الأسد تنسف مسار جنيف
لندن، نيويورك، بروكسيل – «الحياة»، أ ف ب –
قال المبعوث الدولي – العربي الأخضر الإبراهيمي خلال لقاءات في مجلس الأمن، أمس، ان اجراء انتخابات رئاسية في سورية سيقضي على مسار «جنيف 2»، في وقت اقترحت فرنسا مشروع بيان لـ «دعم مقاربة» الإبراهيمي والاجندة التي اقترحها في الجولة الماضية من مفاوضات جنيف. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الحل السياسي وحده «ينهي الكابوس السوري».
ودعا الأمين العام، في بيان، «دول المنطقة والمجتمع الدولي، لا سيما روسيا والولايات المتحدة بصفتهما الدولتين اللتين شجعتا مؤتمر جنيف حول سورية، إلى اتخاذ اجراءات واضحة لاعادة تحريك عملية جنيف». ووجّه نداء للنظام والمعارضة لـ «التحلي بالمسؤولية والرؤية والليونة لمواجهة هذا التحدي». وأكد أن «الحل السياسي وحده قادر على انهاء الكابوس الذي يعيشه السوريون».
ومن المقرر أن يقدم الابراهيمي صباح اليوم تقريراً حول حصيلة المفاوضات في جنيف. وسمع الإبراهيمي من الأمين العام وسفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن كلاماً واضحاً حول «ضرورة مواصلة مهمته، خصوصاً أن إيجاد بديل منه لن يكون أمراً سهلاً»، بحسب الديبلوماسي الغربي الذي نقل عن الإبراهيمي أن «إجراء الجولة الثالثة من المفاوضات في جنيف لن يكون ممكناً ما لم يتم الاتفاق على المسألتين الأساسيتين: مفاوضات متوازية حول نقطتي الإرهاب وتشكيل هيئة الحكم الانتقالية، ومعالجة مشكلة إجراء الانتخابات الرئاسية التي ستقضي على العملية الانتقالية في حال إجرائها».
وبحسب الديبلوماسي «أقترح أحد السفراء خلال المشاورات التي كان الإبراهيمي جزءاً منها أن تسعى روسيا الى إقناع النظام السوري بإرجاء الانتخابات، لكن موافقة روسيا على ذلك مستبعد لأنها تراهن على انتصار النظام ولن تقبل بفرض أي ضغوط عليه». في المقابل، نقل عن المبعوث الدولي – العربي قوله ان انتخاب الأسد لولاية جديدة «سيضع المعارضة أمام حقيقة أن النظام غير معني بالتفاوض على بند تشكيل هيئة الحكم الانتقالية، وهو أمر يعيه الإبراهيمي تماماً. وهو متشائم جداً حيال إمكان عقد جولة ثالثة من المفاوضات، وهو سيوضح أمام مجلس الأمن (اليوم) أن رفض النظام السوري للتفاوض على تشكيل الهيئة الانتقالية كان السبب وراء توقف المفاوضات». وقال الديبلوماسي نفسه إن «الإبراهيمي أعرب موارب’، عن عزمه على الاستقالة، إلا أنه سمع موقفاً شديد الوضوح من الأمين العام للأمم المتحدة والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن بضرورة مواصلته مهمته، والتمسك باستمرار مسار جنيف».
وأوضح أن الإبراهيمي طلب من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الضغط على دمشق «كي يقبل النظام السوري بالتفاوض على تشكيل الهيئة الانتقالية في موازاة مناقشة البند المتعلق بوقف العنف والإرهاب، وهو أمر رفضه النظام حتى الآن».
الى ذلك، أكد مشروع البيان الفرنسي على أن المجلس «يدعم بالكامل» الإبراهيمي ويقدر جهوده و»يدعم استئناف مفاوضات جنيف لتكون مبنية على الانخراط الكامل من كل الأطراف المعنية بتطبيق بيان جنيف١».
ويشدد المشروع على دعم مجلس الأمن اجندة الإبراهيمي للمفاوضات بنقاطها الأربع، وهي: العنف والإرهاب، هيئة الحكم الانتقالية، والمؤسسات الوطنية، والمصالحة الوطنية. كما «يعرب مجلس الأمن عن دعمه الكامل لمقاربة الإبراهيمي بالتعامل مع النقطتين الأوليين بشكل متواز ، مؤكداً على ضرورة الانخراط الكامل في تشكيل هيئة الحكم الانتقالية».
في بروكسيل، صادق القضاء الأوروبي أمس على العقوبات التي أقرها الاتحاد الأوروبي ضد بشرى شقيقة الرئيس الأسد، على اعتبار أنها مرتبطة جداً بالنظام كونها من أفراد الأسرة.
ثوّار حمص يتشبثون بالدفاع عمّا تبقى من “عاصمة الثورة“
بيروت – أ ف ب
وجد الناشطون والمقاتلون المعارضون في مدينة حمص، والذين كانوا في طليعة المحتجين ضد النظام السوري، انفسهم يدافعون عن احياء مهجورة ومدمرة وجائعة، الا انهم يتمسكون بها خشية ان يؤدي تخليهم عنها، الى خسارتهم كامل المعركة، بحسب تقرير أعدته وكالة “فرانس برس”.
واعتبرت حمص “عاصمة الثورة” ضد الرئيس بشار الاسد، وكانت منذ منتصف آذار (مارس) 2011، مسرحاً للتظاهرات السلمية والاعتصامات التي طبعت الاشهر الاولى من الاحتجاجات ضد النظام. إلا ان هذا الاخير تعامل مع الحراك بطريقة صارمة، فأوقف آلاف المحتجين، واطلق النار على التظاهرات. وبعد اشهر، تحولت الاحتجاجات السلمية الى نزاع دام، وقصفت القوات النظامية احياء معارضة لمدة اسابيع واحيانا اشهر من دون توقف.
وبقيت احياء في وسط المدينة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، الا انها تخضع منذ عشرين شهراً لحصار خانق. ويخشى هؤلاء ان يدفعهم الحصار، وتقدم النظام في مناطق اخرى، الى الخروج من مدينتهم.
ويقول ثائر، وهو ناشط معارض يبلغ من العمر 25 عاماً، ان “الخوف حاليا هو من ان يسيطر النظام على ما تبقى من احياء حمص المحاصرة”.
ويضيف هذا الشاب الذي عمل بائعا للمجوهرات في حي الخالدية الذي استعادته القوات النظامية بعد حملة عسكرية شرسة: “اذا حصل ذلك، ستنتهي الثورة، وسنطرد من بالنا فكرة ان يعود اهلنا وسكان هذه الاحياء”، قائلاً انه في حال حصول ذلك “سيتمكن النظام بسهولة من ان يسيطر على ما تبقى من سورية”.
وبات وسط حمص والاحياء المحيطة به، اشبه بمدينة اشباح مدمرة بشكل كامل، اذ يغطي الركام الشوارع، ويخفي خلفه منازل فارغة. الا ان المعارضين ما زالوا يتشبثون بهذا المكان الذي يحمل رمزية عالية، وهم مصممون على الا يسمحوا للنظام بان يحقق فيه مكسبا يستثمره اعلاميا.
ويقول الشيخ ابو الحارث ان “الثوار لا يدافعون عن حجارة بقدر ما يدافعون عن رمزية حمص كعاصمة للثورة”.
وحتى شهر خلا، بقيت هذه الاحياء من دون اي غذاء او دواء منذ حزيران (يونيو) 2012، ما دفع السكان الى الاقتتات من الاعشاب. وعلى مدى اسبوع في شباط (فبراير) الماضي، أشرفت الامم المتحدة على ادخال مساعدات غذائية وخروج نحو 1400 مدني محاصر.
الا ان قرابة 1500 شخص ما زالوا محاصرين، ويواجهون خيارين: اما البقاء والمعاناة، او مغادرة الاحياء التي دافعوا عنها في احلك الظروف.
ويقول ثائر ان ثمة “ما يقارب مئة جريح داخل احياء حمص، في حاجة ماسة للعناية الصحية”.
كما يواجه مقاتلو المعارضة خيارات صعبة، بعدما رأوا اللحمة التي جمعتهم في الايام الاولى للنزاع تتفتت، اذ اختارت بعض المجموعات تلقي أوامرها من اشخاص خارج المدينة، في حين استغلت مجموعات اخرى الفوضى لتحقيق مكاسب ذاتية.
ويبدو ضياء ابو جهاد الذي كان يعمل في مجال الكهرباء قبل ان يحمل سلاحا، ضائعا بين خيارين صعبين. ويقول الشاب البالغ من العمر 24 عاما: “اذا بقيت على الجبهة كون احمي تجار الثورات. واذا تركتها، اكون خائنا لرفاقي الذين استشهدوا ولم يسمحوا للجيش ان يدخل ويحتل حمص كلها”.
وأدى النزاع السوري الى مقتل اكثر من 140 الف شخص.
ويستعيد الناشطون ذكريات بداية الاحتجاجات ضد النظام، كفترة حراك عفوي سلمي قاده شبان بوحي من حركات “الربيع العربي”، ونزلوا الى الشوارع للمطالبة بانهاء النظام الذي يحكم سورية منذ اكثر من 40 عاما.
كما يستذكرون الحملة العنيفة التي شنتها القوات النظامية ضد حي بابا عمرو في شباط (فبراير) 2012، والتي ادت الى مقتل المئات، وساهمت الى درجة كبيرة في عسكرة النزاع.
ويبدي عدد من الناشطين تفهما للاسباب التي دفعت كثيرين الى حمل السلاح ضد النظام، والتحول الى مقاتلين يدافعون عن احيائهم ومنازلهم، الا انهم يسجلون ملاحظات على تصرفات بعض هؤلاء.
ويقول الناشط يزن (29 عاما) ان “ما اعرفه بأنه ثائر، يخرج من منزله ويقاتل ويضرب العدو ويعود نهاية الليل الى اهله ليرى امه، يتناول الطعام، ثم يهرب مجددا عبر سطح المنزل قبل بزوغ الفجر”، مضيفاً ان “ما حصل هو العكس”، ومشيراً الى ان عددا من الشبان حولوا الاحياء التي كانوا يقيمون فيها، الى ساحة حرب.
واستفاد اشخاص سيئو الصيت من هذا الوضع لتحقيق مكاسب ذاتية. ويقول يزن: “من يعرف بأنه ازعر، بات قائدا مدعوما من مجموعة مسلحة”.
وارغم القتال عشرات الآلاف من عائلات حمص على مغادرتها، وباتوا جزءا من ملايين السوريين الذين لجأوا الى الدول المجاورة، او باتوا نازحين في مناطق اخرى من سورية.
ويقول الناشط ابو فهمي، المتطوع في احد المستشفيات الميدانية، ان ثمة حديث عن التوصل الى “مصالحة” ما في حمص، على غرار تلك التي عقدت في الاسابيع الماضية بين النظام ومقاتلي المعارضة قرب دمشق، مشيرا الى ان “اي نتيجة ملموسة” لم تتحقق بعد.
ويبدي يزن خيبته من ان احدا لم ينجد أحياء حمص المحاصرة من المأساة التي تعيشها. ويقول: “كنا نعتقد ان الناس لن يتركونا لنموت هنا”.
الإبرهيمي: إعادة انتخاب الأسد تفجّر العملية السياسية في جنيف
العواصم – الوكالات
نيويورك – علي بردى
مع دخول الحرب الأهلية السورية سنتها الرابعة، حذر الممثل الخاص المشترك للمنظمة الدولية وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي من أن مضي السلطات في اجراءات اعادة انتخاب الرئيس بشار الأسد لولاية جديدة مدتها سبع سنوات “سيفجر العملية السياسية المتمثلة بمحادثات جنيف”.
وعشية الإحاطة التي يرتقب أن يقدمها الابرهيمي اليوم الى أعضاء مجلس الأمن في جلسة مغلقة، كشف ديبلوماسي غربي أن المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة السير مارك ليال غرانت استضاف أول من أمس الى غداء نظراءه الآخرين من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الأميركية سامانتا باور والفرنسي جيرار آرو والروسي فيتالي تشوركين والصيني ليو جيي مع الممثل الخاص المشترك الذي “جاء برسالة واضحة: مناقشات جنيف عطلها النظام”، موضحاً أنه خلال جولتي المحادثات اقترح “مناقشة الإرهاب والهيئة الحكومية الإنتقالية بصورة متوازية. هذه المقاربة رفضها النظام”. كذلك نقل عنه أن اجراء الإنتخابات الرئاسية في سوريا “سيفجر العملية السياسية المتمثلة بمحادثات جنيف” لأنه “لا يمكن البحث في عملية انتقالية من جهة واجراء انتخابات تجدد ولاية الأسد سبع سنوات إضافية من جهة أخرى”.
وأفاد الديبلوماسي الغربي أن “الجميع ينتظرون موقف روسيا من التحضيرات الجارية لاجراء الإنتخابات في سوريا”، وأن فرنسا قدمت مشروع بيان صحافي يعبر عن “الدعم التام لجهود” الابرهيمي انطلاقاً من بيان جنيف الأول في 30 حزيران 2012. كذلك يعبّر البيان عن “الدعم الكامل لجدول الأعمال الذي يتألف من أربع نقاط والذي قدمه الممثل الخاص المشترك لمعاودة المحادثات: العنف والإرهاب، الهيئة الحكومية الإنتقالية، المؤسسات الوطنية، المصالحة الوطنية والنقاش الوطني”. ويساند المشروع “مقاربة الابرهيمي في التعامل مع النقطتين الأوليين بصورة متوازية والتشديد على ضرورة الإنخراط الأصيل في انشاء هيئة حكومية انتقالية … لديها كامل الصلاحيات التنفيذية، وتشكل برضى الطرفين”. ورجح أن ترفض روسيا هذا البيان نظراً الى الإعتقاد السائد أن القوات الحكومية السورية تحرز تقدماً على الأرض والى تعمق الخلافات بين الغرب وروسيا على طريقة التعامل مع الأزمة السورية وعلى مواضيع أخرى أحدثها الوضع المتأزم في أوكرانيا.
وقال ديبلوماسي غربي آخر إن “الإبرهيمي لا يريد عقد جولة ثالثة من محادثات جنيف لأنه يريد من روسيا أن تضغط على الحكومة السورية كي تقدم تنازلات وكي تمتنع عن اجراء الانتخابات الرئاسية ويريد من الدول الغربية أن تضغط من أجل جعل المعارضة أكثر تمثيلاً”. وأضاف أن الابرهيمي “لم يقل بصورة صريحة إنه يريد الإستقالة لكنه يرى أنه لا يمكنه أن يفعل أي شيء. هو متشائم”، مشيراً الى أن أحداً لن يقبل الآن بالقيام بهذه المهمة.
الى ذلك، حض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون الحكومة السورية والمعارضة على التحلي بالمسؤولية والعمل على إنهاء المأساة التي ألحقت الضرر بملايين السوريين. وعبر في بيان في مناسبة دخول الأزمة السورية سنتها الرابعة، عن “الأسف العميق لفشل المجتمع الدولي والمنطقة والسوريين أنفسهم في وقف هذا الصراع المروع”.
واستعاض الابرهيمي عن مؤتمر صحافي ببيان مشترك مع بان والمديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “الأونيسكو” إيرينا بوكوفا يحض جميع أطراف النزاع على “الوقف الفوري لأعمال تدمير التراث السوري، وإنقاذ التنوع الاجتماعي الثري في سوريا من خلال حماية مواقع التراث العالمي فيها”. وتحدث عن استخدام أربعة مواقع نفيسة لأغراض عسكرية إن لم تكن قد تحوّلت ساحات معارك، وهذه المواقع هي تدمر، وقلعة الحصن، وكنيسة القديس سمعان في القرى العتيقة بشمال سوريا، وحلب، بما في ذلك قلعة حلب.
الاسد
على صعيد آخر، تفقد الرئيس السوري بشار الاسد أوضاع النازحين السوريين في مركز ايواء ببلدة عدرا في ريف دمشق، في زيارة نادرة له لخارج العاصمة.
وبث التلفزيون الرسمي ان الاسد “يجول في اماكن اقامة المهجرين في مركز الدوير ويستمع الى احتياجاتهم”. ونقل عنه ان “الدولة تواصل تأمين المستلزمات الأساسية للمهجرين إلى أن يعود الجميع إلى منازلهم في عدرا وغيرها”.
ولاحقاً، أوردت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان الاسد “جدد التأكيد ان الدولة مستمرة في مكافحة الارهاب والارهابيين (في اشارة الى مقاتلي المعارضة) الذين شردوا المواطنين من منازلهم ومارسوا جرائم بشعة بحقهم”.
وتقع عدرا شمال شرق دمشق وكانت مسرحاً لمعارك بين مسلحي المعارضة وقوات النظام التي اطلقت في كانون الاول هجوماً واسع النطاق لاخراج مقاتلي المعارضة منها.
في غضون ذلك، صادقت المحكمة الأوروبية على العقوبات التي أقرها الإتحاد الأوروبي في حق بشرى الاسد، شقيقة الرئيس بشار الأسد، لقربها من السلطة في سوريا.
من جهة أخرى، قررت سوريا اقفال سفارتيها في الكويت والسعودية لرفض هذين البلدين الموافقة على اعتماد ديبلوماسيين سوريين لديهما.
وأصدر الاسد قانونا فرض بموجبه تأشيرات دخول على الرعايا العرب والاجانب الراغبين في العبور الى سوريا. ونشرت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” في موقعها الالكتروني النص الكامل للقانون الذي أقره مجلس الشعب في الرابع من آذار. ويستثني القانون الذي لن يطبق قبل ثلاثة اشهر، رعايا الدول المجاورة او الدول التي وقعت اتفاقات سابقة مع سوريا في شأن حركة الدخول والخروج.
وفي طهران، استضافت إيران نسخة منافسة لمؤتمر “أصدقاء الشعب السوري” حيث اجتمع نواب من دول حليفة حول العالم للسعي الى حل ديبلوماسي للحرب في سوريا والتنديد بالتدخل الغربي المزعوم.
وفي المؤتمر الذي حضره مشرعون من روسيا والجزائر وسوريا والعراق ولبنان وكوبا وفنزويلا، تحدى رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني مسلحي المعارضة السورية أن يلقوا السلاح ويسعوا الى خلع الأسد عبر صناديق الاقتراع.
المسلحون يشعلون جبهة القنيطرة
الأسد يزور نازحين في عدرا…ومناشدة أممية لإنقاذ “جنيف”
فتح المسلحون الإسلاميون معركة جديدة في القنيطرة في محاولة منهم لتخفيف الضغط عن المقاتلين في يبرود، وسط معلومات عن صدّ الجيش السوري لهذا الهجوم، فيما كان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يستبق الإحاطة التي سيقدمها المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إلى مجلس الأمن اليوم، بدعوة موسكو وواشنطن إلى إعادة إحياء مسار المفاوضات في جنيف.
في هذا الوقت، أكد الرئيس السوري بشار الأسد، خلال تفقده مركزاً لإيواء النازحين في عدرا في ريف دمشق أمس، أن “الدولة مستمرة في محاربة الإرهاب والإرهابيين الذين شردوا المواطنين من منازلهم ومارسوا جرائم بشعة بحقهم”. (تفاصيل صفحة…)
وشهدت محافظة القنيطرة خلال اليومين الماضيين اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري من جهة، وفصائل مسلحة عدة، على رأسها “جبهة النصرة” و”جبهة ثوار سوريا” و”المجلس العسكري في القنيطرة”، من جهة ثانية.
وجاءت هذه الاشتباكات في إطار المعركة الجديدة التي أعلنت عنها “النصرة”، تحت اسم “لا نقيل ولا نستقيل”، مستهدفة، بحسب مصادر إعلامية مقربة منها، السيطرة على أهداف عدة، هي رسم الحلبي وتضم سرايا المشاة والهاون وخميسة وزبيدة ومجدولية، وكذلك تطهير قرية نبع الصخر، والتي تضم سرايا الدبابات، والإشارة، وقيادة كتيبة م/ط، ومقسم نبع الصخر، ومستشفى مجدولية، بالإضافة إلى قصف مواقع “قوات الأسد” في تل الحارّة وتل الشعار وتل مسحرة وتل الصقري لتخفيف القصف عن المجموعات المهاجمة.
وفي ساعة الصفر المفترضة لبدء المعركة، شنّت مجموعات من الفصائل المسلحة هجوماً متزامناً على مواقع الجيش السوري، مستخدمة أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة كافة، لتندلع اشتباكات عنيفة استمرت طوال ليل أمس الأول.
وكان الجيش السوري، بحسب مصادر معارضة، قد استقدم تعزيزات عسكرية إلى المنطقة قبل إطلاق المعركة الجديدة بيوم واحد فقط، حيث أشار مصدر إعلامي من “جبهة ثوار سوريا” إلى أن “المجموع التقريبي لما تم رصده خلال أيام من أرتال على طريق الكوم – جبا – مسحرة لأعداد الجيش تقريباً حوالي 2200 عنصر”. كما تحدّث عن “حشود من آليات وعتاد وجنود وألوية تابعة للحرس الثوري الإيراني وحزب الله”.
وما تزال الاشتباكات مستمرة، في ظل إصرار “جبهة النصرة”، التي تقود المعركة، على تخفيف الضغط عن جبهة يبرود التي يحقق فيها الجيش السوري تقدماً ملحوظاً، لا سيما بعد أن سيطر على مزارع ريما وأصبح على تماس مباشر مع المدينة التي تعتبر أحد أهم معاقل الفصائل الإسلامية المتشددة في ريف دمشق. وتحدثت مصادر إعلامية مقربة من السلطات السورية عن تصدي الجيش السوري لهذا الهجوم، وإيقاعه خسائر كبيرة في صفوف المهاجمين.
بان كي مون
ودعا بان كي مون، موسكو وواشنطن لإعادة تحريك مفاوضات جنيف بين السلطات السورية و”الائتلاف” المعارض. وسيلقي الإبراهيمي كلمة أمام مجلس الأمن اليوم وأخرى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة غدا.
وقال بان كي مون، في بيان، إنه “يدعو دول المنطقة والمجتمع الدولي، ولا سيما روسيا والولايات المتحدة بصفتهما الدولتين اللتين شجعتا مؤتمر جنيف حول سوريا، إلى اتخاذ إجراءات واضحة لإعادة تحريك عملية جنيف”.
ووجّه نداء للنظام والمعارضة “للتحلي بالمسؤولية والرؤية والليونة لمواجهة هذا التحدي”، وطلب منهما “التحرك منذ الآن لوضع حد للمأساة الجارية في سوريا”. وحذر من أن النزاع في سوريا “بات يشكل أكبر أزمة إنسانية وأمنية في العالم، مع أعمال عنف تبلغ مستويات لا يتصورها العقل”. وأكد أن “الحل السياسي وحده قادر على إنهاء الكابوس الذي يعيشه الشعب السوري”، مضيفاً “جيران سوريا يتحملون الآثار الإنسانية والأمنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية المتصاعدة لهذا الصراع والتي يصعب تحملها”.
إلى ذلك، استضافت طهران مؤتمراً لرؤساء لجان السياسة الخارجية في برلمانات الدول الصديقة لسوريا. وشارك في المؤتمر مشرّعون من إيران ولبنان وسوريا والعراق والجزائر وروسيا وكوبا وفنزويلا.
وتحدّى رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني المقاتلين في سوريا إلقاء السلاح والسعي لخلع الأسد عبر صناديق الاقتراع. وقال إن “الانتخابات هي أفضل سبيل لتحديد مصير بلد. أنتم لا تعتقدون أن الأسد يتمتع بقاعدة شعبية؟ حسناً. اتركوا الشعب يقرر ذلك”.
وأضاف “نرى أن الأحداث البشعة التي تقع أمام أنظار البشرية عبرت حدود سوريا، وتمّ ارتكاب أعمال إرهابية في العراق ولبنان، وفي بعض الأحيان يتم التعبير عن سوريا بأنها تحوّلت إلى مكان لتفريخ الإرهابيين ونقلهم إلى باقي البلدان”.
وحذر لاريجاني “الدول الداعمة للإرهابيين في سوريا بأنها لن تبقى في مأمن من خطر الإرهاب”، مضيفاً إن “خريطة الشرق الأوسط تتغيّر بالديموقراطية وليس من خلال دعم الإرهاب والإرهابيين”.
من جهة ثانية، نقلت وكالة “الأناضول” التركية عن وزير خارجية قطر خالد العطية قوله، خلال ندوة في معهد العلوم السياسية في باريس، أنه “اقترح على المسؤولين الإيرانيين إخراج نائب الرئيس السوري فاروق الشرع من سوريا، كي يجري التفاوض معه”.
وأكد العطية لنظيره الإيراني محمد جواد ظريف، أن “بإمكان بشار الأسد مغادرة للسلطة، وإيقاف الحرب ضد شعب، وإذا طلب منا نحن أصدقاء سوريا الضغط على الثوار والمعارضة السورية (للتوقف) فهؤلاء يمكن إيقافهم”.
(“السفير”، “سانا”، ا ف ب، رويترز)
خاطفون يشترطون الإفراج عن 94 “علوية” مقابل 2000 أسير لدى النظام السوري
علاء وليد- الأناضول: بثت فضائية عربية تسجيلاً مصوراً يظهر 94 طفلاً وسيدة من الطائفة العلوية اختطفوا في ريف اللاذقية غربي سوريا قبل نحو سبعة أشهر، قالت إن فصائل في المعارضة السورية أرسلته إليها.
وأشارت فضائية (الجزيرة) القطرية، بعد بثها للتسجيل المصور، الأربعاء، إلى أن مصادر في المعارضة، لم تسمّها، نقلت عن الخاطفين قولهم إن مطالب الإفراج عن الأسرى العلويين الـ94 تتمثل في إطلاق سراح 2000 أسير لدى النظام السوري، وأن يكون نصفهم من النساء والأطفال.
واشترط الخاطفون أيضاً، بحسب المصادر نفسها، ألا تقل مدة اعتقال من سيشملهم التبادل عن عام لكل الأسرى، وأن يكون سبب اعتقال من سيشملهم التبادل متصلا بالثورة (معتقلي رأي ودعم للثورة)، وأن يكون أغلبية المطلق سراحهم من المناطق الساحلية (تشمل محافظتي اللاذقية وطرطوس).
وطالب الخاطفون بوجود جهة ضامنة لتنفيذ اتفاق التبادل، لم تحددها، على أن يحدد مكان التبادل لاحقاً، بعد تقديم كشوف بالأسماء في أقرب فرصة.
وذكر مُختطفون في مقاطع الفيديو هذه أن تاريخ تسجيلها يعود إلى أواخر يناير/ كانون الثاني الماضي، أي بعد 5 أشهر من عملية شنها مقاتلو المعارضة على قرى علوية في ريف اللاذقية الشمالي، أغسطس/ آب الماضي، وتم خلالها اختطاف عدد من النساء والأطفال بغية مبادلتهم مع أسرى من المعارضة لدى النظام.
