أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 19 كانون الأول 2013

“العفو الدولية” تتهم “داعش” بممارسة التعذيب والجلد والقتل بسجونها السرية في شمال سورية

لندن – يو بي أي

اتهمت منظمة العفو الدولية، تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، بممارسة التعذيب المروع وعمليات القتل من دون محاكمة، في مراكز الحجز السرية التابعة لها بالمناطق التي تسيطر عليها في شمال سورية.

وقالت المنظمة “إن (داعش) دأبت على انتهاك حقوق السكان المحليين دون رحمة وهي تزعم أنها تطبق أحكام الشريعة بصرامة في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، ووصف محتجزون سابقون عدداً من الانتهاكات المروعة تعرضوا هم أو آخرون غيرهم خلالها للجلد بأحزمة المولدات المطاطية أو الأسلاك، أو التعذيب من خلال الصعق بالكهرباء، أو إجبارهم على البقاء في وضعية جسدية مؤلمة تُعرف بوضعية (العقرب) يُقيد فيها رسغا الشخص المحتجز مع بعضهما البعض فوق أحد الكتفين”.

وأضافت أن “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، “احتجزت بعض السكان للإشتباه بارتكابهم السرقة أو غيرها من الجرائم، فيما اتُهمت البعض بارتكاب محرمات شرعية من قبيل تدخين السجائر أو الزنا، وألقت القبض على آخرين بداعي تحديهم لسلطتها، أو لكونهم ينتمون لإحدى الجماعات المسلحة المنافسة لها والمعارضة للنظام السوري في الوقت نفسه، كما يُشتبه بمسؤوليتها عن اختطاف أجانب واحتجازهم، بما في ذلك الصحافيون الذين يغطون أخبار القتال في سورية”.

واشارت المنظمة إلى “أن ثمة أطفال بين المحتجزين ممن تعرضوا لعقوبات جلد كبيرة وفقاً للإفادات التي حصلت عليها، وفي إحدى المناسبات اضطُر أحد الآباء للتحامل على نفسه، مغلوباً على أمره، وهو يسمع صرخات ابنه من الألم الناجم عن تعذيبه على أيدي آسريه من عناصر تنظيم (الدولة الإسلامية في العراق والشام) في إحدى الغرف المجاورة، فيما روى اثنان من المحتجزين كيف شهدا جلد فتى في الـ14 من العمر أكثر من 90 جلدة أثناء استجوابه في سد البعث، أحد السجون التابعة للتنظيم بمحافظة الرقة، وتعرض فتى آخر من العمر نفسه تقريباً للجلد المتكرر على مدى أيام لاتهامه بسرقة دراجة نارية”.

ونقلت العفو الدولية عن محتجزين سابقين “أن مسلحين مقنعين اعتقلوهم واقتادوهم إلى أماكن مجهولة، حيث ظلوا قيد الإحتجاز هناك مدة وصلت إلى 55 يوماً بالنسبة لبعضهم، ومنهم من لم يعرف أبدا أين كان محتجزاً”.

وأشارت إلى أنها تمكنت من تحديد السجون التابعة “للدولة الإسلامية في العراق والشام” في 7 مواقع مختلفة هي مبنى المحافظة، وإدارة المركبات، والمرآب، في مدينة الرقة، بالإضافة إلى سد البعث، ومنشأة نفطية في العكيرشي في مناطق أخرى من محافظة الرقة، ومشفى الأطفال، ومقر أحمد قدور في حلب.

ودعت منظمة العفو الدولية تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” إلى “التوقف عن معاملة المحتجزين بطريقة مروعة”، وأهابت بزعمائها “أن يوعزوا لعناصر قواتهم بضرورة احترام حقوق الإنسان والتقيد بأحكام القانون الإنساني الدولي”.

وناشدت المجتمع الدولي “اتخاذ خطوات ملموسة لوقف تدفق الأسلحة وغيرها من أشكال الدعم للدولة الإسلامية في العراق والشام، والجماعات المسلحة المتورطة في ارتكاب جرائم حرب وغيرها من الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان”.

وجددت المنظمة، دعوة الحكومة السورية إلى “السماح لأعضاء اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق وغيرهم من العاملين في المنظمات الدولية الإنسانية والمعنية بحقوق الإنسان بدخول الأراضي السورية من دون قيود، والتوقف عن ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان وخروقات للقانون الدولي، ولا سيما اللجوء للتعذيب في مراكز الحجز التابعة لها”.

وقال فيليب لوثر مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة العفو الدولية “إن قائمة المختطفين والمحتجزين على أيدي عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام تشمل أطفالا في سن الـ 8 يُحتجزون مع البالغين في ظل الظروف القاسية وغير الإنسانية نفسها”.

واضاف لوثر قائلا “أن أهالي الرقة يُعانون الآن من أحد الأشكال الجديدة للرعب الذي تفرضه الدولة الإسلامية في العراق والشام عليهم ويشمل ممارسات الحجز التعسفي والتعذيب والإعدامات التي أصبحت من مظاهر الحياة اليومية، بعد سنوات ظلوا خلالها ضحايا لوحشية النظام”.

العفو الدولية” تتهم “داعش” بممارسة التعذيب والجلد والقتل بسجونها السرية في شمال سورية

لندن – يو بي أي

اتهمت منظمة العفو الدولية، تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، بممارسة التعذيب المروع وعمليات القتل من دون محاكمة، في مراكز الحجز السرية التابعة لها بالمناطق التي تسيطر عليها في شمال سورية.

وقالت المنظمة “إن (داعش) دأبت على انتهاك حقوق السكان المحليين دون رحمة وهي تزعم أنها تطبق أحكام الشريعة بصرامة في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، ووصف محتجزون سابقون عدداً من الانتهاكات المروعة تعرضوا هم أو آخرون غيرهم خلالها للجلد بأحزمة المولدات المطاطية أو الأسلاك، أو التعذيب من خلال الصعق بالكهرباء، أو إجبارهم على البقاء في وضعية جسدية مؤلمة تُعرف بوضعية (العقرب) يُقيد فيها رسغا الشخص المحتجز مع بعضهما البعض فوق أحد الكتفين”.

وأضافت أن “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، “احتجزت بعض السكان للإشتباه بارتكابهم السرقة أو غيرها من الجرائم، فيما اتُهمت البعض بارتكاب محرمات شرعية من قبيل تدخين السجائر أو الزنا، وألقت القبض على آخرين بداعي تحديهم لسلطتها، أو لكونهم ينتمون لإحدى الجماعات المسلحة المنافسة لها والمعارضة للنظام السوري في الوقت نفسه، كما يُشتبه بمسؤوليتها عن اختطاف أجانب واحتجازهم، بما في ذلك الصحافيون الذين يغطون أخبار القتال في سورية”.

واشارت المنظمة إلى “أن ثمة أطفال بين المحتجزين ممن تعرضوا لعقوبات جلد كبيرة وفقاً للإفادات التي حصلت عليها، وفي إحدى المناسبات اضطُر أحد الآباء للتحامل على نفسه، مغلوباً على أمره، وهو يسمع صرخات ابنه من الألم الناجم عن تعذيبه على أيدي آسريه من عناصر تنظيم (الدولة الإسلامية في العراق والشام) في إحدى الغرف المجاورة، فيما روى اثنان من المحتجزين كيف شهدا جلد فتى في الـ14 من العمر أكثر من 90 جلدة أثناء استجوابه في سد البعث، أحد السجون التابعة للتنظيم بمحافظة الرقة، وتعرض فتى آخر من العمر نفسه تقريباً للجلد المتكرر على مدى أيام لاتهامه بسرقة دراجة نارية”.

ونقلت العفو الدولية عن محتجزين سابقين “أن مسلحين مقنعين اعتقلوهم واقتادوهم إلى أماكن مجهولة، حيث ظلوا قيد الإحتجاز هناك مدة وصلت إلى 55 يوماً بالنسبة لبعضهم، ومنهم من لم يعرف أبدا أين كان محتجزاً”.

وأشارت إلى أنها تمكنت من تحديد السجون التابعة “للدولة الإسلامية في العراق والشام” في 7 مواقع مختلفة هي مبنى المحافظة، وإدارة المركبات، والمرآب، في مدينة الرقة، بالإضافة إلى سد البعث، ومنشأة نفطية في العكيرشي في مناطق أخرى من محافظة الرقة، ومشفى الأطفال، ومقر أحمد قدور في حلب.

ودعت منظمة العفو الدولية تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” إلى “التوقف عن معاملة المحتجزين بطريقة مروعة”، وأهابت بزعمائها “أن يوعزوا لعناصر قواتهم بضرورة احترام حقوق الإنسان والتقيد بأحكام القانون الإنساني الدولي”.

وناشدت المجتمع الدولي “اتخاذ خطوات ملموسة لوقف تدفق الأسلحة وغيرها من أشكال الدعم للدولة الإسلامية في العراق والشام، والجماعات المسلحة المتورطة في ارتكاب جرائم حرب وغيرها من الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان”.

وجددت المنظمة، دعوة الحكومة السورية إلى “السماح لأعضاء اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق وغيرهم من العاملين في المنظمات الدولية الإنسانية والمعنية بحقوق الإنسان بدخول الأراضي السورية من دون قيود، والتوقف عن ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان وخروقات للقانون الدولي، ولا سيما اللجوء للتعذيب في مراكز الحجز التابعة لها”.

وقال فيليب لوثر مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة العفو الدولية “إن قائمة المختطفين والمحتجزين على أيدي عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام تشمل أطفالا في سن الـ 8 يُحتجزون مع البالغين في ظل الظروف القاسية وغير الإنسانية نفسها”.

واضاف لوثر قائلا “أن أهالي الرقة يُعانون الآن من أحد الأشكال الجديدة للرعب الذي تفرضه الدولة الإسلامية في العراق والشام عليهم ويشمل ممارسات الحجز التعسفي والتعذيب والإعدامات التي أصبحت من مظاهر الحياة اليومية، بعد سنوات ظلوا خلالها ضحايا لوحشية النظام”.

دبلوماسي روسي قلق من تلميح الاسد إلى انه قد يسعى لفترة رئاسية جديدة

موسكو – رويترز

نقلت وكالة “انترفاكس” الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف قوله ان تلميحات الرئيس السوري بشار الاسد بأنه قد يسعى لاعادة انتخابه عام 2014 لا تساعد الوضع في سوريا.

وقال بوجدانوف للوكالة في مقابلة “مثل هذه التصريحات الخطابية تؤثر على المناخ ولا تجعل الموقف أهدأ بأي حال.”

واشنطن نفت إبلاغ المعارضة بقاء الأسد / الجولاني: جبهة النصرة لن تنفرد بقيادة سوريا

(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)

نفى السفير الاميركي لدى سوريا روبرت فورد و”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، أنباء صحافية مفادها ان المجموعة الاساسية لـ”اصدقاء الشعب السوري” أبلغت المعارضة السورية خلال اجتماعها الاخير في لندن، ان مؤتمر جنيف – 2 قد لا يؤدي الى تنحي الرئيس بشار الاسد، فيما واصل الطيران المروحي السوري لليوم الرابع القاء براميل متفجرة على احياء تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب بشمال سوريا مما أدى الى ارتفاع حصيلة الضحايا الى 135 قتيلا على الاقل، استنادا الى ناشطين سوريين.

وغداة اعلان وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان اللقاء مع “الجبهة الاسلامية” في سوريا “ممكن”، أوضح فورد ان “الجبهة الإسلامية رفضت الجلوس معنا من دون ذكر الأسباب لذلك”. وأضاف: “نحن مستعدون للجلوس معهم لأننا نتحدث مع جميع الأطراف والمجموعات السياسية في سوريا”.

وتعليقاً على القول إن مؤتمر جنيف – 2 قد لا يؤدي إلى تنحي الأسد، قال إن موقف الولايات المتحدة ثابت منذ بداية الثورة، أن الاسد فقد الشرعية تماما. ووصف الأنباء المتداولة عن صيغة حكم انتقالي في سوريا بأنها غير دقيقة، قائلا كيف يمكن الحديث عن تفاصيل الحكم في سوريا قبل انعقاد جنيف – 2 بحيث تكون هناك مناقشات بوجود وفد من النظام ووفد من المعارضة، وأكد عدم وجود أي تفاصيل يتفق عليها قبل عقد المؤتمر. ونفى “عقد أي اجتماعات مع النظام السوري في حضور روسيا و هناك سلسلة من الاجتماعات مع روسيا للتحضير لمؤتمر جنيف -2”.

الى ذلك، اكد مستشار شؤون الرئاسة في مكتب رئيس الائتلاف الوطني منذر اقبيق ان الدول الغربية الداعمة للمعارضة السورية كررت خلال اجتماع عقد اخيرا في لندن ان الاسد “لن يكون له اي دور” في المرحلة الانتقالية.

ونفى المعلومات الصحافية التي جاء فيها ان الدول الغربية ابلغت المعارضة السورية خلال اجتماع لندن ان الرئيس السوري قد يبقى في السلطة بسبب المخاوف من تصاعد نفوذ المجموعات الاسلامية المتطرفة في مواجهة المعارضة المعتدلة.

في غضون ذلك، بدأ وفد من الائتلاف الوطني برئاسة احمد الجربا زيارة لاربيل في كردستان العراق للبحث في مسألة مشاركة القوى الكردية السورية في مؤتمر جنيف – 2 ، وقت تجري هذه القوى محادثات في ما بينها. واعلن الاتحاد الاوروبي تقديم مساعدة بقيمة 147 مليون أورو الى ضحايا الحرب في سوريا وهو المبلغ الاكبر يقدمه حتى الان. ودعت وكالات اغاثة تابعة للامم المتحدة والاتحاد الاوروبي الى وقف نار “انساني” في سوريا.

الجولاني

وفي مقابلة مع قناة “الجزيرة” الفضائية القطرية، قال زعيم “جبهة النصرة” الموالية لتنظيم “القاعدة” ابو محمد الجولاني: “ان جبهة النصرة لن تنفرد بقيادة المجتمع عند سقوط النظام السوري”، لافتاً الى ان “الجبهة لا تريد ان تحكم سوريا بل تريد ان تحكم الشريعة فيها”.

ولم يظهر الجولاني من قبل في التلفزيون. وصور خلال المقابلة من ظهره بينما كان وجهه مغطى بوشاح أسود، ولم تظهر سوى يديه.

الاسلحة الكيميائية

على صعيد آخر، أفادت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ان العناصر الكيميائية السورية ستنقل الى خارج البلاد في شاحنات مصفحة روسية وسط مراقبة كاميرات صينية وانظمة اميركية لتحديد المواقع “جي بي اس”. وعرض المدير العام للمنظمة أحمد أوزومجو امام اجتماع المجلس التنفيذي للمنظمة، تفاصيل خطة التدمير.

وستدمر العناصر الكيميائية في المياه الدولية على متن سفينة تابعة للبحرية الاميركية “أم في كيب راي”. وتتمركز سفينتان دانماركية ونروجية في قبرص في انتظار مواكبة سفينتي الشحن اللتين ستحملان العناصر الكيميائية من ميناء اللاذقية على الساحل السوري.

وستنقل العناصر الكيميائية الاخطر من الاراضي السورية في 31 كانون الاول ، لكن مصادر قريبة من الملف، قالت إن هذه التواريخ لن تحترم على الارجح. وستنقل سفينتا الشحن بعد ذلك العناصر الكيميائية الى مرفأ ايطالي من حيث ستحمل على متن السفينة الاميركية قبل ان تعودا الى اللاذقية لنقل آخر العناصر الكيميائية الاقل خطورة والتي يفترض ان تدمرها شركات.

وستقدم فنلندا خبراء في عملية ازالة التلوث، فيما تقدم روسيا سفنا لضمان أمن العمليات البحرية في اللاذقية وفي المياه الاقليمية السورية. وستقدم الولايات المتحدة ايضا ثلاثة الاف حاوية لنقل اكثر من الف طن من العناصر الكيميائية بحسب أحمد اوزمجو.

والى كاميرات المراقبة اللازمة للتحقق من نقل العناصر الذي هو مسؤولية النظام السوري، ستقدم الصين عشر سيارات اسعاف. وبموجب الخطة، يجب أن تكون كل ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية قد دمرت بحلول 30 حزيران.

وأعلن مسؤولون ان باب تقديم العروض في مناقصة تستمر شهرا للتدمير التجاري لمئات الأطنان من الكيميائيات الصناعية والعوادم السامة في برنامج سوريا للأسلحة الكيميائية سيفتح اليوم ومن المرجح ترسية العقود على عدد محدود من الشركات.

لافروف

¶ في موسكو، تحدث وزيرالخارجية الروسي سيرغي لافروف امام مجلس الاتحاد عن تقدم ملحوظ في المسارين السوري والإيراني يستند إلى قرارات وتحركات سياسية وديبلوماسية جماعية.

وقال إن جميع العقود التي وقعتها روسيا وسوريا يجري تنفيذها، بما فيها عقود التعاون العسكري الفني، لكن في ما يتعلق بعقود التعاون الاقتصادي، فإن بعضها يتأثر بتطورات الوضع الميداني ولكن يجري تنفيذ المشاريع الاقتصادية أيضا حيث يتيح الوضع الأمني تنفيذها.

وقال: “إن المسائل المتعلقة بسبل مكافحة خطر الإرهاب في سوريا والشرق الأوسط سوف تندرج بين أهم القضايا التي سيبحث فيها جنيف – 2 ، وإدراك كون حقيقة مكافحة الخطر الإرهابي يشكل المهمة الرئيسية التي يتعين على المجتمع الدولي التنسيق في صددها، وسوف تندرج هذه المسألة بين أهم قضايا المؤتمر الدولي الذي نعول على انعقاده في 22 كانون الثاني في مدينة مونترو السويسرية”. وأعرب عن قلق روسيا من “الاعتداءات التي تعرض لها المدنيون في عدرا اخيراً “، مشيرا إلى أن “موسكو قلقة للغاية من ترسيخ الإرهاب المتعدد القومية بشكل أعمق في سوريا”. كما أن “المجموعات الإرهابية التي تؤكد تحديدا عدم ارتباطها بالقاعدة صارت تؤثر تأثيرا أكبر على الأوضاع هناك وباتت تشكل اليوم الخطر الرئيسي على سوريا ومنطقة الشرق الأوسط بأكملها”. وخلص الى أنه “كان من الأجدى للحكومة والمعارضة السوريتين توحيد الجهود لمواجهة الإرهاب”.

دمشق وموسكو تنتقدان حوار واشنطن مع «إرهابيين»

الجولاني: لا نكفّر .. وسنحكم بالشورى والشريعة!

في توقيت لافت، مع اختلاط اوراق مشهد التنظيمات العسكرية على الأرض السورية، ومحاولة الولايات المتحدة الانفتاح على تنظيم «الجبهة الاسلامية»، ظهر زعيم تنظيم «جبهة النصرة» ابو محمد الجولاني عبر قناة «الجزيرة» القطرية، ليتحدث عن مستقبل سوريا كما يراه، محكوما بالشريعة الاسلامية.

وفي مقابلة تلفزيونية هي الأولى من نوعها، سعى الجولاني الى تبديد تهمة «التكفير» التي يمارسها «الجهاديون» في سوريا، قائلا في الوقت ذاته إن «النصرة» ستترك للجان شرعية ورجال دين وضع خطة لإدارة سوريا «قائمة على الشريعة». وجاء ذلك في وقت انتقدت كل من دمشق وموسكو الولايات المتحدة لسعيها الى إجراء مفاوضات مع «الجبهة الإسلامية» وضمّها الى «ائتلاف» المعارضة في مؤتمر جنيف الدولي.

وقال الجولاني، الذي لم يظهر وجهه وتم تصويره من الخلف في مقابلة مع المراسل تيسير علوني، «بالنسبة لنا كمنهاج شرعي لجبهة النصرة تجاه الأشياء، نحن ننضبط بضوابط الشرعية وفق الكتاب والسنة، ونشنع ونعنف كل من يغلو في تكفير الناس والمجتمعات، ونعتقد أن عامة المجتمع في سوريا هو مسلم، وعامة المجتمع التركي مسلم، وعامة المجتمع المصري مسلم. وننكر على كل من يقول إن هذه المجتمعات هي في الأصل فيها الكفر وما شابه ذلك، بل نعنف ونعاقب من يقترف هذا الحكم بغير علم ودراية من الله عز وجل».

وحول مستقبل سوريا، قال الجولاني «كجبهة نصرة لن ننفرد بقيادة المجتمع حتى وإن وصلنا إلى هذه المرحلة. عندما نصل إلى مرحلة تحرير الشام، عندما تسقط دمشق على سبيل المثال، أو يعني الشكل الأكبر الذي يقال بأنها تقريبا تحررت بنسبة 80 في المئة، ففي هذا الوقت ستجتمع لجان شرعية، وأهل الحل والعقد وعلماء ومفكرين ومن الناس الذين ضحوا والناس الذين لديهم رأي، حتى وإن كانوا من خارج هذه البلاد، ويجتمع علماء أهل الشام مثلا، وتعقد مجالس للشورى وأهل الحل والعقد، ثم توضع خطة مناسبة لإدارة هذا البلد، بالطبع تكون وفق الشريعة الإسلامية، يحكم فيها شرع الله عز وجل وتبسط فيها الشورى وينشر فيها العدل».

وقال السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد، في مقابلة مع قناة «العربية» بثت أمس، إن «الجبهة الإسلامية رفضت الجلوس معنا، من دون ذكر أسباب ذلك». وأضاف «نحن مستعدون للجلوس معها، لأننا نتحدث مع جميع الأطراف والمجموعات السياسية في سوريا».

وفي 22 تشرين الثاني الماضي، أعلنت سبعة تنظيمات إسلامية انضواءها في تحالف «الجبهة الإسلامية». وأعلنت واشنطن ولندن، الأسبوع الماضي، تعليق مساعداتهما بالمعدات العسكرية «غير القاتلة للجيش السوري الحر» في شمال سوريا بعد استيلاء «الجبهة الإسلامية» على مخازنه ومقراته عند معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا. يذكر أن الجبهة لا تعترف بـ«المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر».

وحول ما تردد عن أن مؤتمر «جنيف 2» قد لا يؤدي إلى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، قال فورد «موقفنا ثابت منذ بداية الثورة، بشار الأسد فقد الشرعية بشكل كامل»، مكررا أنه «لا دور للأسد في المرحلة الانتقالية». واعتبر ان «الائتلاف السوري المعارض هو الممثل الشرعي للشعب»، مشدداً على «ضرورة التنسيق بين كافة القوى المعارضة لحل الأزمة السورية».

وقال إن «الأنباء التي يتم تداولها عن صيغة حكم انتقالي في سوريا غير دقيقة. كيف يمكن الحديث عن تفاصيل الحكم في سوريا قبل انعقاد جنيف 2 بحيث تكون هناك مناقشات بوجود وفد من النظام ووفد من المعارضة».

وردا على المصادر التي تحدثت لوكالة «رويترز» امس الاول، قال مستشار شؤون الرئاسة في مكتب رئيس «الائتلاف» منذر اقبيق إن «الدول الغربية الداعمة للمعارضة السورية كررت خلال اجتماع عقد اخيرا في لندن ان الاسد لن يكون له اي دور في المرحلة الانتقالية».

دمشق ترد

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن متحدث باسم وزارة الخارجية قوله إن السلطات السورية «تستغرب ما ورد على لسان وزير خارجية الولايات المتحدة والمتحدثة باسم الخارجية الأميركية مؤخرا حول عزم الولايات المتحدة إجراء مباحثات مع تنظيم الجبهة الإسلامية الإرهابي، بهدف بحث المساعدات الأميركية غير الفتاكة المزعومة، وتشجيعها على الانخراط في مؤتمر جنيف من أجل تحقيق تمثيل عريض لما أسمته الناطقة المعارضة السورية».

واعتبر أن «هذا الموقف المستهجن يتناقض مع مسؤوليات الولايات المتحدة، بوصفها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي، عن تنفيذ قرارات المجلس ذات الصلة بمكافحة الإرهاب والالتزام بها، ويؤكد فشل الولايات المتحدة في تشكيل وفد يمثل مختلف أطياف المعارضة لحضور مؤتمر جنيف».

وأضاف «لا ندري كيف ستبرر الإدارة الأميركية لرأيها العام حوارها مع تنظيم القاعدة في سوريا، في حين قام هذا التنظيم بتفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك، وكيف ستبرر موقفها هذا أمام الرأي العام العالمي، وهي التي قامت بغزو أفغانستان بذريعة مكافحة الإرهاب».

ورأى المتحدث باسم الخارجية انه «كان الأجدر بالولايات المتحدة أن تقرأ ميثاق الجبهة الإسلامية قبل أن تقرر الحوار معها»، مذكرا بأنها «تهدف إلى إقامة إمارة إسلامية، وتتفق بالفكر والإستراتيجية والأهداف مع جبهة النصرة ومنطلقاتها التكفيرية القائمة على الفتاوى الوهابية وعلى تكفير الآخرين».

وشدد على أن «سوريا، التي أكدت استعدادها للمشاركة في مؤتمر جنيف والمساهمة في نجاحه بغية تمكين السوريين من الحوار والاتفاق بينهم على مستقبل بلدهم، لا ترى مبررا قانونيا ولا أخلاقيا لمشاركة هذه التنظيمات الإرهابية المتورطة بسفك دم السوريين في مؤتمر جنيف، الذي يجب أن يضع مسألة مكافحة الإرهاب في صدارة جدول أعماله، بدلا من السماح لهؤلاء الإرهابيين الساعين لتنفيذ أجنداتهم التكفيرية المتطرفة عبر الإرهاب بحضور المؤتمر، وتدعو إلى الوقف الفوري للدعم المقدم إلى هذه التنظيمات الإرهابية».

لافروف

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال «ساعة الحكومة» في مجلس الاتحاد الروسي في موسكو، «يبدو لي أن هناك إدراكا أن مكافحة الخطر الإرهابي يمثل المهمة الرئيسية التي تتطلب تنسيق جهود المجتمع الدولي، كما سيكون هذا الموضوع من المسائل الرئيسية التي سيبحثها المؤتمر الدولي الذي نأمل في أن يعقد في مونترو في 22 كانون الثاني المقبل».

وشدد على أن «المجموعات المسلحة التي تنشط في سوريا تمثل اليوم خطرا رئيسيا، ليس على سوريا فحسب، بل وعلى الشرق الأوسط برمته». وأضاف أن «الإرهابيين في سوريا يحاولون لبس أقنعة مختلفة، ويطلقون على أنفسهم جبهة إسلامية، ويزعمون أنها غير مرتبطة بتنظيم القاعدة، لكن يتبين أن الوضع مختلف تماما عندما نحقق فيه»، موضحا أن «هؤلاء، أتباع الأفكار الجهادية، لا يقبلون بمبدأ تعايش مختلف الطوائف في سوريا».

وكرر لافروف دعوته «الحكومة السورية والمعارضة إلى توحيد الجهود من أجل مكافحة الخطر الإرهابي، باعتباره العقبة الرئيسية التي تعرقل تسوية الوضع في البلاد». وأكد أن موسكو «متمسكة بتنفيذ جميع العقود الموقعة مع سوريا في مجالي الاقتصاد والتعاون العسكري – التقني».

من جهة ثانية، بدأ وفد من «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، برئاسة احمد الجربا، زيارة إلى أربيل لبحث مسألة مشاركة القوى الكردية السورية في «جنيف 2»، في وقت تجري هذه القوى مباحثات بين بعضها البعض.

من جهة أخرى، قال ديبلوماسيون في الامم المتحدة ان الولايات المتحدة تقود حملة لدفع مجلس الامن الدولي الى اصدار بيان يدين تصاعد العنف في سوريا، وخصوصا في حلب.

ولم تعلق روسيا على الوثيقة التي تتطلب موافقة الدول الـ15 الاعضاء في المجلس لتبنيها، لكن ديبلوماسيين اوضحوا ان موسكو قد تطلب تعديل النص. وتدعو الوثيقة كل الاطراف «وخصوصا الحكومة السورية» الى احترام بيان سابق صدر في الثاني من تشرين الاول الماضي وطالب دمشق بتسهيل وصول المساعدات الانسانية.

(«سانا»، «روسيا اليوم»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

أبو محمد الفرنسي يرفض قتال «الدولة الإسلامية»

رواية الوساطة «الكويتية» بين «داعش» و«حاشا»

عبد الله سليمان علي

يتكشف المزيد من التفاصيل عن خطورة المعركة التي جرت الأسبوع الماضي بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) و«حركة أحرار الشام» (حاشا) في مسكنة بريف حلب، في الوقت الذي وصل فيه الشيخ الكويتي حجاج بن فهد العجمي، أحد أبرز الداعمين والممولين للتنظيمات الإسلامية وعلى رأسها «حاشا» إلى ريف اللاذقية لإجراء وساطة بين الطرفين، بالتعاون مع الشيخ السعودي عبدالله المحيسني المقرّب من «داعش»، بينما سقط قتيل جديد لـ«داعش» على حاجز طيار تابع للواء «مصعب بن عمير» التابع الى «حركة أحرار الشام»، ما أدى إلى تفاقم الأزمة من جديد.

ففي التفاصيل الجديدة للحادثة، ثبت أنه بعد الاشتباكات بين الطرفين، والتي سقط بسببها عدد من القتلى والجرحى الأسبوع الماضي، تمكن عناصر «أحرار الشام» من اعتقال «أمير داعش» في مسكنة أبو دجانة الكويتي، وهو ما كاد يؤدي إلى تفجير الأزمة وتحولها إلى حرب شاملة بمعنى الكلمة بين الطرفين، لولا نجاح وحدة من «داعش» بمحاصرة المبنى الذي يحتجز فيه «الأمير» مع بعض العناصر، ومن ثم إخراجهم من المبنى ونقلهم إلى مقر «داعش».

ولكن قبل إطلاق سراح «الأمير» كان عناصر «أحرار الشام» قد سجلوا له مقطعاً صوتياً لمدة 45 دقيقة تحدث خلاله عن الأحداث الأخيرة وتفاصيلها، واعترف فيه أنه قام باعتقال وفدين من «لواء مصعب بن عمير» و«حركة أحرار الشام»، وهو المقطع الذي قام أبو عبدالملك الشرعي، أحد أبرز القيادات «الشرعية» في «أحرار الشام» بنشره على حسابه على «تويتر» في خطوة استفزازية.

في هذه الأثناء كانت الوساطة التي قامت بها قيادات من «كتيبة صقور العز» و«جبهة النصرة» و«جند الأقصى»، لحل المشكلة بين الطرفين قد وصلت إلى طريق مسدود. وتزامن ذلك مع وصول الشيخ الكويتي حجاج العجمي إلى ريف اللاذقية حيث اجتمع مع الشيخ السعودي عبدالله المحيسني للتباحث في كيفية نزع فتيل الأزمة بين «داعش» و«حاشا».

وللإشارة فإن العجمي يحظى بعلاقات جيدة مع الكتائب المسلحة في سوريا كافة، باستثناء «داعش»، بسبب الدعم الكبير الذي يغدقه عليها عبر جمعيات عدة ومجالس للدعم والتمويل يعمل بعضها تحت غطاء الإغاثة الإنسانية، إلا أن علاقته مع «أحرار الشام» مميزة وللحركة عنده حظوة خاصة. وكان العجمي قد لعب دوراً أساسياً في تشكيل غرفة العمليات الموحدة التي شنت الهجوم على قرى ريف اللاذقية قبل أشهر، حيث قام بزيارة مماثلة لهذه التي يقوم بها حالياً واجتمع مع قادة الفصائل الإسلامية كافة، بمن فيهم «قائد جيش المهاجرين والأنصار» التابع لـ«داعش» عمر الشيشاني ونجح في إقناعهم آنذاك بتشكيل غرفة العمليات لما سُمّي «بمعركة الساحل». ويبدو أن العجمي يتحــــمّس كثـــــيراً لسيناريو الهجوم على الساحل، لأنه بعد وصوله بساعات قامت «كتيبة صقور العز» أمس الأول بإطلاق صواريخ عدة باتجاه مدينة القرداحة.

وقد ترافق وصول العجمي مع وقوع تصعيد جديد من طرف «أحرار الشام»، سقط جراءه قتيل آخر من عناصر «داعش»، حيث قام حاجز طيّار لعناصر من «مصعب بن عمير» بين مسكنة ودير حافر على طريق مطار كشيش باعتراض سيارات تابعة لـ«داعش» وأطلقوا النار على ركابها، فسقط أحدهم أبو بلال الحمصي قتيلاً، بينما لم ينج الآخرون من الأسر إلا لوجود امرأة معهم في السيارة.

هذا التصعيد الجديد مع تسريب تسجيل أبو دجانة الكويتي، ردّ عليه «داعش» بتصوير مقطع فيديو لعشرات العناصر الذين أسرهم من «لواء مصعب بن عمير» أثناء الاشتباكات الأخيرة، يعلنون فيه تحميلهم مسؤولية الأحداث الدموية لـ«لواء مصعب بن عمير» الذي أصرّ على حماية علي العلاوي، واصفين الأخير بأنه شبيح ولا يستحق القتال من أجله. ومن جهته، قام «امير داعش في مسكنة» أبو دجانة الكويتي بالتغريد على حسابه على «تويتر» مفنداً ما أسماها أكاذيب «حركة أحرار الشام»، وموضحاً بعض تفاصيل الأحداث التي جرت، متهماً «حاشا» بالتهرب من تطبيق الشرع وهضم حقوق المجاهدين وسرقة ممتلكاتهم.

وكان من أهم ما كشفه أبو دجانة الكويتي، في تغريداته، أن أبا محمد الفرنسي، وهو يشغل منصب «مفتي لواء مصعب بن عمير» رفض قتال «داعش»، مؤكداً أن الحق مع أبي دجانة وأنه ينبغي حل المشكلة عبر جلسة شرعية يجتمع فيها الخصوم، ولكن بعد هذا الكلام للفرنسي، وفي الليلة نفسها، قام الحاجز الطيّار بقتل أبو بلال الحمصي، ما اعتبر رفضاً من قبل «مصعب بن عمير» للجلسة «الشرعية» التي دعا إليها أبو محمد الفرنسي.

ويـــــبدو أن العجمي رغم التصعيد الأخير وتفاقم الأزمة بين الطرفين، نجح في إقناع قـــــيادات «داعش» و«حاشا» باللقاء مع بعضهما والتباحث في ما بينهما عن طريقة لحل هذه المشكلة. وقد تســــربت معلومات عن اجتمـــــاع ضمّ «أمير أحرار الشام» حسان عبود مع «والي حلـــــب في داعش» أبــــو أثــــير الأنصاري، لكن لم تتــــسرب أي معلومــــات عن مضمـــون الاجتماع أو النتائج التي توصل إليها.

لجنة أممية: الاختفاء القسري في سورية يمارس على نطاق واسع ويستعمل كتكتيك حرب

القاهرة- (د ب أ): أكد تقرير أعدته “لجنة الأمم المتحدة المختصة بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سورية” أن حالات الاختفاء القسري تمارس على نطاق واسع كجزء من حملة ترويع وتكتيك حربي.

وأشار التقرير الذي حمل عنوان “دون أثر: حالات الاختفاء القسري في سورية” إلى أن “هناك أسبابا منطقية تؤكد أن القوات الحكومية ارتكبت حالات الاختفاء القسري كجزء من منهجية واسعة النطاق ضد السكان المدنيين ترقى لمستوى جريمة ضد الإنسانية”.

وأوضح التقرير أن “الاختفاء القسري يستخدم كعنصر عقابي يستهدف أفراد أسر المنشقين والناشطين والمحاربين وكذلك الذين يعتقد أنهم قدموا خدمات الرعاية الطبية للمعارضة”.

وأضاف أنه “طيلة العام الماضي درجت بعض المجموعات المسلحة المناوئة للحكومة وبشكل متزايد على أخذ الرهائن لمبادلتهم بسجناء آخرين أو مقابل فدية”.

وانتقدت اللجنة عدم سماح الحكومة السورية لها بإجراء تحقيقاتها داخل الأراضي السورية، “وهو الأمر الذي حد من مقدرتها على التحقق من الانتهاكات، وعلى وجه الخصوص تلك الانتهاكات التي ترتكبها المجموعات المسلحة المناوئة للحكومة”.

ومن المقرر أن تقوم اللجنة بنشر تقريرها الشامل المقبل في شباط/ فبراير القادم، على أن يتم تقديمه لمجلس حقوق الإنسان خلال جلسته القادمة في جنيف منتصف آذار/ مارس.

منّاع يصف روبرت فورد بـ’بريمر سوريا’ ويشكك في نجاح جنيف2 بسبب صلاحياته

لندن- (يو بي اي): وصف رئيس فرع المهجر بهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، هيثم منّاع، مسؤول الملف السوري بوزارة الخارجية الامريكية السفير روبرت فورد بـ(بريمر سوريا)، وشكك في امكانية نجاح مؤتمر (جنيف 2) الشهر المقبل بسبب ما اعتبرها الصلاحيات التي يتمتع بها.

وقال منّاع ليونايتد برس انترناشونال الخميس “إن السفير فورد يتصرف وكأنه بول بريمر سوريا، والذي دفعت الولايات المتحدة مئات المليارات من الدولارات لكي تنصّبه حاكماً على العراق بعد الغزو عام 2003، وتمنحه صلاحية تشكيل مجلس الحكم”.

وأضاف “في أحسن الأرقام التي سمعناها من السفير فورد نفسه، لم تتجاوز المساعدات السياسية والإنسانية الاميركية إلى سوريا المليار ونصف المليار دولار حتى الآن، ولا أدري في اقتصاد السوق الذي يُدافع عنه فورد كيف يمكن أن ينصّب نفسه بريمر سوريا بهذا المبلغ؟”.

وقال منّاع “أظن أن الشعب السوري أذكى من ذلك بكثير، غير أن مشكلتنا اليوم هي أن الصلاحيات التي يملكها فورد في تقرير مصير (جنيف 2) تتجه نحو افشال هذا المؤتمر من خلال اقتراحاته القائمة على المحاباة والموالاة، وليس على الكفاءات والقدرة الفعلية على تشكيل وفد معارض قادر على الدفاع عن الحقوق المشروعة لحراك الشعب السوري”.

واعتبر أن المأساة التي تعيشها سوريا اليوم “تتلخص بعبارة واحد هي أن هناك من يفكر بـ(جنيف 2) دون التحضير له ودون حمايته من أغلبية سورية حقيقية، ودون وفد وازن مقبول ومعقول من المجتمع السوري والعالم”.

ورأى مناع أن الخطأ الأساسي “وقع في اللحظة الأولى، حين اتفق وزير الخارجية الامريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف على تقسيم العمل في قضية وفدي الحكومة السورية والمعارضة السورية”.

وقال “نحن نعرف أن الطرف الامريكي لم يكن يمتلك أي رؤية متماسكة أو اطروحات متزنة أو قدرة على التواصل البناء مع أطراف المعارضة السورية الوطنية الديمقراطية المدنية، وكان يفضّل باستمرار التعامل مع الطرف الذي يعتبره قابلاً للسيطرة”.

وشدد منّاع على أن الصوت السوري “لا يمكن أن يكون خاضعاً لمبدأ أُجراء لا شركاء في حالة ثورية كالتي تعيشها سوريا منذ قرابة الثلاثة أعوام”.

وقال “تحاول عدة دول إقليمية اليوم أن تُعطي الوضع الميداني للجماعات الأكثر تطرفاً في المعارضة السورية المسلحة وتحت أعين الأطراف الدولية الراعية لمؤتمر (جنيف 2)، وقد اتضح ذلك في الاجتماع الأخير لما يُسمى المجموعة الأساسية لأصدقاء سوريا في لندن، حيث كانت المواجهة مباشرة بين الوفدين الامريكي والقطري، في حين اكتفى السفير السعودي في العاصمة البريطانية، الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز، بمراقبة المشهد بسعادة”.

وتساءل منّاع “كيف يمكن أن تكون طبخة الجبهة الاسلامية السعودية ـ القطرية قد مرّت دون تواطؤ أميركي؟ وكيف يمكن أن تتحدث في سوريا لكل السوريين مع جماعات تريد تقسيم البلاد وفق انتماءاتها المذهبية وفي اطار برنامج طالباني؟”.

وقال “أليس من المضحك أن يتراكض السفير فورد للاجتماع بالجبهة الاسلامية وترفض هي ذلك، وفي وقت يُقاطع فيه وحدات حماية الشعب ذات البرنامج المنسجم مع (جنيف 1)، وهيئة التنسيق الوطني الأب الروحي للحل السياسي في سوريا على أساس اعلان جنيف، وكيف يمكن أن نصدّق أن من يقوم بمثل هذه التصرفات يريد انجاح (جنيف 2)؟، مما جعلنا نستبعد امكانية انعقاد المؤتمر في الموعد المحدد يوم 22 كانون الثاني/ يناير المقبل بتحضيرات من هذا القبيل”.

وأضاف منّاع “لدينا أيضاً معلومات أكيدة بأن رأس النظام في سوريا يتحدث منذ ثلاثة أسابيع عن تأجيل (جنيف 2)، لكننا الآن في الزاوية لأن سياسة الفريق الامريكي تضعنا في خيار بين محرقة افشال المؤتمر وبين المطالبة بتأجيله، بعد فشله في أن يكون صديقاً حقيقياً للمعارضة الديمقراطية المدنية في سوريا”.

وقال “إن السوريين قادرون على الوصول إلى وفد مشترك وبرنامج مشترك لمؤتمر (جنيف 2)، ولكن بدون موبايلات وبدون خواجات كما دعونا أكثر من مرة من قبل”.

وحول صعود الجبهة الاسلامية، قال منّاع “هذه الجبهة تم انشاؤها بموجب مبادرة في الرياض، وإذا كان لدى الامريكي مشكلة قانونية واخلاقية في التعامل مع جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام، فلا يمكن أن يفرض علينا أخواتهما غير المصنفة على قائمة الارهاب بعد”.

العفو الدولية تتهم ‘داعش’ بممارسة التعذيب والجلد والقتل بسجونها السرية في شمال سوريا

لندن- (يو بي اي): اتهمت منظمة العفو الدولية الخميس، تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، بممارسة التعذيب المروع وعمليات القتل من دون محاكمة، في مراكز الحجز السرية التابعة لها بالمناطق التي تسيطر عليها في شمال سوريا.

وقالت المنظمة “إن (داعش) دأبت على انتهاك حقوق السكان المحليين دون رحمة وهي تزعم أنها تطبق أحكام الشريعة بصرامة في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، ووصف محتجزون سابقون عدداً من الانتهاكات المروعة تعرضوا هم أو آخرون غيرهم خلالها للجلد بأحزمة المولدات المطاطية أو الأسلاك، أو التعذيب من خلال الصعق بالكهرباء، أو إجبارهم على البقاء في وضعية جسدية مؤلمة تُعرف بوضعية (العقرب) يُقيد فيها رسغا الشخص المحتجز مع بعضهما البعض فوق أحد الكتفين”.

وأضافت أن الدولة الإسلامية في العراق والشام، “احتجزت بعض السكان للإشتباه بارتكابهم السرقة أو غيرها من الجرائم، فيما اتُهمت البعض بارتكاب محرمات شرعية من قبيل تدخين السجائر أو الزنا، وألقت القبض على آخرين بداعي تحديهم لسلطتها، أو لكونهم ينتمون لإحدى الجماعات المسلحة المنافسة لها والمعارضة للنظام السوري في الوقت نفسه، كما يُشتبه بمسؤوليتها عن اختطاف أجانب واحتجازهم، بما في ذلك الصحافيون الذين يغطون أخبار القتال في سوريا”.

واشارت المنظمة إلى “أن ثمة أطفال بين المحتجزين ممن تعرضوا لعقوبات جلد كبيرة وفقاً للإفادات التي حصلت عليها، وفي إحدى المناسبات اضطُر أحد الآباء للتحامل على نفسه، مغلوباً على أمره، وهو يسمع صرخات ابنه من الألم الناجم عن تعذيبه على أيدي آسريه من عناصر تنظيم (الدولة الإسلامية في العراق والشام) في إحدى الغرف المجاورة، فيما روى اثنان من المحتجزين كيف شهدا جلد فتى في الـ14 من العمر أكثر من 90 جلدة أثناء استجوابه في سد البعث، أحد السجون التابعة للتنظيم بمحافظة الرقة، وتعرض فتى آخر من العمر نفسه تقريباً للجلد المتكرر على مدى أيام لاتهامه بسرقة دراجة نارية”.

