أحداث الخميس 20 تشرين الثاني 2014
كيري لـ «فك تحالف منفعة» بين الأسد وتنظيم «داعش»
لندن، أنقرة، باريس، بيروت – «الحياة»، أ ف ب، رويترز –
أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن «الإحباط» لعدم استجابة واشنطن وحلفائها الشروط التي حددها للدخول في التحالف الدولي- العربي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، فيما اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن ضرب «داعش» لن يساعد «الديكتاتور الجاثم على صدر البلاد (الرئيس) بشار الأسد»، لأن النظام والتنظيم «يتبادلان المنفعة ويعتمدان على بعضهما بعضاً».
وأفيد بأن مقاتلات التحالف ضربت أمس مقراً لـ «جبهة النصرة» في شمال غربي سورية، في وقت تمددت «النصرة» في ريف حلب. وأعلنت باريس توسيع مشاركتها في التحالف بعد كشف متطرف فرنسي ثان شارك في عملية الإعدام الجماعي التي نفذها «داعش» قبل أيام في حق جنود نظاميين ورهينة أجنبي. (للمزيد)
وقال أردوغان للصحافيين في مطار أنقرة قبل بدئه جولة في أفريقيا، إن التحالف «لم يتخذ أياً من الخطوات التي طلبناها». وتزامن هذا الموقف مع زيارة المبعوث الرئاسي الأميركي جون الان لأنقرة لإجراء محادثات مع المسؤولين الأتراك، كما استبق زيارة نائب الرئيس الأميركي جون بايدن الذي سيلتقي رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو غداً وأردوغان بعد غد.
وقال أردوغان إن «الأطراف لم تتخذ بعد خطوات حاسمة في شأن خطة تدريب وتجهيز» مقاتلي «الجيش السوري الحر». ونبّه إلى أن تركيا لن تغيّر موقفها إلا بعد الوفاء بهذه الشروط، مضيفاً: «بالطبع تركيا ستبقى على موقفها حتى اكتمال هذه العملية».
وعشية زيارة بايدن أكد مسؤول بارز في الإدارة الأميركية أن اقتراح أنقرة إقامة منطقة عازلة ومنطقة حظر جوي في سورية «ليس على جدول الأعمال». وقلل من أهمية الخلافات بين البلدين.
ونقل موقع «السفارة الأميركية في سورية» على «فايسبوك» عن كيري قوله أمس: «بعضهم يعتقد بأن الضربات الجوية ضد «داعش» في سورية سيكون لها تأثير عكسي وستساعد الديكتاتور الجاثم على صدر البلاد بشار الأسد، الذي أنتج بقمعه الوحشي أكبر كارثة إنسانية في هذا القرن. لكن هذا الافتراض قائم على قراءة خاطئة للواقع السياسي في سورية»، وزاد: «نظام الأسد وتنظيم داعش يعتمدان على بعضهما بعضاً، لهذا السبب قصف الأسد المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المعتدلة بلا هوادة بينما لا يفعل شيئاً تقريباً لعرقلة تقدم داعش. الأسد وداعش بينهما تبادل منفعة، لذا فإن الإستراتيجية التي اتبعناها بالتنسيق مع شركائنا، هي توفير الإمكانية لوجود خيار جديد للمعتدلين يستبعد الإرهابيين والأسد».
إلى ذلك، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن مقاتلات التحالف شنت غارة على مدينة حارم في ريف ادلب «استهدفت منزلاً خالياً من السكان ما أدى إلى تدميره وسقوط مقاتلين من جبهة النصرة كانا قريبين من المبنى».
ولفت إلى أن مقاتلي «الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة أنصار الدين وجبهة النصرة سيطروا على قرى الجعارة وطاط وعقربا في ريف حلب الجنوبي، بعد اشتباكات مع قوات النظام». وأضاف أن «النصرة» فجرت سيارة في دمشق أمس. وأفاد «المرصد» عن مقتل «تسعة مدنيين بينهم امرأة وجرح 16 في قصف نفذه الطيران الحربي السوري على الرقة» شمال شرقي البلاد.
في باريس، أعلن وزير الدفاع جان ايف لودريان أن فرنسا ستنشر ســت طائرات «مــيراج» في الأردن لتضاف إلى طائرات «رافال» التسع المتمركزة الآن في الإمارات للمشاركة في قصف «داعش».
مجلس الأمن
في نيويورك، حذر مجلس الأمن من ازدياد قوة شبكات تجنيد الإرهابيين وسهولة تنقلهم بين الدول وقدرتهم الكبيرة على الحصول على التمويل. وأعرب المجلس في بيان رئاسي صدر بإجماع أعضائه عن قلقه من أن عدد المقاتلين الإرهابيين الأجانب «تجاوز خمسة عشر ألفاً في سورية والعراق واليمن والصومال» ومناطق أخرى، مبدياً «القلق البالغ من توسع سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية – داعش وجبهة النصرة وتأثيرهما على الوضع في سورية والعراق وباقي المنطقة بما في ذلك اعمال العنف التي ترتكبها وتأجيج التوترات الطائفية». ودعا الدول الى اتخاذ كل التدابير اللازمة لتنفيذ التزاماتها بموجب قرارات المجلس.
واشنطن: ضربة جوية جديدة ضد “خراسان” في سورية
واشنطن – أ ف ب
نفذت الولايات المتحدة ضربة جوية ضد “مجموعة خراسان” الجهادية في شمال غرب سورية، في آخر هجوم جوي ضد هذه المجموعة المقربة من تنظيم القاعدة، كما اعلنت القيادة الاميركية الوسطى المكلفة المنطقة الاربعاء.
واوضحت القيادة الاميركية ان “الطيران الاميركي ضرب ودمر موقع تخزين على علاقة بشبكة لمقاتلين سابقين في القاعدة اطلق عليها احيانا اسم “مجموعة خراسان” التي يحضر عناصرها هجمات خارجية ضد الولايات المتحدة وحلفائها”. وحصلت الغارة الجوية خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية، كما اضاف مسؤولون من دون اعطاء المزيد من التفاصيل. ومجموعة خراسان تلقت ثلاث ضربات في السابق من الطيران الاميركي: مرة اولى في ايلول (سبتمبر) في بداية حملة الضربات الجوية في سورية ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) والتي اطلقت في 23 ايلول (سبتمبر)، ومرتان هذا الشهر، وفق ما ذكرت القيادة الاميركية التي تشرف على هذه الحرب التي يشنها التحالف الدولي المناهض للجهاديين من الجو. وخلال احدى الضربتين خلال هذا الشهر، قتل الخبير الفرنسي في المتفجرات لدى خراسان دافيد داود دروغون في ضربة جوية شنها الطيران الاميركي. ومجموعة خراسان هي مجموعة لم تكن معروفة الى حين رصدتها اجهزة الاستخبارات الاميركية في ايلول (سبتمبر). واكد المسؤولون الاميركيون انها تضم اعضاء من تنظيم القاعدة في افغانستان وباكستان ذهبوا الى سورية.
اسبانيا تدعو الى استخدام تسمية “داعش” بدل “الدولة الاسلامية“
مدريد – أ ف ب
دعا وزير الدولة الاسباني المكلف الامن فرانشيسكو مارتينيز الثلثاء على هامش ندوة حول الارهاب في مدريد وسائل الاعلام والخبراء الى ان تستخدم بدلاً من “الدولة الاسلامية” تسمية “داعش” لأنها “مهينة للعدو”.
ويشير اختصار “داعش” الاكثر رواجاً الى تسمية “الدولة الاسلامية في العراق والشام” والذي تخلى عنه التنظيم واطلق على نفسه اسم “الدولة الاسلامية” في حزيران (يونيو) بعد استيلائه على مساحات واسعة من سورية والعراق. كما غير التنظيم اسم زعيمه ابو بكر البغدادي ليصبح “الخليفة”، وهو ما ذكر به المسؤول الاسباني قائلاً: “هذا رمزي. لانه من خلاله يسعى منتسبوه لاعطاء انفسهم صفة سياسية وان يبدو (التنظيم) كذلك فريداً ومتماسكاً وقوياً ومتميزاً عن المنظمات الارهابية الاخرى”. واضاف: “داعش بالعربية قريبة لفظاً من كلمة داعس، بمعنى ما ندوس عليه ونسحقه. وهذه التسمية التي يستخدمها اعداؤه والتي يعتبرها التنظيم الارهابي مهينة”. ولهذا اضاف: “اطلب منكم جميعا، خبراء واعلاميين التعاون والتوقف عن تسميتهم بالدولة الاسلامية وانما تسميتهم بما هم عليه داعش”. واختارت الحكومة الفرنسية كذلك تسمية “داعش”. وتفادى الرئيس الاميركي باراك اوباما مؤخراً استخدام اسم الدولة الاسلامية واستخدم الاحرف الاولى لاسم التنظيم القديم بالانكليزية، والتي اذا جمعت تصبح بالعربية “داعش”. وقال اوباما “هذا التنظيم يطلق على نفسه الدولة الاسلامية ولكن هناك امرين يجب ان يكونا واضحين: داعش ليس اسلامياً. ما من دين يؤيد قتل الابرياء وغالبية ضحايا داعش من المسلمين. داعش ليس بالطبع دولة. كان سابقا ذراعا لتنظيم القاعدة في العراق”.
“المرصد”: مقتل 9 مدنيين في قصف للطيران النظامي على الرقة
بيروت – أ ف ب
قتل تسعة مدنيين بينهم امراة وأصيب 16 آخرون بجروح في قصف نفذه الطيران الحربي السوري الأربعاء واستهدف مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في شمال سوريو، وفق ما أكد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.
وقال مدير “المرصد” رامي عبد الرحمن لوكالة “فرانس برس”: “قتل تسعة مدنيين بينهم امرأة وأصيب 16 على الأقل بينهم أربع نساء وطفل في قصف للطيران الحربي السوري استهدف اليوم مدينة الرقة” (معقل التنظيم الجهادي المتطرف). وكثف النظام السوري في الشهرين الماضيين طلعاته الجوية وغاراته على المناطق التي تقع خارج سيطرته، مستخدماً البراميل المتفجرة، خصوصاً في حلب (شمال). وعلى مدى الشهر الماضي، بين 20 تشرين الأول (أكتوبر) وفجر الأربعاء، نفذت الطائرات السورية وفقاً للمرصد السوري، 1592 طلعة جوية، قتل فيها 396 مدنياً بينهم 109 أطفال.
معارك عنيفة بين “النصرة” وقوات النظام في القنيطرة أردوغان مُحبط من واشنطن وآلن في أنقرة
المصدر: (و ص ف، رويترز، أب)
شهدت محافظة القنيطرة معارك عنيفة بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة و”جبهة النصرة” للسيطرة على مدن خان أرنبة والبعث واللواء تسعين، وهي النقاط الاخيرة للنظام في المحافظة.
أعرب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاربعاء عن شعوره بالاحباط لعدم استجابة واشنطن وحلفائها الشروط التي حددتها بلاده لتضطلع بدور اكبر في الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” في سوريا.
وتزامنت تصريحاته مع زيارة المبعوث الرئاسي الاميركي الخاص جون آلن لأنقرة لاجراء محادثات مع المسؤولين الاتراك لم يعلن عنها سابقا.
وتريد تركيا من الولايات المتحدة المساعدة في تدريب اعداد كبيرة من أفراد “الجيش السوري الحر” وتجهيزهم للقتال ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، كما ترغب في اقامة منطقة عازلة داخل سوريا على طول الحدود التركية.
لكن اردوغان أبلغ الصحافيين في مطار انقرة قبل ان يتوجه في جولة في افريقيا، ان الائتلاف “لم يتخذ اية خطوات طلبناها”.
وترفض تركيا حتى الآن الاضطلاع بدور كامل في الائتلاف ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” الذي يسيطر على مناطق شاسعة في العراق وسوريا تقترب من الحدود التركية.
وتقول أنقرة إنها ترغب في اقامة منطقة عازلة في سوريا وفرض منطقة حظر طيران، كما ترغب في تبني واشنطن استراتيجية لاطاحة الاسد شرطا لزيادة مشاركتها في الائتلاف.
ولاحظ اردوغان ان “الاطراف لم يتخذوا بعد خطوات حاسمة في اي من الاجراءات الآتية: فرض منطقة حظر طيران، اقامة منطقة عازلة، وتدريب وتجهيز” مقاتلي “الجيش السوري الحر”. وأكد أن بلاده لن تغيّر موقفها الا بعد الوفاء بهذه الشروط، و”ستبقى على موقفها الى اكتمال هذه العملية”.
وقد اقتصرت مشاركة تركيا في الائتلاف حتى الآن على السماح لمجموعة من مقاتلي البشمركة بالعبور من الاراضي التركية لمساعدة المقاتلين في مدينة عين العرب (كوباني) الكردية في قتالهم ضد “الدولة الاسلامية”.
الى ذلك، صرح ناطق باسم السفارة الاميركية في انقرة بأن المبعوث الرئاسي الخاص الذي يزور تركيا، “يلتقي عدداً من المسؤولين الاتراك الكبار في اطار المناقشات الدائرة حول مواجهة تهديد تنظيم الدولة الاسلامية”.
القنيطرة
على صعيد آخر، نسبت قناة “العربية” الإخبارية الى المعارضة السورية أن “الجيش السوري الحر” يسيطر حاليا على أكثر من 80 في المئة من محافظة القنيطرة التي تحد ريف دمشق والتي يطمح الى فتح جبهة جديدة منها مع قوات النظام انطلاقا من ريف القنيطرة.
ففي الأشهر الأخيرة ظهر وضع جديد في جنوب سوريا، حيث بدأ مقاتلو المعارضة يتمددون على نحو متسارع وخصوصاً في محافظة القنيطرة، بما فيها المعبر الحدودي مع الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان.
وفي حال نجاحهم، تصير القنيطرة المحافظة الثانية، بعد الرقة، تسقط كاملة في يد المعارضة السورية، الامر الذي يثير مخاوف من تكرار سيناريو ما حصل في المحافظة التي طرد منها مقاتلو المعارضة السورية بعد سيطرتهم عليها بأشهر وتحولت معقلاً أساسياً للمتطرفين.
الى ذلك، أفاد” المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقرا له أن قصف الائتلاف الدولي لمدينة حارم في شمال غرب سوريا استهدف منزلاً خالياً من السكان، مما أدى الى تدميره وسقوط مقاتلين اثنين من “جبهة النصرة” كانا قريبين من المكان.
وقال إن الطيران الحربي السوري شنّ نحو 1592 غارة في أنحاء سوريا منذ 20 تشرين الاول الماضي، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 396 مدنيا وجرح نحو 1500 مدني. وأوضح أن الغارات استهدفت مناطق في حماه ودرعا وإدلب وحلب والقنيطرة وريف دمشق. وقصفت كذلك محافظة دير الزور الشرقية التي يستهدف الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة مواقع تنظيم “الدولة الإسلامية” فيها.
50 فرنسياً قتلوا
وفي بوفيه بشمال فرنسا، صرح رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس بان “ما يقارب 50” مواطناً فرنسياً قتلوا لدى مشاركتهم في معارك في صفوف الجهاديين في سوريا.
وقال مصدر حكومي إن العدد، اعتبارا من الاثنين، قدر بنحو 49 قتيلاً.
وأضاف فالس: “نعرف ان عدد المواطنين الفرنسيين المتورطين في هذه الظاهرة يزيد عن الف… نعرف ان عدد الفرنسيين الذين قضوا في سوريا يقارب الخمسين، لذلك فاننا نعرف الاخطار، وما يحزننا اننا لم نفاجأ عندما علمنا ان مواطنين او مقيمين فرنسيين موجودون في قلب هذه الخلايا ويشاركون في هذه الاعمال الوحشية”، الا أن “ذلك يشدد عزمنا على مكافحة الارهاب”.
وقد أمكن التعرف على مواطنين فرنسيين هما ماكسيم أوشار ومايكل دوس سانتوس وعمرهما 22 سنة، في شريط بثه تنظيم “الدولة الاسلامية” في سوريا لعملية ذبح جماعي لـ18 جنديا سوريا وللاميركي بيتر كاسيغ.
القنيطرة تحت نيران المسلحين
طارق العبد
تتخذ التطورات المتسارعة في الجنوب السوري منحى تصعيديا أكثر من أي وقت مضى، مع إطلاق المجموعات المسلحة معركة تستهدف مدينة القنيطرة، في مسعى يبدأ بعزل محيط دمشق ولا ينتهي عند فرضيات المنطقة العازلة جنوباً، فيما تتجه الأوضاع في جنوب دمشق إلى مزيد من التوتر، ما يهدد اتفاق التهدئة المبرم منذ أشهر.
وتواصلت الاشتباكات بين المجموعات المسلحة والجيش السوري في محيط مدينة البعث وخان أرنبة، في وقت بث ناشطون موالون لـ”جبهة النصرة” مقاطع مصورة تظهر استهداف المدينة بالرشاشات وقذائف الهاون.
وأكد الناشطون “سيطرة المسلحين على قرية المشاعلة عند مدخل المدينة، ومقر الأمن العسكري ومبنى المحافظة”، لكن مصدراً محلياً من داخل المدينة نفى تقدم المسلحين، مقراً في الوقت ذاته بحدة المواجهات في محيط المدينة، التي تعتبر مع خان أرنبة وعدد من التلال آخر النقاط الخاضعة لسيطرة الدولة في محافظة القنيطرة.
وبالحديث عن أهمية المدينة يشير مصدر ميداني معارض لـ”السفير” إلى أن “المعركة لم تكن وليدة اللحظة، وأن التخطيط لها بدأ منذ السيطرة على تل الحارة الاستراتيجي، الذي يكشف مساحات واسعة تمتد إلى هضبة الجولان، وتعزز ذلك بعد سيطرة المجموعات المقاتلة على مدينة نوى، واحتدام المواجهات في الشيخ مسكين”.
وأضاف “بدا واضحاً أن الهدف الأسهل هو التوجه نحو القنيطرة بدلاً من فتح معارك في درعا، على اعتبار أن النقاط المتبقية تحت سيطرة الدولة في حوران هي في غاية التحصين، كاللواء 82 في محيط الشيخ مسكين، والفرقة الخامسة في إزرع، والفرقة التاسعة في الصنمين وحتى درعا المدينة، ما يعني أن الخيار الأفضل بالنسبة إليهم هو التوجه نحو مدينة البعث وخان أرنبة، التي وبرغم انتشار نقاط أمنية وعسكرية لحمايتها إلا أنها أقل تحصينا من تلك المتمركزة في درعا، يضاف إلى ذلك الاتصال الجغرافي بين حوران والجولان الذي يسهل انتقال المقاتلين بين المنطقتين”.
وتابع المصدر “الأهم أن مدينة البعث تشكل مدخل الطريق نحو الغوطة الغربية ودمشق، وهو ما يمثل تهديداً مباشراً للعاصمة”، مع إقراره في الوقت ذاته أن “الفصائل، وإن تمكنت من السيطرة على المدينة، فإنها لن تتمدد إلى طريق دمشق، فالقطع العسكرية التي تتمركز على جانبي الطريق، كما في قطنا حيث الفرقة العاشرة، تجعل التحرك صعباً للغاية”.
ويوضح المصدر أن “عدداً كبيراً من الفصائل يشارك في المواجهات، غير أن الأكثر أهمية هما جبهة النصرة وجبهة ثوار سوريا، بالإضافة الى فصائل إسلامية تدور في فلك الجيش السوري الحر”. وقلل “من أهمية فصائل أخرى، مثل جيش الإسلام واتحاد أجناد الشام وصقور الشام”، معتبراً أنها “دخلت المعارك ببضعة عناصر لا أكثر”، مستبعداً أن “تلقى القنيطرة المصير الذي آلت اليه محافظة الرقة أو إدلب لجهة سعي النصرة لطرد الفصائل الأخرى وإطباق سيطرتها عليها”، ومتوقعاً أن “مثل هذه المعركة لا يمكن أن تنطلق من دون ضوء أخضر من غرف العمليات الداعمة في الأردن”.
وتزامن التصعيد في القنيطرة مع توتر في ببيلا ويلدا وبيت سحم في جنوب دمشق، والتي شهدت تصعيداً كاد أن يودي باتفاق الهدنة المبرم فيها. ويشير مصدر محلي الى أن “الهدوء الحذر يسيطر على المنطقة، بعد إعلان جبهة النصرة اعتقال عدد من المدنيين بتهمة سب الذات الإلهية، لتدور اشتباكات بينها وبين باقي مجموعات الجيش الحر بالتزامن مع سقوط قذائف على المنطقة”.
وتبنت “النصرة”، في بيان نشر على موقع “تويتر”، تفجير عبوة أودت بحياة عميد في الجيش في حي العدوي بدمشق، كما تبنت تفجير عبوة في منطقة العمارة في العاصمة.
«النصرة»: تمويل سعودي وسجون سرية وتساهل بالدماء
يتكشف المزيد من التفاصيل عن ضلوع مقربين من السلطات السعودية بتمويل الفصائل المسلحة في سوريا، وعلى رأسها «جبهة النصرة» المصنفة إرهابية، في الوقت الذي تلقت فيه الجبهة صفعة قوية تمثلت بانشقاق جديد لأحد «أمرائها الشرعيين» وقيامه بفضح ممارسات قادتها في المنطقة الجنوبية، وذلك بعد أسابيع فقط من الفضائح التي ساقها المنشق عنها السعودي سلطان العطوي (أبو الليث التبوكي).
وفي إطار الحرب الإعلامية المحتدمة بين «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، والتي واكبت المعارك العسكرية بينهما، متخذة من مواقع التواصل الاجتماعي منصة أساسية، برز أمس ما نشره حساب «سرّية الملحمة»، التابع لـ«مؤسسة البتَار الإعلامية» شبه الرسمية، من تفاصيل تتعلق بضلوع السعودي عبد الله المحيسني بدعم وتمويل عدد من الفصائل الإسلامية، وعلى رأسها «النصرة».
واللافت أن شبكة التمويل التي تحدث عنها الحساب تتضمن أسماء كانت مقربة من شخصيات كبيرة في النظام السعودي، مثل وزير الداخلية الراحل نايف بن عبد العزيز. وبحسب ما كشفه الحساب فإن حملات الدعم والتمويل، التي يتم الإعلان عنها في السعودية أو غيرها من الدول الخليجية، ما هي إلا غطاء لإخفاء حقيقة الدعم الذي ترسله سلطات هذه الدول إلى فصائل معينة، من بينها «جبهة النصرة».
وإثباتاً لذلك كشف الحساب أن التبرعات التي جمعت ضمن حملة «جاهد بمالك»، التي يشرف عليها الشيخ السعودي عبد الله المحيسني، كان يجري تحويلها عبر مصرف «الراجحي» أو «بنك البلاد إنجاز» إلى حساب شخص يسمى محمد يحيى محناية، الذي يشغل منصب ممثل «الاتحاد السوري العام للجمعيات الخيرية والهيئات الإغاثية»، الذي يضم حوالي 100 جمعية إغاثية في كافة المناطق السورية، وهو في الوقت ذاته عضو المجلس المحلي لمحافظة إدلب.
ثم يكشف أن رئيس هذا الاتحاد هو الشيخ محمود الكسر أبو اليمان، الموجود في الرياض منذ 17 عاماً، حيث كان يعمل مديراً لمكتبة «دار ابن حزم» لصاحبها الشيخ ابو عبد الرحمن الشيخ ابن عقيل الظاهري، المستشار السابق للأمير الراحل نايف. لينتهي الحساب إلى القول «المحيسني يجمع التبرعات في ما يسمى حملة جاهد بمالك، عبر غطاء إغاثي خيري بدعم حكومي سعودي وخليجي».
تجدر الإشارة إلى أن «الأمير الشرعي» السابق في «النصرة» السعودي سلطان العطوي، كشف قبل أسابيع أن «جبهة النصرة» تلقت من الشيخ عدنان العرعور دعماً مالياً يبلغ مليون دولار أميركي، وذلك أثناء قتالها «الدولة الإسلامية» في المنطقة الشرقية.
ومن المعروف أن العرعور كان يقوم بنشاطاته لدعم وتمويل الفصائل المسلحة في سوريا تحت أعين الاستخبارات السعودية، التي لم تستفق لخطورة هذه النشاطات إلا مؤخراً، حيث قامت بتجميد حسابات العرعور ومنعته من الظهور الإعلامي انطلاقاً من أراضيها.
من جهة أخرى، تلقت «النصرة» صفعة قوية عبر انشقاق أحد «أمرائها الشرعيين» المدعو أبو بصير المهاجر، والذي يعتقد أنه سعودي الجنسية، ما يشير إلى تزايد حالات الانشقاق في صفوفها القيادية. وما يزيد من أهمية هذا الانشقاق أنه الأول من نوعه في المنطقة الجنوبية على هذا المستوى، إذ كانت محافظة درعا معروفة بأنها المدينة الوحيدة التي لم تتعرض فيها الجبهة لأي انشقاق منذ خلافها مع «داعش» في نيسان العام 2013. وقد يكون هذا الانشقاق مؤشراً على أن المسؤول الشرعي السابق في «جبهة النصرة» أبو ماريا القحطاني بدأ يلعب في المنطقة الجنوبية نفس الدور الذي لعبه في المنطقة الشرقية.
لكن أبو بصير، وعلى درب سلفه سلطان العطوي، لم يكتف بالانشقاق وحسب بل عمد إلى فضح ما لديه من أسرار تخص بعض قيادات «جبهة النصرة» في المنطقة الجنوبية، وعلى رأسهم المسؤول «الشرعي العام» الأردني سامي العريدي و«أمير» المنطقة الجنوبية أبو جليبيب.
وكان أخطر ما كشف عنه أبو بصير هو وجود سجون سرية لدى «النصرة» يعتقل فيها المئات من عناصر الفصائل الأخرى، ومن المدنيين، مشيراً إلى مقتل العشرات من هؤلاء المعتقلين نتيجة التعذيب الذي مارسته الجبهة تجاههم أثناء التحقيق والاستجواب.
كما أشار إلى استغلال «جبهة النصرة» للمحكمة الشرعية لتحقيق مصالحها الخاصة، وذلك بفتاوى صادرة عن سامي العريدي، الذي بحسب أبو بصير، كان يفتي بجواز سرقة السلاح والغنائم من «الجيش الحر» والجماعات الإسلامية الأخرى، بذريعة أن هذه الأسلحة ستوجه إلى «جبهة النصرة» في قادم الأيام.
وشدد أبو بصير على أن العريدي يتساهل في دماء المسلمين، ويفتي بالقتل على الشبهة، مشيراً إلى قتله العشرات ممن تحرم دماؤهم شرعاً، متسائلاً ما الفرق بين «النصرة» و«دولة (ابو بكر) البغدادي»؟.
جبهة النصرة تعدم قائداً ميدانيا لجبهة “ثوار سوريا” وشقيقه في إدلب
إدلب- الأناضول: أعدمت جبهة النصرة، أمس الأربعاء، “رياض سلوم” أحد القادة الميدانيين لجبهة “ثوار سوريا”، وشقيقه، في مدينة إدلب، بالشمال السوري.
وذكر أبو إلياس الزاوي أحد النشطاء المحليين لمراسل الأناضول، أن النصرة نفذت الإعدام في سلوم وشقيقه، في قرية “بيليون” بمنطقة جبل الزاية التابعة لمحافظة إدلب، مشيرا إلى أن “سلوم” كان يشتهر في المنطقة باسم “أبو هنانو”.
ولم يقدم الزاوي أي تفاصيل عن السبب الذي يقف وراء قيام “النصرة” بإعدام “سلوم” في عملية أكدتها مختلف القوى المعارضة الموجودة في المنطقة.
وتجدر الإشارة إلى أن منطقة إدلب، شهدت في أوائل الشهر الجاري، اشتباكات بين “النصرة و”ثوار سوريا” بسبب خلافات بينهما، لكن سرعان ما توصل الطرفان لاتفاق من خلال تدخل جماعات معارضة أخرى بينهما.
رئيس الأركان الأمريكي: الحرب في العراق “مختلفة” هذه المرة
واشنطن- (أ ف ب): أعلن رئيس هيئة الاركان المشتركة الامريكية الجنرال مارتن ديمبسي ان فرص نجاح العمليات العسكرية التي تنفذها بلاده في العراق حاليا هي اكبر بكثير من تلك التي اعقبت غزوها لهذا البلد في 2003 لأن الدور الامريكي هذه المرة هو دور مؤازر للقوات الوطنية.
وقال ديمبسي في مؤتمر في واشنطن نظمه موقع (ديفنس وان) الالكتروني “نحن نعتمد نهجا مختلفا” هذه المرة في العراق.
واضاف “عوضا عن الاستيلاء (على البلد) والسيطرة عليه ومن ثم نقل السلطة تدريجيا، نقول (للعراقيين) منذ البداية، اسمعوا، الامر بيدكم، هذه الحملة يجب ان تكون حملتكم”.
وأورد الجنرال الامريكي مثالا على ما يقول من حادثة جرت خلال زيارته الاخيرة الى العراق في نهاية الاسبوع المنصرم، مفادها ان الجيش العراقي طلب من القوات الامريكية نقل معدات بواسطة طائرة شحن عسكرية واسقاطها بالمظلات ل1300 عسكري كردي يتمركزون على جبل سنجار في شمال البلاد، غير ان القائد العسكري الامريكي في بغداد ادرك ان العراقيين لديهم طائرة من طراز “سي-130جاي” وطيارين مدربين قادرين على تنفيذ هذه المهمة لوحدهم.
واضاف “ما فعله القائد الميداني هو انه قال (للعراقيين) بكل وضوح سوف نقدم لكم الخبرة التي تفتقرون اليها، ولكن لديكم كل ما يلزم لتنفيذ هذه المهمة بانفسكم”.
وتابع الجنرال ديمبسي “وهكذا، فان الشيء الوحيد الذي قدمناه لهم هو الخبرة في تشغيل نظام اطلاق المظلات”، مشددا بالتالي على الاختلاف الكبير بين ما كانت تقوم به القوات الامريكية بعد غزوها العراق في 2003 وما تقوم به اليوم.
واكد ديمبسي الذي كان قائدا للقوات الامريكية في العراق خلال النزاع السابق ان العراقيين “يقومون بما يمكنهم فعله ونحن نسد الثغرات مع استمرارنا في تعزيز قدراتهم”.
وكان الرئيس الأمريكي باراك اوباما أجاز في مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري بارسال 1500 جندي اميركي اضافي الى العراق لتدريب القوات العراقية، بما فيها قوات البشمركة الكردية، على محاربة تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف، ما يضاعف عدد القوات الأمريكية في هذا البلد حيث تقود الولايات المتحدة ايضا تحالفا دوليا يشن غارات جوية على الجهاديين الذين يسيطرون على انحاء واسعة منه.
وبحسب رئيس أركان الجيوش الأمريكية فان القوات العراقية باتت “تتدبر امرها افضل بكثير” من السابق في مواجهتها لتنظيم الدولة الاسلامية، ولكنها “ما زالت تعاني من مكامن ضعف بنيوية يتعين علينا، وعليها بالدرجة الاولى، معالجتها”.
واضاف الجنرال ديمبسي انه بمساعدة التحالف الدولي “اعتقد ان الانجازات ستتواصل على الارض” خلال الاشهر المقبلة.
العاهل الأردني: ضربات التحالف الجوية ضد “داعش” ليست الحل النهائي
عمان- الأناضول: قال العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، إن الضربات الجوية ضد تنظيم “داعش” “ليست الحل النهائي أبداً”.
وفي حوار أجرته معه هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية خلال زيارته الحالية لطوكيو، قال الملك عبدالله إن “ما يقوم به التحالف حاليا هو توجيه الضربات الجوية ضد داعش، لكن هذا ليس الحل النهائي أبدا”.
وأضاف أن “الحل يتمثل في حيثيات ما يجري على أرض الواقع في سوريا والعراق، من حيث القدرة على التواصل مع السكان، والعشائر السورية والعراقية وتمكينهم من التصدي لداعش ومواجهته، وهذا هو المفهوم، المطلوب العمل على أساسه، على المدى المتوسط”، وفق بيان للديوان الملكي الأردني صدر الأربعاء.
ومضى العاهل الأردني قائلا: “ما أوّد الإشارة إليه، أيضا، هو أنه لا يجدر بنا أن ننظر إلى التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة، على أساس أن هذه مشكلة تخص الولايات المتحدة وحدها”.
وأضاف “إنها في الحقيقة قضية عربية إسلامية، وعليه، فما نشهده على أرض الواقع هو تحالف عربي إسلامي؛ لأن القضية قضيتنا، وهي قضية المواجهة بين الاعتدال والتطرف”.
وتابع قائلا إن “ما أريد قوله هو أن هذه المعركة هي معركة داخل الإسلام، وهي مسألة على العرب والمسلمين التعامل معها صفا واحدا”.
ودعا العاهل الأردني إلى عدم حصر التركيز فقط على سوريا والعراق، وقال “المشاكل قائمة أيضا في ليبيا، وهناك مشاكل في اليمن ومالي ونيجيريا”.
واعتبر أن المشكلة إقليمية، ويمكن لها أن تتحول إلى تحدٍ عالمي، وقال إنه “لذلك يجب علينا العمل والتركيز على أكثر من جهة، وهنا تكمن أهمية وجود تحالف استراتيجي عالمي، وهو تحالف قوى الخير ضد الشر”.
وأوضح الملك عبد الله أنه سيجري مناقشات مع الحكومة اليابانية خلال زيارته الحالية لطوكيو حول قضية داعش.
ونشأ تنظيم “داعش” في العراق بعيد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، وامتد نفوذه إلى سوريا بعد اندلاع الثورة الشعبية فيها في شهر مارس/ آذار 2011.
ويسيطر تنظيم “داعش” على مساحات واسعة في شمالي وغربي العراق قبل أن يضمها إلى أراض استولى عليها في شمال شرق سوريا، تحت لواء “خلافة” مزمعة، فيما تخوض قوات كردية عراقية إلى جانب قوات من الأمن العراقي، مدعومين جوا من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة، عمليات عسكرية لوقف تقدم التنظيم.
وتطرق العاهل الأردني إلى عن الأعباء التي تواجه الأردن جراء استضافته لمئات الآلاف من اللاجئين السوريين، معتبرا أن بلده “يحظى بتقدير دولي كبير لاستضافته اللاجئين”.
ويصل عدد السوريين في الأردن إلى أكثر من مليون و300 ألف، بينهم 600 ألف لاجئ مسجل لدى الأمم المتحدة، في حين دخل الباقي قبل بدء الأزمة السورية، بحكم علاقات عائلية وأعمال التجارة.
ويوجد في الأردن 5 مخيمات للسوريين، هي مخيم الزعتري، ومخيم الأزرق، والمخيم الإماراتي المعروف “بمريجيب الفهود”، ومخيم الحديقة في الرمثا، ومخيم سايبر ستي، الذي يأوي عددا من فلسطينيي سوريا، بالإضافة إلى لاجئين سوريين.
وقال الملك عبد الله إن “اليابان ملتزمة بتقديم مساعدات كبيرة لدعم التنمية في بلدان الشرق الأوسط، ولديها كذلك تأثير هائل من خلال العمل الإيجابي الذي تقوم به والدعم الذي تقدمه في الشرق الأوسط وأفريقيا، واعتقد أنه من المهم جداً لليابان أن تلقى قوى الاعتدال والخير الدعم اللازم”.
أردوغان: مشاركة تركيا في التحالف بعد استهداف الأسد بمنطقة عازلة وحظر طيران
مقتل أحد أهم القادة الميدانيين للنظام
اسطنبول ـ «القدس العربي» من اسماعيل جمال: جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موقف بلاده الرافض للمشاركة في التحالف الدولي ضد «داعش» إلا بعد اتخاذ خطوات فعلية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك بالتزامن مع وصول الجنرال المتقاعد جون آلين، الممثل الخاص للرئيس الأمريكي باراك أوباما في شؤون مكافحة «داعش» إلى العاصمة أنقرة.
وأوضح أردوغان أن بلاده تقيم الوضع القائم في كل من العراق وسوريا على صعيدين منفصلين، مشيراً إلى أن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية»، لم يتخذ أي خطوة فعلية على صعيد تدريب وتسليح المعارضة المعتدلة في سوريا.
وشدد أردوغان خلال مؤتمر صحافي بمطار العاصمة أنقرة قبيل توجهه إلى الجزائر، أمس الأربعاء، إلى ضرورة استهداف النظام السوري بعينه، وأن ذلك يتم من خلال فرض عدّة نقاط، أهمها حظر الطيران وإقامة منطقة آمنة.
وقال أردوغان: «لم تتخذ قوات التحالف حتى الآن، أية خطوة من تلك الخطوات التي أوصيناهم بها، ونحن نشهد فترة مليئة بالاحتمالات، لكن ما لم تتحقق تلك التوصيات فإن الموقف التركي لن يتغير وسيستمر كما هو الحال عليه في الوقت الراهن».
الى ذلك صرح رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الاربعاء ان «ما يقارب 50» مواطنا فرنسيا قتلوا اثناء مشاركتهم في معارك في صفوف الجهاديين في سوريا.
وصرح مصدر حكومي ان العدد، اعتبارا من الاثنين، قدر بنحو 49 قتيلا.
وقال فالس عقب اجتماع امني في بوفيه شمالي باريس «نعرف ان عدد المواطنين الفرنسيين المتورطين في هذه الظاهرة يزيد عن الف».
واضاف «ونعرف ان عدد الفرنسيين الذين قضوا في سوريا يقارب الخمسين، ولذلك فإننا نعرف الأخطار، وما يحزننا اننا لم نتفاجأ عندما علمنا ان مواطنين إو مقيمين فرنسيين موجودون في قلب هذه الخلايا ويشاركون في هذه الاعمال الوحشية».
وقال ان «ذلك يشدد عزمنا على مكافحة الإرهاب.»
وقد تم التعرف على مواطنين فرنسيين وهما ماكسيم هوشار ومايكل دوس سانتوز وعمرهما 22 عاما، في شريط بثه تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا لعملية ذبح جماعي لـ18 جنديا سوريا والرهينة الامريكي بيتر كاسيغ.
ولقي العقيد محسن سعيد حسين، قائد كتيبة «صقور الصحراء»، في جيش النظام السوري، مصرعه في الاشتباكات التي جرت أمس، مع تنظيم داعش في محيط حقل شاعر للغاز، في الريف الشرقي لمحافظة حمص.
ويقود العقيد محسن ما يسمى «فرقة صقور الصحراء» التي برز اسمها في معارك ريف اللاذقية، وتقول وسائل الإعلام المؤيدة إنها بدأت عملياتها في حمص وريفها، وتعتبر من « قوات النخبة « التي تضم ضباطا وعناصر متقاعدين ومتطوعين من فئات عمرية متوسطة.
وتضم هذه الفرقة عناصر لبنانية، فيما تؤكد المصادر المؤيدة أن مقاتليها لديهم إمكانيات متوسطة من ناحية التسليح، ولكنهم مختصون بنصب الكمائن وتنفيذ « المهمات الخاصة الصعبة».
وشغل العقيد الركن منصب نائب رئيس فرع الأمن العسكري في تدمر، قبل انتدابه لقيادة الصقور بأمر من القائد العام للفرقة محمد جابر.
ويقول الإعلام المؤيد إن العقيد محسن هو الذي «حرر» كسب والقريتين ومهين والسخنة وقرى حماة وإدلب، وهو حامي محور التنف وحامي البادية و» هو أسد البادية وصقر الصحراء « الذي أرضخ دوما لمدة سنة ونصف السنة، مؤكدين أنه الشخصية الميدانية الأقوى في سوريا.
الجدير بالذكر أن محسن ينحدر من قرية السيسنية التابعة لصافيتا، وستقام مراسم دفنه ظهر الأربعاء في مسقط رأسه.
المكونات المفقودة في حملة واشنطن: استهداف الأسد.. وبرنامج إعمار العراق وسوريا ومن دون قوات برية سيواجه أوباما الفشل.. ولا بد من تحشيد السنة واسترضاء تركيا
من إبراهيم درويش:
لندن ـ «القدس العربي»: عادت صحيفة «واشنطن بوست» وانتقدت استراتيجية الرئيس الأمريكي باراك أوباما في استهداف تنظيم الدولة الإسلامية- داعش، ووصفت في افتتاحيتها الإستراتيجية بالمعيبة. وجاء تعليق الصحيفة في ضوء قتل عامل الإغاثة الأمريكي عبدالرحمن كاسيج حيث قالت إن شجب أوباما لقتل الرهينة الأمريكي باعتباره «عملا شريرا خالصا» يجب أن يعزز الحاجة الملحة لتدميرهذا الكيان الإرهابي قبل ان يرسخ وجوده في العراق وسوريا ويقوم بارتكاب جرائم خرى وإبادة المجتمعات غير المسلمة مثلا.
ولهذا السبب ترى الصحيفة أن كلام الرئيس أوباما لم يكن مشجعا عندما تردد في سد الثغرات في استراتيجيته لمكافحة داعش، وذلك في المؤتمر الصحافي في أستراليا يوم الأحد حيث رفض فكرة نشر القوات الأمريكية الخاصة على جبهات القتال، رغم تأكيد القيادات العسكرية الأمريكية أن خطوة كهذه قد تكون ضرورية.
وأشار أوباما أن ما سيدفعه لنشر قوات برية هو امتلاك تنظيم الدولة الإسلامية أسلحة نووية. وبالنسبة لكل من مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة والقيادة العسكرية الأمريكية، فالسقف ليس مرتفعا مثل الذي حدده أوباما، لأن إرسال القوات الأمريكية قد يكون ضروريا لدعم الجهود المقبلة من أجل استعادة مدينة الموصل أو تأمين الحدود العراقية مع سوريا.
لماذا قوات برية؟
والسبب الداعي للحديث عن قوات برية، رغم وجود قوات عراقية وكردية نابع من الدور الذي ستعلبه هذه القوات في توجيه الغارات الجوية ضد قوات العدو وكذلك تقديم الدعم والاستشارة للجيش العراقي.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات وزير الدفاع السابق روبرت غيتس في نهاية الأسبوع الماضي عندما تحدث قائلا إن القوات العراقية لن تكون قادرة على توجيه ضربة قوية لداعش وإضعافه من دون دعم من القوات الامريكية الخاصة. وبدا غيتس وكأنه يتحدث للجنرالات الأمريكيين كما تقول الصحيفة.
ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن غيتس قوله إن الرئيس أوباما «كلفهم- الجنرالات – بمهمة تدمير داعش»، و «عندما تحرم الجيش من السلطات التي يحتاجها لتحقيق الهدف فإنك تتركه في حالة إحباط».
وتقول الصحيفة إن الجنرالات ليسوا وحدهم غاضبون، فالدول الحليفة للولايات المتحدة في المنطقة مثل تركيا وقطر غير مرتاحة من أوباما واستراتيجيته خاصة خططه لتدريب قوات المعارضة السورية على أمل المشاركة في قتال داعش في الوقت الذي لم يفعل فيه شيئا لإضعاف نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وتؤمن الدول الحليفة ومعها قوات المعارضة بأن نظام دمشق مستفيد من الغارات الأمريكية على تنظيم الدولة الإسلامية. وشدد النظام من هجماته الجوية على قوات المعارضة المدعومة من الغرب.
وتعلق الصحيفة على رد أوباما على سؤال عن الأسد وإن كانت الولايات المتحدة تقوم بجهود حثيثة للإطاحة به. «لا» كانت إجابة الرئيس، حيث أكد الرئيس أن الحل السياسي هو الخيار في سوريا «ولكننا لم نصل إلى تلك المرحلة بعد».
وترى «واشنطن بوست» أن زمرة الأسد وداعميه الإيرانيين سيتلقون رسالة أوباما بالتصفيق، وستشجع تصريحاته النظام على مواصلة حملاته بالبراميل المتفجرة واستخدام غاز الكلور ضد المدنيين دون خوف من الحساب أو العقاب.
وسيحاول النظام السوري التأكيد على استمرار الشق بين الولايات المتحدة وحلفائها حول كيفية التعامل مع داعش، إن لم يعمل على توسيعه.
وترى الصحيفة ان أوباما على ما يبدو بدأ يعترف بخطورة التهديد الذي يمثله داعش وبدأ يركز على جهود قيادة الحرب ضده. و «لكنه إن استمر بالسماح لمقاومته الآيديولوجية لخطوات مثل نشر قوات برية وتقييد الحملة العسكرية فهو بالتأكيد سيفشل».
كيف نهزم داعش؟
في مذكرة نشرها موقع مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي بواشنطن وأعدها ماكس بوت تطرق الكاتب فيها لاستراتيجية أوباما ونصح فيها الرئيس بالسماح بنشر قوات أمريكية في العراق إن كان الرئيس جادا في استراتيجيته «إضعاف وتدمير داعش» بعد فشل الهجمات الجوية وقف تقدم داعش. وينصح الكاتب الرئيس بالتحرك بحذر في ملف العراق وسوريا، فهو بحاجة لتقديم أكثر مما قدمه حتى الآن ومن الناحية الجوهرية أقل مما استدعته الحملتان العسكريتان على العراق وأفغانستان قبل ذلك. وفي هذا السياق يقول بوت «على الرئيس أن لا يستبعد خيار إرسال قوات برية عن الطاولة لأن هذا سيقلص من نفوذ الولايات المتحدة ويطرح أسئلة حول التزاماتها» تجاه العراق.
ويعتقد الكاتب ان مهمة الولايات المتحدة الحالية لا تنحصر بإضعاف أو هزيمة داعش ولكنها تتمحور حول «هزيمة» او «تحييد» التنظيم بحيث لا يكون قادرا على السيطرة على مناطق واسعة وتقليصها لمنطقة صغيرة بوسائل محدودة، أي تكرار الدرس نفسه مع التنظيم السابق لداعش، تنظيم القاعدة في عام 2008.
وهناك إمكانية لإلحاق نفس المصير بداعش، فرغم قوته الضاربة ليس منظما مثل حزب الله أو حركة طالبان. ومع ذلك فداعش يعتبر تهديدا أكبر على الولايات المتحدة وحلفائها لأن داعش جذب إليه آلافا من المقاتلين الأجانب ممن قد يعودون إلى بلادهم ويرتكبون أفعالا إرهابية.
ويرى الكاتب أن الرئيس إزاء هذا الخطر بحاجة لإرسال مزيدا من المقاتلات والمستشارين العسكريين وقوات العمليات الخاصة ويخفف من القيود على طبيعة عملها، كما يحتاج الرئيس لتكثيف جهود الحصول على دعم السنة العراقيين والسوريين وكذا الدعم التركي من خلال إظهار انه لا يرغب بتدمير داعش فقط ولكن الإطاحة بالنظام العلوي القاتل بدمشق. وقدم الكاتب إزاء هذه عددا من الاقتراحات المحددة منها تكثيف الغارات الجوية التي لا تزال مقيدة وذات أثر محدود.
بين العراق وأفغانستان
وهنا يعقد الكاتب مقارنة بين الحملة الجوية التي قادتها الولايات المتحدة ضد طالبان في الفترة ما بين 7 تشرين أول /اكتوبر ـ 23 كانون أول/ ديسمبر 2001 حيث حلق في هذه الفترة ـ 70 يوما- 6.500 سرب جوي وأسقطت 17.500 قنبلة على مواقع طالبان.
وبالمقارنة ففي الفترة ما بين 8 آب/ أغسطس ـ 23 تشرين أول/ أكتوبر 2014 أي فترة 76 يوما قامت الطائرات الأمريكية والدول المتحالفة معها بـ 632 طلعة أسقطت خلالها 1.700 قذيفة. وهي بالتأكيد لن توقف تقدم قوات داعش. أما الخطوة الثانية فهي رفع الفيتو عن إرسال القوات الأمريكية للعراق. فقد منع أوباما القوات الأمريكية الخاصة وقوات الدعم الجوي من مرافقة الجيش العراقي، والقوات الكردية، والجيش السوري الحر أو القبائل السنية عندما تخوض معارك كما فعلت أمريكا مع قوات التحالف الشمالي.
ففي غياب «العيون» على الأرض فمن الصعوبة تعزيز القوات التي تعتمد عليها الولايات المتحدة في الميدان. فقد أثبتت الخبرات أن وجود «قوات استشارية» تعمل إلى جانب قوات محلية يؤدي لنتائج جيدة. ويدعو الكاتب والحالة هذه إدارة أوباما لزيادة عدد القوات الأمريكية حيث يرى عدد من الجنرالات ان قتال داعش يحتاج إلى 10.000 جندي أمريكي حسب الجنرال أنتوني زيني، قائد القيادة الوسطى السابق. فيما يضع الخبيران العسكريان كيم وفريد كاغان الرقم بحوالي 25.000 جندي، وهي أرقام أقل من العدد الحالي 2.900 جندي.