ولم يتسنّ التحقق من صحة التسجيل المصور من مصدر مستقل.
وكانت بثينة شعبان مستشارة رئيس النظام السوري بشار الأسد اتهمت، في تصريحات صحفية أطلقتها في أغسطس/ آب، قوات المعارضة، بخطف أطفال من ريف اللاذقية ونقلهم إلى ريف دمشق وحقنهم بالمواد الكيميائية لقتلهم، لاتهام النظام السوري بذلك، في إشارة إلى مجزرة الكيمياوي (أغسطس/ آب الماضي) التي تتهم المعارضة السورية قوات النظام بارتكابها وقالت إن نحو 1400 مدني قتلوا فيها.
في حين ينفي النظام ذلك ويقول إنها محاولة لجر التدخل العسكري الخارجي على بلاده.
ويأتي بث التسجيل بعد أقل من أسبوع واحد على إطلاق سراح “راهبات معلولا” الثلاثة عشر وثلاث مرافقات لهن، مقابل إطلاق سراح أكثر من 150 معتقلة وطفل في سجون النظام السوري بوساطة قطرية.
واحتجزت راهبات “دير مارتقلا” ببلدة معلولا الأثرية المسيحية بمنطقة القلمون جنوبي سوريا، مطلع ديسمبر/ كانون الأول، بعد سيطرة جبهة النصرة وفصائل إسلامية أخرى على البلدة من قوات النظام، قبل أن يطلق سراحهم الأحد.
الأردن: حدودنا الشمالية مع سوريا محمية من جانب واحد
عمان- الأناضول: قال وزير الدولية لشؤون الإعلام والناطق باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، إن “الحدود الشمالية الطويلة مع سوريا محمية من جانب واحد”، في إشارة إلى عدم قدرة جيش النظام السوري على ضبط الحدود.
وأشار المومني خلال حديث نقله التلفزيون الرسمي الأردني، مساء الأربعاء، إلى أن الأردن هو “من يعمل على ضبط الحدود، ومنع المتسللين من الدخول لسوريا، ومهربي السلاح والمخدرات من الدخول إلى الأردن”، لافتا إلى “العبئ الكبير” الذي يتحمله الأردن جراء هذا الأمر.
وجدد المومني تأكيده على الموقف الأردني الداعم للقضية السورية واللاجئين السوريين، حيث قال “التاريخ سيسجل الموقف الأردني القومي والإنساني تجاه أشقائنا السوريين”.
وأكد الناطق باسم الحكومة أن اللاجئين السوريين المتواجدين في الأردن، سيعودون الى بلادهم بعد توفر الأمن، نافيا ما تردد مؤخرا من أنباء حول توجه لتوطين اللاجئين السوريين.
كما نفى خلال حديثه ما نشر حول تدريب أو تسلل مسلحين من الأردن إلى سوريا، مشيرا في هذا السياق إلى أن حكومة بلاده “لن ترد على وسائل إعلام لا تراعي حساسية القضية، علاوة على نقلها الأخبار عن مصادر مجهولة” على حد تعبيره.
ويصل عدد السوريين في الأردن إلى أكثر من مليون و300 ألف، بينهم 600 ألف لاجئ مسجل لدى الأمم المتحدة، في حين دخل الباقي قبل بدء الأزمة السورية، بحكم علاقات عائلية، وأعمال التجارة.
ويوجد في الأردن أربعة مخيمات للسوريين، أكبرها مخيم الزعتري، والمخيم الإماراتي المعروف بـ(مريجيب الفهود)، ومخيم “الحديقة” في الرمثا، ومخيم (سايبر سيتي) الذي يؤوي عددا من فلسطينيي سوريا بالإضافة لسوريين.
وتعد الأردن من أكثر الدول المجاورة لسوريا استقبالا للاجئين اللاجئين منذ اندلاع الأزمة في عام 2011، وذلك لطول الحدود البرية بين البلدين، والتي تصل إلى 375 كلم.
مجزرة لـ’داعش’ في ريف حلب
تخلف 22 قتيلا… والقضاء الأوروبي يصادق على العقوبات ضد بشرى الأسد
عواصم ـ وكالات ـ حلب ‘القدس العربي’ ـ من وائل عادل: قال ناشطون سوريون معارضون إن تنظيم ‘داعش’ ارتكب ‘مجزرة’ مروعة في بلدة ‘شيوخ فوقاني’ بريف جرابلس التابعة لحلب.
وأكدت مصادر ميدانية أن أكثر من ثلاثين مدنياً وعشرة مقاتلين من الثوار أعدموا ميدانياً بعد سيطرة ‘داعش’ على البلدة.
ولفت الناشطون إلى أن عناصر ‘داعش’ قاموا بقطع رؤوس عدد من الضحايا وجمعوها بالقرب من مبنى البلدية.
ودارت صباح امس اشتباكات بين مسلحي المعارضة السورية و ‘داعش’، انتهت بسيطرة الأخيرة على جسر جرابلس (الشيوخ).
ونقل المرصد السوري لحقوق الانسان عن سكان في قرية شيوخ التي تقع على مسافة 100 كيلومتر شمال شرقي حلب قولهم إن متشددين من الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) قتلوا 12 مقاتلا من جماعات منافسة وعشرة على الاقل من رجال القبائل المحليين أحدهم عمره 16 عاما.
وقال المرصد إن الرجال أعدموا رميا بالرصاص وبالسكاكين. وأضاف أن تسعة آخرين على الأقل من سكان القرية مفقودون ويشتبه أنهم قتلوا.
ووزع ناشطون إعلاميون قائمة على الإنترنت قالوا إنها لأسماء الضحايا. وتضمنت أسماء 20 شخصا قتلوا وتسعة في عداد المفقودين، وقالوا إن جثث أربعة أشخاص ألقيت في نهر الفرات.
وقال ناشط من المعارضة يدير صفحة ‘فيسبوك’ على الإنترنت تخص منطقة جرابلس بما في ذلك قرية شيوخ ‘أهالي الشيوخ طعنوا المجاهدين من الخلف. وبعد ذلك قامت داعش باقتحام المنطقة بعد استشهاد الشباب على يد أهالي الشيوخ.’
وأضاف الناشط أن الدولة الاسلامية في العراق والشام المنشقة على القاعدة شاركت في الهجوم لكن الرجال المحليين هم الذين قادوا الهجوم.
ونشرت صفحة جرابلس على ‘فيسبوك’ صورة لما قالت انه جثث خمسة رجال على ممر طيني يمتد عبر حقل فيما تفقد بعض المارة مكان الحادث.
وقاتلت الدولة الاسلامية في العراق والشام جماعات أخرى في المنطقة في الأسابيع القليلة الماضية. وقتلت سيارة ملغومة، فجرتها الدولة الاسلامية في جرابلس في كانون الثاني/ يناير الماضي، قتلت 26 شخصا على الاقل.
وقتل أكثر من 3300 شخص في القتال بين الدولة الاسلامية في العراق والشام ومعظم مقاتليها أجانب ومسلحون آخرون بينهم جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
ووفقا للمرصد السوري قتل أكثر من 140 ألف شخص في الصراع السوري المستمر منذ ثلاث سنوات.
جاء ذلك فيما صادق القضاء الأوروبي الأربعاء على العقوبات التي أقرها الاتحاد الأوروبي ضد شقيقة الرئيس السوري بشار الأسد، على اعتبار أنها مرتبطة جدا بالنظام لمجرد كونها من أفراد الاسرة.
وبشرى الأسد هي كذلك أرملة نائب رئيس الأركان السابق آصف شوكت.
وأدرجت بشرى الأسد على لائحة العقوبات التي تبناها الاتحاد الأوروبي ضد سوريا والمتمثلة بمنع التأشيرات وتجميد الأرصدة.
وتم تجميد أموال بشرى الأسد داخل الاتحاد الأوروبي، ومنعت من الدخول أو العبور عبر أراضي الدول الأعضاء في الاتحاد.
وتطالب بشرى الأسد بإلغاء القرار الأوروبي.
وصرحت المحكمة الأوروبية الخميس أن ‘حقيقة أن السيدة الأسد هي شقيقة الرئيس السوري كافية بحد ذاتها’ لكي يكون الاتحاد الأوروبي ‘قادرا على اعتبارها مرتبطة بالمسؤولين في سوريا’.
وأوضحت أن ‘مجرد خضوع سوريا لحكم العائلة (…) أمر يستطيع المجلس الأوروبي أخذه بالاعتبار’.
وأشارت المحكمة إلى أن ‘أهداف المجلس قد تفشل إذا لم تشمل الخطوات المقيدة سوى مسؤولي النظام السوري ذلك لأن المسؤولين المعنيين سيكونون قادرين على الالتفاف على تلك القيود عبر أقربائهم’.
ولفتت المحكمة إلى المقتطفات المأخوذة من مواقع إلكترونية، والتي تبين الدور السياسي لبشرى الأسد، ‘الأمر الذي يؤكد ارتباطها بالنظام السوري’.
تشكيل مجلس أعلى للإدارة المحلية للمناطق المحررة في سوريا
محمد خالد
إدلب ـ ‘القدس العربي’ أعلنت، أمس أول مجالس الإدارة المحلية للمناطق المحررة في المحافظات السورية المختلفة، تشكيل مجلس أعلى للإدارة المحلية، وذلك خلال اجتماعها بمدينة اسطنبول التركية، وذلك عقب مرور 3 سنوات على بدء الثورة السورية.
ويضم مجالس الإدارة المحلية للمناطق المحررة في 11 محافظة هي: (الحسكة، وحلب، وحمص، ودير الزور، ودمشق، ودرعا، والرقة، وريف دمشق، وطرطوس، والقنيطرة، واللاذقية).
وثمّن المجلس، في بيانه، تضحيات وآلام الملايين من شعب سوريا الذي عانى ما عاناه من تعذيب واعتقال وقتل وشتات على مدى 3 أعوام، في (ملحمة تاريخية) قل مثيلها في التاريخ المعاصر.
المجالس المحلية
وقد بدأت تجربة المجالس المحلية السورية منذ قرابة عامين، مع اتساع رقعة الأراضي المحررة، وتخلي النظام عن تقديم الخدمات لها، كنوع من الانعقاد الجماعي للسكان المحليين، وعملت المجالس كبديل عن مؤسسات الدولة في تأمين الخدمات، وحماية الأمن والاستقرار، وتعزيز الإدارة المحلية، وتكريس قيم الشفافية والتشاركية الشعبية، وقد قطعت أشواطًا كبيرة في دورها المؤسسي على مستوى المحافظات والمدن والمناطق والنواحي والبلدات، بحسب ما أكده بيان المجلس أمس.
وتابع المجلس في بيانه: وبعد دراسة معمقة ومشاورات مع المجالس العاملة على الأرض ظهرت الحاجة الملحة لتعزيز وتوحيد عمل تلك المجالس الخدمي، والسعي لتأمين الدعم لها، لذا فإننا نعلن تشكيل المجلس الأعلى للإدارة المحلية، وهو هيئة مستقلة، تضم مجالس المحافظات، ويتولى التنسيق بين المجالس المحلية والإشراف والرقابة على أعمالها، ودعمها بالإمكانات اللازمة.
أهمية المجلس
وتكمن أهمية المجلس المؤسس، في عددٍ من المحاور، رصدها بيان المجلس، وأبرزها ترسيخ الإنتقال من المركزية والديكتاتورية إلى اللامركزية والحرية؛ وتحصين مطالب الثورة السورية في إسقاط النظام واستعادة الدولة؛ إضافة إلى دعم وتمكين الحاضنة الشعبية من خلال تقديم الخدمات العامة المدنية على المستوى المحلي في المحافظات.
كما ذكر البيان أن أهمية المجلس تكمن في توطيد العلاقة بين الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية والحكومة المؤقتة من جهة؛ والداخل السوري من جهة أخرى، فضلاً عن وضع حجر الأساس للقيادة المدنية بدلاً عن العسكرية والأمنية، وزيادة إمكانيات الدعم المالي لمشاريع المجالس المحلية في الداخل.
توزيع عادل
وأوضح رئيس مجلس الإدارة المحلية لمحافظة القنيطرة محمد الزامل، في كلمته بالإجتماع، أن المجلس المشكل سيكمل عمل الحكومة المؤقتة المشكلة من قبل المعارضة.
وأضاف أن المجلس سيعمل على توزيع عادل للمساعدات والدعم على الإدارات المحلية في جميع المحافظات.
الجسد المحلي
وفي السياق، لفت عضو الائتلاف السوري كمال اللبواني، إلى أهمية تأسيس المجلس مثل هذا المجلس، موضحًا أنه يعد استكمالاً لبناء الجسد المحلي بسوريا، بحيث يصل إلى كيان كامل أشبه بالوزارة الخاصة بالإدارة محلية، وهو ضرورة لإيجاد سياسات دعم متوازنة وفعالة للمناطق الأكثر تضررًا والأخطر سياسيًا.
وفيما يتعلق بالتواصل مع الحكومة المؤقتة في سوريا بشأن هذا المجلس، كشف أن ذلك يخضع لظروف ومجاذبات سياسية ليست في صالح الثورة السورية ولا صالح العمل، ورئيس الحكومة لم يحسن تلبية الدعوة، موضحًا أن البعض حاولوا إلغاء الإجتماع، والبعض الآخر حاول إلغاء هذا العمل المؤسسي المهم.
وفي الوقت الذي أشار ‘اللبواني’ فيه إلى أن المجلس ليس حزبيًا ولا يعمل لصالح أي أيديولوجية سياسية، كشف أن رئيس الحكومة كان من المفترض أن يكون حاضرًا، إلا أن أطرافًا بعينها تدخلت لمنع ذلك، عبر اتصالاتهم بالمخابرات التركية، راصدًا التحديات التي تواجه المجلس، وأبرزها الحصول على الدعم، وتنظيم العمل، والتواصل الحقيقي مع الداخل، وتمثيله بشكل حقيقي، فضلاً عن الشفافية في العمل والمحاسبة.
الكتائب الإسلامية
وردًا على سؤال حول ما إذا كان رفض الكتائب الإسلامية لفكرة الديمقراطية والمدنية سوف يُعد من ضمن التحديات التي تواجه عمل المجلس، أوضح أنه لا توجد دولة الآن، والوضع مليء بالفوضى، وعليه فإنه لا يمكن الإنتظار أكثر من ذلك، وعندما تقوم الدولة الإسلامية سوف يعمل الجميع من خلالها، إذ لا يجب أن ننتظر انهيار كل الجبهات وتسليم الدولة للنظام ونحن ننتظر الدولة الإسلامية!، موضحًا أن كثيرا من الشباب المؤيدين للدولة الإسلامية يتخلون عن الجماعات الآن، ويقومون بعمل مصالحات.
وتطرق ‘اللبواني’ للحديث حول ‘الدعم والتمويل’، مؤكدًا أنه يأتي من قبل الدول أو المتبرعين، مشيرًا إلى أن الشعب السوري في حالة فشل إقتصادي ودمار بنية تحتية، والشعب يتسول، والوعود بالتمويل يُخلف بها عادة، بينما هناك مصادر دعم بسيطة تتم الآن محاولة إدارتها، خاصة أن كل التمويل الذي يأتي من قبل الأمم المتحدة من الصليب الأحمر مثلاً يذهب إلى النظام.
وحول آلية انتخاب هذه المجالس، وما إذا كانت سوف تتعرض لمحسوبيات ومال سياسي، وما إلى ذلك، قال: أكيد ذلك سوف يحدث بشكل أو بآخر، إلا أن هذا الأمر بحاجة إلى نضال على أرض الواقع، من قبل الموجودين على الأرض، المنوط بهم النضال لبناء مؤسسات وفضح المتسلطين والذين يشترون الولاءات.
ورفض الحديث حول تأخر تأسيس هذا المجلس لمدة 3 سنوات، مكتفيًا بالتأكيد على أن الوضع سيء لدرجة كبيرة جدًا، ولا يجب الحديث عن السلبيات، إذ يجب أولاً العمل؛ لإعطاء روح ايجابية، لتجاوز العقبات الحالية، التي سببها أن النظام السوري دمر سوريا.
فشل الوساطة
وكان قد عُقد على هامش الإجتماع، إجتماع عسكري آخر، على خلفية الخلافات التي وقعت مؤخرًا بين المجالس العسكرية وبين الائتلاف، كشف ‘اللبواني’ أنه كان سيئًا للغاية، إذ أنه بعد الإتفاق على إزالة التوتر بين الطرفين، بدوا أنهم مخادعين، ولا يلتزمون بما يتم الإتفاق عليه، وقد استعانوا بشبيحة لضرب قادة الجبهات، وهذا أسلوب وصفه بـ’السخيف والمعيب جدًا’، لا يتناسب مع تضحيات الشعب السوري وعظمته.
وفي غضون ذلك، لفت إلى أن نصف سبب فشل الثورة السورية هو فشل السياسيين؛ لأن خلافاتهم أدت لخلافات عسكرية وإدارية وسياسية، محملاً الحكومة والائتلاف مسؤولية ذلك المشهد المضطرب.
جنيف ’2′
وحول مدى إمكانية المشاركة في الجولة المقبلة من مفاوضات جنيف ’2′، عقب عودة المنسحبين إلى الائتلاف، قال: أرفض فكرة التفاوض مع النظام.. المجرم مكانه المحاكمة، ونعود للائتلاف لمحاسبته على الضمانات الكاذبة التي قدمها، والوعود الكاذبة التي جرتنا إلى موقع غير صحيح.
وأوضح أن ‘جنيف 2′ انتهى بعد الخلاف الروسي الأمريكي، قائلاً: لا يمكن المراهنة على جنيف بعد ما حدث في أوكرانيا.
كريستيانو رونالدو: ادعموا أطفال سوريا
لندن ‘القدس العربي’: طالب المهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، نجم ريال مدريد الإسباني، المجتمع الدولي بالوقوف إلى جوارأطفال سوريا ومساعدتهم من أجل حياة أفضل.
ونشر رونالدو صورة لأحد أطفال سوريا، مرتدياً قميص رونالدو الشهير رقم 7 مع الريال، عبر صفحته الشخصية علي موقع التواصل الإجتماعي ‘فيسبوك’، وطالب المجتمع الدولي بالوقوف خلف أطفال لاجئي سوريا.
وقال رونالدو علي صفحته: ‘أحمد، 16 عاما، لاجئ سوري، يحلم بأن يكون لاعب كرة قدم ‘.
وأضاف كريستيانو مستعيناً بإسم منظمة امريكية دولية لمساعدة وحماية الأطفال، قائلاً: ‘حافظوا على الأطفال، أنا أقف الى جانبهم والى جانب سوريا، والتي يستحق أطفالها غدا أفضل’.
وأرفق رونالدو رابطاً للمنظمة الأمريكية والتي تحمل اسم”حافظوا علي الأطفال ‘ تسعى لحماية أطفال سوريا ودعمهم من خلال حملة تلقي تبرعات مستهدفة قرابة 50 الف دولار تم جمع حوالي 38 الفا منها حتى الأن.
وكان قائد الريال سيرجيو راموس، خطوة الخطوة ذاتها’قبل أيام وطالب ايضا بدعم أكثر من 5 ملايين طفل سوري يتعرضون للجوع والتشريد بسبب ما تعانيه سوريا من الحرب الدائرة هناك.
يذكر أن كريستيانو رونالدو، الذي يعد أثرى لاعب في العالم وفقاً لاحدث التقارير المتخصصة، تضم صفحته علي فيسبوك أكثر من 75 مليون مشترك يتابعون وبشكل لحظي كل ما يخاطبهم به النجم البرتغالي الكبير.
ضباط من 14دولة يعملون في غرفة العمليات المشتركة في الأردن… وعمان تنفي وجودها
إبراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ يصل عدد اللاجئين السوريين في الأردن إلى 1.2 مليون نسمة، وتعيش نسبة 80′ خارج مخيم الزعتري، وبحسب تقارير حقوقية فهناك أكثر من 180.000 مفقود في الحرب الأهلية التي تدخل عامها الرابع بعد أيام.
وفي الوقت الذي يشكو فيه الأردن من الضغوط التي يضعها السوريون على اقتصاد البلاد ومصادره، يقول مسؤولون في مخيم الزعتري الذي يعتبر رابع أكبر مدينة في الأردن أن سكانه مثابرون وحولوا إقامتهم المؤقتة إلى نشاط وأقاموا محلات.
ونقلت صحيفة ‘الغارديان’ عن مدير المخيم التابع للأمم المتحدة كلاين شميت أن العقلية التجارية لدى سكان المخيم تقدم صورة جيدة عن المستقبل.
وبعد فترة امتدت بين 2012- 2013 كان يخشى موظفوا الإغاثة وممثلو المنظمات غير الحكومية الدخول لبعض أجزاء المخيم بسبب التظاهرات المستمرة وأعمال الإحتجاج على الظروف اللاإنسانية فقد تحسن الوضع حيث بدأ سكانه يعتمدون على أنفسهم.
شارع الأليزيه
وقال كلاين شميت ‘كل السكان هنا مروا بأشياء رهيبة من القتل والتعذيب والتجسس والخيانة، مما جعلهم يفقدون الثقة بأي أحد، فهؤلاء ضد الحكومة ولم يعودوا يثقون بالسلطة’.
ومن هنا بدلا من اعتماد السكان على المواد التي توزع عليهم، بدأت إدارة المخيم بتوزيع كوبونات على السكان وشجعتهم على شراء احتياجاتهم، وتم توسيع الخدمات هذه حيث يمكن لهم الحصول على المال من خلال آلات الصرف المالي وتسجيل اللاجئين والإعتماد على التكنولوجيا الحديثة في التعرف عليهم.
ويقول المسؤول ‘لدينا الآن 2500 محلا تجاريا في المخيم وهناك أيضا متاجر كبيرة ‘سوبرماركت’.
وكلفة فتح محل في الشارع الرئيسي الذي يطلق عليه شارع الأليزيه تبلغ 5.000 دولار أمريكي. وأشار المسؤول أنهم حسنوا إمدادات المياه وعبدوا الطرق ‘ووظفنا مسؤولين لحماية الطرق و’وزراء كهرباء’، وفي الماضي كانوا يسرقون الكهرباء ولكنهم أصبحوا مسؤولين عنها’ كما يقول المسؤول.
ومن الأمور الأخرى التي حدث فيها تطور وتحسن هو النظام التعليمي حيث تم توسيع المدارسة وتوظيف مدرسين سوريين وأردنيين، وتوفير فرص عمل للسكان، ودعم القطاع الخاص.
وأشار إلى أن شركات كبرى مثل ‘غوغل’ ومعهد ماساسوشيتس للتكنولوجيا مهتمة بالقيام بمشاريع في المخيم.
ونظمت اللجنة الدولية لكرة القدم ‘يويفا’ مباراة في المخيم جذبت أكثر من 500 طفلا. وقال كلاين شميدت أن عمالة الأطفال واستغلالهم والعنف الجنسي والتظاهرات قد تراجعت بشكل كبير.
قصص المفقودين
وهذه التطورات في داخل المخيم لا يمكن أن تخفي معاناة السوريين، فمن الشهادات التي نقلها الكاتب سيمون تسيدال أظهرت حس العزلة والتشرد وكيف تغيرت الحياة بالنسبة لمعظم السكان، فقبل عامين أو أكثر كان معظم سكان المخيم لديهم حياة وأعمال، وبيوتا وعائلات والآن تحولوا لأرقام في احصائيات الأمم المتحدة عن اللاجئين، وأصبحت حياتهم ظلا لما كانت عليه قبل وصولهم للزعتري.
ولكن على خلاف الذين ماتوا في الحرب الأهلية وعددهم 140.000 تقريبا فمن يعيشون في المخيم لا يزالون أحياء.
وينقل الكاتب هنا قصة ملك وأمجد وابنتهما لوسي ذات العامين والنصف وشقيقتها شيرين بنت العشرين يوما، والذين يعيشون مع 110.000 لاجئا في المخيم ومعظمهم من درعا وجنوب دمشق.
وصل الزوجان من درعا مهد الثورة السورية التي انطلقت منها في 15 آذار / مارس 2011 بعد اعتقال وتعذيب 15 صبيا كتبوا شعارات معادية للنظام على الجدران. ومنها تطورت لحرب أدت بملايين السوريين للهرب لدول الجوار في تركيا والأردن ولبنان والعراق.
ويقول أمجد ‘في البداية كانت الهجمات عشوائية ويمكن تحملها’ و’بعد ذلك بدأ القصف المدفعي’ من قبل قوات النظام ‘ ودمرت البيوت، وبدأ ضباط الجيش بالدخول للقرية وكنا خائفين على النساء ولهذا قررنا المغادرة، مع أن الرجال بقيوا في الخلف، وقضينا أربعة أيام في الطريق حتى وصلنا الحدود، وكنا نمشي في الليل ولو شاهدنا الجيش لقتلنا’.
وتعلق ملك زوجة أمجد ‘نريد العودة لسوريا ولكن الأمر صعب، فلم يتبق أي شيء، لا أحياء ولا عائلات ولا شيء، وكل يوم نتلقى أخبارا عن أناس ماتوا أو اختطفوا، شقيقي وعمي وابنه كلهم اختفوا ولم نسمع منهم أي خبر، فيما قتل عم آخر وابنه’.
وتضيف ‘كل الناس في درعا ضد النظام، وكان بإمكان الأمريكيين مساعدة بلدنا منذ البداية بسبب النظام الدموي.
وكل واحد يسير حسب إرادة أمريكا، ولا شيء يحدث بدون الأمريكيين. ونأمل من الله أن نعود، ولا نريد أن نظل في نفس المكان مثل الفلسطينيين’.
تحديات أردنية
ويقول الكاتب إن الأردن يئن من الضغوط في وقت وصلت فيه محادثات جنيف لحالة من الجمود، فيما انحرف التركيز العسكري في سوريا نحو الجنوب. وتقدر الحكومة الأردنية عدد اللاجئين السوريين بحوالي 1.2 مليون لاجيء.
ومنذ بداية العام يحضر للأردن يوميا أكثر من ألف لاجيء حسب كارلوي ألفونسو، من مكتب الإتحاد الأوروبي للشؤون الإنسانية. ويشير إلى أن نسبة 80′ من السوريين يعيشون في داخل المدن الأردنية وليس المخيمات مما يعني زيادة في الضغوط على السكان، مع ان الحكومة الأردنية تقوم بإنشاء مخيم جديد في منطقة الأزرق يستوعب 100.000 لاجيء. ونقلت عن البريغاديبر وضاح الحمود مسؤول أمن المخيمات قوله ‘التوتر يزداد بين الأردنيين والسوريين’، مؤكدا أن الوضع ليس سيئا جدا ‘لكننا نخشى أن يحدث بسبب الضغط على الخدمات’.
ويقول التقرير إن الأسعار ارتفعت بشكل كبير وزاد التنافس على الوظائف. وقال الحمود ‘نتطلع لمساعدة من المجتمع الدولي، ونحتاج لدعم طويل الأمد، ونحتاج لخمسة أعوام لإعادتهم لبلادهم حتى بعد نهاية الحرب’.
وبحسب اويفوي ماكدونيل، من مفوضية الأمم المتحدة للاجئين فهناك زيادة في عدد اللاجئين القادمين من شمال ووسط سوريا على الرغم من إغلاق الحدود، ويختار هؤلاء الأردن بسبب عدم الإستقرار في لبنان والعراق التي تشهد مواجهات بين الحكومة والقاعدة، وبسبب العسكرة على الحدود التركية – السورية.
ويعبر المسؤولون في منظمات الأمم المتحدة عن مظاهر قلقهم من انتشار الأمراض وسوء التغذية، وتقول ماكدونيل ‘الكثير من اللاجئين يتحدثون عن نقصان الطعام، وهذا يحدث في سوريا التي كانت سلة غذاء المنطقة، كما أن مظهرهم يعبر عن ضعفهم وحالتهم الصحية المتدهورة’. كل هذا على الرغم من الرد الدولي على الأزمة الإنسانية في سوريا حيث رصد الإتحاد الأوروبي مبلغ 2.6 مليار يورو للأزمة.
ونقل عن جوانا ورونكا ممثلة الإتحاد الأوروبي في الأردن قولها إن الإتحاد الأوروبي قد ضاعف من مساعداته للأردن بـ 226 مليون يورو، فيما زادت الولايات المتحدة من المساعدات مليار دولار أمريكي. وتقول جوانا إن الأردن بحاجة للمساعدة كي يخطط للإصلاح الإقتصادي والإتفاق مع صندوق النقد الدولي من أجل إنهاء الدعم على المواد الأساسية والوقود.
وفي انتظار نهاية النظام فسيظل السوريون عالقين في الأردن ودول الجوار. ومن هنا رصدت الصحيفة التحركات من أجل تحريك الجبهة الجنوبية أو حملة ‘حوران جنيف’.
حملة الربيع
وقالت الصحيفة إن الخطة الجديدة للدفع باتجاه تنحية بشار الأسد عن السلطة تظهر تعاونا دوليا خاصة بين السعودية والولايات المتحدة، وهناك غرفة للعمليات المشتركة تشارك فيها الدول التي تدعم المعارضة وتعمل من مباني تابعة للمخابرات الأردنية في عمان، مع أن السلطات الأردنية تنفي هذا.
ونقلت الصحيفة عن مدير الأمن الوقائي الأردني زهدي جانبك قوله ‘لم أسمع بهذا أبدا’. ولم تعترف أي من الدول العربية التي لديها مخابرات وعسكريين يعملون في مركز قيادة العمليات هذا، بشكل علني بوجوده، لكن المركز أصبح سرا معلنا ويعرف الجميع بوجوده حسب الصحيفة الإماراتية الناطقة بالإنكليزية ‘ناشونال’.
وأشارت عدة تقارير من الأردن وإسرائيل ودول الخليج والولايات عن جهود سرية لفتح ‘الجبهة الجنوبية’ ضد نظام الأسد.
وبحسب ‘الغارديان’ تأتي هذه الجهود بعد أشهر من حالة من الجمود التي اعترت جبهة القتال. ومن أهم ملامح هذه الجهود هي تعزيز الجهود بتسليح وتدريب الجماعات السورية المقاتلة التابعة للجيش السوري الحر والتي تعاني من تفكك وانشقاقات دائمة.
وقال تسيدال إن هذه الجهود هي ثمرة للمحادثات السرية بين سوزان رايس مستشارة الأمن القومي الأمريكية، والأمير محمد بن نايف وزير الداخلية السعودي المسؤول عن البرنامج السري لدعم المعارضة السورية المسلحة.
وتحدث الكاتب هنا لما كتبه ديفيد إغناطيوس في صحيفة ‘واشنطن بوست’ عن اجتماع مدراء الإستخبارات من الأردن وقطر وتركيا وغيرها من دول المنطقة حيث تباحثوا في ‘جهود قوية’ لدعم المعارضة.
أموال أمريكية
وربطت الصحيفة البريطانية هذه المشاورات بحملة أعلن عنها المقاتلون السوريون هذا الشهر في جنوب سوريا والتي بدأت بعد أيام من تلقي الجيش الحر أموالا أمريكية لشراء الأسلحة قد تصل إلى 31.4 مليون دولار أمريكي حسب قادة في المعارضة.
ويشير الكاتب هنا إلى الكونغرس الأمريكي الذي أعطى موافقته على دعم المعارضة في جلسة مغلقة في كانون الثاني/يناير الماضي ووافق النواب على إرسال الدعم المالي للجماعات المعتدلة في المعارضة السورية.
ويرى تسيدال أن الدعم الأمريكي سيقوي من الجهود الخليجية لتمويل المقاتلين وعملياتهم في جنوب سوريا والتي تهدف للدفع باتجاه دمشق.
وتم انفاق أكثر من مليار دولار أمريكي منذ الصيف الماضي ومعظمها ذهب لشراء أسلحة التي تنقل عبرالأردن للمقاتلين داخل سوريا وتضم كما قيل أسلحة خفيفة وأسلحة متقدمة مثل صواريخ مضادة للدبابات، وبسبب التحفظات الأمريكية لا تضم هذه الشحنات صواريخ مضادة للطائرات المعروفة بـ ‘مناباد’ والتي يمكن أن تسقط مقاتلة عسكرية.
ولدى السعودية ترسانة كبيرة من هذه الصواريخ وترغب بتزويدها للمعارضة لكن الولايات المتحدة لا توافق على هذا.
وتهدف العملية بحسب التقارير القائمة على تصريحات المسؤولين الرسمية وغير الرسمية الحملة الجديدة لإخراج قوات الحكومة من درعا والقنيطرة والسويداء مما سيفتح الطريق أمام الزحف نحو دمشق. ويطلق على الحملة ‘جنيف حوران’.
خالية من الجهاديين
ويقول الكاتب إن التركيز على المنطقة الجنوبية في سوريا جاء بعد سيطرة الجهاديين على شمال سوريا ومظاهر القلق الدولي من حضور الجماعات المرتبطة بالقاعدة في هذه المناطق. وتشمل حملة حوران على خطط عمليات وفتح خطوط إمداد والتي تشرف عليها ‘غرفة العمليات المركزية’ في عمان والتي يعمل فيها ضباط يمثلون 14 دولة تشمل الولايات المتحدة، بريطانيا وإسرائيل ودول عربية معارضة لنظام الأسد.
وكانت صحيفة ‘ناشونال’ قد نقلت عن مقاتلين وأعضاء في المعارضة قولهم إن مركز العمليات، القائم في داخل مبنى من مباني المخابرات الأردنية العامة في عمان، يقوم بنقل العربات وبنادق القناصة وقنابل الهاون والأسلحة الثقيلة والخففة والذخائر وتسليمها لوحدات الجيش السوري الحر.
وتنفي الحكومة الأردنية وجود مركز كهذا، وكذا التقارير عن برنامج تشرف عليه الإستخبارات الأمريكية لتدريب المقاتلين السوريين.
وسواء كانت التقارير صحيحة أم لا فمما لا شك فيه أن الأردنيين المحايدين يشعرون بأهمية الجبهة الجنوبية في ظل دخول الحرب الأهلية السورية عامها الرابع. وعلى الرغم من نفي الأردن أي دور في تسليح المقاتلين إلا انه يقيم علاقات وثيقة مع المخابرات الغربية، وهناك اعتقاد واسع أن أراضيه تستخدم من قبل الدول الداعمة للمعارضة السورية سواء كانت عربية أم غربية لدعم العمليات ضد الأسد مباشرة.
وكجزء من دعم الموقف الأمريكي والسعودي وقلقهما من الجهاديين، زادت السلطات الأردنية من عمليات ملاحقة واعتقال الجهاديين الذين يرسلون أو يحاولون الذهاب لسوريا.
مجمع الجابية
وسواء كانت حملة الربيع واسعة او ستترك أثرا إلا أن الأخبار التي يحملها معهم اللاجئون تقول إن الإشتباكات شديدة في درعا حيث يحاول الجيش السوري إحباط أية محاولات لتقدم المقاتلين.
وأفادت تقاريرأن قيادة مركز العمليات العسكرية كانت ستطلب من الطائرات العسكرية الإسرائيلية ضرب مجمع للقوات العسكرية ‘يحتوي على أسلحة استراتيجية’ في تل الجابية في جنوب- غرب درعا خشية وقوع هذه الأسلحة بيد مقاتلي القاعدة. وبحسب مصادر فـ ‘الأسلحة الإستراتيجية’ هذه ربما تكون أسلحة كيميائية وربما مادة السارين، ولا يبعد المجمع سوى 5 أميال عن الحدود الإسرائيلية ولكن المقاتلين كما تقول الصحيفة تراجعوا عن الطلب، مع ذلك لم يتم تأكيد الخبر.
وفي هذا السياق نقلت صحيفة ‘التايمز′ عن العقيد هاميش دي بريتون غوردون وجود، الضابط السابق في وحدة العمليات الكيميائية والبيوولوجية والإشعاعية وجود أدلة تقترح حصول جماعات من القاعدة على جزء من السلاح الكيميائي السوري. وقامت شركة العميد بريتون ‘سكيور بيو’ بإعداد تقرير عن التهديد الكيميائي لمنطقة شرق المتوسط واظهر أن سوريا تمثل تهديدا ‘خطيرا’ خاصة أن مخازن السلاح السورية تنتشر في أكثر من مكان، وهذا يتزاوج مع انهيار الأمن وتدفق المتطرفين مما يجعل من الخطر السوري حقيقيا.
تغيير في القيادة
وبالعودة لنشاطات المقاتلين في الجنوب فهذا يتزامن مع التحول للتغيير في القيادة العسكرية للجيش وتعيين العقيد عبد الإله البشير قائدا جديدا بدلا من اللواء سليم إدريس الذي عزل الشهر الماضي.
وتعبر التحركات كما يقول عن توجه للتعاون بين الولايات المتحدة والسعودية، فيما ناقش الملك عبدالله الثاني مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو الملف السوري في لقاءات عقدت قبل فترة.
وزير خارجية قطر: إقترحنا على إيران إخراج فاروق الشرع من سوريا
باريس ـ الاناضول: كشف خالد العطية، وزير الخارجية القطري أنه اقترح على المسؤولين الإيرانيين إخراج نائب الرئيس السوري،’فاروق الشرع، من سوريا، كي يجري التفاوض معه.
‘ وأعلن العطية، في ندوة خاصة أدارها، في باريس، رئيس مدرسة العلاقات الدولية في معهد العلوم السياسية، غسان سلامة، وشهدت حضور العديد من الديبلوماسيين والمسؤولين الفرنسيين والأوروبيين، أن الشعب السوري لن يعود الى الوراء، ولن يتقبل بقاء الأسد في الحكم.
‘وحسب مصادر مطلعة’في باريس، فإن العطية أكد لوزير الخارجية الايراني، محمد جواد ظريف، أن بإمكان بشار الأسد مغادرة السلطة، وإيقاف الحرب ضد الشعب،’و’إذا’طلب منا نحن اصدقاء سوريا الضغط على الثوار والمعارضة السورية (للتوقف) فهؤلاء يمكن ايقافهم’. وقال أنه أنه سأل ظريف: ‘لماذا تتخوفون من انتخابات حقيقية في سورية، فاياً كان منتخباً فعلاً من الشعب، سيحظى باحترام شعبه والجميع′، لافتاً الى أن الوزير الايراني كرر المواقف التقليدية من أنه إذا رحل الاسد فإن مؤسسات سورية ستنهار.
وكشف الوزير القطري أنه زار طهران ثلاث مرات، لاقناعها بإخراج نائب الرئيس السوري فاروق الشرع من سوريا، كي يتم التفاوض معه، فكانت لغة المسؤولين الايرانيين ‘خشبية جداً’، لكن أشار’إلى أن ‘لهجة’ مسؤولين ايرانيين اصبحت مختلفة الآن. وأضاف العطية أنه عندما التقى ظريف في المرة الاخيرة ‘شعرت بأن الكلام الايراني تغير. وكذلك عندما التقى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، فإن كلامه القوي الداعم لبشار الاسد، تغير بعض الشيء، خلال لقائه مع دول مجلس التعاون الخليجي، قبل عدة أسابيع′.
غرق200 خيمة للاجئين السوريين في اعزاز واتهامات لهيئة التنسيق والدعم التابعة للائتلاف الوطني بالتقصير
ياسين رائد الحلبي
ريف حلب ـ ‘القدس العربي’ غرقت 200 خيمة في مخيم باب السلامة الحدودي مع تركيا بعد هطول أمطار غزيرة بالقرب من مدينة اعزاز أدت لارتفاع منسوب المياه في أرض المخيم، مما أدى لغرق كل ما في داخل الخيم من أثاث واسفنج وملابس واغراض اللاجئيين الخاصة.
يقول أبو يزيد ـ أحد إعلاميي معبر باب السلامة ـ لـ’القدس العربي’، إنه تم نقل اللاجئيين في تلك الخيم الى خيم أخرى أفضل حالاً من سابقاتها وتم جمع أكثر من عائلة في خيمة واحدة وذلك بسبب غرق العشرات من خيم العائلات .
