أحداث الخميس 13 تشرين الأول 2016
محاولة دولية أخيرة في لوزان ولندن لحل سوري… قبل الانتخابات الأميركية
لندن، الرياض، بيروت – «الحياة»، أ ف ب
أعلنت موسكو عقد اجتماع لوزيري الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف ودول إقليمية في لوزان بعد غد السبت، لبحث الأزمة السورية قبل أن ينتقل كيري إلى لندن للمشاركة في مؤتمر لوزراء خارجية «النواة الصلبة» في «أصدقاء سورية»، في ما يمكن اعتباره فرصة أخيرة أمام كيري للحض على حل للأزمة السورية قبل الانتخابات الأميركية الشهر المقبل، في وقت تقود السعودية وقطر مبادرة دولية حول حلب.
وواصلت طائرات لم يعرف إن كانت روسية أو سورية، غاراتها على الأحياء الشرقية في مدينة حلب بالتزامن مع بدء حملة عنيفة من القصف على شرق دمشق ومع بدء تنفيذ اتفاق جديد لإجلاء مقاتلين معارضين وعائلاتهم من ضواحي دمشق إلى إدلب. (للمزيد)
وبحث وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال استقباله في الرياض أمس المبعوث الخاص لرئيس روسيا الاتحادية للتسوية السورية، ألكسندر لافرينتييف والوفد المرافق له، مستجدات الأوضاع على الساحة السورية، إضافة إلى التحركات الدولية القائمة في هذا الجانب، وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وأعلن الكرملين أن بوتين بحث ونظيره الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، في اتصال هاتفي الأزمة السورية و «أهمية تنسيق جهود المجتمع الدولي في مكافحة خطر الإرهاب، بما في ذلك في إطار حل الأزمة السورية»، وأن بوتين أمل في أن يكون اجتماع لوزان «مثمراً»، ذلك بعدما أعلنت الخارجية الروسية في بيان أمس، أن لقاء سيعقد السبت في لوزان بين كيري ولافروف ووزراء من دول أساسية عدة في المنطقة «لدرس إمكان اتخاذ إجراءات تتيح تسوية النزاع السوري». ونقل موقع «روسيا اليوم» عن لافروف قوله، إن مشاركة الدول الإقليمية في المفاوضات «أمر مهم للغاية والحديث يدور عن إيران والسعودية وتركيا وربما قطر»، لكن لم يتم تأكيد مشاركة إيران. وأشارت الخارجية الروسية إلى أن لافروف بحث مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف هاتفياً «تفعيل الجهود الدولية لكسر الجمود بشأن سورية، وأن الجانبين أكدا تمسكهما بحل سياسي سلمي حصراً على أساس التوافق المشترك بين المكونات العرقية والطائفية والسياسية كافة في البلاد».
وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية جون كيربي، إن كيري سيشارك في اجتماع لوزان ثم ينتقل إلى لندن لمناقشة «مقاربة متعددة الأطراف لحل النزاع في سورية، بما في ذلك وقف مستمر لأعمال العنف واستئناف توزيع المساعدات الإنسانية».
في نيويورك، عبرت أكثر من ٦٠ دولة في مبادرة قادتها السعودية وقطر، عن «الغضب» حيال تصاعد الانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين في حلب، وطالبت المجتمع الدولي بـ «تحمل مسؤولياته واستخدام الوسائل المناسبة لحماية السكان في سورية من الانتهاكات الواسعة النطاق، وإنقاذ المدنيين من تزايد وحشية الحرب والعنف».
وأشارت إلى ما كان أعلنه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بأن «من يستخدمون الأسلحة الأكثر تدميراً يعلمون تماماً ما يفعلون، وأنهم يرتكبون جرائم حرب». ودعت الرسالة «كل أطراف النزاع إلى احترام التزاماتهم الدولية ووقف الهجمات على المدنيين» مشددة على ضرورة إجراء المحاسبة على هذه الجرائم.
ووقّعت الرسالة أكثر من ٦٠ دولة، بينها الولايات المتحدة ومعظم دول أوروبا الشرقية والغربية، ودول أفريقية وآسيوية وأميركية لاتينية وتركيا، ووقّعها من الدول العربية كل من البحرين والأردن والكويت والمغرب وعمان وقطر والسعودية وتونس والإمارات العربية المتحدة واليمن.
ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بـ «مقتل سبعة مدنيين على الأقل نتيجة قصف مدفعي لقوات النظام السوري وغارات على حي الفردوس» شرق مدينة حلب. ويأتي القصف لليوم الثاني على التوالي على حي الفردوس غداة استهداف طائرات روسية عدداً من أحياء شرق حلب التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة في قصف كان الأعنف منذ نحو أسبوع، وفق «المرصد» ومراسل لـ «فرانس برس» في المدينة. وقال «المرصد» أمس، إنه «وثّق مقتل 564 مدنياً بينهم 116 طفلاً و42 مواطنة، بينما أصيب مئات آخرون بجروح، منذ الساعات الأولى لانهيار الهدنة الروسية- الأميركية، عند السابعة من مساء 19 الشهر الماضي».
وأفاد «المرصد» بأنه «ارتفع إلى أكثر من 22 عدد الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية على مناطق في غوطة دمشق الشرقية»، لافتاً إلى أنه «لا تزال الإجراءات مستمرة في منطقتي قدسيا والهامة بين الفصائل المتواجدة في المنطقتين الواقعتين في ضواحي العاصمة دمشق، وبين قوات النظام لبدء نقل نحو 150 مقاتلاً مع المئات من أفراد عوائلهم، على متن حافلات إلى محافظة إدلب».
أوباما يبحث خياراته العسكرية في سورية
واشنطن، لندن، موسكو، أنقرة – رويترز، أ ف ب
قال مسؤولون أميركيون إن من المتوقع أن يجتمع الرئيس الأميركي باراك أوباما غداً (الجمعة) مع كبار مستشاريه للسياسة الخارجية لبحث خيارات عسكرية وخيارات أخرى في سورية مع مواصلة طائرات النظام السوري وروسيا قصف حلب وأهداف أخرى.
وقال المسؤولون لـ «رويترز» إن بعض كبار المسؤولين يرون أنه يجب على الولايات المتحدة التحرك بقوة أشد في سورية وإلا فإنها تخاطر بأن تفقد ما تبقى لها من نفوذ لدى المعارضة المعتدلة ولدى حلفائها من العرب والأكراد والأتراك في القتال ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).
وقال مسؤول طلب عدم الكشف عن اسمه إن بعض الخيارات تشمل عملاً عسكرياً أميركياً مباشراً مثل شن ضربات جوية على قواعد عسكرية أو مخازن للذخيرة أو مواقع للرادار أو قواعد مضادة للطائرات. وأضاف المسؤول أن أحد مخاطر هذا التحرك يتمثل في أن القوات الروسية والسورية غالباً ما تكون متداخلة في ما بينها وهو ما يثير احتمال مواجهة مباشرة مع روسيا يحرص أوباما على تجنبها.
وقال مسؤولون أميركيون إنهم يعتبرون أن من غير المرجح أن يأمر أوباما بضربات جوية أميركية على أهداف للنظام السوري، وأكدوا أنه قد لا يتخذ قراراً في الاجتماع المزمع لمجلسه للأمن القومي.
وذكر المسؤولون أن أحد البدائل هو السماح لحلفاء بتزويد معارضين مسلحين اختارتهم الولايات المتحدة بعد تمحيص بمزيد من الأسلحة المتطورة دون أن تشمل صواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف تخشى واشنطن أنها قد تستخدم ضد طائرات غربية. وامتنع البيت الأبيض عن التعقيب.
وكان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون قال في وقت سابق اليوم، إن بلاده تبحث التدخل العسكري في سورية لكن أي تحرك يجب أن يكون في إطار تحالف يضم الولايات المتحدة متوقعاً ألا يحدث ذلك قريباً.
وقال جونسون للجنة برلمانية «من الصواب الآن أن نبحث مرة أخرى في الخيارات الأكثر تحريكاً للأمور… الخيارات العسكرية»، وأضاف «لكن يجب أن نكون واقعيين في مسألة كيف سيكون ذلك وما يمكن تحقيقه»، وتابع «لا يمكن أن نفعل شيئاً من دون تحالف… من دون أن نفعله مع الأميركيين. أظن أنه لا يزال أمامنا الكثير حتى نصل إلى ذلك لكن هذا لا يعني أن المناقشات لا تجري لأنها تجري بالتأكيد».
وذكرت ناطقة باسم رئيسة الوزراء تيريزا ماي أنه لم تصدر أي قرارات في شأن تغيير بريطانيا نهجها في سورية، وأن الحكومة تبحث مجموعة من الخيارات بينما تسعى إلى المساعدة في إنهاء الصراع. وقالت «نحن في حاجة لأن نفكر ملياً في عواقب أي عمل. نتحدث إلى شركاء في شأن ما إذا كان هناك أي شيء آخر يمكن أن نفعله لإنهاء هذا الصراع المروع».
وأفاد عمال إنقاذ بأن استئناف القصف على شرق حلب الذي تسيطر عليه المعارضة أودى بحياة أكثر من 150 شخصاً هذا الأسبوع بينما تكثف الحكومة السورية هجومها المدعوم من روسيا لاستعادة المدينة بأكملها. وتنحي سورية وروسيا باللائمة على خصومهما في انهيار وقف لإطلاق النار وتقولان إنهما لا تستهدفان سوى المسلحين في المدينة.
وقال جونسون الذي وصف تصرفات روسيا في سورية بالوحشية إن من المهم عدم إثارة آمال زائفة في شأن فكرة منطقة حظر للطيران فوق أجزاء من سورية لمنع الغارات الروسية والسورية على حلب. وأضاف «نعرف صعوبات وتداعيات منطقة لحظر الطيران أو منطقة لحظر القصف. لكن إذا كان هناك المزيد الذي يمكننا فعله على نحو عقلاني وعملي مع حلفائنا حينها ينبغي لنا بالتأكيد أن نفكر في هذه الإجراءات».
وقالت روسيا إنها سترحب بمشاركة بريطانيا إذا استهدفت «الإرهابيين» وليس قوات الأسد. وذكر جونسون الذي قال إن من الخيارات الأخرى تشديد العقوبات على الأطراف الرئيسة في إدارة الأسد أنه سوف يستضيف اجتماعاً بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزراء خارجية أوروبيين في لندن الأحد المقبل لبحث الوضع.
ومن المقرر أن يحضر كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف اجتماعاً في لوزان السبت المقبل لإجراء محادثات في شأن سورية. وكانت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قالت اليوم، إن روسيا دعت شركاءها في المنطقة إلى عدم تزويد مقاتلي المعارضة السورية بالصواريخ المحمولة المضادة للطائرات، وأضافت أن أي أعمال عدائية ضد روسيا في سورية لن تمر من دون رد مناسب من موسكو.
وأكد الجيش الروسي اليوم استعداده لضمان «انسحاب آمن» لمقاتلي المعارضة من أحياء حلب الشرقية مع أسلحتهم. وقال الليفتنانت جنرال سيرغي رودسكوي في تصريح نقلته محطات التلفزيون «نحن مستعدون لضمان الانسحاب الآمن للمقاتلين مع أسلحتهم والعبور الحر للمدنيين من وإلى حلب الشرقية، وكذلك إيصال المساعدات الإنسانية إليها».
إلى ذلك، قال الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين اليوم، إن تركيا لديها معلومات عن وجود مئات عدة من مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية في المنطقة المحيطة بمدينة منبج السورية على رغم مطالباتها بانسحابهم. وقال كالين للصحافيين في أنقرة إن تركيا مازالت مصرة على ضرورة تقهقر هؤلاء المقاتلين إلى شرق نهر الفرات. وتوغلت تركيا في شمال سورية منذ ما يقرب من شهرين لدعم المعارضة السورية في معركتها ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) ووقف مكاسب الأكراد على الأرض.
موسكو تندد بـ «هستيريا أعدائها» وتنفي التورط في قصف قافلة حلب
موسكو – رائد جبر
ردّت روسيا بعنف على «هستيريا العداء لها» بعد دعوة وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إلى التظاهر أمام سفارتها في لندن احتجاجاً على دورها في سورية. واعتبرت اتهامه إياها بالتورط في قصف قافلة إنسانية في مدينة حلب، وصولاً إلى تحميلها «كل خطايا» هذه الحرب، «مخجلةً».
وفيما شدد الكرملين على واجب ضمان بريطانيا سلامة الديبلوماسيين الروس على أراضيها، تنفيذاً لمعاهدة فيينا، انتقد الرئيس فلاديمير بوتين خلال منتدى حواري «غضب الأوروبيين» من استخدام روسيا حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن، «لأنهم كانوا يتوقعون ذلك». وزاد: «لا يجب أن يغضب الشركاء بسبب الفيتو، بل نحن».
وسخرت وزارة الدفاع الروسية من اتهام وزير الخارجية البريطاني، مشيرة إلى أن «الحادث حصل الشهر الماضي، واكتشفه وزير الخارجية البريطاني للتو»، وكذلك من «المصادر» التي قال جونسون إنها «تثبت تورط موسكو» في قصف القافلة، قائلة إنه «اعتمد على صور متاحة للجميع التقطتها أقمار اصطناعية، لكنها لا تثبت وجود الطيران الروسي في منطقة مرور القافلة». وطالبته بتقديم أدلة تثبت أن اتهاماته «ليست عاصفة في كوب من الماء اللندني العكر».
واعتبرت الوزارة أن روسيا «تواجه موجة ثالثة من الاتهامات في شأن تورطها المزعوم بتدمير القافلة الإنسانية في حلب، بعد حديث عن إفادات لشهود تبيَّن أنهم مسلحون من «جبهة النصرة»، ثم عن أدلة قاطعة قدمتها الاستخبارات الأميركية تنصل منها لاحقاً رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية الجنرال جون دانفورد أمام الكونغرس».
وأوضح بوتين في المنتدى الحواري أن بلاده «أبدت استعدادها لتأييد مبادرة مبعوث الأمم المتحدة لسورية ستيفان دي ميستورا، حول خروج المسلحين من حلب، ووافقت فرنسا فانتظرنا عملاً بناءً مشتركاً معها ومع أعضاء آخرين في مجلس الأمن، لكن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت غادر موسكو إلى واشنطن، ثم اتهم مع جون كيري (وزير الخارجية الأميركي) في اليوم التالي روسيا بكل الخطايا. وبعدها لم يتحدث معنا أحد ولم يناقشنا، وطرحوا قرار مجلس الأمن الذي كانوا يتوقعون فيتو روسياً عليه».
واعتبر بوتين أن إصرار باريس على طرح مشروعها للتصويت «أطلق العنان للهستيريا ضد روسيا»، واصفاً الانتقادات والضغوط الممارسة على روسيا من جانب الغرب بأنها «ابتزاز لن يمر».
وتزامنت زيادة سخونة التصريحات المتبادلة بين موسكو والغرب مع إقرار مجلس الفيديرالية (الشيوخ) الروسي قانون الوجود العسكري الدائم في سورية، وتحدث عن استخدام القواعد العسكرية والأراضي الملحقة بها وبناها التحتية بلا مقابل، مؤكداً أن القواعد الروسية لا تخضع لسلطة القوانين السورية، وأن العسكريين الروس في سورية يتمتعون بامتيازات وحصانات كاملة مع جميع أفراد عائلاتهم.
وتواصل أيضاً تعزيز الوجود العسكري الروسي في سورية عبر إعلان إرسال حاملة الطائرات «الأميرال كوزنيتسوف» إلى سواحل هذا البلد، مع «كامل حمولتها من طائرات سوخوي 33 وسوخوي 25 ومروحيات كا27 وكا29» التي يتوقع أن تفرغها في طرطوس قبل أن تتوجه إلى سواحل مصر.
وكشفت صحيفة «إزفيستيا» أن موسكو تبحث مع القاهرة إمكان مشاركة «الأميرال كوزنيتسوف» في مناورات مشتركة في المتوسط الربيع المقبل.
استمرار قصف شرق حلب… وعشرات الغارات على غوطة دمشق
لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب
قتل سبعة مدنيين على الأقل الأربعاء نتيجة قصف جوي ومدفعي استهدف حي الفردوس الذي تسيطر عليه الفصائل المعارضة في شرق حلب، في وقت تعرضت الغوطة الشرقية لدمشق لعشرات الغارات.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بـ «مقتل سبعة مدنيين على الأقل جراء قصف مدفعي لقوات النظام السوري وغارات على حي الفردوس» شرق مدينة حلب.
ولم يعرف وفق «المرصد» إذا كانت الطائرات التي نفذت الغارات سورية أم روسية. لكن أشار الى أن عدد القتلى مرشح للازدياد لوجود جرحى في حالات خطرة ومفقودين ما زالوا تحت أنقاض الدمار الذي خلفه القصف.
ويأتي القصف لليوم الثاني على التوالي على حي الفردوس غداة استهداف طائرات روسية عدداً من الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة في شكل مكثف أمس، في قصف كان الأعنف منذ نحو أسبوع، وفق «المرصد» ومراسل لفرانس برس في المدينة.
وتسببت الغارات الروسية أمس على الفردوس وأحياء أخرى، بينها بستان القصر والقاطرجي، في مقتل 27 مدنياً على الأقل بينهم أربعة أطفال.
بين الناجين من قصف الفردوس الثاثاء الطفل جميل مصطفى حبوش (13 عاماً) الذي تمكنت فرق الدفاع المدني من انتشاله من تحت أنقاض مبنى دمرته الغارات بعد أربع ساعات من العمل المتواصل، وفق ما أفاد مصور لوكالة فرانس برس في موقع الغارة.
وقال أن عناصر الدفاع المدني سمعوا صراخه من تحت الركام قبل أن يبدأوا البحث عنه. وبعد العثور عليه تم وضع قناع اوكسيجين على وجهه لمساعدته على التنفس.
وتبين لاحقاً أن عائلته كانت أيضاً معه تحت الأنقاض، وتم انتشال جثتي والده وشقيقه الصغير فيما نقلت والدته في حالة خطرة الى المستشفى.
وتنفذ قوات النظام السوري منذ 22 ايلول (سبتمبر) هجوماً على الأحياء الشرقية في حلب وتدور منذ ذلك الحين اشتباكات على محاور عدة، إلا أن الجيش النظامي السوري أعلن في الخامس من تشرين الأول (اكتوبر) «تقليص» عدد الضربات الجوية والمدفعية على مواقع الفصائل.
وتركز القصف الجوي منذ ذلك الحين على مناطق الاشتباك في المدينة وتحديداً حي بستان الباشا (وسط) وحي الشيخ سعيد (جنوب)، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والفصائل.
ومنذ بدء الهجوم، أحصى «المرصد» مقتل اكثر من 300 شخص، غالبيتهم الساحقة من المدنيين نتيجة الغارات والقصف على الأحياء الشرقية. وقال «المرصد» امس أنه «وثق مقتل 564 مدنياً بينهم 116 طفلاً و42 مواطنة، بينما أصيب مئات آخرون بجروح، منذ الساعات الأولى لانهيار الهدنة الروسية الأميركية – الروسية، عند السابعة من مساء 19 الشهر الماضي جراء القتل اليومي المتواصل بحق المواطنين من أبناء الشعب السوري في مدينة حلب وريفها، نتيجة لقصف الطائرات الحربية الروسية والتابعة للنظام وقصف قوات النظام على أحياء حلب الشرقية وأريافها الشمالية والشرقية والغربية والجنوبي، وسقوط القذائف على أحياء المدينة الغربية».
وغالباً ما ترد الفصائل المعارضة على الغارات بإطلاق قذائف على الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام. وقتل اربعة أشخاص الثلثاء وأصيب 14 آخرون جراء قذائف أطلقتها الفصائل على غرب المدينة، وفق «المرصد». وقال: «سقطت مجدداً عدة قذائف على مناطق في حي الفرقان الذي تسيطر عليه قوات النظام بمدينة حلب، في حين تجددت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جانب آخر، في حي الشيخ سعيد الواقعة في الأطراف الجنوبية للأحياء الشرقية بمدينة حلب، وسط قصف متبادل بين الطرفين، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بينهما في محيط منطقة دوار بعيدين».
على صعيد متصل، تمكنت الفصائل الإسلامية والمقاتلة المدعمة بالدبابات والطائرات التركية بريف حلب الشمالي الشرقي من التقدم مجدداً واستعادة السيطرة على قرية كفرة القريبة من بلدة صوران اعزاز بالريف الجنوبي الشرقي لبلدة الراعي الحدودية، بعد اشتباكات مع تنظيم «داعش»، حيث كانت الفصائل سيطرت بعد ظهر اول أمس على القرية، وعادت لتخسره مع بلدة احتيملات لمصلحة التنظيم، حيث ترافقت الاشتباكات مع قصف للفصائل على مناطق الاشتباك ومواقع التنظيم فيها.
في ريف ادلب، قال «المرصد» أنه «انفجرت عبوة ناسفة على الطريق الواصل بين منطقتي أرمناز والبيرة بريف إدلب، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى، كما قصفت قوات النظام مناطق في مدينة جسر الشغور بالريف الغربي لإدلب، بالتزامن مع غارات للطائرات الحربية على مناطق في المدينة، وأماكن أخرى في ريفها الغربي وأطراف قريتي الحسانية والشغر». وأشار الى شن طائرات حربية «غارات مستهدفة أماكن في منطقة كبانة الواقعة بجبل الأكراد في الريف الشمالي الشرقي للاذقية، دون معلومات عن خسائر بشرية».
في الوسط، قال «المرصد»: «قصفت الطائرات الحربية مناطق في قرية الطيبة الغربية بريف حمص الشمالي، في حين استهدفت الطائرات الحربية أماكن في قرية أم شرشوح بالريف ذاته، فيما قصفت قوات النظام مناطق في قرية تير معلة».
في الجنوب، أفاد «المرصد» بأنه «ارتفع إلى أكثر من 22 عدد الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية على مناطق في غوطة دمشق الشرقية، حيث استهدفت الطائرات الحربية مجدداً بست غارات مناطق في بلدات ومدن كفربطنا وسقبا وعربين، ما أسفر عن استشهاد شخص وسقوط 3 جرحى بينهم طفل في كفربطنا، بينما أصيب 10 آخرون من ضمنهم أطفال ومواطنات في سقبا، في حين استشهد 3 بينهم مواطنتان وسقط نحو 10 جرحى في عربين». وكانت الطائرات الحربية استهدفت صباحاً بـ16 غارة مناطق في مدينة دوما وبلدة كفربطنا ومدينة زملكا أسفرت عن سقوط جرحى وتزامنت مع قصف لقوات النظام على مدينة دوما ومناطق أخرى في غوطة دمشق الشرقية ما خلف عدداً من القتلى في دوما. وأشار الى «تعرض مناطق في حي جوبر بالأطراف الشرقية للعاصمة، لقصف متجدد من قبل قوات النظام».
في ريف درعا، قال «المرصد» أن امراة قتلت «جراء سقوط قذائف على مناطق في مدرسة بمدينة درعا، ليرتفع إلى 7 بينهم 6 أطفال عدد الشهداء الذين استشهدوا جراء سقوط قذائف على مدرسة في مناطق سيطرة قوات النظام بمدينة درعا».
واشنطن لا تعتبر القوات التركية «جزءاً من التحالف»
واشنطن – جويس كرم؛ بغداد – «الحياة»
واصلت تركيا حملتها على الحكومة العراقية وكثفت وجودها العسكري على الحدود، وقال الرئيس رجب طيب أردوغان إن معركة الموصل «تُحدث تغييراً في التوازنات الإقليمية» ولن يُسمح بأن تسفر العملية عن «صراع طائفي ودماء ونار»، فيما رفعت الولايات المتحدة الغطاء عن القوات التركية الموجودة قرب المدينة في بلدة بعشيقة، مؤكدة أنها «ليست جزءاً من التحالف الدولي» الذي تقوده، ودعتها إلى تسوية الخلافات مع بغداد من «خلال الحوار». (للمزيد)
وفي توضيح لتأكيداته السابقة أنه لن يسحب قواته من العراق، وأن وجودها يمنع التغيير الديموغرافي في الموصل و «يحمي الأقليات»، قال أردوغان أمس، خلال احتفال للهيئة القضائية، إن بلاده «مستهدفة بشكل شرس في ما يتعلق بمعركة الموصل لأنها تحدث تغييراً في التوازنات الإقليمية»، مشدداً مرة أخرى على المشاركة في المعركة.
وفي السياق ذاته، قال نائب رئيس الوزراء نعمان قورتولموش أمس، إن قوات بلاده ستبقى في شمال العراق إلى أن «يطرد داعش» من الموصل. ونقلت وكالة «الأناضول» عنه قوله إن أنقرة «لا تتحرك بناء على أوامر من الآخرين، ووجود جنودها في معسكر بعشيقة سيستمر حتى يتم تحرير المدينة». وأضاف «أياً كان سكان الموصل، عرباً أو تركماناً، فقد عاشوا معاً لقرون وسيستمرون على هذا المنوال. ولن يسمح الناس هناك بتغيير ذلك. القوة التركية في المنطقة ليست محل نقاش».
في واشنطن، قال مسؤول في الخارجية الأميركية لـ «الحياة»، إن القوات التركية الموجودة قرب الموصل «ليست جزءاً من التحالف الدولي». ودعا «كل جيران العراق إلى احترام سيادته ووحدة أراضيه»، كما دعا بغداد وأنقرة إلى الحوار «للوصول إلى حل سريع لهذه المسألة والتركيز على عدوهما المشترك داعش، فعلى جميع الأطراف التنسيق بشكل وثيق لتوحيد الجهود في المعركة».
وشددت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، على أن «على كل القوات الدولية التنسيق مع الحكومة، برعاية التحالف». وقال الناطق باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) جيف ديفيس، إن «العراق دولة ذات سيادة، وأي قوات على الأرض يجب أن تأخذ موافقة حكومته».
في بغداد، أعلن مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي أمس، عزمه على نشر وثائق تؤكد بطلان ادعاءات تركيا شرعية وجود قواتها في بعشيقة، وأوضح أن «تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان التي ادعى فيها أن هذه القوات موجودة بطلب عراقي، وأنها دخلت على هذا الأساس، تصريحات عارية من الصحة».
من جهة أخرى، أفادت وكالة «دوغان» التركية، بأن الجيش أرسل تعزيزات إلى الحدود العراقية تتضمن دبابات ومدرعات وأسلحة ثقيلة لإسناد عملياتها المستمرة ضد عناصر حزب العمال الكردستاني». وأضافت أن «التعزيزات تحركت عبر الطريق الرئيسي لمدينة ماردين ومن ثم نحو المعبر الحدودي».
في بغداد أيضاً، نقلت تقارير صحافية عن مسؤولين عراقيين وأميركيين قولهم إن مسلحي «داعش» نشروا الشراك الخداعية في مختلف أنحاء الموصل وحفروا خنادق وجندوا الأطفال لأداء أدوار الجواسيس، تحسباً لمعركة وشيكة لإخراجهم من معقلهم في العراق.
وقال هوشيار زيباري الذي كان وزيراً للمال والخارجية، إن الإرهابيين «يتحصنون للقتال وهم أكثر حذراً وقد حلقوا لحاهم للاختلاط بالسكان وينقلون مقارهم الرئيسية باستمرار». ويتطابق كلام زيباري، وهو قيادي في الحزب «الديموقراطي الكردستاني» ومطّلع على المعلومات الخاصة بتحركات «داعش»، مع ما أعلنه الكولونيل جون دوريان، الناطق باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، من أن التنظيم يعمد إلى نقل مسلحيه وعتاده عبر أنفاق تحت الأرض، موضحاً: «ترى مسلحاً يدخل من مكان ويخرج من مكان آخر. وهذه المداخل مكشوفة على الدوام وهي هدف له الأولوية» في المعركة المقبلة. وتابع أن الإرهابيين «أقاموا تحصينات خرسانية ويستخدمون الكتل لسد المداخل أمام القوة المهاجمة، وحفروا خندقاً عرضه متران وعمقه متران حول المدينة لملئه بالنفط لزيادة صعوبة توجيه الضربات الجوية».
لوزان تستضيف لقاء دولياً جديداً حول سوريا السبت
أكدت وزارة الخارجية الروسية أن لقاء وزارياً حول سوريا بمشاركة روسيا والولايات المتحدة وبعض الدول الإقليمية المؤثرة، سيُعقد في لوزان يوم السبت المقبل.
وذكرت الوزارة في بيان، الاربعاء، أنه “تنفيذاً لاتفاق بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري، سيُعقد في لوزان اجتماع لوزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة وعدد من دول المنطقة المؤثرة لدراسة الخطوات الإضافية المحتملة من أجل توفير الظروف لتسوية الأزمة السورية”.
بدوره، أوضح لافروف، في مقابلة مع قناة “سي إن إن” الأميركية، وستُبثّ بالكامل مساء الأربعاء، أن السعودية وتركيا و”ربما قطر” ستُشارك في المفاوضات بلوزان، بالإضافة إلى الوفدين الروسي والأميركي.
وقال: “إننا نريد عقد لقاء للدول ذات التأثير المباشر على التطورات الميدانية، ومنها روسيا والولايات المتحدة، وثلاث أو أربع دول إقليمية. نريد عقد لقاء بمثل هذا النطاق الضيق، لكي يكون هناك حوار عملي، وليس مناقشة على غرار ما يجري في الجمعية العامة للأمم المتحدة. ومن المقرر عقد هذا اللقاء يوم السبت”.
وأكد لافروف أن مشاركة الدول الإقليمية في المفاوضات حول سوريا أمر مهم للغاية، موضحا أن الحديث يدور عن إيران والسعودية وتركيا وربما قطر.
واستطرد قائلاً: “آمل في أن يساعد اللقاء في إطلاق الحوار السوري، على أساس المبادئ المنصوص عليها في الاتفاق الروسي الأميركي الذي حظي بترحيب واسع، ولكن لم يتم تنفيذه”.
كما ذكر لافروف أنه لا يجوز الاعتماد على المعارضة السورية التي تعرقل المفاوضات، واصفاً موقف هؤلاء المعارضين بأنه غير مسؤول على الإطلاق. وشدد على أن مطالبهم برحيل الرئيس السوري بشار الأسد تتعارض وقرارات مجلس الأمن الدولي.
(روسيا اليوم)
مستشار كلينتون: بددنا 500 مليون دولار لتدريب المعارضة السورية
كشفت “وثائق بوديستا”، التي سرّبها موقع “ويكيليكس” أن الإدارة الأميركية بدّدت 500 مليون دولار لتدريب المُعارضة السورية من دون الحصول على شيء في المقابل.
وأشارت الوثائق إلى أن مستشاري هيلاري كلينتون نصحوها بوضع نفسها في مواجهة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وإعلان أهداف يُمكن تحقيقها.
وقال أحد الشركاء في شركة “Anzalone Liszt Grove Research” التي قُدّمت لوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون الخدمات الاستشارية جون أنزالون، في رسالة مُسرّبة بتاريخ 19 تشرين الثاني 2015: “يتناول خطاب كلينتون مناطق حظر جوي جديدة في سوريا. كيف يرتبط ذلك بحملة قصف شنّتها روسيا؟ ألا ينبغي (على كلينتون) اتهام الروس بمفاقمة الأوضاع؟ قد يظهر ذلك قوتها. لتضع نفسها في مواجهة بوتين”.
وأشار أنزالون إلى أن استخدام كلينتون عبارة “وضع حد لحكم الأسد” لا يتوافق مع الواقع السياسي في سوريا. وحثّ المُرشّحة على عدم الاكتفاء في تصريحاتها بذكر ضرورة التعامل مع الشركاء العرب، بل دعوة “دول معينة” إلى إرسال جنود وتقديم طائرات ومعدات وتدريب وأموال لمحاربة تنظيم “داعش”.
وقال المستشار: “بدّدنا 500 مليون دولار لتدريب مقاتلي المعارضة السورية ولم نحصل على شيء في المقابل. كنا على مدى عشر سنوات، نُدافع عن العراق ونُدرّب جيشه لنُتابع لاحقاً خسائره. لا يكفي مجرد الإعلان مرة أخرى عن ضرورة تدريب السنّة وإدخالهم في القتال داخل المنطقة، بل يجب تسمية الذين يجب انضمامهم إلينا في ميادين القتال، في الشرق الأوسط، بدقّة”.
يُشار إلى أن كلينتون أخذت بعدد من النصائح التي حصلت عليها من مستشارها، إذ انتقدت في تصريحاتها بعد أيام من التاريخ المذكور دور الرئيس الروسي، وتطرّقت إلى مسألة مناطق حظر جوي، متجنّبة في الوقت نفسه التركيز على تسمية حلفاء الولايات المتحدة في محاربة “داعش”.
(“السفير”)
وزير الخارجية: بريطانيا تبحث خيارات عسكرية في سوريا
لندن- رويترز- قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون اليوم الخميس إن بلاده تبحث خياراتها العسكرية في سوريا، لكن أي إجراء يجب أن يكون في إطار تحالف يضم الولايات المتحدة، متوقعاً ألا يحدث ذلك قريباً.
وخسرت الحكومة البريطانية تصويتاً برلمانياً في 2013 على خطط لقصف قوات النظام السوري، لكنها تشارك في غارات ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا منذ حصولها على موافقة المشرعين في ديسمبر كانون الأول الماضي.
وتعكس تعليقات جونسون إحباطاً تشترك فيه عواصم غربية أخرى إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية في سوريا وما وصفه بالدور الوحشي الذي تقوم به روسيا إلى جانب قوات النظام، لكن أي إجراء يجب أن يأتي في إطار تحالف يضم الولايات المتحدة ومن المستبعد أن يحدث قريباً.
وقالت المتحدثة باسم ماي، رداً على سؤال عن تصريحات جونسون، “لا توجد خطط لعمل عسكري. نعمل مع المجتمع الدولي بشأن كيفية إنهاء الصراع″. وأضافت أن هناك عدة خيارات متاحة.
وأبلغ جونسون لجنة برلمانية أنه “من الصواب الآن أن نبحث مرة أخرى في الخيارات الأكثر حركية.. الخيارات العسكرية”. وأضاف قائلاً “لكن يجب أن نكون واقعيين في مسألة كيف سيكون ذلك وما يمكن تحقيقه”.
وتابع قائلاً “لا يمكن أن نفعل شيئاً بدون تحالف… بدون أن نفعله مع الأمريكيين. أظن أنه لا يزال أمامنا الكثير حتى نصل إلى ذلك، لكن هذا لا يعني أن المناقشات لا تجري، لأنها تجري بالتأكيد”.
وقالت المتحدثة باسم ماي أن الحكومة تبحث مجموعة من الخيارات، بينما تسعى للمساعدة في إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات في سوريا.
وأضافت قائلة “نحن بحاجة لأن نفكر ملياً في عواقب أي عمل. نتحدث إلى شركاء بشأن ما إذا كان هناك أي شيء آخر يمكن أن نفعله لإنهاء هذا الصراع المروع″.
وأفاد عمال إنقاذ بأن استئناف القصف على شرق حلب، الذي تسيطر عليه المعارضة، أودى بحياة أكثر من 150 شخصاً هذا الأسبوع، بينما تكثف قوات النـظام هجومها المدعوم من روسيا لاستعادة المدينة بكاملها. وتلقي النظام وروسيا باللائمة على خصومهما في انهيار وقف لإطلاق النار ويقولان إنهما يستهدفان فقط المسلحين في المدينة.
وقال جونسون إن من المهم عدم إثارة آمال زائفة بشأن فكرة منطقة لحظر الطيران فوق أجزاء من سوريا لمنع الغارات الجوية لروسيا وقوات النظام على حلب.
وأضاف قائلاً “نعرف صعوبات وتداعيات منطقة لحظر الطيران أو منطقة لحظر القصف. لكن إذا كان هناك المزيد الذي يمكننا فعله على نحو عقلاني وعملي مع حلفائنا عندئذ ينبغي لنا بالتأكيد أن نفكر في هذه الإجراءات”.
وقالت روسيا إنها سترحب بمشاركة بريطانيا إذا استهدفت الإرهابيين وليس قوات الأسد.
وذكر جونسون -الذي قال إن من الخيارات الأخرى تشديد العقوبات على الأطراف الرئيسية في إدارة الأسد- أنه سيستضيف اجتماعاً بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزراء خارجية أوروبيين في لندن يوم الأحد لبحث الوضع.
ومن المقرر أن يحضر كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف اجتماعاً في لوزان يوم السبت لإجراء محادثات بشأن سوريا.
وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيقولون إن هجوم حلب “ربما يرقى إلى جرائم حرب”
لوكسمبرج ـ رويترز ـ ذكرت مسودة بيان قبل اجتماع يعقد بين وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين إنهم سيقولون إن الهجوم على الشطر الشرقي الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة في حلب يشكل تصعيدا كارثيا في الحرب وإن أفعال الجيش هناك “ربما ترقى إلى جرائم حرب”.
وذكرت أحدث مسودة للبيان المشترك الذي سيصدر عن الوزراء وأطلعت عليه رويترز اليوم الخميس “منذ بداية الهجوم الذي شنه النظام (السوري) وحلفاؤه وكثافة القصف الجوي ومداه على شرق حلب مفرطة بشكل واضح.”
وأضافت مسودة البيان “الاستهداف المتعمد للمستشفيات والطواقم الطبية والمدارس والبنية التحتية الضرورية إضافة إلى استخدام البراميل المتفجرة والقنابل العنقودية والأسلحة الكيماوية يمثل تصعيدا كارثيا في الصراع ويتسبب في سقوط ضحايا مدنيين على نطاق واسع منهم نساء وأطفال. وقد يرقى الكثير من ذلك لجرائم الحرب.”
الجيش الروسي مستعد لضمان “انسحاب آمن” لمقاتلي المعارضة من حلب
موسكو- أ ف ب- أعلن الجيش الروسي الخميس استعداده لضمان “انسحاب آمن” للمسلحين المعارضين من احياء شرق حلب مع اسلحتهم في حين يوجه الغرب انتقادات حادة لحملة القصف المستمرة على هذه الاحياء.
وقال الليفتنانت جنرال سيرغي رودسكوي في تصريح نقلته محطات التلفزيون “نحن مستعدون لضمان الانسحاب الآمن للمقاتلين مع اسلحتهم والعبور الحر للمدنيين من شرق حلب واليها وكذلك ايصال المساعدات الانسانية اليها”.
واضاف ان الجيش الروسي مستعد “لبحث اية مبادرة أو اقتراح”.
وكان الجيش الروسي اعلن في نهاية تموز/ يوليو اقامة اربعة ممرات انسانية اضافية حول حلب اضافة إلى نقاط خروج آمن اخرى اعلنت قبل ذلك.
وقالت موسكو ان تلك الممرات اتاحت خروج 169 مدنيا و69 مسلحا من شرق حلب.
وياتي التصريح قبل اجتماع دولي السبت في لوزان بين الروس والاميركيين وممثلين عن دول المنطقة حول سوريا.
وسيكون لقاء لوزان الاول لوزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف والولايات المتحدة جون كيري منذ اعلان واشنطن في نهاية ايلول/ سبتمبر تجميد المفاوضات مع موسكو وفشل هدنة رعاها البلدان في سوريا ما ادى الى توتر كبير بينهما.
ومن المقرر أن يتوجه كيري غداة اجتماع لوزان إلى لندن للقاء “شركائه الدوليين” ما يعني على الارجح نظراءه في فرنسا والمانيا وبريطانيا.
الصواريخ الروسية تخلف عشرات القتلى والجرحى في قصف سوق شعبية في حلب السورية
«جيش التحرير» يحتجز منشقين عن تنظيم «الدولة» ومخابرات غربية تعمل على إنشاء سكة حديد تحت الأرض
عواصم ـ وكالات «القدس العربي»: سقط عشرات القتلى والجرحى في حي الفردوس في مدينة حلب إثر استهداف سوق شعبية من قبل الطائرات الحربية الروسية أمس الأربعاء.
وقال أبو جعفر كحيل، مدير الطب الشرعي في مدينة حلب، الخاضعة لسيطرة المعارضة في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية إن «أكثر من 40 قتيلاً وعشرات الجرحى سقطوا في قصف الطيران الحربي الروسي لسوق شعبية في حي الفردوس الخاضع لسيطرة المعارضة في مدينة حلب، وإن أكثر من 15 جريحا حالتهم حرجة نظراً لعدم وجود الإمكانية الطبية لمعالجتهم وإجراء عمليات جراحية».
وأشار إلى أن القصف تم بصاروخين أحدهما ارتجاجي والآخر فراغي على السوق، أثناء تواجد مئات المدنيين لشراء حاجياتهم.
وأضاف كحيل أن «الطائرات الروسية قصفت اليوم (أمس) بصاروخ فراغي حي الأنصاري، مما تسبب بسقوط قتلى وجرحى ودمار كبير في المنطقة التي تعرضت للقصف، ولا زلنا ننتظر الحصيلة الأولية للضحايا».
وفي حي الهلك سقط عدد من القتلى والجرحى في استهداف الطيران الحربي الحي بالصواريخ الارتجاجية فيما تعرض حي الحيدرية لقصف مدفعي مخلفا عددا من الجرحى.
وذكرت مصادر إعلامية في المعارضة أن القوات الحكومية الموجودة في بلدتي نبل والزهراء قصفت بلدتي حيان وبيانون الخاضعتين لسيطرة المعارضة بريف حلب الشمالي بـ 25 صاروخا، بعضها من طراز «فيل» ذي القوة التدميرية الكبيرة، مما أسفر عن دمار في المنازل وأضرار مادية أخرى.
من جهة أخرى، أقامت جماعة «جيش التحرير» معسكرا شمالي سوريا لاحتجاز العشرات من المنشقين عن التنظيم المعروف باسم «الدولة الإسلامية»، حسبما علمت «بي بي سي».
ويحتجز حوالي 300 من السجناء، وهم من أوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في كثير من الحالات مع أسرهم، في المعسكر الموجود في محافظة إدلب.
وقال محمد الغابي القائد في جماعة «جيش التحرير»: «نحاول إعادة تأهيلهم وأن نغير تفكيرهم، ومن أراد العودة إلى وطنه سمحنا له بالاتصال بسفارة بلده والتنسيق معها عبرنا»، حسبما ذكرت «بي بي سي».
وسُمح للبعض بالعودة إلى بلدانهم في أوروبا بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، وقد يواجهون السجن هناك.
وحول أسباب الانشقاق قال أحد السجناء «يعاملوننا معاملة سيئة للغاية، خاصة الأشخاص من بلاد أخرى. من الصعب علينا للغاية أن نعيش هنا. نحن معتادون على الكثير من الأمور… ثم جئنا إلى هنا حيث بدأوا في إساءة معاملتنا». وأضاف «تعطيهم حياتك، ثم يبدأون في السيطرة على حياتك. يستغلونك لأمور سيئة».
وبين المنشقين مواطنون من فرنسا وبولندا وهولندا ومن دول شرق أوسطية وآسيوية.
وقال الغابي إن الأعداد في ازدياد «مع انهيار تنظيم الدولة»، بفعل هجوم لمسلحي المعارضة المدعومين من تركيا شمالي سوريا، في هجوم عرف بعملية «درع الفرات».
وقال الغابي إن المنشقين أبلغوه أن تنظيم «الدولة» في انهيار منذ حوالي 8 شهور لكن العملية الأخيرة فاقمت من عملية الانهيار وشجعت مسلحين في التنظيم على تركه.
وقال أحد هؤلاء المنشقين، وكنيته أبو سميل، إنه غادر وطنه هولندا متوجها إلى بلجيكا، ومن ثم إلى غازي عنتاب في تركيا.
وقال إنه تظاهر بأنه يريد قضاء إجازة ويحب الحفلات حتى يتجنب الشبهات، لكن «الدخول إلى سوريا كان أسهل من مغادرتها» كما قال.
يأتي ذلك فيما يتم العمل على إنشاء خط سكة حديد تحت الأرض في سوريا، بالتعاون بين منظمات تنتمي للمعارضة ومخابرات أوروبية، بهدف إلقاء القبض على أنصار لتنظيم «الدولة» وإعادتهم إلى بلدانهم، حسبما ذكرت «بي بي سي».
وفي مدينة الرقة بدأ مسلحون ينتمون لتنظيم «الدولة» بإرسال رسائل إلى منظمات معارضة أخرى طلبا لمساعدتها في فرارهم مع عائلاتهم.
وقد تمكن ما لا يقل عن ستة من المسلحين من الفرار حتى الآن ومغادرة سوريا، وهم يواجهون السجن في بلدانهم، حسب بعض فصائل المعارضة.
وقال الغابي إنهم لن يسمحوا للجميع بالمغادرة، بل سيخضع البعض لمحاكمات شرعية وقد يحكمون بالإعدام.
يأتي ذلك فيما تبحر حاملة الطائرات الروسية «الأميرال كوزنيتسوف» في الشهر الجاري باتجاه سواحل سوريا، مع كامل حمولتها من الطائرات والأسلحة، لتتوجه بعد إنجاز مهمتها هناك، إلى السواحل المصرية، طبقا لما ذكره موقع «روسيا اليوم» أمس الاربعاء.
ورجحت مصادر في وزارة الدفاع الروسية أن تشارك السفينة والطائرات على متنها في عمليات محاربة الإرهاب خلال تواجدها في المتوسط.
اجتماعان دوليان حول سوريا في لوزان ولندن
عواصم ـ وكالات: قالت وزارة الخارجية الأمريكية أمس الأربعاء إن اجتماعا دوليا ثانيا سيعقد يوم الأحد المقبل في لندن لبحث النزاع الدامي في سوريا، بعد يوم من محادثات يجريها وزير الخارجية جون كيري مع وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف في سويسرا بحضور دبلوماسيين من المنطقة.
وقال المتحدث باسم الخارجية جون كيربي إن جون كيري سيشارك في الاجتماعين لمناقشة «مقاربة متعددة الأطراف لحل النزاع في سوريا بما في ذلك وقف مستمر لأعمال العنف واستئناف توزيع المساعدات الإنسانية».
وسيشارك في اجتماع لوزان بسويسرا في 15 تشرين الاول/اكتوبر وزيرا الخارجية الأمريكي والروسي ووزراء من دول عدة أساسية في المنطقة لدراسة إمكانية اتخاذ إجراءات تتيح تسوية النزاع السوري»، فيما يرجح أن يطلع كيري نظراءه الأوروبيين على التطورات في محادثات الاحد.
وصرح لافروف أن تركيا والسعودية وربما قطر قد تشارك في محادثات السبت.
وتأتي هذه اللقاءات فيما تشهد سوريا أسوأ أعمال العنف وتشن القوات الحكومية تدعمها الطائرات الروسية هجوما ضاريا على مناطق شرق حلب التي يسيطر عليها المسلحون، فيما اوقفت واشنطن محادثاتها مع موسكو بشأن وقف إطلاق النار في البلد المضطرب.
معركة دامت ساعات في الساحل انتهت بمقتل 5 من شبان المعارضة السورية… وناشطون: «انتهت قبل ان تبدأ»
سليم العمر
ريف اللاذقية ـ «القدس العربي»: في معركة مفاجئة في الساحل السوري دامت ساعات، استعاد فيها النظام السيطرة على جميع النقاط في جبل الأكراد بالقرب من بلدة كنسبا على الرغم من اعلان المعارضة تدمير دبابة مع بداية المعركة التي انتهت بعد ساعات من انطلاقها، قتل فيها خمسة شبان من «الجيش السوري الحر» إثر استهدافهم من قوات النظام، وجرح اكثر من 25 آخرين نقلوا دون ان تعلن أي من الفصائل انسحابها او تعلن عن حجم الخسائر فيها.
وقال ناشطون من المنطقة إن المعركة «انتهت قبل أن تبدأ» الا ان الجميع تساءل عن دماء الشبان الخمسة الذين ماتوا من المسؤول عن اراقتها دون جدوى، ودعا أبو خالد العجوز من ريف اللاذقية إلى حماية الشبان خلال المعارك وتكثيف المعسكرات التي من شأنها ان تساعد الشبان على حماية انفسهم، وقال أيضاً: «النظام يجلب الشيعة والإيرانيين والمرتزقة من كل ناحية اما نحن ليس معنا الا الله وهذه حقيقة وواقع ولن ينفعنا الا شباننا بعد الله».
مصدر خاص رفض الكشف عن اسمه أكد ان هذه المعارك هي بمثابة استنزاف لجميع الأطراف، وأبرزها الفصائل الإسلامية التي تزعج الغرب؛ إلا انه ابدى استغراباً من فقدان خمسة من الجيش الحر مؤكداً أن «غياب العقلية العسكرية والضباط مع المقاتلين في الصفوف الأولى يتسبب بالكثير من الخسائر، وان ما يحصل هو ان جميع القادة يجلسون في غرف يستمعون عبر أجهزة اللاسلكي ويتابعون سير المعارك ويشرفون على ارسال الذخيرة والسلاح إلى المقاتلين».
وختم حديثه ستسمر هذه الانتكاسات في صفوف المعارضة لأنها لازالت تقاتل بالطريقة نفسها منذ خمس سنوات بينما النظام دأب على استقدام المليشيات الطائفية من إيران ولبنان والعراق.
ناشطون حمّلوا قادة الفصائل مسؤولية ما يجري ويشيرون إلى انهم يتلقون أوامر خارجية بشن عملية عسكرية هنا او هناك وحتى ذات المصدر الخاص أكد ان صواريخ الغراد التي تطلقها المعارضة على ثكنات النظام تأتي بأوامر يتلقى القادة الاحداثيات الواجب قصفها.
في حين أن النظام السوري استمر بقصف القرى والمدن التي تسيطر عليها قوات المعارضة في المنطقة عقب هذه المعركة التي اطلقت عليها قوات المعارضة اسم «غزوة عاشوراء» في إشارة إلى المناسبة الدينية في بداية شهر محرم من السنة الهجرية 1438 شارك في هذه المعارك العديد من الفصائل الإسلامية وفي مقدمتها «فتح الشام» والحزب «التركستاني» و»فيلق الشام».
أوباما يبحث مع مساعديه الجمعة خيارات عسكرية بشأن سورية
واشنطن ــ العربي الجديد
قال مسؤولون أميركيون إنه من المتوقع أن يجتمع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، غداً الجمعة، مع كبار مستشاريه للسياسة الخارجية لبحث خيارات عسكرية وخيارات أخرى في سورية، مع مواصلة الطائرات السورية والروسية قصف حلب وأهداف أخرى.
وقال المسؤولون لوكالة “رويترز”، إن بعض كبار المسؤولين يرون أنه يجب على الولايات المتحدة التحرك بقوة أشدّ في سورية، وإلا فإنها تخاطر بأن تفقد ما تبقى لها من نفوذ لدى المعارضة المعتدلة، ولدى حلفائها من العرب والأكراد والأتراك في القتال ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).
وقال مسؤول، طلب عدم الكشف عن اسمه، للوكالة ذاتها، إن بعض الخيارات تشمل عملاً عسكرياً أميركياً مباشراً، مثل شن ضربات جوية على قواعد عسكرية، أو مخازن للذخيرة، أو مواقع للرادار، أو قواعد مضادة للطائرات.
وأضاف المسؤول أن أحد مخاطر هذا التحرك يتمثل في أن القوات الروسية والسورية غالباً ما تكون متداخلة في ما بينها، وهو ما يثير احتمال مواجهة مباشرة مع روسيا يحرص أوباما على تجنبها.
وقال مسؤولون أميركيون إنهم يعتبرون أن من غير المرجح أن يأمر أوباما بضربات جوية أميركية على أهداف للنظام السوري، وأكّدوا أنه قد لا يتخذ قراراً في الاجتماع المزمع لمجلسه للأمن القومي.
وذكر المسؤولون أن أحد البدائل هو السماح لحلفاء بتزويد معارضين مسلحين اختارتهم الولايات المتحدة، بعد تمحيص، بمزيد من الأسلحة المتطورة، دون أن تشمل صواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف، تخشى واشنطن أنها قد تستخدم ضد طائرات غربية.
وامتنع البيت الأبيض عن التعقيب.
مسودة بيان وزراء أوروبا: هجوم حلب يرقى لجرائم حرب
قبيل الاجتماع المرتقب لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، يوم الإثنين، المقبل، نقلت “رويترز” اليوم الخميس، نسخة عن مسودة البيان الذي سيصدر، ويشير إلى أنّ “الهجوم على الشطر الشرقي الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة في حلب، يشكل تصعيداً كارثياً في الحرب، وأن أفعال قوات النظام السوري هناك “ربما ترقى إلى جرائم حرب”.
وجاء في المسودة “منذ بداية الهجوم الذي شنه النظام السوري وحلفاؤه، وكثافة القصف الجوي ومداه على شرق حلب مفرطة بشكل واضح”.
وأشارت مسودة البيان إلى أنّ “الاستهداف المتعمد للمستشفيات والطواقم الطبية والمدارس والبنية التحتية الضرورية إضافة إلى استخدام البراميل المتفجرة والقنابل العنقودية والأسلحة الكيماوية، يمثل تصعيداً كارثياً في الصراع، ويتسبب في سقوط ضحايا مدنيين على نطاق واسع منهم نساء وأطفال. وقد يرقى الكثير من هذه الأفعال لجرائم الحرب”.
(رويترز)
النظام يهجّر أهالي ومقاتلي قدسيا والهامة بغياب الأمم المتحدة
عدنان علي
شهدت، اليوم الخميس، بلدتا قدسيا والهامة بريف دمشق، عملية تهجير أكثر من ألفي شخص من مقاتلي المعارضة السورية مع عائلاتهم، من قبل النظام، باتجاه محافظة إدلب شمالي البلاد.
وقال الناشط الإعلامي أبو القاسم مستو، لـ”العربي الجديد”، إنّ “المقاتلين استقلّوا مع عائلاتهم حافلات عند حاجز ضوء القمر قرب قدسيا، حيث تستكمل السلطات السورية الإجراءات”، مشيراً إلى أنّ الهلال الأحمر السوري هو الجهة المدنية الوحيدة التي سمح لها النظام بالتواجد في المكان، بعد أن رفض أيّ حضور للأمم المتحدة.
وأوضح مستو، والذي تحدّث لـ”العربي الجديد” من داخل إحدى الحافلات التي تقلّ المرحّلين باعتباره واحداً منهم، أنّ الحافلات تضم 560 مقاتلاً من قدسيا و165 من الهامة، إضافة إلى عائلاتهم، ما يرفع العدد الإجمالي للمرحّلين إلى أكثر من ألفي شخص.
وعن تفاصيل الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين ممثلي الفصائل ولجان المصالحة مع ممثلي النظام السوري، قال مستو “إنّ مستقبل المدنيين المتبقين في البلدتين لا يزال مجهولاً، حيث لم يعلن حتى الآن عن تفاصيل الاتفاق، والذي قد يكون مشابهاً لاتفاقي درايا والمعضمية”، من دون أن يستبعد دخول قوات النظام إلى البلدتين لفرض سيطرتها عليهما بالكامل.
وأضاف “المعلوم أنّ الاتفاق يقضي بأن يكون رحيل الأهالي والمقاتلين مقابل إيقاف القصف والعمليات العسكرية، إضافة إلى وعود من النظام بإدخال مواد طبية وغذائية إلى البلدتين”، مذكّراً بأنّ “تجارب الماضي علّمتنا أنّ النظام لا عهد له ولا ميثاق”.
وأكد مستو أنّ عملية الترحيل ستتم كلها اليوم الخميس دفعة واحدة لا على دفعات، موضحاً أنّ “المقاتلين سيخرجون بالسلاح الخفيف إلى إدلب”.
وكشف أنّ ممثلي الفصائل رفضوا في البداية أن يكون الاتفاق ثنائياً بدون حضور من الأمم المتحدة، لكنهم “اضطروا إلى قبول ذلك مع تصعيد القصف بالبراميل”، كما قال.
وكانت قوات النظام قد صعّدت عملياتها ضد البلدتين مع نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات، بهدف دفع المقاتلين فيها إلى الخروج أو “تسوية أوضاعهم”.
وتعمل لجان المصالحة حالياً على إعداد قوائم بأسماء رافضي الاتفاق وعائلاتهم بهدف “تسوية أوضاعهم”، أي التحاق المتخلّفين منهم عن الخدمة العسكرية بالجيش، أو بلجان أمنية محلية تعمل تحت إشراف قوات النظام في المنطقتين.
سوريون لمهجري قدسيا والهامة: احتفظوا بمفاتيحكم
لبنى سالم
تزامناً مع بدء تطبيق اتفاق التسوية بين النظام السوري وقوات المعارضة في بلدتي الهامة وقدسيا، في ريف دمشق، عبّر سوريون عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن غضبهم من استمرار عملية التهجير القسري التي يمارسها النظام السوري في المناطق المحيطة بدمشق.
وكتب أحد الناشطين السوريين في قدسيا، عبد الرحمن فتوح، وهو واحد ممن اشترط النظام السوري إخراجهم بحجة أنهم من “أصحاب الفكر”، على موقع “فيسبوك” متحدثاً في منشوره عن عمله بالمجال الإنساني، ومحاولات لإصلاح ما أفسدته الحرب، واعتقاله بتهمة قيادته لمجموعة مسلحة رغم أنه يعتبر نفسه مغالياً في نزعته نحو اللاعنف، ليخرج من المعتقل مجرداً من حقوقه المدنية والعسكرية وممنوعاً من السفر، ليجبر الآن على الخروج إلى إدلب.
من جهته، كتب مهران “من دفع الثمن هي أم ثكلى اعتقل ولدها واستشهد الآخر لأنه “خوارج”، والآخر لأنه “نصرة” والآخر لأنه “جيش حر” والآخر “بنيران صديقة” والأخير لأنه “مرتد”، سوف تودع قدسيا والهامة أرضها كما ودعت داريا وحمص سابقاً على أمل أن يعترف هذا العالم الوضيع بما يجري في سورية من تهجير ذليل”.
وأضاف: “فليحتفظ المهجرون بمفاتيح بيوتهم، لربما شركاؤنا في الوطن يمنحوننا حق زيارة منازلنا”.
واتهم آخرون النظام بتكثيف غاراته على مناطق أخرى للتغطية عما يقوم به من تهجير لأهالي دمشق، وكتب محمد “يقصف حلب كل يوم للتمويه عن تفريغ ريف دمشق من سكانه، ما يريده حلفاؤه هو دمشق، ما يقوم به من تهجير هو أسوأ شيء حصل”.
وزير خارجية قطر: كيف بإمكان الأمم المتحدة إنقاذ حلب
قدّم وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مقال نشرته اليوم الخميس، صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، رؤية بلاده بشأن الطريقة التي يمكن للأمم المتحدة أن تنقذ بها حلب، مشدداً على أنّه “حان الوقت لحماية الأبرياء في سورية”.
وذكر في مقاله، أنّ الحرب في سورية التي تدور رحاها منذ خمس سنوات، كشفت “وحشية صادمة” من قِبل الرئيس بشار الأسد ضد احتجاجات سلمية قام بها شعبه.
وقال “إنّ الأسد لم يتصرّف بمفرده، بل كان لديه دعم من قوى خارجية تشاركه المسؤولية عن الموت والتدمير”.
ورأى أنّ ما أدى لتمكين الأسد أيضاً، صمت أولئك الذين تنحّوا جانباً ولم يفعلوا شيئاً إزاء استمرار المذابح. وقد وضعت خطوط حمراء لكنه تجاوزها دون عاقبة، وأُعلنت مبادرات وقف إطلاق النار، لكن قوات النظام خرقتها بدون عقوبة.
كما اعتبر أنّ مجلس الأمن الدولي فشل أيضاً، بالرغم من القرارات الكثيرة، في استخدام كافة الوسائل المتاحة لوقف الأهوال التي ترتكب ضد الشعب السوري. وقال إنّ مبدأ “مسؤولية الحماية” الذي أقرته كل الدول الأعضاء بالأمم المتحدة عام 2005 لمنع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، كان ينبغي أن يشكل الأساس لتدخلٍ بقيادة المنظمة الدولية في سورية.
“ومع ذلك، فقد تمت عرقلة هذا المبدأ خلال السنوات الخمس الماضية بشكل متكرر من قبل بعض أعضاء مجلس الأمن لـ “أسباب سياسية”، معتبراً أنّ هذا الجمود بدوره سمح للنظام السوري بمواصلة ذبح مواطنيه دون رادع.
كما لفت إلى أنّ “الكارثة الإنسانية” التي تصيب حلب الآن توضح عواقب فشل الأمم المتحدة. وذكّر بأنّ سورية ليست المكان الوحيد الذي تقاعس فيه مجلس الأمن بانتقائية، عن مسؤوليته لحماية المدنيين الأبرياء، ومنع جرائم الحرب في الشرق الأوسط.
إلى ذلك، ذكّر أنّ مركزاً طبياً في حلب كانت تديره جمعية الهلال الأحمر القطرية تمّ استهدافه بداية هذا الشهر بقنابل أسقطت من مروحية، مما أدى لمقتل مريضين وجرح ثمانية آخرين وتدمير نصف المنشأة، وهو ما أجبر قطر على إغلاق المركز.
وعقب ذلك، وصف رئيس برنامج الصحة في بعثة الهلال الأحمر القطرية في تركيا هشام الدرويش الاستهداف بأنه “جريمة حرب”.
وأوضح الوزير القطري أنّ هذه العبارة، هي نفسها التي استخدمها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قبل عدة أيام، لوصف العنف المتصاعد الذي تؤججه الحكومة السورية وحلفاؤها، إذ قال “أولئك الذين يستخدمون أسلحة أشد فتكاً، يعلمون تماماً ما يفعلونه. ويعلمون أنهم يرتكبون جرائم حرب”.
من جهةٍ أخرى، لفت إلى أنّ مجلس الأمن فشل في غزة عام 2014 عندما أخفق في كبح جماح العدوان الإسرائيلي ضد السكان المدنيين.
ورأى أنّ الافتقار إلى النزاهة والمساءلة في عمل مجلس الأمن، أصاب العديد في الشرق الأوسط، ممن يسعون لتحقيق السلام والعدالة، بخيبة أمل.
في المقابل، أكد الوزير القطري أنّ هناك بدائل، مذكّراً في هذا السياق بأنّه وبعد فشل الأمم المتحدة في التدخّل لمنع الإبادة الجماعية في رواندا في التسعينيات وفي سربرينيتشا خلال حرب البوسنة اتخذ حلف شمال الأطلسي “ناتو” إجراء لوقف المذبحة التي كانت وشيكة في كوسوفو.
ولهذا أقرّت الأمم المتحدة، بعد ست سنوات من أحداث كوسوفو، القرار الخاص بمسؤولية الحماية.
وأضاف في مقاله “إنّه حان الآن الوقت لحماية الأبرياء في سورية”، مشيراً إلى أنّ “هناك من سيجادل بأنّه سيكون من الخطأ التدخل في صراع آخر بالشرق الأوسط، مستشهدين في ذلك باحتلال العراق الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003”.
لكنّه أوضح أنّ غزو العراق كان حرباً اختيارية، “وليس هناك اختيار في سورية”، لأنّ إنقاذ المدنيين من الذبح بأيدي نظام الأسد هو “مسؤولية أخلاقية”.
وأكد أنّ لدى العالم القدرة لوقف إراقة الدماء في سورية، كما أنّ لدى الأمم المتحدة سلطة اتخاذ إجراء بموجب مبدأ مسؤولية الحماية والفصل السابع من ميثاقها.
وشدد أيضاً، على أنّ قطر تدعو أعضاء مجلس الأمن لتنحية حساباتهم الجيوسياسية جانباً، واحترام التزامهم بحماية أرواح العُزّل في سورية، وتحث المجلس بقوة لحماية المدنيين هناك بإقامة ملاذات آمنة في شمال وجنوب سورية وفرض منطقة حظر جوي.
وأوضح الوزير أنّه في حالة عجز مجلس الأمن عن التوافق على هذه الإجراءات الأساسية فإننا ندعو الجمعية العامة للأمم المتحدة للمطالبة بتنفيذ القرار “377 أ”.
كما بيّن أنّ هذا الإجراء، المعروف أيضاً بقرار “الاتحاد من أجل السلام” و”خطة أتشيسون” التي يعود تاريخها إلى عام 1950، يوفر وسيلة لتجاوز الطريق المسدود الذي قد يصل إليه مجلس الأمن ويمكن الأمم المتحدة من سن قانون المقاومة الجماعية للعدوان.
وختم وزير الخارجية القطري مقاله بالقول إنّ “الوقت ليس في صالح الجميع، وأنه في الوقت الذي يظل فيه قادة العالم على ترددهم هذا يمكن أن يموت الآلاف في حلب، ولا يمكن للمجتمع الدولي، والذي يتحمل ضميره الإخفاقات في رواندا والبوسنة، أن يفشل مرة أخرى”.
البيان الخليجي التركي: التدخل الفوري لوقف العدوان على السوريين
الرياض ــ العربي الجديد
دعا البيان الختامي للاجتماع الذي ضمّ وزير الخارجية التركي، مولوود جاووش أوغلو، ونظرائه في مجلس التعاون الخليجي، اليوم الخميس، إلى عدم تدخّل إيران في الشؤون العربية، مطالباً المجتمع الدولي بالتدخل فوراً لوقف العدوان على السوريين.
وأكد البيان على أهمّية التوصل إلى حل سلمي يضمن انتقالاً سياسيّاً في سورية، وعلى دعم جهود المبعوث الأممي الخاص ستيفان دي ميستورا. كما أسف لـ”عدم تمكين مجلس الأمن من اتخاذ قرار بشأن حلب”، مطالباً المجتمع الدولي بالتدخل فوراً لوقف العدوان على السوريين.
ودعا المجتمعون إلى رفع الحصار عن المدن السورية، وإيصال المساعدات للمتضررين، ووقف قصف المناطق المأهولة، مؤكدين دعمهم للتحالف والعمليات الأخرى ضد المنظمات الإرهابية في سورية والعراق، والالتزام بالحفاظ على وحدة واستقرار البلدين.
وعلى هامش الاجتماع، جدّد وزير الخارجية التركي مطالبة إيران “بلعب دور إيجابي، ووقف تدخّلاتها في المنطقة”، مشدداً على أن عليها أن “تلعب دوراً إيجابياً بعيداً عن المذهبية والتدخل في شؤون الدول الأخرى”.
وكان قد بدأ، اليوم الخميس، الاجتماع الوزاري الخليجي – التركي، في العاصمة السعودية الرياض، وافتتح بكلمة للأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني، أكد فيها على متانة العلاقات الخليجية – التركية.
وضم الاجتماع وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الإمارات، أنور قرقاش، ووزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، ووزير خارجية قطر، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية في الكويت، الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، والمسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عمان، يوسف بن علوي.
وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، قد وصل إلى الرياض يوم أمس، والتقى صباح اليوم، بالعاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، ووزير الخارجية السعودي، عادل الجبير.
وشهدت العلاقات السعودية – التركية تطوراً ملحوظاً منذ 2015، وزار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الرياض ثلاث مرات، في 2015. كما زار العاهل السعودي تركيا، في إبريل/نيسان 2016، ووقّع الجانبان آنذاك على محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي التركي.
وكانت آخر زيارات القادة السعوديين إلى تركيا أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، حين عُقدت في إسطنبول قمة سعودية – تركية، إثر زيارة ولي العهد السعودي، وزير الداخلية، الأمير محمد بن نايف، الأراضي التركية، للقاء الرئيس التركي.
جدل حول زعامة “اللوبي السوري في ألمانيا“
عبارة كانت كافية لتأجيج حرب إلكترونية بين اللاجئين السوريين في ألمانيا، بعدما نقلت مجلة “شبيغل” الألمانية تصريحاً مثيراً للجدل للناشط السوري مؤنس بخاري، مؤسس مجموعة “فايسبوك” واسعة الانتشار “البيت السوري في ألمانيا”، بعد أيام من إلقاء القبض على السوري جابر البكر من قبل الشرطة لحيازته مواد متفجرة في شقته تمهيداً لتنفيذ عملية إرهابية.
وبعد الحديث عن البكر واستهجان السوريين لما قام به، سألت المجلة الألمانية بخاري “ماذا يريد السوريون؟”، وكانت الإجابة: “لا يريدون شيئاً سوى أن تبقى هذه الحرب في سوريا ولا تنتقل إلى هنا، ويتمنون من الألمان أن يمنحوهم الشعور بالحماية والاهتمام”. ما أثار جدلاً كبيراً من قبل لاجئين سوريين وناشطين مقيمين في ألمانيا عبر مواقع التواصل، معبرين عن غضبهم من فكرة “استمرار الحرب في سوريا” بدل التعبير عن “انتهائها والعودة إلى الوطن”.
والحال أن بخاري لم يقصد من كلامه استمرار الحرب في بلده الأم، بل يدور المعنى كما هو واضح في سياق المقابلة حول عدم انتقال العنف إلى ألمانيا فقط، ويتخذ مصطلح “تبقى الحرب” معنى مكانياً بحتاً لا يدل على الاستمرار الزمني في المستقبل، علماً أن المقابلة أجريت باللغة الانجليزية قبل ترجمتها للألمانية، فضلاً عن نقل التصريح بشكل مجتزأ وغير مفهوم في عدد كبير من نقاشات الناشطين.
لم يتوقف الغضب عند التصريح فقط، بل تحولت النقاشات إلى جدل شخصاني بحت، عبر الهجوم على بخاري الذي وصفته “شبيغل” بـ”زعيم اللوبي السوري في ألمانيا”، بسبب إدارته لمجموعة “البيت السوري” من جهة، وحضوره الدائم في الإعلام الألماني وعدد متابعيه الكبير في مواقع التواصل من جهة ثانية. ويرى بعض المعلقين أن “بخاري” لا يمثلهم ولا يمثل السوريين، وأطلقوا عريضة إلكترونية طالبوا فيها مجلة “شبيغل” والإعلام الألماني بعدم التعامل مع بخاري “لأنه لا يمثل السوريين في ألمانيا بل يمثل نفسه فقط”، وأن تأسيسه لمجموعة كبرى في “فايسبوك” لا تجعل منه قائداً للسوريين ولا تعطيه الحق للحديث باسمهم.
بخاري استغرب في حديثه لـ”المدن”، من الجدل الذي أثاره التصريح ككل “خاصة أن كلامي كان واضحاً من دون أي لبس، ولكن بعض الصحافيين أساؤوا الترجمة بشكل مقصود على ما يبدو لأن لديهم مشاكل شخصية تجاهي”.
وأشار بخاري إلى أن الجملة الأساسية تم تعديلها بطلب منه في “شبيغل” لتصبح “يتمنى السوريون أن تنتهي الحرب في سوريا ولا نتتقل لألمانيا” من أجل وضع حد للجدل الأقرب لسوء تفاهم كبير، معبراً عن استيائه مما حصل لأن كثيراً من الصحافيين والناشطين المعروفين في ألمانيا انتقدوه بشدة بناء على معلومة خاطئة، ما يضر بمصداقيته أمام الناس العاديين.
وعن توصيفه بـ”زعيم اللوبي السوري في ألمانيا”، أوضح بخاري أن أحداً لم يسأله عن توصيفه ولم يقل (أو يطلب) مطلقاً أنه يمثل السوريين ولم تكن هناك أي أسئلة حول علاقتي بالسوريين، مضيفاً: “لست سياسياً وليس لدي حزب، لكنني فعلاً رأس لوبي من دون أن يعني ذلك أنني رئيس للسوريين، لأنني مدير مجموعة تساعد السوريين على تبادل المعلومات، وكل مجموعة يتحاور فيها الناس عبر فايسبوك وغيره، تسمى في ألمانيا بكلمة لوبي، وبالتالي تمثل مجموعة البيت السوري لوبي لآراء السوريين في ألمانيا، ولهذا تتم تسميتي في الإعلام الألماني بهذه الطريقة، مع شرح إضافي لطبيعة المجموعة كما هو واضح في المقابلة الأخيرة مع شبيغل مثلاً”.
وتضم مجموعة “البيت السوري في ألمانيا” أكثر من 152 ألف مشترك، 90 في المئة منهم يقيمون في ألمانيا، وأسسها بخاري (38 عاماً) بعد وصوله إلى ألمانيا قبل ثلاث سنوات، ويقدم فيها مع مديري المجموعة (Admins) الإجابات للاجئين حول الحياة في ألمانيا، كما يعمل مع الحكومة الألمانية لتزويدها بالملاحظات والنصائح وينظم نشاطات منوعة مثل رحلات بالدراجات الهوائية بين السوريين والألمان في مدينة برلين.
إلى ذلك، يتصدر هاشتاغ #Albakr مواقع التواصل في ألمانيا، بعد انتحار الشاب السوري جابر البكر، المتهم بالتخطيط لعمليات إرهابية، شنقاً في زنزانته مساء الأربعاء. وتنقسم ردود الأفعال بين السعادة “للتخلص من إرهابي” بأي طريقة، ولوم الشرطة الألمانية على “إخفاقها” في التعامل مع القضية، متسائلين عن الكيفية التي تمكن بها البكر من الانتحار بهذه السهولة.
بدء تهجير قدسيا والهامة.. والنظام يبعد المعارضين
شهدت بلدتا قدسيا والهامة بدء تنفيذ اتفاق “الهدنة” مع النظام، بإنجاز البند الأول منه، القاضي بتسليم السلاح الثقيل والمتوسط، وتنفيذ البند الثاني المتضمن إخلاء المقاتلين والمدنيين الرافضين للتسوية، الخميس، باتجاه محافظة إدلب.
وترافق قافلة للهلال الأحمر السوري نحو 114 شخصاً، علّقت أسماؤهم في ساحة الهامة ممن وافق النظام على السماح لهم بمغادرة الهامة إلى إدلب، فيما سُمح لنحو 200 مقاتل من قدسيا بالخروج أيضاً، في حين بلغ العدد الإجمالي للأشخاص الذين سيتم إخلاؤهم نحو 2000، معظمهم من المدنيين.
ودخلت 22 حافلة إلى البلدتين، الخميس، لبدء نقل الدفعة الأولى من الراغبين في المغادرة إلى إدلب وريف حمص الشمالي، في حين من المقرر أن تنتهي العملية، السبت المقبل، مع خروج الدفعة الأخيرة من قدسيا.
وكان من اللافت قيام اللجنة المكلفة بالتفاوض من قبل قيادة الحرس الجمهوري مع لجنة المصالحة في قدسيا والهامة، بتسمية أشخاص محددين لمغادرة المنطقة، ومعظم تلك الأسماء كانت لمعارضين معروفين، ونشطاء سلميين، ومعتقلين سياسيين سابقين، كان لهم دور بارز في الضغط على المعارضة لقبول التسوية، تجنيباً لتصعيد النظام.
وهذه هي المرة الأولى التي تجرب فيها تسوية بين النظام ومناطق خارجة عن سيطرته من دون تدخل الأمم المتحدة، حيث كان هذا الأمر أحد أهم الأسباب التي عرقلت إنجاز بنود التسوية، إذ كان مقاتلو المعارضة يخشون من عدم التزام النظام يما سيتم الاتفاق عليه، نظراً لعدم تقديمه أي ضمانات، أو وجود أطراف دولية ترعى العملية، على غرار ما حصل في مناطق كثيرة مثل الزبداني وكفريا والفوعة، وأحياء حمص القديمة.
وهذا الاتفاق كان نتيجة عملية عسكرية أطلقتها قوات النظام على نحو مفاجىء، في 27 سبتمبر/أيلول الماضي، بعد محاصرة بلدتي قدسيا والهامة وقطع كل الخدمات عنهما، قبل أن يستهدفهما بتوجيه ضربات عطّلت معظم المرافق العامة والمستشفيات ومركز للدفاع المدني على وجه الخصوص، ما دفع عدداً من سكان المنطقتين إلى الخروج بتظاهرات تطالب المعارضة بالقبول بعرض النظام وإنجاز اتفاق التسوية معه.
المعارضة على أعتاب دابق..نهاية “داعش” شمال حلب اقتربت
عدنان الحسين
أحرزت فصائل المعارضة السورية تقدماً مهماً في سير المعارك ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في ريف حلب الشمالي، لأول مرة منذ سيطرة التنظيم على قرى وبلدات في المنطقة مطلع العام 2015. وشكلت السيطرة على قرى يحمول، وجارز، وتل حسين، والطوقلي، والبل مريغل، وراعل، وشويرين، نقطة ارتكاز للمعارضة في مواصلة تقدمها نحو بوابات بلدة دابق الاستراتيجية بالنسبة لـ”داعش”، فسيطرت على قريتي دويبق وكفرة، ووصلت إلى بلدتي صوران، ودابق، ما يشكّل ضربة قوية للتنظيم، الذي خسر أكثر من 20 قرية في ريف حلب الشمالي خلال أقل من أسبوع.
وتحشد قوات المعارضة بدعم تركي، ومن التحالف الدولي، لاستكمال عمليات المرحلة الثالثة من عملية “درع الفرات”، والهدف هو انتزاع بلدات احتمالات ودابق وصوران، وقرى في محيطها، من أجل إنهاء تواجد تنظيم “الدولة” في الريف الشمالي بشكل نهائي، حيث باتت قوات الجيش الحر على أطراف دابق من جهة قريتي دويبق وشويرين، ومن المتوقع أن يسحب التنظيم مقاتليه باتجاه مدينة الباب في ريف حلب الشرقي.
وتعتمد قوات المعارضة في معاركها مع “داعش” على استراتيجية فعالة، تشبه إلى حد ما استراتيجية التنظيم بداية سيطرته على مناطق المعارضة، حيث يضع المقاتلون ثقلهم في مناطق معينة، ثم ينسحبوا منها ويشنوا هجوماً على مناطق أخرى ويسيطروا عليها. وتعد السيطرة على بلدة تركمان وناحية أخترين عنصراً مهماً في هذه الاستراتيجية، إذ دخل التنظيم مرحلة حشد مقاتليه في محيط المنطقتين، خشية وقوع قواته في حصار محكم، لكنه يتفاجأ بهجمات من أقصى الشمال الغربي باتجاه مدينة اعزاز وريفها، الأمر الذي يشتت قوى التنظيم.
وحرص مقاتلو المعارضة على تفريغ الضغط المتوقع للتنظيم، بعد سيطرتهم على كل منطقة، حيث كانوا ينسحبون منها لإفساح المجال أمام محاولات التنظيم في استعادتها ومن ثم الانقضاض على قواته وإنهاء احتمالات استعادته السيطرة عليها، إذ كان يعتمد “داعش” على تنفيذ عمليات تسلل، أوقعت عشرات القتلى من المعارضة في السابق.
ومن الواضح أن طول أمد المعارك مع “داعش” خلال العامين الماضيين، أكسب مقاتلي المعارضة تكتيكات مهمة في مواجهته، قبل أن تأتي عملية “درع الفرات” وتغيّر الموازين بشكل واضح لصالح المعارضة، التي تشهد أعداد مقاتليها تضاعفاً مستمراً، بلغ نحو عشرة ألاف، بعد عودة مئات الشبان من تركيا ودخول آخرين في صفوفها بعد استعادة قراهم من “داعش”.
وتعد ألغام “داعش” من أبرز التحديات التي واجهتها قوات المعارضة، الأمر الذي دفعها إلى تصنيع كاسحات ألغام محلية، ساهمت بالحد من الخسائر البشرية وإضاعة الوقت على تفكيك تلك الألغام، حيث اعتمد تنظيم “الدولة” على أساليب جديدة في زراعته للألغام، واستخدم أنواع جديدة مثل الألغام الليزرية، والألغام التي تفجر عن بعد.
تلك الأفضلية التي حازتها المعارضة، أدت إلى استنزاف مستمر في صفوف التنظيم، إذ تقلصت أعداد مقاتليه بشكل كبير، وساهم في ذلك أيضاً دعم التحالف الدولي وقصفه لطرق إمداد “داعش”. وتشير معلومات من مدينتي الباب ومسكنة بأن عدداً كبيراً من مقاتلي وعوائل التنظيم انسحبوا من الريف الشمالي، ولم يعد لديهم من أحاديث سوى قدرتهم على زرع الألغام.
ويتوقع مراقبون سقوط تنظيم “الدولة الإسلامية” نهائياً في ريف حلب الشمالي أمام حالة التنظيم والانضباط العسكري التي وفّرتها عملية “درع الفرات” لمقاتلي المعارضة، وبدء الاستعداد لمعارك أكثر تعقيداً، تتطلب تفاهمات دولية، مثل معركة الباب والرقة.
“أطباء بلا حدود”: حلب الشرقية تُدمَّر أمام أعيننا
قال رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود إلى سوريا، كارلوس فرانسيسكو: “لقد تخلى عنهم العالم – العالم كله يشاهد المدينة بينما يتم تدميرها، ولا يحرك أحد ساكناً لوضع حد لذلك”. وأضاف: “هذا هو شعور الأطباء الـ35 المتبقين في حلب الشرقية”.
يقوم فرانسيسكو بتنسيق مشاريع المنظمة في سوريا منذ يناير/كانون الثاني 2015، كما شهد على كيفية انحدار الحرب في سوريا مع وصول الدمار مستوىً غير مسبوق، لا سيما في الأسابيع الثلاثة الماضية في حلب الشرقية. ومنذ انهيار وقف إطلاق النار في سبتمبر/أيلول، تصاعدت حدة القصف الجوي الذي تشنه القوات السورية والروسية إلى درجة تهدد بتسوية المدينة المحاصرة بالأرض.
ويضيف فرانسيسكو: “هنالك نحو 250,000 شخص تحت الحصار، دون وجود إمكانية لمساعدتهم أو لخروجهم. في البداية تم ضرب المناطق المحيطة ثم تم ضرب الطرقات المؤدية إلى المدينة ثم المستشفيات فموارد المياه فالأحياء السكنية فمعدات وآليات الإنقاذ. نتحدث هنا عن مدينة أرهقتها خمس سنوات من الحرب، ولم تتلق أية مساعدات منذ يوليو/تموز عندما بدأ الحصار – نتحدث عن مدينة يتم تدميرها أمام أعيننا”.
يتحدث فرانسيسكو من جنوب تركيا، ويتواصل فريقه على نحو منتظم مع المستشفيات الثمانية التي تدعمها المنظمة في حلب الشرقية. ويقول: “قبل أن يبدأ الحصار كنا نرسل إمدادات كل ثلاثة أشهر. ومع ذلك لم تكن تكفي للاحتياجات الهائلة هناك، ولا حتى مع مساعدة المنظمات الشريكة الأخرى التي تدعمهم. عندما تضررت المستشفيات من الغارات الجوية – والتي بلغ عددها 23 غارة خلال الأشهر الأربعة الماضية فقط – نتواصل بشكل يومي مع المستشفيات لنقف على مدى تأثرها وتضررها وكيف يمكننا مساعدتها. الآن هم بحاجة إلى كل شيء. يقولون لنا: أرسلوا أي شيء لديكم – شاش معقم أو غير معقم، سنأخذ أي شيء وينقصنا كل شيء. لكن في هذه الظروف نجد أنفسنا عاجزين عن مساعدتهم”.
يرزح الجزء الشرقي من المدينة تحت حصار كلي منذ شهر يوليو/تموز، أي بعد نهاية رمضان مباشرة. وكان بعض الأطباء اغتنموا مناسبة رمضان لمرافقة عائلاتهم إلى تركيا فوجدوا أنفسهم غير قادرين على العودة. ويقول فرانسيسكو: “نشاهدهم هنا في جنوب تركيا والأمر صعب جداً عليهم، ويشعرون بالمرارة والألم لعدم استطاعتهم العودة والمساعدة، كما يشعرون بالعجز والإحباط. كان من الممكن للكثير من الأطباء نظراً لوضعهم الاقتصادي أن يغادروا منذ زمن ويستقروا في تركيا أو في أوروبا، لكنهم اختاروا ألا يفعلوا ذلك. إن التزامهم هذا تجاه شعبهم وعملهم ومستشفياتهم وتجاه حلب هو أمر جدير بالإعجاب، لا سيما إذا علمنا أنهم هم وعائلاتهم يواجهون الموت بشكل يومي”.
ومنذ أكثر من سنة لم تتمكن فرق أطباء بلا حدود من السفر إلى حلب وزيارة المستشفيات التي تدعمها. وفي هذا السياق يقول فرانسيسكو: “ما هو واضح هو أننا فقدنا القدرة على المساعدة بأي طريقة مجدية”. ولم تحصل أطباء بلا حدود على إذن بالعمل في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة منذ بداية الحرب، لكنها تمكنت من العمل في مناطق تحت سيطرة المعارضة، بما فيها المناطق الريفية شمال وشرق حلب، في مسقان الواقعة بين حلب والحدود التركية، وفي السلامة، التي تدير فيها مستشفى يقدم الرعاية الصحية الأولية والثانوية.
وقد استجابت أطباء بلاحدود كذلك لمساعدة النازحين. فهنالك ما يقارب 100,000 شخص نزحوا من منازلهم بسبب تنظيم الدولة الإسلامية التي تزحف باتجاه الغرب والقوات الحكومية الزاحفة إلى الشمال باتجاه إعزاز. ومنذ سيطرة الجيش السوري على مسقان وتضرر المستشفى من القصف، أصبح المجال الذي تستجيب فيه المنظمة محدوداً أكثر. ويقول فرانسيسكو: “سكان المناطق المحيطة بمسقان قد نزحوا أيضاً ونحن لم نعد قادرين على الوصول إليها. ومن الصعب معرفة عدد النازحين، فبعضهم توجه إلى إدلب، التي تحوي مخيمات أكثر للنازحين، لكن الكثيرين منهم يعيشون في الحقول وينامون تحت الأشجار”.
أما سكان حلب الشرقية فلا يملكون حتى خيار النزوح. إنما يجدون أنفسهم عالقين في مدينة أصبحت تختصر فظائع الحرب السورية، التي تستخدم فيها جميع أنواع الأسلحة الفتاكة. ويقول فرانسيسكو: “في الوقت نفسه، ندرك أيضاً ما يرد بخصوص مهاجمة المعارضة لحلب الغربية، لكن القدرة التدميرية متباينة تماماً لدرجة لا يمكنك المقارنة بينهما”.
إن منظمة اطباء بلا حدود تطالب بوقف الغارات الجوية العشوائية على حلب الشرقية، لإجلاء الجرحى والمرضى، وللسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول، ولتأكيد حق السكان المدنيين بمغادرة المناطق التي تدور فيها الحروب.
يعمل الأطباء الـ35 المتبقين في حلب الشرقية، بمن فيهم الجراحون السبعة، بأقصى طاقاتهم وأكبر عدد ممكن من النوبات في جميع المستشفيات الثمانية المتبقية في المنطقة، لعلمهم بالحاجة الماسة لمهاراتهم ومعارفهم في جميع المستشفيات. ويقول فرانسيسكو: “يتحدث جميع الأطباء العاملين معنا هنا والذين لا يستطيعون العودة إلى حلب عن الكادر الطبي وسكان حلب الشرقية بنفس مقدار الألم. ويقولون “هم يعانون هناك ونحن نبكي هنا”.
*تدعم منظمة أطباء بلا حدود ثمانية مستشفيات في حلب الشرقية. وتدير ستة مرافق صحية في أنحاء الشمال السوري، كما تدعم أكثر من 150 مركزاً صحياً آخر في أنحاء سوريا، ويقع الكثير منها في مناطق محاصرة.
مخططات النظام باجتياح حلب تتعثر.. وروسيا تصعد
خالد الخطيب
ما تزال العملية العسكرية التي يشنها النظام وحلفاؤه في حلب مستمرة. وعلى الرغم من الضغط الناري البري والجوي، وفتح كامل الجبهات تقريباً على المعارضة المتحصنة داخل الأحياء الشرقية المحاصرة، إلا أنها لم تحقق أياً من أهدافها الكبرى.
المعارضة ومن موقع المدافع عن مواقعها، ما تزال في أفضل حالاتها، وما أن تخسر في جبهة تسارع إلى شن هجمات معاكسة لاستعادة مواقعها، مخلّفة في صفوف المليشيات خسائر كبيرة، فيما يحاول النظام رفع معنويات أنصاره بالحديث عن انتصارات متواصلة، وفتح ممرات آمنة للمدنيين، ومرور الألاف ممن يسكنون الأحياء الشرقية نحو الأحياء الغربية التي يسيطر عليها.
وكان النظام والمليشيات قد تمكنوا فعلاً من كسر دفاعات المعارضة الأولى في بعض جبهات القتال، كما في الشيخ سعيد، وبستان الباشا، وحلب القديمة، وتمكنوا من التقدم والسيطرة على أكثر من موقع، لكن هذه التغيرات على الأرض لم تدفع بالمعارضة نحو الانهيار، بل راحت تعزز مواقعها الخلفية معتمدة سياسة التحصين المستمر وانشاء الكثير من الخطوط الدفاعية، من بينها حفر الأنفاق، ورفع السواتر، وزرع الألغام التي يمكن التحكم بها عن بعد. وكانت آخر عمليات التفجير التي استفادت منها المعارضة وعرقلت من خلالها تقدم النظام في حي سليمان الحلبي، عندما فجرت كتلة من المباني التي تحصنت فيها المليشيات عقب دخولها إلى المنطقة، ما تسبب بمقتل العشرات من افرادها وتراجع البقية.
وتمكنت المعارضة من استعادة 90 في المئة من مواقعها داخل الأحياء المحاصرة بعد مواجهات عنيفة، كانت أبرزها في حي الشيخ سعيد، إذ تمكنت المعارضة من استعادة معظم مواقعها، كما تمكنت من استعادة نقاط عديدة في حي بستان الباشا، وقتلت خمسين عنصراً من المليشيات.
قائد “الفوج الأول”، أبوحمزة، أكد لـ”المدن”، أن مليشيات النظام وحلفاءها من المليشيات الشيعية، والإيرانية، والقوات الخاصة الروسية، بدت خلال اليومين الماضيين متخبطة، وعاجزة عن تحقيق تقدم فعلي على الأرض في مختلف الجبهات، واعتمدت على قصف مواقع المعارضة عشوائياً، مستهدفة البنية العمرانية بالمدفعية و صواريخ “فيل”.
وأوضح أبوحمزة أن جبهات حلب القديمة، والشيخ سعيد، وبستان الباشا، والشيخ خضر، والعامرية، وصلاح الدين، وسيف الدولة، ومحاور أخرى داخل الأحياء المحاصرة، تشهد معارك باستمرار، حيث تحاول قوات النظام والمليشيات أن تتقدم فيها بأي ثمن، لكنها لا تستطيع ذلك أمام المقاومة الكبيرة التي تبديها المعارضة وسرعة الحركة التي تتمتع بها واستجابة الفصائل السريعة لطلبات المؤازرة.
وأشار أبو حمزة إلى أن حي الشيخ سعيد كان “مقبرة للمليشيات التي خسرت أكثر من 125 من عناصرها” خلال أيام قليلة، ولم تحقق فيه تقدماً كبيراً برغم السياسة التدميرية التي اتبعتها في هجومها، ومساندة الطيران الحربي الروسي على مدار الساعة، الذي كان يستهدف، بشكل مركز، دفاعات المعارضة وخطوطها الأمامية بصواريخ ارتجاجية خارقة للتحصينات.
وأمام فشل القوات البرية في تحقيق تقدمات فارقة، عادت المجازر الروسية من جديد لتتصدر المشهد الحلبي بعد أيام قليلة على تراجعها. وبلغ عدد الغارات منذ الثلاثاء وحتى الأربعاء، أكثر من 200 غارة جوية استهدفت الأحياء الشرقية والضواحي الشمالية القريبة، والريفين الغربي والجنوبي، وترافقت الغارات مع قصف صاروخي ومدفعي مكثف طال الأحياء التي استهدفها الطيران، في السكري، والشيخ سعيد، وبستان الباشا، ومساكن هنانو، وحي الانذارات، وبعيدين، وعين التل، وأطراف العويجة، وقاضي عسكر، وطريق الباب، ما أدى إلى مقتل 40 مدنياً على الأقل، سقط معظمهم في حيي الفردوس وبستان القصر.
التصعيد العسكري والغارات الجوية الروسية زادت الأوضاع الإنسانية سوءاً، إذ تضاعفت أعداد المواد المفقودة من الأسواق، كما تفاقمت الأزمة الطبية التي تعيشها المستشفيات الميدانية في حلب، في ظل وجود مئات الحالات الحرجة لمدنيين أصيبوا في القصف الجوي في وقت سابق، وهم الآن بحاجة ماسة للخروج وتلقي العلاج في مستشفيات متخصصة، فضلاً عن المئات من مقاتلي المعارضة، الذين يعانون من إصابات متنوعة بسبب المعارك المستمرة في محيط الأحياء المحاصرة.
في السياق، قال أبوحمزة، إن أكثر ما يؤلم في حلب المحاصرة أن المصاب في المعارك من العسكريين، أو المدنيين الذين يسقطون في القصف اليومي، هو “مشروع شهيد مهما كانت حدة إصابته، وهذا العامل الأبرز الذي نتخوف من نتائجه على الروح المعنوية لدى المقاتلين والمدنيين على حد سواء في الأحياء المحاصرة، أما باقي مستلزمات الحياة اليومية الناس اعتادت على تدبرها، والأسلحة والذخائر كافية لخوض معركة طويلة الأمد”. وأضاف “نناشد كل الفصائل التابعة للمعارضة، جيش الفتح وفتح حلب، بأن تسرع أكثر في تحضيراتها لمعركة فك الحصار فالناس هنا في الداخل المحاصر بدأت تفقد الثقة بالوعود التي أطلقتها الفصائل خارج المحاصر بشأن معركة حلب”.
ويبدو أن النظام وحلفائه الروس والإيرانيين، ماضون في عمليات الإبادة الجماعية ضد الأحياء المحاصرة في حلب، والجولة القادمة ستكون لكسر المعارضة مجدداً، وسحق حواضنها الشعبية المتبقية داخل المدينة، لإجبارها على الاستسلام والقبول بمبادرات التهجير والإخلاء، ورهانهم على انهيار المعارضة، وإذا لم يتبلور موقف عسكري وسياسي يمنع استمرار التصعيد، فإن الفترة المقبلة تنذر بكارثة إنسانية مضاعفة، سيدفع ثمنها آلاف المدنيين.
اجتماع مفاجئ لبارونات الصراع في سوريا
لندن – اعتبرت مراجع دبلوماسية أوروبية أن حاجة أميركية روسية استدعت عقد الاجتماع المفاجئ الذي أعلن عنه أمس، والذي يعقد السبت المقبل في لوزان في سويسرا.
ويضم الاجتماع، إلى جانب الأميركيين والروس، كلا من السعودية وتركيا، مع احتمال انضمام قطر إلى هذا الاجتماع.
ورأت هذه الأوساط أن الاتفاق على عقد الاجتماع الرباعي، الذي قد يصبح خماسيا، قد يكون هدفه إيجاد مخرج ملائم ينهي حالة الانسداد التي سببها التوتر المتصاعد بين روسيا والعالم الغربي في الأسابيع الأخيرة.
ورأت مصادر متابعة للشأن السوري أن توسيع الاجتماع ليشمل دولا معنية أخرى بالشأن السوري، يعكس اعترافا بفشل المقاربة الثنائية التي كانت تقصر المداولات حول الشأن السوري بين الولايات المتحدة وروسيا فقط.
ولفتت هذه المصادر إلى أن جمع كافة “رعاة” الصراع في سوريا داخل اجتماع حصري منفصل عن التشكيلات الدولية الأخرى المتعددة الأطراف التي تطل على الأزمة السورية، يجعل من الاجتماع عملانيا ميدانيا ويوحي بإمكانية تنفيذ أي اتفاق قد يتم التوصل إليه.
وفيما كان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أول من كشف عن هذا الاجتماع في مقابلة مع قناة الـ”سي إن إن” الأميركية، فإن وكالات الأنباء نقلت عن مصدر في وزارة الخارجية الأميركية أنه “يمكن تأكيد لقاء لوزان الذي سيكون مع مشاركين إقليميين أساسيين وكذلك روسيا”.
ورأى مراقبون أميركيون أن الحدث يؤكد أن البلدين واصلا اتصالاتهما على الرغم من إعلان وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن قطع التنسيق والتواصل بين واشنطن وموسكو في الشأن السوري بسبب سقوط اتفاق الهدنة الذي أبرم بين وزيري خارجية البلدين.
ونُقل عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله “نرغب في عقد لقاء بهذه الصيغة المصغرة لإجراء محادثات عمل وليس لإجراء نقاشات مثل تلك التي تجري في جمعية عامة”، وأنه اتفق مع نظيره الأميركي على أن يكون هدف الاجتماع “خلق الظروف لحل الأزمة السورية”، بمشاركة دبلوماسيين من “الدول الأساسية في المنطقة”.
وتعتقد مصادر مطلعة أن اجتماع لوزان سيحاول العودة إلى اتفاق الهدنة بين كيري ولافروف من أجل إعادة العمل على إطلاق عملية سياسية يشرف عليها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا.
بشّر برئاسته لسوريا من على صفحته الفايسبوكية
إيلاف من بيروت: في وقت يتخبط فيه الداخل السوري بمعارك ومجازر دموية يطل نجل الرئيس السوري بشار الأسد من على صفحته علي فايسبوك مخاطبا متابعينه بأخر تطورات حياته الترفيهية والإجتماعية، ويبدو كأنه في عزلة عن السياسة الداخلية والعالمية، مناقضا تعريفه عن نفسه على أنه “المرشح المستقبلي للجمهورية العربية السورية”.
ولقد ذكر سابقا في إحدى تدويناته عدم رغبته في العمل السياسي قائلا: “ لا أكتم سراً لو قلت لكم أني لم أفكر بالعمل السياسي، لكني وبعد ما رأيت ما حل بالبلاد على يد التكفيريين طلبت من والدي إعدادي و أبديت له رغبتي بقيادة المرحلة القادمة بعد القضاء على الأرهابيين، أجابني وبصدق : يا ولدي رغم أني لا أريدها لك لكنني أتوسم بك وجه جدك، رحم الله جدي حافظ الكبير فلطالما حذرنا من العملاء و الخونة”، الا أن هذه التدوينة تبشر بجيل أسدي قادم ليس فقط استمرارا للنهج الدموي بل أيضا اضافة القليل من اللامبالاة واللإنسانية، فكأن مجازر حلب وهجرة السوريين وقتل الأطفال والأبرياء يحصلون في دولة بعيدة لا بل نائية لا تستحق التكرم بتدوينة تدل تعاطفه معهم او وقوفه الى جانبهم، فكأن الثورة ليست إلاّ فورة لا حق فيها ولا شرعية لأهلها، وكأن الذين سقطوا ليسوا إلا ارقام يسهل محوها.
حافظ جونيور كما يسميه البعض يفاخر بأولمبياد ريو ويلتقط السيلفي بإبتسامته الهوليودية، ويصفق لفروسية شقيقته في ايران، ويصفق متابعون له على صفحته الفيسبوكية متحمسين لعهده المرتقب ويتملقون لأبيه وجده والعائلة الأسديةفي حين يتساءل معلقون: “هل ستبقى سوريا في براثن أسد يعيش في غابة الرفاهية؟”
تجدر الإشارة الى أن اتحاد الفروسية في إيران أعلن منذ فترة فوز زين الشام ابنة الرئيس السوري بشار الأسد في المسابقات الدولية لفروسية القفز في طهران، وضجت وسائل التواصل الإعلامي أنذاك بفوزها فمنهم من شجعها ومنهم من تهجم عليها وعلى عائلتها معتبرين أن سوريا تصارع القتل وتغرق في الدماء وعائلة الأسد تشارك في بطولات وتحصد الجوائز.
القنوات الروسية تدق طبول “الحرب العالمية الثالثة”
يلاحظ المتابع لقنوات التلفزيون الروسية تصعيدا كلاميا يوحي ببدء حرب عالمية ثالثة، خاصة مع تزايد الحديث عن ضربات لإسقاط طائرات أميركية أو تجهيز ملاجئ تحسبا لقصف نووي في موسكو.
ودفع هذا التصعيد الإعلامي للتساؤل بشأن الأسباب، وما إذا كان يأتي استعدادا لحرب عالمية ثالثة، خصوصا بعد توقف المفاوضات في 3 أكتوبر/تشرين الأول الحالي بين موسكو وواشنطن حول النزاع السوري إثر فشل وقف إطلاق النار الذي تفاوضت عليه القوتان في جنيف الشهر الماضي.
تصعيد كلامي
وتجلى هذا التصعيد في عدة قنوات، فعلى المحطة الأولى في التلفزيون الحكومي أعلن مقدم النشرة المسائية الرئيسية مساء الأحد أن بطاريات المضادات الجوية الروسية في سوريا “ستسقط” الطائرات الأميركية.
أما محطة الأخبار المتواصلة “روسيا 24″، فبثت تقريرا حول تحضير ملاجئ للحماية من ضربات نووية في موسكو.
وفي سان بطرسبرغ، يتحدث موقع الأخبار “فونتانكا” عن إمكانية قيام حاكم المدينة بتقنين توزيع الخبز استعدادا لحرب مقبلة رغم التفسيرات التي قدمتها السلطات ومفادها أنها تريد فقط تثبيت أسعار الطحين.
وعلى الإذاعة، يجري بحث تدريبات “دفاع مدني” تحشد -بحسب وزارة الأوضاع الطارئة- أربعين مليون روسي على مدى أسبوع. وعلى جدول الأعمال: إخلاء مبانٍ وتدريبات على مواجهة حريق.
أما بالنسبة للذين أطفؤوا جهاز التلفزيون وفضلوا التنزه في شوارع موسكو، فستقع أنظارهم على رسومات “وطنية” تغطي الجدران رسمها فنانون موالون للرئيس فلاديمير بوتين من منظمة “سيت”.
أجواء المواجهة
من جهتها تتحدث بيانات من وزارة الدفاع الروسية عن أجواء المواجهة التي تضخمها وسائل الإعلام، وكان الناطق باسم الجيش الروسي الجنرال إيغور كوناشنيكوف قد وجه تحذيراته إلى البيت الأبيض والبنتاغون ووزارة الخارجية الأميركية.
وقال في 6 أكتوبر/تشرين الأول في ما يشكل تهديدا مبطنا للولايات المتحدة، “أذكر المخططين الإستراتيجيين الأميركيين بأن صواريخ أس 300 المضادة للطيران وأس 400 التي تؤمن غطاء جويا لقاعدتي حميميم وطرطوس، لديها نطاق تحرك يمكن أن يباغت أي طائرة غير معروفة هويتها”.
وعلى شبكة “روسيا1” الرسمية يلخص المقدم ديمتري كيسيليف -وهو أيضا مدير وكالة الأنباء “ريا نوفوستي”- أفكار الجنرال إيغور كوناشنيكوف، ويقول إن روسيا ستسقط الطائرات الأميركية.
من جهته قال الكاتب جورجي بوفت -في مقالة نشرها موقع الأخبار “غازيتا”- إن “روسيا حاليا جاهزة تماما، وقبل كل شيء نفسيا، لدوامة مواجهة جديدة مع الغرب”.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
هل يدفع التصعيد بحلب لتسليح نوعي للمعارضة؟
قال مسؤولون أميركيون إن انهيار أحدث اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا زاد احتمال قيام دول الخليج العربي بتسليح المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف للدفاع عن أنفسهم في مواجهة الطائرات السورية والروسية.
وتحطمت أحدث محاولة أميركية لإنهاء الحرب السورية المستمرة منذ خمس سنوات ونصف السنة في 19 سبتمبر/أيلول الجاري عندما تعرضت قافلة مساعدات إنسانية للقصف، في هجوم ألقت واشنطن باللوم فيه على طائرات روسية، ونفت روسيا ضلوعها في الحادث.
وقد يكون من عواقب الفشل الدبلوماسي الأخير زيادة دول الخليج أو تركيا إمدادات الأسلحة لفصائل المعارضة المسلحة بما يشمل صواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف، وهو ما منعت الولايات المتحدة حدوثه حتى الآن.
ونقلت رويترز عن مسؤول أميركي -رفض الكشف عن اسمه- قوله إن واشنطن حالت دون وصول كميات كبيرة من أنظمة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف إلى سوريا بتوحيدها الحلفاء الغربيين والعرب خلف هدف تقديم التدريب وأسلحة المشاة لجماعات المعارضة المعتدلة مع مواصلة الولايات المتحدة المحادثات مع موسكو.
غير أن خيبة الأمل إزاء موقف واشنطن تتصاعد، بينما يزيد احتمال ألا تواصل الدول الحليفة لواشنطن السير وراءها أو تغض الطرف عن تزويد بعض الأفراد جماعات المعارضة بتلك الأسلحة المضادة للطائرات.
وقال مسؤول أميركي ثان إن بعض الأطراف الخليجية تعتقد بأن السبيل الأمثل لإقناع الروس بالتراجع هو ما أفلح في أفغانستان قبل نحو ثلاثين عاما حين تم تحييد قوة روسيا الجوية بتزويد المجاهدين بأنظمة الدفاع الجوي المحمولة.
وأكد المسؤول أن واشنطن تمكنت حتى الآن من إقناع تلك الأطراف بأن “مخاطر ذلك أكبر في يومنا هذا لأننا لا نتعامل مع الاتحاد السوفياتي وإنما مع زعيم روسي عازم على إعادة بناء القوة الروسية ومن غير المرجح أن يتراجع”، في إشارة إلى الرئيس فلاديمير بوتين.
وسئل المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر: هل الولايات المتحدة مستعدة لفعل شيء بخلاف المفاوضات لمحاولة وقف العنف؟ فلم يوضح خطوات أخرى، لكنه أكد أن واشنطن لا ترغب في أن يضخ أحد المزيد من الأسلحة للاستخدام في الصراع، وقال “النتيجة لن تكون سوى التصعيد في قتال مروع بالفعل، والأمور قد تتحول من سيئ إلى أسوأ بكثير”.
غير أن مسؤولا آخر بالإدارة الأميركية قال إن “المعارضة لها الحق في الدفاع عن نفسها، ولن تترك دون دفاع في مواجهة هذا القصف العشوائي”. وأشار المسؤول -الذي طلب عدم الكشف عن اسمه- إلى أن “حلفاء وشركاء” آخرين للولايات المتحدة يشاركون في المحادثات الأميركية الروسية لإيجاد حل للحرب.
وأضاف “لا نعتقد بأنهم سينظرون بلا مبالاة إلى الأعمال الشائنة التي شاهدناها في الساعات 72 الماضية”، وأكد أنه لن يعلق بشأن “قدرات محددة قد يتم ضمها إلى المعركة”.
ويرى منتقدون لسياسات الرئيس الأميركي باراك أوباما أن تردد البيت الأبيض في استخدام القوة عرقل الدبلوماسية الأميركية، وقال عضوا مجلس الشيوخ الجمهوريان جون مكين ولينزي غراهام في بيان إن “الدبلوماسية في غياب وسيلة ضغط هي وصفة للفشل”.
وأضافا أن “بوتين والأسد لن يفعلا ما نطلبه منهما بدافع من طيب قلبيهما أو بدافع من الاهتمام بمصلحتنا أو بمعاناة الآخرين، ويجب إرغامهما، وهذا يتطلب قوة؛ فالحرب والرعب واللاجئون وعدم الاستقرار، كل هذا سيستمر إلى أن تكون الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ خطوات لتغيير الأوضاع على الأرض في سوريا”.
وقالت مديرة مكتب منظمة هيومن رايتس ووتش في واشنطن سارة مورغان إن “الولايات المتحدة تتعامل مع بوتين كشريك في السلام بدلا من أن تعامله كمتواطئ ومرتكب لجرائم حرب. السؤال الآن هو ما الخطوات التي ستتخذها الولايات المتحدة لحمل روسيا على الامتناع عن مزيد من الانتهاكات وعن المساعدة في أعمال الأسد الوحشية؟”
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
غارديان: فرض حظر جوي بحلب يهدد بحرب شاملة
علق الكاتب جوناثان ستيل على محاولات مراقبة المجال الجوي السوري بفرض حظر جوي فوق حلب -نظرا لاحتكار النظام السوري والروس القوة الجوية فوق المدينة- بأن فكرة الإضعاف أو الردع قد تبدو جذابة لكنها تجازف بمواجهة كارثية.
وأشار في مقاله بصحيفة الغارديان إلى أن نجاح الحظر الجوي -الذي فرضته الولايات المتحدة وبريطانيا فوق شمال العراق عام 1991 لحماية الأكراد- مرده أنهما كانتا في حرب بالفعل مع صدام حسين، وأنه كان ممقوتا ومعزولا ولم يكن مدعوما من روسيا أو أي حليف عربي، وكان آخر ما يريده هو الدخول في مزيد من المواجهة مع الولايات المتحدة.
ومع ذلك فإن فرض الحظر الجوي -على الرغم من أنه لم يكن بتفويض واضح من مجلس الأمن- لم تكن فيه خطورة على الولايات المتحدة أو بريطانيا.
”
فرض منطقة حظر جوي من جانب واحد -وهو الأمر الذي لن يحصل أبدا على تفويض مجلس الأمن- سيكون بمثابة إعلان الحرب على روسيا والأسد أيضا
”
وأردف الكاتب بأن الوضع اليوم في سوريا مختلف، فالقوة الجوية السورية تعمل بكامل طاقتها ولن تتراجع في حملتها لدحر أعدائها في حلب، وبعد ثلاث سنوات من الجمود العسكري يشعر الأسد بأنه استعاد اليد العليا وعازم على استعادة أكبر مدينة في البلاد.
وأضاف أن الأهم من ذلك هو أن الروس أيضا نشيطون في الجو، وفرض منطقة حظر جوي من جانب واحد -وهو الأمر الذي لن يحصل أبدا على تفويض مجلس الأمن- سيكون بمثابة إعلان الحرب على روسيا والأسد أيضا.
ورأى أن المخاطر واضحة لأن الأمر ليس مجرد مسألة اشتباك بين طائرات غربية وروسية بالصدفة، وأن مواجهة الغرب للروس وقوات الأسد فيها مخاطرة بحرب خطيرة خارجة عن السيطرة.
وأضاف الكاتب أن هناك ثلاثة خيارات يرى أنها معقولة لإنقاذ أهل حلب، الأول هو مغادرة “الجهاديين” للمدينة طوعا، والثاني استعادة قوات النظام السوري كامل المدينة كما فعلت القوات العراقية في الرمادي والفلوجة مؤخرا.
أما الخيار الثالث فهو وقف إطلاق النار، لكنه لم يثبت أبدا لأن الإسلاميين رفضوا الانقسام، وبما أن وقف إطلاق النار الذي توسط فيه الأميركيون والروس فشل مرة فإن أي وقف جديد لإطلاق النار سيكون مهمة صعبة.
والخيارات الأخرى ستكون بنفس الصعوبة لكنها تميل إلى تخفيف التصعيد واقتراح منطقة حظر جوي تجازف بكارثة لأهل حلب وتهدد بحرب شاملة تجتاح الجميع.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
طبيب سوري بحلب يرفع دعوى ضد روسيا
رفع طبيب سوري دعوى قضائية ضد روسيا في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بسبب الهجمات التي شنتها القوات الروسية مستهدفة المستشفيات والأطباء والمدنيين العزل في مدينة حلب.
ومازال طبيب القلب معاوية العوض -الذي رفع الدعوى- يعالج الجرحى والمرضى في حلب لكن في موقع غير معلن، بعد تدمير مستشفى القدس الذي كان يعمل فيه.
وتستند الدعوى ضد روسيا إلى انتهاك حق الفرد في الحياة وحقه في التمتع بالعيش بعيدا عن المعاملة اللاإنسانية والمهينة.
وأرسلت بيانات دعوى العوض -الذي يعمل عشرين ساعة يوميا في ظروف شاقة وهو مهدد بالقتل في أي لحظة- بناء على طلبه لوزارات الخارجية التابعة لـفرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وخارجيات تابعة لدول أوروبية أخرى.
وقد وفرت تلك المعلومات لجميع هيئات الأمم المتحدة ذات الصلة والمقررين الخاصين، وترك الأمر بين أيديهم لاتخاذ الخطوات اللازمة بناء على الدعوى المرفوعة أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
عرض بيع طفلة لاجئة بـ5 آلاف يورو على “إيباي“
الطفلة عمرها 40 يوما
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أعلنت الشرطة في مدينة دويسبورغ غربي ألمانيا أنها تحقق مع والدي طفلة عمرها 40 يوما بشأن مزاعم بأنهما كانا يحاولان بيع ابنتهما الرضيعة على موقع إيباي على شبكة الإنترنت.
وقالت شرطة دويسبورغ اليوم الخميس، إنه تم إدراج الرضيعة على موقع المزادات على الإنترنت يوم الثلاثاء بسعر 5000 يورو (5500 دولار).
في مداهمة على شقة الوالدين مساء الأربعاء، استطاعت الشرطة مصادرة أدلة تشير إلى أن نشر الإعلان تم عبر وصلتهما الخاصة بشبكة الإنترنت.
ولكن السلطات قالت إن أفرادا آخرين من العائلة أيضا لديهم اتصال بالوصلة.
الأب والأم اللذين وصفتهما الشرطة بأنهما “لاجئين” فحسب تم نقلهما لاستجوابهما للاشتباه في الاتجار بالبشر.
جهات سورية معارضة تتهم النظام بدفع الروس لقصفها
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 12 تشرين الأول/أكتوبر 2016
esercitoliberosiriaروما ـ أكّد مصدر عسكري من المعارضة السورية عدم استهداف العاصمة السورية دمشق مساء أمس (الثلاثاء) من أي فصيل عسكري معارض، واتّهم النظام بافتعال استهداف حافلة كانت تقل فرقة فنّية آشورية، لتبرير القصف العنيف الذي يقوم به اليوم في غوطة دمشق على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية.
وقال العقيد إياد بركات، من الجيش السوري الحر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن “اتصالاتنا مع غالبية الكتائب الفاعلة في ريف دمشق، وتلك التي تمتلك إمكانيات لقصف أحياء في العاصمة، تؤكد أن أياً من هذه الفصائل أو القوى لم يقم أمس باستهداف العاصمة بقذائف هاون أو ما شابهها، وتبيّن لنا اليوم من الواقع الميداني أن النظام هو الذي افتعلها ليُبرر، خاصة للروس، قصفه العنيف بقذائف عنقودية وفوسفورية وصاروخية على مناطق عديدة في ريف دمشق، بحجّة الانتقام لقصف تلك الحافلة”.
ومنذ صباح اليوم لم تتوقف الطيران الروسي والسوري عن شن غارات على مدينة دوما في ريف دمشق، استهدفت الأحياء السكنية بشكل أساسي، كما لم يتوقف قصف مدفعية النظام لها بصواريخ، بعضها مُحرّم دولياً.
ووفق ناشطين في المدينة فإن القصف الجوي بدأ الساعة السادسة من صباح اليوم، بأكثر من 20 غارة جوية، وقصف بأكثر من 50 صاروخاً موجهاً وراجمات صواريخ، وتم توثيق سقوط ضحايا وجرحى في صفوف المدنيين، كما استهدف مدارس ومشفى ونقطة طبية ومسجداً، ما دفع سكان المدينة وما حولها لوقف كل النشاطات الاعتيادية وإغلاق المحال التجارية والمدارس وفرض ما يشبه حالة منع تجوّل.
وكانت قذائف هاون قد استهدفت مساء الأربعاء حافلة تقلّ فرقة (بارمايا) للفنون الشعبية السريانية في العاصمة دمشق، القادمة من القامشلي في شمال شرق سورية للمشاركة في مهرجان (قوس قزح الشام)، الذي يرعاه النظام السوري، خلال توجهها إلى دار الأوبرا في ساحة الأمويين وسط العاصمة السورية، ولم يسفر الاستهداف عن سقوط ضحايا، واقتصر على جرح بعض أعضاء الفرقة.
وأثار اشتراك الفرقة السريانية القادمة من القامشلي استياء بين السوريين المعارضين، بمن فيهم مسيحيين، اعترضوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي على اشتراكها بحملة دعاية يقوم بها النظام للترويج لسلامة البلد وأمانه.
وتتعرض بلدات في ريف دمشق أيضاً لقصف متواصل، منها زملكا وكفربطنا وسقبا وحمورية، فيما يُعاني السكان من أوضاع إنسانية صعبة منذ أن خرجت هذه المناطق والبلدات عن سيطرة النظام السوري عام 2012، حيث يفرض عليها النظام السوري حصاراً مُحكماً وشديداً.
سورية: النظام يُرحّل مقاتلي المعارضة في ريف دمشق نحو الشمال
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 13 تشرين الأول/أكتوبر 2016
milizianiروما ـ قالت مصادر من المعارضة السورية إن “النظام السوري في مواصلته لسياسة التهجير، وتفريغ محيط العاصمة السورية دمشق من مقاتلي المعارضة، اتّفق مع مجموعات مسلّحة في بلدة الهامة (قرب دمشق) أن يرحلوا عنها مقابل ضمان نقلهم إلى إدلب في شمال سورية”، وقد “بدأت بالفعل اليوم الخميس عملية تفريغ البلدة من المقاتلين”.
وأضافت المصادر ذاتها أنه “بعد عدة جولات من المفاوضات قادتها لجنة مصالحة بين وفد من النظام السوري وبين وفد يُمثّل الفصائل العسكرية المسيطرة على بلدة الهامة، تم الاتفاق على ترحيل 720 مسلّحاً إلى مدينة إدلب شمال سورية، بإشراف الهلال الأحمر السوري، ويتم تسليم أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة قبل خروجهم، على أن تبقى معهم الأسلحة الخفيفة”.
ووفق مصادر متابعة لترتيبات المصالحة، فإن السعي هو لأن تُصبح كل من قدسيا والهامة منطقتين منزوعتي السلاح، ويتبع خروج المسلحين فتح جميع الطرقات وإنهاء الحصار المفروض على البلدتين منذ أكثر من عام، وتشكيل لجان شعبية من أهل البلدتين لحمايتهما وإدارة شؤونهما بالتنسيق مع النظام، دون أن يُسمح لقوات هذا الأخير بالدخول الى البلدتين.
هذا وقد بدأت 14 حافلة بنقل طليعة المقاتلين من البلدة، من بينهم 160 من الهامة و650 من قدسيا، بعد أن تم تأجيل موعد الترحيل من الأربعاء إلى اليوم.
وعلى عكس اتفاق المصالحة الذي عقده النظام مع أهالي مدينة داريا في ريف دمشق، فإنه لا يتضمن دخول قوات النظام إلى البلدتين، وستوكل مهمة الأمن للجان شعبية من البلدتين، من المقاتلين الذي رفضوا الخروج وتمت تسوية أوضاعهم، على أن يمتلكوا أسلحة خفيفة فقط، ويقوموا بالتنسيق مع قوات النظام.
إلى ذلك، قالت مصادر في المعارضة السورية إن “فصائل المعارضة المسلحة في وادي بردى (ريف دمشق الغربي) وافقت على عرض من قوات النظام وميليشيات حزب الله اللبناني يقضي بعقد هدنة بين الطرفين، ويتضمن وقف القصف المدفعي ووقف البراميل المتفجرة والقنص واستهداف المدنيين، وفتح الطرقات من وإلى قرى الوادي”، وذلك “مقابل التزام مقاتلي المعارضة بعدم مهاجمة قوات النظام وعدم قطع مياه عين الفيجة”، التي تعتبر المصدر الأساسي للعاصمة دمشق.
جينتيلوني يطالب برسالة واضحة من موسكو بشأن سورية
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 13 تشرين الأول/أكتوبر 2016 وزير الخارجية الايطالي باولو جينتيلوني
روما – طالب وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني موسكو بنقل رسالة واضحة من ناحية سورية.
وأضاف الوزير جينتيلوني في تصريحات إذاعية الخميس، أن “من غير المقبول ان تقوم روسيا بتغطية لعمليات النظام السوري في حلب”، وعلى أية حال “فالحل لا يمكن أن يكون عسكريا”، كما “لا يقنعنا اقتراح فرض عقوبات جديدة على موسكو”.
ورأى الوزير أن “علينا ألا ننغمس في فكرة أن الاتحاد الأوروبي صنبور عقوبات التي تمثل حلا لجميع المشاكل”، فـ”لدينا عقوبات قائمة ترتبط بقضية أوكرانيا”، كما “أعتقد أن المسألة السورية يجب أن تعالج بشكل مختلف”، ولا “أظن أن أوروبا ستتفق على فرض عقوبات في مجال القضية السورية”، بل “سيكون الأمر مجرد وسيلة لإثارة عناصر انقسام داخلها.”
ووفقا لرئيس الدبلوماسية الإيطالية ، فإن “على روسيا أن تطلق رسالة واضحة للغاية”، بشأن القضية السورية، مذكرا بأن “إيطاليا أيدت دائما إمكانية ان تلعب روسيا دورا ايجابيا”. وأردف “نحن اليوم أمام الاختبار النهائي، فإما أن يُمارِس هذا الدور الإيجابي في هذه الساعات أو الأيام لوقف ما يجري شرق حلب”، أو “الاستمرار بقصف الأسواق والمستشفيات والمدنيين، ليكون من الصعب جدا إعادة بناء جوّ تعاون دبلوماسي”.
ومع ذلك، أعرب جينتيلوني عن “الأمل باستعادة حد أدنى لخط دبلوماسي جديد”. وأردف “اعتقد أن كيري يبلي حسنا أساسا إذ يقوم بمحاولة أخيرة بعد غد في لوزان، للتأكد من إمكانية تحوّل الأمل الذي تملّكنا قبل بضعة أشهر الى واقع ملموس”، والمتمثل بـ”إمكانية أن تمارس روسيا وظيفة تلطيف إيجابية في مجال الأزمة السورية”، واختتم بالقول “كونها تمتلك بالتأكيد تأثيراً على الأسد”.
مقتل عشرات في هجوم على حلب قبيل محادثات في سويسرا بشأن سوريا
من إلين فرانسيس
بيروت (رويترز) – قال عمال إغاثة إن الجيش السوري بدعم من طائرات حربية روسية قتل أكثر من 150 شخصا في شرق حلب هذا الأسبوع في إطار تجدد القصف لدعم هجوم للسيطرة على القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة بالمدينة.
ومع تكثيف الضربات الجوية والقصف على شرق المدينة منذ يوم الثلاثاء بعد فترة وجيزة من الهدوء النسبي وافقت الحكومة السورية على خطة للأمم المتحدة للسماح بدخول قوافل المساعدات إلى أغلب المناطق المحاصرة في سوريا باستثناء حلب.
وأثار ارتفاع عدد الضحايا في حلب حيث تحولت المباني إلى أنقاض أو هدمت أسقفها وجدرانها موجة غضب عالمية وجدد الجهود الدبلوماسية فتقرر إجراء محادثات بين الولايات المتحدة وروسيا يوم السبت.
وأسفرت الحرب الأهلية التي دخلت عامها السادس عن مقتل نحو 300 ألف شخص وتشريد ملايين في حين استقطبت قوى إقليمية ودولية وألهمت هجمات متشددين إسلاميين في الخارج.
ويحظى الرئيس بشار الأسد بدعم من القوات الجوية الروسية والحرس الثوري الإيراني ومقاتلين شيعة من دول عربية مجاورة في حين تلقى قوى سنية تسعى للإطاحة به الدعم من تركيا الولايات المتحدة ودول عربية خليجية.
وقال مسؤول من الدفاع المدني إن ضربات جوية قتلت يوم الخميس 13 شخصا في أحياء الكلاسة وبستان القصر والصاخور في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة في حلب في حين أصدر وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي مسودة بيان يتهم سوريا وحلفائها بعنف “ربما يصل إلى جرائم حرب.”
وأفادت مسودة البيان التي أطلعت رويترز عليها “منذ بداية الهجوم الذي شنه النظام (السوري) وحلفاؤه وكثافة القصف الجوي ومداه على شرق حلب مفرطة بشكل واضح.”
ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين من الجيش السوري للتعليق على أحدث التطورات في حلب. وتقول الحكومتان السورية والروسية إنهما تستهدفان المواقع العسكرية فقط.
* أوباما يدرس الخيارات
وقال مسؤولون أمريكيون إن الرئيس باراك أوباما من المقرر أن يجتمع مع كبار مستشاريه للسياسة الخارجية يوم الجمعة لبحث الخيار العسكري وخيارات أخرى في سوريا.
وقال المسؤولون لرويترز إن بعض المسؤولين يرون إنه يتعين على الولايات المتحدة العمل بقوة أكبر في سوريا وإلا واجهت خطر خسارة ما تبقى من نفوذ لها على المعارضة المعتدلة وحلفائها من العرب والأكراد والأتراك في قتال تنظيم الدولة الإسلامية.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إنهم يستبعدون أن يأمر أوباما بشن غارات جوية أمريكية على أهداف للحكومة السورية وأكدوا على أنه ربما لا يتخذ أي قرارات في الاجتماع المقرر لمجلس الأمن الوطني.
ومن المقرر أن يجتمع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف في سويسرا يوم السبت لاستئناف جهودهم التي فشلت حتى الآن في إيجاد حل دبلوماسي مع نظرائهم من بعض دول الشرق الأوسط.
ودعت موسكو يوم الخميس دول جوار سوريا إلى عدم تزويد مقاتلي المعارضة السورية بصواريخ محمولة مضادة للطائرات وحذرت من أن أي إجراء عدائي ضد القوات الروسية لن يمر دون رد مناسب.
ومتحدثا لصحيفة روسية قال الرئيس السوري بشار الأسد إن أمل بلاده الوحيد هو أن تتمكن موسكو من إقناع تركيا بوقف دعمها لما وصفه بالتمرد وهي خطوة ستقطع على مقاتلي المعارضة خط إمدادهم الخارجي الوحيد.
*القصف مستمر الآن
وتراجعت الضربات الجوية ضد المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في شرق حلب في مطلع الأسبوع بعد أن أعلن الجيش السوري أنه سيقلل الغارات بسبب ما وصفه بأسباب إنسانية لكن الضربات الجوية عادت لتصبح مكثفة منذ يوم الثلاثاء.
وقال إبراهيم أبو الليث وهو مسؤول في الدفاع المدني في حلب لرويترز من داخل المدينة إن القصف بدأ في الثانية من صباح الخميس ولا يزال مستمرا حتى الآن. وقال عمال الإغاثة إن 154 شخصا قتلوا في الأيام الأخيرة. ولم تتمكن رويترز من التأكد من عدد القتلى بشكل مستقل.
وحلب مقسمة منذ سنوات بين مناطق تابعة للحكومة وأخرى خاضعة للمعارضة. ويعتقد أن أكثر من 250 ألف شخص محاصرون في شرق حلب -أهم معقل حضري للمعارضة- ويواجهون نقصا في الغذاء والوقود والإمدادات الطبية.
وفي جنيف قالت الأمم المتحدة إن الحكومة السورية وافقت جزئيا على خطتها الخاصة بالمساعدات لشهر أكتوبر تشرين الأول وأعطت دمشق الضوء الأخضر لإرسال قوافل إلى 25 منطقة من أصل 29 منطقة محاصرة يصعب الوصول إليها بمختلف أرجاء سوريا المحرومة أيضا من بعض الإمدادات الضرورية.
لكن رمزي عز الدين رمزي نائب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا قال إن الحكومة السورية لم توافق على إرسال مساعدات إلى شرق حلب وثلاثة مناطق في ريف دمشق ووصف الموقف بأنه “ملح”.
وأثرت الحرب أيضا على المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة من سوريا وأبرمت دمشق وموسكو اتفاقا يوم الخميس لاستيراد مليون طن من القمح الروسي بأسعار رخيصة وهو ما يكفي لتغطية احتياجات تلك المناطق لمدة عام.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في غرب حلب شهدت مقتل أربعة أطفال على الأقل وإصابة عشرة يوم الخميس عندما سقطت قذائف قرب مدرسة.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن المدرسة الواقعة في منطقة السليمانية استهدفت فيما وصفته بأنه هجوم إرهابي.
وقال المرصد إن القصف على مناطق تسيطر عليها الحكومة في حلب قتل ثمانية أشخاص يوم الأربعاء وأضاف أن 79 مدنيا قتلوا في شرق حلب منذ يوم الثلاثاء.
(إعداد لبنى صبري وسلمى نجم للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)