أحداث الخميس 27 نيسان 2017
تصعيد تركي – كردي يشمل القوات النظامية
عمّان – محمد خير الرواشدة ,طهران – محمد صالح صدقيان
موسكو، نيويورك – «الحياة» – توسّع الصراع بين تركيا وفصيل كردي سوري تتهمه أنقرة بالإرهاب ليشمل القوات النظامية السورية أمس. إذ أعلن الجيش التركي أنه «رد بالمثل» على قصف مدفعي استهدف مواقع حدودية لجنوده انطلاقاً من مناطق تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية وأخرى تسيطر عليها الحكومة السورية مقابل إقليم هاتاي (لواء إسكندرون). ويأتي هذا التصعيد بعد يوم من غارات شنتها الطائرات التركية على مقر قيادة «الوحدات» الكردية في محافظة الحسكة، وهو ما استدعى إدانة من الحكومة الأميركية حليفة الأكراد في الحرب ضد «داعش». وقال ناطق باسم التحالف الذي تقوده أميركا إن تركيا لم تعط إنذاراً كافياً مسبقاً بالغارات كي يمكن تجنّب وقوع ضحايا «في صفوف شركائنا» الأكراد.
وأكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمس، أن بلاده لن تسمح لـ «التطورات على الساحة السورية وجنوب سورية بتهديد الأردن»، مشدداً في الوقت ذاته على أن لا حاجة «إلى دور للجيش الأردني داخل سورية». وهذا، كما يبدو، أول رد ملكي أردني على تصريحات أدلى بها الرئيس السوري بشار الأسد تحدث فيها عن معلومات عن خطط أردنية لنشر قوات في سورية بالتنسيق مع الولايات المتحدة بذريعة محاربة «داعش».
وبالتزامن، شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن محاربة الإرهاب في الشرق الأوسط وتسوية النزاعات تتطلبان «وضع مقاربات متزنة وموحدة»، وجدد خلال مؤتمر للأمن الدولي نظّمته موسكو بحضور وزراء دفاع 20 دولة بينهم وزيرا الدفاع الإسرائيلي والإيراني الدعوة إلى تأسيس «جبهة دولية موحدة في مواجهة التهديدات المشتركة على الأمن العالمي والإقليمي في الشرق الأوسط». وشغل الوضع في سورية حيزاً أساسياً في كلمة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي قال إن ضربة واشنطن لقاعدة الشعيرات السورية «عقّدت مجالات إقامة جبهة دولية واسعة لمكافحة الإرهاب». وجدد تأكيد الموقف الروسي حول «الحاجة إلى إجراء تحقيق واسع في ملف استخدام الكيماوي».
ويصل إلى طهران اليوم ألكسندر لافرينتيف، مبعوث الرئيس الروسي الخاص لشؤون التسوية السورية، في مسعی جديد لمناقشة تطورات الأزمة السورية. وقالت مصادر إيرانية إنه سيلتقي أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني ونائب وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية حسين جابري انصاري، مضيفة أن المحادثات ستتركز علی بحث التطورات السورية وآلية مواجهة التطورات الأمنية والسياسية والعسكرية، مشيرة إلی أن لافرينتيف سيعرض وجهات نظر بوتين «في شأن التطورات السورية الأخيرة وما يترتب عليها من اتخاذ مواقف مشتركة في مجال مواجهة الإرهاب ووضع حل للأزمة السورية».
من ناحية أخرى، قال وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان أمام المؤتمر إن الاستراتيجية الإيرانية قائمة علی أساس «الحفاظ علی الأمن الإقليمي»، مضيفاً: «سنتصدى بحزم لأي تهديد وإرهاب وتخويف». وأسف لما سمّاها «ازدواجية يتم اعتمادها اليوم حيال الإرهاب والجماعات الإرهابية». وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن الضربة الأميركية على مطار الشعيرات «خرق فظ للقانون الدولي. وعمليات واشنطن شكّلت خطراً على حياة عسكريينا الذين يحاربون الإرهاب في سورية».
إلى ذلك، خلص تقرير للاستخبارات الفرنسية إلى أن القوات النظامية السورية نفّذت هجوماً بغاز السارين ضد خان شيخون بمحافظة إدلب في الرابع من نيسان (أبريل) بناء على أوامر من الأسد نفسه أو دائرته المقربة. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت للصحافيين بعدما رفع نتائج التقرير إلى مجلس الوزراء: «نعرف من مصدر موثوق فيه أن عملية تصنيع العينات المأخوذة تضاهي الأسلوب المستخدم في المختبرات السورية».
وفي نيويورك («الحياة»)، أكدت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي أن الولايات المتحدة «لن تتسامح مع استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية» وذلك خلال استقبالها أمس رئيس «الدفاع المدني السوري» (الخوذ البيضاء) رائد صالح. وأفاد بيان بأن هايلي وصالح «اتفقا على ضرورة رفع كل الحصارات في شكل فوري، خصوصاً في الغوطة الشرقية»، وشددا على «ضرورة وقف إيران وحزب الله تدخلهما المدمر في سورية».
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من خطورة التهديد الذي سببته الهجمات بالأسلحة الكيماوية في سورية على نظام حظر الأسلحة الكيماوية في العالم، داعياً الى دعم التحقيق الذي تجريه الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية في سورية.
ضربة إسرائيلية تصيب مستودع أسلحة إيرانيا في دمشق
عمان، بيروت – رويترز
أعلن مصدر استخباراتي في المنطقة اليوم (الخميس)، أن ضربة إسرائيلية أصابت مستودعاً للأسلحة تديره جماعة «حزب الله» اللبنانية، ويتلقى إمدادات منتظمة من طهران على متن طائرات تجارية وطائرات شحن عسكرية.
وقال المصدر الذي طلب عدم كشف هويته، إن «المستودع يتعامل مع كميات كبيرة من الأسلحة التي ترسلها إيران جواً بانتظام». ولم يقدم تفاصيل اخرى.
وأضاف أن «المستودع يستقبل جزءاً كبيراً من الأسلحة التي يتم توريدها لمجموعة من الفصائل المسلحة التي تدعمها إيران»، وعلى رأسها جماعة «حزب الله»، التي تضم آلاف المقاتلين الذين يشاركون في المعارك ضد المعارضة السورية.
وقال وزير الاستخبارات الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، في تصريحات لراديو الجيش الإسرائيلي من الولايات المتحدة: «بوسعي التأكيد أن الواقعة التي حدثت في سورية، تتماشى تماماً مع سياسة إسرائيل بالتحرك لمنع إيران من تهريب الأسلحة المتطورة لحزب الله».
وأضاف أن «رئيس الوزراء أقر أنه سنرد كلما حصلنا على معلومات تشير إلى نية لنقل أسلحة متطورة لحزب الله»، في حين امتنعت ناطقة باسم الجيش الإسرائيلي عن التعليق.
روسيا: الضربات التركية في العراق وسورية غير مقبولة
موسكو، وشنطن، أنقرة – رويترز
قالت وزارة الخارجية الروسية اليوم (الأربعاء)، إن الضربات الجوية التي نفذتها تركيا في العراق وسورية غير مقبولة، وخرقت المبادئ الأساسية للعلاقات بين الدول.
وأضافت الوزارة في بيان: «في هذه الحالة ندعو كل الأطراف لضبط النفس». وقال الجيش التركي إن طائرات حربية تركية قصفت أهدافاً لمسلحين أكراد في شمال العراق اليوم وقتلت ستة منهم في ثاني يوم من الغارات عبر الحدود.
وكانت طائرات تركية قصفت مسلحين أكرادا في منطقة سنجار في العراق، وفي شمال شرقي سورية أمس مما أسفر عن مقتل حوالى 70 مسلحاً في البلدين، حسب بيان للجيش التركي.
وقال الناطق باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة اليوم، إن الجيش التركي لم يخطر قوات التحالف الذي يحارب تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بضربات قتلت عدداً كبيراً من مقاتلين أكراد متحالفين مع واشنطن في سورية والعراق، إلا قبل تنفيذها بأقل من ساعة.
وأضاف الكولونيل بالقوات الجوية جون دوريان في مؤتمر عبر الهاتف في مقر وزارة الدفاع (بنتاغون): «الإخطار كان قبل تنفيذ الضربات بأقل من ساعة».
ومضى قائلاً: «ذلك ليس وقتاً كافياً وهذا كان إشعاراً وبالتأكيد ليس التنسيق المتوقع من شريك وحليف في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية».
وقال دوريان إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة «أبلغ الأتراك أن حجم الوقت… لم يكن كافياً لنا لضمان سلامة قواتنا على الأرض».
وقال الجيش التركي في وقت سابق اليوم، إنه رد بالمثل على قذائف «هاون» انطلقت من منطقة خاضعة إلى سيطرة الحكومة السورية أصابت موقعاً عسكرياً في إقليم هاتاي جنوب شرقي البلاد.
وذكر الجيش في بيان أن هجوماً منفصلاً بقذائف «هاون» شنته «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية استهدف موقعاً عسكرياً آخر في هاتاي أيضاً اليوم. وأضاف أن الهجومين لم يسفرا عن خسائر بشرية.
وكان الجيش التركي أعلن في بيان اليوم قصف أهداف لمسلحين أكراد شمال العراق ما أسفر عن مقتل ستة منهم، في إطار حملة آخذة في الاتساع ضد حزب «العمال الكردستاني». وأوضح أن الضربات الجوية استهدفت منطقة الزاب، وهو اسم نهر يمر عبر الحدود التركية – العراقية.
وكان الجيش قتل حوالى 70 مسلحاً كردياً في عمليات أمس في منطقة سنجار العراقية وفي شمال سورية.
روسيا تعتبر أن الضربة الأميركية «عقّدت … مكافحة الإرهاب»
موسكو – رائد جبر
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن محاربة الإرهاب في الشرق الأوسط وتسوية النزاعات تتطلبان «وضع مقاربات متزنة وموحدة»، وجدد خلال مؤتمر للأمن الدولي نظّمته موسكو بحضور وزراء دفاع 20 بلداً بينهم وزيرا الدفاع الإسرائيلي والإيراني الدعوة إلى تأسيس «جبهة دولية موحدة في مواجهة التهديدات المشتركة على الأمن العالمي والإقليمي في الشرق الأوسط».
وأمل بوتين في رسالة وجهها إلى المؤتمر الذي تنظمه سنوياً وزارة الدفاع الروسية، في أن يتمكن الحاضرون من تقريب وجهات النظر حيال الملفات الإقليمية الساخنة، مؤكداً أن المناقشات يجب أن تتركز بالدرجة الأولى على مسائل التسوية السياسية الديبلوماسية للنزاعات العديدة، خصوصاً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وشغل الوضع في سورية حيزاً أساسياً في كلمة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي قال إن ضربة واشنطن لقاعدة الشعيرات السورية «عقّدت مجالات إقامة جبهة دولية واسعة لمكافحة الإرهاب». وجدد تأكيد الموقف الروسي حول «الحاجة إلى إجراء تحقيق واسع في ملف استخدام الكيماوي من جانب الخبراء تحت إشراف منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، وعلى أساس متوازن جغرافياً». واعتبر أن «القوى التي تعرقل إجراء تحقيق موضوعي في حادث خان شيخون تسعى إلى إسقاط النظام السوري».
وأعرب الوزير الروسي عن قلقه في شأن تصعيد التوتر حول شبه الجزيرة الكورية، محذراً من خطر اللجوء إلى استخدام القوة لحل القضية النووية لكوريا الشمالية. وقال إن استخدام القوة يهدد بوقوع كارثة حقيقية في المنطقة، مؤكداً في الوقت ذاته «تضامن موسكو تماماً مع الموقف الموحد للمجتمع الدولي حول سياسة بيونغيانغ».
بينما اعتبر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الضربة الأميركية على مطار الشعيرات «خرقاً فظاً للقانون الدولي. وعمليات واشنطن شكّلت خطراً على حياة عسكريينا الذين يحاربون الإرهاب في سورية». وأكد أن الجانب الروسي يتخذ الإجراءات الضرورية لضمان أمن العسكريين الروس بعد الهجوم الأميركي على الشعيرات. وحذّر من أن «الإرهابيين في سورية يستغلون عدم تنسيق العمليات العسكرية الأميركية مع القوات الحكومية السورية، مؤكداً «استحالة القضاء على التنظيم الإرهابي إلا بجهود موحدة من قبل الدول المعنية كافة». وقال إن القوات السورية الحكومية تواصل بدعم من القوات الجوية والفضائية الروسية توجيه الضربات إلى فصائل مثل «داعش» و «جبهة النصرة».
وتطرق شويغو إلى الوضع في الشرق الأوسط في شكل عام، مشدداً على ضرورة دعم «القوى السياسية العسكرية والسياسية» في المناطق الممتدة «من ليبيا إلى غرب أفريقيا». وأعاد إلى الأذهان أن أنشطة تنظيم «داعش» خرجت عن حدود سورية والعراق ووصلت إلى القارة الأفريقية، معتبراً أن توسع الأنشطة الإرهابية في تلك المنطقة يرتبط بانعدام نتائج الجهود الرامية إلى استعادة استقرار ليبيا.
ويشارك في أعمال المؤتمر الدولي السادس للأمن ممثلون عن 85 دولة، وفيما غابت الولايات المتحدة وأوروبا، شارك 20 بلداً على مستوى وزراء الدفاع، غالبيتها البلدان الحليفة لروسيا في الفضاء السوفياتي السابق ومنظمة «شانغهاي» ومجموعة «بريكس». وكان لافتاً حضور وزيري الدفاع الإيراني والإسرائيلي. وعقد شويغو جلستي حوار منفصلتين مع كل من الوزيرين تركز الحديث خلالهما على الوضع في سورية. وأعلنت وزارة الدفاع أن شويغو اتفق مع نظيره الإسرائيلي افيغدور ليبرمان على توسيع التنسيق في سورية، ومواصلة التعاون في مكافحة الإرهاب.
وفي أنقرة (رويترز) أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه ما من سبيل للتوصل إلى حل للصراع في سورية ما دام الرئيس بشار الأسد في السلطة، وقال أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغه أنه ليس ملتزماً بصفة شخصية بالرئيس السوري.
وقال أردوغان في مقابلة مع «رويترز» في قصر الرئاسة بأنقرة: «الأسد ليس عنواناً لحل منتظر في سورية. ينبغي تحرير سورية من الأسد لكي يظهر الحل». وأضاف: «ما دام الأسد في السلطة لن يمكن على الإطلاق التوصل إلى حل في سورية». وتابع: «لقد هاجم شعبه بالدبابات وبالمدافع وبالبراميل المتفجرة وبالأسلحة الكيماوية وبالطائرات المقاتلة. هل تعتقدون أنه يمكن أن يكون السبيل إلى التوصل إلى حل؟».
ولمح أردوغان أيضاً إلى تخفيف الدعم الروسي للأسد. وأردف أن بوتين قال له: «أردوغان… لا تفهمني خطأ. لست أدافع عن الأسد ولست محاميه. هذا ما قاله. بوتين أبلغني بذلك». وقال أن هناك تطورات في شأن سورية لا يمكن بوتين «أن يتقاسمها معنا… لكن الآن بوتين و (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب وأميركا وإيران والسعودية وقطر… كلنا نقوم بدور ناشط في الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل في سورية. بإمكاننا أن نتجمع وبإمكاننا مساعدة الشعب السوري على اتخاذ قراره». ونفى أردوغان بشدة أن البديل الوحيد للأسد سيكون تولي سنّة متشددين مثل تنظيم «داعش» السلطة في سورية. وقال: «داعش لن يحل محل الأسد. داعش ليس ممثلاً للإسلام… إنهم خارجون عن الدين وليس لهم صلة بالإسلام وهذا أمر علينا أن نتفق عليه جميعاً».
“إسرائيل” ترد على روسيا بقصف مطار دمشق
قصف الطيران “الإسرائيلي” مخزنا للأسلحة في مطار دمشق الدولي، بعد يوم واحد من إعلان روسيا إن دفاعتها الجوية أصحبت تغطي كافة المجال السوري، وبعد تصريحات وزير الخارجية الروسية التي قال فيها “حزب الله ليس منظمة إرهابية”.
وقال مراسل بلدي نيوز في دمشق، طارق خوام، إن الطائرات “الإسرائيلية” قصفت مستودعا للأسلحة يتبع لميليشيا حزب الله في مطار دمشق الدولي.
وأشار المراسل إلى أن الحزب يتخذ من المطار مركزا للحصول على الأسلحة القادمة من إيران عن طريق الجو.
واعترفت وسائل إعلام النظام بالقصف الجوي الإسرائيلي على مطار دمشق، إلا أنها بررت عدم رد النظام على الغارة بالقول أنها الطيران الإسرائيلي قصف سوريا من خارج الأجواء السورية، وبذلك تكون نفت عن روسيا والنظام تهمة العجر في الرد على “إسرائيل”.
وقال رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان الروسية سيرغي رودسكوي، أمس الأربعاء، إن بلاده نشرت منظومة تحكم متعددة المستويات في سوريا، مما يسمح لها بالتحكم في المجال الجوي السوري كله، وخلال مشاركته في مؤتمر موسكو للآمن الدولي للأمن، اعتبر أن قاعدتي حميميم وطرطوس تسمحان بكبح “الإرهاب ليس فقط في سوريا بل في دول أخرى”.
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، قال أمس الأربعاء، خلال مؤتمر صحفي جمعه مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في موسكو، إن بلاده لا تعتبر حزب الله منظمة إرهابية، وأن وجوده في سوريا شرعي مثل الوجود الروسي والإيراني الذي حصل بموافقة نظام الأسد.
إلا أن “إسرائيل” لديها رأي أخر من الوجود الإيراني وحزب الله وهو رأي يتطابق مع الرأي الأمريكي بهذا الخصوص، حيث صرح وزير المخابرات الإسرائيلي أن بلاده تسعى إلى “تفاهم” مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، على وجوب عدم السماح لإيران بإقامة موطئ قدم عسكري دائم في سوريا.
وقال الوزير يسرائيل كاتس -في مقابلة أثناء زيارة إلى الولايات المتحدة- إنه يستغل أيضا لقاءاته مع مسؤولي الإدارة الأمريكية، والمشرعين للضغط من أجل فرض مزيد من العقوبات الأمريكية على إيران وحزب الله.
وأضاف كاتس الذي يتولى أيضا وزارة المواصلات، أن هذا ينبغي أن يكون جزءا من أي اتفاق دولي في المستقبل لإنهاء الحرب الدائرة منذ نحو ست سنوات في سوريا.
ونفذت اسرائيل أكثر من مرة غارات على مواقع داخل سوريا، مستهدفة حزب الله بشكل خاص، حيث تعتبر أن نقل أسلحة لحزب الله عبر سوريا خطا أحمر لا يمكن السكوت عنه.
عشرات القتلى والجرحى بقصف جوي على ريف إدلب شمالي سوريا
إدلب – الأناضول – قتل 18 مدنياً بينهم نساء وأطفال وسقط عشرات الجرحى بقصف جوي على عدة بلدات بريف إدلب شمالي سوريا، استهدف خلالها مشفى ونقطة طبية.
وقال عبادة ذكرة مسؤول قطاع الدفاع المدني في مدينة معرة النعمان وريفها جنوب إدلب، إن أربعة أطفال وامرأة قتلوا وأصيب 8 أخرين بقصف جوي يعتقد أنه روسي على بلدة معرشورين كما خلف القصف دماراً وحرائق في المكان المستهدف.
وأوضح ذكرة، بأن الطيران الحربي قصف مشفى الجامعة بقرية ديرشرقي شرق مدينة معرة النعمان، بأربعة غارات جوية أدت لسقوط ثلاثة قتلى مدنيين وإصابة 10 آخرين بينهم عدد من كادر المشفى، مشيراً إلى أن المشفى خرج عن الخدمة بشكل كامل.
ولفت إلى أن الطائرات تعمّدت استهداف فرق الدفاع المدني أثناء عمليات الإنقاذ حيث أدى القصف لأضرار في المعدات دون سقوط ضحايا.
وأضاف ذكرة أن الطيران الروسي استهدف نقطة طبية في بلدة معرزيتا بذات المنطقة ما أدى لسقوط أربعة قتلى بينهم أطفال وإصابة 10 أخرين وخروج النقطة الطبية عن العمل.
وأكد المتحدث أن الطيران التابع لسلاح الجو الروسي يتعمد استهداف المشافي والنقاط الطبية في محافظة إدلب بشكل مباشر وهو ما أدى لخروج نحو 10 مراكز ونقاط طبية، عن العمل كحصيلة لهذا الشهر.
وفي السياق قتل ثلاثة أطفال ووالدتهم بقصف جوي روسي بتسع غارات جوية بصواريخ شديدة الانفجار استهدف بلدة خان شيخون جنوب ادلب ما أدى لدمار واسع وتمكنت فرق الدفاع المدني من انتشال عدة مصابين.
وقتلت طفلتان وأصيب ثلاثة اخرين بقصف جوي روسي استهدف بلدة سرجة بجبل الزاوية جنوب إدلب، كما اصيب عدد من المدنيين بقصف على حمام اثري وسط بلدة سرمين شمال مدينة إدلب بحسب ناشطيين محليين.
اشتباكات بين القوات التركية والكردية على الحدود الشمالية الشرقية لسوريا
الاستخبارات الفرنسية تتهم دمشق بشن الهجوم «الكيميائي» وخلافات سعودية ـ روسية حول مستقبل الأسد
عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: اندلعت اشتباكات أمس الأربعاء بين القوات التركية ومقاتلين أكراد سوريين على طول الحدود الشمالية الشرقية في سوريا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعد يوم من قصف جوي تركي على تلك المنطقة.
وقال المرصد أن الاشتباكات اندلعت بعد ان استهدفت «وحدات حماية الشعب» الكردية «عربة مدرعة للقوات التركية عبرت الحدود السورية التركية».
وقال المرصد إن القوات التركية قصفت بالمدفعية مواقع لوحدات حماية الشعب الكردية غرب بلدة الدرباسية الحدودية الواقعة في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا «بالتزامن مع استهداف الوحدات الكردية لمواقع القوات التركية عند الحدود التركية السورية». وأضاف أنه «لا توجد معلومات عن حجم الخسائر البشرية في صفوف الطرفين».
والثلاثاء قصف الطيران التركي مقراً لوحدات حماية الشعب الكردية في شمال شرق سوريا ما أدى الى مقتل 28 شخصا من المقاتلين والعاملين في مركز إعلامي.
وتصنف تركيا الوحدات مع جناحها السياسي حزب الاتحاد الديموقراطي منظمة «ارهابية» وتعتبرها امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمردا ضدها منذ ثمانينات القرن الماضي على الأراضي التركية.
وجاء في تقرير تفصيلي أن المخابرات الفرنسية خلصت إلى أن القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد نفذت هجوما بغاز السارين في شمال سوريا في الرابع من نيسان/ابريل بناء على أوامر من الأسد أو دائرته المقربة.
وجاء التقرير الفرنسي في ست صفحات وشاركت في إعداده أجهزة الجيش والمخابرات واطلعت عليه رويترز. وذكر أنه استند إلى عينات من موقع الهجوم وعينة دم من أحد الضحايا.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو للصحافيين بعد أن رفع نتائج التقرير إلى مجلس الوزراء «نعرف من مصدر موثوق أن عملية تصنيع العينات المأخوذة تضاهي الأسلوب المستخدم في المختبرات السورية».
وتابع «هذه الطريقة هي بصمة النظام وهي ما يتيح لنا تحديد المسؤول عن الهجوم. نحن نعرف لأننا احتفظنا بعينات من هجمات سابقة واستطعنا استخدامها للمقارنة».
ومن بين العناصر التي ظهرت في العينات مادة الهيكسامين المميزة للسارين الذي تنتجه الحكومة السورية حسبما أورد التقرير.
وذكر التقرير أن النتائج تضاهي نتائج عينات حصلت عليها المخابرات الفرنسية، منها قذيفة لم تنفجر، من هجوم شهدته مدينة سراقب في 29 نيسان/ابريل 2013 واتهمت قوى غربية حكومة الأسد بتنفيذه.
وقال التقرير أيضا إن أجهزة المخابرات تعلم بأمر طائرة حربية من طراز سوخوي 22 تابعة للحكومة السورية كانت قد ضربت خان شيخون ست مرات في الرابع من نيسان/ابريل وإن العينات التي استخلصت من الأرض تضاهي مواد مقذوف محمول جوا يحمل ذخيرة مغلفة بالسارين.
وقال التقرير «تعتقد المخابرات الفرنسية أن أمر استخدام أسلحة كيماوية لا يمكن أن يصدر إلا عن بشار الأسد أو بعض أفراد دائرته الأكثر نفوذا».
وأضاف أن الجماعات المتشددة في المنطقة لا تملك القدرة على شن مثل هذا الهجوم وأن تنظيم «الدولة» لا يوجد في تلك المنطقة.
وذكر التقرير أنه لا يمكن «التعويل» على تأكيد الأسد بأن الهجوم «مفبرك» نظرا لتدفق أعداد كبيرة من الضحايا خلال فترة قصيرة على مستشفيات سورية وتركية فضلا عن ظهور أعداد كبيرة من الصور وتسجيلات الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لأشخاص يعانون أعراض استنشاق غاز سام.
جاء ذلك فيما أظهرت تصريحات وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والسعودي عادل الجبير الاختلافات، في مواقف موسكو والرياض حول دور القوات الإيرانية و»حزب الله» وبقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم في سوريا، ما تزال قائمة.
وشدد وزير الخارجية السعودي خلال مؤتمر صحافي مشترك للوزيرين في موسكو، على أنه «لا مكانة» لقوات الحرس الثوري الإيراني وقوات حزب الله «في أي مكان في العالم العربي»، وقال بعد المحادثات إن الرياض لا تزال تعتقد إن الرئيس السوري بشار الأسد ليس «له مستقبل في سوريا».
ووصف «تدخلات الحرس الثوري في العراق وسوريا ولبنان وفي الخليج وفي اليمن» بأنها أمر غير مقبول ومرفوض. واتهم «حزب الله» بأنه يقوم بعمليات في أماكن مختلفة من أجل الأجندة الإيرانية، مؤكدا استمرار مساعي الرياض لوضع حد لتلك «التدخلات».
بدوره ذكر وزير الخارجية الروسي أن «حزب الله» والقوات الإيرانية تعمل في سوريا تلبية لطلب الحكومة السورية، تماما مثل القوات الجوية الروسية.
واستطرد قائلا: «نعرف موقف المملكة العربية السعودية، ومن الواضح أن مواقفنا بهذا الشأن غير متطابقة على الإطلاق. لكننا متفقون على أن تسوية الأزمة في سوريا تتطلب مشاركة جميع الأطراف السورية دون استثناء وجميع اللاعبين الخارجيين الذين يتمتعون بالتأثير على هذه الأطراف، وذلك باستثناء التنظيمات المصنفة كإرهابية من قبل مجلس الأمن الدولي».
وذكر بأن روسيا لا تعتبر «حزب الله» والحرس الثوري الإيراني من التنظيمات الإرهابية، بل يتعلق الحديث عن استثناء الإرهابيين من العملية السياسية في سوريا، بتنظيمي «الدولة» و»جبهة النصرة» فقط.
آيرولت: دمشق مسؤولة عن هجوم إدلب الكيميائي… وترامب يؤكد أن مصير الأسد لا يشكل «عقبة» في سوريا
عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: قال وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك آيرولت، امس الاربعاء، إن النظام السوري استخدم غاز السارين في الهجوم الذي استهدف بداية الشهر الجاري بلدة خان شيخون السورية، محمّلاً إياه مسؤولية ذلك.
جاء ذلك في تصريحات للوزير لوسائل الإعلام، في نهاية انعقاد مجلس مصغر للدفاع في قصر الإليزيه في العاصمة باريس، قدّم خلاله نتائج التحقيق الذي تجريه بلاده حول الهجوم الذي أسفر عن مقتل أكثر من 100 سوري. وأضاف آيرولت: «نحن نعرف، من مصدر موثوق، أن عملية تصنيع السارين الذي تم التقاط عيّنة منه، مطابق للطريقة التي وقع تطويرها بالمخابر السورية».
وتابع أن «هذا الأسلوب يحمل توقيع النظام (السوري)، وهذا ما يمكّننا من تحديد مسؤوليه عن الهجوم»، مشيراً أن «معرفتنا لذلك نابعة من حقيقة أننا احتفظنا بعينات من هجمات أخرى، وقد تمكّنا من مقارنتها».
وبالنسبة للوزير الفرنسي، فإن فرنسا قادرة على تأكيد أن السارين المستخدم في 4 نيسان/ أبريل الجاري، هو نفسه المستخدم في مدينة «سراقب» بإدلب السورية في 29 نيسان/ أبريل 2013.
كما أشار إلى أنه تم العثور على «الهكسامين»، وهو منتج خاصّ يميّز السارين المصنّع من قبل النظام السوري، في العينات المأخوذة عقب الهجومين.
والأسبوع الماضي، قال آيرولت إن مخابرات بلاده ستقدّم، خلال الأيام المقبلة، دليلاً على أن الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيميائية في الهجوم على بلدة «خان شيخون»، بمحافظة إدلب السورية.
وفي 19 نيسان/ أبريل الجاري نقل وفد بريطانيا في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن مديرها العام أحمد أوزومجو قوله إن «غاز السارين أو مادة سامة محظورة مشابهة استخدمت في الهجوم».
وهذه النتيجة تدعم فحوصاً سابقة أجرتها مخابر تركية أيضا، إذ قال وزير الصحة التركي رجب أقداغ، في 11 نيسان/أبريل الجاري، إن فحوصات أجريت لضحايا الهجوم الذي نفذته طائرات النظام السوري أكدت استخدام غاز السارين.
من جهة أخرى أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لسفراء في مجلس الأمن الدولي أن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد لا يشكل «عقبة» أمام إنهاء النزاع، حسب ما نقل ممثل روسيا لدى الأمم المتحدة الثلاثاء. وترامب الذي كان قد وصف الأسد بأنه «جزار»، قال خلال مأدبة غداء الاثنين في البيت الابيض مع 15 سفيراً في مجلس الأمن، إنه يعود للشعب السوري تقرير مصير الرئيس السوري، حسب ما اكد ممثل روسيا بيتر ايليتشيف.
وأوضح ايليتشيف «قال (ترامب) ان مصير الأسد ليس عقبة». وأضاف أنه بالنسبة إلى دونالد ترامب فإن «بقاء (الأسد) أو رحيله ليس مهماً. المهم هو العملية السياسية ووقف إراقة الدماء والأعمال القتالية (…) وعندئذ الشعب سيقرر».
وتعثرت المحادثات برعاية الأمم المتحدة لانهاء الحرب الاهلية المستمرة منذ ست سنوات في سوريا، إذ تطالب المعارضة برحيل الأسد قبل أي اتفاق سلام.
وتصر روسيا، حليفة النظام السوري، على أنّ مصير بشار الأسد يجب تقريره عبر انتخابات يتم اجراؤها في إطار عملية انتقال سياسي.
وقال السفير البريطاني ماثيو رايكروفت من جهته إنّ فهمه لسياسة ترامب في سوريا يتمثل في «إنهاء النزاع في أسرع وقت ممكن» وأن ذلك يشمل «مناقشات سياسية تؤدي إلى عملية انتقال لا يبقى الأسد من بعدها في السلطة».
اشتباكات مسلحة بين قوات الأمن العسكرية وموالين مسلحين للنظام السوري في طرطوس الساحلية
هبة محمد
دمشق ـ «القدس العربي»: شهدت مدينة طرطوس غربي سوريا، على خلفية سحب الشبان المتخلفين عن الخدمة العسكرية، حدوث أعمال شغب واشتباكات مسلحة بين الشرطة العسكرية والأمن الجنائي من جهة، ومجموعة من الشبان المسلحين الموالين للنظام السوري، من جهة أخرى، ممن تمت مطاردتهم، وتسببت بمقتل شخص بطلق ناري واصابة عدد من طلاب جامعة طرطوس بجروح.
ونشرت صفحات موالية إصابة عدد من طلاب كلية الآداب في جامعة طرطوس، بين قتيل وجريح، جراء طلق ناري ناتج عن الاشتباك بين قوة أمنية ومطلوبين للاحتياط بالمدينة. وأفاد مصدر مطلع «عن اشتباك بين عناصر من الشرطة العسكرية والامن الجنائي مع بعض المطلوبين للعدالة من شارع العريض واصابة أحد عناصر الامن، واتجاه الدولة لتنظيف المدينة من جميع الفارين من العدالة ومتاجري المخدرات وزعران السيارات».
وأوضح المصدر ان الحملة الأمنية التي وصفها بالكبيرة تقوم بها الجهات المختصة لسحب المطلوبين والمتخلفين عن الخدمة، فيما شاب ذلك حدوث اشتباك واطلاق نار في العريض ودوار الغمقة، نتيجة حيازة الشبان المطلوبين على السلاح، ما أسفر عن مقتل طالبة وجرح آخرين في كلية الآداب.
محافظة طرطوس التي تعتبر أكبر خزان بشري للنظام السوري والتي دفعت طيلة السنوات الست فاتورة هي الأطول من شبانها، مقارنة مع باقي المحافظات السورية، تشهد حالة مريبة من السخط والفلتان الأمني، كان أبرزها عندما أقدم أكثر من 200 مقاتل من عناصر ميليشيا «قوات النمر»، التابعة للعميد سهيل الحسن والملقب بـ «النمر» على مهاجمة فرعي الأمن الجنائي وفرع المرور في مدينة طرطوس بمختلف أنواع الأسلحة، حيث حول عناصر الميليشيا اقتحام الفرعين الأمنيين لإطلاق سراح مقاتل تابع لهم اعتقلته مخابرات الأسد على خلفيات جنائية.
قاعدة حميميم العسكرية الروسية أكدت بدورها الحادثة ونقلت عن ضابط برتبة نقيب قوله إن «أكثر من 200 من عناصر قوات النمر هاجموا فرعي الأمن والشرطة في مدينة طرطوس، لإطلاق سراح مقاتل تابع لهم، تم اعتقاله بتهمة سرقة دراجات نارية من المدينة».
وقال الضابط في رسالته لقاعدة حميميم الروسية «قيادة النظام السوري أمرت عناصر في الفرعين الأمنيين بإطلاق النار بشكل مباشر على أي عنصر من عناصر قوات النمر يحاول التقدم نحو أحد الفرعين، الأمر الذي أدى إلى حصول حالة من التهدئة بين الجانبين، وانتهاء الأمر بانسحاب القوات المهاجمة من محيط الفرعين».
وتوسل الضابط التابع لقوات النظام السوري، قيادة القوات الروسية في قاعدة حميميم، التدخل بشكل سريع لضبط حالة الفلتان الأمني وفوضى انتشار السلاح في مدينة طرطوس، خاصة كميات الأسلحة الكبيرة المنتشرة بأيدي الميليشيات بشكل فوضوي. وزاد الضابط السوري في مضمون رسالته التي نشرتها القناة الخاصة لقاعدة حميميم على تطبيق «تيلغرام»، بمطالب وصفت بـ «الغريبة»، إذ طالب الضابط العسكري قيادة القوات الروسية بضرورة إرسال دوريات من الشرطة العسكرية الروسية إلى المدينة لضبط الفلتان فيها.
ولاقت الاشتباكات الأخيرة بين الموالين للنظام السوري وقوات الأمن العسكري، موجة غضب من قبل أهالي محافظة طرطوس، حيث علق علي نمور على الحادثة بالقول: «كيف لمطلوبين احتياط ان يكونوا مسلحين، وكيف لهم لولا أنهم مدعومون من قبل رأس كبير في الدولة، أن يهاجموا قوات الأمن العسكري، ويجرحوا عنصراً منهم، ويصيبوا طلاب الجامعة»، فيما كتب احمد عجايا من طرطوس: «ليش بقي شباب بطرطوس، وهدون ولاد طرطوس ما تخلفوا عن الجيش الا لسبب، اللي اخوه جوعان بالجيش واللي آخر واحد بالبيت واجا الامن العسكري بدهن إياه، الشباب اللي بدهن ياهن احتياط شوفولي كام طوني وكام الياس شهيد، نطالب بمعاملة اولادنا وتسوية أوضاعهم ومكافحة الفساد في الجيش وفي شعب التجنيد».
«حركة أحرار الشام» تُصدر فتاوى لمقاتليها وتتهم «هيئة تحرير الشام» بـ «البغي»
سليم العمر
ريف اللاذقية ـ «القدس العربي»: في خطوة جديدة غير مسبوقة نشرت «حركة أحرار الشام» فتاوى لمقاتليها على شكل أسئلة وإجابات، هذه الخطوة جاءت عقب انشقاقات متتالية تعرضت لها الحركة حيث تعتبر إحدى أكبر الفصائل الجهادية في سوريا.
مصدر خاص من الحركة رفض الكشف عن اسمه اكد ان الهدف من هذه الخطوة هو تبيان الحقائق لعناصر الحركة وذلك اثر محاولات من فصائل اخرى في اشاـرة إلى «هيئة تحرير الشام» العمل على شق الصـف الداخلي للحركة من باب جواز ترك الحركة واللاحـق بالجمـاعة المتـمثلة بالهـيئة.
هذه الفتاوى صادرة عن مركز ابحاث احرار الشام وتحوي على اسئلة مهمة مثل: تعريف «البغي»، وآخر ذكر «هيئة تحرير الشام» بشكل مباشر في اشارة إلى قيامها بالبغي على باقي الفصائل وجاءت الفتاوى كالتالي:
«البغي هو الظلم والعدوان والبغاة طائفة خرجت على الإمام العادل لهم تأويل وشبهة، وعندهم شوكة ومنعة، ويرون أن الحق معهم، لكن يلزم نصيحتهم وإزالة شبههم قبل القتال، فإن فاءوا إلى أمر الله وإلا فالقتال ومن البغاة، طائفة مسلمة تقاتل أخرى مثلها فتدعى كل منهما إلى حكم الله وانصاف المظلومة من الظالمة» كما اعتمدوا على أدلة قرآنية وأخرى نقلاً عن الرسول الكريم كالحديث التالي: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر، وفي سؤال هل ما تفعله «هيئة تحرير الشام» مع الفصائل يعد فتنة؟
جاءت الإجابة «ما تفعله هيئة تحرير الشام بغي وصيال لأنهم رفضوا النزول للصلح والمحاكم الشرعية ورفضوا نداءات أهل العلم بكف البغي والعدوان، فبغيهم ظاهر في عدوانهم على الفصائل المجاهدة ومقدراتها، حسب هذه الفتاوى يرد البغي بالتدرج، فإن أبى المعتدي إلا القتال نقاتله وإن أدى إلى قتله».
يرى مراقبون ان «هيئة تحرير الشام» منذ تشكيلها عملت على تفكيك الحركة من الداخل وانشقاق القائد العسكري السابق أبو صالح طحان بالإضافة إلى هاشم الشيخ ابو جابر ليست اول هذه الانشقاقات، ويرى الجميع ان «الأحرار» هم الوحيدون القادرون على الوقوف في وجه «الهيئة» لكن المصدر الخاص اكد ان «حرمة الدماء» هي السبب الرئيسي الذي كان يمنع «الحركة» من قتال «الهيئة» في حين ان الاخيرة لم تتورع حسب المصدر عن اراقة دماء المسلمين.
وأكد المصدر «ان شرعيي الهيئة يعملون في الوقت الراهن على شيطنة الأحرار»، ويبدو ذلك حسب رأيه «مقدمة لمكيدة تهدف إلى الهجوم على مقرات الحركة في شمال سوريا».
الناشط نور حلاق من مدينة اريحا في تصريح لـ»القدس العربي»، اكد «ان احرار الشام حركة عملاقة وقادرة على إخافة جميع الفصائل بمجرد اعلانها النفير العام وشبهها بالعملاق الذي اذا وقف هرب منه الجميع».
مؤخراً توقفت جميع عمليات التنسيق بين «الهيئة» و«الأحرار» بسبب رفض قادة «الحركة» تلبية دعوة قادة «الهيئة» بالانضمام واعلان البيعة لهاشم الشيخ. ناشطون من ريف ادلب اكدوا ان جميع المعارك التي حصلت منذ تشكيل «الهيئة» لم تشارك فيها «احرار الشام» بسبب رفض «الهيئة» لدخول «الأحرار» في هذه المعارك مثل كما يحصل في معارك الريف الحموي مؤخراً حيث خسرت قوات المعارضة مدينة طيبة الإمام وقرية حلفايا الاستراتيجية وتعتبر هذه المناطق معقلاً أساسياُ لـ «أحرار الشام» الا ان الخلاف مع «هيئة تحرير الشام» تسـبب بمنعهم من وقف تقدم النظام في تلك المنطقة. وأكد المصدر أخيراً انهم يعتبرون قادة الهيئة من «البغاة» و يجب قـتالهم.
على الصعيد المدني هناك تخوف كبير من نشوب اقتتال بين اكبر فصيلين جهاديين لان ذلك سيتسبب بالكثير من الخسائر في كلي الطرفين. ويرى أبناء ادلب ان النظام ينتظر هذه الفرصة التي يصفونها بأنها «لا تفوت» وسيستغلها النظام بشكل كبير.
الطيران الروسي يقتل الإعلامي السوري الساخر مصعب أحمد اعرابي
جلال بكور
قُتل الناشط الإعلامي السوري والممثل مصعب أحمد اعرابي، اليوم الأربعاء، بغارة من الطيران الروسي استهدفته خلال تغطيته القصف على ريف إدلب، شمال سورية. وقالت مصادر لـ”العربي الجديد” إن مصعب كان يغطي القصف الروسي على منطقة الجانودية في محيط مدينة جسر الشغور، بريف محافظة إدلب، ما أسفر عن إصابته إصابةً حرجة أدّت إلى مقتله، كما أسفرت الغارة عن إصابة اثنين من عناصر الدفاع المدني وخمسة مدنيين.
واشتهر مصعب أحمد اعرابي بتمثيل وإنتاج وإخراج مقاطع فيديو ساخرة من ضباط النظام السوري، قبل أن يُقتل في القصف الجوي الروسي على ريف إدلب أثناء عمله مع فريق الهلال الأحمر القطري.
وجاء مقتل مصعب بعد ساعات قليلة من صدور تقرير عن منظمة “مراسلون بلا حدود” أكّد أن سورية باتت في المركز 177 من أصل 180 دولة في التصنيف العالمي لحرية الصحافة لعام 2017.
ويقول التقرير: “بعد ستة أعوام على اندلاع الحرب الدموية في سورية، أصبحت هذه الأخيرة أكثر دول عالم فتكاً بحياة الصحافيين، علماً أنها لا تزال تراوح مكانها في المركز 177، إذ لم يُتخذ أي إجراء حتى الآن لحماية الصحافيين من الجنون الهمجي الذي يدير به الرئيس الدكتاتور الأزمة الحالية”.
سيناريوهات التوتر في مثلّث العراق وسورية وتركيا
محمد أمين
تصاعد التوتر على الحدود السورية العراقية التركية المشتركة بعد الضربات العسكرية التي نفذتها تركيا داخل سورية وفي عمق الشمال العراقي، تحديداً مدينة سنجار، التي أصبحت منذ نحو عامين معقلاً رئيساً لمقاتلي حزب العمال الكردستاني. وفي الوقت الذي أثارت فيه الضربات التركية مواقف متباينة، دافعت تركيا عن موقفها. وأكد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، لوسائل إعلام تركية من أوزبكستان أنه “قبل ساعتين من هذه العملية وكما تنص عليه اتفاقاتنا، تقاسمنا المعلومات مع الولايات المتحدة وروسيا”. وأضاف “في الأسابيع الماضية، أبلغنا أصدقاءنا الأميركيين وحلفاءنا عبر القنوات العسكرية والدبلوماسية بأننا سنشن عملية في هذه المنطقة”. وتابع “تركيا تتصرف بشكل شفاف حيال جميع القضايا. ليست لدينا أجندة سرية… نحن نحترم وحدة الأراضي السورية والعراقية”.
بدوره قال المتحدث باسم الخارجية التركية، حسين مفتي أوغلو، إن أنقرة أبلغت الملحقين العسكريين الأميركي والروسي خطياً، بينما اتصل رئيس هيئة الأركان التركي الجنرال خلوصي أكار بنظيريه في موسكو وواشنطن. وقال حذرت تركيا منذ زمن “الأطراف الثالثة” العاملة في نطاق 30 كلم من الحدود التركية لكي تبتعد عن “مواقع الجماعة الإرهابية”. وجاء الانتقاد الأبرز من قبل النظام السوري بعدما نقلت وكالة “سانا” للأنباء التابعة للنظام السوري، عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية، إدانته “بأشدّ العبارات العدوان الصارخ الذي قام به نظام (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان على الأراضي السورية”. وأضاف المصدر أن “سورية تؤكد أن هذا العدوان يتناقض مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ومبدأ حسن الجوار، وتحذر من المساس بسيادتها ووحدة أرضها وشعبها”. ودعا المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة إلى “إدانة هذا العدوان وسياسات النظام التركي الداعمة للإرهاب”. أما في العراق، فأفادت حكومة إقليم كردستان العراق، أمس الأربعاء، أن القنصلية التركية في الإقليم نقلت اعتذار حكومة أنقرة عن قيام الطائرات التركية بقصف موقع لقوات البشمركة في سنجار بشكل خاطئ، وتعهدت بعدم تكراره، كما عبرت عن استعداد تركيا معالجة البشمركة الذين أصيبوا في القصف.
وكان الجيش التركي، أكد في بيان، مقتل نحو 40 من مسلحي حزب العمال الكردستاني في جبل سنجار، ونحو 30 آخرين ينتمون إلى وحدات “حماية الشعب” السورية الكردية في جبل قرة تشوك، شمال شرقي سورية، في القصف الذي طاول المنطقتين فجر الثلاثاء. وكان أردوغان قد أعلن، الثلاثاء، أن بلاده “لن تسمح بأن تصبح سنجار قاعدة لمقاتلي حزب العمال الكردستاني”، المصنف ضمن ما يُسمّى بـ”التنظيمات الإرهابية” في العالم. وكان الكردستاني حوّل منطقة سنجار في شمال غربي العراق إلى قاعدة متقدمة له إثر طرد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) منها، ما ولّد قلقاً تركياً تُرجم من خلال الضربات الجوية. وشدّد على أن “القصف لا يستهدف البشمركة”، مشيراً إلى أنه “تمّ إبلاغ رئيس الإقليم الكردي شمالي العراق، مسعود بارزاني، والولايات المتحدة، وروسيا قبل الغارات”.
وأبدى أسفه لسقوط قتلى من البشمركة في الغارات التركية، مضيفاً “لم يكن من المفترض وجود عناصر منهم في النقاط المستهدفة”. من جهتها، عبّرت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء الضربات التركية، كما قام مسؤول عسكري أميركي بزيارة مقر تابع للوحدات الكردية استهدفه الطيران التركي، في تأكيد على حرص واشنطن على عدم تصاعد الخلاف بين تركيا، والوحدات، خصوصاً كون الأخيرة تعد الذراع البرية للتحالف الدولي في محاربة “داعش” في الشرق السوري. من جانبه، قال القيادي السوري الكردي البارز الدار خليل، لـ”العربي الجديد”، إن “القصف التركي لمواقع تابعة للوحدات الكردية استمرار لسياسات العداء التركية للوجود الكردي، وقضيته”، على حد وصفه.. وأضاف أن “الأتراك باتوا في طور الاستعداد لشن عملية عسكرية واسعة في شمال سورية، تستهدف مواقع الوحدات الكردية، وأخرى تابعة لحزب العمال الكردستاني في شمالي العراق.
ومع غياب البيانات الرسمية التركية حيال ذلك، ولكن التصعيد الأخير، وتصريحات المسؤولين الأتراك المتتابعة تشي بأن العملية باتت قاب قوسين أو أدنى”. وتوقع خليل عملية تركية في شمال سورية، مشيراً إلى أن “أنقرة سبق أن تدخلت في سورية”، مضيفاً أنه “ليس مستغرباً أن تقوم بذلك مرة أخرى. ويبدو أنّ أنقرة تخشى من تحوّل المثلث الذي يربط تركيا وسورية والعراق إلى معقل لحزب العمال الكردستاني، بعد أن بقي مسلحوه لفترة طويلة في جبال قنديل، وهذا ما يفسر الإصرار التركي على منع ذلك، رغم ما يجره ذلك من خلاف مع الإدارة الأميركية التي تعتمد على الأكراد لمقاتلة داعش في سورية والعراق”. بدوره، أكد المحلل السياسي التركي، أوكتاي يلماز، أن بلاده “مصرّة على مواجهة كل خطر إرهابي يستهدفها في الداخل والخارج”، مشيراً في حديث لـ”العربي الجديد”، إلى أن “الغارات الجوية على شمال العراق وسورية كانت متوقعة”.
”
وأشار إلى أن “تركيا كانت واضحة في أن نهاية عملية درع الفرات، ستكون بداية لعمليات أخرى في سورية، من أجل القضاء على الإرهاب بكل أشكاله”، معرباً عن قناعته بأن “حزب العمال الكردستاني أخطر على تركيا من تنظيم داعش”. وأكد أن “الجيش التركي على وشك البدء بعملية عسكرية من أجل تطهير منطقة سنجار العراقية من مسلحي حزب العمال الكردستاني”، لافتاً إلى أن “الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان العراق لم تقوما بواجبهما، لذا فإن الجيش التركي مضطر إلى إبعاد الخطر، وطرد حزب العمال الكردستاني من منطقة سنجار القريبة من الحدود التركية”. وأكد يلماز أن حكومة بلاده “لن تستأذن أي طرف من أجل حماية مواطنيها من إرهاب الداخل والخارج”، في إشارة منه إلى الولايات المتحدة التي تحاول تحقيق توازن في علاقتها مع تركيا والتنظيمات الكردية.
وأكد أنباء تحدثت عن نيّة بلاده “إعادة ضريح سليمان شاه، جد مؤسس الدولة العثمانية، إلى مكانه السابق في منطقة قره قوزاق في شمال شرقي حلب”، لافتاً إلى أن “تركيا ارتكبت خطأ بنقله من هناك بداية عام 2015، إبان سيطرة داعش على المنطقة، التي تعتبر أرضاً تركية كما تنص اتفاقيات دولية”. وتحتفظ أنقرة بعلاقات مميزة مع إقليم كردستان العراق، كما تحاول تلافي قيام إقليم مضادٍ لها على حدودها الجنوبية، وتعتبر ذلك من الخطوط الحمراء غير المسموح بتجاوزها. وفي ظلّ هذا الوضع، تراقب بقلق واضح الدعم الأميركي للوحدات الكردية التي تقاتل الآن “داعش” جنوب نهر الفرات، في مسعى للسيطرة على مدينة الطبقة الاستراتيجية في ريف الرقة الغربي.
ضباط أميركيون وقيادات بـ”الكردستاني” يزورون موقعاً للاتحاد الديمقراطي
إسطنبول – باسم دباغ
أكدت وكالة دوغان الإخبارية، اليوم الخميس، وصول حوامتين أميركيتين إلى موقع قرة تشوك في شمال شرق سورية، حيث رافق الضباط الأميركان أحد القيادات التابعة لحزب العمال الكردستاني، والموضوع ضمن القائمة الحمراء على لائحة المطلوبين للحكومة التركية، فيما بدا تأكيداً على دعم الأميركان لقوات الاتحاد الديمقراطي. بينما تستمر القوات المسلحة التركية بعملياتها ضد عناصر العمال الكردستاني في غارات في ولاية تونجلي، وبينما أعلنت الأركان التركية، في بيانها، اليوم، عن تحييد ستة من عناصر الكردستاني في غارات جنوب شرق البلاد.
وبحسب الوكالة، فإنه إضافة إلى المتحدث باسم قوات الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري للعمال الكردستاني) ريدور خليلا، فقد رافق الضباط الأميركان، القيادي في الكردستاني، عبدي فرهاد شاهين (الاسم الحركي شاهين جيلو) والذي وضع الأمن التركي جائزة وقدرها خمسة ملايين ليرة تركية لمن يدلي بمعلومات تفضي إلى اعتقاله أو قتله، خاصة وأن جيلو مطلوب للأمن التركي لمسؤوليته عن عدد من العمليات ضد مواقع مدنية وعسكرية تركية.
وكان بيان لرئاسة الأركان، قد أكد أن مقاتلاتها نفّذت غارات جوية على أهداف للعمال الكردستاني في ولاية “تونج إيلي” بعد معلومات استخباراتية حول استعداد المسلحين لتنفيذ “هجوم إرهابي”، مساء أمس. وأوضح أن الغارات الجوية أسفرت عن مقتل 6 من عناصر الكردستاني، فضلًا عن تدمير ملاجئ ومخازن للأسلحة.
وفي وقت سابق، كان الجيش التركي، قد أكد في بيان له، مقتل نحو 40 من مسلحي حزب العمال الكردستاني في جبل سنجار، ونحو 30 آخرين ينتمون إلى قوات الاتحاد الديمقراطي، في جبل قرة تشوك، شمال شرقي سورية، في القصف الذي طاول المنطقتين فجر الثلاثاء.
وأعلن أردوغان، الثلاثاء، أن بلاده “لن تسمح بأن تصبح سنجار قاعدة لمقاتلي حزب العمال الكردستاني”، المصنف ضمن ما يُسمّى بـ”التنظيمات الإرهابية” في العالم.
وحوّل الكردستاني منطقة سنجار في شمال غربي العراق إلى قاعدة متقدمة له إثر طرد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) منها، ما ولّد قلقاً تركياً تُرجم من خلال الضربات الجوية.
من جهتها، عبّرت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء الضربات التركية، كما قام مسؤول عسكري أميركي بزيارة مقر تابع لقوات الاتحاد الديمقراطي استهدفه الطيران التركي، في تأكيد على حرص واشنطن على عدم تصاعد الخلاف بين تركيا والوحدات، خصوصاً كون الأخيرة تعد الذراع البرية للتحالف الدولي في محاربة “داعش” في الشرق السوري.
النمر الوردي لشادي حلوة:وطننا منحنا الهواء ونشرب منه الماء
“نمور ضد جرذان” هو التوصيف الكوميدي الذي يعتمده الإعلام الرسمي السوري لوصف معركة شمال حماة بين النظام والمعارضة، في البرنامج المخصص لمتابعة تطورات المعركة الاستراتيجية، والذي يقدمه مراسل النظام الأول، شادي حلوة على قناة “الفضائية”.
يحمل البرنامج عنوان “إعصار الشمال من حماة 2″، وهو عنوان هزلي كرتوني، رغم أنه مبني على اسم حقيقي للمعارك التي تشنها أي قوات يترأسها العقيد في جيش النظام سهيل الحسن، علماً أن العنوان نفسه مأخوذ من اسم معركة أطلقتها قوات المعارضة في حلب العام 2013. لكن الكوميديا الفعلية لا تأتي من العنوان بل من مقابلة سريعة مع الحسن نفسه ضمن سياق البرنامج.
وقدم الحسن نظرية جديدة من نظرياته الفلسفية، خلال حديثه عن الوطن: “وطننا غالي، منحنا الهواء، ويمنحنا الغذاء، ونشرب منه الماء”، متمتماً بالكثير من العبارات غير المفهومة التي أثارت موجة من السخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع استذكار الناشطين لعبارات الحسن السابقة المشابهة. علماً أن الحسن معروف باسم “النمر” ويتم وصفه عبر مواقع التواصل المعارضة بلقب الشخصية الكرتونية الشهيرة “النمر الوردي”.
ومن المسلي حقيقة متابعة “حديث” الحسن (دفة المصير، خلاصة الأقوال وكناية الأفعال، قرب دنو الأجل، ربيع حلب الذي أتعب رحيقه طغاة العالم، تزاحم الغرب واضطرب الشرق،…) وغيرها من المصطلحات التي لا يربط بينها سياق أو معنى! ويقطع تلك العبارات صوت متقطع لجهاز الإرسال اللاسلكي المثبت في جيب الحسن قرب كتفه بجوار بندقيته التي يرفعها بشكل مسرحي للاستعراض أمام الكاميرا.
عرض هذا النوع من المقابلات أسلوب يحترفه إعلام النظام، للاستخاف بعقل الجمهور وتقديم التهريج الذي يصرف الأنظار عن المعلومات الحقيقية التي يريد التعتيم عليها، أو اللامعلومات كما هي الحالة مع شادي حلوة، الذي لا يتحدث سوى عن “الإعجاز الحاصل في حماة بهزيمة قطر وتركيا والسعودية في حماة” بحسب تعبيره. ويتعزز ذلك بسيطرة الإعلام الحربي التابع لحزب الله أو المراسلين الحربيين الميدانيين على المعلومات العسكرية الحقيقية على حساب إعلام النظام الرسمي المتراجع في أنحاء البلاد، والذين ينحصر دور مراسليه، مثل حلوة، في التصفيق والتهليل للقادة العسكريين كالحسن، وتقديمهم بصورة بطولية للجمهور الموالي بأسلوب شعبوي رخيص ومكشوف.
والحال أنه لا يمكن التأكد فعلاً من أن الحسن ما زال على قيد الحياة، في ظل شائعات بمقتله قبل سنوات واستبداله بشخص آخر (شبيه) يلعب دوره بهذه الدرجة من الكوميديا، وتعزز هذه النظرية حقيقة اختلاف شكل الحسن بشكل جذري بين صورته اليوم وصورته العام 2011 مثلاً، كما أن الصوت الذي يظهر به الحسن في المقابلة الجديدة يوحي بأنه مسجل بشكل منفصل قبل أن تتم إضافته للمقابلة عبر المونتاج.
ويشتهر حلوة بعلاقته المقربة من الحسن ويرافقه في كافة معاركه، ويبدو أنه نسي الإهانات العلنية التي وجهها له الحسن قبل أشهر، في مقطع فيديو أظهر توبيخ الحسن لإعلاميّه المفضل، خلال جدال بسيط حول تعريف الوطن إن كان يعني سوريا كما يقول حلوة وبين بشار الأسد كما يرى الحسن.
في السياق، لم يكتف حلوة بتقديم مجموعة طويلة من المقاطع الدعائية غير الدقيقة لأكثر من ساعة ونصف الساعة، بل قدم كثيراً من التقارير غير الواضحة التي لا يرافقها أي كلام توضيحي، كما استبدل اسم المعركة في نهاية الحلقة من “وقل اعملوا” بعبارة “وقل اهربوا”، محاولاً أن يكون “ظريفاً” و”لماحاً” أمام جمهور الموالين على ما يبدو، مع صور تظهر دبابة تتقدم في مرج أخضر واسع وجنوداً يركضون.
وطوال الحلقة لا يحصل المشاهد على أي معلومة، سواء كانت حقيقية أم متخيلة، بل يشاهد مجموعة من المقاطع المصورة كلها بطائرات من دون طيار أو من كاميرات بعيدة المدى، إضافة لتعليقات ساذجة سريعة من حلوة في الاستديو، وهو يحاول التبجح بنصر جيش النظام أمام جمهور الموالين، وإن كان بذلك لا يظهر حجم ذلك النصر بقدر ما يظهر استخفاف النظام بجمهور الموالين وخزانه البشري من المقاتلين على حد سواء.
إسرائيل دمّرت أكثر من 100صاروخ لحزب الله في سوريا
أفادت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن ضابطاً كبيراً في الجيش الإسرائيلي قد أعلن مساء الثلاثاء، أن أكثر من 100 صاروخ لـ”حزب الله”، تم تدميره في الغارة الإسرائيلية الأخيرة في سوريا الشهر الماضي، وأضاف أن إسرائيل لا تبلغ روسيا سلفاً بشن هذه الغارات.
وأوضح هذا الضابط خلال إيجاز صحافي من دون أن يذكر اسمُه، أن تل ابيب كانت تملك معلومات في وقت حقيقي حول استخدام النظام السوري لأسلحة كيماوية، ولاسيما “غاز السارين”، مُشيراً الى أن أكبر تهديد على اسرائيل، ينطلق من “حزب الله” شمالاً، ولكن أكثر تهديد من حيث قابلية الانفجار تشكّله حركة “حماس” في قطاع غزة.
وأردف الضابط الإسرائيلي أنه “سيكون من المثير للاهتمام رؤية كيفية رد حماس على توقّف الكهرباء عن قطاع غزة والمتوقّع خلال أيام معدودة”. وتساءل “هل ستحوّل الحركة مواردها العسكرية لحل مشكلة الكهرباء أم ستواصل تقوية بنيتها العسكرية؟”. وكشف الضابط أن الجيش الإسرائيلي جهز “أطناناً” من المتفجرات لاستخدامها ضد أنفاق “حماس” في القطاع.
دمشق:اسرائيل تستهدف مجدداً مستودعاً إيرانياً للأسلحة
وسط ترجيح بأن تكون إسرائيل قد عادت مجدداً واستهدفت مواقع عسكرية في محيط العاصمة دمشق، سجلت انفجارات كبيرة في محيط الجسر السابع بالقرب من مطار دمشق الدولي، فجر الخميس. ويُعتقد أن ضربات صاروخية استهدفت مستودع ذخيرة إيراني تستخدمه مليشيا “حزب الله” اللبناني في قاعدة جوية بالقرب من مطار دمشق.
مراسل “المدن” رائد الصالحاني” أكد أن الضربة لم تستهدف سرب طيران ولا خط غاز، كما نُشر في بعض وسائل الإعلام. الصالحاني أكد أن مطار دمشق المدني لم يتعرض لأي ضرر، وأن اصابات دقيقة استهدفت مستودعات ذخيرة تابعة لكبرى المليشيات الإيرانية في سوريا. وتم في الضربة تدمير شحنة ذخيرة كانت قد وصلت الى القاعدة في 8 نيسان/إبريل بإشراف ضباط ايرانيين تمركزوا في محيط الغوطة الشرقية من جهة المطار. ومستودعات الذخيرة المستهدفة مسؤولة عن إمداد كبريات المليشيات الشيعية الدائرة في فلك إيران. الصالحاني أكد أن مليشيا “حزب الله” تتسلم تذخيرها من تلك المستودعات لكن لا مقرات لها هناك، في حين أن المليشيات العراقية موجودة في المنطقة المحيطة بالمطار.
وزارة دفاع النظام قالت في بيان لها: “تعرض أحد المواقع جنوب غربي مطار دمشق الدولي فجر اليوم إلى عدوان إسرائيلي سافر بعدة صواريخ أطلقت من داخل الأراضي المحتلة ما أدى إلى حدوث انفجارات في المكان نتج عنها بعض الخسائر المادية. إن هذا العدوان الذي يأتي كمحاولة يائسة لرفع معنويات المجموعات الإرهابية التي تنهار تحت ضربات قواتنا المسلحة لن يثنينا عن مواصلة حربنا على الإرهاب وسحقه”.
وإذا كانت إسرائيل تقف فعلاً خلف هذا الهجوم، فهذا يعني أن منظومة الدفاع الجوية للنظام لم تتصدَ للصواريخ أو الطائرات، على عكس ما حدث في الضربة الجوية الإسرائيلية على مستودعات إيرانية في محيط تدمر، في آذار/مارس. حينها استخدم النظام منظومة S-200 لاعتراض الصواريخ، من دون تحقيق إصابات، وتوعد بإن القصف الإسرائيلي لن يمر من دون ردّ.
صوت الانفجار سُمِعَ في دمشق والغوطة الشرقية، وشوهدت أعمدة الدخان واللهب من مسافات بعيدة. وكالة “رويترز” نقلت عن “مصدر بالمخابرات في المنطقة” إن ضربة إسرائيلية أصابت الخميس مستودعاً لتوريد الأسلحة، تديره جماعة “حزب الله” اللبنانية قرب مطار دمشق حيث يتم إرسال إمدادات منتظمة من طهران على طائرات تجارية وطائرات شحن عسكرية. وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إن المستودع يتعامل مع كميات كبيرة من الأسلحة التي ترسلها إيران جوا بانتظام. وأضاف أن المستودع يستقبل جزءاً كبيراً من الأسلحة التي يتم توريدها لمجموعة من الفصائل المسلحة التي تدعمها إيران، على رأسها جماعة “حزب الله”.
تلفزيون المنار التابع لـ”حزب الله” قال إن انفجاراً ضخماً وقع قرب مطار دمشق الدولي في ساعة مبكرة من صباح الخميس ورجّح أنه ناتج عن ضربة جوية إسرائيلية. وقال إن المعلومات الأولية تشير إلى أن الضربة خلفت خسائر مادية فقط ولا خسائر بشرية، وإنها استهدفت “خزانات الوقود ومستودعاً”.
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قال بدوره: “لا يمكننا التعليق على مثل هذه التقارير”.
وكان وزير المخابرات الإسرائيلي قد قال لـ”رويترز” الأربعاء، إن إسرائيل تسعى إلى “تفاهم” مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على وجوب عدم السماح لإيران بإقامة موطئ قدم عسكري دائم في سوريا. وقال الوزير إسرائيل كاتس، في مقابلة أثناء زيارة إلى الولايات المتحدة إنه يستغل أيضاً لقاءاته مع مسؤولي البيت الأبيض وكبار المشرعين للضغط من أجل فرض مزيد من العقوبات الأميركية على إيران وجماعة “حزب الله” اللبنانية الشيعية، التي تدعمها طهران، والتي تساند الرئيس السوري بشار الأسد. وقال كاتس: “أريد التوصل إلى تفاهم.. اتفاق بين الولايات المتحدة وإسرائيل… لعدم السماح لإيران بنشر قوات عسكرية بشكل دائم في سوريا… جوية أو برية أو بحرية”. وأضاف أن هذا ينبغي أن يكون جزءاً من أي اتفاق دولي في المستقبل لإنهاء الحرب الأهلية السورية الدائرة منذ نحو ست سنوات.
وتعتبر إسرائيل أن نقل أي أسلحة متطورة لـ”حزب الله” في سوريا خط أحمر، ما دفعها منذ العام 2013 لتنفيذ ضربات جوية أو قصف مدفعي على مواقع سورية.
في مايو/أيار 2013، قصفت طائرات إسرائيلية ثلاثة مواقع في منطقة الديماس في ريف دمشق، استهدفت صواريخ إيرانية كانت في طريقها إلى “حزب الله”، ثم استهدفت في الشهر ذاته مواقع عسكرية بالقرب من جبل قاسيون في العاصمة دمشق.
واستهدف مطار دمشق بغارات اسرائيلية في كانون الاول/ديسمبر 2014. ولاحقا قصفت الطائرات الإسرائيلية مطار المزة العسكري في دمشق. واستهدفت مبنى سكنياً في منطقة جرمانا بريف دمشق قتلت فيه القيادي في “حزب الله” سمير القنطار. وفي نهاية عام 2015، أدت غارة إسرائيلية على القنيطرة إلى مقتل جهاد مغنية، نجل القائد العسكري السابق في “حزب الله” اللبناني عماد مغنية، وستة من قادة الحزب.
وفي آذار/مارس استهدفت اسرائيل قواعد عسكرية في محيط مدينة تدمر، ودمرت فيها مئات الصواريخ بحسب ما قاله مسؤول إسرائيلي كبير الثلاثاء. القصف على محيط تدمر في محافظة حمص السورية تسبب برد من قوات النظام باستخدام صواريخ أرض-جو.
وكان وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، قد قال في آذار، إن الجيش الإسرائيلي يقوم فقط بشن غارات في سوريا لثلاثة أسباب: عندما تتعرض إسرائيل لإطلاق نار، ولمنع عمليات نقل أسلحة، ولتجنب “قنبلة موقوتة” أي إحباط تهديد وشيك بهجمات ضد إسرائيل من قبل مجموعات على حدودها.
الطبقة مشتعلة..والغارات التركية لتحسين شروط معركة الرقة
خليل عساف
انتقل القتال الدائر منذ أكثر من شهر حول مدينة الطبقة بين “قوات سوريا الديموقراطية” وتنظيم “الدولة الإسلامية” إلى داخل أحيائها الجنوبية، منذ الثلاثاء، فيما تقلصت رقعة سيطرة التنظيم واقتصرت على المدينة الحديثة المحاذية لبحيرة الطبقة “الأسد” والحارات الغربية والشمالية من “قرية الطبقة”. الهجوم المتواصل من جهة الجنوب والجنوب الشرقي يجري تحت غطاء من قصف مكثف على مدار الساعة من الطيران الحربي الأميركي وبإدارة وإسناد بري من قوات أميركية ترابط في مواقع غربي المدينة وفي مطار الطبقة العسكري. ويبدو أن الهجوم من الجهة الجنوبية والجنوبية الشرقية يأتي بعد فشل محاولة أخرى من “قسد” هدفت إلى اقتحام المدينة من جهتها الشمالية، عبر جسم سد الفرات ذاته. شراسة المعركة الحالية التي تجري من شارع إلى شارع تخلّف دماراً كلياً في الأحياء التي نجحت “قسد” في السيطرة عليها في الساعات الأخيرة.
التكتيك العسكري الذي يستخدمه “التحالف الدولي” و”قسد” في معركة الطبقة أدى إلى وقوع حوالي 30 ألف شخص، هم نصف سكان الطبقة تقريباً داخل “مدينة الثورة” و”قرية الطبقة”، المتصلتين عمرانياً، تحت حصار كامل، ضمن دائرة لا يزيد قطرها عن 5 كيلومترات في أحسن الأحوال. وهؤلاء تزداد أحوالهم سوءاً بعد 22 يوماً من نجاح “التحالف” في تعطيل كل أجهزة البث الفضائي من داخل المدينة، ثم انقطاع الماء والكهرباء منذ تم قصف غرفة التحكم في سد الفرات، وبعد يومين من تدمير مركز الهاتف الأرضي في قلب المدينة بغارة من الطيران الأميركي، بحسب الناشط والصحافي مهاب الناصر، الذي أضاف في حديثه لـ”المدن”: “لا نعرف ما الذي يجري الآن داخل المدينة مع فقدان كل سبل التواصل مع أهلها؛ الغذاء شحيح أيضاً، والطيران دمر معظم أفرانها، ولا معبر إنسانياً يسلكه المدنيون للنجاة بأرواحهم، والأطباء سبق وأن نزحوا من المدينة”.
وبعد الضربة الجوية التركية لأحد مواقع “وحدات حماية الشعب” الكردية في قرة تشوك في ريف الحسكة، بدأت وسائل إعلام “الوحدات” وحزب “الاتحاد الديموقراطي” حملة منظمة تستهدف الضغط على الأميركيين لفرض حظر جوي على الشمال والشمال الشرقي من سوريا، في استعادة لصيغة منطقة “الحظر الجوي” في شمال العراق خلال تسعينيات القرن الماضي، والتي تمخض عنها إقليم كردستان العراق في صورته الحالية. حملة “وحدات حماية الشعب” وصلت حد الادعاء أن مقاتلي “الوحدات” سينسحبون من معركة الرقة، ويعودوا إلى قراهم للدفاع عنها ضد “العدوان” التركي. كما أشارت بعض المصادر إلى أن قادة عسكريين أكراد، تركوا مواقعهم في مناطق القتال حول الرقة، وعادوا إلى مقرات لهم في مدينة تل أبيض الخاضعة لسيطرة “الوحدات” منذ حزيران/يونيو 2015، في مسعى للضغط على الأميركيين.
إلّا أن مصادر مطلعة في تل أبيض نفت هذه الأخبار جملة وتفصيلاً، ورأت فيها محاولة لابتزاز الأميركيين ودفعهم للتصادم مع الأتراك. المصادر ذاتها قالت إن الجيش التركي قام خلال الأيام الماضية بحشد كبير لقواته على طول الحدود السورية التركية، ومن المناطق المقابلة لقرة تشوك في أقصى شرق سوريا إلى المناطق التركية المقابلة لبلدة عين العرب، بتوزع وتسلح يوحيان أن الهدف ربما يتجاوز هذه المرة التهديد أو استعراض العضلات. ورأت هذه المصادر أن الاشتباكات بين “وحدات حماية الشعب” والجيش التركي في شرق سوريا هي بداية صراع تركي-تركي على الأرض السورية، وأن حزب “العمال الكردستاني” التركي ربما ينجح في جر تركيا إلى حرب عصابات طويلة الأمد في الشمال السوري، إن نجح في الإبقاء على الغطاء الغربي والروسي لمشروعه في سوريا.
لكن تحليلات من هذا النوع قد لا تصمد أمام أهمية الدور المركب الذي يلعبه الأكراد عموماً في هذه المرحلة، خاصة في الأولوية الأميركية لـ”محاربة الإرهاب”. لذا يبدو مرجحاً أكثر أن تكون الضربة التركية في قرة تشوك رسالة محدودة في المكان والزمان تتبعها تعديلات في تركيبة القوى المساهمة في معركة الرقة، من دون أن تتغير طبيعة وحصيلة المعركة ذاتها. طبيعة لمس نازحو الرقة والطبقة قسوتها، لكنها يُرجح أن تكون برداً وسلاماً بالنسبة إلى ما يعانيه سكان الطبقة الآن، وما ينتظر من بقي من سكان الرقة بعد حين.
واشنطن لموسكو: الجنوب السوري ممنوع على حزب الله
منير الربيع
تسير المباحثات الروسية الأميركية في شأن سوريا ببطء. وتفيد مصادر متابعة أنه رغم عدم قرب إنجازها حالياً، إلا أن تقدماً حصل على مستوى صوغ خطوط عريضة لها، مع وجود بعض العقبات أولها مصير بشار الأسد، الذي لم يبحثه الطرفان بعد. ففيما يعتبر الطرف الأميركي أنه لا يمكن للأسد أن يكون جزءاً من مستقبل سوريا، وأن روسيا غير متمسكة به حتى النهاية، فإن روسيا غير قادرة على التخلّي عن بشار بشكل علني حالياً. وربما المخرج سيكون بإزاحته في المرحلة الإنتقالية.
أما العمل الأساسي لدى الطرفين، فهو كيفية التعاطي مع الوجود الإيراني وحزب الله في سوريا. وهناك خلافات أميركية روسية حول المبدأ. بمعنى أن موسكو توافق مع واشنطن على عدم وجوب وجود حزب الله في الجنوب السوري بناء على المطالب الإسرائيلية، لكن روسيا أيضاً لا تريد القضاء على دور الحزب والإيرانيين في سوريا بشكل نهائي، على عكس ما تريده الولايات المتحدة. وهذا الخلاف يأتي وسط تمسّك إيراني بالإمساك ببعض المناطق الجغرافية بفعل قوة الأمر الواقع. وتعتبر المصادر أن الهدف الإستراتيجي الإيراني هو الإمساك بممر أساسي يضمن لإيران التحرك عبر العراق في اتجاه سوريا فلبنان. وهنا، تلمّح المصادر إلى إمكانية تخلي إيران عن التمسك بالأسد مقابل الحصول على هذا المطلب.
حتى الآن، لا بوادر للإتفاق على هذه النقاط، لأنه لو جرى التوافق عليها لكانت الأمور بدأت بالتغير. وهنا، ثمة من يطرح سؤالاً أساسياً عن مدى قدرة الطرف الروسي على البقاء على وجهة نظره في ظل التشدد الأميركي والإصرار على لعب دور أساسي في التسوية الروسية. وترى المصادر أن موسكو لن تكون قادرة على الخروج عن المسار الأميركي في المرحلة الحالية. وهناك من يعتبر أن حسابات روسيا في ظل رئاسة دونالد ترامب تغيّرت، سواء بالنسبة إلى سوريا أم بالنسبة إلى أوكرانيا والعقوبات. وتؤكد المصدر أنه بخلاف رفض روسيا في السابق إدخال الملف الأوكراني ضمن أي بازار تفاوضي، فإن الأمور تغيّرت حالياً، وروسيا مستعدة للربط بين الملفات، لحلّ الأزمة الأوكرانية لمصلحتها، وضمان أمنها الإستراتيجي مقابل اعطاء بعض التنازلات في سوريا.
هذا الموقف، وفق حلفاء روسيا ومن بينهم حزب الله الذي لديه قراءة تحليلية للضربة الأميركية إلى مطار الشعيرات. فالضربة، وفق هذه القراءة، هدفت إلى توجيه رسالة إلى روسيا، بأن لدى استخدام واشنطن نفوذها وسلاحها، لا يمكن لأحد الوقوف بوجهها، وبأن واشنطن تمتلك ترسانة لا أحد قادراً على امتلاكها أو استخدامها. بمعنى أن واشنطن تلوّح بالخيار العسكري للجم روسيا عن التفكير بأي خيار عسكري آخر. وهذا أيضاً كان الهدف من إطلاق أم القنابل. بالتالي، أن الرسالة الأميركية تتلخص بأن واشنطن لا تريد الدخول في معارك عسكرية، ولكنها إن أرادت فسيكون لها اليد الطولى في التأثير على تغيير المعارك. وإن لم يكن ذلك بشكل مباشر، فقد يكون بدعم المعارضة المسلّحة بالأسلحة النوعية. وهذا ما تربطه المصادر بالتحركات العسكرية للمعارضة بدعم أميركي في الجنوب السوري وتحديداً في درعا.
ولكن، أين حزب الله من هذه التطورات؟ تجيب المصادر بأن الرسالة الأميركية واضحة في هذا المجال وقد وصلت إلى حزب الله. وهي أنه ممنوع عليه أن يكون موجوداً في الجنوب السوري، لا في القرار ولا في الميدان. أما عن الوجود في المناطق السورية الأخرى، كريف دمشق، القلمون، ريف حمص، فيعتبر الحزب أن هذه المناطق خاضعة له بفعل سيطرته الميدانية عليها. وهذا، لا يمكن لأحد تغييره، إلا بعمل عسكري مستبعد حالياً. أكثر من ذلك، تعتبر المصادر أن ما جرى من عمليات تهجير في تلك المناطق، كان تمهيداً للواقع المقبل أو لفرض شروط ضمن التسوية المقبلة.
تحقيق استخباراتي فرنسي: الأسد أمر بقصف خان شيخون بالسارين
أكدت الاستخبارات الفرنسية في تقرير نُشر الأربعاء، أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد قد استخدم غاز السارين في الهجوم على بلدة خان شيخون في إدلب في 4 نيسان/ابريل، الذي أدّى إلى مقتل أكثر من 100 شخص، ودفع بالولايات المتحدة إلى توجيه ضربة صاروخية ضد قاعدة “الشعيرات” الجوية السورية.
ويستند التقرير الذي أعدته أجهزة الجيش والمخابرات الفرنسية، ونشرته وكالة “رويترز” بعد أن رُفعت عنه السرية، إلى عينات من موقع الهجوم وعينة دم من أحد الضحايا.
وقال وزير الخارجية الفرنسية جان مارك إيرولت، بعد رفعه نتائج التقرير إلى مجلس الوزراء، الأربعاء “نعرف من مصدر موثوق أن عملية تصنيع العينات المأخوذة تضاهي الأسلوب المستخدم في المختبرات السورية”، وأضاف أن “هذه الطريقة هي بصمة النظام وهي ما يتيح لنا تحديد المسؤول عن الهجوم. نحن نعرف لأننا احتفظنا بعينات من هجمات سابقة واستطعنا استخدامها للمقارنة”.
وذكر التقرير أن النتائج تتطابق مع نتائج عينات حصلت عليها المخابرات الفرنسية، منها قذيفة لم تنفجر، من هجوم تعرّضت له مدينة سراقب في 29 نيسان/ أبريل 2013، اتهمت آنذاك قوى غربية، حكومة الأسد، بتنفيذه.
وأشار التقرير إلى الاشتباه بنحو 140 هجوماً كيماوياً في سوريا منذ 2012، وقال إن أجهزة المخابرات تعلم أن طائرة حربية من طراز “سوخوي 22″، تابعة للحكومة السورية، نفذت 6 ضربات في خان شيخون في 4 نيسان/ابريل، وإن العينات التي استخلصت من الأرض تضاهي مواد مقذوف محمول جواً يحمل ذخيرة مغلفة بالسارين.
وأضاف أن الاستخبارات الفرنسية “تعتقد أن أمر استخدام أسلحة كيماوية لا يمكن أن يصدر إلا عن بشار الأسد أو بعض أفراد دائرته الأكثر نفوذاً”، مؤكداً أن الجماعات المتشددة في المنطقة لا تملك القدرة على شن مثل هذا الهجوم، كما وأن تنظيم “الدولة الإسلامية” لا يتواجد في تلك المنطقة.
وذكر التقرير أنه لا يمكن “التعويل” على تأكيد الأسد بأن الهجوم “مفبرك” نظراً لتدفق أعداد كبيرة من الضحايا خلال فترة قصيرة على مستشفيات سورية وتركية، فضلا عن ظهور أعداد كبيرة من الصور وتسجيلات الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لأشخاص يعانون أعراض استنشاق غاز سام.
وتتطابق خلاصات التقرير الفرنسي مع تحقيق أجرته منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، أكد أن السارين أو مادة سامة محظورة أخرى استخدمت في خان شيخون.
ويضيف تقرير الاستخبارات الفرنسية أن من بين العناصر التي ظهرت في العينات، مادة الهيكسامين المميزة للسارين، الذي تنتجه الحكومة السورية، قائلاً إن “عملية الإنتاج هذه طورها مركز الدراسات والبحوث العلمية بسوريا من أجل النظام”. وتابع أن هناك “شكوكاً خطيرة في ما يتعلق بدقة تفكيك الترسانة الكيماوية السورية واستكمالها وصدقها”.
وكانت سوريا قد وافقت في أيلول/سبتمبر 2013 على تفكيك برنامجها للأسلحة الكيماوية بالكامل، بموجب اتفاق مع الولايات المتحدة وروسيا بعد مقتل المئات في هجوم بغاز السارين على مشارف دمشق.
في المقابل، رد الكرملين على التقرير الفرنسي قائلاً إن “السبيل الوحيد لمعرفة حقيقة ما حدث في إدلب هو إجراء تحقيق دولي محايد”، وأضاف المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف “نشعر بالأسف لأن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تعرقل حتى الآن إجراء مثل هذا التحقيق”.
من جهة ثانية، نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول دبلوماسي فرنسي كبير قوله إن باريس “أحالت التقرير إلى شركائها وستواصل السعي لإجراء تحقيق”. واتهم الديبلوماسي الفرنسي موسكو بـ”محاولة نزع الثقة في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية”، قائلاً إن “هناك مجهوداً دعائياً من جانب روسيا للقول إن عمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ليس محل ثقة”.
اتفاقية المدن الأربع تكشف عن دور قطري في خطط تهدد بتقسيم سوريا
وصفت صحيفة وول ستريت قطر بأنها “ذات وجهين”، فعلى الرغم من أنها تستضيف قاعدة عسكرية أميركية تنطلق منها العمليات ضد تنظيم داعش إلا أنها مصدر لتمويل الجماعات المتطرفة؛ فيما ذكرت نيويورك بوست أن الأشخاص الذين صنفتهم واشنطن كداعمين للإرهاب يعملون علنا في قطر. وتأتي هذه المتابعة في سياق اهتمام الإدارة الأميركية بمراقبة دور الدوحة في دعم تيارات الإسلام السياسي والجهاديين، وفي سياق التوجهات الجديدة لواشنطن في الحرب على الإرهاب وتحجيم إيران ولملمة الفوضى في الشرق الأوسط.
واشنطن – تكشف مصادر أميركية قريبة من البيت الأبيض عن اهتمام المؤسسات الأمنية والعسكرية الأميركية بمراقبة الدور القطري في دعم تيارات الإسلام السياسي في العالم، وبعلاقات الدوحة مع الجماعات الجهادية، لا سيما في سوريا.
وتروي هذه المصادر أن الرسائل الأميركية باتت واضحة إلى قطر بضرورة التوقف عن أي دور ملتبس من شأنه تعطيل جهود واشنطن لمكافحة إرهاب تنظيم داعش من جهة ونفوذ إيران في العالم العربي من جهة ثانية.
وكانت مصادر صحافية أميركية ذكرت أن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أبلغ المسؤولين القطريين أثناء زيارته الأخيرة إلى قطر بوجوب تقيّد الدوحة بالجهود الدولية والإقليمية لمحاربة الإرهاب، والقطع النهائي مع أي سلوكيات يشتمّ منها الدعم لجماعات إرهابية تهدد أمن دول المنطقة.
وترى أوساط أميركية تابعت أجواء الزيارة التي قام بها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى واشنطن أن الجانب الأميركي استمع مليا إلى وجهة النظر المصرية والتي ترى أن مكافحة الإرهاب يجب أن تكون شاملة وتشمل تجفيف منابع التمويل، وقطع سبل التسليح التي مازالت جماعات الإرهاب تستفيد منها رغم قيام التحالفات الدولية والإقليمية للقضاء على تنظيم داعش والجماعات الإرهابية الأخرى.
ورغم أن القاهرة توجه عادة الاتهام إلى قطر وتركيا في هذا الشأن، إلا أن الإدارة الأميركية تقترب من وجهة النظر المصرية بشأن شمولية مكافحة الإرهاب التي تتعدى الوسائل الأمنية والعسكرية التقليدية باتجاه محاصرة تلك الجماعات وخنق الرئات المالية واللوجيستية المرتبطة بها.
ويرى خبراء في شؤون الأمن الاستراتيجي في واشنطن أن كافة المؤسسات الأمنية والعسكرية والدبلوماسية والقانونية مجمعة على توحيد الجهود باتجاه مكافحة الإرهاب، والتي تشمل أيضا الجماعات التابعة لإيران في المنطقة.
ماتيس أبلغ الدوحة بوجوب التقيد بالجهود الدولية لمحاربة الإرهاب والقطع مع أي سلوكيات يشتم منها الدعم لجماعات إرهابية
ويضيف هؤلاء أن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس ومستشار الأمن القومي هاربرت ماكمستر يميلان إلى رؤية ترى أن هناك رابطا جدليا بين تعملق تنظيم داعش وتفاقم النفوذ الإيراني في المنطقة، وأن نجاعة أي جهد ضد تنظيم أبوبكر البغدادي لا يمكن أن تستقيم دون تقويض السياسة الإيرانية الخارجية، لا سيما في سوريا والعراق واليمن.
ويرى باحثون في شؤون السياسة الخارجية الأميركية في واشنطن أن لقطر علاقات خاصة مع إيران على الرغم من الموقف الخليجي الموحد الذي يعبر عنه مجلس التعاون الخليجي، وأنه رغم تناقض الأجندات القطرية والإيرانية في سوريا، إلا أن خطوط التواصل بقيت مفتوحة بين الدوحة وطهران على نحو يتيح تبادل المنافع والمصالح وتمرير الرسائل بين/ومن خلال البلدين.
ويضيف هؤلاء أن اتفاق المدن الأربع الذي أبرم مؤخرا في سوريا لم يكن ليحصل لولا هذا التنسيق المستمر، والذي لم ينقطع بين قطر والجمهورية الإسلامية.
وكانت معلومات من العاصمة العراقية بغداد قد تحدثت عن ظروف إبرام اتفاق “كفريا والفوعة ــ الزبداني ومضايا”، والذي أفضى إلى إطلاق سراح 26 قطريا كانوا مختطفين في العراق منذ منتصف يناير 2015.
وذكرت المعلومات أن القطريين استثمروا كثيرا لإنجاز الصفقة لضمان عودة المخطوفين القطريين إلى الدوحة، وأن حزب الله كان حاضرا ومشرفا ومتابعا لتفاصيل الصفقة. وتضيف المعلومات أن كتائب حزب الله العراق هي التي تولت منذ أشهر الوساطة في هذا الصدد، وأن إطلاق إثنين من القطريين قبل عدة أشهر أقنع الدوحة بمصداقية هذه الجهة في إنضاج الصفقة وإتمامها.
ومعلوم أن 11 شخصا من الـ28 الآخرين الذين كانوا مختطفين هم من العائلة الحاكمة في قطر، وأن إيران وحزب الله انخرطا مباشرة في هذا الاتفاق الذي شكل سابقة في تاريخ الصراع السوري يمهد البلاد لتقسيم وانقلاب ديموغرافي استدعى إدانة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس. وحذر غوتيريس في تقرير رفعه إلى مجلس الأمن الدولي من أن التهجير القسري للسكان في سوريا قد يرقى إلى جريمة حرب.
وأوضح غوتيريس أن تهجير السكان في حالة الحرب لا يجوز سوى بهدف حمايتهم، وأن أي عملية تهجير مخالفة للقانون الدولي ترقى لتكون جريمة حرب.
“جريمة حرب”
وشدد غوتيريس على أن عمليات الترحيل يجب أن تكون آمنة وطوعية ونحو منطقة يختارها المدنيون، وأنه يجب أن يُسمح لهم بالعودة إلى ديارهم بمجرد أن تصبح الظروف مناسبة لذلك.
وتذكر مصادر لبنانية مطلعة أن مفاوضات المدن الأربع هي نسخة أخرى من مفاوضات جرت قبل أشهر قام بها حزب الله مع فصائل من المعارضة، في منطقة القلمون الغربي من ريف دمشق، هدفها التمهيد لحقبة ما بعد انسحاب حزب الله من الداخل السوري، وربما من الأراضي السورية كاملة.
ورأت هذه المصادر أن الحزب يستعد لهذا الاحتمال سواء متأثرا بقرار إيراني في هذا الصدد، أو خضوعا لضغوط دولية قد تمارس لإخراج كافة الميليشيات الأجنبية من سوريا. وتفيد المعلومات أن قطر لم تكن بعيدة عن هذه المفاوضات من خلال ما تملكه من نفوذ لدى الأوساط الإسلامية داخل المعارضة، لا سيما لدى فصائلها في هذه المناطق.
وذكرت مصادر إعلامية لبنانية أن إسلاميين مقربين من قطر قاموا بالوساطة لإبرام اتفاق يشمل قرى عسال الورد ورأس العين ورنكوس وجبعدين وسهل رنكوس والمعرة وفليطة والسحل ويبرود وحوش عرب وبخعا. وتروي بعض المراجع أن قوى المعارضة السورية التي كان يتفاوض معها حزب الله هي “سرايا أهل الشام” وهي اندماج لفصائل متعددة تملك الدوحة تواصلا معها، وأن الاتفاق الذي لم يتم التوصل إليه كان ينصّ على انفصال هذه المناطق عن سلطة دمشق مع اعتراف بإدارة ذاتية لقوى المعارضة مقابل إبقاء معابر المرور مفتوحة بين البقاع اللبناني وسوريا.
كما نصّ الاتفاق غير المبرم على عودة جميع أهالي البلدات المذكورة على ضمانة الحزب بعدم تعرضهم للمضايقة أثناء العودة.
وترى أوساط أميركية أن الجهود القطرية تسير منفصلة عن السياق العام الذي تعمل عليه المنابر الدولية لسوريا، لا سيما الأمم المتحدة وعملية جنيف. وأن هذه الاتفاقات سواء التي نجحت، أو تلك التي قيد الإعداد، تفرض أمرا واقعا ميدانيا من شأنه قيام كيانات تؤسس لتفتيت سوريا وشيوع الفوضى التي تهدد وحدتها.
وتملك قطر نفوذا علنيا لدى الجماعات الإسلامية في سوريا، بما فيها جبهة النصرة المصنّفة إرهابية، وقد تدخلت الدوحة لإنجاح صفقة قادت في ديسمبر من عام 2015 إلى إطلاق سراح جنود لبنانيين كانت الجبهة قد اختطفتهم من منطقة عرسال شمال شرق لبنان. وقد أشرف اللواء عباس إبراهيم مدير عام الأمن اللبناني على متابعة تلك الصفقة بالتعاون مع الجهات القطرية، ومازالت بيروت تعوّل على وساطة قطرية مع تنظيم داعش الذي يحتجز جنودا لبنانيين آخرين مختطفين لديه.
ولئن لعبت الدوحة دورا كبيرا في التوسط ما بين الجماعات الجهادية وجهات إقليمية ودولية، لا سيما المفاوضات التي قيل إنها جرت بين الأميركيين وحركة طالبان في العاصمة القطرية، إلا أن المحافل الدولية بدأت ترسل تحذيرات جادة إلى قطر من مغبة الخلط بين ما هو وساطة وبين ما هو انخراط مع هذه الجماعات لصالح السياسة الخارجية القطرية.
بريطانيا تعلن استعدادها لضرب الأسد مع واشنطن
أعلن وزير الخارجية البريطانية، بوريس جونسون، الخميس، استعداد بلاده لمشاركة الولايات المتحدة في تنفيذ ضربات عسكرية ضد نظام الأسد في سوريا، في حال طلبت واشنطن مساعدتها.
وفي تصريح صحفي نقلته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أوضح جونسون أنه في حال طلبت الولايات المتحدة دعماً من بلاده لاتخاذ إجراءات عسكرية ضد النظام السوري، سيكون من الصعب جداً عليهم رفض طلبها.
وفي هذا الصدد قال جونسون: “أعتقد أنه سيكون من الصعب جداً إذا قدمت الولايات المتحدة اقتراحاً باتخاذ إجراء ما؛ رداً على الهجوم الكيماوي (على خان شيخون)، سواء كان من صواريخ الكروز المتمركزة في البحر المتوسط أو بأي شيء آخر”.
وتابع: “إذا جاؤوا إلينا وطلبوا دعمنا، فسيكون من الصعب جداً بالنسبة لنا أن نقول لا” .
وسبق أن أعلنت الحكومة البريطانية “الدعم الكامل” للهجوم الصاروخي الأمريكي، على قاعدة الشعيرات الجوية السورية في حمص، والذي جاء رداً على الهجوم الكيماوي على خان شيخون بريف إدلب.
وكان جونسون قال إن جميع الأدلة تشير إلى تورط النظام السوري في الهجوم الكيماوي، والذي أسفر عن مقتل وإصابة المئات.
وفي 4 أبريل/ نيسان الجاري، قتل أكثر من 100 مدني، وأصيب أكثر من 500 (غالبيتهم من الأطفال) في هجوم بالأسلحة الكيميائية شنته طائرات النظام على “خان شيخون” بريف إدلب (شمال) وسط إدانات دولية واسعة.
ورداً على الهجوم، هاجمت الولايات المتحدة في 7 أبريل/ نيسان الجاري قاعدة الشعيرات الجوية في محافظة حمص (وسط) بصواريخ عابرة من طراز “توماهوك”، مستهدفة طائرات للنظام ومحطات تزويد الوقود ومدرجات المطار.
بعد اشتباكات قرب الحسكة.. وحدات كردية تطالب بحظر جوي
بيروت – فرانس برس
اندلعت #اشتباكات الأربعاء بين #القوات_التركية ومقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية على طول الحدود الشمالية الشرقية في #سوريا ، بحسب ما أفاد #المرصد_السوري لحقوق الإنسان، بعد يوم من قصف جوي تركي على تلك المنطقة.
وقال المرصد إن الاشتباكات اندلعت بعد أن استهدفت وحدات حماية الشعب الكردية “عربة مدرعة للقوات التركية عبرت الحدود السورية التركية”.
وأضاف أن القوات التركية قصفت بالمدفعية مواقع لوحدات حماية الشعب الكردية غرب بلدة الدرباسية الحدودية الواقعة في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا “بالتزامن مع استهداف الوحدات الكردية لمواقع القوات التركية عند الحدود التركية السورية”.
وأضاف أنه “لا توجد معلومات عن حجم الخسائر البشرية في صفوف الطرفين”.
والثلاثاء قصف الطيران التركي مقراً لوحدات حماية الشعب الكردية في شمال شرق سوريا ما أدى إلى مقتل 28 شخصا من المقاتلين والعاملين في مركز إعلامي.
منطقة حظر جوي
في المقابل، دعت وحدات حماية الشعب الكردية الأربعاء إلى فرض منطقة حظر طيران فوق شمال سوريا، عقب الغارات الجوية التركية . وذكرت وحدات حماية الشعب على تويتر “فقط من خلال إعلان شمال سوريا منطقة حظر طيران تستطيع وحدات حماية الشعب الدفاع عن البلاد دون عوائق. يجب على تركيا الالتزام بمنطقة حظر طيران”.
روسيا تخفض نصف قوتها الجوية بقاعدة حميميم السورية
موسكو – فرانس برس
أعلن #الجيش_الروسي، الاربعاء، أن موسكو خفضت إلى النصف عدد طائراتها في #قاعدة_حميميم السورية في إطار حملة القصف التي تشنها دعما للرئيس السوري #بشار_الأسد.
ونقل بيان وزارة الدفاع عن القائد الأول سيرغي رودسكوي قوله في مؤتمر أمني في موسكو إن الاستقرار النسبي في وتيرة النزاع في سوريا “سمح لنا بإعادة نحو نصف المجموعة الجوية المتمركزة في قاعدة حميميم إلى روسيا”.
وأوضح رودسكوي أنه بين تشرين الثاني/نوفمبر العام الماضي وكانون الثاني/يناير من هذا العام نشرت روسيا حاملة طائرات لشن الغارات، وأن عدد الطائرات في قاعدة حميميم “لم يتجاوز 35 طائرة”.
طائرات حربية روسية في مطار حميميم
وأضاف أنه رغم أن الطائرات الروسية في سوريا كانت قليلة جدا مقارنة مع طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، إلا أن روسيا “شنت طلعات اكثر بثلاث مرات” (أكثر من 23 ألف طلعة) مقارنة بالتحالف.
وصرح وزير الدفاع سيرغي شويغو، الاربعاء، في نفس المؤتمر الأمني، بأن القوة الجوية الروسية تواصل دعم القوات السورية في مهاجمة تنظيم #داعش وجبهة النصرة ( #جبهة_فتح_الشام لاحقا) المرتبطة بتنظيم #القاعدة.
وحذر شويغو من أن الضربات الصاروخية الأميركية على سوريا “خلقت تهديداً على حياة جنودنا الذين يقاتلون الارهاب في سوريا” وأكد أن ذلك أجبر روسيا على “اتخاذ إجراءات إضافية لضمان سلامة عناصرنا”.
الأمم المتحدة تختار لاجئة سورية سفيرة للنوايا الحسنة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
اختارت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لاجئة سورية ساهمت بدورها في إنقاذ لاجئين من الغرق، وأصبحت سباحة أولمبية في وقت لاحق، لتصبح سفيرة للنوايا الحسنة.
وعينت يسرى مارديني سفيرة للنوايا الحسنة بالمفوضية الخميس، لتنضم بذلك إلى سفراء آخرين مثل الممثلة كيت بلانشيت والمؤلف خالد حسيني، وفق ما ذكرت وكالة أسوشييتد برس.
وقال رئيس المفوضية فيليبو غراندي إن مارديني “تمثل الآمال والمخاوف والإمكانات المذهلة التي لدى أكثر من 10 ملايين لاجئ شاب في جميع أنحاء العالم”.
قفزت مارديني وشقيقتها سارة من على متن قارب وسبحتا لساعات طويلة إلى جانب قاربهما المكتظ للوصول إلى اليونان من تركيا عام 2015.
وشاركت مارديني في أول فريق أولمبي للاجئين خلال أولمبياد ريو العام الماضي، وناقشت تحديات اللاجئين مع عدد من القادة مثل البابا فرانسيس والرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.
سورية تعترف بقصف إسرائيل لمقرات عسكرية قرب مطار دمشق
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 27 أبريل 2017
روما- اتّهم مصدر رسمي سوري الإسرائيليين بقصف موقع عسكري جنوب غرب مطار دمشق الدولي، وقال إن هذه الغارات تسببت بوقوع “بعض” الخسائر المادية، وأكّد المصدر أن عدة صواريخ أُطلقت من داخل الأراضي السورية التي تحتلها إسرائيل.
واعتبر المصدر أن هذه الغارات الإسرائيلية تهدف إلى “رفع معنويات المجموعات الإرهابية التي تنهار تحت ضربات قواتنا المسلحة”، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية السورية.
لكن مصادر محلّية ميدانية ذكرت أن “القصف تم عبر خمسة غارات جوية على منطقة عسكرية قرب مطار دمشق الدولي تُسيطر عليها إيران وميليشيات حزب الله اللبناني، وقالت إن الغارات استهدفت مخزن محروقات ومستودعات أسلحة تُشرف عليه إيران”.
ونفى مصدر مقرب من السلطات السورية أن تكون الغارات الجوية قد استهدفت مبنى قيادة إيراني قرب المطار، وقال لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن “المبنى يستضيف سجناً كبيراً يضم معارضين، وأي استهداف له سيتسبب بعدد غير محدد من القتلى من بين السجناء المعارضين، ولم يسبق أن استهدفته إسرائيل في أي من غاراته السابقة، واستهدافه سيتسبب بفضيحة لإسرائيل، وهذا ما تراهن عليه إيران”.
وقال أحد سكان بلدة الغزلانية المتاخمة لمطار دمشق الدولي إن الانفجارات كانت ناتجة عن سلاح طيران وليس صواريخ بعيدة المدى، وما تم استهدافه هو مقرات تحوي ذخائر أو وقود، مستدلاً بذلك على ارتفاع ألسنة اللهب بشكل لافت، ما يؤكد أن المكان المستهدف ليس بناء إدارياً أو مقراً عسكرياً عادياً.
وعرض (مركز الغوطة الإعلامي) مقطع فيديو لسلسلة انفجارات، فجر اليوم (الخميس)، في حين قالت مواقع سورية معارضة ميدانية إن الغارة استهدفت محيط الجسر السابع قرب مطار دمشق الدولي.
ولقد أشار وزير إسرائيلي بارز إلى أن الغارة على موقع قريب من مطار دمشق الدولي صباح اليوم الخميس تتوافق تماما مع سياسة إسرائيل ملمحا بذلك إلى مسؤوليتها عنه. وقال وزير الطاقة وشؤون الإستخبارات يسرائيل كاتس لإذاعة الجيش الإسرائيلي “إن التقارير عن غارة في دمشق تتوافق مع سياسة إسرائيل في منع نقل أسلحة متطورة إلى منظمة حزب الله”. وأضاف “لقد قال رئيس الوزراء إنه كلما حصلنا على معلومات استخبارية تشير إلى نية نقل اسلحة إلى حزب الله فإننا سنتحرك”.
ولم تتبن الحكومة الإسرائيلية رسميا الهجوم ولكنها اقرت سابقا بتنفيذ هجمات.