أحداث الخميس 25 كانون الثاني 2018
واشنطن تقترح «شريطاً أمنياً» بدل «غصن الزيتون»
بيروت، أنقرة، فيينا، باريس – «الحياة»، أ ف ب
كشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن نظيره الأميركي ريكس تيلرسون اقترح إنشاء «شريط أمني» بعمق 30 كيلومتراً داخل الأراضي السورية، علماً أن تركيا أعلنت أن هجومها البري والجوي بمشاركة فصائل «الجيش السوري الحر» على عفرين يهدف إلى إنشاء «منطقة آمنة»، وإعادة اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم.
وتنطلق اليوم في فيينا محادثات سلام سورية وسط ترقّب دولي لمدى استعداد روسيا للضغط على النظام السوري وحمله على لعب دور بنّاء في المفاوضات التي تسبق مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي المقرر في 29 و30 الشهر الجاري. ووصفت فرنسا محادثات فيينا التي تأتي في إطار مسار جنيف بأنها «الفرصة الأخيرة» لإيجاد حلّ سياسي للنزاع في سورية.
وعلى رغم إبداء واشنطن قلقها من تمدد العملية العسكرية التركية ضد المقاتلين الأكراد من عفرين إلى منبج حيث تنتشر قوات أميركية، يبدو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مصمماً على شمل هذه المنطقة في عملية «غصن الزيتون»، وهو تعهّد أمس «إفشال المؤامرات» ضد تركيا انطلاقاً من منبج. أتى ذلك قبل ساعات من محادثات هاتفية مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، أكدت مصادر أنها تتناول مخاوف واشنطن إزاء العملية التركية في شمال غربي سورية، والتي تدخل يومها السادس اليوم.
ونبّه وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في خطاب أمام الجمعية الوطنية الفرنسية أمس، من أن لا أفق لحلّ سياسي في سورية «سوى الاجتماع الذي سيعقد برعاية الأمم المتحدة في فيينا بمشاركة كل الفرقاء الفاعلين»، معرباً عن أمله بأن تُوضع خطة سلام.
وأعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا أن محادثات السلام السورية تُجرى في «مرحلة حرجة جداً»، مشيراً إلى أنه «لا يسعه سوى التفاؤل». وقال دي ميستورا قبيل لقائه المستشار النمسوي سيباستيان كورتز أمس، إن كلاً من الحكومة السورية والمعارضة سيتمثل بـ «وفد كامل». وستستمرّ المحادثات يومين وتبحث في مسألة الدستور. وأكّد النظام السوري مشاركته في هذه الجولة على غرار وفد «هيئة التفاوض» برئاسة نصر الحريري الذي أنهى جولة دولية وإقليمية في تركيا أمس بلقائه أردوغان.
ويخشى الأكراد من تحولهم ضحايا منسيين في وقت تسعى تركيا وروسيا والولايات المتحدة إلى زيادة نفوذها في الشمال السوري. وستكون أي عملية تركية في منبج محفوفة بالأخطار بسبب وجود عسكريين أميركيين داخل المدينة وحولها في إطار عمليات التحالف الدولي.
وكشف الناطق باسم «مجلس منبج العسكري» شرفان درويش أن اتصالات تمت مع التحالف لحماية المنطقة من أي هجوم تركي، فيما أشار الناطق باسم التحالف الكولونيل رايان ديلون إلى أن القوات في «حال تأهب إزاء ما يحدث، خصوصاً في منطقة منبج حيث تنتشر قواتنا». وأكد أن لهذه القوات «حقّ في الدفاع عن نفسها وستفعل ذلك إذا لزم الأمر».
ولمّح نائب رئيس الوزراء التركي بكري بوزداغ إلى وجود «احتمال ضئيل» لنشوب مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة في منبج.
وتحوّلت المعارك الميدانية في عفرين إلى عمليات كرّ وفرّ في ظل استمرار الغارات التي تركزت أمس على المناطق الحدودية. وتواصل القصف الصاروخي من الأراضي السورية في اتجاه بلدة كيليس التركية الحدودية، وأدّى إلى مقتل شخص وإصابة 10 على الأقل، كما أفادت وكالة «دوغان».
ونفت «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) التي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية غالبية عناصرها، ما أعلنه الجيش التركي في بيان صدر ليل الثلثاء– الأربعاء عن «تصفيته» 260 مسلحاً كردياً ومن تنظيم «داعش» في الهجوم على عفرين، وأكدت أن لا وجود للتنظيم في المنطقة، فيما أعلنت «قسد» انضمام «متطوّعين» غربيين للقتال في صفوفها والتصدي للقوات التركية.
وفي شرق سورية، شنّ التحالف الدولي لمحاربة «داعش» بقيادة الولايات المتحدة غارات وسط وادي الفرات، أدت إلى مقتل حوالى 150 عنصراً من التنظيم الإرهابي. وأوضح التحالف في بيان أمس، أن الغارات استهدفت السبت الماضي قاعدة لـ «داعش» في محيط قرية الشفة في محافظة دير الزور، فيما كان يحتشد مسلحو التنظيم «لتنفيذ تحرّك».
وفي تطور لافت، أُعلن مقتل ضابط إيراني وقادة ميدانيين أفغان بعد استهدافهم في مدينة البوكمال القريبة من الحدود العراقية التي يسيطر عليها النظام وجماعات متحالفة معه، كما أفاد «المرصد» السوري. ونقل عن مصادر قولها إن الغموض يلف الطريقة التي قتل بها الضابط والقادة قبل أيام قليلة، إذ تخلو المدينة من خلايا «داعش»، فيما رجحت مصادر أخرى أن القتلى استُدرِجوا قبل اغتيالهم بأسلحة كاتمة للصوت أو آلات حادة. وبعد هذه الحادثة، حذرت القوات النظامية عناصرها وضباطها من الاختلاط بسكان المدينة، كما أكد «المرصد».
تركيا توسع غاراتها إلى شمال العراق وتلوّح بـ «عملية عسكرية مفتوحة»
باريس، بيروت، إسطنبول، واشنطن – رندة تقي الدين، «الحياة»، أ ف ب، رويترز
في ظل تصعيد الهجوم التركي بمشاركة فصائل من «الجيش السوري الحر» على المقاتلين الأكراد في عفرين ومحيطها، أكدت أنقرة أن عمليتها العسكرية «مفتوحة» ولن تتوقف حتى عودة 3.5 مليون نازح سوري إلى بلادهم. وعلى رغم إعلان أنقرة عزمها على «تفادي الاشتباكات مع قوات النظام السوري والأميركيين والروس»، برزت مخاوف أميركية من تمدد العملية العسكرية التركية إلى منبج، حيث توجد قوات أميركية، وتعززت تلك المخاوف بتأكيد تركيا أنها ستوقف إطلاق النار «الاستفزازي» من المدينة «إذا لم توقفه الولايات المتحدة».
وتزامناً مع المعارك العنيفة شمال سورية، شنّ الجيش التركي غارات جوية على مقاتلين أكراد في شمال العراق ليل الإثنين – الثلثاء، كما أعلنت رئاسة الأركان أمس. واستهدفت الغارات عناصر من «حزب العمال الكردستاني» كانوا يعدّون هجوماً على قواعد للقوات التركية على الحدود بين البلدين، وفق أنقرة، فيما أعلن ناطق باسم وحدات حماية الشعب الكردية أن القصف التركي قتل ثلاثة أشخاص في بلدة رأس العين التي تبعد 300 كيلومتر عن عفرين، ما يزيد من احتمالات توسيع نطاق الأعمال العسكرية على الحدود.
وفي عفرين، شنّ الجيش التركي مع فصائل المعارضة، هجمات عدة بهدف كسر «دفاعات وحدات حماية الشعب» التي أعلنت «النفير العام»، وحضت الأكراد على حمل السلاح لصدّ الهجمات. ودعت الإدارة الذاتية الكردية في شمال سورية «أبناء شعبنا الأبي إلى الدفاع عن عفرين وكرامتها». وأعلن القائد العام لقوات الحماية الذاتية في شمال سورية سيامند ولات أن تركيا لن تتمكّن من دخول الأراضي السورية، مؤكداً خلال عرض عسكري ضخم في مدينة الحسكة: «لدينا قوات في عفرين بالآلاف تحمي الحدود والشعب، عفرين مدربة أن تصمد».
وفي وقت تتصاعد الأزمة شمال البلاد عسكرياً، برزت مخاوف أميركية من أن يتمدّد الهجوم إلى منبج، شرق عفرين. وأكد مسؤولون أميركيون أن منع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من تنفيذ تهديده بطرد «قوات سورية الديموقراطية» (قسد)، من منبج أمر محوري بالنسبة إلى واشنطن. ونقلت وسائل إعلام تركية عن وزير الخارجية أحمد جاويش أوغلو قوله أمس، إن «الإرهابيين في منبج يطلقون دوماً ناراً استفزازية. إذا لم توقف الولايات المتحدة هذا فسنوقفه نحن»، فيما أكد الناطق باسم أردوغان أن العمليات العسكرية ستستمر حتى يعود اللاجئون السوريون في تركيا «إلى بلادهم سالمين وتطهَّر المنطقة من المنظمة الانفصالية الإرهابية».
وأعادت فرنسا إلى الواجهة ملف الكيماوي السوري خلال اجتماع توقيع «شراكة ضد الأسلحة الكيماوية» يهدف إلى منع إفلات مرتكبي الهجمات الكيماوية من العقاب. وأعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في الاجتماع في باريس أن روسيا، تتحمل «مسؤولية» الهجمات الكيماوية في سورية، مشيراً إلى أن النظام ربما «عاود استخدام أسلحة كيماوية»، مذكراً بإصابة أكثر من 20 مدنياً معظمهم أطفال بهجوم مفترض بالكلور في الغوطة الشرقية لدمشق مطلع الأسبوع.
وأكد تيلرسون أنه «لا يمكن نفي أن روسيا، عبر حمايتها حليفها السوري، انتهكت التزاماتها وعليها على الأقل التوقف عن استخدام الفيتو أو الامتناع عن التصويت في الجلسات المستقبلية في مجلس الأمن في شأن هذه القضية». وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في الاجتماع الذي شاركت به نحو 42 دولة، أن هذه الدول التزمت بشراكة دولية لمكافحة استخدام السلاح الكيمياوي تضمّ جمع وتبادل المعلومات ومعاقبة الأشخاص والشركات المعنية والإعلان عن اللوائح ومساعدة الدول الراغبة لتعزيز قدراتها الوطنية لتحديد المسؤولين ومعاقبتهم.
وفي خطوة أولى، فرضت فرنسا عقوبات على 25 شخصاً وكياناً من دول منها الصين ولبنان ومن بينهم موردون وموزعون للمعادن والإلكترونيات وأنظمة الإضاءة. وأشارت باريس إلى أن هذه الشركات تساعد في إمداد برنامج الأسلحة الكيماوية السوري.
وفي إطار تحضيراتها لمؤتمر «الحوار الوطني السوري» نهاية الشهر الجاري في سوتشي، وجهت روسيا دعوات مشاركة إلى أعضاء مجلس الأمن كافة، إضافة إلى السعودية ومصر والأردن والعراق ولبنان وكازاخستان.
الآلاف يفرون من هجوم عفرين وقوات النظام تمنعهم من الوصول إلى حلب
بيروت، جاكرتا، أنقرة، نيويورك – رويترز ، أ ف ب
قالت الأمم المتحدة و “المرصد السوري لحقوق الإنسان” اليوم (الثلثاء) إن آلاف الأشخاص يهربون من المعارك والقصف التركي على منطقة عفرين الكردية في شمال غربي سوري، مشيراً إلى أن قوات النظام السوري تمنعهم من الوصول إلى حلب.
وذكر تقرير للأمم المتحدة نقلاً عن مصادر محلية أن العملية العسكرية التركية القوات الكردية تسببت في نزوح ما يقدر بخمسة آلاف شخص في منطقة عفرين حتى أمس، لكن بعضاً من أكثر الفئات الضعيفة لم تتمكن من الفرار.
وجاء في التقرير أن الأمم المتحدة تقف على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة لـ 50 ألف شخص في عفرين ولديها إمدادات لـ 30 ألفا في حال زيادة النزوح إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة السورية في محافظة حلب.
وذكر “المرصد” نقلاً عن مصادر، لم يذكر أسماءها، أن «قوات الحكومة السورية تمنع النازحين من عفرين من عبور نقاط التفتيش التي تسيطر عليها الحكومة، ليصلوا إلى المناطق التي يسيطر عليها الأكراد من مدينة حلب».
وتقع مدينة عفرين في منطقة في شمال غربي سورية يسيطر عليها الأكراد، وتبعد حوالى 50 كيلومتراً من مدينة حلب التي تسيطر الحكومة على غالبيتها باستثناء حي الشيخ مقصود الذي يخضع إلى سيطرة فصيل كردي.
وحضت كل من الولايات المتحدة وروسيا، تركيا على التحلي بضبط النفس في عمليتها العسكرية «غصن الزيتون» التي تهدف لـ«القضاء على سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية على منطقة عفرين على حدودها الجنوبية» والتي دانتها سورية.
ودعا وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس اليوم من جاكرتا تركيا إلى «ضبط النفس» في الهجوم الذي تشنه منذ السبت ضد الفصائل الكردية في منطقة عفرين.
وقال ماتيس للصحافيين المرافقين له في جولته في آسيا: «إننا نأخذ على محمل الجد مخاوف تركيا الأمنية المشروعة (…) لكن العنف في عفرين يحدث بلبلة في منطقة كانت حتى الآن مستقرة نسبياً من سورية».
وأضاف: «إننا نطلب من تركيا التحلي بضبط النفس في عملياتها العسكرية وكذلك في خطابها والحرص على أن تكون عملياتها محدودة في الحجم والمدة».
وتعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أيضاً طرد المقاتلين الأكراد من منبج التي تقطنها غالبية عربية. ويقول أردوغان إن «وحدات حماية الشعب» هي امتداد لجماعة كردية تشن تمردا في بلاده منذ عقود.
وتقع منبج إلى الشرق من عفرين وهي جزء من منطقة أكبر بكثير في شمال سورية خاضعة لسيطرة قوات معظمها غالبيتها كردية.
ونقلت قناة «خبر ترك» التلفزيونية عن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو قوله إن بلاده تسعى إلى تفادي أي اشتباك مع القوات السورية أو الروسية أو الأميركية خلال عمليتها في شمال سورية، ولكنها ستتخذ كل الخطوات اللازمة لضمان أمنها.
وأضاف: «الإرهابيون في منبج يطلقون دوماً نيراناً استفزازية. إذا لم توقف الولايات المتحدة هذا فسنوقفه نحن»، مشيراً إلى أن «هدفنا هو عدم الاشتباك مع الروس أو النظام السوري أو الولايات المتحدة، ولكن محاربة التنظيم الإرهابي».
وتابع: «يجب أن أتخذ أي خطوة لازمة. وإذا لم أفعل، سيكون مستقبل بلدنا في خطر. لا نخشى أحداً في هذا ونحن مصممون… لن نعيش في خوف وتهديد».
ويقول مسؤولون أميركيون إن من أهداف واشنطن الرئيسة الحيلولة دون طرد تركيا لـ«قوات سوريا الديموقراطية» -مجموعة مدعومة من الولايات المتحدة وتهيمن عليها «وحدات حماية الشعب الكردية»- من منبج.
وتأمل الولايات المتحدة في الاستفادة من سيطرة «وحدات حماية الشعب» على شمال سورية في منحها القوة الديبلوماسية المطلوبة لإحياء المحادثات التي تنظمها الأمم المتحدة في جنيف للتوصل لاتفاق ينهي الحرب السورية.
وأثار دعم الولايات المتحدة لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية غضب أنقرة التي تعتبر الوحدات تهديداً أمنياً لها. وهذا الدعم أحد أمور عدة أدت إلى توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وحليفتها تركيا.
وقال تشاووش أوغلو: «مستقبل علاقاتنا يعتمد على الخطوة التالية التي ستتخذها الولايات المتحدة». وأضاف أن «تركيا ستستمر في القيام بكل ما تعتبره ضرورياً».
وتابع أن «سواء منبج أو عفرين أو شرقي الفرات أو حتى تهديدات من شمال العراق، لا يهم… إذا كان هناك إرهابيون على الجانب الآخر من حدودنا فسيمثل ذلك تهديداً لنا».
وفي وقت لاحق، قال تشاووش إن الرئيس أردوغان سيتحدث مع نظيره الأميريكي دونالد ترامب غداً. وفي حديث للصحافيين على هامش مؤتمر في باريس، ذكر الوزير التركي أنه أبلغ وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بضرورة توقف واشنطن عن دعم «وحدات حماية الشعب» الكردية من أجل أن تتعاون الدولتان العضوان في «حلف شمال الأطلسي» في سورية.
دي ميستورا: محادثات فيينا في مرحلة حرجة جداً
فيينا، باريس، واشنطن – أ ف ب، رويترز
أعلن مبعوث الامم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا اليوم (الأربعاء)، ان محادثات السلام السورية التي يرتقب ان تستأنف في فيينا غداً تجري في «مرحلة حرجة جداً».
وقال دي ميستورا: «بالطبع انا متفائل لانه لا يسعني أن اكون غير ذلك في مثل هذه اللحظات»، مضيفاً: «انها مرحلة حرجة جداً جداً».
وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إنه لا يوجد تصور لحل سياسي في سورية بخلاف محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة في فيينا والتي قال إنها «الأمل الأخير».
وقال الوزير أمام المشرعين الفرنسيين: «في وقتنا الحالي، لا يوجد تصور يطرح نفسه بخلاف الاجتماع الذي سيعقد في فيينا غداً، وهو الأمل الأخير، تحت رعاية الأمم المتحدة، حيث سيكون المتحاربون حاضرين وحيث نأمل في رسم أجندة للسلام».
من جهتها، قالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناورت إن وزير الخارجية ريكس تيلرسون ونظيره الروسي سيرغي لافروف ناقشا الأزمات القائمة في سورية وكوريا الشمالية وأوكرانيا خلال محادثة هاتفية اليوم.
وأضافت في بيان: «في شأن سورية ناقش الجانبان دور روسيا في ضمان أن يلعب نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد دوراً بناء في عملية جنيف التي تقودها الأمم المتحدة».
وأضافت أن تيلرسون شدد على كل الأطراف لتنفيذ التحرك الذي تقوده الأمم المتحدة في شأن كوريا الشمالية ودعا إلى وضع حد لتصعيد العنف في أوكرانيا.
أنقرة مصمّمة على «إحباط المؤامرات» بدءاً من منبج … واحتمالات المواجهة مع واشنطن «ضئيلة»
واشنطن، أنقرة، بيروت – جويس كرم، «الحياة»، رويترز
أكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عزم بلاده بمواصلة عملية «غصن الزيتون» في شمال غربي سورية، وشدد على أن أنقرة «ستحبط المؤامرات» على حدودها بدءاً من منبج الخاضعة لسيطرة الأكراد والمستضيفة لمئات من الجنود الأميركيين في إطار التحالف الدولي. وألمح نائب رئيس الوزراء التركي بكري بوزداغ إلى وجود «احتمال ضئيل» لنشوب مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة في منبج، فيما أعلن «مجلس منبج العسكري» إجراء اتصالات مع التحالف لحماية المنطقة من أي هجوم تركي.
أتى ذلك قبل ساعات من اتصال هاتفي بين أردوغان ونظيره الأميركي دونالد ترامب، أكدت مصادر بارزة أنه متعلّق بقلق واشنطن إزاء العملية العسكرية التركية.
وكشفت مصادر أميركية لـ «الحياة» أن واشنطن تبلّغت بالفعل بالعملية العسكرية التركية، كما قال وزير الدفاع جايمس ماتيس، لكنّ «في وقت متأخر جداً» وبعد إبلاغ أنقرة حلفائها الأوروبيين. وأوضحت أن الإدارة الأميركية «تفاجأت» عند عِلمها بالعملية من ديبلوماسيين أوروبيين قبل تبلّغها بذلك من تركيا.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن وفداً أميركياً على مستوى نائب مساعدي الخارجية والدفاع يزور أنقره في الوقت الحالي وأن الزيارة كانت مُقررة قبل العملية التركية العسكرية في سورية، بهدف البحث في التعاون المشترك، إنما وبسبب القلق الأميركي، تحول التركيز إلى آفاق العملية وحدودها. ولفتت إلى مخاوف أميركية من دخول تركيا إلى قلب مدينة عفرين واستنزاف الجانبين، بشكل يتطلّب تحول القوات الكردية شرقاً من مواجهة تنظيم «داعش» إلى مواجهة تركيا.
واستبعد بوزداغ أن تصل بلاده إلى مواجهة مباشرة مع واشنطن خلال العملية العسكرية الجارية في سورية، لكنّه أشار إلى «احتمال ضئيل» بأن تحدث تلك المواجهة في منطقة منبج. وأكد المسؤول التركي أن بلاده ستواصل استخدام المجال الجوي فوق منطقة عفرين «عند الضرورة»، وذلك مع دخول عمليتها ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية المدعومة من واشنطن يومها الخامس أمس.
في غضون ذلك، أعلن شرفان درويش الناطق باسم «مجلس منبج» إجراء اتصالات مع التحالف لحماية المنطقة من أي هجوم تركي. وأضاف أن «المجلس» اتخذ التدابير اللازمة ونشر قواته على الحدود الأمامية استعداداً لصد القوات التركية وفصائل من «الجيش السوري الحر». وأكد جهوزية القوات الكردية للردّ على أي هجوم، مشيراً إلى أن «التنسيق مستمرّ مع التحالف الدولي بما يتعلّق بحماية منبج».
ولفت إلى أن التحالف كثّف دورياته في المنطقة «في ردّ واضح على التهديدات التركية» على حدّ قوله. لكنّ الناطق باسم التحالف الكولونيل رايان ديلون نفى وجود مؤشرات على ذلك، مؤكداً أن قوات التحالف تواصل تسيير دورياتها في منبج منذ أكثر من سنة. وأضاف: «من الواضح أننا في حالة تأهب لما يحدث خصوصاً في منطقة منبج حيث تنتشر قواتنا». وأكد أن قوات التحالف المنتشرة في المنطقة «يحق لها في الدفاع عن نفسها وستفعل ذلك إذا لزم الأمر».
من جهته، رفض الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن تصريحات ماتيس بأن عملية «غصن الزيتون» أثرت سلباً على الحرب ضد «داعش»، واعتبر أنها «لا تعكس الحقائق على الأرض». ونفى في تصريحات مساء الثلثاء وجود «أجندة سرية» مع روسيا في شأن الشمال السوري، مضيفاً: «لا يوجد هناك شيء من قبيل خذوا عفرين وأعطوا إدلب». وفيما خصّ الدعم الأميركي لـ «الوحدات»، نوّه كالن بأن أنقرة دعت مراراً واشنطن إلى عدم التعامل مع «الوحدات»، بل مع «الجيش الحر» والتركمان والعشائر والأكراد غير الداعمين لـ «الوحدات». وأضاف أن واشنطن أصرت على العمل مع التنظيم، وقامت بتطوير حجج مختلفة لشرعنة ذلك. واعتبر أن منطقة الشرق الأوسط تمر بفترة حروب الوكالة، وأن الدول الغربية تفكر في الحد الأقصى من الفائدة الممكن تحقيقها من هذه الحروب. ولفت في السياق إلى أن «إيران تنظر على مناطق نفوذ (الرئيس السوري بشار) الأسد غربي سورية على أنها مناطق نفوذ لها. لذلك فإن الغرب أراد استمرار وجود الوحدات الكردية كعنصر يخلق توازناً في منطقة شرق الفرات». وحلّت التطورات السورية إحدى بنود اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ونظيره الروسي سيرغي لافروف أمس. وأوضحت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن النقاش تطرّق إلى العملية التركية والتحضير للقاء فيينا و»مؤتمر الحوار الوطني السوري» في سوتشي «الهادف لدفع العملية السلمية تحت رعاية الأمم المتحدة».
إردوغان يهدد بتوسيع «غصن الزيتون» إلى منبج وتيلرسون يقترح خطاً أمنياً بعمق 30 كلم
قوات خاصة إلى عفرين ومعارك كر وفر بين الوحدات الكردية والجيشين التركي والحر
عواصم – «القدس العربي» ووكالات: شنت طائرات تركية غارات على مواقع وحدات حماية الشعب الكردية في باصوفان جنوب غربي عفرين وسط هجمات متبادلة بين الجيش السوري الحر والقوات الكردية، وذلك في اليوم الخامس من عملية غصن الزيتون.
وأفيد بأن الجيش السوري الحر بات على مشارف مدينة راجو في محيط عفرين من ثلاث جهات، ويبعد عنها كيلومتراً واحداً فقط، وذلك بعد أن سيطر على أغلب التلال المطلة عليها، ووصل إلى الطريق السريع المؤدي إليها. وأن الجيش التركي قصف أيضاً نقاط تمركز وحدات حماية الشعب الكردية في محيط عفرين من جهة مدينة إعزاز الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وتقدمت قوات الجيشين التركي والحر باتجاه المدينة ولكن ببطء وسط مقاومة شديدة من الوحدات الكردية حيث قصفت مقاتلات تركية مواقع عدة لها ببلدة باصوفان، ونقل عن مصادر في الجيش السوري الحر أن هذه المواقع التي تم قصفها حاولت وحدات حماية الشعب أمس التقدم خلالها باتجاه نقاط التماس مع الجيشين التركي والسوري الحر، قبل أن يتم صدها. بينما استمر قصف المدفعية التركية مواقع وحدات حماية الشعب الكردية غربي عفرين، خصوصا جنديرس.
من جهته قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم أمس ، إن عملية «غصن الزيتون» مستمرة كما هو مخطط لها ونجحت في ضرب وتدمير 214 هدفًا للتنظيمات «الإرهابية» حسب تعبيره. وجاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره النيجري، بريجي رافيني، في العاصمة أنقرة. وأشار إلى أن عملية غصن الزيتون تهدف لتحقيق وحدة التراب السوري، والقضاء على التشيكلات الإرهابية في المنطقة، ورفع الظلم عن العرب والأكراد والتركمان فيها.
قوات خاصة
وذكرت وكالة الأناضول أن شاحنات تحمل دبابات وناقلات جنود مدرعة وقوات خاصة تتوجه إلى ولاية هطاي المحاذية للحدود مع سوريا لتعزيز الوحدات العسكرية المنتشرة على الخط الحدودي. ويأتي القصف التركي وسط معارك كر وفر بين الوحدات الكردية والجيش الحر في بعض المحاور بريف مدينة عفرين، في وقت يعمل فيه الجيشان التركي والحر بهذه المرحلة من العملية العسكرية على تحصين مواقعهما. وكشف قائد عسكري في غرفة عمليات «غصن الزيتون» أن «تعزيزات عسكرية تركية جديدة أرسلت إلى جبهات القتال في منطقة عفرين بريف حلب». وأكد القائد العسكري، الذي طلب عدم نشر اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) «وصلت مجموعات من القوات الخاصة التركية اليوم الاربعاء إلى جبهات القتال مع وحدات حماية الشعب الكردي في مناطق عفرين الجبلية، بعد نقلهم من مناطق شرق تركيا حيث لدى هؤلاء العناصر خبرة في القتال بالمناطق الجبلية خلال معاركهم مع حزب العمال الكردستاني شرق تركيا».
من جانبه، قال المستشار الاعلامي لوحدات حماية الشعب الكردي ريزان حدو لـ(د.ب.أ) إن «الطيران التركي قصف قرية قسطل جندو وبافلونة، وشن الجيش التركي ومسلحي المعارضة هجوماً على قرية تل باطمان في ناحية راجو بعفرين، وقصفت الطائرات التركية ناحية شيراوا كما قصف منطقة قريبة من سد ميداني دون وقوع أضرار في جسم السد، الذي يروي أغلب مناطق شرق مدينة عفرين، كما تعرضت مناطق دير جمال ودارة عزة لقصف من الطيران الحربي التركي».
وأعلن المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) قيام قواتها «بتنفيذ عمليات نوعية استهدفت نقاط تمركز للجيش التركي والفصائل المتطرفة المتحالفة معه بالقرب من مدينة مارع إثر عملية تسلل ناجحة أدت لمقتل ثلاثة عناصر على الأقل وإصابة عدد آخر دون التأكد من هوية القتلى أو الجرحى» وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان نقلاً عن مصادر إن عشرات المقاتلين قتلوا منذ أن بدأت تركيا الهجوم في منطقة عفرين يوم السبت. وأضاف المرصد أن القصف والضربات الجوية التركية في عفرين قتلت 28 مدنياً بينما لقي مدنيان حتفهما قرب مدينة أعزاز الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية نتيجة قصف وحدات حماية الشعب الكردية التي تدافع عن عفرين. وأعلنت تركيا مقتل ثلاثة من جنودها. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن 48 مقاتلاً سورياً من جماعات منضوية تحت لواء الجيش السوري الحر وتدعمها تركيا قتلوا مضيفاً أن عدد القتلى في صفوف وحدات حماية الشعب الكردية يقف عند 42 مقاتلاً حتى الآن. وقال الجيش التركي في بيان أمس الثلاثاء إن 260 مقاتلاً من الوحدات الكردية وتنظيم الدولة الإسلامية قتلوا في عملية عفرين. ونفت قوات سوريا الديمقراطية التي تمثل وحدات حماية الشعب الكردية المكون الرئيسي لها والمدعومة من الولايات المتحدة بيانا للجيش التركي يقول إن تنظيم الدولة موجود في عفرين. واتهمت قوات سوريا الديمقراطية تركيا بالمبالغة في عدد القتلى.
وفي ظل تعطل الدعم الجوي في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة نتيجة السماء الملبدة بالغيوم تحقق تقدم محدود واستطاع المقاتلون الأكراد استعادة بعض الأراضي. وقال رامي عبد الرحمن «تركيا لم تتمكن بعد من تعزيز سيطرتها على القرى التي تقدمت إليها» مرجعا ذلك إلى مقاومة شرسة من قبل وحدات حماية الشعب الكردية والطبيعة الوعرة للمنطقة.
… وإصابة مصلين
وأصيب عدد من المصلين، بينهم من هم بحالة حرجة، أمس، إثر سقوط قذيفة صاروخية، على مسجد بولاية كليس جنوبي تركيا، أطلقها عناصر تنظيم «ب ي د/ بي كا كا» انطلاقًا من منطقة عفرين . وفي تصريحات للأناضول، قال والي كليس «محمد تكين أرسلان»، إن قذيفة صاروخية أطلقت من سوريا أصابت مسجد «جالق» أثناء إقامة الصلاة، وهناك مصابون «بينهم من هم حالتهم حرجة».
وشدّدت رئاسة الأركان التركية في بيان سابق، على أن العملية «تجري في إطار حقوق تركيا النابعة من القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن حول مكافحة الإرهاب وحق الدفاع عن النفس المشار إليه في المادة 51 من اتفاقية الأمم المتحدة مع احترام وحدة الأراضي السورية». وأكدت أنه يجري اتخاذ كافة التدابير اللازمة للحيلولة دون إلحاق أضرار بالمدنيين.
إردوغان… ومنبج
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس إن تركيا «ستحبط اللعب» على حدودها بداية من منطقة منبج السورية. ويأتي تصريح إردوغان مع دخول العملية التركية في منطقة عفرين بشمال سوريا يومها الخامس. ودعا إردوغان، الذي كان يتحدث أمام مسؤولين محليين في أنقرة، المنظمات غير الحكومية الدولية إلى دعم عملية تركيا ضد وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة. وقال «لدي شكوك في إنسانية من يساندون هذا التنظيم (وحدات حماية الشعب الكردية) ويصفون تركيا بالغازية». وحذر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من أن بلاده ستوسع عمليتها العسكرية في سوريا لتشمل مدينة منبج في خطوة قد تضع القوات التركية في مواجهة مع الولايات المتحدة حليفتها في حلف شمال الأطلسي. وأي تقدم باتجاه منبج الواقعة على بعد مئة كيلومتر تقريباً شرقي عفرين قد يهدد الخطط الأمريكية الرامية لبسط الاستقرار بمنطقة كبيرة في شمال شرق سوريا. وأضاف قائلاً «بدءاً من منبج سنواصل إحباط لعبتهم».