ويضيف أبو يزيد أن سبب ما حصل يعود الى الأرض الترابية التي بني عليها المخيم، حيث يسمح لترسب المياه في حال هطول الأمطار وتشكل الطين بين الخيم مما زاد معاناة الأهالي الهاربين من براميل قوات النظام في حلب ويتابع أبو يزيد قائلاً إن من يتحمل المسؤولية أولاً واخيراً هي الجهات الداعمة التي تتبنى تزويد المخيم بكل المتطلبات وبتأسيس أرضية سليمة في بيئة نظيفة ولكن كل هذا لم يحصل في مخيم باب السلامة. عادل موظف سابق فصل من وظيفته بسبب توجهاته الثورية و أحد النازحين من مساكن هنانو في حلب والقاطنين في المخيم يقول لـ’القدس العربي’، ‘بعد هطول الأمطار الغزيرة ليلاً ونحن نائمون شعرنا بدخول المياه الى داخل الخيمة التي بها أنا وأطفالي وزوجتي، حيث أصبح كل ما بالخيمة مبللاً بالمياه وفي الحال خرجت لأشاهد الكثير من أهالي المخيم يحملون بعض البطانيات بأيديهم ويصطحبون أطفالهم ويغادون خيمهم نحو غرفة الإدارة وذلك في ظل تساقط الأمطار الغزيرة وترسب الطين، فما كان حالنا إلا مشهد تخيلناه وشاهدناه بالتغريبة الفلسطينية التي أصبحت تجربتنا السورية تعطي دروساً لكل ما حصل من قصص النزوح والتشرد والموت في التاريخ الحديث .
ويبتسم رجب قائلاً ‘المطر أهون من البراميل فهذا من عند الله أما البراميل من عند الأسد وهنا أرحم بكثير مما نتعرض له داخل مدينة حلب، بعض سكان المخيم يلومون إدارته وعامليه والبعض الآخر واثق من إدارة المخيم أنها تقوم بأقصى ما تستطيع لتلبية احتياجاتهم ولكن ‘ليس بيدهم حيلة’ كما يقول بعض النازحين.
أبو يزيد بدوره اتهم هيئة التنسيق والدعم التابعة للائتلاف الوطني والتي حملها المسؤولية كاملة لما يحصل في مخيم باب السلامة من تقصير بشكل متكرر ومن عدم التحرك وإرسال اللوازم والدعم لأهالي المخيم في وسط ما يحصل داخله من معاناة بشكل متكرر.
يذكر أن مخيم باب السلامة انهارت بعض خيمه بسبب تساقط الثلوج في الشتاء المنصرم بالإضافة لموت العديد من النازحين داخله من شدة البرد، وبالإضافة الى ذلك الإنفجار الذي حصل داخله وأودى بحياة العشرات من النازحين فلكل فصل هناك حكاية من المعاناة في مخيم السلامة الحدودي .
وفي حلب المدينة تتواصل المأساة لكن بلون الدم، تمطر السماء لكن براميل متفجرة، فقصف البراميل على مدينة حلب يدفع بآلاف العائلات للنزوح من حلب المدينة وتشير التقديرات الى أن عدد العائلات النازحة منذ بداية حمل البراميل قبل شهرين بلغ مئة ألف عائلة، منهم من عبر الحدود التركية ومنهم من انتقل الى ريف حلب ومنهم من جلس في مخيم أطمة والسلامة الحدوديين ليواجهوا غرق خيمهم والتشرد مجددا
هيثم منّاع: الخلاف السعودي ـ القطري يمكن أن يُؤدي لتغليب الخيار السلمي في سوريا
عواصم ـ وكالات: رأى رئيس فرع المهجر بهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، هيثم منّاع، أن الخلاف السعودي ـ القطري يمكن أن يؤدي إلى تغليب خيار الحل السلمي في سوريا، ووضع حركة جماعة الأخوان المسلمين في موضع لا تُحسد عليه.
وقال منّاع امس الاربعاء ‘إن كل الاحتمالات مطروحة بشان الحل السلمي، والأمر مرهون بقمة سعودية ـ إيرانية تحدد طبيعة العلاقة بين البلدين في ظل الرئيس حسن روحاني والمستجدات الإقليمية والدولية’.’
وأضاف أن قطر ‘لم تحسم بعد موقفها من الخيار العسكري في سوريا، الأمر الذي سيضطرها إما للاستمرار في دعم جماعات متطرفة في حفلة مزاودة مع السعودية، أو وضع حد لنهج وزير خارجيتها السابق حمد بن جاسم وخلفه خالد العطية، الذي أنجب لاءات الدوحة (لا للتفاوض، لا للحوار، لا لإعلان جنيف).
ورأى منّاع أن قرار السعودية ادراج الأخوان المسلمين على لائحتها للمنظمات الارهابية مع جماعات أخرى ‘وضع الحركة في موضع لا تُحسد عليه’، لكنه استبعد امكانية أن تضع عراقيل ‘تعقّد مهمة الجماعة’.
ولفت إلى أن حركة الأخوان المسلمين ‘عودتنا في أوضاع كهذه على اعتماد براغماتية فائقة لحماية نفسها، ولن تقع في فخ فروسية مثالية في حرب لا تقوى على خوضها’.
وعما إذا كان القرار السعودي سيؤثّر على الائتلاف السوري المعارض لكون جماعة الأخوان المسلمين أحد أبرز أطرافه، قال ‘السعودية تضع ثقلها في الهيئة السياسية الحالية للائتلاف ولا يمكن أن تضع أية عراقيل تعقد مهمة الجماعة، والجميع يعلم ما حدث في مدينة اسطنبول التركية، وقضية الانسحابات من الائتلاف، وكذلك عودة المنسحبين إليه بدون شروط’.
وحكم رئيس فرع المهجر بهيئة التنسيق الوطنية المعارضة بالفشل على عملية جنيف للسلام في سوريا، لاعتقاده أن هذه العملية ‘ولدت ميتة، ولم يعد قطارها يمشي على السكة الضرورية لنجاح المؤتمر، ويحتاج الأمر إلى طرف يُعلن عن مراسم دفنها’.
وقال إن، أحمد الجربا، رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ‘قام بذلك الدور في كلمته أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب في العاصمة المصرية القاهرة قبل أيام’.
وتساءل منّاع ‘كيف يمكن لوفد يؤمن بضرورة الحل الأمني العسكري، وآخر قرر الإنتساب لكلمة التفاوض قبل أيام من انعقاد مؤتمر (جنيف 2) أن ينجزا تسوية سياسية تاريخية تخرج سوريا من المستنقع العنفي والعبثي السائد؟، وهل تكفي دورة تدريبية على التفاوض لإعادة تأهيل من أمضى الوقت يتحدث عن إنجازات عسكرية ضد الإرهاب في جانب، أو الاسترزاق من معزوفة: نريد مالاً ونريد سلاحاً نوعياً في الجانب الآخر؟’.
وقال إن مسؤولاً في الائتلاف السوري المعارض ‘اعلن بصريح العبارة قبل أسبوعين أن شحنات أسلحة لها أول وليس لها آخر ستتدفق على المعارضة، وبعد أيام همس في أذن أحد المقربين: لقد ضحكوا علينا’.’
وأضاف منّاع أن ما وصفها بالمعارضة السورية المعترف بها غربياً وخليجياً ‘أفلست، ولم تعد حقنات الدفع تكفي لشعبية الحد الأدنى المطلوبة سورياً وإقليمياً ودولياً، في حين أُصيبت السلطة بالتصلب اللويحي منذ نيسان/ابريل 2011 عندما أقنعت نفسها بفكرة المؤامرة الكونية على نظام الممانعة، وأصرّت على رفض أن المؤامرة الحقيقية إنما تستهدف المشروع المدني الديمقراطي الوطني الذي يهزّ نجاحه كل عروش القرون الوسطى في المنطقة وليس فقط السلطة الدكتاتورية في دمشق’.
واستبعد احتمال اقدام المبعوث الأممي والعربي، الأخضر الإبراهيمي، على الاستقالة من منصبه جراء فشل الجولة الأخيرة من مفاوضات مؤتمر (جنيف 2) للسلام في سوريا.
وقال ‘إن أسباب استقالة المبعوث السابق، كوفي عنان، بدأت تتضح للناس اليوم وأظن أنه بتصريحاته الأخيرة أراد وضع عدة نقاط على الحروف في ما يتعلق بجدية أطراف إقليمية ودولية في نجاح حل سياسي، وأتمنى ألا يصل الإبراهيمي إلى النقطة نفسها، ومشكلة الأمم المتحدة أنها لا تملك بديلاً قوياً خاصة وأن أي بديل عنه من بلدان الجوار ومصر غير وارد بالنسبة إلى مجلس الأمن الدولي’.’
وأقرّ مناع بوجود خلافات في هيئة التنسيق الوطنية المعارضة حول عدد من المواضيع، لكنه اعتبرها ‘ظاهرة صحية، لأن الأوضاع في سوريا تعطي توافقاً على برنامج سياسي عام، يصعب أن تخلق حالة اندماج فكري وسياسي في أي تكوين من تكوينات المعارضة’.’
وأكد أنه ‘ما زال يحتفظ بحصته من الأمل مع دخول العام الرابع على حراك 18 آذار/مارس الذي انطلق من درعا مسقط رأسه’. وقال ‘لا يمكن لنا إلا أن نكون أكثر صلابة وقوة في الدفاع عن شعب قدّم كل ما يستطيع شعب تقديمه في الأزمنة المعاصرة، ولن نستسلم أمام ظلامية الدكتاتورية ودكتاتورية الظلاميين، وسنناضل حتى آخر رمق من أجل الأهداف المشروعة التي انطلقت من أجلها شرارة التغيير’.
الى ذلك قال مروان حجو رئيس لجنة العضوية بالائتلاف السوري المعارض، إن هيئة رئاسة الائتلاف اتخذت قرارا بعودة الأعضاء الذين اتخذوا قرارا بالاستقالة منه، اعتراضا على الذهاب إلى مؤتمر ‘جنيف 2′.
وفي تصريحات خاصة عبر الهاتف لمراسل الأناضول، أوضح حجو أن الهيئة العامة للائتلاف ستعقد اجتماعا أواخر الشهر الجاري على أقصى تقدير بحضور كافة أعضاءه ‘ 121 عضوا ‘، بعد عودة المستقيلين، مشيرا إلى أنه سيسبقه اجتماع يناقش فيه أعضاء الائتلاف آليات جديدة للاعتراض على القرارات، ليس من بينها الاستقالة.
واتخذ 40 عضوا بالائتلاف السوري أغلبهم من كتلة المجلس الوطني السوري في يناير/كانون ثاني الماضي قرارا بالاستقالة من عضوية الائتلاف، احتجاجا على اتخاذ قرار بالذهاب إلى مؤتمر ‘جنيف 2 ‘الذي عقدت جولتين له في شهري/يناير/كانون ثاني، وفبراير/شباط، بحجة أنه ‘يمنح شرعية لنظام بشار الأسد بعد المجازر التي ارتكبها بحق الشعب’ على حد قولهم.
وأصدر المجلس الوطني السوري في وقت’سابق بيان قال فيه إن الأمانة العامة للمجلس قررت العودة لعضوية الائتلاف، لدعم وحدة المعارضة السورية وتوحيد صفوفها بما يحقق أهداف الثورة السورية المباركة.
وقال حجو ‘ بعد صدور البيان الذي وصلت رئاسة الائتلاف نسخة منه، تم اتخاذ قرار بعودة الأعضاء المستقيلين، لأننا نبحث عن وحدة صف المعارضة السورية ‘.
وحول اجتماع الهيئة العامة المقبل، والذي من المقرر أن يعقد بحضور كافة الأعضاء، أضاف: ‘سنناقش ما تحقق في الجولة الأولى والثانية من مؤتمر (جنيف 2 )، واتخاذ قرار بشأن الموافقة على المشاركة في الجولة الثالثة من المفاوضات، والتي لم يتحدد لها موعد بعد’.
القوات النظامية تتقدم نحو مداخل يبرود.. والمعارضة تنفي سحب مقاتليها
«داعش» تشتبك مع الأكراد قرب منبج غداة إعدامها 22 شخصا بريف حلب
بيروت: نذير رضا
أكد ناشطون سوريون أن وتيرة القتال في محيط مدينة يبرود في القلمون بريف دمشق الشمالي شهدت تصعيدا خطيرا مع اقتراب قوات النظام السوري، مدعومة بمقاتلين من حزب الله اللبناني، إلى مشارف المدينة، غداة سيطرتهم على مزارع ريما التي تعد آخر خطوط الدفاع عن يبرود. وتزامنت تلك التطورات مع تصعيد آخر في ريف حلب على صعيد التوتر بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف بـ«داعش»، والكتائب المعارضة الأخرى، حيث أكد ناشطون إعدام التنظيم 22 شخصا في قرية حدودية مع تركيا بريف حلب الشمالي، بموازاة اشتباكهم مع الأكراد في بلدة منبج.
ووقعت الاشتباكات في القلمون، أمس، على بعد أقل من كيلومترين من مدينة يبرود التي تتعرض لحملة عسكرية عنيفة منذ 25 يوما، أسفرت عن استعادة القوات النظامية سيطرتها على التلال المحيطة بيبرود، وأهمها قرية سحل ومنطقة مزارع ريما التي تعد آخر خطوط دفاع المعارضة عن معقلها في القلمون.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع اشتباكات عنيفة في محيط مدينة يبرود بين مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة و«جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» من جهة، والقوات النظامية مدعمة بقوات حزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني من جهة أخرى، مشيرا إلى تمكن المعارضين من إعطاب آليتين للقوات النظامية في منطقتي ريما والعقبة. وأكد المرصد وقوع خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، ومقتل ما لا يقل عن سبعة مقاتلين من الكتائب الإسلامية المقاتلة. وجاء ذلك بموازاة تعرض مناطق في جرود تلفيتا القريبة من يبرود لقصف من القوات النظامية.