ويدعو الكاتب أيضا إلى ضرورة العمل مع القوى المحلية خاص قوات الأمن العراقية التي تخضع الآن لإمرة فيلق القدس الإيراني، ويحذر الكاتب من خطر مشاركة الميليشيات الشيعية وأثره الطائفي. ويطالب أيضا بدعم أمريكي مباشر للعشائر السنية وإقامة قواعد عسكرية متقدمة في الأنبار وكذلك التنسيق مع الجيش السوري الحر.
ويستدعي الوضع إرسال قيادة عمليات مشتركة كما حدث في الفترة ما بين 2003- 2010 والتي تشكلت من ست وحدات مثل قوات الفقمة وقواتا دلتا التي أصبحت خبيرة في مواجهة القاعدة. ولهذا يجب نشر هذه القوات مرة أخرى في المنطقة.
استرضاء تركيا
ويجب على واشنطن بذل الجهود وإقناع تركيا للمشاركة في الحرب، فلو تقدم الجيش التركي إلى داخل الحدود السورية فسيكون قادرا على إنشاء مناطق آمنة يمكن للمعارضة المعتدلة العمل والتدريب. ومشاركة تركيا تعني التزاما أمريكيا بمواجهة الأسد كما يطالب الرئيس التركي طيب رجب أردوغان. وعند ذلك على الولايات المتحدة المساعدة وفرض منطقة حظر جوي على الطيران السوري، فالطائرات الأمريكية التي تحلق في الأجواء السورية لا تستهدف قوات الأسد، وهو ما قاد الكثيرين ومنهم المعارضة السورية للشك في نيات الإدارة الأمريكية.
وهناك من يرى تعاونا أمريكيا مع إيران التي تعتبر حليفة الأسد المهمة. فالولايات المتحدة حسب عدد من السنة تتقبل بالدور الإيراني في الحرب ضد داعش حتى تسمح لطهران بالتسيد على الشام وبلاد الرافدين. وعليه فمنطقة حظر جوي فوق جزء من سوريا أو كلها سيعبد الطريق أمام مشاركة تركيا في الحرب ضد داعش. كما سيمنع هذا الترتيب الأسد من الاستفادة من الغارات على تنظيم الدولة الإسلامية.
وقد يعلن أوباما عن قرار يمنع فيه المقاتلات السورية من التحليق فوق المناطق المصممة بالآمنة، ولا غرو فسيؤدي قراره لحشد الدعم العربي وراء الحملة الأمريكية ضد الجهاديين.
ويتفهم الكاتب تردد الإدارة بمواجهة الأسد في المرحلة الحالية، فالإطاحة بالنظام السوري والمعارضة ليست جاهزة سيخلق فراغا لن يملأه سوى الجهاديين الذين يتسيدون الساحة العسكرية في سوريا اليوم. ويدعو الكاتب الإدارة لتحشيد القبائل السنية والتعاون معها. ففي حالة إدارت القبائل السنية في العراق ظهرها لداعش فسيؤدي لتكرار سيناريو 2007 حيث تعاونت هذه القبائل مع القوات الأمريكية لمواجهة القاعدة وهزيمتها.
وبالتالي ستتراجع حظوظ داعش الذي يستخدم الترهيب والترغيب مع السنة، كما أنه استغل مظالمها وموقفها من الحكومة الشيعية في بغداد.
وحتى تستطيع واشنطن تحشيد السنة فيجب أن تقدم لهم ضمانات ولا تخونهم كما في السابق عندما انسحبت من العراق وتركت أبناء الصحوات رهنا للملاحقة والقتل والحرمان من حكومة نوري المالكي.
ويقول الكاتب إن حقيقة استبدال هذا بحيدر العبادي كرئيس للوزراء يعتبر تطورا مهما، لكن العبادي هو شيعي ومن نفس الحزب الذي ينتمي إليه المالكي، أي حزب الدعوة، وهو ما لن يدفع السنة لدعم الجهود ضد داعش.
ويمكن التخلص من هذه العقبة لو قامت الحكومة الأمريكية بدعم صفقة سياسية تعطي السنة حكما ذاتيا على غرار حكومة إقليم كردستان. وبالإضافة لهذه الخطوات يدعو الكاتب إدارة أوباما التحضير لمرحلة ما بعد النزاع في كل من العراق وسوريا، ففي العراق يجب على الولايات المتحدة ضمان استقلالية وحماية ما أنجزه الأكراد. وهذا يعني نشر قوات أمريكية لحماية مناطق الحكم الذاتي الكردية.
ولا تعني هذه الحماية قبولا باستقلال الأكراد، بل يجب على الولايات المتحدة التخلي عن معارضتها لقيام دولة كردية أو دولتين واحدة في العراق وأخرى في سوريا.
وستكون مهمة أمريكا لإعمار سوريا أصعب من العراق، فقد أثرت الحرب على النسيج الاجتماعي ومزقت أواصر المجتمع. ولهذا فيجب أن يكون هدف الولايات المتحدة محدودا بالتأكيد على عدم وقوع مناطق سورية تحت سيطرة المتطرفين الشيعة أو السنة. ويقترح الكاتب هنا تطبيق مثال إعادة إعمار يوغسلافيا القديمة ما بعد الحرب في سوريا، حيث سيتم إرسال قوات حفظ سلام دولية وإداريين تابعين للأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، الناتو.
ويجب على أمريكا الضغط على المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا للعمل معها وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي والناتو وحتى روسيا وتشكيل إدارة لما بعد الأسد. وكما اقترح كينث بولاك من معهد بروكينغز في واشنطن «على الولايات المتحدة توفير القوة / العضلات وعلى دول الخليج توفير المال فيما يقدم المجتمع الدولي الخبرات».
وقد يناقش البعض ان هذه الخطوات مكلفة وستجر الولايات المتحدة لتورط طويل في الشرق الأوسط. فالخطوات السابقة تتحدث عن عشرات الآلاف من الجنود وأكثر من عشرة مليارات دولار أمريكي. ولكن حظها من النجاح أكبر من الإستراتيجية الحالية ذات الأهداف المحدودة التي إن فشلت فستؤدي إلى تعزيز وضع وسمعة داعش. وفي حالة عدم مواجهته بقوة فسيتوسع التنظيم في لبنان والأردن والسعودية.
وعليه فالتدخل الأمريكي الأوسع سيؤدي لدفع تركيا والسنة للعب دور أهم وتكريس جهود ومصادر مالية وبشرية لمحاربة التنظيم. ولو لم تطبق هذه الخطة التي قدمها الكاتب فستضطر الولايات المتحدة لخوض حرب واسعة ضد داعش ولكن بعد فوات الآوان.
انتصارات محدودة
ويواجه تنظيم داعش أزمة حيث تراجع في عدد من المواقع، وجاء إعلان الجيش العراقي عن استعادة بيجي في حملة إعلامية كبيرة، وهي المصفاة التي كانت تنتج 75.000 برميل نفط في اليوم عندما أغلقت بعد سيطرة داعش عليها. ويرى باتريك كوكبيرن في «انتصارات» الجيش العراقي وحديث قادته عن استعادة كل شبر من العراق مبالغة في التفاؤل.
وقال في تقرير بصحيفة «اندبندنت» إن خروج داعش من بيجي مهم من ناحية قطعه الطريق على بلدة تكريت. لكن عمليات الجيش خلقت موجات من اللاجئين السنة ممن تركوا بيوتهم ولا يتجرأون للعودة إليها. وفي المناطق التي يتقدم فيها الجيش العراقي والميليشيات الشيعية يعامل السنة وكأنهم من داعش أو داعمين لهم.
وهناك تقارير عن قيام القوات العراقية باستخدام البراميل المتفجرة. ويرى كوكبيرن ان المناطق التي عاش فيها السنة والشيعة والأكراد في الماضي سيتسيدها مكون منهم في الوقت الحالي، أي الطرف الأقوى. ويرى أن العرب السنة الهاربين من الميليشيات أو داعش يجدون أنفسهم وسط قتال في كل مكان يرحلون إليه.
ويقول الكاتب إن الطيران العراقي رمى ما بين 30- 35 برميلا متفجرا على بلدة عزيز بلد التي يسيطر عليها داعش شرق مدينة سامراء. وفي إيلول/ سبتمبر سقط برميل متفجر على مدرسة في قرية العلم مما أدى لمقتل 31 شخصا منهم 24 طفلا.
تنسيق جوّي بين واشنطن وطهران «داعش» يسيطر على طائرة بدون طيار إيرانية في ديالى
محمد المذحجي
لندن ـ «القدس العربي»: تحلق الطائرات بدون طيار في سماء العراق لدعم قوات الجيش والميليشيات المسلحة العراقية لمحاربة قوات الدولة الإسلامية في العراق والشام بشكل يومي. وأعلنت الدولة أنها تمكنت من السيطرة على طائرة بدون طيار إيرانية وإنزالها على الأرض.
وأفادت صحيفة «ديلي بيست» الأمريكية أن مقاتلي «الدولة الإسلامية» تمكنوا من السيطرة على طائرة بدون طيار إيرانية من طراز مهاجر 4.
وتم نشر صور هذه الطائرة الإيرانية على حسابات جماعة داعش على شبكات التواصل الاجتماعي ومنها تويتر، وأعلنت الدولة الإسلامية أنها أسقطت هذه الطائرة في محافظة ديالي شرقي العراق في 17 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي.
وأكد كريستوفر هارمر، المحلل في معهد دراسات الحرب الأمريكي، أن الصور التي تم نشرها على الشبكة العنكبوتية، تظهر أن هذه الطائرة ليست من النوعية التي تمتلكها الولايات المتحدة أو قوات حلف شمال الأطلسي، وأضاف أنها تشبه الطائرات بدون طيار الإيرانية من طراز مهاجر 4 بشكل كبير.
وأوضح المحلل في معهد دراسات الحرب الأمريكي أن مقاتلي جماعة داعش لا يتمكنون من استخدام هذه الطائرة بسبب عدم امتلاكهم للمعدات اللازمة ومركز القيادة والسيطرة على تحليق الطائرات بدون طيار.
وكتبت الصحيفة الأمريكية أن الطائرات بدون طيار الإيرانية قد بدأت بالتحليق إلى جانب الطائرات بدون طيار الأمريكية لتنفيذ طلعات مراقبة واستطلاع في سماء العراق منذ الصيف الماضي، فضلاً على العمليات التي تقوم بها الطائرات الإيرانية لدعم وحماية الميليشيات المسلحة الشيعية وقوات الجيش العراقي.
وليست هذه المرة الأولى التي تتمكن قوات «الدولة الإسلامية» أن تسيطر على المعدات العسكرية من أعدائها. وفي 23 أيلول/سبتمبر الماضي، أسقطت قوات جماعة داعش في مدينة الرقة في السوريا طائرة دون طيار أمريكية.
مرور عام على مقتل عبد القادر الصالح ـ حاجي مارع… والثورة تفقد المزيد من رموزها
حازم صلاح
ريف حلب ـ «القدس العربي» قبل عام من هذه الأيام فجعت الثورة السورية بمقتل اهم رمز فيها واشهر قادتها وإكثرهم شعبية، حيث اعلن «لواء التوحيد» عن مقتل قائده العسكري عبد القادر الصالح الذي قاد اهم معارك تحرير مدن ريف حلب ومن بعدها حلب المدينة.
«حجي مارع» لقب عبد القادر الصالح نسبة إلى مدينته مارع في الريف الحلبي، وهو الذي شهد له جميع من تابعه وجالسه اخلاصه للثورة السورية واصراره على تجميع الكلمة ووحدة الصـــف، أما مقتله فقد كان قبل اعلان تشكيل «الجبهة الإسلامية» بأيام والتي تضم اكبر الفصائل المقاتلة في سوريا والتي كان من الجادين في تشكيلها.
وتلقى العديد من السوريين الخبر بصدمة بالغة وحزن شديد فعبد القادر الصالح من رموز الثورة التي يحترمها الجميع باختلاف أفكارهم وتياراتهم، حيث انه كان محط أنظار الجميع والكثير من المفكرين، ومع مقتل عبد القادر الصالح بدأت مرحلة جديدة في الثورة السورية تتسم بالصراع الداخلي، واغتيال اهم رموز الثورة التي وجــــدت قبولاً شعبياً كبيراً ولم يطعن بها احد من مكونات الشعب السوري. من اهم الرموز التي تم اغتيالها بعد عبد القادر الصالح أبو خالد السوري احد قادة حركة «احرار الشام» الإسلامية وكان لمقتله تأثير كبير على الساحة السورية، حيث انه من اهم الشخصيات الجهادية السورية التي كانت تعمل على تأسيس مشروع سوري بعيدا عن القاعدة كحركة «احرار الشام» و»الجبهة الإسلامية».
الكثير من القيادات الهامة تمت تصفيتها وخاصة تلك التي يرتبط ذكرها بمعارك مفصلية في الثورة السورية ومن عدة فصائل حيث تم اغتيال الشرعي العام لألوية صقور الشام، والكثير من امراء جبهة النصرة السوريين والذين تمكنوا من اسر قلوب الناس في المناطق التي نشطوا فيها بعكس الامراء غير السوريين.
مقتل قادة حركة احرار الشام الإسلامية بشكل جماعي وبظروف غامضة لم تتضح حتى اليوم، وكانت من اهم الصدمات التي تلقاها الشعب السوري حيث انهم كانوا رموزا للثورة السورية كأبو عبد الله الحموي وأبو يزن الشامي وأبو عبد الملك الشرعي وأبو طلحة الغاب وغيرهم الكثير ممن اثروا بالشعب السوري الذي خرجوا منه وثاروا من اجله وتخلوا عن الكثير من أفكارهم في سبيل مصلحته.
حركة الاغتيالات لم تتوقف حتى اليوم ومازالت تبحث عن القادة أصحاب القبول الشعبي ممن تصدروا للإعلام وممن لم يتصدروا ولكنهم أصحاب تأثير واضح في القرار الثوري في مناطقهم، واخر هؤلاء أبو غالب قائد الاتحاد الإسلامي في جنوب دمشق والذي اغتيل منذ أيام.
المتابع للثورة السورية يجد انها منذ بدايتها وبحكم انها ثورة شعبية لم يقودها رمز بشكل جماعي على جميع الأصعدة واهمها الصعيد العسكري والسياسي، ويد الغدر تطال الشخصيات التي قد تكون مؤهلة لمثل هذا والتي تجتمع حولها الناس مما يزيد من عمر الثورة ويأخذها من طور إلى اخر، والشعب السوري يترقب والمأساة تتعاظم يوما بعد يوم.
العراق: زرقاويّو داعش يتمرّدون على البغدادي
الأنبار ــ العربي الجديد
كشفت مصادر محلية وقبلية عراقية مقربة من تنظيم “الدولة الإسلامية”، لـ”العربي الجديد” عن وجود بوادر لانشقاق خطير في صفوف التنظيم على مستوى القيادات بسبب خلافات حادة، تتعلق بمنهجية “داعش” وأسلوب قيادة زعيمه أبو بكر البغدادي وتفرده باتخاذ القرارات.
وتوضح المصادر، أنّ أبو غادة الأردني، وهو أحد قيادات التنظيم والمقرب من زعيم القاعدة السابق أبو مصعب الزرقاوي، يشكل أحد أقطاب الخلاف الحالي مع البغدادي.
ويقول زعيم قبلي بارز في محافظة الأنبار لـ”العربي الجديد” إن خلافات حادة تعصف بالتنظيم على مستوى القيادات بسبب ما وصفه بـ”حفلات الإعدام الجماعية، التي أمر بها البغدادي لأبناء عشائر سنية في الأنبار. وهي البونمر، الجغايفة، البو عيسى، وشمر، المتحالفة تاريخياً مع عشيرة الشعيطات السورية، والتي تقطن أقصى غرب العراق قرب الحدود السورية”.