وقال مسؤول أمريكي كبير إن الرئيس دونالد ترامب يعتزم إثارة القلق الأمريكي بشان الهجوم التركي في اتصال هاتفي مع إردوغان. وفي مقابلة مع رويترز، قال متحدث باسم الحكومة التركية إن احتمالات حدوث مواجهة بين القوات التركية والأمريكية في منبج ضئيلة.
منطقة أمنية
واقترح وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، على نظيره التركي، مولود جاويش أوغلو، إقامة خط أمني بعمق 30 كيلومترًا في منطقة عفرين، شمال غربي سوريا. وأفادت مصادر دبلوماسية للأناضول، الأربعاء، أن ملف عفرين تصدّر جدول أعمال اللقاء الثنائي الذي جمع جاويش أوغلو وتيلرسون، أمس الثلاثاء، في العاصمة الفرنسية باريس، على هامش مؤتمر «شراكة دولية ضد الإفلات من العقاب». وأضافت المصادر، أن تيلرسون اقترح خلال اللقاء إقامة خط أمني بعمق 30 كلم، بما يلبي المخاوف الأمنية لأنقرة.
وقال متحدث باسم مقاتلين تدعمهم الولايات المتحدة في منطقة منبج بشمال سوريا أمس إن المقاتلين انتشروا في الخطوط الأمامية للتصدي لهجوم هددت تركيا بشنه كما أنهم على تواصل مع التحالف الذي تقوده واشنطن بشأن حماية المدينة. وقال شرفان درويش من مجلس منبج العسكري «نحن مجلس منبج العسكري بالتأكيد أخذنا التدابير اللازمة وقمنا بنشر قواتنا على خطوط الجبهات».
وعلى النقيض من عفرين فإن منبج منطقة يوجد فيها عسكريون أمريكيون الأمر الذي يخاطر باحتمال وقوع مواجهة بين البلدين الشريكين في حلف شمال الأطلسي في ظل غضب تركيا من دعم الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب. وتتاخم منبج من الغرب منطقة تسيطر عليها جماعات الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا.
وقال المتحدث باسم التحالف الكولونيل ريان ديلون «بالطبع نحن في حالة تأهب لما يحدث لا سيما في منطقة منبج لأن هذه هي المنطقة التي توجد بها قواتنا للتحالف». وتابع قوله «قوات التحالف موجودة في تلك المنطقة ولها حق متأصل في الدفاع عن نفسها وستفعل ذلك إذا لزم الأمر».
اتفاقية أضنة وميثاق الأمم المتحدة… مسوغات قانونية تركية «تُشِّرع» التدخل العسكري في سوريا
منحت تركيا حق ملاحقة الإرهابيين داخل الأراضي السورية
إسماعيل جمال
إسطنبول- القدس العربي» : منذ انطلاق عملية «غصن الزيتون» التي ينفذها الجيش التركي إلى جانب مسلحي «الجيش السوري الحر» ضد وحدات حماية الشعب الكردية في مدينة عفرين السورية، يؤكد كبار القادة الأتراك على ان العملية تأتي في إطار القانون الدولي و»حقها الطبيعي في الدفاع عن النفس».
وبينما تؤكد تركيا أن العملية تجري في إطار الحقوق التي تمنحها الأمم المتحدة في ميثاقها للدول الأعضاء، وأنها تأتي في إطار «الحق الطبيعي بالدفاع عن النفس»، يشير خبراء قانون وباحثون اتراك إلى ان اتفاقية أضنة (1998) بين تركيا وسوريا هي أبرز الأرضيات القانونية التي تستند عليها العمليات العسكرية التركية في شمالي سوريا.
ميثاق الأمم المتحدة
وتضمن بيان إطلاق العملية والبيانات المتلاحقة لرئاسة أركان الجيش تأكيدات بأن العملية «تجري في إطار حقوق تركيا النابعة من القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن حول مكافحة الإرهاب، وحق الدفاع عن النفس المشار إليه في المادة 51 من اتفاقية الأمم المتحدة، مع احترام وحدة الأراضي السورية».
ويرد في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة استثناء لحظر استعمال القوة المنصوص عليه في المادة 2 (4) من الميثاق. فالحق الفردي والجماعي في الدفاع عن النفس يمكن أن يمارس إذا «اعتدت قوة مسلحة» على أحد أعضاء الأمم المتحدة. وعلى الدول أن تبلّغ المجلس فورًا بالتدابير المتخذة وأن تتوقف عن اتخاذها حالما يتخذ هذا الأخير الإجراءات الضرورية لحفظ السلم والأمن الدوليين. ويغطّي المرجع أي استظهار بحق الدفاع عن النفس في قرارات المجلس وفي مداولاته وفي الوثائق الرسمية الواردة من الدول الأعضاء.
وفي محاولة لسد الثغرات القانونية في العملية التركية، عملت أنقرة على تقديم رسالة خطية إلى القنصلية السورية في إسطنبول تبلغها فيها ببدء العملية وأهدافها، كما أبلغت خطياً الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وكازاخستان التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي بأهداف العملية وسندها القانوني.
ملاحق «أضنة» السرية
وعلى الرغم من أن تركيا تركز في بياناتها الإعلامية على استنادها على قرارات الأمم المتحدة وميثاقها إلا أنها ترتكز بدرجة أكبر على اتفاقية أضنة التي وقعت بين أنقرة ودمشق عام 1998 واحتوت على بنود تعتبر تركيا أنها تتيح لها التدخل العسكري في شمالي سوريا، بموجب الاتفاقية.
وبعيداً عن السرد التاريخي الطويل في العلاقة بين البلدين، إلا أن أبرز الخلافات بين تركيا وتمثلت بالدرجة الأولى في لواء الإسكندرون (هاتاي حالياً) الذي ضمته تركيا من سوريا، وخلافات أخرى تركزت حول دعم المتمردين الأكراد وملف المياه والمواقف السياسية.
أبرز الخلافات تصاعدت في العقود الأخيرة حول ملف الأكراد واتهام تركيا لدمشق بدعم تنظيم العمال الكردستاني والسماح له بإقامة معسكرات عسكرية على أراضيها وتوفير الحماية عبد الله أوجلان زعيم التنظيم، وهو ما أدخل علاقات البلدين في نفق خطير وكادت الخلافات أن تؤدي إلى اشتباك عسكرية مباشر.
هذه الأزمة وصلت ذروتها عام 1996 عندما حشدت تركيا قواتها وهددت بالتدخل عسكرياً في شمالي سوريا ما لم تتراجع دمشق عن دعم المتمردين الأكراد وعقب وساطات عربية ودولية واسعة تم التوصل إلى اتفاق أضنة عام 1998 بين أنقرة ودمشق برعاية العديد من الدول وهو ما فتح الباب امام صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين التي تطورت لاحقاً إلى مستوى التعاون الاستراتيجي الذي سرعان ما انهار مع بداية الثورة السورية.
الاتفاق غير المعلن بشكل كبير يتضمن بنوداً توصف بالعلنية وملاحق تعتبر سرية، شملت العديد من الملفات أبرزها الاتفاق على «مكافحة الإرهاب عبر الحدود وإنهاء سوريا كل أشكال الدعم لتنظيم العمال الكردستاني وإخراج أوجلان من الأراضي السورية ومنع المسلحين الأكراد من التسلل للأراضي التركية».
لكن البند الأبرز تحدث عن «احتفاظ تركيا في ممارسة حقها الطبيعي في الدفاع عن النفس وفي المطالبة بتعويض عادل عن خسائرها في الأرواح والممتلكات، إذا لم توقف سوريا دعمها للحزب الكردستاني فوراً»، وإعطاء تركيا «حق ملاحقة الإرهابيين في الداخل السوري حتى عمق خمسة كيلومترات»، و»اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة إذا تعرض أمنها القومي للخطر».
وبناءً على هذه البنود، رأت تركيا أن الاتفاقية تتيح لها الحق في ملاحقة المسلحين على الجانب السوري من الحدود واعتبار تواجدهم تهديداً لأمنها القومي ما يتيح لها الدخول لمحاربتهم برياً في شمالي سوريا، حيث اعتبرت الاتفاقية تتيح الغطاء القانوني لعملية درع الفرات التي نفذها الجيش التركي في شمالي سوريا واستندت عليها المعارضة السورية لمطالبة أنقرة بالضغط على المجتمع الدولي لإقامة منطقة آمنة لحماية المدنيين من قصف طائرات الأسد في السنوات الماضية.
«غصن الزيتون» في عفرين تكشف تفاصيل «مركز إدارة العمليات» في قصر إردوغان
إسطنبول – «القدس العربي» : كشفت وسائل الإعلام التركية لأول مرة، عن مركز إدارة العمليات الذي أسسه الرئيس رجب طيب إردوغان في القصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة ويهدف إلى إدارة شؤون الدولة في الأزمات والحروب والظروف الصعبة.
وفي أول اختبار عملي للمركز الجديد، عقد إردوغان اجتماعاً سياسياً وعسكرياً موسعاً فيه لبحث عملية «غصن الزيتون» التي ينفذها الجيش ضد الوحدات الكردية في مدينة عفرين السورية باستخدام سلاح الجو والمدفعية والقوات البرية التي تحاول تطهير المدينة من المسلحين الأكراد.
وبينما بثت الرئاسة التركية عدداً من الصور للاجتماع تظهر فيها لأول مرة بعض تفاصيل المركز الذي يتمتع بإمكانيات هائلة، سُمح لعدد من وسائل الإعلام المقربة من الحكومة الإطلاع على بعض التفاصيل المتعلقة بالمركز.
وجرى بناء هذا المركز في أحد أركان القصر الرئاسي الذي يمتد على مساحة شاسعة في العاصمة أنقرة، وأكدت التفاصيل المنشورة أنه بُني من خليط معقد من الإسمنت والفولاذ بحيث يكون مقاوماً لأصعب الهجمات حتى الهجمات النووية والكيميائية وأحدث أنواع الصواريخ التي قد يصل وزنها إلى 10 آلاف كيلوغرام من المتفجرات، وهو ما يؤشر إلى أنه يقع على مسافة عميقة أسفل القصر الرئاسي تحت الأرض.
وإضافة إلى ذلك، تم تجهيز المركز بمخارج طوارئ وإمكانية للتعامل مع جميع أنواع الهجمات والأزمات لا سيما إمكانية تسرب غازات سامة أو هجوم كيميائي محتمل، بالإضافة إلى وسائل تشويش وحماية للمعلومات كونه مركز إدارة الدولة وتدار منه معلومات لا يسمح بوصولها لأي جهات خارجية.
ونصبت في القاعة الرئيسية للمركز والتي تعتبر بمثابة مركز إدارة المعلومات شاشة ضخمة تمتد حسب الصور على طول ما لا يقل عن 20 متراً تعرض بشكل مباشر صوراً من الأقمار الصناعة وأخرى من الطائرات الاستطلاعية بدون طيار وكاميرات المراقبة وغيرها من أنظمة التصوير.
وإلى جانب الصور، تم ربط مركز المعلومات بمراكز وأركان الدولة كافة وصنع القرار من الجيش والأمن والوزارات والسفارات ومراكز الجيش داخل وخارج البلاد، بحيث يمكن للرئيس التركي التحدث عبر تقنية الفيديو كونفرانس مع أي من أركان الدولة السياسية والعسكرية، حيث يدير هذه الغرفة المركزية قرابة 120 موظفاً مختصاً في مجالات الأمن والاتصالات وغيرها مزودين بأحدث أجهزت الاتصالات وأدوات التحكم عبر قاعة مدرجة ضخمة.
وخلال الاجتماع أجرى الرئيس التركي اتصالات مصورة عبر الفيديو كونفرانس مع القوات المنتشرة داخل مدينة عفرين السورية وأطلع على سير العمليات من خلال تصوير الطائرات بدون طيار.
ويوجد في المركز غرف اجتماعات فرعية موسعة تتسع لجميع الوزراء وقادة الجيش ورئيس الاستخبارات، وغرف أخرى صغيرة مزودة بأجهزة تشويش ومنع التنصت للاجتماعات الأكثر حساسية والمغلقة بين الرئيس وقائد الجيش أو رئيس الاستخبارات.
وجرى بشكل أساسي تطوير هذا المركز عقب محاولة الانقلاب الفاشلة التي كانت تستهدف الإطاحة بإردوغان في الخامس عشر من تموز/يوليو الماضي.
«فايننشال تايمز»: الغرب قد يخسر تركيا… وروسيا قد تقايض عفرين بإدلب
لندن ـ «القدس العربي»: من إبراهيم درويش: كتب ديفيد غاردنر في صحيفة «فايننشال تايمز» عن العملية التركية في الجيب الكردي، عفرين، شمالي سوريا، بأنها تمثل هجوماً من دولة عضو في حلف الناتو على حلفاء «ثمينين» للولايات المتحدة، الميليشيا الكردية، المعروفة بقوات حماية الشعب التي قادت العمليات ضد تنظيم الدولة. ويعلق على اسم العملية «غصن الزيتون»، وإن كانت تركيا «تمزح» أو تحاول التخفيف من الحرب الشاملة التي أعلن عنها الرئيس رجب طيب إردوغان. ولكن لا شك ان العملية تحمل نذر شر لسوريا والأكراد وتركيا والغرب. وتفتح جبهة جديدة في الحرب السورية التي مضىت عليها سبعة أعوام.
ويؤكد الكاتب أن العملية الحالية تكشف عن ثلاثة أمور: الأول تصميم تركيا على خنق أي كيان للحكم الذاتي في المناطق الكردية على الحدود الجنوبية، أما الأمر الثاني فهو الطلاق التركي مع الولايات المتحدة والغرب الذي بلغ مرحلة عميقة. وثالثاً أن تركيا أصبحت أكثر اعتماداً على روسيا. وقد يكون هناك اتفاق بين روسيا وتركيا على مقايضة عفرين بمدينة إدلب.
سجون الميليشيات الكردية تضم 1600 مدني في عفرين بينهم 500 معتقل بشكل سري
دمشق ـ «القدس العربي»: ذكرت الهيئة السورية لفك الأسرى والمعتقلين، أن عدد المعتقلين من السوريين العرب في سجون الإدارة الذاتية في عفرين في ريف حلب، يقدر بـ 1600 معتقل، بينهم 500 معتقل تم إخفاؤهم في سجون سرية في «عفرين».
وقال رئيس مجلس الإدارة في الهيئة السورية، المحامي فهد الموسى، في بيان نشرته الهيئة: الإدارة الذاتية الكردية في عفرين تجاهلت مبادرات الوساطة كافة لتحقيق اتفاق يقضي بحل قضية الأسرى والمعتقلين العرب الموجودين لدى الإدارة الذاتية في عفرين، مقابل إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين كافة من عفرين لدى الفصائل العسكرية في الشمال السوري ولدى فصائل درع الفرات. ومن السجون العلنية للإدارة الذاتية في عفرين، سجن «راجو»، وفيه 35 غرفة اعتقال منفردة للتحقيق، وتسميه الإدارة الذاتية بـ«سجن أسور»، وتعتقل الإدارة الذاتية فيه 700 معتقل. أما سجن «جنديرس»، فيضم بين جدارنه والمنفردات 400 معتقل، بينهم 25 معتقلاً من المكون الكردي، أما السواد الأعظم فيه فهم معتقلون عرب من محافظات سورية عدة، بالإضافة إلى العديد من السجون العلنية، والتي تتقاسم اعتقال أعداد متفاوتة من السوريين.