وأكد مصدر معارض في القلمون أن المنطقة الواقعة على تخوم يبرود «تشهد معارك كر وفر»، مشيرا إلى أن القوات النظامية «لم تتمكن بعد من الدخول إلى المدينة التي تشهد قصفا عنيفا، ما تسبب بنزوح عدد كبير من سكانها، وتدمير عدد كبير من الأبنية»، لافتا إلى أن القصف «يستهدف أحياء مدنية، كما يستهدف مقار لمقاتلين معارضين».
ونقل «مكتب أخبار سوريا» عن قائد ميداني آخر، نفيه القاطع انسحاب كتائب معارضة من جبهات القلمون، واصفا الأنباء التي جرى تداولها عن سيطرة النظام على نقاط من مدينة يبرود ومحيطها، بـ«الشائعات». وقال المسؤول المعارض إن كتائب المعارضة «لا تزال مستمرة في التصدي لمحاولات التسلل المتكررة إلى مدينة يبرود» والتي تنفذها بشكل مستمر وحدات الجيش النظامي، مدعومة بقوات من حزب الله اللبناني.وقال ناشطون إن القوات النظامية قصفت حي القاعة شمال غربي مدينة يبرود، ما أدى إلى سقوط إصابات بين المدنيين، في ظل استمرار حركة نزوح سكان المدينة باتجاه القرى المجاورة. وانتقدت القيادة العسكرية الموحدة المعارضة في القلمون ما وصفته بـ«الصمت الدولي والعربي تجاه تدمير مدينة يبرود التاريخية» من قبل النظام السوري. وقالت القيادة العسكرية في بيان نشرته على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إنه لم يصدر أي موقف أو تحرك «دولي أو عربي، أو حتى من مؤسسات الثورة العسكرية والمدنية للتنديد بما يحدث في يبرود منذ شهر»، مبدية استغرابها من عدم اهتمام هذه الجهات بالأوضاع الإنسانية للمدنيين داخل المدينة.
وأدى القصف على يبرود أخيرا إلى دمار هائل في أحياء تتضمن معالم تاريخية وأثرية كثيرة، منها مسجد الخضر وكنيسة القديسة هيلانة، فضلا عن تلة القبع الأثرية.
في غضون ذلك، قال ناشطون معارضون إن متشددين إسلاميين ومؤيديهم المحليين «قتلوا 22 شخصا على الأقل» في بلدة شيوخ في شمال سوريا قرب الحدود التركية. ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سكان في قرية شيوخ التي تقع على مسافة 100 كيلومتر شمال شرقي حلب قولهم إن متشددين من «داعش» قتلوا أول من أمس 12 مقاتلا من جماعات منافسة، وعشرة على الأقل من رجال القبائل المحليين، أحدهم عمره 16 عاما، مشيرا إلى أن هؤلاء «أعدموا رميا بالرصاص وبالسكاكين»، لافتا إلى أن تسعة آخرين على الأقل من سكان القرية مفقودون ويشتبه أنهم قتلوا.
ووزع ناشطون إعلاميون قائمة على الإنترنت قالوا إنها لأسماء الضحايا، وتضمنت أسماء 20 شخصا قتلوا وتسعة في عداد المفقودين، وقالوا إن جثث أربعة أشخاص ألقيت في نهر الفرات.
وقال ناشط من المعارضة يدير صفحة على موقع «فيسبوك» تخص منطقة جرابلس، بما في ذلك قرية شيوخ، إن «أهالي الشيوخ طعنوا المجاهدين من الخلف». وبعد ذلك قامت «داعش» باقتحام المنطقة بعد «استشهاد الشباب على أيدي الأهالي». ونشرت صفحة «جرابلس» على «فيسبوك» صورة لما قالت إنه «جثث خمسة رجال على ممر طيني يمتد عبر حقل فيما تفقد بعض المارة مكان الحادث».
وفي مدينة «الباب»، قال المرصد إن «داعش» بدأت بإجلاء مواطنين من عائلات مقاتلي الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية المقاتلة من منازلهم، ويتمركزون فيها، بحجة أن المقاتلين لا يمتلكون مكانا ليتمركزوا فيه.
في موازاة ذلك، أفاد المرصد بوقوع اشتباكات عنيفة بين «داعش» ومقاتلي لواء جبهة الأكراد ومقاتلين إسلاميين في منطقة جسر قوزاق قرب مدينة منبج ومحيط قريتي قبر ايمو وخرفان، بينما قصفت القوات النظامية مناطق في بلدة حميمة بريف حلب الشرقي.
وتمكن فريق من متطوعي الهلال الأحمر من إدخال وجبات غذائية مطبوخة ومادة الخبز ومواد أخرى إلى سجن حلب المركزي المحاصر من قبل جبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية منذ أشهر.
وفي حماه، قصفت القوات النظامية مناطق في ريف حماه الشمالي، كما تعرضت مناطق في بلدة طلف بريف حماه الجنوبي ومنطقة الزوار قرب بلدة طيبة الإمام لقصف، بينما تواصلت الاشتباكات في محيط قلعة الحصن بريف تلكلخ في حمص، بعد سيطرة القوات النظامية على قرية الزارة الأسبوع الماضي.
الائتلاف الوطني يبحث إرسال دعم عسكري إلى المعارضة في القلمون وحلب
جاموس يطالب بإرسال المساعدات الدولية للفصائل عبر وزارة الدفاع المؤقتة
بيروت: كارولين عاكوم
يبحث «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» في اجتماع هيئته السياسية الدوري، أمس واليوم (الخميس)، في إسطنبول سبل الدعم العسكري للقلمون وحلب، وذلك بعد فشل نتائج المباحثات في «جنيف 2» ومشاركة رئيس الائتلاف أحمد الجربا في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، الأحد الماضي، ولقائة أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي.
وفي حين كان الوضع الميداني والسياسي محور مباحثات اليوم الأول للاجتماع، من المتوقع، وفق ما أكد مصدر في الائتلاف لـ«الشرق الأوسط» أن تأخذ الهيئة قرارها بإرسال الدعم اللازم لـ«الجيش الحر» بإشراف قائد الأركان الجديد عبد الإله البشير، خلال ساعات، ليتمكن من الحصول على الإمداد العسكري، ولا سيما في القلمون التي تتعرض لحملة عسكرية كبيرة من قبل القوات النظامية مدعومة من عناصر حزب الله اللبناني، علما أن معلومات كانت قد أشارت إلى وصول مبالغ مالية وكميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة إلى المقاتلين في يبرود الأسبوع الماضي.
ويأتي هذا القرار بعد أيام على إقالة رئيس هيئة الأركان السابق اللواء سليم إدريس، وتعيين عبد الإله البشير بدلا منه، إثر فشل تسوية لإرضاء إدريس بتعيينه مستشارا عسكريا للجربا، بعدما كان أقيل من منصبه جراء خلافات بينه وبين وزير الدفاع أسعد مصطفى، الذي سبق له أن أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه أقدم على الاستقالة في منتصف فبراير (شباط) الماضي، قبل أن يعود عنها، الأسبوع الماضي، احتجاجا على عدم تسليح كتائب المعارضة على جبهات القلمون وحلب.
وفي سياق تسليح المجموعات العسكرية المعارضة، أكد الأمين العام للائتلاف الوطني السوري بدر جاموس خلال لقائه وفدا كنديا في مقر الأمانة العامة بمدينة إسطنبول أمس أنه «لا بد من توحيد الدعم لفصائل المعارضة السورية عبر وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة». ورأى جاموس أن وزارة الدفاع يجب أن تكون «الجهة الوحيدة التي يقدم عبرها الداعمون المساعدات، ويضعون تحت تصرفها كل التسهيلات المطلوبة لكي تستطيع الوزارة توحيد جميع الفئات المقاتلة تحت مظلتها».
ورأى خلال لقائه مع روبن ويتلافر، الممثلة عن كندا لدى المعارضة السورية، وآندرو ويب السكرتير الأول للسفير الكندي في تركيا، بحسب بيان للائتلاف، أن هذا هو «طريق تصحيح ما يسود من فوضى وهو ما سيجعل التنسيق أفضل وسيحل المشكلات التي تواجه الجيش الحر». وطالب الحكومة الكندية بمساعدة السوريين في مجال الإغاثة والصحة والتعليم، وقال إن الشعب السوري «فقد ثقته بالمجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكنا لنجدته».
على الصعيد السياسي، شدد جاموس على وجوب أن «تتكون هيئة الحكم الانتقالي من أشخاص سوريين يثق بهم الشعب السوري وبصلاحيات تنفيذية كاملة»، مشيرا إلى أن «الحل السياسي يجب أن يفرض بالقوة، وأن هيئة الحكم الانتقالي لن تتمكن من ممارسة عملها داخل سوريا إلا عند تغيير نظام بشار الأسد، مع الإبقاء على مؤسسات الدولة التي سنعمل على تغييرها». من جانبها، أكدت ويتلافر أن الائتلاف ربح في جنيف ومن خلال المؤتمر، أصبح واضحا للمجتمع الدولي أن المعارضة هي من تريد الحل السياسي، والنظام هو من يرفضه، كما اعتبرت أن مؤتمر «جنيف 2» كان مهما على الصعيد الدولي على الرغم من عدم وجود نتائج فعلية له.
الأسد يحتوي غضب العلويين من صفقة تبادل الراهبات بزيارة أحد مراكز نزوحهم
موالون للنظام يطالبون البطريرك اليازجي بطرد رئيسة دير معلولا
بيروت: «الشرق الأوسط»
زار الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، مركزا للنازحين في بلدة عدرا العمالية بريف دمشق، ذات الغالبية العلوية، بعد أيام على إتمام صفقة تبادل راهبات معلولا التي أثارت استياء عند العلويين، مطالبين النظام بإبرام صفقات مماثلة لاستعادة أبنائهم المختطفين لدى المعارضة بدل إطلاق الراهبات.
وأشار التلفزيون السوري الرسمي إلى أن الأسد تفقد مركز إيواء مهجرين نزحوا بسبب القتال في عدرا العمالية التي تقع على مسافة نحو 20 كيلومترا شمال شرقي العاصمة السورية التي سيطر عليها لفترة وجيزة مقاتلو المعارضة قبل ثلاثة أشهر. وقال التلفزيون السوري إن «الأسد استمع لاحتياجات النازحين وأبلغهم بأن الدولة تواصل تأمين المستلزمات الأساسية للمهجرين إلى أن يعود الجميع إلى منازلهم في عدرا وغيرها». وأظهرت صورة نشرت على حساب الرئاسة في موقع «تويتر» الرئيس السوري وهو يرتدي سترة داكنة وقميصا أبيض ويتحدث إلى مجموعة من النساء عند مركز «الدوير» لإيواء النازحين.
وظهر الأسد في مناسبات عامة قليلة منذ بدء الصراع السوري قبل ثلاث سنوات، لكن هذه الزيارة هي الأولى لمركز يؤوي نازحين هربوا من منطقة ذات غالبية علوية، في خطوة قال ناشطون معارضون إن الأسد يحاول من خلالها «إرضاء الطائفة العلوية التي يتحدر منها بعد الاستياء الذي ظهر بين أبنائها على خلفية تسهيل النظام لصفقة إطلاق راهبات معلولا وعدم اكتراثه بالمختطفين العلويين».
وهرب كثيرون من سكان عدرا في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي عندما سيطر مقاتلون معارضون على جزء من البلدة وقتلوا 28 شخصا في هجوم طائفي استهدف أشخاصا من الطائفة العلوية. وسبق للتلفزيون الرسمي أن بث تقارير تظهر شهادات علويين مدنيين نجوا من هجوم المعارضة وتحدثوا باستفاضة عن «ممارسات وحشية» اتهموا كتائب المعارضة بارتكابها في عدرا العمالية. وتقع بلدة عدرا على الطريق السريع الرئيس الذي يمتد من دمشق شمالا إلى حمص، والتي قاتل الجيش النظامي لتأمينها من مقاتلي المعارضة خلال العام الماضي. وهي قريبة أيضا من معاقل المعارضة شرق دمشق التي تحاصرها القوات النظامية. وكان عدد السكان في عدرا يبلغ نحو 100 ألف نسمة أكثريتهم من العلويين، إضافة إلى دروز ومسيحيين.
في موازاة ذلك، واصل مناصرو النظام السوري حملتهم على راهبات معلولا اللاتي أطلق سراحهن فجر الاثنين الماضي، حيث تناقل موالون للنظام على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي رسالة موجهة إلى البطريرك الأرثوذكسي يوحنا العاشر اليازجي، تدعوه إلى «طرد الراهبة بيلاجيا سياف رئيسة دير مار تقلا ببلدة معلولا الأثرية من الخدمة الكنسية». وتأتي هذه الرسالة بعد تصريحات للراهبة قالت فيها إن «جبهة النصرة» لم تسئ معاملة الراهبات أثناء اختطافهن خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وأشار مؤيدو النظام في رسالتهم إلى أن «سلوك الراهبة وتصرفها وحديثها حين كانت في عهدة الخاطفين، كان يمكن التماس الأعذار لها، أما ما قالته في مؤتمرها الصحافي بعد أن أصبحت في عهدة السلطات السورية، فيؤكد أن كل ما قامت به كان عمدا متعمدا، وعن سابق إصرار وتخطيط». بدورها، أفادت قناة «الميادين» اللبنانية المقربة من النظام السوري بأن «أهالي صيدنايا، حيث يوجد دير معلولا، رفضوا استقبال راهبات معلولا».