ويوضح المسؤول العشائري، الذي يشغل منصب عضو مجلس عشائر الأنبار العام، أن “قيادات بارزة في التنظيم من العراقيين والأردنيين والسعوديين عارضوا قرار البغدادي بإعدام المئات من أبناء العشائر المناهضة للتنظيم. واعتبروا أن استتابتهم وأخذ تعهد منهم كافٍ وفقاً لفقه الحرب، ولا سيما أنه لم تثبت ردتهم عن الإسلام كما ادعى البغدادي حينها”.
ووفقاً للمصدر، فإن “تزمت البغدادي في القرارات وتفرده بها من دون الأخذ بآراء القيادات الأخرى، أدّيا إلى تلك المجازر التي حصدت أكثر من 800 شخص من أبناء العشائر السنية خلال أسبوعين فقط”.
ويضيف الشيخ، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه لأسباب وصفها بالأمنية كونه يتواجد حالياً في محافظة الأنبار التي يسيطر “داعش” على أغلبها، أنّ “تلك القيادات ومن أبرزها أبو غادة الأردني، الذي يلقب أيضاً بـ”المعاني”، ألقت باللوم على البغدادي في الانكسارات الأخيرة في العراق بسبب توسعه في الرقعة الجغرافية، وعدم مراعاته المسألة العددية للمقاتلين الموجودين في البلاد، فضلاً عن دفع المقاتلين إلى تنفيذ هجمات على بلدات محصنة، أسفرت عن فشلها وإيقاع خسائر كبيرة في صفوف التنظيم”.
كما انتقدوا “منح البغدادي صلاحيات للمتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني على الرغم من صغر سنه، وحداثة عمله في التنظيمات الجهادية على حساب القيادات العسكرية والميدانية القديمة”.
ويلفت المصدر إلى أن “دائرة التذمر من البغدادي بدأت تتسع بشكل واضح. وهو ما دفع بزعيم داعش إلى التغييرات الأخيرة في المناصب القيادية، ولا سيما في الأنبار ونينوى وتكريت”.
كذلك يشير المصدر إلى أن “أغلب القيادات التي تبدي التذمر أو المعارضة التي تتسع دائرتها بشكل مستمر منذ نحو ثلاثة أسابيع، هم من عناصر القاعدة السابقين في العراق، ومن المقربين لزعيمها السابق أبو مصعب الزرقاوي، واتهموا في وقت سابق بوجود اتصالات بينهم وبين الظواهري، وهو ما نفوه أكثر من مرة”.
ويؤكد المصدر، الذي أشار إلى أن معلوماته حصل عليها من إحدى تلك القيادات العراقية في الأنبار، “وجود انكماش وحالة إرباك في صفوف التنظيم بسبب الخلافات الأخيرة. وهو ما قد يكون قد حدث أيضاً في سورية بسبب المعارك مع فصائل إسلامية أخرى كجبهة النصرة”.
ويرجح أن “يؤدي هذا الخلاف في أحسن الأحوال إلى عودة ظهور تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين مجدداً، بعد نحو ثلاث سنوات من اندماجه مع تنظيم داعش”.
وفي السياق، يؤكد العقيد أحمد العبيدي من قيادة الشرطة العراقية في محافظة الأنبار لـ”العربي الجديد”، أن “تنظيم داعش أقدم، الأحد الماضي، على إعدام خمسة من عناصره في بلدة القائم غرب المحافظة من بينهم سوري وسعودي من دون معرفة الأسباب” الفعلية. ويوضح العبيدي أن “التنظيم ترك قرب جثث عناصره المعدومين ورقة من سطرين تبين سبب القتل وجاء فيها: خوَنة ارتدّوا عن دين الإسلام”.
ويلفت إلى أنّ مقتلهم يُعتقد أنه له علاقة بالقصف الأميركي الذي استهدف معاقل حسّاسة للتنظيم مطلع الشهر الجاري، وقتل على إثره عدد من القيادات البارزة للتنظيم.
دي ميستورا و”توسيع بقع الحبر“
دي ميستورا و”توسيع بقع الحبر” إذا تم الاتفاق على اتفاق الإطار، فإنه سيتناول القضايا الجوهرية التي ألهمت الصراع بما في ذلك إنهاء الدولة البوليسية-الأمنية
أصدر “مركز الحوار الإنساني”، مشروع حل قدمه إلى المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، بعد سلسلة من اللقاءات غير العلنية بين شخصيات سورية، سياسية وعسكرية، من النظام والمعارضة، ومع لاعبين دوليين وإقليميين، منخرطين في الوضع السوري. دي ميستورا تبنى الشق السياسي، من المشروع، وبنى عليه استراتيجته القائمة على “تجميد” الصراع.
ويحمل ميستورا نهجاً مغايراً لسابقيه؛ كوفي أنان والأخضر الإبراهيمي، اللذان ارتكزا على تنفيذ بيان جنيف-1، حزيران/يونيو 2012، والداعي إلى تشكيل “جسم انتقالي” بصلاحيات تنفيذية كاملة، من ممثلي النظام والمعارضة. ميستورا تجاوز أسلوب “من فوق إلى تحت”، لصالح الحل القائم على أسلوب “من تحت إلى فوق”، بدءاً باتفاقات وقف النار إلى المصالحات والإدارات المحلية، وانتهاءاً بحل سياسي يبحث مصير الرئيس بشار الأسد.
دي ميستورا، في نظر المعارضة السورية، أقرب للنظام وحلفائه الإقليميين والدوليين، ما يثير تخوفات لديهم، أنه بتبنيه الشطر السياسي لخطة مركز الحوار، قد يغفل، عمداً، الآليات التنفيذية، التي تسمح بتطبيق هدن حقيقية تسمح ببذور حكم لامركزية، لصالح “اتفاقات إذعان واستسلام” درج النظام على فرضها في مناطق المعارضة المحاصرة.
بالنسبة إلى مركز الحوار فـ”الحل في المدى القصير، ليس مرحلة انتقالية ولا محاصصة سياسية، بل تجميد الحرب كما هي عليه والاعتراف بأن سورية أصبحت لا مركزية في مناطق على فوهة البندقية”. فالمطلوب حالياً هو “وقف فرامة اللحم” في سوريا، وتوسيع اتفاقات وقف النار المحلية، على أساس ثلاث أولويات تتعلق بـ”خفض مستوى العنف، وإيصال المساعدات الإنسانية، وزرع بذور الحل السياسي”. ففي سوريا اليوم “مجموعات متمردة كثيرة مع أجندات متناقضة، محلية ودولية، لا يمكنها التوصل إلى اتفاق كبير”. في وقت “يَعرِفُ” فيه الأسد أنه “لا يستطيع استعادة السيطرة على كامل البلاد وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء”.
مشروع المركز يعني “توسيع بقع الحبر” على الأرض، لأن “الطريقة الحالية لا تحقق أهداف الشعب السوري التي خرج لتحقيقها”، وبالتالي لا بد من البحث عن “كيفية الوصول إلى الأهداف بطريقة أخرى، وإن أخذ الأمر وقتاً أطول”، ما يعني العمل أولاً على “وقف النار” لأن هذا “سيسمح للمضي في الحل السياسي والوصول إلى حل انتقالي تفاوضي”.
وبحسب مركز الحوار، فإن عقبة “رحيل” الأسد، “ستعقب العملية السياسية، بدلاً من أن تكون شرطاً مسبقاً”. أي ستترك هذه القضية شديدة الإشكالية، لـ”الشعب السوري”، كي يجد “الحل السياسي عبر عملية سياسية وآمنة تحت رقابة دولية وبضمانات دولية”. ما يعني ايجاد “مقاربة استراتيجية لإنهاء الصراع في سورية بسلسلة من الخطوات البراغماتية ضمن إطار عام للتسوية. إذا تم الاتفاق على اتفاق الإطار، فإنه سيتناول القضايا الجوهرية التي ألهمت الصراع بما في ذلك إنهاء الدولة البوليسية-الأمنية. وبغياب مقاربة كهذه، فإن النتيجة ستكون نتيجة الحرب الدولية والإقليمية والمحلية على تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة المخاطرة بتقوية هذين التنظيمين وتشظي سورية وتفتيت المعارضة”.
خطة مركز الحوار المدعومة من ميستورا، تتضمن خطوات محددة ضمن برنامج زمني في حدود سنتين، يبدأ باتفاقات وقف النار مربوطة بمقاربة “لا مركزية مقابل توسيع المحليات”، تعقبها انتخابات محلية وأخرى برلمانية، وصولاً إلى “نظام برلماني وليس رئاسياً”، يتمتع فيه رئيس الوزراء الذي تختاره الغالبية البرلمانية بـ”صلاحيات واسعة”، إلى جانب رئيس الجمهورية الذي يتمتع أيضاً بصلاحيات.
مركز الحوار، يعتقد بأنه من “شأن إجراءات تفاوضيّة أن تفسح المجال أمام مشاركة كلّ الجماعات المتقاتلة، التي يمكن الوصول إليها، أي تلك التي ترغب في التفاوض”. فلا بدّ للآليات المستعملة لإشراك هذه الجماعات أن تكون “مناسبة ومرنة”. و”كما هو الحال بالنسبة إلى النظام الذي قد لا يستجيب إلا لسلسلة من التقييمات والضغوط المشجّعة على التفاوض، قد يكون الأمر سيّان بالنسبة إلى الجماعات المسلّحة، التي قد تحتاج إلى مجموعة من الأسباب التي ستحثّها على المشاركة”. كما أنه “من الضروري إرساء شروط، بما يشمل التزامات بمبادئ أساسيّة توفّر أرضيّة مشتركة للجميع في عمليّة التفاوض. ومن الضروريّ أيضاً إرساء إطار عمل سياسي يقبل به جميع الأطراف المعنيّة”.
مشروع المركز يعتبر بأن “وضع حدّ لهجمات النظام على المناطق الواقعة بين أيادي المتمرّدين سلاحاً أساسيّاً لهزم الدولة الإسلاميّة، علماً بأنّ حتى هذا لن يشكّل إلاّ الخطوة الأولى، ومن شأن إعادة الهيكلة التدرجيّة للدولة مع الوقت أن تلغي الظروف التي سمحت بازدهار الدولة الإسلاميّة، التي تجتذب البعض إليها في الوقت الراهن”.
كما يعتقد المشروع بأنه “كلّما ضعف النظام، زاد الدعم الإيراني له، ومعه الاحتمال بتكاثر الإيرانيّين في ميدان المعركة. إلى ذلك، يشير تراجع قوّة النظام إلى أنّ الميليشيات التي تدعمه ستزداد قوةً، واستقلاليةً، وتصبح بالتالي أكثر خطورةً. ويفرض هذا الواقع خطراً حقيقياً، لأنّ تراجع عديد النظام يقابله احتمال نظريّ بأنّ يستعين المتمرّدون بلاجئين تمّ تحويلهم إلى أصوليّين في المخيّمات”.
يظل المشروع بصيغته النظرية، احتمالاً لحل ينهي نزيف الدم السوري. لكن ما الذي يضمن أن النظام، لن يسعى جاهداً لتفريغ الخطة من مضمونها؟ وهل بإمكان المبعوث الدولي، بما عرف عنه من ميل لتبني خطاب النظام، وتركيزه على محاربة “الإرهاب”، أن يحدث اختراقاً في بنية النظام الصلبة؟
أردوغان ينتقد التحالف..و”المرصد” يستنكر عدم إحالة سوريا للمحاكم الدولية
المدن – عرب وعالم
أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، عن شعوره بالإحباط لعدم استجابة واشنطن وحلفائها، للشروط التي حددتها بلاده، من أجل لعب دور أكبر في التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وقال أردوغان إن “الأطراف لم تتخذ بعد خطوات حاسمة في شأن خطة تدريب وتجهيز مقاتلي الجيش السوري الحر”. وأضاف أنّه “لم يتم حتى الآن اتخاذ أي من الخطوات، مثل فرض منطقة حظر طيران، وإقامة منطقة عازلة”. وأشار أردوغان إلى أن تركيا لن تغيّر موقفها إلا بعد الوفاء بهذه الشروط.
وأفاد ناطق باسم السفارة الأميركية في أنقرة، أن مبعوث الرئيس الأميركي الخاص، الجنرال المتقاعد جون آلان، يزور تركيا ويلتقي عدداً من كبار المسؤولين الأتراك، في إطار المناقشات الدائرة حول مواجهة تهديد تنظيم الدولة الإسلامية. ومن المتوقع، أن تتناول اجتماعات آلان مع المسؤولين الأتراك، قضية تدريب عناصر من المعارضة السورية المعتدلة، ومسائل أخرى ذات الاهتمام المشترك.
وبدوره، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن تركيا قد تتعرض لتدفق موجة جديدة من اللاجئين السوريين تراوح بين مليونين وثلاثة ملايين لاجئ، إذا تقدمت قوات بشار الأسد أو تنظيم الدولة إلى حلب، يضافون إلى 1.5 مليون سوري لجأوا إلى تركيا منذ بداية 2011. وقال أوغلو: “من يملأ حالياً الفراغ الذي تركه تنظيم الدولة الإسلامية نتيجة للهجمات الجوية للتحالف؟ إنه النظام. لكن، لا يوجد اختلاف كبير بين الدولة الإسلامية والنظام. الاثنان يقتلان بوحشية، بخاصة المدنيين، ولا يتردد أي منهما في استخدام أي أسلحة متاحة لديهما”. وأضاف: “إضعاف المعارضة المعتدلة، الجيش السوري الحر الذي يدعمه التحالف، سيجعل الموقف غير المواتي في سورية أكثر سوءاً ويزيد من عدم الاستقرار”.
من جهة أخرى، أقرت للأمم المتحدة مشروع قرار يدين انتهاكات حقوق الإنسان، التي يرتكبها النظام السوري ضد المدنيين في البلاد، وذلك في نص تبنته الثلاثاء، اللجنة الثالثة المسؤولة عن حقوق الإنسان في الجمعية العامة للمنظمة الدولية. وتبنّت اللجنة قراراً تقدمت به المملكة العربية السعودية، يدين “التدهور الخطير لحقوق الإنسان في سوريا”، بغالبية 125 صوتاً، فيما رفضه 13 بلداً بينها الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية، وامتنع 47 بلداً عن التصويت. ومن المقرر أن تناقش الجمعية العامة هذا القرار في كانون أول/ديسمبر المقبل. ودان القرار الدولي استخدام أسلحة كيماوية والتعذيب في مراكز الاعتقال، مطالباً بـ”وضع حد للهجمات ضد المدنيين بما في ذلك تلك التي تشنها مروحيات النظام وتلقي خلالها براميل متفجرة”. ولا يتمتع القرار بصفة ملزمة، ويوضح أن الحكومة السورية استخدمت العنف المسلح ضد المدنيين في الحرب الداخلية، التي بدأت عام 2011، وانتهكت بشكل صريح حقوق الإنسان. كما ندد مشروع القرار بأعمال العنف، التي يمارسها تنظيم الدولة بشكل متزايد في المنطقة.
وفي السياق، أعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن عدد الغارات التي نفذتها طائرات النظام الحربية والمروحية على مناطق سورية مختلفة ارتفع إلى 1592، منذ فجر 20 تشرين الأول/أكتوبر وحتى فجر 19 تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2014. حيث نفذت طائرات النظام الحربية ما لا يقل عن 866 غارة، بينما ألقت طائرات النظام المروحية 726 برميلاً متفجراً. كما تمكن المرصد من توثيق مقتل 396 مدنياً، بينهم 109 أطفال، و78 امرآة، وإصابة أكثر من 1500 آخرين من المدنيين بجراح، خلال عمليات القصف الجوي.
واعتبر المرصد أن تقاعس مجلس الأمن الدولي، في إحالة ملف جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، التي ترتكب في سوريا، إلى المحاكم الدولية المختصة، ساهم في جعل سوريا، أرضاً خصبة لتدفق عشرات آلاف المقاتلين الأجانب، بحجة مساعدة الشعب السوري، وتطبيق “شريعتهم”. كما ساهم تقاعس مجلس الأمن، في دخول عشرات آلاف المقاتلين الشيعة، الموالين للنظام، من دول عربية وآسيوية، بحجة الدفاع عن “المراقد والمقدسات الشيعية”، بينما عملوا على تأجيج القتل على أساس طائفي في سوريا، ودعم النظام في قتل أبناء الشعب السوري.
