أحداث الخميس 27 أذار
2014
«متطوعو الساحل» لرد المعارضة عن القرداحة
الرياض – أحمد غلاب < لندن، نيويورك، بيروت – «الحياة»، أ ف ب –
شن الطيران السوري غارات مكثفة في ريف اللاذقية وسط وصول تعزيزات عسكرية من «جبهات» أخرى، في محاولة لوقف التقدم المفاجئ والسريع لمقاتلي المعارضة باتجاه القرداحة مسقط رأس الرئيس. وعُلم أن متطوعين من الشباب في الساحل السوري التحقوا بـ «قوات الدفاع الوطني» لدعم القوات النظامية في معارك اللاذقية.
في غضون ذلك، أعلنت السفارة السورية في السعودية أمس، أن «الأحد المقبل هو آخر يوم عمل رسمي لها في المملكة» بعد صدور تكليف بنقل مهماتها إلى سفارة دمشق في البحرين وتكليفها «متابعة شؤون المواطنين السوريين المقيمين في السعودية وإنجاز معاملاتهم». وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية لـ «الحياة» أمس، إنه تم اتخاذ إجراءات إغلاق السفارة من الجانب السوري، مشيراً إلى أن جميع الديبلوماسيين السوريين سيغادرون المملكة خلال أيام.
ودعت السفارة في بيان رسمي لها أمس جميع المواطنين السوريين إلى سرعة مراجعتها لإنهاء معاملاتهم الأحد المقبل. ويأتي هذا بعد يوم واحد من مطالبة رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا، في كلمته أمام قمة الكويت، «جميع الدول الأعضاء بتسليم السفارات السورية إلى المعارضة». كما اعتبر البيان الختامي للقمة العربية أمس، «الائتلاف السوري ممثلاً شرعياً للشعب السوري».
وعن الوضع الميداني في اللاذقية، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «الاشتباكات العنيفة استمرت بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني والمقاومة السورية لتحرير لواء إسكندرون (هاتاي) الموالية من جهة، وبين مقاتلي كتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى في منطقة كسب وقرية النبعين ومحيط المرصد 45 وأنباء عن سيطرة الكتائب الإسلامية المقاتلة على قرية النبعين». وأشار إلى أن الطيران الحربي قصف «المرصد 45»، في وقت شنت طائرات مروحية غارات في منطقة سلمى في جبل الأكراد في الريف الشمالي.
وأفاد مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن أن النظام «استقدم آلاف العناصر من القوات النظامية والدفاع الوطني لاستعادة المناطق التي سيطرت عليها المعارضة». وأشار إلى وجود «عدد كبير من الشبان الموالين للنظام، وغالبيتهم من العلويين، تطوعوا للمشاركة في المعارك إلى جانب القوات النظامية». واعتبر عبدالرحمن أن «النظام لم يكن يتوقع هذا الهجوم المفاجئ في معقله، والأكيد انه سيقوم بما في وسعه لئلا يحتفظ المقاتلون بسيطرتهم».
في نيويورك، بدأت الدول الغربية في مجلس الأمن البحث في «الخطوة التالية» في شأن تطبيق قرار مجلس الأمن ٢١٣٩ المتعلق بمرور المساعدات الإنسانية إلى سورية، في ضوء تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي حمّل الحكومة السورية المسؤولية الأولى عن عرقلة هذا المرور ومواصلة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وقال ديبلوماسي غربي رفيع في مجلس الأمن إن مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس ستوجز لمجلس الأمن غداً مدى تقيّد الأطراف السوريين بالقرار وتطبيقه و «في ضوء إحاطتها سنقرر الخطوات المقبلة».
ولم يحدد المصدر خيارات التحرك، لكنه أشار الى «إمكان طرح مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل، بسبب رفض روسيا أي تحرك في مجلس الأمن في شأن سورية».
ورحبت مصادر في مجلس الأمن بتقرير الأمم المتحدة حول تطبيق القرار ٢١٣٩، وقالت إنه «كان شديد الوضوح بأن المسؤولية المباشرة تقع أولاً على النظام السوري في عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى كل المناطق المنكوبة». وأضافت أن «التقرير أشار إلى ارتكاب الحكومة السورية جرائم ضد الإنسانية من خلال مواصلة حصار ١٧٥ ألف شخص وإلقاء البراميل المتفجرة على المناطق المدنية، وعرقلة عبور المساعدات عبر الحدود من خلال تعقيد الإجراءات الإدارية، وهو ما سنركز عليه في جلسة مجلس الأمن الجمعة».
وعن أجواء زيارة المبعوث الدولي- العربي الأخضر الإبراهيمي إلى إيران، قال ديبلوماسي غربي رفيع في مجلس الأمن إن «الإبراهيمي لم يكن مسروراً مما سمعه خلال لقاءاته في طهران، ومعظم ما تلقاه هناك كان سلبياً».
وقال إن الإبراهيمي «أوضح بشدة أنه سيترك منصبه في حال إجراء الانتخابات الرئاسية السورية، لأنها ستوصد الباب أمام أي فرصة لاستئناف المفاوضات، وهناك أسئلة عدة عن مصير مهمته ومن يمكن أن يكون بديلاً منه».
الجعفري: تركيا تحمي الأعمال “الإرهابية” في كسب
دمشق – يو بي أي
اعتبر المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أن هناك “تواطؤاً وتحالفاً موضوعياً” بين إسرائيل وتركيا وبين قطر والسعودية.
وقال الجعفري، عقب جلسة لمجلس الأمن، حول قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في الجولان (أندوف)، إن إسرائيل وتركيا ترتكبان بانتهاكات خطيرة في مساعدة “الإرهابيين”، سواء من خلال مساعدة إسرائيل للمجموعات “الإرهابية” في الجولان السوري المحتل، أو مساعدة تركيا في حماية أعمال “الإرهابيين” وتغطيتها. وأردف: “نبهنا خلال الأيام القليلة الماضية الأمين العام ورئاسة مجلس الأمن وأعضاء المجلس 7 مرات وعبر إرسال 7 رسائل رسمية إلى مجلس الأمن، حول الانتهاكات الخطيرة جداً التي تقوم بها تركيا في الشمال وإسرائيل في الجولان السوري المحتل على خط الفصل من خلال مساعدة المجموعات الإرهابية على التحرك بحرية في تلك المنطقة وعلى ممارسة الإرهاب بحق المدنيين السوريين وبحق الجيش السوري، علاوة على مشاركة إسرائيل نفسها عبر طيرانها ومدفعياتها ودباباتها في قصف المواقع السورية في الجولان، الأمر الذي استدعى القوات السورية للرد على تلك النيران”. وشدد على ان “تركيا أيضاً من الشمال تقوم الآن بحماية وتغطية أعمال المجموعات الإرهابية المسلحة التي قدمت من الأراضي التركية وهجمت على منطقة كسب التي تقع مباشرة على الحدود السورية التركية”. ورأى الجعفري ان الجيش التركي لا يزال يغطي العمليات “الإرهابية” في منطقة كسب وهذه المشاركة تأتي للمرة الأولى وعلناً من قبل الجيش التركي، والذي يعدّ تصعيداً خطيراً وانتهاكاً لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة، كما يدل على تواطؤ وتحالف موضوعي بين اسرائيل وبين تركيا وبين قطر والسعودية. وسئل عما إذا كان الهجوم على منطقة كسب وسيطرة “الإرهابيين” على منطقة قريبة من اللاذقية، يشكل خطراً على نقل الأسلحة الكيماوية إلى اللاذقية، فقال الجعفري: “تحدثت مع كبار مسؤولي الأمانة العامة يوم السبت هاتفياً، والتقيت مع نائب الأمين العام يان إلياسون مرتين، للحديث حول هذا الموضوع، ولفت إلى خطورة قيام مجموعات إرهابية بمهاجمة قوافل نقل المواد الكيماوية إلى اللاذقية وأيضاً خطورة ارتكاب عمل إرهابي مجدداً بالكيمياوئي ونسب هذا العمل مرة ثانية إلى الحكومة السورية”. وأوضح انه نقل “هذا الأمر يوم السبت ويوم الإثنين ويوم الثلثاء إلى نائب الأمين العام وطلبت منه أن يشارك هذه المعلومة أعضاء مجلس الأمن والأمين العام والسيدة سيخريد كاخ والسيدة أنجيلينا كين”. وعقد مجلس الأمن جلسة مناقشات مغلقة استمع خلالها مجلس الأمن، إلى إحاطة من وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام، إدموند موليه، حول عمل “الأندوف”.
«سورية»: مقطع مرئي يظهر إعدام سعوديين تتهمهما «النصرة» بمحاربة مقاتليها
الرياض – «الحياة»
أظهر مقطع مرئي منسوب إلى جماعة «جبهة النصرة» الإرهابية في سورية أنها نفذت حكماً بالإعدام رمياً بالرصاص على شابين سعوديين يقاتلان أتباعها. وهما: عبدالله عبدالرحمن الشمري وحمد حمود الصقري، اللذان قالت جبهة «النصرة» إنهما ضبطا يحملان السلاح في وجه المقاتلين، بعد أن اشتد القتال بين الجماعات الإسلامية الإرهابية، وأصبحت العناصر المغرر بهم ضحيته.
وتضمن المقطع المرئي الذي نشر على موقع «يوتيوب» (لم يتسن التأكد من صحته) مشهداً لشخصين ملثمين، أحدهما يحمل مسدساً والآخر يحمل رشاشاً. وقال قارئ البيان إنهما سعوديان من مواليد الرياض، وزعم أنهما ضبطا أثناء حملهما السلاح في وجه المقاتلين.
وأوضح قارئ البيان الذي يعتقد أنه سوري الجنسية، أن تنفيذ الإعدام في الشمري والصقري جزاء لهما. وذكر اسم وسيط سعودي يرسل المقاتلين إلى سورية، سّماه محمد، وكنيته «أبوعائشة»، ويعيش في منطقة القصيم.
وقال مصدر مطلع في اتصال هاتفي أجرته معه «الحياة» إن أحكام الإعدام بين الجماعات الإرهابية في سورية ليست جديدة، وتم رصد مقاطع لأشخاص تم ضرب عنقهم بالسيف، وآخرين أعدموا بالرصاص، وذلك لإثارة الفتنة، ما يؤدي إلى رفع حماسة من يغرر به للانتقال إلى ساحات القتال هناك.
وبعد استخدام عناصر الجماعات الإرهابية لمواقع التواصل الاجتماعي في بث رسائلهم عما يجري داخل ساحة القتال، أو نشر صور وأسماء القتلى في المعارك، اتضح عدم وجود إعلان مقتل الشمري أو الصقري قبل نشر ذلك المقطع المرئي على موقع «يوتيوب».
المعارضة السورية تراهن على تركيا للمضي في توسيع معركة الساحل
جنيف – موسى عاصي العواصم – الوكالات
أكد قادة ميدانيون من القوات النظامية السورية تكثيف القصف للمناطق التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة في ريف محافظة اللاذقية في شمال غرب البلاد، سعيا إلى طردهم منها.
ويرافق مراسل لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” الجيش السوري في بلدة البسيط الواقعة على 15 كيلومتراً غرب بلدة كسب، التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة الاحد، الى معبرها الحدودي مع تركيا. كما سيطر المقاتلون الاثنين على تلة استراتيجية وقرية السمرا ومخفر حدودي تابع لها. وأمكن المراسل رؤية اعمدة من الدخان ترتفع من خلف التلال التي تفصل بين البسيط وكسب.
وقال ضابط ميداني سوري: “هناك قصف مستمر لبلدة كسب من الجيش السوري لمنع تمركز المسلحين وان يأخذوا نقاط ارتكاز، كما هو الامر في قرية السمرا التي هي تحت سيطرة المسلحين ايضا”. واشار الى ان “الآلاف” من مقاتلي المعارضة شنوا هجوما على المنطقة، بدءا من بلدة كسب الحدودية. واوضح ان المعارك المستمرة أدت الى “استشهاد 50 عنصرا من الجيش”، فضلاً عن “مئات الارهابيين”.
وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن المعارك تسببت بمقتل اكثر من 100 عنصر من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، الى حصيلة مماثلة من المقاتلين.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان النظام “استقدم آلاف العناصر من القوات النظامية والدفاع الوطني لاستعادة المناطق التي سيطر عليها المقاتلون”، مشيرا الى وجود “العديد من الشبان الموالين للنظام، وغالبيتهم من العلويين، تطوعوا للمشاركة في المعارك الى جانب القوات النظامية”. ص10
وتحدث مقاتلو المعارضة السورية عن تقدم في معركتهم مع القوات الحكومية في ريف اللاذقية غرب سوريا ونقلت قناة “سكاي نيوز عربية” الفضائية التي تتخذ دبي مقراً لها عن ناشطين سوريين أن قوات المعارضة السورية سيطرت على مرصد استراتيجي لقوات النظام السوري وعلى بلدة قسطل معاف في جبل التركمان، مشرين إلى أن دبابات الجيش السوري انسحبت من الجبل المطل على البلدة في اتجاه مدينة اللاذقية. وتقع بلدة قسطل معاف على مسافة 16 كيلومترا من معبر كسب الحدودي.
وفي معلومات متداولة أن تنسيقا ثنائيا بين تركيا وقطر سمح لمئات المقاتلين قبل ايام من اجتياز الحدود التركية في اتجاه قرى ريف اللاذقية، وتعدى الدور التركي هذه المسألة، اذ تحدثت مصادر خاصة من اسطنبول عن تأمين تركيا دعما لوجستيا كبيرا للمجموعات العسكرية وتسهيلها استهداف النقاط العسكرية للجيش النظامي من طريق اعطاء المقاتلين معلومات وتقارير عن انتشار القوات النظامية، مما أدى الى مفاجأة الجيش السوري وشل قدرته على الحركة.
لكن هذه المعركة تبدو حتى الآن ضبابية الأفق، والانتصار الذي حققته المجموعات المعارضة في كسب ذات الأكثرية الأرمنية والتمدد الى قرية العينين على مسافة سبعة كيلومترات عن الحدود التركية، يبقى انتصارا صغيراً ولا قيمة له على المستوى الإستراتيجي، أما امكان توسيع الهجوم فمرتبط بالموقف التركي وما اذا كانت اسطنبول قد اتخذت قرارا فعلاً بفتح معركة الساحل. وتقول الاوساط المعارضة ان المجموعات العسكرية تنتظر بفارغ الصبر انطلاق هذه المعركة “نظرا الى اهمية هذه المنطقة وميزتها بوجود خطوط امداد مفتوحة” (مع تركيا)، خلافاً للمواجهات الأخرى وآخرها في يبرود “حيث لا خطوط امداد حقيقية ومحاصرة قوات النظام لها كانت مسألة سهلة”.
وتؤكد المعارضة السورية أن الحساسية التركية بالنسبة الى مناطق الساحل العلوية وإمكان انعكاس ذلك على الداخل التركي قد تراجعت كثيرا في المرحلة الأخيرة وان محاولة استبعاد هذه المناطق عن منطق المواجهات خرجت من الحسابات التركية “التي ترى أنه لم يعد لقرار استبعاد الساحل العلوي أي قيمة بعد الاجرام وحرب الابادة اللذين يشنهما النظام في كل المناطق الأخرى”.
وعلى هذا الاساس، تراهن المعارضة السورية على نجاحات ميدانية وعلى نية تركية لتوسيع المعركة علّها تعوّض ما خسرته في القلمون. وقال فايز سارة المستشار الإعلامي والسياسي لرئيس “الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” أحمد الجربا لـ”النهار” إن لـ”الجيش السوري الحر استراتيجية عسكرية جديدة بالتقدم في هذه المنطقة وأن القوات العسكرية المعارضة حققت تقدما كبيرا مما اضطر قوات النظام الى سحب وحدات كبيرة من المناطق الأخرى وزجها في هذه المعركة”. ونفى ان يكون هدف هذه المعركة هو الوصول الى البحر قائلاً: “ان الهدف هو مواجهة النظام السوري في كل سوريا وليس فقط في منطقة معينة؟”.
وجاء في معلومات مصدرها اوساط النظام السوري في دمشق أن الجيش السوري في مرحلة الهجوم المعاكس من أجل حسم معركة كسب وأن التأخير في هذا الهجوم المعاكس سببه معلومات تشير الى أن الوجهة الحقيقية لهجوم المجموعات العسكرية هي بلدة صلنفة ذات الموقع الاستراتيجي المهم، ذلك انها تطل على مدينة اللاذقية وتبعد عنها نحو 80 كيلومترا فقط. أما المعركة الدائرة في الشمال الشرقي للساحل، “فما هي الا محاولة تمويه”. وأكدت هذه الأوساط أن أكثر من 700 من المسلحين قد قتلوا في المعارك المستمرة منذ ايام عدة، وأن 3500 مسلح شاركوا في الهجوم على كسب ومحيطها.
وطالبت وزارة الخارجية السورية في رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن باتخاذ كل الإجراءات اللازمة والفورية لإدانة “التورط” التركي في دعم المجموعات “الإرهابية” المسلحة التي قامت بالهجوم على منطقة كسب.
على صعيد آخر، أعلنت “جبهة النصرة ” الموالية لتنظيم “القاعدة” أن “أبا دجانة قتل على أيدي ميليشيات (البغدادي) غدرا، ” في إشارة إلى تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش).
ويتزعم “داعش” أبو بكر البغدادي المكنى بـ”الكرار”، بينما يتزعم “جبهة النصرة لأهل الشام ” أبو محمد الجولاني الملقب “الفاتح”.
«النصرة» تدمر الصلبان داخل بلدة كسب
ريف اللاذقية: معركة كرّ وفرّ بين الجيش والمسلحين
عبد الله سليمان علي
بلدة كسب الأرمنية، ذات الطابع الأثري الغارق في التاريخ، مهددة في حاضر أيامها وقابلها بالغرق في طوفان الرصاص والركام. فرغت البلدة من أهلها، وانتشر المسلحون في شوارعها وكنائسها، واشتعلت حرائق المعارك في محيطها القريب والبعيد، بينما تشير معظم المعطيات المتوفرة إلى أن البلدة مرشحة لأن تكون ميدان معركة قاسية بين الجيش السوري من جهة والفصائل الإسلامية المتشددة من جهة ثانية، ما لم تتداركها تسوية مستعجلة يقوم بها وسطاء يجدون في تاريخ البلدة ورمزيتها ما يشفع لها، لئلا تلاقي مصير مدن أخرى أكلها الخراب والتدمير.
واستمرت المعارك لليوم الخامس على التوالي في التلال والقرى المحيطة ببلدة كسب في ريف اللاذقية الشمالي، لاسيما في قرية السمرا والنبعين وجبل النسر، بينما لم يسجل حدوث اشتباكات عنيفة داخل البلدة نفسها التي تعرّت للمرة الأولى في تاريخها من قداسة «الصلبان» بعد أن حطّمها عناصر «جبهة النصرة» بمجرد دخولهم البلدة. وهذا ما أكده أبو قتادة المصري، الذي نشر على حسابه على «تويتر»، صوراً لبعض عناصر «النصرة» وهم يقومون بتحطيم الصلبان داخل الكنائس.
واتسمت المعارك الدائرة في المنطقة بالكرّ والفرّ، لدرجة أن السيطرة في بعض المناطق كانت تنتقل من المسلحين إلى الجيش أو بالعكس خلال ساعات معدودة فقط، وهو ما يجعل من الصعب الحديث عن نتيجة نهائية لهذه المعارك لأنها مرهونة بالتطورات الميدانية التي تتغير بين ساعة وأخرى. وقد يكون ما جرى في النقطة 45 وجبل النسر خير مثال على هذا الأمر، فقد تمكن المسلحون من الفصائل المتشددة فرض سيطرتهم على جبل النسر بعد ساعات فقط من بداية الهجوم الجمعة الماضي، إلا أن الجيش استعاده في اليوم ذاته، لكنه عاد وانسحب منه يوم الأحد بعد أن سيطر المسلحون على محيطه، إلا أن المسلحين بدورهم لم يتمكنوا من الصعود على الجبل والتمركز فوق قمته إلا بعد ما جرى في النقطة 45 أمس الأول، حيث أخلاها الجيش السوري في أعقاب العملية الانتحارية التي نفذتها «جبهة النصرة» تمهيداً لهجوم كبير اضطرت معه قوة الجيش المتمركزة في المرصد أن تقوم بإخلائه وتنسحب باتجاه بلدة القسطل على أغلب تقدير.
وسبب ذلك أن النقطة 45 هي أعلى نقطة في المنطقة وتشرف على جبل النسر وبالتالي لم يكن بمقدور المسلحين التمركز على قمة جبل النسر رغم سيطرتهم الفعلية عليه وعلى محيطه، خوفاً من المدفعية والدبابات الموجودة على الـ45 والتي يمكن أن ترصدهم بسهولة، لذلك لم يتمركزوا على جبل النسر إلا بعد أن أخلى الجيش مواقعه فوق النقطة 45.
وذكر مصدر جهادي، لـ«السفير»، أن العملية الانتحارية التي نفذتها «جبهة النصرة» تمت عبر عربة «ب م ب« مفخخة يقودها الانتحاري أبو المثنى فهد القاسم، انطلقت من غابات الفرنلق مرفوعٌ فوقها العلم السوري وليس راية «جبهة النصرة»، الأمر الذي أتاح لها الوصول إلى قمة الـ45 والدخول إلى ساحة المرصد، حيث فجّر الانتحاري نفسه هناك، وربما اعتقد كل من رأى العربة أنها من التعزيزات التي أرسلها الجيش إلى النقطة ولم يدر في خلد أحدهم أنها مفخخة وقادمة لتفجيرهم وليس تعزيزهم، وكان من أوائل من قضوا بسبب التفجير الانتحاري عقيد من دون معرفة الحصيلة النهائية لعدد القتلى والجرحى بسببها. بينما عرف من قتلى «جبهة النصرة» كل من السعوديين صالح بن علي بن صالح الغنام أبو حصة، محمد الغنام أبو الوليد القصيمي، أبو مريم وعزام الأحسائي (الأخيرين لم تعرف أسماؤهما الحقيقية)، وأصيب أبو محمد الأميركي الذي نقل إلى مستشفى أنطاكية الحكومي في تركيا. كما قتل عدد من المسلحين السوريين على رأسهم أبو حسين الأنصاري.
واستطاع الجيش السوري أمس، استرجاع السيطرة على النقطة 45 بعد قصف مدفعي وجوي جعل من المستحيل على عناصر «جبهة النصرة» التمركز في النقطة، فانسحبوا منها بعد ساعات فقط من سيطرتهم عليها، إلا أن الجيش السوري بدوره لم يعاود إشغال النقطة بل تركها خالية مع إحكام سيطرته على محيطها. وبحسب مصدر ميداني تحدث لـ«السفير» فإن قتلى «النصرة» في النقطة 45 يبلغ العشرات، مشيراً إلى أن القصف الذي استهدف النقطة كان «مركزاً وثقيلاً ونوعياً».
وعلى عكس ما هو شائع، أكد المصدر لـ«السفير» أن الجيش السوري أخلى كذلك منطقة نبع المر بعد يومين من سيطرته عليها، لأن المنطقة هي عبارة عن منخفض (وادي) ومكشوفة للتلال المحيطة بها، وبالتالي فإن التمركز فيها يمكن أن يكون مكلفاً على عكس خيار القصف من بعيد، لأن هذه المنطقة مهمة كونها تعتبر ممراً للتسلل باتجاه جبل النسر والنقطة 45، وقد يكون ما شجع الجيش على إخلاء نبع المر هو سيطرته النارية على كل من جبل النسر والـ45 وإن لم يكن متمركزاً بهما، علماً أن نبع المر تقع بين هذين الجبلين.
وسيطر الجيش السوري كذلك، على منطقة النبعين الواقعة على مدخل مدينة كسب الغربي، وذلك بعد اشتباكات عنيفة وشاقة شارك بها عناصر الجيش الذين أخلوا جبل النسر والتحقوا بزملائهم في النبعين. وأكد المصدر الميداني، لـ«السفير»، هذه السيطرة رغم أن بعض التقارير الإعلامية أصرّت على نفي حدوثها والتأكيد على سيطرة المسلحين عليها، الأمر الذي ينافي الواقع كما ينافي ما ذكره «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي أقر بسيطرة الجيش السوري على المنطقة.
وقد حاولت الفصائل المشاركة في الهجوم على كسب، وأهمها «جبهة النصرة» و«أنصار الشام» و«الجبهة الإسلامية»، أن تمد خيوط الاشتباكات باتجاه بلدة قسطل معاف، إلا أنها فشلت فانكفأ عناصرها، وقاموا باستهداف بلدة قسطل معاف ببعض قذائف الهاون انطلاقاً من القرى التي يسيطرون عليها في محيط قسطل معاف مثل كنيسة وعطرا والسودا.
وحول ما ينتظر مدينة كسب، فإنه رغم المخاطر التي تحيق بها، والجهالة التي يتسم بها قدرها خلال الأيام المقبلة، واحتمال أن تنضم إلى قائمة المدن المدمرة، فإن البعض يستبعد أن تنال كسب هذا المصير الأسود، ليس اعتماداً على قيام أحدهم بتسوية أو وساطة، ولكن لأن موقع المدينة المنخفض بين مجموعة من التلال يجعل من الصعب على المسلحين التحصن بها، لذلك فضلوا كما هو ملاحظ التحصن في التلال والمرتفعات القريبة، بينما لا يوجد سوى عدد قليل منهم في المدينة نفسها التي لم يعد فيها أي تواجد للجيش السوري. فهل تنجو كسب بشفاعة تاريخها وموقعها؟
الدوائر الضيقة لبشار الأسد لم تعد من العائلة أو الحزب أو الطائفة وحراس القصر الجمهوري لا يتحدثون العربية والمؤسسة العسكرية ‘حصة’ موسكو
بسام البدارين
عمان ـ ‘القدس العربي’ يمكن ببساطة التوصل إلى استنتاج محدد في حال مراقبة أداء المؤسسة الرسمية الأردنية عندما يتعلق الأمر بالموضوع السوري فالحدود المشتركة والملاصقة للجحيم السوري أصبحت محط انتباه وتركيز الدولة الأردنية على مستوى الأفراد وكذلك المؤسسات.
من هنا تحديدا ولدت قصة الهجوم الإستراتيجي الكبير الذي يتم تحضيره لاستعادة درعا وحالة الطوارئ التي دخلت فيها جبهة النصرة فيما عمان تترقب الحيثيات والوقائع وهي غارقة حاليا في سؤال وطني ومحلي بامتياز هو: ماهي الكلفة داخل الأردن في حال بدأت معركة عسكرية ضد جبهة النصرة في درعا خصوصا في ظل النفوذ الإجتماعي المتنامي للتيار السلفي الجهادي داخل الأردن؟.
الجواب قد يحتاج إلى فترة من الوقت لكن خيارات عمان الإستراتيجية أنها لا تريد السماح بتحشيد كل هذا الكم من الجهادين في درعا التي تفصلها أمتار فقط عن مدن أردنية بأكملها خصوصا في ظل غياب الجيش النظامي واحتمالية وصول أسلحة متطورة إلى الجهاديين.
لذلك وفي القمة العربية حذر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني من كثرة تحشد المتطرفين في الأرض السورية.
بين المحاور الأساسية أردنيا والتي يتفاعل النقاش على أساسها الإعتقاد الجازم بأن تركيبة وطبيعة ‘حلقات الحكم’ الدقيقة في النظام السوري تغيرت مؤخرا لصالح مستشارين إيرانيين ولبنانيين يتولون المهام الأساسية بما فيها حماية القصر الجمهوري والطرق السرية المعقدة المقامة تحت الأرض بين مراكز أساسية في الحكم وجبل قاسيون.
معنى ذلك عمليا أن المحيطين بالرئيس بشار الأسد اليوم لم يعودوا من ‘العائلة أو الحزب الحاكم’ او حتى من الطائفة مما يرجح نظرية ‘خليجية’ تتصور بأن الحراسات الشخصية لمقرات الرئاسة السورية يتولاها اليوم مقاتلي كوماندوز يتبعون الحرس الثوري الإيراني وهؤلاء ـ لايمكن إخفاء ملامحهم- التي رصدها بعض زوار بشار الأسد من أنصاره الأردنيين الذين قدم بعضهم إفادات إلى الجهات الرسمية حول تفاصيل مرئية تمكن خبراء من تحليلها تتحدث عن حراس ومرافقين لا يتحدثون العربية.
نخبة من مقاتلي حزب الله يتمركزون عمليا في نقاط قريبة جدا من خطوط التواصل الأساسية في الشوارع السريعة والدولية حول العاصمة دمشق وثمة ‘علنية’ مقصودة في بروز وظهور رجال حزب الله الذين يمكن تمييزهم على طرق وحواجز عامة يرصدها العابرون.
مقابل ذلك أصبحت الدائرة السياسية والإعلامية في حزب الله بمثابة الجسر المركزي للعبور نحو التواصل مع الرئيس بشار أو حتى مع طهران وقد حصل ذلك فعلا مع نشطاء أردنيين زاروا دمشق وطهران بترتيب من وكلاء أردنيين يعملون مع نظام بشار ويحصلون على إسناد وتمويل ودعم لوجستي وبين الشعب المعنية في مؤسسة حزب الله.
خلافا لذلك يتصورالأردنيون بصفة رسمية أن تقاسما ملموسا للنفوذ وحلقات الإتصال جرى بين إيران وحزب الله وموسكو لحلقات الحكم والإدارة بالمفاصل السورية لصالح تراجع ملحوظ في الشخصيات الأساسية المحسوبة على النظام نفسه وعلى عائلة الأسد وهنا تحديدا يتكرس الإنطباع بأن مؤسسة الجيش السوري أصبحت تماما ‘حصة روسيا’ باستثناء الجزء المتعلق بالحرس الجمهوري والفرقة الرابعة فهي حصة الإيرانيين وتحديدا الحرس الثوري الإيراني.
وجهة نظر مستقلة على هامش النقاش اعتبرت أن دوائر النفوذ الإيرانية واللبنانية في عمق معادلة حكم دمشق تسعى إلى تحويل الوضع الداخلي في سوريا من وضعية ‘حرب واشتباك عسكري’ إلى وضعية ‘انفلات أمني’ وفقا للسيناريو الجزائري بمعنى أن تتحول المسألة من ثورة ومعارضة مسلحة إلى جهاديين متطرفين وإرهابيين مطاردين بمعنى ‘مشكلة أمنية’ وليس عسكرية أو شعبية أو سياسية.
ذلك قد يتطلب إعادة تموضع الثقل الديمغرافي ‘الفلسطيني’ تحديدا في سوريا عبر إقرار مبدأ اختفاء مخيم اليرموك من حضن العاصمة كمعلم بارز للوجود الفلسطيني ونقله لمكان آخر مع تحريك مخيمات أخرى في أقرب نقطة ممكنة للقنيطرة والجولان على أساس إنتاج جيب ‘مقاومة فلسطيني سوري’ ولاحقا لبناني دائم وأبدي في مواجهة إسرائيل تفعيلا لمنطوق تعهد الرئيس بشار الأسد بفتح باب المقاومة أمام اللاجئين الفلسطينين.
هذا التحريك الديمغرافي قد يفيد في أي معركة تفاوضية أو سياسية لاحقا في إطار الصراع الأصلي بين إيران وإسرائيل التي تسحب بدورها خياراتها التصعيدية بعد رسالة ‘القذائف’ التي وصلتها مؤخرا في هضبة الجولان وبعد السيطرة الكلية على يبرود والقلمون خصوصا مع الإرتباك الواضح في الأداء التركي شمالا والإطمئنان السوري لدور الحليف العراقي ضد ‘داعش’ في العراق شرقي البلاد.
الأردنيون بإختصار من جانبهم مصرون على المستوى السياسي على أن المجتمع الدولي ‘ضللهم’ في ملف اللاجئين وأنهم يواجهون أعباء لا طاقة لهم عليها أمنيا وإقتصاديا خصوصا مع تكثيف التهريب والتسلل من الأردن إلى سوريا وبالعكس مما جعلهم يخطون خطوة ‘أمنية’ هذه المرة باتجاه دمشق.
ناشطون يكذبون رواية النظام حول مقتل هلال الأسد في كسب
زيدان زنكلو
غازي عنتاب ـ ‘القدس العربي’ نفت مصادر مطلعة في مدينة اللاذقية الرواية التي نقلها إعلام النظام حول مقتل قائد قوات الدفاع الوطني هلال الأسد في مدينة كسب التي سيطر الثوار عليها مؤخراً، وأكدت المصادر أنه قتل في مدينة اللاذقية بـ 3 طلقات نارية استقرت في الرقبة و البطن.
كذلك قال شهود عيان في مدينة اللاذقية إنهم شاهدوا سيارة هلال الأسد قبل ساعة من إعلان مقتله في مقره في المدينة الرياضية في اللاذقية، حيث أكدوا أن (هلال الأسد) كان يقود سيارته بنفسه، وهو ما ينفي استهدافه في كسب.
من جانبه أكد الناشط أغيد عيد لـ’القدس العربي’ أن هلال الأسد كان يجري جميع اجتماعاته في مقره في المدينة الرياضية، و’ نادراً ما كان يذهب إلى الجبهات، حيث أوكل هذه المهمة إلى قادته الميدانيين في ما يسمى قوات الدفاع الوطني’.
وأردف عيد الذي يقيم في مدينة اللاذقية أن الساعات التي تلت الإعلان عن مقتل هلال الأسد شهدت إطلاق رصاص كثيف في شوارع المدينة من قبل ابنه سليمان، الذي حاصر الأحياء المناصرة للثورة وأراد اقتحامها.
ولفت إلى أنه خلال تشييع هلال الأسد الذي بدأ من المشفى العسكري (مشفى زاهي أزرق) كانت شوارع اللاذقية خالية تقريباً من حركة المارة والسيارات على السواء، بسبب تخوف الأهالي من ردة فعل إنتقامية من قبل عناصر الدفاع الوطني و الشبيحة الذين انتشروا بكثافة في شوارع المدينة.
وكانت وكالة الأنباء السورية ‘سانا’ أعلنت مقتل هلال الأسد خلال اشتباكات كسب، فيما قالت صفحات التواصل الإجتماعي الموالية للثورة إن قائد الدفاع الوطني قتل باستهداف الثوار لاجتماع أمني ضم هلال الأسد وعدد من القادة الأمنيين في أحد أحياء مدينة اللاذقية.
وتأسس ‘جيش الدفاع الوطني’ بعد اندلاع الثورة السورية في آذار/مارس 2011، بهدف تعزيز قوات النظام، وتعويض النقص العددي فيها مع كثرة الإنشقاقات والقتلى في صفوفها.
مقتل رئيس المجلس العسكري في القلمون التابع للجيش السوري الحر
بيروت- (أ ف ب): قتل رئيس المجلس العسكري في منطقة القلمون في ريف دمشق التابع للجيش السوري الحر أحمد نواف درة، مع خمسة مقاتلين آخرين في قصف جوي بالبراميل المتفجرة على منطقة فليطة ترافق مع اشتباكات عنيفة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون الخميس.
وقال المرصد في بريد الكتروني “استشهد رئيس المجلس العسكري الثوري في القلمون وقائد لواء سيف الحق الرائد المنشق أحمد نواف درة، والمساعد المنشق بلال خريوش القائد العسكري للواء سيف الحق، واربعة مقاتلين اخرين، في قصف بالبراميل المتفجرة واشتباكات يوم امس مع القوات النظامية وحزب الله اللبناني في محيط بلدة فليطة” في منطقة القلمون شمال دمشق.
ونشرت صفحة (لواء سيف الحق) الذي يرأسه درة على موقع (فيسبوك) الليلة الماضية صورا لدرة ومساعده مع الخبر التالي “يزف لكم لواء سيف الحق قائده الرائد احمد نواف درة شهيدا للوطن والحرية مقبلا غير مدبر على جبهات العزة والكبرياء في القلمون في قرية فليطة بعد ساعات من اصابة بليغة”.
ووصفت الصفحة درة بانه “من أيقونات الثورة الرائعة في القلمون”، وقد “بقي غائبا عن الاعلام بكل أعماله طيلة مسيرته الثورية ومتشبثاً بأرض القلمون حتى آخر لحظة من حياته”.
واشارت الى ان الرجلين كانا يعملان على “اسعاف الجرحى” الذين سقطوا في قصف بالبراميل المتفجرة في فليطة عندما قتلا.
وقد انشق درة وخريوش عن الجيش السوري في 28 شباط/ فبراير 2012. وقاما معا بتشكيل “لواء سيف الحق” الذي يعتبر من الالوية الاولى التي تشكلت ضمن الجيش الحر، وهو موجود خصوصا في القلمون.
وأشار المرصد كذلك إلى مقتل عدد من عناصر القوات النظامية والمسلحين الموالين لها في الاشتباكات.
وقال إن القصف الجوي استهدف مستوصف فليطة.
وتمكنت القوات النظامية خلال الاشهر الماضية من السيطرة على الجزء الاكبر من منطقة القلمون التي كان يتحصن فيها مقاتلو المعارضة. ولم يبق وجود لهؤلاء الا في بلدات فليطا وراس المعرة ورنكوس، وبعض المناطق الجبلية المحاذية للحدود اللبنانية.
في محافظة دير الزور (شرق)، افاد المرصد عن سيطرة مقاتلي “الدولة الاسلامية في العراق والشام” خلال الليلة الماضية على بلدة البصيرة الاستراتيجية، كونها تضم مرتفعا يطل على مناطق عدة، وهي قريبة من حقول النفط ومدينة الميادين وبلدة الشحيل، احد اهم معاقل جبهة النصرة في ريف دير الزور.
ويأتي ذلك بعد 45 يوما من انسحاب جماعة “داعش” من البصيرة اثر معارك مع جبهة النصرة وكتائب اخرى.
وشهدت البلدة الأربعاء، بحسب المرصد، “اشتباكات عنيفة بين مسلحين من عشيرة عربية ومقاتلي جبهة النصرة إثر محاولة النصرة اعتقال مقاتل سابق في تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام رفض تسليم نفسه. وتبع ذلك إطلاق نار متبادل بين الطرفين وتوسعت الاشتباكات لتشمل مسلحين من العشيرة”.
وتسببت المعارك بمقتل سبعة مقاتلين من “جبهة النصرة”، “بينهم امير في الجبهة”. كما اشار الى سيطرة “الدولة الاسلامية” ليل امس على بلدتي عكيدات وابريهة في دير الزور.
مقاتلو ‘داعش’ يسيطرون على بلدة استراتيجية في دير الزور
القاهرة- (د ب أ): أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) سيطروا على بلدة استراتيجية في محافظة دير الزور.
وقال المرصد في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه الخميس “سيطر مقاتلو الدولة الاسلامية في العراق والشام ليل امس الاربعاء على بلدة البصيرة الاستراتيجية التي يوجد فيها جبل يطل على عدة مناطق والبلدة القريبة من حقول النفط و مدينة الميادين وبلدة الشحيل احد اهم معاقل جبهة النصرة وتأتي هذه السيطرة بعد 45 يوما من انسحابها من البلدة”.
على صعيد أخر قتل رئيس المجلس العسكري الثوري في القلمون وقائد لواء سيف الحق الرائد المنشق احمد نواف دره والمساعد المنشق بلال خريوش القائد العسكري للواء سيف الحق واربعة مقاتلين خلال اشتباكات مع القوات السورية في محيط بلدة فليطة بمحافظة ريف دمشق، كما قتل خلال الاشتباكات التي درات أمس الاربعاء عدة عناصر من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها”.
وفي محافظة حلب، دارت اشتباكات عنيفة بين عناصر (داعش) ومقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي في محيط قرية اشمة بمحيط مدينة عين العرب (كوباني )، ترافق مع قصف عناصر (داعش) قرية زور مغار غربي مدينة عين العرب بالاسلحة الثقيلة.
وتشهد مدينة عين العرب (كوباني) حالة نفير عام، حيث حمل السلاح فيها كل من هو قادر على حمله، تحسبا لهجوم وشيك من قبل الدولة الاسلامية في العراق والشام على المدينة التي يقطنها غالبية كردية.
وكانت الدولة الإسلامية قد أعدمت في الـ 11 من شهر آذار/ مارس الجارى 25 مواطناً بينهم طفلان اثنان، و14 مقاتلا من الكتائب المقاتلة في منطقة الشيوخ بريف جرابلس بمحافظة حلب.
وتدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة من جهة اخرى في محيط خربة سولاس ومنطقة كسب بمحافظة اللاذقية ما أسفر عن مقتل 10 مسلحين ومقتل مالايقل عن 18 من القوات النظامية.
على صعيد أخر أفاد المرصد السوري بمقتل 188 شخصا بينهم جنود ومسلحون في اشتباكات شهدتها المحافظات والمدن السورية الأربعاء.
قيادي بارز بـ’القاعدة’ في خراسان يدعو البغدادي إلى إعادة الخلافة و’تطهير’ الجزيرة العربية من اللحى
عمان- (يو بي اي): دعا القيادي البارز في تنظيم “قاعدة الجهاد في خراسان” أبو الهدى السوداني، زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) أبو بكر البغدادي، إلى “إعادة الخلافة على هدي النبوة”، وهاجم “جبهة النصرة لأهل الشام”، دون أن يسميها، واصفاً عناصرها بـ”المرتدين”.
وقال السوداني في تسجيل صوتي نشر على موقع (يوتيوب) ليلة الأربعاء ـ الخميس، “نحن نطالب أمير المؤمنين (زعيم (داعش) أبو بكر البغدادي) أن يعلن الآن الخلافة كي تأخذ له البيعة من كل الدنيا”.
وأضاف “أقول لشيخي وحبيبي وقرة عيني وأملي بعد الله سبحانه (البغدادي) في إقامة شرع الله وإعادة الخلافة على هدي النبوة”.
وتابع السوداني “نريد دولة تحكم بكتاب الله تعيد مجد الأوائل وترص الصفوف لتطهير المسجد الأقصى الشريف وأرض الجزيرة (العربية) والحرمين الشريفين”.
وأردف “نريد دولة تزلزل الأرض تحت الطواغيت أينما كانوا وكيفما كانوا، إبتدأ بطواغيت اللحى فهم أحط من مشى على وجه الأرض”.
وهاجم السوداني “جبهة النصرة لأهل الشام” دون أن يسميها، ووصفها بـ”المرتدة”.
وقال موجهاً كلامه للبغدادي، “عليكم بهؤلاء المرتدين، عليكم بهم وعليكم بهم، طهروا الأرض منهم لأنهم عقبة في طريق الجهاد”.
وأضاف “إنهم (جبهة النصرة لأهل الشام) العدو فأحذرهم، قاتلهم الله، هم العدو، هم العدو، هم جمعوا من كل السيئات بين الردة وبين النفاق وبين العمالة”.
وأشار السوداني إلى ان “المرتدين في الشام أخطر وأضل من نظرائهم في خراسان”.
وأضاف “إنهم (جبهة النصرة لأهل الشام) يخوضون المعركة نيابة عن اليهود والنصارى والرافضة (في إشارة إلى حزب الله الذي يقاتل إلى جانب القوات السورية الحكومية)”.
وخاطب السوداني أهل الشام ، قائلاً “يا أهل الشام من لا يشكر الناس لا يشكر الله، والله والله لو كنت من أهل الشام لقبلت قدمي الشيخ ابي بكر البغدادي، فلا تؤخذكم القومية والوطنية يا أهل الشام، وأعزوا من جاء ينصركم، ودعوا هذه القبلية المنتنة والعصبية المنتنة”.
وهاجم “الجيش السوري الح” ووصفه بـ(جيش الردة).
وتابع “أقول لهؤلاء أكلت يوم أكل الثور الأبيض”.
ثم عاد ليوجه كلامه من جديد للشعب السوري قائلاً “والله والله لا يكن لكم الجيش (السوري) الحر إلاّ كل حقد وكل الكيد”.
الجبهة الإسلامية في سوريا: داعش ‘تعيق’ الجهاد ضد نظام الأسد وتصفهم بالفاشيين
عمان- (يو بي اي): اتهم “المجلس الشرعي لكتائب الجبهة الإسلامية” في سوريا ، تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)”، بـ”إعاقة” الجهاد ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ووصفهم بـ(الخوارج والفاشيون).
وأوضح “المجلس″ في بيان نشر في منتديات جهادية ليل الأربعاء ـ الخميس “نحن نرى ان المصلحة الشرعية تعين علينا قتال من يقاتل المجاهدين من هؤلاء الخوارج (في إشارة لداعش)، الذين يعيثون في الأراضي المحررة فساداً وإفساداً، ويعيقون الجهاد ضد بشار (الأسد) ويضيعون ثمار الجهاد المبارك في الشام”.
وأشار إلى ان “المظالم التي ارتكبها تنظيم الدولة (الإسلامية في العراق والشام) قد طالت عموم المجموعات الجهادية، بدءاً بجبهة النصرة (لأهل الشام)، فأحرار الشام، فلواء التوحيد، فجيش المجاهدين.. إلخ، في مظالم عديدة تتعلق بالدماء والأموالوالسلاح والمقرات”.
وقال البيان ان “هذه المظالم ظلت فاشية، لا تزداد مع مرور الأيام إلا اتساعاً، فلا انقشع قديم الظلم ولا توقف جديده، بل بقي الظلم وتمدد، وقد تجاهل أخواننا في جماعة الدولة أن اتخاذ الوسائل الشرعية التي تعين على إقامة شرع الله جل وعلا أمر واجب، لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب”.
ويذكر أن “الجبهة الإسلامية ” تأسست في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي وهي إحدى تشكيلات “الجيش السوري الحر”، ويقودها مجلس شورى مكوّن من عدد من الأعضاء، يرأسهم قائد ألوية “صقور الشام”، أبو عيسى الشيخ، كما تضم الجبهة هيئتين، إحداهما سياسية ويرأسها حسان عبود، قائد حركة “أحرار الشام الإسلامية”، والأخرى عسكرية يقودها زهران علوش، قائد “جيش الإسلام”، والتشكيلات الثلاثة السابقة منضوية تحت لواء الجبهة.
المعارضة: البيان ‘إضاعة للوقت’… ودمشق: لن يغير من عزمنا… والشارع ‘محبط’
‘إعلان الكويت’: 20 مطالبة و6 تعهدات و3 إدانات و9 مساندات للقادة العرب
عواصم ـ وكالات ـ لندن ‘القدس العربي’ من احمد المصري: اختتمت امس الاربعاء القمة العربية بإصدار ‘اعلان الكويت’، الذي وصفه مراقبون بأنه ‘محبط’ بالنسبة للشارع العربي، فيما وصفت المعارضة السورية ‘اعلان الكويت بأنه ‘اضاعة للوقت’، وبالنسبة للنظام السوري فأكد على ان ‘اعلان الكويت’ لن يغير من ‘عزم دمشق في محاربة الارهاب’.
واشتمل إعلان الكويت، الذي أصدره القادة العرب، على اتعهدات والتزاماتب وبمطالباتب وبإداناتب وتعبيرات اتضامن ودعمب وبرفضب من جانب رؤساء وقادة الدول العربية.
وتضمن ‘إعلان الكويت’، 6 ‘تعهدات والتزامات’ من جانب القادة، ونحو 20 مطالبة ودعوة لعدد من المطالب، ونحو 9 تعبيرات رفض و3 تعبيرات إدانة ، و9 مرات قدم القادة الدعم والمساندة والتضامن، إلى جانب تحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تعثر عملية السلام بالمنطقة.
واكد قادة الدول العربية في نهاية قمتهم السنوية التمسك بالتوصل الى حل سياسي للنزاع السوري الذي دخل عامه الرابع، ورفض الاعتراف بيهودية دولة اسرائيل، وهو مبدأ تشترطه الدولة العبرية ويمكن ان يفشل الجهود الامريكية للسلام.
ودان ‘اعلان الكويت’ الذي اصدره القادة العرب في ختام قمتهم ‘مجازر’ النظام السوري بحق المدنيين، كما اكد دعم الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة كـ’ممثل شرعي’ للشعب السوري دون ان يذكر عبارة ‘الوحيد’ التي وردت في المقابل في القرار الخاص بسوريا.
واكد الاعلان الدعوة مجددا الى ‘حل سياسي’ للنزاع السوري على اساس بيان مؤتمر جنيف 1.
وطالب القادة العرب في الاعلان ‘النظام السوري بالوقف الفوري لجميع الاعمال العسكرية ضد المواطنين السوريين ووضع حد نهائي لسفك الدماء وازهاق الارواح’.
وظل مقعد سوريا شاغرا في القمة بالرغم من تسليمه للائتلاف الوطني السوري المعارض في القمة الماضية في الدوحة.
وصف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية تأكيد بيان القمة العربية، امس الأربعاء، على الحل السياسي للأزمة السورية، دون اجراءات فعلية تشكل ضغوطا على نظام بشار الأسد، بأنه اإضاعة للوقتب.
وقال هادي البحرة، عضو الهيئة السياسية للائتلاف إن انظام الرئيس بشار الأسد أثبت عدم جديته في التعاطي مع أي حل سياسي خلال مؤتمر (جنيف 2)، وبالتالي فإن إصدار بيانات عربية دون دعمها بإجراءات محددة تؤدي لضغوط فعلية على النظام يعد إضاعة للوقتب.
وقال نزار الحراكي سفير الائتلاف السوري المعارض في الدوحة، امس إن البيان الختامي لقمة الكويت جاء ‘محبطاً’، وأرجع الثورة السورية خطوة إلى الوراء عمّا حققته في قمة الدوحة آذار/مارس الماضي.
ورأت وكالة الانباء الرسمية السورية ‘سانا’ ان البيان الختامي للقمة العربية، لن يغير من عزم دمشق على ‘التصدي للارهاب’ بكل ‘حزم وقوة’.
وقال نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، امس الأربعاء، إن قمة الكويت اتخذت قراراً بدعوة الائتلاف السوري المعارض لحضور اجتماعات الجامعة العربية بشكل استثنائي، دون أن يترتب على هذا القرار أي التزامات قانونية.
وأوضح العربي أن قرار حضور الائتلاف اجتماعات الجامعة المقبلة، جاء بناء على توصية قمة الدوحة الماضية مارس/آذار الماضي، مشيراً إلى أن هذا القرار ‘استثنائي’ آخذاً في الاعتبار أنه ‘لن يترتب على هذه المشاركة أية التزامات قانونية على دولة المقر وهي مصر’.
وأدان البيان كافة اشكال ‘الإرهاب’ وجاء فيه’نؤكد إدانتنا للإرهاب بكل أشكاله وصوره’، معتبرين أنه ‘عمل إجرامي’.
وحض القادة في الإعلان، على ‘مقاومة الإرهاب، ووقف الترويج للأفكار الإرهابية، والتحريض على التفرقة والطائفية وازدراء الأديان’.
ولم تتضمن البيانات الصادرة عن القمة اي اشارة الى تسليح المعارضة السورية على عكس نصوص سابقة سبق ان تبنتها اجتماعات عربية.
‘داعش’ تقيم ‘دولة طالبانية’ في آخر معاقلها في الريف الحلبي… مدينة الباب
وائل عادل
حلب ـ ‘القدس العربي’ ‘في مدينة الباب يا صديقي الخيرات كثيرة’، قالها وهو يدخن سيجارته الخامسة بشراهة، ففي مدينة الباب كما أخبرني عليّ – حين أتى إلى حلب- التدخين يتم بشكلٍ سري، فعناصر تنظيم دولة العراق والشام الذين يسيطرون على المدينة يشتمون الأصابع إن كنت تدخن أم لا، وأول إنجازاتهم عند سيطرتهم على المدينة هو إحراق طونات من التبغ لأحد التجار بقيمة تتجاوز ملايين الليرات.
وقد وزعوا منذ أيام ورقة في مدينة الباب، فيها جدول العقوبات في حال تجاوزت حدّاً من حدود الله، يبدأ الجدول بالقتل كعقوبة للتلفظ بالكفر، ثم رجمٌ فجلد فقتل وآخر حكم هو القتل للمرتد عن الإسلام.
عليّ في العقد الرابع من العمر، و لكنه يشعرك بأنه قد تجاوز السبعين، فهو يفصّل في موضوع طويل ليصل إلى العبرة منه، ثم يرجع إلى حديثه الأول حيث يوضح جوابه على سؤالي لماذا لم ينسحب التنظيم من مدينة الباب الواقعة شرقي حلب ويقول علي: يا صديقي في مدينة الباب خيرات كثيرة كاللحم والخضار والألبان، وهؤلاء يحبون اللحوم بشكل غريب، فعندما كنت أسألهم عن قريبٍ لي كان قد سجن عندهم لأنهم اتهموه بالعمالة للنظام، كانوا يجيبونني و كأنهم متفقين على الإجابة: إنه يأكل اللحم و يشرب العيران.
وعندما خرج من السجن قال أنهم لم يكونوا يطعمونه إلا ما ندر ولولا الطعام الذي يرسله أهلي لي لما كنت شبعت أبداً، ويعلق عليّ بعصبية: يا أخي إنهم يكذبون، فيشعل سيجارة أخرى ويشاركه الحديث أبو زيدان الذي كان خائفاً :إنهم باتوا اليوم يخافون البقاء في مدينة الباب، فالإغتيالات تتزايد بحقهم، ولكن لا تنسى صوامع القمح الممتلئة عن بكرة أبيها، والتي نشاهدهم يومياً يفرغونها إلى أكثر من عشرة شاحنات لا نعرف إلى أين يأخذونها.
ثم يقول علي: لقد كنت جالساً في دكان صديقي أدخن، فأومأ لي أن أطفئ السيجارة لأن أحد عناصر التنظيم اقترب ولكنني رفضت، وبالفعل دخل وبدأ يتكلم معي بالفصحى: هذه معصية يا أخي، ثم دخل صديقه أيضاً، وطلب مني إيقاف التدخين فرفضت، وقلت له سيحاسبني الله إن كنت مجرماً، أنظروا إلى أخطائكم ثم حاسبونا.
فاندهشا وانتظرا متابعتي للحديث، فظهر على شاشة التلفزيون خبر اكتشاف مقابر جماعية في مقرّات التنظيم بعد انسحابه من مدينة حريتان، وأشرت إلى الخبر فكذّباه وقال السعودي: هذه أخبار الإعلام الكاذب، وربما نعاقب الزاني ونقتله فأين تريدنا أن ندفنه؟
وطال نقاشنا بين أن تعطونه لأهله، وأن الحدود لا تطبق في زمن الحرب وغير ذلك، حتى باح أحدهما بمشاعره: أنتم سكان الباب لا تحبوننا، سكان حلب كانوا يحبوننا.
فأكّدت له ذلك وقلت له بأنكم جئتم بالذبح والدم والقتل، قتلتم شباب المدينة دون وجه حق، فكيف سيحبكم من قتلتم ابنه لتسيطروا على مدينته! ربما أحبكم بعض سكان حلب لأنكم قبضتم على بعض اللصوص الذين كانوا يستعملون السلاح للسرقة، ولكنكم قتلتم معظم الثوار.
كان يقطن في مدينة الباب قرابة 150 ألف نسمة، لكن الإشتباكات بين الثوار والنظام والقصف المتواصل عليها منذ عامين إلى اليوم و أخيراً الإشتباكات بين تنظيم الدولة والثوار، كل هذه الأحداث كانت قد غيرت الجغرافيا السكانية للمدينة الصغيرة، فمؤخراً وبعد ازدياد القصف بالبراميل المتفجرة على مدينة حلب، لجأت الكثير من العائلات إلى مدينة الباب، وأصبحت أجور البيوت غالية الثمن، وبالطبع لعناصر التنظيم أسعارهم الخاصة.
ينهي علي حديثه بقوله: لم يكن هناك أقبح من أن يتلثم قريبك لقتلك، فقد كان يدخل شخص من أهل الباب ملثماً مع عناصر التنظيم ويومئ لهم إلى الشخص الذي يشكّ بأنه منخرط في صفوف الجيش الحر، فيقومون بتصفيته دون رحمة لأنه مرتد عن الدين ويحارب الدولة الإسلامية بحسب زعمهم، وحتى عندما كنت أناقش عناصر التنظيم في دكان صديقي جاء شخصٌ ملثم وعرفت بأنه سوري فزجر أصدقاءه وأنهى النقاش وقال لهم: هيا قوموا.. هيا، ثم عبس في وجهي فخفت وهربت خائفاً أن يودي نقاشي معهم بحياتي.
نواب في الكونغرس يطالبون بدعم جبهة ثوار سوريا والبيت الأبيض لا يزال غير مقتنع بها
إبراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ كشف مسؤولون أمريكيون عن سفر عدد من مقاتلي القاعدة المجربين ومنهم مخططون من قادة الصف الثاني في التنظيم من باكستان إلى سوريا. ويرى المسؤولون الأمنيون أن هذا هو جزء من محاولة التنظيم تثبيت مواقعه داخل البلاد التي تشهد حربا أهلية دخلت عامها الرابع هذا الشهر.
ويخشى الأمريكيون ونظراؤهم الأوروبيون من وجود تنظيم القاعدة قريبا من الحدود الأوروبية لأنه سيمنح التنظيم الفرصة للتخطيط وتنفيذ عمليات خارج سوريا. وكان جون برينان، مدير الوكالة المركزية للإستخبارات الأمريكية ‘سي أي إيه’ قد حذر مع عدد من مسؤولي وكالة الأمن القومي من الدور الذي تلعبه سوريا في تشكيل خطط القاعدة، فبالإضافة لكونها مركز جذب للمقاتلين من كل أنحاء العالم، أصبحت قاعدة انطلاق لعمليات قد تستهدف التراب الأمريكي.
وحتى وقت قريب ظلت المخاوف الغربية تتركز على طبيعة المتطوعين الأجانب الذي يسافرون إلى سوريا والتهديد الذي يمثلونه بعد عودتهم من ساحات القتال بخبرات وقدرات قتالية.
وبحسب برينان ‘نشعر بالقلق من استخدام القاعدة للأراضي السورية لتجنيد وتطوير قدراتها حتى تكون في موقع توجيه ضربات منها للخارج’.
ويشير التقييم إلى أن الناشط السوري المولد أبو خالد السوري قد أرسلته القيادة المركزية للقاعدة للمشاركة في قتال الأسد أولا، وثانيا لإنشاء منطقة أو جيب آمن تنطلق منه العمليات ضد الغرب.
وقد أرسلته قيادة القاعدة للتوسط بين جبهة النصرة والدولة الإسلامية حيث قتل في شباط/فبراير الماضي عندما هاجم انتحاريون ينتمون إلى جماعة منافسة مقره.
محاربون وعقائديون
ويقول تقرير لصحيفة ‘نيويورك تايمز′ إن المجموعة التي تثير خوف المسؤول الأمريكي هي جزء من القاعدة التي تعرضت في السنوات الأخيرة إلى ضربات متتالية من الأمريكيين في مناطق القبائل باكستانية بشكل أضعف قوتها.
لكن القيادات العملياتية هذه التي سافرت إلى سوريا لا تزال تحتفظ بخبرات قتالية في ساحات المعركة وفي التحضير للعمليات مثل صناعة المتفجرات، والعمليات اللوجستية والتثقيف العقائدي، ولا يعتقد أن لهؤلاء خبرات في شن هجمات على الغرب.
ومع ذلك فسيكون بإمكانهم الإعتماد على أكثر من 1200 مقاتل من الدول الأوروبية والولايات المتحدة في التخطيط لعمليات خارج سوريا.
وتشير الصحيفة إلى أن الساحة السورية أصبحت منطقة هجرة للجهاديين من باكستانيين بسبب غياب الإستهداف الأمريكي لهم بطائرات ‘الدرون’ أو الموجهة.
وتشير الصحيفة إلى تقييم غربي قامت به مؤسسات أمنية أمريكية وبني على تصنت إلكتروني، وعملاء ومواقع للتواصل الإجتماعي وتوصل هذا التقييم إلى حقيقة مفادها أن قادة القاعدة البارزين في باكستان بمن فيهم زعيم القاعدة أيمن الظواهري يقومون بتطوير خطة منظمة وطويلة الأمد تهدف إلى إنشاء خلايا خاصة في سوريا تقوم بمتابعة وضع المقاتلين الغربيين وتجنيدهم لعمليات خاصة.
الفرع السوري
وهذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها قيادة القاعدة المركزية بإنشاء فرع لها في بلد مع أنها في الماضي باركت الجهود التي يقوم بها ناشطون محليون وقبلت مطالبهم بالعمل تحت رايتها، وهذا واضح في حالة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والمغرب الإسلامي، وحركة الشباب الصومالية، وحتى وقت قريب الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).
ويرى المسؤولون الأمريكيون أن جهود إنشاء الفرع السوري ستؤدي إلى إنعاش المركز في باكستان الذي يرى الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه تلاشى من حيث الأهمية.
ورغم اتفاق حلفاء أمريكا في مكافحة الإرهاب على فكرة زيادة عدد محاربي القاعدة القدماء من باكستان في سوريا إلا أنهم لا يوافقون التقييم الأمريكي حول انخراطهم في عمليات تجنيد وخطط لاستهداف الغرب.
ويقول مسؤول أمني غربي إن الوضع في هذه المرحلة ‘أقل تنظيما’ولا يعبر عن خطط منظمة، مضيفا أن من يترك باكستان ويتجه إلى سوريا من مقاتلي القاعدة يسافرون بناء على قرارات شخصية وليس ضمن خطة منظمة. ويقول الخبراء إن معظم المقاتلين ممن تم تحديد هويتهم يركزون جهودهم على مقاتلة النظام السوري لبشار الأسد.
وبالنسبة للولايات المتحدة فمجرد ظهورهم في سوريا يعبر عن خطط لزعيم القاعدة في سوريا والتي يستخدمها لتسهيل عبور المقاتلين إلى العراق وإيصال الدعم اللوجستي إلى شبكات القاعدة هناك. ويدخل في استراتيجية الظواهري الموقف الأمريكي المتردد من توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري.
وتساءل مسؤول أمريكي في مجال مكافحة الإرهاب عن استراتيجية الظواهري وعلاقة سوريا كنقطة انطلاق نحو أوروبا بمجمل أهدافها، مؤكدا أن نقاشا سيدور بين اللاعبين المحليين والقادمين من ناشطي القاعدة حول طبيعة الأهداف وإن كانت ضرورية.
وفي الوقت الذي لن يغير فيه التقييم الجديد حسابات الولايات المتحدة المتعلقة بسوريا، سواء من ناحية ضرب النظام أو تسليح المعارضة بأسلحة ثقيلة إلا أن المعلومات الجديدة ستضع ضغوطا على البيت الأبيض كي يتحرك قبل أن تتحول سوريا إلى أفغانستان جديدة. وفي هذا السياق تتعاون الوكالات الأمنية الأمريكية بمن فيها مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي أي) مع نظيرتها الأوروبية حيث تعمل معا على متابعة حركة ونشاطات المتطوعين الغربيين في سوريا.
جهادي سعودي
ويعتقد مسؤولون في مكافحة الإرهاب أن هناك بضع عشرات من المحاربين القدماء ممن قاتلوا سابقا في أفغانستان وباكستان ينشطون الآن في سوريا.
وكان ماثيو أولسين، مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب قد أخبر لجنة في الكونغرس بداية الشهر الحالي أن القاعدة تعتبر سوريا ‘أهم جبهة’ من الجبهات التي تقاتل عليها. ويرى وزير الأمن الوطني جي جونسون إن سوريا أصبحت موضوعا ‘متعلقا بالأمن القومي’ المحلي.
وبالإضافة للسوري يقول المسؤولون إن عددا من الناشطين الذين جاؤوا من باكستان وأفغانستان تجمعوا في المناطق التي تسيطر عليها جبهة النصرة، ويذكر منهم سعودي وضعت السلطات السعودية اسمه على قائمة المطلوبين، وسافر إلى سوريا من المناطق الحدودية باكستانية- الأفغانية وقيل إنه قتل الأسبوع الماضي لكن لم يتم التأكد من صحة التقارير بعد.
ويؤكد المسؤولون الأمريكيون أن مبعوثي الظواهري وإن شاركوا في الحرب ضد النظام إلا أن لديهم خطط وطموحات مختلفة.
وكان هذا جوهر شهادة جيمس كلابر، مدير الأمن القومي الذي قال للكونغرس إن هناك ‘خلية صغيرة’ جاءت من أفغانستان وباكستان لديهم خطة مختلفة عن تلك التي تهدف إليها جبهة النصرة.
ويرى تشارلس ليستر، الباحث في معهم بروكينغز أن الكثير من ناشطي القاعدة موجودون في سوريا الآن نظرا لدورها المحتمل في الجهادية العالمية وكملجأ آمن لها.
البحث عن قوة
ويعقد وجود جماعات القاعدة في سوريا من جهود الإطاحة بنظام الأسد، كما أنهم يشكلون عامل انقسام في صفوف المقاومة ويعرقلون أي جهد لتسليح المعارضة المعتدلة خشية وقوع الأسلحة الثقيلة بأيدي هذه الجماعات التي يحاربها الغرب.
وكان رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا قد دعا القمة العربية التي انتهت يوم أمس في الكويت لتوفير السلاح الثقيل بيد المقاتلين.
وتقول صحيفة ‘كريستيان ساينس مونيتور’ الأمريكية أن دعوة المعارضة ومنها مطالب الجربا لم يتم الإستجابة لها بسبب الخطوط الغائمة بين جماعات المقاتلين، والأجانب والسلفيين المتطرفين بمن فيهم عناصر القاعدة.
وتضيف أن هناك أملا بظهور جماعة ‘معتدلة’ يمكن للولايات المتحدة التعويل عليها، مشيرة إلى مشاركة قادة أربع فصائل على هامش مؤتمر جنيف 2 الفاشل الشهر الماضي. وتقول الصحيفة إن هذه الجماعات تأمل في إثبات قدرتها على مواجهة النظام بدرجة تعتمد عليها الولايات المتحدة.
وتشير الصحيفة إلى أن ممثلي الفصائل الأربعة جاؤوا من جبهة ثوار سوريا التي أعلن عن تشكيلها في نهاية عام 2013. وتمثل جبهة ثوار سوريا اليوم الذراع العسكري للائتلاف الوطني السوري، وتأمل بالتحول إلى قوة قتالية رئيسية يمكن للغرب الثقة فيها والإعتماد عليها في تحقيق النصر على الأسد.
ونقلت الصحيفة عن أبي شهبندر، وهو سوري أمريكي يعمل مستشارا للائتلاف السوري قوله إن الولايات المتحدة طلبت من الائتلاف إثبات أن لديه قوات مسلحة تنسق مع بعضها البعض.
وأكد شهبندر أن التنسيق موجود بالإضافة لكون الجبهة تدعم الحل الدبلوماسي على خلاف الجماعات المتطرفة التي ترفض جهود الأمم المتحدة لوقف الحرب من خلال الطرق السياسية. ويقدم داعمو جبهة ثوار سوريا الحملة التي قامت بها ضد مقاتلي القاعدة الذين تخشى الولايات المتحدة من وقوع الأسلحة الثقيلة بأيديهم حالة قررت تزويدها للمعارضة. وأصبحت الجبهة التي يقودها جمال معروف العدو الأول لجبهة النصرة الموالية لتنظيم القاعدة.
وفي شريط وضع على اليوتيوب شنت فيها حربا على جبهة ثوار سوريا. وبحسب شهبندر فجمال معروف هو ‘المطلوب رقم 1 على قائمة الظواهري’.
ولفت شهبندر الإنتباه إلى الرحلة التي قام بها زعيم الائتلاف احمد الجربا إلى منطقة إدلب حيث اجتمع مع معروف كدليل على التنسيق والتعاون ورفض معروف للتطرف.
وتشير الصحيفة إلى أن محاولة المعارضة تبدو أنها تنجح ففي رسالة مؤرخة في 14 آذار/مارس الحالي تقدم بها عدد من النواب الأمريكيين وتدعو البيت الأبيض إلى إعادة النظر في سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا، وكتب تسعة أعضاء من لجنة الشؤون الخارجية بمن فيهم رئيسها الديمقراطي روبرت مينديز والنائب الجمهوري البارز بوب كوركر وجاء فيها ‘لقد أصبح الوضع وخياراتنا أصبحت معقدة، ونعتقد أن هناك دعما قويا من الحزبين لاستراتيجية قد تكون قادرة على كسر الجمود على الأرض’، و’جاء فيها علينا أن نجهز أنفسنا بخيارات نزيد فيها من الضغوط حالة فشل الأسد ونكون قادرين على الوفاء بالتزاماتنا’.
وتقول الصحيفة إن القوات المعارضة هي القوة المعتدلة الوحيدة التي تواجه المتطرفين الذين يتدفقون إلى سوريا، وعليه فدعم قوي لهذه الجماعات سيؤدي إلى زيادة قوتها ومنع المتطرفين من إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا.
وحتى الآن تركز الدعم الأمريكي على الأسلحة غير الفتاكة من عربات وبطانيات ووجبات طعام جاهزة ومواد طبية، وتمت المصادقة على مساعدات أخرى لكن أوقفت بسبب المخاوف من وقوعها في يد الجهاديين.
وتقوم سي أي إيه ببرنامج تدريب سري لقوات المعارضة وإن كان على قاعدة صغيرة. وفي الوقت نفسه تقدم دول الخليج الكثير من المساعدات العسكرية لجماعات المعارضة.
ورغم هذا الدعم من الكونغرس إلا أن البيت الأبيض لا يزال غير مقتنع بجبهة ثوار سوريا، وتنقل الصحيفة عن أندرو تابلر، الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى قوله ‘هناك الكثير من الشكوك’، ولا يزال البيت الأبيض غير مقتنع بالجبهة الجديدة ‘ويشعر بعدم الراحة تجاههم’ أي المسؤولين الأمريكيين. ومن هنا فالتحدي الأكبر للجبهة هو الإبتعاد عن التطرف وإثبات نفسها كقوة في ساحة المعركة.
معركة الساحل ..على المنفذ البحري
صادق عبد الرحمن
تتواصل المعارك العنيفة في ريف اللاذقية الشمالي مترافقة مع أنباء متضاربة عن الجهة التي تقترب من إحكام سيطرتها على قرية السمرة والمرصد 45 الاستراتيجي. يأتي ذلك في الوقت الذي تمكنت فيه الكتائب الإسلامية من بسط سيطرتها على مدينة كسب ومعبرها والمخافر الحدودية القريبة منها خلال اليومين الماضيين، وامتدت الاشتباكات والمعارك إلى داخل بلدة قسطل معاف التي يقطنها خليط من العلويين والتركمان والأرمن، نزحوا منها بعد دخول قوات المعارضة إليها العام الماضي، وقرية النبعين، وإلى أطراف البدروسية جنوب قرية السمرة.
المعارك التي تدور في السمرة والمرصد 45 تبدو المعارك الأهم والأكثر عنفاً، إذ تحاول قوات النظام السوري منع قوات المعارضة من تثبيت وجودها هناك، بينما تستميت قوات المعارضة في محاولة السيطرة على تلك المنطقة وصولاً إلى شاطئ البحر.
المنفذ البحري الذي قالت الكتائب الإسلامية إنها سيطرت عليه بطول 3 كيلو مترات على شاطئ السمرة، يعني عزل النظام السوري نهائياً عن الحدود التركية، كما يمكن الاستفادة منه في حال توسيعه وإحكام السيطرة على الجبال والمراصد المطلة عليه في تهريب ذخائر وأسلحة خفيفة ومتوسطة بحرا،ً على غرار ما تقوم به المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ولعل هذه الإمكانية هي ما يفسر استماتة كل من الطرفين في المعارك هناك.
أيضاً تواصلت معارك الكر والفر على جبل النسر المطل على كسب، حيث تتبادل قوات النظام وقوات المعارضة السيطرة على قمته، دون أن يتمكن أي من الطرفين من تثبيت تواجده على هذه القمة المهمة، كما واصلت طائرات النظام السوري غاراتها بالصواريخ والبراميل المتفجرة على مناطق المعارك، وعلى المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة من سلمى إلى كسب، فيما استمر تساقط صواريخ الغراد على اللاذقية وضواحيها من قبل قوات المعارضة.
المعارك التي انضمت إليها كتائب من الجيش السوري الحر على محاور بيت حليبية وخربة سولاس، وانضمت إليها بالمقابل مجموعات ما يعرف “بالمقاومة السورية لتحرير لواء اسكندرون” إلى جانب القوات النظامية، أسفرت حتى الآن عن مصرع المئات من مقاتلي الطرفين، واستدعت قيام النظام باستقدام قوات من سلاح المدرعات من منطقة إدلب لدعم جبهته في الساحل السوري، حيث كانت “جبهة ثوار سوريا” قد أعلنت الثلاثاء، عن استهدافها لقوات النظام السوري المدرعة، التي تتحرك من منطقة عين أورم بريف إدلب تجاه اللاذقية.
ورغم كل الأحداث التي تشهدها جبهة الساحل، لا يبدو أن مسلحي المعارضة سواء في الكتائب الإسلامية أو الجيش الحر، ينوون التقدم باتجاه مدينة اللاذقية أو أنهم يهدفون إلى البدء بعملية “تحرير الساحل السوري” من قبضة النظام، بل الواضح أن الفصائل تركز جهودها على الحصول على منفذ بحري والسيطرة على النقاط المهمة عسكرياً على الحدود السورية التركية.
وعلى الرغم من ذلك، يتحدث ناشطون سوريون على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي عن ضرورة “تحرير الساحل السوري”، فيما أطلق عدد منهم حملة على “فايسبوك” لتسمية الجمعة المقبلة جمعة “النفير العام لتحرير الساحل السوري”، وهو الأمر الذي يبدو مستحيلاً تماماً في ظل موازين القوى الراهن، فضلاً عن أن أياً من الكتائب المسلحة لم تدرجه من بين أهداف هذه المعركة، حيث كانت الكتائب الإسلامية قد قالت في بيان إطلاق معركة “الأنفال” أنها مستمرة في قتالها ضد قوات النظام “حتى يأمن أهلنا على أرض سوريا من ظلمكم، ويفك الحصار عن كل المدن، ويخرج الأسرى من غيابات سجونكم” وفق ما جاء في البيان.
إلى ذلك، أعلنت مجموعة من كتائب الجيش الحر في بيان لها فجر الأربعاء، عن بدء معركة “استكمال نصر الساحل” في جسر الشغور “لتخفيف الضغط عن أخوتنا المجاهدين في معركة الأنفال بالساحل” على حد ما جاء في البيان.
المعركة الجديدة، تؤكد استمرار قوات المعارضة في فتح معارك متعددة على مختلف الأراضي السورية بهدف تشتيت قوات النظام السوري واستنزافها، حيث كانت قوات المعارضة قد أحرزت مؤخراً تقدماً بالغ الأهمية على جبهات حلب ودرعا ومورك بريف حماة مطلع هذا الأسبوع، وبدأت بشن هجمات على مربع حواجز ملوك الضخم والاستراتيجي شمال حمص، في سلسلة خطوات يبدو أن الهدف منها استعادة زمام المبادرة، وامتصاص الصدمة التي تسبب بها تقدم قوات النظام السوري في القلمون وريف حمص الغربي.
مقعد سوريا للائتلاف.. بعد انتهاء القمة
حالها كحال سابقاتها، لا شيء مهم خرجت به القمة العربية. اللغة العربية في أسوأ حالاتها. على ألسنة الزعماء العرب، كانت منفلتة من قواعدها. رئيس الدورة الحالية، أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، كاد يخطىء في اسم الرئيس اللبناني . كذلك، لم يكن البيان الختامي، خالياً من الأخطاء، إذ جعل، على لسان وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجار الله، من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ائتلافاً للفلسطينيين، من خلال قوله “نؤكد على دعمنا الثابت، للائتلاف لوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، بوصفه ممثلاً شرعياً للشعب الفلسطيني”.
القمة التي خالفت كلّ التوقعات، التي كانت ترى أنها ستبحث الخلاف الخليجي، أو قدرتها على تقديم شيء للسوريين، اتفقت على ضرورة التأكيد أن فلسطين هي القضية المركزية للعرب، واختلفت على مقعد سوريا، الذي كان الكرسي الوحيد الذي لم يجلس عليه أحد، لتحسمه أخيراً بتقديمه للائتلاف، متجاوزة اعتراض العراق ولبنان، بعد انتهاء مؤتمر القمة ومغادرة معظم الوفود العربية.
كلمة رئيس الائتلاف السوري، أحمد الجربا، كانت معبرة. ” السادة الكرام لم يعد التفرج على حال السوريين من جانبكم مقبولا ولو للحظة واحدة، وأنتم ترون الحرب التي نتعرض لها، وقد اجتمعوا علينا بالإثم والعدوان، ويبرود بعد القصير تشهد والله الشاهد” قال الجربا. ووجّه اتهاماً غير مباشر للمجتمعين، حين استأذنهم صراحة باتهامهم في تقاعسهم على نصرة الشعب السوري قائلاً لهم “دعوني أقولها بمنتهى الصراحة، إن إبقاء مقعد سوريا بينكم فارغاً، يبعث برسالة بالغة الوضوح إلى الأسد الذي يترجمها على قاعدة اقتل والمقعد ينتظرك بعدما تحسم حربك”. وتساءل “السوريون يسألون إذا كان الغرب تقاعس عن نصرتنا بالسلاح الحاسم، فما الذي يمنع أشقائنا عن حسم أمرهم حول مقعدنا بينهم؟”.
وطلب الجربا من الزعماء العرب تحمل مسؤولياتهم تجاه موقفهم الذي يجاهرون به، حول دعمهم للمعارضة بالقول “أريد أن أضيف أن الواقع بات يفرض أن تسلم السفارات السورية في العواصم العربية إلى الائتلاف الوطني بعد أن فقد النظام شرعيته ولم يعد للسوريين من يرعى مصالحهم في العواصم العربية، الأمر الذي يربك العلاقات العربية العربية، ويجعل أحوال السوريين أصعب”.
وفي ما يبدو أن أحداً لم يأخذ هذه القمة على محمل الجد، ولا سيما أن مستوى التمثيل كان ضعيفاً جداً، وصل إلى درجة تغيّب ثمانية زعماء عن حضورها، ربما كان الجربا، هو الشخص الوحيد الذي يتعامل معها بجدية، من موقع المسؤول عن قضية مصيرية، تتقاذف الدول مسؤولية النظر فيها منذ ثلاث سنوات.
والتقى الجربا، الرئيس الفلسطيني، محمود عبّاس، شارحاً له ما يتعرض له أبناء شعبه، قاطني مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، من قصف وحصار وتجويع يمارسه عليهم النظام.
كما التقى رئيس المجلس الوطني العام الليبي، رئيس وفد ليبيا إلى القمة العربية، نوري أبو سهلين، وأعرب له عن تمنياته بالتوفيق في الاستحقاقات التي تشهدها البلاد، ولا سيما انتخابات الهيئة التأسيسة، والمهمة التي تنتظرها في صياغة الدستور الليبي الجديد بعد طيّ صفحات الكتاب الأخضر، الذي حكم ليبيا على أهواء الرئيس المخلوع، معمر القذافي، إلى جانب لقاءات جمعته مع الرئيس التونسي، المنصف المرزوقي، وأمير دولة الكويت.
الجيش الحر»: قتلى في اشتباكات بين «داعش» و«النصرة» في دير الزور
قال متحدث باسم «الجيش السوري الحر»، اليوم، إن اشتباكات عنيفة دارت أمس بين خلية تابعة لـ«داعش» وعناصر من جبهة «النصرة» بريف دير الزور شرق سوريا، أدت إلى مقتل نحو 18 عنصراً من الطرفين.
وفي تصريح صحافي، أوضح الناطق باسم هيئة أركان «الجيش الحر» في الجبهة الشرقية عمر أبو ليلى، أن الاشتباكات اندلعت عندما حاولت عناصر من «النصرة» اعتقال عنصر تابع لتنظيم «داعش» في بلدة البصيرة إلا أن الأخير بادر بإطلاق النار عليهم، قبل أن تتوسع الاشتباكات بعد طلبه النجدة من بعض أعضاء التنظيم وأبناء العشيرة التي ينتمون إليها.
وأضاف أن الاشتباكات التي استمرت، أمس، لساعات أوقعت 11 قتيلاً من مسلحي «داعش» والمقاتلين الذين حضروا لمناصرتهم، إلى جانب 7 من النصرة، إضافة إلى جرح العشرات من الطرفين، قبل أن تتوقف الاشتباكات ليلاً، وما يزال الوضع حتى الساعة «متوتراً ومفتوحاً على الاحتمالات كافة»، على حد قول أبو ليلى.
ولفت أبو ليلى إلى أن «داعش» وبعد طرده من غالبية مناطق محافظة دير الزور، قبل شهرين، أخذ يتبع أسلوب «الخلايا النائمة» في بعض المناطق «المحررة» بدير الزور خصوصاً في الريف الشرقي، بغية العمل على القيام بعمليات تفجير مباغتة تستهدف مواقعاً للفصائل التي تحاربه، وأيضاً ليعمل على اللعب على الوتر العشائري من خلال خلق فتنة بين العشائر وفصائل المعارضة، كونه يعرف أن المنطقة عشائرية بالشكل الأساسي.
في سياق منفصل، سقطت في مدينة «يايلاداغي» التابعة لمحافظة هطاي، جنوب تركيا، قذيفتا هاون، مصدرهما الأراضي السورية.
وأفاد المعلومات، أن القذيفتين سقطتا في مساحة زراعية فارغة في منطقة «تشاملي تيبيه»، قرب معبر يايلاداغي الحدودي.
إلى ذلك، أفادت المصادر أن قوات حرس الحدود التركية، ردت على مصادر النيران.
(الأناضول)
هكذا انتقم حزب الله لضحايا التفجيرات
في معلومات الأجهزة الأمنية الرسمية في لبنان، أن منطقة القلمون السورية كانت منطلق العمليات الإرهابية التي استهدفت المدنيين في الضاحية والبقاع الشمالي خلال الأشهر الماضية. جهاز أمن المقاومة يلاحق المتورطين في تلك العمليات، في سوريا، بالتنسيق مع الجيش السوري والأجهزة المعنية. في ما يأتي، معلومات تُنشر للمرة الأولى عن تفاصيل عملية ملاحقة هؤلاء ومعاقبتهم، في مناطق خاضعة لسلطة المعارضة السورية
مازن قانصو
«نعرفكم بالأسماء وأيدينا ستصل إليكم. لا أحد يفترض أنه إذا فتح معركة معنا سيحسمها هو، نحن من نحسم المعركة ونوقّت نهاية كل معركة». كانت هذه كلمات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في 16 آب 2013. مضى وقت طويل على خطاب السيد. المجموعات التكفيرية العاملة ضمن المجموعات المسلحة في سوريا واصلت جنونها الدموي. انتحاريون يقودون عدداً غير قليل من السيارات المفخخة، عمدوا إلى ارتكاب مجازر بحق مدنيين من كل لبنان، وفي أكثر من منطقة من لبنان.
الشارع الحاضن، أعلن التزامه خيار المقاومة. وسرعان ما توسعت حلقة إدانة هذه الجرائم من قبل قسم كبير من اللبنانيين والسوريين والعرب. لكن أية إجراءات فعلية لم تصدر عن قوى فاعلة لوقف هذا الجنون. بل أصر البعض على تقديم الذرائع والتبريرات، ما ألزم قيادة حزب الله بالعمل بقوة مضاعفة لمعالجة الأمر، على طريقة من بيده الأمر.
قرار حزب الله كان واضحاً منذ اليوم الأول. في لبنان، الملاحقة والمحاسبة من مسؤولية الدولة. وجهاز أمن المقاومة، معني بتقديم كل ما لديه من معطيات تساعد التحقيقات. أما في داخل الأراضي السورية، فكان قرار بالتعاون مع الجيش السوري والأجهزة الأمنية السورية في الوصول إلى معاقل هؤلاء، والتثبت من هيكلية العمل والأدوار والمسؤولين الفعليين، والمشاركين في التخطيط والتنفيذ، والعمل على توقيفهم أو قتلهم إذا تعذر.
بعدما تأكدت المعلومات عن وجود مراكز تفخيخ وتخطيط في منطقة القلمون، وصلت المعلومات عن حركة المشغلين والمنفذين بين عدة مناطق. من النبك ودير عطية ويبرود، وصولاً إلى فليطا والقرى المجاورة لها، وصولاً إلى رنكوس وجرود عرسال.
وانطلقت أكبر عملية استخباراتية، تطلبت وضع وحدات الرصد والتعقب والمتابعة الدؤوبة كلها في خدمة الهدف. وفي كل محطة كانت تسقط قرى أو بلدات بيد حزب الله والجيش السوري، كانت المعلومات تتدفق أكثر فأكثر، ومن أوقف من المسلحين ساعد على تقديم أجزاء مكملة للصورة، كما هي حال من أُوقفوا في لبنان. وكانت الخطة تنقسم إلى شقين:
الأول: العمل على تعطيل الاستعدادات العملية، وصولاً إلى إحباط عملية نقل سيارات مفخخة إلى لبنان. وقد تطلبت هذه العملية جهوداً جبارة، نجحت في تحقيق الكثير من الأهداف التي لا تزال طيّ الكتمان.
الثاني: الوصول إلى الجهات المتورطة والمجموعات المشاركة من لحظة اتخاذ القرار إلى عملية نقل السيارات وصناعة المتفجرات إلى عملية التفخيخ والنقل، وصولاً إلى مطاردة الانتحاريين.
بعد يبرود
بعد سقوط يبرود، في عملية أمنية وعسكرية معقدة جداً، وحصول انهيارات كبيرة في صفوف المسلحين وقادتهم، سعى جهاز أمن المقاومة بالتعاون مع السلطات السورية الأمنية والعسكرية إلى حصر حركة المعنيين بهذا الملف. وقد قادت معلومات موثقة إلى وجود مخازن ومستودعات إضافية خارج يبرود، وأن هناك عملاً قائماً فيها لإرسال المزيد من السيارات المفخخة إلى داخل لبنان، وخصوصاً بعدما قررت قيادات هذه المجموعة المسارعة إلى تنفيذ عمليات انتحارية في لبنان مباشرة بعد سقوط يبرود، كرد وانتقام وكإعلان أن سقوط يبرود لن يوقف هذا النوع من الأعمال. وأدى استعجال هؤلاء إلى ارتكاب مجموعة من الأخطاء سببتها المعابر المغلقة وضعف آليات التنسيق. وكانت محاولة الهرمل من خلال إرسال سيارتين، واحدة علقت وتعطلت قرب مدرسة في بلدة الفاكهة، والثانية تمكنت من الوصول إلى الطريق العام، برغم أن عجلاتها كانت مثقوبة. وعندما حاول الانتحاري الوصول إلى شخص يساعده على إصلاح العطل، اصطدم بالشهيد خليل الخليل الذي أعطاه عنواناً للتوجه إليه، ثم طارده بعد تواصله مع الشهيد عبد الرحمن القاضي. وطارد الشهيدان الانتحاري حتى اعترضا طريقه، فعمد إلى تفجير نفسه، ما أدى إلى استشهادهما وإنقاذ المنطقة من مجزرة، بينما عمد الانتحاري الآخر إلى ترك السيارة والفرار، قبل أن تعثر عليها استخبارات الجيش وتفجرها في اليوم التالي.
مخزن حوش العرب
في هذه الأثناء، كانت الوحدات الأمنية في المقاومة تواصل عملية التعقب للفارين من يبرود، ونجحت في الوصول إلى آلية تواصل وتنسيق بين هذه المجموعات، مكنتها من تحديد نقطة التقاء وتعاون. وتبين أنها تقع في منطقة تعرف بحوش عرب، بين رنكوس ومعلولا وعسال الورد. وقد تبين أن المسلحين قد استولوا على فيلا من طبقتين، تقع ضمن مزرعة تضم مباني أخرى، وموجودة في منطقة جردية، يحيط بها سور كبير، وتوجد بقربها مجموعات مسلحة تنتشر في المنازل المجاورة.
تقرر البدء بعلميات الاستطلاع. وقد توجهت إلى هناك مجموعات خاصة، عملت على فحص المكان من كل جوانبه، وأمضت عدة ليالٍ في التدقيق في كل المعطيات حول حركة الناس في المنطقة وطبيعتها الجغرافية وحجم المنازل، وأية طوابق يجري العمل عليها. وقد أعدت مجموعات الاستطلاع خرائط مفصلة مرفقة بصور فيديو، ساعدت على مناقشة الخطوة التالية. وتبين أنه قد يكون من الصعب إنجاز عملية أسر واعتقال لهذه المجموعة، نظراً إلى اعتبارات كثيرة.
وبعدما تقرر تصفية الموجودين هناك، جرت مراجعة لمطعيات كثيرة، بينها أن نقطة الهدف تبعد أكثر من عشرة كيلومترات عن آخر نقطة فيها الجيش السوري ومجموعات حزب الله. كذلك إن المنطقة مزدحمة بممرات وطرقات تستخدمها المجموعات المسلحة المتنقلة في تلك المنطقة. وقد زاد عدد المسلحين بعد فرارهم من يبرود. كذلك هناك حاجة إلى توفير قوة دعم كبيرة إن تقرر الاشتباك.
بناءً عليه، تقرر تفجير الفيلا بالعناصر إياهم. وبعد أيام عدة من الرصد الدقيق، ومن مسافات قريبة جداً، أمكن جهاز أمن المقاومة الوصول إلى خريطة مفصلة للمبنى المستهدف والطرقات المؤدية إليه. كذلك حُدِّدت المسالك الرئيسية للتقدم صوبه وطرق الانسحاب، وخطة التغطية النارية في حال حصول أي خلل أو انكشاف.
وفي آخر عملية استطلاع، جرى تأكيد هوية العناصر الذين يدخلون إلى تلك الفيلا خلال ساعات النهار ويغادرونه ليلاً، حيث تبين أن الفيلا مجهزة بمستودع فيه السيارات المعدة للتفجير، وبغرف تجري فيها عملية طبخ المواد المتفجرة.
العقاب
يوم الجمعة الماضي، اتخذ القرار بتنفيذ العملية، بعدما اتفق على تفخيخ المبنى من خارجه بطريقة لا تحدث ضجة ولا تثير الريبة وتتيح تدميره بصورة كاملة. واختيرت نوعية العبوات المناسبة، وعدد أفراد المجموعة التي يفترض أن تتقدم.
السبت بعد الغروب، انطلقت القوة الخاصة. فيها عناصر استطلاع متقدمون. وفيها عناصر اتصال لمواكبة كل ما يحصل دقيقة بدقيقة. وفيها مجموعة الهندسة التي كانت تحمل العبوات الناسفة وتستعد لزرعها، بالإضافة إلى مجموعات التغطية التي يجب عليها تأمين عملية الدخول والخروج من تلك المنطقة.
وأثناء التقدم، صودف أن مرت مجموعة من المسلحين الذين يجرون عمليات تبديل مستمرة في المنطقة. وخلال لحظات، بدا كأن احتمال حصول مواجهة قائم، وقد تتغير الخطة. لكن المسلحين ابتعدوا بعدما تيقنوا من عدم وجود غرباء.
التفخيخ والتفجير
اقتربت المجموعة من السور لجهة اليمين، وخلال دقيقة جرى تجاوز السور إلى داخل حديقة الفيلا، حيث بدأت عملية زرع كمية من العبوات في باحة الحديقة، وكمية أخرى عند زوايا الجدران، وكمية ثالثة قرب المدخل الرئيسي وكمية رابعة عند الأبواب الخلفية. وقد أنجزت القوة الخاصة عملية تركيب العبوات خارج المنزل ضمن المهلة الزمنية المطلوبة. علماً أن مجموعة الحماية كانت في حالة يقظة خاصة، بعدما تبين أنه يوجد على بعد أقل من 40 متراً، مجموعة أخرى من المسلحين، تقيم في منزل قريب.
وبعد تمويه العبوات بطريقة تحول دون كشفها، والتثبت من نجاح الجانب التقني، عمدت المجموعة المهاجمة إلى الانسحاب مئات من الأمتار إلى الخلف. بينما ظلت مجموعة على مسافة قريبة جداً من نقطة الهدف.
كان على المجموعة اللصيقة التثبت من أمرين: الأول دخول جميع المستهدفين إلى المنزل، وضمان عدم وجود مدنيين في المكان. وعند الصباح، وكما تقول المعلومات المدققة، بدأ الإرهابيون بالوصول إلى الفيلا، وتولت المجموعة القريبة المصادقة على وصولهم ودخولهم واحداً واحداً. وبعدما تأكد المعنيون أن الجميع صاروا في الداخل، طلب إلى المجموعة اللصيقة الابتعاد قليلاً إلى الخلف، حيث خط الانسحاب المقرر. ثم تولت مجموعة عملية التفجير من مسافة غير بعيدة أيضاً.
كان الانفجار ضخماً جداً. وأسهم في ذلك وجود كمية كبيرة من المواد المستخدمة في صناعة المتفجرات داخل الفيلا نفسها. وأدى الانفجار إلى هدم الفيلا بصورة كاملة، وظلت جثث المسلحين تحت الأنقاض.
وبعد دقائق بدأت عملية الانسحاب بصورة سريعة جداً، واستلزمت تكتيكاً آخر؛ لأنها تجري في وضح النهار، وتأخذ في الاعتبار أن الانفجار سيستدعي وصول مجموعات كبيرة من المسلحين إلى المنطقة. لكن المقاومة كانت قد وفرت في حينه، تأميناً نارياً لأي طارئ، واختيرت طرقات أخرى للانسحاب غير تلك التي استخدمت خلال عملية التوغل. بينما كانت وحدات مدرعة ومن سلاح الجو السوري في حالة استعداد للتدخل عند الحاجة.
أبو تراب: كأننا أمام إسرائيل
أحد عناصر القوة الخاصة في المقاومة الذي شارك في هذه العملية النوعية، روى لرفاقه بعد العودة أنه طوال رحلة الذهاب والإياب، كان يتذكر عمله في الشريط الحدودي المحتل في مواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي وعملائه من جيش لحد. المقاوم هو ابن إحدى بلدات قضاء مرجعيون، اقتحمها العدو وفجر منزل أهله فيها، ما أدى إلى استشهاد عدد من أفراد عائلته، قبل ان يستقر العدو في موقع القبع على طريق بلدة مركبا الحدودية القريبة.
ويروي «أبو تراب» أنه بعد حين، تقررت مهاجمة مواقع قوات الاحتلال في تلك المنطقة. «كنت واحداً ضمن مجموعة حملنا عبوات ناسفة كبيرة جداً، وانطلقنا في رحلة قاسية لتجاوز كمائن إسرائيلية ولحدية، ومعها منظومة معقدة من التكنولوجيا الإسرائيلية المنتشرة في الممرات إلى الشريط. وقد زرعت الطرقات بالرادارات الافرادية، الموصولة بسلسلة المواقع الضخمة، والمجهزة بعشرات دبابات الميركافا وبأجهزة رؤية حرارية وليلية ونهارية. ومع ذلك وصلنا إلى موقع العباد المشرف على بلدة حولا، حيث نُفِّذت عملية ضخمة أوقعت 15 قتيلاً وجريحاً في قوة إسرائيلية. وكان بين هؤلاء ضباط في وحدات الهندسة وكشف العبوات الناسفة في جيش الاحتلال».
«أبو تراب» نفسه، يحزن لأن هناك من قرر تكرار الأمر نفسه. وهو يتذكر أشلاء قريبة له استشهدت في تفجيرات الضاحية الجنوبية أخيراً. ويقول: «عندما انطلقنا في رحلة التنفيذ في القلمون، شعرت بأنني أتوجه إلى نفس الجناة، من صناع سيارات الموت. ونحن نعرفهم بالأسماء والتفاصيل الدقيقة والوجوه أيضاً. ونحن عندما قررنا معاقبة هؤلاء، لم نكن نثأر، ولم نفكر بأحد غير المتورطين في العمل الإرهابي. وفي وضح النهار، عمدت إلى التأكد منهم واحداً واحداً، كيف دخلوا المنزل الذي يصنعون فيه هدايا الموت لأطفالنا، وتثبت شخصياً، من أن ﻻ مدنيّ بينهم، وليس هناك من عابر سبيل».
الجامعة العربية تدعو الائتلاف السوري للمشاركة في اجتماعاتها «استثنائيا»
القرار لا يترتب عليه التزامات على دولة المقر
الكويت: «الشرق الأوسط»
قررت القمة العربية دعوة ممثلي الائتلاف الوطني السوري المعارض للمشاركة في اجتماعات مجلس جامعة دول العربية كحالة استثنائية للقواعد المعمول بها في المنظمة العربية اعتبارا من الدورة العادية المقبلة للمجلس الوزاري العربي المزمع في سبتمبر (أيلول) المقبل.
وجاء الإعلان عن القرار في مؤتمر صحافي مشترك عقده وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح وأمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي عقب اختتام أعمال القمة في الكويت أمس.
وذكر العربي أن مشاركة الائتلاف الوطني السوري «لا يترتب عليها أي التزامات تمس القرار السيادي لكل دولة عضو في جامعة الدول العربية، كما لا يترتب على هذه المشاركة أي التزامات قانونية على دولة المقر».
وعلمت «الشرق الأوسط» أن مصر طلبت إضافة فقرة في القرار تشير إلى أنه لا يترتب على مشاركة الائتلاف السوري في اجتماعات مجلس الجامعة العربية أي التزامات قانونية على دولة المقر، على أن تبحث مصر والائتلاف الوطني لقوى المعارضة بشكل ثنائي ما يمكن أن تقدمه القاهرة من امتيازات وتسهيلات لممثلي الائتلاف.
يذكر أن مقعد سوريا ظل شاغرا في قمة الكويت، إذ صدر قرار القمة العربية تسليم المقعد لائتلاف المعارضة السورية في ختام أعمالها أمس، على الرغم من أن قرار تسليمه للائتلاف صدر في مارس (آذار) الماضي خلال القمة التي استضافتها قطر مارس الماضي.
وسبق لرئيس الائتلاف أحمد الجربا الإعلان خلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية يوم أول من أمس أن «إبقاء المقعد شاغرا خطوة سيفهمها النظام السوري على أنها رسالة واضحة للقتل».
أما المتحدث باسم الائتلاف لؤي صافي فذكر في تصريحات صحافية أن القرار العربي كان إعادة تأكيد على القرار السابق الصادر في الدوحة بمنح المقعد للمعارضة، لكن ما عطل تنفيذه هو وجود مماحكات وشد وجذب داخل أروقة اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب الذي سبق القمة، معتبرا أن مجلس وزراء الخارجية الذي التأم عشية القمة، وقرر إبقاء المقعد السوري شاغرا، شكل «تمردا» على قرار قمة عربية.
معارك عنيفة في ريف اللاذقية وتعزيزات كبيرة للنظام
بيروت – تشهد مناطق في ريف اللاذقية في غرب سوريا معارك عنيفة بين مقاتلي المعارضة والنظام لاستعادة نقاط سيطر عليها المعارضون في الأيّام الماضية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وحقّق المقاتلون في الأيّام الماضية تقدّماً في هذه المحافظة التي تُعدّ معقلاً للنظام السوري، بسيطرتهم على بلدة كسب ومعبرها الحدودي مع تركيا، إضافة إلى قرية السمرا ومنفذها البحري، وتلة استراتيجية.
وقال المرصد “تستمرّ الاشتباكات العنيفة بين القوّات النظامية مدعمة بقوّات الدفاع الوطني ومسلّحين موالين لها من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة وكتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى، في منطقة كسب وقرية النبعين ومحيط المرصد 45، وهو مركز عسكري على تلة مرتفعة”.
وتدور معارك عنيفة في محيط قرية السمرا، ومناطق قسطل معاف ونبع المر وتلة النسر، والشريط الحدودي مع تركيا، بحسب المرصد، الذي أوضح أنّ “القوّات النظامية تستهدف مناطق الاشتباكات باستخدام الطيران الحربي والمروحي والمدفعية الثقيلة”.
وفي سياق متّصل، ذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس، في اتصال هاتفي، أنّ “النظام استقدم آلاف العناصر من القوّات النظامية والدفاع الوطني لاستعادة المناطق التي سيطر عليها المقاتلون”.
وأشار إلى “وجود عدد من الشبّان الموالين للنظام، وغالبيتهم من العلويين، تطوّعوا للمشاركة في المعارك إلى جانب القوّات النظامية”.
واعتبر عبد الرحمن أنّ “النظام لم يكن يتوقّع هذا الهجوم المفاجئ في معقله، والأكيد أنّه سيقوم بما في وسعه لئلّا يحتفظ المقاتلون بسيطرتهم”.
وقال الناشط في اللاذقية عمر الجبلاوي، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، إنّ “الجيش السوري يقصف كسب اليوم باستخدام الطيران والدبابات”.
وقال أحد المقاتلين المشاركين في الاشتباكات لفرانس برس إنّ “المعارك شرسة”، مؤكّداً “وجود آلاف المقاتلين المستعدّين لصدّ هجمات القوّات النظامية”.
وأضاف “سنقاتل حتى الموت أو الانتصار”.
عشرات القتلى من قوات النظام بريف اللاذقية
قال ناشطون إن مسلحي المعارضة السورية قتلوا عشرات من قوات النظام في ريف اللاذقية، كما سيطروا على أعلى نقطة عسكرية كان يستخدمها النظام في قصف أهدافه في المنطقة.
يأتي ذلك في وقت تواصل فيه القوات النظامية قصف مناطق متفرقة بدمشق وحلب وحمص وحماة وإدلب وأرياف هذه المدن.
وذكر ناشطون أن مسلحي المعارضة قتلوا أكثر من 250 عنصرا من قوات النظام في ريف اللاذقية خلال الأيام الخمسة الماضية.
وأفاد ناشطون بمقتل قائد العمليات العسكرية في مدينة كسب بريف اللاذقية العميد عماد إسماعيل مع 12 عنصرا من قوات الدفاع الوطني، في حين قالت شبكة مسار برس إن كتائب المعارضة قتلت خمسة عناصر من الدفاع الوطني خلال محاولتهم التسلل من محور بيت عوان بريف اللاذقية.
وقال مراسل الجزيرة في ريف اللاذقية إن مقاتلي المعارضة سيطروا على المرصد العسكري 45 وهو أعلى نقطة عسكرية كانت تستخدمها قوات النظام في قصف ريف اللاذقية، كما سيطروا على مناطق إستراتيجية أخرى في ريف المدينة أبرزها قرية النبعين وبلدة السمرا ومنفذها البحري وجبل النسر ونبع المر.
وأفاد ناشطون بإطلاق صاروخيْ غراد على تجمعات النظام في القرداحة بريف اللاذقية. وذكر مركز صدى الإعلامي أن قوات الأسد قصفت براجمات الصواريخ معبر ومدينة كسب بريف اللاذقية، مشيرا إلى أنه تم رصد أكثر من ثلاثين صاروخا.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن قوله إن النظام “استقدم آلاف العناصر من القوات النظامية والدفاع الوطني لاستعادة المناطق التي سيطر عليها المقاتلون”.
صواريخ غراد
وفي حلب قتل شخص جراء إلقاء الطيران المروحي برميلا متفجرا على حي الإذاعة في المدينة، كما تعرضت قرى سرداح ووادي سالم والقليعة والبادية بريف حلب لقصف بالقنابل العنقودية، بحسب ما ذكر مركز صدى الإعلامي.
وقالت شبكة شام إن الطيران الحربي استهدف بالرشاشات الثقيلة قرية كفرناها بريف حلب.
في المقابل قصف الجيش السوري الحر بصواريخ غراد والمدفعية مجمع البحوث العلمية وجمعية الزهراء بحلب، وتحدث مركز صدى الإعلامي عن وقوع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في حي صلاح الدين بحلب.
وأفادت شبكة شام بأن الجيش الحر وجبهة النصرة تمكنا من التصدي لمحاولة قوات النظام اقتحام قرية بلوزيا بريف حلب الجنوبي وأوقعا خلالها عشرة قتلى من جنود النظام.
وفي دمشق قالت شبكة مسار برس إن قتلى من كتائب المعارضة وقوات النظام سقطوا أثناء اشتباكات وقعت في حي جوبر، وذكرت شبكة سوريا مباشر أن ثلاثة انفجارات ضخمة دوت في أرجاء الحي الواقع شرقي العاصمة.
وأعلنت شبكة سوريا مباشر سقوط عدد من الجرحى جراء سقوط قذيفة هاون على شارع الهجرة والجوازات في حي ركن الدين في العاصمة دمشق.
وقصفت قوات الأسد مزارع بلدة رنكوس في جبال القلمون بريف دمشق، في حين لا تزال الطرقات المؤدية لمدينة قدسيا مغلقة ويمنع المدنيون والأهالي من الخروج منها، كما يمنع دخول المواد الغذائية والطبية للبلدة.
ولا تزال قوات النظام تغلق الحواجز المحيطة بمدينة الهامة لليوم السابع على التوالي وتشهد المدينة نقصا كبيرا في المواد الطبية والتموينية.
وقال ناشطون إن قوات النظام قصفت بالمدفعية بلدة رأس المعرة في القلمون بريف دمشق، بينما استهدف الجيش الحر بالقذائف المحلية قوات النظام المتمركزة في إدارة المركبات العسكرية في حرستا بريف دمشق.
كما دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام على طريق البلدية على الجبهة الشمالية لمدينة داريا بريف دمشق.
وفي حمص قال مركز صدى الإعلامي إن قوات النظام قصفت بالمدفعية مدينة الرستن بريف المدينة، وتحدثت شبكة مسار برس عن سقوط قتلى وجرحى إثر قصف قوات النظام بالهاون مدينتي تلبيسة بريف حمص أيضا.
وأضافت مسار برس أن كتائب المعارضة تمكنت من قنص عدد من قوات النظام في محيط قرية الغنطو بريف حمص.
براميل متفجرة
وفي حماة اقتحمت قوات النظام أحياء الجراجمة وباب قبلي، وشنت حملات دهم واعتقالات، وقال مركز صدى الإعلامي إن طيران الميغ قصف قرية قصر ابن وردان بريف حماة الشرقي.
وأفادت المؤسسة الإعلامية بحماة بأن قصفا مدفعيا استهدف قرى بريغيث والدلاك بريف حماة الجنوبي، كما ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على مدينة مورك بريف حماة.
وفي إدلب قالت شبكة شام إن انفجارا مدويا نتج عن سقوط صاروخ يعتقد أنه من نوع سكود سقط على أطراف مدينة حارم الحدودية بريف المدينة. وألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي.
وأفادت شبكة مسار برس بأن كتائب المعارضة قتلت ضابطا وعددا من عناصر قوات الأسد خلال الاشتباكات في محيط قلعة حلب.
ولليوم الثاني على التوالي تستمر كتائب المعارضة بالتصدي لتقدم الأرتال العسكرية التي تحاول الانسحاب من مدينة إدلب باتجاه اللاذقية حيث قامت كتائب المعارضة -وبعد ليلة من الاشتباكات العنيفة على محور بلدة كفر شلايا- بضرب الرتل الثاني الذي حاول التقدم على طريق المسطومة أريحا عند معصرة الأصفري.
وتحدث ناشطون عن نية قوات النظام التقدم ليلا تحت غطاء مدفعي كثيف على المناطق المحيطة بالطريق السريع، علما أن الطيران الحربي قام أمس بأكثر من سبع طلعات جوية فوق المنطقة.
“داعش” يفجر ضريح أويس القرني في الرقة
بيروت – رويترز
قام تنظيم داعش بتفجير ضريح أويس القرني في مدينة الرقة اليوم.
وكان مسجد عمار بن ياسر وأويس القرني في وقت من الأوقات مقصداً للزوار الشيعة من إيران ولبنان والعراق، قبل أن يسيطر عليه قبل عام مقاتلون معارضون من السنة يقاتلون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
وأظهرت صورة نُشرت على “تويتر” اليوم تحت عنوان “الضريح الإيراني الوثني.. أضراراً شديدة لحقت بالجدران الخارجية وبسقف الموقع، وهو مجمع مطليّ باللونين الأبيض والفيروزي ويضم قباباً ومآذن تتوسطها باحة مكسوة بالبلاط”.
وأظهرت صورة أخرى قطعة خرسانية وقطعاً معدنية ملتوية متناثرة في الشارع أمام المسجد الذي بني في ظل حكم الأسد بدعم من إيران الشيعية، بينما أظهرت صورة ثالثة جداراً داخلياً منهاراً.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) المنشقة على القاعدة نفذت تفجيرين قويين في المسجد في وقت مبكر من صباح اليوم.
ويعتبر كثير من مقاتلي الدولة الإسلامية وغيرها من الجماعات السنية المتشددة في سوريا الشيعة كفاراً وأضرحتهم أوثاناً وبالتالي فهي أهداف مشروعة.
وأثارت هجمات تلك الجماعات مخاوف في تركيا المجاورة من أن يكون الهدف التالي للإسلاميين هو ضريح سليمان شاه، جد مؤسس الإمبراطورية العثمانية الذي يقع على نهر الفرات داخل سوريا، لكن تحرسه قوات تركية خاصة.
وتعتبر أنقرة الضريح أرضاً تركية ذات سيادة بموجب معاهدة وقعتها مع فرنسا عام 1921 عندما كانت سوريا تحت الحكم الفرنسي، وهددت في وقت سابق هذا الشهر بالرد على أي هجوم على الضريح.
وقال الرئيس عبدالله غول يوم الأحد إن تركيا ستدافع عن الموقع بنفس الطريقة التي تدافع بها عن أي أرض تركية. وأضاف “بالطريقة التي يُحمى بها الوطن الأم سيُحمى هذا المكان بنفس الطريقة”.
مقتل قائد كبير للمعارضة بمعارك القلمون
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قتل أحمد نواف درة، رئيس المجلس العسكري التابع للجيش الحر، بمنطقة القلمون في ريف دمشق، مع 5 مقاتلين آخرين في قصف جوي بالبراميل المتفجرة على منطقة فليطة، ترافق مع اشتباكات عنيفة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس.
وقال المرصد: “استشهد رئيس المجلس العسكري الثوري في القلمون وقائد لواء سيف الحق الرائد المنشق أحمد نواف درة، و5 مقاتلين آخرين، في قصف بالبراميل المتفجرة واشتباكات يوم أمس (الأربعاء) مع القوات النظامية وحزب الله اللبناني في محيط بلدة فليطة” في منطقة القلمون شمال دمشق.
وانشق درة، ومساعده بلال خريوش، في 28 فبراير 2012، وقاما معا بتشكيل ما يعرف باسم “لواء سيف الحق” الذي يعتبر من الألوية الأولى التي تشكلت ضمن الجيش الحر، وهو موجود بالتحديد في القلمون.
وتمكنت القوات الحكومية خلال الأشهر الماضية من السيطرة على الجزء الأكبر من منطقة القلمون التي كان يتحصن فيها مقاتلو المعارضة.
ولم يبق وجود لمسلحي المعارضة إلا في بلدات فليطا وراس المعرة ورنكوس، وبعض المناطق الجبلية المحاذية للحدود اللبنانية.
انتقادات لأوباما
وعلى الصعيد السياسي، انتقد مشرعون أميركيون طريقة تعامل إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما مع الحرب في سوريا، وطالبوا برد أميركي أقوى على الصراع، وتحسين سبل اطلاع الكونغرس على خطط البيت الأبيض في هذا الصدد.
وأعرب السناتور الديمقراطي روبرت منينديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ عن خيبة أمل شديدة بعدما رفضت آن باترسون مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى الإجابة على سؤال عن الاستراتيجية بهذا الشأن.
وأبرزت مناقشات ساخنة خلال استجواب باترسون وتوم كانتريمان وهو مساعد آخر لوزير الخارجية، الانقسام العميق بشأن السياسة الخارجية بين الكونغرس، سواء من الجمهوريين أو الديمقراطيين وإدارة أوباما.
المعارضة السورية تحّذر من حشد النظام لقوات كبيرة لاستعادة السيطرة على بلدات ساحلية
روما (27 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
حذّرت مصادر في المعارضة السورية المسلحة من حشد النظام قوات كبيرة من الجيش وميليشيات قوات الدفاع الوطني باتجاه شمال اللاذقية إلى منطقة كسب وما حولها بهدف استعادتها من أيدي الكتائب الثورية المسلحة التي فرضت السيطرة عليها قبل أيام.
وقال المقدم زياد أبو حسن من الجيش السوري الحر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لم يكن هناك خطة موحدة لمعركة الساحل، وكانت مبادرة من كتائب ثورية محدودة، التحقت بها كتائب إضافية، لكنها معركة بدون خطة استراتيجية مسبقة، وبإمكانيات ذاتية محدودة، على الرغم من أنها معركة غاية في الصعوبة ويجب أن لا يستفيد منها النظام لبث المزيد من التحشيد لدى أبناء طائفته”.
وأضاف “وفقاً لرصدنا، فقد حشد النظام قوات كبيرة من الجيش وميليشيات الدفاع الوطني استعداداً لاستعادة المنطقة، وما لم يتم التنسيق فوراً بين بقية الكتائب العاملة في المناطق والمحافظات القريبة والدفع بقوات أكبر ومقاتلين، فمن المرجح أن يستعيد النظام السيطرة على المنطقة خلال أيام، لكنها ستكون معركة مكلفة بالنسبة له”.
وتابع “مثل هذه المعارك تحتاج لفتح أكثر من جبهة، وحشد عدد كبير جداً من المقاتلين، فهي بالنسبة للنظام معركة حاسمة تهدد وجوده كلياً، وإن لم يستطع المقاتلين الصمود في المنطقة فهم قد أوصلوا على الأقل رسالة لمؤيدي النظام من أبناء الساحل بأن النظام غير قادر على حمايتهم، وهم بمنأى عن الحرب السورية مؤقتاً، وقد تصيبهم هذه الحرب بمآسي بأي لحظة ما لم يتوقفوا عن دعم النظام والانخراط بالثورة الهادفة لإسقاطة بهدف بناء دولة المواطنة للجميع”.
وكانت كتائب إسلامية من جبهة النصرة وأنصار الشام وحركة شام الإسلام قد سيطرت الأسبوع الماضي على مدينة كسب في ريف اللاذقية بشكل كامل بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام كما سيطرت على بلدات أخرى قريبة من كسب وعلى برج الـ (45) الذي كانت تستخدمه قوات النظام لقصف مواقع الجيش الحر وقرى وبلدات جبل التركمان
أعضاء في الكونجرس ينتقدون سياسية أوباما “المضللة” إزاء سوريا
واشنطن (رويترز) – انتقد مشرعون أمريكيون طريقة تعامل إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع الحرب الأهلية في سوريا وطالبوا برد أمريكي أقوى على الصراع وتحسين سبل اطلاع الكونجرس على خطط البيت الأبيض في هذا الصدد.
وأعرب السناتور الديمقراطي روبرت منينديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ عن خيبة أمل شديدة بعدما رفضت آن باترسون مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى الإجابة على سؤال عن الاستراتيجية في محفل عام.
وقال منينديز خلال جلسة استماع للجنة “لدي مشكلة مع إجابة عامة على سؤال عام إذ لا يمكن أن أصدق أن ذلك سري.”
وأبرزت مناقشات ساخنة خلال استجواب باترسون وتوم كانتريمان وهو مساعد آخر لوزير الخارجية الانقسام العميق بشأن السياسة الخارجية بين الكونجرس سواء من الجمهوريين أو الديمقراطيين وإدارة أوباما.
جاءت جلسة الاستماع بعد يوم من إسقاط الديمقراطيين في مجلس الشيوخ إصلاحات لصندوق النقد الدولي تسعى إليها إدارة أوباما من مشروع قانون مساعدات لأوكرانيا قائلين إنهم شعروا إن دفع مشروع القانون سريعا هو أكثر أهمية.
ويشعر أعضاء لجنة العلاقات الخارجية بخيبة أمل لفشل الإدارة في فعل المزيد في سوريا حيث قتل 140 ألف شخص وتحول الملايين إلى لاجئين وتدرب آلاف المقاتلين المتشددين الأجانب على حمل السلاح للاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
ووصف السناتور بوب كوركر الجمهوري البارز في اللجنة احدى إجابات باترسون بأنها “هراء مضلل”.
وقال “لا أستطيع أن أتخيل أن تقولي ذلك في هذا الإطار. سيعطي ذلك للناس انطباعا بأن لدينا استراتيجية عسكرية مرتبطة بسوريا وذلك … أبعد ما يكون عن الحقيقة.”
وقال جون مكين السناتور الجمهوري وهو منتقد دائم لسياسة أوباما الخارجية إن السياسة الأمريكية إزاء سوريا تمثل “فشلا ذريعا”.
وقال مكين “تقف أعظم أمة في العالم بلا حراك وهي تشاهد هذه الإبادة الجماعية تحدث.”
وصوتت لجنة العلاقات الخارجية في مايو آيار للسماح بإرسال مساعدات عسكرية للمعارضة السورية ووافقت في سبتمبر أيلول على استخدام القوة العسكرية الأمريكية في الصراع.
لكن لم ترسل واشنطن مساعدات فتاكة وتخلى البيت الأبيض بعد ضغط أعضاء آخرين في الكونجرس عن خطط لقصف سوريا بعد الاتفاق مع روسيا على تدمير أسلحة الأسد الكيماوية.
واختلف كوركر مع ما قاله كانتريمان المسؤول عن قضايا انتشار الأسلحة بأن خطة الأسلحة الكيماوية كانت بناءة.
وقال كوركر “أنا أختلف معك بشدة. مع احترامي أعتقد أنك واهم.”
وانتهت الجلسة بعد أن طلبت اللجنة عقد جلسة سرية لسماع شهادة عما يجري بشأن بحث القيام بعمل عسكري والإجراءات التي يجري اتخاذها وإفادة عن تدمير أسلحة الأسد الكيماوية.
وقال منينديز “إذا كنتم لا تقدرون على ذلك عرفونا بذلك حتى لا يضيع أحد منا الوقت.”
من باتريشيا زينجرلي
(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)