ونقلت العفو الدولية عن محتجزين سابقين “أن مسلحين مقنعين اعتقلوهم واقتادوهم إلى أماكن مجهولة، حيث ظلوا قيد الإحتجاز هناك مدة وصلت إلى 55 يوماً بالنسبة لبعضهم، ومنهم من لم يعرف أبدا أين كان محتجزاً”.

وأشارت إلى أنها تمكنت من تحديد السجون التابعة “للدولة الإسلامية في العراق والشام” في 7 مواقع مختلفة هي مبنى المحافظة، وإدارة المركبات، والمرآب، في مدينة الرقة، بالإضافة إلى سد البعث، ومنشأة نفطية في العكيرشي في مناطق أخرى من محافظة الرقة، ومشفى الأطفال، ومقر أحمد قدور في حلب.

ودعت منظمة العفو الدولية تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” إلى “التوقف عن معاملة المحتجزين بطريقة مروعة”، وأهابت بزعمائها “أن يوعزوا لعناصر قواتهم بضرورة احترام حقوق الإنسان والتقيد بأحكام القانون الإنساني الدولي”.

وناشدت المجتمع الدولي “اتخاذ خطوات ملموسة لوقف تدفق الأسلحة وغيرها من أشكال الدعم للدولة الإسلامية في العراق والشام، والجماعات المسلحة المتورطة في ارتكاب جرائم حرب وغيرها من الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان”.

وجددت المنظمة، دعوة الحكومة السورية إلى “السماح لأعضاء اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق وغيرهم من العاملين في المنظمات الدولية الإنسانية والمعنية بحقوق الإنسان بدخول الأراضي السورية من دون قيود، والتوقف عن ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان وخروقات للقانون الدولي، ولا سيما اللجوء للتعذيب في مراكز الحجز التابعة لها”.

وقال فيليب لوثر مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة العفو الدولية “إن قائمة المختطفين والمحتجزين على أيدي عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام تشمل أطفالا في سن الـ 8 يُحتجزون مع البالغين في ظل الظروف القاسية وغير الإنسانية نفسها”.

واضاف لوثر قائلا “أن أهالي الرقة يُعانون الآن من أحد الأشكال الجديدة للرعب الذي تفرضه الدولة الإسلامية في العراق والشام عليهم ويشمل ممارسات الحجز التعسفي والتعذيب والإعدامات التي أصبحت من مظاهر الحياة اليومية، بعد سنوات ظلوا خلالها ضحايا لوحشية النظام”.

الخارجية السورية: كيف ستبرر الإدارة الأمريكية لرأيها العام حوارها مع تنظيم القاعدة في سورية؟

دمشق- (د ب أ): صرح ناطق باسم وزارة الخارجية والمغتربين في سورية بأن الوزارة تستغرب ما ورد على لسان وزير الخارجية الأمريكي والناطقة باسم الخارجية الأمريكية مؤخرا بشأن عزم الولايات المتحدة إجراء مباحثات مع تنظيم “الجبهة الإسلامية الإرهابي بهدف بحث المساعدات الأمريكية غير الفتاكة المزعومة وتشجيعها على الانخراط في مؤتمر جنيف من أجل تحقيق تمثيل عريض لما أسمته الناطقة المعارضة السورية”.

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن الناطق القول إن “هذا الموقف المستهجن يؤكد فشل الولايات المتحدة في تشكيل وفد يمثل مختلف أطياف المعارضة لحضور مؤتمر جنيف كما أن هذا الموقف من الإدارة الأمريكية يتناقض مع مسؤوليات الولايات المتحدة بوصفها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي عن تنفيذ قرارات المجلس ذات الصلة بمكافحة الإرهاب والالتزام بها ويتناقض كذلك مع التعهدات الدولية بأن مؤتمر جنيف لن يتيح الفرصة لمشاركة التنظيمات الإرهابية في أعماله”.

وتساءل الناطق: “كيف ستبرر الإدارة الأمريكية لرأيها العام حوارها مع تنظيم القاعدة في سورية في حين قام هذا التنظيم بتفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك وكيف ستبرر موقفها هذا أمام الرأي العام العالمي وهي التي قامت بغزو أفغانستان بذريعة مكافحة الإرهاب؟”.

روسيا تتهم بشار الأسد بتصعيد التوتر بتصريحاته حول مشاركته في الانتخابات

موسكو- (أ ف ب)- (يو بي اي): اتهمت روسيا الخميس الرئيس السوري بشار الأسد بتصعيد التوتر في سوريا بتصريحاته حول احتمال مشاركته في الانتخابات الرئاسية في 2014 في ظل النزاع المسلح الجاري في هذا البلد منذ اذار/ مارس 2011.

واعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في مقابلة اجرتها معه وكالة انترفاكس ان “مثل هذه التصريحات تؤجج التوتر ولا تساهم بتاتا في تهدئة الوضع″.

وأعلن نظام بشار الاسد مرارا ان من حق الرئيس السوري ان يترشح الى الانتخابات الرئاسية في 2014.

وردا على سؤال بشان نواياه الانتخابية قال الاسد في مقابلة في نهاية تشرين الاول/ اكتوبر “لا ارى أي مانع من الترشح للانتخابات المقبلة”.

واثارت هذه التصريحات غضب المعارضة السورية التي تطالب برحيل بشار الاسد كاحد الشروط الاساسية لفتح مفاوضات مع النظام.

ودعا بوغدانوف الرئيس السوري والمعارضة الى عدم تصعيد التوتر قبل مؤتمر جنيف- 2 للسلام في سوريا المقرر في 22 كانون الثاني/ يناير في سويسرا.

وقال “نعتبر انه عشية مفاوضات من الافضل عدم الادلاء بتصريحات من شانها ان تثير استياء أي كان وتثير غضبا او ردودا”.

وادى النزاع المستمر منذ اذار/ مارس 2011 في سوريا الى سقوط اكثر من 126 الف قتيل ولجوء نحو 2,3 مليون شخص الى البلدان المجاورة وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

ومن ناحية أخرى، قال بوغدانوف إن رئيس الإئتلاف السوري المعارض أحمد الجربا، يمكن أن يزور روسيا في مطلع شهر كانون الثاني/ يناير المقبل.

وأوضح “قيل لنا إن الجربا وافق على الدعوة ومن الممكن أن يصل مطلع كانون الثاني/ يناير.. أبوابنا مفتوحة.. نحن بالانتظار”. وتابع “ممثلو المعارضة السورية يخططون منذ فترة طويلة لزيارة روسيا لقد قالوا لنا سنزور موسكو بالتأكيد، واقترحوا أن يصل بالبداية وفد تقني ومن ثم وفد رؤساء من المستوى الثاني وبعدها سيصل الجربا بنفسه”.

وبحسب بوغدانوف، فإنه من المقرر أن يجري لقاء في جنيف في 21 كانون الأول/ ديسمبر بين دبلوماسيين روس وممثلين عن المعارضة السورية، من بينها الإئتلاف الوطني.

وأكد بوغدانوف في سياق رده على سؤال عن الجهة المسلحة التي يمكن لروسيا أن تحاورها، أن روسيا مستعدة لإجراء حوار مع ممثلي “الجيش السوري الحر” في اطار اتصالاتها، معتبراً أن من وصفهم بـ(الإرهابيين) من المعارضة السورية المرتبطين بتنظيم “القاعدة” “لن يتحدث معهم أحد”.

كما أعرب عن أمله في أن توافق الولايات المتحدة قريباً على ضرورة مشاركة ايران في مؤتمر (جنيف ـ 2)، وقال “حتى الآن الأمريكيون غير موافقين، لديهم حجج غير مقنعة بالنسبة لنا.. لكننا نأمل بأن يتغير رأيهم وأن يتم الإنتباه الى حججنا حول فائدة وأهمية مشاركة الإيرانيين”.

زعيم جبهة النصرة في سوريا: جماعتي لا تسعى للحكم

بيروت- (رويترز): قال زعيم جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة في سوريا في أول مقابلة تلفزيونية له إن جماعته لا تسعى لحكم سوريا لكن الحكم في المستقبل يجب أن يكون وفق الشريعة الإسلامية.

وقال أبو محمد الجولاني لقناة الجزيرة في مقابلة بثت جزءا منها مساء الأربعاء “كجبهة نصرة لن تتفرد في قيادة المجتمع وحتى ان وصلنا إلى هذه المرحلة عندما نصل إلى مرحلة تحرير الشام مثلا عندما تسقط دمشق على سبيل المثال أو الشكل الأكبر الذي يقال إنها تقريبا تحررت بنسبة 80 في المئة ولنقل ذلك.. في هذا الوقت ستجتمع لجان شرعية ويجتمع أهل الحل والعقد وعلماء ومفكرون من الناس الذين ضحوا وشاركوا والناس الذين لديهم رأي حتى وإن كانوا من خارج هذه البلاد”.

وأضاف “يجتمع علماء اهل الشام مثلا .. تعقد مجالس للشوري وتعقد مجالس لأهل الحل والعقد ثم توضع خطة مناسبة لإدارة هذا البلد.. بالطبع تكون وفقا للشريعة الإسلامية يحكم فيها شرع الله وتبسط فيها الشوري وينشر فيها العدل”.

ولم يظهر الجولاني من قبل في التلفزيون وتم تصويره من ظهره بينما كان وجهه مغطى بوشاح اسود ولم يظهر سوى يداه.

وكانت جبهة النصرة تعهدت بالولاء لتنظيم القاعدة الذي تبنى بدوره الجبهة كفرع له في سوريا.

وقالت قناة الجزيرة إن النسخة الكاملة من المقابلة مع الجولاني ستذاع يوم الخميس.

وتعهد الجولاني في مقابلته مع الجزيرة بمحاربة ظاهرة التكفير.

وقال “بالنسبة لنا كمنهاج شرعي لجبهة النصرة نحن ننظر الي الضوابط الشرعية في الكتاب والسنة في هذه الأشياء ونشنع ونعنف علي كل من يغلو في تكفير الناس أو عامة الناس ونعتقد ان المجتماعات المسلمة في عامتها هي مجتمعات مسلمة ونعتقد في عامة المجتمع في سوريا انه في عامته مجتمع مسلم”.

وأضاف قوله “إننا ننكر علي كل من يقول ان هذه المجتمعات هي الأصل فيها الكفر وما شابه ذلك بل ونعنف عليه ونعاقب من يقترف هذا الحكم بغير علم ودراية”.

فورد: الجبهة الاسلامية ترفض لقاءنا… ومناقصة لتدمير أسلحة سوريا الكيمياوية

لواء احرار سوريا: كل برميل على حلب سيواجه بصاروخ في نبل والزهراء

أمستردام وكالات – انطاكيا ـ ‘القدس العربي’ ـ من وائل الطيراوي: أعلن مسؤولون أمس الأربعاء ان باب تقديم العروض في مناقصة تستمر شهرا للتدمير التجاري لمئات الأطنان من الكيمياويات الصناعية والعوادم السامة في برنامج سوريا للأسلحة الكيمياوية سيفتح اليوم الخميس، ومن المرجح ترسية العقود على عدد محدود من الشركات.

وأبدت نحو 30 شركة اهتماما جديا بهذا العمل، وهو ما يشكل المرحلة النهائية في مهمة معقدة لنزع أسلحة كيمياوية تنطوي على مخاطر أمنية تتمثل في نقل المواد من منطقة حرب.

وبعد يوم من تصريح وزير الخارجية الامريكي جون كيري بأن من الممكن إجراء محادثات مع الجبهة الاسلامية في سوريا قال روبرت فورد مبعوث الولايات المتحدة لسوريا ان الجبهة الاسلامية رفضت الجلوس معهم دون ابداء أي أسباب.

وفي اول تصريح من نوعه اصدر لواء احرار سوريا، وهو اكبر فصائل ريف حلب الشمالي، بيانا هدد فيه بقصف نبل والزهراء، القريتين الشيعيتين المواليتين للنظام السوري.

وسألت ‘القدس العربي’ محمود عفش قائد اللواء الموجود في مدينة عندان عن الاعلان الذي اصدره فصيله باستهداف القرى المذكورة فقال انه لا بد من استهداف حلفاء النظام من القرى الموالية بل وتدميرها حتى يتوقف عن قتل المدنيين في حلب. واكد انهم باشروا منذ ليلة امس بقصف القريتين بصواريخ ‘عمر’ محلية الصنع تحمل رأسا متفجرا يزن مائة كيلوغرام.

وعند سؤاله عن مدى اخلاقية هذا العمل العسكري وانسجامه مع مبادىء الثورة قال عفش ‘لا توجد طريقة لوقف قتل المدنيين في المناطق المحررة الا بقصف حاضنات النظام الشعبية، لقد طفح الكيل، نحن السنّة نقتل ولا احد يبالي، ليس امامنا سوى هذا الخيار، النظام يريد ابادتنا’.

ويدلل عفش على اقواله بمكالمة لاسلكية التقطها بين طيار للنظام كان يتحدث مع مسؤوله في قاعدة عسكرية للنظام السوري يقول فيها الطيار لمسؤوله ‘سيدي قصفت خمسة عشر برميل وظل واحد وين زته (اسقطه)، فيجيبه المسؤول العسكري: زته وين ما بدك .. تحتك كلاب’.

وقد تعرضت احياء الحيدرية والشعار لقصف عنيف بالبراميل المتفجرة استهدف اسواقا مزدحمة بالسكان وادت لضحايا بالعشرات لم يتم التعرف على الكثير منهم لحد الان بسبب تشوه الجثث بحسب الناشط ابو رائد الحلبي.

ويضيف الحلبي لـ’القدس العربي’، ‘لهذا يريد مقاتلو المعارضة الضغط على النظام بالتهديد بقصف المناطق المؤيدة له، ولقد سبق للفصائل الموجودة في ريف حلب ان طالبت المدنيين في نبل والزهراء بالخروج من المدينتين وتعهدت بتأمين الحماية لهم، وبالفعل تمت استضافة العديد من العائلات النازحة في قرى حيان وبيانون’.

ويؤكد الاعلامي ابو رائد الحلبي ان القصف سيطال بشكل رئيسي مراكز قوات النظام في نبل والزهراء كجمعية النور.

وقال عفش انه ومنذ صباح امس قصف فصيله ثلاثة صواريخ محلية الصنع مقابل ثلاثة براميل متفجرة القاها النظام صباحا على حي الشعار والحيدرية وسط حلب ادت لقتل العشرات من المدنيين، مكررا وهو غاضب ‘من اليوم فصاعدا، مقابل كل برميل على حلب هناك صاروخ على نبل والزهراء، وارسلنا مجموعة لقصف القرداحة ايضا’.

وتظهر هذه التطورات مدى عمق الصراع الطائفي في سوريا، اذ حافظت القرى المنتمية للاقليات الدينية في سوريا ‘الشيعة العلويون والدروز والمسيحيون’ على ولائها للنظام السوري بينما انخرطت معظم القرى السنية في الثورة وشكل ابناؤها فصائل مسلحة تقاتل الجيش النظامي.

وتقع قريتا نبل والزهراء وسط بحر من القرى السنية في ريف حلب الشمالي، وبينما ايدت اغلب القرى السنية الثورة السورية وتحولت لمعقل لاكبر فصائل المعارضة المسلحة في حلب مثل لواء التوحيد ولواء احرار سوريا، اصر سكان نبل والزهراء (الشيعيتين) على ولائهما للنظام السوري وآزروا قوات النظام في العمليات العسكرية، كما حصل في مطار منغ، كما انهم يؤوون منذ اكثر من عامين ‘شبيحة’ من الطائفة السنية من عائلة معروفة هربوا من قراهم والتجأوا للقريتين اللتين تحولتا للقاعدة العسكرية الوحيدة الصامدة للنظام في ريف حلب الشمالي.

ويفرض مقاتلو القرى السنية المحيطة حصارا خانقا على القريتين منذ نحو عامين مطالبين باخراج الشبيحة، مما اضطر النظام لايصال مساعداته العسكرية والغذائية عبر الطائرات المروحية لتقطع خطوط الامداد البرية.

واتصلت ‘القدس العربي’ بالحاج على الزم وهو احد وجهاء مدينة نبل، وقد تولى ادارة مفاوضات سابقة مع القرى السنية لفتح طرق المساعدات وتخفيف الحصار، وفور بدء الحديث معه سمعت اصوات انفجارات قال الحج علي انها تسقط على الاحياء السكنية، وعند سؤاله عن كيفية تعاملهم مع هذه التهديدات من قبل لواء احرار سوريا بقصف القريتين وتدميرهما قال الحج علي ‘هاي هي ثورتهم .. كلهم حرامية وتكفيريين، نتعرض لقصف شديد ومبارح انقتل ثلاثة من القرية، ونحن مستعدون للمجابهة حتى اخر طفل’.

ويضيف الحاج علي انه حاول انجاز مصالحة مع اهل القرى المجاورة، مؤكدا انه حاول التهدئة تحديدا مع عائلة عفش (التي ينتمي قائد لواء احرار سوريا لها) بلا جدوى ولم تفلح محاولاته بفك الحصار. ويضيف ‘اهل حيان الشرفاء واهل عندان الشرفاء نكن لهم كل حب واحترام وود، ولكن التكفيريين هم المشكلة’.

وعندما سألنا ان كان من المجدي ان يطلب من النظام قصف القرى المجاورة وقصف مدينة حلب خاصة وان القصف اوقع عشرات القتلى بين المدنيين في اليومين الاخيرين قال الحج علي ‘الله يرحمهم .. هاي حرب.. وبالحرب بصير فيها مشكل ملون.. احنا راحلنا خمسمية واحد بالقصف، عشان هيك النظام لازم يقصف الارهابيين .. مو بس قصف.. يجب ابادتهم ابادة.. النظام عليه ان يقصف التكفيريين ويبيدهم’.

ولا تتجاوز نسبة الشيعة في سوريا الخمسة بالمائة ويقطن معظمهم في ضواحي دمشق وفي قرى ريف حلب وريف ادلب، وتعيش قريتان شيعيتان في ريف ادلب حصارا مماثلا من القرى المجاورة لهما، واستطاعت قريتا كفريا والفوعة الصمود منذ اكثر من عامين رغم تضييق الخناق عليهما من قبل مقاتلي المعارضة المنتمين للقرى المجاورة، ويظهر هذا الواقع مدى اعتماد النظام السوري وقواته النظامية على دعم القرى والبلدات المنتمية للاقليات الدينية والاستعانة بها كموطىء قدم وحيد وسط محيط شعبي سني احتضن الثورة المسلحة.

الرئيس السوري لم يعد قادرا على السيطرة على أجهزته الأمنية .. وحكومته تعيش أزمة

إبراهيم درويش

لندن- ‘القدس العربي’ كتب روبرت فيسك الصحافي البريطاني المعروف في صحيفة ‘إندبندنت’ معلقا على وفاة ‘انتحار’ الطبيب البريطاني عباس خان قبل أربعة أيام من اطلاق سراحه من أحد سجون دمشق قائلا إنه يثير التساؤلات ليس فقط حول الظروف الغامضة لوفاته بل وحول قدرة الرئيس بشار الأسد على السيطرة على الأجهزة الأمنية، فمن المعروف أن الرئيس السوري نفسه كان يريد إطلاق سراح الطبيب البريطاني الذي اعتقل العام الماضي على حاجز عسكري بعدما دخل سوريا من تركيا لمساعدة الجرحى السوريين. وبحسب الصحافي فقد كان النائب العمالي السابق جورج غالاوي يحضر نفسه للسفر لاستلام السجين والعودة به للندن، بعدما اتصل به مسؤول سوري بارز.

لا يمكن تفسيره

وكان رد غالاوي على الأخبار بأن وفاته ‘لا يمكن تفسيرها’، وكان غالاوي قد حجز تذكرة السفر عندما تلقى الأخبار من عائلة الطبيب ونائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد نفسه. ويقول النائب البريطاني ‘حتى الآن لم يقدم أحد لي أي تفسير مقبول، وفكرة قيام شخص بشنق نفسه قبل أربعة أيام من الإفراج عنه لا يمكن تصديقها. وأضاف أن ‘الحكومة السورية تعرف موقفي من الحرب الدائرة والتدخل الأمريكي، وقام مسؤول سوري بالإتصال بي نيابة عن الرئيس وطلب الحضور لدمشق قبل أعياد الميلاد وتسلم عباس، ونطالب بتفسير’.

وفي الوقت الذي شجبت الحكومة البريطانية وفاة خان وطالبت الحكومة السورية بتقديم توضيحات. لكن المشكلة تلخص أزمة الرئيس الأسد وأنه لم يعد قادرا على التحكم بأجهزته الأمنية.

ويرى الكاتب أن خان المولود في لندن لا يعتبر من الناحية السياسية مهما، حيث اعتقل قبل عام، عندما كان يعالج الأطفال والنساء في مناطق المعارضة شمال سوريا. ونقل من سجن عدرا إلى سجن كفرسوسة، وهو المعتقل الذي يجلب إليه السجناء للتحقيق معهم عند اعتقالهم وقبل الإفراج عنهم.

مأساة

ويقول فيسك ‘إن مأساة مثل هذه، وهي وفاة سجين بريطاني طلب الرئيس شخصيا الإفراج عنه ووجد ميتا بدلا من ذلك في زنازين الأمن تحتاج لتوضيح كامل ليس من الحكومة السورية ولكن من الرئيس الأسد نفسه’.

مشيرا إلى أن هذا الأخير طالما زعم أنه يحكم ويسيطر على سوريا، على الرغم من عدم ارتياح البعض من قراره التخلي عن الترسانة الكيماوية، لكن لم يكن أحد لديه الجرأة على ‘كسر كلمته’. مما يقترح أن هناك البعض في داخل المؤسسة الحاكمة في دمشق ممن يرغب في ‘تحدي سلطة رئيسهم’.

ويرى الكاتب أن الأسد كان راغبا في تقديم ‘خطوة تصالحية مع الغرب من خلال الإفراج عن خان، لكن هناك ما يشير لوجود عناصر داخل نظامه ممن يرغبون في إفشال أية محاولة تصالحية مع الغرب الذي كان يخطط لتدمير النظام السوري قبل عدة أشهر’. ويضيف فيسك أن مقداد تحدث عن قيام الحرس بالذهاب لزنزانة خان لإرسال فطوره له في الساعة السابعة صباحا، وعندما ذهبوا إليه في التاسعة كي يخرجوه للتريض وجدوه معلقا من بيجامته.

