أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 18 أيار 2015

 

زعيم «جبهة النصرة» في سورية يحذر الأقلية العلوية من القتال مع الأسد

) بيروت – رويترز

قال زعيم «جبهة النصرة» جناح «تنظيم القاعدة في سورية» أبو محمد الجولاني في لقطات بثت اليوم (الأربعاء)، إن أفراد الأقلية العلوية يجب أن ينبذوا الرئيس بشار الاسد وان يغيروا اعتقاداتهم ليكونوا آمنين.

وقال الجولاني لتلفزيون «الجزيرة» في مقابلة نادرة، إنه «إذا ألقى العلويون السلاح وتبرأوا من الأسد ولم يرسلوا رجالهم للقتال معه وعادوا الى الاسلام، فسيكونون حينئذ اخوة لنا».

وأضاف أن «العلويين جزء من طائفة خرجت من دين الله ومن الاسلام»، مؤكداً ان جماعته السنية المتشددة ليست في «حرب مع المسيحيين».

يذكر أنه لم يتضح أين أجريت المقابلة ولم يظهر وجه الجولاني فيها.

 

التنظيم يعدم أسرى في مسرح تدمر

واشنطن – جويس كرم – لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب

اعدم تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) على المسرح الروماني في تدمر امس، أسرى لديه قال نشطاء معارضون انهم «ايرانيون وافغان ومن عناصر النظام» السوري، في وقت قال وزير الخارجية الدنماركي مارتن ليدغورد لـ «الحياة» أن «إيران جزء من المشكلة، لذلك هي جزء من الحل». كما أشار إلى أهمية انخراط جميع اللاعبين الاقليميين في سورية بالحوار «كي يشعر الجميع بأهمية إيجاد حل». وأكد رفض الدنمارك أي خطة لتقسيم سورية. ولفت الى ان سيطرة «داعش» على تدمر لم تقنع بضرورة الانخراط مع النظام باعتباره «أهون الشرين». (للمزيد)

وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان»امس: «اقدم تنظيم الدولة الاسلامية على اعدام عشرين رجلا اليوم باطلاق الرصاص عليهم في المسرح الروماني في مدينة تدمر في حضور عدد من الاهالي بتهمة انهم شيعة ونصيريون كانوا يقاتلون الى جانب النظام». لكن «تنسيقية مدينة تدمر» افادت ان «عملية إعدام عناصر التنظيم لمدنيين غير صحيحة إطلاقا، وان من تم إعدامهم هم من الأسرى الايرانيين والأفغان ومن جنود النظام وليس بينهم مدنيون اطلاق».

واشار «المركز الاعلامي في تدمر» المعارض الى ان الطيران السوري شن امس غارات على احياء في تدمر من دون سقوط قتلى، مشيرة الى انقطاع الكهرباء عن المدينة منذ سيطرة «داعش» عليها نهاية الاسبوع.

سياسيا، ميز وزير الخارجية الدنماركي بين النظام والرئيس بشار الأسد، قائلاً: «لتحقيق سلام دائم في سورية، لا بد من حكومة تمثل الجميع وتضم السنة والعلويين، وانه من الصعب الوصول إلى سلام وهدنة اذا لم تتحقق ضمانات للجميع، لذلك من المهم التحدث إلى جزء من النظام للوصول إلى حل. جزء من النظام هو جزء من الحل ولا أرى الأسد جزءاً من الحكومة الانتقالية». وإذ أشار إلى أن سيطرة «داعش» على مدينة تدمر الأثرية لن تغير كثيراً حسابات الدول الغربية وقبول النظام باعتباره «أهون الشرين»، أشار إلى سقوط عشرات آلاف القتلى والضحايا خلال السنوات الماضية. وشدد على أهمية النظر بـ «واقعية إلى سورية وضرورة إيجاد استراتيجية واضحة للوصول إلى حل» مع إشارته إلى أهمية «زيادة الضغط على النظام في إيران وروسيا للوصول إلى حل».

من جهته، قال وليد المعلم وزير الخارجية السوري إن دمشق تريد تنسيقا أكبر مع بغداد لمحاربة «داعش». واضاف إن دعم النظام من حليفيه الرئيسيين روسيا وإيران ما زال قويا وانهما لن يتراجعا عن مساعدته. وانتقد المعلم أيضا تصريحات وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الثلثاء التي حذر فيها من أن يواجه العراق وسورية مزيدا من الانقسام ما لم يتم تعزيز الجهود الدولية لمواجهة عناصر «داعش» سريعاً.

ويزور رئيس «التجمع الوطني الحر» محمد حسام حافظ واشنطن، حيث يلتقي بالمبعوث الأميركي في الملف السوري دانيال روبنستين، ومسؤولين في البيت الأبيض عن الملف بينهم جيف بريسكوت من مجلس الأمن القومي. كما سيجتمع بمساعدي السناتور جون ماكين.

وقالت مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى لـ «الحياة» أن هناك «تحولا ملفتا في الموقف الروسي، واستعداداً من موسكو للمرة الأولى للبحث مع الوفد الأميركي بأدق تفاصيل المرحلة الانتقالية في سورية والدخول في أسماء ومناصب لأشخاص عسكريين وسياسيين قد يشرفون على المرحلة الانتقالية».

 

«داعش» يستبق «الهجوم الكبير» بهجمات انتحارية

بغداد – «الحياة»

واصلت القوات العراقية، مدعومة بقوات «الحشد الشعبي» وأبناء العشائر، تقدمها لتطويق الرمادي (عاصمة الأنبار) من جهات عدة، تمهيداً لاقتحامها، فيما أعلن رئيس البرلمان سليم الجبوري أن الاستعدادات للمعركة «لم تكن على المستوى المطلوب»، آخذاً على الحكومة عدم إيفائها وعودها لأبناء العشائر بلعب دور أساسي في تحريرها، فضلاً عن الخلافات على «وحدة القيادة». وانتقد اختيار محافظ لديالى من «منظمة بدر» الشيعية، بدلاً من المحافظ السني. (للمزيد)

ونقل بيان لوزارة الداخلية عن قائد عمليات الأنبار اللواء الركن قاسم المحمدي قوله، إن «قوات الأمن تمكنت من تحرير ٦٥ كلم من مناطق الرمادي، وهي تحاصر المدينة من محورين مهمين».

ونفذ مسلحو تنظيم «داعش» سلسلة هجمات انتحارية استباقاً لـ «الهجوم الكبير»، استهدفت الجيش قرب الفلوجة، وقال العميد سعد معن، الناطق باسم القيادة المشتركة، إن «داعش استغل عاصفة رملية غطت معظم أنحاء العراق لشن موجة الهجمات الدموية والتفجيرات الانتحارية».

وأعلن مصدر في مجلس محافظة الأنبار، أن «قوات الأمن بمساندة الحشد الشعبي، تمكنت من تحرير منطقتي الطاش والحميرة اللتين تقعان جنوب الرمادي»، وأوضح أن «هاتين المنطقتين استراتيجيتان وتحريرهما قطع إمدادات التنظيم عن جنوب المدينة»، وأضاف أن «القوات والحشد تقدمت باتجاه جامعة الأنبار ودخلت إلى أجزاء منها»، وأشار إلى أن «عناصر داعش هربوا من تلك المناطق الى جزيرة الخالدية بعد الانهيار الكبير الذي أصابهم».

وسبق عملية الرمادي جدل حول الاسم الذي أطلقته فصائل الحشد الشعبي عليها وهو «لبيك يا حسين». وقال الزعيم الشيعي مقتدى الصدر: «يجب على كل محب للوطن ونابذ للطائفية عدم الاعتراف بتلك التسميات». وزاد أن «الاستمرار على مثل هذه التسميات يؤجج الموقف ويكون مانعاً للانتصارات». ودعا إلى أن «تكون التسمية لبيك يا صلاح الدين أو لبيك يا أنبار فكلنا في خدمة الوطن».

من جهة أخرى دعا الجبوري الكتل السياسية في ديالى إلى «إعادة الأمور الى نصابها الصحيح والتزام الاتفاقات السابقة»، كما دعا الكتلة السنية في مجلس المحافظة إلى «عدم قبول أي منصب».

وكان محافظ ديالى الجديد مثنى التميمي أدى اليمين القانونية أمام قاضي محكمة استئناف بعقوبة، بعد أن نال 15 صوتاً من اصل 16 حضروا الجلسة، بعد انسحاب الأعضاء السنة احتجاجاً على مخالفة الاتفاقات السياسية التي تنص على أن يكون منصب المحافظ من حصة المكون السني.

وعن معركة الرمادي قال الجبوري: «أعلنت ساعة الصفر، وكان ينبغي أن تكون هناك تهيئة أفضل لهذه المعركة المهمة، خصوصاً أن الأنبار تمثل قلعة، وإذا تم الانتصار فيها على داعش، فإن ذلك سيهيئ لمعركة أكبر تتمثل في تحرير (محافظة) نينوى. لكن تبين بعد حين، أن مقدار التهيئة والاستعداد لم يكن في المستوى المطلوب، فضلاً عن الخلافات في بعض القضايا التي نعتبرها مهمة مثل وحدة القيادة ودور العشائر وإسنادها وكذلك دور القوات العسكرية. كل ذلك أثر في المعنويات».

 

الجولاني: إسقاط الأسد لن يستغرق طويلاً وزواله يعني زوال حزب الله

المصدر: (و ص ف، رويترز، الإنترنت)

صرّح زعيم “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة” أبو محمد الجولاني، في مقابلة نادرة مع قناة “الجزيرة” الفضائية القطرية أمس، بأن اسقاط نظام الرئيس السوري بشار الاسد لن يستغرق وقتاً طويلاً، وان “حزب الله” يعلم ان مصيره مرتبط بمصير هذا النظام. وطالب أفراد الأقلية العلوية في سوريا بأن ينبذوا الاسد وان يغيروا اعتقاداتهم ليكونوا آمنين.

ورأى أن “العلويين ارتكبوا مجازر كبيرة بحق أهل السنّة”، وأن “النظام يعتمد في مادته الأولى على العنصر العلوي”، موضحاً أن “هؤلاء تسببوا بقتل ما يقارب المليون من أهل السنة في الشام، وبالتالي أصبح بينهم وبين السنّة ثارات”. وأكد أن “حسم المعركة في سوريا يكون في دمشق وليس في القرداحة”، وأن “حربنا ليست حرب ثأرية رغم أن العلوية تحسب طائفة خارجة عن دين الإسلام”، قائلاً: “اليوم نحن نقاتل من يقاتلنا، العلويون أدركوا الآن أن هذا النظام غير قادر على حمايتهم… اذا قرر العلويون البراءة من بشار الأسد وعادوا إلى صدر الإسلام ننسى كل الثارات السابقة”. وأعلن أن “كل الجنود الذين فروا من النظام وسلموا أنفسهم إلينا أطلقنا سراحهم”.

وأضاف: “سنتولى حماية العلويين والدفاع عنهم إذا تابوا عن الشرك وعادوا إلى الاسلام”.

أما عن المسيحيين، فقال إن لهم مميزات في ظل الحكم الإسلامي، لافتاً إلى أنهم في الغالب يقفون إلى جانب النظام و”نحن لا نحمّلهم ما تقوم به أميركا أو الأقباط في مصر”.

وقال رداً على سؤال: “نحن لا يهمنا ما يقوله الغرب الذي يريد الحفاظ على نظام الأسد وأن تظل الشام محكومة من قبل أقلية… نحن لا نكفّر عموم المسلمين والإتهامات بأننا تكفيريون شائعة”.

وأوضح أن “جبهة النصرة مهمتها في الشام هي إسقاط النظام وحلفائه مثل حزب الله”.

وقال أيضاً “إننا لن نستخدم الشام كقاعدة إنطلاق لمهاجمة أوروبا وأميركا بناء على توجيهات زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري”، واتهم أميركا بأنها “تساند نظام الأسد وتقصف جبهة النصرة التي تدافع عن المسلمين”.

وخلص الى أن “زوال بشار الأسد يعني زوال حزب الله الذي لديه خصوم كثر في لبنان”، وأن “الحزب دخل حرباً خاسرة ولكن لا بد منها”. وأشار إلى أن “حزب الله يريد أن يخيف اللبنانيين من الخطر”، لكن “الخطر قادم على حزب الله وليس على اللبنانيين”.

وعن سير المعارك في القلمون، قال إن “الحرب هناك حرب عصابات ولدينا ثقة بالمقاتلين”، داعياً كل القوى السياسية اللبنانية إلى “التكاتف معنا لإسقاط النظام وحزب الله”. ولاحظ ان “حزب الله” يعلم أن مصيره مرتبط بمصير الرئيس السوري، وأن جهوده لإنقاذه لن تجدي.

 

«داعش» و«النصرة» يدمّران بنية العشائر

عبد الله سليمان علي

تضاربت الرؤى حول العشائر السورية ودورها في الحرب الدموية المستمرة منذ العام 2011. ففيما يتّهم البعض هذه العشائر بأنها لعبت دوراً سلبياً من خلال تشكيلها حاضنة شعبية للتنظيمات التكفيرية سمحت لها بالبقاء والتوسع، فإن العديد من الوقائع تشير من جهة أخرى، إلى أن بعض العشائر العريقة تتعرض لسياسة تدمير ممنهجة لبنيتها التاريخية، وخاصةً تلك العشائر التي أُدخلت في لعبة التنافس بين «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» أبرز تنظيمين تكفيريين.

ومن السهل في سياق تفسير بقاء وانتشار بعض التنظيمات التكفيرية القول إن سبب ذلك يعود إلى الاحتضان العشائري لهذه التنظيمات، مع إشارة متكررة إلى أن تمدد التنظيمات التكفيرية في مناطق العشائر خصوصاً، يدل على أن العشائر شكلت الحاضنة الشعبية التي أتاحت لها التمدد والتوسع. وهذا التفسير صحيح نسبياً لأن بعض العشائر لعبت بالفعل دوراً في احتضان بعض التنظيمات وأمّنت لها المدد البشري والمالي والتسليحي.

لكن الاكتفاء بظاهر الأمور من دون التعمق في بواطنها يجعل من هذا التفسير مجرد محاولة لتعليق آثام الجماعات التكفيرية على شمّاعة العشائر، مع أن الهدف ينبغي أن يكون تقديم فهم قريب إلى الواقع قدر الإمكان، حول حقيقة العلاقة بين العشائر وهذه الجماعات.

وفي هذا السياق، قد يكون من المقبول تضخيم دور العشائر في دعم بعض الجماعات المسلحة ذات الأهداف المحلية (أي الخاصة ببلد معين مثل «الجيش الحر» في سوريا)، لأنه في هذه الحالة يتوافر انسجام معين بين طبيعة التكوين العشائري المغلق وهذه الجماعات المحلية. كما أن العشائر في هذه الحالة تدرك أنها ستنال حصة معقولة من الكعكة التي يحوزها «الجيش الحر»، خاصة في المناطق التي تشكل فيها العشائر نسبة كبيرة من عدد السكان.

لكن الأمر بالنسبة للتنظيمات التكفيرية مختلف اختلافاً جذرياً. وأهم أسباب هذا الاختلاف هو التباين بين طبيعة هذه التنظيمات وطبيعة البنية العشائرية، فالتنظيمات التكفيرية («جبهة النصرة» أو «داعش» مثالاً) لا تقتصر أهدافها على الأهداف المحلية التي يقنع بها «الجيش الحر» على سبيل المثال، بل لديها أهداف عالمية، تتمثل في إقامة «الدولة الإسلامية وتطبيق الشرع الإلهي» والاستمرار في «الجهاد» إلى يوم القيامة. ولتحقيق هذه الأهداف فتحت أبوابها مشرّعة لينتسب إليها «الجهاديون» من مختلف جنسيات العالم. وهذا الانفتاح العالمي، لجهة الأهداف أو الانتساب، يشكل أحد أهم التناقضات مع البنية العشائرية المغلقة، التي تمثل فيها علاقة النسب بالدم الركن الوحيد.

وفي الواقع، فقد دفعت العشائر سريعاً ثمن هذا التناقض، ووجدت نفسها في مهب الريح بعدما فقدت البوصلة وأضاعت الطريق، ولم يكن مستغرباً أن تكون التنظيمات التكفيرية التي دعمتها هي أول من فرض عليها دفع الضريبة الدموية، بعدما تعذر التوفيق بين التناقضات.

«النصرة»

وعشائر المنطقة الشرقية

وتنطوي تجربة «جبهة النصرة» مع المنطقة الشرقية وعشائرها على العديد من الدلالات المهمة. فبرغم أن «النصرة» استحوذت ظاهرياً على دعم أبرز العشائر وتأييدها، وتم توقيع عهود ومواثيق بين الطرفين لإدارة المدينة، إلا أن ذلك لم يسعفها في الحفاظ على بقائها في دير الزور، واضطرت بعد هزيمتها على يد «داعش» لأن تهرب باتجاه الشمال (إدلب) والجنوب (درعا).

