أحداث السبت، 02 أذار 2013
بان يحذر من تفكك سورية: فرصة ضئيلة للغاية أمام الحل
دمشق، بيروت، جنيف – ا ف ب، ا ب، رويترز
يجتمع اليوم في جنيف الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مع المبعوث الدولي – العربي الى سورية الاخضر الابراهيمي. وحذر بان في مؤتمر صحافي في جنيف امس من ان الحل العسكري في سورية سيؤدي الى «تفكك» هذا البلد. ودعا جميع الاطراف الى التوجه الى طاولة المفاوضات. واضاف إن هناك «فرصة ضئيلة للغاية» أمام الحكومة والمعارضة السورية لإجراء محادثات بشأن إنهاء الحرب. وقال: «هذه فرصة ضئيلة للغاية ندعمها بقوة ونشجعهم على استغلالها. قد تفوت الفرصة قريبا».
واعلن في موسكو امس ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث هاتفيا مع نظيره الاميركي باراك اوباما حول الازمة في سورية ومسائل اخرى. وقال الكرملين ان بوتين «شدد على ضرورة وقف النشاطات العسكرية في اسرع وقت ممكن» واوضح ان الاتصال جاء بمبادرة من الجانب الاميركي.
ويأتي لقاء بان والابراهيمي في اعقاب اجتماع «اصدقاء الشعب السوري» الذي عقد في روما اول من امس والذي اعلن فيه وزير الخارجية الاميركي جون كيري عن تقديم بلاده مساعدات بقيمة 60 مليون دولار «لا تشمل اسلحة قاتلة»، لدعم الائتلاف الوطني السوري وتوفير «مساعدة مباشرة» لعناصر «الجيش السوري الحر» في شكل مساعدات «طبية وغذائية».
ووصل كيري امس الى تركيا في اطار الجولة التي يقوم بها في المنطقة والتي تتركز مباحثاته خلالها على الازمة السورية، والتقى رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان ووزير الخارجية احمد داود اوغلو ودعا الى «تكاتف كل الجهود لتحقيق انتقال سياسي للسلطة في سورية» وكرر ان النظام السوري «فقد شرعيته لأنه يرتكب الويلات في حق شعبه».
من جهة اخرى، لقي القرار الاميركي بتقديم مساعدات «غير قتالية» الى المعارضة السورية انتقادات من الحكومة السورية والمعارضة على حد سواء. فقد اوردت صحيفة «تشرين» شبه الحكومية تعليقاً قالت فيه ان هذه المساعدات «ستصل سلاحا ورصاصا ومساعدات طبية وغذائية لمن اعتادوا ممارسة القتل والتخريب». واضافت ان «هذه الأموال التي ستقع في أيدي فئة تقيم في أفضل فنادق الغرب ولم تتواجد يوما بين السوريين وتعاني معاناتهم».
كما انتقدت المعارضة هذا القرار. وقال اللواء سليم ادريس رئيس اركان القيادة المشتركة لـ «الجيش السوري الحر»: «لا نريد طعاماً وشراباً ولا ضمادات لمعالجة الجراح. عندما نصاب بجروح نريد ان نموت. كل ما نريده هو اسلحة. نريد قذائف مضادة للدبابات وللطائرات لنستطيع ان نوقف جرائم نظام بشار الاسد القاتل ونمنعه من ابادة الشعب السوري». واضاف ادريس «العالم كله يعرف ما نحتاجه ومع ذلك فالعالم يتفرج فيما الشعب السوري يتعرض للذبح». واوضح ان الاسلحة الوحيدة لدى عناصر الجيش الحر هي التي تأتي من داخل سورية والتي يستولون عليها من جيش النظام.
وانتقدت وزارة الخارجية الروسية القرار الاميركي بمساعدة المعارضة وقالت ان «القرارات والتصريحات التي صدرت في روما تشجع، نصا وروحا، المتطرفين للاستيلاء على السلطة بالقوة رغم المعاناة الحتمية للسوريين العاديين». وقال فيتالي تشوركين سفير روسيا في الامم المتحدة ان واشنطن «تعطي اشارة على الموافقة لمن يقدمون المساعدة العسكرية المباشرة للجماعات المسلحة. كل هذا مؤسف للغاية لانه يحرف الانتباه عن ضرورة الدخول في حوار سياسي».
وكان مسؤولون روس استقبلوا امس في موسكو العميد المنشق مناف طلاس الذي دعا روسيا الى لعب دور للتوصل الى حل للازمة السورية من خلال دعم «عناصر معتدلة» في المعارضة. وقال ان «في سورية طرفاً ثالثاً لا يؤيد النظام ولا المتطرفين. ومعظم السوريين يريدون دولة مستقرة وآمنة». وقال ان روسيا تستطيع ممارسة ضغط سياسي على النظام السوري لتساعد على الوصول الى حل».
وعلى الصعيد الميداني، ذكر «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان عشرات المدنيين قتلوا في المالكية غرب مدينة السفيرة في ريف حلب بعدما اقتحمتها قوات النظام بهدف احضار تعزيزات نحو مطار حلب الدولي الذي تدور اشتباكات في المناطق المحيطة به، منذ سيطرت المعارضة على «اللواء 80» المكلف حمايته. كما سيطر مقاتلون اسلاميون من «جبهة النصرة» و»الفاروق» و»احرار الشام» على مدينة اليعربية والمعبر الحدودي مع العراق في شكل كامل». وتحدث المرصد عن معلومات عن فرار بعض جنود القوات النظامية واستسلام بعض عناصر الامن.
وقال رئيس بلدة تلعفر في محافظة نينوى العراقية عبد العال عباس إن صاروخ «سكود» أطلق امس من الأراضي السورية وسقط قرب القرية على بعد ثلاثة كيلومترات من الحدود من دون ان يحدث أي أضرار. واوضح ان الصاروخ روسي الصنع. وكانت الحرب في سورية امتدت في السابق عبر الحدود إلى العراق. ففي أيلول (سبتمبر) الماضي قتلت طفلة بعدما سقطت ثلاثة صواريخ في بلدة حدودية في منطقة القائم العراقية.
المعلم يدين دعم أميركا لمقاتلي المعارضة
بيروت – رويترز
أدان وزير الخارجية السوري وليد المعلم الخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة بمنح المعارضين الذين يقاتلون من أجل الاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد مساعدات غير قتالية متهماً واشنطن بالكيل بمكيالين.
وأضاف في مؤتمر صحفي في طهران مع وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إنه لا يفهم كيف تدعم الولايات المتحدة جماعات تقتل الشعب السوري.
وتابع أن هذه سياسة الكيل بمكيالين إذ ان من يسعى لحل سياسي لا يعاقب الشعب السوري.
ممثل الائتلاف في واشنطن لـ«الحياة»: رأس النظام يسير على الطريقة القذافية
واشنطن – جويس كرم
قال ممثل «الائتلاف السوري المعارض» في الولايات المتحدة نجيب الغضبان لـ»الحياة» إنه يلمس «اندفاعة أميركية أكبر» في التعاطي مع الملف السوري وستترجم «برفع مستوى الدعم».
واعتبر أن هناك صعوبات تطال «الصلاحيات والمهمات» تعترض تشكيل الحكومة الموقتة، ورأى أن قوة النظام هي في دعم عسكري من «إيران وحزب الله وروسيا فيما الجيش الحر يصله السلاح بالقطارة».
وقال الغضبان لـ»الحياة» إن الائتلاف يلمس «استعداداً أكبر» من الولايات المتحدة وأصدقاء سورية لتقديم الدعم ورأى أن «قرار تعديل مشاركتنا كان رسالة عتاب واحتجاج… خصوصاً بعد تصعيد النظام باستخدامه صواريخ سكود في مناطق سكنية في حلب».
وتوقع «رفع مستوى الدعم» وليس بالضرورة على المستوى العسكري لافتاً إلى أن هناك إجراءات يمكن اتخاذها في الشق السياسي، بينها التوجه إلى مجلس الأمن الدولي لإدانة استخدام صواريخ سكود حتى لو استخدمت روسيا حق النقض (فيتو) ضد هكذا قرار. وتنحصر المسألة الثانية بإعطاء «الدول الصديقة موقفاً واضحاً حول بيان جنيف، والإصرار على أن أي حل سياسي يبدأ بتنحي (الرئيس السوري بشار) الأسد».
وقال الغضبان «نريد من الأصدقاء تأكيد هذا الأمر، لأن التفسير الآخر تنفرد فيه روسيا بأن الأسد هو جزء من العملية السياسية». كما طرح رفع مستوى تمثيل الائتلاف في الغرب، لإعطائه صفة قانونية كاملة كما فعلت قطر بمنحه السفارة، مقارنة بالولايات المتحدة التي اعترفت بالائتلاف «ممثلاً شرعياً» وأتاحت له فتح مكاتب في واشنطن ونيويورك إنما من دون تمثل ديبلوماسي كامل.
وقال الغضبان إن «هناك مؤشرات إلى اندفاعة أميركية أكبر، كون وزير الخارجية جون كيري على تواصل أكبر مع البيت الأبيض… واعتراف الإدارة بالائتلاف والسماح لنا بفتح مكاتب في نيويورك وواشنطن مؤشرات إيجابية، وتتيح لنا دفع الموقف الأميركي إلى انخراط أكبر بحيث تأخذ إدارة باراك أوباما موقعاً قيادياً».
وسألت «الحياة» المعارض السوري عن الانتقادات المسموعة في واشنطن حول انقسامات داخل المعارضة والاتهامات بعدم استيعابها الأقليات، فاعتبر أن «مواضيع التواصل مع الأقليات وانقسامات المعارضة كانت تستخدمها غالبية الدول كأعذار لتبرير عدم اتخاذ قرارات جدية حيال سورية والحجة الثالثة اليوم هي القوى المتطرفة على الأرض».
وأشار إلى أن المعارضة «لا تريد الوقوع في منطق المحاصصات ومن مصلحتنا معالجة القضايا من منظور وطني سوري».
وعن فرص تشكيل حكومة موقتة للمعارضة بعد تأجيل مؤتمر إسطنبول قال الغضبان إن هكذا خطوة ستمثل وقت حصولها «نقلة نوعية للمعارضة إنما هناك صعوبات… والأمر يأخذ بعض الوقت وهناك حاجة للاتفاق على المهمات والصلاحيات»، كون هكذا حكومة ستدير «أعباء مناطق محررة مثل تأمين خدمات الأمن والغذاء والمجالس المحلية مع القيادة المدنية للجيش الحر الذي اتخذ قراراً جيداً بقيادة سليم إدريس».
وقال الغضبان إن هناك حاجة لحكومة «تكنوقراط» بسبب نوعية هذه المهمات التي ستتوزع بين سبع أو ثماني وزارات.
وشرح الغضبان نظرته لواقع النظام باعتباره نقطة قوة النظام السوري هي «الدعم العسكري الذي يتلقاه من إيران وحزب الله وروسيا». واعتبر أن الدعم العسكري غير متكافئ بين النظام والمعارضة، بحيث يتلقى الأسد «أسلحة نوعية من إيران وروسيا فيما الجيش الحر يصله السلاح بالقطارة».
وفسر الموقف الروسي بأبعاد عدة «الأول يرتبط ببعد داخلي يعطي فلاديمير بوتين الشرعية والانطباع بأن روسيا هي قوة عظمى خصوصاً أن جوهر الصراع هو تغيير نظام من بقايا الحرب الباردة تحكمه عائلة».
ويرتبط الثاني بعلاقات موسكو مع الغرب و»هم يريدون معالجة سورية ضمن قضايا أخرى».
واستنتج الغضبان أن الموقف الروسي هو أكبر من حماية المصالح المباشرة في سورية وقال «أنا ذهبت إلى روسيا مرتين في الماضي وكنا مستعدين (في المجلس الوطني السوري) لطمأنتهم بأننا نحرص على علاقة جيدة مع روسيا، وفي زيارتنا الأخيرة (الصيف الماضي) ولم نشعر أن هناك تبدلاً”.
وأضاف «نحن كنا مستعدين للحديث عن تفاصيل جنيف وما إذا كانت موسكو خائفة من البديل فليتعرفوا إلينا».
وأضاف أن «إصرارهم (الروس) على أن الأسد جزء من العملية السياسية وله الحق بالترشح لا يساعد في دفع المرحلة الانتقالية إلى الأمام».
وعن فرص تقديم النظام تنازلاً سياسياً محورياً أشار الغضبان إلى أن «التنازل من رأس النظام صعب، ويبدو أنه يسير على الطريقة القذافية». وشدد على أنه «من المهم أن نبحث السبل كافة لكي تنحاز قوى داخل النظام إلى مشروع التغيير».
الجيش السوري يسيطر على طريق بين حماه ومطار حلب
دمشق – أ ف ب
أعلن الجيش السوري، في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، “السيطرة على طريق يمتد من محافظة حماة في وسط البلاد إلى مطار حلب الدولي”.
وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، أن “القوات النظامية أنهت مساء أمس بعد أيام طويلة من المعارك الضارية، السيطرة على طريق يمتد من السلمية في حماة حتى جنوب مطاري النيرب العسكري وحلب الدولي”. واعتبر عبد الرحمن، أن “هذه الطريق، رغم أنها ليست رئيسية، تسمح لقوات النظام الموجودة في مطاري حلب والنيرب المتلاصقين، إذا نجحت في إبقاء السيطرة عليها، بالحصول على إمدادات وتعزيزات وأسلحة”.
ورأى عبد الرحمن أن “من شأن ذلك أن يغير مسار المعارك في محيط المطارين وربما في وقت لاحق في مدينة حلب”.
أوباما وبوتين كلّفا كيري ولافروف
البحث عن “مبادرات جديدة” لحل الأزمة السورية
و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ
افاد الكرملين عقب محادثة هاتفية بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي باراك اوباما، ان الرئيسين طلبا من وزيري خارجيتيهما البقاء على اتصال والبحث عن “مبادرات جديدة” لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا.
واضاف أن الرئيسين تعهدا ايضا العمل على تجنب أي خطوات من شأنها إلحاق ضرر بالعلاقات الروسية – الأميركية التي شابتها توترات بسبب الخلافات على سوريا وقضايا أخرى منها معاملة بوتين لمعارضيه منذ بدأ ولاية جديدة رئيساً للدولة في ايار.
وجاء الاتصال الهاتفي بعد ثلاثة أيام من مناقشات بين وزير الخارجية الأميركي الجديد جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في شأن الأزمة السورية في اجتماع ببرلين، لكنهما لم يشيرا إلى أي انفراج.
وقال الكرملين في بيان: “أصدر الرئيسان تعليمات (إلى لافروف وكيري) بمواصلة الاتصالات النشيطة التي تركز على استنباط مبادرات جديدة محتملة تهدف الى التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة (السورية)”.
وكثيراً ما اختلف الديبلوماسيون الروس والأميركيون على مصير الرئيس السوري بشار الأسد، اذ تقول الولايات المتحدة إنه يتعين عليه التنحي، بينما تقول روسيا إن رحيله عن السلطة ينبغي ألا يكون شرطا مسبقاً لتسوية سلمية.
واشار الكرملين الى إن المكالمة الهاتفية تمت بمبادرة من أوباما وبدا البيان متفائلا بالعلاقات بين البلدين. وقال: “زعيما البلدين مشتركان في الرغبة في تجنب أي خطوات قد تنعكس سلباً على العلاقات الثنائية”.
ووصل كيري الى انقرة امس في اطار جولة اوروبية وشرق اوسطية يبحث خلالها في الوضع في سوريا. والتقى كلا من نظيره التركي احمد داود اوغلو ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان.
بان كي – مون
* في جنيف، صرح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون في مؤتمر صحافي بان سوريا سوف تتفكك إذا واصلت القوات الحكومية والمعارضة القتال بدل السعي الى التوصل الى اتفاق سلام من طريق التفاوض. وأضاف ان الوضع في سوريا يتدهور يوما بعد يوم ، لكن هناك الآن فرصة ضئيلة لمحادثات السلام. وقال: “هذه فرصة ضئيلة للغاية ندعمها بقوة ونشجعهم على استغلالها. قد تفوت الفرصة قريبا”. واشار الى إنه سيلتقي الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي في سويسرا اليوم لاجراء محادثات في شأن الأزمة.
تصريحات أردوغان عن الصهيونية تعكّر زيارة كيري لأنقرة
داود أوغلو للوزير الأميركي: يحقّ لنا انتقاد إسرائيل
وص ف، رويترز، أب، أش أ، ي ب أ
فرض موقف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من الصهيونية وربطه اياها بجرائم ضد الإنسانية، نفسها على زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري لأنقرة المخصصة في الدرجة الأولى للملف السوري.
صرح كيري في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره التركي احمد داود اوغلو: “لسنا فقط غير موافقين على هذا الكلام، بل نعتبره مرفوضاً”، وشدد على الحاجة إلى نشر التسامح، و”هذا يشمل كل الخطاب التي يدلي بها الزعماء”.
وأضاف: “تحدثت عن هذا الخطاب بشكل مباشر في وزارة الخارجية (التركية)، وسأفعل ذلك مع رئيس الوزراء” أردوغان.
وسئل عن تأثير الخطاب على العلاقات المتدهور بين أنقرة وتل أبيب، فأجاب أن هناك “وسيلة للتقدم، ولكن من البديهي أن الأمر بات أكثر تعقيداً بعد الخطاب الذي استمعنا اليه في فيينا”.
وفي المقابل، شدد داود أوغلو على أنه “لم يصدر عنا يوماً اي تصريح معاد لدولة أو لأمة. ولكن إذا اردنا الحديث عن موقف عدائي، يمكننا ان نصف بالموقف العدائي المذبحة الدامية في اعالي البحار لتسعة من مواطنينا المدنيين الذين لم يرتكبوا اي مخالفة (على السفينة “نافي مرمرة”). وإذا كانت بعض الدول تصرفت بعدائية حيال حياة مواطنينا، فلتسمحوا لنا بالحق في الإدلاء بتصريح”. وأضاف أن الأتراك على مر الزمان “كانوا دوما ضد معاداة السامية، ونحن في طليعة الدول التي تتصدى لكل شكل من أشكال العنصرية وسنظل على موقفنا هذا. وإذا كانت اسرائيل تريد تصريحات ايجابية من تركيا، فعليها ان تعيد النظر في موقفها”.
وأكد أن “السلام الإسرائيلي – الفلسطيني يصب في مصلحة تركيا وأميركا ودول المنطقة بأسرها”.
لكن كيري علق على ذلك قائلا إنه يأمل في أن تجد أنقرة وتل أبيب سبيلاً لإعادة علاقاتهما إلى حالها السابقة. وهو سئل في وقت لاحق عن رأيه في تصريح داود أوغلو، فأجاب أنه يظهر صعوبة التعامل مع هذا الوضع، و”الحاجة الى مواصلة جهودنا لتحقيق السلام في المنطقة وحل الخلافات التي تثير مشاعر كتلك التي تطرق إليها وزير الخارجية”، لافتا إلى أن الاختلافات في الرأي تؤدي إلى استخدام مثير للجدل للعبارات.
وكان أردوغان قال الاربعاء امام اجتماع للأمم المتحدة عن تحالف الحضارات في فيينا: “تماماً مثل الصهيونية ومعاداة السامية والفاشية، بات واجبا اليوم اعتبار كراهية الاسلام جريمة ضد الانسانية”.
ووصف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تصريحاته بأنها “سوداء وكاذبة اعتقدنا أنها انتهت من العالم”.
وجاء في بيان أصدره الأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون أن موقف أردوغان يناقض المبادئ التي قام عليها تحالف الحضارات.
وفي المقابل، أشاد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية بخطاب اردوغان، ورآه “منسجماً مع مواقفه الثابتة من القضية الفلسطينية ويعكس الالتزام التركي تجاه فلسطين”، وقال ان تصريحاته “صائبة وصادقة وتكشف زيف الحركة الصهيونية”. وندد بـ”الحملة الاميركية الاسرائيلية على اردوغان”.
ويذكر أن وكالة “الأناضول” التركية شبه الرسمية التي أوردت كلام رئيس الوزراء التركي، حذفت منه عبارة “الصهيونية” في تصحيح نشرته بعد ساعة، وقالت إنه “من المصدر”، دونما إيضاحات.
الأزمة السورية
وفي الشأن السوري، كرر كيري أن “نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد الذي يمارس العنف ضد شعبه بلا رحمة ولا هوادة، فقَدَ شرعيته”، وتالياً “لا قيمة لأي انتخابات يجريها الأسد في ما بعد”. وأضاف: “نريد مرحلة انتقالية سياسية سلمية في سوريا”، وعلى نظام الأسد أن “يعي أنه لن يُسمح له بإطلاق صواريخ سكود على المدنيين، ولن يسمح له بقصف الشوارع السورية”.
وكان كيري كشف الخميس أن بلاده ستقدم مساعدات “غير قاتلة” لمقاتلي المعارضة السورية وتزيد الدعم للمعارضة المدنية.
وقلد وزير الخارجية الأميركي أسرة مصطفى أقارصو، الموظف الأمني الذي قتل في حادث تفجير في 1 شباط في السفارة الأميركية بأنقرة، ميدالية تقديرية.
المعلم يكرر أمام نظيره الإيراني “المؤامرة الكونية”: اننا في سوريا نواجه أزمة يشارك فيها معظم الكون لكننا صامدون!
رأى وزير الخارجية السورية وليد المعلم، في مؤتمر صحافي مع نظيره الايراني علي أكبر صالحي في طهران، “اننا في سوريا نواجه أزمة يشارك فيها معظم الكون لكننا صامدون”، معلنا “اننا نتواصل مع المعارضة في الخارج واتخذنا اجراءات قانونية تقدم الضمانات لمن يرغب بالحوار في الداخل والخارج”، مشددا على ان حل الأزمة هو سياسي.
ولفت الى “اننا لاحظنا انه كلما تقدم قطار الحوار نحو محطة جديدة يتصاعد العنف على الأرض، ولذلك وجدنا بالتنسيق والتشاور مع الاصدقاء انه لنجاح الحوار السياسي لا بد من وقف العنف وذلك يبدأ بتجفيف مصادره لأننا نواجه مجموعات ارهابية مسلحة ترتبط بالقاعدة”، مؤكدا ضرورة “الضغط على تركيا وقطر وآخرين الذين يدعمون الارهاب ويسلحون المجموعات الارهابية التي تسفك الدم السوري”.
وتساءل: “كيف يخصصون 60 مليون دولار لمساعدة مجموعات معارضة بذريعة مساعدات غير قاتلة وهم يقتلون الشعب السوري؟”، معلناً ان “تركيا تضغط على بعض المعارضين كي لا يتجهوا للحوار لأن من لا يريد الحوار يريد العنف”.
واكد “اننا نؤمن بالحل السياسي وندعو كل السوريين للحوار ونقول لهم كفى سفكا للدماء”، معلنا انه “حتى من حملوا السلاح لهم دور في بناء سوريا المستقبل لان العنف لا يصنع الاصلاح، بل ان الاصلاح يُصنع بالحوار”.
وشدد على ان “الدولة السورية منفتحة على الحل السياسي ولكن من يريد حلا سياسية لا يمول الشعب السوري بمساعدات غير قاتلة فهل هناك سلاح غير قاتل؟”، معربا عن تأييد بلاده “لكل جهد مخلص يهدف لحل سياسي ولو كان من الولايات المتحدة فنحن نعرف ان للولايات المتحدة دوراً واذا ارادت تستطيع وقف العنف”.
واكد ان “الجيش السوري يقوم بدوره للدفاع عن المواطن السوري وسنواصل هذا الدور في القضاء على الارهاب، وجيشنا صامد وسيدافع عن حقه بتطهير سوريا من الارهاب”.
مؤامرة على الجهاديين!
مازن السيّد
أعلنت بعض وسائل الإعلام منذ فترة قليلة وجود “أمير المجاهدين في القوقاز” دوكو ابو عثمان عمروف في سوريا، مستندة إلى شريط مصور هو حسبما تبيّن لاحقاً، لكتبية “المهاجرين” الموجودة في سوريا منذ أشهر، والتي يقودها “أبو عمر الشيشاني”. تشابهت اللحى الحمراء على الذين نقلوا الشريط على الانترنت، واختلطت عليهم أسماء الجهاديين.
أما دوكو الحقيقي، فلم ينأ بنفسه عن الملف السوري، بل أصدر هو أيضاً في تشرين الثاني 2012، شريطاً مصوراً تداولته المواقع الجهادية على الشبكة، وهو رسالة من “أمير المجاهدين في القوقاز” إلى “المجاهدين في سوريا”.
دوكو “جهادي مخضرم”، من الذين سمحت لهم مسيرتهم “المهنية” بالتعرّف على كل التفرّعات السياسية ل”الطهارة الجهادية”. رسالته ليست ذلك الشريط المتكرّر الأجوف، والذي يكاد يشبه الكوميديا لولا سكاكين التكفير. هو قائد جبهة يشتكي ضمنياً من انقطاع سبل الدعم، وتحوّلها إلى جبهة أخرى. يقولها بوضوح، ويشير بالإصبع.
يبدأ “أبو عثمان” بالقول إنه يكتفي بالصلاة ل”المجاهدين” في سوريا، “ضد النظام ضد الكفر ضد الديكتاتور بشار الأسد”، ويطلب منهم الصلاة ل”مجاهدي” القوقاز. ثمّ ينتقل سريعاً للحديث عن الذين يقاتلون في سوريا، لغايات أخرى، “لاستبدال صنم بصنم آخر، إزالة بشار الأسد واستبداله بباراك اوباما…أو بأموال تركيا أو مصر أو السعودية أو أميركا تحت غطاء الديموقراطية”.
تظنّ أنه يتحدث عن المدنيين مثلاً، فهو على أقل تقدير يحسبهم من “الضالين”. لكن حقيقة الأمر، أن اهتمامه متجه إلى مجموعة أخرى، هي من داخل صفوف “المجاهدين في سوريا”. هو يقول إنه يعرفهم جيداً، وأنهم حاولوا فعل ذلك في القوقاز، ولما فشلوا “لأن الجهاد بقي في سبيل الله، ضد كل أنواع الكفر”، “نقلوا آلة البروباغاندا إلى سوريا”. الأهم، أنهم “ذهبوا إلى سوريا وقالوا: لقد انتهى الجهاد في القوقاز، لذلك أتينا إلى هنا”.
رسائل كثيرة في هذه الرسالة، تتعدى خطورة أن أبا عثمان “لن يدعو لهؤلاء الإخوة”، وأهمية إثباته لوجود مقاتلين من القوقاز في سوريا، وهو شيء معلوم. فهو يشي بأن الشبكة التي وقفت طويلاً خلف دعم “الجهاديين” في القوقاز، لم تعد مهتمةً ونقلت تركيزها إلى سوريا. وفي ذلك معان كثيرة حول قرار سياسي لهذه الشبكة التي سمّى دوكو ارتباطاتها لمالية، بتخفيف استثمار هذه الخاصرة الرخوة للخصم الروسي، أو التخلي عنها.
كما يؤكد دوكو عمروف وجود خلافات داخلية جوهرية بين تيارات “الجهادية العالمية”، فهو يتحدث بوضوح عن طرف منضو تحت لوائها. هؤلاء “الإخوة” الذين ينبههم أبو عثمان بأن دم قتلاهم “في غير سبيل الله” سيحسب ضدهم “في الآخرة”، “جهاديون” أيضاً. فهل ينبههم من الإقدام على خطوات تجرّهم إلى “اليدموقراطية” باموال تركيا والسعودية ومصر وأميركا؟ أم يحذرهم من خدمة مشروع غير المشروع الجهادي العالمي، عبر التحالف مع هذه القوى؟
ليست عملية “النقد الذاتي الجهادي” الوحيدة في الفترة الأخيرة. فقد عثر في مالي على وثيقة كتبها زعيم ما يسمى ب”القاعدة في المغرب الإسلامي” عبد المالك دروكدال، ينتقد فيها التسرّع في تطبيق أحكام الشريعة مثل قطع الأيدي وجلد النساء، ويشير إلى أهمية كسب ودّ السكّان المحليين تدريجياً، مطلقاً على شمالي مالي وصف “المشروع”، وهو يتحدث بلغة “استشاري جهادي” يعبّر عن خلاف في الرأي داخل الصفوف.
كما أنّ الخلاف لا يقتصر على “الجهاديين” فحسب، بل إنّ المسافة المتنامية بين السلفيين والإخوان وصلت حدّ التهديد بكشف “أخونة الدولة” من قبل حزب “النور” السلفي، والحملات الأمنية الموسمية والاعتقالات في تونس وليبيا.
دوكو أبو عثمان، يظهر منقبض الملامح في الصورة، يائساً من تلاعب المال السياسي الإقليمي والدولي بأحلام “الجهاديين” في الدنيا والآخرة. يشبه كثيراً مشايخ “السلفيات” الأوائل في “بلاد الشام”، الذين يشهدون انفجار جماعاتهم من الداخل، على يد “الجهاديين الجدد”.
ربما ليس “الربيع العربي” ضحيةً ل”السلفية”، بقدر ما ستكون “السلفية” ضحية ل”الربيع”.
طـلاب سـوريـا يتكيّفـون مـع الحـرب: التعـلـيـم أولاً!
طارق العبد
قد يبدو الحديث عن التعليم في سوريا ترفاً في مثل هذه الأيام، ولعل بعض المناطق قد هجرت العلم أو أن العلم قد هجرها. ولكن صحيح أن التعليم لم يعد أولوية بقدر تأمين المأوى الآمن، إلا أن هذا الترف تحول إلى تحدٍّ قد يكلف البعض حياتهم. هؤلاء يخاطرون برغم كل شيء للحفاظ على هذا الحق، من دون أن يأبهوا بالدمار الذي لحق بالمدارس والتفجيرات التي طالت الجامعات والمراكز التعليمية وخطف الطلاب والكفاءات العلمية.
هكذا، يستمر قطاع التعليم في سوريا بتحقيق إنجازات يومية، بقدرته على الصمود والتكيّف مع جنون الحرب.
المدارس تتحدى الرصاص
في منتصف أيلول الماضي، أطلقت وزارة التربية صافرة البداية للعام الدراسي 2012- 2013 برغم اشتعال المعارك التي فرضت نزوحاً في العديد من المحافظات، محوّلة بعض المدارس إلى مراكز إيواء. وتشير أرقام الأمم المتحدة وتقرير منظمة اليونيسيف في أيلول الماضي إلى تعرض أكثر من ألفي مدرسة للتدمير الكامل أو الجزئي (ارتفع هذا الرقم وفقاً لوزارة التربية إلى 2400)، فيما تقيم مئات العائلات في 800 مدرسة (ارتفع الرقم إلى 1499 مدرسة)، لتعمل المنظمة الدولية على إصلاح أربع وستين منها في إطار برنامجها للإغاثة الذي يستهدف أربعة ملايين سوري. وهو ما نجحت فيه ضمن بعض المناطق مثل حماه، التي افتتحت اليونيسيف فيها 30 مدرسة موزعة بين المدينة والريف. وفي السياق، تشير أرقام اليونيسيف إلى أهمية تزويد مليون طفل في سن الدراسة بالمواد التعليمية الأساسية واستفادة 150 ألفاً من أطفال المدارس من صفوف التقوية والأنشطة الترفيهية في بيئة تعليمية أفضل.
من جهة ثانية، تشير أرقام وزارة التربية السورية إلى تكلفة تصل إلى 60 مليون ليرة سورية، هي كلفة صيانة المدارس في ريف دمشق وحدها التي دُمرت فيها 200 مدرسة. العدد ذاته تقريباً في حمص، فيما لا أرقام واضحة بالنسبة لباقي المناطق.
وتكشف إحصائيات الوزارة أن نسبة الالتحاق بالدوام المدرسي للفصل الدراسي الأول بلغت 74 في المئة، حيث نجحت في الكثير من المناطق كالوعر في حمص والجورة في دير الزور والعديد من مناطق ريف دمشق في افتتاح المدارس وتأمين المدرسين والكتب والكوادر الإدارية. وقد بدأ الفصل الدراسي الثاني منذ أسابيع على ان ينتهي في منتصف أيار مع تكثيف في بعض المقررات وإقامة دورات للتأهيل النفسي والاجتماعي.
ونجحت بعض المدارس في التكيف مع الوضع الجديد من خلال إيجاد فترتين للدوام أو نقل مقارّها، وخاصة المدارس الخاصة، إلى مناطق أكثر أمناً، فيما تضاعف الثقل التعليمي على مدارس هذه المناطق وخاصة في دمشق التي استوعبت تلاميذ الكثير من المناطق الساخنة.
ومع كل الظروف المحيطة، لجأ الأهالي إلى اتخاذ إجراءات مشددة حيال أولادهم، تبدأ بنقلهم إلى أقرب المدارس للبيت وانتظار خروجهم خوفاً من حالات الخطف المتكررة، وصولاً إلى إلزام بعضهم الآخر بالدروس المنزلية تعويضاً عن غيابهم عن المدارس في بعض المناطق الساخنة.
الجامعات.. صامدة
واقع الجامعات في سوريا يبدو أفضل حالاً بسبب تجمعها في كتل كبيرة في قلب المدن، حيث تضم البلاد خمس جامعات حكومية هي جامعات دمشق وحلب و«البعث» في حمص و«تشرين» في اللاذقية و«الفرات» في دير الزور. وتتبع لكل جامعة سلسلة من الكليات الرئيسية أو الفرعية في المحافظات المجاورة لتغطي مختلف المناطق. في المقابل، افتتحت في السنوات الأخيرة قرابة عشر جامعات خاصة، معظمها في ريف دمشق على الطريق بين دمشق ودرعا، بالإضافة إلى ريف حمص وطرطوس.
وفي ظلّ الأزمة الحالية، اضطرت الجامعات بدورها للتكيف مع الوضع الجديد، فنقلت مقارّها إلى قلب العاصمة، وخاصة تلك التي تقع على طريق دمشق ـ درعا، وذلك على إثر سقوط عدة قذائف في مقارّها الأساسية وانقطاع الطرق المؤدية إليها بفعل الاشتباكات. وبقيت جامعة أخرى على طريق دمشق ـ حمص في موقعها، لكن الوصول إليها بات محفوفاً بالمخاطر في الآونة الأخيرة، لا سيما مع عمليات خطف الطلبة والأساتذة، وقد كان آخر هؤلاء عميد كلية الطب.
أضف إلى ذلك، استهداف الجامعات، كما حصل في جامعة حلب التي شهدت مجزرة مروعة قبل حوالي الشهر، فيما شهد محيط جامعة دمشق عمليات خطف طالت العديد من الطلاب وهي التي انطلقت فيها تظاهرات احتجاجية في بداية الأزمة السورية.
وبين عمليات الخطف والتفجير، يبقى الخوف الأكبر، وفق ما يرويه طلبة في جامعتي حلب ودمشق، من الاصطفاف السياسي بين موال ومعارض. مثال على ذلك، حادث إطلاق النار من قبل أحد الطلاب في كلية الهندسة الميكانيكية في دمشق على رفاقه، ليسقط أحدهم قتيلاً ويصاب الآخرون بجروح. وهو ما يتحدث عنه الطالب عمر من كلية الآداب في جامعة دمشق، قائلاً «مع تقدم عمر الأزمة، أصبح هناك كتل طلابية مميزة بين موال ومعارض ومحايد، حيث يقف كل طالب مع رفاقه في الخط السياسي ذاته. ويتعمق الشرخ يوماً بعد آخر مع أي حدث يتبادل معه الطرفان الاتهامات».
بدوره، يشير عدنان، وهو طالب حقوق، إلى أن «المناطقية باتت عاملاً رئيسياً للفرز بين الطلاب. إذ يكفي أن يكون أحدهم من منطقة ساخنة مثل دوما أو داريا أو حمص أو إدلب، كي تحوم حوله الشكوك حتى لو لم يكن له أي علاقة بالتيار المعارض أو الموالي».
أما ليلى، طالبة الهندسة، فتشير في حديثها إلى أن استمرار الجامعات في دمشق وحلب وغيرها هو إنجاز بحدّ ذاته، برغم كل الأخطار التي تحيط بها. صحيح أن كثيرين يغيبون عن قاعات الدراسة، لكن الجميع يحضر في فترة الامتحانات مهما كانت الظروف.
وهو ما يشير إليه الطالب ياسين في جامعة الفرات، حيث يوضح أن الطلبة النازحين قد عمدوا إلى حضور الدروس في جامعات المدن التي نزحوا إليها، فيما عاد البعض إلى مدن الحسكة والرقة ودير الزور لتقديم الامتحانات برغم حدة المعارك التي تشهدها تلك المدن، على حدّ تعبيره.
ووسط جنون العنف، تتملّك الرغبة بالهجرة الكثير من طلاب سوريا، سواء كانوا من حملة البكالوريوس أو الدراسات العليا. وما شجّعهم على ذلك، كان فتح عشرات الجامعات حول العالم أبوابها للمهاجرين الجدد.
وفيما كانت مصر هي الوجهة الأولى لمعظم الطلبة بفعل قرار الرئيس محمد مرسي معاملتهم مثل الطالب المصري، لم يتردد العديد من الجامعات الأوروبية بتقديم منح عبر مؤسسات ومنظمات غير حكومية للسوريين لإكمال دراستهم فيها، ولكن قلة فقط هم من تمكنوا من الوصول إليها بفعل القيود الكثيرة التي تفرضها الدول الأوروبية على السوريين. وتتمثل الخطورة الأساسية في هجرة الكثير من العقول السورية الشابة، التي يعوّل عليها في مستقبل البلاد إثر انتهاء الأزمة الحالية. وهو ما عبر عنه أحمد، خريج الاقتصاد، باستياء شديد، وقال «لا أستطيع وصف ذلك سوى أنه قمة الأنانية، وخاصة أنني أعرف جيداً أن الأغلبية ممن غادروا البلاد لن يعودوا إليها مهما حصل في الداخل».
ما يحصل في سوريا اليوم يشبه إلى حدّ بعيد ما حصل في العراق عندما هاجرت الكفاءات التعليمية، تاركة البلاد للخراب. ويبقى المشهد السوري اليوم في هذا الإطار مربكاً وشديد الإيلام، بين حق تلك الكفاءات في الهرب من موت محدق، وإحساس من هم في الداخل بأن هروب هؤلاء هو قمة الأنانية.
بوتين وأوباما يكلّفان لافروف وكيري إيجاد مبادرات سياسية لحل أزمة سوريا
كلّف الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما، أمس، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري إيجاد مبادرات جديدة لحل الأزمة السورية سياسياً.
وذكر الكرملين، في بيان، أن بوتين تلقى اتصالاً هاتفياً من أوباما حول الأزمة في سوريا ومسائل أخرى. وأضاف «في إطار الأزمة في سوريا شدد بوتين على ضرورة وقف النشاطات العسكرية في أسرع وقت ممكن».
وأضاف «كلف الرئيسان وزيري الخارجية في البلدين سيرغي لافروف وجون كيري مواصلة الاتصالات الكثيفة الرامية إلى وضع مبادرات ممكنة جديدة تهدف إلى تسوية الأزمة السورية سياسيا».
وأشار البيان إلى أن «الحديث اتسم بطابع بناء»، مضيفاً أنه «جرى التشديد خلاله على الأهمية المبدئية للتعاون بين روسيا والولايات المتحدة من أجل ضمان الاستقرار في العالم. وأعرب الجانبان عن الاستعداد للعمل بنشاط على تطوير التعاون الثنائي المتبادل المنفعة في كل المجالات».
وأضاف البيان أن «الرئيسين اتفقا على أن يتعاملا تعاملاً وثيقاً بشأن المواضيع الدولية الساخنة المتعلقة بسوريا والتسوية الشرق أوسطية وإيران وكوريا الشمالية والخطط في مجال الدفاع
الصاروخي». وتابع أن «الرئيسين أجمعا على السعي إلى تفادي خطوات معينة من شأنها أن تنعكس سلباً على العلاقات الثنائية». واتفق الرئيسان على عقد لقاء ثنائي بينهما على هامش قمة «الثمانية» في ايرلندا الشمالية في 17 و18 حزيران المقبل.
وكانت موسكو، التي استقبل وزير خارجيتها ونائبه ميخائيل بوغدانوف العميد السوري المنشق مناف طلاس، قد شنّت هجوماً عنيفاً على مؤتمر «أصدقاء سوريا» في روما أمس الأول، معتبرة أن القرارات التي صدرت عن الاجتماع، وتضمنت تعهداً أميركياً بتقديم مساعدة مباشرة للمعارضين السوريين، تشجع «المتطرفين» الذين يريدون الاستيلاء على السلطة بالقوة. (تفاصيل صفحة 13)
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، أن القوات السورية استعادت السيطرة على معبر اليعربية الحدودي مع العراق، بعد ساعات من «سيطرة مسلحين إسلاميين متشددين عليه، كما تمكنت من السيطرة على أكثر من نصف مدينة اليعربية في ريف الحسكة». وأشار إلى أن مقاتلين أكرادا سيطروا على مدينتي القحطانية والرميلان في الحسكة.
وقال رئيس بلدة تلعفر العراقية عبد العال عباس إن «صاروخ سكود أطلق من الأراضي السورية سقط قرب قرية في محافظة نينوى العراقية، من دون أن يحدث أي أضرار».
واتهم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض القوات السورية «بارتكاب مجزرة قبل أيام وقع ضحيتها 72 شخصاً أعدموا ميدانياً وحرقت جثثهم، بعد اقتحامها لقرية المالكية غربي مدينة السفيرة قرب حلب»، فيما تتواصل الاشتباكات والغارات في مناطق متفرقة من ريف دمشق. وتابع المرصد «أدت أعمال العنف في مناطق سورية مختلفة إلى مقتل 95 شخصا، هم 41 مدنيا و25 جنديا نظاميا و29 مسلحا».
(«السفير»، «نوفوستي»، ا ف ب)
طهران تؤكد أن الاسد سيبقى الرئيس الشرعي لسوريا حتى انتخابات 2014
المعلم: باستطاعة أمريكا وقف سفك الدم السوري إذا أرادت
طهران- (ا ف ب): أكد وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي السبت في مؤتمر صحافي مشترك في طهران مع نظيره السوري وليد المعلم أن بشار الاسد سيبقى “الرئيس الشرعي” لسوريا حتى الانتخابات المقبلة المقررة العام 2014.
وايد صالحي الدعوة الى الحوار مع المعارضة المسلحة التي وجهها النظام السوري هذا الاسبوع، مكررا ان نظام الاسد “لا خيار اخر” لديه حتى الان سوى مواصلة التصدي للمقاتلين المعارضين.
وكرر الوزير الايراني “الموقف الرسمي لايران القائل ان الاسد سيبقى الرئيس الشرعي (لسوريا) حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة” في سوريا العام 2014.
وبهدف وضع حد للنزاع المستمر في سوريا منذ نحو عامين والذي اسفر عن اكثر من سبعين الف قتيل وفق الامم المتحدة، تطالب الدول الغربية ودول عربية عدة وتركيا والمعارضة السورية الاسد بالتنحي.
واضاف صالحي بعد لقائه المعلم الذي وصل صباحا الى طهران، بعد ستة ايام من زيارته موسكو، ان “لا حل عسكريا للازمة السورية والحل الوحيد هو الحوار بين السلطة والمعارضة”.
واعتبر انه في هذا السياق، فان الدعوة الى الحوار مع المعارضة المسلحة التي وجهها المعلم الاثنين للمرة الاولى خلال زيارته موسكو تشكل “خطوة ايجابية”.
في المقابل، رأى الوزير الايراني ان “لا احد يمكنه ان يطلب من السلطة السورية التخلي عن السلاح” لان “لا خيار اخر لديها سوى التصدي للمرتزقة لاعادة الهدوء”.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ان باستطاعة الولايات المتحدة الأمريكية “وقف سفك الدم السوري اذا ارادت”.
وقال “إن قطار الحوار مع المعارضة (السورية) وضع على السكة.. لكن كلما تقدم قطار الحوار نحو محطة جديدة يتصاعد العنف”.
وأضاف أن سوريا “تواجه أزمة يشارك فيها معظم الكون لكننا صامدون بفعل صمود شعبنا”.
وكرر المعلم موقف سوريا بأن الحل للأزمة السورية هو “حل سياسي”، لكنه قال انه من اجل انجاح الحوار السياسي مع المعارضة “لا بد من وقف العنف.. وان يبدأ بتجفيف مصادره لأننا نواجه مجموعات ارهابية مسلحة ترتبط بتنظيم القاعدة”.
وقال ان “الجهود المشتركة لوقف العنف تبدأ بالضغط على تركيا وقطر وآخرين من الذين يدعمون الارهاب ويمولون ويسلحون هذه المموعات الارهابية التي تسفك الدم السوري”.
وتساءل كيف أن اميركا التي تفرض هي والاتحاد الاوروبي وبعض العرب “حصارا اقتصاديا على الشعب السوري ثم تخصص 60 مليون دولار لمساعدة مجموعات معارضة بحجة مساعدات غير قاتلة.. هم يقتلون الشعب السوري”.
ورداً على سؤال عن إعلان الولايات المتحدة نيتها تقديم مساعدات “غير قاتلة” لمقاتلي المعارضة، قال المعلم “إن أكثر وصف مهذب لهذا الأمر هو ازدواجية المعايير”، معتبراً أن من يدعو إلى الحل السياسي “لا يعاقب الشعب السوري ويموّل حفنة من هذا الشعب”.
وتساءل “على من يضحكون حين يتحدثون عن سلاح غير قاتل، فهل هناك سلاح غير قاتل؟”، مضيفاً “نعرف أن للولايات المتحدة دور مهم وهي قادرة على وقف سفك الدم السوري إذا أرادت”.
وقال المعلم “نحن نخاطب كل من يدّعي أنه يريد حلاً سياسياً، إذا كان مخلصاً يجب أن يضغط على هؤلاء لوقف العنف”.
وأضاف أن “الجيش العربي السوري يقوم بواجبه في الدفاع عن المواطن السوري وممتلكاته وفقاً للدستور وسنواصل هذا الدور في محاربة الإرهاب”.
وقال المعلم “إذا كانوا صادقين وخاصة الدول التي كانت ضحية الإرهاب، يجب أن تضغط كي يقوم المجتمع الدولي بتطهير سوريا من الإرهاب”.
وأكد على أن الحكومة السورية لا تسمح “لأحد بالمس بالسيادة الوطنية لسوريا ولا نقبل بالإملاءات ونتمسك باستقلال قرارنا السياسي ونرفض العنف والتدخل الخارجي في شؤوننا ونؤمن بأن شعبنا هو صاحب القرار في تقرير مستقبله وقيادته عبر صناديق الاقتراع”.
وشدد على رفض الحكومة السورية أن تكون “قطعة شطرنج في يد المجتمع الدولي”، مؤكداً أن الشعب السوري قادر على حل أزمته بنفسه.
وعن الموقف الروسي، قال المعلم إن هذا الموقف ثابت لأنه يستند إلى القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مضيفاً “أطمئنكم إلى أن الموقف الروسي ثابت والروس مثل أشقائنا الإيرانيين سيواصلون بذل الجهود من أجل حل الأزمة بالأدوات السياسية”.
وانتقد مطالبة أمير قطر الأمم المتحدة، ضرب سوريا كما ضربوا ليبيا.
واتهم تركيا بانها تضغط على بعض المعارضين لعدم اللجوء الى الحوار.
الغارديان: المعارضة المسلحة السورية تتوقع اسلحة من أوروبا قريباً
لندن- (يو بي اي): قال وليد سفور، ممثل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بريطانيا، إنه من المتوقع أن تبدأ بعض الدول الأوروبية في الأشهر المقبلة بإمداد المعارضة السورية بالسلاح بما يتعارض مع السياسة الأميركية المعلنة في هذا الشأن.
وقال سفور لصحيفة الغارديان البريطانية في تقرير بعنوان “المعارضة المسلحة السورية تقول إنها تتوقع اسلحة من أوروبا قريباً” نشر السبت إنه يتوقع أنه “بحلول الاجتماع المقبل لمجموعة أصدقاء سوريا الغربيين والعرب في تركيا، المتوقع في أواخر الربيع أو أوائل الصيف المقبل أن يحصل تطور هام ينهي القيود التي تفرضها الدول الأوروبية”.
وأوضح قائلاً “سيكون هذا التطور مرتبطاً بالذخيرة والأسلحة النوعية التي نحتاجها لردع النظام السوري عن استخدام الطائرات وصواريخ سكود لقصف القرى والمخابز”.
ونقلت الصحيفة عن معارض آخر مطّلع على موضوع إمداد المعارضة السورية بالسلاح إنه حصل في الأيام الأخيرة تخفيف ملحوظ للقيود التي فرضتها الولايات المتحدة وتركيا على تدفّق السلاح عبر الحدود السورية.
وقال المعارض إن المعارضة المسلحة تمكنت مؤخراً للمرة الأولى من إسقاط مروحية وطائرة ميغ تابعتين للنظام في الأيام الأخيرة بأسلحة مستوردة.
وأوضح مصدر في المعارضة السورية للصحيفة أن “هذه ليست أسلحة تم الاستحواذ عليها من قواعد للجيش السوري، بل كانت في المستودعات التركية وهي أسلحة اشترتها المعارضة في وقت سابق ولكن لم يسمح بمرورها عبر الحدود”.
وأضافت الصحيفة إنه على الرغم من أن سفور لم يحدد أسماء الدول التي ستمد المعارضة بالسلاح، إلاّ أنه من المرجح أن تتحرك الحكومة البريطانية، التي قادت الضغوط لتخفيف العقوبات، سريعاً تنفيذاً لتخفيف القيود التي وافق عليه الاتحاد الأوروبي.
وتضيف الصحيفة أنه من المتوقع أن يدلي وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بتصريح أمام البرلمان يوضح فيه بشكل مفصّل المعدات والتدريب الذي ستقدمه بريطانيا للمعارضة المسلحة السورية.
وكان الاتحاد الأوروبي، مدد مؤخراً العقوبات المفروضة على سوريا لمدة ثلاثة أشهر كما سمح بتوريد عربات مدرعة ومعدات عسكرية غير فتاكة وتقديم مساعدة فنية للمعارضة السورية على أن توجه لحماية المدنيين.
وأشار إلى أنه سيستمر في العمل من أجل “تقييم ومراجعة، في حال الضرورة، نظام العقوبات ضد سوريا بهدف دعم المعارضة ومساعدتها”.
هاغل: المساعدة الأمريكية لسوريا يجب الا تكون فتاكة
واشنطن- (رويترز): قال وزير الدفاع الأمريكي الجديد تشاك هاغل الجمعة انه يعتقد ان سياسة الولايات المتحدة بعدم اعطاء المعارضة السورية سوى”دعم غير فتاك” سياسة سليمة.
وجاءت تصريحات هاجل خلال أول بيان صحفي له منذ توليه وزارة الدفاع يوم الاربعاء بعد يوم من إعلان الولايات المتحدة انها ستقدم لاول مرة مساعدات غير فتاكة لمقاتلي المعارضة السورية وستزيد مساعدتها إلى المعارضة المدنية السورية لاكثر من المثلين.
واحبطت هذه الخطوة معارضين الرئيس بشار الاسد الذين يطالبون باسلحة غربية وهو امر يرفضه الرئيس الامريكي باراك اوباما حتى الان.
وكشف ليون بانيتا وزير الدفاع الامريكي السابق في وقت سابق من الشهر الجاري انه انضم الى وزيرة الخارجية ومدير وكالة المخابرات المركزية الامريكية العام الماضي في التوصية بتسليح مقاتلي المعارضة.
ومع ذلك قال بانيتا للكونغرس في السابع من فبراير شباط انه أيد في نهاية الامر قرار اوباما بالحد من المساعدات لسوريا.
وقال هاغل للصحفيين”من الواضح ماهي..سياسة الادارة بشأن سوريا:مساعدات غير فتاكة.
“اعتقد أن السياسة التي تنتهجها الولايات المتحدة سياسة سليمة”.
وقتل أكثر من 70 ألف سوري في صراع عنيف بدأ باحتجاجات سلمية ضد الاسد قبل نحو عامين. وفر نحو 860 الف شخص الى الخارج وشرد عدة ملايين داخل البلاد او يحتاجون لمساعدات انسانية.
واعطت الولايات المتحدة حتى الان 385 مليون دولار في شكل مساعدات انسانية ولكن اوباما يشعر بقلق من ارسال اسلحة قائلا انه سيكون من الصعب منع وقوع هذه الاسلحة في يد متشددين قد يستخدمونها ضد اهداف غربية.
تدريب الجيش الحر بالأردن: البرنامج أمريكي وشمل أكثر من 500 عسكري وخطته كانت تقضي بالتدريب على ‘ستينغر’ لكنها ألغيت
عمان ـ ‘القدس العربي’: لا يمكن النظر لسماح الأردن بتدريب العشرات من رجال الجيش السوري الحر قبل عدة أسابيع باعتباره خطوة تصعيدية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
الكشف عن هذه التدريبات جاء بعد سلسلة ‘تناغمات’ برزت مؤخرا بين عمان ودمشق في نطاق استراتيجية أردنية دعمتها موسكو وبدت واضحة للعيان مؤخرا قوامها الابتعاد لأكبر مسافة ممكنة عن الخصومة المباشرة مع نظام دمشق.
لكن يمكن وبنفس الوقت قراءة ما نشرته صحيفة ‘تايمز’ بخصوص تدريب قوات عسكرية معارضة لبشار الأسد في سياق ‘ورثة قديمة’ متصلة باستراتيجية عمان ما قبل التعامل مع محطة الرئيس الروسي بوتين.
هذا التدريب واستنادا إلى مسؤول بارز في الحكومة الأردنية ليس حديثا ولا يشكل برنامجا له علاقة بالمزيد من التدريبات مستقبلا إنما يرتبط بعلاقات واتفاقيات أمنية كانت الحكومة الأردنية قد وقعتها عدة مرات لحماية حدودها مع سورية بعد موجات النزوح للاجئين والتوتر الحدودي.
كما يرتبط بخطة طوارىء أردنية غربية إسرائيلية وضعت للاحتياط من السلاح الكيماوي السوري في حال حصول فوضى.
المسؤول نفسه قال بأن صحيفة ‘التايمز’ تجاهلت الإشارة الى ان التدريبات المشار إليها ‘قديمة’ وتوقفت الآن وقد شملت العشرات من أعوان الجيش السوري الحر في إطار العمل المشترك أردنيا مع هذا الجيش لتنظيم حالات النزوح عبر نقاط الحدود المشتركة في محافظة درعا جنوبي سورية. عمليا لا تقدم هذه الرواية ‘الرسمية’ للحدث القصة كاملة وإن كانت السلطات الأردنية قد تقصدت مؤخرا تبديد انطباعات الحكم السوري بإظهار قدر من التعاون مع معسكرات تابعة للجيش النظامي زودها الأردنيون بالمحروقات والماء والطعام في رسالة ‘حسن نوايا’ للرئيس بشار الأسد.
لكن على الأرض يؤكد مصدر مطلع جدا لـ’القدس العربي’ بأن التدريبات التي أشارت لها تقارير غربية شملت نحو 500 عنصر من الجيش السوري الحر قبل أكثرمن ثلاثة أشهر وتمت في منطقة المفرق المحاذية لسورية برعاية أمريكية خالصة وبكادر مدربين أمريكيين وبدون أي تدخل من الجانب الأردني.
آنذاك إرتبط مشروع التدريب المعني بقرار لم يعلن للإدارة الأمريكية يقضي بتسليم بعض الثوار ضد بشار الأسد صواريخ ‘ستينغر’ الشهيرة بهدف مضايقة المجال الحيوي الجوي لسلاح الجو السوري وتهديد الطائرات التي تقصف مواقع الجيش الحر في درعا.
والهدف بهذا المعنى من التدريب كان تدريب مجموعات من الجيش الحر على إطلاق صواريخ ستينغر لكن الأمريكيون بدلوا خطط التدريب في اللحظات الأخيرة وتغير بروتوكول التدريب وتم إبعاد صواريخ ستينغر خشية وصول إحداثيات التدريب لمقاتلين تابعين لجبهة النصرة.
وبما أن تمويل التدريب تم رصده فعلا وبدون إشراف أو تدخل السلطات الأردنية إستمرت عملية التدريب على القتال بالأسلحة الخفيفة وشملت فيما يبدو نحو 515عنصرا من الجيش الحر، وما زال البرنامج نفسه على قيد الحياة ترقبا لأي تطورات في الموقف السياسي الأمريكي والغربي، أما الأردنيون فيتمسكون بسياسة التحدث مع كل الأطراف في نفس الوقت.
وكشفت صحيفة االتايمزب الجمعة، أن امريكا وبعض الدول الأوروبية الحليفة تشرف على قواعد لتدريب المعارضين السوريين في الأردن، في محاولة لدعم الجماعات المعتدلة التي تقاتل للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد.
وقالت الصحيفة إن الخطوة هي أوضح مؤشر حتى الآن على تورط الولايات المتحدة في الأزمة السورية، وتعكس أيضاً مخاوف أوسع نطاقاً من أن الجماعات الإسلامية المقاتلة، مثل اجبهة النصرة’، تقود معركة الإطاحة بالنظام السوري.
واضافت أن ضباط استخبارات ودبلوماسيين في المنطقة أكدوا أن المعارضين السوريين يتلقون تدريبات تتراوح بين استخدام الأسلحة الخفيفة والمناورات المعقدة مثل طرق تأمين منشآت الأسلحة الكيماوية، وهناك اقتراحات بأن جنوداً بريطانيين يشاركون في تدريب المتمردين السوريين، لكن مصدراً بوزارة الدفاع البريطانية نفى ذلك.
واشارت الصحيفة إلى أن مصدراً دبلوماسياً غربياً في عمان أكد أن تدريب المتمردين السوريين يجري في منشآت عسكرية أردنية وبتنظيم واشراف مدربين امريكيين.
ونسبت إلى المصدر قوله ‘إن التدريب ليس مبادرة أردنية بل امريكية تجري في الأردن وفي اطار تنسيق حذر لتزويد الجانب الصحيح من المتمردين السوريين بدفعة قوية في القتال ضد نظام الأسد’.
بوتين وأوباما يسعيان لتكثيف الجهود لوضع مبادرات جديدة لتسوية الأزمة
مقتل 72 شخصا بمجزرة قرب حلب.. وسكود أطلق من سورية قرب قرية عراقية
موسكو ـ بيروت ـ دمشق ـ الوصل ـ وكالات: اتصل الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بنظيره الروسي، فلاديمير بوتين، حيث تم تكليف وزيري خارجية بلديهما بتكثيف الاتصالات الرامية إلى وضع مبادرات جديدة لتسوية الأزمة السورية، بينما اتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية نظام الرئيس بشار الاسد بارتكاب ‘مجزرة’ بحق نحو 70 شخصا قرب مدينة حلب في شمال البلاد، في حين سيطر مقاتلون معارضون على مدينة حدودية مع العراق، وتعرضت محافظة نينوى العراقية لاطلاق صاروخ سكود من الاراضي السورية.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن بيان للمكتب الصحافي للكرملين أن بوتين وأوباما كلفا، خلال المكالمة الهاتفية، وزيري الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، والأمريكي، جون كيري ‘بمواصلة الاتصالات الكثيفة الرامية إلى وضع مبادرات ممكنة جديدة تهدف إلى تسوية الأزمة سياسيا’.
وأشار إلى أن بوتين شدد على ضرورة وقف الأعمال القتالية في سورية بأسرع ما يمكن. وأضاف البيان أن ‘الحديث اتسم بطابع بناء’، مضيفا أنه ‘جرى التأكيد خلاله على الأهمية المبدئية للتعاون بين روسيا والولايات المتحدة من أجل ضمان الاستقرار في العالم’. وأعرب الجانبان عن الاستعداد للعمل بنشاط على تطوير التعاون الثنائي المتبادل المنفعة في كافة المجالات.
واتفق الرئيسان ‘على أن يتعاملا بشكل وثيق مع المواضيع الدولية الساخنة المتعلقة بسورية، والتسوية الشرق – أوسطية، وإيران، وكوريا الشمالية، والخطط في مجال الدفاع الصاروخي’. ولفت بوتين انتباها خاصاً إلى ‘أهمية زيادة الصلات التجارية الاقتصادية التي لا يتناسب مستواها مع قدرات البلدين’.
وأجمع الرئيسان على ‘السعي إلى تفادي خطوات معينة من شأنها أن تنعكس سلبيا على العلاقات الثنائية’. وأكد بوتين دعوته لأوباما للقيام بزيارة رسمية إلى روسيا.
وجرى الاتفاق بين الرئيسين على عقد لقاء ثنائي مرتبط بقمة مجموعة ‘الثماني الكبار’ في ايرلندا الشمالية. وأشار المكتب الصحافي للكرملين إلى أن المكالمة الهاتفية جرت بمبادرة من الجانب الأمريكي.
ومن جنيف حذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة في جنيف من ان الحل العسكري في سورية سيؤدي الى ‘تفكك’ هذا البلد الذي يشهد منذ عامين نزاعا اوقع نحو 70 الف قتيل حتى الآن.
وقال بان كي مون في مؤتمر صحافي بمناسبة الذكرى العاشرة للاعتداء المفجع على مقر الامم المتحدة في بغداد ‘احث باستمرار جميع الاطراف في سورية على التوجه الى طاولة المفاوضات. ان اهوال الاشهر والسنوات الاخيرة لا تدع اي مجال للشك في ان الحل العسكري سيؤدي الى تفكك سورية’.
وميدانيا، ذكر بيان صادر عن الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية ان ‘قوات نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد الإرهابي قامت باعدام 72 شخصا ميدانيا ثم حرقت جثثهم، بعد اقتحامها لقرية المالكية غربي مدينة السفيرة قرب حلب’.
واشار البيان الى انه تم الاربعاء توثيق اسماء 49 شخصا منهم لافتا الى ان ‘المجزرة’ وقعت قبل ثلاثة أيام من ذلك.
واعتبر الائتلاف ان ‘هذه المجازر المتكررة التي ترتكبها فرق الموت التابعة للنظام، تشير إلى منهجية إجرامية واضحة تهدف إلى نشر الرعب وتأجيج الغضب ومشاعر الكراهية، في دفع واضح يقوم به نظام الأسد نحو المزيد من التفكيك وزرع الفرقة والبغضاء بين أبناء الشعب السوري’.
واوضح مركز حلب الإعلامي، الذي يضم مجموعة من الناشطين ان الضحايا ‘بينهم أطفال ونساء وكبار في السن، اعدموا بتهم التواصل والتعامل مع الجيش الحر، وذلك خلال عملية اقتحام القرية’، لافتا الى ‘تخلل عملية القتل حالات اغتصاب وتعذيب وحرق للمنازل’.
واورد المركز في بيانه لائحة تضم اسماء 49 شخصا بينهم 7 اطفال تتراوح اعمارهم بين 8 اشهر و12 عاما.
الجيش الحر يتعاون مع المقاتلين الاسلاميين في شرق سورية رغم تحفظه على تنامي دورهم
دير الزور (سورية) ـ ا ف ب: يكتسب المقاتلون الاسلاميون دورا متناميا في شرق سوريا مدفوعين بدعم لوجستي ومالي، ما يثير حفيظة قادة في الجيش السوري الحر، من دون ان يؤثر ذلك على التعاون بين الطرفين في قتال القوات النظامية.
ويقول احد قادة الجيش الحر في دير الزور لوكالة فرانس برس، مقدما نفسه باسم عبد السلام طبسه، ان هؤلاء المقاتلين ‘يتلقون المال من الخارج ويحظون باسلحة افضل نوعية لقتال النظام. هذا ما يجعل منهم المقاتلين الافضل، ونحن علينا الاعتماد عليهم لاسقاط (الرئيس السوري بشار) الاسد’.
وشهدت هذه المدينة التي ما زالت خاضعة لسيطرة النظام لكن تشهد معارك منذ اشهر، تظاهرة في الفترة الاخيرة، تقدم المشاركين فيها نحو 12 مقاتلا ملثما بلباس اسود، ولفوا رؤوسهم بعصبة ‘لا اله الا الله’، وحملوا اسلحة رشاشة منها بندقية ‘ام 16’ امريكية مزودة بمنظار.
ويتهم نظام الرئيس السوري بشار الاسد المملكة العربية السعودية وقطر بتمويل هذه المجموعات الاسلامية وتقديم الدعم اللوجستي والمالي لها.
من جهتها، اعلنت الولايات المتحدة الخميس خلال مؤتمر ‘اصدقاء الشعب السوري’ في روما، تقديم مساعدات اضافية بقيمة 60 مليون دولار للمعارضة السورية، لا تشمل ‘اسلحة قاتلة’.
وبحسب طبسه الذي يقود كتيبة ‘احفاد محمد’، فان عدد المقاتلين الاسلاميين ‘قليل، لكنهم يحظون بدعم مادي ولوجستي لن نحصل عليه ابدا’. ويوضح ان عدد هؤلاء لا يتجاوز 200 مقاتل من بين ألف يواجهون القوات النظامية في مدينة دير الزور.
ويؤكد ان ‘كل القادمين الى سورية لقتال الاسد مرحب بهم (…) لكن الاجانب الذي يأتون للانضمام الى جبهة النصرة هم متطرفون يفسرون الدين الاسلامي بطريقة خاطئة’.
وكانت هذه الجبهة غير معروفة قبل بدء النزاع السوري قبل نحو عامين، لكنها اكتسبت دورا ميدانيا متناميا وتبنت عددا من التفجيرات التي نفذ بعضها انتحاريون، واستهدفت غالبيتها مراكز امنية وعسكرية.
وادرجت الولايات المتحدة جبهة النصرة على لائحة المنظمات الارهابية، قائلة انها على ارتباط بتنظيم ‘القاعدة’ في العراق.
واضافة الى جبهة النصرة، ثمة مجموعات اخرى ذات توجه اسلامي. فيوم الاثنين، واحتفاء بتوسعة مجموعتهم من ‘كتيبة’ الى ‘لواء’، قام مقاتلون ينتمون الى مجموعة ‘حمزة ابن عبد المطلب’ الاسلامية بعرض في شوارع دير الزور.
وقال متحدث باسم المجموعة لفرانس برس ‘نريد ان تصبح سوريا دولة اسلامية بعد سقوط الاسد’.
لكن هذه الفكرة تثير امتعاض العديد من قادة الجيش الحر. وبحسب احد هؤلاء الذي قدم نفسه باسم ابو عمار ‘سنحاول ترحيل كل من (…) يهدفون بشكل اوحد الى اقامة دولة اسلامية في سورية’.
يضيف ‘يريد الجيش الحر في سورية اسلاما معتدلا كذاك القائم في تركيا، بعيدا من التطرف الموجود في دول مثل السعودية وباكستان وافغانستان’.
من جهته، يقول طبسه ان ‘بعض المخاوف بدات تساورنا من جبهة النصرة والمجموعات الاسلامية الاخرى، لانها صاحبة اهداف مختلفة عن تلك التي نصبو اليها’.
ويشرح ‘نحن نخوض ثورة، وهم يأتون بحثا عن الجهاد والشهادة’. يضيف ‘نقاتل من اجل التخلص من ديكتاتور، لا من اجل ان نسمح لغرباء بان يفرضوا انفسهم علينا من جديد’.
ويبدي طبسه خشيته من ‘ان تستولي النصرة على البلاد عند سقوط الاسد. نأمل في ان يذهبوا للبحث عن الجهاد في بلد آخر، والا اخشى ان نضطر يوما ما لارغامهم على الرحيل’. وتركز جبهة النصرة الفعالة تمويلا وتنظيما، هجماتها على مواقع ذات اهمية استراتيجية ومنها حقول النفط والغاز، كما تعمد الى تجنيد عناصر محليين وتغريهم برواتب شهرية، وهو ما لا قدرة للجيش الحر على القيام به.
ويقول ابو عمار ان ‘الجهاديين الأتين من الخارج قدموا من اجل الاستشهاد، لكن السوريين (الذين ينضمون لهذه المجموعات) يقومون بذلك من اجل المال، لان للعديد منهم عائلات يريدون اعالتها’.
ويؤكد طبسه ان ‘الجهاد شرف’، لكن ‘التطرف لا يمكن ان ينتصر في سوريا لان الناس يحلمون بالحرية، وليس الخضوع لديكتاتورية شيخ’.
كيري في تركيا لمباحثات محورها سورية ويندد بتصريحات اردوغان ضد الصهيونية
انقرة ـ ا ف ب: ‘قال جون كيري وزير الخارجية الامريكي الجمعة إن الولايات المتحدة وجدت ان تصريحات رئيس الوزراء التركي التي شبهت الصهيونية بجرائم في حق الانسانية يمكن ان تكون ‘مستهجنة.’
وقال كيري في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ‘نحن لا نعترض فقط عليها بل اننا نجد انها يمكن ان تكون مستهجنة.’
وقال إنه اثار هذه المسألة مباشرة مع داود اوغلو وسيفعل الشيء نفسه مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان.
ووصل كيري الجمعة الى تركيا في زيارة يهيمن عليها الملف السوري بعد اعلان واشنطن عن مساعدات جديدة للمعارضة والتمرد السوريين، وتشوشها تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي وصف الصهيونية بانها جريمة ضد الانسانية.
وتباحث في المحطة التركية من اول جولة دولية له، مع نظيره التركي ورئيس الحكومة رجب طيب اردوغان ثم الرئيس عبد الله غول.
وتناولت الزيارة ايضا تدهور العلاقات بين تركيا واسرائيل حليفي واشنطن خصوصا مع تصريحات اردوغان التي ساوى فيها بين الصهيونية والفاشية.
وكان اردوغان قال الاربعاء اثناء اجتماع للامم المتحدة في فيينا ‘كما هو الشأن بالنسبة للصهيونية ومعاداة السامية والفاشية، اصبح يتعين اليوم اعتبار كراهية الاسلام جريمة ضد الانسانية’.
وقال مسؤول اميركي لدى وصول كيري الى تركيا ان كيري سيندد لدى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بتصريحه الذي وصف فيه الصهيونية بانها جريمة ضد الانسانية.
واوضح المسؤول في تصريحات صحافية ‘بالتاكيد نحن نختلف تماما مع هذه الفكرة. لقد نشرنا تصريحا من واشنطن يعتبر بوضوح ان تلك التصريحات مسيئة وخاطئة. انا على يقين ان وزير الخارجية سيقول ذلك مباشرة لرئيس الوزراء بعد ظهر اليوم’.
واردوغان معتاد على الادلاء بتصريحات قوية تنتقد السياسة الاسرائيلية التي اصبحت في السنوات الاخيرة احد الاهداف المفضلة لغضبه.
وفي منتدى في كانون الثاني (يناير) 2009 وفي رد فعل على الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة، خاطب اردوغان شيمون بيريز مباشرة قائلا ‘حين يتعلق الامر بالقتل فانتم تعرفون جيدا كيف تقتلون’.
وتدهورت العلاقات اكثر اثر هجوم كومندس اسرائيلي في 2010 على سفينة مساعدة انسانية كانت متجهة الى قطاع غزة وقتل فيه تسعة اتراك، وندد حينها اردوغان ب ‘ارهاب الدولة’ الذي تمارسه اسرائيل.
في الرسائل الدبلوماسية التي نشرها في تشرين الثاني (نوفمبر) 2010 موقع ويكيليكس، قال دبلوماسيون امريكيون ‘ببساطة اردوغان يكره اسرائيل’.
وهناك مسائل اخرى تشوش العلاقات التركية الاميركية مثل بيع الذهب التركي لايران رغم العقوبات الدولية لطهران بشان برنامجها النووي، اضافة الى احترام حقوق الانسان.
وندد السفير الامريكي في تركيا فرنسيس ريسياردون في الاونة الاخيرة بعمليات الاحتجاز المطولة لعسكريين وصحافيين ونواب اتهموا بالتخطيط لانقلاب، وهو ما اثار غضب السلطات التركية.
في المقابل المواقف متقاربة بين انقرة وواشنطن بشان سورية. ويؤيد القادة الاتراك بوضوح المعارضة السورية وتستقبل نحو 200 الف لاجىء سوري باراضيها.
وكما فعلت المانيا وهولندا نشرت الولايات المتحدة على الاراضي التركية، بغطاء من الحلف الاطلسي، بطاريتي صواريخ اعتراضية ارض – جو من نوع باتريوت مخصصة لحماية تركيا في حال استهدافها بصواريخ من سورية.
كما يتوقع ان يستغل كيري زيارته لحليفه التركي للتعبير عن الدعم لتصديه للارهاب بعد شهر من الاعتداء الانتحاري الذي استهدف السفارة الامريكية في انقرة. وقتل حارس تركي للمبنى في الهجوم الذي تبنته مجموعة تركية محظورة من اقصى اليسار.
دول الخليج تستقبل كيري مع تحفظات ازاء السياسة الامريكية والكويت تزيد حجم المساعدات الخارجية ودعم حركات التحرير في العالم
عواصم ـ وكالات: تستقبل دول الخليج الاحد وزير الخارجية الامريكي الجديد جون كيري مع قدر من التحفظ حول سياسة واشنطن في الملف السوري مع استمرار رفض تسليح المعارضة، وسياستها التي تفتقر بالنسبة لهذه الدول للحزم الكافي مع ايران، بحسب محللين.
وسيلتقي كيري الذي يجري زيارته الاولى للمنطقة كوزير للخارجية الاحد في الرياض مع نظرائه في دول مجلس التعاون الخليجي، قبل ان يتوجه الى ابوظبي والدوحة.
وقال مدير معهد الخليج للدراسات عبدالعزيز الصقر ‘هناك انزعاج شديد وخيبة ومخاوف لدى الخليجيين من السياسية الامريكية’.
وبحسب الصقر، فان الولايات المتحدة ودول الخليج ‘غير متفقة حول المواضيع الرئيسية: سوريا وايران والنزاع الاسرائيلي الفلسطيني والبحرين’.
وذكر الصقر ان بعض المسؤولين الخليجيين يقولون في مجالسهم الخاصة انه بات ‘مع الصعب ان نثق بالامريكيين’.
ودافعت عدة دول خليجية، لاسيما السعودية وقطر، بقوة عن المعارضة السورية، وشددت الدولتان على ‘حق الشعب السوري بالدفاع عن نفسه’. وترى دول الخليج ان نظام الرئيس بشار الاسد لا يريد الحل السياسي.
الا ان واشنطن التي اكدت مرارا وتكرارا رفضها تسليح المعارضة، ‘تمنع دول الخليج بدورها من تسليح المعارضين’ بحسب الصقر.
وبحسب الخبير في الشؤون الدفاعية مصطفى العاني فان ‘جميع شحنات الاسلحة المرسلة الى الثوار السوريين والممولة من دول الخليج قد توقفت منذ ايلول/سبتمبر بسبب الفيتو الامريكي’.
والاستثناء الوحيد كان الشحنة التي تحدثت عنها صحيفة ‘نيويورك تايمز’ التي اشارت هذا الاسبوع الى ان اسلحة اشترتها السعودية من كرواتيا وصلت الى يد المعارضين المسلحين نهاية 2012 عبر الاردن.
وبحسب الصقر، فان دول الخليج تريد ‘ان ترفع واشنطن الفيتو عن ارسال اسلحة الى المعارضة’.
من جهته، قال مدير معهد بروكينغز في الدوحة سلمان شيخ ان ‘بعض دول الخليج ترى بان الولايات المتحدة لا تقوم بما يكفي ولا بالسرعة اللازمة في سياستها ازاء سوريا’ حيث قتل اكثر من 70 الف شخص خلال سنتين من النزاع تقريبا بحسب ارقام الامم المتحدة.
ولا تخفي دول الخليج كذلك قلقها ازاء السياسية الامريكية مع ايران، الجار الكبير الذي يخشى الخليجيون طموحاته النووية.
وقال العاني ‘بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي، فان كيري ليس حازما بما يكفي مع ايران. المطلوب بالنسبة لهذه الدول هو التزام من الولايات المتحدة بان يبقى الخيار العسكري على الطاولة في حال فشل سياسة العقوبات’.
فالخليجيون يرون ان سياسة العقوبات اظهرت حدود فعالياتها في العراق والسودان وخصوصا في كوريا الشمالية التي اجرت لتوها تجربة نووية بالرغم من العقوبات القاسية المفروضة عليها.
وفي الموضوع الفلسطيني الاسرائيلي، يرى المحللون ان دول الخليج لا تخفي انزعاجها من فشل الادارة الامريكية في فرض حل الدولتين.
ويختلف الطرفان ايضا حول النظرة الى موضوع البحرين حيث تنشر دول الخليج قوات مشتركة منذ قمع الاحتجاجات التي قادتها الغالبية الشيعية ضد الحكم في اذار/مارس 2011.
وقال الصقر ان الولايات المتحدة ترى ان لدى المعارضة الشيعية ‘مطالب سياسية’، فيما دول الخليج تعتبر ان المسالة ‘مسألة ارهاب’. اما شيخ، فيذكر بان دول الخليج لا يمكنها ان تنسى كيف ‘تخلت الادارة الامريكية بسرعة عن حلفائها القدماء’، في دول ‘الربيع العربي’.
لكن بكل الاحوال، دعا شيخ الى منح كيري فرصة لانه ‘يعرف الشرق الاوسط وسيقدم اهتماما متجددا بالمنطقة’.
الى ذلك رفعت الكويت حجم المخصصات التي تقدمها للمساعدات الخارجية ودعم حركات التحرير في العالم في مشروع ميزانية العام المالي المقبل.
وكشف مشروع الميزانية العامة للعام المالي 2013/2014 عن رصد 400 مليون دينار ( 411ر1 مليار دولار) للمساعدات الخارجية التي تقدمها الكويت للدول العربية والإسلامية والصديقة عن طريق وزارة المالية والصندوق الكويتي للتنمية العربية ، بزيادة قدرها 50 مليون دينار عن مخصصات هذا البند في ميزانية العام الحالي 2012 / 2013 والبالغة 350 مليون دينار، حسبما ذكرت صحيفة ‘سبر’ الكويتية.
وعرفت وزارة المالية الكويتية الإعانات الخارجية بأنها ‘الإعانات التي تقدمها الدولة لمواجهة كوارث او حوادث تتعرض لها بعض الدول الصديقة العربية منها و الأفريقية والآسيوية لخدمة بعض أوجه النشاط الخليجي و الاسلامي كما تشمل مساعدات نصرة حركات التحرير بالعالم ومساعدات الدول الآسيوية و الأفريقية و العربية بغرض هدف تنموي’.
عواصم أوروبية تبدأ تسليح المعارضة السورية وواشنطن تتلكأ
عبدالاله مجيد
من المتوقع أن تفترق عواصم أوروبية عن واشنطن المتلكئة، وأن تبدأ تسليح المعارضة السورية خلال الأشهر القليلة المقبلة، كما أفاد ممثل الائتلاف الوطني للمعارضة السورية في بريطانيا وليد سفور.
توقع ممثل الإئتلاف الوطني للمعارضة السورية وليد سفور في مقابلة مع صحيفة الغارديان “ان يكون هناك اختراق ينهي القيود التي فرضتها الدول الأوروبية” على ارسال السلاح عندما تعقد مجموعة اصدقاء سوريا مؤتمرها القادم في تركيا في الربيع أو مطلع الصيف هذا العام.
وقال سفور في حديثه لصحيفة الغارديان إن الإمدادات العسكرية “ستكون ما نحتاجه من ذخيرة ونوعية السلاح الذي نحتاجه لردع النظام السوري عن استخدام الطائرات وصواريخ سكود في قصف القرى والمخابز”.
وأكد سفور “نحن نتقدم بإطراد على الأرض ولكننا نعاني نقص العتاد ونتوقع ان يتغير هذا الوضع في المؤتمر القادم لأصدقاء سوريا في اسطنبول”.
إٍسقاط مروحية
وقال مسؤول آخر في المعارضة السورية يعمل في مجال إيصال الامدادات الى فصائل المعارضة المسلحة إن القيود الصارمة التي فرضتها الولايات المتحدة وتركيا على تدفق السلاح عبر الحدود التركية شهدت تخفيفا ملحوظا خلال الأيام الأخيرة. وأشار الى إسقاط مروحية وطائرة ميغ خلال اليومين الماضيين بصواريخ مستوردة للمرة الأولى.
وقال المسؤول في المعارضة السورية الذي لم يذكر اسمه لصحيفة الغارديان “ان هذه لم تكن اسلحة تم الاستيلاء عليها من قواعد الجيش السوري كما في السابق، بل هذه خرجت من مستودعات تركية وهي اسلحة اشترتها المعارضة من قبل، ولكن لم يُسمح بنقلها عبر الحدود”.
وتابع المصدر “في السابق كان 23 ملم هو العيار الأقصى للمضادات الجوية المسموح بها لقاذفات آر بي جي من دون قذائف خارقة للدروع. ولكن تغيرًا كبيرًا حدث على الأرض الآن والسياسة أخذت تتغير”.
أبعد من الموقف الرسمي
واعرب المسؤول المعارض عن اعتقاده بأن “التحول في المواقف الاميركية يذهب أبعد بكثير من التقارير الرسمية” وان “واشنطن تعرف انها لم تعد قادرة على ترك المشكلة تتفاقم”.
وكان الاتحاد الأوروبي قرر رسميًا تغيير سياسة الحظر المفروض على توريد السلاح الى سوريا، حكومة ومعارضة، بالموافقة على إمداد المعارضة بعربات مصفحة ومعدات عسكرية غير فتاكة ومعونات تقنية. وجاء هذا الإجراء بالتزامن مع اول زيارة قام بها وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى بلد مسلم حين وصل الى انقرة حيث اجتمع بالمسؤولين الأتراك لبحث الأزمة السورية.
ولم يذكر ممثل الائتلاف الوطني في بريطانيا وليد سفور اسماء الدول الاوروبية المرشحة للمبادرة الى مدّ المعارضة بالسلاح، ولكن من المتوقع أن تكون الحكومة البريطانية أول المبادرين إلى اغتنام فرصة التخفيف من قيود الاتحاد الاوروبي على توريد السلاح، لأن بريطانيا هي التي تصدرت المطالبة بتخفيف هذه القيود اصلاً.
ومن المقرر أن يتلو وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بيانا في مجلس العموم الاسبوع المقبل يتحدث فيه عن طبيعة المعدات الجديدة التي ستقدمها بريطانيا الى فصائل المعارضة السورية وشكل التدريب الذي تعتزم توفيره لمناضليها. ومن المتوقع أن تشتمل المساعدات على عربات مدنية مصفحة من النوع الذي تزوده الحكومة البريطانية لموظفي الأمم المتحدة العاملين في سوريا.
وبإصرار من بريطانيا سيخضع الحظر الأوروبي على إرسال السلاح إلى سوريا للمراجعة مرة أخرى في حزيران/يونيو ومن المتوقع أن تطالب لندن بمزيد من تخفيف القيود على ما يمكن تقديمه للمعارضة إذا استمر النزاع الذي اسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 70 الف شخص بلا هوادة.
وقال مسؤول بريطاني إن بريطانيا ستواصل الضغط على نظام الأسد “وان مؤتمر اصدقاء سوريا في روما لم يكن نهاية عملية، بل هو بداية عملية”.
مراجعة للمواقف
وأوضح سفور في حديثه لصحيفة الغارديان “إذا لم يتغير حظر الاتحاد الاوروبي فان بعض دول الاتحاد ستغير سياستها، إن لم يكن تغييرا سافرا فبهدوء”. وأضاف ان مسؤولين اميركيين ابلغوا الائتلاف الوطني لقوى المعارضة أن سياسة البيت الأبيض في تقديم مساعدات غير فتاكة فقط ستخضع هي الأخرى للمراجعة خلال الأشهر القليلة المقبلة مع انخراط الأعضاء الجدد في ادارة اوباما مثل كيري ووزير الدفاع تشاك هيغل في المناظرة الداخلية بشأن سوريا.
وكانت تقارير تحدثت خلال الأسابيع القليلة الماضية عن حدوث زيادة ملحوظة في تدفق شحنات السلاح الى مقاتلي المعارضة، بما في ذلك قذائف مضادة للدبابات من كرواتيا، ولكن حكومتها نفت ان يكون لصناعة السلاح الكرواتية دور في هذه الامدادات.
ونقلت صحيفة الغارديان عن ايفيتسا نيكيتش مدير وكالة تصدير السلاح الكرواتية قوله “سنعلم إذا كانت هناك صفقة بيع من كرواتيا، ولم تُصدَّر أي اسلحة كرواتية الى أحد في سوريا”.
وحين سُئل نيكيتش عن التقارير التي افادت بأن الأسلحة وصلت عن طريق العربية السعودية قال إن كرواتيا لم تصدر إلى المملكة إلا خوذا عسكرية وكانت بصدد التفاوض على بيع مسدسات. وعن وجود زبائن آخرين في الشرق الأوسط قال “نحن نبيع إلى أكثر من 50 بلدا في انحاء العالم ولا استطيع التكهن بشأن كل بلد منها وكل صفقة بيع معها”.
وقال منسق الطوارئ الاقليمية في برنامج الغذاء العالمي مهند هادي إن تبرع بريطانيا بعربات مفصحة أنقذ ارواح موظفين في البرنامج يقومون بإيصال الأغذية على جانبي خطوط القتال. ولكنه حذر قائلا “إذا لم يصل تمويل في ايار/مايو لعمل البرنامج في سوريا ستكون هناك مشاكل خطيرة وستكون هناك انقطاعات في التموين. فان الأغذية تحتاج الى فترة متقدمة لإيصالها في الوقت المناسب نظرا لمعاملات الشحن واللوجستيات وبالتالي فاننا بحاجة إلى تمويل في وقت قريب جدا جدا”.
ويتولى برنامج الغذاء العالمي توفير مواد غذائية الى 1.5 مليون شخص في كل محافظات سوريا الأربع عشرة.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/3/796742.html
مقتل عشرات الجنود والمسلحين في الرقة شمال سوريا
أ. ف. ب.
قتل عشرات الجنود والمسلحين السبت في معارك عنيفة في ضواحي مدينة الرقة شمال سوريا، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
بيروت: قتل عشرات الجنود والمعارضين المسلحين السبت في معارك عنيفة في ضواحي مدينة الرقة شمال سوريا، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في بيان ان “مواجهات عنيفة تدور بين عدة كتائب مقاتلة والقوات النظامية في ضواحي الرقة (550 كلم شمال شرق دمشق) ويسمع دوي انفجارات في المدينة بينما ترتفع اعمدة الدخان”.
واضاف ان “الجيش يقصف العديد من الأحياء في المدينة اضافة الى ضواحيها والمعارك أسفرت عن مقتل عشرات الجنود والمقاتلين المعارضين”، من دون ان يتمكن حتى الان من تحديد حصيلة.
وافاد المرصد وناشطون في المكان ان مروحيات الجيش النظامي تدخلت لقصف مواقع المعارضين.
والرقة مدينة استراتيجية على نهر الفرات قرب الحدود التركية. ولجأ اليها العديد من النازحين من سائر انحاء سوريا منذ بدء النزاع في هذا البلد قبل نحو عامين.
الى ذلك، افاد المرصد ان دبابات قصفت مواقع للمعارضين في محافظة حماة (وسط) فيما تدور مواجهات على الطريق التي تربط بين قريتي كفرنبودة وقلعة المضيق في شمال غرب حماة.
وفي ريف دمشق، اندلعت مواجهات في داريا التي تشكل معقلا للمقاتلين المعارضين ويحاول الجيش استعادة السيطرة عليها منذ اشهر. وقصف الجيش ايضا معضمية الشام المجاورة ودوما (شمال شرق) ويبرود (شمال)، بحسب المرصد.
وحذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة من ان الحل العسكري في سوريا سيؤدي الى “تفكك” هذا البلد الذي يشهد منذ عامين نزاعا اوقع نحو 70 الف قتيل حتى الان.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/3/796730.html
معونات أميركية للثوار لا تُسرّع بسقوط الأسد
لميس فرحات
ربما أتت المساعدات، التي قررت الولايات المتحدة تقديمها للثوار السوريين، متإخرة أو حتى بعد فوات الأوان، كما تخلو من أي دعم عسكري فعّال من شأنه قلب موازين القوى لصالح الثوار.
بيروت: قرار الولايات المتحدة منح المساعدات المباشرة للثوار في سوريا (من دون الأسلحة حتى الآن) أتى متأخراً قليلاً، وفقاً لبعض الخبراء الذين يعتقدون أنه من غير المرجح أن يسرع في إسقاط الرئيس بشار الأسد أو يعزز نفوذ الولايات المتحدة في التوصل إلى حلّ للصراع.
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري قبل حضور مؤتمر يوم الخميس مع المعارضة السورية إن الولايات المتحدة ستعتمد أسلوباً جديداً وتغير استراتيجيتها تجاه الثورة السورية، بهدف الضغط على الأسد حتى “يغير حساباته” والإسراع إلى تسوية سياسية للحرب الأهلية المدمرة.
لكن إعلان كيري عن أن الولايات المتحدة ستزود الثوار مباشرة بمساعدات “غير قاتلة” لم يقنع أحداً، فمساهمة الولايات المتحدة تبلغ نحو 60 مليون دولار لمساعدة الفصائل الموالية للغرب بين المعارضين للأسد وتقديم الخدمات للمدنيين الذين يعيشون في مناطق سوريا “المحررة”، ومبلغ غير محدد للأغذية والإمدادات الطبية للمقاتلين.
بعد الإعلان عن المساعدات “غير القاتلة”، خاب أمل المعارضة، التي اعتقدت أنها ستحصل أخيراً على الأسلحة الثقيلة لتي تمكنها من قلب موازين المعركة ضد القوات الحكومية، فلم يحصلوا سوى على نظارات للرؤية الليلية وغيرها من المعدات.
المساعدات لم تقدم الكثير
ويعتقد خبراء عسكريون ان هذه المساعدات لم تقدم الكثير للثوار، وأنها من غير المرجح أن تفعل الكثير لإسقاط الأسد أو عكس تأثير الغرب الذي تراجع بسبب الصراع أو ضمان موقعها في سوريا بعد الثورة.
“الولايات المتحدة تدخلت بعد فوات الأوان. ما تقدمه لن يفعل الكثير لوقف الحرب الأهلية التي ستدوم طويلاً في البلاد”، يقول عبد السلام المغراوي، وهو متخصص في سياسة الشرق الأوسط، في جامعة ديوك في دورهام في ولاية نورث كارولاينا.
وأضاف: “لست متأكداً من أن هذا القرار سيغير موقف النظام الذي يعمل بطريقة أشبه بميليشيا كبيرة بين العديد من الميليشيات المتحاربة بدلاً من أن يعمل كحكومة وطنية”.
هاجس الجماعات المتطرفة
لأكثر من عام، رفض الرئيس أوباما المطالب بتسليح الثوار، خوفاً من أن تصل الأسلحة إلى أيدي الجماعات الإسلامية المتطرفة المرتبطة بالقاعدة . لكن الولايات المتحدة تواجه الآن مخاوف أكبر، فهذه الجماعات المتطرفة تملك اسلحة ثقيلة وهي الاقوى والأكثر قدرة على محاربة الأسد، تعمل على كسب التأييد الشعبي في سوريا من خلال توفير الأمن والخدمات.
هذا القلق هو ما دفع الولايات المتحدة لبدء العمل مباشرة لتمويل المعارضة السياسية، وفتحت باباً موارباً لمساعدة المعارضة المسلحة.
وقال كيري إن المسار الجديد من المساعدات الأميركية يعكس فهم أوباما لـ “المخاطر الكبيرة” في سوريا، والحاجة إلى تقديم المزيد من الدعم للقوات المقاتلة من أجل ضمان الديمقراطية والتعددية في البلاد.
سوريا الديمقراطية أفضل
ونقلت الـ “كريستيان ساينس مونيتور” عن مسؤول رفيع في وزارة الخارجية، قوله إن التمويل الأميركي الجديد لتحالف المعارضة في سوريا “مشروع نموذجي من شأنه أن يظهر للمدنيين أن سوريا ستكون أفضل في إطار الحكم الديمقراطي”.
وأقر مسؤولون أميركيون إن هدف المساعدات الجديدة ليس فقط إضعاف الأسد، بل أيضاً الحد من تأثير الجماعات الإسلامية الراديكالية التي تحظى بالدعم الشعبي من خلال توفير الغذاء والخدمات.
وأشار كيري إلى أن جهود الولايات المتحدة هي جزء من الجهود الغربية الموسعة، “فما أعلن عنه الرئيس هو جزء من كل. أنا واثق جداً من أن هذه الخطوات ستؤثر في الأسد وتعمل على تحقيق بداية أفضل لمستقبل سوريا، وتقدم له خيارات أفضل”.
هذا “الكل” الذي يتحدث عنه وزير الخارجية الأميركي يشمل جهودا فرنسية وبريطانية، من أجل تخفيف قرار حظر الاتحاد الأوروبي للأسلحة على سوريا مع تقديم حزم خاصة من المساعدات العسكرية غير القاتلة للثوار التي يمكن أن تشمل لوازم كانت تأمل المعارضة في الحصول عليها من الولايات المتحدة، مثل السترات الواقية من الرصاص، ومركبات مدرعة ومعدات للرؤية الليلية.
لكن ما تعتبره الولايات المتحدة “خطوة كبيرة إلى القمة” من الدعم الدولي للديمقراطية في سوريا، من غير المرجح أن يساعد المعارضة بشكل ملحوظ، ولن يغير الكثير سواء من حيث احتمالات بقاء الأسد أو أي نظام حكم سيظهر في سوريا ما أن يسقط الأسد، وفقاً لما يقوله المحللون.
الولايات المتحدة والغرب فقدت فرصتها في بداية الانتفاضة ضد الاسد للمساعدة في تحقيق حكومة سورية علمانية، يقول الدكتور المغراوي من جامعة ديوك، مشيراً إلى أن “أفضل ما يمكن أن نأمل به في الوقت الراهن هو نموذج شبيه بمصر تحت حكم الإخوان المسلمين”.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/3/796536.html
كيري: واشنطن وأنقرة متفقتان على «الانتقال السلمي» للسلطة في سوريا
دعا إلى إعادة العلاقات الاستراتيجية بين تركيا وإسرائيل
أنقرة – بيروت: «الشرق الأوسط»
خيم الوضع السوري وتصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان التي وصف فيها الصهيونية بأنها ضد الإنسانية، على اليوم الأول من زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري الرسمية إلى تركيا.
وبينما يتوقع أن تكون تصريحات أردوغان موضع بحث في لقاء سيجمعه مع كيري، كانت تركيا تبدي انزعاجها من «عدم تنفيذ مقررات مؤتمرات أصدقاء سوريا».
وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن تركيا لا تعادي أي دولة، ولكن إسرائيل تصرفت بشكل عدواني بعد قتلها مدنيين أتراكا. وقال في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده الوزير التركي مع نظيره الأميركي عقب اللقاء الذي جمع بينهما في العاصمة التركية: «نحن من أوائل الدول التي تعادي العنصرية بكل أشكالها، مؤكدا أن السياسة الخارجية التركية ستستمر دوما في هذا الاتجاه». وأضاف أن «السلام الإسرائيلي الفلسطيني يصب في مصلحة تركيا وأميركا ودولة المنطقة بأسرها، ونحن من أولى الدول التي تعارض معاداة السامية».
أما كيري فقد أكد أن واشنطن وأنقرة متفقتان على أهمية «الانتقال السلمي للسلطة في سوريا»، معتبرا أن النظام السوري فقد شرعيته «جراء استخدامه العنف ضد شعبه» ورأى أن البلدين يتفقان على السعي لإنقاذ حياة المدنيين السوريين، مشددا على مساعدة اللاجئين الفارين من العنف في بلادهم.
ودعا كيري لإعادة العلاقات التركية الإسرائيلية إلى سابق عهدها كعلاقات استراتيجية على الرغم من الخلاف في شأن سفينة «مرمرة» التي قتلت فيها القوات الإسرائيلية ناشطين أتراكا كانوا يحاولون خرق الحصار الإسرائيلي على غزة.
وكرم وزير الخارجية الأميركي عائلة مصطفى أقارصو، الموظف الأمني الذي قتل في حادث تفجير، وقع في فبراير (شباط) الماضي، في السفارة الأميركية في أنقرة. فعقب وصوله إلى أنقرة، توجه كيري من المطار إلى السفارة الأميركية، من أجل المشاركة في حفل تأبين أقارصو، حيث قدم كيري لعائلة القتيل ميدالية تكريما له.
ونظم الحفل في حديقة السفارة، وشارك فيه زوجة وأبناء وأقارب أقارصو، حيث منحت العائلة ميدالية «توماس جيفرسون ستار» التي يمنحها البيت الأبيض لأشخاص محدودين. وقدم أحد الجنود الأميركيين العلم الأميركي المرفوع يوم الحادث في السفارة، إلى عائلة أقارصو أيضا.
وأكد كيري في كلمة ألقاها أن «أقارصو» صديق للشعبين التركي والأميركي، بعد أن عمل في أمن السفارة لنحو 20 عاما، لافتا إلى أنه أنقذ حياة الآخرين مع زملائه، في اليوم الذي أدى فيه هو القسم الدستوري، ليتولى حقيبة الخارجية في البلاد.
المعارضة السورية «تتريث» في اختيار «رئيس حكومة» والأسباب بين داخلية ودولية
مصدر في الائتلاف: إذا نجحت المحاولات الأميركية ـ الروسية فقد يتم تشكيل حكومة «تكنوقراط»
بيروت: كارولين عاكوم
رغم إعلان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن تأجيل المؤتمر الذي كان مقررا في إسطنبول اليوم لاختيار رئيس حكومة مؤقتة، هو لأسباب لوجستية، يبدو أن «التريث» هو السبب الوحيد الذي أجمعت عليه أطراف المعارضة تبريرا للتأجيل، بينما تبقى الأسباب الحقيقية غير واضحة في ظل اختلاف أو تناقض المعلومات التي يعلن عنها هؤلاء أو تلك التي أشارت إليها معلومات صحافية.
وتختلف مصادر المعارضة السورية في إعطاء تبرير واضح لهذا التأجيل الذي يعزوه البعض إلى أسباب داخلية، بينما يشير البعض الآخر إلى محاولات توافقية دولية، وأهمها بين روسيا وأميركا بهدف فتح حوار بين المعارضة والنظام وصولا إلى تشكيل «حكومة انتقالية» تجمع الطرفين، أو التريث قبل الإقدام على خطوة كهذه، ولا سيما بعد الإعلان عن نتائج اجتماع روما وقرار تسليح الجيش الحر، كذلك استكمال التشاور بين أعضاء الائتلاف والمجلس الوطني للاتفاق على رئيس للحكومة، ولا سيما بعد اعتذار مرشح الائتلاف رياض حجاب عن عدم القبول بترؤس الحكومة.
وفي حين أكد عضو المجلس الوطني والائتلاف فاروق طيفور، أن التأجيل ليس بسبب مفاوضات أميركية – روسية، قائلا لـ«الشرق الأوسط»، إن السبب الأهم هو إعطاء فرصة أكبر للتشاور بين أطراف المعارضة، ولا سيما الائتلاف، لتقديم مرشح جديد بعدما اعتذر حجاب، لم ينف مصدر في الائتلاف لـ«الشرق الأوسط» المعلومات حول سعي روسيا وأميركا للتوصل إلى إجراء حوار بين النظام والمعارضة، خاصة أن التأجيل أعلن بعد اجتماع روما، مستطردا: «لا سيما أن تشكيل حكومة مؤقتة يعطل إمكانية التفاوض لأنه عندها يصبح من الضروري الإطاحة بحكومة النظام الحالية». وعما إذا كانت المعارضة ستقبل المشاركة في حكومة تجمعها مع شخصيات من النظام، إذا نجح الروس والأميركيون في مهمتهم، أكد المصدر أنه عندها سيتم تشكيل «حكومة تكنوقراط» على أن يكون رئيسها محسوبا على المعارضة، مشيرا إلى أن الصورة ستتضح في اليومين المقبلين.
بدوره، قال طيفور إن هذه الفترة ستشكل فرصة أمام المعارضة للتشاور ومن ثم اختيار المرشح الأقوى لترؤس الحكومة المؤقتة، مستبعدا صحة المعلومات التي تشير إلى مباحثات بين روسيا وأميركا، معتبرا أن التواصل بينهما لم يصل إلى نتيجة أو حل توافقي. ولفت طيفور إلى أن مرشحي المجلس الوطني لهذا المنصب هم وزير الزراعة السابق أسعد مصطفى، والمدير المالي والاقتصادي في المجلس أسامة القاضي، وسالم المسلط، ورئيس المجلس الوطني السابق برهان غليون الذي اعتذر عن عدم القبول بالمهمة على غرار ما فعل مرشح الائتلاف رياض حجاب، مؤكدا أن «تأجيل موعد الاجتماع لا يعني قطع الطريق أمام تشكيل الحكومة، لكن هذه الفترة التي ستفصل عن الاجتماع ستكون فرصة للائتلاف لتقديم مرشحه، إضافة إلى انتظار ما يمكن أن يصدر عن اجتماع جامعة الدول العربية المزمع عقده في السادس من مارس (آذار) الحالي الذي نتوقع أن يخرج عنه نتائج إيجابية، ولا سيما بعد اجتماع روما مؤخرا».
في المقابل، قال عضو الائتلاف حسين داده، إن هذا التأجيل جاء نتيجة لتطورات إيجابية في مؤتمر أصدقاء سوريا في روما، وأعلن في تصريحات له أن «هناك تطورات جيدة من ناحية تسليح الجيش الحر، ومن ناحية حل الأزمة السورية، فلذلك اضطروا للانتظار لفترة قصيرة جدا ليحددوا موعدا جديدا لاختيار رئيس وزراء»، مشيرا إلى أنه يجب أخذ هذه التطورات بعين الاعتبار قبل أي خطوة أخرى. بينما اعتبر عضو المجلس الوطني هشام مروة، أن عدم الاتفاق على تشكيل الحكومة المؤقتة يزيد من التكهنات القائلة إن ما طرحه بشار الأسد من حكومة مرقعة وحوار مزعوم يحظى ببعض القبول دوليا، مضيفا على صفحته على موقع «فيس بوك» أن «ما جرى في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في روما لا يعدو أن يكون أكثر ضجة من المؤتمرات السابقة، بيد أن هذه الوعود لم تجد حظها من التحقق».
وأضاف أنه جدير بالذكر أن «ثوارنا الأبطال في الداخل لم يكونوا يعولون على هذه المؤتمرات، ولعل أهم ما كشف عنه المؤتمر فقط عدم جدية المشاركين فيه في موقف حازم، وكنا نفضل عدم مشاركة الائتلاف في المؤتمر لينكشف تقاعس من شارك فيه أمام شعبه والعالم. على كل حال يبقى اعتمادنا في البداية والنهاية على الله أولا ثم على سواعد أبطالنا في الجيش الحر وقوى الثورة التي تحرز تقدما ملحوظا على الأرض».
عقيد سوري منشق يخطب في مسجد بحلب داعيا الثوار للانضباط والتوحد
فيما المدن السورية تشهد مظاهرات عارمة ضد النظام
لندن: «الشرق الأوسط»
بكثير من التحدي، خرجت مظاهرات في مناطق كثيرة من سوريا، لا سيما الواقعة تحت سيطرة الجيش الحر، في يوم جمعة اختير له اسم «أمة واحدة.. راية واحدة.. حرب واحدة»، وهي أول مرة يطلق فيها المناهضون للنظام في سوريا وصف حرب على ما يجري في البلاد، التي جاء تمثلها بفيديو يتهكم بمرارة بثه ناشطون من بلدة معربة في درعا مهد انطلاق الثورة السورية، يظهر مقاتلا في الجيش الحر وقد بترت ساقه على كرسي متحرك يجره ناشط إعلامي، وقد كسر ساعده، وهما يقولان (ويضحكان) إنهما سيشاركان في أعراس جمعة «أمة واحدة.. راية واحدة.. حرب واحدة» بيد واحدة ورجل واحدة.
ومع أن هذه التسمية الدينية ليوم الجمعة لم يتفق معها كثير من المعارضين والناشطين، لا سيما العلمانيين، كونها تعطي للثورة طابع الحرب الدينية، إلا أن المتظاهرين رسخوا الطابع الإسلامي للثورة، عبر التأكيد على هذا الشعار بالإضافة إلى شعاراتهم المطالبة بالحرية.
ومن أبرز ما جرى في مظاهرات أمس ظهور العقيد الطبيب المنشق والملتحق بالجيش الحر عبد الحميد زكريا يلقي خطبة الجمعة من على منبر أحد مساجد حلب وهو يستند على سلاحه، ويقسم بأن «النصر قريب، على أن يكون هذا النصر لله» داعيا الثوار إلى الانضباط والتوحد لـ«إسقاط الطاغية».
وهي المرة الأولى التي تظهر فيها شخصية عسكرية على منبر جامع تلقي خطبة دينية أثناء صلاة الجمعة. كما أنها أول مرة تعلو هتافات تركز على السمة الدينية للثورة في سوريا.
وفي حمص، خرج المتظاهرون في الأحياء المحاصرة من جامع خالد بن الوليد، ووجهوا رسالة للمسلمين في العالم لنصرة أمة الإسلام، وتعهدوا بنصرة المسلمين في كل مكان في العالم، حاملين رايات «لا إله إلا لله» السوداء، وهم يهتفون «هي لله هي لله.. لا للسلطة ولا للجاه»، وينشدون «الجهاد انكتب علينا يا أم الشهيد وعن هدفنا أبدا ما منحيد»، كما رفعوا لافتة تضمنت رسالة واضحة عن توجه المجاهدين في أحياء حمص المحاصرة «إلى المنهزمين نفسيا الذين يقولوا إن الأمة غير مهيأة لحكم الإسلام.. فهل الأمة مهيأة لحكم الكفر؟ تعيبون أمتكم والعيب فيكم». وهتفوا مؤكدين «لا وطنية ولا قومية.. إسلامية.. إسلامية».
لكن في المناطق الأخرى، لم يبلغ التصعيد هذا الحد ففي بلدة عربين في الغوطة الشرقية بريف دمشق تركزت الشعارات على مطلب الحرية والانتقام من رأس النظام «مهما اختلفت آراؤنا وتوجهاتنا يبقى هدفنا الأساسي هو الحرية». وهتفوا: «والله لنأخد بالثار من ماهر ومن بشار» وغنوا «الله الله يا مفرج المصايب نحنا الثوار بدنا نفرجيك العجايب».
وسخر المتظاهرون من رجل الدين سعيد رمضان البوطي أمام الجامع الأموي الموالي للنظام بالقول: «هل تعلم أن البوطي يرى مقاعد الشبيحة بالجنة بصيغة إتش دي»، في غمز من تصريحات سابقة للشيخ البوطي عن رؤيته الرئيس الأسد ومعاونيه مع الصحابة في الجنة.
وشكل الصمت الدولي عن استخدام النظام لصواريخ «سكود» ضد مناهضيه، موضوعا مشتركا في غالبية المظاهرات التي خرجت، وكتبوا «(السكود) علامة الرضا والصمت الدولي». وفي دوما، سخروا من صمت الأمم المتحدة «(السكود) كل يوم يطلق، وبان كي مون إلى الآن لم يقلق»، بينما خرجت في بلدة ببيلا مظاهرة شارك فيها أطفال بأعداد كبيرة، وردوا على ما روجه النظام عن قيام عدد من أهالي ببيلا بإطلاق مبادرة لإخراج المسلحين من بلدتهم، وتوصلوا لاتفاق مع محافظ ريف دمشق حسين مخلوف، وكتب المتظاهرون على إحدى اللافتات «نحن أهالي ببيلا الموجودين داخلها ندعو المجرم حسين مخلوف إلى مبادرة تضمن: إعادة الشهداء للحياة وإطلاق سراح المعتقلين وتنحي بشار المجرم ومحاسبته وإعادة إعمار كل ما تهدم في سوريا».
وعن الاجتماع مع المحافظ، قالوا: «لا يمثلنا كل من حضر الاجتماع ووضع يده بيد قتلة الأطفال وباع دماء الشهداء وآهات الجرحى وصرخات الثكالى».
كما رفع الأطفال لافتة كتبوا عليها: «نحن أطفال سوريا، نحن من نعرى، نحن من نجوع، نحن من نقصف، نحن من نقتل فمن أنتم..؟؟».
وخرجت مظاهرات في مناطق أخرى من ريف دمشق في سقبا وباقي مناطق الغوطة الشرقية وأحياء دمشق الجنوبية، التي سادها الهدوء، صباح أمس، ليتجدد القصف عليها بعد الظهر، وفي مظاهرات مدينة حماه توعد المتظاهرون حزب الله اللبناني وزعيمه حسن نصر الله وسخروا منه «جاينك أيها المقاوم بس نخلص من الممانع». وفي باب قبلي حماه، وجه المتظاهرون تهديدا واضحا لحزب الله «حزب اللات دخلت بقدميك إلى المصيدة.. ستسحق بباسطير الجيش الحر.. بإذن الله تعالى». وانتقدوا مواقف الحكومة اللبنانية بتوجيه رسالة إلى «حكومة ميقاتي المعاقة.. ألا يوجد بينكم سياسي عاقل». واستخفوا بما وعد وزير الخارجية جون كيري بتقديمه للسوريين. وفي حلب شمال البلاد خرج الأطفال والشباب في مظاهرات حملوا فيها رايات ملونة (موف وأخضر وأحمر وأصفر وأبيض) كتب عليها «لا إله إلا الله»، للتأكيد على اجتماع كامل الألوان تحت راية الإسلام، إلى جانب أعلام الثورة، وغنوا «غصب عنك يا بشار نحنا بدنا حرية»، وقالوا: «القمع ضد ثورتنا بدأ.. بطلقة ثم مدفع ثم دبابة ثم طائرة ثم صواريخ (سكود).. والعالم نائم».
وقريب من الحدود مع العراق، شارك في مظاهرات في الميادين والبوكمال العراق، أعداد كبيرة معلنة تضامنها مع المدن العراقية المنتفضة (الفلوجة وسامراء والأنبار والموصل وبيجي ديالي وبغداد)، هاتفين: «الميادين معاكم للموت».
«جبهة النصرة».. اللغز المحير
اتهمت بالتبعية لنظام الأسد وصنيعة مخابراته ثم صارت «علما» بعد قتالها الضاري في حلب
لندن: «الشرق الأوسط»
مدد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي العقوبات المفروضة على سوريا لمدة ثلاثة أشهر مقبلة، كما تم تجديد حظر توريد السلاح حتى نهاية مايو (أيار)، على أن يتم تعديل بنود الحظر بالشكل الذي يستطيع من خلاله الاتحاد تقديم مزيد من الدعم لمسلحي المعارضة السورية بالمواد غير المميتة والمساعدة الفنية لحماية المدنيين.
القرار يمثل حلا وسطا «وحدا أدنى»، لخلاف استمر أسابيع بين أقلية تقودها بريطانيا وتسعى لتخفيف حظر السلاح وبقية دول الاتحاد الأوروبي المعارضة للسماح بوصول مزيد من السلاح إلى سوريا. لكن بريطانيا ومن يساندها، وإن اختلفوا شكليا مع بقية الدول في القارة العجوز، يلتقون معهم من ناحية جوهر فكرة الحظر؛ ففي سوريا جهات يعدها مراقبون ليست بالصديقة لأوروبا، ونفوذها آخذ في التوسع والانتشار في عموم البلاد، ولا بد من التأكد من أن السلاح الأوروبي لن يصل إلى يديها وإلا فإن أوروبا ستقع في ذات المأزق الذي وقعت فيه الولايات المتحدة في ثمانينات القرن الماضي بعدما سلحت مجاهدي أفغانستان.
من بين هذه الجهات «غير الصديقة» جبهة أسست في أواخر عام 2011 تسمى «جبهة النصرة لأهل الشام»، تتلخص أهدافها، بحسب قائدها وأميرها «الفاتح أبا محمد الجولاني»، بـ«إعادة سلطان الله إلى أرضه، والثأر للعرض المنتهك والدم النازف، ورد البسمة للأطفال الرضع والنساء الرمل».
«جبهة النصرة»، ومنذ بيانها التأسيسي في 23 ديسمبر (كانون الأول) 2011، ظلت لغزا كبيرا، استعصت رموزه وطلاسمه على الحل بشكل علمي وعقلاني. فالجبهة اتهمت في بدايتها بالتبعية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، بل ذهب البعض في أوساط المعارضة السورية لاعتبارها «صناعة مخابراتية» بامتياز، ذاك أن نشاطها العسكري في بداية الثورة السورية و«العمليات النوعية» التي قامت بها حينئذ لم تخدم سوى نظام الأسد، الذي بات يعلق عليها، في ما بعد، كل أخطائه. وبعدما كان يتحدث عن «عصابات إرهابية مسلحة» بصيغة النكرة تروع المواطنين، وتعيث في البلاد الفساد، بات يذكرها بالاسم تحديدا. لكن الجبهة ما لبثت أن استأثرت بعقول وقلوب السوريين وخاصة بعد بلائها الحسن في معركة حلب، التي بدأت في 22 يوليو (تموز) 2012 والتي أظهر فيها مقاتلو «جبهة النصرة» شجاعة وبسالة منقطعة النظير.
ويؤكد الناشط السياسي حارث عبد الحق الذي ينتمي إلى محافظة حلب، في أقصى الشمال السوري، أن «جبهة النصرة»، باتت تقيم علاقات مع المجتمعات المحلية الخاضعة لسيطرتها، مؤكدا وجود نشاط خدمي لها في المناطق التي يسيطرون عليها كإصلاح الكهرباء وفتح المراكز الطبية ومنع بيع القمح من الصوامع وتأمين جرات الغاز. ويقول الناشط، إن مناطق مثل الباب وطرابلس في الريف، وأحياء كالشريعة والميسر في المدينة، تنعم «باستقرار وأمن» أكثر من نظائرها الواقعة تحت سيطرة بعض الكتائب والألوية المنضوية تحت جناح الجيش السوري الحر.
لكن المخاوف تكمن في ما تصبو إليه الجبهة بعد سقوط نظام الأسد، وليس ما تقوم به اليوم، فالجبهة تسعى لإقامة دولة إسلامية، وترفض مفهوم «الدولة المدنية» الذي يقوم على مبدأ «فصل الدين عن الدولة»، وتطالب الجبهة في هذا الإطار بتسخير الدين لتسيير أمور الحياة اليومية. على أن ما يحسب لـ«جبهة النصرة» هو صراحة طرحها وعدم لجوئها للمواربة، فالجبهة لم تؤمن في يوم من الأيام بحدية المجتمع الدولي في مساعدة السوريين، لذلك لجأت للاعتماد على ذاتها ولم تكترث بالجهود الدولية لإيجاد حل سلمي أو المبعوثين المرسلين لدمشق، وهذا ما سبب في بداية انطلاقة الجبهة «حالة من الفتور» بينها وبين المعارضة السورية رغم صعود نجم الأخيرة في دوائر صنع القرار الغربية.
ففي 18 مايو الماضي، قال أحمد فوزي، المتحدث باسم المبعوث الأممي والعربي كوفي عنان: «إن هناك طرفا ثالثا في سوريا قام بتدبير تفجيري دمشق»، مضيفا أن عملية التحقق من هويته أو الجهة التي ينتمي إليها جارية الآن. لكن المعارضة السورية أصرت في ذلك الوقت على تبعية «جبهة النصرة» للمخابرات السورية بهدف تشويه صورة المعارضة. حينئذ، قال عضو بارز في الأمانة العامة للمجلس الوطني المعارض: «لا نستبعد أن تكون عناصر إرهابية هي من قامت بتنفيذ سلسلة الانفجارات التي وقعت في دمشق، لكن النظام السوري هو من يسيطر على هذه العناصر ويتحكم فيها».
لكن معركة تحرير حلب التي بدأت في 22 يوليو 2012 أخرجت العلاقة بين الطرفين من طور الفتور إلى طور العلاقة الجيدة، فبسالة «القاعدة» القتالية لـ«النصرة» ووجودهم في الصفوف الأمامية بشهادة ضباط كبار في «الجيش الحر»، غيرت كثيرا من الرؤى في المعارضة. لكن العلاقة بين الطرفين تحولت أيضا لنوع من التماهي مع إدراج الولايات المتحدة لـ«جبهة النصرة» ضمن لائحة المنظمات الإرهابية في 11 ديسمبر (أيلول) 2012.
فضمن مساعيها لعزل العناصر المتطرفة في صفوف المعارضة السورية، أعلنت الولايات المتحدة إدراج «جبهة النصرة» على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية لارتباطها بتنظيم القاعدة، معتبرة إياها «واجهة للقاعدة في العراق»، ومنعت من التعامل معها. وبعد هذا الإعلان بدقائق، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على قادة الجبهة. وقال مسؤول أميركي، مطلع على الملف السوري، لـ«الشرق الأوسط»، وقتها «لا مكان للمتطرفين في مستقبل سوريا، وعلينا أن نعزلهم».
ويرفض مدير الأبحاث بـ«مركز كويليام لأبحاث مكافحة الإرهاب» بلندن، نعمان بن عثمان، القيادي السابق بـ«الجماعة الليبية المقاتلة»، تصنيف «جبهة النصرة» كمنظمة إرهابية، لكنه يؤكد أنها «منظمة تحمل فكر وآيديولوجيا (القاعدة)»، مشيرا إلى أن «(النصرة) تعلمت من دروس (القاعدة في العراق)، وتجنبت أخطاءها في الميدان، لكن هذا لا يعني أنهم يدينون عقائديا ودينيا تلك الممارسات». ويضيف: «الأميركيون قاموا بتقص استخباراتي دقيق واستعانوا بعسكريين ودبلوماسيين عملوا سابقا في العراق، ووصلوا لقناعة بأن التنظيم الموجود الآن في سوريا هو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق التابع لـ(القاعدة)، ولهذا السبب وضعوها ضمن لائحة الإرهاب.. هذا ليس بتحليل». يضيف بن عثمان: «بل قام بناء على دراسة استخباراتية مدققة».
وظهرت «النصرة» لأول مرة في الإعلام الغربي في صحيفة «واشنطن بوست» في 28 فبراير (شباط) 2012، بعد أن أعلنت الجبهة في شريط مصور مسؤوليتها عن تفجيرات انتحارية في دمشق وحلب، وأشارت الصحيفة الأميركية يومئذ إلى أن «هناك قلقا متزايدا من أن يحاول تنظيم القاعدة والجماعات المرتبطة به ركوب موجة الانتفاضة السورية». وفي اليوم التالي، نشرت وكالة الصحافة الفرنسية تقريرا مطولا عن الجبهة، واصفة إياها بـ«مجموعة جهادية غير معروفة»، مضيفة أنها قامت بعمليات انتحارية في دمشق وحلب «ردا على جرائم النظام في حمص».
اللافت في ذلك الوقت، هو تحاشي النظام السوري تحميل «جبهة النصرة» بالتحديد مسؤولية بعض الحوادث التي وقعت في العاصمة دمشق، من بينها حادثان أسفرا عن مقتل ما لا يقل عن ستين شخصا بشكل مباشر. ففي التفجير الذي وقع في دمشق في 6 يناير (كانون الثاني) 2012، قال وزير الداخلية السوري محمد الشعار، إن «انتحاريا» فجر نفسه قرب إشارة ضوئية، مما أدى إلى مقتل وجرح العشرات من المدنيين والعسكريين.
حينذاك، كانت بعثة المراقبين التابعة لجامعة الدول العربية لا تزال على رأس عملها، وهذا ما دفع الكثيرين في دوائر صنع القرار الغربية إلى اعتقاد أن الانفجار يقف وراءه نظام الأسد ويهدف إلى التشويش على عمل بعثة المراقبة، التي ألغت جدول أعمالها واتجهت إلى موقع الانفجار لمعاينته.
وتكرر الأمر نفسه في 18 مارس (آذار) من العام الماضي، عندما هزت انفجارات بسيارات مفخخة دمشق وحلب، أسفرت عن مقتل مالا يقل عن ثلاثين شخصا. وكتبت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية في اليوم التالي، أن نظام الأسد «يتهم إرهابيين مدعومين من قوى خارجية بالوقوف وراء التفجيرات»، لكنها أشارت إلى أن هناك احتمالات بأن يكون المقصود من وراء التفجيرات تقويض مهمة السلام التي يقوم بها الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان.
لكن الأول من مايو حمل معه شيئا جديدا، إذ نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا)، ولأول مرة، عن «جبهة النصرة» تبنيها للتفجير الذي حصل بساحة المرجة في قلب العاصمة السورية، وأضافت أن «مجموعة إرهابية مرتبطة بـ(القاعدة)، تطلق على نفسها اسم (جبهة النصرة)، أعلنت مسؤوليتها عن التفجير». وفي اليوم التالي، كتب الصحافي الآيرلندي المشهور باتريك كوكبرن في «الإندبندنت» اللندنية: «(القاعدة) تفتح خط جبهة جديدا لها».
وشكلت مقالة كوكبرن نقطة تحول في تعاطي الصحافة الغربية مع الأزمة السورية، فلأول مرة لم يأخذ الكاتب الرواية النظامية كمادة للتفنيد، بل اعتبرها مرجعا لبناء مادته. ويقول كوكبرن: «تدعي المعارضة السورية أن الهجمات على رموز الدولة هي من عمل الحكومة، في مسعى منها لتشويه صورة المحتجين».
ويضيف مفندا: «يقولون إنها انفجارات ملفقة ومفتعلة. لكن الهجمات تحمل بصمات (القاعدة)، وقد أكدت وكالة الاستخبارات الأميركية أن التفجيرات الانتحارية السابقة هي من عمل (القاعدة)». ويتابع كوكبرن أن «هذه الهجمات تظهر أن (القاعدة)، ورغم مقتل زعيمها أسامة بن لادن وعدد من قادتها الآخرين، لا تزال ناشطة وبدأت تتدخل في أماكن جديدة في الشرق الأوسط، سواء في العراق أو سوريا، ولم تعد تكتفي بتحديد أنشطتها في أماكن منعزلة كما في باكستان واليمن والصومال».
ويؤكد الناشط السياسي حارث عبد الحق الذي ينتمي إلى محافظة حلب، في أقصى الشمال السوري أن نظام الأسد حاول في بداية الثورة «شيطنة» (جبهة النصرة)، و«افتعل عمليات انتحارية في دمشق وحلب وإدلب وغيرها بهدف بث الرعب في قلوب الناس من الحركات الجهادية»، لكن هذه المساعي باءت بالفشل، برأي عبد الحق: «بسبب عدم كفاءة أدوات تنفيذ مشروع الشيطنة من جهة وبسبب قدرة (جبهة النصرة) على إقناع الناس بمشروعية أهدافها وغاياتها»، مضيفا: «نعلم جيدا أن مصوري وسائل إعلام نظام الأسد كانوا في أماكن التفجير قبل حدوثه، ومن غبائهم صوروا سيارات الإسعاف وشرطة النجدة وهي تنتظر حدوث التفجيرات».
وميدانيا، تنشط «جبهة النصرة» في عدة مناطق من سوريا، إلى جانب محافظتي ريف دمشق وحلب، فهي موجودة ميدانيا بمحافظات دير الزور والرقة والحسكة في الشرق السوري، وتحاول إيجاد مراكز تموضع لها في محافظة اللاذقية.
وفي هذا السياق، يقول الناشط الميداني عمر الجبلاوي لـ«الشرق الأوسط»، إن «(جبهة النصرة) كانت في السابق تقوم بعمليات مؤازرة لـ(الجيش الحر)، أما اليوم فقد انقلبت الأمور وأصبح الأخير هو من يؤازر (جبهة النصرة)». ويضيف: «تسيطر الجبهة على منطقة دورين بجبل الأكراد، وهذا ما يشعرنا بالأمان لأن المنطقة هي خط التماس الأول مع عصابات الأسد، ونحن متأكدون من أن عناصرها لن يتخلوا عنها أبدا لبسالتهم ابتداء.. ولنوعية التسليح الجيد أيضا».
ويقابل القدرات العسكرية والمالية الضخمة لـ(جبهة النصرة)، ضعف إعلامي تثار حوله الكثير من علامات التعجب، فهوية أمير التنظيم غير معروفة، وتقول بعض التقارير إنه «أبا محمد الجولاني»، الذي قيل إنه توفي في العراق 2006 ثم قيل إنه موجود في سوريا، حيث قيل إنه يجلس متلثما في اجتماعاته مع أمراء الجبهة في المحافظات السورية.
ويعتقد أن الجولاني كان على صلة مع تنظيم «القاعدة في العراق» وكان من الدائرة المقربة لأميرها أبو مصعب الزرقاوي، الذي لقي مصرعه بغارة جوية في محافظة ديالي 2006.
ويضاف إلى إشكالية جنسية الأمير، تذكر التقارير الاستخباراتية أن الجولاني انتقل من سوريا إلى العراق، وكان من أوائل المشاركين في قتال الأميركيين إبان الاحتلال الأميركي للعراق، لكن لكنته السورية الواضحة والمؤثرات المضافة على كل تسجيلاته الصوتية تشير إلى محاولات لتعمية جنسيته الحقيقية، التي قد تكون إما عراقية أو أردنية، إن لم تكن سورية.
وحسب مراقبين، فإن الجبهة عموما مصبوغة بهذا النوع من التكتم والسرية، ليس على مستوى أميرها القائد فحسب، بل على أمراء الجبهة في كافة المحافظات، ذاك أنهم متعددو الجنسيات وتغلب عليهم الجنسيتان العراقية والليبية. وترفض الجبهة التصوير والتصريح لأحد إلا بإذن مسبق من الأمير، كما ترفض بتاتا الإدلاء بأي معلومة تخص أسماء القيادات أو أعداد المقاتلين أو مصادر التمويل. ويقف حتى أبرز المدافعين عن الجبهة عاجزين عن الإجابة عن هذه التساؤلات.
يقول الزعيم في التيار السلفي الأردني محمد الشلبي، الملقب بـ«أبو سياف»، إنه لا يرى ضيرا في تعدد الجنسيات المقاتلة في سوريا.. فالسوريون «طلبوا النصرة من المجتمع الدولي.. وطلبوا النصرة من العرب والمسلمين، وقد خذلهم المتخاذلون.. فكان لزاما على إخوانهم في شتى بقاع الأرض نصرة هذا الشعب المظلوم».
وينتقد القيادي السلفي الأردني الآراء التي تحرم استراتيجية «النصرة» في ما يخص العمليات الاستشهادية، قائلا: «تكلم الكثير من العلماء وقالوا إن الذي يحدد جوازها من عدمه هم أهل الواقع». وأضاف: «لكننا نتبنى العمليات الاستشهادية ونعتبرها نوعا من أنواع القتال، وذلك وفقا لفتوى (التترس) لشيخ الإسلام ابن تيمية، التي تقول إنه فيما لو تترس جيش الكفار بمسلمين وخيف على المسلمين الضرر إذا لم يقاتلوا، جاز لهم القتال وإن أفضى ذلك إلى قتل المسلمين الذين يتترس الكفار بهم».
حتى إن تجاوزنا الأسئلة الآنية الملحة المتعلقة بهوية وجنسية مجاهدي «جبهة النصرة» ومصادر تمويلها، يبرز مصير الحركة وبرنامجها السياسي بعد سقوط نظام الأسد كسؤال جوهري. ويتوقع أبو سياف في هذا الصدد حصول صدام بين «الجيش الحر» و«جبهة النصرة» حالما تتم «إزالة العقبة الحالية المتمثلة في إسقاط نظام الأسد»، لأن مبتغى «جبهة النصرة» هو إقامة «الدولة الإسلامية على منهج النبوة، ولن يرضى مجاهدو (النصرة) بإلقاء السلاح إلا بعد تحقيق مطلبهم»، لكن «الجيش الحر» لن يمتلك الجرأة لإعلان ذلك. وبالتالي، فإن الصدام سيصبح حالة حتمية، بحسب رأي شلبي.
ويوافقه في الرأي الناشط مصطفى، (طلب ذكر اسمه الأول فقط)، الذي تطوع في الجيش السوري الحر ثم أجبرته الظروف على الالتحاق بـ«جبهة النصرة»، بقوله إنه عندما بايع الجماعة الجهادية أقسم على «الولاء لقيادتها ولأهدافها»، مشيرا إلى أن هذا هو ما يثير مخاوف البعض من وقوع عمليات قتل جماعي لكل الرافضين لمواصلة القتال في صفوف الجبهة بعد سقوط نظام الأسد على غرار ما حصل في الجزائر في تسعينات القرن الماضي. ويضيف مصطفى: «جميع المجاهدين أخبروا قبل الانخراط في الجبهة بأن الهدف ليس إسقاط النظام ولكن إقامة دولة إسلامية». وفي هذا الصدد، يؤكد مدير «مركز كويليام لأبحاث مكافحة الإرهاب» بلندن نعمان بن عثمان، أن عدد مقاتلي «النصرة» ليس بالكبير، لكن «كل منتم إلى (جبهة النصرة) عن طريق بيعة، وهي أقوى الروابط القانونية، لأنها عقد ديني يشير إلى أن إسقاط نظام الأسد ليس بالهدف بحد ذاته، بل هو غرض عسكري لهدف أكبر». وعليه، فالثورة وفق هذا المنظور لن تتوقف حتى تتم إقامة الدولة الإسلامية، وإلا فالثورة سرقت ودماء الشهداء ذهبت سدى.
طهران تجدد دعم دمشق والمعلم مع الحوار
قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن النظام السوري جاهز للحل السياسي وهو مع كل جهد مخلص يهدف إلى هذا الحل، وأضاف المعلم من طهران التي وصلها اليوم، أن “قطار الحوار وضع على السكة لأن حل الأزمة سياسي”. لكنه رأى أن نجاح الحوار يتطلب وقف العنف عبر تجفيف مصادره “لأن سوريا تواجه مجموعات إرهابية ترتبط بالقاعدة”.
وقال المعلم -في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الإيراني علي أكبر صالحي- إنه لا يمكن فهم موقف الولايات المتحدة “التي تدعم المجموعات المسلحة التي تقتل الشعب السوري” وتدعو في الوقت نفسه للحوار. كما اتهم تركيا بالضغط على بعض المعارضين لمنعهم من الحوار مع الحكومة السورية.
أما وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي فأكد أن الحوار بين الحكومة والمعارضة هو الحل للأزمة في سوريا، وأن على المجتمع الدولي العمل بجدية لوقف العنف هناك.
وقال صالحي أن الحكومة السورية لن تلقي السلاح لأنها تواجه مجموعات مسلحة “اعترف أفرادها بالارتباط بتنظيم القاعدة”، كما أشار إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد سيبقى في منصبه حتى إجراء انتخابات جديدة في سوريا.
واعتبر أن الحصار الاقتصادي المفروض على سوريا هو حصار على الشعب السوري، مستغربا من قرار الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي إرسال مساعدات غير قاتلة للمعارضة السورية بقيمة ستين مليون دولار.
وكان لافتا موافقة المعلم الجلوس للحوار مع من حمل السلاح أيضا، معتبرا أن هذا ما يحتاجه بناء سوريا، ولكنه عاد وأكد على أولوية تطهير البلاد مما أسماه “الإرهاب”، كما اعتبر أن بإمكان الولايات المتحدة قادرة “إذا أرادت” وقف العنف في سوريا.
وكانت المرة الأولى التي يعلن فيها المعلم موافقة النظام على الحوار مع المعارضة المسلحة الأسبوع الماضي عندما كان في زيارة لموسكو.
وقالت وكالة مهر للأنباء إن وزير الخارجية السوري وليد المعلم وصل اليوم السبت إلى طهران لإجراء مباحثات مع نظيره الإيراني وأمين سر المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي.
واتهمت موسكو أمس الجمعة واشنطن بتشجيع من أسمتهم “المتطرفين” على تولي النظام في سوريا، وذلك بعدما وعدت الولايات المتحدة بتقديم ستين مليون دولار للمعارضة السورية كمساعدات “غير قاتلة”.
وتشهد سوريا منذ مارس/آذار 2011 احتجاجات شعبية تصدى لها النظام بقسوة، معتبرا أنها مؤامرة خارجية ضده، وتقدر الأمم المتحدة أن عدد القتلى قد تجاوز سبعين ألفا في حين نزح مئات الآلاف إلى الدول المجاورة.
قوات النظام تقصف أنحاء متفرقة من البلاد
مقتل العشرات ومعارك بالرقة وريف دمشق
تدور معارك عنيفة في مناطق عدة بمحيط مدينة الرقة شمال سوريا حيث دمر الجيش الحر حواجز عدة لقوات النظام، في غضون ذلك تعرض حيا جوبر والحجر الأسود بالعاصمة دمشق لقصف عنيف من قوات الرئيس الأسد براجمات الصواريخ بالتزامن مع قصف لمدينة داريا بريف دمشق واشتباكات بين الثوار وجنود النظام، في حين وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط 50 قتيلا بنيران قوات الأسد معظمهم في دمشق وريفها والرقة وحلب.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عشرات الجنود النظاميين والثوار قتلوا في اشتباكات “ضارية” في الرقة، وأشار المرصد في بيان إلى أن مواجهات عنيفة تدور بين عدة كتائب مقاتلة والقوات النظامية في ضواحي الرقة وتسمع انفجارات في المدينة وترتفع أعمدة الدخان في سمائها.
وأضاف أن الجيش يقصف العديد من الأحياء في المدينة وضواحيها، وأن المعارك أسفرت عن مقتل عشرات الجنود والمقاتلين المعارضين من دون أن يتمكن حتى الآن من تحديد حصيلة الضحايا. وأفاد المرصد وناشطون في المكان بأن مروحيات الجيش النظامي تدخلت لقصف مواقع المعارضين.
في الرقة أيضا، قال ناشطون إن مدفعية النظام قصفت أحياء عدة في المدينة بينما وقعت اشتباكات بين الثوار وعناصر نظامية عند نقطة عسكرية تعرف بحاجز الفروسية ومحيط مبنى الهجانة.
وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن أصوات الأسلحة المختلفة تسمع في كل أنحاء المدينة، ولوحظ انتشار قناصة النظام على سطح المستشفى الوطني وقيادة الشرطة.
كما قصفت القوات النظامية داريا بريف دمشق ومناطق عدة أخرى، وقد أكد المجلس المحلي لمدينة داريا بريف دمشق تعرض أحياء المدينة لقصف براجمات الصواريخ والدبابات.
وأضاف ناشطون أن القصف تزامن مع اشتباكات بين الثوار وقوات النظام على محاور عدة بعد وصول رتل عسكري مدعوم بالدبابات قادم من مطار المزة العسكري. ويقول الناشطون إن المدينة لا تزال تحت حصار خانق حيث لحق بها دمار واسع مما أسفر عن تهجير أهلها، بالإضافة لنقص شديد بكافة مقومات الحياة لليوم الـ110.
قصف وسيطرة
وفي حمص، أفادت لجان التنسيق المحلية بتعرض مناطق بريف حمص الشمالي لقصف قوات النظام ولا سيما في الرستن والغنطو، وسمع دوي انفجارات عدة في تلبيسة. كما هزت الانفجارات أحياء في حمص المدينة.
أما في دير الزور، فقالت الهيئة العامة للثورة إن قصفا عنيفا تعرض له حي الشيخ ياسين من قبل جيش النظام بقذائف الهاون وراجمات الصواريخ.
وقصفت طائرات النظام قلعة المضيق في حماة بالبراميل المتفجرة. وشهدت أحياء بمدينة درعا قصفا عنيفا من الطيران الحربي وسط تصاعد كثيف للدخان في سماء حي طريق السد.
وأفادت الهيئة العامة للثورة بأن قوات النظام قصفت بلدتي تسيل ونوى في درعا، كما قصفت قرى في ريف اللاذقية.
وأعلنت شبكة شام أن طائرات النظام السوري قصفت خلال الليل مناطق في بلدة خان العسل في الريف الغربي من حلب.
من جهته قال المرصد السوري إن القوات النظامية سيطرت على قرية تل شغيب جنوب شرق حلب وأعادت فتح خط إمداد إلى أكبر مدن سوريا حيث تقاتل قوات المعارضة منذ ثمانية أشهر.
وأوضح المرصد أن الاستيلاء على القرية يمثل الخطوة الأخيرة نحو إقامة خط إمداد بري من الشمال إلى حلب من محافظة حماة، وهو طريق حيوي لقوات الأسد التي فقدت السيطرة على جزء من الطريق السريع الرئيسي من الشمال إلى الجنوب. ويقول الثوار إنهم يسيطرون على معظم أرجاء المدينة نفسها وكل المناطق النائية الريفية تقريبا.
وأكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن أنه في الشرق على الحدود العراقية تمكنت القوات الحكومية أيضا من استعادة السيطرة على مركز اليعربية الحدودي، وهو نقطة لعبور الحدود بين العراق وسوريا بعدما سيطرت عليها قوات المعارضة لمدة 24 ساعة.
وقال ناشطون إن الاشتباكات مستمرة في محيط المعبر. وأفاد الجيش الحر بأن قوات عراقية قصفت بالمدفعية وجوا، وأن الجيش العراقي موجود بكثافة في المنطقة.
من جهة أخرى قال ناشطون إن قوات النظام سلمت حقل “الرميلان” في ريف الحسكة، وهو أكبر حقول النفط السورية، إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني.
وتقول الأمم المتحدة إن 70 ألف شخص قتلوا ونحو مليون شخص فروا من البلاد وبات ملايين الأشخاص وغيرهم من النازحين في حاجة ماسة إلى مساعدات غذائية.
اللاجئون السوريون يقتربون من المليون
ارتفاع سريع بوتيرة اللجوء من سوريا
قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن عدد اللاجئين السوريين إلى دول الجوار سيصل إلى رقم المليون خلال أسبوع، إذ يتزايد هروب السوريين من الحرب المستمرة ببلادهم.
ونقلت الصحيفة عن وكالة الأمم المتحدة للاجئين إنه وفي يوم 27 فبراير/شباط المنصرم كان هناك 953.310 لاجئين سوريا مسجلين بسجلات اللجوء أو ينتظرون التسجيل.
وأوضحت أنه وبوصول 7000 لاجئ جديد من سوريا كل يوم في المتوسط، سيتجاوز العدد رقم المليون بسهولة يوم 8 مارس/آذار الجاري.
وعلقت قائلة إن الأمر المدهش حول هذه الأرقام ليس العدد، بل الوتيرة العالية للنزوح، ففي ديسمبر/كانون الأول كانت الأمم المتحدة تتوقع بلوغ رقم المليون في يونيو/حزيران القادم، لكنها سرعان ما عدلت ذلك ليكون 1.1 مليون في مارس/آذار الجاري.
وأشارت واشنطن بوست إلى أن ثلث مجموع اللاجئين السوريين المسجلين غادروا بلادهم منذ يناير/كانون الثاني فقط.
وقالت إن الأمم المتحدة حذرت في نشرة باعثة لليأس من أن هذه الأعداد قد ضغطت بشدة على مواردها المخصصة للاجئين السوريين وأدت إلى تدهور الأوضاع كثيرا في بعض المخيمات.
ونقلت الصحيفة عن المنسق الإقليمي لوكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بانوس مومتزيس قوله لها في يناير/كانون الثاني المنصرم “هذه أكثر الأزمات الإنسانية سرعة في تفاقمها… وقد تفاقمت بشكل أسرع، أسرع من أكثر توقعاتنا تشاؤما.. إنها مأساة درامية، متفجرة وخطيرة تماما”.
لماذا المعونة الأميركية لثوار سوريا الآن؟
وصف خبراء غربيون قرار الولايات المتحدة منح الثوار السوريين مساعدات مباشرة ليس من بينها أسلحة بأنه خطوة صغيرة تأخرت كثيرا، كما أنه قرار لن يُعجِّل برحيل الرئيس بشار الأسد أو حتى تقوية التأثير الأميركي في الصراع الدائر هناك.
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، قبل حضوره مؤتمرا الخميس مع المعارضة السورية، إن بلاده تسعى لإقناع الأسد بتغيير حساباته والإسراع في إيجاد تسوية سياسية.
وترى صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية أن تصريحات كيري بإرسال مساعدات أميركية مباشرة وغير فتاكة إلى المعارضة لم تكن مفاجئة لأحد.
وأشارت إلى أن قادة المعارضة، الذين كانوا يأملون الحصول على الأقل على معدات عسكرية غير فتاكة كالسيارات العسكرية وأجهزة الرؤية الليلية، خرجوا من المؤتمر محبطين.
وأضافت الصحيفة أن المساعدات الجديدة لن تُفضي على الأرجح إلى التعجيل برحيل الأسد أو تُعيد للغرب تأثيره المتراجع على الصراع أو على مستقبل سوريا ما بعد الأسد.
يقول عبد السلام مغراوي -المتخصص بالشؤون الإسلامية وسياسات الشرق الأوسط بجامعة ديوك بديرام- إن تدخل الولايات المتحدة جاء متأخرا بعض الشيء، وإن كل ما تتحدث عنه لن يغير في أوضاع حرب أهلية تُنذر بالاستطالة.
وأشارت كريستيان ساينس مونيتور إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ظل لأكثر من عام يقاوم المطالب بتسليح “المتمردين” بحجة أنه يخشى وقوع تلك الأسلحة في أيدي “المتطرفين” المنتسبين لتنظيم القاعدة ممن انضموا إلى القتال في سوريا.
والآن -تقول الصحيفة- فإن الولايات المتحدة تواجه هاجسا أكبر وهو أن “تلك الجماعات المتطرفة الأفضل تسليحا والأوفر حظا في قتال الأسد” تستميل إليها يوما بعد يوم “قلوب وعقول السوريين بفضل ما تقدمه لهم من أمن وخدمات تماما كالذي يوفره حزب الله المدعوم إيرانيا في الجارة لبنان”.
ويرى مغراوي إن واشنطن والغرب فقدوا فرصتهم بداية الانتفاضة ضد الأسد في مساعدة الشعب السوري على إقامة حكومة علمانية تعددية. ويضيف أن أفضل أمل الآن يكمن في حل شبيه بذلك الذي طُبق في مصر ويتمثل في قيام حكومة بقيادة الإخوان المسلمين.
يقول مغراوي “لم يعد هذا هو الربيع العربي. إن ما سيتمخض عما يجري في سوريا ليس حكومة علمانية. وإذا أبدى الإخوان في سوريا رغبة في العمل مع مجموعات علمانية، فإن ذلك سيكون أنجع حل تقريبا”.
الجيش الحر ينشر لائحة بأهم حاجاته لموازنة القوة القتالية
أبدى الحاجة إلى وسائل اتصال متطورة جداً لا تزال بعيدة عن المتناول
دبي – قناة العريية
نشرت مصادر تابعة للجيش الحر لائحة بأهم حاجات عناصره لموازنة القوة القتالية داخل سوريا.
وقرر أصدقاء سوريا اعتماد خطوات جدية تهدف إلى تغيير موازين القوى على أرض القتال، وتعهد وزراء خارجية إحدى عشرة دولة خلال الاجتماع الخامس لأصدقاء سوريا في روما بتقديم مزيد من الدعم السياسي والمادي إلى الائتلاف الوطني.
من جهته قرر الاتحاد الأوروبي تعديل العقوبات المفروضة على سوريا، بطريقة تسمح بتصدير عربات مدرعة ومساعدات فنية وعسكرية غير قاتلة إلى المعارضة.
على ضوء هذه القرارات نشرت مصادر تابعة للجيش الحر لائحة موجزة بما يحتاجه عناصره للتمكن من مواجهة قوات النظام بطريقة شبه عادلة.
قوات النظام تقصف الأحياء بدبابات من طراز 72 التي يحتاج الجيش الحر لصدها إلى قذائف صاروخية، أبرزها قذيفة آر بي جي 29, تحمل على الكتف ومداها 500 متر، إضافة إلى صواريخ مضادة للدروع مثل “صاغر – كورنيت الروسية ومداها يتراوح بين 3 إلى 5 كم، ومضادات دروع من طراز جافلين توجه عن طريق الليزر ومداها 3 كم.
ويستخدم جيش النظام مروحيات ومقاتلات حربية لقصف المدن، وللحد من تأثيرها الجيش الحر بحاجة إلى صواريخ مضادة للطيران، مثل سام 7 وسام 14 الروسية والأكثر انتشاراً، أو صواريخ ستينغر أرض – جو الأمريكية المتطورة والتي تحمل على الكتف.
وللتواصل الصحيح بين الوحدات القتالية في المناطق المختلفة, الجيش الحر بحاجة إلى وسائل اتصال متطورة جدا لا تزال بعيدة عن متناوله في الفترة الحالية.
بان كي مون: الحل العسكري سيؤدي إلى “تفكك” سوريا
وزير خارجية أمريكا يشدد على أن لا شرعية لنظام الأسد الذي ينكّل بشعبه
دبي – قناة العربية
حذر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الجمعة، في جنيف من أن الحل العسكري لسوريا سيؤدي إلى “تفكك” هذا البلد الذي يشهد منذ عامين نزاعاً أسفر عن مقتل 70 ألفاً حتى الآن.
إلى ذلك، أعلنت الأمم المتحدة عن مباحثات بين الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، والموفد الأممي لخضر الإبراهيمي ستجري غداً في جنيف بشأن سوريا.
واليوم طالب وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، المجتمع الدولي بالتكاتف لتحقيق انتقال سياسي للسلطة في سوريا. وأكد كيري خلال زيارته لتركيا أن لا شرعية لنظام الأسد الذي ينكّل بشعبه.
وقال كيري: “نطالب المجتمع الدولي بالتكاتف فيما بينه لتحقيق انتقال سياسي للسلطة في سوريا بمساعدة الشعب السوري، ونحن نؤمن أنه لا شرعية لنظام يقتل شعبه وعلينا العمل جميعاً على التأكد من إيقاف الأسد.
أما على الصعيد الميداني، فقد أفادت لجان التنسيق المحلية بمقتل 70 شخصاً بنيران قوات النظام معظمهم في حلب. فيما قالت هيئة الثورة إن مقاتلي الجيش الحر أسقطوا مقاتلتين تابعتين لقوات النظام، الأولى فوق حلب، والثانية فوق ريف حماه الجنوبي.
مناف طلاس: النظام يهدد الدولة في سوريا وروسيا تستطيع إنقاذها
أكد أنها تمتلك الكثير من وسائل الضغط على الطرف الذي لم ينتهج إلا العنف
موسكو – مازن عباس
أكد العميد مناف طلاس لـ”العربية” أن روسيا تمتلك الكثير من الأوراق ووسائل الضغط على أحد طرفي الأزمة، وتحديداً الطرف الذي لم ينتهج إلا لغة العنف والحل الأمني.
وأضاف طلاس بعد لقائه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن روسيا تقول إنها حريصة على سلامة سوريا، وتؤكد ضرورة الحفاظ على الدولة وعلى النسيج الاجتماعي والأقليات، لذا يمكنها التفكير في كيفية إنقاذ الدولة بما يتعدى النظام، الذي بات يشكل تهديداً على الدولة.
كما شدد على أن النظام السوري لم يظهر حتى الآن أي نية للتحاور مع المعارضة، خاصة أنه يعتبرها جماعات إرهابية.
صالحي: يجب طرد “المرتزقة” من سوريا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أجمع وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، ونظيره الإيراني، علي أكبر صالحي، السبت، على أن الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة هو السبيل الوحيد لحل الأزمة السورية المستمرة منذ عامين.
وفي مؤتمر صحفي مشترك في طهران، دعا صالحي الحكومة السورية إلى تلبية مطالب الشعب، إلا أنه أكد على ضرورة طرد من اسماهم بـ”المرتزقة” الذين دخلوا البلاد.
وفي هذا الصدد، أكد صالحي أن واجب الحكومة السورية أن توفر الأمن، مضيفا أنه “لا يمكننا أن نطلب منها أن تضع السلاح جانبا ويعمل المرتزقة كيفما يشاؤون”.
كما طالب وزير الخارجية الإيراني المجتمع الدولي بالعمل على وقف “العنف والقتل” في سوريا، معتبرا أن من يعرقل الحوار مسؤول عن إراقة الدماء.
من جانبه، وبعد أن شكر المعلم الحكومة الإيرانية والمرشد علي خامنئي لوقفهما إلى جانب الشعب السوري، قال المعلم إن بلاده تواجه “أزمة يشارك فيها معظم الكون ولكننا صامدون بفضل دعم أطراف صديقة وشقيقة”.
وشدد المعلم على أن الحكومة السورية ماضية في خيار الحوار السياسي، مشيرا إلى أن نجاح الحوار يتطلب وقف كافة أشكال العنف في سوريا.
وعن “برنامج الحل الساسي الشامل” الذي وضعه الرئيس السوري، بشار الأسد، في يناير الماضي وأقرته الحكومة، أكد المعلم أن اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة الحوار اجرت محادثات مع أحزاب وفعاليات في الداخل، وتتواص مع المعارضة في الخارج.
وقال إن “قطار الحوار وضع على سكته، وذلك أيمانا من الحكومة السورية بالحل السياسي”، إلا أنه أشار إلى أن دمشق “لمست أن كل ما تقدم قطار الحوار نحو محطة جديدة يتصاعد العنف على الأرض”.
وأكد أنه يجب وقف العنف لنجاح الحوار السياسي، معترا أن “وقف العنف يبدأ بتجفيف مصادره لأننا نواجه مجموعات إرهابية مسلحة ترتبط بتنظيم القاعدة”.
وأضاف المعلم “الجهود المشتركة لوقف العنف تبدأ بالضغط على تركيا وقطر وآخرين ممن يدعمون الإرهاب ويمولون ويسلحون.. والمجموعات الإرهابية تدمر البنية التحتية للسوريين وتسفك دمهم”.
قتلى بقصف من الأراضي العراقية
ميدانيا، قالت مصادر المعارضة لسكاي نيوز عربية إن قصفا من الأراضي العراقية استهدف مقاتلي المعارضة المسلحة، السبت، وأسفر عن مقتل 3 منهم قرب معبر اليعربية الحدودي في مدينة الحسكة بعد سيطرة “الجيش الحر” عليه منذ 24 ساعة.
من جهة أخرى أعادت القوات الحكومية السورية فتح خط إمداد إلى مدينة حلب شمالي البلاد بعد أن استعادت سيطرتها على قرية جنوب شرقي المدينة.
وأفادت مصادر سكاي نيوز عربية في وقت قتل عشرات من الجنود النظاميين والمعارضين المسلحين باشتباكات للسيطرة على مقر الفرقة 17 في الرقة وفقا لمصادر سكاي نيوز عربية.
وتمثل السيطرة على قرية “تل شعيب” الخطوة الأخيرة نحو إقامة خط إمداد بري إلى حلب من محافظة حماة، وهو المحور الذي فقدت القوات الحكومية السيطرة على الجزء الأكبر منه، وفقا لما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان لرويترز.
ويقول المعارضون إنهم يسيطرون على معظم أرجاء مدينة حلب والريف التابع لها، دون أن يحققوا نصرا حاسما مشتكين من تفوق القوات الحكومية في العتاد وتعرضهم للقصف المدفعي والجوي والصاروخي.
أنباء عن عقد المؤتمر القطري للبعث السوري خلال أيام ولا توقعات بتغير منظوره حيال الأزمة
روما (2 آذار/مارس) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء
ذكرت مصادر إعلامية سورية نقلا عن مسؤولين في حزب البعث السوري أن مؤتمراً قُطرياً سينعقد على الأرجح خلال الأيام المقبلة، وذلك بغرض إحداث “تغيير جذري في قيادة الحزب الحالية”، والتي يبلغ تعدادها ثلاثة عشر عضواً
وقال موقع داماس بوست المحسوب على النظام الحاكم في سورية إنه، وفقاً لمصادر رفيعة في حزب البعث العربي الاشتراكي “سيتم تغيير كامل أعضاء القيادة القطرية لحزب البعث الحاليين، على أن يحلّ مكانهم حزبيون شباب”، على حد تعبيرها
ولم تتوقع المصادر الحزبية “أي تغيير يذكر في منظور الحزب للأزمة في سوريا، ولا في طريقة تعاطيه معها”، وذلك “برغم الانتقادات التي طالت سلوك الحزب تجاه الأزمة منذ بداية الأحداث وحتى الآن”.
وسيستغرق المؤتمر “يوماً واحداً فقط على الأرجح، وسيشارك فيه الرئيس السوري بشار الأسد، كما العادة، حيث من المتوقع أن يلقي كلمة”، حسبما أفاد موقع داماس بوست
وكانت مصادر في المعارضة السورية في الداخل رجحت أن يكون واحداً من أهداف المؤتمر القطري للبعث الذي تنوي القيادة عقده قريباً هو استبعاد نائب الرئيس فاروق الشرع, عن منصبه القيادي في الحزب.
وقالت المصادر في تصريح سابق لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “نعتقد أن هذا المؤتمر يهدف إلى أمرين أساسيين, الأول استبعاد الشرع عن عضوية القيادة القطرية، تمهيداً لاستبعاده من الحياة السياسية السورية، نظراً لما يشكله من تهديد للقيادة السياسية على اعتبار أن اسمه طُرح ليحمل صلاحيات الرئيس”. أما “الهدف الثاني هو تمكين المقربين من الرئيس بشار الأسد وأصدقائه من تولي قيادة الحزب وإدارة شؤونه, وفقاً لما يريد ويخطط له بعيداً عن قيادته الحالية”
ويعتبر الشرع أكبر الأعضاء سناً (76 عاماً), وتؤكد المصادر المطلعة أنه يقاطع اجتماعات القيادة القطرية منذ أشهر
وكان الائتلاف الوطني المعارض, بحث احتمالات حل الأزمة السورية سياسياً، من بينها اعتبار رئيس النظام وقادته الأمنيين والعسكريين خارج إطار أي حوار, والتفاوض مع أعضاء “البعث” الحاكم ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء.
ووفق بعض المصادر المطلعة، فإنه من المتوقع أن يكون الوزراء ونواب الوزراء والمديرون العامون من البعثيين ورؤساء النقابات المهنية والشعبية أعضاء طبيعيين في المؤتمر ويُقدر عددهم بالعشرات.
ورجحت أن يكون هناك أكثر من ربع عدد الأعضاء من الحزبيين القدماء فيما يكون الباقي من الجدد.
يشار إلى أن حزب البعث السوري يعقد مؤتمره كل خمس سنوات, ويرسم عادة في هذه المؤتمرات استراتيجية النظام السياسي وسياسته وخطواته المقبلة، بغض النظر إن كان هو الذي يقررها أم أن هناك جهات أخرى هي التي ترسمها.
ويعتبر هذا المؤتمر في حال انعقاده، الثالث الذي يترأسه الأسد، حيث عُقد مؤتمر العام 2000 انتخب بالإجماع الأسد أميناً عاماً للحزب بعد وفاة والده الرئيس حافظ الأسد، ثم عُقد مؤتمر ثان العام 2005
وزير الخارجية السوري يدين دعم الولايات المتحدة لمقاتلي المعارضة
بيروت (رويترز) – أدان وزير الخارجية السوري وليد المعلم يوم السبت الخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة بمنح المعارضين الذين يقاتلون من أجل الاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد مساعدات غير قتالية متهما واشنطن بالكيل بمكيالين.
وأضاف في مؤتمر صحفي في طهران مع وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إنه لا يفهم كيف تدعم الولايات المتحدة جماعات تقتل الشعب السوري.
وتابع أن هذه ليست سوى سياسة للكيل بمكيالين إذ ان من يسعى لحل سياسي لا يعاقب الشعب السوري.
وأعلنت الولايات المتحدة يوم الخميس انها ستقدم لأول مرة مساعدات غير قتالية للمعارضة السورية ووصفت المعونة بأنها وسيلة لتعزيز التأييد الشعبي للمعارضة.
وتشمل المساعدات امدادات طبية ومواد غذائية لمقاتلي المعارضة و60 مليون دولار لمساعدة المعارضة المدنية على توفير خدمات اساسية مثل الأمن والتعليم والصرف الصحي.
وقال صالحي إن من شأن الخطوة الأمريكية إطالة أمد الصراع في سوريا الذي اودى بحياة 70 ألف شخص.
وذكر صالحي “إذا كنتم تشعرون حقا بالأسف إزاء الوضع الراهن في سوريا فينبغي ان تحملوا المعارضة على الجلوس الى طاولة المفاوضات مع الحكومة السورية لانهاء نزيف الدم.
“لماذا تشجعون المعارضة على مواصلة مثل هذا العنف؟”
وتدعم إيران وروسيا الأسد في حين تساند الولايات المتحدة وحلفاؤها المعارضة بصفة عامة.
(إعداد هالة قنديل للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)
قوات الاسد تسترد قرية في حلب وإعادة فتح خط امداد
بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن قوات الرئيس بشار الاسد سيطرت على قرية جنوب شرقي مدينة حلب يوم الجمعة وأعادت فتح خط امداد الى أكبر مدن سوريا حيث تقاتل قوات المعارضة منذ ثمانية اشهر.
وقال المرصد ان استعادة قرية تل شغيب تمثل الخطوة الاخيرة نحو اقامة خط امداد بري من الشمال الى حلب من محافظة حماة وهو طريق حيوي لقوات الاسد التي فقدت السيطرة على جزء من الطريق السريع الرئيسي الذي يربط بين الشمال والجنوب.
ويقول المعارضون انهم يسيطرون على معظم ارجاء المدينة نفسها وكل المناطق النائية الريفية تقريبا. لكنهم لم يتمكنوا من تحقيق نصر حاسم وشكوا من ان القوات الحكومية تتفوق عليهم في العتاد وأنهم عرضة لخطر القصف من جانب القوات الجوية والمدفعية والصواريخ التي قتلت عشرات الاشخاص في حلب الاسبوع الماضي.
وتعهدت الولايات المتحدة بارسال مساعدات مباشرة غير فتاكة الى المعارضين في اجتماع روما يوم الخميس مما أصاب بالاحباط خصوم الاسد الذين كانوا يأملون في الحصول على مزيد من الدعم العسكري الملموس لترجيح كفة ميزان القوى على الارض لصالحهم.
وتحدث ناشطون عن يوم آخر من القتال الضاري في انحاء حلب شمال المطار العسكري في النيرب على بعد خمسة كيلومترات الى الشمال من تل شغيب التي استعادتها قوت الاسد.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان المؤيد للمعارضة ومقره بريطانيا ان هذا المكسب مهم للنظام. وكان يتحدث عن هجوم الجيش شمالا الذي قوض العديد من مكاسب المعارضة عندما تحركت جنوبا الى حماة من محافظة حلب في نهاية العام الماضي.
وأضاف انه في الشرق على الحدود العراقية تمكنت القوات الحكومية أيضا من استعادة السيطرة على مركز اليعربية الحدودي وهو نقطة لعبور الحدود بين العراق وسوريا بعد ان سيطرت عليها قوات المعارضة لمدة 24 ساعة.
وتصاعدت الانتفاضة التي اندلعت في مارس اذار 2011 باحتجاجات سلمية لتتحول الى حرب اهلية بين السنة الذين يمثلون الغالبية من سكان سوريا والاقلية العلوية.
وتقول الامم المتحدة ان 70 ألف شخص قتلوا وان نحو مليون شخص فروا من البلاد وصار ملايين الاشخاص غيرهم من النازحين أو في حاجة ماسة الى مساعدات غذائية.
وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون يوم الجمعة إن سوريا ستنهار إذا استمر القتال بين القوات الحكومية والمعارضة بدلا من السعي للتوصل الى اتفاق سلام من خلال التفاوض.
وقال بان في مؤتمر صحفي في جنيف “هذه فرصة ضئيلة للغاية ندعمها بقوة ونشجعهم على استغلالها. قد تفوت الفرصة عما قريب.”
وأظهرت الحكومة السورية استعدادا متزايدا لإجراء محادثات مع المعارضة لإنهاء الحرب الأهلية التي أجبرت نحو مليون سوري على الفرار من بلدهم.
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال يوم الاثنين إن الحكومة ستجري محادثات حتى مع المعارضة المسلحة وقال زعيم الائتلاف المعارض معاذ الخطيب انه مستعد للاجتماع مع ممثلين للاسد.
لكن مسؤولين سوريين يقولون ان أي محادثات جادة يجب ان تجري على أرض سورية تحت سيطرة الدولة ولم يظهروا استعدادا لبحث رحيل الاسد وهو المطلب الرئيسي للمعارضة. وبالنسبة لمقاتلي المعارضة الذين لا ينصتون لزعماء المعارضة المدنية في المنفى فان رحيل الاسد شرط مسبق للدخول في أي مفاوضات.
وقال بان “أواصل حث الأطراف السورية على أن تأخذ طريقها إلى طاولة المفاوضات. الفظائع في الشهور والسنوات الماضية تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الحل العسكري في سوريا يؤدي إلى تفككها.”
كما دعا مجلس الامن الدولي الى الوحدة والتعامل مع هذه الازمة. وكانت روسيا قد عرقلت إصدار مجلس الأمن قرارين يستهدفان إنهاء الحرب وتصر على أنه يجب ألا يكون تنحي الأسد عن السلطة شرطا مسبقا لحل يتم التوصل إليه من خلال التفاوض.
وانتقدت موسكو اجتماع الخميس في روما الذي عقدته دول غربية وعربية معارضة للاسد والخطوات التي “تشجع المتطرفين مباشرة” على الاطاحة بنظام الحكم من خلال استخدام القوة.
لكن الكرملين قال عقب محادثة هاتفية بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي باراك اوباما إنهما طلبا من وزيري خارجيتيهما مواصلة الاتصالات والبحث عن “مبادرات جديدة” لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا.
وقال وزير الخارجية الامريكي جون كيري يوم الخميس ان واشنطن ستقدم مساعدات غير فتاكة تشمل امدادات طبية وغذائية لمقاتلي المعارضة و60 مليون دولار لمساعدة المعارضة المدنية على تقديم الخدمات ومن بينها الامن والتعليم والخدمات الصحية.
وقال الاتحاد الاوروبي انه عدل العقوبات على سوريا للسماح بارسال عربات مدرعة ومعدات عسكرية غير فتاكة ومساعدات فنية.
ومازالت هذه الخطوات أقل مما يتطلع اليه المعارضون بالحصول على مزيد من الاسلحة ودفع المعارضة الى تأجيل اجتماع اليوم السبت الذي يتضمن اختيار رئيس للوزراء يرأس حكومة في الاراضي التي تسيطر عليها المعارضة.
وقال الخطيب انه ضاق ذرعا بسماع بواعث القلق الغربية بشأن الدور المتنامي للاسلاميين في صفوف المعارضة السورية وهي من العقبات الرئيسية امام الحصول على دعم عسكري اكبر.
وقال أثناء ظهوره مع كيري ووزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرزي إن الكثيرين يركزون على طول لحى مقاتلي المعارضة أكثر من الدماء التي تراق من الأطفال.
من دومنيك ايفانز
(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)