ميدانياً، نفذ الطيران الحربي غارة على منطقة آسيا قرب بلدة حريتان بريف حلب الشمالي، كما قصفت الكتائب الإسلامية مواقع لقوات النظام في مبنى الإسكان في حي الشيخ سعيد جنوب حلب. في حين دارت اشتباكات فجر الأربعاء، في محيط قرية سيفات، وعلى أطراف قرية حندرات بريف حلب الشمالي، كما دارت اشتباكات متقطعة في أحياء صلاح الدين وسيف الدولة وأطراف بستان القصر جنوب حلب. كما دارت فجر الأربعاء، اشتباكات في محيط قرية العدنانية بريف حلب الجنوبي الشرقي، وفي محيط قرية حدادين بريف حلب الجنوبي.
وكان قد قتل 27 مدنياً في قصف بالبراميل المتفجرة، على حلب خلال اليومين الأخيرين. وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إن 13 مدنياً على الأقل بينهم طفلان وامرأة قتلوا “جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على سيارة اسعاف في منطقة القبر الإنكليزي، بين بلدة حريتان وقرية كفرحمرة” شمال غربي حلب، وأن 14 مدنياً قتلوا جراء قصف بالبراميل المتفجرة، على مدينة الباب، في ريف حلب.
وفي مدينة كوباني، نفذ تنظيم الدولة هجومين؛ الأول في منطقة البلدية بالقسم الشرقي للمدينة، في محاولة لاستعادة المباني التي سيطرت عليها “مجموعات الفدائيين” في “وحدات حماية الشعب التركي” الثلاثاء. والهجوم الثاني على طريق حلب- كوباني، جنوب غرب المدينة، ودارت على إثره اشتباكات عنيفة. فيما لقي 3 مقاتلين مصرعهم في كمين لوحدات الحماية في منطقة ساحة آزادي بالقرب من المركز الثقافي.
وفي القنيطرة، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في ريف القنيطرة الأوسط، بالتزامن مع قصف قوات النظام لبلدات طرنجة وأوفانيا وجباتا الخشب. كما تدور اشتباكات في محيط مدينة البعث وبلدة خان أرنبة ضمن معركة “نصر من الله وفتح قريب”، في ظل قصف لكتائب المعارضة، بقذائف الهاون، على البلدة.
الرعب ينتاب باريس: الجلادون على أبوابنا
أ. ف. ب.
من فرنسيين ليبراليين إلى منفذي إعدامات في داعش
يحملون أسماء عادية كمكسيم وإيلين ودافيد، وهم شباب فرنسيون عاديون إعتنقوا الإسلام، واتجهوا نحو التشدد، ما أثار صدمة في المجتمع الفرنسي، الذي لم يستوعب سلوكهم، وبات يخشى انتقال “الجهاد” من أراضي العرب إلى أراضي الغرب في ليلة وضحاها.
باريس: قال رينيه، وهو جار لذوي مكسيم أوشار، الذي يشتبه في أنه كان بين مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، الذين أقدموا في نهاية الأسبوع على قطع رؤوس حوالى عشرين سوريًا “لم يذهب إلى سوريا في البداية بقصد الإيذاء”.
“تخدير” مركزي
وقالت زوجته جانين، وهي تحاول حبس دموعها، مستذكرة فتى كان يلهو مع أحفادها في بلدة بوسك-روجيه-ان-روموا الصغيرة في النورماندي (شمال غرب) “كان صبيًا لطيفًا، لم يكن يعاني من مشاكل. ربما قاموا بتخديره”.
لا يمثل مكسيم كما إيلين (17 سنة، التي كشف الإعلام الفرنسي في مطلع تشرين الأول/أكتوبر عن حياتها العادية حتى الـ15 أو دافيد دروجون، الذي قتل في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر بهجوم لطائرة أميركية من دون طيار، نماذج تصور فعلًا الفرنسيين الذين ذهبوا إلى العراق أو سوريا للقتال.
هناك عامل مشترك واحد يجمعهم، وهو أنهم ينتمون إلى عائلة ملحدة أو كاثوليكية، واعتنقوا الإسلام في سن مبكرة، 13 عامًا لدافيد، و15 لإيلين، التي تسعى والدتها إلى إعادتها إلى حياتها السابقة، ومنعها من مغادرة فرنسا، و17 عاما لمكسيم.
خلفيات متحررة
في السابق كان الخطاب الإسلامي المتشدد يطال أساسًا شبانًا مهمشين على الصعيدين الاجتماعي والعائلي. وقالت دنيا بوزار مديرة مركز الوقاية من التجاوزات المرتبطة بالإسلام “اليوم هذا الخطاب يؤثر على شباب من أسر مختلفة”. وبوزار من معدي التقرير الأخير حول الجهاديين الشباب الفرنسيين مع المفاوض السابق في شرطة النخبة الفرنسية كريستوف كوبين والاختصاصي في شؤون التربية سليمان فالسان.
عمل الثلاثة على معلومات تتعلق بـ160 أسرة اتصلت بمركز الوقاية من التجاوزات المرتبطة بالإسلام منذ شباط/فبراير. و80% من الأسر الـ160 التي اتصلت بالمركز لإفشال عملية تشدد شاب وتوجهه إلى سوريا أو العراق تقول إنها ملحدة. وتشكل الطبقات الوسطى غالبية مع نسبة 67%.
الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و21 سنة هم الأكثر تأثرًا (63%) وفقًا للتقرير نفسه، الذي يشير إلى أن الانترنت يشكل الطريقة، التي يتم جذبهم بها في 91% من الحالات. وأكد معدو التقرير أن “الخطابات الإرهابية الجديدة حسنت تقنيات التجنيد من خلال التحكم بأداة الانترنت، لدرجة إنهم باتوا يستطيعون التأثير على شبان مختلفين تمامًا”.
5 نماذج جذب
فقد تمكن المتشددون الإسلاميون من جذب الشبان الغربيين عبر اللعب على “خمسة نماذج” فعالة: نموذج “البطل”، الذي يغوي الشباب، أو التركيز على التحرك من أجل “قضية إنسانية”، الذي يجذب قاصرات للتوجه إلى سوريا أو العراق، أو نموذج “الذين يبحثون عن زعيم”، أو جذب الشبان، الذين يرغبون في القتال، أو من يبحث عن النفوذ، وهو نموذج يجذب أفرادًا “من دون حدود”.
ووفقًا للأرقام، التي نشرتها صحيفة لوموند الثلاثاء فإن عدد “الذين اعتنقوا الإسلام”، يزداد في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية. ومن أصل 376 فرنسيًا موجودين في سوريا، 23% منهم لم ينشأوا في ثقافة إسلامية، بحسب الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن جان بيان فيليو الاختصاصي في العالم العربي – الإسلامي قوله إن اعتناق الإسلام المتشدد يزداد بسبب جهل الدين الإسلامي. ومهمة الشبان، الذين يعتنقون الإسلام تجنيد آخرين. وقال “يجندون أشخاصًا من معارفهم، ما يعني أن اليوم لم يعد هناك نموذج للجهادي، لكن بات هناك مزيج من فئات مختلفة ومتباينة”، أي أسر ملحدة أو كاثوليكية أو مسلمة أو موحدة أو مفككة.
ترجيح جلاد ثان
إلى ذلك، أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس الأربعاء وجود فرنسيين اثنين في عداد مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذين ظهروا في شريط فيديو لعملية إعدام جماعي، بثه الجهاديون الأحد، فيما تتواصل التحقيقات في دول أوروبية وآسيوية عدة للتعرف إلى هويات جلادين آخرين.
وقال هولاند في كانبيرا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت إن “كل ما يمكننا قوله الآن هو أن هناك شخصين فرنسيين” من عناصر التنظيم الجهادي ظهرا في الشريط. مضيفًا “أحدهما تم رسميًا تأكيد هويته، والآخر يجري حاليًا تأكيد هويته”.
لكن مصدرًا قريبًا من الملف ذكر لوكالة فرانس برس الأربعاء أنه تم التعرف إلى فرنسي ثان في الثانية والعشرين من العمر من ضاحية فيلييه سور مارن الشرقية لباريس بين جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية في الشريط المصور لعملية الإعدام الجماعي.
تفوق الحدود
واعتبر هولاند أن المشاهد التي تضمنها شريط الفيديو “أظهرت عملية قتل في ظروف مروعة لرهينة أميركي، وهو شاب كان يعمل في الإغاثة الإنسانية”. وأضاف إن “هذه الصور ترافقت مع مشاهد أخرى وحشية لا يمكن تحملها”، هي مشاهد ذبح جنود سوريين.
وكان القضاء الفرنسي أعلن رسميًا عن وجود فرنسي واحد على الأقل في عداد جلادي التنظيم، الذين ظهروا في الشريط المصور، مؤكدًا أن الفرنسي يدعى ماكسيم هوشار (22 عامًا). فيما أعلن وزير الداخلية برنار كازنوف من جهته عن “احتمال” وجود فرنسي ثان في عداد هؤلاء الجلادين، مؤكدًا أن الأجهزة المختصة تعمل على التحقق من ذلك.
وبث التنظيم الجهادي الأحد على الانترنت شريطًا مصورًا مروعًا، ظهر فيه 18 من عناصره، وقد اقتاد كل منهم جنديًا سوريًا أسيرًا، ثم وضعه أرضًا، وحزّ رقبته، إضافة إلى رهينة أميركي، هو عامل الإغاثة بيتر كاسيغ، الذي قطع رأسه جهادي ملثم في مشهد آخر ورد في نهاية الشريط، والتقط بشكل منفصل عن مشهد ذبح الجنود السوريين.
بين المقاتلين الـ17 الذين ظهروا في الشريط بدون تغطية وجوههم، لم يتم التعرف بعد رسميًا إلى هوياتهم. وبعضهم ملامحه غربية أو آسيوية. وأشارت صحيفة بلجيكية إلى احتمال ضلوع بلجيكي غادر للقتال إلى جانب الجهاديين في تشرين الأول/أكتوبر 2012، لكن هذه المعلومات لم تؤكدها السلطات.
إثبات ولاء
واعتبر أيمن التميمي، عضو منتدى الشرق الأوسط والخبير في شؤون الجماعات الجهادية، أن إظهار رجال غير مقنعين في الشريط “هدفه إبراز وجود مقاتلين أجانب ضمن التنظيم”.
وأكد مصدر رفيع في أجهزة مكافحة الإرهاب الفرنسية رفض الكشف عن اسمه لفرانس برس أخيرًا، أن “إلزامهم بارتكاب هذا النوع من الفظائع يشكل في آن امتحانًا – هل سيكونون قادرين عليه؟ – ووسيلة لضمان ولائهم للمجموعة”. وأضاف “بعد ظهورهم مكشوفي الوجه أثناء ارتكابهم هذا النوع من الأعمال، لا يمكن العودة إلى الخلف. إنها أيضًا طريقة لارتهانهم”.
وكان مكسيم هوشار تحدث في منتصف تموز/يوليو في حديث عبر سكايب، من دون إخفاء وجهه، مع قناة بي إف إم تي في من الرقة، معقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وروى أنه غادر إلى سوريا من باريس عبر إسطنبول، بعد شراء تذكرة “رخيصة الثمن” من دون أي محاولة “للاختباء”.
الانترنت سبيلًا
وأوضح الشاب، الذي اعتنق الإسلام في الـ17 من العمر، أنه ازداد تشددًا عبر تسجيلات فيديو على الانترنت، وأنه غادر وحده، لكن تم الاهتمام به عند وصوله إلى سوريا. وصرح “لتأكيد الولاء، ينبغي أولًا التوجه إلى معسكر التدريب (…) في مرحلة أولى تستغرق حوالى شهر. بعد التدريب نبدأ بتنفيذ عمليات، ثم نعود إلى التدريب. الأمور ليست نظرية فحسب”.
كما أكد أنه يقيم في ثكنة تؤوي 40 مقاتلًا تقريبًا “معظمهم من العرب”. مصريون، مغاربة، جزائريون، وكذلك فرنسيون، وأكد أن “الهدف الشخصي لكل واحد هنا هو الشهادة. إنها المكافأة الكبرى”.
ويشارك حوالى ألف فرنسي حاليًا في القتال في سوريا، ويتواجد حوالى 375 في سوريا والعراق في الوقت الحالي، ما يجعل منهم المجموعة الغربية الأكبر عدديًا. وقتل 36 فرنسيًا على الأقل في هذين البلدين.
في أواخر أيلول/سبتمبر، بلغ العدد الإجمالي المسجل للرعايا الأوروبيين، الذين توجهوا إلى المنطقة للمشاركة في الجهاد، حوالى 3000 شخص، بحسب المنسق الأوروبي لمكافحة الإرهاب جيل دو كيرشوف.
الائتلاف السوري يتهم مقاتلين أكرادًا بقتل مدنيين
بهية مارديني
مسؤول كردي يشن هجومًا على حزب الاتحاد الديمقراطي
اتهم الائتلاف الوطني السوري المعارض وحدات حماية الشعب الكردي (YPG) بقتل 4 مدنيين بريف عين العرب “كوباني” . فيما نفى حزب الاتحاد الديمقراطي التي تتبع له وحدات الحماية هذه التهمة جملة وتفصيلا .
قال الائتلاف الوطني السوري إن وحدات حماية الشعب الكردي (YPG) قتلت 4 مدنيين، وأشار الائتلاف في بيان ، تلقت ” ايلاف” نسخة منه ، الى أن “بعض التقارير الإخبارية ادعت أن القتلى هم من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، فيما أكدت مصادر مقربة من الضحايا أنهم مدنيون، لم يحملوا السلاح ولم يشاركوا في أي أعمال قتالية، وأنهم من ضمن النازحين الذين فروا من الموت في قرية كفر زيتا بريف حماة إلى منطقة عين العرب “كوباني””.
وأدان الائتلاف “هذا الفعل، و استهداف يطال المدنيين في أي مكان ومن أي جهة” ، وأكد على أولوية سلامة المدنيين وضرورة تحييدهم عن كافة الأعمال القتالية الدائرة في سورية.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان قال في بيان له أنه” تم توثيق مصرع 4 عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” من الجنسية السورية من محافظة حماه، لقوا مصرعهم إثر كمين نفذه مقاتلون من وحدات حماية الشعب الكردي بمدينة عين العرب “كوباني””.
كذلك كانت صفحات كردية على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” منها جبهة الأكراد أشارت أمس الى مقتل أربعة من تنظيم “داعش” واثنين من وحدات حماية الشعب الكردي .
الا أن عائلات الضحايا الأربعة أكدت لـ”ايلاف” في اتصال هاتفي أن أقاربهم “سائقون مدنيون وإنهم لا ينتمون الى أي تنظيم، وهم نزحوا من منطقة كفر زيتا و تم اعدامهم بدم بارد.”
فيما أصدر المكتب الاعلامي في مدينة كفر زيتا بيانا أكد فيه مقتل اربعة سائقين مدنيين عزل، واتهم حزب الاتحاد الديمقراطي بقتلهم .
محاربة التجربة الكردية
أما ابراهيم ابراهيم المسؤول في حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تتبع لها وحدات حماية الشعب فقد اعتبر في تصريح خاص لـ”ايلاف” أن ” الائتلاف وجماعات من المعارضة تبحث عن أساليب جديدة لمحاربة التجربة الكردية السورية بعد ان نفذت حججها ومبرراتها لمحاربة التجربة الكردية وعناصرها من الادارات والمؤسسات وخاصة منها الأشايش ووحدات حماية الشعب، وبدأت تبحث عن قصص وهمية وحكايات تترجم من خلال سردها لمشاعرها الحميمة تجاه داعش الارهابية والدفاع عن عناصرها الذين يقتلون في معاركهم ضد الجيش الحر والقوات الكردية عبر نفي وانكار اتهامهم لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام رغم الحقائق التي حصلنا عليها من مصادر موثوق بها جدا والتي تؤكد ان العناصر الارهابية الاربعة قتلوا في ارض المعارك كأعضاء مقاتلين في التنظيم امس الاول في الجهة الجنوبية الغربية لمدينة كوباني” ، متسائلا “عما كان هؤلاء” الشباب الأربعة ” يفعلونه في جبهة ساخنة دامية وشديدة الخطورة ؟” .
ولفت ابراهيم الى خبر أصدره اتحاد ثوار حماة و نشره على صفحته الرسمية أكد ” انتماء العناصر الاربعة لتنظيم الدولة وذكر أسماءهم “، وقال ” من المعروف قرب اتحاد ثوار حماة من الائتلاف الوطني السوري”.
مهاجمة حزب الاتحاد الديمقراطي
من جانبه هاجم الدكتور عبد الحكيم بشار، نائب رئيس الائتلاف الوطني والمسؤول الكردي المعروف “حزب الاتحاد الديمقراطي”.
وقال إنه ” لا يدافع عن كوباني، بل عن نفوذه وسلطته وموارد تمويله، وإن رفض الـ pyd القاطع لمشاركة قوات تابعة للمجلس الوطني الكردي في المساهمة بالدفاع عن كوباني ومقاتلة داعش، يأتي في إطار دفاعه عن سلطته ورفضه لأيّ شراكة معه وإن كان الثمن دمار كوباني وتشريد أهلها!”.
ويعكس هذا التصريح الخلاف لدى الاطراف الكردية في ظل ما يحدث من مستجدات على الارض وعدم الوصول الى اتفاقات ثابتة بخصوص تشاركية كل الاكراد في الدفاع عسكريا عن الاراضي الكردية في سوريا .
واعتبر بشار في تصريحات صحافية أنّ” الموقف الأميركي المجتزأ في استعمال الكرد كرأس حربة في مقاتلة داعش، يودي إلى تعزيز فرص خلق الصراع بين الكرد والعرب، والذي طالما خطط نظام الأسد له، وإن كل المؤشرات تدل على أن كوباني لن تكون النهاية بل ستكون البداية. بداية صراع ستقوده الكتائب المتطرفة ضد الكرد، ولن يقتصر المشاركة فيها على داعش، بل الكتائب المتطرفة الأخرى، من خلال تجييش ديني وقومي يخلقه الموقف الأمريكي المجتزأ المؤدي لهذا الصراع. ومهما كانت نتائج المعارك ستكون هناك تدمير واسع للمناطق السورية التي تقطنها الغالبية الكردية وتهجير شبه كامل لسكانها الكرد، وسيكون الخاسر في هذه المعارك هم الكرد”.
وكان بشار انتقد أيضا في وقت سابق الإستراتيجية التي تتبعها الولايات المتحدة الأميركية في سورية واصفا إياها بـ ” الخاطئة”، وأنها ” تأتي لصالح نمو وتنامي الحاضنة الجماهيرية لداعش، والتي تشكل أهم عوامل قوتها”.
ولفت بشار في تصريحاته الى “رفض الولايات المتحدة تقديم السلاح اللازم للجيش الحر لمحاربة داعش ونظام الأسد، وكذلك سعي الولايات المتحدة زج المكون الكردي من خلال بعض التنظيمات في المعركة ضد داعشمما سيخلق حساسية مفرطة لدى المكون العربي، خاصة الشرائح الفقيرة والذي لابد أن يؤدي إلى تعاطف العديد من هذه الشرائح مع داعش كرد فعل على السياسة الأمريكية”، مؤكداً “أن محاربة داعش في سورية يجب ألا تكون من خلال المكون الكردي فقط ولا بقيادته؛ لأن ذلك لن يؤدي إلى زيادة تعاطف العرب السنة مع داعش وحسب، بل قد تؤدي لصراع كردي عربي؛ مما سيشكل انتكاسة للثورة السورية”.
واعتبر المسؤل الكردي ونائب رئيس الائتلاف”أن أفضل وسيلة لمحاربة داعش وتقليص نفوذه الشعبي في سورية تكون من خلال تقديم السلاح اللازم للجيش الحر؛ ليقوم ويقود هذه المهمة لأن أغلبية الجيش الحر هم من العرب السنة والذين يجب أن يشكلوا رأس الرمح والقوة الرئيسة في محاربة داعش لأنهم الأكثر نجاعة في محاربته والقضاء عليه.
عدّاد الموت الأسدي خلال شهر: 1092 غارة و2000 ضحية مدنية
ارتفع إلى 1592 غارة عدد الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية والمروحية التابعة لنظام بشّار الأسد، على عدة مناطق في قرى وبلدات ومدن سوريا، التي تمكن المرصد السوري من توثيقها منذ فجر الـ20 من شهر تشرين الأول الماضي حتى فجر الـ19 من تشرين الثاني الجاري وتسببت باستشهاد وجرح نحو 2000 سوري.
فقد نفذت طائرات النظام الحربية ما لا يقل عن 866 غارة استهدفت عدة مناطق في محافظات دير الزور، وحمص، ودمشق، وريف دمشق، واللاذقية، والقنيطرة، وحماه، وحلب، وإدلب، درعا، والحسكة، والرقة.
وألقت مروحيات النظام 726 برميلاً متفجراً على مناطق عدة في محافظات حمص، وحماه، وإدلب، ودرعا، وحلب، واللاذقية، وريف دمشق، والقنيطرة، والحسكة.
وتمكن المرصد السوري من توثيق استشهاد 396 مدنياً: 109 أطفال دون سن الثامنة عشر، و78 امرأة، و209 رجال، نتيجة القصف من الطائرات الحربية والمروحية، إضافة إلى إصابة أكثر من 1500 آخرين من المدنيين بجروح، وأسفرت عن أضرار مادية كبيرة ودمار في ممتلكات المواطنين العامة والخاصة.
وأمس دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي «حزب الله» ومقاتلي المعارضة في حي جوبر ترافق مع سقوط 4 صواريخ ارض ـ ارض على مناطق في الحي.
وقصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في جرود القلمون دون انباء عن اصابات، وسط اشتباكات في محيط تل كردي قرب مدينة دوما في الغوطة الشرقية، التي تعرضت لغارتين جويتين متتاليتين استهدفتا منازل المدنيين في حي الشفونية، الأمر الذي أدى إلى استشهاد وجرح عشرات المدنيين. كما تعرضت مناطق في اطراف مخيم خان الشيح لقصف من قبل قوات النظام.
كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في ريف القنيطرة الاوسط وترافق مع قصف قوات النظام لمناطق في بلدات طرنجة وأوفانيا وجباتا الخشب، كما دارت اشتباكات عنيفة في محيط مدينة البعث وبلدة خان ارنبة التي قصفها مقاتلو المعارضة بالهاونات.
وفي حلب، نفذ الطيران الحربي غارة على منطقة اسيا قرب بلدة حريتان بريف حلب الشمالي. وقصف مقاتلو المعارضة مراكز لقوات النظام في مبنى الاسكان في حي الشيخ سعيد جنوب حلب، في حين دارت اشتباكات بعد منتصف ليل الثلاثاء ـ الأربعاء بين المعارضة وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني ومقاتلي «حزب الله» ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات إيرانية وأفغانية من جهة اخرى، في محيط قرية سيفات وعلى اطراف قرية حندرات بريف حلب الشمالي، كما دارت اشتباكات متقطعة بعد منتصف ليل الثلاثاء ـ الأربعاء في احياء صلاح الدين وسيف الدولة واطراف بستان القصر جنوب حلب.
ونفذت طائرات يعتقد أنها تابعة للتحالف العربي ـ الدولي ضربة على الأقل على مناطق في مدينة حارم على الحدود السورية – التركية التي تسيطر عليها جبهة النصرة، بينما قصف الطيران المروحي التابع لقوات الاسد مناطق في بلدة كفروما بريف معرة النعمان الغربي.
وقتل تسعة مدنيين بينهم امرأة واصيب 16 على الاقل بينهم اربع نساء وطفل في قصف للطيران الحربي، التابع لنظام الأسد، استهدف امس مدينة الرقّة التي يسيطر عليها تنظيم «داعش».
واعرب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أمس عن شعوره بالاحباط لعدم استجابة واشنطن وحلفائها للشروط التي حددتها بلاده لكي تلعب دورا اكبر في التحالف ضد تنظيم «داعش» في سوريا. وتزامنت تصريحاته مع زيارة المبعوث الرئاسي الاميركي الخاص جون الان الى انقرة لاجراء محادثات مع المسؤولين الاتراك لم يتم الاعلان عنها مسبقا.
وصرح اردوغان للصحافيين في مطار انقرة قبل ان يتوجه في جولة في افريقيا، ان التحالف «لم يتخذ اية خطوات طلبناها».
وقال اردوغان ان «الاطراف لم تتخذ بعد خطوات حاسمة بشأن خطة تدريب وتجهيز» مقاتلي الجيش السوري الحر.
وكتبت صحيفة حرييت دايلي نيوز التركية السبت ان انقرة وواشنطن وضعتا اللمسات الاخيرة على اتفاق لتقوم تركيا بتدريب الفي مقاتل سوري من الجيش الحر، لكن الرئيس التركي اكد أمس ان اي «اجراء حاسم» لم يتخذ بعد في هذا الخصوص.
واشار الى ان تركيا لن تغير موقفها الا بعد الوفاء بهذه الشروط، مضيفا «بالطبع تركيا ستبقى على موقفها حتى اكتمال هذه العملية.
وسجل أمس سقوط عدد من القذائف على الجانب التركي من الحدود مع سوريا، من دون الإبلاغ عن إصابات حسب موقع «سكاي نيوز».
وأعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان امس، أن فرنسا ستنشر ست طائرات «ميراج» في الأردن لتضاف الى طائرات «رافال» التسع المتمركزة حاليا في الإمارات، بهدف المشاركة في الغارات على تنظيم «داعش».
وقال لودريان في البرلمان الفرنسي: «سيتم تعزيز القوات الجوية الفرنسية بست طائرات ميراج تتمركز في الأردن».
وتعتمد العمليات الفرنسية ضد «داعش» حاليا على تسع طائرات رافال مرابطة في الإمارات العربية المتحدة، أي أبعد مرتين أو ثلاث مرات من مسرح العمليات في العراق منه في الأردن.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية أمس، أن طائرتين من طراز رافال ضربتا أهدافا لتنظيم «داعش» بالاشتراك مع طائرات تابعة للتحالف الدولي قرب مدينة كركوك في شمال العراق بهدف اختراق الخطوط الأمامية للتنظيم.
وأضافت في بيان أن مقاتلتين من طراز رافال مزودتين بأربعة صواريخ استهدفتا خنادق يستخدمها مقاتلو «داعش» لمحاصرة المدينة.
(ا ف ب، المرصد السوري، سراج برس، سكاي نيوز، العربية)
ضربة أميركية جديدة ضد “خراسان” في سوريا
واشنطن – فرانس برس
نفذت الولايات المتحدة ضربة جوية ضد “مجموعة خراسان” الجهادية في شمال غرب سوريا، في آخر هجوم جوي ضد هذه المجموعة المقربة من تنظيم القاعدة، كما أعلنت القيادة الأميركية الوسطى المكلفة في المنطقة، الأربعاء.
وأوضحت القيادة الأميركية أن الطيران الأميركي “ضرب ودمر موقع تخزين على علاقة بشبكة لمقاتلين سابقين في القاعدة أطلق عليها أحيانا اسم مجموعة خراسان التي يحضر عناصرها هجمات خارجية ضد الولايات المتحدة وحلفائها”.
وحصلت الغارة الجوية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، كما أضاف مسؤولون من دون إعطاء المزيد من التفاصيل.
و”مجموعة خراسان” تلقت ثلاث ضربات في السابق من الطيران الأميركي، المرة الأولى في سبتمبر في بداية حملة الضربات الجوية في سوريا ضد تنظيم “داعش”، والتي أطلقت في 23 سبتمبر، ومرتان هذا الشهر، كما ذكرت القيادة الأميركية التي تشرف على هذه الحرب التي يشنها التحالف الدولي المناهض للجهاديين من الجو.
وخلال إحدى الضربتين خلال هذا الشهر، قتل الخبير الفرنسي في المتفجرات لدى “خراسان” دافيد داود دروجون في ضربة جوية شنها الطيران الأميركي.
و”مجموعة خراسان” هي مجموعة لم تكن معروفة إلى حين رصدتها أجهزة الاستخبارات الأميركية في سبتمبر. وأكد المسؤولون الأميركيون أنها تضم أعضاء من تنظيم القاعدة في أفغانستان وباكستان ذهبوا إلى سوريا.
ويعتبر بعض الخبراء أن هؤلاء الأعضاء هم في الأساس جزء من “جبهة النصرة”، الفرع السوري لتنظيم القاعدة.
وإضافة إلى الضربات ضد “خراسان”، استهدفت الولايات المتحدة وحلفاؤها منذ الاثنين تنظيم “داعش” قرب مدينة عين العرب (كوباني) السورية بخمس غارات جوية، وهاجمت نقطة لتخزين النفط الخام في جنوب شرق الحسكة.
وفي العراق، شنت قوات التحالف 13 ضربة جوية قرب كركوك، وسبع ضربات قرب الموصل، وثلاث قرب بيجي، وواحدة قرب الفلوجة، كما أوضحت القيادة الأميركية أيضاً.
مقتل “خضور” يفقد نظام الأسد ذراعه العسكرية الطويلة
العربية.نت
تلقى جيش النظام السوري ضربة قوية بمقتل العميد الركن “محســن سعيـد حسيـن”، الذي كان يتولى قوة ضاربة تسمى “صقور الصحراء”، اعتمد عليها بشار الأسد في التدخل السريع لوقف انهياراته واسترجاع نفوذه في العديد من المناطق.
وقتل “حسين” في محيط حقل الشاعر، حيث استعان بشار بـ”صقور الصحراء” لصد الهجوم العنيف من قبل تنظيم “داعش” بعد أن فشل جنوده ومرتزقته في حماية الحقل، فقتل منهم من قتل وفر منهم من فر تاركين التنظيم يتمدد في تلك المنطقة حتى سيطر على كامل الحقل، وأتبعه بحقول أخرى مثل “جحار” و”جزل”.
وكان لتدخل “صقور الصحراء” بعتادهم الأكثر تطورا دور أساسي في إعادة حقل الشاعر وما جاوره إلى النظام، واعتماداً على التدريب العالي لمقاتليها وسلاحها المميز، زج بشار الأسد بـ”صقور الصحراء” في أكثر من معركة حساسة، لاسيما معارك الساحل التي كانت ولا تزال المنطقة الأخطر في عرف النظام، كونها تضم حاضنته ومؤيديه الملونين بلون واحد.
وفضلاً عن توليه قيادة “صقور الصحراء”، فإن “حسين” كان يشغل نائب رئيس فرع البادية “الأمن العسكري”، هو من أخطر وأكبر فروع الأمن في سوريا، كونه يشرف على أوسع منطقة فيها.
“حسين” الذي كان يعرف بلقب “خضور” ويناديه مناصروه باسم “أسد البادية”، ساهم مع قواته بفاعلية كبيرة في معارك استعادة “كسب” و”المرصد 45″ في ريف اللاذقية، ومستودعات مهين للتسليح، التي توصف بأنها أضخم مستودعات تسليح في عموم سوريا.
شيع “حسين” ظهر اليوم الأربعاء في مسقط رأسه في قرية “السيسنيـة” التابعة لمنطقة “صافيتـا” في محافظة طرطوس.
تظاهرة للاجئين سوريين “عالقين” في اليونان
اثينا – فرانس برس
تظاهر حوالي 200 لاجئ سوري، غالبيتهم من المشردين، اليوم الأربعاء في وسط أثينا للمطالبة بـ”احترام حقوقهم” من قبل السلطات اليونانية التي “تمنعهم” من التوجه إلى دول أوروبية أخرى، كما أفادت مراسلة لوكالة “فرانس برس”.
وكتب على اللافتات التي رفعها المتظاهرون الذين تجمعوا أمام ساحة البرلمان: “نطلب من الحكومة اليونانية أن تجد الآن حلا للاجئين السوريين”.
وبين هؤلاء رجال بين الـ20 والـ45 من العمر فروا من سوريا خوفا من استدعائهم الى الجيش، وعائلات عدة بينها 15 طفلا، يقطنون في اثينا في ظروف بائسة.
وقال محمد جوسا (21 عاما) المتحدر من دمشق والذي وصل إلى جزيرة يونانية من تركيا قبل شهرين: “لا نملك أي مساعدة، أنام مع مواطنين آخرين تحت رواق في مركز تجاري في أثينا، ونغتسل في مقهى مجاور، الحياة هنا ليست آمنة وحقوق اللاجئين غير موجودة”.
وأضاف: “أتفهم أن وضع الاقتصاد اليوناني سيء وآمل التوجه إلى ألمانيا لمتابعة دراستي والعمل”.
وارتفع عدد اللاجئين وخصوصا المتحدرين من سوريا بشكل كبير في السنتين الأخيرتين في اليونان التي تمثل أحد أبرز أبواب الدخول إلى أوروبا للفارين من الحروب والبؤس في آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط.
وتعتبر اليونان بالنسبة إلى غالبية اللاجئين السوريين بمثابة دولة “ترانزيت” ليس إلا من أجل الانتقال الى وجهة أخرى في أوروبا حيث سيطلبون اللجوء. وتقدم لهم اليونان تصريحا بالإقامة لمدة ستة أشهر لكنها لا تسمح لهم بالسفر، ومع انتهاء مفعول التصريح يصبح اللاجئ في وضع غير قانوني.
وتقيم شذا زرقي (38 عاما) في غرفة في فندق منذ ثلاثة أشهر مع زوجها وأطفالها الأربعة الذين تراوح أعمارهم بين سنتين و17 عاما.
وروت أن “إيجار الشقق باهظ في أثينا.. ولا يمكنني العودة الى سوريا لأن ابني مطلوب للخدمة العسكرية.. حلنا الوحيد سيكون الذهاب الى فرنسا حيث يعيش شقيقي”.
وإلى جانب ذا، امرأة حامل أوضحت أن المستشفيات في اثينا لا تعطيها أدوية.
أما بشير شلول (24 عاما) فتطرق إلى “الوجود اليومي لمهربين يطلبون المال عبر قطع وعود كاذبة للمساعدة في التوجه الى أوروبا الغربية”.
واليونان التي طلبت اخيرا المزيد من الاموال من الاتحاد الاوروبي لمواجهة تدفق اللاجئين، تواجه باستمرار انتقادات المنظمات الدولية لعدم احترامها حقوق اللاجئين.
قتلى بغارات على ريف دمشق والرقة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
شن الطيران الحربي السوري غارات جوية على ريف دمشق ومدينة الرقة التي يسيطر عليها “تنظيم الدولة”، الخميس، مما أدى إلى سقوط نحو 10 قتلى.
وذكر “مجلس الثورة بريف دمشق” أن قصفا جويا على بلدة الشيفونية في الغوطة الشرقية أسفر عن مقتل 4 أشخاص وعدد من الجرحى.
من جهة أخرى، قتل 6 مدنيين بينهم امرأة وأصيب 16 آخرون بجروح في قصف نفذه الطيران الحربي السوري واستهدف مدينة الرقة حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي حمص، قال ناشطون إن حي الوعر غربي المدينة تعرض لقصف بإسطوانات متفجرة مما أسفر عن عدد من الإصابات.
وحي الوعر، هو الحي الوحيد في مدينة حمص الذي لا يزال يضم بعضا من مقاتلي المعارضة المسلحة.
من جهة أخرى، أعلنت قيادة المنطقة الوسطى للجيش الأميركي، الأربعاء، أن الطيران الأميركي ضرب ودمر موقع تخزين، على علاقة بمجموعة خراسان، من دون إعطاء المزيد من التفاصيل.
بعد قطع رأس كاسيغ.. هل تبقى رهائن غربيون بقبضة داعش؟
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)—بعد بث تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش،” مقطع فيديو قطع فيه رأس الرهينة الأمريكي، بيتر كاسيغ، دون الإشارة إلى الرهينة التالية التي ينوي التنظيم قتله، كما جرت العادة في مقاطع فيديو سابقة، يبرز سؤال “هل بقي رهائن غربيون في قبضة داعش؟” والجواب “نعم.”
لا يزال في قبضة داعش كل من الصحفي البريطاني، جون كانتيل، الذي ظهر في عدد من مقاطع الفيديو السابقة التي بثها التنظيم، إلى جانب عاملة إغاثة أمريكية.
ولكن معرفة العدد الحقيقي للرهائن في قبضة داعش حاليا يعتبر صعبا وذلك للتكتم الذي تقوم به الحكومة وعائلاتهم مخافة زيادة الخطر المحدق بهم أو إفشال أي محاولات للتفاوض.
ومن المتوقع أن يكون تنظيم داعش يحاول حث أنصاره ومقاتليه لاختطاف المزيد من الرهائن سواء داخل العراق أو سوريا أو حتى في بلدانهم أينما كانوا.
نيويورك تايمز
قالت منظمات إنسانية دولية إن آلافا من السوريين، معظمهم من النساء والأطفال، عالقون لأسابيع على الحدود الأردنية، في الوقت الذي تتداول فيه الأنباء رفض الأردن استقبال اللاجئين السوريين الفارين من ديارهم.
وقال أندرو هاربر، المسؤول في مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إن تقارير عدة تشير إلى وجود أعداد كبيرة اللاجئين السوريين على الحدود، وتابع أن كل ما تدعو له المنظمة الدولية هو نيل اللجوء السياسي لكل من هم بحاجة إليه.
وأضاف هاربر أن تدفق اللاجئين السوريين في تناقص خلال الفترة الأخيرة، فيما ترتفع وتيرة الصراعات بشأن قضية اللاجئين من سوريا والعراق.
إردوغان: 40% من العراق محتل.. وإن لم تتحقق توصيات تركيا للتحالف ضد داعش فلن يتغير موقفنا
أنقرة، تركيا (CNN)—قال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الأربعاء، إن 40 في المائة من الأراضي العراقية تقع تحت الاحتلال المباشر، لافتا إلى أنه إذا لم تتحقق توصيات تركيا للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام او ما يُعرف بـ”داعش،” فإن موقف تركيا لن يتغير.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول على لسان إردوغان قوله: “لم تتخذ قوات التحالف حتى الآن، أية خطوة من تلك الخطوات التي أوصيناهم بها، ونحن نشهد فترة مليئة بالاحتمالات، لكن ما لم تتحقق تلك التوصيات، فإن الموقف التركي لن يتغير وسيستمر كما هو الحال عليه في الوقت الراهن.”
وتابع قائلا: “إن 40 بالمائة من الأراضي العراقية اليوم، تقع تحت احتلال مباشر. لذا فعلى المجتمع الدولي الإعلان عن منطقة آمنة في العراق، واعتماد أسلوب تدريب وتسليح القوى الداخلية أيضاً، لتحقيق الأمن والاستقرار، مثمناً التقدم الذي أحرزته قوات الحكومة المركزية في العراق على عدّة محاور.”
قيادي بالائتلاف الوطني: نرحب بالحوار مع روسيا ونرفض بقاء الأسد ولو ليوم واحد
روما (19 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّد قيادي في ائتلاف المعارضة السورية وفي الكتلة الديمقراطية فيه على ضرورة وأهمية “التعاطي الإيجابي” مع روسيا من أجل حل الأزمة السورية، وقال إن الروس يبدون “نوعاً من المرونة” فيما يخصّ موقع ومستقبل الرئيس بشار الأسد، وشدد على أن وجوده على سدة السلطة بعد كل القتل والدمار الذي لحق بسورية “غير مقبول ولا ليوم واحد”، على حد وصفه
وعن التواصل الروسي معهم ورأيهم بالدعوة لمؤتمر في موسكو، قال عضو الهيئة السياسية للائتلاف ورئيس الهيئة التنفيذية للكتلة الوطنية الديمقراطية السورية، عقاب يحيى لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “ككتلة، لم يتواصل معنا الروس مباشرة، هناك أصدقاء ومعارف نستقي منهم بعض الآراء والتقديرات، ونحن ننظر لروسيا كدولة عظمى لا بدّ أن يكون لها دورها في (المسألة السورية) التي باتت مُدوّلة بالرغم من رغباتنا وإرادتنا، وفوق ذلك روسيا لاعب فاعل في أوضاعنا، وعلاقتها قوية بالنظام وشؤون البلد، والكل يعرف مدى الدور والدعم والمسؤولية التي قامت وتقوم به على مسار الثورة” السورية
وأشار إلى أن كتلته لا تمانع من فتح حوار ومفاوضات مع الروس ونوّه بأهمية ذلك، وقال “بعيداً عن ردّات الفعل والتشنج، يجب التعاطي الإيجابي مع الروس وفتح حوارات وحتى مفاوضات معهم، وسبق ونادينا بذلك، وحاولنا التلاقي معهم، والائتلاف الذي أشارك به التقى الروس مرّات، وتبادل معهم الرأي والتفاصيل في مستقبل البلاد والحل السياسي”، حسب قوله.
وأشار يحيى إلى أن “الروس يتحدثون هذه الأيام عن وجود، أو عن نيّتهم بلورة مبادرة سياسية تطور مضامين جنيف وأسلوبه، والتقوا لذلك عددا من المعارضين، وممن هو قريب من النظام، لكنهم ما زالوا يطرحون أفكاراً عامة لم تصل مستوى بلورة مبادرة شاملة، ومقبولة”، وفق تعبيره
وتابع “هناك من يعتبر التحرك الروسي بمثابة ردّ فعل على التهميش الأمريكي لهم، واستبعادهم من أي مشاركة في شؤون المنطقة، وهناك من يردّ هذا التحرّك إلى الأزمة الأوكرانية ومحاولات روسيا القيام بنوع من المقايضة تكون بلادنا الطرف الرئيس فيها، وهناك من يُرجع هذه الحركة إلى القلق الروسي الحقيقي من انتشار (الإرهاب) ووصوله إلى ديارهم، خاصة الجمهوريات الإسلامية وبين المسلمين المنتشرين في عدد من المناطق الروسية”، حسب رأيه.
ولم يستبعد المعارض السوري أن يُقدّم الروس مبادرة جديدة مختلفة عن “خطابهم التقليدي الذي يدعو للحوار بين المعارضة والسلطة دون شروط وإشراك إيران بالمفاوضات الأوسع”. وقال “في لقائهم مع الشيخ معاذ الخطيب (الرئيس الأسبق للائتلاف) ومن رافقه، أبدوا نوعاً من المرونة فيما يخصّ موقع ومستقبل بشار الأسد باعتبار ذلك أحد أهم المعيقات الواقعية لأي حل سياسي مقبول، حيث لا يمكن بعد كل الذي جرى من قتل ودمار وإجرام أن نقبل بوجوده ولو لأيام”، وفق تأكيده.
وفيما إن كان إعلان جنيف بحاجة لتعديل جذري في ظل الخلاف الكامل حول آلياته، قال “هناك حكايا غير رسمية عمّا يشبه مبادرة روسية، تتقاطع مع تسريبات إيرانية تشبه معالمها وبنودها، تفيد بتشكيل جسم انتقالي، أو حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات يرأسها بشار لمدة محدودة من عام لعامين ـ مثلاً ـ بعد أن يقوم بحل مجلس الشعب الحالي، والدعوة لانتخابات تشريعية ورئاسية، وبعدها يمكن أن يغادر أي مسؤولية، وهذا الأمر مرفوض بالتأكيد، وهو نوع من تأهيل ملتبس للنظام وتسويق له، حيث أن بشار الأسد وكبار رموز النظام، خاصة في الأجهزة الأمنية قتلة، ولا يمكن لأي حل سياسي أن يتوافق مع وجودهم، ويجب ـ أقله ـ إبعادهم”، وفق تقديره
وأضاف “يتحدث الروس عن توسيع اتصالاتهم، وأنهم سيدعون إلى مؤتمر وطني واسع للمعارضة، وسيُدعى الائتلاف كطرف من بين مجموعة الموجودين، وأنه سيسفر عنه جسم جديد، لكن هناك من يشكك أصلاً بقدرات الروس على التقدّم الحقيقي في مسار الحل السياسي نتيجة أوضاعهم من جهة، وبعيداً عن المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى، وأن الذي يجري لا يتخطى العلاقات العامة، أو ملء الفراغ، أو المناورات
الائتلاف الوطني: نظام الاسد يستغل الحملة الدولية على تنظيم الدولة لإرتكاب “المزيد من المجازر” بحق الشعب
روما (19 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء
استنكر الائتلاف الوطني السوري المعارض ما أسماه “عجز” قوات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية عن “ضم نظام الأسد إلى قائمة أهدافها”، محذرا من أن النظام يستغل ضربات التحالف ضد التنظيم في ارتكاب “المزيد من المجازر” بحق الشعب السوري
ونقل الائتلاف عن مركز حلب الإعلامي أن “الطيران الحربي قتل 35 مدنياً وجرح العشرات بينهم نساء وأطفال، جراء استهدافه بالبراميل المتفجرة مدينة الباب وقرية كفر حمرا في ريف حلب الشمالي والشرقي”. واشار إلى أن ذلك “تزامن مع غارات جوية على بلدة زملكا في ريف دمشق أودت بحياة سبعة أشخاص كان آخرهم طفل”، حسبما جاء في بيان
ودان المتحدث باسم الائتلاف، سالم المسلط “هذه الأفعال الإجرامية”، وجدد “مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه المدنيين العزل، وتوفير الحماية لهم عن طريق الإسراع في تسليح الجيش السوري الحر، وإقامة مناطق آمنة على الحدود في شمال وجنوب سورية
هولندية تنقذ ابنتها المراهقة من براثن “داعش“
وصلت أم هولندية الى تركيا مصطحبة ابنتها ذات الـ 19 عاما، وذلك بعد رحلة خطرة قامت بها الى مدينة الرقة السورية لانقاذ الفتاة التي كانت قد توجهت الى سوريا للتزوج من جهادي.
وكانت الأم، واسمها مونيك، قد شدت الرحال الى تركيا في اكتوبر / تشرين الاول الماضي، وذلك بعد سفر ابنتها عائشة الى تركيا لتتزوج من جهادي هولندي ذي اصول تركية.
وما زالت الام والبنت عالقتان عند الحدود التركية، ولكنهما تأملان بالعودة الى بلادهما قريبا.
يذكر ان المئات من الاسلاميين الاوروبيين قد سافروا الى سوريا للقتال في صفوف التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم “الدولة الاسلامية”.
وكانت عائشة قد غادرت بلدها هولندا في فبراير / شباط الماضي وتزوجت من الجهادي الهولندي التركي عمر يلماظ الذي سبق له ان خدم في صفوف الجيش الهولندي.
وقالت مونيك للتلفزيون الهولندي في سبتمبر / ايلول إن ابنتها قد تغيرت في فترة قصيرة من مراهقة هولندية طبيعية الى مسلمة متطرفة.
وتعرفت عائشة على عمر يلماظ من خلال وسائل التواصل الاجتماعي الالكترونية ثم وقعت في حبه.
وقالت الأم إن ابنتها “كانت تنظر اليه بوصفه روبن هود”.
وكانت الشرطة الهولندية قد صادرت جواز سفر عائشة بعد ان وصلها تحذير بأنها تنوي التوجه الى سوريا، ولكنها سافرت مع ذلك باستخدام بطاقتها الشخصية.
وكان يلماظ قد قال لبي بي سي يوم الاربعاء إنه تزوج المراهقة الهولندية بعد مقتل مسلح آخر كانت تنوي الاقتران به، ولكنهما انفصلا بعد ذلك.
وقال “لم تنجح الزيجة، ولذا مضت في سبيلها ومضيت في سبيلي”.
وكانت مونيك قد شدت الرحال الى تركيا في شهر اكتوبر / تشرين الاول الماضي في محاولة لاعادة ابنتها الى هولندا، ولكنها لم توفق في عبور الحدود الى سوريا.
ولكن بعد تسلمها نداء استغاثة من ابنتها، عاودت مونيك المحاولة الاسبوع الماضي – ضد نصيحة الشرطة – ونجحت في الوصول الى الرقة مقر ما يسمى “بالخلافة” التي اسسها تنظيم “الدولة الاسلامية”.
وعثرت مونيك على ابنتها في نهاية المطاف واصطحبتها معها الى تركيا.
وما زالت الام وابنتها تنتظران موافقة السلطات الهولندية على عودتهما الى البلاد.
وقالت الحكومة الهولندية لبي بي سي إنها على اتصال بالام، ولكن المسؤولين رفضوا الخوض في تفاصيل القضية.
ولكن ثمة تقارير تقول إن جزءا من المشكلة يكمن في حقيقة ان عائشة ليس لديها جواز سفر، رغم ان محاميهما يقول إنهما قد تتمكنان من العودة في غضون اسبوع.
ولم يتضح المصير الذي ينتظر المراهقة عائشة لدى عودتها الى هولندا، ولكن خبراء هولنديين يقولون إنه من المرجح ان تخضع للاستجواب حول ما اذا كانت قد ارتكبت او شهدت اي جرائم في سوريا.