ولا شك بأن اقتلاع «النصرة» من دير الزور على هذا النحو، بالرغم من أن زعيمها أبو محمد الجولاني ينتمي إلى مدينة الشحيل، يشير إلى أن الحاضنة الشعبية هي مجرد وهم، أو على الأقل ليس لها دور حاسم في تحديد مسار الأحداث. والدلالة الثانية أن أي تنظيم، مهما بلغت حنكته ودهاؤه، ليس بمقدوره استقطاب دعم كل العشائر بسبب الخلافات التاريخية بين بعضها البعض، وفي هذا السياق فإن «النصرة»، التي حرصت على كسب التأييد العشائري، اضطرت في مرحلة ما إلى إصدار بيان تهدر فيه دم عشيرة الجبور، وذلك بالإضافة إلى فشلها في إدارة ملف العشائر بعد ذلك، حيث تركزت السلطة والمنافع بين يدي قلّة من أهالي عشائر الشحيل (باعتبار أن العشائر هيمنت على «النصرة») بينما كانت باقي العشائر في المدن الأخرى في دير الزور تعجز عن تأمين قوت حياتها، وهو ما دفع بعض العشائر إلى استعداء الجبهة والوقوف ضدها، ولو كان السبيل إلى ذلك التحالف مع «داعش» كما فعلت عشيرة البكّير مثلاً.

وهكذا انتهت تجربة «جبهة النصرة» في المنطقة الشرقية بفشل ذريع، أدّى فيما أدّى إليه إلى زيادة الخلافات بين العشائر، وإلى دفع بعضها إلى أحضان «داعش»، وإلى مراجعة بعضها الآخر لمواقفه وسعيه إلى فتح خطوط اتصال مع الحكومة السورية.

لكن العبرة الأهم في هذه التجربة هي إعادة النظر في مفهوم الحاضنة الشعبية ودورها، لأن «جبهة النصرة» في مدينة الشحيل كانت هي نفسها مدينة الشحيل من دون أي فرق، ولم تكن هناك ضمن حاضنة شعبية وحسب بل كانت عشائر الشحيل هي نفسها «جبهة النصرة»، ومع ذلك جرى اقتلاع «النصرة» من جذورها واضطرت إلى هجرة جماعية غير مسبوقة. وكان لافتاً أن زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني، وهو من مواليد الشحيل، لم يجد حرجاً في الهروب وترك أبناء مدينته وعشيرته يتعرضون للعقاب المُذل الذي فرضه «داعش» عليهم.

«داعش» والعشائر

أما تجربة «الدولة الإسلامية» مع العشائر فقد كانت أكثر ذكاءً وأكثر قسوة، فهو سعى إلى استقطاب العشائر، والحصول على بيعات من شيوخها، من دون أن يسمح بتكوين لوبي عشائري بمقدوره الاستحواذ على السلطة والمنافع.

وحرص التنظيم وما زال على الإعلان عن بيعات يحصل عليها من بعض شيوخ العشائر، ففي الرقة أعلن عن حصوله على بيعات من 14 عشيرة، وفي ريف حلب نشر تقارير موسعة عن بيعة العشائر له، كذلك الأمر في ريف دمشق وحماه وغيرها من المناطق، ولكن كان واضحاً أن الهدف من ذلك هو إعلامي، لأن التنظيم يدرك قبل غيره أن أغلب العشائر التي بايعته سبق لها أن بايعت غيره من التنظيمات عندما كانت تسيطر على المناطق نفسها، وبالتالي فإن البيعة لم تعد تعبّر عن ولاء حقيقي بقدر ما تعبّر عن وسيلة للتعايش بين التنظيم والعشائر في مناطق سيطرته.

وقد تشكل تجربة كل من عشيرتي الشعيطات والبكارة نموذجاً لطبيعة العلاقة بين «داعش» والعشائر، سواء منها التي دعمته أو تلك التي وقفت ضده. وتشير هذه التجربة إلى أن أحد أهداف «داعش» هو تقويض سلطان العشائر، وهدم بنيتها من الداخل من دون أن يكون بالإمكان حالياً، نظراً لعدم توافر معطيات كافية، تفسير سبب هذا الاستهداف لبنية العشائر، هل هو وعي التنظيم للتناقض بين تركيبته العالمية والبنية العشائرية الضيقة المغلقة، أم هو خوف من ازدياد نفوذ العشائر وشيوخها، بما قد يسبب تنافساً داخلياً في التنظيم، ليس بين كتلة «المقاتلين الأجانب» و «المقاتلين المحليين» بل بين «المقاتلين المحليين» بحسب انتماءاتهم العشائرية، وهو ما قد يهدد مستقبل التنظيم ومصير قيادته الحالية.

فقد وقفت عشيرة الشعيطات ضد دخول «داعش» إلى دير الزور وشكلت حلفاً عسكرياً لمحاربته، لذلك عندما انتصر التنظيم وتمكن من طرد «جبهة النصرة» وغيرها من الفصائل الأخرى، مثل «جيش الإسلام» و «أحرار الشام» من دير الزور، التفت خاصة إلى عشيرة الشعيطات، وارتكب فيها أكبر مجزرة دموية منذ بدء الأزمة السورية حيث أعدم ما يقارب 800 شخص خلال أيام قليلة، كما عمد إلى تهجير غالبية أبناء العشيرة من مناطقهم، وشردهم في البادية شهوراً عديدة، قبل أن يقبل شيوخ العشيرة توقيع اتفاق استسلام مهين، أرادت قيادة «داعش» من خلاله أن ترسل رسالة دموية إلى أي عشيرة تفكر في التمرد عليها، أن مصيرها سيكون مثل مصير الشعيطات.

أما عشيرة البكارة، وهي من أكبر العشائر، ويتزعمها المعارض السوري نواف البشير، فقد كان لها دور بارز في تسهيل دخول «الدولة الإسلامية» إلى دير الزور. حيث سارع نجل البشير، أسعد البشير، وعدد من أفراد العشيرة إلى مبايعة التنظيم في ريف دير الزور الغربي في أيار العام 2015، ما شكل بوابة عبور له للدخول إلى مدن وبلدات الريف من دون قتال يذكر.

غير أن هذه المبايعة لم تمنح العشيرة أي امتيازات قيادية، بل على العكس، فقد عمد «داعش» بعدما وطّد وجوده في المدينة واطمأن إلى استتباب الأمر له، إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد شيوخ وأفراد العشيرة، من بينها وضع يده على قصر نواف البشير ومصادرة كل محتوياته، بالإضافة إلى اعتقال عدد من أفراد العشيرة، قد يكون من بينهم أحد أبناء البشير، وذلك برغم أنه لم يصدر عن هؤلاء أي تصرف يمكن أن يسيء إلى التنظيم، لذلك لا يمكن تفسير هذه التصرفات إلا في إطار سعي «داعش» إلى هدم أي سلطة من شأنها أن تنافس سلطته في يوم من الأيام.

 

الجولاني: لم يحن وقت إقامة الدولة الإسلامية بعد ورفض الحل السلمي مع الحكومة السورية وغازل الأقليات

أعلن قائد “جبهة النصرة” في سوريا أبو محمد الجولاني، أن “كل قرية علوية تقول إنها تبرأت من النظام السوري وأفعاله وألقى شبابها أسلحتهم عن القتال في صفوف النظام وعادت إلى دين الإسلام فإن أهلها أخوة للجبهة وتدافع عنهم”. وذلك في سياق مغازلته للأقليات، التي حاول طمأنتها بأن لا وجود لحرب معهم، رافضاً في الوقت نفسه اي حل سياسي مع الحكومة السورية.

وفي لقاء مع قناة “الجزيرة” القطرية، بثته مساء اليوم الأربعاء، أضاف الجولاني أن “لدى أهل السنة ثارات كثيرة لدى النصيريين أو (العلويين) والطائفة العلوية(ينحدر منها رئيس النظام بشار الأسد) خرجت عن دين الإسلام حسب أهل العلم، إلا أن حربنا ليست حرباً ثأرية ولا تقاتل الجبهة إلا من يرفع علينا السلاح ويقاتلنا”.

وأضاف قائد “جبهة النصرة”، التي أدانت بالولاء لتنظيم “القاعدة” الذي تبنى بدوره الجبهة كفرع له في سوريا، أن الجبهة ما تزال في مرحلة “دفع الصائل وقتال من يقاتلها” ولا تسعى في المرحلة الحالية لإقامة إمارة أو دولة إسلامية.

ولفت الجولاني النظر الى أن توجيهات زعيم تنظيم “القاعدة” أيمن الظواهري لتنظيمه تنص على أن “تكون مهمة الجبهة في الشام هي إسقاط النظام السوري وحلفائه كحزب الله، والتفاهم مع الفصائل لإقامة حكم إسلامي راشد، وأيضاً عدم استخدام الشام كقاعدة انطلاق لشن هجمات ضد الغرب وذلك من أجل عدم التشويش على المعركة الموجودة”.

لكن قائد الجبهة الذي لم يظهر وجهه خلال اللقاء، بالقول “إنه في حال استمرار قصف التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة على مقرات جبهة النصرة في سوريا فإن كل الخيارات مفتوحة ومن حقنا الدفاع عن أنفسنا وستكون هنالك إفرازات ليست في صالح الغرب وأميركا”.

ونفى الجولاني أي وجود لجماعة “خراسان” التي تقول واشنطن إنها تنفذ غارات على أهداف لها في سوريا.

ورأى أن “أميركا لها دور كبير مساند للنظام وبعدد من الوسائل أبرزها قصف مقرات جبهة النصرة التي تدافع عن المسلمين وعندما تشكل الأخيرة ضغطاً على النظام”، معتبراً أن دور الولايات المتحدة والتحالف الدولي هو “تخدير الشعب السوري حتى تصل إلى حل سياسي”.

وجدد الجولاني رفضه المشاركة في أي مساع لحل سياسي في سوريا سواء عبر جنيف وغيرها، مؤكداً أن “المجاهدين” سيغيرون بقوة السلاح الوضع وسيطيحون بالأسد والذي توقع أن يكون ذلك “في وقت قريب وأن المعركة معه في نهايتها”.

واعتبر أن المعارك الأخيرة التي خاضها “جيش الفتح” الذي انضوت “جبهة النصرة “تحت لوائه، والمناطق التي سيطر عليها مؤخراً في إدلب(شمال) استطاعت السيطرة على الخطوط الدفاعية الأولى لقوات الجيش السوري عن الساحل.

ورأى أن “المعركة الحقيقية والمؤثرة ضد النظام في الشام وليس في القرداحة” المدينة التابعة لمحافظة اللاذقية ومسقط رأس الأسد وعدد كبير من الدائرة الضيقة حوله.

وأرسل الجولاني رسائل طمأنه لمصير الأقليات في سوريا خاصة المسيحيين والدروز وأنهم سيعاملون “بسماحة الإسلام ووفق أحكام الشريعة”، وأن جبهته “لا تكفر أحداً وتكفير المسلم بحاجة إلى فتاوى”، مؤكداً أن جماعته المتشددة ليست في حرب مع المسيحيين.

ونفى تلقي أي دعم أو تمويل من أي دولة أو جهة معينة، معتبراً أن هذا الأمر “مرفوض”، إلا أنه قال إن “الجبهة تتلقى تبرعات فردية من المسلمين الذين يحبون جبهة النصرة وتنظيم القاعدة”.

ورأى أن تنظيمه “رأس حربة وليست عنصراً ثانوياً في الصراع السوري”، وأن انضواء جبهة النصرة في غرفة عمليات “جيش الفتح” كان لتحرير محافظة إدلب وهو تحالف استراتيجي وقائم على مبدأ الشورى بغض النظر من يقوده.

(“الأناضول”، رويترز)

 

تنظيم «الدولة الإسلامية» يقترب من السويداء: خبر سيئ للأردنيين… استنفار قوات «جبهة النصرة» في درعا واستعدادات لأسوأ الاحتمالات في عمان

بسام البدارين

عمان ـ «القدس العربي»: حالة الاستنفار التي دخلت فيها قوات «جبهة النصرة» بمحيط مدينة درعا السورية فرضت خلال الساعات القليلة الماضية إيقاعا أمنيا متحفزا على واجهة الحدود الشمالية الأردنية استعدادا للهواجس التي تنقلها الأنباء والأخبار عن استعداد قوات تنظيم «الدولة الاسلامية» المعروف اعلاميا بـ»داعش» للعبور إلى السويداء. نقطة السويداء كانت تحت الرقابة الأردنية طوال الأسابيع الأربعة الماضية لأن أطرافها الجنوبية مشتبكة مع شمال درعا التي تتواجد فيها قوات للمعارضة السورية أما مصنفة بأنها «ليست عدوا» كـ»جبهة النصرة» أو مصنفة بالصداقة كالكثير من فصائل الجيش الحر.

في المستويات العميقة في الدولة الأردنية ينظر للسويداء تحديدا باعتبارها الفاصل الجغرافي الأهم بين درعا وقوات «تنظيم الدولة» بالتالي هي فاصل أول عن حدود درعا الملاصقة للأردن.

وبالنتيجة تصادق الهواجس والسيناريوهات الأمنية على اقتراب قوات «داعش» من مسافة الأمان باتجاه الأردن جنوب سوريا، خصوصا ان القوات نفسها باتت أقرب لصحراء تدمر وبالنتيجة يمكنها الاقتراب من درعا في محورين، وهو وضع استراتيجي تكتيكي عسكري يفرض مؤشرات الاستنفار بالنسبة لـ»جبهة النصرة» و»الجيش الحر» ويتطلب من الأردنيين بدورهم التهيؤ لكل السيناريوهات.

قياسا بما يحصل في الأنبار والرمادي باتت قوات «داعش» على مسافة كيلومترات من حدود الأردن الشمالية، وعبورها للسويداء التي لا يوجد فيها بالواقع قوة عسكرية نظامية سورية يمكنها التصدي لتكون قوات «داعش» وجها لوجه ولأول مرة في أقرب مسافة من درعا وبالتالي من الأردن.

السويداء بهذا المعنى مفصل مهم للأردنيين لا يختلف عن مفصل مدينة الرمادي في الأنبار، وهو وضع أمني وعسكري سبق ان حذرت منه العشرات من تقديرات الخبراء والمحللين.

إعلاميا وسياسيا تجنبت الحكومة الأردنية الخوض بالتفاصيل وبدا ان الأمر تختص به المؤسسات السيادية الأمنية فالتعزيزات العسكرية لحرس الحدود جنوب سوريا وغرب العراق متكاملة أصلا منذ أسابيع.

والوضع الأمني ينذر بالانفجار والمؤسسة الأردنية تعلن العداء أصلا لقوات «داعش» ولا تتوفر بين يديها مؤشرات قوية توحي بأن «داعش» سيتجنب الصدام مع الأردن أو العكس. بسبب حساسية المسالة يترك الملف للجهات المختصة في الأردن والقرار السيادي اتخذ باستمرار استراتيجية الدفاع بالعمق التي تحدث عنها الملك عبد الله الثاني علنا وعدة مرت. والفلسفة الاحتياطية الأردنية عبر عنها أيضا وعدة مرات الناطق الرسمي وزير الاتصال الدكتور محمد المومني عندما شدد على ان القوات الأردنية جاهزة للتصدي لأي محاولة لإيذاء الأردن أو اقتراب جماعات إرهابية من حدوده.

المومني في الوقت نفسه أشار إلى ان سياسة عمان لا زالت حصر المشكلات السورية داخل الحدود والأراضي السورية، لكن أوساطا مقربة من التيارات السلفية والجهادية تؤكد ان قيادة «داعش» في منطقة الرقة تحديدا والتي تعرضت لقصف الطائرات الأردنية عدة مرات يمثلها في الواقع قياديون أردنيون من الذين انضموا إلى «داعش». على أساس الفلسفة الأردنية تراكمت القطيعة على مدار أسابيع بين الحكومة الأردنية والنظام السوري الذي حرص دوما على تحميل الأردن مسؤولية ما يحصل في درعا، خصوصا ان الحدود الأردنية السورية بأكملها مع فصائل المعارضة، ولا يوجد فيها تمثيل لأي من رموز الدولة السورية.

من هنا يحاول الأردن رسميا التفاعل مع معطيات الواقع المشتبك رافعا شعار منع عبور أي مسلح من سوريا أو العراق للحدود وفرض رقابة الكترونية شرسة، خصوصا في ظل التوقعات التي تقول ان عبور قوات «داعش» لمدينة السويداء يعني ترقب الاشتباك في محيط درعا الشمالي بين هذه القوات و»جبهة النصرة» ويعني بالمقابل خبرا سيئا للسلطات الأردنية.

مصدر مطلع هنا يبلغ «القدس العربي» بأن إمارة الرقة بين يدي مواطن أردني في الواقع، وبالتالي تتوفر عوامل نفسية وسياسية توحي بأن التمثيل الأردني في «داعش» قد يكون بصدد المزاودة على الجميع واتخاذ مبادرات أما صدامية أو تهيئ للصدام، هنا تحديدا يكمن التعقيد في المشهد.

 

«جيش الفتح» السوري المعارض يلقي القبض على عميد فار من قوات الأسد في محيط جسر الشغور

جسر الشغور ـ «القدس العربي» ـ من منار عبدالرزاق: ألقى عناصر من «جيش الفتح» السوري المعارض في منطقة جسر الشغور بريف إدلب القبض على العميد الفار في قوات الأسد عبدالخالق منصور في أحد البساتين قرية الكفير القريبة من المشفى الوطني بجسر الشغور.

وأكدّ الناطق الرسمي باسم «جيش الفتح» في إدلب أبو يوسف المهاجر لـ«القدس العربي» نبأ إلقاء القبض على منصور، مشيراً إلى أن العميد الفار هو أحد الضباط المسؤولين في غرفة عمليات النظام السوري بإدلب، ووفق مصادر خاصة بـ»القدس العربي» فإن العميد منصور يتلقى العلاج اللازم في أحد المشافي الميدانية بجسر الشغور.

وكان «جيش الفتح» المشكّل من ائتلاف عدة فصائل من أبرزها «النصرة» و»أحرار الشام» و»جند الأقصى» قد سيطر مؤخرا على مشفى جسر الشغور الوطني، بعد استعصائها عليه لعدة أسابيع بعد سيطرتهم على المدينة.

إلى ذلك أشار الناطق الرسمي باسم الجيش المعارض أبو يوسف في حديثه لـ»القدس العربي» إلى أن معركة أريحا على وشك البدء، في ظل التحضيرات النهائية لها من قبل «جيش الفتح».

وتعتبر معركة أريحا آخر معاقل النظام السوري في إدلب، إذ أن السيطرة عليها من قبل الثّوار في وقت قريب، يجعل من محافظة إدلب، أولى المحافظات السورية الخارجة من تحت سيطرة النظام السوري بشكل كامل.

 

«الدولة الإسلامية» يعدم موالين للنظام في مدرج تدمر الروماني

عيّن واليا له في المدينة وتعهد بحماية آثار المدينة

جسر الشغور ـ «القدس العربي» من منار عبد الرزاق: أقدمت عناصر من تنظيم «الدولة الإسلامية» أمس الاربعاء على إعدام عشرين من أفراد الميليشيات التابعة للنظام السوري بإطلاق الرصاص عليهم في المنطقة الأثرية في مدينة تدمر في وسط سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «أقدم تنظيم الدولة الإسلامية على إعدام عشرين رجلا اليوم باطلاق الرصاص عليهم في المسرح الروماني في مدينة تدمر في حضور عدد من الأهالي بتهمة أنهم شيعة ونصيريون كانوا يقاتلون إلى جانب النظام».

وسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» في 21 ايار/مايو على مدينة تدمر التاريخية العريقة التي انسحبت منها قوات النظام بعد تسعة ايام من المعارك.

وعمد التنظيم خلال هذه المعركة التي شملت مناطق قريبة في ريف حمص الشرقي إلى قتل 217 شخصا على الأقل بينهم 67 مدنيا.

ودخل مقاتلو «الدولة الإسلامية» قبل أيام إلى متحف المدينة حيث دمروا عددا من المجسمات الحديثة التي تمثل عصور ما قبل التاريخ وتستخدم لأهداف تربوية، بحسب المدير العام للآثار والمتاحف السورية مأمون عبد الكريم الذي أشار الى أنهم عادوا و»أغلقوا الابواب ووضعوا حراسا على مداخله».

أفادت مصادر مقربة من تنظيم «الدولة الإسلامية» لـ «القدس العربي» أن التنظيم عين وائل قشعم الملقب بـ «أبي الهيثم التدمري» واليا للتنظيم على مدينة تدمر في البادية السورية، عقب أيام من سيطرتها على المدينة، وبحسب المصادر فإن التدمري كان ممن التحقوا بالتنظيمات الجهادية في العراق منذ عام 2006، وهو من أبناء مدينة تدمر.

وكان تنظيم «الدولة الإسلامية» سيطر قبل عدة أيام على مدينة تدمر وسط البلاد، بعد معارك بينه وبين قوات النظام، استمرت لعدة أيام، قبل أن يحكم الأخير سيطرته على المدينة.

وقال الناشط الإعلامي من مدينة تدمر ناصر الثائر في حديثه لـ»القدس العربي» إن عددا من أمراء التنظيم وعدوا بعدم التعرض للمدينة الأثرية هناك، مفصحا عن قيام التنظيم بإخراج مقاتليه إلى خارج المدينة، مع الإبقاء على عناصر قليلة من الشرطة الإسلامية والمقدر عددهم بحوالي 250 عنصرا، وأفصح الثائر عن قيام التنظيم أول أمس باقتحام المتحف، مشيرا إلى أنهم لم يجدوا أي قطع أثرية فيه.

 

فصائل عسكرية سورية تعلن «انتفاضة حلب» وسط انتقادات لاذعة لغرفة «الفتح»

ريف حلب ـ «القدس العربي» من ياسين رائد الحلبي: أعلنت فصائل عسكرية في مدينة حلب عن معركة لتحرير بعض نقاط المدينة وأطلقت على المعركة اسم «انتفاضة حلب» وقد بدأت بها منذ يومين، وسيطرت الفصائل العسكرية على عقدة طرقية هامة تصل بين حيي الشيخ سعيد والراموسة جنوب مدينة حلب.

هذا وتتضمن عملية انتفاضة حلب فصائل عسكرية عدت منها «الفوج الأول وكتيبة الصفوة الإسلامية»، حيث يعملان في عدة جبهات في مدينة حلب، وذلك بتنسيق مع الفصائل العسكرية الأخرى في مدينة حلب، وقامت الكتائب المشاركة منذ اليوم الأول بالتركيز على جبهة حلب القديمة، حيث تعتبر كتيبة الصفوة الإسلامية من أوائل الكتائب التي دخلت إلى حلب القديمة عند دخول الثوار إلى حلب في عام 2012، ولها عمليات منفردة وبمشاركة فصائل أخرى، إلا أنها انفصلت عن الجبهة الشامية قبل الإعلان عن انتفاضة، وبدأت العمل مع الفوج الأول في العديد من الجبهات ومنها حلب القديمة.

وقامت الكتائب التابعة لغرفة انتفاضة حلب بتدمير سبعة مراصد لقوات النظام في منطقة عوجه الكيالي في حلب القديمة، بالإضافة إلى السيطرة على كتلة من المباني بعد طرد القوات منها، وقال ناشطون أن اشتباكات عنيفة تدور في حلب القديمة منها السبع بحرات، وميسلون، والسيد علي، ومناطق أخرى من حلب القديمة، وقد سيطرت الكتائب أيضا على عدة نقاط في بوابة القصب في حلب القديمة، بالإضافة إلى مقتل سبعة عناصر من قوات النظام اثناء المعارك.

وأعلنت فصائل عسكرية أخرى عن نسف مبنى تتمركز داخله قوات النظام في حلب القديمة، وذلك عن طريق حفر نفق أسفل أحد المباني التي تستخدم للرصد، وتفجير النفق بعد تفخيخه ما أدى إلى مقتل ما يقارب 15عنصرا لقوات النظام.

وجاء إعلان انتفاضة حلب بعد أكثر من شهر من الإعلان عن تشكيل غرفة عمليات حلب حيث وجه ناشطون نقدا لاذعا لغرفة عمليات فتح حلب بسبب تأخرها في بدء عمليات ضد قوات النظام، وذلك بعد التفاؤل الكبير من قبل الثوار والناشطين والأهالي لإخراج النظام من مدينة حلب بالكامل.

وقال ناشطون أن غرفة فتح حلب تأخرت كثيرا ببدء عملياتها في حلب، ويعول الناشطون على هذه الغرفة للسيطرة على حلب بالكامل، لكن تواردت أنباء أن خلافات كبيرة تدور بين الفصائل العسكرية المكونة لغرفة فتح حلب.

تخوض عمليات انتفاضة حلب معاركها بشكل منفرد تماما عن بقية الفصائل العسكرية، وتعمل على التقدم في عدة محاور الا أن هذا التقدم لم يكن سريعا وذا مفعول بسبب حصر هذه المعركة بفصيلين عسكرين فقط، ولكن الناشطين باركوا هذه الخطوة وعقب أحدهم على ذلك بالقول: «الرمد اهون من العمى».

 

هل يحقق ما عجز عنه منتخب الواسطات؟… المنتخب السوري «الحر» لكرة القدم يبدأ أول معسكراته التدريبية

كلس ـ «القدس العربي» من عابد ملحم: وجهت الهيئة العامة للرياضة والشباب التي شكلها رياضيون معارضون للنظام السوري قبل عام من الآن الدعوة رسميا لأعضاء منتخب سوريا لكرة القدم للالتحاق بأول معسكر للمنتخب، والذي انطلق الجمعة الماضية في مدينة كِلس التركية، وتضمنت الدعوة بحسب مصادر «القدس العربي» 26 لاعبا وتسمية الكادرين الفني والإداري للمنتخب، ليكون وليد مهيدي مديرا عاما للمنتخب، ومروان منى مدربا له.

ومن المعروف أن مهيدي ومنى رياضيان لهما باع طويل في تاريخ اتحاد الكرة السوري، فالأول كان عضوا في اتحاد الكرة، والثاني فاز بذهبية كأس آسيا للشباب عام 1994، وكان لاعبا في صفوف المنتخب الوطني ومدربا في نادي حطين.

«الانجاز الرياضي» كما يحلو للرياضيين المعارضين أن يطلقوا عليه، يأتي وسط فورة حرب عارمة، متوازية مع المد العسكري حيث تتقدم قوات المعارضة في الشمال، ويفقد النظام السوري سيطرته على معظم مفاصل الدولة التي باتت مخلخلة.

من جهته قال وليد مهيدي في «الانطلاقة كانت جيدة جدا وأنا شخصيا من رؤيتي للتمرين الأول متفائل جدا وواثق أننا سنحقق مبتغانا وعني شخصيا سأبذل أقصى ما لدي لكي أكون ممثلا مثالي لهذا القميص الذي دفعنا ثمنه دماء أهلنا في سوريا الحرة».

وعن التحضيرات يقول: «بدأ قبل أيام معسكر المنتخب الوطني السوري لكرة القدم، وتم اختيار 77 لاعبا من خيرة لاعبي سوريا، وتم تقسيمهم إلى ثلاثة تجمعات كل تجمع 25 لاعب ويزيد لاعبين على التجمعين الأخيرين، حيث سيقوم الجهاز التدريبي للمنتخب باختيار 25 لاعبا كمنتخب أول، و25 لاعبا كفريق رديف إضافة إلى منتخب الشباب الذي سيتألف من 30 لاعبا».

وتابع حديثه بالقول: «تم الاتفاق مع المديرية العامة للرياضة والشباب في ولاية كلس التركية لحجز ملعب للتدريب، ومن المتوقع أن يلعب المنتخب في نهاية معسكره الأول مباراة تحضيرية مع تجمع لاعبي كلس وسوف نطلب لقاءات أخرى مع فرق من عنتاب وأورفا ومع أحد أندية المقدمة في إسطنبول».

وعن اللاعبين المشاركين، ضم المنتخب الوليد، نخبة من اللاعبين السوريين المحترفين الذي كانوا في الأندية السورية، فمنهم من نادي الاتحاد الحلبي، والآخر من الكرامة وحطين الحمصيين، وتشرين اللاذقي.

ويقول اللاعب زياد عجوز لاعب نادي الاتحاد في تصريحــــه لـ «القدس العربي»: انتظــــرنا هذه اللحظــــة طويلا حتى وصلنا إليها بخطوات واثقة وجهد وعمل، رغم كل الصعوبات، وخاصة تشتت اللاعبين في المهجر وابتعادهم عن التمارين بسبب ظروف الهجرة والحياة.

ويتابع عجوز: «أستطيع القول بأن كل لاعب فينا سيبذل جهده ليمثل منتخب الثورة السورية بشكل لائق، وأنا أعلم كلاعب كرة قدم كم بذل زملاء لي، شهداء ومعتقلين، التضحيات الكبرى حتى يخلعوا عباءة النظام عنهم وهنا تبرز مهمتي مع زملائي للحفاظ على نفس المبدأ للرياضيين السوريين الأحرار».

ويأتي تشكيل هذا المنتخب كحالة نابعة من رغبة تكتنف معظم الرياضيين السوريين، الذين عاصروا المنتخبات السورية على مدار عقود، كانت الواسطة هي المؤهل الأول لتشكيل نواته، الأمر الذي جعل المنتخب في القوائم الأخيرة غالبا لتصنيفات الفرق سواء على مستوى القارة أو العالم، فيما عدا بعض الطفرات.

يذكر أن الهيئة العامة للرياضــــة والشـــباب كانت شكلت في العاشر من آذار/مارس عام 2014 بعد اندماج الاتحادين المؤقتين في مدينة حلب ومدن المنطقة الشرقية (دير الزور – الرقة – الحسكة) وتتجه الهيئة إلى نشاطات الداخل في كـــرة القـــدم «الخــــماسي» والألعاب الفردية منها سباقات الجري وكـــرة الطــــاولة والشــــطرنج، حتى توسيع النشاطات للوصــــول إلى عــــدد من المخيمات ورعاية بطــــولات لها في مخــــتلف الألعاب، بالإضافة إلى دورات لكرة القدم في بعــــض المدن التركـــية حيث يتواجد السوريون (كلس – بورصا – الريحانية – أورفا ) مما شجع عددا من الرياضيين في ريف إدلب على الانضمام إلى الهيئة من مناطق كفرنبل ومعرة النعمان.

 

تنظيم «الدولة الإسلامية» يعين واليا لها في تدمر مع تعهد بعض عناصره بعدم التعرض للمدينة الأثرية

جسر الشغور ـ «القدس العربي» من منار عبدالرزاق: أفادت مصادر مقربة من تنظيم «الدولة الإسلامية» لـ«القدس العربي» أن التنظيم عين وائل قشعم الملقب بـ«أبي الهيثم التدمري» واليا للتنظيم على مدينة تدمر في البادية السورية، عقب أيام من سيطرتها على المدينة، وبحسب مصادر الصحيفة فإن التدمري كان ممن التحقوا بالتنظيمات الجهادية في العراق منذ عام 2006، وهو من أبناء مدينة تدمر.

وكان تنظيم «الدولة الإسلامية» سيطر قبل عدة أيام على مدينة تدمر وسط البلاد، بعد معارك بينه وبين قوات النظام، استمرت لعدة أيام، قبل أن يحكم الأخير سيطرته على المدينة.

وقال الناشط الإعلامي من مدينة تدمر ناصر الثائر في حديثه لـ»القدس العربي» إن عددا من أمراء التنظيم وعدوا بعدم التعرض للمدينة الأثرية هناك، مفصحا عن قيام التنظيم بإخراج مقاتليه إلى خارج المدينة، مع الإبقاء على عناصر قليلة من الشرطة الإسلامية والمقدر عددهم بحوالي 250 عنصرا، وأفصح الثائر عن قيام التنظيم أول أمس باقتحام المتحف، مشيرا إلى أنهم لم يجدوا أي قطع أثرية فيه.

من جهته أشار مدير الأثار والمتاحف في النظام السوري مأمون عبدالكريم في تصريحات صحافية، إلى قيام النظام بنقل محتويات المتحف، فضلا عن عدد من التمائيل ذات القيمة العالية إلى أماكن وصفها بالـ»آمنة».

بدوره قلل الناشط الإعلامي أبو قدس مؤسس وكالة «الفرات» الإعلامية في دير الزور، من أهمية وعود التنظيم بعدم التعرض للمدينة الأثرية، لأن عدم قيام التنظيم بتحطيم التماثيل في مدينة تدمر سيخلق صراعاُ عقديا وفكريا بين شرعيي التنظيم.

وأشار إلى أنه ليس من الطبيعي قيام التنظيم بالحفاظ على الأصنام، وهي ما توصف بالتمائيل، لأن لدى التنظيم استراتيجية واضحة في هذا، وهي تحطيم جميع «الأوثان» في أماكن سيطرته.

وأبدى محمد يحيى مكتبي أمين عام الائتلاف السوري المعارض خلال حديثه لـ»القدس العربي» تخوفه من قيام تنظيم «الدولة الإسلامية» بتدمير المدينة الأثرية في تدمر، على غرار ما فعل في متحف الرقة، وقال مكتبي: «إن الائتلاف السوري المعارض، تواصل مع عدة منظمات دولية ذات الشأن، فضلا عن عدة دول صديقة للمعارضة السورية، من أجل متابعة الواقع عن كثب بمدينة تدمر».

وقصف طيران النظام السوري مدينة تدمر أمس مخلفا العشرات من الضحايا في صفوف المدنيين، ما دفع عددا كبيرا من أهالي المدينة للنزوح باتجاه مدينة الرقة والميادين شرق البلاد. وأصدرت تنسيقية الثورة في تدمر بيانا حملت فيه وسائل الإعلام المسؤولية عن ضحيا المجزرة بالأمس، مشيرة إلى أن عددا من وسائل الإعلام رسمت صورة ذهنية بأن المدينة فارغة من السكان، فضلا عن تواجد مقرات للتنظيم بكثافة فيها، ما سهل للنظام القيام بمجزرته- وفق بيان التنسيقية.

وقدر عضو في التنسيقية فضل عدم الكشف عن هويته عدد النازحين بالآلاف، مشيرا إلى أن المدينة، لم يبق فيها سوى 17 ألف نسمة. وفرض تنظيم «الدولة الإسلامية» حظرا للخروج والدحول من وإلى المدينة، باستثناء مناطق «الخلافة» كما يسميها في الرفة والميادين، فاتحا المجال أمام بعض الحالات العلاجية للذهاب إلى مناطق النظام، مع قيامه بإعادة إصلاح التيار الكهربائي والمياه وعودتها إلى عدد من أحياء المدينة.

 

الجولاني يتوعد حزب الله بعد سقوط بشار الأسد

أنطاكية ــ أنس الكردي

قال زعيم تنظيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني إن خصوم حزب الله في لبنان سيسقطونه بعد سقوط بشار الأسد، وفي نفس الوقت قال إن المعركة مع الحزب قادمة بعد سقوط النظام في دمشق.

وأكد الجولاني في مقابلة مع برنامج بلا حدود على قناة الجزيرة، قبل قليل، إن لديه وثائق تؤكد أن الولايات المتحدة تنسّق مع نظام الأسد في ضرباتها في سورية.

وأوضح الجولاني أن المعارك لن تنتهي في القرداحة وستمتد إلى دمشق، وذهب إلى أن أي قرية علوية تتبرأ مما فعله بشار الأسد وتعود إلى الإسلام “ستكون منا ونتكفل بحمايتها​”.

وذكر الجولاني، والذي ظهر للمرة الثانية على قناة الجزيرة من دون أن يكشف عن وجهه، واضعاً هذه المرة وشاحاً أسود، أن “المناطق التي تحررت من قبل جيش الفتح تشكل خطوطاً دفاعية في مواجهة مناطق العلويين في الساحل السوري، والذين تسببوا في قتل ما يقرب من مليون من قبل أهل الشام”، لكنه استدرك بأنه “إذا اتخذ العلويون قراراً بالتخلي عن بشار الأسد وألقوا السلاح وتراجعوا عن الأشياء العقائدية التي تخرجهم من الدين، فسنحميهم مما نحمي به أنفسنا”.

وعن المسيحيين، قال: “سيخضع النصارى لحكم الشريعة في حال إقامة نظام إسلامي”. وأضاف “أما الآن فنحن نقاتل من يقاتلنا، ولن نفرض الجزية أو أي شيء على النصارى في الوقت الراهن، فنحن لسنا على حرب معهم، وبالنسبة للدروز، هناك قرى درزية في المناطق المحررة لم تتعرض لأذى، وهم محلّ دعوتنا”.

ونفى أن تكون جبهته تتلقى الدعم من أية جهة، وإنما تعتمد على غنائم النظام والأعمال التجارية في المناطق التي تسيطر عليها ولا يوجد دعم غير مشروط.

وكشف أن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري أمر ألا تكون سورية منطلقاً لهجمات على الغرب.

وهاجم الجولاني تنظيم “داعش”، متهماً إياه بالهجوم عليهم “من الخلف” أثناء قتال عناصره لحزب الله ونظام بشار الأسد في القلمون.

وحول المعارك الجارية في القلمون أشار القيادي الإسلامي إلى أن “معركة القلمون مصيرية بالنسبة لحزب الله، وهو يسعى لحماية حدوده الشرقية ويخوّف اللبنانيين من الخطر القادم على لبنان، وهي بالنسبة للنصرة أحد المحاور للدخول إلى دمشق”، داعياً “كافة القوى السياسية في لبنان لإسقاط حزب الله الذي سيزول مع زوال بشار الأسد، وهو ليس بالوقت الطويل، فالمعركة في نهايتها”.

 

وتحدثت مواقع جهادية عدة عن أن قصف التحالف الدولي لمحافظة إدلب قبل نحو أسبوع كان يستهدف المقابلة التي أجراها أحمد منصور، والتي صورت في أحد مقار جبهة النصرة، غير أنها لم تحقق غايتها بسبب تغيير مكان التصوير المقرر من المكان المستهدف إلى مكان الجديد قبل ساعة من الموعد بطلب من أمنيين في “جبهة النصرة” هناك.

 

وظهر الجولاني متشحاً بالغطاء الأسود من دون أن تسلط الكاميرا على وجهه، ورغم إصرار المذيع منصور إلا أنه رفض بشدة. وكانت مجلة التايم قد ذكرت في أحد تقاريرها أنه “في أحد الاجتماعات التي ضمت الجماعات المسلحة البارزة وحضره قادة كتائب أحرار الشام ولواء صقور الشام ولواء الإسلام وغيرها من الكتائب، جلس أبو محمد الجولاني متلثماً رافضاً الكشف عن هويته وجرى تقديمه إلى الحضور بمعرفة أمراء الجبهة في حلب وإدلب”.

 

عودة التداول بسيناريوهات “الشرق الأوسط المقسَّم

واشنطن ـ منير الماوري

بعد سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” على مدينة الرمادي في العراق، وإحرازه تقدماً واضحاً على الأراضي السورية، تمثّل في الاستيلاء، أخيراً، على مدينة تدمر، عاد الحديث عن خطر يتهدد تقسيم البلدين على غرار عدد من البلدان العربية الأخرى في ظل الأحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة. أفكار انعكست في تصريحات تحذيرية لمسوؤلين دوليين وعرب، وأعاد إلى التداول الخريطة التي كانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية قد نشرتها أواخر عام 2013 توقعت فيها تقسيم خمس دول إلى 14 دويلة.

وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، لم يتردد في إبداء مخاوفه ممّا يحصل، لافتاً إلى أنّ “احتمال تقسيم سورية والعراق كبير في حال لم يعزز التحالف الدولي جهوده في أسرع وقت لمواجهة تنظيم داعش”. وأشار فابيوس، في كلمته، أمام البرلمان الفرنسي، إلى أنّه “في العراق كما في سورية، يجب أن يتم تعزيز التحرك الدولي، وإلّا سنتّجه نحو تقسيم أحد البلدين أو كليهما وارتكاب المزيد من المجازر والعواقب الكارثية”. وأعاد فابيوس خطورة تقدّم “داعش” إلى أنّ الحكومة العراقية لم تحترم التزاماتها أمام جميع أطياف المجتمع العراقي بتمثيل مصالحهم. كما اعتبر أن الرئيس السوري، بشار الأسد، خسر السيطرة على معظم بلاده، مشدداً على ضرورة إيجاد حل سياسي سريع بين حكومته والمعارضة “لإنقاذ سورية”.

وقد سبق تصريح فابيوس، إعلان السعودية أن “داعش” يخطّط للوصول إلى عمق أراضيها، وأن استراتيجيته تقوم على تقطيع أوصال المملكة إلى خمسة قطاعات.

وبنظرة على الوضع الراهن، يمكن ملاحظة “دول/ تقسيمات” قائمة على الأرض، فهناك “دولة كردية” متكاملة الأركان شمال العراق لم يعد ينقصها سوى الإعلان الرسمي والاعتراف الخارجي، و”دولة” يهيمن عليها الشيعة العرب في بغداد ومحافظات جنوب العراق بشكل رئيسي، وأقاليم في غرب العراق وشرق سورية سمّت نفسها “الدولة الإسلامية”. وفي حين تقزّم نظام الأسد وتقوّضت شرعيته لدرجة اقتصار نطاق سيطرته على خمس المساحة السورية العامة، وهو ما يذكّر بما كان لطالما يسرّبه النظام بطرق غير مباشرة عن احتمال اكتفائه بدمشق والساحل السوري في حال فقدان السيطرة على باقي الأراضي السورية.

وفي جنوب الجزيرة العربية، أصبح اليمن، حالياً، خاضعاً لانقسام خطير اتخذ مساراً طائفياً غير مسبوق بسبب سيطرة مليشيات مسلحة تحمل طابعاً دينياً. وعلى الرغم من أنّ التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، قد دمّر الجزء الأكبر من الترسانة العسكرية للحوثيين ونظام الرئيس المخلوع، إلّا أنّ القوة البشرية التي لا يزال الحوثيون وصالح يخوضان من خلالها الحرب ما قد يؤدي إلى تقسيم البلاد، وهو أمر إن تم فلن يكون مقتصراً على تقسيم جغرافي، بل ستكون المقاييس الطائفية حاضرة أيضاً.

وإذا كان اليمن قد تحول في واقع الأمر إلى يمنَيْن، وبلاد الشام ارتفع عدد أوصالها إلى خمسة، فإن تنظيمي “داعش” والحوثيين، مهما اشتد العداء بينهما، إلّا أنهما يعملان بشكل متسارع على تنفيذ تهديداتهما المنفصلة للمملكة. وقد لا يكون الهدف اقتسام السعودية بل تقسيم السعودية، وهي الخطة التي وضعها “داعش” وكشفت وزارة الداخلية السعودية عن تفاصيلها قبل أيام.

فقد تضمن المؤتمر الصحافي الذي عقده المتحدث باسم إدارة التحقيقات في وزارة الداخلية السعودية، العميد بسام العطية، في 24 مايو/ أيار الحالي، وقائع تشير إلى أن تنظيم “داعش” أصبح في قلب المملكة، وينفذ عملياته داخلها. ولا تزال هذه العمليات مقتصرة، حالياً، على التفجيرات الانتحارية، ولكن إذا لم يتم إيقاف “داعش” في سورية والعراق، فإن القضاء عليه داخل السعودية سيمثّل تحدياً كبيراً للقوى العالمية كافة من دون استثناء.

وأعلنت الداخلية السعودية، يوم الأحد، على لسان المتحدث باسمها اللواء، منصور التركي، تفاصيل ضبط خلية لـ”داعش” داخل السعودية مؤلفة من 26 عنصراً، قال، إنّها “شُكّلت قبل أربعة أشهر وخططت لاغتيال 5 ضباط بعضهم من أقارب أفرادها”، فيما أشار العطية إلى أن استهداف مسجد الإمام علي وقتل المصلّين، واستهداف رجال الأمن والأجانب قبل المسجد، أهداف تأتي في إطار استراتيجة مرسومة بدقة، مورداً الكثير من التفاصيل والأمثلة. وأوضح العطية استراتيجية “داعش” في ما يتعلق بالعمل الداخلي “التي تقوم على تقسيم بلاد الحرمين إلى خمس مناطق، بناء على اعتبارات سياسية وإدارية ولوجستية واقتصادية واجتماعية وتاريخية وأيديولوجية وعسكرية وغير ذلك”.

وتكاد خريطة التقسيمات التي أوردتها وزارة الداخلية السعودية من واقع التحقيقات ​مع عناصر “داعش” المعتقلين تتشابه مع خريطة نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، في سبتمبر/ أيلول 2013 أي قبل أشهر من بروز تنظيم “داعش”، عند استيلائه على محافظة الموصل العراقية قبل عام من اليوم.

تُظهر الخريطة التي سمّتها “نيويورك تايمز”، “الشرق الأوسط الحديث”، أنّ خمس دول عربية سيتم تقسيمها إلى 14 دولة، مشيرة إلى أنّ السعودية ستصبح 5 دويلات وتضم: دولة في نجد، سمّتها الصحيفة، “الدولة الوهابية”، ودولة في الحجاز (غرب السعودية تشمل الأماكن المقدسة)، ودولة في شمال السعودية تشمل جزءاً من جنوب الأردن، ودولة في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط وذات الكثافة السكانية الشيعية، ودولة في إقليم عسير ونجران في الأراضي التي تقطنها الطائفة الإسماعيلية السعودية التي كانت خاضعة تاريخياً لحكم الأدارسة، وتحاربت عليها السعودية واليمن عام 1934، قبل أن تضم في النهاية إلى السعودية.

أما سورية، فقد قسمتها “نيويورك تايمز” إلى 3 دويلات: الدولة العلوية التي تتكّون من أقلية سيطرت على سورية لعقود وتسيطر على الشاطئ الساحلي. واقترحت نيويورك تايمز دويلة سورية ثانية، وهي “كردستان السورية” التي بإمكانها الانفصال والاندماج مع أكراد العراق في نهاية المطاف. أما الثالثة، فهي “الدولة السنية” التي بإمكانها الانفصال ومن ثم الاتحاد مع المحافظات في العراق وهو ما يجري، حالياً، تحت مسمى “دولة الخلافة”.

وفيما يتعلق باليمن، رجّحت الصحيفة في ذلك الحين، أن “يعود” يَمَنَيْن، شمالي وجنوبي، على أنْ يصبح الجنوب بأكمله لاحقاً أو الجزء الشرقي منه، في إشارة إلى محافظة حضرموت التي ينتمي إليها نائب الرئيس، خالد بحاح، جزءاً من السعودية أو جزءاً من مجلس التعاون الخليجي، ما يعني اقتصادياً وسياسياً، إيجاد منفذٍ على بحر العرب لتصدير النفط الخليجي يقلّل الاعتماد على مضيق هرمز، الذي تخشى أميركا والسعودية من إقدام إيران على إغلاقه أو حرمان ناقلات نفط الخليج من عبوره. ولم توضح الصحيفة كيفية استفادة السعودية من المنفذ إلى بحر العرب بعد أن تصبح خمس دويلات سعودية عوضاً عن دولة واحدة.

يذكر بأنّ التقسيم الذي أوردته “نيويورك تايمز” نقلاً عن مركز دراسات تابع لها، ركّز بشكل رئيسي على الدول الواقعة في المشرق العربي. أما الجزء العربي الواقع غرب البحر الأحمر وجنوب البحر الأبيض المتوسط، فلم يرد فيه في سياق التقسيم المحتمل سوى ليبيا التي تشير الخريطة إلى أنّها مهددة بالانقسام إلى ثلاث دول.

 

نزاعات “الغرفة” الداخلية تؤخر السيطرة على حلب

رامي سويد

بعد مرور شهر على تشكيل “غرفة عمليات فتح حلب” التي تهدف إلى استكمال سيطرة قوات المعارضة على جميع مناطق سيطرة النظام السوري في حلب ومحيطها، لم يحصل أي تغييرات جذرية في خطوط الاشتباك، على الرغم من قيام قوات المعارضة، منذ تشكيل “فتح حلب”، بعدة هجمات عسكرية على مواقع قوات النظام ونقاط سيطرته في مدينة حلب وفي المناطق الجنوبية والشرقية والشمالية المتاخمة لها. تمكنت قوات المعارضة من خلال هذه الهجمات من تحقيق تقدم على عدد من جبهات القتال، غير أنّ التقدم الذي حققته في حلب وريفها لم يشكل انقلاباً جذرياً في خريطة السيطرة الميدانية منذ نحو ثمانية أشهر.

طرح تلكؤ قوات المعارضة في شن عملية عسكرية كبيرة وشاملة ضد قوات النظام في حلب، كما حصل في إدلب، تساؤلات جدية حول مدى قدرة المعارضة على حسم النزاع المستمر على حلب منذ صيف 2012، على الرغم من أنّ الحاضن الشعبي لقوات المعارضة في الشمال السوري عوّل كثيراً على استفادتها في حلب من الزخم الكبير الذي أنتجته انتصاراتها على قوات النظام في إدلب، الذي سبّب حالة من اليأس لدى مؤيدي النظام وعناصر قواته، الأمر الذي كان سيساعد قوات المعارضة لو تمكّنت من شن هجوم كبير وواسع على قوات النظام في حلب إبان معارك إدلب.

لكن خريطة التوزع الميداني المعقدة لقوات المعارضة في حلب وقتالها ضد قوات النظام وقوات تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، بالإضافة إلى الخلافات التي أنتجت انشقاقات بين فصائلها، ومن ثم نزاعات بينها، والخلافات حول مستقبل مدينة حلب والسلطة فيها، اجتمعت لتؤخر قيام قوات المعارضة بعمل عسكري كبير ونوعي يحسم معركة حلب لصالحها.

تقاتل قوات المعارضة تنظيم “داعش” على طول خط يمتد من الحدود السورية التركية شمالاً إلى الغرب من بلدة دوديان، وصولاً إلى بلدة تل الجيجان قرب مدرسة المشاة العسكرية التي تعتبر أكبر نقاط تمركز قوات المعارضة في الشمال السوري على الإطلاق في خط اشتباك يزيد طوله على 35 كيلومتراً.

كما أنّ قوات المعارضة تقاتل قوات النظام شمال مدينة حلب على خطي اشتباك. الخط الأول يتاخم مناطق سيطرة النظام في بلدات سيفات وباشكوي وسجن حلب والمدينة الصناعية من الناحية الشمالية. ويتاخم الخط الثاني هذه المناطق وبلدة حندرات من الناحية الجنوبية. وتقاتل قوات المعارضة قوات النظام أيضاً على خط اشتباك طويل ومعقد في مدينة حلب، حيث تسيطر قوات المعارضة على أحياء مدينة حلب الشمالية والشرقية والجنوبية وعلى ضواحي مدينة حلب الغربية وأجزاء من ضواحيها الشمالية والجنوبية، في الوقت الذي تسيطر فيه قوات النظام على وسط مدينة حلب التجاري وعلى أحياء المدينة الغربية وأجزاء من أحيائها الجنوبية المتصلة بمناطق سيطرة النظام في ضواحي حلب الشرقية حيث تقع أكبر مراكز النظام المتبقية في الشمال السوري، المتمثلة بمطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري ومعامل وزارة الدفاع السورية والمستودعات الخاصة بالوزارة قرب مدينة السفيرة شرق حلب، التي تعد المدينة الوحيدة التي تسيطر عليها قوات النظام بريف حلب.

سيزيد هذا التعقيد الكبير الناتج من تداخل مناطق سيطرة قوات المعارضة وقوات النظام، من دون شك، من صعوبة قيام قوات المعارضة بعمل عسكري كبير يؤدي وبسرعة إلى إنهاء وجود قوات النظام في حلب، وبالتالي إنهاء وجوده في الشمال السوري.

كما أنّ طول أمد المواجهة العسكرية في حلب، المستمرة للعام الثالث على التوالي، أكسب قوات الطرفين خبرة عسكرية كبيرة في حرب الشوارع، ومنحهما فرص كافية لبناء خطوط دفاع عسكرية متمثلة بمتاريس ضخمة وعمليات رصد بأجهزة مراقبة وتصوير وإنذار متطورة، ونشر للقناصين وتفخيخ لخطوط الاشتباك. تجتمع هذه العوامل كلّها، لتجعل تقدم أحد الطرفين على حساب الآخر في مدينة حلب قريباً شبه مستحيل من دون تغير جوهري في إمكانات أحد الطرفين.

يضاف إلى ذلك، أن تنفيذ خطط قوات المعارضة الرامية لحسم معركة حلب، يواجه خلافات تصاعدت بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة بين فصائل المعارضة بحلب، إذ تفكّكت “الجبهة الشامية” التي كانت تعدّ حتى مطلع العام، تجمّع أكبر فصائل المعارضة في حلب، بعد عدة انسحابات من صفوفها في منتصف الشهر الماضي. ونشأت نزاعات بين الفصائل المنضوية في الجبهة حول ملكية العتاد العسكري والمسؤولية على نقاط الرباط المشتركة بين قوات النظام، لتتدخل فصائل أخرى في وساطات وتتدارك معظم النزاعات. كما أنّ نزاعات أخرى نشأت مؤخراً بين مختلف فصائل المعارضة في حلب حول مناطق نفوذ وسيطرة، ليزيد ذلك من المشاكل في صفوفها، التي حاولت منذ شهر تجاوز خلافاتها بتشكيل “غرفة عمليات فتح حلب” التي ضمت عشرين فصيلاً، تعد الأكبر في حلب وريفها بهدف التنسيق فيما بينها تحضيراً لحسم معركة حلب.

وكان لافتاً في تشكيل “فتح حلب” غياب جميع الفصائل المصنّفة أميركياً على لائحة الإرهاب، على رأسها “جبهة النصرة”، على عكس تشكيل “جيش الفتح” في إدلب الذي كانت جبهة النصرة والكتائب المؤلفة من مقاتلين أجانب، المتحالفة معها، عنصراً أساسياً في تشكيله.

مشكلة أخرى وقفت عائقاً أمام قوات المعارضة لتنفيذ مساعيها في إكمال السيطرة على حلب. بدأت خلافات كبيرة تظهر بين الفصائل في “الغرفة” حول الميثاق الذي تم الاتفاق على تنفيذه، في حال تمكّنت من الانتصار في حلب. تؤكد مصادر خاصة مقربة من قيادة “غرفة عمليات فتح حلب” لـ”العربي الجديد” أنّ “هناك خلافات بين فصائل المعارضة في حلب حول تشكيل ومهام الجهاز الأمني الذي سيناط به ضبط الأمن وحماية الممتلكات الخاصة والعامة في حلب، وحول كيفية التعامل مع مؤيدي النظام وعناصر مليشياته المحلية، وغير ذلك من القضايا التي ستطفو، عندما تبسط قوات المعارضة سيطرتها على كامل حلب”.

على الجانب الآخر، تسعى قوات النظام منذ بدء خسائرها العسكرية الكبيرة في إدلب لصالح قوات المعارضة، وفي البادية السورية لصالح “داعش”، إلى توجيه ضربات استباقية ضد قوات المعارضة في حلب، إذ تؤخر هذه الضربات هجوم قوات المعارضة المنتظر على مناطق سيطرة النظام في حلب بهدف السيطرة عليها.

وكان طيران النظام السوري، منذ شهر حتى اليوم، قد شنّ حملات قصف جوي عنيفة وكثيفة على مناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب وفي ريفها، ما تسبب بمقتل مئات المدنيين من سكان هذه المناطق، وبإلحاق خسائر بشرية في صفوف قوات المعارضة إثر قيام طائرات النظام النفاثة باستهداف مقراتها العسكرية في مدينة حلب.

وعلى الرغم من ذلك، تمكّنت قوات المعارضة في الأيام الأربعة الأخيرة من تحقيق تقدم ملحوظ على جبهات القتال في حلب ومحيطها، تمثّل بالسيطرة على منطقة المعامل في بلدة حندرات شمال حلب، لتتمكن من رصد طريق إمداد قوات النظام من بلدة حيلان إلى سجن حلب لكن من دون أن تتمكن من قطعه. كما تمكنت من التقدم جنوب حلب، انطلاقاً من بلدة عزيزة، لتسيطر على عقدة الشيخ سعيد، الراموسة الطرقية، لتقترب أكثر من طريق إمداد قوات النظام الوحيد إلى مناطق سيطرته في حلب والذي يمر أمام مدرسة المدفعية في الراموسة جنوب حلب.

كذلك تمكنت قوات المعارضة أيضاً من السيطرة على قريتين صغيرتين واقعتين إلى الغرب من بلدة خناصر جنوب حلب، لتقترب من خط إمداد قوات النظام السوري الوحيد إلى حلب، الممتد من مدينة حماة نحو مدينة سلمية، ثم بلدة خناصر وصولاً إلى حلب.

تنتظر قوات المعارضة أن تتجاوز خلافاتها أولاً قبل أن تتورط في هجوم كبير على مناطق سيطرة النظام بحلب، قد يؤدي، في حال فشله، إلى اشتداد شوكة النظام في حلب، وبالتالي تأخير حسم السيطرة على الشمال السوري. كما أنّ المطلوب حلّ الإشكاليات المتعلقة بمستقبل إدارة مدينة حلب، كي لا تدخل فصائل المعارضة في نزاعات بعد سيطرتها على المدينة، فتذهب كل جهودها هباء، فاسحة المجال لسيطرة “جبهة النصرة” على المدينة، الأمر الذي سيكون له نتائج مشابهة لسيطرة “داعش” على الرقة مطلع العام الماضي.

 

هكذا تكلم الجولاني..

قال أمير “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني، إن لـ”أهل السنة ثأر كبير جد عند العلويين بعد ما فعلوه بأهل السنة من قتل وتعذيب وتشريد واغتصاب للنساء” معتبراً أن الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد “خرجت عن الدين وعن الإسلام”، وأكد أن “جبهة النصرة” لا تقاتل إلا من يقاتلها وهي مستعدة إلى العفو عمّن يسلم نفسه وسلاحه ويستسلم “قبل أن نقدر عليه”، شرط أن يتبرأ من النظام “حتى وإن كان قد قتل منا ألف شخص”.

 

وعن المسيحيين والشيعة قال الجولاني إن “النصارى أغلبهم يقفون في صف النظام ونقاتل فقط من يقاتلنا، وليس لدينا حرب الآن معهم ولا نحملهم مسؤولية ما تفعله أميركا أو ما يفعله أي النصارى في العالم، أما القرى الشيعية التي نحاصرها الآن فهي قرى تحاربنا”، معلناً استعداد تنظيمه حماية كل الطوائف شرط أن تتبرأ من الأسد وتعود “إلى الإسلام”. وفي هذا السياق ذكر أن الدروز في إدلب يعيشون تحت حماية “جبهة النصرة” ولم يتعرض لهم أي أحد بالأذى، لكنّه استدرك قائلاً “هدمنا بعض القبور” لما يشكل ذلك من “شرك في الله”، وذلك بعدما أرسلت النصرة إلى القرى الدرزية “من يصحح عقائدهم”.

 

الجولاني الذي ظهر في مقابلة على قناة “الجزيرة” بثّت مساء الأربعاء، تطرق إلى حزب الله وقال إنه زائل بزوال نظام الأسد، ورأى أن الحزب “يدرك أن معركته معنا خاسرة لكنه مجبر أن يخوضها حتى النهاية لإطالة عمر النظام الذي يدعمه”، وألمح إلى أن قوة النصرة الموجودة في القلمون وحدها سببت لحزب الله خسائر فادحة وهددت وجوده، متسائلاً عن مصير “حسن نصرالله إذا تبنى جيش الفتح بكامله العمل ضده في القلمون؟”، وأشار إلى أن المعركة هناك هي ضد نظام الأسد وحزب الله وليست ضد لبنان، معتبراً ان القوى والأحزاب السياسية اللبنانية ستتسلم زمام المبادرة وتتحرك ضد حزب الله حين ينكفىء إلى الجنوب عند سقوط الأسد.

 

الجولاني رفض التهم الموجهة إلى النصرة بأنها تنظيم إرهابي، وقال “لا يهمنا ما يقوله الغرب عنا وما يهمنا هو تطبيق شريعة الله عز وجل”، معتبراً أن “الغرب يرى أن الشام (سوريا) يجب أن تحكمها أقلية، ولذلك هم حريصون على بقاء الأسد ونظامه” وكشف أن تعليمات زعيم تنظيم “القاعدة” العالمي، أيمن الظواهري، تطالبهم بعدم استخدام “الشام كقاعدة لاستهداف أميركا وأوروبا” لكنه هدد واشنطن بأنه “إذا استمر قصف الولايات المتحدة لمواقعنا ستكون لذلك انعكاسات ليست في صالح أميركا”، مشيراً إلى أن النصرة تمتلك أدلة على تواصل بين النظام السوري وواشنطن، التي تدعم الأسد، على حد قوله، وأن إعلانها عن قصف مقرات لجماعة “خراسان” هي مجرد أكاذيب لأن المقرات تلك لـ”جبهة النصرة”.

 

وحول الدعم الذي تتلقاه النصرة أكد الجولاني أنه من “الغنائم” التي يحصلون عليها أثناء المعارك. وقال “ننفق من الغنائم التي نأخذها من النظام. وأرض الشام (سوريا) أرض غنية ولسنا بحاجة لمن يتصدق علينا”، معتبراً أن أي دعم خارجي “هو دعم مشروط وتنفيذ لسياسات الممول”. وأضاف “نقبل فقط تبرعات فردية من عموم المسلمين. والمسلمون يحبون جبهة النصرة وتنظيم القاعدة، ونأمل منهم أن يساعدوا المجاهدين في بلاد الشام”.

 

يشار إلى أن العديد من الأشخاص توقعوا أن يكون المكان الذي تم تصوير المقابلة فيه هو منطقة في محافظة إدلب، مستدلين بذلك على الأثاث الفخم الذي ظهر خلال المقابلة وكان يجلس عليه الجولاني والإعلامي أحمد منصور الذي أجرى الحوار معه، حيث أن تلك القطع المذهّبة هي أثاث المكتب الخاص بمحافظ إدلب.

 

المعارضة تتأهب لمعركة حلب..ومسرح تدمر يشهد أول إعدام جماعي

تستعد المعارضة السورية في حلب، لخوض معركة السيطرة على المدينة، وتعد لهذه المعركة خطة تتضمن إخلاءً للمدنيين واستعدادات لرد النظام على هذه الخطوة. وأوضح قائد عسكري في تجمع “فاستقم كما أمرت”، لوكالة “الأناضول”، أن التحضيرات في غرفة عمليات “فتح حلب” لا تقتصر على الجانب العسكري، بل تشمل كذلك الجانب الإنساني والأمني، مشيراً إلى أن أكثر من 20 ألف مقاتل منضوين في الغرفة، إلى جانب عشرات الدبابات والآليات الثقيلة.

 

وأفاد القائد العسكري، أن “معركة حلب ستكون معركة كبيرة جداً، وأن فصائل الغرفة تنسق بأعلى مستوى للاستعداد لإخلاء المدنيين، الذين قد ينزحون جماعياً جراء قصف النظام، إلى جانب تحضير ملاجئ، وتهيئة الوحدات الأمنية لحماية ممتلكات المدنيين عند نزوحهم”. وتعهد القيادي بحماية المسيحيين وممتلكاتهم، إذا ما أحكمت المعارضة سيطرتها على المدينة، واعتبر ذلك واجباً دينياً، مشيراً إلى “أنهم تواصلوا مع المسيحيين، وخاصة الأرمن، لتطمينهم، لكنهم لم يتلقوا منهم رداً بعد”.

 

من جهة أخرى، أكد قائد “تجمع فاستقم كما أمرت” أبو قتيبة الحلبي، سيطرة التجمع مع فصائل من “فيلق الشام”، على تلة قرب موقع المعامل في منطقة حندرات بحلب، وهو مطل على خط إمداد قوات النظام إلى سجن حلب المركزي شمالي المدينة.

 

وكانت اشتباكات قد اندلعت بين المعارضة المسلحة وقوات النظام، ليل الثلاثاء-الأربعاء، في حي كرم الطراب قرب مطار النيرب شرقي حلب، وفي محيط قريتي حندرات وباشكوي بريف حلب الشمالي، وقصف الطيران المروحي ببرميلين متفجرين منطقة الملاح شمالي حلب، في حين فتحت المعارضة نيران رشاشاتها الثقيلة على تمركزات لقوات النظام في البريج بالمدخل الشمالي الشرقي لمدينة حلب. وقصفت قوات النظام بصاروخ من نوع أرض-أرض المنطقة الواصلة بين حيي المشهد وصلاح الدين.

 

ودارت اشتباكات بين “جبهة النصرة” وقوات النظام المحاصرة في مطار أبو ظهور العسكري، ترافقت مع قصف بالطيران على محيط المطار. ونقلت وكالة “مسار برس”، أن النظام يُعد خطة من أجل تأمين طريقة لانسحاب عناصره المحاصرين من المطار إلى مدينة خناصر بحلب.

 

وحشدت قوات النظام عناصرها وآلياتها العسكرية، في حاجزي العلاوين والمنشرة، واتجهت بها ليل الثلاثاء-الأربعاء، نحو قرية القرقور في ريف مدينة جسر الشغور. وتصدت المعارضة لمحاولة التسلل، واندلعت اشتباكات بين الجانبين، من جهة قرية الكفير جنوبي جسر الشغور. وواصلت قوات المعارضة استهدافها تجمعات لقوات النظام في مدينة أريحا، بقذائف الهاون والمدفعية. في حين نفّذ الطيران الحربي غارات على ريف جسر الشغور ومدينة معرة النعمان وجبل الزاوية بريف إدلب، كما قصف الطيران الحربي جبل الأربعين جنوبي مدينة إدلب، ونفذت قوات النظام حملة دهم للمنازل في مدينة أريحا.

 

من جهة ثانية، أعلن تنظيم “جند الأقصى” عن مقتل أميره في الساحل السوري، المكنى بـ”أبي إبراهيم الجزائري” في استهداف صاروخي لسيارة مدنية كان يستقلها، في جبل التركمان بريف اللاذقية. والجزائري يحمل الجنسيتين الفرنسية والجزائرية، وشارك في حرب أفغانستان، أواخر العام 2001، ثم انتقل إلى العراق فسوريا، حيث تم اعتقاله عام 2004، وتسليمه إلى السلطات الفرنسية. الجزائري استطاع الهرب من إقامته الجبرية في فرنسا، عام 2012، وتوجه مجدداً إلى سوريا، وانضم إلى تنظيم “جند الأقصى” ثمّ تسلم إمارة التنظيم في منطقة الساحل السوري. وتنظيم “جند الأقصى” منضوٍ في غرفة عمليات “جيش الفتح” التي شاركت في تحرير مدينة إدلب وريفها.

 

وفي حمص، دارت اشتباكات بين تنظيم “الدولة” وقوات النظام التي تحاول استعادة السيطرة على مناجم الفوسفات في منطقة خنيفيس بريف تدمر. كما استهدف التنظيم، الأربعاء، تجمعات لقوات النظام في شركة الفرقلس للغاز، بصواريخ غراد، فيما قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إن التنظيم نفّذ أولى عمليات الإعدام الجماعي في المسرح الروماني الأثري في تدمر، حيث قتل 20 من قوات النظام والمسلحين لها.

 

وفي الحسكة، سيطرت “وحدات حماية الشعب” الكردية، على بلدة مبروكة في ريفها الغربي، بعد معارك عنيفة مع تنظيم “الدولة الإسلامية”، ما يفتح الطريق أمام تقدم “وحدات الحماية” وغرفة عمليات “بركان الفرات” باتجاه بلدة تل أبيض بريف الرقة معقل التنظيم. وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إن وحدات الحماية سيطرت على أربعة آلاف كيلومتر مربع، خلال تقدمها هذا الشهر. وقتل ثلاثة انتحاريين من تنظيم “الدولة الإسلامية” وسقط جرحى من “وحدات الحماية” إثر تفجير سيارتين مفخختين في قرية شارا بالحسكة.

 

“القناص الأفضل”: حرب إعلامية بين النظام ومعارضيه الإسلاميين

من هو القناص الأفضل في العالم؟ هو السؤال الذي يلخص آخر تجليات البروباغندا الإعلامية – الحربية في سوريا اليوم، مع تعدد الجهات المسلحة واتجاهها للتباهي بقوتها للترهيب والترغيب في وقت واحد.

 

التلفزيون الرسمي السوري، دخل أمس المعركة الإعلامية المستحدثة، ناقلاً المعركة من أروقة الإنترنت إلى شاشات التلفزة، فبثت قناة “الإخبارية السورية” مقطعاً أسمته “حسب كل التصنيفات أفضل 15 حالة قنص في العالم لقناص الجيش العربي السوري”، وعرضت فيه حالات مختلفة لا يظهر فيها القناص المفترض بل ضحاياه من المقاتلين الإسلاميين فقط.

 

وفي وقت سابق هذا الشهر، أصدر “جيش الإسلام” فيلماً قصيراً بعنوان “قناص الاسلام” ويعرض فيه “أروع مقاطع القنص على جبهات الغوطة المحاصرة”، ويظهر فيه مع أنشودة دينية وصيحات التكبير، قناصون مختلفون وهم يطلقون النار تليها لقطات بعيدة المدى لما يفترض أنه الأهداف التي يصوبون عليها بنجاح.

 

تنظيم “داعش” الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق، كان الأول في إنتاج هذا النوع من المحتوى ضمن ماكينته الدعائية، فأصدرت مؤسسة “الفرقان” التابعة له في نيسان/أبريل الماضي فيلماً جديداً بعنوان “ألا إن القوة الرمي” وفيه كالعادة سينمائية وإبهار بصري لتحقيق مزيد من التأثير، كما يحفل تاريخ البروباغندا الداعشية منذ 2013 بقناصين مختلفين تم التركيز عليهم بصرياً وإعلامياً في صورة أبطال أسطوريين (قناص الدولة الإسلامية، قناص الخلافة، قناص بغداد، ..).

 

مهما اختلفت طريقة تقديم العنف الإعلامي بين الجهات الثلاثة السابقة، تبقى النتيجة التي تقدمها للعالم واحدة بشكل يعكس الواقع المأساوي لسوريا اليوم من جهة وتشابه تلك المصادر في الجوهر مهما اختلفت أجنداتها السياسية – الفكرية المعلنة من جهة أخرى.

 

الأسد يواجه نهايته المحتومة!

حيان الهاجري

السعودية تحسم صراعها مع إيران بحنكة

لا شك في أن توجيه المعارضة سلسلة ضربات قاتلة للنظام السوري، بانتظار الضربة القاضية المتوقعة قريبًا، جاء من توجه سعودي لحسم الأمور مع إيران، بحنكة سياسية بعد مغامرة طهران اليمنية.

 

الرياض: في ليلة في ليالي آذار (مارس)، عاد قائد من قادة الثوار السوريين من تركيا، حاملًا لأركان لوائه المسلح أخبارًا صدمتهم. فقد ظنوه سيعيد عليهم اسطوانة الصبر نفسها، لكنه فاجأهم. ونقلت “غارديان” عن أحد القادة الموجودين في ذلك الاجتماع قوله لصحيفة “أوبزرفر”: “كان متحمسًا، ما استرعى انتباهنا. لكن عندما بدأ يتحدث، أصابنا جميعًا بالذهول حين أخبرنا أن حرب الاستنزاف الطاحنة المستمرة منذ بداية 2012 ستنقلب لصالحنا”.

 

اضاف القائد أن السبب كان استطاعته الحصول على كل الأسلحة التي أرادها، “فللمرة الأولى لم يتم حجب أي سلاح عنا، إلا الصواريخ المضادة للطائرات. فالأتراك وأصدقاؤهم يريدون نهاية بشار الأسد، والمجموعات كلها ستتلقى السلاح إلا تنظيم الدولة الاسلامية، وسنستفيد من الانفراج بين قوى المعارضة التي تريد تجاوز خلافاتها لتركز على العدو المشترك، أي النظام السوري”.

 

الرسائل الثلاث

 

السعودية هي التي رعت هذا التوافق، إذ قررت أن تفعل كل ما بوسعها لإنهاء الأسد، وتقويض طموحات إيران، التي تدعم الأسد، بالسيطرة على مسار الحرب السورية. وهذا فتح مرحلة جديدة في صراع القوى القديم بين الخصوم الإقليميين، وسبب تداعيات عميقة على الحرب في سوريا، ومعارك جديدة بالوكالة في المنطقة.

 

في أوائل  آذار (مارس)، استدعت الرياض شخصيات إقليمية كبيرة التقاها الملك سلمان بن عبد العزيز وأخبرها بخططه للمنطقة. كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أول الواصلين، ثم وصل القطريون وزعماء مجلس التعاون الخليجي.

 

كانت رسالته في ثلاثة اتجاهات. الأول، الحد من الانقسام إقليميًا، وهو الانقسام الذي جعل قطر وتركيا تدعمان التنظيمات السورية المتحالفة، بينما ركزت السعودية على قوى أكثر تماشيًا معها؛ الثاني، الموافقة على على إرسال أسلحة تغيّر مسار المعركة بشمال سوريا مقابل ضمانات بالتنسيق والانضباط؛ والثالث، أميركا لن تعارض.

 

تقدم المعارضة

 

في الأسابيع التالية، وصلت الأسلحة الجديدة وبدأت المعارضة تراكم مكاسبها. وتقدمت تنظيمات المعارضة، ومعها جبهة النصرة المصنفة إرهابية أميركيًا والتي تنظر إليها الرياض بحذر، معتمدة على ما تملكه من صواريخ تاو الموجهة المضادة للدروع، التي تستطيع استهداف مدرعات النظام من أميال بعدية، وبدأ الثوار السوريون يتقدمون نحو بلدات ومدن كانت عصية عليهم من قبل.

 

أتت النتائج صادمة. فعاصمة محافظة إدلب سقطت في أيام، ثم بلدة جسر الشغور الاستراتيجية القريبة التي سقطت بيد جهاديين ومعتدلين حافظوا على التزاماتهم في الصفقة مع السعودية.

 

واليوم، تبدو السهول الزراعية الممتدة نحو حمص وحماة، ثالث ورابع مدن سوريا، أكثر هشاشة، وكذلك ساحل والمتوسط وجبال العلويين، موطن الطائفة العلوية المهيمنة على سياسة وأمن سوريا منذ 40 عامًا. وحلب التي كانت تحاصرها قوات الأسد قبل أشهر، تبدو الآن أقرب للدخول تحت سيطرة الثوار.

 

هزيمة نكراء

 

في أنقرة والرياض وبغداد وبيروت، ثمة إحساس قوي بأن الحرب لا تصب في صالح النظام. فكل معركة قاتلها جيش النظام منذ آذار (مارس) انتهت بالهزيمة، بما في ذلك القتال البطيء على حقلي الغاز شمال تدمر الأسبوع الماضي، اللذين سيطر عليهما داعش، إلى جانب تدمر.

 

أرسلت دمشق قواتها الخاصة لحماية حقول الغاز التي تعتمد عليها لدعم الطاقة في سوريا، لكنها تعرضت لهزيمة نكراء على يد داعش.

 

وبحسب غارديان، قال دبلوماسي كبير في العالم العربي: “هذه الأحداث ليست مدًا وجزرًا في معركة؛ بل دليل واضح ومتكرر أن جيش النظام لا يستطيع حماية نفسه أو البلاد، حتى مع الدعم الكبير من حليفته إيران”.

 

ويعبر مسؤولون عراقيون عن المخاوف نفسها حيال جيشهم. فأفضل قوات العراق، والأكثر تسليحًا وتدريبًا من السوريين، استسلمت في الرمادي، أهم مدن محافظة الأنبار، خلال 72 ساعة تقريبًا، مقدمة لداعش أكبر انتصاراته منذ احتلاله الموصل في تموز (يوليو)، وهو الذي نيته المعلنة إزالة الحدود ما بعد العثمانية التي حددت ملامح الشرق الأوسط الجديد، خصوصًا اتفاقية سايكس بيكو الفرنسية-الإنجليزية التي شكلت سوريا ولبنان الحديثتين.

 

خصومه عاجزون

 

رغم أن 20 من قادته الكبار قد قتلتهم طائرات أميركية بدون طيار، فإن قادة تنظيم الدولة ما زالوا يتنقلون بحرية عبر مساحة كبيرة ومفتوحة من الأرض، تساوي تقريبًا مساحة الأردن، ويسمونها دولة الخلافة الإسلامية.

 

قال طبيب جراح في الفلوجة، التي يسيطر عليها داعش: “قبل وصول داعش، كنا حيوانات الشيعة، وبغض النظر عما قلناه، كنا نعامل على أننا داعش في كل حال من قبل حكومة يسيطر عليها الشيعة”.

 

قال أبو أيمن: “أستطيع أن أرى جاذبية داعش، وبقدر ما أكرههم، فأستطيع أن أرى أنهم يقودون بعض المجتمعات السنية نحو كرامة لن تمنحهم إياها أية حكومة”.

 

أظهرت إنجازات داعش الأخيرة ضعف أخصامه أكثر مما أظهرت قوته. ونقلت “غارديان” عن هشام الهاشمي، الباحث الاستراتيجي العراقي المختص في داعش، قوله: “لا يستطيعون الاعتراف بأنهم يعجزون عن إيجاد حلول لأنفسهم، لكنها قضية تهم المنطقة كثيرًا”.

 

وعندما هدد التنظيم بغداد في تموز (يوليو) الماضي، كانت إيران أسرع من أي حليف آخر في إرسال مستشارين لتعزيز دفاعات العاصمة العراقية. وكانت مهمة سهلة، فالضباط الإيرانيون يفعلون الشيء نفسه في سوريا في خلال العامين الماضيين على الأقل.

 

قلق الرياض

 

اليوم، بعد نحو عام، تبدو إيران  أكثر التزامًا من أي وقت مضى بتأمين أهدافها الاستراتيجية في العالم العربي. فبقاء نظامي بغداد ودمشق مسألة مهمة لتحقيق الأهداف الإيرانية في الشرق الأوسط، وهي  إقامة هلال شيعي تديره طهران، يمر عبر قم وبغداد والنجف ودمشق حتى جنوب لبنان، حيث يبقي حزب الله، وكيل إيران في لبنان، تهديدًا دائمًا لحدود إسرائيل الشمالية. ودمشق دفعت بالأسلحة والأموال والمقاتلين إلى حزب الله، ومنذ 2003، صارت بغداد قناة أساسية لتنفيس الطموح الإيراني، من خلال تنظيمات عراقية شيعية قاتلت الجيش الأميركي المحتل بصفتها “وكلاء مأجورين لإيران”.

 

نظرت الرياض بقلق وعدم رضا إلى المكاسب الإيرانية الثابتة في العراق منذ الانسحاب الأميركي في 2011، لكن قلقها زاد مع التفكك السوري. وقال مسؤول سعودي لغارديان: “أظهرت لنا الأحداث إلى أي مدى الإيرانيون مستعدون للذهاب كي يحموا مصالحهم، فلم يكونوا يحمون ما يملكون فقط، بل يبنون عليه بغطاء أميركي”.

 

في خلال الحرب السورية، والثورات العربية بشكل عام، تراجعت العلاقة السعودية مع حليفتها الأميركية. والملك سلمان، الذي كان وزير دفاع سابقاً، معروف بشجبه غموض سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما حول سوريا، خصوصًا بعدما تحجج بالكونغرس لعدم ضرب دمشق في آب (أغسطس) 2013، إثر هجوم بغاز سارين نفذه النظام السوري على المدنيين. قال المسؤول السعودي: “في تلك اللحظة، أدركنا أن أقوى أصدقائنا فقد مصداقيته، فكان علينا أن نخرج من وراء الستار”.

 

المخاوف من إيران

 

خلال أسابيع من مبايعة سلمان ملكًا جديدًا على السعودية، ظهرت سياسة إقليمية أكثر حزمًا وأوضح معارضة للولايات المتحدة. وثبتت صحة التوجه السعودي مع الاستياء الذي ساد من الصفقة التي وقعها أوباما مع إيران بتسليم برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات والحصول على الدعم، والاعتراف العالمي بشرعية إيران بعد 36 عامًا من ثورتها الإسلامية، بحسب ما نقلت “غارديان” عن مسؤولين سعوديين وخليجيين.

 

قال هؤلاء إن المخاوف من إيران ستؤثر في الكثير من ملفات المنطقة الساخنة،  وما انقلاب الحوثيين الموالين لطهران على الحكومة الشرعية في اليمن في آذار (مارس) إلا دليل على تثبيت طهران مكانتها الاقليمية قبل المحادثات، في خاصرة السعودية، على حدودها الشرقية.

 

قال المسؤول السعودي: “سينفقون كل أموالهم لحماية ما يملكون. فالحرس الثوري يقول إنه لن يتنازل عن دمشق وحزب الله، والآن يريدون اليمن كذلك. لكن هذه حيلة، بل سيحاولون مبادلة صنعاء معنا مقابل دمشق”.

 

تقول  “غارديان” قائلة: “من كل هذه الفوضى والدمار الكئيب الذي يصيب مهد الحضارة، ومع تقدم الثوار وقسوة الجهاديين، يتضح اليوم  أن القوى الرئيسة في المنطقة عالقة في صراع مفتوح على مصير المنطقة، وسوريا تحديدًا، ولا يمكن حلّ المسألة إلا عبر وساطة دولية”.

 

وتختم الصحيفة ناقلةً عن المسؤول السعودي قوله: “إيران قالت إن سوريا هي مفتاح العالم العربي، ونحن متفقون معها”. فالرياض ما عادت قلقة اليوم مع تهالك الأسد، حليف إيران الأول.

 

البراميل المتفجرة رمز لفظاعة النظام السوري

عبد الاله مجيد

سلاح بدائي ورخيص موجه ضد المدنيين

إعداد عبد الاله مجيد: أصبحت البراميل المتفجرة الرمز الأبشع لفظائع النظام السوري ضد شعبه، ويُلاحظ أن هذا السلاح البدائي والرخيص الذي يُستخدم عادة بإلقائه من مروحيات اكتسب اسمه من وظيفته الهمجية، فهي براميل معبأة بكميات كبيرة من المتفجرات ومعها احياناً مسامير تؤدي مهمة الشظايا.

 

سلاح عشوائي

 

ويتسم هذا السلاح بالقوة التدميرية مثلما يتسم بعدم الدقة حتى أن منظمات حقوق الانسان أكدت أن النظام السوري باستخدام البراميل المتفجرة انما يرتكب جرائم حرب.

 

وبسبب التعتيم الاعلامي الذي يفرضه النظام، فإن ضحايا البراميل المتفجرة يبقون في الغالب مجهولي الهوية، لكنّ طبيبًا من الغوطة الشرقية في ريف دمشق سجل شهادته على شريط فيديو نشرته حملة “من أجل سوريا” العالمية من أجل الحرية والسلام في سوريا، وقال الطبيب الذي قدمته الحملة باسم الدكتور ماجد “إن الناس في سوريا يعتبرون اليوم الذي تشرق فيه الشمس يومًا سيئًا لأنه يعني أن تتحرك المروحيات بحرية وتصل الى مزيد من الأهداف لتقتل عددًا أكبر من المدنيين”.

 

لحظات مروعة

 

ويصف ماجد الـ30 ثانية التي امضاها يتابع سقوط البرميل من الطائرة وانفجاره، بـ”المروعة”. ونقلت مجلة “فورين بولسي” عن المتحدثة باسم حملة “من أجل سوريا” هانيا مرتضى أن ماجد هرب من الغوطة مع عائلته في تموز (يوليو) الماضي، وهو يعيش اليوم في المهجر.

 

وقالت المجلة إن الحرب المستعرة في سوريا اصبحت حرباً “منسية” في الواقع، منذ بدأت الطائرات الاميركية تستهدف تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” في سوريا، مانحة بشار الأشد فرصة لتصعيد هجماته ضد قوات المعارضة، دون أن يقول احد في الغرب أو يفعل شيئًا لايقافه.

 

في هذه الأثناء، تمكنت منظمة أطباء من أجل حقوق الانسان توثيق 256 هجومًا استهدفت مراكز ومنشآت طبية، 89 ٪ منها هجمات شنتها قوات النظام منذ نيسان (أبريل) الماضي، أحدث تاريخ تتوفر بيانات عنه، وقُتل خلال هذه الفترة  624 كادراً طبياً 97 في المئة منهم قتلتهم قوات النظام.

 

داعش يعدم أسرى إيرانيين على المسرح الروماني بتدمر

حضور بعض سكان المدنية

أعدم داعش 20 أسيرًا إيرانيًا وآسيويًا كانوا يقاتلون مع النظام في تدمر، وذلك على المسرح الروماني في المدينة، بعدما دعا الأهالي لحضور العملية.

 

إيلاف – متابعة: قالت تنسيقية الثورة السورية في تدمر إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) قاموا بإعدام عدد من الأسرى الايرانيين والآسيويين الموجودين لديهم. وذكرت التنسيقية أن عملية الإعدام تمت في مسرح تدمر الروماني الأثري بحضور عدد من أهالي مدينة تدمر بوسط سوريا.

 

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان ذكر الاربعاء أن داعش نفذ إعدامات جديدة لرجال في مدينة تدمر، التي سيطر عليها في 20 أيار (مايو) الجاري. ونقل المرصد عن مصادر أهلية في المدينة قوله إن عدد الذين تم إعدامهم يصل إلى 20 شخصًا، وإن التنظيم جمع المواطنين في مكان تنفيذ الإعدام، وقال لهم إن هؤلاء الأشخاص هم روافض ونصيرية من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وقام بإطلاق النار عليهم في المسرح الروماني الأثري بالمدينة.

 

وكان النظام السوري كثف غاراته على المدنيين في تدمر، بعد سقوطها بيد داعش. ونشرت التنسيقية بيانًا على صفحتها بموقع فايسبوك قالت فيه: “نحمّل نحن تنسيقية الثورة في مدينة تدمر وباسم المدينة وثورتها وأهلها كافة وسائل الإعلام والوكالات العربية والعالمية جزءًا كبيرًا من المسؤولية عن المجزرة التي ارتكبها طيران النظام المجرم بحق أهالي المدينة، وراح ضحيتها ما لا يقل عن 15 شهيد بينهم نساء وأطفال وعشرات الجرحى، لأنهم ساعدوا بنشر وترويج إشاعة النظام وإعلامه بأن المدينة تخلو من المدنيين وأن تنظيم الدولة أعدم 400 مدني من اهالي المدينة، الأمر الذي نفيناه مرارًا وتكرارًا، ونوّهنا بأن النظام يختلق الذرائع لقصف المدينة وأهلها”.

 

أضاف المنشور: “نحمّل أيضًا المجتمع الدولي مسؤولية ما يجري من انتهاكات من قبل نظام الأسد المجرم بحق أهالي المدينة الآمنين ونطلب منه اتخاذ ما يلزم لحماية المدينة وأهلها وتراثها وآثارها من جرائم هذا النظام الإرهابي, ونعيد ونكرر بأن كل ما رواه النظام وإعلامه عن المدينة وسكانها لا يمت للمصداقية بأي صلة”.

 

وأكدت التنسيقية أن ناشطيها شهدوا إعدام الجنود الأجانب في المسرح الروماني، وشهدوا ما حدث بأم العين.

 

الجولاني: حزب الله زائل.. ولدينا ثأر مع العلويين

الجولاني: النصرة لا تسعى لحكم إدلب

مفاجأة الجولاني تخرج خلافات النصرة للعلن

أبو محمد الجولاني.. النصرة ومستقبل سوريا

الجولاني: التحالف يهدف لإنهاء “الجهاديين” وحماية إسرائيل

الجولاني يهدد بنقل المعركة للغرب وينصح المعارضة السورية

أكد أمير جبهة النصرة في سوريا أبو محمد الجولاني أن حزب الله اللبناني زائل لا محالة بزوال نظام بشار الأسد في سوريا، وقال إن الجبهة لديها ثأر مع العلويين الذي قتلوا وعذبوا السوريين واغتصبوا النساء.

جاء ذلك في حلقة الأربعاء (27/5/2015) من برنامج “بلا حدود” الذي انفرد بحوار خاص مع الجولاني في سوريا، تحدث خلاله عن انتصارات جيش الفتح وإستراتيجية الجبهة تجاه أميركا والغرب ونظام الأسد وحزب الله والعلويين والدروز والمسيحيين في سوريا.

وقال إن زوال نظام الأسد يعني زوال حزب الله بشكل تلقائي، مشددا على أن “حزب الله يدرك أن معركته معنا خاسرة لكنه مجبر أن يخوضها حتى النهاية لإطالة عمر النظام الذي يدعمه”.

وأوضح الجولاني أن المناطق التي سيطرت عليها الجبهة مؤخرا تكمن أهميتها الإستراتيجية والعسكرية في أنها تشكل خطوطا دفاعية أولى لمناطق الساحل، فضلا عن أنها مناطق سنية مجاورة للمناطق التي يقطنها العلويون.

الجبهة والطوائف

وأضاف أن بين العلويين وأهل السنة “ثأرا كبيرا جدا بعد ما فعلوه بأهل السنة من قتل وتعذيب وتشريد واغتصاب للنساء”، لكنه أكد أن حرب الجبهة “ليست ثأرية رغم أننا نرى أن العلويين طائفة خرجت عن دين الله وعن الإسلام”، وفق تعبيره.

وشدد أبو محمد الجولاني على أن جبهة النصرة لا تقاتل إلا من يرفع السلاح عليها، ومن يترك سلاحه ويستسلم “قبل أن نقدر عليه” نعطيه الأمان ويذهب لأهله بعد أن يتبرأ من النظام، “حتى وإن كان قد قتل منا ألف شخص”.

وبالنسبة للمعابد وأماكن العبادة والأضرحة الخاصة بالعلويين، فقال الجولاني “نتعامل معها وفقا للشريعة الإسلامية وأرسلنا إليهم من يصحح عقائدهم”.

وبشأن المسيحيين والشيعة في سوريا، قال أمير جبهة النصرة “النصارى أغلبهم يقفون في صف النظام ونقاتل فقط من يقاتلنا، وليس لدينا حرب الآن معهم ولا نحملهم مسؤولية ما تفعله أميركا أو ما يفعله أي النصارى في العالم، أما القرى الشيعية التي نحاصرها الآن فهي قرى تحاربنا”.

اتهامات بالإرهاب

وبشان الاتهامات الغربية للجبهة بالإرهاب، قال الجولاني “لا يهمنا ما يقوله الغرب عنا وما يهمنا هو تطبيق شريعة الله عز وجل”، مؤكدا أن الغرب يحاول دائما اللعب على التوازنات، ويرى أن الشام يجب أن تُحكم بالأقلية “ولذلك هم حريصون على بقاء الأسد ونظامه”.

واعتبر أن الاتهامات الموجهة للجبهة بالإرهاب هي محاولات لشيطنتها وهي تدافع عن المسلمين، في حين يدعم الغرب النظام وينسق معه، بحسب قوله.

التمويل والدعم

ونفى الجولاني بشكل قاطع تلقي الجبهة أي دعم من دول أو منظمات أو أجهزة مخابرات، وشدد على أن الجبهة ترفض تماما تلقي أي دعم، لأنها تعلم جيدا أنه لا يوجد دعم غير مشروط.

وقال “ننفق من الغنائم التي نأخذها من النظام. وأرض الشام أرض غنية ولسنا بحاجة لمن يتصدق علينا”، مؤكدا أن الجبهة لا تفتح المجال لتلقي الدعم ولا تقبل أن يعرض عليها من الأساس، لحرصها على أن تكون حرة في القرار والإرادة.

وأضاف “نقبل فقط تبرعات فردية من عموم المسلمين. والمسلمون يحبون جبهة النصرة وتنظيم القاعدة، ونأمل منهم أن يساعدوا المجاهدين في بلاد الشام”.

أميركا والأسد

وبشأن رؤيته لموقف الولايات المتحدة مما يجري في سوريا، اعتبر الجولاني أن أميركا تريد للشام كما حدث في اليمن “مجرد تغيير وجوه بحيث يأتي نظام يخضع للإرادة الأميركية وللنظام الدولي”.

وأضاف أن واشنطن والغرب يعملان على “تخدير الشعوب بالمؤتمرات والمبعوثين الدوليين والأمميين. ولن نقبل بالحلول السياسية التي ترتب في الخارج وتخضع للإرادة الأميركية”.

وتابع “النظام الدولي هو الذي صنع الطواغيت، وهو الذي يشرف على حمايتهم”.

وأكد أمير جبهة النصرة أن الولايات المتحدة تنسق مع النظام السوري عسكريا لاستخدام طائراتها في الأجواء السورية ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، ولدينا وثائق تثبت ذلك.

وحذر الجولاني من أنه “إذا استمر قصف الولايات المتحدة لمواقعنا ستكون لذلك انعكاسات ليست في صالح أميركا”.

وكشف أمير الجبهة عن تلقيه إرشادات من زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري “تؤكد أن مهمتنا هي إسقاط النظام وحلفائه مثل حزب الله، ثم التفاهم مع الشركاء لإقامة حكم إسلامي راشد”، مؤكدا “لن نستخدم الشام كقاعدة لاستهداف أميركا وأوروبا”.

 

دي ميستورا يواصل مشاوراته بجنيف حول سوريا  

التقى مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا مسؤولين إيرانيين وإماراتيين ضمن مشاوراته التي يجريها هذا الشهر لإيجاد حل للأزمة السورية، في ظل مقاطعة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.

 

وقال بيان صدر عن مكتب الأمم المتحدة في جنيف السويسرية إن دي ميستورا التقى ممثل إيران الدائم لدى المكتب محسن ناظري أصل، وبحث الجانبان العديد من الملفات الإقليمية وتداعيات الأزمتين العراقية والسورية، وكيفية تسوية الأزمتين بشكل سلمي.

 

واتفق الطرفان -وفق البيان- على ضرورة إنهاء الأزمة السورية من خلال الحوار السلمي.

 

من جانبه، شدد فارس المزروعي مساعد وزير الخارجية الإماراتي للشؤون الأمنية والعسكرية، في لقائه الثنائي مع المبعوث الأممي، على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السياسية.

 

وكان دي ميستورا أعلن نهاية أبريل/نيسان الماضي، أنه يعتزم إطلاق مشاورات بحضور جميع أطراف الأزمة والمجتمع المدني خلال مايو/أيار الجاري، غير أن ائتلاف المعارضة قاطعها، وأعلن يوم 12 مايو/أيار الجاري أنه سيكتفي بتكليف رئيس اللجنة القانونية هيثم المالح، بلقاء المبعوث الدولي وتسليمه رسالة تتضمن 16 بندا توضيحيا للمبادئ الأساسية للحل السياسي للأزمة وفق بيان جنيف.

 

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد جدد، أمس الأربعاء، دعوته لحل الأزمة السورية التي قال إنها جلبت مستويات من الموت والدمار شديدة الوطأة إلى درجة صدمت الضمير العالمي.

 

وأوضح الأمين العام، في تقريره الشهري، أن الحرب قتلت أكثر من 220 ألف شخص، وتركت ثلث السكان مشردين. وأضاف أنه من بين عدد السكان البالغ زهاء 23 مليون نسمة يحتاج نحو 12.2 مليونا مساعدات إنسانية، بينهم خمسة ملايين طفل.

 

بعد سيطرة داعش على تدمر..الأسد يخسر آخر مصادر دخله

العربية.نت

نشرت صحيفة “الديلي تليغراف” البريطانية تقريرا، أكدت فيه أن سيطرة ما يسمى تنظيم “داعش” على منجمي فوسفات في تخوم تدمر، يعتبر “أمرا محوريا يغير من موازين القوة في الصراع الجاري في المنطقة”، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تشكل “ضربة قوية” لنظام بشار الأسد، حيث تمنعه من آخر مصدر رئيسي للدخل.

وأكدت الصحيفة في تقريرها الذي نشرته اليوم، أن “الصور التي نشرها مقاتلو التنظيم من منجم خنيفس للفوسفات الذي يقع على بعد 65 كليومترا جنوب تدمر، تبين أنه سيطر على مصدر جديد للدخل يدر ملايين الدولارات سنويا”.

وتضيف أن “التنظيم لن يكون قادرا في الغالب على الاستفادة من الفوسفات الموجود، إلا أن الأمر الأهم بالنسبة له هو منع النظام من الحصول على أي عائدات منه، في ظل انهيار الميزانية وتدهور العائدات”.

وينقل التقرير عن موقع “التقرير السوري” الذي يصدر نشرة اقتصادية أسبوعية قوله، إن “المنجم كان أحد أواخر مصادر الدخل للنظام السوري، إلى جانب بعض حقول النفط القليلة الأخرى”.

ويضيف أن “صادرات الفوسفات على وجه الخصوص هي مصدر الدخل الوحيد للنظام الذي تزايد خلال الربع الأول من العام الجاري، حيث وصلت عائداته إلى نحو 35 مليون دولار، مقارنة بـ18 مليون دولار فقط خلال الفترة ذاتها من العام الماضي”.

وتقول الصحفية، إن “التنظيم يتوغل في حمص بالفعل بعدما استولى على تدمر، حيث يبدو أن القيادات تركز على ضرب قلب النظام الاقتصادي، وعلى وجه الخصوص ما تبقى له من مناجم وحقول نفط، بعدما خسر أغلب حقول النفط الكبرى في عام 2013”.

وأضافت: “إن السيطرة على بعض الآبار الأخرى سمحت للنظام بالاستمرار والحصول على الوقود اللازم لتوليد الطاقة الكهربائية اللازمة للمدن التي يسيطر عليها، خاصة دمشق واللاذقية، لكن تقدم داعش أخيرا يهدد استمرار ذلك.

 

انتهاكات بحق العرب بالحسكة بطلتها قوات الحماية الكردية

دبي – ياسر محمد علي

تتراجع عن المشهد الانتهاكات العنصرية بحق السكان العرب من قبل الأكراد في شمال سوريا، فيما يتم التركيز دوما على انتهاكات تنظيم داعش والنظام السوري والكتائب المقاتلة في البلاد.

وكشف ناشطون سوريون أن قوات الحماية الكردية بمحافظة الحسكة، ترتكب تلك الانتهاكات بحق العرب بحجة محاربة المتطرفين منذ أكثر من عامين وحتى اليوم، ما أجبر أكثر من 150 ألف عربي على النزوح من مناطق ريف تل تمر الغربي وجبل عبدالعزيز وريف الحسكة الغربي وسط تصاعد وتيرة الاشتباكات في المنطقة.

وتجاوزت انتهاكات قوات الحماية الكردية بحق العرب في شمال سوريا كل الجرائم الإنسانية، من عمليات القتل الميداني للمدنيين، والحرق العمد للمنازل، ومصادرة للأملاك، علاوة على السرقة وتجريف المزارع وفرض حظر تجوال في المناطق التي تقطنها عشائر عربية.

بالإضافة إلى قيام تلك الميليشيات بعمليات خطف استهدفت قاصرين بهدف تجنيدهم في صفوفها، دون الاكتراث بالمواثيق والعهود الدولية التي تمنع الزج بالأطفال والقاصرين في الصراعات المسلحة.

وكافأت القيادة العامة لوحدات الحماية الكردية في الحسكة مقاتليها الذين ارتكبوا تلك الانتهاكات بمنحهم قطعا من الأراضي المصادرة من العرب بطريقة الاستثمار المجاني.

ويبدو أن قوات الحماية الشعبية التابعة لحزب العمال الكردستاني تسير على ذات النهج الذي تبناه الحزب منذ تأسيسه تحت شعار “العنف الثوري” بحق المدنيين، والقرى والبلدات التي ينتشرون فيها ويفرضون السيطرة عليها.

 

تزوير دفاتر التجنيد للهروب من جيش الأسد

العربية.نت – عهد فاضل

ظاهرة الهروب من الخدمة العسكرية في جيش النظام السوري أخذت منحى مختلفاً، هذه الأيام، فلم يعد التهرب من خدمة الجيش حكرا على المنشقّين المعارضين للنظام، بل أصبح ظاهرة متنقلة ما بين المحافظات السورية، وهذه المرة في محافظة اللاذقية الموالية للأسد وريفها الذي يعتبر الخزان البشري، الذي يضخ بأعداد كبيرة المقاتلين في جيش النظام.

وعلم في هذا السياق أن الأجهزة الأمنية التابعة لما يُعرف بقوات الدفاع الوطني، والذي يضم في أفراده عناصر سابقين في الجيش، أو بعض الأشخاص الذي كانوا مشمولين بمذكرات جلب قضائية لقيامهم بأعمال جرمية مختلفة، إلا أن التحاقهم بالدفاع الوطني، أسقط عنهم تلك الملاحقات، قد قام في اليومين الماضيين بحملة تفتيش وأعمال دهم في مدينة “جبلة” السورية، وألقى القبض على مجموعة من الأشخاص، يقومون بتزوير أوراق رسمية تخص أشخاصاً مطلوبين للخدمة العسكرية، مما يمكّنهم من التهرب من تلك الخدمة ومن ثم الهرب ومغادرة البلاد.

وذكرت الأنباء، أن ما يعرف بقوات الدفاع الوطني، كانت تقوم بعمليات دهم لبيوت المنطقة، بعد أن وردت أنباء من داخل “جبلة” عن محاولة الكثير من أبنائها التهرب من الخدمة العسكرية الإلزامية، بعد مشاهد النعوش والتوابيت التي تحمل أبناءها يوميا وتعيدهم من مناطق القتال في المحافظات السورية المختلفة إلى قراهم أو بيوتهم في المدينة التي لم تعد تضمّ إلا مصابين عجزة من إصابات الحرب، أو منتمين إلى قوات الدفاع الوطني، أو فارين من الخدمة هرباً من جحيم الحرب.

ويقول الخبر إن أفرادا من قوات الدفاع الوطني، داهمت منزلا يقوم بتزوير الأوراق الرسمية، ووجدت فيه بعض دفاتر خدمة العلم التي يرغب أصحابها بتزوير بياناتها للتهرب من الخدمة، وكذلك وضعت يدها على أجهزة كمبيوتر وطابعات وكل لوازم عمليات تغيير البيانات وتزويرها، وتم إلقاء القبض على المجموعة التي كانت تضم أربعة أشخاص، ثلاثة منهم من مدينة حلب، وواحدا من اللاذقية.

يذكر في هذا السياق، أن التململ الحقيقي في تلك المناطق الموالية، صدر عن أمّهات فقدن عددا من أبنائهن أو أزواجهن أو أقربائهن، وبأعداد كبيرة. حيث كان إعلام النظام يعمد إلى تصوير بعض الأمهات المفجوعات بسقوط أبنائهن في مناطق القتال، وهنّ يزغردن لعودة أبنائهن قتلى. بينما يخفي حقيقة ظهور مئات الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن وصرن يحمّلن النظام مسؤولية مباشرة لموت أبنائهن في مختلف المناطق.

وكثيرا ما لجأ النظام إلى التعتيم على حقيقة التململ الذي بدأ يضرب المناطق الموالية له، خوفا من تفكك تلك البيئة التي تغذيه وتموله بشريا ومعنويا. بدليل، أن أكبر شبكات تزوير خدمة العلم تم اكتشافها في مدينة “جبلة” وكانت تعمل بين أهل المنطقة، بغية تسهيل هروب من يريد الهرب، ثم يغادر البلاد بعد تغيير بياناته العسكرية التي تمكّنه من السفر من دون معوقات الخدمة الإلزامية.

 

الأسد يهاجم تركيا والتاريخ العثماني باستقبال وزير أرمني.. والمعلم يهدد أنقرة بحال فرض غطاء جوي للمعارضة

دمشق، سوريا (CNN) — قال الرئيس السوري، بشار الأسد، بعد لقاء جمعه بوزير الخارجية الأرمني، إدوارد نالبانديان، إن “ما عاناه الأرمن” على يد العثمانيين يعانيه الشعب السوري اليوم، على حد تعبيره، بينما هدد وزير خارجيته، وليد المعلم، بالرد على أي محاولة لفرض غطاء جوي تركي وأمريكي للمعارضة السورية.

 

وقال الأسد، بعد لقائه نالبانديان، إن “ما عاناه الشعب الأرميني عبر تاريخه يعانيه اليوم الشعب السوري بكل مكوناته وبنفس أدوات القتل والإرهاب وإن اختلفت الطريقة والأهداف” على حد قوله. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن الرجلين اتفقا على “خطورة الدور الذي تلعبه القيادات التركية في هذه المرحلة والذي أعاد إحياء الآلام التي عانت منها شعوب المنطقة من الامبراطورية العثمانية قديما” على حد قولها.

 

وفي الإطار ذاته، التقى الوزير الأرمني بنظيره السوري، وليد المعلم، الذي قال عقب اللقاء: “لو أن المجتمع الدولي أنزل العقوبة الضرورية بحق السفاحين الذين ارتكبوا المجازر بحق الأرمن في مطلع القرن الماضي لما تكرر وتجرأ احفادهم اليوم في تركيا على ارتكاب المجازر عبر أدواتهم في سوريا.. والسؤال هو: ماذا سيفعل المجتمع الدولي للسفاحين الجدد؟”

 

وردا على أسئلة الصحفيين قال المعلم، بعد سؤال حول تصريحات وزير خارجية تركيا بشأن وجود اتفاق مبدئي بين أنقرة وواشنطن على تقديم دعم جوي للمعارضة السورية: “تركيا ترتكب أفعالا عدائية في سوريا أسوأ بكثير من هذا التصريح، وهو (الوزير التركي) يعلم أن استخدام الأجواء السورية من قبل طائرات غير سورية عدوان موصوف وبالتالي من حق الجمهورية العربية السورية بما تملكه من إمكانيات التصدي لهذا العدوان.”

 

وختم المعلم بالقول إن التصريح هو “اعتراف تركي بنية العدوان على سوريا” ولكنه اعتبر أنه “لا يخرج عن إطار الحرب الإعلامية” وفقا للوكالة السورية.

 

تلفزيون:زعيم جبهة النصرة يقول إنه يسعى للسيطرة على دمشق

بيروت (رويترز) – قال زعيم جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا في مقابلة أذيعت يوم الأربعاء إن جماعته تسعى للسيطرة على دمشق والإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

 

وحققت جبهة النصرة مكاسب في شمال غرب سوريا الى جانب عدد من الجماعات المسلحة الأخرى في الأسابيع الأخيرة فسيطرت على مدينة ادلب في مارس آذار وعلى بلدة جسر الشغور الشهر الماضي مما قربها من الساحل الخاضع لسيطرة الحكومة.

 

وجبهة النصرة هي أقوى جماعة في سوريا تواجه الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية على حد سواء. واستهدفت الضربات الجوية التي يشنها تحالف بقيادة الولايات المتحدة الجماعتين.

 

وقال ابو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة في مقابلة نادرة مع قناة الجزيرة أذيعت يوم الأربعاء “حسم المعركة يكون فى دمشق. نصب اهتمامنا فى ما يساعد على اسقاط هذا النظام.”

 

وقال إن سقوط الأسد لن يستغرق وقتا طويلا.

 

ولم يتضح أين أجريت المقابلة ولم يظهر الجولاني بوجهه. وجلس على مقعد مزخرف في الجهة المقابلة للمحاور وظهره للكاميرا.

 

وقال إن على الأقلية العلوية في سوريا أن تتبرأ من الأسد وتترك هذا المذهب وأضاف “رسالة الى العلويين كل قرية تقول انها تتبرأ من بشار الاسد وما يفعله بشار الاسد فى اهل السنة وتمنع الرجال من الذهاب الى القتال في صف بشار وتتراجع عن الاشياء العقائدية التى اخرجتهم من دينهم وتعود الى حضن الاسلام فهم اخوان لنا وننسى كل الجراحات التى بيننا وبينهم.”

 

وقال الجولاني الذي وضع وشاحا اسود غطى رأسه وكتفيه إن جماعته لا تتلقى تمويلا أجنبيا. ووضعت الراية السوداء التي تستخدمها جبهة النصرة على الطاولة بينه وبين محاوره.

 

وقال الجولاني إن جماعته ليست في حرب مع المسيحيين.

 

وندد بحزب الله اللبناني الذي يدعم الأسد. وقال إن حزب الله يعلم أن مصيره مرتبط بمصير الرئيس السوري وإن جهوده لإنقاذه بلا جدوى.

 

وصنفت الولايات المتحدة جبهة النصرة تنظيما إرهابيا كما فرض عليها مجلس الأمن الدولي عقوبات. لكنها أقوى من جماعات المعارضة المسلحة غير الجهادية التي تدعمها الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب في معركتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية وحكومة الأسد على حد سواء.

 

وشنت القوات التي تقودها الولايات المتحدة ضربات جوية على أهداف لجبهة النصرة قائلة إنها كانت تستهدف فصيلا مرتبطا بتنظيم القاعدة يسمى “جماعة خراسان”.

 

وقال الجولاني إنه لا يوجد ما يسمى جماعة خراسان في سوريا وقال إنه لم يسمع بهذا الاسم الا حين ذكره الأمريكيون.

 

وبخلاف المكاسب الميدانية التي حققتها مؤخرا في شمال غرب سوريا فإن جبهة النصرة قوة رئيسية في القتال ضد القوات الحكومية والمقاتلين المتحالفين معها حول مدينة حلب بشمال البلاد.

 

كما تقاتل في جنوب سوريا حيث بدأ الجيش والمقاتلون المتحالفون معه هجوما كبيرا. وتكررت الاشتباكات بين مقاتليها وتنظيم الدولة الإسلامية في عدد من المواقع.

 

(إعداد دينا عادل للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)

 

سوريا تريد مزيدا من التنسيق العراقي في التعامل مع الدولة الإسلامية

وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونظيره الارميني إدوارد نالبانديان (إلى اليسار) خلال مؤتمر صحفي مشترك في دمشق يوم الأربعاء. تصوير. عمر صناديقي – رويترز

1 / 1تكبير للحجم الكامل

بيروت (رويترز) – قال وليد المعلم وزير الخارجية السوري إن دمشق تريد تنسيقا أكبر مع بغداد لمحاربة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذين سيطروا على مساحات كبيرة من الأراضي في البلدين.

 

وجاء تصريح المعلم بعد أيام من سيطرة الدولة الإسلامية على معبر حدودي واجتياحها مدينة بوسط سوريا.

 

وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على معبر التنف مع العراق الأسبوع الماضي وسيطر على مدينة تدمر الأثرية.

 

ورغم أن دمشق وبغداد تربطهما علاقات وثيقة مع إيران الشيعية إلا أن تصريحات المعلم تشير إلى أن دمشق ليست سعيدة بمستوى التعاون العراقي في القتال ضد الدولة الإسلامية.

 

وقال إن البلدين أدركا ضرورة أن يقاتلا معا.

 

وقال في مؤتمر صحفي مشترك في دمشق مع نظيره الأرميني إدوارد نالبانديان الذي التقى بالرئيس السوري بشار الأسد إن التنسيق لم يصل إلى مستوى التهديد الذي يواجهه البلدان.

 

وتنسق بغداد مع القوات الأمريكية لقتال تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على أراض من قوات الحكومة في شمال وغرب البلاد. وفي سوريا تنفذ طائرات بقيادة الولايات المتحدة ضربات جوية تقول إنها لا تنسقها مع الجيش السوري وتركز على مناطق خارج سيطرة الحكومة.

 

إلا أن سوريا تقول إنه جرى ابلاغها بهجمات قبل وقت من تنفيذها وانتقدت الغارات التي تقودها الولايات المتحدة قائلة إنها غير فعالة ولكنها لم تعارضها.

 

وقال المعلم أيضا إن دعم سوريا من حليفيها الرئيسيين روسيا وإيران ما زال قويا وانهما لن يتراجعا عن مساعدة سوريا كي تظل ثابتة.

 

ونالبانديان ثالث وزير خارجية أجنبي يزور دمشق هذا العام بعد وزيري إيران وروسيا البيضاء.

 

ويعيش أرمن في سوريا خاصة في شمال البلاد وتوجد بها أيضا عدة كنائس للأرمن والبلدان يعاديان تركيا.

 

وتتهم سوريا تركيا بتمويل وتسليح المقاتلين إلا أن تركيا تنفي تسليح المقاتلين أو مساعدة الإسلاميين المتشددين. وتدين أرمينيا أنقرة لعدم اعترافها بما تصفها بمذابح الأرمن على يد العثمانيين قبل مئة عام.

 

وانتقد المعلم تركيا لما وصفها بأفعال عدائية وانتهاكات للمجال الجوي السوري.

 

وانتقد المعلم أيضا تصريحات وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس يوم الثلاثاء التي حذر فيها من أن يواجه العراق وسوريا مزيدا من الانقسام ما لم يتم تعزيز الجهود الدولية لمواجهة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية سريعا.

 

وقال المعلم إن الشعب السوري قادر على صد أي هجوم ومنع أي محاولة لتقسيم سوريا. وأضاف أن فرنسا تدعم الانتفاضة المندلعة منذ أربعة أعوام ضد الأسد ودعمت الإرهاب وتتآمر ضد سوريا.

 

(إعداد علا شوقي للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)

 

الأمم المتحدة: السوريون يفقدون الأمل في مواجهة المذابح والدمار

من لويس شاربونو

الامم المتحدة (رويترز) – قال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون في تقرير بشأن سوريا إن الشعب السوري يفقد الأمل في العام الخامس من حرب أهلية جلبت مستويات من الموت والدمار شديدة الوطأة إلى درجة صدمت الضمير العالمي.

 

وقال الأمين العام في تقريره الشهري الذي نشر يوم الاربعاء إن الحرب قتلت أكثر من 220 ألف شخص وتركت ثلث السكان مشردين. وأضاف أنه من بين عدد السكان البالغ حوالي 23 مليون نسمة يحتاج نحو 12.2 مليون شخص لمساعدات انسانية بينهم خمسة ملايين طفل.

 

وجاء في تقرير بان الذي يغطي شهر ابريل نيسان وأعدت معظمه فاليري اموس منسقة الشؤون الانسانية بالأمم المتحدة المنتهية ولايتها ان “مستوى المذابح والدمار في أنحاء الجمهورية العربية السورية يجب أن يصدم الضمير العالمي.”

 

وقال بان في التقرير “الشعب السوري يفقد الامل”. وأضاف “ليس بوسعهم الانتظار. يجب التوصل الى حل سياسي.”

 

وتابع “الصراع سينتهي بتسوية سياسية وليس بحل عسكري.. كلما سارع المشاركون في الصراع بالاعتراف بذلك فسيكون أفضل للشعب السوري وسيمكن انقاذ المزيد من الأرواح.”

 

واستؤنفت محادثات السلام بوساطة من الامم المتحدة في جنيف لكن دبلوماسيين يقولون إنه لم تظهر انفراجة.

 

وفي الشهر الماضي حثت اموس مجلس الامن على فرض حظر اسلحة وعقوبات على سوريا بسبب انتهاكات القانون الانساني.

 

واتهم بان قوات الحكومة السورية باستخدام البراميل المتفجرة التي قال إنها تؤذي وتقتل المدنيين دون تمييز. واتهم أيضا تنظيم الدولة الاسلامية المتشدد الذي استولى على مساحات كبيرة من الاراضي في سوريا والعراق بقتل وخطف مدنيين وتدمير واتلاف مواقع للتراث الثقافي السوري.

 

وقال تقرير بان إن “أطراف الصراع تواصل التصرف بحصانة وتجاهل كامل للمباديء الاساسية للانسانية والقانون الانساني الدولي.”

 

وأضاف “يصعب تصديق أن من يلقون براميل متفجرة أو يطلقون قذائف المورتر والمدفعية لا يدركون الضرر الهائل والمعاناة التي تسببها أفعالهم للمدنيين.”

 

ونفى الرئيس السوري بشار الاسد أن قواته تستخدم براميل متفجرة لكن مسؤولين غربيين ومنظمات حقوقية يقولون ان هذا النفي يفتقر للمصداقية.

 

وقال بان إن وصول المساعدات الانسانية إلى المدنين مازال يمثل مشكلة لأسباب منها القتال لكن أيضا لأن أطراف الصراع تعرقل وصولها وخاصة الحكومة.

 

وذكر أن عدد الهجمات على المنشآت الطبية زاد بدرجة تثير الانزعاج.

 

(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير عماد عمر)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى