أحداث الخميس 16 حزيران 2016
تحرك عربي تقوده السعودية لإنهاء «جرائم التجويع» في سورية
موسكو – رائد جبر نيويورك – «الحياة»
بدأت المملكة العربية السعودية تحركاً في الجمعية العامة للأمم المتحدة انضمت إلى تأييده أكثر من ٦٠ دولة لمناقشة المسألة السورية من جوانبها الإنسانية وما يتعلق باستمرار الانتهاكات الجسيمة بحق الشعب السوري، خصوصاً لجهة تعرضه لجرائم الحصار والتجويع وافتقاده الحماية.
وبالتزامن مع ذلك، شنّ وزير الخارجية الأميركي جون كيري هجوماً عنيفاً على الحكومة السورية وحليفتها روسيا، عشية لقاء اليوم بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا للبحث في الأزمة السورية.
ميدانياً، شهد ريف حلب الجنوبي معارك ضارية إثر هجوم جديد شنته «جبهة النصرة» وفصائل أخرى على مواقع القوات النظامية، وسط معلومات عن تقدّم المهاجمين في بلدتين وسقوط ما لا يقل عن 70 قتيلاً من الطرفين.
وفي نيويورك، رسمت مصادر ديبلوماسية في مجلس الأمن صورة قاتمة في شأن المسار السياسي السوري، معتبرة أن موعد الاتفاق على عملية انتقالية بحلول أول آب (أغسطس) «لن يكون قابلاً للتحقق». وقالت المصادر إن «مرحلة العمل الحالية في شأن سورية تتركز على مواصلة الضغط على روسيا التي أثبتت مراراً أن لديها نفوذاً على النظام السوري، لتسهيل مرور المساعدات الإنسانية».
وتقود مجموعة الدول العربية في الأمم المتحدة تحركاً دولياً في الجمعية العامة للأمم المتحدة انضمت إلى تأييده أكثر من ٦٠ دولة، لطرح المسألة السورية من جوانبها الإنسانية وما يتعلق باستمرار الانتهاكات الجسيمة بحق الشعب السوري، خصوصاً لجهة تعرضه لجرائم الحصار والتجويع وافتقاده الى الحماية.
ومن المقرر بموجب هذه المبادرة التي تأتي ترجمة لقرار جامعة الدول العربية، أن تعقد الجمعية العامة اجتماعاً بمشاركة المبعوث الخاص ستيفان دي ميستورا ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين في ٢١ الشهر الجاري للبحث في الانتهاكات الجسيمة التي تمارس بحق الشعب السوري. وأطلقت الدعوة إلى هذا الاجتماع السعودية، وشاركتها فيه ٨ دول هي الولايات المتحدة وبريطانيا وقطر وكولومبيا وكوريا الجنوبية والسنغال وتركيا وأوكرانيا، وانضمت إليها بقية الدول المؤيدة الثلثاء.
ووجهت الدول الراعية رسالة الى رئاسة الجمعية العامة أعربت فيها عن «القلق الأبلغ حيال الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في سورية واستمرار انتهاكات وقف الأعمال القتالية والافتقاد إلى حماية المدنيين، وخصوصاً الذين يعيشون في المناطق المحاصرة». وأشارت الى أن «استخدام التجويع سلاحاً هو جريمة حرب» وفق تقويم الأمم المتحدة.
وحضت الدول الداعمة للمبادرة «مجلس الأمن على تحمل مسؤولياته والتركيز على حماية المدنيين في سورية وإنهاء النظام السوري استخدام سلاح التجويع والحصار، ودعم جهود مجموعة الدعم الدولية لسورية في هذا الإطار». وأشارت الى أن مجموعة الدعم الدولية لسورية دعت الى إنشاء جسر جوي فوري وإلقاء المساعدات من الجو في حال منع وصول المساعدات براً الى المناطق المحاصرة. وأكدت أن الظروف المأسوية التي تعيشها المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها في سورية «يمكن تجنبها، والأمم المتحدة أعلنت أنها مستعدة لإيصال المساعدات إليها، كما أن مجلس الأمن دعا تكراراً الى وصول المساعدات دون معوقات، ورغم كل ذلك يواصل النظام السوري تكتيكات التجويع والحصار منذ بدء الأزمة السورية». ودعت إلى الإنهاء الفوري للحصار والتجويع وإيصال المساعدات بشكل كامل ومن دون معوقات. وأكدت ضرورة إجراء المحاسبة في وقت «يرفض النظام السوري إجراء التحقيق والمحاكمة على الجرائم الدولية المرتكبة بحق الشعب السوري». وحضت «كل الأطراف على العمل نحو انتقال سياسي فعلي بما يؤدي الى إنشاء هيئة حكم انتقالية غير طائفية وشاملة بصلاحيات تنفيذية كاملة».
وفي موسكو، قالت مصادر في الكرملين إن جدول أعمال لقاء بوتين مع بان ودي ميستورا اليوم، على هامش منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي، يحفل بعدد من القضايا، بينها أوكرانيا والحرب على الإرهاب وملفات أخرى، «لكن الملف السوري سيطغى عليها». وأشارت إلى أن بوتين يريد طرح موضوعين يتعلق أولهما بالهدنة وجهود المجتمع الدولي في وضع لائحة الإرهاب واللائحة التي تشمل الفصائل التي يمكن أن تشارك في العملية السلمية. والثاني بمسار جنيف وآليات تعزيزه وإعادة إطلاقه، خصوصاً في ضوء الانتقادات الروسية التي صدرت أخيراً للأمم المتحدة بسبب «ميلها للتعامل مع الهيئة العليا للمفاوضات وتجاهل الفصائل والمجموعات الأخرى وتجاهل تأكيد الحكومة السورية استعدادها للانخراط في العملية السياسية»، كما قال أمس مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين.
في غضون ذلك، قال الوزير جون كيري في أوسلو: «ما لم نحصل على تعريف أفضل لكيفية عمل هذا الاتفاق (الهدنة).. فلن نجلس هنا بينما يواصل الأسد مهاجمة حلب بشكل مهين وبينما تواصل روسيا دعم هذه الجهود». وهو قال قبل ذلك إن «روسيا بحاجة لفهم أن صبرنا ليس إلى ما لا نهاية، وهو في الحقيقة محدود للغاية في ما يتعلق بما إذا كان الأسد سيحاسب أم لا».
إرهابيون غادروا سورية إلى أوروبا
بروكسيل – نورالدين الفريضي باريس – «الحياة»
حذرت خلية مكافحة الإرهاب في بلجيكا من تنفيذ عناصر تنظيم «داعش» اعتداءات في البلاد بعدما تبنى في الأيام الأخيرة هجومين في فرنسا والولايات المتحدة. وأفادت في مذكرة أرسلتها إلى أجهزة الأمن المختلفة ونشرت صحيفة «دارنيير أور» بعض فقراتها، بأن «عدداً من مسلحي التنظيم غادروا سورية قبل 10 أيام على متن سفينة ومن دون جوازات سفر إلى أوروبا من طريق تركيا واليونان، وانقسموا إلى مجموعتين اتجهت الأولى إلى فرنسا، والثانية إلى بلجيكا».
لكن السلطات البلجيكية التي كانت اعتقلت أشخاصاً من أصل مغربي للاشتباه في تورطهم باعتداءات باريس التي خلّفت 130 قتيلاً في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015، وبروكسيل التي أسفرت عن 32 قتيلاً في 22 آذار (مارس) الماضي، اعتبرت أن «لا تأثير مباشر لهذه المعلومات غير المحددة على مستوى التهديد الحالي»، وهو من الدرجة الثالثة الخاصة بـ «الأخطار الوشيكة» والتي لم تمنع تنفيذ إرهابيين اعتداءات بروكسيل.
وأورد التقرير أن «المسلحين مزودين أسلحة مناسبة، وقد يستهدفون في بلجيكا عبر فرق يضم كل منها عنصرين متاجر ومطعماً للوجبات السريعة ومركزاً أمنياً»، محذراً من أن «فرنسا تتصدر مخططات داعش القادر على تنفيذ تهديداته وإسقاط أكبر عدد من الضحايا»، علماً أن السلطات البلجيكية نقلت المعلومات إلى نظيرتها الفرنسية التي باشرت مراجعة عناصر التحذير في ظل استضافة البلاد بطولة كأس أوروبا لكرة القدم حتى 10 تموز (يوليو) المقبل.
ورأى المنسق الأوروبي لشؤون مكافحة الإرهاب جيل دي كيركهوف، أن «داعش» سيظل يهدد أوروبا طويلاً». ونقل عن أجهزة استخبارات أوروبية «وجود خلية تخطيط في الرقة تتولى تدريب العناصر وإرسالهم إلى أوروبا». وتوقع عودة كثيفة للارهابيين الأوروبيين بسبب تقهقر التنظيم في سورية والعراق وتزايد فقدانه الموارد المالية، كما حذر من خطر «الخلايا المعقدة» التي شكلها التنظيم في أوروبا.
في فرنسا، شارك الرئيس فرنسوا هولاند في دقيقة صمت في وزارة الداخلية لتكريم الضابط في الشرطة باتيست سالفين وشريكته جيسيكا شنايدر، اللذين قتلهما طعناً في مكان إقامتهما قرب باريس المواطن المغربي الأصل العروسي عبدالله الذي بايع «داعش».
وتوقع رئيس الوزراء مانويل فالس أن «تشهد فرنسا هجمات إضافية تؤدي للأسف إلى مقتل مزيد من الأبرياء»، فيما رفض اتهام أجهزة الاستخبارات ومكافحة الإرهاب بـ «عدم التيقظ» و «الإهمال» في مراقبة عبدالله، المعروف بتطرفه الإسلامي والذي أدين بتهم الإرهاب عام 2013.
وكانت لافتة إدانة عميد المسجد الكبير في باريس دليل بوبكر، تمكُّنَ إرهابيين من التنقل «بحرية في فرنسا»، وقوله: «لا يمكن أن يستمر هذا الوضع».
وكان المهاجم عبدالله قال في شريط فيديو نشره على موقع «فايسبوك» قبل أن ترديه الشرطة: «سنجعل كأس أوروبا مقبرة، ونَعِد بمفاجآت أخرى. اقتلوا العاملين في السجون ومسؤولي الشرطة والصحافيين والنواب».
بدء سريان هدنة لمدة يومين في حلب
بيروت – أ ف ب
بدأ اليوم (الخميس) سريان هدنة جديدة لمدة 48 ساعة في مدينة حلب غداة تحذير واشنطن النظام السوري وموسكو من مغبة عدم احترام وقف الأعمال القتالية فيما يشكك محللون بفاعلية هذه الخطوة في ظل جمود مفاوضات جنيف.
ويأتي دخول هذه الهدنة حيز التنفيذ بعد منتصف ليل الأربعاء – الخميس بمبادرة من روسيا، بعد سقوط هدنة موقتة في مدينة حلب التي كانت من ابرز المناطق المشمولة باتفاق لوقف الاعمال القتالية بدأ تطبيقه بموجب تفاهم روسي اميركي منذ 27 شباط (فبراير) الماضي.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية مساء أمس أنه «بمبادرة من روسيا، دخل نظام تهدئة حيز التنفيذ في حلب لمدة 48 ساعة في 16 حزيران (يونيو ) الجاري، عند الساعة 00:01 (21:00 بتوقيت غرينتش) بهدف خفض مستوى العنف المسلح وتهدئة الوضع»، من دون تحديد الجهة التي ناقشت معها موسكو القرار.
وتعرضت حلب في الأيام الأخيرة لقصف كثيف، اذ استهدفت قوات النظام بالبراميل المتفجرة والصواريخ الأحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل، فيما أطلقت الأخيرة عشرات القذائف على الاحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام.
وجاء الاعلان الروسي بعد ساعات على تحذير وزير الخارجية الاميركي جون كيري من مغبة عدم احترام وقف الاعمال القتالية وتأكيده انه «على روسيا ان تفهم ان صبرنا ليس بلا حدود». وأضاف: «في الواقع هو محدود جدا في ما يتعلق بمعرفة ما اذا كان الاسد سيوضع امام مسؤولياته ام لا» على صعيد الالتزام بوقف الاعمال القتالية.
وقبل وقت قصير من بدء سريان الهدنة، تعرضت الاحياء الشرقية في حلب لقصف كثيف من الطائرات الحربية استهدف مناطق عدة.
وتحدث «المرصد السوري لحقوق الانسان» عن «قصف متبادل بين الطرفين بعد منتصف الليل قبل ان يسري الهدوء صباح اليوم في احياء المدينة».
ولم يعلن اي من راعيي اتفاق وقف الاعمال القتالية انهياره بالكامل على رغم سقوط 300 قتيل خلال اسبوعين في حلب بعد نحو شهرين على تطبيقه، ما دفع راعيي الاتفاق، الولايات المتحدة وروسيا، الى الضغط من اجل فرض اتفاقات تهدئة، ما لبثت ان سقطت بدورها.
موسكو ترى «هستيريا أطلسية» حول «تهديد روسي»
موسكو بروكسيل، أنقرة – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب
اتهمت موسكو الحلف الأطلسي بإثارة «هستيريا» حول «تهديد روسي»، وتعهدت مواجهة محاولات الغرب «ردعها وتطويقها»، محذرةً الحلف من نشر قوات دائمة في البحر الأسود. في المقابل، أقرّ «الأطلسي» رزمة مساعدات موسّعة لكييف، واتهم روسيا بانتهاك وقف النار في شرق أوكرانيا، مكرراً دعوته إياها إلى سحب قواتها وعتادها من البلد المجاور.
واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن «الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون خلق جبهة ردع ضد روسيا»، لافتاً إلى أن «الفلسفة السياسية الخارجية التي تلتزمها روسيا، تستند إلى الدفاع عن مصالح البلاد». وأكد أن موسكو «لن تنجرّ إلى مواجهة مع الولايات المتحدة والأطلسي والاتحاد الأوروبي، لكنها ستكون قادرة في كل الظروف، على ضمان أمن البلاد ومواطنيها».
وشدد على أن موسكو ستواجه محاولات «الردع والتطويق» التي ينفّذها الغرب، مستخدماً «أدوات الحرب الباردة». وحضّ الغرب على أن يدرك «النتائج المدمرة للنهج المتساهل مع المتطرفين (في أوكرانيا)، وأن يسعى لكي تمتثل كييف في شكل صارم، لتنفيذ اتفاقات مينسك» لوقف النار.
وعلّق ناطق باسم وزارة الدفاع الروسية على تصريح للأمين العام لـ «الأطلسي» ينس ستولتنبرغ، اعتبر أن مناورات عسكرية مفاجئة أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتنفيذها، «تقوّض الشفافية»، معتبراً أن «هدفها إبقاء ذعر من روسيا وصورة العدو الغادر». وشدد على أن هذه المناورات «لا تنتهك الاتفاقات والمعاهدات الدولية»، لافتاً إلى أن موسكو أبلغت الغرب في شأنها، وإنْ «لم تكن مُلزمَة بذلك». وسخر من «هستيريا ترهيب من روسيا، قبل قمة الحلف (الشهر المقبل)»، معتبراً أن هدفها هو «إثارة ذعر لتأمين موازنات عسكرية ضخمة لمحاربة تهديد عسكري روسي وهمي».
في الوقت ذاته، حذر مسؤول في الخارجية الروسية «الأطلسي» من نشر قوات دائمة في البحر الأسود، معتبراً أن ذلك «سيزعزع الاستقرار، إذ إنه ليس بحر الحلف».
في المقابل، أقرّ وزراء دفاع دول الحلف رزمة مساعدات موسّعة لأوكرانيا، هدفها «إقامة هياكل دفاعية وأمنية أكثر فاعلية»، وتعزيز السيطرة المدنية على القوات المسلحة الأوكرانية، كما قال ستولتنبرغ. وحض روسيا على أن «تكفّ عن دعمها الناشطين (الانفصاليين)، وأن تسحب قواتها وعتادها العسكري من أوكرانيا».
واتهم موسكو بانتهاك وقف النار في أوكرانيا «مراراً وتكراراً»، وبـ «دعم الانفصاليين بالعتاد والأسلحة، وحشد قوات على طول الحدود الأوكرانية».
على صعيد آخر، كرّرت موسكو شروطها لتطبيع علاقاتها مع أنقرة، بعد توجيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رسالة تهنئة إلى بوتين، أبدى فيها رغبة في تطبيع العلاقات بين البلدين. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن بلاده «ترغب في تطبيع العلاقات مع تركيا، وعودتها إلى سابق عهدها من التعاون الجيد»، مستدركاً: «أوضح الرئيس بوتين بما فيه الكفاية، أن أي تطبيع للعلاقات لن يكون ممكناً قبل أن تتخذ أنقرة خطوات محددة»، في إشارة إلى إصرار موسكو على اعتذار أنقرة ودفعها تعويضاً عن إسقاط مقاتلة روسية فوق الحدود السورية.
وأشار بيسكوف إلى أن «رسالة التهنئة بالعيد الوطني التي وجّهها الرئيس التركي، بروتوكولية لا تتطلّب رداً»، وأسِف لأنها «لم تتضمّن نقاطاً جوهرية».
تزامن ذلك مع حديث جميل إرتيم، مساعد أردوغان، عن توقعات قوية في شأن تحسّن العلاقات مع موسكو.
كيري للأسد وروسيا: صبرْنا ليس بلا حدود المانيا نفت إرسال قوات إلى شمال سوريا
المصدر: (و ص ف، رويترز)
حذر وزير الخارجية الاميركي جون كيري أمس روسيا والرئيس السوري بشار الاسد من مغبة عدم احترام وقف الاعمال العدائية، وقت تسببت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة ومنها “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة” بمقتل العشرات من الطرفين جنوب حلب.
وصرّح كيري اثر لقائه نظيره الايراني محمد جواد ظريف خلال زيارة لنروج: “على روسيا ان تدرك ان صبرنا ليس بلا حدود. وفي الواقع هو محدود جداً في ما يتعلق بمعرفة ما اذا كان الاسد سيوضع أمام مسؤولياته أم لا” من حيث التزام وقف الاعمال العدائية”. واضاف ان الولايات المتحدة “مستعدة أيضاً لمحاسبة عناصر من المعارضة” ممن يشتبه في ارتكابهم انتهاكات او الذين “يواصلون المعارك في انتهاك لوقف النار”.
وبموجب اتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا، بدأ في 27 شباط الماضي تطبيق اتفاق لوقف الاعمال العدائية بين قوات النظام والفصائل في الكثير من المناطق السورية، لكنه تعرض لانتهاكات متكررة وخصوصاً في مدينة حلب قبل ان ينهار.
واعترف كيري بانه “تبين ان وقف الاعمال العدائية هش ومهدد ومن الحيوي ارساء هدنة حقيقية”، وقال: “ندرك هذا الامر وليست لدينا اي اوهام”. واكد ان الولايات المتحدة تعمل على اتفاق لاحياء وقف النار وتأمل في التوصل اليه في الاسبوعين المقبلين، مما سيسرع وتيرة ايصال المساعدات الانسانية الى مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين في سوريا.
ثم قال: “لن اطلق اي وعد يلزمني، لكن محادثاتي مع ظريف تجعلني اعتقد ان هناك سبلا للتوصل الى ذلك”.
وتعليقا على اداء الامم المتحدة في ملف المساعدات للمناطق المحاصرة، اتهمت 55 منظمة سورية قريبة من المعارضة أو محسوبة عليها بينها الدفاع المدني والشبكة السورية لحقوق الانسان والمجالس المحلية في بلدات ومدن عدة، المنظمة الدولية بـ”الانحياز” الى النظام السوري في عملية ايصال المساعدات.
الوضع الميداني
ميدانياً، أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان اشتباكات عنيفة تدور بين قوات النظام من جهة و”جبهة النصرة” والفصائل المقاتلة المتحالفة معها من جهة أخرى في ريف حلب الجنوبي، تسببت بمقتل أكثر من 70 مقاتلاً من الجانبين منذ الثلثاء واصابة العشرات بجروح.
وتمكنت قوات النظام بدعم جوي مكثف من الطيران الروسي وسلاح الجو السوري من استعادة السيطرة على بلدتي خلصة وزيتان في ريف حلب الجنوبي بعد ساعات من سيطرة “جبهة النصرة” والفصائل عليهما.
وعلى جبهة أخرى، تحدث المرصد عن قصف كثيف تعرضت له مواقع تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في مدينة منبج شمال شرق حلب، من الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمواقع الجهاديين في غرب المدينة وقصف لـ”قوات سوريا الديموقراطية” لمواقع التنظيم في شرق المدينة.
دمشق تتهم برلين
في غضون ذلك، قالت الحكومة السورية إن قوات خاصة ألمانية تعمل إلى جانب قوات فرنسية وأميركية في شمال سوريا.
وأوردت وسائل إعلام رسمية سورية أن الحكومة تندد بشدة بوجود قوات ألمانية وفرنسية في مدينتي منبج وعين العرب التي تعرف أيضا باسم كوباني.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” عن وزارة الخارجية أن سوريا تعتبر الأمر “عدواناً صريحاً وغير مبرر على سيادتها واستقلالها”.
ونفت وزارة الدفاع الألمانية وجود قوات خاصة ألمانية في شمال سوريا قائلة إن مثل هذه المزاعم المتكررة الصادرة عن الحكومة السورية خاطئة ولم تكن صحيحة قط.
وكان المرصد السوري قال إن قوات خاصة فرنسية تبني قاعدة لها قرب كوباني.
رهانان.. إقليمي ضد إيران و«جهادي» لحماية إدلب
ريف حلب الجنوبي: معارك بلا نهاية!
عبد الله سليمان علي
تعيد المعارك الدائرة في ريف حلب الجنوبي إلى الذاكرة معارك الاستنزاف القاسية التي شهدها سهل الغاب، العام الماضي، واستمرت لأشهرعدة، كانت السيطرة على بعض القرى الصغيرة تنتقل خلالها من طرف لآخر خلال ساعات قليلة.
ولكن إذا كان سهل الغاب يُعد معبراً أساسياً للوصول إلى المنطقة الساحلية، حيث معقل الكتلة السكانية الموالية للدولة السورية والتي لا بد من ضربها لإسقاط النظام وفق القائمين على «جيش الفتح في إدلب»، فماذا عن ريف حلب الجنوبي، ولماذا تتصاعد حدة المعارك فيه بهذا الشكل الدموي العنيف؟
وعلى الرغم من شراسة المعارك التي تدور في ريف حلب الجنوبي لدرجة أنها تحولت إلى حرب استنزاف لكلا الطرفين، والخسائر البشرية الكبيرة التي منيت بها بعض القوات الرديفة للجيش السوري في معارك سابقة تؤكد ذلك، فإن هذه المعركة ليس لها أي أفق إستراتيجي مؤثر على موازين القوى في الساحة السورية. لذلك كان من الطبيعي أن يضعها المتحدث باسم «جبهة النصرة» أبو عمار الشامي في سياق تكتيكي، الغاية منه توسيع إطار حماية معقل «جبهة النصرة» في محافظة إدلب، التي تعد بمثابة «عاصمة» لها، وكذلك تأمين خط إمداد بديل لطريق كاستيلو الذي يتعرض في الآونة الأخيرة لرصد حثيث من قبل الطائرات الحربية. وجاء كلام الشامي في تغريدات له (حذفها بعد ذلك)، طالب خلالها بفتح معارك إستراتيجية، خصوصاً في الساحل وحماه.
كما أن بعض الدول الداعمة والفاعلة في الميدان السوري تعتقد أن قوة إيران الأساسية موجودة في ريف حلب الجنوبي، بذريعة العمل على فك الحصار عن بلدتي الفوعة وكفريا، لذلك فإن استهداف النفوذ الإيراني في سوريا يتطلب توجيه ضربات قاصمة له في هذه المنطقة، ومنعه من تحقيق أي تقدم باتجاه البلدتين المحاصرتين. وهو ما يفسر ضراوة المعارك التي تشهدها جبهات القتال، وعدم وجود مشكلة لدى الفصائل المسلحة في تأمين السلاح والذخائر اللازمة لإطلاق معارك جديدة خلال فترات قصيرة جداً.
وتقود «جبهة النصرة» حالياً غرفة عمليات «جيش الفتح في حلب» بالكامل، بعد أن تضاءل تأثير «أحرار الشام» بسبب اتفاق الفصائل على إعادة توزيع الأعمال القتالية، على خلفية خلافات بين بعض الفصائل، وعدم رضا عن أداء بعضها الآخر. وقد جرى خلالها تكليف «أحرار الشام» بتولي قيادة العمل العسكري في قطاعات أخرى، مع استمرارها بتقديم التغطية النارية، باستخدام ما تمتلكه من أسلحة ثقيلة في المنطقة.
وشنّت «جبهة النصرة»، مع فصائل «جيش الفتح» و»التركستانيين» و «القوقاز»، هجوماً جديداً على محور خلصة ـ زيتان، أمس الأول، وذلك بعد أربعة أيام فقط من فشل آخر هجوم لها على نفس المحور، حيث تكبدت حينها خسائر بشرية كبيرة، من بينها قيادات عسكرية من الصف الأول. وحسب معلومات حصلت عليها «السفير» فإن «جبهة النصرة» استعجلت شن هذا الهجوم بسبب اعتقادها، بناء على معطيات لديها، أن الجيش السوري كان على وشك الهجوم لاستعادة النقاط التي خسرها في وقت سابق.
وتأتي هذه الهجمات المتتالية في سياق استكمال عملية عسكرية مقسمة إلى مراحل عدة، انتهت الأولى بالسيطرة على خان طومان ومن ثم السيطرة على معراتة وحميرة والقراصي وبعض النقاط في محيط خان طومان، وتتمثل المرحلة الثانية بالسيطرة على قريتي خلصة وزيتان، اللتين مازالتا تشهدان معارك عنيفة، وصولاً إلى المرحلة الثالثة التي من المتوقع أن تتشعب إلى فرعين، الأول يتجه نحو فتح خط إمداد جديد باتجاه أحياء حلب الشرقية، عبر التقدم إلى قرية الحويز ومنها إلى الوضيحي ثم معمل الأسمنت فطريق الشيخ سعيد، والثاني نحو بلدة الحاضر من أجل إسقاط كامل الريف الجنوبي الذي احتاج الجيش السوري وحلفائه إلى أسابيع من القتال لاستعادته أواخر العام الماضي.
وحسب الوضع الجغرافي للمنطقة، فإن مجرد السيطرة على قرية خلصة تجعل قرية زيتان بحكم الساقطة نارياً لأنها تصبح محاصرة من ثلاث جهات، لذلك كانت هجمات «جبهة النصرة» تركز على قرية خلصة لضرب عصفورين بحجر واحد، وهو ما تكرر في الهجوم الأخير، أمس الأول.
ويبدو أن الجيش السوري استفاد من هذا التكتيك المعاد من قبل «جبهة النصرة»، فلجأ إلى إفشاله من خلال اصطناع خاصرة رخوة لقواته على جبهة زيتان ما أتاح لعناصر «جبهة النصرة» التسلل بسهولة إلى داخل زيتان، لتتحول وجهة الهجوم إلى هذه البلدة، التي تم فيها اختراق دفاعات «العدو»، وغلب على الظن أنها باتت ساقطة و «محررة»، حسب ما روى لـ «السفير» مصدر ميداني مواكب لعمليات «جبهة النصرة» في المنطقة.
وقد سارع ما يسمى «مراسل حلب»، تحت تأثير هذه التطورات، إلى الإعلان عن «تحرير زيتان» كذلك فعل أبو عمار الشامي. وعلى الأرض أدت اندفاعة «النصرة» إلى قرية زيتان إلى تخفيف الضغط عن قرية خلصة التي تتمتع بموقع أهم، وبالتالي عندما تجمعت أعداد كبيرة من مقاتلي «النصرة» وحلفائها في زيتان، كانت مدفعية الجيش وطائراته تمطر القرية بقصف كثيف، أدى إلى مقتل وإصابة العشرات، فيما حوصر جزء آخر منهم في الطرف الشرقي من القرية.
لكن «جبهة النصرة»، برغم خسائرها، وبخلاف المرة الماضية التي أنهت فيها الهجوم بعد سقوط قادتها قتلى، لم تفعل ذلك هذه المرة، بل قامت بالانسحاب من زيتان أو سحب ما أمكنها سحبه، ليعود الجيش السوري إليها بعد أن قطف ثمار خطته. ثم جددت «جبهة النصرة» الهجوم باتجاه قرية خلصة، حيث نفّذت عملية انتحارية على التلة الشمالية الغربية منها، والتي تعتبر مركز قرية زيتان، نفذها السوري أبو سياف الحمصي (وهو مبتور القدم) لتتجدد الاشتباكات بعدها بين الطرفين طوال ساعات صباح امس، لكن من دون أن تتمكن من تحقيق أي تقدم، وسط توقعات بأن تعود الاشتباكات إلى المنطقة في أي وقت.
سوريا: هدوء حذر في حلب ومواد سامّة في الغوطة
يسيطرُ هدوءٌ حذر على هدنة حلب، الّتي أعلنتها موسكو، ليل الأربعاء- الخميس، لمدّة 48 ساعة، في وقتٍ يستبعد محلّلون أن تصمد الهدنة أكثر من سابقاتها.
وكان “المركز الرّوسي لتنسيق الهدنة في سوريا” (حميميم) أعلن أنّه “بمبادرةٍ من الجانب الروسي، وبهدف خفض مستوى العنف المسلّح وتحقيق استقرار الوضع، تقرّر فرض نظام التهدئة في مدينة حلب لمدة 48 ساعة اعتباراً من الساعة الثّانية عشرة والدّقيقة الواحدة من بعد منتصف ليل الأربعاء من ليلة 16 حزيران من العام 2016”.
وأكّد أنّ “نظام وقف إطلاق النّار كان صامداً في معظم المحافظات السّوريّة باستثناء خمس حالاتٍ لانتهاكه من قبل جماعة جيش الإسلام، أربعة منها في محافظة دمشق وحالة واحدة في محافظة القنيطرة، حين قصف مسلّحوها مواقع للجيش السّوري وتجمّعاتٍ سكانية بقذائف هاون وراجمات صواريخ”.
وأشار إلى “اتساع نطلق التّهدئة في سوريا مع ارتفاع عدد المدن والبلدات والقرى الّتي انضمّت إليها إلى 150، بينما ظلّ عدد الجماعات الّتي أعلنت تقيّدها بنظام وقف الأعمال القتالية في البلاد على حاله، وهو ستّون”.
وأكّد المركز أنّ “القّوات الجويّة الرّوسيّة والسورية لم توجّه ضرباتٍ إلى تلك الفصائل المسلّحة للمعارضة التي أعلنت وقف عملياتها القتالية وأخبرت مركزي التنسيق الروسي في حميميم والأميركيّ في العاصمة الأردنيّة عمّان بمواقعها الميدانية بدقة”، لافتاً الانتباه إلى أنّ “نظام التّهدئة المعلن منذ 27 شباط الماضي لا ينطبق على تنظيم داعش وجبهة النّصرة، وغيرهما من التّنظيمات الّتي يعتبرها مجلس الأمن الدّوليّ منظّماتٍ إرهابيّة”.
وأوضح المركز أنّ “مسلّحي النّصرة استمرّوا في قصف مواقع للجيش السوري وأحياء سكنية في عددٍ من المدن والبلدات في محافظات حلب واللاذقية ودمشق وحماة وحمص خلال الساعات الـ24 الماضية”.
وأوضحت الأمم المتّحدة أنّ “هدنة حلب أعلنتها موسكو وواشنطن في اجتماعٍ للأمم المتّحدة”.
وأكّد نائب وزير الخارجيّة الرّوسي ميخائيل بوغدانوف، يوم الخميس، أنّ “روسيا تريد وقفاً طويل الأمد لإطلاق النّار في حلب”، بحسب وكالة “إنترفاكس” الرّوسيّة للأنباء.
مواد سامّة في الغوطة
من جهةٍ ثانية، أكّد مصدر عسكري لوكالة “سانا” السّوريّة أنّ “التنظيمات الإرهابية استهدفت، مساء الأربعاء، بالمواد السامة إحدى نقاط الجيش السوري في الغوطة الشرقية بريف دمشق”، مشيراً إلى أنّ “عدداً من العناصر أصيب بالاختناق”.
(“سانا”، “سبوتنيك”، رويترز)
من يدخل الرقة أولاً؟
زياد حيدر
حين أعلنت فصائل من «الجيش الحر» سيطرتها على الرقة في آذار العام 2013، جاءت ردود الفعل السورية مختلفة عن أحداث سابقة، واختار مصدر مقرب من القيادات الميدانية للجيش السوري أن يقول بخيبة، وإن بملامح صارمة، إن «على أهل الرقة أن يتولوا عملية استعادتها إلى كنف الدولة».
كان الوضع الميداني لا يسمح بتشتيت أكبر للجيش، وكانت العقلية قد بدأت في التغيّر لدى القيادتين العسكرية والسياسية في دمشق، اتجاه معارك المدن، التي تزيد عمليات استرجاعها صعوبة أكثر بكثير من القدرة في الحفاظ عليها.
وأيد المتحالفون في «حزب الله» وطهران هذا الرأي حينها، بل ساهموا في تعزيزه، على جبهات مدن أخرى، بينها حلب، ولاحقاً إدلب.
وقالت مصادر سورية حينها، لـ «السفير»، إن «الجيش السوري لن ينجر إلى معركة الرقة»، وذلك بعد الاستنتاج العسكري بصعوبة استعادة مراكز مدنية مأهولة، ولا سيما بعد التغير الديموغرافي الكبير الذي حصل في المدن والبلدات بفعل الحرب، وهو تحول ساهم في خروج الرقة عن سيطرة الجيش والدولة في العام 2013، أو بالأحرى انزلاقها لتصبح تحت نفوذ أعدائه منذ حينه.
وسقطت الرقة حينها بسبب «الأعداد الكبيرة من نازحي ريف إدلب وريف حلب»، وفق ما أشارت إليه مصادر ميدانية حينها، ووفقاً لما كتبه لاحقاً مدير المركز العربي للأبحاث والدراسات في الدوحة عزمي بشارة، مستنداً الى مصادره في المعارضة المدعومة من قطر بأن «العامل الأهم في سقوط المدينة السريع والمفاجئ (بعد ثلاثة أيام فقط من القتال) تمثّل في حصول تعاون وتنسيق وتخطيط غير معهود بين مسلحين من داخل المدينة والكتائب الثائرة خارجها، فالرقة التي شكّلت ملاذًا آمناً لمئات الآلاف من السوريين، باعتبارها منطقة خارج دائرة القتال، تحوّلت إلى أكثر المدن قابلية للسقوط بيد الثوار للسبب نفسه. فنتيجة لحصول بعض الشباب النازح داخل المدينة وكذلك القادمون إليها، وبخاصة من ريفي دير الزور وحلب، على السلاح، شكّلوا قوة قتالية لا يستهان بها. وقد شارك هؤلاء بفاعلية في الاستيلاء، بسرعة، على المقارّ والمراكز الأمنية والحكومية فور إعلامهم بساعة انطلاق الهجوم الذي تعتزم شنّه الكتائب الثائرة للسيطرة على المدينة».
وتذكر هذين العاملين ضروري مع بدء الزحف نحو المدينة الوادعة سابقا، ولا سيما أن موقف أهل المدينة ظل في موقع الجدل، علماً أن تظاهرات على طرفي نقيض خرجت في المدينة المنسية خلال أعوام الأزمة الأولى، وصولاً لانتقال السيطرة بعد أسابيع قليلة من «الجيش الحر» إلى «جبهة النصرة» عبر التسليم من دون قتال، وبشكل مشابه لتنظيم «داعش» بذات التسليم الوادع، منذ صيف العام 2014 وحتى الآن.
وبعدها خرجت المدينة عن قائمة الأهداف العليا للمتحاربين، وباتت نموذجاً «يخدم بسلبيته المهلكة مصالح الجميع» تقريباً. فهي البديل من وجهة نظر حكومية عن «التغيير السلمي» الذي ثبت بالفعل لا القول، عجز المعارضة، من دون البعد الإسلامي المتطرف، عن إدارته والسيطرة طويلاً على مناطق مدنية. وشكلت الرقة «علامة جذب للتطرف الإسلامي» المفيد في خدمة أهداف السياسة التركية وحلفائها، بحيث لا تسمح للأكراد «سابقا» بالتمدد شمالاً، رغم تحالفهم مع الحكومة السورية، كما شكلت امتداداً شرساً ورهيباً لتشكيلات مثل «جبهة النصرة» و «أحرار الشام» وغيرها من فصائل التطرف القريبة من تركيا وقطر والسعودية.
وبما أنها «عاصمة الخلافة» بالنسبة الى تنظيم «داعش»، فقد منحت الرقة المبرر لاحقا لإنشاء تحالف يوفر المزيد من الحركة والتجريب لسوق الأسلحة الضخمة بالنسبة للغرب، وصولاً إلى قرب التحول إلى «درة تاج المنتصر في الحرب على الإرهاب».
وبالطبع لا يزال النصر بعيداً، باعتراف رسمي أميركي، ودفع بموعد «التحرير» المأمول إلى ما بعد ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما، وباعتراف مصادر سورية لـ «السفير» أيضاً، فإن هناك صعوبة لتحقيق «التحرير» قريباً.
وحتى ذلك الحين، تبقى نظرية «داعش» في التوسع هي الأكثر نجاحاً بين النظريات الأخرى، إذ سمحت للتنظيم المتشدد بالامتداد خارج حدود سوريا نحو العراق، وملامسة حدود تركيا والأردن مباشرة. وهي لا زالت نقطة ارتكاز التنظيم وأول انتصاراته على مستوى المدن، وهي من ناحية أخرى الآن «الاختبار» لعزم القوى المعادية لـ «داعش» في التفوق عسكرياً ضده، كما أنها بالنسبة إلى «قوات سوريا الديموقراطية» قفزة إضافية في استعراض القوة، المدعومة غربياً، لفرض نفسها على الحلبة السياسية أيضاً.
من جهتها، لا تستطيع القوات السورية والحكومة مع الحلفاء البقاء خارج نصر كهذا، الأمر الذي يفسر الاندفاعة القوية والمفاجئة باتجاه الرقة، ابتداء من محاولة استعادة مطار الطبقة أولاً، الذي شهد مجزرة رهيبة بحق قوات الجيش منذ عامين (آب العام 2014)، ويشكل إضافة لأهميته الإستراتيجية رمزية معنوية عالية.
ووفقا لما قاله مصدر سوري لـ «السفير»، فإن معركة مدينة الطبقة كمركز مأهول لا تقل أهمية عن معركة مدينة الرقة، باعتبارها «مقدمة» لمعركة تحرير المدينة، وإن كان المتفق عليه أن قصة الرقة أكثر تعقيداً، حتى بالمقارنة مع معركة تدمر، التي استعادها الجيش مدعوماً من سلاح الجو الروسي.
أما سياسياً، فيرغب الجيش السوري بأن يكون أول المقتحمين لـ «حصن داعش» في الشمال، لاعتبارات ليست مرتبطة بـ «استعادة السيادة» فقط، بل بحسابات إقليمية ودولية، لا تسمح للروس والإيرانيين البقاء بموقع المتأخرين.
وزاد من الضغط باتجاه الرقة، والإيمان بقرب موعد «الهجوم على المدينة» اندفاع الدول الغربية نحو إرسال «مستشارين عسكريين»، وآخرهم ألمانيا التي نفت هذا الامر، إلى جانب الدانمارك وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وغيرها من الدول، التي تمتلك جميعها مؤشرات «على إمكانية النصر» وضرورة المساهمة فيه، وهو تطور متدرج يذكّر البعض بتقاسم مدينة برلين في الحرب العالمية الثانية، التي تشارك الحلفاء في الغرب والشرق السيطرة عليها، بعد تمكن القوات السوفياتية حينها من محاصرة مقر اختباء الزعيم النازي أدولف هتلر، وإعلان نهاية الحرب. يومها خرج أهالي برلين من مخابئهم، ومن زوايا بيوتهم المدمرة، جائعين، بائسين بوجوه كالحة مغبرة، على واقع جديد، شكل بصمة الحرب الأخيرة التي لم تتغير إلا بعد مرور نصف قرن من الزمن.
سي آي ايه: تنظيم الدولة لا يزال قادرا على شن “هجمات ارهابية” في العالم رغم جهود التحالف
واشنطن- أ ف ب- أقر مدير عام وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي آي ايه) جون برينان الخميس بان تنظيم الدولة الاسلامية يحتفظ بقدراته على “شن هجمات ارهابية” في العالم رغم جهود التحالف الدولي ضد الجهاديين.
وقال برينان امام لجنة في مجلس الشيوخ الأمريكي “للاسف ورغم كل التقدم الذي احرزناه ضد تنظيم الدولة الاسلامية في ميدان المعركة وفي المجال المالي، لم تؤد جهودنا إلى الحد من قدراته على شن هجمات ارهابية في العالم”.
واضاف “مع تزايد الضغط” على تنظيم الدولة الاسلامية ميدانيا في العراق وسوريا “نعتقد انه سيكثف حملته العالمية” لكي يبقى اقوى منظمة ارهابية.
وتابع “نعتقد ان تنظيم الدولة الاسلامية يقوم بتدريب” منفذين محتملين لاعتداءات “ويحاول نشرهم لشن هجمات جديدة”.
وعلى الارض “هناك عدة مؤشرات مهمة تصب في الاتجاه الصحيح” مشيرا إلى خسارة التنظيم لاراض في العراق وسوريا.
وتابع ان “عددا متزايدا من مقاتلي (تنظيم الدولة الاسلامية) لم يعد لديه اوهام، وان التنظيم يواجه صعوبات اكثر في استقدام مقاتلين جدد الى صفوفه”.
وقال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية ايضا ان الجهاديين خسروا ايضا موارد مالية رغم انهم لا يزالون قادرين على الحصول عليها.
الحكومة السورية تتهم المعارضين باستخدام “مواد سامة” ضد قواتها والمعارضة تنفي
بيروت- رويترز- قالت وسائل إعلام رسمية في سوريا الخميس إن المعارضين استخدموا “مواد سامة” ضد القوات السورية المتمركزة إلى الشرق من دمشق الأربعاء دون تحديد نوع المادة الكيميائية المستخدمة.
وقال متحدث باسم جيش الإسلام المعارض في المنطقة إن الحكومة تكذب.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن مصدر عسكري تأكيده أن “التنظيمات الإرهابية استهدفت مساء الأربعاء بالمواد السامة إحدى نقاط الجيش العربي السوري في الغوطة الشرقية بريف دمشق” مضيفا أن المعتدين استخدموا “المواد السامة ذات التأثير العصبي ما أدى إلى إصابة عدد من العناصر باختناقات ومضاعفات تنفسية.”
ولم يلق التقرير باللوم على جماعة بعينها في تنفيذ هذا الهجوم. وتصف الحكومة السورية كل الفصائل المعارضة التي تقاتل ضدها بالإرهابيين.
وعرضت وسائل إعلام حكومية لقطات لجنود يرتدون أقنعة أوكسجين لمساعدتهم في التنفس أثناء تلقيهم إسعافات أولية من زملائهم.
وقال جندي للتلفزيون الرسمي إنهم يعانون صعوبة في التنفس وعدم القدرة على الحركة.
وقال جندي آخر أثناء سؤاله بأحد المستشفيات إن “قنبلة دخان” سقطت عليهم فبدأ يشعر بتلك الأعراض.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان- الذي يراقب الصراع السوري الذي يدخل عامه السادس- إنه لا تتوفر لديه أي معلومات بشأن تلك التقارير.
مقاتلات روسية تستهدف شمالي حلب بالقنابل الفوسفورية والفراغية
حلب- الأناضول- شنّت مقاتلات تابعة لسلاح الجو الروسي، غارات بقنابل فوسفورية وفراغية، استهدفت خلالها مستشفى ومصنعاً للأدوية داخل المناطق الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة في شمال محافظة حلب.
وأوضحت مصادر محلية لمراسل الأناضول، أنّ المقاتلات الروسية استهدفت مساء الأربعاء، بالقنابل الفوسفورية، مستشفى بلدة عندان، شمالي حلب، وألقت القنابل الفراغية على مصنع آسيا للأدوية في بلدة كفر حمرة، الأمر الذي ألحق أضرار كبيرة بهما.
وأفادت المصادر أنّ المقاتلات الروسية تكثّف غاراتها خلال الأيام الاخيرة، على طريق كاستيلو ومنطقة حندارات اللتان تعتبران المنفذ الوحيد لحلب باتجاه محافظة إدلب الشمالية.
كما نفذت المقاتلات الروسية غارات عدة على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية داخل مدينة حلب، فيما لم يرد بعد، أنباء موثوقة عن القتلى والمصابين.
ومنذ 15 يوم، تنفذ المقاتلات الروسية غارات مكثفة على المناطق الخاضعة تحت سيطرة المعارضة السورية في محافظة حلب ومحيطها، وتستهدف خلالها، المستشفيات، والمدارس، والأسواق الشعبية، ومقرات الدفاع المدني.
واعتادت قوات المعارضة السورية على التفريق بين غارات طائرات النظام السوري التي بدأت استهداف المناطق السكنية منذ بدايات عام 2012، وبين الطائرات الروسية التي بدأت غاراتها في 30 أيلول/ سبتمبر 2015.
جدير بالذكر أن الأزمة السورية، اتخذت بعدًا جديدًا، عقب إعلان روسيا تدخلها في الحرب الدائرة بالبلاد، في 30 سبتمبر/ أيلول 2015، غير أنها أعلنت سحب قسم كبير من قواتها من سوريا مطلع مارس/ آذار المنصرم، لكنها واصلت قصفها للمدن والبلدات السورية رغم تبني مجلس الأمن قرارًا بوقف “الأعمال العدائية” في البلاد، يوم 27 فبراير/ شباط الماضي.
استنفار بلجيكي وفرنسي بعد أنباء عن توجه جهاديين من سوريا إلى أوروبا
سينفذون اعتداءات بفرق مكونة من فردين ويملكون السلاح الضروري وتحركهم وشيك
بروكسل ـ باريس ـ «القدس العربي»: أفادت صحف بلجيكيةأمس الأربعاء أنه تم إبلاغ الشرطة البلجيكية بأن متطرفين جهاديين غادروا في الآونة الأخيرة سوريا لتنفيذ اعتداءات في بلجيكا وفرنسا.
وبحسب مذكرة أرسلت إلى مختلف أجهزة الأمن البلجيكية ونشرتها صحيفة «دارنيير اور» اليومية فإن «مقاتلين غادروا سوريا قبل نحو أسبوع ونصف بغرض الوصول إلى اوروبا عبر تركيا واليونان، في سفينة، ودون جوازات سفر».
وأضافت المذكرة «توزع هؤلاء إلى مجموعتين واحدة لبلجيكا والأخرى لفرنسا، وذلك بغرض تنفيذ اعتداءات بفرق مكونة من فردين. ووفق المعلومات التي جمعت فإن هؤلاء الأشخاص يملكون السلاح الضروري وتحركهم وشيك».
وقال مصدر أمني بلجيكي أمس الأربعاء إن الشرطة البلجيكية تلقت تحذيرا ضد الإرهاب مفاده أن مجموعة من مقاتلي تنظيم «الدولة» غادروا سوريا في الآونة الأخيرة في طريقهم لأوروبا ويعتزمون شن هجمات في بلجيكا وفرنسا.
وقال مركز الأزمات البلجيكي المعني بتنسيق الاستجابة الأمنية إن التحذير وزع على كل قوات الشرطة في البلاد، ولكن لا توجد على الفور خطط لرفع المستوى الأمني إلى أقصى درجة، وهو المستوى الذي يعني وجود تهديد وشيك بوقوع هجوم.
وقال مصدر في وزارة الداخلية الفرنسية إن مسؤولي السلطات البلجيكية بعثوا برسالة إلى نظرائهم الفرنسيين الذين يعكفون حاليا على مراجعة المعلومات بشأن التحذير. وأضاف المصدر «نعلم أن التحذير من الدرجة العالية للغاية». وقال «نراجع كل عناصر(التحذير).»
ونسبت صحيفة «دي.إتش» إلى بيان التحذير الصادر عن خلية مكافحة الإرهاب البلجيكية قوله إن الجماعة «غادرت سوريا قبل نحو أسبوع ونصف كي تصل إلى أوروبا عبر تركيا واليونان بالقوارب من دون جوازات سفر». ولكن لم يتضمن البيان موعد مغادرتهم تحديدا.
وأكد المصدر الأمني البلجيكي ما تضمنه التحذير. وامتنعت الشرطة الاتحادية البلجيكية عن التعليق، في حين لم يتمكن المصدر الفرنسي من تأكيد المحتوى.
وقالت الصحيفة إن المقاتلين مسلحون ويخططون للانقسام إلى وحدتين إحداهما ستنفذ هجمات في بلجيكا والثانية في فرنسا. وتضمنت الأهداف المحتملة في بلجيكا مركزا للتسوق ومطعما للمأكولات سريعة التحضير ومركزا للشرطة.
ولم تشر الصحيفة إلى أهداف محددة في فرنسا التي تستضيف بطولة أوروبا لكرة القدم 2016 في عشرة ملاعب في أنحاء فرنسا حتى العاشر من يوليو/ تموز المقبل. ويقدر أن يبلغ عدد المتفرجين في 51 مباراة بالبطولة نحو 2.5 مليون متفرج.
وقال ستيفان لو فول المتحدث باسم الحكومة الفرنسية في مؤتمر صحافي أمس الأربعاء «نعلم بوجود مقاتلين سيعودون إلى أوروبا» مضيفا أنه لا يستطيع تأكيد التحذير المحدد القادم من بلجيكا.
وجاء التحذير بعد يومين من هجوم شنه شخص بايع تنظيم «الدولة» وقتل فيه شرطيا ورفيقته في مسكنهما خارج باريس في فرنسا. ويأتي أيضا بعد أربعة أيام من ارتكاب مسلح أعلن مبايعته لتنظيم «الدولة» مذبحة في ملهى ليلي للمثليين في أورلاندو في فلوريدا الأمريكية.
ورفعت السلطات البلجيكية مستوى التهديد في العاصمة بروكسل إلى الدرجة الرابعة القصوى بعد هجمات باريس في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي التي أسفرت عن مقتل 130 شخصا وبعد أن قتل انتحاريون 32 شخصا في مطار بروكسل ومحطة مترو في المدينة يوم 22 مارس/ آذار. وجرى تخفيض المستوى بعد مرور أيام على كل حادث.
واعتقلت الشرطة البلجيكية عددا من الرجال من أصل مغربي للاشتباه بتورطهم المباشر أو غير المباشر في هجمات باريس وبروكسل.
وقال متحدث باسم مركز الأزمات البلجيكي إنه على الرغم من صدور التحذير الأخير لم يتوفر لدى الجهة التي تحدد درجة المستوى الأمني أي مؤشر على تهديد وشيك.
وأضاف «ما زلنا على المستوى الثالث الذي يشير إلى تهديد خطير. ونحن على المستوى ذاته منذ نوفمبر/ تشرين الثاني». وقال «وفي الحقيقة لا بد أن تكون حذرا في الأماكن المكتظة.. وقد جرى بالفعل تعزيز مستوى الأمن بشأن كل تلك الأهداف. وحتى الآن لم يحدث أي تغيير.»
55 منظمة سورية معارضة تتهم الأمم المتحدة بـ«الانحياز» للنظام
كيري يناقش الهدنة مع ظريف ويحذر روسيا والأسد: «صبرنا له حدود»
عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: وجه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أمس الأربعاء، تحذيرا الى روسيا والرئيس السوري بشار الأسد لجهة ضرورة احترام وقف الأعمال القتالية، مؤكدا أن صبر واشنطن «محدود جدا».
وقال كيري خلال زيارة للنرويج إثر لقائه نظيره الإيراني محمد جواد ظريف «على روسيا أن تفهم أن صبرنا ليس بلا حدود. وفي الواقع هو محدود جدا في ما يتعلق بمعرفة ما إذا كان الأسد سيوضع أمام مسؤولياته أم لا» على صعيد التزام وقف إطلاق النار.
وأضاف كيري أن الولايات المتحدة «مستعدة أيضا لمحاسبة (المجموعات المسلحة) من عناصر المعارضة» الذين يشتبه بارتكابهم انتهاكات او الذين «يواصلون المعارك في انتهاك لوقف إطلاق النار».
وبمبادرة من الولايات المتحدة وروسيا، أعلن في 27 شباط/فبراير الفائت وقف للأعمال القتالية في العديد من المناطق السورية، لكنه تعرض لانتهاكات متكررة قبل أن ينهار.
وتابع كيري «تبين أن وقف الأعمال القتالية هش ومهدد ومن الحيوي إرساء هدنة حقيقية. إننا ندرك هذا الأمر وليس لدينا أي أوهام».
وأكد أن الولايات المتحدة تعمل على اتفاق لإحياء وقف إطلاق النار وتأمل بالتوصل إليه في الأسبوعين المقبلين، ما سيسرع وتيرة إيصال المساعدات الإنسانية إلى مئات آلاف المدنيين المحاصرين.
وقال كيري أيضا «لن أطلق أي وعد يلزمني، لكن مباحثاتي مع (الوزير الإيراني) ظريف تجعلني أعتقد أن هناك سبلا للتوصل إلى ذلك».
وقال كيري أمس الأربعاء إنه ناقش مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف سبل إنعاش الهدنة السورية «البالية» وتوصيل المساعدات إلى مناطق محاصرة، وإن ظريف أشار إلى «سبل تحقيق هذا».
وفي ندوة بالنرويج عن حل الصراعات قال كيري إنه يعمل للتوصل إلى اتفاق «حقيقي» لوقف إطلاق النار بين الفصائل المتحاربة رغم الانتهاكات المتكررة للهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في 27 فبراير/ شباط.
واستمر اللقاء مع ظريف 70 دقيقة، وانعقد بعد وصول كيري إلى النرويج قادما من جمهورية الدومنيكان. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الوزيرين ناقشا أيضا تنفيذ الاتفاق النووي مع إيران الذي تم التوصل إليه العام الماضي وتخفيف العقوبات على الجمهورية الإسلامية بمقتضاه.
جاء ذلك فيما اتهمت 55 منظمة سورية قريبة من المعارضة او محسوبة عليهاأمس الأربعاء الأمم المتحدة بـ»الانحياز» إلى النظام السوري في عملية إيصال المساعدات إلى السوريين المحاصرين في مناطق عدة.
وتعليقا على هذا الاتهام، أقر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا يعقوب الحلو بأن عملية إيصال المساعدات «ليست مثالية»، لكنه شدد على أن الأمم المتحدة تواصل «مساعدة السوريين وفق الحاجة».
وفي تقرير أعدته حملة «من أجل سوريا» نشر الأربعاء، قالت 55 منظمة سورية حقوقية وطبية وإغاثية ومجالس محلية معارضة بينها الدفاع المدني والشبكة السورية لحقوق الإنسان، «تتعرض مبادئ إنسانية أساسية كالنزاهة والاستقلالية وعدم الانحياز إلى انتهاكات خطيرة في سوريا، وهذه المرة على يد الأمم المتحدة نفسها».
ويستند التقرير الى شهادات موظفين حاليين وسابقين في الأمم المتحدة وعاملي إغاثة وناشطين معارضين ومدنيين محاصرين في مناطق عدة في سوريا.
وورد في التقرير «اختارت الأمم المتحدة الامتثال للقيود المفروضة من قبل الحكومة السورية على نشاطاتها وعملياتها على الأرض. وكنتيجة لذلك، درجت في الأمم المتحدة ثقافة الخضوع في التعاطي مع الحكومة، بالتالي لم تظهر وكالات الأمم المتحدة رغبة فعلية في ممارسة أي ضغط للوصول إلى المناطق الخارجة عن نطاق سيطرة الحكومة السورية».
ناشطون: الإعلام السوري المعارض لا يعبر عن الثورة ويعتمد الشائعات وسيلة للترويج والانتشار
محمد إقبال بلو
أنطاكيا – «القدس العربي»: «كالحالة السياسية تماماً، مازال إعلام النظام يعمل بشكل موحد ويعبر عن خط واحد على الصعيد الاجتماعي والسياسي، ومازالت وسائل الإعلام المعارضة تتخبط بدون أن تجد سبيلاً واحداً تعبر فيه عن موقف واحد وتوجه متزن يحمل مطالب المعارضة السورية وأفق تصوراتها وآمالها وخطتها المقبلة للبلاد التي لم يبق منها سوى أشلاء وطن»، وسام الحلبي الشاب الذي يعمل في مواقع الكترونية كمحرر إخباري عبر بما سبق عن تقييمه للإعلام السوري المعارض من وجهة نظره.
وأضاف: «أعتقد أن الإعلام حالة لا يمكن فصلها عن السياسة، وكلما كانت الأوضاع السياسية متردية يتزايد الهبوط الإعلامي، والعكس صحيح، وبما أن المعارضة السياسية مازالت بعد خمس سنوات منقسمة إلى احزاب وكتل وفصائل وتجمعات وما شابه، وكلها لا تتفق مع بعضها في أي من النقاط، فلا بد ان تنتج كل فئة مما ذكرت وسائل الإعلام الخاصة بها، للتعبير عن مواقفها، وهذا ما يفسر وجود عشرات المواقع الاخبارية المعارضة، والتي لا تتشابه بأي من المجالات، وعلى الرغم من أنها تعرض الاخبار نفسها يومياً بالشكل الممل غالباً، إلا ان كل موقع يقدم الخبر بالطريقة التي تحلو له».
يرى بعض الناشطين الاعلاميين الشباب أن تنوع الفصائل العسكرية المنتشرة على الأرض السورية أعطى للإعلام مساحات ضيقة لا تكفي لأن يسمى «إعلام ثورة» كما كان في بادئ الأمر، بل تحولت وسائل الإعلام المعارضة لمنابر تخدم المشاريع العسكرية التي تختبئ خلفها مشاريع سياسية.
يقول المحرر الاخباري ورسام الكاريكاتير الحمصي خليل المصري لــ «القدس العربي»، «في الحالة الراهنة لا يوجد ما يسمى إعلام الثورة، فإعلام الثورة يجب ان يكون موحداً معبراً عن ثورة شعب كامل، أما اليوم ففي كل بقعة من سورية يبسط فصيل عسكري ذو خصوصية معينة سيطرته، كما أن لكل فصيل جهات داعمة له تعينه على الاستمرار منها ما هو أحزاب وتكتلات معارضة، ومنها ما يكون في معظم الحالات دولاً لها اجنداتها وأهدافها، وبالتالي أصبح لدينا في سورية أكثر من 20 وسيلة إعلامية سواء كانت مقروءة أو مسموعة او مرئية، كلها ليست لسوريا ولا للثورة، بل هي وسائل إعلام تعبر عن دكاكين سياسية ومن الممكن تجاوزاً ان نسميها إعلاماً معارضاً لا أكثر».
ويكمل «إعلام النظام السوري رغم اتصافه بالكذب في معظم الأحيان، إلا أنه يسير وفق سياسات مرسومة محددة لا تحيد أي وسيلة من وسائله عنها، ويعبر عن النظام بشكل متكامل رغم كل السوء والتلفيق الذي يقدمه لمتابعه إلا انه يسير ضمن برنامج، وهذا ما يفتقده إعلام المعارضة التائه في الاخبار التي تعجب الممول، وما أكثر الممولين وما أشد تباين توجهاتهم السياسية بل والدينية أيضاً، إذ تجد وسائل إعلام في مدينة واحدة، بعضها يقول ان الديمقراطية كفر بالله عز وجل، والبعض الآخر ينادي بالدولة المدنية وهكذا».
ويزيد وسام الحلبي على ذلك إذ يقول «لم تعد وسائل الإعلام المعارضة مجرد أبواق لأحزاب سياسية او تكتلات معارضة كانت سابقاً كلها تتفق على ضرورة إسقاط النظام وتختلف على خطة الطريق، اليوم هذه التكتلات أصبحت لا تتفق على النقطة التي انطلق منها السوريون منذ خمس سنوات وهي إسقاط النظام، بل معظمها وجد ان المصالحة هي أسهل السبل فاتسعت الهوة بين الجميع، والأسوأ أننا في البدايات كنا نشهد مواقع اخبارية تتبع لجماعة أو مجلس او كتلة، لكننا اليوم نجد ان تلك المواقع الاخبارية قد اصبحت مسيرة من قبل أشخاص ويقوم العمل الإعلامي وفق أمزجة هؤلاء الأشخاص، ما يزيد التخبط ويزيد ضياع المتلقي وعدم فهمه لما يحدث لاسيما أن معظم الإعلام المعارض بات يعتمد على الشائعات كوسيلة أساسية للترويج لنفسه».
اشتباكات غير مسبوقة بين النظام السوري وحزب الله بحلب
رامي سويد
قالت مصادر ميدانية في ضواحي حلب الشمالية لـ”العربي الجديد”، إن الاشتباكات التي اندلعت بعد منتصف الليل بين قوات النظام السوري من جهة، وقوات حزب الله اللبناني وعناصر المليشيات العراقية المتحالفة معه من جهة ثانية، وفي المقدمة التشكيل الذي يعرف باسم “لواء أبو الفضل العباس”، لا تزال مستمرة بعد ساعات من انطلاقها، في ظل عمليات قصف يشنها طيران النظام على مواقع المليشيات في المنطقة.
وأوضح نشطاء إعلاميون متواجدون مع فصائل المعارضة بمناطق حندرات والملاح، شمال حلب، لـ”العربي الجديد”، أنهم شاهدوا طوال الليلة الماضية الاشتباكات بين عناصر حزب الله مدعومةً بـ”لواء أبو الفضل العباس”، وعناصر النظام، بالرشاشات المتوسطة والثقيلة في مناطق تلة المياسات، وحيلان، والبريج، ومحيط سجن حلب المركزي، على أطراف ضواحي مدينة حلب الشمالية.
كما استهدفت قوات النظام المتمركزة في تلة المياسات، نقاط تمركز عناصر حزب الله في بلدة حيلان، قبل أن تتوسع الاشتباكات إلى مناطق سجن حلب، والبريج، سقط على أثرها عدد غير معروف من القتلى والجرحى في المنقطة.
وقالت المصادر نفسها، إن الطيران الحربي التابع لقوات النظام شوهد وهو ينفذ، بعد فجر اليوم، غارات جوية على نقاط في المنطقة، يُعتقد أنها تابعة للمليشيات، وكان لافتاً أن طيران النظام استخدم القنابل الفوسفورية في إحدى غاراته، ما أدى إلى اشتعال حرائق كبيرة في مبان يعتقد أنها مقرات للمليشيات.
وأدت الاشتباكات المستمرة في المنطقة إلى انقطاع الطريق الذي يصل المدينة الصناعية، شمال حلب، بمنطقة عفرين التي تسيطر عليها قوات “حماية الشعب الكردية”، وهو طريق يستخدمه المدنيون للتنقل بين مناطق سيطرة النظام في حلب وبين مناطق سيطرة القوات الكردية في عفرين ومحيطها.
وأشارت مصادر “العربي الجديد” في عفرين، إلى أن عشرات من حافلات نقل الركاب لا تزال عالقة على الطريق في مناطق معرستا الخان، وشمال رتيان، ومنطقة ماير القريبة من بلدة نبّل، التي تمددت إليها الاشتباكات أيضاً، صباح اليوم الخميس، بين عناصر حزب الله المتمركزة في البلدة الموالية للنظام وعناصر جيش النظام السوري المتواجدين هناك أيضاً.
ولم يتسن لـ”العربي الجديد” التأكد من السبب المباشر للاشتباكات، إلا أن مصادر المعارضة المسلحة شمال حلب، قالت إنها رصدت عبر التجسس على اتصالات قوات النظام حديثاً عن “قيام عناصر حزب الله بقتل ضابط برتبة رفيعة من جيش النظام السوري، بعد رفضه الانصياع لطلبات قدمها عناصر الحزب بخصوص عملية عسكرية، كان يُخطط لها ضد قوات المعارضة في المنطقة”.
وأضافت المصادر نفسها، أن المنطقة المذكورة شهدت خلال الأيام الماضية فشلاً ذريعاً لكل محاولات التقدم التي شنتها قوات النظام والمليشيات ضد قوات المعارضة، الأمر الذي خلّف خسائر كبيرة كبدتها الأخيرة لقوات النظام والمليشيات.
وتُعد هذه الاشتباكات الأولى من نوعها على الإطلاق منذ إعلان حزب الله على لسان أمينه العام حسن نصر الله عن تدخله في سورية لصالح قوات النظام السوري ضد قوات المعارضة السورية منذ نحو أربع سنوات.
اسم سوري جديد للأمم المتحدة: الأمم المنحازة
الأمم المنحازة”، هو الاسم البديل الذي يشير إليه السوريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي لـ”الأمم المتحدة” بعد تقرير جديد لمنظمة “حملة سوريا”، تتهم فيه المنظمة الدولية بفقدان قيم النزاهة والاستقلالية والحياد في البلاد، عبر انحيازها للنظام السوري على مستويات عديدة منها توزيع المساعدات الإنسانية في مناطق سيطرة النظام.
التقرير الذي نشرته المنظمة المعارضة الأربعاء، حمل عنوان “الانحياز”، وقعت عليه 62 منظمة إنسانية سورية، وتم إعداده بجهد واضح بعد مقابلة العشرات من العاملين السابقين والحاليين في وكالات الأمم المتحدة المختلفة المعنية بالشأن السوري، علماً أنه لا يشمل مجلس الأمن الدولي ويغطي فترة زمنية من بداية الثورة السورية حنى الأول من أيار/مايو 2016.
يطالب التقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بوضع معايير صارمة يمكن بموجبها لوكالات الأمم المتحدة التفاوض مع النظام السوري من دون التنازل عن مبادئها الإنسانية، وضرورة أن تركز تلك المعايير على تقديم المساعدات لمن هم في أمس الحاجة إليها بعيداً من أي تحيز مسبق. إضافة لضرورة إيقاف أي تعاون مع النظام السوري ما لم تتم تلبية هذه الشروط، كي لا تتحول الأمم المتحدة إلى طرف في الصراع ما يؤدي بدوره لإطالة أمد العنف في البلاد.
وضم التقرير محاور مهمة في خمسين صفحة، منها صلاحيات وكالات الأمم المتحدة في الداخل السوري في ظل الاتفاقيات والضغوط من قبل النظام كشرط لاستمرار وجود الموظفين الدوليين في الداخل، وما يتبع ذلك من تمييز، حيث تذهب المساعدات الإنسانية إلى مناطق النظام دون المعارضة وبنسب كبيرة تتجاوز 88% في نيسان/ابريل الماضي، و99% في آب/أغسطس 2015.
واعتبر التقرير “اختيار المنظمة الدولية تقديم التعاون مع الحكومة السورية كأولوية مطلقة على ما سواه، وبغض النظر عن الأثمان المدفوعة لهذا الخيار، أوصل الأمم المتحدة إلى منح حق توزيع مليارات الدولارات من المساعدات الدولية إلى طرف واحد فقط من النزاع”، علماً أن الأمم المتحدة تقدر وجود حوالي 600 ألف مدني في مناطق سورية محاصرة منذ آذار/مارس 2011، وهو تاريخ بداية الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 300 ألف شخص ونزوح نصف سكان البلاد.
في ضوء ذلك انتشر هاشتاغ #takingsides في “فايسبوك” و”تويتر”، لنشر التقرير على نطاق واسع وتشكيل ضغط إلكتروني على الأمم المتحدة، فيما نشرت خدمة “AJ+” الإخبارية مقطع فيديو بناء على التقرير انتشر بشكل واسع، في وقت ذكر فيه ناشطون آخرون بحملات إعلامية سابقة تدور حول الموضوع نفسه، مثل “الأمم المتحدة حليف الأسد” والتي تم إطلاق نسخة جديدة منها في مواقع التواصل الاجتماعي من قبل صفحات معارضة مثل “شبكة الثورة السورية” و”هاشتاغ الثورة”.
“حزب الله” والنظام: ريبة الحلفاء
بشار جابر
تحول خلاف بين مليشيا “حزب الله” اللبناني ومليشيات موالية للنظام، إلى اشتباكٍ مسلح، في حلب، وهي أكثر المناطق التي قاتل فيها الطرفان سوياً، بعدما تمكنا من فك الحصار، في فترة سابقة، عن بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين، أحد أكبر الأهداف الاستراتيجية لـ”حزب الله” بعد المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان.
وشهد محيط نبل الغربي، شمال غربي حلب، تطوراً للخلافات بين “حزب الله” وقوات النظام، كنتيجة مباشرة لإصدار النظام قراراً بسحب المليشيات الموالية له من المنطقة، والتي كان قد دربها كل من “حزب الله” والمليشيات الإيرانية. وتلك المليشيات الموالية للنظام، كانت تعمل في سوريا لحماية مناطق النفوذ الإيرانية، التي أرادتها إيران ضمن استراتيجية “الحماية الشاملة والدائمة” التي تنفذها. وتبنت إيران تدريب أكثر من خمسة آلاف مقاتل سوري منذ سنتين، لحماية مناطق لا تُريد التنازل عنها، أو حتى تعريضها لضعف لوجستي-عسكري.
وبحسب مصدر مقرب من “اللجنة الأمنية المركزية” في حزب “البعث”، فإن انسحاب مليشيات تتبع عسكرياً للنظام، من حلب، تم بالاتفاق مع الحليف الروسي الذي سلمه النظام قراءة الحدث العسكري وتبني القرار فيه. وهذا ما فرضته روسيا على إيران، في الاجتماع الثلاثي الذي عقد بين وزراء الدفاع الروسي والسوري والإيراني، في طهران.
وبحسب ما أفاد المصدر لـ”المدن”، فالنظام السوري خرج عن الإرادة الإيرانية، وأن إيران لم تتقبل وضعاً ضعيفاً في سوريا، على الرغم من تقبل الروس اشتراط إيران مواضع للنفوذ، تمتد في المناطق الحدودية بين لبنان وسوريا، والمناطق التي يتواجد فيها الشيعة بكثرة. أي إن إيران أُجبرت بشكل أو بآخر على تسليم مواقع نفوذها لروسيا، على الخريطة السورية، وهذا ما يخرجها من القيادة العسكرية البرية في سوريا، ويجعلها طرفاً خارجياً عليه أن يقر بمواقعه ونشاطاته كأي فصيل عسكري يقاتل في سوريا، بلا أي مزايا إضافية.
هذا السبب جعل من موقع عسكري مشترك بين قوات النظام و”حزب الله” في تلة المياسات القريبة من “المدينة الصناعية” شمالي حلب، تحت دائرة النار. فالموقع إما أن يكون قد ضُرب جوياً بالخطأ، أو أنه خارج نطاق الخريطة الآمنة والمسموح بها، من وجهة نظر الروس وإرادتهم، بحسب المصدر. فالمواقع التي تتواجد فيها مليشيات إيران و”حزب الله”، أصبحت خارج الخريطة الآمنة، بالنسبة لإدارة القوات الفضائية الروسية الآمرة. وبعد تعرض الموقع للقصف الجوي، اندلع اشتباك بالاسلحة المتوسطة، بين الحزب وقوات النظام، استمر لساعتين من فجر الخميس، تبعه انفجار في مستودع أسلحة.
الاشتباك بين “حزب الله” وقوات تتبع النظام، سببه عمليات الانسحاب السريعة والخاطفة التي يقوم بها النظام من مواقعه في محيط حلب. فانسحبت مليشيا “صقور الصحراء” منذ فجر الجمعة، من محيط نبل والزهراء ومن طريق حماة-حلب، نحو مدينة اللاذقية، ومن ثمّ انسحبت مليشيا “قوات العرين حزب الله” التابعة ليسار الأسد. ومليشيا “قوات العرين” كانت قد دُربت لتكون رديفة لـ”حزب الله” اللبناني أينما قاتل، خاصة في المناطق الشيعية المحاصرة. انسحاب تلك القوات أدى إلى غضب إيراني شديد، وغضب مضاعف من عناصر “حزب الله”، ما تطلّب اتصالات مع قيادة الأمن العسكري في دمشق، أحد أكثر الأجهزة الأمنية ولاء لإيران، لإيقاف عمليات الانسحاب.
انسحاب مليشيات النظام لم يتوقف، خلال الأسبوع الحالي، ما جعل “حزب الله” وحيداً في محيط مناطق تتزايد فيها لسعات المعارضة وضرباتها. ويُشير مراقبون إلى أن “حزب الله” بات يدفع ثمن تسويات تعقدها روسيا. ويبدو أن الهدنة الجديدة التي أعلن عنها في حلب، من قبل روسيا، كانت هذه المرة، بطلب حلفاء النظام، الذين يتعرضون لضغط عسكري كبير من قبل المعارضة المسلحة.
وأدت الضربة الجوية على تلة الميسات، لرفع مستوى التوتر بين “حزب الله” ومليشيات النظام، ما جعل الاشتباك الذي حدث، نتيجة لمخاوف عناصر “حزب الله” من الطعن بهم من الظهر، جواً وبراً، خاصة وأن النظام فقد قيادته العملياتية لمجريات الحرب، كما فقد حلفاؤه المقاتلين معه ثقتهم بهِ.
الاشتباكات بين الطرفين كانت بسيطة، ولم تتجاوز استخدام الأسلحة المتوسطة. وبحسب مصادر “المدن” فإن أكثر ما حفّز اندلاع الاشتباك كان انشقاق قيادات عسكرية إيرانية ولبنانية من المليشيات السورية المنسحبة، ووقوفهم إلى جانب عناصر “حزب الله” الذين رفضوا الانسحاب. فالمقاتلون السوريون استجابوا للانسحاب خلافاً لإرادة بعض القادة الميدانيين الإيرانيين ومن “حزب الله”.
ووصل إلى مدينة اللاذقية عشرون جريحاً، وأكثر من عشرة قتلى، وفق ما أكدت مصادر “المدن”. ولم يعرف رقم محدد لإصابات مقاتلي “حزب الله” لكن مقاتلين سوريين، أكدوا سيطرة “حزب الله” على مستشفى ميداني بالقرب من بلدة نبل، لإسعاف جرحاه.
ويبدو الاشتباك بين “حزب الله” ومليشيات النظام، نتيجة للتدخل الروسي الحاسم في الحرب السورية. الخلاف اليوم على مواقع في الخريطة، يوجب على الحلفاء الخروج منها، وإلا أصبحوا تحت الضربات الجوية الروسية. ويشير مراقبون إلى أن الاشتباكات لن تتطور، فالحزب سيعيد تموضعه في سوريا بحسب الإرادة الروسية، على الرغم من الغضب الإيراني. ويشير آخرون، إلى أن إيران قد ترد باندفاعة قصوى، في تحدٍ واحراج للإرادة الروسية المتعاظمة.
الغوطة الشرقية: “فيلق الرحمن” يباغت النظام
عمار حمو
أعلن “فيلق الرحمن”، الأربعاء، عن تدمير القوة المركزية لقوات النظام ومقر “اللواء الإلكتروني” في القطاع الجنوبي من الغوطة الشرقية، وقتل قائد غرفة عمليات قوات النظام العميد عبد العزيز صقر، والعشرات من الجنود. وذلك في إطار معركة “ولا تهنوا” التي اطلقها “الفيلق” ظهر الثلاثاء.
و”اللواء الإلكتروني” هو مقر “كتيبة الحرب الإلكترونية” التابعة للنظام، والواقع بين زبدين وحتيتة الجرش، في القطاع الجنوبي، وكانت قوات النظام قد استعادت السيطرة على “اللواء الألكتروني” بعدما استولت على بلدة المليحة قبل عامين. و”اللواء الإلكتروني” يحتوي على أجهزة تنصت ومحطات لاسلكية، وظل يعمل طيلة الفترة الماضية.
وجاء إطلاق المعارضة لمعركة “ولا تهنوا” في وقت كانت تُجهز فيه قوات النظام لحملة كبيرة باتجاه الغوطة من القطاع الجنوبي الذي سيطرت عليه مؤخراً مستغلة الإقتتال الداخلي بين “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن”. المعارضة أفشلت مخطط قوات النظام، وضربت القوة المجهزة فيها، وقتلت قائدها. وتمكنت المعارضة من تأمين خط دفاع جديد لها، بعد السيطرة على نقاط استراتيجية متقدمة، وفق ما ذكره مصدر عسكري لـ”المدن”.
وخاض “فيلق الرحمن” المعركة على أبواب القطاع الجنوبي، من دون مشاركة أي فصيل آخر. الناطق باسم “فيلق الرحمن” وائل علوان، قال لـ”المدن”: “أطلق فيلق الرحمن المعركة ونفذها لوحده من دون مشاركة جيش الإسلام أو جيش الفسطاط”.
وسيطر “فيلق الرحمن” على نقاط متعددة خلال معركته، ومنها طريق الغوطة الرئيسي وحتيتة الجرش وطريق جسرين، ونقاط أخرى. ثم عاد “الفيلق” وتراجع عن بعض النقاط التي سيطر عليها، بعد تحقيق الأهداف المخطط لها. وبحسب علوان فإن “سياستهم في هذه المعركة اعتمدت على الضربات الخاطفة والمفاجئة، لما تحققه من استنزاف لقوات النظام، وهو ما دفع الفيلق إلى عدم الإعلان عن المعركة حتى تحققت أهدافها”.
وأكد “فيلق الرحمن” تمكنه من قتل أكثر من 100 عنصر من قوات النظام والميليشيات التابعة له، خلال معركة “ولا تهنوا”. مصدر محلي قال لـ”المدن”، إن عناصر “فيلق الرحمن” توغلوا في عمق مناطق النظام، وكبدوه خسائر كبيرة في الأرواح، ولكن “الفيلق” خسر في معركته أكثر من 15 عنصراً.
ومن أبرز أهداف المعركة، وفق علوان، صد تقدم قوات النظام التي تسعى إلى التوغل في مدن وبلدات القطاع الأوسط، بعد سيطرته على القطاع الجنوبي، في أيار/مايو. ووصلت قوات النظام إلى حدود مدينة جسرين، ولكن تقدم ثوار الغوطة في معركتهم الأخيرة أبعد تلك القوات وأمّن المنطقة.
مصدر محلي من الغوطة الشرقية، قال لـ”المدن”، إن معركة “لا تهنوا” تحمل أهمية من وجوه متعددة؛ فهي أول معركة هجومية منظمة بعد الاقتتال الداخلي الحاصل بين الفصائل، استعاد بها الثوار ثقة الحاضنة الشعبية من جديد، ومكنتهم من تأمين خطوط دفاع متقدمة. كما أن نجاحها سيؤدي إلى استكمال معارك جديدة في سبيل تأمين الغوطة واستعادة ما جرت خسارته مؤخراً.
عملية الثوار ومن قبلها محاولات قوات النظام المستمرة في تضييق رقعة سيطرة المعارضة في الغوطة الشرقية، تؤكد أن المرحلة هي “مرحلة كسر عظم” بين النظام والمعارضة. وقصفت قوات النظام مدن وبلدات الغوطة الشرقية، في اليومين الماضيين، بعشرات الغارات الجوية، كما استهدفت أراضي زراعية وحرقت المحاصيل فيها، في سياسة ممنهجة، وفق ما قالته مصادر محلية لـ”المدن”.
الناشط الحقوقي محمد الثائر، قال لـ”المدن”، إن النظام يسعى إلى إحراق المحاصيل الزراعية كسياسة ممنهجة تضاف إلى سياسة الحصار، وحسب تقديراتنا فإن الأراضي الزراعية التي تعرضت للقصف والحرق تزيد على 30 دونماً.
عسكرياً يبدو أن استهداف الأراضي الزراعية، لاسيما القريبة من القطاع الجنوبي في جسرين والمحمدية وبيت نايم، مؤشراً على عجز قوات النظام عن مواصلة تقدمها في القطاع الأوسط. مصدر محلي قال لـ”المدن”، إن قوات النظام لم يحرق الأراضي الزراعية في القطاع الجنوبي خلال تقدمها، على الرغم من أنها كانت على خطوط الجبهة، وذلك للسيطرة على محاصيل تلك الأراضي وتجيير “السلة الغذائية” لصالح النظام. وبعد تصدي المعارضة، قامت قوات النظام باستهداف المحاصيل الزراعية، خاصة القمح والشعير، لتمارس مزيداً من الضغط على الثوار والمدنيين في الغوطة.
وعلى صعيد آخر، لا تزال العلاقة بين “فيلق الرحمن” و”جيش الإسلام”، يشوبها شيء من التوتر، وظهر ذلك جلياً في معركة “ولا تهنوا”. “فيلق الرحمن” أكد عبر متحدثه وحساباته الرسمية، عن تحقيق المعركة لأهداف كبيرة، في وقت اعتبرتها مصادر من “جيش الإسلام” بأنها لم تحقق أهدافها وما هي إلا للاستهلاك الإعلامي.
وصدر بيان عن “جيش الإسلام”، الأربعاء، جاء فيه: “إن المجاهدين في فيلق الرحمن إخوة لنا، ونقول لهم إن لكم علينا حقّ الأخوة… ونحن نرى كيف أن بعض قادتكم شوهوا لكم الحقائق”. وطالب البيان عناصر “الفيلق” بالعمل مع “جيش الإسلام” لإعادة الأمن والأمان إلى الغوطة، ورد الهجمة الشرسة من العدو. ولم يصدر أي بيان أو تعليق رسمي لـ”جيش الإسلام” عن معركة “ولا تهنوا” التي أطلقها “فيلق الرحمن”.
الائتلاف يدعو لتشكيل مجموعة دولية لحل الأزمة السورية
اعتبر رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنس العبدة، أنه يمكن حل الأزمة السورية إذا ما تم تشكيل مجموعة دولية للتفاوض تضم الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، على غرار ما حصل خلال أزمة البرنامج النووي الإيراني.
كلام العبدة جاء عقب انتهاء اجتماع تشاوري عقده الائتلاف مع هيئة التنسيق لقوى التغيير الديموقراطي في سوريا وممثلين عن فصائل عسكرية “معتدلة”، بإشراف الاتحاد الأوروبي في بروكسل. وكشف أن الائتلاف قدم هذا المقترح للأوروبيين وينتظر ردهم عليه، وأكد أن الدوافع وراء هذا الموضوع كانت لكسر احتكار واشنطن وموسكو للحل في سوريا.
وكان الاجتماع الذي عقد في بروكسل بين الائتلاف وهيئة التنسيق، وهو الرابع بينهما، قد توصل إلى بيان مشترك، وتفاهمات حول الوضع الحالي في سوريا. ومن بين أبرز النقاط التي اتفق الجانبان عليها، رفض إعلان حزب “الاتحاد الديموقراطي” الكردي فدرالية في مناطق سيطرته، شمال وشرقي سوريا. وأكد رئيس الهيئة حسن عبدالعظيم أن “الاجتماع وضع أسساً لتوحيد كافة أطياف المعارضة السورية ورؤيتها الموحدة في إطار مشروع وطني يضمن وحدة سوريا واستقلالها كأساس لإنجاح العملية السياسية”.
وأوضح البيان الصادر عن الائتلاف والهيئة، رؤيتهما للمرحلة الراهنة. وجددا فيه “تأكيد الالتزام بالحل السياسي الوطني وفق بيان جنيف (30 حزيران/يونيو 2012)، والمرجعية الدولية، وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة، وعلى قاعدة التوافقات الوطنية بين مكونات المجتمع السوري من عرب وكرد وتركمان وسريان آشوريين وباقي الأطياف، بما يضمن مشاركتهم جميعاً، في بناء دولة مدنية ديمقراطية وصياغة عقد وطني يُنظم الهوية الوطنية الجامعة للسوريين”.
وأكد الطرفان “على أن خلاص الشعب السوري بكافة توجهاته بمن فيهم الموالاة يتحدد بالخلاص من نظام الاستبداد والقتل، ومحاربة قوى الإرهاب والتطرف. ويرى الطرفان أن محاربة الإرهاب تشترط إنهاء الاستبداد واستنهاض قوى المجتمع الوطنية، بقيادة الهيئة الحاكمة الانتقالية وفق استراتيجية إقليمية ودولية”. وشددا على “عقد لقاءات دورية وورش عمل بمشاركة ممثلي قوى سياسية ومكونات مجتمعية وناشطين وخبراء، ودعم جهود الهيئة العليا للمفاوضات، وتعزيز التواصل والتنسيق بين القوى والمكونات الوطنية السورية، وتنظيم زيارات مشتركة إلى الدول المعنية بالقضية السورية”.
وفي ما يخص القضية الكردية، أشار البيان إلى ضرورة سعي الائتلاف والهيئة إلى “تطوير رؤية المعارضة السورية حول القضية الكردية، وإيجاد حلٍّ عادل لها في نطاق وحدة سورية أرضاً وشعباً، وبما يحقق الاعتراف الدستوري بالهوية القومية الكردية، ومشاركة القوى الكردية السياسية والثورية في بناء سورية الديمقراطية”.
موسكو تعلن هدنة في حلب لاحتواء غضب واشنطن
قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، إن بلاده تتطلع إلى هدنة طويلة الأمد في حلب، وذلك في أعقاب الإعلان عن هدنة مؤقتة لمدة 48 ساعة بدءاً من الخميس 16 يونيو/حزيران. كما دعا بوغدانوف إلى الإسراع باستئناف محادثات السلام السورية في جنيف، في أقرب وقت ممكن.
وقال بوغدانوف في تصريحات صحافية، الخميس، على هامش المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبورغ، إنه “يجب على ممثلي المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا أن يبدؤوا في الأيام المقبلة المشاورات التقنية مع المجموعات المختلفة من المعارضة السورية في أماكن وجودها بما في ذلك المعارضة الداخلية”. واعتبر أنه “ينبغي على أولئك الذين يؤيدون التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا أن يستأنفوا بأسرع ما يمكن الحوار السوري السوري”. وأضاف “إننا ندعم إجراء عملية التفاوض بدينامية أكبر لأننا من دون ذلك سنكون عاجزين عن الالتزام بالجدول الزمني الذي توصلنا إلى التوافق بشأنه في إطار محادثات فيينا”.
وكان مركز التنسيق الروسي في قاعدة حميميم (مطار باسل الأسد) في محافظة اللاذقية، قد أعلن عن نظام تهدئة جديد في حلب لمدة 48 ساعة، بدءاً من منتصف ليلة الخميس. وقال المركز في بيان له “بمبادرة من الجانب الروسي وبهدف خفض مستوى العنف المسلح وتحقيق استقرار الوضع تقرر فرض نظام التهدئة في مدينة حلب لمدة 48 ساعة اعتبارا من الساعة 00:01 من ليلة 16 يونيو/حزيران 2016”.
وجاء الإعلان الروسي عقب تصريحات لافتة لوزير الخارجية الأميركية جون كيري، قال فيها إن الأسد لم يلتزم بالهدنة في حلب ليوم واحد. وحذّر الجانب الروسي من أن صبر الولايات المتحدة لن يستمر طويلاً حيال هذا الموضوع. وقال كيري خلال مؤتمر صحافي في العاصمة النرويجية أوسلو، عقب اجتماع مع وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، إنه “ما لم نحصل على تعريف أفضل لكيفية عمل هذا الاتفاق (وقف إطلاق النار).. فلن نجلس هنا بينما يواصل الأسد مهاجمة حلب بشكل مهين وبينما تواصل روسيا دعم هذه الجهود”. وتابع “الولايات المتحدة لن تجلس ساكنة ولن تُستغل أداة تسمح لما يسمى بوقف إطلاق النار بأن يطبق بينما يحاول طرف مهم أن يستغله على حساب العملية بأكملها”.
يشار إلى أنه من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، مع المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، على هامش أعمال منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، وسيبحث معه المسائل المتعلقة بتسوية الأزمة السورية، بما في ذلك آفاق إجراء جولة جديدة من الحوار في جنيف، بحسب ما أفادت وكالة “سبوتنيك” الروسية.
تعيين كادر نسائي يدفع “النصرة” لإيقاف راديو “فريش“!
وليد بركسية
أعلن راديو “فريش” السوري المعارض، الأربعاء، توقفه عن البث نهائياً، في مدينة كفرنبل بمحافظة إدلب شمال البلاد، بعد الضغوط الكبيرة التي تعرض لها كادر الراديو، من قبل تنظيمي “جبهة النصرة” و”جند الأقصى” الناشطين في المنطقة.
سبب الإيقاف الأساسي يعود لاحتجاج “النصرة” أخيراً على تعيين الإذاعة لكادر نسائي يعمل على بعض النشاطات المدنية والإعلامية مثل رعاية الأطفال ودورات اللغة الانجليزية، علماً أن “النصرة” أوقفت عمل الراديو عدة مرات منذ إنشائه وداهمت مقره واعتقلت مديره رائد الفارس في كانون الثاني/يناير الماضي، كما اعتدت بالضرب على الكادر مطلع عام 2015، بحجج مختلفة مثل بث الموسيقا والأغاني “المحرمة”.
وأفادت مصادر من كفرنبل لـ”المدن” أن فريق الإذاعة قرر إيقاف العمل نهائياً لأن “النصرة” لن تتوقف في مضايقاتها حتى لو أوقف الراديو بث الأغاني وتوظيف النساء، كما لم تفلح مفاوضات بعض رجال المدينة مع عناصر النصرة في الوصول إلى حل وسط أو تنازلات في مطالب الجماعات الجهادية المنتشرة في المنطقة.
ويعتبر “فريش” من وسائل الإعلام المعارضة النادرة التي تبث من الداخل السوري، بعد هجرة معظم وسائل الإعلام البديلة إلى الخارج بسبب ضغوضات مختلفة، وتركزها في تركيا القريبة وبعض الدول الأوروبية.
مذيع “النصرة”.. يرقص
أمام الميكروفون في استوديو التسجيل، يظهر مذيع جبهة النصرة، بذقنه الطويلة وسنواته التي تتجاوز الخمسين، وهو يتمايل بحماس في الإعلان المخصص لانطلاق الراديو الجهادي الجديد “دعاة الجهاد”، الذي تداوله ناشطون سوريون، الخميس.
المذيع يبدو كنجم “بوب” هزلي بروح “جهادية”. الجلباب الطويل والقبعة البيضاء الصغيرة، يتمايلان مع حركات يديه، أثناء التسويق لانطلاق الإذاعة. فهي بالنسبة اليه، حدث بارز واساسي، وتمهيد لبدء منظومة إعلان رسمي للدولة الخاصة بالنصرة، تواكب الكيان الذي تنوي تشكيله، فيصبح، عندها، للنصرة، دولة وإعلام رسمي ناطق باسمها.
طوال ثواني الإعلان الـ34، ظهر المذيع راقصاً.. من غير موسيقى. فالموسيقى “محرمة” بل تظهر الإيقاعات المستخدمة في الأناشيد الإسلامية، وعلى طريقة فضل شاكر في أناشيده بعد اعتزاله الفن. يظهر المذيع مجهول الهوية وهو يردد: “قريباً بإذن الله إذاعة صدى الجهاد في إدلب”، وكأنه يعلن عن فيلم إثارة وتشويق للسهرة على قناة “إم بي سي أكشن”، وليس عن منصة ظلامية لنشر التطرف وتجنيد المقاتلين.
الإذاعة المقصودة هنا، تابعة لمركز “دعاة الجهاد” الذي يديره الشيخ السعودي المتطرف عبدالله المحيسني في مدينة إدلب السورية شمال البلاد، ولا تتوافر معلومات دقيقة عن تاريخ انطلاق بثها، وإن كان المرجح أن ينطلق البث خلال اليومين المقبلين، علماً أن الإذاعة تستكمل عمل شقيقتها السابقة “صدى الجهاد” التي توقفت عن البث مؤخراً.
وتفيد معلومات من “إدلب” لـ”المدن” أن مركز “دعاة الجهاد” ثبّت محطة بث جديدة في المدينة بقدرة 4000 واط، لتأمين متطلبات البث إلى ريف المحافظة أيضاً، وتنفي المصادر أن تكون معدات البث مصادرة من قبل راديو “فريش” الذي أوقفت “جبهة النصرة” بثه الاربعاء ومنعته من العمل نهائياً.
والحال أن الإعلان بشكله النهائي، ليس سوى جزء من الصورة اللطيفة التي تطرحها الجماعات الجهادية عن نفسها للجمهور، بعيداً من حقيقتها العنيفة والقمعية، وبالتالي هو مجرد حشد لاستمالات براقة بطريقة لا تخلو من كوميديا للناظر إليه من بعيد، رغم جدية الإذاعة في بثه على نطاق واسع، لأهداف “سامية” مثل “نشر الدين والتقوى والفضيلة بين الناس”.
وتبرز حاجة التنظيمات الجهادية في الشمال السوري، لتحسين صورتها في المجتمعات المحلية، بعد حركات الاحتجاج من قبل المدنيين على تصرفات “النصرة” وفصائل أخرى في إدلب وريفها، أبرزها التظاهرات التي خرجت في مدينة معرة النعمان في آذار/مارس الماضي للمطالبة بعودة الثورة السورية إلى جذورها الأولى بعيداً عن الأسلمة والعسكرة، وللمطالبة بالحرية والديموقراطية في البلاد من جديد.
تحذير أميركي لموسكو على وقع توسع الناتو في سوريا
لندن – تصاعد القلق الأميركي من مغبة استمرار العمليات القتالية في سوريا، إثر تحذيرات مفاجئة لروسيا أطلقها وزير الخارجية الأميركي جون كيري، قال فيها إن “صبر الولايات المتحدة محدود جدا”.
ويقول مراقبون إن توجيه هذه التحذيرات إلى موسكو ودمشق يحمّل الطرفين المسؤولية الرئيسية في تفاقم أعمال العنف والفشل في إعادة تثبيت الهدنة التي كان اتفق عليها في 27 فبراير الماضي.
وجاءت تصريحات كيري خلال زيارة للنرويج وإثر لقائه نظيره الإيراني محمد جواد ظريف.
وقال كيري إن “على روسيا أن تفهم أن صبرنا ليس بلا حدود. وفي الواقع هو محدود جدا في ما يتعلق بمعرفة ما إذا كان الأسد سيوضع أمام مسؤولياته أم لا” على صعيد التزام وقف إطلاق النار.
وهذه ليست المرة الأولى التي تهدد فيها الولايات المتحدة الأطراف السورية دون أن يكون لتهديدها وقع مباشر على الأزمة.
وذهب كيري هذه المرة إلى التعبير عن استعداد بلاده “لمحاسبة مقاتلي المجموعات المسلحة من المعارضة” الذين يشتبه في ارتكابهم انتهاكات، أو الذين “يواصلون المعارك في انتهاك لوقف إطلاق النار”.
وجاءت التحذيرات الأميركية فيما تتحدث الأنباء عن استعدادات للجيش السوري والقوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها لفتح معركة حاسمة في حلب.
وفي وقت تسربت فيه عن اجتماع وزراء الدفاع في سوريا وروسيا وإيران في طهران موافقة موسكو على تغطية جوية لهذه المعركة، كشف كيري أن بلاده تعمل على اتفاق لإحياء وقف إطلاق النار، وتأمل بالتوصل في غضون الأسبوعين المقبلين إلى ما سيسرع وتيرة إيصال المساعدات الإنسانية إلى مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين.
ولفت مراقبون إلى أن الوزير الأميركي، الذي قال إنه لن يطلق أي وعد يلزمه، ذكر أن مباحثاته مع نظيره الإيراني جعلته يعتقد “أن هناك سبلا للتوصل إلى ذلك”.لكن محللين قالوا إن تصريحات كيري تستهدف إيران أيضا.
ليونيد سوكيانين: تصريح كيري قد يكون موجها إلى إيران لتدعم حلا سياسيا في سوريا
وقال الخبير الروسي وأستاذ العلاقات الدولية في المدرسة العليا بموسكو ليونيد سوكيانين لـ”العرب” إن موسكو وواشنطن ترعيان الهدنة والحل في سوريا، وأميركا تطلب من الجانب الروسي الضغط على الأسد، وكذلك روسيا تطلب من الجانب الأميركي الضغط على المعارضة وذلك ضمن التنسيق الثنائي لإنجاح الحل السياسي.
واعتبر الخبير الروسي أن تصريح كيري “قد يكون موجها إلى إيران لتلعب دورا إيجابيا في تحقيق العملية السياسية في سوريا، فروسيا وأميركا حريصتان على طلب الانغماس في الشأن السوري بطريقة بناءة من جميع الأطراف الإقليمية”.
ويرى سوكيانين أن موسكو وواشنطن تعملان على تسريع العمل الدبلوماسي لإيجاد حل دائم في سوريا قبل مغادرة أوباما الحكم.
وقال دبلوماسيون غربيون إن مدة اجتماع الوزيرين، التي استغرقت 70 دقيقة، تحمل على الاعتقاد بأن المباحثات تجاوزت مسألة العقوبات (خاصة المصرفية) ضد إيران لتطال الملف السوري، وأن كلام كيري عن “السُبل الممكنة” قد يعكس مساومات يجري إعدادها مع طهران.
ويرى المحلل السياسي سامي نادر أن المشهد أصبح معقدا إلى درجة أن هناك حالة متشائمة حول إمكانية إيجاد الحل في ظل إدارة أوباما.
وقال لـ”العرب” إن كيري “سبق وقال كلاما مماثلا، ولكن ما الذي يمكن انتظاره من إدارة على وشك الخروج من البيت الابيض؟”.
وتعتقد أوساط مراقبة أن هناك ضغطا داخليا أميركيا لتثبيت إطلاق النار وتحييده عن مسار المفاوضات، وفقا لتقرير صادر عن مؤسسة “راند” القريبة من البنتاغون مؤخرا.
ويعتقد خبراء عسكريون أن مطلب وقف إطلاق النار بات مصلحة عسكرية أميركية بعد الكشف عن وجود قوات أميركية وفرنسية وألمانية بصفة مستشارين لدعم “قوات سوريا الديمقراطية”، وأن الحاجة إلى تحقيق إنجاز ضد مواقع داعش بات مطلبا يتصل بالأمن الاستراتيجي المباشر للدول الغربية.
وتعزز هذا المطلب بعد تعرض مدن أوروبية لهجمات التنظيم، كان آخرها الهجوم على ملهى في أورلاندو في الولايات المتحدة راح ضحيته أكثر من مئة ضحية بين قتيل وجريح.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات الخاصة الفرنسية تقوم ببناء قاعدة عسكرية لقواتها بالقرب من مدينة عين العرب (كوباني)، وأن غالبية المستشارين موجودون بمنطقة سد تشرين على ضفاف نهر الفرات جنوب شرق منبج.
وترى أوساط دبلوماسية غربية أن مسارعة دمشق إلى إدانة تواجد مجموعات غربية على الأراضي السورية واعتباره “تدخلا سافرا يشكل انتهاكا صارخا لمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة وعدوانا صريحا على سيادتها واستقلالها، قد يتجاوز رد الفعل الروتيني ليعبر عن قلق دمشق وطهران وموسكو من إمكانات توسّع الحضور الأطلسي في الميدان السوري.
قصف بحلب ومعارك بحماة واللاذقية وريف دمشق
تواصلت الغارات الروسية والسورية اليوم الخميس على مناطق بريف حلب، في وقت يعاني أهالي مدينة منبج من الحصار وسط المعارك المحيطة بها، ووثق ناشطون معارك في محافظات حماة واللاذقية وريف دمشق.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن طائرات روسية شنت غارات مكثفة على عندان وكفر حمرة في ريف حلب الشمالي، كما استهدفت طائرات النظام السوري قلعة “سمعان” الأثرية في مدينة دارة عزة غرب حلب، وطريق الكاستيلو ومنطقة جمعية الملاح وجبهة البريج بمدينة حلب.
وقالت سوريا مباشر إن جرحى أصيبوا في غارات روسية وأخرى للنظام على حي باب النيرب شرقي مدينة حلب وبلدات حيان وعندان بالريف الشمالي وعينجارة والسلوم بالريف الغربي.
من جانبها، قالت “جبهة النصرة” إنها أسرت مقاتلا إيرانيا خلال معارك في ريف حلب الجنوبي فجر اليوم، ونشرت النصرة صورا قالت إنها لقتلى إيرانيين وعراقيين سقطوا خلال تلك المعارك.
وفي منبج شمالي حلب، أفادت مصادر للجزيرة بأن مياه الشرب ما زالت مقطوعة منذ عدة أيام، محذرة من وقوع كارثة إنسانية مع استمرار الحصار الخانق وصعوبة خروج المدنيين.
وأفادت مصادر في تنظيم الدولة الإسلامية بأن مقاتلي التنظيم صدوا هجوما لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة بطائرات التحالف الدولي على قرية “رسم الأخضر” جنوب شرق منبج.
وذكرت وكالة مسار برس أن المعارضة المسلحة قتلت العديد من جنود النظام والمليشيات في بلدة معراتة، وأنها دمرت آلية عسكرية لتنظيم الدولة بقرية دوديان قرب حلب.
وتأتي هذه التطورات عقب إعلان المركز الروسي لتنسيق الهدنة في سوريا مساء الأربعاء عن هدنة في حلب لمدة 48 ساعة اعتبارا من منتصف ليل اليوم.
قصف واشتباكات
وفي ريف دمشق، وقعت اشتباكات بين المعارضة وقوات النظام بالغوطة الشرقية وسط قصف مدفعي وصاروخي، وشنت طائرات النظام غارات على بلدتي عربين والديرخبية ومخيم خان الشيح، حسب شبكة شام.
وقال المجلس المحلي في داريا بريف دمشق إن مروحيات النظام ألقت 12 برميلا متفجرا، فضلا عن القصف المدفعي، مما أسفر عن إصابة مدنيين بجروح، وذلك بالتزامن مع اشتباكات عنيفة.
ووثقت شبكة شام غارات جوية على أطراف مدينة خان شيخون ومدينتي أريحا وسراقب وبلدة دير سنبل في إدلب، وعلى محور كباني بجبل الأكراد في اللاذقية، وقالت إن الطيران الروسي أغار على أحياء في دير الزور وتسبب في سقوط جرحى.
وأضافت أن التحالف الدولي شن غارات على أطراف مدينة الرقة، في وقت هاجم تنظيم الدولة مواقع قوات النظام المتمركزة في طريق الرقة-أثريا.
واستهدفت المعارضة بدورها مقر قيادة عمليات حواجز قرية البويضة شمالي حماة، فقتلت وجرحت عددا من عناصر النظام، كما دارت اشتباكات في برج الحياة بجبل التركمان باللاذقية وانسحب العديد من جنود النظام.
أما جنوب البلاد فشهد اشتباكات بين المعارضة وقوات النظام على أطراف بلدتي النعيمة واليادودة في ريف درعا، كما دمرت المعارضة سيارة عسكرية لقوات النظام بمحافظة القنيطرة.
ما أهداف فرنسا من دعم الأكراد بمنبج؟
يثير الحضور العسكري البري الفرنسي في سوريا لدعم قوات سوريا الديمقراطية الكردية في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية للسيطرة على مدينة منبج (شمال شرق حلب)؛ تساؤلات عن سياقه وأهدافه.
ويقول المتحدث باسم القوات الكردية العقيد طلال سلو إن حضور جنود فرنسيين لتقديم المشورة لقوات سوريا الديمقراطية يندرج ضمن الدعم الذي يقدمه التحالف الدولي للأكراد الذين يقاتل تنظيم الدولة في عدة مناطق بشمالي سوريا، ومن بينها منبج.
وتشهد مدينة منبج ومحيطها هجوما عنيفا من القوات الكردية على مواقع تنظيم الدولة من أجل طرده منها.
وأضاف سلو في تصريح مقتضب أن التحالف الدولي هو “حليف أساسي لقوات سوريا الديمقراطية، والوجود الفرنسي تقرره قيادة التحالف”.
المقاتلون الفرنسيون
ويرى الخبير العسكري عبد الناصر العايد أن الدافع الرئيس للوجود الفرنسي في الشمال السوري لدعم القوات الكردية، هو وجود مقاتلين يحملون الجنسية الفرنسية في صفوف تنظيم الدولة في سوريا والعراق، وهي نقطة توليها باريس أهمية كبرى، إذ تسعى لتتبع محاولات عودتهم إلى فرنسا ومنع دخولهم، لتفادي تكرار ما حصل على الأرض الفرنسية من هجمات.
ويضيف العايد أن فرنسا نسجت علاقات مع كافة الأطراف التي قد يفضي التعامل معها إلى التوصل لمعلومات عن المقاتلين الفرنسيين في تنظيم الدولة، ولا سيما بعد ورود معلومات عن أعداد كبيرة من الفرنسيين انضموا للتنظيم في سوريا.
ويشير المتحدث نفسه إلى أن الغارات الجوية الفرنسية في سوريا بحاجة ملحة لإرشاد دقيق للأهداف على الأرض، وهو على ما يبدو اتباع وتقليد للمنهج الأميركي بوجود ضباط ارتباط في أماكن متقدمة من جبهات المعارك، تكون إحدى مهامها الرئيسة إعطاء إحداثيات لأهداف يمكن قصفها جوا، خاصة أن سلاح الجو الفرنسي عاد عدة مرات إلى قواعده بذخيرته دون أن يقصف، وذلك لغياب بنك أهداف جيد.
العلاقة مع واشنطن
ويقول الخبير العسكري إن الفرنسيين كانت لديهم مشكلة، وهي منع الإدارة الأميركية المعلومات المتعلقة بتنظيم الدولة عنهم، مما دفع باريس إلى محاولة تدارك الأمر فزار وزير دفاعها الولايات المتحدة لحل هذا الإشكال.
ويعتقد العايد أن الوجود الفرنسي في شمال سوريا لن يكون قتاليا إنما استخباراتيا بالدرجة الأولى، إذ ستسعى باريس لالتقاط أي معلومة عن الفرنسيين المنضمين لتنظيم الدولة الإسلامية، والاستفادة منها أمنيا في فرنسا نفسها أكثر من أي مكان آخر.
سي آي أيه: النظام السوري اليوم أقوى بفضل الدعم الروسي
داعش ينشر عشرات الآلاف من مقاتليه بالعالم
العربية نت
قال مدير المخابرات الأميركية “سي آي أيه” جون برينان اليوم الخميس، إن عشرات آلاف من مقاتلي تنظيم داعش ينتشرون في العالم، وهو ما يزيد كثيرا عن مقاتلي القاعدة في ذروتها.
وأضاف أن النظام السوري في وضع أقوى مقارنة بنفس الفترة في العام السابق بفضل الدعم الروسي.
وأضاف أن هناك من 5 إلى 8 آلاف مقاتل للتنظيم في ليبيا، وعبر عن قلقه من زيادة عمليات داعش في ليبيا.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها حققوا مكاسب على حساب تنظيم داعش، وتوقع أن يغير التنظيم أساليبه لتعويض الأراضي التي خسرها.
وقال برينان خلال شهادة أمام لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ “لتعويض خسائر الأرض سيعتمد تنظيم داعش أكثر على الأرجح على أساليب حرب العصابات بما في ذلك الهجمات الكبيرة خارج الأراضي التي يسيطر عليها”.
بعد قرار التهدئة المفاجئ.. روسيا تؤيد هدنة طويلة في حلب
دبي – قناة العربية، وكالات
قبل يوم من اجتماع مرتقب في “سان بطرس بيرغ” يجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الأمين العام للأمم المتحدة “بان كي مون” والمبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي مستورا، أعلنت وزراة الدفاع الروسية وبشكل مفاجئ عن هدنة في حلب شمال سوريا لمدة 48 ساعة من دون تحديد الجهة التي توافقت معها موسكو على وقف إطلاق النار.
في حين نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف قوله اليوم الخميس إن روسيا تريد “وقفا لإطلاق النار طويل الأمد” في حلب السورية.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت مساء الأربعاء عن دخول هدنة لمدة 48 ساعة حيز التنفيذ في مدينة حلب السورية اعتبارا من الخميس، لـ”تهدئة الوضع”. وأوضحت في بيان أنه “بمبادرة من روسيا، دخل نظام تهدئة حيز التنفيذ في حلب لمدة 48 ساعة في 16 يونيو عند الساعة 00:01 (21:00 بتوقيت غرينتش الأربعاء) بهدف خفض مستوى العنف المسلح وتهدئة الوضع”.
ولم يحدد البيان الجهة التي ناقشت معها روسيا قرار الهدنة التي تستمر يومين.
واتهم البيان “جبهة النصرة”، فرع تنظيم “القاعدة” في سوريا، بقصف أحياء عدة في حلب بقاذفات صواريخ، فضلاً عن شن هجوم بالدبابات في جنوب غرب المدينة.
واشنطن تتهم الأسد بالانتقائية في تطبيق الهدنة
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري اتهم الأربعاء رئيس النظام السوري بشار الأسد وروسيا بتطبيق اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا بشكل انتقائي، مؤكداً أن الولايات المتحدة لن تجلس ساكنة أمام هذا السلوك.
يأتي هذا عشية لقاء مرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبعوث المنظمة الدولية إلى سوريا ستيفان دي ميستورا لبحث تطورات الملف السوري.
أميركا: غارات روسيا بسوريا استهدفت المعارضة المعتدلة
واشنطن- رويترز
قال جون برينان مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.أيه) اليوم الخميس إن نسبة كبيرة من الغارات الجوية التي نفذتها روسيا في سوريا كانت موجهة ضد ما تصفه الولايات المتحدة بالمعارضة المعتدلة للنظام السوري، التي تقاتل الرئيس بشار الأسد.
وأضاف برينان في جلسة استماع أمام لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ “إذا. نعم. الروس والسوريون كانوا يسعون وراء تنظيم داعش وجبهة النصرة، لكن عدداً كبيراً من غاراتهم الجوية كانت موجهة ضد ما نعتبرها المعارضة السورية الشرعية التي تحاول إنقاذ بلادها من بشار الأسد”.
للمرة الأولى.. روسيا تلمّح إلى عدد مقاتليها في سوريا
العربية.نت – عهد فاضل
ذكرت مصادر إعلامية روسية، اليوم الأربعاء، أن عدد الجنود الروس، في سوريا، “لن يزيد عن 25 ألفاً”. وذلك نقلاً عن وزارة الدفاع الروسية.
واللافت في الرقم الذي أعلنته وزارة الدفاع الروسية، أنه يشمل فقط الجنود الروس الذين يحملون صفة “مشارك في العملية العسكرية الروسية في سوريا”.
الأمر الذي يعني أن العدد الفعلي للجنود الروس، أو ممن يحملون الجنسية الروسية، قد يتخطى هذا الرقم بكثير. خصوصا أن الحكومة الروسية قد أعدّت مشروعاً لتشريع صفة “المقاتل في سوريا”، والذي بدوره يحدد المكافآت والتعويضات عن هذا القتال في أرض أجنبية.
وتحدثت المصادر السابقة أن التشريع المزمع للحكومة الروسية، سيشمل كل مقاتل روسي قاتل في سوريا بدءا من 30 سيتمبر 2015.
وذكر المصدر الإعلامي الروسي أن مشروع القانون الذي طرحته الحكومة، يضع ميزانية تقارب المليار روبل روسي، لتغطية نفقات المشاركين الروس في القتال على الأرض السورية لصالح نظام الأسد.
وسبق لصحيفة “غازيتا.رو” الروسية أن ذكرت في وقت سابق من العام الحالي، أن عدداً من الجنود المرتزقة الروس قد قتلوا حول مدينة تدمر السورية الأثرية. مؤكدة أن هؤلاء المرتزقة المقتولين حول تدمر، يتبعون لشركة أمنية عسكرية خاصة في روسيا.
ولم تعترف السلطات الروسية بانتماء هؤلاء الجنود لمؤسستها العسكرية الرسمية.
مصادر كردية: الائتلاف السوري وهيئة التنسيق يجتمعون بممثلي الاتحاد الديمقراطي
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 16 حزيران/يونيو 2016
روما-نقلت وسائل إعلام كردية عن قيادي كردي سوري تأكيده أن وفداً من سياسيين مقربين من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري والإدارة الذاتية الكردية في سورية التقى في بروكسل بمثلي الائتلاف الوطني وهيئة التنسيق بهدف تقريب وجهات النظر على أمل التوافق على إشراك الأكراد كطرف أساسي في الوفد المفاوض في مؤتمر جنيف 3.
ونقلت وسائل الإعلام الكردية هذه عن مصادرها أن وفداً من حركة المجتمع الديمقراطي الذي يُشكّل حزب الاتحاد الديمقراطي وأعضاء من الحزب عقدوا لقاءات مع ممثلي الائتلاف وهيئة التنسيق على هامش اجتماع الطرفين الأخيرين في بروكسل برعاية أوروبية.
وكانت مصادر أوروبية مطّلعة على اللقاء الذي جمع الكتلتين السوريتين المعارضتين قد كشفت خلال اليوم الأول للاجتماع لوكالة (آكي) الإيطالية للأناباء أن المشاركين طرحوا موضوع إشراك الأكراد أصحاب الإدارة الذاتية في شمال سورية في مفاوضات جنيف، وأن هيئة التنسيق ومعها أطراف أوروبية تحاول بشدة إقناع الائتلاف بضرورة إشراك صالح مسلّم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وعرّاب مشروع الفيدرالية ضمن الوفد التفاوضي للهيئة العليا للمفاوضات، فضلاً عن ضرورة إشراك ممثلين عن مؤتمر موسكو وعلى رأسهم قدري جميل رئيس حزب الإرادة الشعبية.
وكان عقاب يحيى، رئيس الهيئة التنفيذية للكتلة الوطنية الديمقراطية، وعضو الهيئة السياسية في الائتلاف، قد نفى بدوره أن يكون هناك أي تنازلات في الائتلاف أو ضغوط عليه من هيئة التنسيق أو الأوربيين لإقناعه بضم الأكراد ومنصة موسكو لوفد الهيئة العليا للمفاوضات، وقال لــ(آكي) “لدينا في الائتلاف موقف واضح منهم طالما يقومون بهذا الدور الانفرادي المشبوه المدعوم من الروس والأمريكيين، وموقف هيئه التنسيق متوافقة مع قرار الهيئة العليا للمفاوضات برفض أي علاقة حالياً”.
ويُشار في هذا السياق إلى أن من بين أعضاء هيئة التنسيق مقرّبون من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي أعلن عن فيدرالية من طرف واحد في شمال سورية، بعضهم كان إلى فترة أعضاء في الحزب الكردي نفسه.
وقال حسن عبد العظيم، المنسق العام لهيئة التنسيق في ختام الاجتماعات إن الاجتماع “وضع أسساً لتوحيد كافة أطياف المعارضة السورية ورؤيتها الموحدة في إطار مشروع وطني يضمن وحدة سورية واستقلالها كأساس لإنجاح العملية السياسية”.
وكان الائتلاف وهيئة التنسيق قد أنهيا الأربعاء اجتماعات استمرت ثلاثة أيام بحضور الأمين العام للعلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي آلان لي روي، تحت عنوان تكثيف الجهود في العملية السياسية، دون أن تكون هناك نتائج محددة لهذه الاجتماعات.
وكالة سانا تنفي أنباء عن تشكيل حكومة سورية جديدة
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 16 حزيران/يونيو 2016
روما- نفت السلطات السورية اليوم الخميس صحة أنباء ترددت عن تشكيل حكومة جديدة برئاسة وزير الكهرباء في الجهاز التنفيذي الحالي، عماد خميس.
ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر إعلامي في النظام الحاكم قوله إن “التشكيل الحكومي يتم وفق الأساليب والطرق الدستورية وكل ما أذيع أو نشر في مواقع الشبكة العنكبوتية ووسائل إعلامية أخرى غير دقيق إطلاقا”.
وكان موقع قناة (روسيا اليوم) قد أشار في وقت سابق إلى أنه سيتم تكليف خميس بتشكيل الحكومة السورية الجديدة. ونقلت القناة عن مصادر في دمشق تأكيدها على أن “خميس قد أوشك بالفعل على الإعلان عن أسماء طاقمه الحكومي الجديد الذي يضم 12 وزيرا جديدا، مع احتفاظ الوزارات السيادية بوزرائها الحاليين وهم: وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، وزير الداخلية محمد الشعار، وزير الدفاع فهد جاسم الفريج، ووزير المالية اسماعيل اسماعيل”.
المرصد: ضربات جوية تستهدف مناطق خاضعة للمعارضة في حلب بعد إعلان هدنة
بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن غارات جوية ضربت مناطق خاضعة للمعارضة في حلب بعد ساعات من سريان هدنة مدتها 48 ساعة.
وحلب مقسمة منذ سنوات بين قوات المعارضة والقوات الحكومية. وأعلنت روسيا هدنة يوم الخميس.
وقال المرصد ومقره في بريطانيا إن الضربات الجوية أصابت عددا من الأحياء في القطاع الخاضع لسيطرة المعارضة وهناك تقارير عن وقوع إصابات.
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)
خطة الاتحاد الفيدرالي لشمال سوريا تحقق تقدما مع تقدم قوات مدعومة من أمريكا
من توم بيري
بيروت (رويترز) – في الوقت الذي يحرز فيه تحالف مجموعة من الفصائل التي تدعمها الولايات المتحدة تقدما في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا يحقق حلفاؤه السياسيون تقدما في مسعاهم لإقامة نظام حكم فيدرالي جديد يأملون أن يترسخ في المناطق التي سيطروا عليها مؤخرا.
وقالت مسؤولة كردية إن الاتحاد الفيدرالي الذي يتمتع بالحكم الذاتي وتعتزم الأحزاب الكردية السورية وحلفاؤها إقامته يتبلور بسرعة وإن من المنتظر استكمال إعداد دستور له خلال ثلاثة أشهر وربما أقل من ذلك على أن يعقب ذلك انتخابات على وجه السرعة.
ورغم أن الجماعات الكردية تصر على أن هذا المسعى ليس انفصاليا فإنه سيعيد رسم الخريطة في وقت تعجز فيه دبلوماسية الأمم المتحدة عن تحقيق أي تقدم صوب إنهاء الحرب التي أدت إلى تفكك سوريا لمجموعة من المناطق كل منها تدار على حدة.
ومن المرجح أن يزيد ذلك من حدة المخاوف لدى تركيا عضو حلف شمال الأطلسي من تنامي النفوذ الكردي في شمال سوريا الذي يطلق عليه الأكراد اسم روج آفا الذي دخل الآن القاموس السياسي للشرق الأوسط.
واكتسبت الخطة أهمية أكبر منذ حقق تحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي تأتي فصائل وحدات حماية الشعب الكردية على رأس المشاركين فيه تقدما جديدا سريعا باتجاه الغرب هذا الشهر في آخر موطئ قدم لتنظيم الدولة الإسلامية على الحدود التركية.
ويتيح ذلك إمكانية ضم مناطق جديدة إلى الاتحاد الفيدرالي الذي كشف النقاب عنه في مارس آذار.
وفي الأسبوع الماضي تم بحث فكرة انضمام المناطق التي وقعت تحت السيطرة في الآونة الأخيرة للاتحاد الفيدرالي الديمقراطي بروج آفا وشمال سوريا مع أعضاء مجلس محلي تشكل لإدارة مدينة منبج الخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية والتي يستهدفها تنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت هدية يوسف الرئيسة المشاركة لمجلس يشرف على هذا المشروع “أعطيناهم فكرة عن الخطة التي نعمل عليها وأعربنا لهم عن رغبتنا في أن تكون منبج جزءا من منطقة الاتحاد الفيدرالي الديمقراطي بعد تحريرها.”
وقالت لرويترز في مقابلة “كانت وجهة النظر متفائلة بهذه المسألة. أعجبتهم الخطة.”
لكنها أضافت أنه في ضوء الطبيعة المؤقتة للمجلس فمن الضروري أن يتخذ مجلس له صفة الدوام أي قرار.
وتحدث مسؤول بمجلس مدينة منبج لرويتز طالبا عدم نشر اسمه فقال إنهم يتوقعون طرح النظام الفيدرالي عليهم لكنهم ليسوا مخولين للبت في هذا الأمر. وأضاف المسؤول الذي يعمل بالمكتب الإعلامي للمجلس إن البت في مثل هذه المسائل يرجع إلى المجلس الموسع الذي سيتم تشكيله فيما بعد.
وينتشر الأكراد في تركيا وسوريا وإيران والعراق حيث تمثل حكومة إقليم كردستان أقرب شيء لحلم الأكراد بأن تكون لهم دولتهم الخاصة.
* وحدات حماية الشعب .. قوة نيران ونفوذ
تستفيد خطة الاتحاد الفيدرالي لشمال سوريا من ثلاثة مناطق تتمتع بالحكم الذاتي اقتطعتها وحدات حماية الشعب منذ سقوط سوريا في براثن الصراع عام 2011 في انتفاضة كان الهدف منها الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
واتسع نطاق المنطقة في العام الماضي ليشمل مدينة تل أبيض التي انتزعت وحدات حماية الشعب السيطرة عليها من تنظيم الدولة الإسلامية في أكتوبر تشرين الأول الماضي.
ووحدات حماية الشعب هي أكثر شركاء الولايات المتحدة فاعلية في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. ومع ذلك فإن تركيا تعتبرها جماعة إرهابية بسبب صلاتها بحزب العمال الكردستاني الذي يشن حملة تمرد في جنوب شرق تركيا.
وأدى تأسيس قوات سوريا الديمقراطية العام الماضي إلى انضمام فصائل عربية رسميا إلى وحدات حماية الشعب في الحملة التي تدعمها الولايات المتحدة على تنظيم الدولة الإسلامية وهو من الاعتبارات المهمة في سعي القوات لدخول مناطق تقطنها أغلبية عربية.
ويقول محللون إن وحدات حماية الشعب ما زالت تملك أكبر قوة نيران وصاحبة أكبر نفوذ رغم أنها لا تتصدر المشهد العام.
ولم تخف جماعات كردية سورية أنها تستهدف توصيل المنطقتين التابعتين لها اللتين تتمتعان بالحكم الذاتي في شمال شرق سوريا بمنطقة أخرى في الغرب هي منطقة عفرين.
ويحول دون ذلك شريط من الأرض بامتداد 80 كيلومترا على الحدود التركية يخضع لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية بالقرب من منبج كما تحول دونه جماعات من المعارضة السورية تدعمها تركيا وتعادي وحدات حماية الشعب.
ويقول ساسة أكراد مشاركون في مساعي إقامة الاتحاد الفيدرالي إنه سيصون حقوق كل الجماعات العرقية الأمر الذي يسمح للتجمعات السكانية بأن تحكم نفسها وتمثل نموذجا لتسوية الحرب السورية في نهاية الأمر.
لكن المشروع واجه معارضة واسعة من أطراف مختلفة منها الولايات المتحدة والحكومة السورية وكذلك المعارضة السورية.
* لا اتفاق على العلم حتى الآن
قالت هدية يوسف إن اجتماعات عقدت في الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا لشرح الخطة ولإشاعة الطمأنينة بأن الهدف ليس إقامة دولة مستقلة.
وأرسلت خطابات مباشرة أيضا إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا الذي لم يضم حزب الاتحاد الديمقراطي أكبر الأحزاب الكردية السورية إلى محادثات السلام التي دشنت في وقت سابق هذا العام تمشيا مع رغبة تركيا.
وقالت هدية يوسف “نتوقع قبول هذا المشروع ونعمل على كسب الدعم الدولي والإقليمي والداخلي.”
وخلال مكالمة هاتفية من سوريا قالت إن الدستور الذي سيعرف باسم “العقد الاجتماعي” أوشك على الاكتمال.
وأي منطقة تود الانضمام للنظام الاتحادي سيتعين عليها الموافقة على هذا العقد التي يتضمن حقوقا مساوية للنساء ويضمن قيادة مشتركة لكل الجهات الإدارية وشكلا من الاقتصاد الاشتراكي.
ومن بين القضايا العالقة تصميم علم جديد ليرفع إلى جانب العلم السوري وتحديد موقع المجلس التشريعي الذي سيعرف باسم مؤتمر الشعوب وترسيم الحدود الإدارية للمناطق في النظام الجديد.
وقالت “خلال ثلاثة شهور من المفروض أن نكون انتهينا من كل التحضيرات والصياغات للعقد الاجتماعي.”
وبمجرد الموافقة عليه من قبل المجلس المؤلف من 151 عضوا والذي تشارك هدية يوسف في رئاسته سيبدأ الإعداد لانتخابات بعدها بثلاثة أشهر.
وقالت إنهم لم يقرروا بعد أي الانتخابات ستجرى أولا.. انتخابات مؤتمر الشعوب أم المجالس الإقليمية. وقالت “العملية كلها سوف تستغرق ستة أشهر وربما أقل.”
(إعداد منير البويطي وليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)
اتفاق واشنطن موسكو وضيق خياراتهما في سوريا
أندريه مهاوج
كشفت تصريحات وزير الخارجية الاميركي جون كيري اثر لقائه بنظيره الايراني محمد جواد ظريف في النروج، حجم التجاذب الدولي على تثبيت النفوذ في منطقة الشرق الأوسط على ارض الصراع العسكري ،وتحديدا في سوريا التي تشكل ميدان الاختبار الرئيس بين القوتين العظمتين الولايات المتحدة الاميركية وروسيا.
واذا كان تقاسم النفوذ هذا حسم في العراق ، بتسليم واشنطن بمراعاة المصالح الإيرانية في البلد الجار، فان التفاهم الاميركي الروسي على العمل المشترك لمعالجة الأزمة السورية، لم يضبط المنافسة بين موسكو وواشنطن على بوابة الشرق الأوسط السورية .
يكاد العالم يعجز عن إيجاد حل لهذه الأزمة السورية ، التي بدات احتجاجات شعبية على النظام وانتقلت الى ثورة على النظام وتحولت الى أزمة إقليمية قبل ان تصبح دولية ، تتنافس فيها كل من روسيا والولايات المتحدة الاميركية .لم تعد واشنطن قادرة على تحقيق اي حل يتوافق مع استراتيجيها ، في الاشهر القليلة الباقية من ولاية الرئيس باراك اوباما وفضلت على ما يبدو ترك الملف في عهدة سيد البيت الابيض المقبل .
من جهتها ،تتناحر الدول الإقليمية التابعة لكل من روسيا وأميركا ساعية لحماية أمنها القومي أو تحقيق مصالح لها في سوريا. والى جانب محاولات الاطراف الاقليميين ،من ايران الى السعودية وتركيا حجز موقع لها على طاولة الحل النهائي ، فان ما يجمع أركان الأسرة الدولية هو القضاء على الإرهاب الذي أصبح هاجسا مشترك .
ولكن روسيا التي قررت تولي المهمة الرئيسية في محاربة التنظيمات التي ترى انها تشكل الخطر الاكبر ، تحاول مراعاة حسابات الدول الاخرى ، خصوصا تلك الحليفة للولايات المتحدة في الاقليم . فتركيا غير مكتفية بالمنافع الاقتصادية المقدمة لها عن طريق خطوط إمدادات الطاقة التي تمر عبر اراضيها أو حتى بصفقات إعادة إعمار سورية، وهي مستعدة لدخول ميدان المعركة اذا ما شعرت ان التسوية الكبرى ستؤدي الى نشؤ كيان كردي مستقل .
السعودية من جهتها محكومة بهاجس تنامي النفوذ الايراني وبخوفها من ان تدفع ثمن الاتفاق النووي ومد نفوذ طهران الى اليمن ، ويبدو ان زيارة ولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان الى واشنطن لم تأتيها بالضمانات الكافية في حين تتمسك إيران بنظام الرئيس بشار الاسد ، و تجد صعوبة في قراءة الموقف الروسي الذي يلمح بين الفينة والاخرى انه لا يتمسك بشخص الرئيس بل بمؤسسات الدولة التي يمثلها النظام .
من هنا يمكن فهم تحذير جون كيري روسيا بان صبر بلاده محدود جدا في ما يتعلق بمعرفة
ما اذا كان الاسد سيوضع امام مسؤولياته ام لا” على صعيد التزام وقف اطلاق النار. والواقع ان كلام كيري لا يقتصر على هذا الحد .
أن اتفاق الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا حول الأزمة السورية يضيّق من الخيارات امام الدول اخرى ولكنه بدا ايضا يضيق خيارات كل منهما .