أحداث الخميس 27 نيسان 2016
مفاوضات جنيف تستنجد بمجلس الأمن
نيويورك، لندن – «الحياة»
واصلت الطائرات السورية أمس حملة قصف على أحياء المعارضة في مدينة حلب شمال البلاد لليوم السادس، فيما أعلنت تركيا نيتها إرسال نظام صاروخي أميركي إلى حدودها مع سورية بهدف التصدي لتنظيم «داعش»، وهو ما قد يوفر غطاء لمنطقة آمنة في الشمال السوري. جاء ذلك عشية اختتام الجولة الثالثة من مفاوضات جنيف اليوم، والتي لم تُحقّق أي اختراق بين حكومة دمشق ومعارضيها. وقال ديبلوماسيون في نيويورك أن المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا سيقدّم اليوم إحاطة إلى مجلس الأمن «يُنتظر أن يطلب فيها دعم المجلس» لمسار المفاوضات في جنيف.
وفيما أوضح ديبلوماسيون أن دي ميستورا سيخاطب المجلس في جلسة مغلقة تحت بند «مناقشة أمور أخرى» من خارج جدول الأعمال، قال ديبلوماسيون آخرون أن الجلسة «تُعقد بناء على طلبه». وأجرى دي ميستورا محادثات في جنيف أمس مع شخصيات سورية معارضة والوفد الحكومي برئاسة بشار الجعفري، في وقت أعلن «تيار بناء الدولة» برئاسة لؤي حسين إنهاء علاقته بـ «الهيئة العليا للمفاوضات» الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية، متهماً إياها بالعمل لإعاقة العملية السياسية. كما كان لافتاً إعلان قدري جميل، وهو من المعارضة المقرّبة من موسكو، أن وفده طلب من دي ميستورا إجراء مفاوضات مباشرة وتوحيد المعارضة في وفد واحد، قائلاً أن «المفاوضات المباشرة تسرّع التقدم». وتابع: «الوضع الحالي في ظل وجود وفود عديدة (للمعارضة) غير طبيعي وشاذ، ويجب ألا يستمر».
ميدانياً، دمّر الجيش التركي أمس منصتي إطلاق صواريخ لـ «داعش» في ريف شمال سورية، بالتزامن مع إعلان وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو أن أميركا ستنشر بداية الشهر المقبل بطاريات صواريخ جنوب تركيا قد توفر غطاء لمنطقة آمنة شمال محافظة حلب التي شهدت مناطقها وداخل المدينة أمس غارات لليوم السادس شنّها الطيران السوري، وبينها ثلاث غارات على مقر للدفاع المدني.
وقال الوزير جاوش أوغلو في تصريح إلى صحيفة «هبرتورك» نشر أمس: «توصّلنا إلى اتفاق لنشر هايمارس» أميركية (هاي موبيليتي أرتيوري روكيت سيستم)، وهي صواريخ أميركية مضادة للصواريخ يصل مداها إلى 90 كيلومتراً، ما يغطي منطقة تصل إلى منبج في ريف حلب. وأعرب عن الأمل بأن تتوصل المحادثات مع الولايات المتحدة في شأن إقامة «منطقة آمنة» بين مدينتي منبج وجرابلس في شمال سورية، إلى قرارات ملموسة. وأردف: «هدفنا تطهير هذا الشريط البالغ طوله 98 كيلومتراً من داعش»، كما أوردت وكالة «فرانس برس».
وأعلن الجيش التركي، في بيان، أنه دمّر منصتين لإطلاق الصواريخ تابعتين لـ «داعش» شمال حلب، في اليوم الثاني من الهجمات التي تستهدف صواريخ التنظيم الذي قصف مناطق في كلس على الحدود السورية – التركية مرات.
وقُتل أمس 19 مدنياً بينهم 5 من عناصر الدفاع المدني في الغارات الجوية التي شنّها الطيران السوري على أحياء في مدينة حلب وريفها الغربي.
وكان البيت الأبيض أعلن في بيان أن الرئيس باراك أوباما وزعماء ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا دعوا في اختتام قمة في مدينة هانوفر الألمانية إلى احترام اتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية والعمل على نجاح مفاوضات السلام في جنيف.
وجاء في البيان أن القادة الغربيين «دعوا جميع الأطراف إلى احترام وقف الأعمال القتالية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، والمساهمة في نجاح مفاوضات جنيف في شأن الانتقال السياسي».
قوة أميركية تستعد لـ «تحرير» الرقّة
لندن، موسكو، هانوفر، جنيف، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
عزز الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الحملة ضد «داعش» بإعلانه العزم على إرسال 250 عسكرياً، بينهم قوات خاصة لتدريب القوات المحلية التي تقاتل التنظيم المتطرف، وسط استعدادات لبدء معركة «تحرير» الرقة شرق سورية، في حين أعلن «داعش» مسؤوليته عن تفجير سيارة في منطقة السيدة زينب التي تضم مزاراً شيعياً جنوب دمشق. وأكدت واشنطن وعواصم أخرى ضرورة إحياء اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي يتعرض لانتهاكات متكررة وسط استمرار القصف على حلب.
وقال أوباما في خطاب ألقاه في هانوفر، خلال قمة مصغّرة جمعته مع قادة أوروبيين: «تنظيم داعش الآن هو التهديد الأكثر خطورة لدولنا، ولهذا نحن متّحدون في عزمنا على القضاء عليه».
وأضاف: «وافقت على نشر 250 عسكرياً أميركياً إضافياً، بينهم قوات خاصة، في سورية». وذكر أن هؤلاء سيشاركون في «تدريب ومساعدة القوات المحلية» التي تقاتل المتطرفين، في ظل خطط لبدء هجوم مقاتلين عرب وأكراد لطرد التنظيم من الرقة معقله شرق سورية، بعد أسابيع على استعادة الجيش النظامي السوري بدعم روسي، مدينة تدمر الأثرية.
وإذ سقط أمس عشرات القتلى والجرحى نتيجة استمرار القصف على مناطق المعارضة والنظام في حلب، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» سقوط قتلى بتفجير طاول نقطة تفتيش أمنية عند مدخل بلدة الذيابية، قرب منطقة السيدة زينب جنوب دمشق، والتي تضم مزاراً شيعياً. وأعلنت وكالة «أعماق» المقرّبة من «داعش» مسؤولية التنظيم عن التفجير.
وشدّد أوباما على إحياء اتفاق وقف الأعمال القتالية. وحضّ ناطق باسم الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة وروسيا على «ممارسة نفوذهما الكامل لوقف الانتهاكات» التي تتعرض لها الهدنة، فيما ندّدت وزارة الخارجية الفرنسية بالهجمات التي يشنّها النظام السوري على مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة «ما أوقع عشرات الضحايا خصوصاً في حلب».
وواصل المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا مشاوراته مع الأطراف السورية، والتقى أمس في جنيف الوفد الحكومي برئاسة بشار الجعفري. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الوزير سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري بحثا في الأزمة السورية خلال اتصال هاتفي أمس، وأبديا تأييدهما الكامل لمفاوضات جنيف. وأفادت بأن لافروف شدد على ضرورة انسحاب «المعارضة المعتدلة» من المناطق التي يسيطر عليها «داعش» و «جبهة النصرة»، وضرورة قطع خطوط الإمداد للمتطرفين.
إلى ذلك، دخلت أمس قافلة جديدة من المساعدات الإنسانية مدينة الرستن ومحيطها في وسط سورية، وهذه العملية هي الثانية خلال خمسة أيام، وفق الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بافل كشيشيك.
بان قلق من العنف في سوريا ودو ميستورا يرفع تقريره اليوم
المصدر: (و ص ف، رويترز)
قالت الحكومة السورية أمس إن الجولة الأخيرة من المحادثات مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة في سوريا ستافان دو ميستورا كانت مفيدة ومثمرة، لكن ديبلوماسيين حذروا من أن تصاعد القتال حول حلب يهدد عملية السلام الهشة.
ويواجه دو ميستورا صعوبات في إبقاء المحادثات مستمرة بعد انسحاب اللجنة العليا للمفاوضات، وهي التيار الرئيسي للمعارضة، منها الأسبوع الماضي بسبب تصاعد أعمال العنف وتوقف قوافل المساعدات الإنسانية على رغم هدنة بدأ سريانها قبل شهرين.
وتصاعد القتال في محافظة حلب في الأسابيع الاخيرة، في حين يتماسك بصعوبة اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا.
وتوقع ديبلوماسيون أن يناشد دو ميستورا، الذي سيرفع تقريره الى مجلس الأمن اليوم، القوى الكبرى عقد اجتماع وزاري عاجل للمجموعة الدولية لدعم سوريا.
وأدلى رئيس وفد الحكومة السورية السفير بشار الجعفري بتصريحات مقتضبة الى الصحافيين بعد الاجتماع مع دو ميستورا عشية الموعد المقرر أن تنتهي فيه المحادثات الجارية في جنيف منذ أسبوعين قال فيها إنه يعتبر هذه الجولة مفيدة ومثمرة. ورفض قبول أسئلة من الصحافيين.
المطالبة بوفد موحد
وبعد لقاء جمع المبعوث الأممي ووفداً يضم شخصيات من المعارضة القريبة من موسكو وممثلين لمؤتمر القاهرة، صرح المعارض السوري قدري جميل: “طالبنا بمفاوضات مباشرة وطلبنا من دو ميستورا ان يقوم بمساعيه الحميدة بجهد في هذا الاتجاه، لان المفاوضات المباشرة تسرع التقدم”. وأضاف: “طالبنا أيضاً بجع المعارضة في وفد واحد”. ورأى ان “الوضع الحالي في ظل وجود وفود عديدة هو وضع غير طبيعي وشاذ ويجب الا يستمر”.
وأفاد ديبلوماسيون إن لجنة تابعة للمجموعة الدولية لدعم سوريا في شأن اتفاق وقف الأعمال العدائية ستجتمع في جنيف لمراجعة أحدث أعمال العنف.
تيار بناء الدولة
ووسط تعثر محادثات جنيف، أعلن تيار بناء الدولة السورية برئاسة لؤي حسين انهاء علاقته بالهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية، متهماً اياها بالعمل على اعاقة العملية السياسية الهادفة الى انهاء النزاع المستمر في سوريا منذ أكثر من خمس سنوات.
وكشفت الأمم المتحدة الاثنين ان الهيئة العليا للمفاوضات أبلغتها تعليق “مشاركتها الرسمية” في المحادثات غير المباشرة في جنيف مع النظام احتجاجاً على تدهور الاوضاع الانسانية وانتهاكات اتفاق وقف النار في سوريا.
واصدر التيار الذي ينشط من داخل سوريا بياناً في صفحته الرسمية بموقع “فايسبوك” جاء فيه: “بات مؤكداً أن الهيئة العليا للمفاوضات تعمل على إعاقة العملية السياسية لإنهاء الأزمة السورية وفق التوجه الدولي المصوغ بقرار مجلس الأمن 2254، وأنها باتت تعمل وفق مصالح دول إقليمية وليس وفق مصالح أبناء شعبنا السوري الذي يعاني كل أشكال الموت والقهر والتشرد والجوع”.
وتشكلت الهيئة العليا للمفاوضات من مجموعة من التيارات والاحزاب والشخصيات المعارضة بينها تيار بناء الدولة خلال لقاء موسع عقد في كانون الاول 2015 في الرياض، من أجل تمثيل المعارضة في محادثات السلام التي عقدت ثلاث جولات منها في جنيف هذه السنة من دون احراز اي تقدم.
بان كي – مون
وصرح الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون في فيينا: “أنا قلق جداً من التطورات الميدانية وخصوصاً الهجمات في دمشق أمس وفي حلب ليلاً”.
ولفت الى ان “وقف الاعمال العدائية يجب ان يستمر وإلا فسيكون من الصعب جداً على طواقم الاغاثة توزيع” المساعدات الانسانية.
وقتل 19 شخصاً على الأقل في عمليات قصف للمناطق التي يسيطر عليها المتمردون في مدينة حلب وفي بلدة غربها، استناداً إلى الاغاثة.
والاثنين قتل سبعة أشخاص على الأقل في انفجار سيارة مفخخة جنوب دمشق.
مقتل 19 مدنياً في غارات جوية على حلب وريفها تركيا تعتزم نشر بطاريات صواريخ على الحدود مع سوريا
27 نيسان 2016
سقط 19 مدنياً قتلى في غارات جوية على مدينة حلب وريفها، فيما تنوي تركيا نشر بطاريات أميركية مضادة للصواريخ على حدودها مع سوريا.
أفاد الدفاع المدني التابع للمعارضة السورية في حلب ان 19 مدنياً بينهم خمسة من عناصر الدفاع المدني قتلوا في غارات جوية استهدفت احياء خاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة حلب وريفها الغربي في شمال سوريا.
وشنّت طائرات حربية لم تحدد هويتها غارات جوية على الاحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة حلب.
وقال مسؤول في الدفاع المدني ان هذه الغارات أسفر عن “مقتل 14 مدنياً كحصيلة أولية في أحياء الفردوس وكرم البيك وباب النيرب وطريق الباب”.
وأوضح أنه أصيبت أيضاً أبنية سكنية وطرق عامة. وأظهرت صور التقطها المسؤول دماراً في حي الفردوس حيث تحطمت واجهات مبان وتناثرت الانقاض في الشارع الضيق. وبدا رجلان وهما يمسكان بشاب مصاب في رأسه ورجله اليسرى.
وتشهد مدينة حلب بشطريها الشرقي والغربي (الخاضعة لسيطرة النظام) حالاً من الشلل جراء التصعيد العسكري المتبادل منذ خمسة أيام. وفي الاحياء الشرقية، قال مراسل “وكالة الصحافة الفرنسية” إن غالبية السكان باتت تفضل البقاء في منازلها خلال النهار لتقوم بأعمالها مساء حين تتراجع حدة القصف.
وأعلن “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، أن الاحياء الغربية تشهد أيضاً “حالاً من الشلل” وخصوصاً بعد القصف العنيف الذي تعرضت له أمس من الفصائل المقاتلة، مما أسفر عن مقتل 19 مدنياً واصابة 120 آخرين بجروح.
وتعد مدينة حلب من أبرز المناطق المشمولة باتفاق وقف الاعمال العدائية الروسي – الاميركي المدعوم من مجلس الامن والذي بدأ تطبيقه منذ 27 شباط. وهو يتعرض لانتهاكات متكررة ومتصاعدة، وخصوصاً في حلب ومحيطها، ما يثير مخاوف من انهياره تماماً. وفي بلدة الاتارب بريف حلب الغربي، قتل خمسة من عناصر الدفاع المدني واصيب آخرون بعد منتصف الليل في غارة جوية استهدفت مركزاً للتدريب تابعاً لهم.
ونشر الدفاع المدني صور عناصره الخمسة ووصفهم بأنهم “أبطال”، وصوراً للدمار الذي لحق بالمركز حيث تضررت سيارة اطفاء وسيارة اسعاف.
تركيا تعزز قواتها
من جهة أخرى، صرّح وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو بأن تركيا اتفقت مع الولايات المتحدة على نشر بطاريات صواريخ أميركية الصنع مضادة للصواريخ على حدودها مع سوريا خلال ايار المقبل، لمواجهة عمليات القصف المتكررة التي يقوم بها تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) وتستهدف الاراضي التركية.
وقال لصحيفة “هبرتورك”: “توصلنا الى اتفاق لنشر “هايمارس” (هاي موبيليتي ارتيوري روكيت سيستم) وهي صواريخ أميركية مضادة للصواريخ.
ومنذ مطلع السنة الجارية سقطت نحو 40 قذيفة على مدينة كيليس التركية المجاورة للحدود مع سوريا، من مناطق يسيطر عليها “داعش”، مما أدى الى مقتل 17 مدنياً على الاقل.
واطلق التنظيم المتطرف الاحد قذائف على كيليس أوقعت قتيلين و25 جريحاً، مع العلم ان المدينة تستقبل أعداداً كبيرة من المهاجرين السوريين.
وأبلغ رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو مجلس النواب أن الحكومة قررت تعزيز وجود الجيش التركي في هذه المنطقة على نطاق واسع، وتوعد بالرد مباشرة على أي قصف. وقال: “سنرد على الفور وسنتخذ كل الاجراءات المناسبة”، مضيفاً ان طائرات اضافية من دون طيار ستنشر في منطقة كيليس لصد أي اعتداءات جديدة.
وفي الامكان نشر بطاريات الصواريخ الاميركية في أمكنة مختلفة نظراً الى سهولة نقلها، ويصل مداها الى 90 كيلومتراً.
ويبلغ المدى الاقصى للمدفعية التركية التي تقصف مواقع “داعش” في سوريا نحو 40 كيلومتراً. وترد القوات التركية دوماً على القصف الذي يستهدف أراضيها بقصف مدفعي مماثل.
ويأمل الوزير التركي، من جهة أخرى ، في ان تتوصل المحادثات القائمة مع الولايات المتحدة الى اقامة “منطقة آمنة” في شمال سوريا بين مدينتي منبج وجرابلس الى قرارات ملموسة. وقال :”ان هدفنا هو تطهير هذا الشريط البالغ طوله 98 كيلومتراً من داعش”.
وتدعو تركيا الى اقامة هذه المنطقة الآمنة لاستقبال اللاجئين السوريين فيها مع ضمان حمايتهم، الا أن واشنطن تتحفظ عن هذا المشروع.
المرصد السوري: تنظيم “الدولة” يسيطر على 5 قرى بريف حلب الشمالي
القاهرة – د ب أ – أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، على خمس قرى بريف حلب الشمالي بعد اشتباكات مع فصائل المعارضة .
وقال المرصد في بيان ، إن اشتباكات تدور منذ ليل الثلاثاء الأربعاء بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة، وتنظيم “الدولة الاسلامية” من جهة أخرى، في عدة محاور بريف حلب الشمالي، ما أدى لسيطرة التنظيم على قرى دوديان وتل حسين وجارز ويحمول الفيروزية وتليل الحصين.
وأشار المرصد إلى ان المعارك لا تزال مستمرة بشكل عنيف، في محاولة من الفصائل استعادة المناطق التي خسرتها، ومحاولة التنظيم التقدم وتوسيع نطاق سيطرته مجدداً.
موسكو تطلب من مجلس الأمن اعتبار مجموعتين سوريتين شاركتا في مفاوضات جنيف ارهابيتين
موسكو – أ ف ب – طلبت روسيا من مجلس الأمن الدولي مساء الثلاثاء، ان يعتبر مجموعتي “أحرار الشام” و”جيش الإسلام” السوريتين المعارضتين اللتين شاركتا في مفاوضات جنيف، “ارهابيتين”.
وأعلن السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين في بيان، ان بلاده طلبت من لجنة مكافحة الإرهاب ان تدرج مجموعتي “أحرار الشام” و”جيش الإسلام” المقاتلتين في لائحتها للمنظمات الإرهابية.
وأكد تشوركين في البيان انه رفع هذا الطلب “لأن هاتين المجموعتين اللتين تقاتلان في سوريا، مرتبطتان ارتباطاً وثيقاً بالمنظمات الإرهابية، لا سيما تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة اللذان يزودانهما بالدعم اللوجستي والعسكري”.
و”جيش الإسلام” حركة اسلامية مقاتلة، ويعتبر أهم فصيل معارض مسلح في الغوطة الشرقية في ريف العاصمة السورية.
واختير محمد علوش، أحد قادة “جيش الإسلام” السياسيين، كبير المفاوضين في وفد الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية.
وشاركت الهيئة العليا للمفاوضات، في جولة المحادثات التي تنظمها الأمم المتحدة في جنيف، والهادفة الى ايجاد حل للأزمة السورية، بصفتها الممثل الرئيسي للمعارضة.
ولا يعترف النظام السوري بتمثيلية الهيئة العليا للمفاوضات، التي يتهمها بالتبعية للسعودية وبالارتبط بمنظمات ارهابية.
وانسحبت الهيئة العليا للمفاوضات الأسبوع الماضي من محادثات جنيف غير المباشرة مع النظام، احتجاجاً على تدهور الوضع الإنساني وانتهاكات وقف إطلاق النار في سوريا.
وانتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هذا التصرف “المتقلب”، معتبراً ان الهيئة “مدللة من الجهات الأجنبية التي تحميها”.
ولم تحقق المفاوضات حتى الآن اي تقدم، في وقت تتصاعد أعمال العنف في سوريا، ما يؤدي الى ترنح اتفاق لوقف الأعمال القتالية سار منذ 27 شباط/فبراير.
وأسفرت عمليات قصف للقوات الحكومية السبت عن 13 قتيلاً في دوما، معقل “جيش الإسلام”، كما قال المرصد السوري لحقوق الانسان.
وفي اليوم نفسه، قتل قائد أركان حركة “أحرار الشام” الإسلامية، أحد أقوى الفصائل السورية المقاتلة، في تفجير انتحاري، بحسب المرصد.
المعارضة السورية: تحديد موعد لجولة محادثات السلام المقبلة يرجع للأمم المتحدة
بيروت – رويترز – قال جورج صبرا من الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة السورية الأربعاء، إن الأمم المتحدة يرجع إليها تحديد متى تستأنف محادثات السلام، بعد أن صرح مسؤول روسي بأنها ستستأنف في العاشر من مايو أيار.
وأضاف صبرا أن المعارضة لن تشارك في المحادثات إلى أن تنفذ مطالبها.
وكان صبرا يرد على تصريحات أدلى بها نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف في وقت سابق اليوم. وروسيا حليف وثيق للرئيس السوري بشار الأسد.
وأضاف صبرا “ما لم يتم إجراءات حقيقية على الأرض وفي الداخل السوري، سيبقى وفد الهيئة العليا للمفاوضات يعلق مساركته بالمفاوضات.”
وعلقت الهيئة العليا للمفاوضات مشاركتها في محادثات السلام الأسبوع الماضي، مع تصاعد العنف على الأرض ولم تحرز المفاوضات أي تقدم تجاه بحث انتقال سياسي.
وزارة الدفاع الأمريكية: لا أجندة خفية وراء الانتشار الأخير للجنود في سوريا
الخارجية تؤكد أن إرسال 250 من القوات الخاصة للتدريب والاستشارات وليس للقتال
رائد صالحة وتمام البرازي
واشنطن ـ «القدس العربي»: رفضت وزارة الدفاع الأمريكية انتقادات ترى ان نشر 250 جندياً في سوريا سيمهد الطريق لتوسيع مهمة الحرب ضد تنظيم «الدولة» وتنفيذ أجندة غير معلنة وقالت إن هناك حاجة بالفعل لنشر الجنود من اجل تلبية الاحتياجات الحالية.
وقال السكرتير الصحافي للبنتاغون بيتر كوك «هذه قدرات محددة لتلبية احتياجات خاصة في الوقت الراهن، وهي تتزامن مع أحاديثنا مع الشركاء»، وأضاف «القرارات الاخيرة جاءت بعد اجراء تقييمات واحاديث مع القادة المحليين على البر في سوريا، وهي قرارت منطقية لتسريع الحملة وزيادة تمكين القوى المحلية». وأوضح كوك بان المسألة لا تكمن في وضع الالاف من الجنود من اجل شن حرب لان الولايات المتحدة تتطلع إلى الاخرين لتنفيذ هذه المعركة ولكن ما تفعله واشنطن هو تقديم المساعدة والدعم.
وتناقضت ردود الفعل في الكونغرس حول أخبار انتشار القوات في سوريا التي جاءت بعد اسبوع فقط من اعلان اخر يتضمن إرسال 200 جندي امريكي أضافي إلى العراق حيث اصر قادة الحزب الجمهوري على ان هناك حاجة لاكثر من ذلك بينما حذر قادة الحزب الديمقراطي من خطر تورط الولايات المتحدة بشكل اعمق في النزاعات.
وأكد كوك أن القوات الأمريكية لن تتواجد في الخطوط الامامية مشيراً إلى ان دور القوات سيكون التواصل وتدريب ومساعدة القوات المحلية وتقديم معلومات استخبارية من الارض، وقال بان دور القوات الأضافية يشبه إلى حد ما دور القوات الاصلية.
وأضاف ان الادارة الأمريكية استقرت على إرسال 250 جندياً إلى سوريا بناءً على توصية من القادة العسكريين مشيرًا إلى ان العدد الاجمالي المذكور يتضمن عناصر المجال الطبي واللوجستي.
ولم يستبعد الناطق باسم البنتاغون امكانية إرسال مزيد من القوات الأمريكية إلى سوريا أو العراق، وقال «سنستمر في مواصلة النظر في كل فرصة جديدة والعمل مع الشركاء المحليين من اجل تسريع هذه الحملة ولكن، كما رأيتم، العملية محدودة جداً والقرارات تبحث في قدرات محددة». جاء ذلك فيما أجرى وزير الخارجية الامريكي جون كيري محادثات هاتفية امس مع نظيره الروسي سيرغي لافروف حول كيفية تثبيت وقف الأعمال العدائية أو وقف اطلاق النار في سوريا. واقترح كيري نظام مراقبة الهدنه على مدار ال24 ساعة للروس فرد لافروف ان هذا الاقتراح مبسط لأنه مازالت هناك مهمة اساسية وهي القتال ضد الإرهابيين.
وأشار الناطق باسم الخارجية الأمريكي جون كيربي ان كيري سيستمر في البحث عن طرق لتثبيت وقف الأعمال العدائية الهش.
وحول اعتبار ذلك بمثابة تقسيم للنفوذ بين الأطراف المتنازعة وبالتالي تقسيم سوريا يقول كيربي: ان الولايات المتحدة ماتزال ملتزمة بسوريا الموحدة وغير الطائفية وان كل أعضاء المجموعة الدولية لدعم سوريا (اي اس اس جي) بما فيها روسيا وقعوا على هذا الهدف الذي تضمنه قرار مجلس الامن الدولي الاخير.
وقال كيربي «إنه من الصعب تحديد مواقع جبهة النصرة ومواقع المعارضة السورية المقاتلة الموقعة على اتفاق وقف العمال العدائية وهناك تداخل بين المواقع للطرفين، ومازلنا نرى انه في حلب وحول حلب فإن النظام السوري مستمر في خروقاته لوقف الأعمال العدائية ومعظم الخروقات يقوم بها النظام السوري وهذا امر حسابي وواقعي، وان الامر صعب ونعمل عبر اتصالاتنا مع المجموعات المعارضة والدول التي لها تأثير على المجموعات المعارضة الاخرى للاستمرار في التزاماتهم بوقف العمال العدائية وألا يندمجوا مع مواقع جبهة النصرة».
وأضاف «نحن لسنا عمياناً للواقع في حلب وحولها من وضع ديناميكي وتداخل المواقع بين جبهة النصرة والمعارضة المسلحة، ولكن مازلنا نعتبر تمدد النظام وفرض سيطرته على المزيد من المناطق في سوريا ليس امرا جيدا لمستقبل البلاد».
وسئل لماذا تقول الادارة الأمريكية دائماً إنها لن ترسل قوات امريكية إلى داخل سوريا والآن قررت إرسال 250 جندياً امريكياً؟ فأجاب كيربي «ان مهمة الـ250 فرداً من القوات الخاصة الأمريكية هي تقديم الاستشارات، وكنا قد أرسلنا 50 مقاتلاً من القوات الخاصة الأمريكية إلى سوريا في الماضي، وكان لهم وقع إيجابي على قدراتنا للعمل ضد تنظيم الدولة، وبسبب نجاحهم ورغبتنا في تكثيف جهودنا ضد التنظيم قرر الرئيس اوباما زيادتهم بـ250 مقاتلاً من القوات الخاصة، ولم يقل الرئيس إنه ضد إرسال جنود إلى سوريا بل ما قاله أوباما انه لن يبعث بقوات عسكرية كبيرة».
وأضاف كيربي «لدينا في العراق 3 آلاف جندي لتقديم الاستشارات والمساعدة في القواعد في شتى انحاء العراق ولا يخوضون حرب مواجهة قتالية تقليدية، وفي سوريا لن نرسل قوات قتالية تقوم بعمليات عسكرية بل بعثنا مستشارين عسكريين من القوات الخاصة وقررنا زيادتهم بـ250 من المستشارين العسكريين حتى يجري تحسين أداء المقاتلين المحليين في داخل سوريا ضد تنظيم الدولة، وليس كل المقاتلين الذين يقاتلون تنظيم الدولة من الأكراد، ولكن الأكراد اثبتوا انهم شجعان ونجحوا في دحر التنظيم».
وأضاف كيربي «تعرفون في الماضي قام البنتاغون باخراج بعض مقاتلي المعارضة للخارج وتدريبها على قتال تنظيم الدولة ولكن ذلك لم ينجح، فتحولنا الآن لإرسال مدربين ومستشارين عسكريين أمريكيين لداخل سوريا للقيام بتدريب المقاتلين السوريين ضد التنظيم ومازال هدفنا في سوريا دفع العملية السلمية للامام لتحقيق عملية انتقال سياسي».
الجنوب السوري يدخل مرحلة جديدة من الاندماجات العسكرية بين فصائل المعارضة
الناطق باسم «الجبهة الجنوبية» يؤكد العمل على تشكيل هيكلة جيش حقيقي منظم
عمار خصاونة
درعا ـ «القدس العربي»: لطالما مر الجنوب السوري بمراحل عديدة في التحولات العسكرية ساهمت بدورها في تحقيق انتصارات لصالح المعارضة في الجنوب، غير أن الجنوب السوري يشهد دخول مرحلة جديدة في فترة حساسة تمر بها الثورة السورية وقيادتها السياسية.
وبدأت فصائل المعارضة في الجنوب بعمليات اندماجات كلية بين مجموعاتها، وشهد شهر نيسان/أبريل الجاري مجموعة إندماجات كان من بينها تشكيل تجمع «الحق» بعد اندماج خمسة فصائل، وقد تم تعيين العقيد إبراهيم الغوراني قائداً له، فيما تكونت فرقة «الحسم» من ثلاثة فصائل وقد تم تعيين العقيد قاسم الحريري قائداً لها، وتشكلت أيضاً الفرقة 46 مشاة من ثلاثة فصائل اندمجت مع بعضها وتم تسليم قيادتها للعقيد يوسف المرعي.
وتعتبر جميع الفصائل المندمجة وما انبثق عنها تابعة للجبهة الجنوبية، غير أن اندماجاً حصل في شهر آذار/مارس الماضي بين 15 تشكيلاً يُصنف ضمن تشكيلات الجيش الحر، وتم على إثره تشكيل تجمع ألوية الجنوب.
وصرح الرائد المنشق عصام الريس الناطق باسم الجبهة الجنوبية في حديث خاص لـ «القدس العربي» أن الجبهة الجنوبية اليوم باتت من أهم استراتيجياتها تشكيل هيكلية جيش حقيقي ومنظم، مشيراً إلى أن هذا هو هدف عمليات الاندماج القائمة في الجنوب اليوم.
وأضاف أن «هذه الاندماجات نابعة من مبادرة داخلية، وأن الأهداف القائمة اليوم للنظام في جنوب سوريا باتت أهدافاً ضخمة ويجب رفع مستوى التنسيق العسكري والتخطيط لتحريرها، وهذا لا يتم إلا بعمليات الاندماج الكلي بين الفصائل»، وما أكده أيضاً العقيد يوسف المرعي قائد الفرقة 46 مشاة.
وأضاف المرعي لـ «القدس العربي»، أن «الاندماجات تسير بتنسيق مع قيادة الجبهة الجنوبية وبهذه العملية تصبح عمليات تنسيق المعارك أفضل وهو ما يسهل في النهاية تحقيق أهداف الشعب السوري».
في السياق نفسه ذكر بشار الزعبي رئيس المكتب السياسي لـ «جيش اليرموك» لـ «القدس العربي» أن «هذه الاندماجات تأتي بمبادرة داخلية ومدعومة أيضاً من الدول الداعمة للجبهة الجنوبية»، كاشفاً عن الحديث عن اندماج بين «جيش اليرموك» و«لواء المهاجرين» و«الأنصار»، و«فرقة شباب السنة» إلا أن الأمر قيد العمل و لا يوجد شيء ملموس حتى الآن، حيث أن التشكيلات المذكورة تعتبر من التشكيلات الضخمة في ريف درعا الشرقي.
وعن إمكانية دخول معارك جديدة مع النظام السوري في ظل الاندماجات القائمة أضاف الزعبي أن فصائلهم تخوض اليوم معارك مع تنظيم «الدولة» في ريف درعا الغربي، ولا إمكانية متوفرة لفتح جبهة ثانية، على حد تعبيره، غير أن الريس قال بأن الجبهة الجنوبية التي استطاعت ـ في ظل الهدنة التي تلتزم بها- أن تكون خلال ساعات بالجاهزية القصوى وتتحرك لإيقاف تمدد تنظيم «الدولة» في ريف درعا الغربي، وقادرة أيضاً على التحرك في أي لحظة لضرب أهداف النظام ومواقعه المتبقية في الجنوب السوري.
وذكر أن الإمكانيات المتوفرة كانت منذ البداية قليلة ورغم ذلك استطاعت الجبهة الجنوبية تحقيق العديد من الانتصارات ضمن الإمكانيات المحدودة والمتاحة، مشيراً إلى أن الفصائل في الجنوب قادرة اليوم على العودة لتحقيق انتصارات جديدة ضد النظام السوري، حسب قوله.
هل لا تزال هناك هدنة في سوريا؟
أمير عبد القادر
ريف حماة ـ «القدس العربي»: بالنظر إلى حال الجبهات يبدو الوضع مشابهاً لما كان عليه قبل الهدنة المنعقدة في 27 شباط/فبراير المنصرم بل ربما تكون بعض الجبهات أسخن مما كانت عليه في ذاك الوقت كجبهات ريف حلب، وريف اللاذقية التي استعاد فيها الثوار السيطرة على قرى عدة من يد قوات النظام كما بدأت في الأيام الأخيرة معارك عنيفة على جبهات ريف حماة الشمالي.
ودفعت انتهاكات النظام المستمرة وعدم التزامه الواضح بالهدنة رئيس وفد المعارضة السورية أسعد الزعبي إلى مطالبة فصائل المعارضة المسلحة بالرد على انتهاكات النظام وهجماته حيث اتهم النظام باستغلال الهدنة لاستعادة السيطرة على بعض الأراضي الخارجة عن سيطرته. وطالب الزعبي فصائل المعارضة بالرد بعشرة صواريخ على كل صاروخ يطلقه النظام واستغلال الهدنة من قبلهم كما يفعل النظام تماماً، موضحاً أنه لن يواصل في مفاوضات جنيف إلى ما لا نهاية.
وبعد تعالي الأصوات السياسية من وفد المعارضة الذي يطالب المعارضة بالرد على النظام تزامناً مع المعارك العنيفة المتشعلة على الأرض يسأل البعض هل لا تزال هناك هدنة في سوريا؟
يقول مراقبون لوضع الهدنة أن المعارضة بشقيها السياسي والعسكري تعاملت مع الهدنة منذ بدايتها بشكل جدي والتزمت بكامل بنودها لكن النظام كعادته هو الذي بدأ بالخروقات واستغل الهدنة لأغراض أخرى كاستعادة السيطرة على بعض المناطق وارتكاب المجازر.
ويقول القائد العسكري في فيلق الشام أحمد أبو رابع لـ «القدس العربي» إن الفصيل أوقف كل معاركه العسكرية منذ بداية الهدنة لكن النظام لم يوقف قصفه على قرى المنطقة في ريف حماة، كما لم تتوقف الطائرات الروسية عن طلعاتها الجوية مما دعا فصيله إلى المشاركة مع فصائل أخرى للرد على هجمات النظام، مشيراً إلى أن هذا حق تضمنه بنود الهدنة حيث يحق لكل طرف أن يرد على إعتداءات الطرف الآخر في حال حصولها.
واستشهد على كلامه باسم المعركة التي أعلنتها الفصائل المسلحة في ريف اللاذقية تحت عنوان «رد المظالم»، مشيراً إلى أنها رد على عدوان النظام وإنتهاكاته أثناء الهدنة.
وطالب أبو أحمد بإيصال صوته الذي قال إنه تعبيرٌ عن حال كل الفصائل المسلحة في سوريا وطالب المجتمع الدولي الراعي للهدنة بإيقاف النظام عند حده، واتهم النظام بأنه يهدف من وراء خرقه للهدنة إلى عرقلة الحل السياسي في سوريا والذي لا يصب في مصلحته أبداً، لأنه يريد استمرار الحرب والفوضى ويواصل عرض نفسه للعالم على أنه من يحارب الإرهاب ويخلص الشعب السوري منه، بحسب قول المصدر.
غير أن مواقف بعض الفصائل المعارضة لا تقتصر على الرد على انتهاكات النظام مثلما هو موقف فيلق الشام، فبحسب شهادة النقيب حسين كمال من تجمع ألوية حماة المقاتلة فقد إنهارت الهدنة بالكامل ولذلك اشتعلت المعارك في ريف حماة وريف حلب حيث تمكن المقاتلون من استعادة قرى وبلدات عدة من النظام.
وأضاف النقيب لـ «القدس العربي» أن هذه الهدنة خرقها النظام وهو من بدأ المعارك والقصف وكل ما تفعله الفصائل هو رد طبيعي على اعتداءات النظام، مشيراً إلى أن الهدنة انتهت بالنسبة لهم والمعارك مستمرة كما كانت عليه.
إيران تحاول فتح طريق عبر الأنبار إلى سوريا وميليشياتها تقوم باختطاف وقتل وتجويع العرب السنة هناك
هل بدأت الولايات المتحدة تتورط شيئاً فشيئاً فب الحرب الأهلية السورية؟… و250 جندياً لن يهزموا تنظيم «الدولة»
إبراهيم درويش
لندن- «القدس العربي»: حذرت صحيفة «نيويورك تايمز» من مخاطر التورط الطويل في الحرب الأهلية في سوريا. وجاء تعليقها على قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما إرسال 250 جندياً أمريكياً إلى سوريا للعمل مع القوى التي تقاتل تنظيم «الدولة».
وبهذا يصبح عدد المستشارين والجنود الأمريكيين العاملين داخل سوريا 300. ورغم مقارنة الخطوة «الصغيرة» بـ 180.000 جندي أمريكي كانوا يقاتلون في العراق وأفغانستان عندما تولى أوباما السلطة عام 2009، وهو عدد ضخم بكل المقاييس إلا أنها ترى فيها مثاراً للقلق.
فزيادة القوات الأمريكية في سوريا يعني توسيعاً لدور الولايات المتحدة هناك أبعد من الدور الذي يقوم به 50 عنصراً من قوات العمليات الخاصة.
وعندما أعلن الرئيس عن القرار أثناء زيارته لألمانيا قال إنه يريد البناء على النجاحات التي حققها الأمريكيون والسوريون ضد تنظيم «الدولة» في الأشهر الماضية.
وأكد الرئيس أن القوات الأمريكية ستكون مهمتها تدريبية وليس «قيادة الحرب في الميدان». وأشارت الصحيفة إلى أن القوات الأمريكية وان لم تقد العمليات العسكرية في سوريا إلا أنها ستعمل هناك بدون مصادقة قانونية من الكونغرس. فعلى خلاف القوات التي أرسلت إلى العراق والتي تقوم بمواجهة تنظيم «الدولة» بناء على دعوة من الحكومة العراقية فالقوات الأمريكية ستعمل في داخل دولة ذات سيادة بدون غطاء قانوني واضح كما تقول.
وأضافت أن الرئيس أوباما برر إرسال القوات الجديدة كي تقوم بتدريب القوات السورية المحلية. ففي الوقت الذي اثبتت فيه القوات التابعة للأكراد السورية فعالية في مواجهة تنظيم «الدولة» إلا أن واشنطن لا تزال تبحث عن قوات عربية كافية للهجوم على الرقة – العاصمة الفعلية لتنظيم «الدولة».
وذكرت الصحيفة أن الطريقة المثلى لهزيمة الجهاديين في سوريا هي وقف الحرب الأهلية بين النظام وفصائل المعارضة وبعدها تتمكن كل الأطراف من توجيه طاقاتها نحو التنظيم الذي وصفه أوباما في جولته الأوروبية بأنه التهديد الأقرب على شعوبنا».
وقف الحرب الأهلية
وكان الرئيس يتحدث في وقت بدأت الهدنة التي مضى عليها شهر أو يزيد بين النظام والمعارضة بالإنهيار وهو ما سيوقف جهود البحث عن حل سياسي أو استئناف المفاوضات في جنيف.
واتهمت الصحيفة روسيا التي من المفترض أنها شريكة للولايات المتحدة في تطبيق اتفاق الهدنة والبحث عن حل سياسي. ومع ذلك قامت بتحريك قطعات عسكرية ثقيلة حول مدينة حلب «مما يثير الشكوك حول نوايا موسكو والتزامها بسلام دائم».
ولفتت الصحيفة الإنتباه إلى أن تصريحات أوباما حول توسيع الوجود العسكري في سوريا جاءت أثناء خطاب دعا فيه للوحدة وناشد فيه حلف الناتو للإنضمام للغارات الجوية والمساهمة بمدربين وتقديم دعم اقتصادي للعراق.
وتعترف الصحيفة بأن هزيمة تنظيم «الدولة» تقتضي قوة دولية بما في ذلك تحسين مستويات التشارك في المعلومات الإستخباراتية بين الدول الأوروبية.
مشيرة إلى أن أوباما فتح جبهة جديدة لمواجهة تنظيم «الدولة» على الإنترنت وذلك من خلال القيادة المركزية للحروب الألكترونية والتي تستهدف روسيا والصين وكوريا الشمالية ودعاية تنظيم الدولة.
وتعلق «نيويورك تايمز» في النهاية أن توسيع الحضور الأمريكي في سوريا يطرح عدداً من الأسئلة التي لا تزال بدون أجوبة وأهمها «ماذا تعني زيادة القوات الأمريكية للدور الأمريكي» في سوريا.
تغير في النبرة
وتعلق نانسي يوسف في موقع «دايلي بيست» أن قرار إرسال قوات إضافية يأتي في وقت التزم فيه الرئيس الأمريكية بموقفه الرافض لإرسال قوات برية لقتال تنظيم «الدولة».
نقل الموقع عن مسؤول دفاعي قوله إن الـ 250 جندياً لن يكونوا آخر دفعة تذهب إلى سوريا. وستبدأ طلائع القوات الأمريكية بالوصول إلى سوريا في الأسابيع المقبلة كجزء من عملية «حشد بطيء»حسبما قال المسؤول.
ولاحظ الموقع أن عملية نشر القوات أصبح أمراً روتينياً رغم تصريحات الإدارة الرافضة لنشر قوات برية في مناطق الحرب خاصة سوريا.
وهذا هو الإعلان عن إرسال قوات في مدى أسابيع. ويعترف المسؤولون بوزارة الدفاع (البنتاغون) بإمكانية إرسال قوات أخرى مع تزايد الحشود لاستعادة مدينة الموصل والرقة. وعلق مسؤول دفاعي قائلاً «هذه هي الخطة وفي حالة لم تنجح فسنرسل قوات إضافية» في تصريح يعكس إمكانية تورط الولايات المتحدة في الحرب وبشكل أعمق.
ويرى النقاد أن زيادة القوات بهذا المستوى ليس كافياً لهزيمة الجهاديين ولكنها عبارة عن محاولة لاحتواء الجماعة الإرهابية بأقل عدد ممكن من القوات الأمريكية.
وبحسب كريستوفر هارمر، المحلل في الشؤون البحرية في معهد دراسات الحرب في واشنطن قوله «المهمة هي نفسها ولم تكن المصادر كافية بشكل كامل. ولا تزال تراوح مكانها ونحن بحاجة لإنجاز المهمة».
وأضاف «من أجل هزيمة داعش في الموصل والرقة فنحن بحاجة إلى قوات برية تعمل مع الطيران الحربي بشكل قريب بالإضافة لنظام متناسق بين المعلومات الألكترونية والبشرية بشكل يسمح للقيام بغارات جوية حساسة. ولا تتوفر هذه القدرات لأي من حلفاء الولايات المتحدة».
وستكون مهمة القوات الجديدة في سوريا هي تجنيد قوات جديدة من المقاتلين العرب. خاصة أن المسؤولين الأمريكيين مترددون في الإعتماد بشكل كامل على الأكراد لاستعادة المدن الرئيسية التي يسيطر عليها الجهاديون وتحديداً الموصل والرقة. وقال مدير الأمن القومي جيمس كلابر يوم الإثنين إن القوات الجديدة ستساعد في جمع المعلومات الأمنية «في أي وقت تستطيع وضع عيون وآذان على الأرض فهو أمر جيد». ورفض المسؤول الأمني الأبرز التوضيح فيما إن كان إرسال قوات برية سيؤدي إلى تغيير مسار الحرب ويعجل بهزيمة الجهاديين.
وستتولى القوات الخاصة التي انطلقت نحو سوريا بتنسيق عمل قوات سوريا الديمقراطية وهي التي تتكون بشكل كبير من المقاتلين الأكراد ومقاتلين عرب وتجهيزها للتقدم غرباً نحو مدينة الرقة.
وتضيف يوسف أن قوات سوريا الديمقراطية استطاعت استعادة مناطق من تنظيم «الدولة» في الأسابيع القليلة الماضية وهو ما دفع الولايات المتحدة لزيادة قواتها والإستفادة من الزخم. فالزيادة هي جزء من خطة أعلنت عنها البنتاغون من جزءين.
ففي الأسبوع الماضي قال وزير الدفاع آشتون كارتر أن الجيش سيرسل 217 جندياً إضافياً إلى العراق. ووقع المسؤولون الدفاعيون أوامر بإرسال وحدات (أم 142 لأنظمة صواريخ المدفعية عالية الحركة) وسيتم نشر قوات أخرى من المستشارين من الولايات المتحدة وعدد آخر من قوات البحرية.
وكانت أول طليعة للقوات الأمريكية تصل إلى خطوط القتال ضد داعش هي 200 من جنود المارينز وصلوا بلدة مخمور التي تبعد 70 ميلاً جنوبي مدينة الموصل. وساعدت قوات المارينز القوات العراقية تحقيق تقدم بطيء. ولم تعلن الولايات المتحدة عن هذه التطورات إلا بعد مقتل الملازم لويس كاردين في 19 آذار/مارس.
تدرج وتورط
وفي هذا الإطار نقلت «كريستيان ساينس مونيتور» عن ميليسا دالتون، الموظفة السابقة في وكالة الإستخبارات الدفاعية قولها إن قرار أوباما زيادة القوات في سوريا هو محاولة «لإثبات مفهوم من نوع ما».
ويبدو أن هذا المفهوم نجح حسبما تقول «فقد كان هناك زخم إيجابي مع فكرة تقول: حسنا لو توسعنا قليلاً وضاعفنا من عدد المدربين في البلاد فلربما ضاعفنا الآثار».
ولكن الصحيفة تتساءل عن السبب الذي تزيد فيه الولايات المتحدة من جهودها العسكرية في وقت تنهار فيه الجهود الدبلوماسية. وتقول دالتون «إلى أين نحن ذاهبون. وهل هذه بداية زيادات أخرى وإلى أين ستنتهي؟». إلا أن آخرين يعتقدون أن بناء القوات خطوة بعد أخرى معقول.
وتعطي الولايات المتحدة القدرة على تقوية القوى المضادة لتنظيم الدولة الإسلامية بدون أن تورط نفسها في حرب في الشرق الأوسط. ويقول نيكولاس هيراس، المحلل لشؤون الشرق الأوسط بمركز الأمن الأمريكي الجديد إن «التدرج هو المدخل الصحيح».
ومن هنا ينظر لقرار إرسال أوباما إرسال قوات إضافية إلى الشرق الأوسط بأنها مقامرة ولكن بمخاطر قليلة. وهي ليست كبيرة مقارنة مع الخطط الكبيرة التي حاولت الإدارة تطبيقها في سوريا سابقاً. فقد أعلنت عن مشروع بقيمة 500 مليون دولار لتدريب المعارضة السورية.
ولم يثمر البرنامج حسب قائد القيادة المركزية أوستن لويد «سوى أربعة أو خمسة جنود شاركوا في القتال» مع أن مسؤول السياسة في البنتاغون أخبر الكونغرس «كانوا يحصلون على تدريب رهيب».
ويشير هيراس إلى أن المسؤولين الأمريكيين شرحوا فوائد إرسال القوات الأمريكية في البداية- أي عندما نشروا 50 جندياً- وهي تدريب المعارضة ودعم الغارات الجوية الأمريكية والدعم اللوجيستي والتأكيد على أن استهداف تنظيم «الدولة» هو الأولوية إلا أن أمريكا لن تعترض لو قامت هذه القوات بضرب نظام الأسد.
وأضاف أن المدربين الأمريكيين استطاعوا زيادة عد المقاتلين العرب ضمن وحدات قوات سوريا الديمقراطية.
وهذا تطور مهم لأن بناء الثقة بين القوى المعادية لتنظيم «الدولة» مهم. فالولايات المتحدة تثق بالأكراد لكن العرب لا يثقون بهم وتهرب عائلاتهم إلى المناطق الخاضعة لتنظيم الدولة خوفاً من المقاتلين الأكراد.
ويتهم هؤلاء بعمليات تطهير عرقي ضد السكان العرب وإجبارهم على الرحيل من بيوتهم. وتعلق جيني كافريلا من معهد دراسات الحرب أن الأكراد يهدفون في النهاية لإقامة منطقة حكم ذاتي في مناطقهم السورية وهو ما يعارضه السنة العرب.
وترى «كريستيان ساينس مونيتور» أن زيادة المزيج الإثني بين هذه القوات مفيد وسيعطي هذه الجماعات القدرة على استعادة مناطقها وسيساعدها على التعايش مع غيرها والبحث عن طرق للتعاون فيما بينها.
وتشير الصحيفة إلى ان برامج التدريب السابقة كانت تركز على المقاتلين الذي رشحتهم الجماعات السورية المعارضة وبوساطة تركية في الغالب. أما الآن فالتركيز هو على المقاتلين الذي طردهم تنظيم الدولة.
ومن هنا فستكون دافعيتهم لقتاله والإنتقام منه أكبر. فالتنظيم هو المعوق الأهم لهم ولعودتهم إلى قراهم وبيوتهم حسبما يقول هيراس.
خطط إيران
ورغم الحديث عن الزخم العسكري إلا أن أوباما استبعد في لقاءاته الأخيرة استعادة مدينة الموصل قبل نهاية العام الحالي. وقال في مقابلة مع «سي بي اس» إن الجهود لاستعادة الموصل تتشكل وتقوم على محاصرة وإضعاف تنظيم الدولة داخل المدينة وعندما يتم تحقيق هذه المرحلة فستكون القوات العراقية جاهزة لدخول المدينة. لكن هذه القوات تعاني من مشاكل في القيادة ومصاعب لوجيستية. فيما تواجه الحكومة في بغداد مصاعب مالية ومصاعب سياسية.
وكان من المؤمل تحركها بعد استعادة الرمادي العام الماضي. وهناك عامل آخر يؤثر على الحملة ضد تنظيم «الدولة» ولا علاقة لها بالخلافات العربية- الكردية ولا الإقتتال بين الحشد الشعبي والبيشمركة وله علاقة بكل من إيران والولايات المتحدة حيث ترى صحيفة «نيويورك تايمز» أن كلاً منهما يعرقل عمل بعضهما البعض.
ففي تقرير أعده تيم أرنغو يقول: إن القوات العراقية المدعومة من الطيران والمستشارين الأمريكيين حققت مكاسب بطيئة ضد الجهاديين في محافظة الأنبار.
وفي مدينة الفلوجة التي يسيطر عليها التنظيم منذ مدة أطول من أي مدينة في سوريا والعراق يعاني السكان السنة من التجويع بسبب الحصار الذي يفرضه الجيش والميليشيات الشيعية عليها.
وفي مناطق أخرى من المحافظة تمارس الميليشيات المدعومة من إيران عمليات اختطاف وقتل وتقييد لحركة المدنيين من العرب السنة. ويقول الكاتب الذي يراقب الدور الأمريكي في العراق والذي يعود إلى ما قبل 25 عاماً فالصورة كئيبة عن مكاسب في المعارك لكنها لا تحقق الإستقرار.
ونقل الكاتب عن كينث بولاك، الزميل الباحث في معهد بروكينغز «لسوء الحظ، فكعلامة للتدخل الأمريكي في العراق وعلى الأقل منذ عام 2003 فمكاسب المعركة لا ترفق بجهود سياسية – اقتصادية تحدد فيما إن تحول النجاح في ساحة المعركة إلى إنجاز طويل الأمد». ومن هنا يدعو الكثيرين من نقاد التدخل العسكري لتزامن الإنتصارات العسكرية بمصالحة بين السنة والشيعة. وهو أمر تعارض إيران حدوثه حسب مسؤولين.
ويقولون إن الوضع في الأنبار مثير للكآبة. فقد زادت الميليشيات الشيعية من حدة العداء ومنعت مئات الألوف من السنة العودة إلى بيوتهم.
ويقول المحللون والمسؤولون إن إيران والولايات المتحدة لا تريدان هزيمة تنظيم «الدولة» لعدم قدرتهما على العمل معاً وتشكيل حكومة وحدة وطنية في البلاد وحتى بعد توقيع الإتفاق النووي الذي أمل الكثيرون أن يؤدي لتعاون قريب بينهما.
عذاب الأنبار
وترى الصحيفة أن محافظة الأنبار تقدم صورة عن التناقض في الجهود بل التضارب، فهذه المنطقة التي خسر فيها الجيش الأمريكي الكثير من جنوده أثناء قتالهم القاعدة بعد غزو عام 2003 تحولت إلى ساحة خاضعة لتنظيم «الدولة».
وفي الوقت الذي تقدم فيه أمريكا الدعم للقوات العراقية والعشائر المحلية في الجهود الحربية ضد الجهاديين تقوم إيران وبطريقة سرية بتحقيق أهدافها في المحافظة. فهي تحاول تأمين خط آمن نحو سوريا وحلفائها هناك: نظام الأسد وحزب الله اللبناني وحماية بغداد والحكومة الشيعية التي تسيطر عليها.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه إدارة أوباما عن خطط لزيادة الدعم العسكري ونشر مروحيات أباتشي ونشر قوات أمريكية قريباً من خطوط القتال والتحضير لاستعادة الموصل، تقوم الميليشيات المدعومة من إيران بعرقلة هذه الجهود ومنع توحيد السكان كمقدمة للقضاء على التطرف.
ففي الفلوجة رفضت الميليشيات السماح للسكان السنة بمغادرة المدينة ولا دخول المساعدات الإنسانية للمحاصرين. ويتحدث العرب السنة في المحافظة عن عمليات اختطاف وقتل تقوم بها الميليشيات وهي روايات يقول المسؤولون الأمريكيون في العراق إنها موثوقة.
وفي بعض الحالات تلقت عائلات أشخاص اختطفوا مطالب بفدية. ويقول أبو عبد الرحمن الذي يسكن في أميرية الفلوجة الواقعة تحت سيطرة الحكومة إن ثلاثة من أولاد عمه اختفوا العام الماضي بعدما أوقفتهم الميليشيات على الحواجز.
ومع أن شخصاً اتصل بالعائلة طالباً فدية 8000 دولار دفعتها إلا أنه اختفى والمال معه. وتعيش الفلوجة أوضاعاً صعبة حيث سجلت وفيات بسبب الجوع فيما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل خيالي.
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق ليز جاردين «نحن قلقون حول الفلوجة» و»هناك تقارير عن نقص في المواد الغذائية والدواء».
وكان هادي العامري، رئيس منظمة بدر التي تلعب دوراً مهماً في الحشد الشعبي، في مقابلة جرت معه بداية هذا العام أن حصار الفلوجة هو ضرورة عسكرية «حصار المدينة من أجل قطع الإمدادات».
وعندما سئل عن مطالب الأمم المتحدة والجماعات الأخرى بإدخال الطعام للمدينة أجاب «إرسال الطعام لمن؟ لداعش». ويشعر أهل الفلوجة بأنهم عالقون بين حصار الميليشيات وقسوة تنظيم الدولة.
ويقول أحمد محمد، أحد مواطني المدينة «الوضع في الفلوجة صعب بسبب الحصار الذي تفرضه القوى الأمنية ومن الداخل بسبب داعش الذي يرفض السماح لنا بمغادرة المدينة». ولا توجد تغطية كافية للهواتف النقالة ومن يقبض عليه وهو يتحدث بالهاتف يعتقل. ويقول قيس الجميلي «أصبح صعباً استخدام الهواتف النقالة لأن داعش يعتقد أننا نتحدث مع الحكومة».
سباح سوري يحمل الشعلة الأولمبية في اليونان
إفي
طاف السباح واللاجئ السوري إبراهيم الحسين (27 عاما) اليوم بشعلة أوليمبياد ريو 2016 في مخيم اليونس للاجئين باليونان.
وحمل الحسين (27 عاما)، الذي فقد نصف ساقه اليمنى في غارة بسورية، الشعلة في المعسكر الذي يعيش به ألف و620 شخصا، أغلبهم من أفغانستان، محاطا بعدد من اللاجئين وكاميرات التليفزيون والصحافيين.
وقال الحسين في تصريحات تليفزيونية “هذا شرف كبير بالنسبة لي، وأهديه لكل السوريين والعرب الذين مروا بمواقف صعبة كثيرة”.
وتابع السباح السوري “رسالتي لهم هي أنهم لا يمكنهم البقاء في معسكرات اللاجئين دون القيام بشيء، بل عليهم السعي وراء أحلامهم”.
يشار إلى أن الحسين، الذي يعيش في اليونان منذ 2014، كان وصل إليها على متن قارب مطاطي، مع العلم أنه بدأ السباحة بإيعاز من والده، حتى اضطر للتوقف عن ممارستها لفترة بسبب اندلاع الأزمة السورية في 2011.
ويلعب الحسين، الذي يحمل صفة لاجئ، حاليا في فريق ماروسي، أحد أحياء أثينا، لكرة السلة من على الكراسي المتحركة، ويتدرب على السباحة ثلاث مرات أسبوعيا مع منظمة (ألما) غير الربحية التي تعمل على مساعدة الرياضيين من ذوي الإعاقة.
ويقدر المواطن السوري حاليا على سباحة 50 مترا حرة في 28 ثانية، أي ما يقل بثلاث ثوان عن أفضل أرقامه الشخصية قبل الغارة التي تسببت في إعاقته.
سورية: “داعش” يجدد هجومه على المعارضة شمالي حلب
رامي سويد
استأنف مقاتلو تنظيم “الدولة الإسلامية” هجماتهم على مناطق سيطرة المعارضة السورية بريف حلب الشمالي، بعد نحو أسبوع من الهدوء النسبي على خطوط التماس بين الجانبين، إذ نجح مسلحو التنظيم، فجر اليوم الأربعاء، في السيطرة على خمس بلدات وقرى كانت بيد المعارضة السورية، مساء أمس الثلاثاء، إلى الشرق من مدينة إعزاز، الواقعة قرب الحدود السورية التركية.
وقال الناشط حسن الحلبي، في حديث مع “العربي الجديد”، إن مسلحي “داعش” هاجموا، بعد منتصف الليل، نقاط تمركز قوات المعارضة في بلدة دوديان والقرى المحيطة بها بثلاث سيارات مفخخة، اتبعها التنظيم بهجوم بالرشاشات المتوسطة والثقيلة على نقاط تمركز المعارضة، التي اضطرت إلى الانسحاب من بلدة دوديان وقرى تل حسين وجارز ويحمول والفيروزية وتل الحصين، ليسيطر “داعش” عليها بالكامل.
ولفت الحلبي إلى أن الاشتباكات التي جرت بين الجانبين أدت إلى سقوط قتلى وجرحى بين الجانبين، كما نجح “داعش” بأسر أربعة على الأقل من مقاتلي قوات المعارضة، الذين كانوا يدافعون عن المنطقة.
وبهذا التقدم، باتت قوات “داعش” على بعد نحو ثلاثة كيلومترات فقط من مدينة اعزاز، التي تسيطر عليها المعارضة السورية، والتي باتت بدورها تحتفظ بالسيطرة على شريط حدودي ضيق لا يتجاوز عرضه ثلاثة إلى أربعة كيلومترات فقط من الحدود التركية باتجاه الداخل السوري، في الوقت الذي يواصل التنظيم تقدمه نحو مدينة اعزاز ومعبرها الحدودي.
وفي سياق آخر، تواصلت، حتى صباح اليوم الأربعاء، عمليات القصف في مدينة حلب، وأكدت مصادر ميدانية لـ”العربي الجديد” أن صاروخا من نوع أرض أرض سقط، فجر اليوم الأربعاء، على منطقة حلب القديمة، التي تسيطر عليها المعارضة السورية.
كما قامت طائرات حربية تابعة للنظام السوري باستهداف مناطق بأحياء بستان القصر والزبدية وأقيول وباب الحديد وباب قنسرين بالرشاشات الثقيلة، في الوقت الذي يتواصل سقوط القذائف التي يعتقد أن قوات المعارضة تقوم بإطلاقها، وذلك على أحياء السليمانية وبستان كل آب والميدان وسيف الدولة والمنشية والعزيزية وباب الفرج والتلل والمشارقة والخالدية وجمعية الزهراء والإذاعة وشارع النيل، التي يسيطر عليها النظام السوري وسط وغرب مدينة حلب.
التسلل إلى مواقع النظام في حلب: النجاة بأعجوبة
خالد الخطيب
فشلت المعارضة المسلحة في حلب، في تنفيذ عملية عسكرية وصفتها بالسرية، كانت ستقلب الطاولة على قوات النظام في ما لو كتب لها النجاح. واستهدفت الخطة الأحياء الغربية من حلب المدينة؛ ضاحية الأسد وحلب الجديدة وجمعية الزهراء، الواقعة تحت سيطرة قوات النظام والمليشيات الموالية. المعارضة فضّلت التكتم على العملية، حتى تسنى لها معالجة نتائجها. وتمكنت “المدن” من الحصول على تفاصيلها، بعدما تكاثرت الإشاعات حولها، وسط تهليل قوات النظام والمليشيات الشيعية، والمبالغة في أعداد قتلى المعارضة.
خسرت المعارضة نتيجة العملية التي جرت مساء السبت الماضي، قرابة 60 مقاتلاً بين قتيل وجريح. وكانت العملية العسكرية من تخطيط وتنفيذ “جيش المجاهدين”، وهو أحد أبرز فصائل المعارضة الحلبية، ويتمركز مقاتلوه بشكل رئيس في مناطق حلب الغربية؛ في خان العسل والراشدين والبحوث العلمية، والتي تشرف بشكل مباشر على جبهات النظام في حلب الجديدة وجمعية الزهراء وغيرها من الأحياء التي تقع غربي قلب المدينة، ويفصلها عنه طريق حلب-دمشق الدولي “محلّق”.
وباشر مقاتلو المعارضة بالتسلل عبر نفق كبير، مجهز مسبقاً ويستخدم لجر مياه الصرف الصحي من قلب المدينة، مروراً بحلب الجديدة وضاحية الأسد باتجاه الغرب، انطلاقاً من مواقعهم في منطقة المنصورة والراشدين. وبدأت العملية عند الساعة الرابعة من مساء السبت، وبقي المقاتلون يدخلون تباعاً، حتى وصل عددهم إلى 600 مقاتل حتى الساعة الثامنة من مساء السبت.
ووصلت طلائع المتسللين فعلياً إلى مشارف المناطق المستهدفة بعدما قطعت مسافة كيلومترات قليلة، وهي تحمل ذخائر فردية متنوعة، خفيفة ومتوسطة. واكتشف أمرهم في اللحظات الأخيرة قبل بدء العملية، والخروج من النفق، في منطقة منيان التي يمر من تحتها النفق، بالقرب من حلب الجديدة.
وما أن تأكد النظام من وجود تسلل تحت الأرض لمقاتلي المعارضة، حتى شنّت قواته حملة عنيفة من القصف المدفعي والصاروخي وبالهاون طال الجبهات الغربية، وخط سير النفق، كما عمل على إطلاق قذائف تحمل غازات سامة من خلال الفتحات العلوية المؤدية للنفق المستهدف والتي تقع ضمن مناطق سيطرته.
وبدأ مقاتلو المعارضة بالانسحاب والتراجع تدريجياً، بعدما فشلت العملية، وقُتل 19 منهم، اختناقاً. وبقيت 9 جثث لم تتمكن المعارضة من سحبها، واستولت عليها في قوات النظام. وجرح 64 آخرين خلال عملية الانسحاب، التي وصفت بالأعجوبة، والنجاة من موت محتم.
القائد العسكري في “جيش المجاهدين” النقيب أمين ملحيس، أكد لـ”المدن”، أن العدد الكبير للقوات المقتحمة والمتسللة من قبل “جيش المجاهدين” كان السبب في كشف العملية، وافتضاح أمرها، لأن أصوات العناصر كانت مسموعة لدى قوات النظام في منطقة منيان، ومن ثم تم تعميم الخبر على كامل قطاعات حلب الجديدة وضاحية الأسد وبدء الهجوم المعاكس ضد مقاتلي المعارضة.
وأوضح النقيب ملحيس، أنه وأثناء انسحاب مقاتلي “جيش المجاهدين”، تم فتح فتحات نفق الصرف الصحي في أكثر من منطقة، من قبل قوات النظام، وألقيت فيها قنابل متنوعة سامة، ودخانية، حتى “أخبرنا المقاتلون بإعاقة الانسحاب داخل النفق، فتم توجيه نيران المدفعية من قبلنا على طول النفق حتى غادر عناصر قوات النظام من فوق فوهات النفق، باتجاه مواقعهم وتحصيناته، حتى تسنى لمقاتلينا الانسحاب وسحب الجثث والمصابين”.
وأشار النقيب ملحيس، إلى أهمية العملية العسكرية من حيث الأهداف القريبة والبعيدة، ولو أنها نجحت لكانت قلبت موازين القوى بحلب بشكل كبير لصالح المعارضة، بحسب قوله. وربما كان السبب في فشلها خلل في التخطيط والتنفيذ.
محاولات عديدة من هذا النوع قامت بها المعارضة المسلحة في حلب على مدى السنوات الماضية، وتركزت بشكل أساسي في منطقة حلب القديمة، في باب الحديد وباب النصر والقلعة والسويقة والجامع الكبير، باعتبارها على اتصال مباشر مع قلب المدينة ومراكز النظام الأمنية في باب الفرج وبارون والقوتلي وساحة سعد الله الجابري والجميلية.
وعادة ما انتهت العمليات بتفجير الأنفاق التي يتم حفرها تحت مقار ومفارز وحواجز أمنية وعسكرية لقوات النظام. كما نجحت عمليات تسلل بواسطة الأنفاق لكنها لم تحقق إنجازات كبيرة يمكن الاعتداد بها في معركة مفتوحة على مصراعيها.
وتنبه النظام في كثير من الأحيان لهذه العمليات، وتحديداً تلك التي كانت تسلك الأنفاق القديمة الواصلة إلى قلعة حلب، التي يتخذها عناصر النظام قاعدة عسكرية تحوي مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والرشاشة والقناصة، والتي تشرف بشكل مباشر على معظم المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في الأحياء الشرقية.
واتبع النظام الأسلوب ذاته خلال السنتين الماضيتين، حيث بدأ مقاتلوه بحفر الأنفاق، وتفجيرها، ونسف الجبهات والتحصينات التي لا يتمكن من تحييد خطرها عن مقاره ومفارزه العسكرية والأمنية.
العملية العسكرية الأخيرة التي نفذها مقاتلو “جيش المجاهدين” غربي المدينة تختلف كلياً عن المحاولات الكلاسيكية، خلال المرحلة الماضية، من حيث عدد المقتحمين والعتاد والذخائر المستخدمة، والأهداف.
ولو نجحت العملية، لكانت وفرت للمعارضة فرصة تاريخية في أحلك ظرف تعيشه في حلب، ومكنتها من الوصول إلى قلب المدينة والسيطرة على طريق “المحلّق” حلب-دمشق، بعد أن تسيطر على حلب الجديدة وضاحية الأسد، ويصبح الطريق أمامها مفتوحاً باتجاه الحمدانية والملعب البلدي والجامعة.
قد لا تتوقف المعارضة الحلبية عن التفكير في عمليات مشابهة، ربما بسبب حالة اليأس التي تعيشها وعدم قدرتها على مواجهة قوات النظام وحشد واسع من المليشيات الشيعية التي تنتشر على كامل الجبهات في الريف والمدينة. لكنها حتماً لن تكرر هذا المشهد الذي عكس سوء التخطيط والتنفيذ ما أسفر عن خسارة عدد كبير من مقاتليها.
روسيا “تقرر” استئناف المفاوضات والمعارضة السورية ترد
العربية.نت – وكالات
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مؤتمر صحافي، أن استئناف المحادثات السورية في جنيف في 10 مايو. وأشار إلى أن القوات الروسية في سوريا خلقت أجواء مناسبة لإطلاق العملية السياسية. وتابع قائلاً إن هناك قرارات سياسية اتخذها البعض أدت لانهيار الأمن بالمنطقة.
كذلك، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف قوله، اليوم الأربعاء، إن محادثات السلام السورية ستستأنف في جنيف في العاشر من مايو. وقالت الوكالة إن بوغدانوف أشار إلى أن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا هو الذي أعلن ذلك.
المعارضة السورية ترد
في المقابل، ردت المعارضة السورية على هذا الإعلان المنفرد، مؤكدة أن الأمم المتحدة هي المخولة لتحديد موعد استئناف المحادثات.
وقال جورج صبرا من الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة السورية إن الأمم المتحدة هي الجهة التي يرجع إليها تحديد متى تستأنف محادثات السلام. وأضاف صبرا أن المعارضة لن تشارك في المحادثات إلى أن تنفذ مطالبها. وأضاف صبرا ما لم يتم إجراءات حقيقية على الأرض وفي الداخل السوري سيبقى وفد الهيئة العليا للمفاوضات معلق اشتراكه بالمفاوضات.”
يذكر أن الهيئة العليا للمفاوضات علقت مشاركتها في محادثات السلام الأسبوع الماضي مع تصاعد العنف على الأرض ولم تحرز المفاوضات أي تقدم تجاه بحث انتقال سياسي.
معارض سوري: جنيف دون الهيئة العليا للمفاوضات مضيعة للوقت
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 26 أبريل 2016
روما -شدد معارض سوري على أن أي اجتماعات في جنيف حول الأزمة السورية دون الهيئة العليا للمفاوضات هي “مضيعة للوقت”، وقال إن الولايات المتحدة وروسيا أقحمتا معارضين وصفهم بـ”المصطنعين” من أجل “البحث عن شرعية زائفة للتوصل إلى اتفاق زائف”، ودعا إلى ضرورة إعادة النظر في تركيبتها.
وحول استئناف المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا محادثات جنيف بغياب وفد هيئة التفاوض المنبثق عن مؤتمر الرياض، ومواقف الدول الكبرى من ذلك، قال فواز تللو، السياسي والباحث السوري المعارض، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن إقحام أطراف المعارضة المصطنعة غير ذات العلاقة بالثورة السورية وذات المطالب المنخفضة هي رغبة أمريكية من اجل قتل الثورة السورية والمحافظة على النظام ببنيته الطائفية المرغوبة دولياً منذ نصف قرن، وهناك انسجام كامل بين الأمريكيين والروس (والإيرانيين والنظام السوري) الذين ينفذ دي مستورا أجندتهم”.
وحول ظروف تشكيل وصعود المعارضات التي يتحدث عنها، قال تللو “بعض هذه المعارضات المصطنعة أو الهزيلة جرى تلميعها من قبل الائتلاف الوطني والمجلس الوطني قبله، وليس من قبل الروس والأمريكان ودي ميستورا، وهناك الآن ازدواجية واختراقات في هيئة التفاوض، حيث نجد أن بعض أفرادها انخرطوا في جماعة مؤتمر القاهرة وموسكو وتربطهم أحلاف مع ممثلي حزب العمال الكردي السوري الحليف للنظام، وبعضهم لهم ممثلين في وفد المجتمع المدني، وبعضهم كان جزءاً من هيئة التفاوض ثم انشق عنها، حيث يعبر كل ذلك عن الانسياق السلبي وراء الرغبة الأمريكية الضاغطة لدعوة أي جهة لمؤتمر الرياض”.
وأضاف “إقحام هذه المعارضات يهدف للتشويش على هيئة التفاوض التي لا يمكن تهميشها إلا إذا اعترفت بهذه المعارضات كشريكة، لكنها لم تفعل ولن تفعل، لكن عليها تحذير دي مستورا من الاستمرار بهذه اللعبة السيئة، وعليها رفض تواجد هؤلاء في جنيف، وأي اجتماعات في جنيف بدون هيئة التفاوض هي مضيعة للوقت، لكن الخطورة تكمن في البحث عن شرعية زائفة للتوصل إلى اتفاق زائف يجري بموجبه استصدار قرار دولي ملزم يعيد تأهيل النظام الطائفي ومؤسساته العسكرية والأمنية ويُجرّم قوى الثورة العسكرية الرافضة له تمهيداً لضربها بحجة الإرهاب وربما لتقسيم سورية تحت مسمى (الفيدرالية)”.
وعن ما يمكن أن تقوم به الهيئة العليا للمفاوضات في هذه الفترة، قال “يجب استمرار المواقف الحازمة لهيئة التفاوض، مع تنظيف صفوفها وإعادة النظر في تركيبة الهيئة العليا للتفاوض، كما يجب التوقف عن منح جوائز الترضية عبر جيش المستشارين المرافقين في جنيف”.
وأضاف “يقع على عاتق الدول الحليفة للثورة مسؤولية العمل على مقاربات جديدة تتضمن الدعم السياسي المُعلن والواضح والمباشر لكل مطالب هيئة التفاوض بما في ذلك رفض أي ازدواجية للتمثيل وموقف حازم من مؤامرات الرئيس الأمريكي، وعلى المستوى العسكري يجب أن تعلم الدول الحليفة أنها تتحمل مسؤولية سياسية أخلاقية وإسلامية توجب وتفرض عليها الخروج من ترددها وتصديقها الواهم لأوباما حليف إيران وتسليح الثورة السورية متجاوزة القيود النوعية والكمية التي يفرضها، بعد أن سبقها وقطع الطريق عليها احتلال سورية عبر التدخل المباشر الروسي والإيراني والأمريكي لتأمين مظلة سياسية للكانتون الانفصالي الكردي بوجه الأتراك لاستكمال مشروع تقسيم سورية، والخشية أن ينتصر المشروع الإيراني في المنطقة الهادف لابتلاع شرق المتوسط وجزيرة العرب شعوباً، وما يعيقه فقط هو صمود الثورة السورية، فإما أن يدعموها بلا حدود أو تسقط المنطقة بيد إيران بمباركة دولية غربية”.
موعد استئناف محادثات السلام السورية غير واضح وسط تقارير متضاربة
موسكو/جنيف (رويترز) – نقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف قوله يوم الأربعاء إن محادثات السلام السورية ستستأنف في جنيف في العاشر من مايو أيار إلا أن متحدثة باسم ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا قالت إنه لم يتحدد موعد بعد.
وكانت الوكالة نقلت تصريحات بوجدانوف في وقت سابق يوم الأربعاء ولكن عندما سئلت بشأنها قالت متحدثة باسم دي ميستورا في رسالة بالبريد الإلكتروني إن الحديث عن موعد العاشر من مايو تكهنات وإنه لم يتحدد موعد بعد.
ويكافح دي ميستورا لمواصلة المفاوضات بعد أن انسحبت الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة السورية من المحادثات الرسمية الأسبوع الماضي.
ومن المقرر أن يقدم دي ميستورا إفادة صحفية في وقت لاحق يوم الأربعاء.
وقالت الحكومة السورية يوم الثلاثاء إن الجولة الأخيرة من المحادثات التي أجرتها مع دي ميستورا كانت مفيدة ومثمرة إلا أن دبلوماسيين حذروا من أن يهدد تصاعد القتال حول حلب عملية السلام الهشة.
وقال جورج صبرا من الهيئة العليا للمفاوضات إن الأمم المتحدة يرجع إليها تحديد متى تستأنف محادثات السلام إلا أنه أوضح أن المعارضة لن تشارك في المحادثات إلى أن تنفذ مطالبها.
وقال صبرا لرويترز “ما لم يتم إجراءات حقيقية على الأرض وفي الداخل السوري سيبقى وفد الهيئة العليا للمفاوضات معلق اشتراكه بالمفاوضات.”
(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)