“واشنطن بوست”: هل وصلت العلاقة الأمريكية – التركية إلى نقطة الانهيار؟/ إبراهيم درويش:
كتب المعلق في صحيفة “واشنطن بوست” ديفيد إغناطيوس عن مصير التحالف الأمريكي- التركي الذي يقول إنه وصل إلى نقطة الإنهيار. وأشار لحديث مع الجنرال جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية في الشرق الأوسط وأن ما قاله هو تذكير بالتناقض الظاهري لحدود القوة الأمريكية وقدرتها على تحديد نتائج الحرب. فقد ساهمت قنابل الأمريكيين بتدمير تنظيم الدولة في سوريا إلا أنهم لم يستطيعوا “تقطيب الدمية السورية الرثة”. ويقول إن المأساة السورية دخلت مرحلة سيئة هذا الأسبوع عندما قامت تركيا بغزو مدينة عفرين الحدودية. وقالت إنها تقوم بحماية نفسها من المنظمة الكردية المعروفة ب”بي كا كا” والتي تسيطرعلى عفرين وتعتبرها أنقرة منظمة إرهابية. و”المشكلة هي أن الأكراد السوريين (باسم مختلف) يعتبرون من أهم حلفاء الولايات المتحدة في هزيمة تنظيم الدولة”. وتحتل القوات الكردية السورية مع المستشارين الأمريكيين نقطة ساخنة أخرى وهي مدينة منبج في شمال سوريا. وهي المدينة التي هدد الرئيس التركي الأسبوع الماضي بمهاجمتها.
وأخبر مسؤول أمريكي بارز الكاتب قائلاً وبطريقة واضحة وفجة: “التهديد لقواتنا أمر لا نقبله” وهو ما يؤدي لتفكك علاقة الولايات المتحدة مع “شريك الناتو” بل وتحولت إلى مواجهة عسكرية. ويقول إغناطيوس إن التاريخ يعيد نفسه بعدما حرف تنظيم الدولة الإنتباه عن الكثير من المظالم القديمة والتي أجلها التحالف الذي قادته الولايات المتحدة لهزيمة وتدمير الخلافة. وعادت بانتقام تلاحق كل من تركيا، إيران، إسرائيل، الأردن، روسيا والولايات المتحدة، وكل منها لها أهدافها الخاصة. وقد انهار المجال الذي كان يفصل بينها ووضع القوات الأمريكية في مواجهة خطيرة مع روسيا وإيران وتركيا.
محو الكراهية
ويضيف إغناطيوس أن الجيش الأمريكي كلف قبل ثلاثة أعوام بمهمة سحق تنظيم الدولة. وحقق الجنرال فوتيل والقادة الآخرون المهمة مستخدمين كما قال شراكات إبداعية وتكتيكية ولكنهم لم يستطيعوا محو الكراهية المحلية أو يبنوا حكما مستقراً. وكان فوتيل حذرا في وصفه للمهمة الأمريكية في سوريا، حيث كان يتحدث في الأسبوع الماضي من مقر القيادة في تامبا أثناء زيارة دورة تدريبية. كما أن وجود حوالي 1.500 جندي أمريكي سوري “مشروط” وأضاف أن عمل القوات سيركز على “مهام الاستقرار” وليس بناء الدول. و”من أجل تعزيز الأمن بحيث يمكن للناس العودة إلى بيوتهم” وهو ما تدعمه قرارات مجلس الأمن الدولي الداعية لسوريا مستقلة وموحدة.
ويشير إغناطيوس إن المسؤولين الامريكيين يتحدثون وكأن أمريكا لا تقف مع أطراف في سوريا بعد نهاية تنظيم الدولة. وبالتأكيد يجب على أمريكا التحرك ودعم كل قطع الفسيفساء الإثنية السورية ولكن عليها أن لا تنسى أصدقاءها أيضا والقتلى في المعارك الحاسمة مثل الرقة التي قادتها قوات كردية سورية، حيث قتل 650 منهم كما يقول فوتيل مشيرا إلى عدم سقوط ضحايا أمريكيين. كما وتحتاج الولايات المتحدة لتعزيز قوة العرب السنة في سوريا حتى لا يعود تنظيم الدولة. ويعرف الامريكيون أن الأكراد هم الذين قاموا بالجهد الأكبر من القتال. وكان عدد القتلى المدنيين في الحرب مروعا مع أن العدد الحقيقي ليس معروفا. وزار فوتيل مدينة الرقة المدمرة يوم الإثنين وقال للصحافيين ان الحملة العسكرية كانت “بشعة” ولكنها ضرورية. وتحدث في الأسبوع الماضي عن المرحلة الأخيرة من الحملة ضد التنظيم حيث اشترك المستشارون الأمريكيون مع قوات سوريا الديمقراطية في “حرب إبادة” ضد “مئات” من مقاتلي تنظيم الدولة الذين علقوا في الجانب السفلي من وادي الفرات. ويخشى القادة الأمريكيون من ترك مقاتلي سوريا الديمقراطية عملية التمشيط والمشاركة بمواجهة القوات التركية.
نحو الانهيار
ويذكر الكاتب ما يراه صورة عن التصدع في مرحلة ما بعد تنظيم الدولة وهو ما ورد في عنوان صحيفة “يني شفق” “القادة الأمريكيون يزورون الإرهابيين في الرقة”. ومثل بقية القادة الامريكيين أكد فوتيل أن تركيا لديها “مظاهر قلق مشروعة”. ووصفها بـ “الشريك الجيد” وقامت بعمل جيد في مجال أمن الحدود خلال العام الماضي. ولو وضعنا الكلمات المهدئة جانباً فإن إدارة ترامب تعترف بأن العلاقة مع تركيا تسير وبشكل خطير نحو الانهيار. وكلما صعد أردوغان في غزوه يجب أن تعمل الولايات المتحدة على رعاية حوار بين الأتراك والأكراد وليس في سوريا ولكن في تركيا نفسها. فنجاح أردوغان الاقتصادي والسياسي جاء عندما حاول المصالحة مع الأكراد بمن فيهم “بي كا كا”. ومع نهاية الحملة ضد تنظيم الدولة تعود التناحرات القديمة. ولا يمكن لأمريكا منع كل من روسيا وإيران وتركيا ولم يحن الوقت لسحب 1.500 مستشار من شمال غربي سوريا مما سيخلق فراغاً كبيراً.
تركيا: على أمريكا أن تكف عن دعم الإرهابيين لتجنب مواجهة في سوريا
أنقرة: قال نائب رئيس وزراء تركيا بكر بوزداغ الخميس إنه يتعين على الولايات المتحدة أن “تكف عن دعم الإرهابيين” إذا أرادت تجنب مواجهة محتملة مع تركيا في سوريا.
وتواصل أنقرة عمليتها العسكرية ضد مقاتلين أكراد في شمال سوريا.
وقال بوزداج في مقابلة مع محطة تلفزيون (خبر) “الذين يساندون المنظمة الإرهابية سيصبحون هدفا في هذه المعركة” وتابع “الولايات المتحدة بحاجة لمراجعة جنودها وعناصرها الذين يقدمون الدعم للإرهابيين على الأرض بطريقة ما لتجنب مواجهة مع تركيا”. (رويترز)
جولة مفاوضات سورية في فيينا… والمعارضة تتريّث بشأن “سوتشي“
محمد أمين ــ جلال بكور
تُعقد، اليوم الخميس، جولة مفاوضات بين وفدي المعارضة السورية والنظام، في مقر الأمم المتحدة في فيينا، للتباحث حول “سلة الدستور”، فيما لم تحسم المعارضة موقفها بعد، بشأن المشاركة في مؤتمر “الحوار الوطني السوري”، والذي تعقده روسيا في سوتشي، أواخر الشهر الحالي.
وذكرت مصادر في وفد المعارضة، لـ”العربي الجديد”، أنّ جدول أعمال المفاوضات، اليوم الخميس، يتضمّن جلسة حول مسائل دستورية، فضلاً عن لقاء مع الفريق الأممي المشرف على مفاوضات جنيف بين المعارضة والنظام، والتي نُقلت جولتها الحالية إلى العاصمة النمساوية لأسباب “لوجستية”، بسبب انعقاد منتدى دافوس في سويسرا في نفس التوقيت.
و”سلة الدستور” هي السلة الثالثة، فيما اصطلح على تسميته “السلال الأربع” لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، وتشمل كلاً من الحكم الانتقالي، والانتخابات، والدستور، ومكافحة الإرهاب.
وفي السياق، عقد وفد النظام برئاسة بشار الجعفري، اليوم بعد وصوله إلى فيينا اجتماعا مع المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي مستورا.
وقال دي ميستورا، أمس إنّ محادثات السلام السورية التي تُستأنف، اليوم الخميس، تجرى في “مرحلة حرجة جدّاً”، معرباً، في الوقت عينه، عن تفاؤله، “لأنّه لا يسعني أن أكون غير ذلك في مثل هذه اللحظات”.
بموازاة ذلك، لا تزال المعارضة السورية تتريّث في إعلان موقف نهائي من مسألة المشاركة في، أو مقاطعة مؤتمر سوتشي الذي تنوي روسيا عقده، أواخر الشهر الجاري، تحت عنوان “الحوار السوري السوري”.
غير أنّ مصدراً في “هيئة التفاوض العليا” التابعة للمعارضة أكد، لـ”العربي الجديد”، أنّ “الجو العام في الهيئة ضد الذهاب إلى سوتشي”.
وقال رئيس وفد هيئة التفاوض، نصر الحريري، أمس الأربعاء، خلال مؤتمر صحافي في فيينا، عن مسألة المشاركة في مؤتمر سوتشي، “سنعلن قريباً عمّا إذا كنا سنذهب إلى هناك أم لا، لم نتخذ قراراً بعد، لأننا لا نملك معلومات واضحة حول هذا الموضوع”.
وأضاف الحريري، أنّ “اليومين المقبلين سيمثلان اختباراً حقيقياً لكل الأطراف لإثبات الالتزام بالحل السياسي بدلاً من العسكري”.
وذكرت مصادر مطلعة، لـ”العربي الجديد”، أنّ تباين الرأي داخل مكونات هيئة التفاوض، يحول دون اتخاذ موقف من مؤتمر سوتشي، حيث لا يزال “الائتلاف الوطني السوري”، و”هيئة التنسيق الوطنية”، والفصائل العسكرية ضدّ المشاركة، فيما تدفع “منصة موسكو” ومستقلّون باتجاه المشاركة، بينما لا يزال موقف “منصة القاهرة” معلّقاً ما بين رفض وقبول.
وتمارس ضغوط على المعارضة السورية، للمشاركة في مؤتمر سوتشي، كونها لم تخفِ هواجسها من محاولات روسية لجرّها إلى مسار جديد يُعاد فيه إنتاج النظام بديلاً عن مسار جنيف. مع العلم أن النظام وحلفاءه، أوصلوا مسار جنيف التفاوضي إلى طريق مسدود، من أجل التهرّب من قرارات دولية برعاية الأمم المتحدة تدعو إلى انتقال سياسي.
الطيران التركي يواصل قصف مواقع المليشيات الكردية في عفرين
جلال بكور
قصف الطيران التركي، فجر اليوم الخميس، مواقع مليشيات “وحدات حماية الشعب” الكردية، في ناحية عفرين شمالي سورية، في إطار عملية “غصن الزيتون”، في حين نفت المليشيات نيتها السماح لقوات النظام بالدخول إلى المدينة.
وقالت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، إنّ الطيران الحربي التركي قصف مواقع مليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردية، في بلدة جنديرس جنوب غربي عفرين، وقريتي ديوا وحمام التابعتين لناحية جنديرس، تلاه قصف مدفعي مكثّف من الجيش التركي المتمركز في محيط دارة عزة على ذات المواقع، وسط اشتباكات متقطعة على محور بلبلة.
وبدأت، مساء السبت الماضي، عملية “غصن الزيتون” بالتعاون بين الجيش التركي و”الجيش السوري الحر”، ضدّ مليشيات “حزب الاتحاد الديمقراطي”، (الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني).
وطاول القصف المدفعي، اليوم الخميس، قرية كفرصفرة في ناحية جنديرس، وكذلك قرية ميدانكي الواقعة شمالي عفرين، بالتزامن مع اشتباكات متقطعة بين قوات عملية “غصن الزيتون”، والمليشيا الكردية، على محور قرية قورنة شمال عفرين، وعلى محاور قرية ادمنلي شمال غرب عفرين.
وزعم “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، أنّ 30 مواطناً، بينهم 8 أطفال و4 نساء، قُتلوا نتيجة القصف الجوي والمدفعي التركي على نواحي عفرين، أمس الأربعاء.
كما طاول القصف التركي، مناطق في ريف حلب الشرقي، شمالي سورية، في إطار عملية “غصن الزيتون”.
وقالت مصادر، لـ”العربي الجديد”، إنّ الطيران الحربي التركي قصف مواقع للمليشيات الكردية، في منطقتي أم جلود والياشل، في ناحية منبج بريف حلب الشمالي الشرقي.
إلى ذلك، أعلنت ولاية كليس التركية، وفاة جريح ثان أُصيب بقصف من قبل مليشيات “حزب الاتحاد الديمقراطي” على مسجد في مركز الولاية، مساء الأربعاء، بعد ساعات من وفاة جريح.
وأوضح بيان صادر عن المكتب الإعلامي للولاية، نقلته “الأناضول”، أنّ “شخصاً ثانياً توفي متأثراً بجراح أُصيب بها، من جراء قصف التنظيم مسجد جالق في مركز الولاية”.
وجاء في البيان: “تُوفي شخصان أحدهما تركي والآخر سوري، من أصل 8 مصلين أُصيبوا بجراح، بينما كانوا يؤدون الصلاة إثر سقوط القذيفة على المسجد. وأُصيب 5 سوريين بجراح خفيفة إثر إصابة قذيفة ثانية منزلاً يقطن فيه سوريون”.
من جهة أخرى، نفى بروسك حسكة، الناطق الرسمي باسم “وحدات حماية الشعب” في عفرين، في تصريحات صحافية، أنباء تتحدّث عن نية المليشيات السماح لقوات النظام بالدخول إلى عفرين.
وزعمت مصادر إعلامية مناصرة لمليشيا “وحدات حماية الشعب”، إسقاط طائرة حربية تركية في قرية شيخورزة التابعة لعفرين، بعد إصابتها بالمضادات الأرضية.
يُشار إلى أنّ “وحدات حماية الشعب” الكردية، الجناح العسكري لـ”حزب الاتحاد الديمقراطي” والفرع السوري لمنظمة “حزب العمال الكردستاني”، والتي تصنّفها تركيا “منظمة إرهابية”، تسيطر على ناحية عفرين وناحية تل رفعت في شمال حلب، وأجزاء من مدينة حلب.
تركيا تمهّد للتقدم نحو منبج… وأميركا تعرض “خطاً أمنياً“
أحمد حمزة
بينما تستمر عملية “غصن الزيتون” التركية في محيط عفرين وتتواصل التهديدات التركية بالتقدم نحو منطقة منبج، يبدو أن الولايات المتحدة بدأت تدفع نحو تسوية تحقق مطالب أنقرة وتمنع صداما مباشرا معها في سورية، عبر إحياء فكرة المنطقة الآمنة على الحدود السورية التركية، من دون أن تكون كامل التفاصيل حول هذه المنطقة واضحة بعد.
وتولى وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أمس الأربعاء، وقبل اتصال بين الرئيس التركي رجب أردوغان ونظيره الأميركي دونالد ترامب، الإعلان أن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، عرض إقامة خط أمني من 30 كيلومتراً على طول الحدود السورية التركية، وأبلغه بأن واشنطن لا تود أي مواجهة مع تركيا. مع العلم أن تيلرسون أعلن أول من أمس أن بلاده تأمل العمل مع تركيا من أجل إنشاء منطقة آمنة في شمال غربي سورية، لتلبية احتياجات تركيا الأمنية. كما نقلت وكالة “رويترز” عن صحافي رافق تيلرسون في رحلته إلى باريس يوم الإثنين، قوله إن أميركا قالت لتركيا “دعونا نرى إذا كان بإمكاننا العمل معكم على إنشاء نوع من المنطقة الآمنة التي قد تحتاجون إليها”.
وجاء الكشف التركي عن العرض الأميركي بعد يوم من تأكيد مسؤولين أميركيين، وفق وكالة “رويترز”، أن منع أردوغان من تنفيذ تهديده بطرد “قوات سورية الديمقراطية” من منبج أمر محوري بالنسبة لواشنطن.
وعلى الرغم من القلق الأميركي إلا أن ذلك لم يمنع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، من القول أمس الأربعاء، خلال كلمة له في العاصمة التركية أنقرة، إن بلاده ستواصل “إفساد كافة المؤامرات على طول حدودنا بدءاً من منبج”، مضيفاً أن “لا أطماع لنا في الأراضي السورية، ما يهمّنا هو تأسيس العدالة هناك وضمان عودة 3,5 ملايين سوري يعيشون في تركيا إلى أراضيهم”، معتبراً أن “(داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي (بي. واي. دي) وجهان لعملة واحدة، والذين يتحكمون بهذه التنظيمات، يستغلونها بحسب حاجتهم”.
وهذه ليست المرة الأولى الذي يذكر فيها الرئيس التركي، عزم بلاده على شن عملية عسكرية في منبج مماثلة لـ”درع الفرات” أو “غصن الزيتون”، إذ كرر مسؤولون أتراك الحديث، في الآونة الأخيرة، عن عزم بلادهم على طرد الوحدات الكردية خارج منبج، وهو ما كانت رددته أنقرة منذ أشهر طويلة، سبقت وتلت سيطرة “قسد” على منبج الواقعة شرق حلب، على الضفة الغربية لنهر الفرات.
وفي السياق نفسه، قال نائب رئيس الوزراء التركي بكر بوزداغ إنه لا يعتقد أن تركيا ستصل إلى مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة خلال عملياتها في سورية، لكن هناك احتمالا ضئيلاً بأن يحدث ذلك في منطقة منبج.
وأضاف في مقابلة مع “رويترز” أن تركيا ستواصل استخدام المجال الجوي فوق منطقة عفرين السورية عند الضرورة. وذكر بوزداغ الذي يشغل أيضاً منصب المتحدث باسم الحكومة أن تركيا مستعدة لكل أشكال التعاون مع الولايات المتحدة وروسيا إذا كان سيجلب السلام للمنطقة.
من جهته، قال رئيس الأركان العامة للجيش الحر، هيثم عفيسي، إن القوات ستتوجه بعد عفرين لإنهاء سيطرة “الوحدات الكردية” في منبج.
ونقلت صحيفة “يني شفق” التركية عن عفيسي قوله أمس إن “الخطوة التالية بعد عفرين، ستكون معركة منبج ضمن العملية العسكريّة المستمرّة دون انقطاع”، مضيفاً “هناك 10 آلاف مقاتل عسكري جاهزون من أجل منبج (…) منبج لا تقلّ أهمية لدينا عن عفرين، وإنّ الجيش الوطني السوري مستعدّ للعملية العسكرية في منبج الواقعة تحت احتلال بي كا كا (حزب العمال الكردستاني) الإرهابي”، على حد وصفه.
لكن عفيسي أشار إلى أن “هنالك مشكلة حقيقية أهم بكثير من بي كا كا في منبج، وهي الولايات المتحدة نفسها”، مشيراً إلى أن “القوات المسلحة التركية والجيش السوري الحر قادران على قطع الدعم الأميركيّ للإرهابيّين في منبج، كما هو الحال في عفرين”، مضيفا أن “منبج ليست الهدف النهائي، لن نتوقف حتى يتمّ تنظيف مناطق الحسكة، عين عيسى، عين العرب، رأس العين، مالكية وتل أبيض جميعها من سيطرة الإرهابيين”.
وفي التطورات الميدانية للعملية العسكرية التركية في عفرين، دخلت قافلة عسكرية تركية أمس الأربعاء نحو مناطق سيطرة المعارضة السورية جنوبي حلب، فيما جددت الطائرات الحربية التركية منذ صباح أمس استهدافَ مناطق خاضعة لـ”الوحدات” الكردية، منها قرية باصوفان، وهي أقربُ موقع سيطرة لـ”الوحدات” الكردية، من نقطة مراقبة للجيش التركي، في جبل سمعان، جنوب عفرين وشمال دارة عزة بريف حلب الغربي.
كما استهدفت الغارات مواقع لـ”الوحدات الكردية” في محيط بلدة جندريس جنوب غرب عفرين، ونقاطا أخرى في ناحية راجو غرباً، وهي قريبة من الحدود مع هاتاي التركية؟ وطاول القصف الجوي مواقع “الوحدات” من الجهة الشمالية الغربية لمدينة إعزاز، التي يُسيطر عليها الجيش الحر.
بالتزامن مع ذلك، تتواصل الاشتباكات بين “الوحدات” الكردية وبين فصائل “الجيش الحر” المدعومة من القوات التركية على محاور قسطل جندو، حيث نقاط التماس بين “درع الفرات” شمال غرب إعزاز، ومواقع سيطرة “الوحدات” شرق عفرين. كما اندلعت مواجهات عسكرية أخرى قرب محور بلبل شمال عفرين، ومحوري راجو، والشيخ حديد شمال غرب وغرب مركز منطقة عفرين.
وأعلنت فصائل “الجيش الحر” المشاركة في العمليات العسكرية أنها سيطرت على مواقع جديدة بمنطقة عفرين، منها قرية عمر أوشاغي في ناحية راجو، ونقاط عديدة قرب ناحية جنديرس، التي تُعتبر المنطقة الدفاعية الأبرز عن مدينة عفرين من جهتها الجنوبية الغربية.
وحتى مساء أمس، فإن الجيش التركي والفصائل السورية التي تقاتل في عملية “غصن الزيتون” حققت تقدماً على محاور عدة تحيط بمنطقة عفرين من جهاتها الأربع تقريباً، إذ توغلت داخل مناطق سيطرة الوحدات، في محور بلبل شمال عفرين، ومن محور راجو والشيخ حديد غربها، وفي مساحات محدودة على محور جندريس جنوب غرب، وعند جبل برصايا شمال شرق.
من جهتها، قالت رئاسة هيئة الأركان التركية إنها تمكنت من “تحييد” 260 من وحدات حماية الشعب الكردية منذ انطلاق عملية “غصن الزيتون”، ذاكرة أن “عسكرياً تركياً ثالثاً قُتل الثلاثاء في منطقة عفرين خلال اشتباك بقرية عمر أوشاغي”.
في المقابل، نشرت حسابات تابعة للوحدات الكردية تسجيلات مصورة قالت إنها أثناء التصدي لتقدم الفصائل العسكرية والجيش التركي على محور راجو. كما أعلنت “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) عمّا سمّتها “عملية نوعية نفذتها في محيط دير سمعان جنوب شرقي بلدة عفرين بمحاذاة ناحية شيراوا، ضد جنود الجيش التركي” متحدثة عن قتلها لثمانية من القوات المُهاجمة.
في غضون ذلك، ذكرت صحيفة “خبر تورك” التركية، أنّ القوات المسلحة التركية التي تقود عملية “غصن الزيتون” نجحت في بسط سيطرتها على 7 مناطق بمساحة 8 كيلومترات بعد 72 ساعة من بدء العملية، مشيرة إلى أنه من المخطّط أن يتمّ توحيد الحشود العسكرية المنتشرة على طول خط الحدود، ومن ثمّ التقدم برًّا نحو مركز المدينة. وذكرت الصحيفة أن التقدم الذي أُحرز يأتي في سياق استراتيجية تركية جديدة تستهدف إحكام السيطرة لمنع تسلّل عناصر “الوحدات الكردية”، وتمشيط مخابئها على طول خط الحدود السورية التركية.
إلى ذلك، ذكر القيادي في “قسد”، ريدور خليل، أن مقاتلين من جنسيات أجنبية بينهم أميركيون وبريطانيون وألمان، باتوا موجودين في مدينة عفرين، ويستعدون، وفق قوله، للانخراط في المعارك الدائرة هناك. وذكر خليل في تصريحاتٍ لوكالة “رويترز” أن هناك “رغبة من المقاتلين الأجانب الذين قاتلوا في الرقة ويقاتلون في دير الزور للتوجه إلى عفرين(…)سيأخذون المعارك للاتجاه التركي”، من دون أن يكشف عددهم أو تاريخ وطريق وصولهم إلى المناطق التي تتركز المعارك حولها بريف حلب الشمالي الغربي.
وإذا صحت الأنباء التي تتحدث عن وصول مقاتلين من جنسيات أجنبية مختلفة لعفرين حديثاً، لمُساندة “الوحدات الكردية” في المعارك مع الجيش التركي، فإن ذلك يعني أن هؤلاء عبروا من مناطق شرق الفرات أو منبج، إذ إن هذه المناطق هي الوحيدة التي من الممكن أن يعبروها من منبج وشرق فرات نحو عفرين، المُحاطة بالحدود التركية من الشمال والغرب، وبمناطق “درع الفرات” من الشرق”، ومناطق سيطرة المعارضة من الجنوب.
“باكسي” في شوارع دمشق.. ومواقع التواصل تبحث عن الميترو
ربما كان إقبال السوريين في العاصمة دمشق على تجربة خدمة النقل الجديدة “باكسي”، ضعيفاً، بعد يوم واحد من إطلاقها، لكن مواقع التواصل الاجتماعي امتلأت بصور “التكتك السوري” الذي يتجول بين بقايا الحواجز الإسمنتية والسيارات في الشوارع المزدحمة، مع شعار “باكسي أوفر تاكسي”.
و”باكسي” هي الخدمة الجديدة التي انطلقت في دمشق، كبديل “رخيص”، وهي تتكون من دراجة هوائية بثلاث عجلات مزودة بمقعد خلفي ومظلة. ولم تكن السخرية العامة من الموالين للنظام أنفسهم موجهة للخدمة كمشروع اقتصادي بقدر ما كانت السخرية موجهة للحكومة السورية والحلول التي تقدمها “لخدمة المواطنين”.
ويروج الإعلام الرسمي للخدمة على أنها بديل رخيص و”صديق للبيئة” بدرجة عالية من الأمان مع ادعاء أن دراجات “باكسي” ستسير في مسارات محددة خاصة بها، وهو ما عملت المنشورات في “فايسبوك” و”تويتر” على تفنيده، خصوصاً أنه لا وجود لأي مسارات مخصصة للدراجات في دمشق، حيث تظهر الصور تنقل “باكسي” بشكل خطير بين السيارات في الطرق السريعة.
في السياق، ركز المعلقون على أن الوسيلة الجديدة بدائية وخطيرة وغير حضارية، مرفقين صوراً لـ “التكتك” من الهند ومصر حيث ينتشر استخدام مثل هذه الوسائل في المناطق ذات الازدحام والكثافة السكانية العالية، فيما هاجم آخرون خطط الحكومة فيما يخص التطور الحضاري وإعادة الإعمار بتقديم مثل هذه الحلول والمشاريع بدلاً من إطلاق مشروع لمترو أنفاق على سبيل المثال.
ووافقت محافظة دمشق على تجربة “الباكسي” في إطار تقديم خدمة النقل داخل المدينة، وفق بيان لها نشرته وسائل إعلام محلية، علماً أن الخدمة الجديدة تعمل بواسطة الشحن بالكهرباء، وسيتركز عملها في أسواق دمشق القديمة وشارع بغداد وجسر الرئيس وباب شرقي وغيرها من المناطق وسط العاصمة.
متطوعو “غصن الزيتون”: حرب تركيا بالوكالة عن النظام
نذير رضا
متطوعو “غصن الزيتون”: حرب تركيا بالوكالة عن النظام خلفية مهاجمي الصور: خذلان كردي.. وقومجية نظامية
حجم الشتائم الذي رافق صور مقاتلين سوريين يحملون أعلام تركيا، يكشف سوء الاعتقاد بمسار الامور السياسية التي تحيط بالشمال السوري منذ “استقلاليته” عن سوريا في العام 2012، وتبدل المشهد في صيف 2016.
فالأعلام التركية، كان يمكن أن تكون أعلاماً سورية نظامية يحملها العازمون على التطوع في قوات تقاتل الأكراد، وينشرون الصور في مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما انتهى دور الاكراد العسكري في قتال “داعش”، وحلمهم بإقامة فيدرالية “روج آفا” في شمال سوريا، وتصاعد الحسّ القومي العربي ضد القومية الكردية.
ولا تنطلق الشتائم التي يكيلها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تعليقاً على صور حاملي الاعلام التركية، إلا من خلفيتين، الاولى يقودها الأكراد نفسهم الذين يشعرون بـ”الخذلان” نتيجة تخلي العالم عنهم، والسوريون الذين كانوا شركاء لهم في معارك ضد عدو وجودي واحد هو تنظيم “داعش”، وربما ارتبطوا بمصالح خلال السنوات الست الأخيرة، على صعيد تمرير المواد الغذائية والمساعدات الانسانية والعسكرية، في معارك ضد النظام أو ضد التطرف.
أما الآخرون، فينطلقون من خلفية “سورية” محضة، كون تركيا، بالنسبة للنظام السوري، “معتدٍ ومحتل وخارق للسيادة”، كما أنها دولة ساهمت في تقويض نفوذه، وفتحت المساعدات والممرات للمقاتلين ضد قوات النظام، على الاقل قبل استعادة النظام لمدينة حلب مطلع العام الماضي. وبالتالي، بات الهجوم على هؤلاء، ووصفهم بـ”المرتزقة”، جزءاً من أدبيات سياسية مستمرة وضخ دعائي لصالح فكرة “سوريا الموحدة والمستقلة”.
ويُضاف الى سياق عسكري يستشعره النظام وبات يقيناً بالنسبة لمواليه، بأن هذا التدخل العسكري التركي المباشر لن ينتهي قريباً مع بوادر تحقيق الحلم التركي بإنشاء عمق استراتيجي آمن يمتد الى 30 كيلومتراً في الشمال السوري، وإنشاء قوات رديفة موالية له تحفظ مصالحه، تكراراً لتجربة “جيش لبنان الجنوبي” في جنوب لبنان.
والحال ان خطاب الطرفين المتجلي في مواقع التواصل، يظهر أنهما معزولان عن الواقع، ويتعاطيان مع الصورة بخلفيات شخصية، من غير الإحاطة بالظروف السياسية. فالواقع يفيد بأن تركيا، تخوض معركة مبكرة ضد الاكراد، بالوكالة عن النظام السوري. فلو تأخرت قليلاً، كان النظام ليخوض المعركة تحت عنوان “السيادة” واستعادة الأرض، وسيلعب على الوتر القومي، بما يتيح له جمع المعارضين “السابقين” في صفوفه. أما تركيا، فاستعجلت المعركة، لكسب الرهان الميداني الذي يدنيها من انشاء العمق الاستراتيجي.
واللافت، أن هناك خطابان متناقضان لموالي النظام. أولهم يشتم بالملتحقين في صفوف “الأعداء” (تركيا في هذه الحالة) ووصفهم بـ”المرتزقة”، والخطاب الثاني يدين الاكراد أنفسهم حين ينشر موقع “مراسلون سوريون” الموالي للنظام خبراً مفاده ان “الوحدات الكردية تشن حملة اعتقال تطال الشبان في إحياء (النشوة ومشيرفة وغويران والناصرة) داخل مدينة الحسكة وذلك بهدف التجنيد الإجباري في صفوفها”.
وفي هذا السياق، بات الطرفان، الأكراد والقوات الموالية لتركيا، عدوين للنظام، مع أن النظام يتضامن مع عفرين، التي كانت حتى وقت قريب محمية من قبل روسيا، ويخاصمهم في الحسكة، كونهم في شمالي شرق سوريا يحظون بدعم أميركي.
ومهما تفاوتت تقديرات الجمهور الموالي، أو الدعم “القومي” ضد الأكراد لدى جمهور المعارضة السورية في الشمال، فإن الأكراد وحدهم الخاسرون، ليس على صعيد خسارة حلم بشكل من اشكال الحكم الذاتي فحسب، بل بخسران فرصة فرض أنفسهم على النظام كمكون سوري أولاً وأخيراً، يحظون باحترام “الدولة” لخصوصيتهم، خلافاً لما تنظر اليهم دمشق الآن كمكوّن مهمّش ويجب الاستمرار في اقصائه أو اجباره، كإجراء بديل، للانصياع لعصا النظام الغليظة.
وليس هناك أدق من تحليل ذكرته الصحافة الأجنبية اليوم بأن الأكراد، بعد مرحلة الصعود في الحرب ضد “داعش”، ينزلهم التخلي الدولي عنهم الى قعر الحيثية السياسية، إثر تلاشي حلم استثمار الانتصارات بانتزاع الحق بالوجود وإثبات الذات والهوية والثقافة.
“تحرير الشام” تعتقل ناشطي مضايا في ادلب.. للشهر الثاني
تواصل “هيئة تحرير الشام”، للشهر الثاني على التوالي، اعتقال ناشطي مضايا الأربعة، بالإضافة إلى ناشط اعلامي من قرى وادي بردى، في سجن محافظة إدلب الغربي، من دون تقديم سبب واضح لذويهم أو للرأي العام عن التهم الموجهة إليهم، أو عن تقديم تاريخ محدد لمحاكمتهم.
أحد المقربين من “هيئة تحرير الشام” قال لـ”المدن”، إن التحقيقات لا تزال مستمرة مع المعتقلين الخمسة؛ أمجد المالح، حسام محمود، حسن يونس، بكر يونس وعلي الدالاتي. وما ثبت حتى اللحظة أن أحدهم “بعيد عن الشبهات”، وقد يُطلق سراحه خلال الأيام المقبلة، أما البقية فلا زالت “ملفاتهم مفتوحة” ويتم جمع المعلومات حول عملهم.
وأضاف المصدر أن سبب الاعتقال الرئيسي هو التصوير داخل محافظة إدلب، من دون الحصول على “إذن تصوير” من قبل “القوة الأمنية” في “الهيئة”.
الناشط الإعلامي من مضايا إبراهيم عباس، قال لـ”المدن”: “حسام محمود وأمجد المالح هما ناشطان في المجال الإعلامي، وهما من أبرز أصوات مضايا في فترة حصارها، وكان لهما الفضل الأكبر في إيصال صوت المحاصرين للعالم، ويحظيان بشعبية كبيرة بين أهل البلدة بالإضافة الى الأوساط الإعلامية”. وأضاف: “حسن يونس متطوع مع الدفاع المدني السوري، منذ ما يقارب العامين، وبكر شقيقه الأكبر”. وأكد عباس أن الناشطين الأربعة ليس لهم أي نشاط معادٍ للثورة بشكل عام، أو لـ”هيئة تحرير الشام” بشكل خاص.
وأكد زملاء الناشط الإعلامي المعتقل علي الدالاتي، في “مكتب مُهجري ريف دمشق” في حديثهم لـ”المدن”، أنه اعتقل اثناء قيامه بتصوير تقرير داخل مدينة ادلب، في 21 كانون الأول (ديسمبر) 2017، ولم يتمكن أحد من زيارته حتى اللحظة، بذريعة أن التحقيق “لا زال مستمراً معه”.
ولا يُسمح بزيارة النشطاء في السجن الذي تديره “تحرير الشام”. مصادر “المدن” أكدت أن الشخص الوحيد الذي توجه إلى السجن المركزي في المدينة وحاول زيارة المخطوفين، تعرض بدوره للاعتقال عند باب السجن، ولم يطلق سراحه بعد.
وكانت مجموعة من النشطاء الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية قد أطلقت حملة نهاية كانون الأول/ديسمبر، في مواقع التواصل الاجتماعي، طالبت فيها “هيئة تحرير الشام” بإطلاق سراح النشطاء، بشكل فوري، وحملوها مسؤولية سلامتهم.
تركيا تعلن شروطها لتحسين العلاقة مع واشنطن
نقلت صحيفة “حرييت” التركية، عن وزير الخارجية التركية مولود جاوش أوغلو، الخميس، قوله إنه لن يكون من الصواب أن تناقش تركيا مع الولايات المتحدة احتمال إقامة “منطقة آمنة” في سوريا، قبل أن تحل مسائل الثقة بين البلدين الشريكين في حلف شمال الأطلسي.
وكانت وسائل إعلام قد نسبت إلى جاوش أوغلو قوله، في وقت سابق، إن وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون اقترح إقامة منطقة آمنة مساحتها 30 كيلومتراً على الحدود بين تركيا وسوريا. لكن وزير الخارجية التركية، بحسب “حرييت”، اعتبر أن الثقة فقدت مع “الولايات المتحدة خلال تلك الفترة. حتى تعود الثقة مرة ثانية لن يكون من الصواب مناقشة هذه القضايا”.
وسببت العملية العسكرية التركية في عفرين التي بدأت، السبت الماضي، توتراً في التصريحات بين المسؤولين الأتراك والأميركيين، خصوصاً أن العملية تستهدف مقاتلي “وحدات حماية الشعب” الكردية الذين سلحتهم واشنطن، فيما تهدد تركيا بتوسيع العملية لتطال منطقة منبج التي تتواجد فيها فرق عسكرية أميركية محدودة.
وليل الأربعاء، حث الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره التركي رجب طيب أردوغان، خلال اتصال هاتفي، على الحد من العملية العسكرية في شمال سوريا. لكن وكالة “الاناضول” نقلت عن مصدر تركي قوله، إن بيان البيت الأبيض لم يعكس بدقة محتوى المحادثة بين ترامب والرئيس التركي.
وقال البيت الأبيض في بيانه، إن ترامب “حث تركيا على توخي الحذر وتجنب أي أعمال ربما تهدد بنشوب صراع بين القوات التركية والأميركية”. وحذر ترامب من أن العنف المتصاعد في عفرين يخاطر بـ”أهدافنا المشتركة في سوريا”، وشدد على ضرورة “تجنب وقوع ضحايا من المدنيين وزيادة أعداد المهجرين واللاجئين”.
وأكد ترامب أن الدولتين يجب أن تركزا على “هدفنا المشترك وهو إلحاق هزيمة تامة بداعش”، وتجنب “التصريحات المدمرة والخاطئة القادمة من تركيا”، داعياً إلى “تعاون ثنائي أقوى” للتعامل مع “مخاوف تركيا الأمنية المشروعة”.
“الأناضول” نقلت عن المصادر التركية أن ترامب لم يتحدث عن “قلق إزاء العنف المتصاعد” بخصوص عملية “غصن الزيتون” في عفرين، وأن ترامب وأردوغان لم يتبادلا سوى وجهات النظر بشأن العملية العسكرية.
ولفتت المصادر إلى أن الجانب الأميركي شدد على ضرورة ضبط عملية “غصن الزيتون” بوقت محدد، مع الإشارة إلى الوجود العسكري الأميركي، حتى ولو بشكل قليل في منبج، وأخذ الحيطة لمنع احتمال وقوع اشتباكات ساخنة هناك.
أما الجانب التركي، فشدد على ضرورة انسحاب الوحدات الكردية إلى شرقي الفرات، كما تم الاتفاق عليه من قبل، وعند انسحابها ستتم حماية منبج من أي تهديد محتمل لتنظيم “داعش” من خلال الجيش السوري الحر بدعم عسكري تركي.
وأكدت المصادر أن أردوغان، شدد خلال الاتصال على ضرورة وقف الدعم الأميركي المقدم لتنظيم “ب ي د/ي ب ك”، ليرد عليه في المقابل ترامب قائلاً إنهم توقفوا عن تقديم أسلحة للتنظيم، ولن يقوموا بذلك مستقبلاً.
وتابعت المصادر أن ترامب لم يستخدم عبارة “التصريحات المدمرة والخاطئة القادمة من تركيا”، بل إنه تطرق للحديث عما تسببه الانتقادت الواضحة للولايات المتحدة من إزعاج.
في المقابل، تحدث أردوغان عن أن السياسات الأمريكية، بدءاً من تقديم السلاح لتنظيم “ب ي د/ي ب ك”، مروراً بحمايتها زعيم منظمة “الكيان الموازي” فتح الله غولن، تتسبب في غضب شديد لدى الرأي العام التركي.
في السياق، قال المتحدث باسم الحكومة التركية بكر بودزاغ، الخميس، إنه لايمكن لأحد مساءلة مصداقية تركيا في مسألة محاربة تنظيم “داعش”، كما لا يمكن مساءلة قرارها أيضاً، معتبراً أنه “إذا كانت واشنطن لا تريد مواجهة أنقرة، علماً أنها لا تريد ونحن لا نرغب بذلك، فالطريق معروف وهو وقف دعم الإرهابيين”.
وأضاف أنه “إذا كانت الولايات المتحدة تريد التضامن معنا، فالأمر بسيط، عليها وقف دعم (ب ي د/ ي ب ك) بالسلاح، وجمع الأسلحة المقدمة له، وإبلاغ إرهابييه بعدم مهاجمة تركيا والتخلي عن ذلك وانسحابهم إلى شرق نهر الفرات”.
أردوغان: 3,5 ملايين لاجىء سوري سيعودون إلى بيوتهم
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، إن أنقرة لن تسمح بوجود “مؤامرات” على حدودها، وستقوم بمواجهتها “بدءاً من منبج” في ريف حلب، وشدد على أن بلاده ليس لها أي أطماع في الأراضي السورية.
وكشف أردوغان، الذي كان يتحدث إلى مسؤولين محليين في أنقرة، أن “عدد شهداء القوات التركية والجيش السوري الحر خلال الأيام الأربعة الأولى من غصن الزيتون لا يتعدى 8، مقابل تحييد 268 إرهابيا من الطرف الآخر”.
وأضاف، أن أنقرة من خلال إطلاقها عملية “غصن الزيتون” في شمال سوريا، بالاشتراك مع فصائل المعارضة السورية، تهدف إلى “تأسيس العدالة هناك وضمان عودة 3,5 ملايين سوري يعيشون في تركيا إلى أراضيهم”.
وتابع الرئيس التركي “اللاجئون إلى تركيا من كوباني (عين العرب) لا يعودون إلى منازلهم، رغم تطهير المنطقة من داعش، لأن تنظيماً إرهابياً آخر تمركز هناك”، في إشارة إلى “وحدات حماية الشعب” الكردية.
في المقابل، نفت “قوات سوريا الديموقراطية” مزاعم تركية، حول وجود عناصر لتنظيم “الدولة الإسلامية” في عفرين. ونقلت وكالة “رويترز” عن المسؤول في “قسد” ريدور خليل قوله، إن “العالم كله يعرف إن داعش غير موجود في عفرين”.
وتعليقاً على إعلان تركي حول مقتل 260 عنصراً من “داعش” و”وحدات الحماية”، قال خليل إن الحديث عن “داعش” تضليل للرأي العام. وأضاف أن الجيش التركي يبالغ كثيراً في عدد القتلى في صفوف “قوات سوريا الديموقراطية”، و”وحدات حماية الشعب”. وأوضح “نعم هناك شهداء وهناك قتلى في صفوف وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية ولكن أتحفظ على الرقم”.
أما “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، فقال نقلاً عن مصادر، الأربعاء، إن العشرات قتلوا من الطرفين في المعارك حول عفرين، بينهم 30 مدنياً، و48 من مقاتلي الجيش الحر المدعومين من تركيا، و42 مقاتلاً من “وحدات حماية الشعب” الكردية.
إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام تركية عن حملة اعتقالات شنتها السلطات طالت 150 شخصاً، لنشرهم “دعاية إرهابية” حول عملية “غصن الزيتون”. وقال حزب “الشعوب الديموقراطي” المعارض، إن سياسيين وصحافيين ونشطاء من بين المعتقلين.
وكالة أنباء “الأناضول” أكدت أنباء الاعتقالات، ونقلت عن مسؤولين في الشرطة قولهم، إن عمليات دهم نفذت في 31 إقليماً، وتم حبس 11 مشتبهاً بهم في الحبس الاحتياطي تمهيداً لمحاكمتهم، فيما أطلق سراح 7 آخرين. وأشارت الوكالة إلى أن مجموع الموقوفين بلغ 132 يخضعون للاستجواب.
“غصن الزيتون”: تكتيك المفاجآت والمحاور المتعددة
عدنان الحسين
تمكنت فصائل المعارضة، بمساندة من الجيش التركي، من بسط سيطرتها على قرية الحمام وتلال محيطة بها من محور ناحية جنديرس غربي مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي، وذلك خلال اليوم الرابع في إطار عملية “غصن الزيتون”. وتمكنت الفصائل من استعادة السيطرة على قرية أدمنالي وخمس تلال محيطة بها قرب منطقة راجو، والسيطرة على قرية عمر اوغاشي التابعة لناحية بلبل شمالي عفرين، فيما دارت معارك كر وفر في جبل برصايا بين الجيش الحر و”وحدات حماية الشعب” الكردية.
وتزامنت الاشتباكات مع قصف مدفعي وصاروخي مكثف على مواقع “وحدات الحماية”، داخل وفي محيط مدينة عفرين، وردت “الوحدات” بقصف مدينتي كلس والريحانية التركيتين من دون تسجيل وقوع ضحايا. كما شنت “الوحدات” هجوماً على مواقع المعارضة قرب جبل سمعان في ريف حلب الغربي، وتمكنت الفصائل من صد الهجوم، وسقط قتلى وجرحى من الطرفين.
وشكل الهجوم الذي نفذه الجيش الحر، بإسناد الجيش التركي، الأربعاء، على منطقتي راجو وجنديرس، مفاجأة لـ”الوحدات”، وهو المحور الخامس الذي تتقدم من خلاله المعارضة. وتقدمت القوات المشاركة في “غصن الزيتون”، خلال الأيام الماضية، عبر أربعة محاور؛ الأول من جهة ناحية بلبل وسيطرت خلاله على قريتي قورنة وحي أوغلو، والثاني من شمالي ناحية راجو وسيطرت خلاله على قرية شنكال وادمنالي وخمسة تلال، والثالث من جبل برصايا قرب مدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي وسيطرت خلاله على أجزاء من الجبل، والرابع من غربي مدينة عفرين بين بلدة شيخ الحديد وناحية راجو، وسيطرت خلاله على قرية عمر اوشاغي. التقدم السريع من جهات متعددة، ومن مناطق جبلية وعرة، شكّل مفاجأة لـ”الوحدات” التي تعتبر تلك المناطق خاصة بها، ويصعب قتالها فيها.
واختارت قوات “غصن الزيتون” تكتيكاً جديداً لمواجهة “الوحدات” المتمركزة في نقاط دفاعية صعبة، باستهداف النقاط المُحصّنة المقابلة لمواقع المعارضة في جبل برصايا وفى عين دقنة والشيخ عيسى، بأسلحة المدفعية والصواريخ والقصف الجوي، ومن ثم التقدم من محاور غير محصنة عبر الحدود التركية. كما ركزت عمليات القصف على مواقع “”الوحدات”، خاصة المنتشرة على طول الحدود مع تركيا، ومع المعارضة في ريفي حلب الشمالي والغربي، تجنباً لسقوط ضحايا بين المدنيين.
وتسعى قيادة عمليات “غصن الزيتون” من خلال الهجمات عبر خمسة محاور، إلى تشتيت دفاعات “الوحدات”، وإحداث ثغرات فيها، بهدف إجبارها على الانسحاب إلى داخل عفرين، بما يتيح السيطرة على محيطها بشكل كامل.
وتعتمد الخطة التركية على إجبار “الوحدات” على تسليم المدينة عبر ثلاث مراحل؛ أولاً الهجمات السريعة والمتكررة على مواقعها، والثانية السيطرة على المواقع الاستراتيجية والنواحي وحصار المدينة، والثالثة عبر الهجوم على المدينة في حال لم تنسحب “الوحدات” منها.
ومع دخول المواجهات العسكرية يومها الرابع، بدا واضحاً أن الجيش التركي لم يتدخل إلا بشكل ضئيل جداً، وبأعداد صغيرة من مقاتليه، واقتصرت الهجمات على مقاتلي المعارضة بشكل كامل تقريباً. الجيش التركي دفع الأربعاء بوحدة من القوات الخاصة إلى داخل الحدود السورية، وتمركزت في القرى التي سيطرت عليها المعارضة شمالي مدينة عفرين. وتبع دخول تلك القوات قصف جوي بالمروحيات لمواقع “الوحدات”.
ووصلت الثلاثاء عشرات الآليات، بينها كاسحة الألغام المدرعة “BOZENA 5″، تركية الصنع، التي يتم التحكم بها عن بعد وتلعب دوراً محورياً في فتح الطرقات وإزالة الألغام، وكذلك دبابات “m-60” من نوعي “صابرا” و”ليوبارد 2″ الأميركية، وأجهزة التشويش التركية المعروفة بـ”منظومة كورال”. وهو ما يشير إلى إمكانية دفع الجيش التركي بالمزيد من قواته، في المعركة.
مصادر “المدن” قالت إن الأيام المقبلة ستشهد توغلاً كبيراً للجيش التركي في محيط عفرين، بعد أن يتمكن من تدمير نقاط الدفاع الأولى لـ”الوحدات”، وذلك بهدف اسراع العملية. كما ستدفع تركيا بوحدات من “القوات الخاصة”، بشكل مباشر في العملية العسكرية، وأن المحاور العسكرية الحالية للمعركة، ليست سوى البداية.
مصادر “المدن” أكدت أن الجيش التركي ينفذ العملية العسكرية، تماماً، على مثيل العمليات في الداخل التركي وجبال قنديل، أي اشبه بـ”عملية جراحية يفتت من خلالها قوات التمركز الدفاعية وينتشر في إجزاء المنطقة بعد تمشيطها”.
وبدأت قيادة الجيش التركي استخدام المروحيات لاستهداف مجموعات الافراد التي تتحرك في نقاط التماس، واستهدفت اكثر من 10 مواقع الثلاثاء.
“وحدات الحماية” منعت المدنيين من المغادرة أو الدخول إلى عفرين، وسط تصاعد حملات التجنيد الإجباري. وتحاول “الوحدات” حشد جميع السكان ضد التدخل التركي، في محاولة لجعلها ورقة ضغط ضد عملية “غصن الزيتون”. تركيا ردت مباشرة بإدخال مساعدات إنسانية عاجلة للقرى التي سيطرت عليها خلال الأيام الماضية، وعملت على محاولة تطمين الشارع الكردي بأن العملية تستهدف “حزب الاتحاد الديموقراطي”، وتنتهي باستسلامه وانسحابه من عفرين. وتمتلك “الوحدات” أفضلية المناورة والتحرك في محيط عفرين، بسبب من حاضنتها الشعبية، كما أن الأجواء الشتوية الماطرة تعيق حركة الطيران الحربي التركي، وتتسبب بالاقتصار على سلاح المدفعية.
الكيماوي يلاحق دمشق مجدداً..وروسيا تريد هيئة تحقيق جديدة
دانت وزارة الخارجية السورية ما وصفته بـ”جملة الأكاذيب والمزاعم” لوزيري الخارجية الأميركي والفرنسي حول استخدام الأسلحة الكيماوية، قائلةً إنها “أبدت على الدوام كل التعاون ووفرت كل الظروف لاجراء تحقيق نزيه وموضوعي ومهني حول هذه المسألة”.
وقال مصدر رسمي في الوزارة، الأربعاء، إن الغرب “مارس شتى أنواع الضغوط على فرق التحقيق (في استخدام الأسلحة الكيماوية)، بغية تسييسه وذلك لأن نتائج أي تحقيق شفاف وموضوعي لا تخدم أجندة هذا الغرب في سوريا”.
وربط المصدر بين الإتهامات الجديدة لدمشق باستخدام غاز الكلور في الغوطة الشرقية ومؤتمري الحوار في سوتشي وفيينا، قائلاً إن الدول الغربية المعادية لسوريا دأبت على توجيه مثل هذه الإتهامات “قبل أي استحقاق سياسي بهدف اعاقة اي جهد يساهم في ايجاد مخرج للازمة في سوريا”.
واقترحت روسيا في وقت متأخر، الثلاثاء، أن يفتح مجلس الأمن تحقيقاً جديداً لتحديد المسؤول عن الهجمات بالأسلحة الكيماوية في سوريا، ما اعتبرته واشنطن محاولة لصرف الانتباه عن مبادرة فرنسية لاستهداف منفذي مثل هذه الضربات.
ووزع السفير الروسي فاسيلي نيبنزيا في اجتماع لمجلس الأمن، عقد بناء على طلب موسكو في أعقاب اجتماع باريس حول الأسلحة الكيماوية، مشروع قرار لإنشاء هيئة تحقيق دولية جديدة لتحل محل هيئة التحقيق السابقة. وقال إن الهيئة السابقة حققت “فشلا ذريعا”.
وقال نيبنزيا إن هيئة التحقيق ستستخدم “معلومات موثقة لا عيب فيها حصلت عليها من مصادر شفافة وذات مصداقية، لإقامة الدليل أمام مجلس الأمن لتحديد هوية المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيماوية”. ودعا الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى الإطلاع على مشروع القرار الروسي.
وقال المندوب الروسي “استمعنا إلى إتهامات لا صحة لها ساقتها وزارة الخارجية الأميركية مفادها أننا نعرقل عمليات التحقق من حالات استخدام الأسلحة الكيماوية، مشيراً إلى أن واشنطن تسارع إلى توجيه أصابع الإتهام إلى روسيا وسوريا عند الحديث عن أي حالة لاستخدام مواد سامة دون انتظار التحقيق”.
وكان وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون حمّل في تصريح خلال مؤتمر إطلاق “شراكة دولية ضد الإفلات من عقاب استخدام الأسلحة الكيماوية”، الذي عقد في باريس، روسيا مسؤولية الهجمات الكيماوية في سوريا.
وقال تيلرسون “بغض النظر عن الجهة المسؤولة عن الهجمات، تتحمل روسيا في النهاية مسؤولية سقوط الضحايا بالغوطة الشرقية، لكونها انخرطت في النزاع السوري”. وأضاف أن النظام السوري لا يزال يستخدم الأسلحة الكيماوية.
المندوبة الأميركية نيكي هايلي قالت في مجلس الأمن، رداً على مشروع القرار الروسي “عندما لا تعجب روسيا الحقائق تحاول صرف الانتباه عن الحديث. هذا لأن الحقائق تأتي مراراً وتكراراً بالحقيقة التي تريد روسيا إخفاءها”.
وأضافت “لن يتم خداع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. نظل ثابتين في السعي لمحاسبة المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيماوية”. وقالت “لن نقبل أي اقتراح روسي يُقوّض قدرتنا على إثبات الحقيقة أو يسيّس تحقيقاً مستقلّاً ونزيهاً”.
بدوره، أعرب المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتير، عن “انزعاج” بلاده من استخدام موسكو حق الفيتو، لمنع تجديد عمل لجنة التحقيق السابقة. وقال إن “التحقيقات أظهرت استخدام النظام السوري وداعش للسلاح الكيماوي، ولذلك فإن فرنسا مصممة على استحداث شراكة جديدة لمنع الإفلات من العقاب”.
معارك في محيط أبو ظهور..والنظام يسعى لتثبيت مواقعه
شهدت الجبهات الشمالية والشمالية الشرقية لمطار أبو ظهور العسكري في ريف ادلب الجنوبي، معارك عنيفة خلال الساعات الـ48 الماضية، بين قوات النظام والمليشيات من جهة، وفصائل المعارضة المسلحة و”هيئة تحرير الشام” من جهة ثانية.
وحاولت المليشيات عبر الهجمات البرية والقصف الجوي المتواصل توسيع طوق الحماية حول المطار، والسيطرة على بلدة أبو ظهور القريبة، وتثبيت مواقعها في المنطقة ومنع الهجمات المعاكسة ضدها داخل المطار بعدما تسببت بمقتل العشرات من عناصرها قبل يومين في تفجير “تحرير الشام” لعربتين مفخختين داخل الأجزاء الشمالية من المطار، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.
الخسائر الكبيرة التي منيت بها قوات النظام في مطار أبو ظهور خلال مسعاها لتأمينه أمام الهجمات المعاكسة، دفعتها لفتح الجبهات شمال شرقي المطار لتشتيت الخصم. كما تحاول من خلال ذلك استكمال السيطرة على ما تبقى من قرى ومزارع ريف حلب الجنوبي شرقي سكة الحجاز.
في محور جنوبي الحاضر، تمكنت المليشيات من السيطرة على قرى مشيرفة الشربجي ومشيرفة الحلج والجفرة وطرفاوي وأبو مجاهر وعندان الشيخ والحيانية وحميدية الشداد وقرع الغزل وأبو جورة، وغيرها من القرى والتلال التي تشرف على منطقة أبو ضهور من جهتي الشرق والشمال الشرقي.
وبقي لقوات النظام لتفرض كامل سيطرتها على جانبي سكة الحجاز، التقدم والسيطرة على 20 قرية ومزرعة تقريباً تقع في المنطقة الفاصلة بين مطار أبو ضهور والجبهات جنوبي الحاضر، وأهمها قرى براغيتي وسيطة شرقية وحميمات ومستريحة وسيطة الغربية وجديدة وطواحينة والحسينية وتل الفخار وتل السلطان وتويم وأم الكراميل وعطشانة شرقية، وغيرها من القرى الصغيرة المتوزعة على ريفي ادلب الجنوبي الشرقي وحلب الجنوبي شمالي أبو ظهور.
وكثّفت قوات النظام والمليشيات من هجماتها البرية نحو بلدة أبو ظهور، والتي تحاول فصائل المعارضة و”تحرير الشام” المحافظة عليها لمنع النظام من تثبيت مواقعه داخل المطار، باعتبارها الخط الدفاعي الأخير في المنطقة. وشهدت البلدة غارات جوية روسية مكثفة، وقصفتها مدفعية المليشيات، الثلاثاء، وسيطرت على أجزاء منها من الجنوب والشرق بعد سيطرتها على تلة قريبة من البلدة، إلا أن المليشيات أُجبِرَت على الانسحاب ليلاً بسبب الهجمات المعاكسة.
تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي بات يسيطر على أكثر من 100 قرية وبلدة شرقي سكة الحجاز في أرياف حلب وحماة وادلب، صار محاصراً بالكامل في المنطقة، وخسر لصالح مليشيات النظام أربع قرى، الثلاثاء، هي أم صهريج وعنيق باجرة وطوطح وأبو حريق في ريف حماة الشمالي الشرقي. التنظيم ما زال يحاول اختراق خطوط مليشيات النظام في منطقة سنجار، ومنها نحو مناطق المعارضة في ريف إدلب غربي السكة، وشنّ هجمات متتالية في محوري صراح وحوا جنوبي سنجار.
لماذا هددت “الفرقة التاسعة” مدينة الصنمين؟
سمير السعدي
أعلنت “الفرقة التاسعة” في مدينة الصنمين، شمالي درعا، عبر مكبرات الصوت في المساجد، عن مهلة ﻹخلاء المدينة من المدنيين، تبدأ من الساعة الخامسة والنصف من فجر الثلاثاء وتنتهي في الساعة التاسعة صباحاً. وقال البيان الذي تلاه أئمة المساجد، إنه يتوجب على المدنيين الخروج من المدينة باتجاه مدينة جباب المجاورة، مصطحبين معهم ثبوتياتهم وأوراقهم الرسمية، ضمن المدة المحددة. واعتبر البيان أن كل من يبقى في المدينة بعد الساعة العاشرة سيكون “مسؤولاً عن نفسه”.
ويعيش في الصنمين، أكبر مدن درعا، قرابة 60 ألف مدني من الأهالي والمُهجّرين إليها. وتنقسم الصنمين بين مناطق شرقية خاضعة لسيطرة النظام، وفيها مقر “الفرقة التاسعة” والمساكن العسكرية وبعض فروع الأجهزة اﻷمنية خاصة “اﻷمن العسكري” المسؤول عن اعتقال مئات المدنيين من أبناء المنطقة. في حين تسيطر المعارضة على القسم الغربي منها. والصنمين مركز منطقة يتبع لها العديد من النواحي وأكثر من 20 قرية وبلدة.
ويأتي ذلك الإنذار بالإخلاء، بعد استهداف سيارة قائد “الفرقة التاسعة/دبابات” اللواء رمضان رمضان، وإصابة أحد مرافقيه من قبل عناصر الجيش الحر المتواجدين في المدينة. ذلك بالإضافة إلى فرار أحد المجندين من “الفرقة” باتجاه اﻷحياء المحررة في المدينة، ومطالبة قيادة “الفرقة” بتسلميه عبر بيان أمهل أهالي المدينة 48 ساعة لتسليمه، بدأت في 19 كانون الثاني.
وسرعان ما أعلنت مجموعة من الفصائل في المناطق المحررة القريبة من مدينة الصنمين تشكيل غرفة عمليات تحسباً ﻷي طارئ قد تتعرض له المدينة. فـ”الأمن العسكري” كان قد نفّذ مجزرتين في الصنمين؛ الأولى في نيسان/إبريل 2011 عبر إطلاق النار على تظاهرة سلمية بالقرب من مقر “اﻷمن العسكري” راح ضحيتها 10 متظاهرين، والثانية أثناء اقتحام النظام للمدينة في آذار/مارس 2013 وراح ضحيتها أكثر من 50 مدنياً.
القيادي في المعارضة النقيب عبدالحكيم العيد، قال لـ”المدن”: “بعد تهديد النظام ﻷهالي الصنمين عملنا على تشكيل غرفة عمليات من غالبية الفصائل لتكون على أتم الجاهزية إذا ما حاول النظام اقتحام المدينة”، وتوقع العيد أن يعدل النظام عن قراره ويكتفي بإطلاق التهديدات التي ستقابل بالرد القاسي. وهو ما حدث فعلاً، فبعد أقل من ساعتين عادت مكبرات الصوت في المساجد لتعلن نفي البيان السابق وأن بإمكان اﻷهالي ممارسة حياتهم بالشكل المعتاد ولا داعٍ لإخلاء المدينة.
وبعد التراجع عن التهديد، اتخذ النظام موقفاً “ديبلوماسياً” لاقناع الناس بضرورة التجنيد الإجباري لتجنيب المدينة القصف والنزوح. وسائل إعلام بديلة موالية للنظام قالت إن أمين فرع درعا لـ”حزب البعث” حسين صالح الرفاعي، ومحافظ درعا اللواء محمد خالد الهنوس، وضابط أمن “الفرقة التاسعة” العقيد عارف الحسن، التقوا مع أهالي ووجهاء مدينة الصنمين في مقر “الفرقة التاسعة” في الصنمين، الثلاثاء، “لحثّ الأهالي على تسليم الأسلحة والعمل على استقرار الوضع الأمني في المدينة، وذلك من خلال تشكيل لجنة تمثل كافة أهالي الصنمين لمتابعة المستجدات والتوصل الى الحلول الجذرية بأسرع وقت بالتواصل والتعاون مع الجهات الأمنية”، وذلك “حرصاً على متابعة أعمال المصالحات الوطنية في مدينة الصنمين”. محافظ درعا أشار “إلى أهمية اللقاءات التي تدعو للمصالحات الوطنية وخاصة في مدينة الصنمين، بلد البعثيين والوطنيين”، مؤكداً على ضرورة “الاسراع بإيجاد الحلول المناسبة لحالة الخلل الأمني في المدينة واعادة حالة الاستقرار بالتعاون بين الاهالي والمسؤولين في الحزب والدولة”.
وسبق لقوات النظام أن عملت على ابتزاز أهالي الصنمين، لإجبارهم على “المصالحة” أواخر العام 2016. واضطر الأهالي حينها لجمع مبالغ مالية لشراء 20 بندقية آلية وتسليمها للنظام مقابل تجنيب المدينة الحرب. “المصالحة” في الصنمين تختلف عن بقية “المصالحات” في ريف دمشق الغربي، ويمكن توصيفها باتفاق “عدم اعتراض متبادل” بين النظام والمعارضة المتقاسمين للمدينة. وليست “المصالحة” في الصنمين بين النظام والمعارضة، بقدر ما هي “تسوية وضع” للأهالي والموظفين التاركين لأعمالهم، فقد اقتصرت على تسليم بعض البنادق اﻵلية، ولم يقبل عناصر الجيش الحر والمطلوبين للخدمة اﻹلزامية تسليم أنفسهم. وهو الأمر الذي يسعى النظام لتحقيقه في الصنمين منذ ما يقارب السنّة، فالمدينة تُشكّل خزاناً بشرياً من الممكن الاعتماد عليه مستقبلاً في معارك درعا، ومن شأن “المصالحة” فيها تشكيل نواة لـ”المصالحات” في بقية مدن درعا.
المكتب اﻹعلامي في الصنمين اعتبر في بيان له أن السبب وراء تراجع النظام عن تهديداته التي أطلقها هو تشكيل غرفة العمليات لمؤازرة المدنيين داخل الصنمين وخارجها. وأوضح البيان أن قيادة “الفرقة التاسعة” طالبت مجدداً وفداً من أهالي المدينة بضرورة تسليم العسكري المنشق من دون تحديد أي مهلة.
قادة عسكريون قللوا من أهمية التهديد واعتبروه فقاعة إعلامية الهدف منها إظهار قوة النظام وسيطرته على المدينة وقدرته على تحقيق مطالبه من خلال القوة. ولم يستبعد آخرون أن تتحول هذه التهديدات إلى وقائع في مقبل اﻷيام، خاصة إذا حاول النظام التقدم وفتح معارك بهدف السيطرة على بعض المناطق المحررة، الأمر الذي يستدعي تأمين خطوط إمداده والتي تعتبر الصنمين أهمها.
ناشطون اعتبروا أن هدف النظام من تهديد المدينة يكمن في محاولته الضغط على الحاضنة الشعبية، لتسليم قرابة 4000 مطلوب للخدمة الإلزامية واﻹحتياط وعناصر الجيش الحر، لإعادة تجنيدهم في صفوف قوات النظام وزجهم في جبهات القتال كما حدث سابقاً مع العديد من القرى والبلدات التي أجرت عمليات “المصالحة”.
واشنطن تايمز: أمريكا تسعى لتجنب أي صدام مع تركيا في سوريا
ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين
قالت صحيفة “الواشنطن تايمز” إن اتصال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، بنظيره التركي رجب طيب أردوغان، جاء في إطار السعي الأمريكي لتجنُّب أي صدام مع تركيا في شمالي سوريا.
وكانت القوات التركية قد بدأت هجوماً واسع النطاق على بلدة عفرين السورية على الحدود التركية، والتي كانت الولايات المتحدة قد أعلنت أنها ستدعم تشكيل قوة من الأكراد في المدينة تتألف من 30 ألف مقاتل لحماية الحدود، وهو ما اعتبرته أنقرة يشكل تهديداً لأمنها القومي، حيث اتهمت تلك القواتِ الكرديةَ بأنها تابعة لحزب العمال الكردستاني المصنف على لائحة الإرهاب في تركيا وأمريكا.
البيت الأبيض قال إن ترامب أبلغ نظيره التركي أن استمرار العملية العسكرية ضد القوات الكردية، المدعومة من أمريكا، يزيد من خطر نشوب صراع مباشر مع القوات الأمريكية.
من ناحيته، قال مكتب أردوغان إن الرئيس التركي أبلغ ترامب أنه يتوجب على الولايات المتحدة وقف الإمدادات العسكرية للمليشيات الكردية السورية، مؤكداً أن العملية العسكرية التركية في عفرين هي لحماية الأمن القومي التركي.
وتقول الصحيفة إن إصرار تركيا على العمل العسكري ضد القوات الكردية المدعومة من أمريكا، يتصادم بشكل كبير مع رغبة “البنتاغون” في دعم تلك القوات للتصدي لفلول تنظيم الدولة، الذين يُعتقد أنهم ما زالوا نشطين.
وتتركز غالبية القوات الأمريكية على الجانب الشرقي من نهر الفرات، وتعمل مع المليشيات العربية والكردية تحت راية قوات سوريا الديمقراطية، وتقع بلدة عفرين على الجانب الغربي من وادي نهر الفرات في الأراضي الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري وحلفائه الروس.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين أتراك قولهم إن العملية العسكرية في عفرين بدأت بالتوسع لتشمل مدينة منبج التي يحتلها الأكراد المتحالفون مع الولايات المتحدة، حيث يوجد عدد من مستشاري القوات الأمريكية الخاصة هناك.
وبحسب تصريحات المسؤولين الأتراك، فإنهم لا يعتقدون أن هناك قوات أمريكية كبيرة في عفرين.
والأربعاء، تعهد ترامب بالوقوف جنباً إلى جنب مع تركيا، حليفة “الناتو”، في حربها ضد الإرهاب بجميع أشكاله، وضمن ذلك حربها على تنظيم داعش وحزب العمال الكردستاني و”القاعدة” والإرهاب الذي ترعاه إيران، بحسب البيت الأبيض.
لكنه أشار إلى أن الولايات المتحدة قد تضطر إلى اتخاذ إجراءات أخرى في حال توسعت المعارك في عفرين.
تحذير البيت الأبيض جاء بعد ساعات من آخر مماثلٍ لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الذي قال إن قوات بلاده قد تشن هجوماً موسعاً في شمالي سوريا لاستهداف القوات الكردية.
ويقدَّر عدد سكان عفرين بأكثر من مليون شخص، بينهم قرابة 400 ألف لاجئ هربوا من المناطق التي كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة، حيث أعاقت القوات الكردية المسيطرة على تلك المناطق عودة أي لاجئ إلى منطقته التي فرَّ منها في أعقاب استعادتها من سيطرة تنظيم الدولة، بحسب الأمم المتحدة.
بدء اجتماعات “جنيف 9” حول سوريا بالعاصمة النمساوية فيينا
فيينا – الخليج أونلاين
بدأت اجتماعات مؤتمر “جنيف 9” حول سوريا، الخميس، في العاصمة النمساوية فيينا، بدعوة من الأمم المتحدة، وبحضور كل من وفدي النظام والمعارضة السورية، وتستمر يومين.
ومن المقرر أن يلتقي المبعوث الأممي الخاص ستافان دي مستورا وفريقه، مع وفد النظام، قبل الظهر، على أن يكون هناك اجتماع آخر مع وفد المعارضة بعد الظهر، بحسب ما أعلنته الأمم المتحدة.
ويأتي المؤتمر الحالي سابقاً لمؤتمر الحوار السوري، المزمع عقده في سوتشي الروسية، في 29-30 يناير من الشهر الحالي.
وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن القضايا الدستورية هي التي ستسيطر على المحادثات المزمع إجراؤها بين الأمم المتحدة والأطراف السورية.
وفي الوقت الذي لم يَصدر فيه أي تصريح من مكتب دي مستورا عن الاجتماعات، قال نصر الحريري، رئيس وفد المعارضة السورية في مفاوضات “جنيف 9″، الأربعاء، إن جولة المفاوضات الحالية ستوضح جدية جميع الأطراف في العملية السياسية، بحسب وكالة الأناضول.
وكان دي مستورا ألقى بأغلب اللوم في فشل اجتماعات الجولة الثامنة التي عقدت الشهر الماضي، على جانب النظام، متهماً إياه “بوضع شروط مسبقة”.
في حين أعلن الأسبوع الماضي، أن “جنيف 9” ستُعقد يومي 25 و26 يناير الحالي في فيينا، عوضاً عن جنيف السويسرية لأسباب لوجيستية، وسط آمال بأن تكون هذه الجولة بداية النهاية لأزمة معقدة، تتجه لإتمام عامها السابع في مارس المقبل.
تجدد القصف التركي وسط تقدم بطيء بريف عفرين
واصل الجيش التركي اليوم الخميس قصف مواقع وحدات حماية الشعب الكردية في ريف عفرين شمالي سوريا وسط تقدم بطيء للوحدات العسكرية التركية والجيش السوري الحر بسبب الطقس العاصف ومقاومة المسلحين الأكراد.
وقال مراسل الجزيرة إن الطائرات التركية شنت في اليوم السادس من عملية غصن الزيتون سلسلة غارات جوية على مواقع الوحدات الكردية في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي، وكانت الغارات الجوية تجددت أمس بعد انقطاع لمدة 24 ساعة تقريبا بسبب حالة الطقس.
وبالتزامن قصفت المدفعية والدبابات التركية المتمركزة عند الحدود في ولاية هاتاي مواقع مفترضة للمسلحين الأكراد. وقد أفاد مراسل الجزيرة بأن الجيش الحر تمكن اليوم من قطع طريق عفرين راجو بعد سيطرته على مجموعة من التلال في المنطقة شمال غرب عفرين.
وأضاف المراسل أن الفصائل السورية المشاركة في العملية العسكرية تحصن المواقع التي سيطرت عليها خلال الأيام الماضية في ريف عفرين تمهيدا لاستكمال الهجوم البري بدعم من الجيش التركي.
ومنذ بداية العملية السبت الماضي، سيطرت القوات التركية وحلفاؤها على قرى وتلال شمال وغرب وجنوب غرب مدينة عفرين، لكنها اضطرت إلى التراجع في بعض المواقع، كما حصل في جبل برصايا الواقع غرب مدينة أعزاز (شرق عفرين)، وتضم منطقة عفرين نحو 360 قرية.
وفي اليومين الماضيين، تباطأ تقدم الجيش التركي وحلفائه من فصائل المعارضة السورية المسلحة بسبب الضباب والأوحال التي خلفتها الأمطار المتواصلة على شمالي سوريا وجنوبي تركيا.
وتدور الاشتباكات حاليا في مناطق قسطل جندو ( شمال شرق عفرين) ومنطقتي بلبل وراجو (شمال وشمال غرب) ومحاور أخرى في الشيخ حديد وجنديرس وصولا إلى قرية حمام جنوب غرب عفرين، كما تتواصل المواجهات في منطقة جبل برصايا.
حرب بيانات
وحتى الآن قدمت تركيا والوحدات الكردية بيانات تنطوي على تضارب في ما يتعلق بتطورات الميدانية والخسائر البشرية لكل طرف.
وتحدث رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم اليوم في أنقرة عن تحييد أكثر من 300 من عناصر الوحدات الكردية التي تحدثت بدورها عن أكثر من 200 قتيل من العسكريين الأتراك، علما أن أنقرة أقرت فقط بمقتل ثلاثة من جنودها.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد أمس أن حصيلة قتلى الجيشين التركي والسوري الحر لم تتعد ثمانية قتلى. وأكد يلدرم مجددا أن بلاده لن تسمح بإقامة ما سماه كيانا إرهابيا على حدود بلاده الممتدة بطول 1350 كيلومترا من إيران حتى البحر المتوسط، منتقدا الدعم الأميركي للوحدات الكردية في سوريا.
وتتضمن تصريحات رئيس الوزراء التركي الجديدة تلميحا إلى إمكانية توسيع العملية العسكرية الحالية إلى مدينة منبج التي تقع في ريف حلب الشرقي غرب نهر الفرات على مسافة 100 كيلومتر شرق عفرين.
وكان أردوغان لوح مرارا بتوسيع عملية غضن الزيتيون إلى منبج رغم المعارضة الشديدة التي تبديها واشنطن لنقل المعارك إلى هذه المدينة التي توجد فيها قوات أميركية.
المصدر : الجزيرة + وكالات
تركيا تصعد: واشنطن يجب أن تمتنع عن دعم الإرهابيين
العربية.نت – وكالات
في مزيد من التصعيد التركي والتمسك بالمواقف، التي أعلنتها أنقرة سابقاً تجاه استمرار معركتها في #عفرين حتى تأمين الحدود التركية، ووقف ما تعتبره تهديداً لأمنها، أكد نائب رئيس وزراء تركيا، بكر بوزداج، الخميس، أنه إذا كانت أميركا تريد تجنب اشتباك محتمل مع تركيا في سوريا فعليها أن تتوقف عن دعم “الإرهابيين” في إشارة إلى الوحدات الكردية.
وقال بوزداج في مقابلة مع محطة تلفزيون (خبر) “الذين يساندون المنظمة الإرهابية سيصبحون هدفاً في هذه المعركة”.
وتابع “الولايات المتحدة بحاجة لمراجعة جنودها وعناصرها الذين يقدمون الدعم للإرهابيين على الأرض، بطريقة ما لتجنب مواجهة مع تركيا”.
وكان الرئيس الأميركي اتصل الأربعاء بالرئيس التركي، حاثاً إياه على الحد من العمليات التركية في عفرين.
يأتي هذا فيما تستمر العمليات العسكرية التركية لليوم السادس في المدينة السورية التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية.
وكان الرئيس التركي أكد، الأربعاء، أن عملية #غصن _الزيتون (التي أطلقت السبت) لن تتوقف قبل أن تسقط المخاطر، ومنها الآتية من منبج، شمال غربي سوريا، حيث تتواجد قوات خاصة أميركية.
الجولة التاسعة من مؤتمر “جنيف” السوري تنطلق في فيينا
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 25 يناير 2018
روما- بدأت اليوم (الخميس) الجولة التاسعة من المفاوضات حول الأزمة السورية تحت رعاية الأمم المتحدة في العاصمة النمساوية (فيينا) بدلاً من جنيف بناء على قرار المبعوث الأممي لسورية ستافان دي ميستورا. وتستمر حتى غد (الجمعة)، وسط تفاؤل من الأخير وتشاؤم من المعارضة السورية التي أعربت عن قناعتها بأن شيئاً لن يختلف عن الجولات السابقة لمؤتمرات جنيف، لكنها تُشارك، وفقاً لنصر الحريري رئيس وفد المعارضة التفاوضي “لمتابعة ما بدأنا الحديث عنه سابقًا، وهي المحادثات السورية-السورية، للتوصل إلى حل عادل وحقيقي، تحت إشراف الأمم المتحدة، وحريصون على الوصول إلى حل سياسي في البلاد”.
وقد شدد وفد المعارضة بعد وصوله أمس الأربعاء على أن هذه الجولة من المفاوضات ستكون “اختباراً لرغبة الروس والأمم المتحدة في إيجاد حل للقضية السورية”.
وأعرب الحريري عن استعداده لمفاوضات مباشرة مع وفد النظام ، وقال “نحن مستعدون للدخول بالمفاوضات وفق الأصول، وعلى الأقل ظاهريًا، سمعنا من روسيا الالتزام بتطبيق بيان جنيف، والقرار 2254، وإذا كانت جادة للوصول للحل السياسي؛ فنحن جاهزون، المحددات السياسية التي تطلبها روسيا وغيرها يحددها الشعب السوري”. وشدد على تمسك المعارضة السورية ببيان جنيف 1 لعام 2012، واستعدادها لمناقشة كافة تفاصيل القرار الأممي 2254، والتي تفرض تشكيل هيئة حاكمة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة. وأضَاف في تصريحات صحفية “في حال كانت الأمم المتحدة جادة؛ فلا بد لكل الأطراف الالتزام بهدف المفاوضات، بتحقيق تطبيق القرار 2254، ولم نسمع قطّ من النظام أنه قادم بجدية لهذه المفاوضات”.
وتخشى المعارضة أن يُفشل النظام وروسيا هذه الجولة من المفاوضات في جنيف أيضاً، سعياً لتمرير مؤتمر سوتشي نهاية الشهر الجاري، ليكون بديلاً عن سلسلة مؤتمرات جنيف، وهو الأمر الذي ترفضه المعارضة وترفضه الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.
وزير تركي: إردوغان أبلغ ترامب بضرورة سحب القوات الأمريكية من منبج السورية
أنقرة (رويترز) – قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن الرئيس رجب طيب إردوغان أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اتصال هاتفي يوم الأربعاء بضرورة سحب القوات الأمريكية من منطقة منبج بشمال سوريا.
وأضاف تشاووش أوغلو في تصريحات للصحفيين بعد مؤتمر صحفي مع نظيره النمساوي إن تركيا لن تهاجم الحكومة السورية ما لم تتحرك ضدها.
وقبل اتصاله بترامب، حذر إردوغان من أن بلاده ستوسع عمليتها العسكرية في سوريا لتشمل مدينة منبج في خطوة قد تضع القوات التركية في مواجهة مع الولايات المتحدة.
إعداد محمود رضا مراد للنشرة العربية – تحرير سها جادو