وكان موالون للنظام السوري شنوا حملة على راهبات معلولا خصوصا رئيس الدير الراهبة بيلاجيا سياف إثر تصريحاتهن التي أشادت بمعاملة «جبهة النصرة». واتهمت قناة «سما» المقربة من النظام الراهبات بـ«الخيانة» وطالبتهن بـ«اعتذار للشعب السوري الذي يواجه الإرهاب»، بحسب إحدى نشراتها الإخبارية.
بان كي مون يناشد أميركا وروسيا إنقاذ محادثات «جنيف2» بشأن سوريا
الأمم المتحدة: السوريون سيتجاوزون الأفغان من حيث عدد اللاجئين في العالم
نيويورك: «الشرق الأوسط»
ناشد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، روسيا والولايات المتحدة أمس، المساعدة في إحياء محادثات السلام المتوقفة التي تستهدف إنهاء الحرب الأهلية السورية، المستمرة منذ ثلاث سنوات، قائلا إن الوقت حان لوضع حد لإراقة الدماء والحرب التي مزقت سوريا.
وقال المكتب الصحافي لبان، في بيان صدر بمناسبة الذكرى الثالثة للانتفاضة السورية: «سوريا فيها الآن أكبر أزمة إنسانية تهدد السلم والأمن في العالم مع بلوغ العنف مستويات لا يمكن تصورها». وأضاف البيان: «جيران سوريا يتحملون الآثار الإنسانية والأمنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية المتصاعدة لهذا الصراع التي يصعب تحملها». ومع دخول الصراع السوري عامه الرابع هذا الأسبوع وفرار المزيد من السكان من الحرب، حذرت الأمم المتحدة من أن السوريين سيحلون محل الأفغان كأكبر عدد للاجئين في العالم. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض إن أكثر من 136 ألف سوري قتلوا منذ أن بدأت انتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد في مارس (آذار) 2011.
وقال بيان الأمم المتحدة: «حياة مئات الألوف أزهقت أو دمرت، ويقتل مئات آخرون من الناس يوميا». وأضاف: «تحولت مدن وقرى إلى أنقاض، ويفرض المتطرفون آيديولوجيتهم المتشددة وتتعرض المجتمعات للتهديد وللهجوم». وأشار بيان الأمين العام أيضا إلى استخدام الغاز السام في سوريا الذي أدى إلى مقتل أكثر من ألف شخص في هجوم واحد بغاز الأعصاب (غاز السارين) في أغسطس (آب) الماضي ووصفه بأنه «أسوأ استخدام لأسلحة الدمار الشامل في القرن الحادي والعشرين».
عشرات القتلى بحلب ومعارك بدرعا وحماة
سقط عدد من القتلى والجرحى في حلب، جراء تواصل قصف قوات النظام على أحياء المحافظة وريفها، بينما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام قتل 22 شخصا على الأقل شرقي حلب، وسط تواصل المعارك بـدرعا وحماة.
وتعرض حيا الصاخور والحمرا في مدينة حلب لقصف جوي، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، وسط اشتباكات بين كتائب الجيش الحر وقوات النظام في منطقة الشيخ نجار، أسفرت عن مقتل عنصرين من مقاتلي المعارضة.
في أثناء ذلك، قتل شخص وجرح آخرون إثر إلقاء سلاح الجو براميل متفجرة على سيارة في حي مساكن هنانو، كما أسفر القصف عن اشتعال الحرائق في أحد المنازل بالحي ذاته الذي لم يتوقف عنه القصف منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
في المقابل، قال ناشطون إن مقاتلي المعارضة قتلوا ثلاثة عناصر من قوات النظام خلال كمين نصبه لهم الجيش الحر عند مدرسة الناعورة بالسفيرة في ريف حلب.
فك الحصار
في الأثناء، قالت مصادر في الجيش السوري الحر إن قواته صدت محاولات من جيش النظام لفك الحصار عن منطقة غرز الإستراتيجية في درعا، التي تضم صوامع للحبوب وسجنا مركزيا ومحطة للغاز.
ووفقا للمصادر ذاتها، فإن قوات النظام شنّت على بلدة النعيمة أكثر من عشر غارات جوية، كما أمطرت البلدة بقذائف المدفعية والدبابات، مضيفة أن المعارضة استولت على ثلاث شحنات من أصل أربع ألقتها قوات النظام بالمظلات لجنودها المحاصرين في المنطقة، وتحتوي على مؤن وذخيرة.
وفي السياق ذاته، تحدثت شبكة سوريا مباشر عن سقوط جرحى إثر قصف جيش النظام لبلدة النعيمة.
وفي حماة، قالت مصادر عسكرية في المعارضة السورية إن كتائب الجيش الحر استهدفت تجمعات للأمن والشبيحة في تل بزام بريف حماة.
وأضاف المصدر أن مسلحي المعارضة استهدفوا عناصر الشبيحة بصواريخ محلية الصنع وأحرزوا إصابات محققة، كما تمكنت عناصر الجيش الحر من تدمير دبابة في مدينة مورك، بينما تحدث ناشطون عن قصف قوات النظام بصواريخ شديدة الانفجار بمورك أيضا.
تجدد القصف
وتواصلت الاشتباكات العنيفة للشهر الثاني على جبهة مورك بالريف الشمالي لحماة في محاولة من النظام لاقتحام المدينة. وتكمن أهمية مورك في موقعها الإستراتيجي على الطريق الدولية بين دمشق وحلب.
من جهته، قال مركز حماة الإعلامي إن القصف الصاروخي والمدفعي تجدد من مطار حماة العسكري على قرى وبلدات ريفها، وسط حملة دهم واعتقال في حي كرم الحوراني بحماة.
وفي ريف دمشق، قال ناشطون إن أربعة قتلى وعددا من الجرحى سقطوا بقصف مدفعي من قبل قوات النظام في قرية إفرة في منطقة وادي بردى، ويأتي هذا التصعيد في محاولة من النظام للالتفاف على يبرود وفتح جبهة جديدة لدخول القلمون.
وفي القلمون، استمرت الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام على عدة محاور في ريما والسحل ويبرود، دمر خلالها الجيش الحر عربة وقتل عددا من قوات الرئيس السوري بشار الأسد وحزب الله اللبناني.
وقد كثّف الجيش النظامي المدعوم بعناصر من حزب الله عملياته العسكرية على منطقة يبرود بالقلمون، وهي منطقة إستراتيجية للنظام من أجل تأمين الطريق إلى ساحل البحر المتوسط.
على صعيد مواز، أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة بأن النظام اخترق الهدنة في مدينة الزبداني بريف دمشق، وذلك بسقوط أربع قذائف هاون على سهل الزبداني.
مداهمة وقصف
وفي دمشق، استهدف النظام بالمدفعية والرشاشات الثقيلة مخيم اليرموك وحي جوبر، كما شنت قوات النظام حملة مداهمات في منطقة الحنابلة بحي الصالحية.
وفي حمص، تواصل قصف قوات النظام على حي الوعر منذ أيام، وفي ريف المحافظة ذاتها أفادت شبكة شام بأن قوات النظام قصفت عشوائيا بقذائف الهاون المنازل في مدينة الحولة، مما أدى إلى مقتل عدد من المدنيين وإصابة آخرين.
كما خلف القصف -الذي امتد ليشمل مدينة الحصن بريف حمص- دماراً في المباني والممتلكات.
على صعيد آخر، اندلعت في ريف حلب الشرقي اشتباكات بين قوات المعارضة وعناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام في محاولة السيطرة على بلدة صرين، بعد أن سيطر تنظيم الدولة في وقت سابق على مدينتي منبج وجرابلس شرق حلب.
في السياق ذاته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان نقلا عن سكان في قرية شيوخ (مائة كيلومتر شمال شرق حلب) إن مقاتلي تنظيم الدولة قتلوا 12 مقاتلا من جماعات مقاتلة، وعشرة على الأقل من القبائل المحليين أحدهم عمره 16 عاما.
وأوضح المرصد أن الرجال أعدموا رميا بالرصاص وبالسكاكين، مضيفا أن تسعة آخرين على الأقل من سكان القرية مفقودون ويشتبه بأنهم قتلوا.
مرتزقة أميركيون يقاتلون دفاعاً عن بشار الأسد
دبي – سعود الزاهد
تتناقل مواقع التواصل الاجتماعي صورا وفيديوهات لاثنين من المرتزقة قادمين من لوس أنجلوس الأميركية للمساهمة في الحرب الدائرة في سوريا للدفاع عن بشار الأسد.
وذكر موقع الإذاعة الفرنسية باللغة الفارسية أن المرتزقين اللذين يظهران في الصور والفيديو هما من أعضاء العصابات الإجرامية اللاتينية في الولايات المتحدة، فأحدهما يدعى “كريبر” من عصابة “جي دبليو13” وزميله “وينو” من عصابة “وست سايد” المعروفة بـ”أرمينيان باور”.
ومن خلال النظرة الأولية للفيدو يبدو أن المرتزقين يحاولان الظهور بمظهر أعضاء العصابات الإجرامية مكونة من أميركيين من أصول أميركية جنوبية والمعروفين بـ”لاتينو”.
في صفوف حزب الله أم الجيش السوري؟
بعض المواقع على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي القريبة من معارضي بشار الأسد تقول إن المرتزقين الأميركيين من أعضاء حزب الله اللبناني، وذلك استنادا إلى صورة يظهر فيها وينو وهو يحمل وشاحا عليه دعائية لحزب الله اللبناني، إلى جانب أحد عناصر هذا الحزب الموالي للأسد، والبعض الآخر يقول إنهما يقاتلان في صفوف الجيش النظامي السوري.
ولكن في واقع الأمر هذان المرتزقان أميركيان من أصول أرمنية سورية، هاجرت أسرتهما منذ سنين إلى لوس أنجلوس، والتحقا بصفوف العصابات الإجرامية في هذه المدينة.
وتفيد التقارير بأن الاسم الحقيقي لوينو هو نرسس كيلاجيان، حيث نشر قبل فترة صورا له على “فيسبوك”، كان التقطها أثناء تواجده في سوريا.
كما نشرت عصابة “أرمينين باور” الأميركية مؤخرا الفديو الذي يظهر فيه “فينو” و”كريبر” مسلحين في سوريا، وتناقلته مواقع عدة على الإنرنت.
نحن نحارب “الإرهابيين”
ويبرر هاروتيون سليمان، قس أرمني حلبي في حديث له مع متعاون مع الإذاعة الفرنسية على اتصال بأرمن سوريا، يبرر تواجد المرتزقة إلى جانب قوات الأسد بذريعة محاربة الإرهاب، قائلا: “أحد الشابين في الفيديو الذي يعرف نفسه “كريبر” اسمه الحقيقي “ديفيد مادريان”، وأسرته كانت من الأسر الأرمنية العريقة في حلب”.
وأضاف: “إنه لم يكن مجرماً ولكن عندما واجه مشاكل قضائية انتقل إلى سوريا ورأيناه وشم جسده من رأسه حتى قدميه، وظهر يحمل السلاح وهو حالق الرأس بعد التحاقه بالقوات الدفاعية التي شكلتها الحكومة، وتفيد أسرته بأنه جرح مؤخرا”.
وأعرب القس عن استغرابه لنشر صورهما بهذه السرعة، مؤكدا أنهما من الأرمن، مضيفا أن الكثير من المسيحيين يفضلون البقاء إلى جانب بشار الأسد هروبا من ضغوط وهجمات المجموعات الجهادية، على حد قوله.
وتفيد آخر التقارير بأن 35 ألفا من الأرمن غادروا منطقة حلب متوجهين إلى جمهورية أرمينيا ولبنان، ولم يبق منهم في هذه المدينة إلا 20 ألف نسمة فقط.
اشتباكات بريف حمص وقصف على يبرود
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
تصاعدت وتيرة الاشتباكات بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة، الخميس، في ريف حمص الغربي بعد أيام من تقدم الجيش في المنطقة، في الوقت الذي تجدد القصف بالصواريخ على مدينة يبرود بريف دمشق.
وقال “اتحاد تنسيقيات الثورة” المعارض إن معارك “عنيفة” اندلعت قرب قلعة الحصن في ريف حمص، وذلك بعد أيام فقط من سيطرة القوات الحكومية على منطقة الزارة القريبة منها.
وذكرت “الهيئة العامة للثورة السورية” أن القوات النظامية مدعومة بحزب الله اللبناني قصفت بصاروخ “أرض-أرض” مدينة يبرود في ريف دمشق التي تعد أحد آخر معاقل المعارضة في منطقة القلمون.
وكانت وسائل الإعلام الرسمية السورية أعلنت الأربعاء أن الجيش السوري سيطر على منطقة مزارع ريما في يبرود وأنه يقترب من السيطرة على المدينة بشكل كامل.
وبث ناشطون على الإنترنت صورا لاستهداف مقاتلي المعارضة لمراكز تجمع القوات الحكومية في حي الرصافة في مدينة دير الزور.
في هذه الأثناء، جدد الطيران المروحي قصف بلدتي حريتان وعندان بريف حلب الشمالي بالرشاشات الثقيلة والبراميل المتفجرة.