ونقلت عائلة خان عن زوجة أحد المعتقلين في عدرا، كان مع عباس أن الأمن الوطني نقله من السجن كي يحقق معه في بعض الموضوعات قبل إطلاق سراحه. وتعرض خان عند اعتقاله لتعذيب شديد كما أخبر عائلته لكنه لقي فيما بعد معاملة جيدة.

ومع ذلك ‘فمن الصعوبة بمكان تفسير اعتقاله، فقد خاض جدالا مع المقاتلين في الشمال حول كيفية توزيع المواد الطبية التي أحضرها معه، حيث طلبوا بيعها فيما أصر هو على توزيعها بالمجان على من يحتاجها’.

كفاح أم

ويختم فيسك تقريره بالقول إن شقيق خان أفروز سافر لبيروت كي يلتقي والدته هناك، مشيرا إلى ما تحدث عنه أفروز الإسبوع الماضي من مخاوف على صحة شقيقه العقلية، خاصة أن اعتقاله بدون سبب أو محاكمة أثر على وضعه النفسي كما شرحت العائلة لاحقا.

وكان أفروز يحاول الضغط على السلطات السورية تقديم موعد إطلاق سراحه. وتشعر العائلة في أحاديثها الخاصة بعدم استعداد السلطات البريطانية القيام بأي جهد حقيقي او لفتة جدية نيابة عن عباس خان والضغط باتجاه إطلاق سراحه. وكانت والدة خان، فاطمة قد قضت أسابيع في دمشق تناشد السلطات إطلاق سراح إبنها وقامت بتوكيل محام للدفاع عنه. ويكتب فيسك في تعليق آخر عن جهود فاطمة خان قائلا ‘لقد التقيتها أول مرة في السفارة السورية ببيروت بداية هذ العام، وكانت تناشد المسؤولين فيها منحها وابنتها سارة تأشيرة لزيارة دمشق، وأخبرتني سارة بقصة شقيقها، ولادته في لندن وزواجه وأطفاله وكيف حركه تعاطفه مع معاناة المدنيين السوريين للعمل في المناطق التابعة للمقاتلين، وفي العام الماضي اجتاز الحدود من تركيا حاملا معه المساعدات الطبية’.

ويقول إن عباس كان يتمشى في شارع اعتقد انه آمن ليقبض عليه الجيش، هل كانوا يعرفون أنه قادم؟ يتساءل فيسك، مضيفا كيف ألقي عليه القبض؟ وانقطعت أخباره عن العائلة ومع ذلك كانت متأكدة بأنه لا يزال على قيد الحياة.

ويقول فيسك إنه سافر لدمشق وطرح موضوع اختفاء عباس أمام عدد من المسؤولين السوريين، و’وكانوا متعاطفين معه، وكانوا يريدون المساعدة، وقلت إن كان هناك إمكانية للتأكد من أنه لا يزال على قيد الحياة وإن كان موجودا في سجن أمني أم لا؟ وأرغب بزيارته لكي يكون بمقدوري إخبار أهله أنه لم يقتل’.

و’أخبرت بعد أسابيع من أن ‘أمن الدولة’ يتعامل مع الموضوع، وأن قضية عباس في يد المسؤولين السوريين، وافترضت قيام الحكومة السورية بالتعامل مباشرة مع الحكومة البريطانية’.

ويقول فيسك إنه قرر الخروج من الموضوع لعلمه بحصول والدته فاطمة على تأشيرة لزيارة دمشق كي تقابل ابنها وتتأكد من نقله إلى سجن أفضل ولتوكيل محام للدفاع عنه أمام محكمة في دمشق.

وزارت والدته في دمشق العديد من الوزارات والمسؤولين وسفارات التشيك وروسيا. وجددت السلطات اقامتها أكثر من مرة مما يعني أن ابنها كان في أمان والسؤال هو متى سيعود إلى بلده؟

موافقة الرئيس

ويقول الكاتب إن زيارة فاطمة لابنها لم تكن لتحدث لولا تدخل من الرئيس نفسه، خاصة أن الأسد لم يكن يريد تأثر وضع بلاده دوليا بعد قرار الدول الغربية التخلي عن ضرب النظام عسكريا، وموافقة الحكومة السورية على تدمير ترسانتها الكيماوية. وتوقفت الدعوات الأمريكية الداعية لتنحي الأسد عن السلطة.

ولم يعد كيري يكرر تشبيهاته الاسد لهتلر أو أنه أسوأ من هتلر، ولم يعد لوران فابيوس، وزير الخارجية الفرنسي يقول إن الأسد ‘لا يستحق البقاء على وجه البسيطة’.

ويختم فيسك تعليقه بالتذكير برد فعل الحكومة السورية على وفاة عباس مقارنا إياها برد فعل الأسد عام 2005 عندما سمع بمقتل رفيق الحريري، حيث تبين فيما بعد أن عناصر كانت تريد التخلص الحريري لأنه كان يخطط مع الفرنسيين لتدمير قوة سوريا في لبنان. ولكن عباس غير الحريري، فهذا الرجل الجريء ‘الرجل الذي كانت حياته مهمة للأسد أكثر من حياة أي اجنبي في سوريا وجد ميتا في سجن أمني للدولة، وعشية تسليمه لنائب بريطاني تثق به عائلة الأسد، هل هناك أحد يعمل على ضرب خطط الأسد لتحسين العلاقات بين بريطانيا وأمريكا؟’.

ويقول ‘في الأيام القادمة سنعرف الكثير، فالرجل الذي كانت عائلته تنتظر حضوره انتهى مشنوقا في زنزانته، والسؤال هو من قتله؟’.

وفاة جهادي

واهتمت الصحف البريطانية بمقتل جهادي بريطاني في شمال سوريا، ظهر في الشهر الماضي عبر ‘سكايب’ وتحدث مع مراسل ‘نيوز نايت’ وهو افتكار جمان (23 عاما) حيث تحدث عن رؤيته الجهادية.

ووصفته صحيفة ‘ديلي تلغراف’ بـ ‘الجهادي النجم’ لنصائحه التي قدمها للشباب من أجل اللحقاق به والقتال في سوريا. وقتل جمان المعروف بأبو عبد الرحمن أثناء مشاركته في هجوم شنته الدولة الإسلامية في العراق والشام على مخازن للسلاح.

وأعلنت الدولة عن مقتل جهادي بريطاني آخر لقبه أبو القعقاع أيضا. جاء هذا في وقت أظهرت فيه دراسة للمركز الدولي لدراسات التطرف في جامعة كينغز عن زيادة نسبية في عدد المقاتلين الأجانب.

وقدرت الدراسة العدد بحوالي 11 ألف مقاتل من 70 دولة. وقالت الدراسة إن العدد من الدول الأوروبية قد تضاعف منذ العام الماضي ليصبح 1900 من بينهم 366 بريطانيا، فيما زاد عدد القادمين من فرنسا وبلجيكا أربعة أضعاف. ويأتي التزايد في نسبة القادمين من الخارج في ظل هجرة نسبية للمقاتلين من الجماعات السورية المقاتلة التي لم تعد تجد المال ولا السلاح الكافي للجماعات المتشددة ذات التمويل والتسليح الكافي.

بدون سلاح

ففي تقرير لصحيفة ‘كريستيان ساينس مونيتور’ جاء فيه أن الدعم المالي والعسكري للجيش السوري الحر قد نضب في الأشهر الأخيرة وذلك نقلا عن قيادي ميداني اسمه أحمد الحريري من درعا، التقته في مدينة إربد شمال الأردن.

ويقول إن هذا الوضع أثر على معنويات المقاتلين الذين بدأوا بالتحول نحو الجماعات المرتبطة بالقاعدة. ويقود الحريري قوة من 450 مقاتلا، وبدأ عدد منهم يتركه بحثا عن تسليح وأموال أفضل لدى الجماعات الأخرى.

وفاقم قرار الولايات المتحدة وبريطانيا الإسبوع الماضي تعليق الدعم غير الفتاك للجيش الحر من أزمة الأخير. ويقول الحريري ‘ في بداية الثورة كان لدينا الملايين’، وكانوا يحصلون على تبرعات من السوريين في المهجر ‘من إخواننا السوريين في الكويت كنا نحصل على 80- 100 ألف دولار أمريكي كل شهر أو شهرين’.

ولكن الوضع تغير الآن فالمقاتلون معه يعتمدون على وجبة واحدة في اليوم ويعتمد على تبرعات من شقيقه وهو رجل أعمال لتزويد جماعته بالطعام والسجائر وبطاقات الهواتف. ومع تزايد القتال في درعا يقول إن مقاتليه أخذوا إجازة عن القتال بسبب عدم وجود ما يكفي لإطعامهم، وكانت مجموعته قد عقدت تحالفا غير مريح مع جماعات مرتبطة بالقاعدة .

وقرأ الحريري رسالة هاتفية من نائبه في درعا:’اعطيت معظم المقاتلين إجازة وطلبت منهم البحث عن عمل بسبب نقص المواد الغذائية’. ويقول إن بعض المقاتلين يفكرون بالإنضمام لكتيبة ‘أحرار الشام’. ويصف الحريري الفصيل بأن هذه ‘عروض جيدة’ فهم يعدون بتقديم العربات والرواتب الجيدة، ولديهم اسلحة ثقيلة وصواريخ مضادة للطائرات، ويعطون المقاتل 150 دولارا في الشهر وهذا مبلغ كبير’.

دور الأردن

وتحدثت الصحيفة عن الدور الذي يلعبه الأردن ولكن بهدوء في تنسيق المساعدات الغربية للمقاتلين من أسلحة وذخائر. ويتم نقل المقاتلين الجرحى في الجبهات إلى المراكز الطبية في الأردن للعلاج.

ويسافر قادة الجيش الحر للأردن للقاء المسؤولين الأمنيين الأمريكيين، والأوروبيين والعرب. وكجزء من جهود مساعدة المقاتلين تدير الإستخبارات الأمريكية برنامجا لتدريب المقاتلين في جنوب الأردن.

وتشير الصحيفة إلى أن السعودية ودول الخليج الأخرى تدعم جماعات إسلامية بالمال والسلاح الجيد، وتنقل عن مسؤول عربي أن ‘السعودية لا ترى في دعمها قتالا لتغيير النظام بل تقاتل إيران’ ولكن على الساحة السورية. ويقول مسؤولون في الجيش الحر إن الدعم لهم توقف تقريبا حيث يتم التركيز على مؤتمر جنيف-2، ويقول الحريري ‘منذ أربعة اشهر لم نتلق أسلحة، وإذا طلبنا قهوة أعطونا ماء’، و ‘تراجع كل شيء، السلاح والذخيرة والطعام’.

وتم إضعاف الجيش الحر، بزرع بذور الإنقسام فيه ومن خلال اغتيال قادته، واستقالة بعضهم ورحيل آخرين للمهجر. وتقول مسؤولة في موقع للإنترنت عن سوريا إن عددا من أعضاء الجيش الحر تركوا صفوفه بسبب عدم توفر المصادر اللازمة لهم وانضموا لجبهة النصرة ذات العتاد الجيد او لشعورهم بالحاجة للحماية من الجماعات الأخرى المرتبطة بالقاعدة مثل ‘الدولة’، مشيرة إلى أن الجبهة هي ‘اقل الشرين’. ويقول الحريري إن من ينضمون للجبهة يتم تدريبهم في معسكرات تابعة لها في اللجة جنوب سوريا حيث يتلقون تعاليم سلفية.

فيديو لمهاجرين عرايا في الخلاء في ايطاليا يفجر موجة غضب بالمجتمع الدولي

بينهم سوريون خضعوا للرش بمطهرات.. صدمة في اوروبا وتهديدات بإجراء قانوني ضد روما

عواصم ـ وكالات: اثارت المعاملة الصادمة للمهاجرين غير الشرعيين لدى وصولهم الى مركز الاستقبال في جزيرة لامبيدوزا، امس الاربعاء، استنكارا في ايطاليا واوروبا بعد اقل من ثلاثة اشهر على كوارث الغرق التي اودت بحياة مئات الاجانب. وفي تحقيق بثته قناة ‘تي جي 2′ في التلفزيون الايطالي مساء الاثنين، تظهر مشاهد لمهاجرين عراة في الهواء الطلق قبل ان يتم رشهم امام الجميع بمادة مطهرة ضد الجرب. ويبدو ان هذه الصور التقطها لاجىء يدعى خالد بهاتفه النقال، وصل الى المركز قبل 65 يوما. وقال ‘نعامل معاملة الكلاب’ مؤكدا معاملة النساء بالطريقة نفسها.

وفي وقت احتفل العالم امس الاربعاء بـ’اليوم العالمي للمهاجرين’ شبهت رئيسة بلدية الجزيرة جوزي نيكوليني المركز بـ’معسكر اعتقال’. وقالت المفوضة الاوروبية للشؤون الداخلية سيسيليا مالستروم ان ‘مشاهد مركز لامبيدوزا مروعة وغير مقبولة’ وهددت روما بعقوبات.

وطلبت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة من الحكومة الايطالية ‘حلولا عاجلة لتحسين عمليات الاستقبال في لامبيدوزا’، مذكرة بانه يفترض ان يمضي الوافدون الجدد 48 ساعة كحد اقصى في هذا المركز قبل نقلهم الى مراكز اخرى في البلاد. وأصدرت لورا بولدريني رئيسة مجلس النواب الإيطالي مذكرة قالت فيها ‘ان تجريد الرجال والنساء من ملابسهم في العراء خلال الشتاء أمر شائن لا يليق بدولة متحضرة’. وقالت جوسي نيكوليني رئيسة بلدية لامبيدوزا ان التسجيل يجعل مركز استقبال المهاجرين اشبه ‘بمعسكرات الاعتقال’ وانه يتعين على ايطاليا ان تشعر ‘بالخزي’ من معاملتها للمهاجرين.

وقالت وزارة الداخلية الايطالية انها تحقق في الأمر.

وفر أكثر من مليوني شخص من سوريا منذ اندلاع القتال قبل اكثر من عامين ونصف. وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن نحو 127 ألف سوري يغادرون بلادهم كل شهر.

وقال تقرير تلفزيون راي1 إن سوريين وإريتريين بل وبعض الناجين من حادث انقلاب القارب في اكتوبر كانوا بين الذين خضعوا للرش بمطهرات بطريقة مهينة.

الايام الفاصلة لجنيف 2: اشتدي أزمة حتى تنفرجي

ريما زهار

ايلاف

أيام تفصلنا عن انعقاد مؤتمر جنيف 2، ورغم إيلاء الكثيرين أهمية كبرى لهذا المؤتمر كونه سيحل ملفات سورية واقليمية كثيرة، غير أن الوضع في المنطقة يزداد سخونة بانتظار انعقاده.

بيروت: يرى النائب محمد قباني ( المستقبل ) في حديثه لـ”إيلاف” أن المشهد السياسي في سوريا بانتظار انعقاد مؤتمر جنيف 2، سيكون ساخنًا حاليًا، ويشهد حروبًا طاحنة، والضحايا البريئة كل يوم، والمرحلة التي تفصلنا عن جنيف 2 ستكون اكثر سخونة، وبالتالي ستزداد الحرب استعارًا، والسبب لذلك، يضيف قباني، هو تحصين المواقع في مؤتمر جنيف 2، لاننا نعلم أن القوة والضعف على طاولة الحوار هما نتيجة مباشرة لتوازنات القوى على الارض، وسيحاول مختلف الفرقاء تأكيد تفوقهم أو على الاقل وجودهم في الساحة العسكرية داخل سوريا من اجل أخذ مواقع افضل من حيث التفاوض في جنيف 2.

عن انعكاس التأزم في سوريا على الداخل اللبناني، يقول قباني إن الوضع المتأزم في لبنان سيستمر حتى اشعار آخر، والقلق الذي يسود اللبنانيين سيبقى بسبب مضاعفات مشاركة حزب الله في الحرب السورية، وهذا ما ادى الى ردود الفعل التي نشهدها في الاسابيع الاخيرة، والتي تحمل طابع التطرف والتكفير والارهاب، وبالتالي مع الاسف ستستمر كل هذه الامور، وليس بامكاننا أن نفصل الوضع السوري عن لبنان، لاننا كنا دائمًا نتأثر بما يجري في سوريا بسبب الوضع الجغرافي، ولكن يضيف قباني، انسحاب حزب الله من سوريا، من المتوقع أن يؤدي الى تبريد الساحة اللبنانية، ونزع عنصر التفجير الخارجي بنسبة كبيرة، لكن سنبقى نتأثر بالوضع السوري لأن هذا قدرنا وتاريخنا منذ الاستقلال حتى اليوم.

ايجابيات جنيف 2

ما هي الايجابيات المرجوة من انعقاد مؤتمر جنيف 2؟ يجيب قباني ” أن مجرد الجلوس على الطاولة ليس بأمر سلبي، بمعنى انه اذا لم يؤدِ الى اتفاق، فالبقاء على ما نحن عليه هو الخيار السيئ ولكنه قائم حاليًا، وتمنى قباني أن يحصل حل سياسي وأن ينهي حمام الدم في سوريا ويؤسس لحكم ديموقراطي فيه تداول للسلطة وفيه الحرية للناس، واعادة بناء سوريا كنظام وارض وشعب بما يسمح لها باستعادة تاريخها العريق.

ورغم ذلك، لا يعتقد قباني أن هناك طرفًا بامكانه أن يحسم الامور عسكريًا، والمزيد من الآلام يأتي من استمرار الحرب الدموية، ويتوقع أن تبقى، رغم التمني بألا يحصل ذلك وأن نشهد حلاً سياسيًا.

التحالفات بانتظار جنيف 2

عن تمظهر التحالفات الاقليمية والدولية بانتظار جنيف 2، يؤكد قباني أن التحالفات لا تزال كما هي حتى الآن، وإن كنا نشهد بعض الحوارات المتبادلة بين بعض القوى التي كانت على خصومة تاريخية، وها نحن نشهد اهم اللقاءات كتلك التي حصلت بين اميركا وايران، واللقاءات التي تجري بين روسيا والمملكة العربية السعودية، واللقاءات على مختلف الاصعدة حتى داخل لبنان، هناك بعض اللقاءات الثنائية التي تحصل، ولكن يضيف قباني:” كل هذه الامور لا تغيّر الصورة العامة وهي أنه ما زال هناك خلاف عمودي في عدد من المواضيع وابرزها الازمة السورية.

الا اذا حدث تطور دراماتيكي ما، كأن يحصل تفاهم اميركي ايراني على الموضوع السوري، وروسيا تكون الشريك الثالث، اذا حصل هذا الامر فسيؤدي الى انفراجات ولكن لا يبدو أن الامر ممكن حاليًا.

ولدى سؤاله مع حصول تلك الانفراجات هل سيبقى الرئيس السوري بشار الاسد الى ما بعد العام 2014؟ يجيب قباني:” باعتقادي أنه يجب ان يتم اعداد نظام سياسي جديد ديموقراطي ومنفتح، وهذا الامر لا يمكن أن يتم من دون تغيير في رأس السلطة، لذلك يجب أن نشهد التغيير في المستقبل، وعلى الجميع أن يعلم أن عهد الرئاسات الديكتاتورية قد انتهى.

الوضع الحكومي في لبنان

هل ينفرج الوضع في لبنان حكوميًا بعد انعقاد مؤتمر جنيف 2؟ يجيب قباني:” يجب أن ننتظر ونرى، وانا من الذين يعتقدون أنه من الضروري تأليف أي حكومة لننتهي من الوضع الشاذ الذي نعيش فيه، ونأمل أن يتحقق هذا الامر مباشرة بعد جنيف 2، مهما كانت نتيجة هذا المؤتمر.

الرأي الآخر

بدوره، يرى قيادي في قوى 8 آذار/مارس أن لبنان “ملزم بالمشاركة في مؤتمر جنيف 2″،  ويضيف:”سنرى فعلاً إن كان هنالك تلاقٍ خارجي على وضع برنامج جدي للمؤتمر أم أنه سيكون مؤتمرًا شكليًا، أو حتى إن كان سيُعقد المؤتمر في الأساس”.

ويلفت الى أن “لبنان ملزم بالمشاركة في المؤتمر حيث أن قضيته الأساسية هي مسألة النازحين السوريين”، كما يسأل عن معنى “سياسة النأي بالنفس التي تتّبعها الحكومة في ظل هذا المؤتمر”.

ويشير الى أن مستوى تمثيل لبنان يحدده مستوى تمثيل الدول المشاركة.

القصف الجوي على حلب يتوسع ليشمل مناطق في ريفها

أ. ف. ب.

بيروت:  واصل الطيران الحربي السوري الخميس شن غارات مناطق في مدينة حلب لليوم الخامس على التوالي، موسعا قصفه الجوي اليوم ليطاول مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في ريف المحافظة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون.

وافاد “مركز حلب الاعلامي” على صفحته الخاصة على موقع “فيسبوك” للتواصل الاجتماعي “بعد أربعة أيام من قصف الطيران المروحي مدينة حلب بالبراميل المتفجرة، حول النظام مسار ضرباته الجوية ليستهدف منذ الصباح قرية تل علم بالبراميل في ريف السفيرة (جنوب شرق)”.

 وافادت شبكة “شهبا برس” التي تضم مجموعة من الناشطين، ان القصف الجوي طاول ايضا بلدات دارة عزة ومارع ومنبج وعندان شمال حلب، والتي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون لنظام الرئيس بشار الاسد لاكثر من عام ونصف عام.

وتعرضت مناطق المعارضة في مدينة حلب منذ الاحد لقصف دام من الطيران السوري، غالبيته باستخدام “البراميل المتفجرة” التي تلقى من الطائرات بدون نظام توجيه وتسبب دمارا واسعا.

وكان مصدر امني سوري نفى لوكالة فرانس برس قبل ايام استخدام “البراميل المتفجرة”، مشيرا الى ان الطائرات الحربية تستخدم “قنابل”، وان النظام السوري سيقصف “الارهابيين بالقذائف اينما كانوا”، في اشارة الى مقاتلي المعارضة.

واليوم، قال المرصد السوري ان حي الشيخ نجار في شمال حلب تعرض لقصف من الطيران باستخدام براميل مماثلة.

وبحسب حصيلة المرصد، ادى القصف الجوي منذ الاحد وحتى الاربعاء الى مقتل 161 شخصا.

وكانت منظمة “اطباء بلا حدود” ان حصيلة القصف الدامي المتواصل ارتفعت الى 189 قتيلا خلال اربعة ايام.

ورأى مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان من الصعب على النظام “ان لم يكن مستحيلا” التقدم في المناطق التي يسيطر عليه المعارضون في حلب، كبرى مدن الشمال السوري.

اضاف “لكن اعتقد ان النظام يحاول تأليب سكان هذه الاحياء ضد الكتائب المقاتلة”.

وتشهد مدينة حلب معارك يومية منذ صيف العام 2012، ويتقاسم النظام والمعارضة السيطرة على احيائها.

وادى النزاع السوري الى مقتل اكثر من 126 الف شخص، بحسب المرصد.

ارتفاع حصيلة قتلى البراميل المتفجرة بحلب إلى 135.. والنظام يعوض بها عن النقص في الذخيرة

المعارضة تعلن عن مجزرة في بيت سحم بريف دمشق تسفر عن مقتل 30 شخصا

بيروت: نذير رضا

ارتفع عدد قتلى القصف بالبراميل المتفجرة على حلب، كبرى مدن شمال سوريا، إلى أكثر من 135 قتيلا خلال أربعة أيام، بينهم «عسكري معارض واحد» بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان التي رأت أن استخدام هذا النوع من «الذخيرة العشوائية»: «انتهاك فاضح للقوانين الدولية نظرا لاستهدافها المدنيين».

وتزامن ذلك مع إعلان مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق عن وقوع «مجزرة مروعة بحق المدنيين العزل راح ضحيتها ما يزيد على 30 شخصا»، في بلدة بيت سحم في ريف دمشق، متهما القوات النظامية بارتكابها. وأشار المجلس إلى أن عشرات الجرحى وقعوا في المجزرة، لافتا إلى أن «مصير العشرات بقي مجهولا بعد قيام القوات الحكومية بسحب جثثهم وحرق جثث آخرين على مرأى من المدنيين». وقال المجلس إن سبب هذه «المجزرة الفظيعة»، يعود إلى «وعود أعطتها لجنة التسوية المشتركة بفتح معبر إنساني عبر مدخل بلدة بيت سحم حيث توافد إلى البلدة خلال الأيام الثلاثة الماضية المئات من المدنيين من بلدات جنوب دمشق كافة، وعندما اجتازت اللجنة الحاجز المتواجد على مدخل البلدة ظهر أمس، فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة وقناصاتها باتجاههم».

وتصدرت البراميل المتفجرة واجهة الذخائر السورية التي استخدمتها قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بعد اقتصار استخدامها خلال الأشهر الماضية على مناطق حرجية في جبلي الأكراد والتركمان في ريف اللاذقية، وتحديدا في منطقة سلمى. وقالت تقارير المعارضة السورية إن أكثر من 135 شخصا، بينهم 39 طفلا وعشر نساء، قضوا في انفجار أكثر من 30 برميلا متفجرا استهدف أحياء مكتظة في مدينة حلب، ومدينة الباب التي تبعد 30 كيلومترا شرق المدينة، كما تسبب القصف بجرح نحو 750 شخصا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن هذه الحصيلة هي «من الأكثر دموية جراء قصف جوي منذ بدء نظام الرئيس بشار الأسد باستخدام سلاح الطيران في المعارك ضد معارضيه قبل 18 شهرا». وتجدد القصف أمس لليوم الرابع على التوالي، حيث شن الطيران السوري غارات جديدة على أحياء في شرق وشمال مدينة حلب حيث تنتشر قوات المعارضة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان باستهداف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في حي مساكن هنانو، وفي محيط دوار الحاووظ قرب حي قاضي عسكر، بينما قصف الطيران الحربي «منطقة السكن الشبابي في حي الأشرفية. وجاء القصف غداة مقتل 39 شخصا في قصف أحياء طريق الباب والشعار والمعادي».

وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة رأى أن «الغارات الممنهجة» على حلب تكشف «عن حقيقة الموقف الذي يتبناه النظام من جنيف2 ومن أي حل سياسي».

ويقول ناشطون إن المروحيات التي تحمل البراميل المتفجرة «تحلّق على ارتفاع كبير يقارب الـخمسة آلاف إلى ستة آلاف قدم، ما يحول دون إمكانية استهداف المروحية بالمضادات الأرضية التي يملكها المعارضون. ويؤكد هؤلاء أن تلك البراميل «لا تصيب أهدافها بشكل مباشر، نظرا لوزنها وطريقة هبوطها التي تتأثر بحركة الهواء والوزن وسرعة المروحية، ما يؤدي إلى مقتل المدنيين في غالب الأحيان».

وتتنوع أوزان البراميل المتفجرة بين 200 و300 و500 كيلوغرام، وتقول شبكة حقوق الإنسان السورية، في تقرير نشرته أول من أمس، إن تلك البراميل «عبارة عن مستوعبات معدنية أو اسمنتية، تحتوي مواد شديدة الانفجار أو محروقات، فضلا عن الخردة المعدنية التي تتطاير على شكل شظايا لدى انفجار البرميل»، مشيرة إلى أنها «تنفجر لدى ارتطامها بالأرض، وتتسبب بالحرائق وبدمار هائل». غير أن الخبراء العسكريين، يشككون باستخدام هذا النوع من الذخيرة، نظرا «لاستحالة حملها في الجو». ويقول الخبير العسكري العميد المتقاعد هشام جابر لـ«الشرق الأوسط»، بأن هناك «استحالة في حمل براميل متفجرة يفوق وزنها الـ200 كيلوغرام في الجو»، مشيرا إلى أن «أغلب الترجيحات أن ما يستخدم في حلب خلال الأيام الماضية، هو الأسطوانات المتفجرة المعروفة بـ(القازانات)، وتنفجر لدى ارتطامها بالأرض».

ويقول جابر، وهو رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات، إن البراميل المتفجرة «نسمع بها للمرة الأولى في العلوم العسكرية»، مشيرا إلى أنها، بحسب وصفها: «تشبه إلى حد كبير الأسطوانات (القازانات) التي استخدمت لأول مرة في الحرب العالمية الأولى، وكثر استخدامها في الحرب العالمية بعد تطورها، ويقارب وزنها المائة كيلوغرام، وعلى الأغلب تحمل المواد المتفجرة فيها بحاوية من الألمنيوم بهدف إنقاص وزنها، وتُصنع محليا في معامل الدفاع في سوريا». ويشير إلى أن تلك الأسطوانات «يمتد طولها من متر إلى متر ونصف، وتنفجر لدى ارتطامها بالأرض»، مجددا تأكيده أن «البراميل المتفجرة التي يُحكى عن استخدامها في سوريا مبالغ فيها، لعدم قدرة سلاح الجو السوري على استخدامها بالأوزان التي يحكى فيها عنها».

ويشير حجم الدمار الذي تخلفه البراميل المتفجرة، أو الأسطوانات المتفجرة، إلى أن قدرتها التدميرية تتعدى في بعض الأحيان، ما تتسبب به الصواريخ الموجهة التي تحملها المروحيات، نظرا لصغر حجم الأخيرة. ولا يخفي معارضون، في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن تلك البراميل «تطورت صناعتها عما كانت عليه في السابق، بدليل حجم الدمار الذي تحدثه، وتحديدا في حلب».

وفيما يشير المعارضون إلى أن تلك البراميل تصنع في قواعد عسكرية في اللاذقية، بدليل «استهداف مناطق ريف اللاذقية بها في السابق، حيث تحملها المروحيات مسافة لا تتعدى الـ35 كيلومترا بين مدينة اللاذقية وجبلي الأكراد والتركمان»، كشف العقيد محمد عمر المنشق عن النظام السوري أن تلك البراميل تُصنّع في مركز الدراسات والبحوث العلمية في مدينة مصياف التابعة لمحافظة حماه، بإدارة الدكتور عزيز علي أسير. ونقل موقع «حلب نيوز» عن العقيد المنشق قوله: إن مجموعة من الخبراء والمهندسين والضباط يساعدون «أسير» على صناعتها وتطويرها.

والبراميل المتفجرة، هي قنابل محلية الصنع، لجأت القوات الحكومية السورية لاستخدامها: «بسبب النقص في الذخيرة من صواريخ المروحيات»، كما قال مصدر بارز في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط»، في تصريحات سابقة، وذلك «في ظل العقوبات الدولية المفروضة على النظام السوري لناحية التزوّد بالأسلحة وبالذخائر».

وقبل تطوير البراميل المتفجرة، كان معظمها عبارة عن «جسم معدني من الفونت، يحتوي على كمية قليلة من الـ(TNT)، وكمية كبيرة من المواد الكيماوية التي تستخدم كسماد زراعي مثل البوتاسيوم وكربونات ونترات البوتاسيوم والفوسفات، مما يزيد من قوة انفجار المادة المتفجرة».

ويدين مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، الصمت الدولي على استخدام هذا النوع من السلاح، مؤكدا أنه لا يصيب في أغلب الأحيان أهدافا عسكرية، بل يشكل تهديدا واقعيا لقواعد أساسية في القانون الإنساني الدولي. واعتبرت الشبكة في تقريرها الأخير، أن ما يستخدمه النظام «يندرج ضمن إطار جرائم الحرب»، مؤكدة أن الاستخدام العشوائي لها يعد خرقا واضحا للقوانين الدولية كونها تستهدف مدنيين.

«الجبهة الإسلامية» رفضت دعوة أميركية للحوار.. واتفاق تهدئة إعلامية مع «الأركان»

تنسيق مع «جبهة ثوار سوريا» واتفاق على تشكيل لجنة لبت «الخلافات»

بيروت: «الشرق الأوسط»

أعلن السفير الأميركي في سوريا روبرت فورد أمس أن الجبهة الإسلامية التي تشكلت أخيرا في سوريا رفضت الاجتماع بمسؤولين أميركيين. وأشار غداة إعلان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن اللقاء مع الجبهة الإسلامية «ممكن»، إلا أن «الجبهة رفضت الجلوس معنا من دون ذكر أسباب لذلك». وقال فورد في حديث لقناة «العربية»: «مستعدون للجلوس معهم لأننا نتحدث مع جميع الأطراف والمجموعات السياسية في سوريا».

وكانت عدة مجموعات إسلامية غير مرتبطة بـ«القاعدة» توحدت لتشكيل «الجبهة الإسلامية» التي باتت أكبر فصيل إسلامي معارض للنظام في سوريا مع عشرات الآلاف من المقاتلين.

وأبدت الولايات المتحدة يوم الاثنين الماضي عدم اعتراضها على إجراء لقاءات مع «الجبهة الإسلامية». وتحدثت مساعدة المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، ماري هارف، عن وجود «شائعات» حول اجتماع قد يعقد في تركيا بين دبلوماسيين أميركيين وممثلين للجبهة الإسلامية، من دون أن تؤكد أي شيء في هذا الصدد، لافتة إلى أن حكومتها «لن تستبعد حصول لقاء مع الجبهة الإسلامية».

في المقابل، استغربت وزارة الخارجية السورية «ما ورد على لسان وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية والناطقة باسم الخارجية الأميركية أخيرا حول عزم الولايات المتحدة إجراء مباحثات مع تنظيم الجبهة الإسلامية الإرهابي».

وأكد ناطق باسم الخارجية السورية، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، أن «هذا الموقف المستهجن يتناقض مع مسؤوليات الولايات المتحدة بوصفها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي، عن تنفيذ قرارات المجلس ذات الصلة بمكافحة الإرهاب والالتزام بها».

وسأل الناطق باسم الخارجية السورية: «لا ندري كيف ستبرر الإدارة الأميركية لرأيها العام حوارها مع تنظيم القاعدة في سوريا، في حين قام هذا التنظيم بتفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك (في 11 سبتمبر – أيلول 2001)، وكيف ستبرر موقفها هذا أمام الرأي العام العالمي وهي التي قامت بغزو أفغانستان بذريعة مكافحة الإرهاب». ورأى أنه «كان الأجدر بالولايات المتحدة أن تقرأ ميثاق (الجبهة الإسلامية) قبل أن تقرر الحوار معها»، مذكرا بأن هذه الأخيرة تهدف إلى إقامة «إمارة إسلامية».

ورأت الخارجية السورية أن «هذا الحوار يتناقض كذلك مع التعهدات الدولية بأن مؤتمر جنيف لن يتيح الفرصة لمشاركة التنظيمات الإرهابية في أعماله»، في إشارة إلى المؤتمر الدولي المقرر عقده في 22 يناير (كانون الثاني) المقبل لحل الأزمة السورية.

وكانت سبعة تنظيمات إسلامية تقاتل النظام السوري وغير مرتبطة بـ«القاعدة» قد أعلنت في 22 نوفمبر (تشرين الثاني)، انضواءها في تحالف «الجبهة الإسلامية» في أكبر تحالف لمقاتلي المعارضة منذ اندلاع النزاع السوري. لكن واشنطن ولندن أعلنتا تعليق مساعداتهما بالتجهيزات «غير القاتلة» للجيش السوري الحر في شمال سوريا بعد استيلاء هذه الجبهة على مخازن سلاح لهذا الجيش عند الحدود التركية – السورية، ليعود وزير الخارجية الأميركي جون كيري لاحقا ويعلن أن المساعدة الأميركية بالمعدات غير القاتلة قد تستأنف «سريعا جدا».

وفي سياق متصل، عقد اجتماع أمس في منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب في إطار المفاوضات بين هيئة أركان الجيش الحر وقيادات «الجبهة الإسلامية». وضم الاجتماع كلا من حسان عبود، قائد حركة أحرار «الشام الإسلامية» ممثلا عن «الجبهة الإسلامية»، وجمال معروف قائد جبهة «ثوار سوريا»، ممثلا عن «هيئة الأركان»، في منزل الأخير في جبل الزاوية. واتفق الطرفان بحسب بيان صدر عنهما، على «وقف الحملات الإعلامية بين الجبهتين، واعتبار جميع البيانات السابقة ملغاة». كما نص الاتفاق على «تشكيل لجنة حكم تبت في جميع القضايا الخلافية ويعد قرارها ملزما».

وأفاد مصدر عسكري معارض لـ«الشرق الأوسط» واكب ظروف الاتفاق بأن «الجبهة الإسلامية تريد نسف هيئة الأركان والحلول محلها، في حين تسعى جبهة (ثوار سوريا) للإبقاء على الأركان وإعادة هيكلتها لضمان استمرار الدعم الدولي». وكشف المصدر عن أن «وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة أسعد مصطفى سيقدم مقترحا لإعادة هيكلة هيئة الأركان، بهدف إشراك جميع الفصائل المقاتلة على الأرض في القرار العسكري».

ونقلت مواقع سورية معارضة عن محمد رحال، مستشار «جبهة ثوار سوريا» والناطق الإعلامي باسمها، قوله إن «الاتفاق بين القيادتين كان بمثابة وضع حل سياسي للخلافات وتجنب الاشتباك»، مشيرا إلى أن مجمل الأطراف كانت تسعى للحل السياسي كون «الاقتتال لا يفيد سوى النظام». ولفت رحال إلى أن «الاتفاق قام بناء على تدخل أطراف وشيوخ من الجبهتين، إضافة إلى جهات محايدة».

وكانت العلاقات بين «الجبهة الإسلامية» التي تضم فصائل إسلامية وجبهة «ثوار سوريا» المقربة من هيئة الأركان، شهدت تراجعا في الفترة الأخيرة، إثر سيطرة «الجبهة الإسلامية» على مواقع عسكرية تابعة لـ«الحر» عند معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، شمال سوريا.

لا اتفاق بين أكراد سوريا حول تشكيلة وفدهم إلى «جنيف 2»

اجتماعات مطولة عقدها بارزاني مع وفدين لهم من دون نتائج

أربيل: محمد زنكنة

لم تصل الاجتماعات التي عقدها رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني مع وفدي المجلس الوطني الكردي السوري وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني (بي واي دي) في التوصل لأي نتيجة يمكن إعلانها حول التقارب بين الطرفين والاتفاق على صيغة معينة للمشاركة في مؤتمر «جنيف 2» والمقرر عقده في 22 يناير (كانون الأول) من عام 2014.

وأكد نوري بريمو، المتحدث الإعلامي في الحزب الديمقراطي الكردي (البارتي) والذي يتزعمه عبد الحكيم بشار، لـ«الشرق الأوسط» أن ساعات كثيرة من الحوارات والاجتماعات التي حضرها رئيس إقليم كردستان والوفد المشترك من المجلس الوطني الكردي والاتحاد الديمقراطي بالإضافة للوسيطين ليلى زانا وعثمان بايدمير لم تؤد لإقناع الاتحاد الديمقراطي بالعدول عن «أفكاره التفردية، حيث كانوا يؤكدون دوما على أن يكونوا هم في القيادة فيما يتعلق بالوضع الكردي في سوريا وأن لا تشاركهم الأحزاب الأخرى في قراراتهم»، مما عده بريمو «خلافا لما نصت عليه اتفاقية أربيل».

وأوضح بريمو أن المجلس الوطني الكردي أكد في الاجتماع على نقاط كثيرة منها «عودة الثقة بين المجلس والاتحاد الديمقراطي وفتح نقطة فيشخابور الحدودية والتي تسيطر عليها القوات المسلحة التابعة للأخير بالإضافة إلى تحرير سجناء الرأي والمشاركة في القرار السياسي للمنطقة الكردية والتي أعلنت الأخيرة فيها إدارة كردية من طرف واحد».

ورأى بريمو أن حزب الاتحاد الديمقراطي يجعل الاتفاق على هذه الأمور «شبه مستحيل»، عادا أن الحزب يضع «العربة أمام الحصان».

ولم يخف بريمو أن بارزاني «أبدى استياءه حول الوضع الكردي والخلاف بين الأحزاب الكردية – السورية، كما أكد أنه لو جرى تنفيذ بنود اتفاقية أربيل لما حصلت كل هذه التوترات ولكان الوضع أفضل الآن».

وحسب النتائج الأخيرة لاجتماعات المجلس الوطني الكردي ينتظر أن يشارك سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا عبد الحميد درويش كممثل عن المجلس الوطني الكردي، بالإضافة لشخص آخر لم يجر حتى الآن الإعلان عن اسمه.

وحذر بريمو الأحزاب الكردية من فقدان الفرصة التاريخية التي وصفها «بالمهمة جدا» للشعب الكردي في سوريا لإيصال صوته للمحافل الدولية بمشاركته في مؤتمر «جنيف 2» وعدم إضاعة ما يصبو الكرد للحصول عليه «لأسباب لا معنى ولا قيمة لها أمام إرادة شعب لا يريد إلا الحرية والعيش بسلام».

من جهة أخرى، أبدى رئيس جمعية الصداقة العربية – الكردية صلاح بدر الدين قلقه بشأن الوضع الكردي في سوريا والخلافات الناشبة بين الأحزاب، مؤكدا أن عقد المؤتمرات والاجتماعات حتى ولو كانت على مستويات دولية «لن تفيد الشعب الكردي بأي شيء كون ما يجري اتخاذه من قرارات ستبقى غير منفذة».

وأكد بدر الدين في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن عقد المؤتمرات واتخاذ القرارات فيها يجري «من دون إرادة السوريين أصحاب القضية أولا وآخر»، محذرا من كون هذه التصرفات «قد تنعكس بنتائج سلبية وخيمة على قضية الثورة والتغيير وطوق نجاة للنظام الحاكم».

كما أكد خيار استمرار الثورة لغرض «استكمال المسيرة والحفاظ على المكاسب والإنجازات والانتقال إلى مرحلة جديدة في استكمال شروط إعادة تعزيز صفوف الثورة وتوفير أسباب الاستمرارية والتحضير لمرحلة ما بعد الاستبداد».

معلومات عن انشقاق في «داعش» بعد «ثبوت انحرافات»

عناصر من التنظيم تقطع رؤوس ثلاثة علويين في عدرا قرب دمشق

بيروت: «الشرق الأوسط»

قطع عناصر من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المرتبط بتنظيم القاعدة، رؤوس ثلاثة رجال علويين في منطقة عدرا العمالية شمال شرقي دمشق، والتي تشهد منذ أيام معارك ضارية، على خلفية محاولة القوات النظامية طرد مقاتلين إسلاميين دخلوها، بهدف التقدم نحو الغوطة.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، أن «الدولة الإسلامية في العراق والشام» تبنت قتل ثلاثة رجال في عدرا، من دون أن يحدد تاريخ ذبحهم، حيث نشرت صورا (…) لثلاثة رجال فصلت رؤوسهم عن أجسادهم»، قالت إنهم من «النصيرية»، في إشارة إلى أبناء الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد.

وتداولت مواقع إلكترونية جهادية صورة الرجال الثلاثة المذيلة بعبارتي: «عمليات ذبح وقطع رؤوس النصيرية»، و«الدولة الإسلامية في العراق والشام، بلدة عدرا العمالية، ولاية دمشق». وقد وضعت رؤوس الرجال الثلاثة: اثنان منهم ملتحيان، إلى جانب جثثهم الممددة على حمالات طبية. وبدت على ملابسهم آثار دماء، بينما قيدت يدا أحدهم خلف ظهره.

وكان مقاتلو «الدولة الإسلامية» وجبهة النصرة المرتبطتين بـ«القاعدة»، وكتائب إسلامية أخرى، دخلوا قبل أسبوع إلى منطقة عدرا العمالية، ما أدى إلى مقتل 32 شخصا، غالبيتهم من العلويين، إضافة إلى عشرات المسلحين الموالين للنظام وثلاثة ضباط كانوا في منازلهم، بحسب المرصد السوري.

وتشن القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني، حملة عسكرية منذ يوم الجمعة لطرد المقاتلين واستعادة السيطرة الكاملة على هذه المنطقة الواقعة على طريق رئيس إلى دمشق. وأفاد المرصد السوري أمس بأن «الاشتباكات مستمرة في منطقة عدرا، حيث حقق النظام منذ بدء الحملة العسكرية تقدما بسيطا».

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية، عن مدير المرصد رامي عبد الرحمن قوله إن النظام «يبدو غير قادر على قصف المنطقة عشوائيا خوفا على المدنيين الموالين له»، مشيرا إلى أهمية المنطقة بالنسبة للمقاتلين المتشددين بوصفها مدخلا نحو فك الحصار عن الغوطة الشرقية ومدينة دوما، واللتين تعدان معاقل أساسية للمعارضة في محيط دمشق، يحاول النظام منذ أشهر استعادتها.

من جهة أخرى، أعلنت مجموعة منضوية في تنظيم «داعش» أمس تشكيل «نواة مشروع حركة التصحيح في الدولة الإسلامية في العراق والشام»، من دون أن تتضح هوية المجموعة أو مكانهم. وقال المتحدث في شريط فيديو تداولته مواقع معارضة أمس أن تشكيل هذا النواة جاء بعد «ثبوت الانحرافات في عقيدة ومنهج وسلوك جماعة دولة العراق الإسلامية»، التي أسهب في تعدادها على غرار «إبدال بيعة القتال ببيعة الخلافة من غير قدرة أو تمكين حقيقي وإنزال حكم القتل على غير المبايعين لها»، و«غياب أمير الجماعة في قراراته عن الواقع تماما»، و«انحدار سلوكيات بعض المقاتلين نحو سلوك غلاة الخوارج في تكفير أهل السنة والجماعة وقتل المجاهدين والمخالفين للجماعة في العراق وفي بلاد الشام واستباحة دمائهم».

وقال المتحدث الذي ظهر مقنعا جالسا على كرسي وأمامه طاولة عليها جهاز كومبيوتر ومحاطا بأربعة مسلحين مقنعين، إن الهدف «تشكيل نواة حركة تصحيح وجمع المخلصين لتقويم منهج الجماعة وقطع الطريق على الذين يريدون حرف الجهاد عن مقاصده». ودعا «المخلصين لله من أهل الجهاد تحت راية جماعة الدولة للتعاون معنا»، معاهدا على أن «نكون على عقيدة ومنهج أهل السنة والجماعة في تعاملنا مع رايات الجهاد ومع الناس ونسعى عمليا لتصحيح الأخطاء السابقة ونكون على تراحم بالناس كافة».

براميل المتفجرات تفتك بحلب وواشنطن تطالب مجلس الأمن بالاستنكار

السعودية تحذّر الغرب وتدعم “الحر” ولو منفردة

                                             (أ ف ب، رويترز، يو بي أي، ا ب، نيويورك تايمز، العربية، الجزيرة، الهيئة العامة للثورة السورية، “المستقبل”)

حذرت المملكة العربية السعودية الغرب أمس من مجازفة خطيرة تنطوي عليها سياساته حيال سوريا وإيران، معتبرة أن نظام بشار الأسد أعظم سلاح للدمار الشامل، ومؤكدة استعدادها للتحرك بمفردها إن اقتضى الأمر، لضمان الأمن في المنطقة ودعم قوى المعارضة المعتدلة مالياً ومادياً وعسكرياً.

وفيما أكد السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد أن موقف الولايات المتحدة “ثابت منذ بداية الثورة، وأن بشار الأسد فقد الشرعية بشكل كامل”، تستمر في حلب مجازر براميل المتفجرات لليوم الرابع على التوالي مع مطالبة الولايات المتحدة لمجلس الأمن أمس بالتعبير عن الاستنكار الشديد لتلك الهجمات.

ففي مقالة نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، كتب سفير المملكة العربية السعودية لدى بريطانيا الامير محمد بن نواف: “اننا نعتقد ان الكثير من سياسات الغرب حيال ايران وسوريا يجازف باستقرار الشرق الاوسط وأمنه”. وأضاف “هذه مغامرة خطيرة لا يمكننا لزوم الصمت حيالها ولن نقف مكتوفي الايدي”.

ويعتبر هذا أحدث تحذير صريح ضمن سلسلة من التصريحات العلنية التي صدرت في الآونة الاخيرة عن عدد من كبار المسؤولين السعوديين، وهي تعبر عن استياء المملكة حيال الديبلوماسية الغربية تجاه سوريا وايران.

وقال الأمير محمد بن نواف مشيرًا الى دعم ايران لدمشق، انه “بدلاً من ان يواجهوا الحكومتين السورية والايرانية، فإن بعض شركائنا الغربيين امتنعوا من القيام بتحركات ضرورية ضدهما”. وتابع ان “الغرب يسمح لاحد النظامين بأن يستمر وللآخر بأن يواصل برنامجه لتخصيب اليورانيوم، مع كل ما يتضمن ذلك من مخاطر عسكرية”.

واعتبر ان المفاوضات الدبلوماسية الجارية مع ايران قد “تضعف” عزيمة الغرب على مواجهة كل من دمشق وطهران. وتساءل “ما هي قيمة “السلام” حين يصنع مع مثل هذه الانظمة؟”. ونتيجة لكل هذه الاعتبارات اكد ان السعودية “لا خيار امامها سوى ان تصبح اكثر حزما في الشؤون الدولية، وأكثر تصميما من اي وقت مضى على الدفاع عن الاستقرار الحقيقي الذي تعتبر منطقتنا بأمس الحاجة اليه”.

وقال ان بلاده تتحمل “مسؤوليات عالمية” على الصعيدين السياسي والاقتصادي، مؤكدا “سوف نتحرك للاضطلاع بهذه المسؤوليات بالكامل، سواء بدعم شركائنا الغربيين او من دونه”.

وفي تلميح واضح الى الرئيس الاميركي باراك اوباما قال السفير السعودي في لندن، انه “على الرغم من كل كلامهم عن خطوط حمر، فحين اشتدت المحنة، ابدى شركاؤنا استعدادا للتنازل عن امننا والمخاطرة باستقرار منطقتنا”.

وكان اوباما حذر النظام السوري من “خطوط حمر” عليه الا يتخطاها بالنسبة لاستخدام اسلحة كيميائية. وبعدما اتهمت دمشق بشن هجوم بهذه الاسلحة، هدد اوباما بتوجيه ضربات عسكرية، غير انه تراجع في اللحظة الاخيرة عن عمل عسكري بعد توصله الى اتفاق دبلوماسي مع روسيا وعدت دمشق بموجبه بالتخلي عن ترسانتها الكيميائية.

وقال السفير السعودي في لندن “سنستمر في إظهار تصميمنا من خلال تقديم الدعم للجيش السوري الحر وللمعارضة السورية”.

واذ اقر بخطر المجموعات المرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا، اكد ان افضل وسيلة للتصدي لتنامي نفوذ المتطرفين في صفوف المعارضة هي بدعم “ابطال الاعتدال” فيها.

وأضاف انه “من السهل للبعض استعمال تهديد القاعدة باعمال ارهابية كحجة للتردد او لعدم التحرك”، مؤكدا ان “الوسيلة لتحاشي تمادي التطرف في سوريا وفي اماكن اخرى تكون بدعم الاعتدال ماليا وماديا ونعم عسكريا اذا تطلب الامر ذلك”.

واعتبر الأمير السعودي ان نظام بشار الأسد أعظم سلاح للدمار الشامل. وأن نظام الأسد يعزز وجود القوات الايرانية في سوريا. وقال “هؤلاء الجنود لم يدخلوا إلى سوريا لحمايتها من احتلال خارجي معادٍ، بل هم هناك لدعم نظام شرير يلحق الضرر والأذى بالشعب السوري. وهذا نمط مألوف بالنسبة لإيران التي مولت ودربت الميليشيات في العراق، وإرهابيي “حزب الله” في لبنان والمتشددين في اليمن والبحرين” حسب النص الذي نشرته “نيويورك تايمز”.

وقال السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد لفضائية “العربية” تعليقاً على القول إن مؤتمر “جنيف2” قد لا يؤدي إلى تنحي بشار الأسد، إن “موقفنا ثابت منذ بداية الثورة، بشار الأسد فقد الشرعية بشكل كامل” مؤكداً أنه لا دور للأسد في المرحلة الانتقالية.

وقال فورد إن الائتلاف السوري المعارض هو الممثل الشرعي للشعب، مشدداً على ضرورة التنسيق بين كافة القوى المعارضة لحل الأزمة السورية.

وذكرت مصادر في المجلس الوطني السوري لـ”المستقبل” أن السفير فورد التقى في اسطنبول أمس أعضاء من المجلس برئاسة جورج صبرة رئيس المجلس، وحثهم من جديد على المشاركة في جنيف2، فيما ينتظر المجلس اجتماع الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري المعارض في 7 كانون الثاني المقبل لاتخاذ القرار النهائي في هذا الشأن.

كذلك أكد مستشار شؤون الرئاسة في مكتب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض منذر اقبيق الاربعاء ان الدول الغربية الداعمة للمعارضة السورية كررت خلال اجتماع عقد اخيرا في لندن ان بشار الاسد “لن يكون له اي دور” في المرحلة الانتقالية.

وضم اجتماع عقد في 13 كانون الاول في العاصمة البريطانية الدول الـ11 الاساسية الاعضاء في مجموعة اصدقاء سوريا.

وقال اقبيق ان “كل الدول الـ11 (وبينها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا) ومن خلفها 100 دولة في مجموعة اصدقاء سوريا، متفقة سياسيا على انه لا يجب ان يكون هناك دور للاسد في المرحلة الانتقالية، وهذا ليس فقط الكلام الرسمي. نفس الكلام الذي يحكى في الاجتماعات هو الذي يحكى رسميا”.

ونفى معلومات صحافية مفادها ان الدول الغربية المناهضة للاسد ابلغت المعارضة السورية خلال اجتماع كانون الاول ان الأسد قد يبقى في السلطة بسبب المخاوف من تصاعد نفوذ المجموعات المتطرفة في مواجهة المعارضة المعتدلة.

واضاف اقبيق “قرأت التقارير الصحافية اليوم (أمس) في هذا الشأن. انا كنت موجودا في كافة الاجتماعات ولم يتم الحديث بهذه الطريقة او حتى بشكل قريب منها. بالعكس، الحديث كان على تمام النقيض من ذلك”.

وتابع “صدر بيان نهائي عن الاجتماع (…) يؤكد بيان لندن في 22 تشرين الاول الذي اكد على انتقال السلطة الى هيئة انتقالية من دون وجود الاسد واعوانه الملطخة ايديهم بدماء السوريين والا يكون لهم دور في المرحلة الانتقالية. البيان الجديد اكد على هذه النقطة”.

وبدأ وفد من الائتلاف السوري المعارض برئاسة احمد الجربا مساء الاربعاء زيارة الى اربيل لبحث مسألة مشاركة القوى الكردية السورية في مؤتمر جنيف2 للسلام في سوريا، في وقت تجري هذه القوى مباحثات في ما بينها.

وقال بهجت بشير عضو المجلس الوطني الكردي السوري لوكالة “فرانس برس” “وصل وفد من الائتلاف السوري المعارض برئاسة احمد الجربا الى مدينة اربيل لاجراء مباحثات مع الاطراف الكردية حول مشاركتهم في مؤتمر جنيف2”.

وتستمر براميل النظام المتفجرة بخطف أرواح السوريين في حلب لليوم الرابع على التوالي, على وقع اشتباكات طاحنة في دير الزور, وقصف مركز ومجازر في مدن الغوطة الدمشقية.

وأحصى مراسلو المكتب الإعلامي للهيئة العامة للثورة السورية في حلب نحو 15 برميلا ألقتها طائرات النظام على أحياء المدينة, أوقعت أكثر من 50 مدنيا شهداء وعدداً كبيراً من الجرحى, حالة اغلبهم خطيرة, وأضاف المراسلون أن المناطق التي استهدفها القصف هي الحيدرية, والقاطرجي ومساكن هنانو, والسكن الشبابي, قاضي عسكر.

وتدور رحى معارك طاحنة في دير الزور يتقدم فيها الثوار على مختلف الجبهات, في الوقت الذي ردت فيه قوات النظام بقصف الأحياء المحررة في المدينة بأنواع الأسلحة كافة.

كما حقق الثوار تقدما كبيرا على جبهة الرشدية تمكنوا خلالها من تحرير مبنى بنك بيمو الذي كانت تستخدمه قوات النظام لقنص المدنيين, كما حررت عديد الأبنية المحيطة به بالإضافة لمسجد أنس بن مالك ذي الموقع الاستراتيجي في الحي.

وهناك أنباء عن اقتحام الثوار لمحطة “المهاش” النفطية القريبة من اللواء 137 بريف ديرالزور الغربي, وسط أنباء أخرى عن انسحاب عناصر النظام من مبنى الاذاعة (الحجيف), في الوقت الذي استهدفت فيه قوات النظام ب 7 صواريخ منطقة عياش تحتاني.

وفي العاصمة دمشق تدور اشتباكات عنيفة على جبهة حي جوبر فيما يصد الثوار هجمات قوات النظام على حي اليرموك , وسط حملات دهم واعتقال في حب باب سريجة, وقصف صاروخي على حي العسالي.

وفي الغوطة الدمشقية ارتقى اربعة من مقاتلي الجيش الحر شهداء جراء اشتباكات عنيفة مع قوات النظام, بينما كانت تلك القوات تستهدف مدينة عربين براجمات الصواريخ, وتقصف بعنف مدينة داريا, فاستشهد مدني في منطقة وادي بردى في الريف الغربي جراء قصف عنيف جدا استهدف منازل المدنيين في المنطقة.

كما ارتكبت قوات النظام مجزرة في بيت سحم راح ضحيتها 30 شهيدا مدنيا على الأقل, تمكن الثوار من سحب جثث أربعة منهم في حين استولت قوات النظام على بقية جثث الشهداء, ووفق مراسلي المكتب الإعلامي للهيئة في الغوطة فإن قوات النظام استهدفت المدنيين برصاص رشاشاتها على مداخل البلدة, بعد أن حاول حاول مئات من اهالي بلدات الجنوب الدمشقي كافة الخروج من مدخل البلدة.

ونقل مراسلو المكتب الإعلامي في الغوطة أنباء تفيد أن قائد مطار الضمير العسكري اللواء جايز موسى أعطى مهلة حتى يوم الاثنين سيقوم بعدها بـ”مسح” المدينة عن بكرة أبيها، إذ لم يسلمه جيش الاسلام الأسلحة التي سيطر عليها من مستودعات التسليح في المدينة، بالإضافة إلى تسليم جثث قتلى النظام.

وفي ادلب سقط 3 شهداء من عائلة واحد بينهم سيدة وطفل بالإضافة إلى عديد الجرحى جراء قصف عنيف لقوات النظام على مدينة سرمين بريف إدلب , في حين حاولت مروحيات النظام إلقاء مساعدات إلى جنوده المحاصرين في المستشفى الوطني في مدينة انخل بدرعا الذي تحول الى ثكنة عسكرية تقصف المدنيين .

وفي سياق آخر، اعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية المكلفة الاشراف على الخطة الدولية لتدمير ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية امس ان العناصر الكيميائية السورية ستنقل خارج البلاد عبر شاحنات مصفحة روسية وسط مراقبة كاميرات صينية وانظمة اميركية لتحديد المواقع (جي بي اس).

وتفاصيل خطة التدمير، الاولى من نوعها، عرضها مدير عام منظمة حظر الاسلحة الكيميائية احمد اوزومجو امام اجتماع المجلس التنفيذي للمنظمة ونشرت امس.

نظام الأسد يبرّر حبس الطبيب البريطاني الذي توفي بأنه قام بنشاطات “غير مسموحة

“أطباء بلا حدود” تطالب بتعزيز المساعدات عبر الحدود للسكان السوريين

 (أ ف ب، يو بي أي، الموقع الإلكتروني لـ”أطباء بلا حدود”)

طالبت منظمة أطباء بلا حدود، في رسالة مفتوحة وجّهتها إلى مجموعة من البلدان المجتمعة في مقر الأمم المتحدة لمناقشة المساعدات المقدمة إلى السوريين المحتاجين، بالرفع من مستوى المساعدات الإنسانية التي تعبر الحدود إلى سوريا.

ويأتي اجتماع “الفريق الرفيع المستوى المعني بسوريا”، الذي سيُفتتح اليوم في جنيف، في أعقاب إعلان رئاسة مجلس الأمن الدولي للأمم المتحدة أن الفريق سوف يُعنى بتقديم توصيات مبدئية لتسهيل تقديم المساعدات في سوريا. غير أن موضوع تقديم المساعدات الطارئة عبر الحدود السورية إلى السكان الذين يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة لم يُدرّج في برنامج أعمال هذا الاجتماع. ويبدو أن الأمم المتحدة تعتقد بأن مثل هذا النوع من المساعدات يُشكل “خطاً أحمر” بالنسبة للحكومة السورية، في الوقت الذي تُرسل فيه معظم المساعدات الإنسانية الدولية عبر دمشق.

وتقول الدكتورة جوان ليو، الرئيسة الدولية لمنظمة “أطباء بلا حدود”: “إذا بقيت الحكومة السورية القناة الوحيدة للغالبية العظمى من المساعدات الإنسانية الدولية الموجهة إلى سكان البلاد، فإن الملايين منهم سوف يعانون المزيد من الحرمان من المساعدات الملائمة التي هم في أمس الحاجة إليها”.

وتخضع فيه وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لإجراءات مراقبة صارمة تفرضها الحكومة السورية، حيث تلجأ هذه الأخيرة إلى تقييد توزيع المساعدات الإنسانية، خصوصاً منها المساعدات الطبية، في المناطق التي تُسيطر عليها المعارضة أو تحظرها بالكامل.

وقد أدّت هذه المعوقات إلى وقف كامل للمساعدات الإنسانية الموجهة إلى الأشخاص الذين يعيشون في المعاقل التي تُسيطر عليها الجماعات المعارضة والتي تُحاصِرها القوات النظامية، مثل منطقة الغوطة. وبالإضافة إلى ذلك، لا يتلقى الخمسة أو سبعة ملايين شخص الذين يعيشون في الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة بالقرب من الحدود الدولية السورية أي مساعدات طبية على الإطلاق، ولا تحظى إلا بالحد الأدنى من المساعدات المادية القادمة من دمشق، ما يؤكد الحاجة الماسة إلى الرفع من مستوى عمليات نقل المساعدات عبر الحدود.

والجدير بالذكر أن وكالات الأمم المتحدة قد تخلّت عن جهود التفاوض بشأن عبور الحدود للوصول إلى السكان في مناطق المعارضة، تحت ذريعة لجوء الحكومة السورية إلى الانتقام من أنشطتها في دمشق. هذا في الوقت الذي أصبح فيه سكان تلك المناطق يعتمدون في عيشهم على شبكات التكافل السورية وحفنة قليلة من المنظمات غير الحكومية، ومنها منظمة “أطباء بلا حدود”، التي تقدم المساعدات من خلال البلدان المجاورة لسوريا، خصوصاً تركيا. وبالنظر إلى حجم الاحتياجات الهائلة، فإن أنشطة المساعدات القائمة حالياً عبر الحدود تبقى دون المستوى بكثير لتلبية الاحتياجات الهائلة.

وفي الرسالة نفسها، تقول الدكتورة جوان ليو: “على الفريق الرفيع المستوى بشأن سوريا دعم وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع ضحايا النزاع، سواء عبر دمشق أم من خلال البلدان المجاورة لسوريا. فهناك العديد من المعيقات التي تواجهها أنشطة تقديم المساعدات في سوريا يجب أن نجد لها حلاً، ومنها إعاقة وصول المساعدات إلى بعض المناطق من قبل بعض الجماعات المسلحة المعارضة. غير أن نقل المساعدات عبر الحدود إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة يبقى أمراً ضرورياً وحيوياً لا يمكن حذفه من برنامج العمل الإنساني، وإلا فسيبقى الملايين من دون مساعدات. لذلك، يجب على الفريق رفيع المستوى استخدام تأثيره على جميع الأطراف لضمان تحقيق اتفاقات ستؤدي بالفعل وبشكل فوري إلى وصول المساعدات الإنسانية إلى كل من يحتاجها في سوريا”.

في غضون ذلك، بررت وزارة خارجية النظام أمس احتجاز الطبيب البريطاني الذي توفي في السجن بأنه كان موقوفاً لقيامه بنشاطات “غير مسموحة”، وانه انتحر “شنقاً” في السجن.

وقالت وكالة أنباء النظام (سانا): “استدعت وزارة الخارجية والمغتربين بعد ظهر اليوم (أمس) ممثل السفارة التشيكية في دمشق بصفته مسؤول قسم رعاية مصالح بريطانيا في سوريا وسلمته تقرير خبرة طبية ثلاثية حول وفاة المواطن البريطاني عباس خان شاه الذي كان قد دخل الاراضي السورية بشكل غير مشروع وقام بنشاطات غير مسموحة”.

واشارت الى انه بحسب التقرير، فإن سبب الوفاة كان “الاختناق بالشنق، وان عملية الشنق كانت ذاتية اي ان من قام بها هو الشخص نفسه بقصد الانتحار”. اضافت “لا يوجد على صدر الجثة ولا بالدراسة الشعاعية اي آثار لعنف او شدة او مقاومة”.

وكان وزير بريطاني اتهم دمشق الثلاثاء بانها اغتالت “عملياً” الطبيب البالغ من العمر 32 عاماً، والذي كان محتجزاً لدى السلطات السورية منذ تشرين الثاني 2012، فيما كان يعالج طوعاً جرحى مدنيين سوريين.

كما حمل “المرصد السوري لحقوق الانسان” السلطات مسؤولية مقتل خان، مرجحاً ان يكون قد قضى “تحت التعذيب”.

 مقتل نازحين بدمشق وتفجير مقر عسكري بالرقة

                                            اتهم ناشطون سوريون القوات النظامية بقتل ثلاثين شخصا أمس وجرح العشرات في بيت سحم والحجر الأسود بريف دمشق، كما سقط قتلى وجرحى بقصف للقوات النظامية في حلب وحماة، في حين قال مراسل الجزيرة إن مقاتلين من الجبهة الإسلامية فجروا موقعا عسكريا في الفرقة الـ17 بمحافظة الرقة شمالي شرق سوريا.

 وأفاد المراسل بأن قوات النظام تستخدم موقع الفرقة الـ17 مكانا لرصد الطرق والمواقع التي تسيطر عليها المعارضة، وأن مقاتلي الجبهة لغموا المبنى، قبل أن يقوموا بتفجيره عن بعد.

 من جهتها أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن القتلى في بيت سحم والحجر الأسود سقطوا عندما كانوا يحاولون الخروج من المنطقتين المحاصرتين جنوب العاصمة دمشق، بعدما وعدتهم لجنة تسوية مشتركة بفتح معبر إنساني عبر مدخل بلدة بيت سحم.

 وقالت الهيئة إن الأمن فتح النار على الضحايا عند وصولهم قرب الحاجز واعتقل خمسين شخصا على الأقل.

وحسب رواية وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، فإن من سمتهم إرهابيين أطلقوا النار على عائلات كانت ترافق أبناءها المغرر بهم لتسليم أنفسهم إلى الجهات المختصة.

وفي تطور آخر، سقط قتلى وجرحى جراء قصف قوات النظام السوري قرى وبلدات في ريف حماة، واستهدف القصف قريتي مسعود وعقيربات في ريف حماة الشرقي، وبلدة قسطون في الريف الغربي. وفي عقرب بالريف الجنوبي سقط جرحى من عائلة واحدة جراء سقوط قذيفة مدفعية على منزلهم.

استمرار القصف

وفي حلب، قصف الطيران الحربي أمس لليوم الرابع على التوالي عدة أحياء بالمدينة، مما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص وسقوط عدد آخر من الجرحى.

وأفاد مراسل الجزيرة عمرو حلبي بأن طائرات مروحية قصفت بالبراميل المتفجرة أحياء المرجة والجزماتي وهنانو، مما أسفر عن تدمير عدد من المباني السكنية.

وخلف قصف المدينة بالطائرات في الأيام الماضية نحو مائتي قتيل وعشرات الجرحى، وقال مراسل الجزيرة إن معاناة أهل المنطقة لا تتوقف عند انتهاء الغارة الجوية، حيث تمثل إزالة الأنقاض وانتشال الجثث من تحتها معاناة أخرى لهم في ظل نقص شديد في الآليات اللازمة لذلك.

ويقول رجال الدفاع المدني الذين يتولون هذه المهمة إن الخطورة الكبرى تكمن في احتمال قصف المكان مجددا أثناء العمل والبحث عن مفقودين تحت الأنقاض.

وحذر ناشطون في المدينة من وقوع كارثة إنسانية نتيجة الدمار الذي أحدثه القصف، كما تواجه المشافي والنقاط الطبية مصاعب أخرى في ظل تزايد أعداد القتلى والجرحى.

سيطرة للمعارضة

وفي دير الزور، أفاد مراسل الجزيرة أمس بأن مقاتلي جبهة النصرة لأهل الشام وفصائل إسلامية أخرى سيطروا على نقاط أمنية حساسة داخل المدينة، هي حاجزا برج سيريتل وبرج بنك بيمو، وكذلك برج آخر في حي الرشدية المطل على ما يعرف بالمربع الأمني لقوات النظام في المدينة.

وفي تطورات ميدانية أخرى، أفادت شبكة شام الإخبارية بأن قوات النظام نفذت فجر اليوم قصفا مدفعيا على حي الوعر وأحياء أخرى في حمص القديمة، كما تحدثت عن قصف مدفعي مماثل استهدف بلدة سرمين بريف إدلب.

أما مجلس قيادة الثورة في دمشق، فأفاد بأن قوات النظام استهدفت بالقصف مجمع القدم الصناعي جنوبي المدينة، كما تحدث عن اشتباكات على أطراف المنطقة بين الجيش السوري الحر وقوات النظام مدعومة بمقاتلين من حزب الله اللبناني.

ويأتي هذا القصف والأوضاع الصعبة في ظل عاصفة ثلجية تتعرض لها المنطقة منذ أيام، وأدت إلى تفشي الأمراض بين سكان مخيم أطمة السوري قرب الحدود السورية التركية، ودفعت إلى تغير أولويات النازحين، حيث تحولت من طلب معونات غذائية إلى طلب وسائل تدفئة وأدوية ورعاية طبية.

الجولاني: نرفض تعميم التكفير والانفراد بمستقبل سوريا

                                            انتقد قائد جبهة النصرة في سوريا أبو محمد الجولاني أسلوب المغالاة في تكفير الأفراد والمجتمعات المسلمة، وقال إن الجبهة لا ترى هذا المنهج، بل تعتقد أن المجتمعات في بلاد الإسلام “مسلمة في عمومها”، وتعنّف “بل وتعاقب” كل من يقول إن الأصل هو كفر هذه المجتمعات.

وأضاف الجولاني -في مقابلة خاصة مع الجزيرة بُثت منها مقتطفات في نشرة حصاد الأربعاء- أن الجبهة تترك الأمر في الحكم بالتكفير لما وصفه بالمحاكم الشرعية والعلماء، ليقرروه وفق ضوابط الشريعة الإسلامية في هذا الشأن.

وفي ما يتعلق بمستقبل النظام السياسي في سوريا، أكد الجولاني -في المقابلة التي ستبث في العاشرة من مساء اليوم الخميس- أن جبهة النصرة لا تطمح للانفراد بصياغة مستقبل سوريا السياسي بعد سقوط النظام، وقال “لا نريد أن ننفرد بقيادة المجتمع حتى ولو وصلنا إلى مرحلة تمكننا من ذلك”.

وأوضح أنه يترك ذلك في حينه لما سماه لجانا شرعية وأهل الحَل والعَقد، وسيجتمع الجميع “لوضع خطة لإدارة البلد وفق شرع الله تعالى لبسط الشورى والعدل”.

وفي تعليق له على ما جاء في كلام الجولاني، قال المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية محمد أبو رمان للجزيرة إن ما صرح به الجولاني معروف لدى العارفين بجبهة النصرة، وهو ما يميزها عن تنظيم القاعدة، وكذلك عن “الدولة الإسلامية في العراق والشام”.

ورأى أبو رمان أن جبهة النصرة تمثل “تيارا تجديديا” نشأ داخل تنظيم القاعدة بعد رحيل زعيمه أسامة بن لادن، ومن خصائصه تجنب إطلاق التكفير وتعميمه، والدعوة إلى مراعاة الخصوصيات المحلية في البلدان الإسلامية.

ورأى في تصريحات الجولاني رسائل موجهة للداخل بأنها ترفض الغلو والتكفير والانفراد بالسيطرة، وأخرى للإعلاميين والسياسيين في الخارج خلاصتها أن جبهة النصرة ترفض نعتها بوصف “التكفيريين” ولا تسعى لتهميش الأطياف الأخرى، معتقدا أن هذا الكلام سيطمئن الجماعات الإسلامية السورية الأخرى.

سعي أميركي بمجلس الأمن لإدانة قصف حلب

روسيا: تصريحات الأسد لا تساعد في التهدئة

انتقد ميخائيل بوغدانوف مساعد وزير الخارجية الروسي تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد عن احتمال ترشحه للرئاسة العام المقبل، خاصة أن أميركا تؤكد ضرورة تنحيه كنتيجة لمؤتمر جنيف2 المقبل. ويأتي ذلك وسط مساع أميركية في مجلس الأمن لإدانة تصعيد القصف على مدينة حلب.

وقال بوغدانوف في مقابلة مع وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء إن “مثل هذه التصريحات قد تؤثر على الأجواء ولا تساعد في التهدئة”.

وتأتي تصريحات المسؤول الروسي عقب يوم من تأكيد السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد في إسطنبول أن موقف بلاده من الأسد لم يتغير وأن عليه التنحي، وأن واشنطن لا ترغب أيضا في مشاركة إيران بمؤتمر جنيف2.

وأعرب فورد في تصريحات للصحفيين عن تفاؤله بشأن مفاوضات مؤتمر جنيف2 المقرر عقده يوم 22 يناير/كانون الثاني المقبل في بلدة مونترو السويسرية، بسبب عدم وجود فنادق شاغرة في جنيف.

ويأتي ذلك كله في ظل انفتاح أميركي على المقاتلين الإسلاميين في سوريا، حيث قال وزير الخارجية جون كيري الثلاثاء في مؤتمر صحفي بمانيلا مع نظيره الفلبيني ألبرت ديل روزاريو، إن عقد لقاء بين وفد أميركي والجبهة الإسلامية أمر وارد.

وكانت وكالة رويترز نقلت أمس الأربعاء عن مصادر مطلعة في المعارضة السورية أن الدول الغربية نقلت إليها رسالة مفادها أن مؤتمر جنيف2 قد لا يؤدي إلى خروج الأسد من السلطة، وأن الأقلية العلوية التي ينتمي إليها ستظل طرفا أساسيا في أي حكومة انتقالية.

وتعزو المصادر نفسها ما جاء في الرسالة إلى اتساع نفوذ تنظيم القاعدة وغيرها من الجماعات “المتشددة”، واستيلائها على معبر حدودي ومستودعات أسلحة تابعة للجيش السوري الحر “المعتدل” قرب حدود تركيا.

مساع أميركية

وضمن التحركات الأميركية، قال دبلوماسيون أمس إن الولايات المتحدة تقود حملة لدفع مجلس الأمن الدولي إلى إصدار بيان يدين تصاعد العنف في سوريا.

ويتضمن مشروع البيان -الذي أعده دبلوماسيون أميركيون- “استياء” المجلس من الهجوم الذي يشنه الطيران السوري النظامي بمختلف الأسلحة على مدينة حلب في شمال البلاد، كما يتضمن دعوة كل الأطراف وخصوصا الحكومة السورية إلى احترام بيان سابق صدر يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي يطالب دمشق بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.

ووفق إحصائية “أطباء بلا حدود”، فإن الغارات أسفرت عن 189 قتيلا و879 جريحا منذ الأحد الماضي.

ولم تعلق روسيا -العضو الدائم بمجلس الأمن والداعم الأبرز لنظام الأسد- حتى الآن على الوثيقة التي تتطلب موافقة الدول الـ15 الأعضاء في المجلس لتبنيها. لكن دبلوماسيين أوضحوا أن موسكو قد تطلب تعديل النص.

مؤتمر جنيف2

وفي إطار التحضيرات لمؤتمر جنيف2، من المقرر أن يشارك الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في اجتماعات تمهيدية اليوم الخميس بين الروس والأميركيين، وأخرى رسمية يوم غد الجمعة.

وكانت وكالة الأنباء الألمانية نقلت عن مصدر سياسي في الائتلاف قوله إن رئيس الائتلاف أحمد الجربا يترأس الوفد في اجتماع المحادثات التحضيرية للمؤتمر بحضور مسؤولين من أميركا وروسيا.

وكانت دمشق أعلنت رسميا مشاركتها في مؤتمر جنيف2، مؤكدة أنها لا تفعل ذلك من أجل تسليم السلطة، في موقف متناقض تماما مع مطلب المعارضة من المؤتمر وهو استبعاد الرئيس الأسد من العملية الانتقالية.

طعمة: مشروع الجبهة الإسلامية يختلف عنا لكن الاتفاق ممكن

أكد أن عناصرها من السوريين وهدفهم إنشاء دولة ذات طابع ديني لكنهم يقبلون الحوار

العربية.نت

كشف رئيس الحكومة السورية المؤقتة أحمد طعمة في حديث لـ”العربية” عن حصول لقاء قبل أقل من 3 أسابيع بين الجبهة الإسلامية وبعض من أصدقاء سوريا ومن بينهم الأميركيين، حيث تم تناول أبرز المستجدات وأبرز نقاط الاختلاف، وذلك رداً على تصريحات للسفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد الذي نفى لـ”العربية” الاجتماع بالجبهة الإسلامية، وقال: “الجبهة الإسلامية رفضت الجلوس معنا من دون ذكر الأسباب لذلك، ونحن مستعدون للجلوس معهم لأننا نتحدث مع جميع الأطراف والمجموعات السياسية في سوريا”.

وقال طعمة إن مشروع الجبهة الإسلامية يختلف عن مشروعنا لكن الاتفاق ممكن، وأضاف “نرغب في التواصل والاتفاق مع الجبهة وبناء علاقة طيبة معهم لتحديد مستقبل سوريا، ونودّ اللقاء بأكبر عدد ممكن من الفصائل والكتائب والألوية حتى المتشدد منها باستثناء دولة الإسلام في العراق والشام وجبهة النصرة التي لم يحصل بيننا وبينهم أي لقاء”.

وأكد أن هدفهم الوصول إلى دولة مدنية ديمقراطية تعددية، وهو ما يختلف مع ما يطرحه ممثلو الجبهة الإسلامية التي هدفهم إنشاء دولة ذات طابع ديني.

وأشاد طعمة بقول الجبهة الإسلامية إنهم لا يريدون إكراه الناس على أهدافهم، مشدداً على أن الطريق الوحيد المتاح هو إقامة دولة مدنية تعددية تتيح الفرصة لجميع الأطراف، وأضاف “لا حرج في الاختلاف، لكن الحرج في عدم التفاهم والاتفاق”.

الشعب السوري هو مَنْ يختار

وأكد خلال في حديثه من إسطنبول أن الشعب السوري هو مَنْ سيختار شكل دولته المستقبلية، وأوضح أنهم يريدون مصلحة الشعب السوري، وهو ما يتحقق من خلال إجراءات عملية ومشروع واضح المعالم يتكون من دولة ديمقراطية مدنية تعددية يحتكم فيها إلى صوت الشعب في صناديق الاقتراع، مشدداً في قوله على هدفهم في ترسيخ الديمقراطية في سوريا، ومبيناً أن خطورة الوضع مستقبلاً في سوريا تحتم على الجميع أن يضمن سلفاً ما سيكون عليه مستقبل البلاد”.

وأكد طعمة وجود محاولات أميركية جادة للتواصل مع كل الأطراف في سوريا لسماع وجهة نظرهم مع الاحتفاظ بموقفهم بأن الائتلاف هو الممثل الشرعي للشعب السوري الذي نال ثقة 114 دولة ليكون الممثل الرسمي للسوريين.

الجبهة الإسلامية متشددة لكن تقبل الحوار

وكشف طعمة عن أحد أكبر المشكلات التي تجعل الجبهة الإسلامية متشددة في مواقفها وهي أنهم لا يملكون المعلومات الكافية التي تمكّنهم من تقييم الوضع بشكل جيد ومتكامل.

ورداً على سؤال حول الفرق بين الجبهة الإسلامية و”داعش” وجبهة النصرة، قال: “إن الجبهة الإسلامية تقبل بالحوار، وهذا قد يؤدي إلى التفاهم، على عكس داعش وجبهة النصرة اللذين يهدران دماء المسلمين لمجرد الاختلاف في وجهات النظر”.

وتعليقاً على ما إذا كان كل عناصر الجبهة الإسلامية من السوريين، أكد طعمة ذلك وقال: “كل عناصر الجبهة الإسلامية من السوريين، ومنهم مَنْ خرج بالثورة ومنهم من أُكره على حمل السلاح”.

وعن مؤتمر جنيف 2 أوضح طعمة أن الأفكار بدأت تتبلور في الفترة الأخيرة بما يتعلق بالمؤتمر الذي سيكون إجرائياً لتنفيذ جنيف 1 وليس لإعادة التفاهم في المبادئ.

لا دولة خاصة للعلويين

ونفى طعمة بشكل قاطع ما أوردته وكالة “رويترز” بشأن وجود دولة خاصة للعلويين في القوى الأمنية والعسكرية، وقال: “هذا غير صحيح على الإطلاق، ونعلم مَنْ قال هذه المعلومة لرويترز، وهو ليس عضو في الائتلاف ولا علاقة له به، بل هو مقرّب من أحد المقربين من الائتلاف السوري”، ليضيف أن المجتمع الدولي يرى في الائتلاف والأركان ممثلاً للشعب السوري.

رصاص قوات الأسد يلاحق الفارين من الغوطة ويقتل 30

الأمن أطلق النار على مدنيين بينهم نساء وأطفال مستخدماً الرشاشات وبنادق القناصة

دبي – صفاء الضاحي

قال المركز الإعلامي السوري إن قوات النظام قتلت نحو 30 مدنياً على حاجز بلدة بيت سحم مستخدمة الرشاشات وبنادق القناصة، حين كان مدنيون يحاولون الهروب من البلدة بسبب الحصار والجوع.

وبحسب ناشطين بثّوا هذه الصور قامت قوات النظام بإطلاق النار على مدنيين بينهم نساء وأطفال في بلدة بيت سحم وقتلِ نحو ثلاثين منهم إضافة الى إصابة العشرات بجروح عند حاجز البلدة، إذ استخدمت تلك القوات الرشاشات وبنادق القناصة.

المركز الإعلامي السوري في الغوطة الدمشقية كشف أن المئات من أهالي بيت سحم وبلدات أخرى جنوب دمشق حاولوا الفرار من الحاجز على مدخل البلدة بسبب الجوع والأحوال المعيشية الصعبة التي تفرضها قوات النظام من خلال حصارها لتلك المناطق.

شبكة شام الإخبارية تحدثت عن اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في عدة أحياء دمشقية بينها مخيم اليرموك وحي جوبر فيما استهدف الجيش الحر قوات النظام المتمركزة في أطراف حي القابون مستخدما قذائف الهاون.

وفي هذه الأثناء تستمر مأساة سكان حلب الذين يعانون الموت والدمار القادم من البراميل المتفجرة التي تلقيها مروحيات قوات النظام على المدينة والبلدات المحيطة.

الهيئة العامة للثورة السورية تحدثت عن سقوط عشرات القتلى في موجة البراميل المتفجرة التي تلقيها طائرات النظام منذ أيام على أحياء حلب من بينها الحيدرية والقاطرجي ومساكن هنانو والسكن الشبابي وقاضي عسكر.

وتستمر الاشتباكات العنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في عدة محاور، حيث استهدف الجيش الحر بقذائف الهاون مقرات تلك القوات في مطار النيرب العسكري وخان الوزير وبلدتي نبل والزهراء في ريف حلب.

الهيئة العامة للثورة السورية أفادت أن الثوار يحققون إنجازات وتقدم على جميع الجبهات في محافظة دير الزور من خلال عمليات عسكرية أسفرت عن مقتل العشرات من جنود النظام.

فيديو “المهاجرين العراة” يثير موجة من الغضب بإيطاليا

التحقيق حول نوعية المعاملة التي يتلقاها المهاجرون في معسكر استقبال بجزيرة لامبيدوزا

دبي – قناة العربية

فتحت الحكومة الإيطالية تحقيقاً حول نوعية المعاملة التي يتلقاها المهاجرون في معسكر استقبال في جزيرة لامبيدوزا، وذلك في ضوء الجدل المحتدم في إيطاليا وحتى في أوروبا في أعقاب نشر فيديو لمهاجرين يقفون عراةً في البرد ويخضعون للرش بمطهرات للوقاية من الجرب في مركز للمهاجرين بجزيرة لامبيدوزا.

وتحولت إيطاليا إلى بوابة مفتوحة على مصراعيها لمآسي درامية أمام أفواج المهاجرين غير الشرعيين، هذا المسلسل الذي كشفت آخر حلقاته عن تراجيديا من يجتاز البحار طلبا لأرض العجائب.

المأساة الجديدة التي تصادف اليوم العالمي للمهاجرين كشفتها صور فيديو التقطها أحد المهاجرين الذي وصل الى مركز لامبيدوزا في إيطاليا قبل شهرين وتظهر الصور أشخاصا يقفون عراة في البرد ويخضعون للرش بمطهرات طبية للوقاية من داء الجرب.

وتم بث الصور على قناة تلفزيونية إيطالية، في حادثة أثارت جدلاً واسعاً بين أوساط المنادين بحقوق الإنسان.

وعللت الحكومة ذلك بالقول إن الخطوة كانت وقائية لمنع انتشار الجرب، حيث تم عزل المصابين ومن ثم رشهم بمواد طبية.

وفيما بدا رئيس الوزراء الإيطالي انريكو ليتا مصدوما أمرت وزارة الداخلية بفتح تحقيق معمق حول الحادثة التي روّعت الاتحاد الأوروبي.

11 ألف مقاتل أجنبي في سوريا من أكثر من 70 دولة

تقرير: عدد المقاتلين الأجانب ضد النظام السوري تضاعف

دبي – قناة العربية

تضاعف عدد المقاتلين الأجانب في سوريا ضد نظام الأسد ليبلغ عتبة 11 ألفاً ينتمون لنحو 70 دولة، بحسب تقرير حديث أجراه في لندن المركز الدولي لدراسة التطرف.

معارك حسم طاحنة تدور في سوريا، تضاعف معها عدد المقاتلين الأجانب، الذين توافدوا للقتال على الأراضي السورية من كل حدب وصوب.

وأجرى المركز الدولي لدراسة التطرف في كينغس كولج في لندن، تقريراً أشار فيه إلى أن أكثر من 11 ألف مقاتل أجنبي دخلوا سوريا للقتال ضد نظام الأسد، قادمين من أكثر من 70 دولة.

وكشف التقرير أن العرب والأوروبيين يشكلون الجزء الأكبر من المقاتلين الأجانب في سوريا، وذلك بنسبة تصل الى 80%، يليهم مقاتلون من جنوب شرق آسيا، وأميركا الشمالية وإفريقيا والبلقان ودول الاتحاد السوفياتي السابق.

الدول الخمس مع أكبر عدد من المقاتلين الأجانب الى سوريا كلها في الشرق الأوسط، الأردن وتونس وليبيا والسعودية ولبنان.

أما المقاتلين من أوروبا الغربية الذين حملوا السلاح ضد النظام السوري فتضاعف عددهم ثلاث مرات خلال عامين، ليصل الى أكثر من 1900 مقاتل، أغلبهم من فرنسا بريطانيا وبلجيكا.

وتضاعُف عدد المقاتلين الأجانب في سوريا عزاه التقرير إلى أسباب عدّة، أبرزها اتخاذ الحرب في سوريا طابعاً طائفياً، مع تورّط ميليشيات حزب الله اللبناني ومقاتلين من العراق في القتال الى جانب الأسد.

الأمر الذي دفع، بحسب التقرير، إلى توسّع نفوذ جماعات متشدّدة تابعة لتنظيم القاعدة في سوريا، على غرار جبهة النصرة ودولة العراق والشام.

قصف على درعا واستمرار المعاناة بحلب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تعرضت أحياء في مدينة درعا جنوبي سوريا إلى قصف مدفعي، الخميس، في حين استمرت معاناة الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في حلب بعد أيام من القصف بالبراميل المتفجرة.

وذكر “اتحاد تنسيقيات الثورة” أن رجلا وابنته قتلا بقصف تعرضت له بلدة إنخل في درعا في حين قصفت منطقة الشيخ مسكين من اللواء 82 في المحافظة.

وفي دمشق، قالت “شبكة سوريا مباشر” المعارضة إن الجيش الحر استهدف نقاط تجمع القوات الحكومية على أطراف القابون بقصف مدفعي.

وفي هذه الأثناء، أعلنت المعارضة السورية الأحياء التي تسيطر عليها في حلب “مناطق منكوبة” بعد أربعة أيام متواصلة من القصف بالبراميل المتفجرة وسقوط عشرات القتلى.

وقال ما يعرف بـ “مجلس محافظة حلب الحرة”، الذي يدير المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، في بيان نشره على موقعه على الإنترنت “إن هذه المناطق منكوبة بكل المعايير الإنسانية”.

وقد حمل المجلس المسؤولية تجاه ما يجري في حلب إلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة و منظماتها منددا بالسكوت عن “الجرائم البشعة التي يرتكبها بحق المدنيين العزل”.

وتشهد أحياء حلب التي تخضع لسيطرة المعارضة منذ 4 أيام قصفا متواصلا بالبراميل المتفجرة لمحاولة تضييق الخناق على مقاتلي المعارضة، ما أسفر عن مقتل 135 شخصا حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأشارت منظمة “أطباء بلا حدود” إلى اكتظاظ في مشافي المدينة التي تفتقر إلى تجهيزات وأدوية.

موسكو تنتقد تصريحات للأسد

في هذه الأثناء، اتهمت روسيا الرئيس السوري بشار الأسد بتصعيد التوتر في سوريا بتصريحاته حول احتمال مشاركته في الانتخابات الرئاسية في 2014 في ظل النزاع المسلح الجاري في هذا البلد منذ مارس 2011.

وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في مقابلة أجرتها معه وكالة إنترفاكس أن “مثل هذه التصريحات تؤجج التوتر ولا تساهم بتاتا في تهدئة الوضع”.

وأعلن نظام بشار الأسد مرارا أن من حق الرئيس السوري أن يترشح إلى فترة رئاسية جديدة.

ورشة أطراف صناعية لمصابي سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

حرص أبو صلاح على تخصيص ورشته الخاصة لصناعة أطراف صناعية، رأفة بالسوريين الذي أصيبوا في النزاع السوري المستمر منذ 3 أعوام، ويرفض تقاضي أي مبلغ مقابل ما يقدمه من خدمات للمصابين.

وارتأى أبو صلاح مساعدة من أفقده النزاع أحد أعضائه، فأسس الورشة المستقلة التي يشرف عليها في الغوطة الشرقية بالقرب من دمشق على إنتاج أطرافا صناعية لمن أصيبوا في الصراع السوري.

وتصنع معظم هذه الأجهزة التعويضية من ألياف الكربون والبلاستيك لزيادة صلابتها ولتكون مريحة لمستخدميها. لكن الورشة تواجه صعوبات متزايدة في الحصول على تلك المواد مع استمرار الصراع في سوريا.

وتعرقل الانقسامات بين القوى العالمية عملية السلام في سوريا، وتحول أيضا دون قدرة موظفي الأمم المتحدة على دخول الأحياء الخاضعة للحصار حاليا والتي يحتاج سكانها إلى كل أنواع الإعانات.

الكويت تستضيف مؤتمر المانحين لسوريا في 15 كانون الثاني/يناير

الكويت (أ ف ب)

اعلن مسؤول في الامم المتحدة الخميس ان حوالى ستين دولة دعيت للمشاركة في مؤتمر المانحين الذي تستضيفه الكويت في 15 كانون الثاني/يناير ويهدف الى جمع 6,5 مليار دولار لصالح المتضررين من النزاع السوري.

وقال مساعد الامين العام للامم المتحدة والمنسق الاقليمي للشؤون الانسانية في المنظمة نايجيل فيشر في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الكويتية ان المؤتمر سيستمر يوما واحدا وسيفتتحه امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح.

وبحسب فيشر، فان الاموال التي ستجمع ستخصص لاغاثة حوالى 13,4 مليون سوري من المتوقع ان يكونوا من المتأثرين بالنزاع في بلدهم.

وهذا الرقم اكبر بشكل ملحوظ من الرقم الذي اعلنت عنه الامم المتحدة في تقديراتها قبل ستة اشهر وهو عشرة ملايين نسمة.

وبحسب فيشر، فان الامم المتحدة ستكون بحاجة الى 2,3 مليار دولار عام 2014 لاغاثة 9,3 مليون سوري داخل سوريا، و4,2 مليار دولار لاغاثة 4,1 مليون لاجئ سوري في الخارج.

وكان المؤتمر السابق للمانحين الذي استضافته الكويت مطلع السنة شهد تعهدات بتقديم 1,5 مليار دولار، فيما افاد مسؤولون كويتيون انه تم الوفاء بهذه الالتزامات بنسبة 75%.

وخمس المبالغ المطلوبة سيخصص للغذاء فيما يخصص الباقي لمياه الشرب والطبابة والمدارس ولاقامة مخيمات للاجئين.

«الجيش السوري الحر»… ضغوط التمويل والتسليح

في إحدى الشقق في مدينة «إربد» الأردنية التي أصبحت محطة استراحة للمعارضة السورية، ينتظر أحمد الحريري أسلحة وذخائر يقول إنه تلقى وعوداً بها، وربما يطول انتظاره.

ويقود الحريري لواء مكوناً من 450 فرداً في الجيش «السوري الحر» في موطنه درعا مهد الثورة السورية التي اندلعت في عام 2011. لكن بعد أن كان الغرب يتودد إلى الجيش «السوري الحر»، الذي يحصل على دعم من قبل أشخاص يعيشون في المنفى مناهضين لنظام الأسد، بدأ التمويل المقدم ينضب خلال الأشهر القليلة الماضية، ومن ثم أقدم مقاتلوه المحبطون على الرحيل.

وانتهت الحال ببعض المقاتلين إلى صفوف جماعات معارضة مسلحة تنتمي إلى تنظيم «القاعدة»، ممن جذبت قضيتهم الطائفية مقاتلين وتمويلات خارجية، الأمر الذي يدق جرس الإنذار أمام القوى الغربية التي دعمت في البداية الثورة ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وأوضحت الولايات المتحدة وبريطانيا الأسبوع الماضي أنهما علقتا المساعدات غير القاتلة إلى الثوار السوريين في الشمال بعد أن أغار ثوار إسلاميون على مخزن تديره مجموعة متحالفة مع الجيش «السوري الحر»، وهو ما يلقي الضوء على وجود أزمة قيادة في المعارضة السورية المسلحة. وأفاد مسؤولون أميركيون بأن قائد الجيش «السوري الحر»، الجنرال سليم إدريس غادر إلى تركيا.

وأشار الحريري الذي يتبع القائد الإقليمي للجيش «السوري الحر» إلى أنه «في بداية الثورة كنا نحصل على الملايين»، مضيفاً «كنا نتلقى أموالاً من مواطنينا في إحدى الدول العربية تتراوح بين 80 ألفاً ومائة ألف دولار كل شهر أو شهرين». وأكد أن رجاله الآن يتناولون وجبة واحدة في اليوم، بينما يعتمد على تبرعات من شقيقه، رجل الأعمال، من أجل شراء السجائر وبطاقات الهواتف للمقاتلين. وتابع الحريري «رغم استمرار القتال في درعا، فإن عدداً من مقاتليه في إجازة، لأنه ليست هناك أموالاً كافية لإطعامهم»، لافتاً إلى أن مجموعته كانت تقاتل ضمن تحالف غير مريح مع جماعات موالية للقاعدة ضد قوات الحكومة السورية. وقرأ الحريري رسالة من نائبه في درعا تقول «إنه سمح لمعظم المقاتلين بالحصول على إجازة لإيجاد عمل بسبب نقص الغذاء». وأضاف الحريري «إن بعض رجاله يفكرون في قبول عروض بالانضمام إلى جماعة أحرار الشام، التي تعتبر من بين الجماعات الرئيسة التي تقاتل لصالح الدولة الإسلامية التي نفذت عمليات مشتركة مع تنظيمات تابعة للقاعدة».

ووصف هذه العروض بأنها جيدة، فهم يعطون المقاتلين سيارات ورواتب، ولديهم عربات رباعية الدفع وأسلحة مضادة للطائرات، ويدفعون 150 دولاراً شهرياً للمقاتل، وهو ما يعتبر مبلغاً مالياً ضخماً بالنسبة لهم.

وتقوم الأردن المجاورة بدور رئيس في المساعدة على تنسيق قوات الجيش «السوري الحر» المنقسمة في جنوب سوريا، عبر نقل المساعدات والأسلحة والذخائر الغربية. وتتم معالجة جرحى المقاتلين في مرافق طبية أردنية، بينما يسافر قادة «الجيش السوري الحر» إلى الأردن لمقابلة المسؤولين العسكريين من الولايات المتحدة وأوروبا والدول العربية.

وكجزء من مساعداتها السرية للمعارضة السورية، تقود وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تدريب المقاتلين السوريين في جنوب المملكة، حسبما يقول مسؤولون أميركيون سراً.

وتواصل دول عربية أخرى تمويل جماعات أفضل تسليحاً وأكثر تعصباً، من بينها تلك التنظيمات المرتبطة بـ«القاعدة» مثل «جبهة النصرة»، حسب مسؤولين عرب وغربيين، الذين أوضحوا أن الجبهة ربما تتقاسم بعض القيادات مع «القاعدة» في العراق وسوريا. مع التركيز على محادثات السلام بوساطة الأمم المتحدة المزمع عقدها في يناير المقبل، توقفت معظم المساعدات المقدمة إلى الجيش «السوري الحر»، وفق محللين وقادة ميدانيين.

وذكر الحريري «منذ أربعة أشهر لا نحصل على أسلحة، وإذا طلبنا قهوة يعطوننا مياهاً»، مضيفاً «كل شيء تم تقليصه .. الأسلحة والذخائر وحتى الغذاء».

وأفضت اغتيالات في صفوف قادة الجيش «السوري الحر» واستقالات آخرين إلى إضعافه وحدوث انقسامات داخلية عميقة. ولطالما كان هذا الخلل التنظيمي وخطر وقوع الأسلحة في أيدي الجماعات المسلحة المناهضة للغرب، مبعث قلق المسؤولين الأميركيين، الذي حال دون تقديم مساعدات عسكرية للجيش «السوري الحر» وجماعات المعارضة المسلحة الأخرى.

وقالت محررة موقع «سوريا ديبلي» لارا ستراكيان، التي تتخذ من واشنطن مقراً لها، «نشاهد فكرة الانهيار في صفوف الجيش السوري الحر بسبب نقص الموارد تتجسد على أرض الواقع ببطء». وأضافت «ترك بعض الأعضاء صفوف الجيش السوري الحر للانضمام إلى جبهة النصرة بسبب افتقارهم إلى موارد من أجل مواصلة القتال، إلى جانب شعورهم بالحاجة إلى حماية جماعات أخرى مثل الدولة الإسلامية في العراق وسوريا». وتابعت «بالنسبة لهؤلاء المقاتلين تعتبر جبهة النصرة أخف الضررين».

ويقول الحريري «إن المقاتلين الذين ينضمون إلى جبهة النصرة يتم نقلهم إلى معسكر في جنوب سوريا، حيث يتم دمجهم في المذهب الفكري للجماعة المتشددة».

وقبل الحرب، كان الحريري يعيش في الكويت ويعمل في مجال تصميم الملابس النسائية، كما كان يستثمر أيضاً في مصنع حفاظات الأطفال في دمشق وستوديو تسجيل صوتي. وأفاد «كانت حياتي سهلة .. أضحك وأمزح، ولم أكن في حاجة إلى أي شخص، وكان كل شيء على ما يرام». واستدرك «لكن حتى حين ذلك كانت قوات الأمن السورية تتدخل في كل جوانب الحياة العادية، لدرجة أن أي شخص يريد الزواج كان عليه الذهاب للحصول على تصريح من السلطات الأمنية». وأدى الحريري الخدمة العسكرية الإجبارية في مدينة قرداحة في محافظة اللاذقية حيث ولد والد الأسد، والتي تعتبر معقلاً للأسرة الحاكمة. وعندما بدأت الثورة، يقول الحريري إنه شهر بندقيته لحماية المتظاهرين في درعا، لافتاً إلى أن أول شخص قتله كان مخبراً للنظام.

وذكر أنه تم اعتقاله وسجنه، منوهاً بأنه كان يحتجز في زنزانة بالغة الضيق حيث يجبر على النوم واقفاً مع 19 شخصاً آخرين، وكان يتم تعليقهم من أرجلهم ويتعرضون للضرب والحرق. وأوضح أنه تم إطلاق سراحه في سبتمبر 2012 بعد لقاء وفد الجامعة العربية التي قررت أنه تعرض للتعذيب وطالبت بالإفراج عنه. وتابع «بعد شهر من إطلاق سراحه أطلق النار مع مقاتلين آخرين على حافلة عسكرية وسيارة مصاحبة لها ببنادق آلية، ما أسفر عن مصرع 46 عسكرياً».

nجان آراف ووجد ضنية

«كريستيان ساينس مونيتور»

الاتحاد

سورية تسقط في الهاوية

منذ سبعة أسابيع اتهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري الديكتاتور السوري بشار الأسد بشن “حرب مجاعة” على مئات الآلاف من المواطنين في المناطق التي تسيطر عليها قوات المتمردين, التي تخضع لحصار تفرضه القوات الحكومية التي ترفض السماح بدخول امدادات الغذاء والدواء.

وحذر السيد كيري من خطورة الوضع بقوله: يتعين على العالم ان يتصرف بسرعة لان تكتيكات النظام تهدد بوقوع كارثة انسانية تسقط البلد في الهاوية.

ومنذ ذلك الحين, لم يكن هناك اي عمل او تصرف عملي – لا من جانب “العالم” ولا من قبل الولايات المتحدة التي تمتلك الوسائل المناسبة لكسر الحصار – ولكنها لا تختار استعمال هذه الوسائل او توظيفها, والنتيجة ان سورية, مع بداية فصل الشتاء قد تنحدر الى الهاوية التي تحدث عنها السيد كيري.

وإذا أمعنا النظر في تقرير فاليري آموس منسقة الشؤون الانسانية في الأمم المتحدة “4 ديسمبر” نجد أن سبعة ملايين سوري, اي 40 في المئة من السكان, هم في أمس الحاجة الى المساعدات الغذائية والطبية.

بحلول نهاية العام, سيصبح عدد اللاجئين في الدول المجاورة 3 ملايين, ولا يحصل على المساعدات الدولية سوى جزء بسيط من المحتاجين الى تلك المساعدات.

في بعض المناطق المحاصرة بالقرب من دمشق هناك نحو 290 الف مواطن قطع عنهم الغذاء والدواء منذ اكثر من ستة اشهر. وفقا لهيومن رايتس ووتش “يعاني الناس من نقص حاد متزايد في المواد الغذائية, وهم يموتون من نقص الرعاية الطبية بسبب الحصار”, وقال مواطنون لمحققين في مقابلات هاتفية انهم يأكلون أوراق الأشجار.

لم يبد السيد كيري- الذي كرس معظم وقته في الأسبوعين الماضيين في رحلات مكوكية دون جدوى بين الاسرائيليين والفلسطينيين- اهتماما كبيرا بالكارثة الانسانية التي تتكشف في سورية منذ نشرنا لمقال افتتاحي حول هذا الموضوع في 25 اكتوبر, بل انحصرت سياسة الولايات المتحدة في إخراج الاسلحة الكيماوية التي يمتلكها نظام الأسد من البلاد, والترويج لمؤتمر سلام الشهر المقبل في سويسرا.

انهارت تماما الستراتيجية التي تبناها يوما ما السيد كيري والقائمة على دعم المتمردين, وكذلك انهارت القوى المعتدلة التي كانت تستهدفها تلك الستراتيجية ما اضطر الادارة الآن لاجراء محادثات مع ائتلاف اسلامي تفوق على حلفاء تلك الادارة.

استراتيجية السيد كيري في مؤتمر السلام تعتمد على الاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية تضم ممثلين عن جميع الاطراف, لكن هذا الهدف الاشبه بتسديدة بعيدة, هو الآن مجرد هدف وهمي, ومع عدم وجود اتباع على ارض الواقع, يفتقر زعماء المعارضة المعتدلة الى المكانية اللازمة لاقتراح مثل هذا التشكيل الحكومي الموقت في حين ان كلا من النظام والجماعات الاسلامية يرفضون هذه الفكرة, كما ان روسيا وايران, اللتين ساعدتا قوات الأسد في تحقيق سلسلة من الانتصارات العسكرية التكتيكية في الاشهر الاخيرة, لا تظهران اي علامة على التراجع او وقف دعمهما للنظام.

اصبح مؤتمر السلام ورقة توت تخفي وتغطي غياب ستراتيجية واضحة للولايات المتحدة في الشأن السوري – وليس من المقرر ان يبدأ المؤتمر قبل ستة اسابيع. وخلال ذلك الوقت سيموت الآلاف من المدنيين السوريين بلا شك من الجوع, أو سيكونون عرضة للموت بسبب نقص الدواء والعلاج, ان لم يقتلوا جراء القصف العشوائي للنظام. الولايات المتحدة لديها خيارات لم تستخدمها, اذ يمكنها ان تطالب روسيا بوقف عرقلة قرار من مجلس الأمن الدولي يأمر نظام الاسد بالسماح بوصول قوافل الاغاثة الى المحتاجين مقابل المضي قدما في المؤتمر الذي جاء بمبادرة من موسكو, كما يمكن ان تهدد القوات التي تفرض حصارا بعدم تنفيذ ضربات صاروخية وجوية.

كتب السيد كيري: لا يمكن للعالم الجلوس ومشاهدة الابرياء يموتون, لكن هذا هو بالضبط ما فعله كيري وادارة اوباما بصفة عامة. –

واشنطن بوست

السياسة

جنيف 2 : مجلس حكم انتقالي برأسين؟/ عمر العبد الله

 يقترب موعد انعقاد مؤتمر جنيف 2، وتكثر معه المواقف الدولية. تلك المواقف ما انفكت تعطي المعارضة السورية تطمينات عن أن لا دور للرئيس السوري، بشار الأسد، في مستقبل البلاد، ولا سيما بعد مؤتمر جنيف 2، الذي يصفه دبلوماسيون بالفرصة الأخيرة للخروج من الأزمة السورية، لكن تقارير إعلامية تقول غير ذلك.

وكالة أنباء “رويترز” نقلت عن مصادر في المعارضة، دون أن تسمها، معلومات لا تطمئن المعارضين، إذ قالت إن الدول الغربية أبلغت قيادات من الائتلاف السوري المعارض، خلال اجتماع لأصدقاء سوريا جرى الأسبوع الماضي في لندن، أن جنيف 2 قد لا يفضي إلى رحيل الأسد عن السلطة.

ومما قاله المصدر الذي وصفته “رويترز” بأنه عضو كبير في الائتلاف على صلة وثيقة بمسؤولين من السعودية “اوضح اصدقاؤنا الغربيون في لندن أنه لا يمكن السماح بإبعاد الأسد الان لاعتقادهم بأن ذلك سيؤدي إلى حدوث فوضى وسيطرة الإسلاميين المتشددين على البلاد.”، مشيرا إلى احتمال أن يجري الأسد انتخابات رئاسية عندما تنتهي مدته رسميا العام القادم “البعض حسبما يبدو لا يمانع حتى في أن يرشح نفسه مجددا العام المقبل متناسيا انه استخدم الغاز السام ضد شعبه.

تقرير الوكالة أستدعى رداً أميركياً سريعاً، جاء على لسان السفير الأميركي السابق في دمشق، روبرت فورد، المتواجد في تركيا، اذ سارع للتأكيد في تصريحات إعلامية على أن “موقفنا ثابت منذ بداية الثورة، بشار الأسد فقد الشرعية بشكل كامل”.

بدوره نفى الائتلاف صحة هذه الأنباء بشكل قاطع، وتحدث عن سيناريو مختلف تماماً للسيناريو الذي أوردته وكالة “رويترز”.

وتعليقاً على الموضوع، قال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف، فايز سارة، في حديث لـ”المدن” إن لدى الائتلاف “صورة أخرى متناسبة عن جنيف 2، عبر الاتفاق على تشكيل جسم حكم انتقالي، بصلاحيات كاملة، الأمر الذي يعني أنه لا مكان للأسد في المرحلة الانتقالية”.

ورأى سارة أن تصريحات المسؤولين الأميركيين جاءت عكس ما قالته “رويترز”، ولا سيما تصريح السفير فورد الذي أكد ما قاله وزير الخارجية الأميركي جون كيري في وقت سابق بأن لا مكان للأسد في سوريا. واعتبر سارة أن موافقة الائتلاف على المشاركة في جنيف 2 ضمن محددات واضحة هي “تكريس لاستقلال القرار داخل الائتلاف”.

بدورها، أكدت مصادر مطلعة داخل الائتلاف، في اتصال هاتفي مع “المدن” أن ضمانات قدمت للائتلاف عن المرحلة الانتقالية في اجتماع لندن لمجموعة أصدقاء سوريا، وأشارت المصادر إلى “أن جسم الحكم الانتقالي المتوقع تشكيله بعد جنيف 2 سيكون جسماً برأسين، رأس منشق عن النظام، ويرجح أن يكون علوياً، للإشراف على الجيش والأجهزة الأمنية، ورأس من المعارضة للإشراف على باقي الملفات”، دون أن تشير هذه المصادر إلى أسماء محددة لرئاسة الجسم الانتقالي، أو إلى مصير الأسد.

من جهته اعتبر المحلل السياسي، ماجد كيالي، أن تقرير “رويترز” غير واقعي ويتنافى مع مضمون بيان لندن لمجموعة أصدقاء سوريا، مشيراً في حديث لـ”المدن” إن “أكثر ما يخشاه الأسد اليوم هو جنيف، لأن المؤتمر سيجعل له شركاء في السلطة، ما يعني تآكل سلطته وشرعيته”.

وأوضح كيالي أن المعطيات الحالية تقول إنه لا يمكن تغيير الواقع مئة في المئة، لذلك فإن على المعارضة أن تقبل بسبعين أو ثمانين في المئة، بانتظار مرحلة أخرى، وإلا فإن الوضع سيبقى على حاله وسيبقى هذا الدمار الرهيب.

وعلى صعيد التحضير لمؤتمر جنيف 2، يشارك الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في اجتماعات تمهيدية الخميس بين مسؤولين أميركيين وروس، وأخرى رسمية يوم الجمعة. وقال مصدر سياسي في الائتلاف لـ”المدن” إن الاجتماع سيترأسه رئيس الائتلاف أحمد الجربا.

وأضاف المصدر أن الجربا سيجتمع كذلك مع المبعوث الدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، وكذلك مع مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، جيفري فيلتمان، إضافة إلى مساعدة وزير الخارجية الأميركية، ويندي شيرمان، ومساعدي وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاديلوف ، على أن يلتحق في ما بعد، ممثلو الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والدول المجاورة لسوريا إضافة إلى ممثلي دول الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.

المدن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى