أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 29 كانون الثاني 2015

 

 

 

«حزب الله» يثأر لعملية القنيطرة في مزارع شبعا

بيروت – «الحياة»

 

ثأر «حزب الله» من إسرائيل لعملية القنيطرة بتنفيذ عملية ضد موكب إسرائيلي في منطقة مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، أدت الى مقتل جنديين اسرائيليين أحدهما ضابط، وجرح 7 آخرين، في تطوّر كرّس مرحلة جديدة من المواجهة بين إسرائيل من جهة وإيران و «حزب الله» من جهة ثانية، بعد الغارة الإسرائيلية على موكب للحزب في منطقة الجولان السورية في 18 الجاري، أدت الى مقتل 6 من عناصر الحزب بينهم قياديان، وضابط للحرس الثوري الإيراني برتبة عميد.

 

وفيما جاء رد «حزب الله» ليؤكد تحول الجولان والمناطق السورية المحاذية له والجنوب اللبناني الى جبهة موحدة في هذه المواجهة، فإن شبح الحرب خيّم على هاتين الجبهتين أمس، ما أطلق مروحة اتصالات دولية مكثفة لتفادي محاذير انفلات الأمور وآثارها التدميرية على جانبي الحدود، لا سيما على لبنان، خصوصاً أن المدفعية الإسرائيلية قصفت عدداً من القرى الحدودية اللبنانية بعد العملية لتتوقف زهاء الثانية والنصف بعد الظهر. (للمزيد)

 

وفيما أدى القصف الإسرائيلي الذي أعقب العملية الى إصابة جندي إسباني في عداد قوات الأمم المتحدة المرابطة في الجنوب، توفي لاحقاً متأثراً بجروحه، توعّد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو بالرد بقوة على العملية، مذكراً بما حل بقطاع غزة في حربه الأخيرة عليها قبل أشهر. وقال إن المسؤولين عن العملية سيدفعون الثمن.

 

وتبنى «حزب الله» العملية التي قال إنها استهدفت عند الساعة 11.25 قبل الظهر، موكباً إسرائيلياً من عدد من الآليات، بالأسلحة الصاروخية، في بيان عنوانه «بيان رقم (1)». وأشار الى أن مجموعة «شهداء القنيطرة الأبرار» نفذتها، فيما ذكرت معلومات إسرائيلية أن الموكب المستهدف مؤلف من 9 مركبات.

 

واعتبرت مصادر إعلامية مقربة من الحزب، أن اختيار منطقة تقع في نطاق مزارع شبعا المحتلة التي تطالب السلطات اللبنانية بانسحاب إسرائيل منها، باعتبارها لبنانية، هو اختيار دقيق، على رغم أن إسرائيل تعتبرها سورية تابعة للجولان المحتل، مقابل تأكيد الحزب أن لبنانيتها تجعل من عملياته فيها مشروعة، بينما ينص القرار الدولي 1701 الذي أوقف العمليات العدائية عام 2006، على السعي لإيجاد حل لها عبر ترسيم الحدود بين لبنان وسورية، كونها أرضاً متنازعاً عليها.

 

وأعلنت قيادة قوات»يونيفيل» أن الأخيرة لحظت «إطلاق 6 صواريخ نحو إسرائيل من محيط منطقة الوزاني» وأن الجيش الإسرائيلي رد بنيران المدفعية.

 

وإذ أشار بيان لـ «يونيفيل» الى أن قائدها اللواء لوتشيانو بورتولانو «دان بشدة هذا الخرق الخطير للقرار 1701»، أوضح أنه ما زال يجري اتصالات متواصلة مع الطرفين لحثهما على الحفاظ على أقصى درجات ضبط النفس، وأن «يونيفيل» باشرت التحقيق لتحديد وقائع الحادثة وحيثياتها. وسجلت «يونيفيل» تبادلاً للقصف بين جانبي الحدود.

 

وشملت ردود الفعل الإسرائيلية تهديد وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني بأن «على إيران و حزب الله أن يعِيا أن رد إسرائيل على استهداف الجيش أو المدنيين سيكون صارماً».

 

وفيما قال مصدر إسرائيلي إن 3 من الصواريخ التي أطلقت أصابت الموكب الإسرائيلي في مزارع شبعا، نقل مراسلو الوكالات الأجنبية عن مدنيين في القسم الذي تحتله إسرائيل في بلدة الغجر، أن منازل تضررت جراء القصف المتبادل، وأن بعض المواطنين أصيبوا بجروح من شظايا القصف الذي أعقب العملية. وساد القلق والترقب جانبي الحدود، وفي المستوطنات الإسرائيلية، وفي منطقة العرقوب الحدودية، حيث تراجعت الحركة خوفاً من حرب جديدة. وبلغ القلق والحذر منطقة بيروت وضاحيتها الجنوبية، حيث تراجعت الحركة بعدما حصل إطلاق نار في الهواء من مناصري «حزب الله» ابتهاجاً بالعملية، لكن محازبي الحزب نظموا في المنطقة الحدودية مساء مسيرات سيارة وعلى الدراجات رافعين رايات الحزب ابتهاجاً.

 

وأجرى رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام سلسلة اتصالات عقب العملية شملت رئيس البرلمان نبيه بري، وقالت مصادر مطلعة إنهما ناقشا دعوة «حزب الله» إلى الاكتفاء بما حصل وعدم توسيع نطاق المواجهة وجرّ البلد الى حرب جديدة. وأجرى بري بدوره اتصالات مع قيادة الحزب. وطالب سلام السفير الأميركي ديفيد هيل بأن تتدخل بلاده لدى إسرائيل لكبح جماح قيادتها عن توسيع رقعة المواجهة.

 

وعلمت «الحياة» أن السفير هيل أبلغ سلام أن واشنطن طالبت تل أبيب بضبط النفس وعدم تصعيد الموقف. وبينما أوضحت مصادر مطلعة أن بعض الديبلوماسيين المعنيين بلجم أي اندفاع إسرائيلي أبلغوا الجانب اللبناني أنه يصعب تقدير مدى التزام نتانياهو بنصائح التهدئة، فإن حكومة الأخير أبلغت مجلس الأمن أمس، أنها «ستمارس حقها في الدفاع عن النفس وتتخذ كل الإجراءات الممكنة لحماية سكانها». (رويترز) ودعا سفير إسرائيل رون بروسور، المجلس الى إدانة «حزب الله» علناً وبوضوح، وطالب بنزع أسلحة «حزب الله» وتطبيق لبنان التزاماته بموجب قرارات الأمم المتحدة.

 

إلا أن الرئيس سلام عبّر في بيان عن قلقه من «النيات العدوانية للمسؤولين الإسرائيليين»، معتبراً أن التصعيد الإسرائيلي بعد العملية يفتح الباب أمام احتمالات خطيرة. وأكد تمسك لبنان بالقرار 1701 بكل مندرجاته، مطالباً الأسرة الدولية بكبح أي نزعة إسرائيلية للمقامرة بالأمن والاستقرار في المنطقة.

 

ودان مسؤول في الخارجية الأميركية ما وصفه بـ «اعتداء حزب الله على قوات إسرائيلية»، معتبراً أنه خرق للقرار 1701، وانتقد «تحريض حزب الله على العنف… ووجوده في سورية وانتهاك ما اتفقت عليه القيادات اللبنانية بالنأي بالنفس…».

 

ولقيت العملية تضامناً من فصائل فلسطينية عدة، أبرزها حركة «حماس»، مع «حزب الله» الذي كان أمينه العام أجَّل كلمة له كان يفترض أن يلقيها إثر عملية القنيطرة إلى غد الجمعة، كي تأتي بعد حصول الرد من الحزب على قتل 6 من عناصره.

 

وتفاوتت ردود الفعل اللبنانية بين تأييد العملية من حلفاء الحزب وانتقادها من خصومه، فحذر الرئيس السابق ميشال سليمان من الأهداف الانتخابية لنتانياهو في معاركه الداخلية ومعاركه مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، لجر لبنان الى خرق القرار 1701، داعياً الى الوقوف خلف الحكومة لعدم السماح لإسرائيل بالاستفادة من تشتت الموقف اللبناني.

 

واعتبر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أنه «يبدو أننا سندخل مرحلة اضطراب كبيرة…»، ورأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن «حزب الله» يحاور مع تيار «المستقبل» من جهة ويتوسع بمشاريعه الإقليمية التي لا علاقة لها بلبنان وضد الميثاق الوطني ولسيادة الدولة ووجودها من جهة ثانية. واعتبر أن ما جرى على الحدود سيرتب تبعات خطيرة على الشعب اللبناني بأكمله.

 

ودعت كتلة «المستقبل» النيابية الى الالتزام «قولاً وعملاً» بالابتعاد الكامل من أي تورط يحمل معه خطراً على لبنان، وأكدت أنه لا يحق لأي طرف مصادرة إرادة اللبنانيين والحلول مكان السلطات الدستورية.

 

النظام يهدد بـ «حرق» غوطة دمشق

موسكو – رائد جبر

 

لندن، نيويوك، القدس المحتلة – «الحياة»، رويترز – حذر معارضون سوريون من أن النظام يُمهد لحملة قصف غير مسبوقة على الغوطة الشرقية بعد مطالبة مسؤولين فيه بـ «حرق» مدنها و «محوها من الخريطة»، في وقت قصف الجيش الإسرائيلي مواقع للنظام في ريف القنيطرة. ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المشاركين في «منتدى موسكو» إلى التوحد لـ «محاربة الإرهاب»، وسط مطالبة وفد الحكومة نقل الحوار إلى دمشق. (للمزيد)

 

وكانت الخارجية السورية بعثت رسالة إلى الأمم المتحدة طالبت فيها بإدراج «جيش الإسلام» بقيادة زهران علوش «على قوائم مجلس الأمن المعنية بمكافحة الإرهاب»، في وقت قال ممثل الوفد الحكومي بشار الجعفري في «منتدى موسكو» أمس، إن «الإرهاب الذي قام به ما يسمى جيش الإسلام ينسجم مع ما تقوم به مجموعات إرهابية مسلحة تنتمي إلى تنظيم القاعدة الإرهابي تحت مسميات مختلفة، مثل داعش وجبهة النصرة».

 

وكان السفير السوري الأسبق لدى تركيا نضال قبلان طالب على صفحته في «فايسبوك» بـ «مسح دوما من الخريطة وحرق زملكا وجوبر وحرستا وكل بؤرة عهر لا تزال تؤوي إرهابيين»، قائلاً: «لدى الجيش (النظامي) ما يكفي لمسح هذه المستوطنات الإرهابية عشر مرات، والآن حان وقت الحساب».

 

وبين دمشق والجولان، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «المقاتلات الإسرائيلية قصفت مواقع لقوات النظام في اللواء 90 ومناطق تابعة له في ريف القنيطرة» فجر أمس. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي موشى يعلون في بيان، إن الغارات تبعث بـ «رسالة واضحة من أننا لن نتهاون مع أي إطلاق نار صوب الأراضي الإسرائيلية أو أي انتهاك لسيادتنا وسنرد بقوة وحسم»، ذلك بعدما حمّل بيتر ليرنر الناطق باسم الجيش «الحكومة السورية مسؤولية كل الهجمات التي تشن من أراضيها وستعمل على الدفاع عن المدنيين الإسرائيليين بأي وسيلة لازمة».

 

وفي واشنطن، قالت جين بساكي الناطق باسم الخارجية الأميركية: «يتعين على جميع الأطراف تجنب أي عمل من شأنه تهديد وقف إطلاق النار القائم بين إسرائيل وسورية منذ 1974 ونؤيد حق إسرائيل الشرعي في الدفاع عن نفسها».

 

سياسياً، التقى لافروف المشاركين في «منتدى موسكو أمس، وحضهم على ضرورة توحيد جهودهم لـ «وضع قضية مكافحة الإرهاب في مقدمة الاهتمامات». وعرضت أطراف المعارضة المشاركة ورقة العمل، فيما قدم الجعفري ورقة مقابلة ركزت على ملف مكافحة الإرهاب و «مواصلة الحوار في دمشق».

 

وقال لـ «الحياة» رئيس المنبر الديموقراطي السوري سمير العيطة، إنه سلم الجعفري لائحة بأسماء ألف معتقل في أربع مدن سورية. وأثار رد الجعفري على الورقة والأفكار المطروحة استياء عدد من الحاضرين، خصوصاً أنه «قدم إجابة مطولة جداً وغاص فيها في تفاصيل أثارت انتقادات من مختلف القوى والشخصيات الحاضرة».

 

في نيويورك، حدد مجلس الأمن موعداً للاستماع إلى المبعوث الدولي ستيفان دي مستورا في ١٧ الشهر المقبل. وقال ديبلوماسي غربي رفيع أمس، إن «الرئيس بشار الأسد لا مكان له في مستقبل سورية» من دون تحديد إطار زمني لما يعنيه. وفي ما يتعلق بالهجمات بالكلورين، قال الديبلوماسي نفسه إن «الأمم المتحدة تفكر في تعيين هيئة دولية تحدد الأطراف المسؤولين عن استخدامه».

 

وفي جانب آخر، تسعى الدول الغربية في مجلس الأمن الى «رفع مستوى المساعدات الإنسانية عبر الحدود» تطبيقاً لقرارات مجلس الأمن ٢١٣٩ و٢١٦٥ و٢١٩١. وبحث المجلس أمس الوضع الإنساني في جلسة دعت فيها مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة كيونغ واكانغ المجلس الى «إيجاد الطريق نحو حل الأزمة في وقت تجاوز عدد محتاجي المساعدة الإنسانية ١٢ مليوناً».

 

وحذرت واكانغ من خطورة الافتقار الى التمويل الكافي لبرامج المساعدات. وأكدت عدم تحقيق تقدم في مواجهة لا سيما في ظل استمرار الأطراف في ممارسة الانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين، إن من جهة القوات الحكومية والميليشيات المؤيدة لها أو المجموعات المعارضة. وأضافت أن القوات الحكومية تواصل «شن الهجمات الجوية وإلقاء البراميل المتفجرة على المناطق السكنية المكتظة».

 

وأوضحت أن القوات الحكومية والميليشيات المتحالفة معها تواصل حصار 185 ألف شخص في الغوطة الشرقية وداريا واليرموك قرب دمشق، فيما تحاصر مجموعات المعارضة 26 ألف شخص في نبل والزهراء في ريف حلب شمال البلاد.

 

ساعات من شبح 2006 ومسارعة دولية إلى الاحتواء “حزب الله” يردّ في شبعا… ضمن “قواعد الاشتباك

29 كانون الثاني 2015

هل يؤدي توازن الرعب والربح والخسارة بين ضربة القنيطرة والرد عليها بضربة مزارع شبعا الى اعادة النصاب الى “ستاتيكو” الاستقرار الذي كان سائدا منذ عام 2006 في الجنوب، ام ان ما جرى يضع لبنان امام واقع تصاعد التوتر جرعة اثر جرعة بما ينذر بانفجار حرب شاملة في لحظة غير محسوبة؟

الواقع ان رد “حزب الله ” امس في مزارع شبعا على عملية القنيطرة التي نفذتها اسرائيل قبل عشرة أيام وقتل فيها ستة من كوادر الحزب وأحد القادة العسكريين للحرس الثوري الايراني استتبع معطيات ميدانية واجواء شديدة الخطورة ساعات عدة بعد العملية بدت معها المنطقة الحدودية في الجنوب ومناطق شمال اسرائيل على مشارف استعادة سيناريو اشتعال شرارة حرب 2006 . ذلك ان الحزب الذي سيطل أمينه العام السيد حسن نصرالله غدا بكلمته الاولى بعد عملية القنيطرة استبق هذه الاطلالة برد على الضربة الاسرائيلية فاجأ معظم المراقبين والمعنيين بمكانه وليس بتوقيته باعتبار ان مجمل المعطيات كان يشير الى ان الحزب سيرد في وقت وشيك ولكن من خارج الاراضي اللبنانية. بيد أن الحزب استهدف قافلة عسكرية اسرائيلية من تسع عربات في مزارع شبعا وقصفها بستة صواريخ من طراز “كورنيت” المضادة للدروع والموجهة الكترونيا الامر الذي ادى الى مقتل ضابط وجندي وجرح سبعة آخرين في صفوف القافلة. وأكدت قيادة القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان “اليونيفيل” انها رصدت اطلاق ستة صواريخ نحو اسرائيل من محيط عام منطقة الوزاني شمال الميسات في منطقة عملياتها.

ورد الجيش الاسرائيلي بقصف مناطق كفرشوبا والمجيدية وحلتا والعرقوب بما يفوق الخمسين قذيفة ونجم عن ذلك مقتل جندي اسباني ضمن الكتيبة الاسبانية في قوة “اليونيفيل”. وهدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على الاثر “بتكرار تجربة غزة في لبنان”، مشددا على ان الجيش الاسرائيلي “على أتم الاستعداد للتعامل مع الاوضاع الامنية على كل الجبهات وبكل قوة”.

وبدا واضحا ان رد الحزب في مزارع شبعا حصرا استهدف تحقيق توازن الردع ضمن تبادل الضربات التي لا تشعل حربا شاملة اذ ان منطقة المزارع المحتلة لا تزال ضمن قواعد الاشتباك منذ 2006 ورد الحزب ادرج ضمن التزامه هذه القواعد. كما ان المعلومات افادت ان الحزب ابلغ اسرائيل عبر الامم المتحدة انه يكتفي بالرد اذا لم تصعد الدولة العبرية الوضع فيما بدا في المقابل ان اسرائيل لن تذهب الى اشعال حرب شاملة وفق توقيت الحزب ومن ورائه ايران.

بيد ان ذلك لم يقلل خطورة اللعب على حافة الهاوية بين الفريقين، اذ تقول اوساط مطلعة واكبت التطورات الميدانية والديبلوماسية امس ان حبس أنفاس حقيقيا ساد طوال اكثر من اربع ساعات بعد توجيه الحزب الصلية الاولى من صواريخه في اتجاه قافلة عسكرية اسرائيلية في مزارع شبعا لمعرفة حقيقة الخسائر البشرية التي أسفرت عنها العملية والتي بلغت قتيلين وسبعة جرحى وكان يمكن ان يتطور الامر الى الاسوأ لو جاءت الحصيلة مطابقة لمعلومات اولية تجاوزت هذه النتيجة . واذ ترجح الاوساط ان يكون الوضع الناشئ ادخل واقعيا في خانة الاحتواء فانها لا تخفي خطورة تصاعد التوتر الذي بات يحاصر لبنان جراء الربط الميداني الطارئ بين جبهتي الجولان ومزارع شبعا من جهة وبروز العامل الاسرائيلي – الايراني في المواجهة من جهة اخرى. كما ان الجانب اللبناني الرسمي بدا في خلفية هذا التصعيد الجانب الاضعف اطلاقا على رغم تشديد لبنان على تمسكه بالقرار 1701 وهو الامر الذي سيترك تداعيات سلبية داخلية برزت ملامحها مع الانتقادات التي وجهتها جهات سياسية داخلية الى “حزب الله” لتفرده تكرارا بقرار الحرب والسلم مع اسرائيل.

 

اتصالات وتطمينات

وعلمت “النهار” من مصادر وزارية واكبت تطورات الجنوب ان المسؤولين تخوفوا عند قيام “حزب الله” بعملية شبعا من رد إسرائيلي من نوع ما حصل في حرب 2006 أو في حرب “عناقيد الغضب” عام 1996 وهذا ما دفع رئيس الوزراء تمام سلام الى إجراء إتصالات عاجلة دوليا وإقليميا وداخلياً أثمرت تطمينات من مراجع عليا دولية الى أن التطورات الامنية لن تؤدي الى نشوب حرب،, فيما سجل دخول أميركي وفرنسي على خط الاتصالات مع إسرائيل وإيران. وقد عزز منطق عدم التصعيد أن العملية التي نفذها “حزب الله” تمت في منطقة متنازع عليها ولا تزال تعتبرها إسرائيل أرضا سورية محتلة. ومما أثار القلق إصدار الحزب البيان “الرقم واحد” عن العملية مما أوحى ان ثمة بيانات أخرى على ما حصل عام 2006، لكن هذا القلق تبدد لاحقا. إلا ان التوتر لا يزال سائدا باعتبار ان “التطمينات” من الجانب الاسرائيلي لا يمكن الركون اليها.

واذ شدد الرئيس سلام على تمسك لبنان بالقرار 1701، حذر الرئيس ميشال سليمان من “جر لبنان الى خرق هذا القرار” ومن معارك تستفيد منها اسرائيل . كما تساءل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع “كيف يسمح حزب الله لنفسه باتخاذ قرارات امنية وعسكرية لا يوافق عليها اللبنانيون”. وشددت كتلة “المستقبل” على انه “لا يحق لاي طرف مصادرة ارادة اللبنانيين والحلول مكان السلطات الدستورية”. أما رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط، فرأى ان “عملية المقاومة ذكرت اسرائيل بأن اللعب بالنار مكلف ولكن هذا لا يمنع اتخاذ الاحتياطات الضرورية لمواجهة اي عدوان”. ولفت الى ان “العملية حصلت في الارض السورية في انتظار ترسيم الحدود وهذا ضرب من الذكاء في غاية الاهمية”.

 

واشنطن

وأعربت الولايات المتحدة عن تأييدها لاسرائيل في مواجهتها مع “حزب الله”. وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية جين بساكي: “نحن ندعم حق اسرائيل المشروع في الدفاع عن النفس ونواصل دعوة جميع الاطراف الى احترام الخط الازرق بين اسرائيل ولبنان”. واضافت ان واشنطن تدين قصف “حزب الله” للموكب العسكري في المنطقة الحدودية التي تحتلها اسرائيل، و”ندعو جميع الاطراف الى الامتناع عن القيام بأي تحرك من شأنه ان يصعد الوضع”.

 

مجلس الامن

وأفاد مراسل “النهار” في نيويورك علي بردى ان الديبلوماسية الفرنسية سعت عبر مجلس الأمن الى لجم أي تدهور إضافي محتمل على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية.

وباشرت البعثة الفرنسية اتصالات مع سائر الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن لإصدار بيان يندد بالتصعيد عبر العملية التي شنها “حزب الله” وبمقتل عنصر من القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان “اليونيفيل” بنيران اسرائيلية.

وحذر مسؤول رفيع المستوى في الأمم المتحدة مما سماه “خطر إساءة الحسابات” ومن نشوب حرب كما عام 2006 بين لبنان واسرائيل، داعياً مجلس الأمن الى التدخل للحد من التصعيد.

ورداً على سؤال لـ”النهار” عن الجلسة الطارئة لمجلس الأمن، قال مندوب فرنسا الدائم لدى الامم المتحدة فرنسوا دولاتر: “نحن في فرنسا قلقون للغاية من التطورات الأخيرة في لبنان، ولهذا دعونا الى هذه الجلسة الطارئة لمجلس الأمن”، مشيراً خصوصاً الى “مقتل رجل حفظ سلام إسباني خلال تبادل النار”. وأوضح أن “غايتنا هي الإنخراط في عملية تخفيف التصعيد والحيلولة دون مزيد من التصعيد للوضع. سنوزع مسودة بيان صحافي لإصداره عن المجلس”.

واستمع أعضاء المجلس الى إحاطة عن التطورات من الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام أدموند موليه. ونقل عنه ديبلوماسيون أن “عدداً من الصواريخ أطلق من الوزاني في اتجاه اسرائيل، التي ردت بطلقات مدفعية”، مشيراً الى أن “حزب الله تبنى مسؤولية الهجوم رداً على هجوم القنيطرة”. وأفاد أن الجندي من “اليونيفيل” أصيب بجروح “أدت الى وفاته عقب اطلاق النار رداً” على هجوم “حزب الله”، وأضاف أن “الوضع هادىء الآن على طول الخط الأزرق”. وحض على “حد أقصى من ضبط النفس”. وكشف أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون “أجرى اتصالات مع زعماء اقليميين” للمساهمة في جهود التهدئة. ووصف ما حصل بأنه “انتهاك خطر لوقف العمليات العدائية” ولذلك فإن الأمين العام “قلق للغاية” مما سماه “خطر إساءة الحسابات” ووصول الأمر الى “خطر حرب على غرار ما حصل عام 2006”. وشدد على أن “المنطقة لا تحتمل ذلك”.

وبعد مشاورات استمرت زهاء ساعتين، خرج رئيس مجلس الامن للشهر الجاري المندوب التشيلياني الدائم لدى الامم المتحدة كريستيان باروس ميليت ليدلي بعناصر بيان للصحافة جاء فيه أن مجلس الامن “يندد بأقصى العبارات بوفاة عنصر حفظ السلام من اليونيفيل الذي حصل في سياق تبادل النار على طول الخط الازرق”. وعبر عن “تعاطفه العميق” مع ذوي الجندي الاسباني وحكومته.

وعلمت “النهار” ان المشاورات ستظل جارية لاصدار بيان صحافي خلال ساعات للتنديد بمقتل الجندي الدولي. بيد ان ثمة حاجة الى مزيد من المشاورات بين العواصم في حال وجود اتجاه الى التنديد بالاطراف الذين ساهموا في التصعيد.

وقال المندوب الاسباني الدائم لدى الامم المتحدة رومان أويارزون مارتشيزي ان بلاده “تطالب باجراء تحقيق شامل من الامم المتحدة” في مقتل جنديها، مشيرا الى أن هذا الجندي أصيب بنيران أطلقت من الجانب الاسرائيلي.

 

منتدى موسكو” جمع النظام السوري ومجموعة الـ 30 المعارضة روسيا قدّمت “ورقة مبادئ” إلى الجانبين لمناقشتها

جنيف – موسى عاصي

بعد أول لقاء لوفد النظام السوري الى “منتدى موسكو” ومجموعة الـ30 المعارضة، يمكن التوقف عند بعض الاستنتاجات، أولها أن لموسكو خريطة طريق تعمل على تطبيقها من أجل اعطاء مبادرتها كل فرص النجاح.

 

تنطلق الخريطة الروسية من اتفاق الحد الأدنى بين وفد النظام السوري ومجموعة المعارضين الثلاثين مدخله أولوية الجانب الانساني على أي بحث آخر وهدفه المباشر انتزاع بعض التنازلات من النظام السوري في هذا الملف وتحديداً في مسألة اطلاق معتقلين “غير متهمين بممارسة الارهاب” على حد تعبير وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وفي حال نجاح الروس في تمرير هذه الخريطة، فإن الطريق ستُمهَد لجولات لاحقة تعقد في موسكو على الأرجح، أو في جنيف اذا نجحت الحلقة الاولى من الخريطة الروسية وقرر معارضون آخرون، كـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” المشاركة في هذه الجولات.

وعلم أن الروس قدموا ورقة اطلقوا عليها “ورقة مبادئ موسكو” وسلموها الى الفريقين للبحث فيها، تتضمن مقدمة عامة وثمانية بنود تتلخص بالآتي:

1 – الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها.

2 – مكافحة الارهاب.

3 – تسوية الأزمة السورية بالوسائل السياسية وعلى أساس وثيقة جنيف وبشكل توافقي.

4 – تقرير مستقبل سوريا على أساس التعبير الحر والديموقراطي.

5 – رفض أي تدخل خارجي في الشؤون السورية.

6 – الحفاظ على الجيش السوري كرمز للوحدة الوطنية.

7 – سيادة مبدأ القانون والمواطنة.

8 – عدم قبول أي وجود مسلح أجنبي على الأراضي السورية من دون موافقة الحكومة السورية.

وفيما لم يعرف موقف وفد النظام من هذه الورقة، أشارت المعلومات الى رفض المعارضة السورية اياها مباشرة اذ اعتبرت أنها تتجاهل الأسباب الداخلية للأزمة وتركز على العامل الخارجي.

 

وقائع الجلسة

وأبرزت وقائع الجلسة المشتركة امس خلافات في وجهات النظر بين موسكو التي ترى في “المنتدى الروسي” خطوة في اتجاه مفاوضات موسعة في رعاية الأمم المتحدة وعلى أساس وثيقة جنيف، وهذا يعني أن مكان المفاوضات اللاحقة هو جنيف أو أي مدينة أخرى يوافق عليها المعارضون، أما الجانب السوري فيكرر الموقف ذاته منذ مفاوضات جنيف2 مطلع العام 2014 “فأي حوار خارجي هو مقدمة لحوار سوري-سوري في دمشق يؤكد على الثوابت الوطنية “.

لكن رئيس الوفد السوري السفير بشار الجعفري بدا في بداية الجلسة المشتركة مرتاحاً وأكد أن “المعارضة السورية الوطنية شريك لنا”. وعكس مفاوضات جنيف مع الائتلاف المعارض، أظهر الجعفري اهتماماً بلقاء موسكو “الذي ينبغي ألا يكون حدثاً دعائياً بل يجب أن يكون منبراً جاداً يعكس هدف هذا اللقاء”. وقد ظهر الخلاف الآخر بين موسكو ودمشق في تحديد الاولويات، وهنا لوحظ أن الموقف الروسي الذي عبر عنه لافروف كان أقرب الى مسودة مجموعة الثلاثين الذين أعطوا الأولوية للمسألة الإنسانية، في حين أعاد الجعفري التركيز على أولوية مكافحة الارهاب، إذ “لا يمكن تحسين الوضع الإنساني من دون إعطاء الأولوية لمعالجة الأسباب الرئيسية لنشوء الأزمة الانسانية وهي الإرهاب”.

لكن كلام لافروف دخل في خانة الضغط على الجانب النظامي عندما ركز على ضرورة تقديم التنازلات المتبادلة “فمهمة الانتقال إلى الحوار وحل المسائل الملحة المدرجة في جدول الأعمال الوطني تتطلب جهوداً كبيرة واستعداداً لتقديم تنازلات متبادلة لا بد منها وإيجاد حلول وسط”. وأشار الى أن المفاوضات “لن تكون بسيطة”، داعياً إلى الاتفاق على إجراءات محددة لتعزيز الثقة بين الحكومة السورية وقوى المعارضة السياسية والمجتمع المدني، والمضي في تجميد القتال في مناطق معينة، ورفع العوائق أمام وصول المساعدات الإنسانية، وتسوية أوضاع المقاتلين الذين ألقوا السلاح والإفراج عن المعتقلين غير المتورطين في جرائم الإرهاب.

ومن جهة المعارضين، يبدو أن الحوار في ما بينهم الذي دام يومين لم يجمعهم على موقف موحد، فقد انقسم هؤلاء في الجلسة المشتركة مع وفد النظام وتحولوا الى ثلاث مجموعات بثلاثة مواقف، الأولى ترى ضرورة التركيز فقط على المسألة الانسانية “من أجل تخفيف معاناة السوريين”، والثانية ترى ضرورة مقاربة موضوع الاصلاحات السياسية الى جانب المسألة الانسانية، والمجموعة الثالثة (الاكراد) ركزت على ملف مستقبل الاكراد وأثارت موضوع “الادارة الذاتية” لمناطقهم وطرحت منح “قوات حماية الشعب” الكردية صفة قانونية. لكن هذا الطرح اسقطه المعارضون أنفسهم الذين أصروا على “حصرية السلاح في أيدي المؤسسات الأمنية التابعة للدولة السورية”. إلا أن المجموعات الثلاث لم تخرج عن الخط الذي رسمته لنفسها في مسودتها، فلم تأت في الجلسة المشتركة على ذكر مستقبل الرئيس السوري بشار الاسد أو هيئة الحكم الانتقالي.

 

الائتلاف يتوقع الفشل

وتوقع عضو الائتلاف السوري الذي وجهت اليه وزارة الخارجية الروسية دعوة للمشاركة في الحوار عبد الاحد اسطيفو الفشل لـ”منتدى موسكو”، كما توقع في حديث الى “النهار” أن تسوء العلاقات بين موسكو والنظام السوري مع “رفض تقديم أي تنازل كما طالبت روسيا من أجل حض أطراف المعارضة الآخرين على المشاركة في حوار موسكو”.

 

ورقة” روسية رفضتها المعارضة السورية لافروف: خطوة نحو مفاوضات موسّعة

جنيف – موسى عاصي – نيويورك – علي بردى

تنتهي اليوم أعمال “منتدى موسكو” للحوار السوري – السوري وحظوظ نجاحه توازي امكانات الفشل، فالكلام الروسي الذي جاء على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف يوحي بأن لدى الروس خريطة طريق لتفاهم الحد الادنى بين الجانب النظامي ومجموعة المعارضين الثلاثين وخصوصاً في الملف الانساني يمنح المبادرة الروسية فرص الحياة من جهة والفريق المعارض شرعية التفاوض من جهة اخرى.

 

لكن المعلومات التي حصلت عليها “النهار” عن ورقة قدمها الروس الى الطرفين خلال الجلسات المغلقة والتي اطلق عليها “ورقة مبادئ موسكو” توحي بأن المنتدى الروسي لا يزال بعيدا من تحقيق النتائج المرجوة، وتضمنت الورقة ثمانية بنود تتمحور على الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها، ومكافحة الارهاب، وتسوية الأزمة السورية بالوسائل السياسية وعلى اساس وثيقة جنيف، وتقرير مستقبل سوريا على اساس التعبير الحر والديموقراطي، ورفض أي تدخل خارجي في الشؤون السورية، والحفاظ على الجيش السوري رمزاً للوحدة الوطنية، وسيادة مبدأ القانون والمواطنة، وعدم قبول أي وجود مسلح أجنبي على الأراضي السورية من دون موافقة الحكومة السورية.

وعلم أن الفريق المعارض رفض الورقة مباشرة، معتبراً أنها تتجاهل الاسباب الداخلية للأزمة وتركز على الجوانب الخارجية. وقال مصدر معارض مشارك في الحوار أن هذه الورقة “هي من صنع النظام”، بيد ان رئيس الوفد النظامي بشار الجعفري نفى ذلك “لكننا موافقون عليها”.

وكان الطرفان عقدا جلستي حوار في مقر الضيافة التابع لوزارة الخارجية الروسية، وفي الجلسة الافتتاحية حدد لافروف موقف بلاده من الحوار وأهدافه، موضحاً أن ما يجري في موسكو “هو خطوة في اتجاه مفاوضات موسعة في رعاية الأمم المتحدة وعلى أساس وثيقة جنيف”. وهنا ظهر تعارض في وجهات النظر مع الكلمة الافتتاحية للجعفري الذي قال أن “أي حوار خارجي هو مقدمة لحوار سوري – سوري في دمشق”.

وقد ظهر تعارض آخر بين موسكو ودمشق حيال الأولويات، اذ كان موقف لافروف أقرب الى موقف المجموعة المعارضة من حيث منح المسألة الانسانية الاولوية، في حين جدد الجعفري التركيز على أولوية مكافحة الارهاب. لكن الجعفري بدا في مستهل الجلسة المشتركة مرتاحا قائلا أن “المعارضة السورية الوطنية شريك لنا”، ورأى ان لقاء موسكو “ينبغي ألا يكون حدثا دعائيا بل يجب أن يكون منبرا جادا يعكس هدف هذا اللقاء”.

 

مجلس الأمن

وفي نيويورك، أبدى أعضاء مجلس الأمن “قلقهم البالغ” من استمرار الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وخصوصاً الهجمات المتواصلة على المدنيين في سوريا، ومن استمرار زيادة عدد اللاجئين في دول الجوار.

وتلا رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري المندوب التشيلياني الدائم لدى الأمم المتحدة كريستيان باروس ميليت عناصر بيان للصحافة جاء فيها أن أعضاء المجلس “قلقون للغاية من تصاعد عدد اللاجئين والنازحين بسبب النزاع في سوريا”. وإذ شجعوا المنظمات الإنسانية على مواصلة مساعداتها، شكروا للدول المجاورة جهودها لتنفيذ القرارات الخاصة بهذا الشأن. وعبروا عن “قلقهم من الأثر الإنساني للعاصفة الشتوية على السكان السوريين، وخصوصاً اللاجئين والنازحين” في المنطقة. وأكدوا أن التمويل لا يزال قاصراً عن المطلوب بمبلغ 40 مليون دولار.

 

مشاورات موسكو السورية تخرج بورقة مبادئ وخريطة طريق

محمد بلوط

عرض روسي مزدوج لدفع الحوار السوري ـــ السوري نحو مسار تفاوضي.

«ورقة مبادئ موسكو» التي أخرجها فيتالي ناومكين، مدير اللقاء التشاوري، ليطرحها على الحكوميين والمعارضين، وخريطة الطريق نحو الحل السياسي، التي استهل بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اجتماعه بالمتحاورين السوريين.

كلا «المبادئ» والخريطة ستشكلان الأرضية التي سيقيم الروس والسوريون عليهما إعلاناً من المبادئ المشتركة، كبيان ختامي اليوم، وتسمح بتحديد الموعد المقبل للحوار السوري، ومنح الحاضرين مهلة شهر للعودة إلى موسكو، وربما إلى الأستانة في كازاخستان على ما تقوله تسريبات روسية، وهي مهلة ضرورية للروس لتوسيع قاعدة المشاركين، ممن تخلفوا هذه المرة، وقد تستكمل خلاله المعارضة إعادة الهيكلة والفرز، خصوصا في «الائتلاف الوطني السوري»، وتنضم بعض وجوهه إلى العملية السياسية.

أما «ورقة مبادئ موسكو»، فقد حوَت مقدمة سياسية عامة، تعيد أسباب الأزمة إلى انتشار العنف، وتوسّع الإرهاب، وهو ما يقول عنه أمين سر «هيئة التنسيق» في المهجر ماجد حبو بأنه يتجاهل حقيقة الأزمة الوطنية الداخلية السورية.

وأثار نص الورقة، على اعتبار ما جاء فيها من بنود «أسسا للحوار السوري – السوري»، تحفّظاً وقلقاً معارضاً من أن تتحول إلى مرجعية جديدة، تضعف جنيف. وتضم الورقة ثمانية بنود، تدعو إلى الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها، ومكافحة الإرهاب، وتسوية الأزمة على أساس توافقي وفق بيان جنيف، وتقرير مستقبل سوريا على قاعدة التعبير الديموقراطي الحرّ، ورفض أي تدخل خارجي، والحفاظ على الجيش السوري، كرمز للوحدة الوطنية، وسيادة مبدأ دولة القانون والمواطنة، وعدم قبول أي تواجد مسلّح على الأراضي السورية، من دون موافقة حكومتها.

وقال معارض سوري، شارك في الحوار، إن المعارضة قرأت ورقة «مبادئ موسكو»، وكأنها ورقة أعدّها الوفد الحكومي، وقام الروس بتقديمها بدلاً منهم. لكن رئيس الوفد السوري بشار الجعفري قال، خلال الحوار، إن دمشق لم تتدخل في إعداد الورقة، لكنها تتبناها كلياً.

أما ما يمكن اعتباره خريطة طريق، فهو انحياز لافروف، في مداخلته أمام المتحاورين، إلى تقديم حلّ الأزمة الإنسانية على ما عداها، وتأجيل القضايا الخلافية السياسية. لكن الديبلوماسي الروسي استخدم لغة تقترب من اللغة الحكومية السورية أكثر مما تقترب من مقاربة المعارضة، على ما قاله معارض سوري بارز، لكنها تستحق البناء عليها.

وقال لافروف إنه ينبغي الانتقال إلى مناقشة أرضية التوافق الوطني حول علمانية الدولة ووحدة أراضي سوريا وسيادتها، موضحاً أن «ذلك سيتطلب مفاوضات غير بسيطة تهدف إلى الاتفاق على إجراءات محدّدة لتعزيز الثقة بين الحكومة السورية وقوى المعارضة السياسية والمجتمع المدني، والمضي قدماً في تجميد القتال في مناطق معيّنة، ورفع العوائق أمام توريدات المساعدات الإنسانية، وتسوية أوضاع المقاتلين الذين ألقوا السلاح والإفراج عن المعتقلين غير المتورطين في جرائم الإرهاب».

وهي كلها نقاط تتقاطع مع مسودة النقاط العشر التي توصلت إليها المعارضة في موسكو، وتدعو فيها أيضا إلى ولوج الحل من بوابة بناء إجراءات الثقة. وليس جليا ما إذا كانت الإشارة في تصريحه إلى اتصالات مع المصريين تهدف إلى احتواء ما يقوله الروس إنه محاولات مصرية للدخول إلى العملية السياسية في سوريا، أو انه كما يقول معارض سوري شارك في انجاز اتفاق القاهرة، بين بعض أجنحة المعارضة، إشارة مهمة إلى تنسيق روسي – مصري سيتطور خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القاهرة بعد عشرة أيام.

ويقول معارضون، في موسكو، إن الكرة في ملعب الروس إذا ما أرادوا استكمال العملية التي بدأت. إذ يتطلب إنجاح كلا الخريطة وورقة المبادئ، بعد انتهاء النقاش حولها اليوم، إقناع موسكو حليفها السوري بتقديم تنازلات «إنسانية» لا بد منها، حتى ولو كانت في الإطار الذي تحدث عنه لافروف. وستقدم المعارضة مقابل تلك التنازلات استعدادها لمواصلة المفاوضات في موسكو، والانخراط في حملة وطنية لرفع العقوبات الدولية عن سوريا، وتوسيع ورفع مستوى التمثيل في الجولات المقبلة.

ويأتي اللقاء الحواري الأول بين المعارضة والحكومة السورية من دون أي قيود بروتوكولية. الطاولة مستطيلة، المقاعد متقاربة، ولا حاجة لأي وسيط بين رئيس الوفد الحكومي السوري بشار الجعفري، وبين نده زعيم «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي صالح مسلم محمد. بل إن الحضور الحكومي والمعارض، اختلطت صفوفه ووجوهه، من دون تحفّظ أحياناً. لكن الودّ المهذّب الذي يمليه ازدحام السوريين في قاعة واحدة، لن يفضي، كما أوضحت مداخلات المتحاورين، إلى تقديم أي تنازلات جوهرية من الطرفين، سواء في ترتيب الأولويات، إنسانية أو سياسية أو عسكرية، أو في التوافق الفوري، لكن تسريبات رافقت الجلسة، بوجود توجيهات رئاسية سورية بإنجاح لقاء موسكو، خففت من بعض التشاؤم الذي أصاب المعارضين بعد سماع مداخلة الجعفري.

وقرأ المعارضون في مداخلة الجعفري تراجعاً رسمياً عن خطاب أكثر انفتاحا في جنيف، بل إن الجعفري لم يأت في مداخلته على ذكر جنيف مرة واحدة. وقدم الجعفري قراءة لموسكو، تجعلها مكاناً لتبادل الأفكار والآراء، أما الحوار الحقيقي والمفاوضات فتجري في دمشق. ولكن مندوب سوريا في الأمم المتحدة لم يستبعد في المناقشات التي تلت المداخلة، العودة مرة أو مرتين إلى موسكو للقاء المعارضة.

 

«حرب الأمراء» تستعر في سوريا

عبد الله سليمان علي

أصبحت «حرب الإمارات» الدائرة فوق الأراضي السورية أكثر وضوحاً. كل فصيل من الفصائل الكبرى يسعى إلى اقتطاع جزء من الأرض، والهيمنة عليه، وعلى ساكنيه بموجب قوانين خاصة به، يتفرد بوضعها وتطبيقها.

ولم يعد التغزل بالحاضنة الشعبية، أو محاولة كسب رضاها، محل اهتمام أي من هذه الفصائل، فالمهم في هذه المرحلة هو تشكيل «الإمارة» والحفاظ عليها بغض النظر عن الثمن.

ففي الغوطة الشرقية، بدا جلياً أن قائد «جيش الإسلام» زهران علوش لم يلجأ إلى إطلاق حملته الصاروخية على أحياء مدينة دمشق إلا بعد أن أحس بالخطر يتهدد حدود «إمارته»، بعد أن كادت مدينة عربين (بوابة الغوطة) تفتتح عهد المصالحات مع الجيش السوري.

وبالنسبة إلى علوش فإن مثل هذه المصالحة تشكل خطراً كبيراً على مشروعه، وتتجاوز كل الخطوط الحمر التي حاول رسمها في المرحلة السابقة. لذلك جاءت الحملة الصاروخية، الأولى من نوعها، لتعبر عن مدى القلق الذي استشعره علوش جراء تسلل المصالحات إلى عقر داره. وهو أراد من خلال قصف دمشق واللاذقية إيصال رسالتين، الأولى إلى الفصائل المسلحة، خصوصاً تلك التي سارت في عملية المصالحة في عربين متجاهلة رفضه لها، بأنه لا يمكن القفز من فوق «جيش الإسلام»، ولو كان ثمن منعها من ذلك أن يهدم المعبد على كل من فيه. والثانية إلى السلطات السورية لإيهامها أنه قادر على تغيير قواعد اللعبة في حال قررت الاقتراب من حدود «إمارته»، سواء بالحرب أو بالمصالحة، وأن ثمن ذلك سيكون قصف «معاقلها» في قلب دمشق واللاذقية بما يشبه سياسة «الردع». وكان جواب الجيش السوري واضحاً من خلال استمراره في قصف معاقل «جيش الإسلام» في مدينة دوما، حتى بعد أن أوقف علوش حملته الصاروخية، وذلك في رسالة مضادة مفادها أن الجيش السوري غير معني بالخطوط الحمراء التي يتوهم علوش أنه يرسمها على الأرض.

بالإضافة إلى ذلك، لا يستبعد أن يكون أحد الدوافع وراء خطوة علوش، هو محاولة استقطاب المزيد من الفصائل المسلحة في الغوطة، وإغراؤها بمشهد قصف دمشق، لاستدراجها إلى الانضواء تحت كنفه وقيادته العامة. لأن زهران علوش يدرك أن استكمال سيطرته على الغوطة الشرقية سيتطلب منه خوض العديد من المعارك، وبالتالي سيحتاج إلى أعداد إضافية من المسلحين، خاصةً وأن المعارك المقبلة، فيما لو قرر علوش خوضها، ستبدو معها المعركة ضد «جيش الأمة»، التي أتاحت له الهيمنة على مدينة دوما، كأنها مجرد تمرين.

وأما في الشمال السوري، فهناك «إمارة جبهة النصرة» التي سيطرت على غالبية الريف الإدلبي، بعد أن طردت «فصائل الاعتدال» منه، وعلى رأسها «جبهة ثوار سوريا»، في معركة ما تزال تثير الكثير من التساؤلات، نظراً لسهولتها وعدم بذل جمال معروف أي مجهود حقيقي لخوضها بشكل فعّال.

ولم تعلن «جبهة النصرة» عن «إمارتها» بشكل رسمي، لكن جميع تصرفاتها تدل على أنها تعتبر المنطقة ملكاً خاصاً بها. فهي لم تكتف بإنشاء «دار القضاء»، الذي هو عبارة عن مجموعة من «المحاكم الشرعية» التي تتوزع على بلدات وقرى المنطقة التي تسيطر عليها، بهدف تطبيق الشريعة الإسلامية وإقامة الحدود على مخالفيها، بل أسست ما أسمته «قوة رد المظالم المشتركة»، وهي سرية عسكرية تهدف إلى ملاحقة «المفسدين» والقبض عليهم. وقد ألقت القبض مؤخراً على عدد من المطلوبين، من بينهم قادة كتائب مسلحة مثل القيادي في «تجمع ألوية فجر الحرية» أيمن فروح. وثمة أنباء عن عزمها على تشكيل «اتحاد الإعلاميين» الذي يهدف إلى إمساكها بزمام الإعلام في المنطقة، ومنع الناشطين من انتقادها أو نشر أخبار تعتبرها مضرة بسياستها.

ورغم أن «جبهة النصرة» كانت تنفي على الدوام وجود نية لديها لتأسيس «إمارة»، إلا أن عدة عوامل أجبرتها على تكذيب نفسها وإظهار حقيقة مخططاتها. وأهم هذه العوامل هو منافسة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش»، الذي أعلن في حزيران الماضي عن «دولة الخلافة»، فلم تجد «النصرة» بداً من التمثل به كي لا تخسر عناصرها لصالحه، لاسيما أن غالبية عناصرها يرون في إقامة «الخلافة» وتطبيق الشريعة هدفاً أسمى يسعون إلى تحقيقه.

لكن هناك عاملا آخر قد لا يقل أهمية رغم عدم ظهوره، هو رغبة «جبهة النصرة» في استثمار الحرب التي يشنها التحالف الدولي ضد «الدولة الإسلامية»، وتجيير نتائج هذه الحرب لمصلحتها، وذلك عبر إيجاد بديل يلجأ إليه مسلحو «داعش» بعد إلحاق الهزيمة بهم من قبل التحالف. ولا شك أن خطوة «جبهة النصرة» ستسبب إرباكاً كبيراً لإستراتيجية التحالف الدولي، الذي سيجد نفسه في حال نجاحه بالقضاء على «داعش» أمام تحد آخر تمثله «الإمارة» التي يقودها «فرع القاعدة في الشام».

وإذا كانت «الإمارة» التي يقيمها «الدولة الإسلامية» شرقاً، على مساحات شاسعة من الرقة ودير الزور وشرق حلب، معروفة وواضحة للعيان، فإن الجنوب السوري يبقى وحده هو الاستثناء الذي لم ينخرط حتى الآن في «حرب الإمارات» الدائرة على الأراضي السورية.

وما يثير الاستغراب، بالإضافة إلى المعركة السهلة التي تمكنت من خلالها «جبهة النصرة» من السيطرة على ريف إدلب، هو عدم اختيارها لدرعا أو لريفها ليكونا مقر «إمارتها»، رغم أن قوتها المركزية موجودة فيها، كما أن كبار قادتها، أمثال أبو ماريا القحطاني وأبو حسن الكويتي، فروا من دير الزور بعد الهزيمة التي ألحقها بهم «الدولة الإسلامية» واتجهوا إلى درعا.

وما يزيد من الاستغراب أن «جبهة النصرة» تتبع في الجنوب سياسة مغايرة لسياستها في الشمال، فهي لا تسعى إلى احتكار القضاء والإعلام والنفوذ، بل دخلت مع باقي الفصائل في تشكيل «دار العدل»، بعد أن قبلت أن تحلّ «محكمة كوبرا» الخاصة بها. فهل هذا دليل على وجود تمايزات داخل «جبهة النصرة»، أم أن هناك جهات إقليمية ودولية ما تزال قادرة على ممارسة تأثيرها عليها ومنعها من التمادي في تصرفاتها، حيث يسبب التمادي مساساً بمصالح هذه الجهات أو مصالح حلفائها؟.

 

وزارة البيشمركة تمنع عناصرها من التقاط صور لقتلى وجرحى تنظيم الدولة الاسلامية

أربيل – الأناضول – فرضت وزارة البيشمركة في إدارة إقليم شمال العراق؛ حظراً على عناصره؛ من إلتقاط صور لقتلى وجرحى تنظيم “داعش”، الذين يسقطون في الاشتباكات، إضافة إلى منع التصرفات التي تضر بالقيم الإنسانية.

 

ونشرت الوزارة تعميماً على جميع الوحدات العسكرية للبيشمركة، تحمل توقيع وزير البيشمركة “مصطفى سيد قادر”، حيث أكد فيه الامتناع عن التصرفات غير الملائمة؛ تجاه قتلى وجرحى عناصر داعش، للحفاظ على كرامة البيشمركة، مشدداً على ضرورة إعلام الجنود في الوحدات بتلك التعليمات، كما ركز التعميم على عدم التقاط الصور لجثث وجرحى داعش، والابتعاد من التصرفات التي تؤدي إلى الاستفزاز.

 

الجدير بالذكر أن تنظيم “داعش” سيطر في 10 يونيو/ حزيران 2014؛ على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، قبل أن يوسع سيطرته على مساحات شاسعة في شمال وغرب وشرق العراق، وكذلك شمال وشرق سوريا، وأعلن في نفس الشهر؛ قيام ما أسماها “دولة الخلافة”.

 

يشار إلى أن القوات العراقية، وميليشيات موالية لها، وقوات البيشمركة الكردية؛ تعمل على استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها “داعش”، وذلك بدعم جوي من التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، الذي يشن غارات على مواقع التنظيم.

 

سوريا.. مقتل 6 من البدو في ريف حماه ببراميل النظام المتفجرة

إدلب – الأناضول – لقي 6 أشخاص مصرعهم، جلهم من الأطفال، وجرح 15 آخرون في قصف لقوات النظام على تجمع صغير لخيم البدو، بالقرب من مدينة كفريتا، بريف حماه الشمالي.

 

وأفاد “أبو حاتم” أحد عناصر الدفاع المدني في المنطقة، بسقوط برميل بالقرب منهم لدى وصول طاقمهم إلى مكان القصف لإنفاذ المصابين، ما أدى إلى نفوق أكثر من 100 رأس من الأغنام، مشيرًا إلى أن عناصر الطاقم نجوا من الشظايا، ولم يصب أحد منهم بأذى.

 

وفي سياق متصل، سقط في اليومين الماضيين عشرات البراميل المتفجرة على الريف الشمالي لحماه، ضمن الحملة التي يشنها النظام هناك منذ نحو سنتين، والتي أتت منذ بدايتها على غالبية بيوت مدينتي “كفرزيتا”، و”اللطامنة”، الواقعتان في المنطقة، كما طالت المدارس، والجوامع، والنقاط الطبية فيها، وعطلت عملها.

 

ويسقط في المنطقة قتلى يوميًا، بمعدل قتيل واحد أو قتيلين، رغم نزوح معظم سكانها، ولجوء المتبقين منهم إلى الحفر والأنفاق ليحموا أنفسهم وأولادهم من شدة القصف.

 

وأوضح “محمد علي” أحد سكان بلدة كفرزيتا أن “المدينة شبه خالية من السكان إلا من بضع العوائل، اتخذت الكهوف، والحفر الفردية مسكنًا لهم، مضيفًا: “يبدأ القصف من الساعة الثامنة صباحًا حتى الثانية عشر ليلًا، وسماء الريف الحموي لا تخلوا أبدًا من طيران النظام الحربي والمروحي.

 

وأعلن المرصد الموحد في ريف حماه الشمالي، أن “كفر زيتا، واللطامنة، تعرضتا لقصف غير مسبوق يوم أمس، وسقط فيها أكثر من 44 برميلًا متفجرًا”، لافتًا إلى أن “مجموع البراميل التي سقطت على ريف حماه الشمالي بلغ 900 برميل، منذ بدء الحملة قبل سنتين”.

 

نشطاء سوريون: تنظيم “الدولة” يعفي عن متهمة بالزنا بعد نجاتها من الرجم

سوريا – الأناضول – ذكر نشطاء إعلاميون في مدينة الرقة شمالي سوريا، إن تنظيم “داعش” الذي يسيطر على المدينة بالكامل ويتخذ منها معقلاً أساسياً له عفى عن امرأة اتهمها بالزنا وذلك عقب بقائها على قيد الحياة بعد رجمها.

 

وأوضح الناشطون على صفحات وتنسيقيات سورية معارضة على مواقع التواصل الاجتماعي، الخميس، إن تنظيم داعش نفذ حكماً بالرجم حتى الموت أصدره بحق امرأة بعد اتهامها بالزنا، مشيرين إلى أنه بعد رجم المرأة في حي الفردوس بالمدينة ظن التنظيم أنها فارقت الحياة إلا أنها حاولت الفرار فألقي القبض عليها وقام التنظيم بإبقائها على قيد الحياة وعفى عنها.

 

وتكرر خلال الفترة الماضية إصدار أحكام من قبل تنظيمي “داعش” و”النصرة” برجم عدد من النساء والرجال بتهمة الزنا أو “الدعارة”، الأمر الذي اختلف معه بعض العلماء الذين لا يعتبرون الرجم “حداً شرعياً”، فيما يرى آخرون أنه “حد شرعي لكن لا بد من شروط لتطبيقه”، ومن هؤلاء الشيخ أسامة الرفاعي رئيس “المجلس الإسلامي السوري” المعارض في تصريحات أدلى بها سابقاً.

 

ومنذ أكثر من عام يسيطر مقاتلو “داعش” على محافظة الرقة، بشكل كامل، وذلك بعد قيامهم بطرد مقاتلي جبهة النصرة والجيش الحر وفصائل إسلامية أخرى كانت قد سيطرت عليها من النظام السوري منذ عامين تقريباً.

 

ويقوم التنظيم بتنظيم أمور ما تبقى من السكان في المحافظة عن طريق إشرافه على جميع الخدمات، ويعمل على فرض ما يسميها “تعاليم شرعية” فيها وفي باقي المناطق التابعة لـ “دولة الخلافة” التي أعلنها يونيو/حزيران الماضي على المناطق الخاضعة لسيطرته في كل من سوريا والعراق.

 

سوريا: مقتل 10 أشخاص أغلبهم أطفال في انفجار سيارة مفخخة وأنباء عن انشقاقات داخل تنظيم «الدولة»

درعا ـ الرّقة ـ «القدس العربي» من مهند الحوراني وياسين رائد الحلبي: لقي 10 أشخاص مصرعهم، إثر انفجار سيارة مفخخة بمحافظة درعا جنوب سوريا، وذلك حسب المعلومات الأولية.

وأفادت مصادر طبية، أمس الأربعاء، أن عشرة أشخاص، أغلبهم أطفال قتلوا، وأصيب العشرات بجروح، جراء انفجار سيارة مفخخة في بلدة «مزيريب»، الواقعة تحت سيطرة المعارضة بمحافظة درعا.

جدير بالذكر أن فصائل معارضة سيطرت الأحد الماضي، في عملية مشتركة على اللواء 82، التابع لجيش نظام الأسد في بلدة «شيخ مسكين»، في محافظة درعا جنوب البلاد.

جاء ذلك فيما تناقل ناشطون سوريون من مدينة الرقة وتنسيقيات محلية، أنباءً عن حدوث انشقاقات داخل تنظيم الدولة الإسلامية، وعمليات إعدام نفذها الأخير، بعناصر حاولوا الانشقاق عنه.

وأفاد الناشط زيد الفارس أمس الأربعاء، نقلا عن أحد عناصر التنظيم، أن «60 عنصرًا في التنظيم من المهاجرين، غالبيتهم يحملون الجنسية السعودية والخليجية، كانوا يحاولون الوصول إلى نقطة بين الحدود التركية والسورية، في منطقة «المنبطح»، وهو خط تهريب معروف هناك، وكانوا قد تركوا أسلحتهم في أحد مقار التنظيم بمدينة الرقة، بذريعة الذهاب للسوق للتبضع، وبعد خروجهم من المدينة، أوقفتهم أربع سيارات تابعة للتنظيم، واعتقلتهم.

وأضاف الفارس «تم اقتياد المعتقلين إلى جهة مجهولة، وإعدامهم ظهر الثلاثاء، بتهمة الهروب من الجهاد، واللجوء لدولة الكفر».

وفي سياق متصل أوضح مصدر طبي رفض الكشف عن هويته، أن «التنظيم بدأ بنقل عدد كبير من الجثث، ممن وصفهم بالخونة إلى منطقة جبلية تدعى «الهوتة»، وهي عبارة عن حفرة طبيعية يلقي فيها التنظيم من يقتله».

من جانبها أوردت «تنسيقية الرقة تذبح بصمت» أن أكثر من 10 عناصر من الشرطة الإسلامية فروا من مدينة الرقة إلى الريف البعيد عن المدينة». وأشارت إلى أن التنظيم كثف دورياته داخل المدينة، وزاد عدد الحواجز، ونقاط التفتيش فيها.

تأتي هذه الأنباء تزامنا مع انسحاب عناصر التنظيم من عين العرب، بعد قتال دام 4 أشهر مع وحدات الحماية الكردية، وفصائل من الجيش الحر، والبيشمركة، تساندها ضربات جوية من قوات التحالف الدولى.

الى ذلك شنت مقاتلات جوية إسرائيلية في وقت ليل الثلاثاء/الأربعاء غارة على مقر اللواء 90، أحد تشكيلات الجيش السوري المنتشر في مدينة القنيطرة الحدودية مع إسرائيل لطرف هضبة الجولان.

وقالت مصادر إعلامية سورية حكومية إنه «يستوجب الرد على هذا العدوان الإسرائيلي السافر والمتكرر».

وأضافت المصادر أن الغارة استهدفت مدفعية «اللواء 90» في القنيطرة كرد على القصف الذي ورد منها الثلاثاء على مواقع في هضبة الجولان.

 

«سي آي أيه» السري قدم دعماً محدوداً للمقاتلين السوريين وقضى عليه أوباما عندما ضرب «جبهة النصرة».. وواشنطن توقف دعم المعارضة المعتدلة في الشمال

عين العرب انتصار صغير والأكراد في مواجهة «الدولة» فهل سيكافئهم الغرب بدولة مستقلة؟.. وكيف تقمصت سجى الدليمي شخصية لاجئة في عرسال؟

إبراهيم درويش

لندن – «القدس العربي» قالت حركات سورية معارضة معتدلة إن الولايات المتحدة خفضت المساعدات لها في الأشهر الأخيرة رغم تعهد الرئيس باراك أوباما في خطاب الاتحاد الذي ألقاه في 21 كانون الثاني/يناير بمواصلة دعم وتدريب المعارضة السورية المسلحة كي تكون قادرة على قتال تنظيم الدولة الإسلامية.

وأورد موقع «ديلي بيست» أن من بين 16 فصيلا من فصائل المعارضة قالت 4 فصائل إن أسماءها قد شطبت من قائمة المجموعات التي تتلقى دعما ماليا وعسكريا.

ونقل الموقع عن مصدر في الخارجية الأمريكية ومصادر في المعارضة قالت إن الكتيبة السابعة التي تقاتل تحت لواء «جبهة ثوار سوريا» لم تتلق منذ شهور رواتب المقاتلين التي تدفعها المخابرات الأمريكية.

وفي السياق نفسه لم تتلق حركة «حزم» واحدة من الجماعات المقاتلة التي حصلت على أسلحة ثقيلة وصواريخ مضادة للدبابات رواتب المقاتلين التابعين لها وعددهم 4.000 مقاتل. وكانت المخابرات الأمريكية قد دربت حوالي 5.000 مقاتل من المعارضة لكن معظهم اختفى أو انشق وانضم إلى الجماعات «المتطرفة» مثل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو تنظيم جبهة النصرة لأهل الشام.

ونقل الموقع عن مستشار يعمل مع «التحالف من أجل الديمقراطية السورية» وهو إيفان باريت «ليست الإدارة هي التي فشلت بالوفاء بتعهداتها والمصادر التي وعدتهم بها فقط بل لم يتواصلوا مع الكتائب السابقة ويخبروها بقرار قطع المساعدات».

وأضاف «وهذا يعرض حلفاءنا السابقين للخطر ويفتح المجال أمام جماعات مثل النصرة للاستفادة من هذا الضعف المفاجئ في الميدان».

 

خطة جديدة

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أعلنت بداية الشهر الحالي عن خطط لإرسال 400 من الضباط الأمريكيين لتدريب المعارضة السورية كي تكون قادرة على قتال تنظيم الدولة الإسلامية، وهو تحرك هاجمته الحكومة السورية في دمشق واعتبرته «استمرارا لدعم الإرهاب في سوريا».

وترى البنتاغون أنها قادرة على تدريب 5.000 مقاتل في العام الأول ضمن الميزانية التي طلبها أوباما من الكونغرس بقيمة 500 مليون دولار، وتأمل بأن تقوم بتدريب 15.000 مقاتل حتى يستطيعوا السيطرة على مناطق شرق وشمال سوريا بعد إخراج المقاتلين التابعين لتنظيم الدولة منها.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد اعتبر الخطة «وهما» متوقعا انشقاق المقاتلين الذين يتدربون في داخل البرنامج الأمريكي لجبهة النصرة أو تنظيم الدولة، وذلك في مقابلة مع مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية. وتعهد الأسد بمواجهة هذه القوات إن حصلت كما تقوم قواته بقتال من أسماها «الميليشيات غير الشرعية في سوريا».

وقال إن إدخال 5.000 مقاتل من الخارج إلى سوريا سيدفعهم للانشقاق إلى تنظيم الدولة أو الجماعات الأخرى».

وكشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية يوم الثلاثاء عن تحول في مهمة «سي آي أيه» لتسليح المعارضة السورية المسلحة. وأشارت الصحيفة إلى البرنامج السري الذي بدأته الاستخبارات الأمريكية عام 2013 واشترط الكثير من الشروط على القادة المعارضين السوريين.

وقام ضباط سي آي أيه بتحليل بيانات ومكالمات الهواتف النقالة والرسائل الإلكترونية للتأكد من موثوقية قادة المعارضة المسلحة الذي اصطفوا للاستفادة من البرنامج وأنهم يسيطرون على مقاتليهم.

وتمت مقابلتهم بعد ذلك واستمرت المقابلات لأيام في بعض الأحيان. ووقع القادة الذين حصلوا على الثقة من الضباط على اتفاق مكتوب وقدموا معلومات عن مقاتليهم ورواتبهم وخطتهم الإستراتيجية وبعد ذلك حصلوا على الدعم ولكنه لم يكن كبيرا. فشحنات الأسلحة كانت صغيرة جدا، حيث كان القادة يقتصدون في توزيع الذخيرة على المقاتلين.

وحصل أحد القادة المفضلين عند الأمريكيين على ما يوازي 16 طلقة للمقاتل في كل شهر. وعندما طلبت المعارضة في الصيف الماضي ذخيرة لاستخدامها في المعارك ضد مقاتلي القاعدة قالت أمريكا لهم «لا».

ويتفق الجميع على أن الجهود الأمريكية من أجل تسليح المعارضة السورية التي تقاتل الأسد لم تسر حسب الخطة. وكان البرنامج هو أكثر الخطوات خطورة التي تتخذها سي آي أيه منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا عام 2011.

والآن، وبعد مرور أربعة أعوام على اندلاع الحرب، لم يعد المقاتلون المعتدلون يسيطرون إلا على جزء صغير من شمال سوريا أما الباقي فيقع تحت سيطرة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية.

واستطاعت النصرة في الخريف الماضي هزيمة جماعات معتدلة وسيطرت على مخازن أسلحة أمريكية. ونتيجة لهذا فقد غيرت وحدات بكاملها تضم «مئات من المقاتلين الذين دربتهم سي آي أيه مواقعها وانضمت إلى الفصائل الإسلامية فيما ترك بعض المقاتلين الساحة أو اختفوا.

وتنقل الصحيفة ما قاله قائد حركة «حزم» التي تلقت دعما أمريكيا عندما قابل نوابا أمريكيين بعد تقدم قوات النصرة في إدلب «نسير في سوريا وقد زرعت على ظهورنا الراية الأمريكية ولكننا لا نملك في أيدينا بنادق إي كي-47 لحماية أنفسنا». وتقول الصحيفة إن سي أي أيه توقفت عن تقديم الدعم لقادة لجماعات المقاتلة باستثناء عدد قليل منها.

وتحول انتباه الاستخبارات إلى جنوب سوريا، حيث تبدو الجماعات هناك أكثر تماسكا لكنها لا تحصل إلا على نسبة 5- 20% من السلاح الذي ترسله المخابرات الامريكية. وتنقل الصحيفة ما قاله مسؤولون في إدارة أوباما من أن البرنامج حقق ما يمكن تحقيقه من إنجازات باعتبار الظروف الفوضوية والخلافات داخل الإدارة حول السياسة الواجب تبنيها تجاه سوريا.

وكان الهدف الأول من تدريب المعارضة السورية هو مساعدتها على مواجهة الأسد، لكن البيت الأبيض أو سي آي أيه توقعا الصعود السريع لتنظيم الدولة الإسلامية الذي أصبح أولوية أمريكية في سوريا والعراق. ودافع المسؤولون الأمريكيون عن إرسال شحنات صغيرة من الأسلحة للمقاتلين حيث عبروا عن مخاوفهم من وقوعها في يد الجهاديين. وبحسب مسؤول بارز في الإدارة «كان هذا متناغما مع مسؤوليات الإدارة القانونية وهو الرأي الذي تبناه الكونغرس بقوة «.

ويرى نقاد الإدارة أن الفشل في دعم المعارضة يؤثر على فرص نجاحها لكن الجنرال الجديد المكلف بتدريب المعارضة قال للكونغرس إنه يريد إنشاء قنوات إمداد جديدة وتأمين حماية جوية. ولكن المهمة الجديدة التي تشرف عليها وزارة الدفاع تهدف لتدريب المقاتلين لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية لا بشار الأسد وقد لا تقنع قادة المعارضة لدعمها.

ويقول السفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت فورد «أعتقد أننا خسرنا فرصة سانحة» توفرت لنا. ويرى السناتور السابق مايك روجرز الذي ترأس سابقا لجنة الأمن في الكونغرس إن توقف الإمدادات دفع ببعض حلفاء أمريكيا إلى أحضان الإسلاميين «لم نف بالتزاماتنا فلماذا نطالبهم بالتزامات» قال.

وتقول الصحيفة إن مشروع سي آي أيه لم يبدأ بداية جيدة خاصة بعد رفض أوباما لاقتراح مماثل عام 2012 عندما قيل له أن تدريب المعارضة لن يترك أثرا كبيرا على ساحة القتال، ولكنه عاد في عام 2013 وصادق على البرنامج السري ولكن على قاعدة محدودة. وكان يستجيب في هذا لضغوط حلفائه العرب كما يقول مسؤولون.

ورغم مشاركة النواب الديمقراطيين والجمهوريين أوباما في موقفه المتردد من تسليح المعارضة إلا أن الولايات المتحدة وحلفاءها أداروا العملية من غرفة عمليات «مشترك أوبرشين مركزي» في تركيا. والتقى قادة المعارضة المسلحة مع ضباط الاستخبارات الأمريكية في فنادق بجنوب تركيا.

وبعد التأكد من موثوقية القادة كانوا يوقعون على اتفاق مكتوب من أجل استخدام الأسلحة ضد الأسد والحفاظ على سجلات مالية جيدة. وبعد اكتشاف المسؤولين الأمريكيين أن الجيش السوري الحر لم يعد قادرا على حماية المساعدات الأمريكية قررت سي آي أيه إيصال الأسلحة مباشرة إلى قادة يوثق بهم.

وحذر مسؤولون عسكريون من أن تؤدي خطوة كهذه لمساعدة سي آي إيه على إنشاء أمراء حرب، لكن الوكالة لم يكن لديها خيار آخر. وكان المسؤول الأمريكي عن البرنامج يستمع لطلبات القادة بدعم عمليات عسكرية ويقوم بمناقشتها مع لجنة تضم بالإضافة لسي آي أيه مسؤولي أمن من السعودية وقطر وتركيا والإمارات العربية. وكان تأخر إقرار عمليات سببا في إلغاء الكثير منها.

ويقول قيادي «لماذا تعطينا أملا إن لم تكن ستفعل شيئا». وكان القادة في كل شهر يقدمون جدولا بأسماء المقاتلين للحصول على رواتبهم، ويحصلون على المال بعد أيام حيث تقدم نقدا وتملأ كما يقول قائد عسكري حقيبة صغيرة.

وكان كل مقاتل يحصل على راتب ما بين 100- 150 دولار وهو مبلغ أقل مما تدفعه جبهة النصرة أو تنظيم الدولة الإسلامية. وبالنسبة للدعم العسكري لم يتلق القادة إلا القليل، فقد طلب قائد 1.000 بندقية ولم يحصل إلا عشرات منها.

وكانت الدول العربية الداعمة للمقاتلين وتركيا تعطي مساعدات للجماعات التي ترعاها بدون علم الأمريكيين حسب مسؤولين. وجاءت اللحظة المهمة في البرنامج عندما قررت واشنطن تزويد المقاتلين بصواريخ مضادة للطائرات، حيث كان عليهم نقل الراجمات التي استخدموها وتسليمها إلى نقطة على الحدود التركية وتصوير عملية استخدامها بالفيديو. ولم تكن سي آي أي تقدم بديلا عن المستخدم أو تتأخر.

وفي العام الماضي شعرت حركة حزم بالإحباط بعد أن زاد عدد الدبابات التي بحوزتها لكن المسؤولين عن البرنامج رفضوا تقديم المقذوفات أو الوقود لتشغيلها. ولهذا ظلت في مكانها كما يقول قيادي في الحركة. ويقول مسؤول أمريكي بارز إن الشكاوى حول تأخر وصول الإمدادات وعدم كفايتها كان عاما خاصة في العمليات الكبيرة.

 

لماذا ضربتم النصرة؟

ولعل العامل المهم في فشل برنامج سي آيه أيه راجع للموقف من جبهة النصرة، حيث لم تكن الجماعة التي تقاتل الأسد تمثل تهديدا على المصالح الأمريكية، لكن استهدافها في إيلول/سبتمبر دفع بها لضرب جماعات المعارضة المدعومة من أمريكا، ومن هنا هاجمت جبهة ثوار سوريا وحركة حزم. ويقول مسؤول في جبهة ثوار سوريا إن القاعدة تحركت أسر ع من سي آي أيه.

ويعلق مسؤولون أمريكيون على فشل البرنامج إنهم كانوا يعتقدون أن القادة الذين وثقت بهم يعملون ضمن فريق واحد.

وعلى ما يبدو «كان كل واحد يعمل لنفسه» حسب مسؤول. وفي المقابل يقول قادة الجماعات التي طلبت الدعم من أمريكا إنها راهنت عليها وعلى دعمها «وكان رهانا خاسرا» حسبما قال أحد قادة حزم.

لم يعد البرنامج مهما في ضوء ما حققته الجماعات الجهادية، ولا يعرف ماذا سيكون أثر البرنامج الجديد على الساحة لكن الولايات المتحدة وجدت حلفاء جددا على الأرض وهم الأكراد.

وترى صحيفة «ديلي تلغراف» أن قوات البيشمركة التابعة للأكراد هي التي حققت معظم الانتصارات ضد تتظيم الدولة الإسلامية، ويجب مكافأتها بعد هزيمة الدولة، بدعم طموحات الأكراد لإقامة دولتهم. وذكرت أن الأكراد الذين وسعوا من سيطرتهم على مناطق في شمال العراق لن يتخلوا عما كسبوه، خاصة مدينة كركوك النفطية التي تعتبر مهمة لهم ويعتبرونها عاصمة دولتهم القادمة.

وتقول الصحيفة إن الأكراد الذين يتوزعون على أربع دول: إيران والعراق وتركيا وسوريا وجدوا أنفسهم كحاجز ضد الدولة الإسلامية، ويتقدمون الآن في العراق وربما في سوريا. وتتساءل الصحيفة عن الموقف البريطاني من الدولة الكردية.

ففي الماضي دعمت لندن منطقة حكم ذاتي وعارضت إقامة دولة. فهل سيظل هذا هو الموقف في ظل التغيرات على الأرض.

وتقول الصحيفة إن وزارة الخارجية البريطانية تتأخر في فهم ما يجري في الشرق الأوسط وعليها الآن أن تفكر ليس في كيفية هزيمة الدولة الإسلامية ولكن في مرحلة ما بعد الدولة، حتى لا تكرر أخطاء الماضي نفسها. وجاء الحديث في ظل تقدم قوات الحماية الشعبية الكردية في بلد عين العرب/ كوباني وهو ما اعتبرته صحيفة «واشنطن بوست» انتصارا صغيرا.

ورغم الأهمية الثانوية للبلدة إلا أن 75% من الغارات التي شنها التحالف الدولي كانت عليها، وهو ما يكشف عن غياب الإستراتيجية الأمريكية في سوريا حيث تركزت كل الجهود على منع سقوط بلدة حدودية صغيرة فيما لا يزال تنظيم الدولة يواصل تقدمه وسيطرته على مناطق واسعة في سوريا، ولم يتعرض لضغوط واسعة من الغارات الأمريكية خاصة في الرقة.

وأشارت الصحيفة لمحدودية برنامج تدريب المعارضة السورية. وترى أن استراتيجية أوباما في سوريا تقوم على الآمال، تعاون مع إيران في سوريا من أجل التوصل إلى اتفاق حول ملفها النووي.

وتقول إن الموقف السلبي لأوباما من سوريا يقوم بمفاقمة الكارثة الإنسانية، وعليه فخروج تنظيم الدولة الإسلامية من عين العرب/ كوباني وإن كان حدثا جيدا لكنه لن يخفف من المعاناة المتزايدة في سوريا.

 

سجى الدليمي

وفي سياق آخر كشفت «صحيفة واشنطن بوست» تفاصيل عن سجى الدليمي المعتقلة لدى السلطات اللبنانية، وهي الزوجة السابقة لأبي بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة. وتكشف التحقيقات أن الدليمي تقمصت شخصية لاجئة سورية بينما كانت تقوم بتحويل آلاف الدولارات لتنظيم الدولة، بحسب مسؤولين عسكريين لبنانيين.

وقامت سجى بتزوير وثائق تبين أنها سورية اسمها ملك عبدالله واكتشف المسؤولون بعد ذلك بأنها سجى الدليمي، عراقية تزوجت من أبو بكر البغدادي لفترة قصيرة قبل 6 سنوات وكانت قوات الأمن قد اعتقلت الدليمي في شهر تشرين الثاني/نوفمبر2014 مع ابنتها.

ويعتقد أن الدليمي تزوجت ثلاث مرات على الأقل وعاشت في بلدان عدة في المنطقة بحسب المسؤولين العسكريين. وتوصف بأنها قوية الإرادة ومستقلة. وينقل التقرير عن ضابط في المخابرات العسكرية الذي يحقق مع الدليمي ان أعضاء المنظمات الإرهابية يرسلون عائلاتهم للعيش في لبنان لأنه مكان آمن ومن السهل الدخول بشكل غير شرعي والسلطات اللبنانية قلقة من أن البلاد قد تتعرض للمزيد من العنف.

وكان من السهل على الدليمي وهي في الثلاثينات من العمر التحرك في لبنان بعد أن تقمصت شخصية لاجئة سورية في مدينة عرسال شمال لبنان. ويقول المسؤولون العسكريون اللبنانيون بأن الدليمي أمرأة جميلة واتسمت بنفسية قتالية خلال التحقيق معها «فهي ملتزمة بما تعتقد به».

وقالوا إنها اعتقلت في سوريا. وكانت من بين 150 شخصا أطلقت الحكومة السورية سراحهم في تبادل مع راهبات كن بيد جبهة النصرة.

وانتقلت بعدها إلى لبنان. وبحسب مسؤول كبير في المخابرات العسكرية اللبنانية أشرف على التحقيق مع الدليمي في مقر وزارة الدفاع ببيروت فالدليمي «كانت تستخدم البنوك لتحويل الأموال للمتطرفين». واكتشفت المخابرات اللبنانية نشاط الدليمي من خلال تسريب مؤسسة استخبارات غربية.

 

تركيا تطالب بتسليم العنصر الذي أطلق النار على شرطي تركي تحرش بامرأة سورية على معبر باب الهوى.. وسوريون ينادون بعدم تسليمه

ياسين رائد الحلبي

ريف حلب ـ «القدس العربي» أفاد ناشطون سوريون أن الجانب التركي يعمل على تشكيل لجنة تحقيق بقضية إطلاق النار من قبل عنصر سوري من المعارضة السورية المسلحة على شرطي تركي إثر اعتداء الأخير على امرأة سورية على معبر باب الهوى، مشترطا تسليم من قام بإطلاق النار، مقابل القبض على العنصر التركي الذي تحرش بالمرأة، وتسليمهما للجنة التحقيق لحل الخلاف.

فيما نادى سوريون على صفحات موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بضرورة عدم تسليم المقاتل السوري الذي دافع عن المرأة السورية للقضاء التركي، مهما كانت العواقب، ووصفوه بـ «البطل الذي دافع عن الشرف»، فيما نادى البعض بحل الخلاف بمنطق وعقلانية، بسبب وجود جرحى عالقين على الحدود ينتظرون إدخالهم للأراضي التركية من أجل العلاج.

وكان عنصر من الجيش الحر أطلق الرصاص على أحد عناصر الجندرمة التركية في معبر باب الهوى على الحدود السورية التركية، ما أدى لنشوب اشتباك بين الجيش الحر والجندرمة لمدة نصف ساعة، أغلق الجانب التركي على أثرها المعبر أمام المسافرين والسيارات الصغيرة والشاحنات التجارية.

وقال ناشطون إن: «الاشتباك نتج عن تحرش أحد عناصر الجندرمة التركية بأمرأة سورية، فرد أحد عناصر جيش المجاهدين بإطلاق النار على العنصر التركي الذي قام بالتحرش، ما أدى لاندلاع اشتباك مسلح لم يؤد إلى إصابات بين الطرفين.

وبينوا أن المســؤولين الأتــــراك في باب الهوى يعملون على حل الخلاف الذي حصـــل بــــين الجانبين، وذلك للإسراع في إعادة فتح المعبر.

بدوره، يقول أحد المسافرين على المعبر في حديث خاص، «لقد كانت معاملة الجندرمة التركي للسوريين في بداية الثورة السورية ممتازة، حيث كانوا طيبين جدا مع النازحين، ولكن الآن وبسبب الضغط على الجانب التركي وظروف عدة أصبحت المعاملة سيئة جدا».

وأشار إلى أن هناك سوريين تعرضوا للضرب المبرح من قبل العناصر الأتراك أثناء عبورهم بطريقة التهريب، كما يشتكي جميع العابرين من المعاملة الفظة والإهانة التي يتعرضون لها، والتي بدت واضحة في الفترة الأخيرة.

من جهته، يتساءل أبو محمد الخمسيني في العمر، لماذا يظن الأتراك بأنــــنا ندخل بلادهم حبا بأرضهم أو كرها ببلادنا؟ ألا يعلمـــون أننا نفر من جحيم نيران هذا النظام المجرم ونلجأ اليهم؟.

يتابع أبو محمد: «نحن لا ننكر دور الحكومة التركية بقيادة الطيب أردوغان في مساعدتنا، لكن نحن نشاهد النظرة الفوقية للجندرمة ولموظفي الحدود للاجئيين السوريين، الذين فرّوا من جحيم الحرب إلى أرضهم الآمنة».

ولم يصدر حتى الآن بيان رسمي من الجانبين السوري والتركي حول الاشتباكات التي حصلت في المعبر وإغلاقه.

ويعتبر معبر باب الهوى من المعابر الرئيسية والهامة في سورية على الحدود السورية التركية، ويقع في ريف مدينة إدلب، حيث تسمح السلطات التركية بعبور المدنيين عبر جوازات السفر ودون تأشيرة إلى الداخل التركي، كما تسهل الفصائل السورية المعارضة الخروج من تركيا إلى سورية.

ويسيطر على معبر باب الهوى من الجانب السوري فصائل عدة من المعارضة المسلحة، حيث دارت اشتباكات فيما بينها مؤخرا لبسط النفوذ على المعبر.

 

داعش: فاتتنا جولة في كوباني

جلال زين الدين

داعش: فاتتنا جولة في كوباني نحن في الدولة فاتتنا جولة ولكن أمامنا جولات سيكون النصر حليفنا إن شاء الله (أ ف ب)

انسحب تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة كوباني “عين العرب” تحت ضغط ضربات التحالف الدولي الجوية، والمقاومة التي جوبه بها على الأرض. التنظيم جهّز لهذه الهزيمة، منذ فترة طويلة؛ وبعد أن كان خطباء التنظيم وقادته يتحدثون عن أيام لحسم “معركة عين الإسلام”، اختلف مسار خطابهم بعد شهر من الضربات الجوية، فقال أميرهم في منبج أبو علي: “لقد تحولت معركة عين الإسلام لكسر عظم، ليس بيننا وبين الملحدين من حزب العمال، بل بيننا وبين فسطاط الكفر”، قبل أن يغيب الحديث بشكل شبه نهائي، عن عين العرب مؤخراً.

 

إدراك التنظيم لحجم الحرب النفسية، دفعه للقيام بعدة عمليات خارجية “غزوات” لتثبيت عناصره على الأرض والحفاظ على هيبته، يقول الشرعي أبو همام الأنصاري: “بحمد الله فإن الدولة الإسلامية ما زالت تتمدد وتدخل الرعب في قلوب أعداء الله شرقاً وغربا من الجزيرة العربية إلى طرابلس الغرب، ناهيك عن البيعات المتواصلة من العالم الإسلامي لأمير المؤمنين”. التنظيم عدّ مهاجمة الحرس الحدودي في السعودية، وتفجيرات طرابلس، كغزوات تدل على تمدده وقوته.

 

ويحاول التنظيم استثمار الهزيمة بالرجوع إلى السيرة النبوية، فتمّ تشبيه معركة عين العرب بمعركة أُحد، دون الاعتراف بالهزيمة؛ هذه الكلمة محظورة في قاموس التنظيم. يقول أبو همام: “ما أشبه اليوم بالأمس فبعد أن كاد جيش المسلمين يحسم معركة أحد انقلبت الموازين بسبب غرور بعض المسلمين وانشغالهم بالغنائم فتراجع جيش المسلمين وخسروا جولة، ونحن في الدولة فاتتنا جولة ولكن أمامنا جولات سيكون النصر حليفنا إن شاء الله”.

 

ولم يكتفِ التنظيم بالحشد الديني والعاطفي، بل بدأ يقنع مؤيديه والشارع بلغة الأرقام، فالتنظيم قتل من الأكراد بقدر ما “استشهد” من عناصره، واستلم الأكراد عين العرب مدمرة لا محررة. يقول أبو هاجر من عناصر التنظيم: “لقد كانت معركة عين الإسلام خيراً على المسلمين فقد قتلنا أكثر من ألف ملحد باعتراف أحد الأسرى، كما أنّ الشهداء بمعظمهم ارتقوا بعمليات استشهادية وضربات التحالف الجوية. هم أجبن من أن ينتصروا علينا على الأرض، كما أنّ المدينة بقايا أطلال بعد تدميرها من قبل أحبابهم من التحالف”.

 

ويحرص التنظيم على عدم نسب النصر للأكراد أو الجيش الحر، وزرع قادة التنظيم في عقول عناصرهم، أنهم لا يهزمون على الأرض. بل تحدث قادة التنظيم عن إنجازات عسكرية أخرى حققوها في عين العرب؛ يتابع أبو هاجر: “كسبنا مئات الشهداء في عين الإسلام ليكرمنا الله بأكثر من عشرين ألف مقاتل من الأشداء الذين سيثأرون لإخوانهم، كما أنّ الحرب لما تنته بعد، فقد أخذوا المدينة المدمرة، وغاب عنهم أننا على أطرافها محاصرين لها”.

 

ويعزِفُ التنظيم دائماً على وتر الاختلافات والتناقضات، لإقناع مؤيديه بصواب منهجه وسلامته، وليجبرهم على الانخراط في صفوفه باعتباره ملاذهم الوحيد، يقول أبو همام: “نقول لأولئك المخدوعين بالوطنية انظروا ماذا فعل الحشد الشيعي الرافضي بالمسلمين عندما يدخل مدنهم، بل انظروا ماذا تفعل الميليشيات الإيزيدية بأهل السنة، فهم يتحينون الفرص لقتل أهل السنة”. الهجوم على سنجار وبيع الإيزيديات لم يك عبثياً، فالتنظيم يدرك أنّ التطرف يغذي التطرف، ويعرف أنّ التطرف لا يملك عيناً تميز.

 

ووعد التنظيم مؤيديه بفتح جبهات جديدة، وتحقيق انتصارات تزيل آثار معركة عين العرب. يقول قائد الكتيبة السابق في الجيش الحر، أبو خالد: “يُستبعد أن يفتح التنظيم جبهات جديدة مع الثوار لأنّ ذلك يعني انتحاره شعبياً وإعلامياً، ولا سبيل أمامه سوى فتح جبهات وتحقيق انتصارات على النظام، فهذا السيناريو الوحيد الذي يمكنه من استرجاع هيبته”. ويوجه التنظيم أنظار الناس لقضايا هامشية كعودة الطيار الأردني على الواجهة الإعلامية، يتابع أبو خالد: “التنظيم فتح باب امكانية مبادلة الكساسبة بساجدة الريشاوي وهو غير جاد باعتقادي، فمبادلة الكساسبة بهذا الوقت في ظل عدم الاتفاق بين القيادات على مصيره سيوسع الشرخ. كل ذلك من أجل توجيه الأنظار عن الخسارة التي مني بها في عين العرب”.

 

ولم تقتصر تدابير التنظيم على ما سبق، بل قام بعدة إجراءات سبقت انسحاب مقاتليه من عين العرب، حتى لا تنهار هيبته، ولا تتهشم صورته الأسطورية، فشدد من الرقابة الأمنية، وفرض حظراً للتجول، في مناطق سيطرته، يستمر من التاسعة مساء حتى صلاة الفجر. كما أقدم على إعدام عدد من المقاتلين السابقين في الجيش الحر، وصلبهم في الساحات. يقول المحامي أبو عمرو من ريف حلب: “يحاول التنظيم الحفاظ على مستوى الخوف بهذه الإعدامات، فالتنظيم يخشى أن يؤدي انكساره في عين العرب لخروج الناس من دائرة الخوف ما يعني نهاية التنظيم. حتى وصل الأمر لتسجيل أسماء الحضور في صلاتي الفجر والعشاء”.

 

لكنّ تلك الإجراءات لم تفلح، والهيبة لم تعد كالسابق، ولا سيما أنها ترافقت بإجراءات كثيرة على الأرض زادت من نفور الشارع. وبدأت تظهر مؤشرات، تدل ليس على التململ فحسب، بل على التمرد؛ فشهدت مناطق التنظيم عدداً من عمليات الاغتيال في مناطق مثل الباب ومنبج والرقة، وسُمعت أصوات اشتباكات في مدينة منبج، على طريق الجزيرة.

 

ويرى عدد من المتابعين أنّ معركة عين العرب لم تكن معركة هجومية، بل بالون اختبار، أرادت قوات التحالف من خلاله، امتحان الأكراد والثوار في إمكانية التصدي للتنظيم على الأرض. وبالتالي فقد تتغير الأمور ويُتخذ من المدينة منطلقاً لحرب شاملة ضد التنظيم في سوريا.

 

البيان رقم واحد

نذير رضا

إبتعلت إسرائيل ضربة حزب الله في الأراضي اللبنانية. أجّلت الحرب “الشاملة” الى وقت لاحق، سيأتي، لا محالة، حين تنضج ظروف الطرفين وتحضيراتهما للحرب. الضربة، بحجمها المحدود، لا يمكن أن تشعل حرباً شاملة. يدرك حزب الله ذلك، كذلك اسرائيل التي ستحتويها، بوصفها رداً عسكرياً، سبق أن تم ترتيبه، بحجمه وهدفه، في موسكو قبل يومين. وأثمرت الضربة نتيجتين: حزب الله يستعيد صورته كرأس حربة في محور الممانعة، قادر على الرد، إضافة الى تكريس العرف الدولي القائم منذ حرب 1967 بين العرب وإسرائيل.

منذ اللحظة الأولى للضربة، المحدودة وغير الموجعة لاسرائيل، بدت العملية رسالة تحذيرية، لا ترقى الى مستوى المسبّب لحرب شاملة. التحذير، بدا في استخدام الحزب، لأول مرة، عبارة “البيان رقم واحد”. بدت العبارة خطة لاحتواء الضربة، لا تخرج عن السياق الرسائلي، كبند من بنود التفاوض عبر وسائل الإعلام. وهي حرفة أتقنها الحزب خلال تجربته مع إسرائيل، ونجح فيها.

تلقفت إسرائيل الرسالة التي بدت مؤشراً على غياب أي نية للتصعيد، وتلغي، أيضاً، أي احتمال للردّ الواسع. حمل المصطلح مؤشراً على تهديد “مفتوح”، يُسوّق محلياً أمام الجمهور، ويحفظ ماء وجه القادة العسكريين الإيرانيين الذين توعّدوا بالضربة، ودفعوا باتجاهها، ومحدوديتها أيضاً. الرسالة فهمتها تل أبيب بوصفها عملية محدودة، وأن الحزب غير تواق لحرب شاملة. نوقشت في اجتماع هيئة الأركان، وبين أركان الحكومة الاسرائيلية. فهمت الأخيرة بأن الردّ الذي يرقى الى مستوى الحرب، مؤجل، الى عملية مقبلة، تحمل رقم “البيان 2” أو “3”.. وقد يكون ذريعة لشن حرب، في حال تنفيذه.

و”البيان رقم واحد”، يحمل إشارة سياسية مهمة الى تدشين مرحلة صراع جديدة، أفرزتها التطورات السورية، وانخراط الحزب في قتال هناك. المصطلح الجديد على أدبيات حزب الله الإعلامية، يعبّر عن تلازم المسارين العسكريين، على الجبهة الداخلية السورية وضد إسرائيل، مضافاً الى موقع العملية الجغرافي. فالحزب، لم يختر نقطة حدودية ضعيفة في الحدود الجنوبية. فقد نُفذ العملية على بعد مئات الأمتار عن خط فض الإشتباك السوري مع اسرائيل في هضبة الجولان، على الضفة الحدودية مع لبنان. وبمعنى أوضح، إستهدفت إسرائيل موكب الحزب على مسافة قريبة من خط فض الإشتباك في الضفة السورية، فجاء الردّ، بالبعد الجغرافي نفسه، على الخط الغربي المقابل. هي رسالة بأن الجبهتين متلازمتان، وتقعان على خط النار نفسه.

واحتواء الحزب الضربة، لا يقتصر على الحجم المحدود لها. في بيان الإعلان نفسه، قال الحزب إن كتيبة “شهداء القنيطرة” نفذت العملية، ما يؤكد أن توقيتها، لا يتخطى الردّ على العملية السابقة، من غير أي اشارات الى إستهداف اسرائيل لمربض المدفعية في القنيطرة الليلة الماضية قرب اللواء 90، وهو ما يبقي الضربة ضمن ضوابط قواعد الاشتباك والتوازن العسكري، ولن يتخطاها إلا إذا أفرزت التطورات بياناً بأرقام متسلسلة لاحقة.

على الأرجح، ما كان احتواء حزب الله للضربة، برسالته التي حملها البيان رقم واحد، ليمنع إسرائيل عن إطلاق حرب واسعة، لولا ظروف دولية غير مهيئة للحرب. فالطرفان المعنيان بحرب مدمرة، وهما الولايات المتحدة وإيران، يتقاربان على ملفات كثيرة، تمنع أي تعديل بقواعد التوازن اللبناني والإسرائيلي. فحزب الله لا يزال يحتفظ بقدرته على الردع، ولا تزال إسرائيل تحتفظ بقدرتها على ضبط الردود، بما يبقي قدرتها على التلويح بخيارات أخرى مفتوحة. وفي الوقت نفسه، يدفع الطرفان، الأميركي والإيراني، الى تقارب جدي، لن تعكره حرب بين أذرع الطرفين في المنطقة، ويدفعان أيضاً الى حماية اتفاقات الصراع غير المعلنة.

 

لافروف رفض الوصفات الخارجية ودعا لتنازلات متبادلة

موسكو: حسم الأزمة السورية طويل وصعب

نصر المجالي

قالت روسيا إنها لا تتوقع التوصل إلى حل سريع للأزمة التي طالت في سوريا وتسببت بخسائر فادحة، وإن العملية ستكون طويلة وصعبة.

نقلت وسائل الإعلام الروسية عن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قوله خلال لقائه مع ممثلي المعارضة السورية والحكومة: “إن الجهود الروسية لدفع التسوية في سوريا شفافة تمامًا، ونحن منفتحون على كل من يرغب الإسهام في دعم الجهود الرامية لتحقيق التسوية السلمية على أساس ميثاق الأمم المتحدة”.

وتختتم اليوم الخميس الجولة الأولى من المحادثات التي ترعاها موسكو بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة. ويعد لقاء موسكو هو الأول الذي يجمع ممثلي المعارضة السورية مع ممثلي الحكومة منذ مؤتمرات جنيف الأول والثاني التي انتهت بالإخفاق، لأن طرفي النزاع لم يتمكنا من التوصل إلى حلول توافقية لتسوية الأزمة السورية.

وأضاف لافروف خلال لقائه الطرفين، الأربعاء، “أن هذه العملية ستكون معقدة وطويلة وتتطلب بذل جهود إضافية للتوصل إلى تمثيل حقيقي للتشكيلة التي ستشارك في الحوار”، وعبر الوزير عن قناعته في أن الانتقال من المواجهة إلى الحوار يتطلب جهوداً وتضحيات وحلولاً وسطاً”.

تنازلات متبادلة

وقال وزير الخارجية الروسي إن مشكلة الانتقال من المواجهة إلى الحوار ومعالجة القضايا الوطنية العاجلة على الجدول تتطلب جهوداً كبيرة، بما في ذلك الاستعداد للتنازلات المتبادلة.

كما لفت لافروف، إلى أن قضايا معقدة سيتم بحثها خلال المفاوضات، وقال في هذا الشأن “بحسب المعلومات المتوفرة إنكم خلال مداولاتكم الجارية في موسكو استندتم إلى العوامل التي يتوافق عليها الجميع مثل الوحدة والسيادة والاستقلال، والطابع العلماني للدولة ومن ثم بالتدريج الانتقال لبحث عناصر محددة لتحقيق الوحدة الوطنية”.

وأضاف لافروف: “هذا يتطلب مفاوضات صعبة للاتفاق على خطوات عملية لبناء الثقة بين الحكومة السورية والمعارضة السياسية، والمجتمع المدني، وإزالة العقبات التي تعترض تقديم المساعدات الإنسانية للسكان، وتسوية وضعية المقاتلين الذين ألقوا أسلحتهم، وإطلاق سراح المعتقلين غير المتورطين في ارتكاب جرائم إرهابية”.

وصفات خارجية

من جهة أخرى، أكد الوزير الروسي من أن ربط حل الصراع في سوريا بوصفات خارجية يعكس مصالح خارجية. وقال “أعتقد، إنكم تعلمون جيداً مخاطر ربط الحلول في سوريا بوصفات من الخارج، تخدم أهدافاً جيوسياسية خارجيةً”.

واعتبر لافروف، أن التدخل السياسي الخارجي في أوضاع سوريا يعطل اتفاقيات جنيف، وقال: “لدينا اعتقاد عميق بأن التدخل الخارجي سواء كان في صورة تدخل عسكري أم في صورة إملاءات سياسية باستخدام عقوبات أحادية الجانب يعطل روح ومغزى اتفاقيات جنيف”.

وفي الأخير، عبّر الوزير الروسي عن دعم بلاده لجهود المبعوث الخاص للأمم المتّحدة والجامعة العربية في سوريا ستيفان دي ميستورا ومبادراته، وقال: “نحن نرى فرصة سانحة في بعثة الممثل الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، ومجموعة الأفكار المثيرة للاهتمام، والتي تتطلب توافق الأطراف المعنية عليها”.

 

اختتام المشاورات السورية بروسيا دون بحث مصير الأسد  

اختتمت في العاصمة الروسية موسكو الجلسة الأخيرة للمشاورات بين ممثلين عن الحكومة السورية وبعض أطراف المعارضة، وعلم مراسل الجزيرة أن المشاورات لم تتطرق إلى مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد ولا إلى مسألة هيئة الحكم الانتقالي في سوريا.

 

وبحث الطرفان اليوم الخطة المكونة من عشر نقاط التي تقدم بها ممثلو المعارضة، والتي تتضمن الوقف الفوري لقصف المناطق المدنية من قبل طرفي النزاع، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وجميع النساء والأطفال من سجون النظام، وبدء حوار جدي لحل الأزمة السورية.

 

وقال سمير العيطة عضو المنبر الديمقراطي السوري المعارض للجزيرة إنه تم الاتفاق على تشكيل لجنة خبراء لمتابعة استمرار المشاورات في مرحلة قادمة بعد شهر من الآن مع التأكيد على ضم كافة أطياف المعارضة إلى هذه اللجنة.

 

وأوضح أن اللجنة ستعمل على متابعة الملفات التي قدمتها المعارضة والتي تتضمن خطة النقاط العشر، مشيرا إلى أن الحكومة السورية والمعارضة قبلا أن تكون الحكومة الروسية هي الضامن لعمل اللجنة وتنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه.

 

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أقر باستحالة التوصل إلى حل جميع القضايا السورية المعلقة خلال المشاورات بين ممثلي النظام السوري وبعض أطراف المعارضة السورية في موسكو.

 

وقال لافروف خلال كلمته أمام المشاركين في المشاورات أمس الأربعاء “من الوهم اعتقاد أنه من الممكن حل جميع المشاكل في بضعة أيام”.

 

وكان مراقبون معنيون بالشأن السوري قد توقعوا حدوث انفراج في هذه المحادثات التي لا تشارك فيها أكبر مجموعة معارضة سورية وهي الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي قال إنه لن يشارك في محادثات لا تؤدي إلى ترك الأسد السلطة.

 

 

قوات لواء ثوار الرقة إلى جانب وحدات حماية الشعب الكردي في كوباني

دبي – حنان المنوري

 

قال أبو عيسى، قائد لواء ثوار الرقة التابع للجيش الحر، إنهم سوف يعلنون، الخميس، عن انتهاء معاركهم في كوباني إلى جانب وحدات حماية الشعب الكردي بعد تحريرها من داعش، معتبرا أن مسألة تغييب مساهمة الجيش الحر في تحرير المدينة مسألة بسيطة لا يجب الوقوف عندها.

 

وأشار أبو عيسى في اتصال هاتفي مع “العربية.نت” إلى أن “اللواء مازال حاليا في ريف عين العرب (كوباني) الذي توجه صوبه فور هجوم داعش على المدينة في أكتوبر المنصرم، للمشاركة في القتال إلى جانب وحدات حماية الشعب الكردي”.

 

وأضاف أن التنسيق والتعاون مع القوات الكردية سبق هجوم داعش على المدينة بحوالي 3 أشهر، من خلال إنشاء غرفة عمليات موحدة أطلق عليها “بركان الفرات”، كانت ترمي إلى توحيد الجهود لمواجهة تمدد داعش في المنطقة، ومن ثم الانتقال إلى قتال قوات النظام السوري، خاصة في اللواء 93 الذي كان تابعا له قبل سيطرة تنظيم داعش عليه.

 

وأوضح قائد لواء ثوار الرقة أن “هناك تفاهما مع وحدات حماية الشعب الكردي، غير أن ظروف المعركة وانشغال كل طرف بجبهات معينة أثر على مستوى التنسيق داخل غرفة بركان الفرات الموحدة، نتيجة قلة الاتصالات وسيطرة داعش آنذاك على منطقة واسعة من شرق وغرب وجنوب عين العرب (كوباني)”.

 

وقاتلت إلى جانب لواء ثوار الرقة في كوباني فصائل أخرى من الجيش الحر كـ”لواء شمس الشمال” من مدينة منبج، و”كتائب جرابلس”. وقال أبو عيسى إن “تلك الفصائل انتشرت في قطاعات مختلفة داخل ريف مدينة عين العرب (كوباني)، مشكلين غرفة عمليات موحدة للتنسيق، ولم يغادروا ريف المدينة طيلة المعارك ضد تنظيم داعش”.

 

وتواجد لواء ثوار الرقة في ريف مدينة الرقة الغربي منذ سنة بعد خروجه من المدينة في 12 يناير 2014 إثر استيلاء داعش عليها، حيث حرر اللواء عددا من المناطق في الريف بالتنسيق مع غرفة عمليات بركان الفرات. وبعد هجوم داعش على كوباني في أكتوبر المنصرم انسحب مقاتلوه متجهين صوبها بعد اشتباكات ضارية مع التنظيم.

 

وبحسب ما صرح به قائد لواء ثوار الرقة لـ”العربية.نت”، فإن عناصره قاتلوا داعش بسلاحهم القديم الذي جلبوه معهم بعد الانسحاب من الرقة، ولم يتم تزويدهم بأي أسلحة أخرى طيلة فترة المعارك.

 

ودخل إلى كوباني أيضا عقب هجوم داعش عليها، حوالي 150 إلى 200 مقاتل من الجيش الحر، بقيادة العقيد عبد الجبار العكيدي القيادي في الجيش الحر، للدفاع عن المدينة وتحريرها من داعش بالتنسيق مع القوات الكردية.

 

وأفاد أبو عيسى بأن مقاتلي الجيش الحر مازالوا متواجدين حتى اللحظة داخل مدينة كوباني، مشيرا إلى أنه بعد الإعلان عن انتهاء المعارك داخل المدينة وتحرير ريفها من داعش يعتزم لواء ثوار الرقة العودة إلى ريف الرقة الغربي لمتابعة القتال ضد التنظيم المتطرف والنظام السوري.

 

سوريا توافق على خطة الأمم المتحدة لإيصال مساعدات

دبي – قناة العربية

 

تزداد الأزمة الإنسانية في سوريا مع قرب دخول الأزمة عامها الخامس، وتتضاعف الحاجة إلى تقديم المساعدات إلى المحتاجين السوريين، خاصة بعد إعلان المنظمة الأممية أنها تعاني من نقص في الإمداد، مما سيؤثر على إيصال المساعدات إلى السوريين.

 

وبحسب مسؤولة بارزة في الأمم المتحدة، فإن المنظمة الدولية تجد صعوبة في إيصال المساعدات إلى 40% من المدنيين المحتاجين لها، والبالغ عددهم 12.2 مليون شخص تقريبا، كما تواجه المنظمة نقصاً كبيراً في التمويل.

 

وقالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة كانغ كيونغ-هوا، إن المساعدات عبر الحدود وصلت إلى 70 ألف شخص.

مما يشير إلى الفرق في الأرقام بين المساعدات المقدمة وعدد المحتاجين لتلك المساعدات..

 

ووافق النطام السوري على خطة الأمم المتحدة لإيصال المساعدات، والتي تتضمن توصيل شحنات عبر الحدود من تركيا والعراق والأردن من نقاط وافق عليها مجلس الأمن في يوليو الماضي

 

 

الحوار السوري يتواصل في موسكو دون اختراقات

موسكو – مازن عباس

تتواصل الخميس، جلسات المرحلة الثانية من الحوار السوري–السوري في موسكو، حيث يبحث ممثلو المعارضة مع وفد النظام إمكانية تنفيذ البنود العشرة التي تطالب بها المعارضة، والتي تعتبر خطوة تمهيدية لمد جسور الثقة ومواصلة المشاورات لكسر الجمود، ولتوفير الأجواء اللازمة من أجل التوصل إلى مرحلة تسمح بمواصلة “عملية جنيف”، باعتبار أن بيان جنيف-1 يشكل أساساً لحل الأزمة.

 

وكانت المعارضة قد تقدمت بورقة عمل من عشر نقاط، تضمنت مطالب إنسانية وإغاثية، كان أبرزها إيقاف القتال وإطلاق سراح المعتقلين والمخطوفين، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق المحاصرة.

 

وقال الشيخ فيصل محمد العبد الرحمن شيخ قبيلة طي ورئيس مجلس العشائر في سوريا: “ركزنا في مفاوضاتنا مع الوفد الحكومي على الأمور الإنسانية وبناء جسور الثقة، فلا حاجة للحوار إن لم تكن هناك ثقة”.

 

وأوضح أن إجراءات تبادل الثقة تشمل إطلاق سراح المعتقلين، مضيفاً أنهم “طالبوا بوضع برنامج عمل لتنفيذ ما يتعهد به الوفد الحكومي، في حال وعد بإطلاق سراح المعتقلين”.

 

ولفت إلى أن ما جرى في اليوم الأول عبارة عن مشاورات، مضيفاً: “ربما نتوصل إلى شيء أكثر وضوحا اليوم مع الوفد الحكومي”.

 

من ناحيته، أكد جمال سليمان ممثل المعارضة السورية المستقلة في المشاورات السورية-السورية الجارية في موسكو، أن الحديث عن وجود وثيقة ختامية مشتركة لدى المعارضة السورية “سابق لأوانه”.

 

وقال سليمان إن “ما قدمته المعارضة في المشاورات السورية-السورية في موسكو، ليس برنامجا متفقا عليه، لكنه عبارة عن عدد من الأفكار التي نوقشت في الأيام السابقة”، مضيفا أن “المحادثات مع دمشق تجري بصعوبة، وسيتبين اليوم ما إذا كان هناك أي معنى لمواصلة المشاورات أم لا”.

 

أما المعارض السوري ماجد حبو، ممثل هيئة التنسيق الوطني السوري المعارضة في المهجر، فقال إن “موافقة المجتمعين على الحضور والمشاركة في اللقاءات التشاورية في موسكو، تؤكد توافقهم حول حل سياسي مرجعيته جنيف”.

 

غير أن المعارض السوري أشار إلى وجود تباين في وجهات النظر بين الجانبين فيما يخص عملية جنيف، منوهاً إلى أن “النظام قدم رؤيته وفصل بين عملية جنيف، وبيان جنيف، ويعتقد أن التفاهمات التي يتضمنها “بيان جنيف-1″ صالحة فقط وفق تأويله الخاص وبدون عملية جنيف”.

 

وأضاف: “هو يعتبر أن شرعية جنيف لم تعد كما كانت عليه بعد دخول معطيات جديدة على ملف الأزمة السورية مثل الإرهاب، والتدخل الخارجي، أما نحن فنطمح إلى تطوير عملية جنيف، ونأمل أن يكون هناك جنيف-3، وأن تستمر العملية برعاية دولية، لأن المسافة متباعدة جدا بين الأطراف ولا توجد ثقة”.

 

واعتبر ممثل هيئة التنسيق الوطني المعارضة إنه “لا بد بكل الأحوال من مواصلة هذه المشاورات وليس يوم غد فحسب، ونحن نطالب بمزيد من المشاورات حتى نصل إلى مرحلة تفاوضية تكون في جنيف، يجب التركيز خلالها على المعاناة الإنسانية للشعب السوري”.

 

من جهتها، قالت رئيسة حزب “سورية الوطن” مجد نيازي إن “وفد الحكومة عبر عن استعداده لبحث جملة من المقترحات التي تقدمت بها المعارضة، وأكدت أن بعض هذه المبادرات تمثل مادة لبحثها بشكل أعمق مع القيادة في دمشق”.

 

وأضافت: “أعلن أعضاء وفد الحكومة أنهم على استعداد لبحث مسألة إطلاق سراح المعتقلين، لكنهم طالبوا بتقديم قوائم موثقة بهم لدراستها”.

 

وقالت نيازي أيضا إن “أعضاء وفد الحكومة وافق على فكرة تشكيل لجنة لحقوق الإنسان في داخل سوريا”، لكنهم شددوا -حسب قولها- على ضرورة بحث هذه المسائل وغيرها من النقاط خلال المفاوضات المقبلة، مضيفة أن “وفد الحكومة يقترح عقد اللقاء المقبل في دمشق”.

 

وسيختتم حوار موسكو أعماله اليوم، حيث سيعقد فيتالي نعومكين منسق الحوار ومدير معهد الاستشراق مؤتمر صحفا يعرض فيه أبرز محاور الحوار السوري-السوري.

 

الأمم المتحدة تجد صعوبة في تقديم المساعدات للسوريين

الأمم المتحدة – فرانس برس

قالت مسؤولة بارزة في الأمم المتحدة، الأربعاء، إن المنظمة الدولية تجد صعوبة في جهودها لتوصيل المساعدات إلى 40% من المدنيين المحتاجين لها كما تواجه نقصاً كبيراً في التمويل.

 

ومع دخول الحرب في سوريا عامها الخامس، فإنه يصعب الوصول إلى نحو 4.8 ملايين سوري أو نحو 40% من المحتاجين للمساعدات وعددهم 12.2 مليون شخص تقريباً، بحسب كانغ كيونغ-هوا مساعدة الامين العام للأمم المتحدة.

 

وقالت كانغ لمجلس الأمن إن وكالات الأمم المتحدة لم تتمكن في ديسمبر من إدخال المساعدات الغذائية إلى الرقة ودير الزور السوريتين اللتين يسيطر عليهما تنظيم “داعش”، وكذلك إلى القرى التي تحاصرها القوات الحكومية وقوات المعارضة.

 

وقالت إن المساعدات عبر الحدود وصلت إلى 70 ألف شخص، إلا أنه “ورغم هذه الجهود، فإن الاحتياجات تفوق ما يتم تقديمه”.

 

وطلبت الأمم المتحدة 2.9 مليار دولار هذا العام لتمويل عمليات المساعدة في سوريا التي تشهد حرباً تسببت في ما وصفتها كانغ بأنها “اسوأ عملية تشريد للناس شهدها العالم منذ عقود”.

 

وتسلمت وكالات الأمم المتحدة أقل من نصف المبالغ التي طلبتها العام الماضي ما خلف “مئات آلاف” المدنيين دون مساعدات خلال أشهر الشتاء القاسية.

 

وقال كانغ أمام المجلس إنه “يجب توفير مزيد من التمويل فوراً”.

 

وتسبب القتال في سوريا في نزوح 7.6 مليون شخص داخل البلاد، ولجوء 3.8 ملايين شخص آخرين إلى دول مجاورة من بينها الأردن ولبنان وتركيا.

 

وأضافت كانغ: “يجب على هذا المجلس أن يجد طريقة لإنهاء النزاع في سوريا” مشيرة إلى أنه خلال أربع سنوات ارتفع عدد السوريين المحتاجين إلى المساعدات من مليون إلى 12 مليون شخص.

 

ومن ناحيته، دعا مجلس الأمن الدولي الذي أعرب عن “قلقه العميق” من هذا الوضع والمتخوف من نتائج تدني الحرارة في فصل الشتاء، الحكومات عبر العالم إلى المشاركة في هذا الجهد التضامني.

 

ومن المقرر أن يعقد مؤتمر للجهات المانحة قريباً في دبي، حسب السفير التشيلي باروس ميليت.

 

غارات تقتل وتجرح العشرات في ريف حلب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

ذكرت مصادر للمعارضة السورية، الخميس، أن 20 شخصا من المدنيين قتلوا، وأصيب أكثر من 35 آخرين، في قصف جوي للطائرات الحكومية على مدينة الباب، الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة “داعش” في ريف حلب الشرقي.

 

وقال ناشطون إن الطائرات الحربية شنت 4 غارات جوية على مدينة الباب في ريف حلب.

 

وأضافوا أن معظم الغارات تركزت على سوقا للمواشي أو ما يسمى “البازار” المكتظ بالمدنيين، لارتياده من قبل التجار وأهالي مدينة الباب والمدن والقرى المجاورة لها.

 

وشن الطيران الحربي نحو 20 غارة جوية على مدن وبلدات الغوطة الشرقية وبيت سوى وحمورية ودوما وزملكا وحي جوبر الدمشقي، بالتزامن مع قصف مدفعية القوات الحكومية لمدينة دوما.

 

وفي درعا، قام الطيران المروحي بإلقاء برميلين متفجرين على بلدة بصرى الشام، فيما قتل 4 أطفال من جراء سقوط قذائف على أحد مدارس البلدة.

 

إلى ذلك، سقط عدد من قذائف الهاون في محيط شارع بغداد في العاصمة دمشق، وعلى حي برزة شمال شرقي المدينة.

 

العراق: قيادات دينية وسياسية سنية تتهم ميليشيات كردية وأيزيدية وشيعية بارتكاب مجازر

بغداد، العراق (CNN) — أشار قيادات دينية وسياسية سنية إلى تعرض القرى السنية التي طُرد منها تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” مؤخرا لعمليات قتل واسعة النطاق طالت العشرات، إلى جانب تدمير منازل ومساجد سنيّة، واتهم نائب الرئيس العراقي، أسامة النجيفي، ميليشيات كردية وأيزيدية بارتكاب أعمال القتل في قرى بنينوى، بينما اتهمت هيئة علماء المسلمين ميليشيات شيعية بالإقدام على أعمال مماثلة في محافظة ديالى.

 

وقال أسامة النجيفي، نائب رئيس الجمهورية ورئيس ائتلاف متحدون للاصلاح، إنه موقفه كان واضحا من البداية في “إدانة الجرائم الوحشية التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي في محافظة نينوى وغيرها من المحافظات، ومنها الجرائم البشعة بحق المكون الأيزيدي حيث تعرض إلى اعتداءات غير مسبوقة وبخاصة الاعتداء على النسوة الأيزيديات.”

 

وهاجم مكتب النجيفي في وصفهم بـ”ثلة من مجرمي حزب العمال الكردستاني وبالتعاون مع حيدر ششو وقاسم ششو (قياديات أيزيديان) الذين قاموا بالهجوم على قرى عربية واستباحوا لأنفسهم القتل والحرق وهدم البيوت والنهب” مضيفا: “أعمال هؤلاء المجرمين لا تختلف عن أعمال داعش، ورفض أي جريمة لا يتم عبر الاقتداء بأعمال المجرمين.. إن من قتل وتم حرق بيوتهم ومواشيهم هم متضررون من داعش قدر تضرر اليزيديين الأبرياء منهم.”

 

وأشاد بيان مكتب النجيفي بما وصفه بـ”الموقف الوطني الشجاع” لرئيس إقليم كردستان، مسعود البارزاني الذي “أعلن ادانته لهذه الأعمال ووعد بمحاسبة المقصرين والدفاع عن القرى العربية المحررة” على حد تعبيره.

 

وبالتوازي مع هذه التطورات، قال محافظ ديالى، عامر المجمعي، ان قرية بروانة شمال المقداية “شهدت مجزرة شنيعة راح ضحيتها قرابة 70 مدني بينهم نساء وأطفال بعد ان قامت مجموعة من العصابات الإجرامية المنظمة باعتقال عدد من الأشخاص وتنفيذ الإعدام بحقهم” مؤكدا أنه أوعز للجهات المعنية من أجل فتح تحقيق بالقضية.

 

أما “هيئة علماء المسلمين” فذكرت أن القتلى في بروانة سقطوا برصاص مسلحين “كانوا يرتدون زيا موحدا أسود اللون اقدموا على اعدام العشرات من المدنيين رميا بالرصاص” مضيفة أن شهود عيان أكدوا بأن عناصر المليشيات نادوا عبر مكبرات الصوت مطالبين الناس بالتجمع في بيت كبير، وبمجرد وصول المجموعة الأولى من السكان المكونة من نحو 40 شخصا، بينهم أطفال، جرى قتلهم جميعا بالرصاص، كما حدث الأمر نفسه مع المجموعة الثانية المكونة من 30 شخصا.

 

وذكرت الهيئة أن منفذي عملية القتل هم من “مليشيات الحشد الشيعي في منطقة بروانة” مضيفة أن من بين الضحايا أطفال وعائلات تمت تصفيتها بالكامل

 

فيصل القاسم ينشر صورة منزله بعد مصادرة قوات الأسد له: تعب العمر يضيع تحت حوافر الجيش السوري

دمشق، سوريا (CNN) — نشر الإعلامي السوري، فيصل القاسم، صورة لمنزله في منطقة السويداء السورية، بعد سيطرة قوات النظام السوري عليه ردا على مواقفه المعارضة للسلطات، وظهر المنزل وهو يحمل صورة كبيرة للأسد باللباس العسكري، إلى جانب شعارات مؤيدة للنظام، وقال الإعلامي إن منزله تحول إلى “ثكنة عسكرية قذرة.”

 

وعلق القاسم، عبر صفحته الرسمية بموقع فيسبوك قائلا: “أيها المغتربون السوريون وأنتم بالملايين، إياكم ثم إياكم ان تستثمروا قرشاً واحداً في سوريا، لأنه سيكون في مهب الريح. إما ستحرقه طائرات الأسد أو ستصادره المخابرات وتنهب محتوياته إذا كان بيتاً.”

 

وتابع الإعلامي المعروف ببرنامجه “الاتجاه المعاكس” عبر فضائية الجزيرة في قطر: “لقد أمضيت خمساً وثلاثين سنة في بلاد الغربة كي أجمع مبلغاً لبناء بيت في سوريا، لكن لمجرد أنني تفوهت بكلمات طائرة ضد نظام بشار الأسد، استولت المخابرات العسكرية بأوامر شخصية من بشار الاسد على البيت ونهبت محتوياته ثم حولته الى ثكنة عسكرية قذرة. فقط بسبب كلمات وليس حمل سلاح.”

 

وختم القاسم بالقول: “فكروا ايها المغتربون السوريون ألف مرة قبل أن ترسلوا قرشاً واحداً إلى سوريا الأسد، فقد يضيع تعب العمر كله في لحظة تحت حوافر الجيش السوري ومخابراته الفاشية.”

 

هذا ما نعلمه عن عاملة الإغاثة الأمريكية المحتجزة لدى داعش.. والعائلة تريد دفع فدية

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)—قضية احتجاز تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش،” ليست مخفية ولكن القليل فقط يعرف عن هذه القضية وذلك بطلب من العائلة التي ترغب بدفع فدية مقابل إطلاق سراحه ابنتهم.

 

المعروف عن هذه الرهينة هو أنها تبلغ من العمر 26 عاما وكانت تعمل في الشؤون الإغاثية، وهي في قبضة داعش منذ 17 شهرا، إلا أن تفاصيل أخرى كاسمها لم يتم كشفه.

 

وما يزيد الأمر تعقيدا بالنسبة لعائلة الرهينة هو كيفية العثور على أموال قد تصل إلى ثلاثة أو خمسة ملايين دولار إلى جانب معرفة الجهة التي سيتم دفع مبلغ الفدية لها.

 

رئيس حزب يكيتي: خطر تنظيم الدولة مازال قائماً وخروج البشمركة من سورية أمر شائك

روما (29 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد زعيم حزب كردي في سورية أن خطر تنظيم الدولة الإسلامية مازال قائماً على أكراد شمال سورية وغيرهم من سكان المنطقة ويهدد وجودهم بسبب توفر طرق الإمداد والموالين المحليين، وأشار إلى أن الأكراد السوريين مندمجون مع مجتمعهم لكنهم يرفضون الانصهار رفضاً كاملاً.

 

ونفى محي الدين شيخ آلي، سكرتير عام حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سورية (يكيتي)، أن يكون خطر تنظيم الدولة الإسلامية قد زال عن الأكراد بعد هزيمته في كوباني، عين العرب

 

وقال لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لتنظيم الدولة (داعش) مشروعه العقائدي، وهو يمتلك إمكانيات عسكرية ويحظى بحاضنة مجتمعية تلائمها، سواء في أجزاء من مدن وريف محافظة الحسكة، الجزيرة، (عدا البلدات والمدن ذات الكثافة الكردية)، أو في مدن وبلدات تتبع محافظة حلب وخصوصاً في جانبها الجنوبي والشرقي وكذلك في الشمال الشرقي للمحافظة التي تُعدّ الأكبر في عموم سورية من حيث السكان، التي تشتمل إدارياً منطقتين كرديتين معروفتين تاريخياً هما منطقة عفرين المجاورة لتركيا في أقصى الشمال الغربي لمدينة حلب ومنطقة كوباني (عين العرب) المجاورة أيضاً لتركيا في أقصى الشمال الشرقي لحلب، بحيث تتوفر لتنظيم الدولة طرق إمداد وموالين محليين، مما يبقي خطره قائماً يهدد وجود ومصير الكُرد السوريين بوجه خاص وكذلك حياة سكان المحافظتين بوجه عام، بصرف النظر عن انتماءاتهم الدينية والقومية والمذهبية”، وفق تأكيده.

 

وأضاف “واقع الحال يظهر لنا بأن أكراد سورية يشكلون حضوراً مجتمعياً تاريخياً أصيلاً يتمركز أساساً في محافظتي حلب والحسكة وجزء من ريف الرقة، وكذلك في العاصمة دمشق فضلاً عن انتشار بعض قرى وبلدات كردية بائسة في جيوب من جبال الساحل السوري شرق المتوسط ومدينة حماه وغيرها، وأيضاً ثمة قرى وبلدات كردية ـ تركمانية ضمن محيط عروبي إسلاموي تطبع مدن جرابلس والباب ومنبج وإعزاز التابعة لمحافظة حلب”. وأضاف “أكراد سورية أولئك مندمجون في المجتمع السوري ويشكلون جزءاً هاماً من نسيجه، إلا أنهم يرفضون الانصهار رفضاً كاملاً، وبالتالي فهم يدافعون بلا تردد عن وجودهم وحقهم في حياة لائقة، وقوتهم الدفاعية المتمثلة أساساً بوحدات حماية الشعب أثبتت جدارتها في تقديم التضحيات لدفع شرور الهجمات الغادرة التي لطالما تعرضت لها المناطق الكردية من الشمال السوري (عفرين ـ كوباني ـ الجزيرة)، وبهدف ردع الهجمات المحتملة وإبعاد شرور تنظيم الدولة وأخواتها ودحرّ مشروعها التكفيري الظلامي”. وأردف “أكراد سورية مهيئون للشراكة مع فصائل الجيش الحرّ لأداء واجبهم المشترك في إيقاف تمدّد داعش، سواءً في مدينتي حلب والحسكة وغيرهما من أراضي سورية، حيث الخطر الداهم والأساس بل الأسوأ يتمثل اليوم وفي المدى المنظور بمشروع تنظيم الدولة وباقي شبكات الإرهاب الدائرة في فلك تنظيم القاعدة العالمي”، على حد تعبيره.

 

واعتبر شيخ آلي أن انسحاب قوات البشمركة الكردية من سورية بعد طرد التنظيمات الإرهابية من كوباني (عين العرب) أمر شائك ومعقد، وقال “تلك التابعة لإقليم كردستان العراق والتي ساندت وحدات حماية الشعب في كوباني بجدارة وبأسلحة نوعية، لم يتجاوز تعدادها الـ 150 عنصراً، جاءت بناءً على قرار من برلمان الإقليم وموافقة رئيس الإقليم مسعود بارزاني بعد اتصالات مكثفة أجرتها أكثر من جهة مع الإدارة الأمريكية التي بدورها استطاعت أن تُقنع تركيا بقبول عبور تلك القوة الرمزية عبر أراضيها لتصل إلى كوباني”. ورأى أن “بقاء أو سحب تلك القوة من كوباني أمر شائك يتوقف حسمه على نتائج مشاورات رئاسة الإقليم مع أنقرة وبغداد وواشنطن، ومدى جدية حكومة أنقرة في مكافحة قوى الإسلام السياسي المتطرف وشبكات داعش وجبهة النصرة هنا وهناك”، حسب توضيحه.

 

ونفى أن يكون بقائها في سورية تدخلاً بالشأن الداخلي وقال “إن مواجهة شبكات الإرهاب وخصوصاً إيقاف تمدد داعش ودحرّ مشروعه تلتقي مع مصالح الشعب السوري بكرده وعربه، وبالتالي فإن بقاء تلك القوة الرمزية من البشمه ركه يعدّ إسناداً لجميع قوى السلم والحرية على صعيد المنطقة والعالم وليس تدخلاً في شأنٍ سوري محض، أو إساءة لمؤسسات الدولة السورية أو إعاقة لمساعي بلورة حلّ سياسي سلمي للأزمة السورية”، حسب تقديره

 

وأثنى زعيم الحزب الكردي على تجربة الإدارة الذاتية للمناطق ذات الغالبية الكردية في شمال سورية ووصفها بأنها مقدمة لمستقبل سورية، وقال “إن تجربة الإدارة الذاتية القائمة في المناطق الكردية من الشمال السوري تجربة فتية لم تمضِ عليها أعوام، فهي بحاجة إلى إغناء وتطوير وحماية أكثر، كونها ليست فقط حاجة موضوعية لملء الفراغ، بل باتت تلك المناطق تشكل ملاذات آمنة لعشرات الألوف من النازحين السوريين من مناطق أخرى، علماً أن ثمة جهات محلية وإقليمية تجهد كثيراً للنيل من هذه التجربة وإفشالها ومنع التعامل الإيجابي معها”.

 

وأضاف “وحدات حماية الشعب وبقدر إمكاناتها لم تتردد في الدفاع عن تلك المناطق، وتصدت ببسالة لهجمات غادرة ومتكررة طالت مناطق (قسطل جندو، جنديرس…) عفرين، رأس العين، الحسكة وغيرها، وسجلت بطولات في معارك تحرير كوباني وإلحاق الهزيمة بالغزاة المعتدين، فالإدارة الذاتية توفر الأمان وتحمي السلم الأهلي والتعايش بين مكونات الشعب، وبالتالي تبقى قائمة، وتشكل مقدمة صالحة ومفيدة لمستقبل سورية وحماية وحدتها، ولا تشكل خطراً على الأمن القومي العربي أو التركي كما يتم الترويج له في الكثير من وسائل الإعلام”.

 

كما أعرب عن رضاه عن ما أُنجز من خطوات لتشكيل مرجعية سياسية كردية وفق اتفاقية (دهوك)، وقال “اتفاقية دهوك عبارة عن مسعى جاد ونبيل تحققت برعاية مباشرة من مسعود بارزاني وبجهود معروفة بذلها حزبنا في التحضير لها وإنجازها وحَظيت بمباركة جميع القوى الكردستانية، إلا أن الخطوات التنفيذية للاتفاقية اعترضتها اشتراطات وتلكؤ من جانب مسؤولي بعض أحزاب المجلس الوطني الكردي، مردها نزعات حزبوية وضيق أفق، إلا أنه وعلى العموم تحقق نزع فتيل التوتر والحالة شبه العدائية التي كانت سائدة بين المجلس ENKS وحركة المجتمع الديمقراطي TEV – DEM، وهذا أمر إيجابي لا يُستهان به في الوسط الكردي العام”.

 

وأضاف “إن ضرورة وجود مرجعية سياسية لكُرد سورية التي لطالما نادى بها حزب الوحـدة منذ أكثر من عقد زمني باتت تدخل وبقوة في الوعي الجمعي للغالبية العظمى من أكراد سورية وحراكهم السياسي والثقافي، فجاءت اتفاقية دهوك لتُجسّد هذه الضرورة، فمهما اعترضت طريق التنفيذ صعوبات وسلبيات، إلا أنها تبقى محط تضافر كل الجهود المخلصة والواعية لإنجاح الاتفاقية عبر ترجمة مضامينها على أرض الواقع وإن تطلب ذلك وقتاً” وفق قوله.

 

ونوّه شيخ آلي بإمكانية توافق القوى الكردية السورية على الرغم من أن بعضها جزء من ائتلاف المعارضة السورية وبعضها جزء من هيئة التنسيق، وقال “ثمة إعادة نظر ومراجعات جدية لمواقف وسياسات كانت تراهن عليها قوى وأحزاب المعارضة السورية وخصوصاً أشهرها إعلامياً الائتلاف الذي يُعدّ ضعيف المصداقية في الداخل السوري جراء العديد من الأسباب والعوامل والملفات، وإنّ تواجد بعض الكُرد (المجلس الوطني الكردي) في الائتلاف والبعض الآخر (حزب الاتحاد الديمقراطي وغيره) في هيئة التنسيق الوطنية لا يحول دون الإقدام على بناء مرجعية سياسية للكُرد السوريين والعمل في ضوء فحوى ومضامين اتفاقية دهوك رغم وجود كوابح وتدخلات من هنا وهناك”.

 

وأضاف “لقد بات ممجوجاً ومنبوذاً كثيراً أمر كل من يسعى لتشتيت الصف الكردي في سورية ومنع تلاقيه، بدءاً بألاعيب نظام البعث في دمشق مروراً بأوساط الإسلام السياسي ووصولاً إلى أوساط في أنقرة والدائرين في فلكها ومستسهلي رفع الشعارات” على حد تعبيره.

 

وشدد على أن حزبه سيبقى جزءاً من المعارضة التي ترفض السلاح والرهان على الخارج، وقال “نحن في حزب الوحـدة نبقى نشكل جزءاً حيوياً من المعارضة السياسية الوطنية، ننبذ لغة السلاح أو الرهان على الخارج لإحداث تغيير ديمقراطي في الداخل السوري، ننتهج مبدأ اللاعنف ونشر ثقافة حقوق الإنسان والمواطنة وسيادة القانون وإتباع سبل الحوار وقوة المنطق في حل جميع المسائل والقضايا، لا منطق القوة ولغة الحروب والعداوات، ننشد السلم والحرية والمساواة، ولم نتشارك يوماً مع نظام البعث في أعماله وسياساته الرعناء”. وأضاف “لا أرى أن ثمة حزب سياسي كردي يتمتع بحضور تنظيمي ما في المناطق الكردية مشارك للنظام أو مؤيد له، أما وجود بعض أسماء محسوبة على الوسط الكردي السوري جرى تلميعها إعلامياً في الآونة الأخيرة سواء من قبل أجهزة النظام أو قنوات الإسلام السياسي، فهذا أمر نشاذ لا يمت إلى الحركة السياسية الكردية بصلة”، وفق تأكيده.

 

وأثنى المعارض على بيان القاهرة الذي يسعى لتوحيد رؤى وبرامج المعارضة السورية، قال “بيان القاهرة ببنوده العشرة يجسد إلى حد كبير عقلنة وواقعية سياسية في تناول قضايا سورية وأزمتها الكارثية، فالمطلوب هو وقف نزيف الدم والدمار قبل أي اعتبار آخر، وحمل النظام على قبول لغة التفاوض والحوار لإيجاد حلّ سياسي سلمي للأزمة بإشراف دولي، وامتثال جميع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية لمقررات مجلس الأمن الدولي” ذات الصلة

 

أوروبا تزيد من معدل مساعداتها لسورية

بروكسل (29 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قررت المفوضية الأوروبية اليوم إضافة مبلغ يصل إلى 136 مليون يورو كمساعدات للسوريين في داخل وخارج البلاد.

 

وذكرت المفوضية اليوم أن نصف هذا المبلغ سيذهب لصالح المهجرين السوريين داخل البلاد، “بينما يخصص النصف الآخر للاجئين في الدول المجاورة والمجموعات المضيفة لهم في كل من تركيا ولبنان والعراق وسورية”، وفق بيان

 

وجاء هذا الإعلان على لسان المفوض الأوروبي المكلف شؤون إدارة الأزمات نيكوس ستايليانيدس، الذي أكد على تصميم الاتحاد الإستمرر في تأمين المساعدات الاغاثية والانسانية للسوريين، معلنا أن “الهدف من مساعداتنا هو النهوض باحتياجات اللاجئين وتخفيف العب على البلدان التي تستضيفهم”، وفق تعبيره

 

ويذكر أن الحكومة السورية كانت قد قررت أمس السماح بدخول المساعدات الانسانية إلى البلاد للعام الحالي.

 

مئات الأوروبيات يلتحقن بتنظيم “الدولة الإسلامية

التقرير يقدم أهم الأسباب التي تدفع بعض النسوة الأوروبيات إلى الانضمام إلى تنظيم “الدولة”

 

يقول مركز دراسات محايد في تقرير، يعد أول دراسة عميقة من نوعها للجهاديات، إن نحو 550 امرأة من غرب أوروبا تركن بلادهن للالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.

 

ويتساءل التقرير- الذي أعده معهد الحوار الاستراتيجي – لماذا يشعر بعض النسوة بأنهن مجبرات على التخلي عن كل شيء، والمخاطرة بالقبض عليهن في منطقة يديرها مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية.

 

ويقدم عدة أسباب لهذا، من بينها شعور بعض هؤلاء النسوة بمظالم شخصية، ثم الرغبة في الزواج من مقاتل جهادي لدى أخريات.

 

ويقول التقرير إن كثيرات فشلن في توقع مدى الخطر الذي قد يواجهنه، لكنهن لم يصبحن قادرات على العودة.

 

وقال روس فرينت، أحد مؤلفي التقرير، لبي بي سي إن حياة هؤلاء النسوة، فور وصولهن إلى سوريا تصبح عادية ومملة.

نصح الأخريات

 

وأضاف فرينت “إن كانت هناك امرأة تفكر في الذهاب ولا تريد الزواج، فإن النساء الموجودات هناك ينصحنها بعدم الذهاب”.

 

“ويقلن: لو جئت إلى هنا يجب أن تتزوجي، يجب أن يكون لديك رفيق من الرجال. والدور الذي تؤديه المرأة يوما بعد يوم حاليا هو في الأغلب تربية الأطفال، والطبخ، والتنظيف، وهذه أشياء ليست مثيرة، ولا تبدو خطرة”.

 

ويشير فرينت إلى أن مثل هؤلاء النسوة اليوم يشجعن بقوة الأخريات على مواقع التواصل الاجتماعي على أن يبدأن الهجوم.

 

ويضرب مثلا ببعض النسوة اللاتي يقلن للأخريات: إن لم تستطعن الذهاب إلى الأراضي التي يسيطر عليها مسلحو تنظيم “الدولة الإسلامية”، يمكنكن البدء بأنفسكن. وأكبر مثال على ذلك – بحسب ما يقلنه – هو ما حدث مؤخرا في باريس، وهو ما أبدين سعادتهن بشأنه.

 

ويقول فرينت إنه ليس هناك نموذج سيكولوجي – بصفة عامة – للملامح النفسية للنسوة اللاتي يصبحن جهاديات.

 

ويضيف أن أي محاولة لتقفي مثل هذا النموذج، نموذج “هذا النوع من المتطرفين”، تبوء بالفشل.

 

ويرجع ذلك إلى أن المتطرفين مختلفون جدا في ما بينهم كاختلاف السكان. لكن من يبحث منهم عن هوية جديدة، ومن يفتش عن الشعور بالإخوة، ومن يجوب العالم مثل كثير من الشباب، وحتى بعض كبار السن أيضا، ويرون كثيرا من الأخطاء التي ترتكب، ويسعون إلى معرفة جهة يحملّونها اللوم عن ذلك، يجتذبهم التنظيم.

 

لافروف: لقاء موسكو ساحة نقاش بين السوريين وينبغي أن يقود إلى مفاوضات برعاية أممية

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين 26 يناير/ كانون الثاني إن مشاورات موسكو بشأن الأزمة السورية تهدف لتوفير ساحة للنقاش بين الأطراف المتنازعة

 

وأضاف وزير الخارجية الروسي أن جميع الأطراف المشاركة متفقة على ضرورة إحلال السلام ومحاربة الإرهاب في سوريا.

 

وأوضح لافروف أن لا مفاوضات في موسكو، وإنما مشاورات بدون أي جدول أعمال، مشيرا إلى أنه لا توجد أية شروط مسبقة من قبل المشاركين.

 

وشدد لافروف على أن المشاورات ينبغي أن تفضي إلى مفاوضات مستقبلية تحت رعاية أممية.

 

ممثلو المعارضة السورية يبدأون مشاوراتهم في موسكو

 

وأعلن عبد المجيد حمو، سكرتير هيئة التنسيق الوطنية السورية مساء الاثنين 26 يناير/كانون الثاني، أن المعارضة السورية تقدر إيجابا نتائج اليوم الأول من مشاورات موسكو.

 

وفي تصريح صحفي قال حمو إن اللقاءات التي انطلقت الاثنين وتستمر حتى 29 يناير والتي سيشارك فيها أكثر من 30 شخصية سورية معارضة، إضافة إلى سياسيين مستقلين، توفر فرصة جيدة للحوار.

 

وأعرب عن اعتقاده بأن المشاورات ستركز على قضيتين الأولى استبعاد أي حل للأزمة السورية غير الحل السياسي المبني على بيان جنيف، والثانية التخفيف من معاناة الشعب السوري أي معالجة الوضع الإنساني في البلاد.

 

هذا وبدأ ممثلو المعارضة السورية مشاوراتهم الاثنين ضمن منتدى موسكو حول الأزمة السورية على أن ينضم وفد الحكومة إلى اللقاء الأربعاء المقبل.

 

وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إن نحو ثلاثين شخصية من المعارضة السورية وصلت إلى موسكو للمشاركة في التشاور، مشيرا إلى أن هناك إمكانية لأن يجتمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بممثلي المعارضة والحكومة السورية.

 

وتسعى موسكو إلى إجراء مشاورات غير رسمية بين الحكومة السورية والمعارضة نهاية الشهر الجاري.

 

وأطلقت روسيا على اجتماعات موسكو تسمية “منتدى” لكونها ليست “حواراً” أو “مفاوضات” ولا جدول أعمال مطروحا على الطرفين لبحثه بل هو لقاء تشاوري يمهد لحوار قد يجري لاحقا في موسكو أو في دمشق، وفق ما يتفق عليه المجتمعون، وخاصة أن روسيا حريصة على أن يكون اللقاء من دون أي تدخل خارجي، وينتج عنه فقط ما يتفق عليه المجتمعون.

 

وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مؤخرا عن أمله في أن يساعد لقاء موسكو مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا في تنظيم مؤتمر جديد للتفاوض حول إنهاء الأزمة.

 

وكانت واشنطن أثنت على لقاء موسكو المرتقب، وقال جون كيري إن المنتدى ممكن أن تنتج عنه حلول جيدة، لكن واشنطن اعتبرت أن قرار المشاركة يعود إلى المعارضة.

 

وقد أعلنت الحكومة السورية موافقتها على إرسال ممثليها إلى هذه المشاورات فيما رفض “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” المعارض المشاركة.

هذا وأبلغت دمشق الجانب الروسي أن وفدها إلى منتدى موسكو سيكون برئاسة مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري.

 

وسيرافق الجعفري، إلى العاصمة الروسية ، أعضاء الوفد المفاوض السوري ذاته في جنيف، وهم: مستشار وزير الخارجية والمغتربين أحمد عرنوس، والمحامي أحمد كزبري، والمحامي محمد خير عكام، وأسامة علي من مكتب الوزير، وأمجد عيسى وأضيف إليهم سفير سوريا لدى روسيا رياض حداد.

 

في هذه الأثناء، أعلن زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم أنه سيسافر إلى موسكو للمشاركة في المنتدى.

 

وأوضح مسلم، وهو نائب المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية، أن اللقاء مع وفد الحكومة سيتقرر خلال اجتماع المعارضة الذي يعقد أول أيام المنتدى.

وأعرب عن أمله في أن يلتقي خلال فترة وجوده في موسكو، مع دبلوماسيين روس، لمناقشة حقوق الأكراد السوريين، وطرق حل القضية الكردية في سوريا.

 

مصدر دبلوماسي: جميع فصائل المعارضة السورية تقريبا قد وافقت على حضور لقاء موسكو

 

في سياق متصل، ذكر مصدر دبلوماسي مطلع في حديث مع وكالة “تاس” الروسية، الأحد 25 يناير/كانون الثاني، أن جميع فصائل المعارضة السورية، باستثناء الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، وافقت على المشاركة في اجتماع موسكو.

 

AFP Ozan Kose رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة هادي البحرة

 

وقال: “لقد عبرت جميع فصائل المعارضة السورية، باستثناء الائتلاف الوطني المعارض الذي يتخذ من اسطنبول مقرا له، عن اهتمامها بتلبية دعوة موسكو”.

 

وأشار إلى أن مشاركة وزير الخارجية السوري وليد المعلم في اللقاء لم تكن مقررة من الأساس.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى