أحداث السبت، 11 حزيران 2011
عشرات القتلى في تظاهرات واسعة… والأسد لا يرد على اتصال من بان
أنقرة – يوسف الشريف نيويورك – «الحياة»
دمشق، عمان، نيقوسيا – «الحياة»، أ ف ب، رويترز، أ ب – رغم انتشار الدبابات وقوى الامن في المدن السورية منذ أيام وبدء العملية العسكرية في منطقة جسر الشغور بمحافظة أدلب، خرج عشرات الالاف من السوريين في تظاهرات واسعة في «جمعة العشائر» أمس. وشملت التظاهرات دمشق وحلب وحمص وحماه والقامشلي ودير الزور وبانياس ودرعا ومناطق اخرى. وبحسب ناشطين وشهود، ردت قوى الامن على التظاهرات بإطلاق الرصاص الحي، ما أدى الى عشرات القتلى والجرحى غالبيتهم في أدلب واللاذقية ودمشق. وترددت معلومات عن استخدام مروحيات في معرة النعمان وتكثيف قصف الدبابات في جسر الشغور.
تزامن ذلك مع تصعيد الضغوط الدولية على سورية، إذ اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب ارودغان النظام السوري بارتكاب «فظائع»، ووصف قمع المحتجين بأنه «غير مقبول». وخص اردوغان بالنقد ماهر الاسد، شقيق الرئيس السوري وقائد الحرس الجمهوري، ملمحا الى ان بلاده ستدعم قرار من مجلس الامن لإدانة العنف في سورية. في موازاة ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أن أمينها العام بان كي مون حاول الاتصال هاتفياً بالرئيس السوري فقيل له «إنه غير موجود»، كاشفة أن الأسد أبدى انزعاجه من مواصلة بان الاتصال به، وان الرئيس السوري قال له في آخر اتصال بينها:»لماذا تواصل الاتصال بي».
وفيما اعتبر وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس إن «شرعية الاسد محل شك»، أعلنت روسيا في موقف لافت انها ستستقبل قريبا وفدا من المعارضة السورية في موسكو من دون ان تعطى تفاصيل إضافية. ومن غير الواضح كون روسيا ستسعى لوساطة سياسية بين النظام السوري والمعارضة.
ميدانيا، قال ناشطون وشهود إن قوات الامن قتلت ما لا يقل عن 22 مدنيا بإطلاق النار أثناء التظاهرات امس، إلا ان ناشطين آخرين تحدثوا عن مقتل أكثر من 28، سقط 11 منهم في محافظة ادلب.
وقال ناشط حقوقي إن قوات الامن اطلقت النار على تظاهرة كبيرة في معرة النعمان قرب جسر الشغور في محافظة ادلب، ما ادى الى سقوط 11 قتيلا على الاقل. واحد المتظاهرين القتلى يدعى محمد الدغيم (30 عاما). وأكد والده في اتصال هاتفي مع «فرانس برس» انه «اصيب في صدره برصاص احد القناصة». وأكد الوالد والناشط ان مروحيات عسكرية سورية اطلقت النار على الحشود.
وافاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» عن تطويق متظاهرين لعناصر امن في منطقة معرة النعمان. ولفت الى ان «الحشود قطعت الطرقات لمنع ايصال التعزيزات العسكرية الى الشرطيين المحاصرين». واشار المرصد ايضا الى «مروحيات تحلق فوق المدينة». واكد ناشط ثالث لـ»فرانس برس» ان «المروحيات تقصف المدينة». فيما تحدث التلفزيون الرسمي السوري عن قصف مكثف من مجموعات «ارهابية مسلحة» في المدينة لمقر امني ادى الى سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات الشرطة والامن.
من جهة اخرى، اكد ناشط في المنطقة ان «الجيش يجتاح ثلاثة بلدات هي السرمانية وشيخ سنديان والقنية» خلال تقدمه الى جسر الشغور. وقال: «انهم يدكون بالمدفعية في اتجاه جسر الشغور لكن المدينة شبه مقفرة».
واعلن التلفزيون السوري وصول وحدات من الجيش الى «مشارف جسر الشغور». واشار الى اعتقال عناصر من مجموعات «ارهابية». وقال شاهد لـ «فرانس برس» إن قوى الامن تقوم بقصف القرى المحيطة بجسر الشغور. واضاف ان «الجنود اضرموا النار في حقول القمح في قرية الزيارة» التي تبعد خمسة عشر كلم جنوب شرق المدينة. فيما قال أحد اللاجئين، بعد ان عبر الحدود الليلة الماضية إلى تركيا: «جسر الشغور خالية فعلياً. لن يجلس الناس حتى يذبحوا كالخراف».
الى ذلك، قتل ستة اشخاص في اللاذقية عندما اطلقت قوات الامن النار على تظاهرة في المدينة الساحلية، بحسب رئيس المرصد السوري الذي افاد بان مدنيين اثنين قتلا جراء اصابتهما برصاص اطلق من آلية عسكرية في بصرى الحرير بمحافظة درعا. كما قتل ثلاثة مدنيين في حي القابون في دمشق بعد تظاهرات ليلية، بحسب تسجيل مصور بثه ناشطون حقوقيون.
واشار «المرصد السوري» الى سماع اطلاق نار في مدينة حمص، ثالث مدن البلاد حيث تظاهر الاف الاشخاص.
كما خرجت تظاهرات كبيرة في دير الزور والبوكمال وبانياس. وكان لافتاً ان عددا أكبر من المتظاهرين خرج في كل من دمشق وحلب، اللتين لم تشهدا حتى يوم امس خروجاً كبيراً للتظاهرات.
سياسيا، اتهم اردوغان، في أشد لهجة يستخدمها في شأن الوضع في سورية، النظام في دمشق بارتكاب «فظائع». ووصف قمع المحتجين بأنه «غير مقبول»، وأن أنقرة لن تستطيع أن تدافع عن دمشق في المحافل الدولية إذا استمر اللجوء للحل الأمني على حساب حل سياسي.
ويأتي ذلك فيما تواصل تدفق اللاجئين السوريين إلى تركيا. وقالت السلطات التركية إن عدد هؤلاء تجاوز الـ3200.
ونقلت وكالة انباء «الاناضول» عن اردوغان قوله: «للاسف فانهم (السلطات السورية) لا يتصرفون بطريقة انسانية». وخص أردوغان ماهر الاسد، شقيق الرئيس السوري، شخصيا بالنقد، قائلا انه لا يتصرف بشكل انساني وأن جنوده يتصرفون بوحشية مع المواطنين السوريين. وطرح اردوغان مثالا على ذلك الصور التي شاهدها لجنود سوريين يقفون فيها على اجساد نساء قتلى، قائلا: «إن مثل هذه الصور لا يمكن تفسيرها أو تحملها».
وأوضح أردوغان لقناة «إيه تي في» التركية أنه اتصل بالرئيس الاسد وشرح له الوضع كما يراه وأحوال اللاجئين السوريين الذين يفرون الى تركيا، لكنه فوجئ بان الرئيس السوري قدم رواية مخالفة تماما لما هو موجود على الارض على حد تصريح أردوغان .
وتابع: «تحدثت مع الاسد قبل اربعة او خمسة ايام لكنهم لا يقدرون خطورة الوضع». واكد انه «بناء على ذلك، لا يمكننا ان نصر على الدفاع عن سورية» في المحافل الدولية، ملمحا الى دعم أنقرة قرار ادانة ضد دمشق في مجلس الامن.
من ناحيته قال الرئيس التركي عبد الله غل إن القيادة المدنية والعسكرية التركية مستعدة لمواجهة «اسوأ السيناريوهات» من دون ان يكشف عن تفاصيل. وتابع: «للاسف، فمن الواضع ان الامور في سورية لا تتطور في الاتجاه الصحيح».
واستنفرت تركيا اعلاميا وسياسيا وعسكريا مع وصول الانباء من دمشق عن بدء عملية عسكرية في جسر الشغور، حيث وصل الجيش السوري الى نقطة قريبة جدا من الحدود التركية. وذكرت صحيفة «حرييت» التركية أن مسؤولي وزارة الخارجية التركية «قالوا ان من بين السيناريوهات التي نوقشت انشاء منطقة عازلة اذا سعى مئات الالاف للجوء الى تركيا». لكن هذه الفكرة لا تبدو وشيكة. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من مسؤولين في الخارجية التركية. وعلى الرغم من سخونة التنافس السياسي عشية الانتخابات البرلمانية التركية اليوم، فأن جميع المراقبين السياسيين في تركيا يؤكدون أن الهم الاول للحكومة التركية في اليوم التالي للإنتخابات سيكون الشأن السوري.
وفي نيوويرك، أعلنت الأمم المتحدة أن أمينها العام حاول الاتصال هاتفياً بالرئيس السوري ليل اول من امس، فقيل له «إنه غير موجود». وأكد فرحان حق نائب الناطق باسم بان أن الأمين العام «لم يتمكن من التحدث مع الأسد» عبر الهاتف. وأوضح ان الامين العام «أراد أن يعبر للأسد عن قلقه حيال الوضع الإنساني في سورية في ضوء الهواجس التي أعلنتها المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي»، إضافة الى «هواجس أخرى أعلنها تكراراً».
وأشار حق، رداً على سؤال لـ»الحياة»، الى أن الأسد أبدى انزعاجه من مواصلة الأمين العام الاتصال به خلال آخر اتصال هاتفي بينهما قبل اسبوعين. وأضاف أن بان كان أعلن سابقاً أن «الأسد قال له: لماذا تواصل الاتصال بي؟».
وفي جنيف، دعا رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كيلينبرغر دمشق الى اتاحة «الوصول الفوري» الى المناطق التي تشهد اعمال عنف، معربا عن استعداده للتوجه شخصيا الى سورية للقاء السلطات هناك.
تركيا تستعد للأسوأ وأعداد النازحين السوريين ترتفع
سوريا تطوي جمعة دموية جديدة … بلا أفق سياسي
اتسع نطاق الأزمة في سوريا امس مع اتساع نطاق التظاهرات التي دعا اليها معارضون في «جمعة العشائر»، ومع ارتفاع اعداد القتلى والجرحى في مختلف المدن والبلدات السورية الكبرى، وبينها جسر الشغور، جراء انطلاق العملية العسكرية التي يشنها الجيش ضد «مجموعات مسلحة» كانت مصادر رسمية سورية قد أعلنت الاثنين الماضي انها ارتكبت مجزرة ضد القوى الأمنية راح ضحيتها 120 عنصرا.
في هذا الوقت، زاد عدد النازحين السوريين من جسر الشغور ومحيطها الى داخل الاراضي التركية الى نحو 4000 نازح، بينما اعلن الرئيس التركي عبد الله غول ان بلاده تستعد للأسوأ في سوريا، وتحدث رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان عن «فظاعات» ترتكبها الاجهزة الامنية السورية، محذرا من ان أنقرة قد تدعم قرارا في مجلس الأمن الدولي ضد دمشق. فيما اعتبر وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أن شرعية حكم الرئيس السوري بشار الأسد أصبحت محل شك، وأعلنت موسكو انها ستستقبل قريبا وفدا من المعارضة السورية.
وعدا دمشق وحلب اللتين شهدتا تجمعات شعبية صغيرة، امس فإن التظاهرات عمت مختلف انحاء سوريا، وأدت الى سقوط نحو 32 قتيلا، في جسر الشغور وإدلب ومعرة النعمان واللاذقية وغيرها.
وقال ناشط حقوقي إن قوات الأمن أطلقت النار على تظاهرة كبيرة في معرة النعمان قرب جسر الشغور في محافظة ادلب، ما أدى إلى سقوط 11 قتيلا على الأقل. وأحد المتظاهرين القتلى يدعى محمد الدغيم (30 عاما). وأكد والده في اتصال هاتفي مع «فرانس برس» انه «أصيب في صدره برصاص احد القناصة». وأكد الوالد والناشط أن مروحيات عسكرية سورية أطلقت النار على الحشود.
وتحدث رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن عن تطويق متظاهرين لعناصر أمن في منطقة معرة النعمان، مشيرا إلى أن «الحشود قطعت الطرق لمنع إيصال التعزيزات العسكرية إلى الشرطيين المحاصرين»، موضحا أن «مروحيات تحلق فوق المدينة». وأكد ناشط حقوقي ثالث أن «المروحيات تقصف المدينة».
وتحدث التلفزيون الرسمي السوري عن قصف مكثف من مجموعات «إرهابية مسلحة» ضد مقر أمني أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات الشرطة والأمن. وقال التلفزيون الرسمي السوري إن الجيش دخل بلدة جسر الشغور وبدأ في اعتقال «مسلحين». وقال ناشط في المنطقة إن «الجيش يجتاح ثلاث بلدات هي السرمانية وشيخ سنديان والقنية» خلال تقدمه
إلى جسر الشغور، مضيفا «إنهم يدكون بالمدفعية في اتجاه جسر الشغور، لكن المدينة شبه مقفرة». وأشار مراسل وكالة «اسوشييتد برس» الذي كان ينتقل مع الجيش ان القوات وصلت الى مشارف جسر الشغور استعدادا لاقتحام المدينة، موضحا ان الاهالي في المناطق القريبة من جسر الشغور استقبلوا عناصر الجيش بالترحاب.
إلى ذلك، أعلن عبد الرحمن أن ستة أشخاص قتلوا في اللاذقية عندما أطلقت قوات الأمن النار على تظاهرة في المدينة الساحلية. وأضاف أن متظاهرين قتلا برصاص أطلق من آلية عسكرية في بصرى الحرير بمحافظة درعا. وقال أحد سكان القرية «كانت هناك تظاهرة ضمت نحو ألف شخص حين فتحت قوات الأمن النار من سياراتها». وذكر ان القتيلين هما عدنان الحريري وعبد المطلب الحريري.
وقال التلفزيون الحكومي إن جماعات «إرهابية» مسلحة أحرقت مباني للشرطة وقتلت عددا من أفراد الأمن في بلدة معرة النعمان، وهو ما أكده معارض تحدث لوكالة «اسوشييتد برس».
وذكرت «سانا» انه «استشهد وجرح عدد من قوات الأمن في هجوم للتنظيمات الإرهابية المسلحة على مفرزة الأمن بمعرة النعمان بالأسلحة المتوسطة والقنابل والديناميت». وأشار مراسل الوكالة في إدلب إلى أن «التنظيمات المسلحة في معرة النعمان تحاول تكرار سيناريو جسر الشغور من حرق للمنشآت الحكومية ومقار قوى الشرطة والأمن».
وأضاف «كما انتشر مئات المسلحين في بنش وتفتناز في إدلب وروعوا الأهالي، وقاموا بإطلاق النار على المواطنين وقوات حفظ النظام في معرة النعمان. وسقط عدد من القتلى والجرحى في صفوف التنظيمات المسلحة خلال ملاحقة الجيش لهم في المناطق المحيطة بجسر الشغور». وأشار الى أن «مجموعة مسلحة من خارج معرة النعمان تطلق النار على الأهالي والمفارز الأمنية وما زالت تجوب الشوارع، وحاصرت التنظيمات المسلحة في القرى المحيطة بجسر الشغور صوامع الحبوب وهددت الأهالي بحرق محاصيلهم».
واستشهد عنصر من «قوات حفظ النظام ومدني في بصرى الحرير في درعا جراء إطلاق مسلحين النار على سيارة تابعة لقوات حفظ النظام. وأطلق مسلحون النار على المواطنين في بابا عمرو في حمص ما أدى إلى إصابة أحد عناصر حفظ النظام، فيما أصيب عنصر آخر برصاص مسلحين في جورة العرايس في حمص، وحاول مسلحون في حي الرمل في اللاذقية اقتحام مجمع لطلائع البعث قيد الإنشاء وأطلقوا النار باتجاه الحراس».
وقال شهود عيان إن القوات السورية أطلقت النار على آلاف من المحتجين في مدينة درعا ما أسفر عن سقوط 8 جرحى. وأشار عبد الرحمن إلى مقتل ثلاثة مدنيين في حي القابون في دمشق بعد تظاهرات ليلية تم خلالها إحراق صورة للأسد، بحسب تسجيل مصور بثه ناشطون حقوقيون. وأشار الى سقوط 3 قتلى في دمشق وتسعة في اللاذقية واثنين في درعا.
وقال نشطاء وسكان إن محتجين خرجوا إلى الشوارع في دير الزور وحماه وحمص واللاذقية والرقة وهتفوا مطالبين «بسقوط النظام ودعما لأهالي جسر الشغور». ووردت تقارير أيضا عن احتجاجات في خمسة أحياء في دمشق وحلب.
تركيا
وفر حوالى 4000 سوري الى تركيا، فيما ذكرت وكالة «الأناضول» التركية الرسمية أن 57 سوريا من جسر الشغور يتلقون العلاج في المستشفى في تركيا. وأدلى اللاجئون في تركيا بشهادات صاعقة عن الوسائل التي يقولون إن قوات الامن تستخدمها لقمع المتظاهرين وتشمل القصف بالمروحيات وإطلاق النار على مواكب مشيعين او على مسعفين.
وقد وُضع معظم اللاجئين في مخيم في مدينة يايلاداغي أقيم بعد فرار اول دفعة من اللاجئين السوريين في اواخر نيسان. وبدأت جمعية الهلال الاحمر التركي في اقامة مخيمين آخرين في مدينة التينوزو وفي قرية بوينويوغون المجاورة يتسعان لما بين اربعة الى خمسة آلاف لاجئ، طبقا لعمال الاغاثة المحليين وتقارير الاعلام.
واتهم اردوغان النظام السوري بارتكاب «فظاعات» وعدم التصرف بشكل «إنساني» حيال المحتجين. وقال «تحدثت مع الأسد قبل اربعة او خمسة ايام وتناولت معه بشكل واضح الاوضاع. مع ذلك هم لا يزالون ينظرون بخفة الى الامر. ومع الأسف يقولون لنا أشياء مختلفة. وللأسف أقول بشكل واضح جدا ان شقيقه (ماهر) لا يتصرف بطريقة انسانية». وأكد انه «بناء على ذلك، لا يمكننا ان نصر على الدفاع عن سوريا».
وقال «للاسف قلت بشكل واضح جدا ان أخاه يتصرف بطريقة غير انسانية وإنه يمارس الوحشية في الوقت الراهن… ماهر. وأعتقد انهم يستعرضون فوق (جثث) النساء اللواتي قتلوهن للتو. ذلك يعطي انطباعا كريها. هذه الصور تتعذر استساغتها».
وأضاف «تصوروا هذه المشاهد الفظيعة حيث ظهرت فيها نساء قتلن. وهذه مشاهد لا يمكن قبولها وبلعها. ومن الطبيعي ان يدفع هذا الامر مجلس الامن الدولي الى التدخل. شئنا ام أبينا سيدفع هذا مجلس الامن والامم المتحدة الى التدخل. بل هناك تحضيرات لذلك. نحن كتركيا لا يمكن حينها ان نقف ونقول لا». وكرر التأكيد ان تركيا ستبقي حدودها مفتوحة امام اللاجئين السوريين، لكنه اضاف «الى اين سيصل ذلك؟».
وقال الرئيس التركي عبد الله غول، من جهته، إن بلاده «تتابع عن كثب التطورات الأخيرة في سوريا وإننا مستعدون، كعسكر ومدنيين، لمواجهة أسوأ السيناريوهات، ونتمنى ألا تحدث تطورات سيئة، لكن كما يبدو فإن الأمور لا تذهب في الاتجاه السليم». وأضاف «اتخذنا الإجراءات لمواجهة جميع الاحتمالات، ونتابع ما يجري في سوريا بكثير من الالم».
وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، من جهته، ان بلاده تعلق أهمية كبيرة على الاستقرار في سوريا، مؤكداً استمرار دعم الشعب السوري واستضافته على الأراضي التركية إلى أن تعود الأمور إلى طبيعتها.
ولفت إلى ان «بعض التطورات حصلت في جسر الشغور، وفي بلدة قريبة من الحدود بين تركيا وسوريا»، مشيرا الى تلقيه معلومات عن سقوط عدد كبير من القتلى. وشدد على ان تركيا «ستستمر في دعم الشعب السوري، ونحن مستعدون لاستضافة السوريين إلى أن يعود الوضع إلى طبيعية».
غيتس
وقال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إن شرعية حكم الرئيس السوري بشار الأسد أصبحت محل شك. وأضاف، في ندوة ببروكسل، «أود أن أقول إن ذبح أبرياء في سوريا يجب أن يكون مشكلة ومثار قلق للجميع». وقال «هل ما زال الأسد يتمتع بالشرعية لحكم بلاده؟ أعتقد أن هذا سؤال يجب أن يفكر فيه الجميع».
وفي اشارة الى موجة الثورات على الانظمة في العالم العربي، قال غيتس «لا شك ان ثمة خطا فاصلا في الشرق الاوسط بين الحكام الذين لا يتورعون عن قتل شعوبهم للبقاء في السلطة وأولئك المستعدين لتسليمها».
وأكدت واشنطن أنها تريد «زيادة الضغوط» على الأسد لدفعه الى وقف اعمال العنف. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر «تنبغي اقامة ضغط دولي. سنواصل البحث عن طريقة لمضاعفة الضغوط عليه».
وفي حين لا تزال روسيا تعارض مشروع القرار في مجلس الامن، فإن ممثلا خاصا لروسيا اعلن انه سيستقبل بعثة من المعارضة السورية في موسكو. وقال الممثل الخاص للرئيس الروسي للشؤون الافريقية والازمات في العالم العربي ميخائيل مرغيلوف «سأستقبل قريبا وفدا من المعارضة السورية في موسكو» من دون مزيد من التوضيحات.
(«السفير»، سانا، أ ف ب، أ ب، رويترز، أ ش أ)
شاهد: مقتل 30 عنصرا من الجيش السوري رفضوا اطلاق النار على أهالي جسر الشغور
مقتل 28 متظاهرا في سورية وانباء عن انشقاق جنود
اردوغان يتهم النظام بارتكاب ‘فظاعات’ ويصف ماهر الاسد بالوحشية
دمشق ـ عمان ـ انقرة ـ ‘القدس العربي’ ـ وكالات: قتلت قوات الامن السورية الجمعة 28 مدنيا على الاقل باطلاقها النار على المتظاهرين الذين نزلوا بعشرات الالاف الى الشوارع على امتداد البلاد، رغم القمع الذي يمارسه النظام المتهم بارتكاب ‘فظاعات’، في حين تحدث لاجئون عن معارك بالاسلحة بين قوات الجيش وجنود رفضوا تنفيذ اوامر باطلاق النار على محتجين، وتحدث شهود عيان عن اغتيال 30 عنصرا من الجيش بعد رفضهم اطلاق النار على المدنيين في بلدة جسر الشغور.
ومن المناطق الكردية في الشمال الى مدينتي دير الزور والبوكمال في وسط شرق البلاد مرورا بالعاصمة دمشق، حض الناشطون المؤيدون للديمقراطية الذين دعوا لهذه التظاهرات عبر موقع فيسبوك، العشائر على الانتفاض في وجه النظام ودعوا الى الدفاع عن مدينة جسر الشغور التي شهدت مقتل العشرات شمال غرب سورية.
وفر اغلب سكان هذه المدينة البالغ عددهم 50 الفا هربا من القمع، وقد وصل الالاف منهم في الايام الماضية الى تركيا.
وقال التلفزيون الرسمي السوري إن الجيش دخل بلدة جسر الشغور الحدودية في شمال غرب البلاد حيث دارت اشتباكات في وقت سابق هذا الاسبوع وبدأت في اعتقال ‘مسلحين’.
وفر عشرات الآلاف من المدنيين من البلدة إلى تركيا خوفا من عمليات انتقامية من قوات الأمن ردا على حوادث قالت الحكومة إنها أسفرت عن مقتل 120 جنديا هذا الاسبوع. وقال التلفزيون الحكومي إن جماعات ‘إرهابية’ مسلحة أحرقت مباني للشرطة وقتلت عددا من افراد الأمن في بلدة معرة النعمان على بعد نحو 35 كيلومترا. ولم تتضح طبيعة ‘الجماعات الإرهابية’ المزعومة. وحاولت الحكومة مرارا تصوير المحتجين المناهضين لها على أنهم مسلحون.
لكن محتجين ولاجئين في تركيا ونشطاء حقوقيين قالوا إن بعض الجنود في شمال غرب البلاد رفضوا إطلاق النار على المحتجين ونشب قتال بين القوات والجنود الرافضين لإطلاق النار هذا الاسبوع.
وقال متظاهر عبر الهاتف ‘كانت هناك احتجاجات سلمية اليوم (امس) في معرة النعمان تطالب بالحرية وسقوط النظام. تركتنا قوات الأمن نحتج لكنها فتحت النار لتفريقنا عندما رأت أن حجم المظاهرة يزداد’. واضاف ‘اثناء الاحتجاج رفض ضابطان وثلاثة جنود إطلاق النار فحملناهم على أكتافنا. بعد ذلك فوجئنا بطائرات هليكوبتر تطلق النار علينا’.
وتحدث رجل يبلغ من العمر 40 عاما فر من جسر الشغور عبر الحدود إلى تركيا مصابا برصاصة في الفخذ عن عصيان بعض الجنود للأوامر. وقال ‘بعض قوات الأمن انشقت ورفض البعض في الجيش أوامر رؤسائهم. إنهم يطلقون النار على بعضهم’. وذكر شاهد عيان من سكان جسر الشغور إن عناصر من الجيش السوري رفضت اطلاق النار على المدنيين في المدينة وكان الجزاء القتل.
وأضاف شاهد العيان، الذي تعرض لاصابة ويتلقى العلاج بمستشفى في تركيا، ‘وبعد نشوب خلافات مع القيادة وصلت طائرات عمودية واطلقت النيران باتجاه العناصر الامنية بشكل عشوائي، حيث قتلت حوالي 30 منهم وأصابت كثيرا وتم بعد ذلك خطف المصابين ولم نعرف اين هم وقام الاهالي ايضا بتهريب بعض المصابين من قوات الامن الرافضين للاوامر’.
وادلى اللاجئون – الجرحى في كثير من الاحيان – بشهادات صاعقة عن الوسائل التي يقولون ان قوات الامن تستخدمها لقمع المتظاهرين وتشمل القصف بالمروحيات واطلاق النار على مواكب مشيعين او على مسعفين.
ونشر نشطاء حقوقيون تسجيلا مصورا على موقع يوتيوب لشخص قال انه ضابط كبير في الجيش يدعى حسين عرموش يقول إنه انشق مع عدد من الجنود للانضمام إلى صفوف الجماهير المطالبة بالحرية والديمقراطية. وقال في التسجيل الذي لم يتسن التحقق من صحته على الفور إنهم أقسموا في القوات المسلحة على توجيه نيرانهم نحو العدو وليس إلى الشعب السوري الأعزل.
وقالت وكالة انباء الأناضول التركية الرسمية إن 57 سوريا من جسر الشغور يتلقون العلاج في المستشفى في تركيا. وقال سوري يدعى أحمد عبد اللطيف (27 عاما) ويرقد مشلولا ومصابا بثلاث رصاصات إن عملاء للمخابرات العسكرية السورية أطلقوا النار من فوق سطوح مبان عليه وعلى أناس عزل آخرين تجمعوا في حديقة عامة بعد تشييع جثمان محتج.
وقال آخر يدعى أبو عطا أصيب بالرصاص في الظهر إنه كان ضمن عمال الهلال الأحمر بملابسهم البرتقالية المميزة حين وصلوا لمساعدة مشيعين في عزاء آخر هذا الاسبوع وعندها تعرض لإطلاق النار من فوق سطوح مبان. وقال ‘كان ضربا بقصد القتل’.
وتمنع سورية معظم وسائل الاعلام المستقلة من العمل في البلاد مما صعب مهمة التحقق من التقارير المتباينة عن اعمال العنف واراقة الدماء.
وقالت صحيفة تركية الجمعة إن تركيا تفكر في إقامة منطقة عازلة على حدودها مع سورية إذا فر مئات الآلاف من العنف هناك.
ودفعت هذه الممارسات برئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي غالبا ما يصف نفسه بانه ‘صديق’ للرئيس السوري، الى الخروج عن تحفظه التقليدي متهما النظام السوري بارتكاب ‘فظاعة’ عبر قتل نساء. واعتبر بشكل عام ان قمع التظاهرات في سورية ‘غير مقبول’.
وقال اردوغان في مقابلة تلفزيونية ‘لا يمكننا حقا غلق الابواب امام من يفرون للنجاة بحياتهم ويهربون الى تركيا. يجب ان نرحب بهم لكن الى اي مدى سيستمر هذا الامر؟ هذه مسألة أخرى’.
وقال ‘تحدثت مع الاسد قبل اربعة او خمسة ايام لكنهم (السوريين) يقللون من اهمية الوضع (…) وللاسف لا يتصرفون بشكل انساني’.
واضاف ان دمشق تتعامل مع القضية ‘باستخفاف شديد’ وانه لا يمكن لتركيا الدفاع عن رد سورية ‘غير الانساني’ على الاحتجاجات.
وقال ‘للاسف قلت بشكل واضح جدا ان اخاه يتصرف بطريقة غير انسانية وانه يمارس الوحشية في الوقت الراهن… ماهر. واعتقد انهم يستعرضون فوق (جثث) النساء الذين قتلوهن للتو. ذلك يعطي انطباعا كريها. هذه الصور تتعذر استساغتها’.
وفر نحو ثلاثة الاف سوري الى جنوب تركيا خوفا من هجوم الجيش الذي بدأ بالفعل عملية عسكرية في بلدة جسر الشغور قرب الحدود مع تركيا، بحسب ما ذكره التلفزيون السوري الجمعة. كما حذر الرئيس التركي عبد الله غول نظام حكم الرئيس السوري بشار الأسد من التمادي في استخدام العنف ضد المحتجين.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية الجمعة عن غول قوله في مدينة اسطنبول التركية’إن تركيا تنظر إلى السوريين على أنهم جيران وإخوة يرتبطون مع تركيا بروابط أسرية.
وأضاف غول ‘نتابع الوضع في سورية يوميا من خلال وكالات الأنباء بدقة، بل بدقة قصوى’.
وذكر غول أن بلاده متأهبة لأسوأ السيناريوهات من الناحية المدنية والعسكرية.
وقال غول ‘لا نرغب بطبيعة الحال أن تحدث هذه السيناريوهات السيئة، لكن الأمور لا تتطور في الاتجاه الصحيح’.
من جانب اخر، دان وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس الجمعة ‘المجازر ضد الابرياء’ التي يرتكبها النظام السوري معتبرا ان ‘شرعية’ الرئيس بشار الاسد اصبحت موضع تساؤل.
لكن في مجلس الامن الدولي في نيويورك، انقسمت الاراء على امكانية التصويت على قرار يدين القمع في سورية تقدمت به دول اوروبية بدعم من الولايات المتحدة.
ولا تزال روسيا تعارض مشروع القرار معتبرة انه قد يفاقم الوضع. الا ان ممثلا خاصا لروسيا اعلن انه سيستقبل بعثة من المعارضة السورية في موسكو.
وفي جنيف، دعا رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كيلينبرغر الجمعة دمشق الى اتاحة ‘الوصول الفوري’ الى المناطق التي تشهد اعمال عنف، معربا عن استعداده للتوجه شخصيا الى سورية للقاء السلطات هناك.
جمعة العشائر دموية ايضا
رأي القدس
جمعة اخرى دموية تشهدها سورية، حيث وصل عدد الشهداء حتى كتابة هذه السطور اكثر من 22 شهيداً سقط 11 منهم في محافظة ادلب، حيث اكد شهود العيان ان مروحيات عسكرية اطلقت النار على المتظاهرين.
من الواضح ان الاجهزة الامنية السورية المدعومة بدبابات الجيش ومروحياته مازالت مصرة على استخدام الرصاص الحي في مواجهة المدنيين، بينما تغيب الحلول السياسية المرتكزة على الاصلاحات كلياً من المشهد السوري.
السلطات السورية تراهن على امكانية انهاء الثورة الشعبية بالقوة، واستعادة سيطرتها على جميع انحاء البلاد مجدداً، واعادتها، اي سورية، الى الوضع الذي كان قائماً في السابق، ولكن هذا الرهان خاسر، لان مؤشر الاحتجاجات في تصاعد مستمر، ولا توجد اي دلائل تفيد بان الشعب السوري قد تعب، وبالتالي تراجع عن مطالبه العادلة في الحرية والشفافية واحترام حقوق الانسان والتغيير الديمقراطي الشامل.
ان الاصرار على صم الآذان في وجه نصائح الاصدقاء، والمضي قدماً، وبوتيرة متسارعة في عمليات القتل، سيؤدي الى جر البلاد الى اتون الحرب الاهلية، وربما التدخل الخارجي بصورة او بأخرى، فمن الواضح ان هناك جماعات داخل سورية وخارجها تدفع في هذا الاتجاه تحت عنوان الدفاع عن النفس.
السيد رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا يعتبر من اكثر القادة الاسلاميين قرباً للنظام السوري ورئيسه بشار الاسد، واستطاع في سنوات قليلة توثيق العلاقة بين بلاده وسورية، انعكست في اقامة مناطق حرة مشتركة، وفتح الحدود امام مواطني البلدين للتحرك بحرية في الاتجاهين، وتدشين مشاريع اقتصادية وتعاون تجاري مشترك.
ولذلك عندما يطفح كيله، وهو الصديق والحليف الحميم، ويتهم النظام السوري بارتكاب ‘فظاعات’ وعدم التصرف ‘بشكل انساني’ حيال المحتجين من ابناء شعبه، ويؤكد انه اتصل بالرئيس بشار الاسد قبل ايام ليكتشف انه ومسؤولين آخرين يقللون من اهمية الوضع، فان هذا مؤشر خطير على ان الاوضاع في سورية تنجرف نحو الاسوأ.
رئيس الوزراء التركي لمح في مقابلته التي نقلتها عنه وكالة الانباء الرسمية (الاناضول) الى الدور الذي يلعبه السيد ماهر الاسد شقيق الرئيس وقائد الفرقة الرابعة في التصدي للاحتجاجات بطريقة دموية، وهذه هي المرة الاولى التي يذهب فيها السيد اردوغان الى هذا الحد، ويسمي الاشياء باسمائها بكل صراحة ووضوح، فالرجل الذي يملك حدودا مشتركة مع سورية تزيد عن 800 كيلومتر، يعرف ما لا يعرفه الآخرون حول طبيعة مراكز القوى داخل سورية.
كنا نتمنى لو ان القيادة السورية التي تتحكم بمقدرات الامور في البلاد، استمعت الى نصائح السيد اردوغان مبكرا، وعملت بما ورد فيها من تركيز على ضرورة اجراء اصلاحات سياسية جدية تلبي طلبات الجموع الثائرة المحتجة في العدالة والديمقراطية ومحاربة الفساد والفاسدين، ولكن هذه القيادة كابرت ورفضت العمل بهذه النصائح لانها لا تريد ان تظهر بمظهر الضعف، وتقديم التنازلات تحت ضغط الشارع الغاضب الثائر.
عشرون شهيدا سقطوا في جمعة العشائر بالامس، ويعلم الله كم شهيدا سيسقط اليوم عند تشييع هؤلاء الى مثواهم الاخير. انها دائرة دموية تتسع جمعة بعد جمعة، وتجر البلاد الى حافة الهاوية، ان لم تكن الهاوية نفسها.
إصلاحات جديدة قريباً…. وحماة تسجل أكبر التظاهرات للأسبوع الثاني
يتجه النظام السوري لإعلان رزمة إصلاحية جديدة، وفتح حوار مع معارضيه، في الوقت الذي أطلق فيه الجيش حملة عسكرية في منطقة جسر الشغور، بالتزامن مع تسجيل مدينة حماة، للأسبوع الثاني على التوالي، أكبر التظاهرات المناهظة للنظام التي خرجت أمس تحت شعار «جمعة العشائر»
فيما أعادت «جمعة العشائر» معارضي النظام السوري إلى الشوارع، بعدما شهدت مجموعة من المدن السورية أمس تظاهرات مطالبة بالإصلاح وسط تراجع حدة الاحتكاكات بين المتظاهرين والقوات الأمنية، بدأت وحدات من الجيش السوري بـ«ملاحقة التنظيمات المسلحة في منطقة جسر الشغور»، وذلك بالتزامن مع توجه النظام لإعلان مجموعة من الخطوات الإصلاحية الجديدة.
وعلمت «الأخبار» أن النظام السوري سيعلن خلال الأيام المقبلة مجموعة من الخطوات ستشمل إلغاء القانون 49 الصادر عام 1980، الذي ينص على «الحكم بالإعدام على كل من ينتسب إلى جماعة الإخوان المسلمين»، بالإضافة إلى إلغاء المادة «8» من الدستور التي تشير إلى أن حزب البعث «الحزب القائد في المجتمع والدولة».
كذلك من بين الخطوات إطلاق سراح جميع المعتقلين، تماشياً مع العفو الذي أعلنه الرئيس السوري، قبل فترة وجيزة، بالإضافة إلى إعلان نتائج التحقيق في أحداث القتل التي شهدتها المدن السورية منذ اندلاع الاحتجاجات، وإعلان يوم حداد وطني على جميع الضحايا الذين سقطوا.
وعلمت «الأخبار» أن النظام سيوجه الدعوة إلى لقاء حواري بحضور 58 شخصية معارضة، 40 من معارضة الداخل و 18 من معارضي الخارج.
لكن مصادر «الأخبار» القريبة من أوساط القصر في سوريا، أشارت إلى أن قيادات المعارضة التي تظهر على قناة «الجزيرة»، والتي تسميها هذه الأوساط بـ«قيادات الجزيرة»، رفضت المشاركة في الحوار، فيما يجري نقاش داخل جماعة الإخوان المسلمين حول الحضور من عدمه مع ترجيح المقاطعة.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي أطلق فيه النظام السوري حملته الأمنية في منطقة جسر الشغور والمناطق المحيطة بها. ومنذ ساعات الصباح الأولى، أكد التلفزيون أنه «استجابة لنداء الأهالي، بدأت وحدات الجيش العربي السوري تنفيذ مهماتها في منطقة جسر الشغور للسيطرة على القرى المحيطة وإلقاء القبض على عناصر العصابات المسلحة التي روعت السكان وقتلت عناصر من القوات الأمنية».
وفيما تحدث التلفزيون السوري عن القبض على عدد كبير من المسلحين في جسر الشغور، متهماً التنظيمات المسلحة بأنها «أضرمت النار بالمحاصيل الزراعية والأحراج في المناطق المحيطة بجسر الشغور»، كان لافتاً سماح الجيش السوري لعدد من المراسلين بمرافقته خلال دخوله إلى منطقة «جسر الشغور»، وبينهم مراسل «أسوشييتد برس» الذي أكد أن الجيش أعلن بداية العمليات عند الساعة الخامسة صباحاً.
ولفت المراسل إلى أنه في منطقة السرمانية، شاهد الصحافيون حافلة للجيش كانت متوقفة، وزجاجها الأمامي محطم بسبب إطلاق نار، وأشار الجيش إلى أنها تعرضت للهجوم، وأن السائق نجا بعدما أصابت رصاصة سترته الواقية. كذلك شاهد الصحافيون ثماني قنابل على جانب الطريق في قرية الزيارة، فيما تحدث أحد الشهود العيان لوكالة «فرانس برس» عن إضرام الجنود النار «في حقول القمح في القرية».
وفي وقت لاحق، نقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن شهود عيان قولهم إن «10 أشخاص على الأقل قتلوا في قصف عنيف من الدبابات السورية» في بلدة معرة النعمان في محافظة إدلب. ونقلت الوكالة عن معارض سوري، طلب عدم الشكف عن اسمه قوله إن «الآلاف من المتظاهرين تغلبوا على ضباط الأمن وأشعلوا النار في مركز للشرطة ومحكمة، وإن الجيش رد بقذائف الدبابات»، فيما تحدث التلفزيون السوري عن أن المسلحين فتحوا النار على مراكز الشرطة في معرة النعمان، ما أدى إلى سقوط ضحايا بين موظفي الأمن.
وفيما تحدثت وكالة «أسوشييتد برس» عن مقتل 21 شخصاً خلال أحداث أمس، أفادت «رويترز» عن مقتل 28. أما رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، فقد أعلن لوكالة «فرانس برس» مقتل 7 مدنيين خلال التظاهرات، بينهم «ثلاثة قتلوا في حي القابون بدمشق، فيما قتل اثنان آخران في بصرى الحرير في محافظة درعا جنوب سوريا، وقتل سادس في مدينة اللاذقية الساحلية». وأشارت وكالة «سانا» الرسمية إلى أن أحد القتلى في بصرى الحرير مدني والثاني من قوى الأمني وسقطا برصاص مسلحين. كذلك نقلت «فرانس برس» عن ناشط آخر لحقوق الإنسان، رفض الكشف عن اسمه، إشارته إلى وفاة متظاهر في السرمانية.
وسجلت مدينة حماة، وفقاً لموقع «سيريا نيوز»، أضخم التظاهرات. ونقل الموقع عن ناشط في المدينة قوله «إن عشرات الآلاف المتظاهرين لا يزالون في ساحة العاصي وفي كثير من أزقة مدينة حماة وشوارعها، مع غياب أمني كلي في المدينة»، فيما أشارت وكالة «يونايتد برس إنترناشونال» إلى انقطاع الاتصالات الهاتفية الأرضية والجوالة عنها منذ صباح أمس.
وأكد موقع «سيريا نيوز» خروج نحو ألفي شخص في تظاهرة في مدينة سراقب على أوتوستراد حلب ـــــ دمشق، مرددين هتافات تطالب بالحرية وفك الحصار عن درعا وجسر الشغور، انفضت بعد ساعتين من دون صدامات مع القوى الأمنية، فيما تظاهر وفقاً للموقع نفسه المئات من الطلاب في جامعة حلب. وعمدت قوات الأمن إلى تفريق الطلاب بالقوة مستخدمة الهراوات، فيما تجمع العشرات من الموالين للرئيس السوري بشار الأسد.
بدوره، شهد حي الميدان في دمشق تظاهرات، حيث خرج المئات من المحتجين، بالإضافة إلى مساكن برزة وركن الدين والحجر الأسود، المعضمية وداريا والكسوة والقابون وبرزة ودوما والتل. ولم تغب مدينتا حمص واللاذقية عن مشهد التظاهرات. وفي محافظة حلب، خرجت تظاهرات شارك فيها العشرات في سيف الدولة وحي صلاح الدين وبعض طلبة المدينة الجامعية.
وأعلن الممثل الخاص للرئيس الروسي للشؤون الأفريقية والأزمات في العالم العربي، ميخائيل مرغيلوف، أمس، أنه سيستقبل قريباً وفداً من المعارضة السورية في موسكو. وصرّح في مؤتمر صحافي في العاصمة الروسية قائلاً «سأستقبل قريباً وفداً من المعارضة السورية في موسكو»، دون مزيد من التوضيحات.
في غضون ذلك، أدان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس «المجازر بحق الأبرياء» التي يرتكبها النظام السوري، مشيراً إلى أن «شرعية» الرئيس السوري، بشار الأسد، أصبحت موضع تساؤل. وأوضح غيتس أن «المذابح بحق الأبرياء في سوريا يجب أن تكون مشكلة ومصدر قلق للجميع»، معرباً عن اعتقاده «أنه بات على الجميع التفكير في ما إذا كان الأسد يملك الشرعية ليحكم في بلده بعد هذا النوع من المجازر».
وفيما تدعم الولايات المتحدة مسودة قرار لمجلس الأمن الدولي تدين سوريا بانتهاج حملة قمع وحشية على المتظاهرين المعارضين، أعربت البرازيل، العضو غير الدائم في مجلس الأمن الدولي، عن قلقها من أن يؤدي صدور قرار عن المجلس إلى زيادة التوتر في الشرق الأوسط.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)
أنقرة تتّهم نظام الأسد بارتكاب «فظاعات»: مستعدّون لكل السيناريوات
سجّلت أنقرة، أمس، بمسؤوليها الثلاثة الأرفع شأناً، الموقف التركي الأقوى بحق النظام السوري حتى اليوم، مع تلويحها باستعدادات لمواجهة السيناريوات العسكرية كما المدنية، وتسميتها لمسؤولي «الفظاعات» من بين رموز النظام السوري
قطع المسؤولون الأتراك كل الخطوط الحمراء التي كانت لا تزال تحكم مواقفهم القوية المنتقدة للنظام السوري في تعاطيه مع التظاهرات التي تشهدها البلاد؛ فللمرة الأولى منذ انطلاق الحراك السوري، خرج الكلام التركي الذي كان مقتصراً على تقارير صحافية حول استعدادات للتدخل وإنشاء منطقة عازلة بين سوريا وتركيا، إلى العلن، مع تلويح الرئيس التركي عبد الله غول، ولذلك رمزية كبيرة، بأن أنقرة تدرس كل الاستعدادات لكل السيناريوات، المدنية والعسكرية منها، في ما قد يشير إلى ما أوردته صحيفة «حرييت» عن أن الحكومة والجيش التركيين يستعدان للتدخل في الأراضي السورية لإقامة منطقة فاصلة بين تركيا وسوريا. كلام لا يقل أهمية عن موقف لرئيس الحكومة، رجب طيب أردوغان، الذي حمّل شقيق الرئيس السوري، ماهر الأسد، مسؤولية «الفظاعات» التي ترتكبها أجهزة الأمن السورية، وهو ما يجعل من تركيا «عاجزة عن الدفاع عن سوريا في مجلس الأمن»، بالتزامن مع استمرار تدفق السوريين الهاربين من العنف إلى الأراضي التركية.
ومن المرات النادرة، تحدث الرئيس التركي، الذي يقتصر تدخله على الشؤون ذات الأهمية الكبيرة جداً، عن الأزمة السورية، أمس، فقال «نحن نتابع التطورات السورية عن كثب وبحزن، ونتلقى تقارير استخبارية على مدار الساعة، وقد اتخذنا كل الاستعدادات المدنية والعسكرية لمواجهة أسوأ السيناريوات. طبعاً لا نتمنى أبداً حصول الأمور السيئة، لكن من الواضح أن الأحداث لا تسير بالاتجاه السليم، لذلك اتخذت تركيا وستتخذ كل الاجراءات لمواجهة كل شيء». وبحسب ترجمة وكالة «فرانس برس»، فإن غول قال «إن القيادتين المدنية والعسكرية التركيتين مستعدتان لمواجهة أسوأ السيناريوات»، من دون أن يكشف عن تفاصيل.
بدوره، رفع أردوغان من سقف لهجته إزاء نظام الأسد، موضحاً أنّ النظام يرتكب «فظاعات»، واصفاً قمع المحتجين في سوريا بأنه «غير مقبول». ونقلت وكالة أنباء الأناضول الجمعة عن أردوغان قوله، في مقابلة تلفزيونية مساء الخميس، «تحدثت مع (الرئيس السوري بشار) الأسد قبل أربعة أو خمسة أيام، لكنهم (السوريون) يقللون من أهمية الوضع ويتعاطون معه ببساطة، وللأسف لا يتصرفون بطريقة إنسانية، ويقولون لنا أموراً ويفعلون أشياء أخرى». وقال «إن عائلة الأسد، وبالأخص شقيق الرئيس ماهر الأسد، لا تتصرف بطريقة انسانية. إنهم يقتلون أشقاءنا وشقيقاتنا بعنف وبلا رحمة، حتى إنهم يصوّرون جرائمهم». وتابع «هل تتصورون؟ إنهم يلتقطون صوراً بشعة لرؤوس النساء اللواتي قتلوهن. إنّ هذه الصور غير مقبولة أبداً».
ولفت رئيس الحكومة التركية إلى أنه «لا يمكن تركيا أن تدافع عن سوريا» في إشارة إلى الجهود الدولية لنقل الملف السوري إلى مجلس الأمن الدولي. وعن هذا الموضوع قال «بشكل غير ضروري، هذه الوحشية تدفع باتجاه تدخل مجلس الأمن. هناك (في نيويورك) تتمّ الاستعدادات، وفي مواجهة هذه المساعي لا يمكننا كأتراك أن نواصل دفاعنا عن سوريا».
وفيما طمأن أردوغان إلى أن تركيا «ستبقي حدودها مفتوحة أمام اللاجئين السوريين»، عاد ليتساءل «لكن إلى أين سيصل ذلك؟ وحتى متى نبقي أبوابنا مفتوحة؟ هذه مسألة أخرى»، مذكراً بأن «الأحداث في سوريا تختلف عن ليبيا، إنها بأهمية الشؤون الداخلية التركية».
بدوره، أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو أن بلاده «تعلق أهمية كبيرة على الاستقرار في سوريا»، مؤكداً استمرار دعم الشعب السوري واستضافته على الأراضي التركية «حتى تعود الأمور إلى طبيعتها». ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن داوود أوغلو قوله إنه عقد اجتماعاً مع حاكم إقليم هاتاي لمناقشة حاجات اللاجئين السوريين، كاشفاً أن 2800 لاجئ سوري عبروا الحدود إلى تركيا خلال الأيام الثلاثة الماضية، غالبيتهم أطفال ونساء ومسنون. ولفت إلى أن «بعض التطورات حصلت في جسر الشغور، وفي بلدة قريبة من الحدود بين تركيا وسوريا»، مؤكداً تلقيه «معلومات عن سقوط عدد كبير من القتلى».
في المقابل، كشفت صحيفة «حرييت» أن تركيا «تفكر في إقامة منطقة عازلة على حدودها مع سوريا إذا فرّ مئات الآلاف من العنف هناك». وجاء في الصحيفة أن «مسؤولي وزارة الخارجية قالوا إن من بين السيناريوات التي نوقشت إنشاء منطقة عازلة إذا سعى مئات آلاف من السوريين للجوء إلى تركيا».
وعلى وقع الحملة العسكرية في جسر الشغور، ذكرت وكالة أنباء الأناضول أن عدد السوريين اللاجئين إلى تركيا هرباً من أعمال العنف في بلادهم ارتفع إلى نحو 3000 شخص، مؤكدة أن مصلحة إدارة الطوارئ التركية أرسلت مبلغ 475 ألف دولار لمكتب حاكم هتاي لكي تتمكن السلطات المحلية من تأمين احتياجات اللاجئين، علماً بأنه تم نصب 600 خيمة في المنطقة وإرسال 6000 بطانية و3000 سرير إضافة، إلى مطابخ وحمامات متحركة. كما أشارت إلى أن جرحى سوريين لا يزالون يتلقون العلاج في المستشفيات التركية.
وذكر مسؤول في الحكومة التركية أن أنقرة اتخذت «اجراءات لمنع الإرهابيين من التسلل» من سوريا إلى تركيا، في إشارة الى حزب العمال الكردستاني. ورفض المسؤول الكشف عن تفاصيل الإجراءات، إلا أنه طمأن إلى أنه «لم يطرأ أي تطور يثير القلق حتى الآن»، مشدداً على أنه «ليست لدينا أي مشكلة في ايواء الناس وتلبية احتياجاتهم، فالأعداد التي تصل الآن هي أقل كثيراً من الأعداد التي يمكننا أن نستوعبها». وخلص إلى أن تركيا «لا تحتاج إلى مساعدة دولية».
في هذا الوقت، اشتبك متظاهرون أتراك مع أنصار للنظام السوري أمام السفارة السورية في أنقرة، ما أوقع جريحين على وقع تدخل قوات الشرطة للفصل بين الطرفين، بحسب ما نقلته وكالة أنياء «جيهان» التركية الخاصة.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)
التلفزيون السوري:الجيش يعتقل مجموعة قيادية من التنظيمات المسلحة
وكالة الأنباء الكويتية – كونا
دمشق: اعلن التلفزيون السوري الرسمي اليوم ان وحدات من الجيش السوري القت القبض على مجموعة قيادية للتنظيمات المسلحة في منطقة (جسر الشغور) التابعة لمحافظة ادلب شمال غرب سوريا.
وكانت وحدات من الجيش السوري قد وصلت امس الى مداخل المدينة في اطار تنفيذ مهامها التي بداتها لاعادة الامن والطمانينة الى المنطقة والقرى المحيطة بها.
وكان التلفزيون السوري قد ذكر الليلة الماضية ان وحدات الجيش القت القبض على عدد كبير من افراد هذه التنظيمات اضافة لقتل وجرح عدد منهم وذلك رغم قيام هذه التنظيمات بتفجير بعض الكمائن التي نصبتها لوحدات الجيش بالديناميت الذي قامت بسرقته من منطقة (سد وادي ابيض).
واضاف ان قوات الجيش متلاحمة وتقوم باجتثاث التنظيمات المسلحة من تلك المنطقة واعادة الامن والطمانينة اليها.
وفي مجال متصل قال صدر عسكرى مسؤول في تصريح لوكالة الانباء السورية (سانا) ان تنظيمات ارهابية مسلحة قامت امس وباعداد كبيرة بمهاجمة مفرزة تابعة للقوى الامنية في (معرة النعمان) التابعة لمحافظة ادلب ما تسبب بوقوع عدد من الشهداء والجرحى في صفوف القوى الامنية.
واضاف المصدر انه لدى قيام حوامات الاسعاف بمهمة اخلاء الشهداء والجرحى تعرضت لنيران كثيفة من التنظيمات الارهابية المسلحة حيث ادى ذلك الى اصابة اطقم الحوامات.
وكان قد اعلن عن سقوط ثمانية اشخاص بين قتيل وجريح من قوات حفظ النظام ومن المدنيين خلال تظاهرات شهدتها العديد من المناطق السورية عقب صلاة الجمعة.
واشنطن تطالب بـ”وقف فوري” لأعمال العنف في سوريا
أ. ف. ب.
واشنطن: ندد البيت الابيض الجمعة بالقمع “المشين” للحركة الاحتجاجية في سوريا، مطالبًا بـ”وقف فوري للوحشية والعنف” في هذا البلد، ومحذرًا الرئيس السوري بشار الاسد من انه يسير ببلاده على “طريق خطر”.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني في بيان ان “الولايات المتحدة تدين بشدة الاستخدام المشين للعنف من جانب الحكومة السورية في سائر انحاء سوريا اليوم”.
وقتلت قوات الامن السورية، تؤازرها مروحيات عسكرية الجمعة، 25 مدنيًا شاركوا في تظاهرات ضخمة مناهضة للنظام في مختلف انحاء البلاد، وخصوصًا المناطق الشمالية الغربية التي شهدت عمليات عنيفة للجيش.
واضاف البيت الابيض “كنا دعونا الحكومة السورية في وقت سابق من هذا الاسبوع الى اظهار اقصى درجات ضبط النفس وليس الى الرد على الخسائر التي قيل انها لحقت بصفوفها بالتسبب بسقوط مزيد من الضحايا المدنيين”.
وشدد البيت الابيض على ان “الحكومة السورية تقود سوريا على طريق خطر”، مشيرا الى ان “قوات الامن السورية تواصل اطلاق النار على المتظاهرين ومهاجمتهم واعتقالهم، وما زال هناك معتقلون سياسيون في السجون”.
واوضحت الرئاسة الاميركية ان “هذا النوع من العنف المروع هو الذي يدفع الولايات المتحدة الى دعم صدور قرار عن مجلس الامن الدولي يدين اعمال الحكومة السورية، ويدعو الى انهاء فوري لاعمال العنف ولانتهاكات حقوق الانسان الاساسية”.
وأجرى دبلوماسيون في مجلس الامن الدولي الجمعة مداولات حول مشروع قرار اوروبي يدين سوريا لقمعها المتظاهرين، ولكن من دون ان يتمكنوا من التوصل حتى الساعة الى اتفاق يتيح لهم طرح المشروع على التصويت.
ومن المقرر ان تستمر هذه المداولات يومي السبت والاحد في الوقت الذي ابدى فيه كل من بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال استياءه من الرفض القاطع الذي يبديه اعضاء آخرون في المجلس لمشروع القرار هذا.
وتؤكد الدول الاوروبية الاعضاء في مجلس الامن على ان مشروع قرار الادانة حاز حتى الان تأييد تسعة اعضاء من اصل 15 عضوًا يتألف منهم المجلس. الا ان الصين وروسيا اللتين تتمتعان بحق النقض تعارضان بشدة هذا المشروع، وقد تلجآن إلى استخدام الفيتو لمنع صدوره.
من جانبه، اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة عن “قلقه الشديد” من استمرار اعمال العنف في سوريا، مؤكدا ان استخدام السلطات السورية القوة العسكرية ضد المدنيين امر “غير مقبول” وان “من واجبها” حماية شعبها.
وقال الامين العام بحسب ما نقل عنه المتحدث باسمه مارتن نيسيركي انه “من واجب السلطات السورية حماية شعبها واحترام حقوقه”. واضاف ان “استخدام القوة العسكرية ضد المدنيين غير مقبول”، داعيًا السلطات السورية الى البدء بــ”اصلاحات حقيقية”.
وقتلت قوات الامن السورية تؤازرها مروحيات عسكرية الجمعة 25 مدنيا شاركوا في تظاهرات ضخمة مناهضة للنظام في مختلف انحاء البلاد، وخصوصًا المناطق الشمالية الغربية التي شهدت عمليات عنيفة للجيش.
ومنذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في سوريا منتصف آذار/مارس سقط اكثر من 1100 قتيل بحسب منظمات حقوقية.
قيادي كردي سوري: نتلقى تهديدات بسبب مشاركتنا بالمظاهرات
الناشط السوري فايز سارة يحذر من حرب أهلية
الشرق الأوسط
قال قيادي سوري كردي: إن عددا من الأحزاب والقوى الكردية العاملة بالساحة السياسية يتلقون «تهديدات» من عشائر وشخصيات على خلفية توجه تلك الأحزاب والقوى نحو رفع شعار إسقاط النظام الحالي. وفي الوقت الذي تجددت فيه المظاهرات بالمناطق الكردية أمس، ومنها مظاهرة شهدتها مدينة القامشلي وشارك فيها عدة آلاف من الشباب الكردي رفعت خلالها شعارات تدعو إلى إسقاط النظام، قال القيادي الكردي شلال كدو، عن الحزب اليساري الكردي السوري، في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «إن عددا من المنتمين لحزب البعث أصدروا بيانا هددوا فيه الكرد بالصدام، مطالبين بعدم الخروج بالمظاهرات ورفع شعارات ضد النظام الحالي».
وأضاف أن «عددا من وجهاء العشائر العربية في منطقة الجزيرة التقوا قيادات الأحزاب الكردية لشرح موقفهم الوارد في البيان الذي ألصق بجدران جميع المدن الكردية بهدف ردع الشباب الكردي عن الخروج بالمظاهرات، وقالوا إن الشباب العرب والمسيحيين منتمين إلى حزب البعث وإنهم يعترضون على رفع الشعارات الداعية إلى إسقاط النظام». وتابع: «إنهم أكدوا أن من شأن استمرار الكرد في رفع هذا الشعار أن يحدث صدام بيننا وبينهم، مما ينبئ بوجود مخاطر حقيقية في المستقبل من ذلك الصدام».
وأضاف كدو: «أعتقد أن السلطة تدفع بهؤلاء البعثيين إلى الاصطدام بالشعب الكردي وخلق فتنة داخلية لصرف الأنظار عن إجراءاتها القمعية، والاستمرار بمحاولتها في تحجيم الدور الكردي على صعيد الأحداث السورية»، مشيرا إلى أن «هذا الموقف المستجد جاء إثر رفض قيادة الأحزاب الكردية تلبية دعوة الرئيس السوري بشار الأسد للقائه والحوار معه».
في غضون ذلك، أكد قيادي كردي، طلب عدم الكشف عن اسمه، أنه «يوما بعد يوم يتأكد للشعب السوري أن النظام لا يستطيع إجراء الإصلاحات الحقيقية؛ لهذا فإن المظاهرات تتجه نحو الاستمرارية لحين إسقاط هذا النظام»، مشيرا إلى «أن أجهزة النظام الأمنية في المناطق الكردية أعدت قوائم كبيرة بأسماء عدد كبير من الشباب حسب المعلومات التي وصلتنا من مصادر موثوقة، وتقوم أجهزة الأمن المختلفة بملاحقتهم». وأضاف أنه «بهدف إطالة مدة توقيفهم بدأ في الفترة الأخيرة بإقحام الأمن الجنائي لاعتقال المطلوبين والتعامل الوحشي معهم، إلى حين تسليمهم إلى الجهات الأمنية المعنية». وأشار إلى أن تلك الأجهزة «شددت في الفترة الأخيرة إجراءاتها بإلصاق تهمة (الانتماء إلى جمعية سرية تعمل لاقتطاع جزء من سوريا وإلحاقها بدولة أجنبية) دون تحديد تلك الدولة الأجنبية».
من جانبه، أكد الدكتور كاوة أزيزي، القيادي في حزب آزادي الكردي السوري، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «النظام السوري أحرق جميع أوراقه، ولم يعد الوقت في صالح هذا النظام»، مشيرا إلى «أنه في اليوم الذي أصدر فيه الرئيس بشار الأسد مرسومه بإطلاق سراح السجناء السياسيين، في اليوم ذاته قُتل عدد آخر من المتظاهرين السلميين واعتُقل أناس آخرون؛ لذلك ليس هناك أي ثقة من الشارع السوري بالنظام كردا وعربا وأقليات».
لكن الناشط السوري فايز سارة حذر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، من مخاطر حقيقية لوقوع الحرب الأهلية بسوريا، وقال: «أتمنى، كسوري، ألا تصل بنا التطورات إلى الحرب الأهلية، لكن إذا استمرت التداعيات والتطورات على ما هو عليه الآن، واستمر النظام بالمقابل على اعتماد الحل الأمني والعسكري في سوريا، فقد نصل إلى هذا التطور، وهذا شيء سيؤثر كثيرا على السوريين، ولن تكون تأثيراته داخلية ومؤقتة.
، بل ستكون له تأثيرات مستقبلية وإقليمية؛ حيث ستدفع هذه التطورات بالإقليم كله إلى تغييرات سياسية وربما ديموغرافية كبيرة».
ولدرء تلك المخاطر عن البلاد قال سارة: «على النظام أن يراجع سياساته وأن يعترف بأن تلك السياسات السابقة كانت خطأ كبيرا ألحقت الضرر بسوريا، وأن ينتهج سياسات جديدة تستجيب للمصلحة الوطنية وليس لطرف معين في سوريا، المشكلة هنا أنه لا أحد في سوريا يمتلك سلطة اتخاذ القرارات والقوة المادية لبناء المؤسسات غير النظام؛ لذلك ينبغي أن يقوم هذا النظام بالخطوات المطلوبة، خاصة بعد أن ثبت أن الحل العسكري غير قادر على إنهاء الأزمة بسوريا».
الجيش يكثف عمليات القصف على جسر الشغور
حقوقيون: سقوط 28 قتيلاً برصاص الأمن في مظاهرات “جمعة العشائر” بسوريا
دبي – العربية
في حصيلة جديدة أوردتها مصادر حقوقية سورية سقط ما لا يقل عن 28 قتيلاً برصاص الأمن السوري في مظاهرات “جمعة العشائر” التي عمت أغلب المدن السورية. وقتل في وقت سابق 7 متظاهرين معارضين للنظام السوري بنيران قوات الأمن، بحسب حصيلة أعلنها رامي عبدالرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال عبدالرحمن إن ثلاثة مدنيين قتلوا في حي القابون بدمشق، فيما قتل اثنان آخران في بصرى الحرير بمحافظة درعا جنوب سوريا، وقتل سادس بمدينة اللاذقية الساحلية. وصرح ناشط آخر في حقوق الإنسان لوكالة الأنباء الفرنسية دون الكشف عن اسمه، أن متظاهراً آخر قتل في السرمانية بمحافظة إدلب شمال غربي البلاد.
وكان المتظاهرون المطالبون بالديمقراطية دعوا للتظاهر بعد صلاة الجمعة، داعين العشائر المحلية للتعبير عن رفضها لنظام الأسد.
وكان سكان قرية بصرى الحريري بسهل حوران في الجنوب السوري أكدوا سقوط قتيلين بنيران قوات الأمن السورية، حين فتحت النار على مظاهرة مطالبة بالديمقراطية.
وتحدث أحد سكان قرية بصرى الحرير عن خروج مظاهرة ضمت نحو ألف شخص حين فتحت قوات الأمن النار من سياراتها.
وقال التلفزيون السوري إن فرداً من قوات الأمن قتل برصاص مسلحين في بصرى الحرير، لكن السكان قالوا إنه لم يقتل أحد من أفراد الشرطة.
وفي مدينة جسر الشغور بدأ الجيش السوري في عمليات قصف عنيف على المدينة بعد أن أعلنت بدء عملياتها العسكرية في المنطقة إثر سقوط 120 من أفراد عناصرها برصاص عصابات مسلحة، وفق رواية رسمية فندتها المعارضة في وقت سابق.
وفي درعا، قال شهود إن القوات السورية أطلقت النار على عدة آلاف من المحتجين المطالبين بالديمقراطية الذين تحدوا الوجود الأمني المكثف في مدينة درعا الجنوبية، ما أسفر عن سقوط عدد من المصابين.
وقال الشهود بحسب “رويترز” إن المتظاهرين في درعا التي كانت مهد الانتفاضة على
حكم الرئيس بشار الأسد خرجوا إلى منطقة المحطة وأخذوا يرددون “الشعب يريد إسقاط النظام”.
وأضافوا أن ثمانية أشخاص على الأقل أصيبوا بالرصاص ونقلهم شبان إلى مستشفى قريب، وأن اثنين على الأقل أصيبا بجروح خطيرة في الرأس والصدر.
وبحسب شهود فقد تظاهر الآلاف في مدينة إنخل قرب درعا، بالرغم من منع النظام للتظاهر.
وكان التلفزيون السوري أعلن صباح الجمعة عن بدء عملية عسكرية ضد مدينة جسر الشغور بالقرب من الحدود التركية. وشهدت المدينة حركة احتجاجات واسعة خلال الأيام الماضية، وسقط العشرات من القتلى برصاص قوات الأمن.
وذكرت السلطات السورية أن عناصر مسلحة قتلت العشرات من رجال الشرطة، وأنها تقوم بملاحقتهم.
ودان وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، الجمعة “المجازر ضد الأبرياء” التي يرتكبها النظام السوري، معتبراً أن “شرعية” الرئيس بشار الأسد أصبحت موضع تساؤل.
وتشهد سوريا، اليوم، احتجاجات واسعة تحت اسم “جمعة العشائر”، وكان بعض شيوخ العشائر قد شاركوا في اجتماعات المعارضة في أنطاليا وبروكسل.
إلى ذلك، تواصلت تحركات الجيش السوري بآلياته ودباباته في مختلف المناطق الملتهبة مع استمرار قمع الاحتجاجات. وأكدت تقارير انتشاراً كثيفاً لعناصر الأمن ومسلحين في ريف دمشق مع عودة الحواجز الأمنية على مداخل دوما وحرستا.
انشقاقات في صفوف الجيش
وقد بثت مواقع إلكترونية إعلان ضابط في الجيش السوري برتبة مقدم انشقاقه عن الجيش. وقال الضابط المذكور، ويدعى حسين هرموش، إنه انشق عن الجيش بسبب ما وصفه بـ”القتل الجماعي للمدنيين العزل ومداهمة الجيش للمدن والقرى السورية”، داعياً رفاقه الضباط إلى حماية المدنيين والانضام إلى صفوف المتظاهرين.
وقد وردت صور من منطقة بابا عمرو في حمص عن أعمال تنكيل بمعتقلين سوريين.
وقال ناشطون سوريون إن المستشفى الوطني في إدلب رفض إدخال فتاة تعاني من قصور كُلوي لتلقي العلاج كونها تحمل هوية شخصية صادرة عن مدينة جسر الشغور.
وفي السياق ذاته، تم منع عدد من طلاب جسر الشغور الذين يدرسون في جامعتي اللاذقية وحلب من التقدم للاختبارات.
وذكر ناشطون أن الأمن السوري أقام حاجزاً أمنياً يفصل بنش عن مدينة إدلب المحاصرة من جميع الجهات مع وجود كثيف داخلها للجيش والأمن وجماعات البلطجية ممن يعرفون بـ”الشبيحة”.
وأفادوا بعبور ناقلة تحمل دبابات قرب عين العرب – كوباني, وهي تتجه من الرقة الى طريق حلب السريع رقم 49.
وقد زادت الدول أعضاء مجلس الأمن الدولي، عدا روسيا والصين، من ضغوطها على دمشق وطالبت بوقف القمع واستخدام القوة المفرطة ضد الشعب.
وتقدمت فرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال بمشروع قرار الى مجلس الأمن يدعو الحكومة السورية الى وقف العنف وفك الحصار عن المدن التي تشهد احتجاجات. وكان لإيطاليا موقف داعم للتحرك الأوروبي،
لكن روسيا عارضت صدور قرار من مجلس الأمن ضد دمشق. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية، اليكساندر لوكاشيفيتش: “لقد عبرت روسيا أكثر من مرة عن رفضها أي قرار قد يتخذه مجلس الأمن الدولي ضد سوريا، حيث ترى أن الوضع في هذا البلد لا يشكل خطراً على العالم والمنطقة؛ لذلك فإن أي قرار من شأنه أن يزيد الوضع تعقيداً، وينعكس سلباً على المنطقة”.
الجيش السوري يمشط محيط جسر الشغور وتركيا منزعجة من تدفق اللاجئين السوريين
ذكر التلفزيون الرسمي السوري ان قوات الجيش والدبابات وصلت الى مدخل مدينة جسر الشغور شمالي البلاد وتمشط القرى المجاورة بحثا عن مسلحين.
وتلقي الحكومة السورية باللائمة على هؤلاء المسلحين في واقعة مقتل اكثر من مئة من قوات الامن في تلك المنطقة يوم الاثنين الماضي.
كما اعلن التلفزيون السوري تعرض مصوري ومراسلي وسائل الاعلام لكمين عند مدخل مدينة جسر الشغور واطلاق نار كثيف عيلهم من قبل ما وصفها بـ “التنظيمات الارهابية المسلحة”.
وأكد التلفزيون عدم وقوع أي إصابات في صفوف الصحفيين.
من جهة اخرى قال شاهد عيان هرب إلى تركيا إن الدبابات زحفت على قرية بالقرب من قريته عند الفجر وفتحت نيرانها على المنازل حيث كان السكان نائمين.
وقال الرجل في مقابلة مع بي بي سي إن الجنود قاموا بعد ذلك بإحراق محاصيل القمح.
لاجئون
استمر تدفق السوريين عبر الحدود إلى الأراضي التركية
وفر نحو 4300 سوري من المناطق الشمالية الى تركيا عبر الحدود، ويقول الجيش التركي انه يقيم معسكرا جديدا قرب الحدود لايواء اللاجئين السوريين.
ويقول مراسل لبي بي سي في المنطقة ان السكان الاتراك المحليين يرحبون بجيرانهم السوريين لكنهم يخشون انهم لو بقوا في تركيا فسيشغلون الوظائف المتاحة مقللين فرص العمل للاتراك.
في الوقت نفسه، ادانت الامم المتحدة بشدة ما وصفته باستخدام الحكومة السورية للعنف الوحشي.
وطلبت بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال من مجلس الامن التابع للامم المتحدة ادانة الاسد، لكن روسيا التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) قالت انها ستعارض مثل هذه الخطوة.
وفي تنديد باعمال الحكومة السورية قال البيت الابيض ان “العنف المروع” الذي وقع يوم الجمعة دفع الولايات المتحدة الى تاييد مسودة القرار الاوروبي في الامم المتحدة.
وقال البيت الابيض ان “الحكومة السورية تقود سورية على طريق خطير”.
هليكوبتر
كان نشطاء حقوقيون قد قالوا ان قوات الامن السورية قتلت 30 شخصا على الاقل خلال المظاهرات التى خرجت امس عقب صلاة الجمعة.
وسقط عشرة قتلى فى مدينة معرة النعمان، وتحدث شهود عيان عن قيام طائرات هليكوبتر حربية سورية اطلقت نيران مدافعها الرشاشة لتفريق احتجاجات مطالبة بالديمقراطية الجمعة، في اول استخدام تتحدث عنه التقارير للقوة الجوية لاخماد الاحتجاجات الدامية المستمرة منذ ثلاثة اشهر.
وجاء استخدام الطائرات الهليكوبتر في يوم شهد تجمعات في شتى انحاء سوريا ضد الرئيس بشار الاسد، في الوقت الذي لم يظهر فيه ما يشير الى تراجع الاحتجاجات على الرغم من القمع العنيف من قبل الحكومة.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان طائرات الهليكوبتر اطلقت النيران في بلدة بشمال غرب سورية، بعدما قتلت قوات الامن على الارض خمسة محتجين.
وعلى النقيض انحى التلفزيون الرسمي السوري باللائمة في العنف في المنطقة على جماعات مناهضة للحكومة.
ولم يشر التلفزيون الى هجوم الطائرات الهليكوبتر ولكنه قال ان طائرة هليكوبتر للاسعاف تعرضت لاطلاق نار فوق معرة النعمان من قبل “مجموعات ارهابية مسلحة” مما ادى الى اصابة طاقمها.
طائرات هليكوبتر سورية تطلق النار لتفريق محتجين
عمان (رويترز) – قال شهود ان طائرات هليكوبتر حربية سورية اطلقت نيران مدافعها الرشاشة لتفريق احتجاجات مطالبة بالديمقراطية يوم الجمعة في أول استخدام تتحدث عنه التقارير للقوة الجوية لاخماد القلاقل في الانتفاضة السورية الدامية على نحو متزايد والمستمرة منذ ثلاثة اشهر.
وجاء استخدام الطائرات الهليكوبتر في يوم شهد تجمعات في شتى انحاء سوريا ضد الرئيس بشار الاسد في الوقت الذي لم يظهر فيه ما يشير الى تراجع القلاقل على الرغم من القمع العنيف من قبل دولته السلطوية.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان طائرات الهليكوبتر اطلقت النيران في بلدة بشمال غرب سوريا بعدما قتلت قوات الامن على الارض خمسة محتجين .
وقال شاهد “حلقت خمس طائرات هليكوبتر على الاقل فوق معرة النعمان وبدأت في اطلاق نيران مدافعها الرشاشة لتفريق عشرات الالاف الذين شاركوا في الاحتجاج.”
وقال الشاهد الذي عرف نفسه باسم نواف “اختبأ الناس في الحقول وتحت الجسور وفي منازلهم لكن اطلاق النار استمر لساعات على الشوارع التي كانت شبه خالية.”
وعلى النقيض انحى التلفزيون الرسمي السوري باللائمة في العنف في المنطقة على جماعات مناهضة للحكومة. ولم يشر التلفزيون الى هجوم الطائرات الهليكوبتر ولكنه قال ان طائرة هليكوبتر للاسعاف تعرضت لاطلاق نار فوق معرة النعمان من قبل”مجموعات ارهابية مسلحة” مما ادى الى اصابة طاقمها.
وطلبت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال من مجلس الامن التابع للامم المتحدة ادانة الاسد لكن روسيا التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) قالت انها ستعارض مثل هذه الخطوة.
وفي تنديد باعمال الحكومة السورية قال البيت الابيض ان “العنف المروع” الذي وقع يوم الجمعة دفع الولايات المتحدة الى تأييد مسودة القرار الاوروبي في الامم المتحدة .
وقال البيت الابيض ان “الحكومة السورية تقود سوريا على طريق خطير.”
وذكرت قناة العربية ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم بعث برسالة الى مجلس الامن الدولي اتهم فيها المعارضة بالعنف والتخريب . وقالت الرسالة ان الحكومات الاجنبية تبني وجهات نظرها على اساس معلومات غير دقيقة.
وذكر التلفزيون الرسمي في وقت سابق ان جماعات “ارهابية” مسلحة أحرقت مباني للشرطة وقتلت عددا من افراد الامن في بلدة معرة النعمان التي تقع على بعد نحو 55 كيلومترا جنوبي حلب ثاني اكبر مدن سوريا على الطريق الرئيسي الى دمشق.
وطلبت رسالة المعلم مساعدة الامم المتحدة في مكافحة التطرف والارهاب. وقالت الرسالة ان دمشق تريد حوارا مع المعارضة.
ومنعت سوريا معظم وسائل الاعلام المستقلة من العمل في البلاد وحاولت مرارا تصوير المحتجين المناهضين للحكومة على انهم مسلحون يستخدمون العنف.
وقال متظاهر عبر الهاتف “كانت هناك احتجاجات سلمية اليوم (في معرة النعمان) تطالب بالحرية وسقوط النظام. تركتنا قوات الامن نحتج لكنها فتحت النار لتفريقنا عندما رأت أن حجم المظاهرة يزداد.”
واضاف “اثناء الاحتجاج رفض ضابطان وثلاثة جنود اطلاق النار فحملناهم على أكتافنا. بعد ذلك فوجئنا بطائرات هليكوبتر تطلق النار علينا.”
ومثل نقاط الاحتجاج الساخنة الاخرى فان تلك المنطقة الحدودية الشمالية الغربية عرضة للتوتر بين الاغلبية السنية والطائفة العلوية التي ينتمي اليها الاسد والتي تهيمن على النخبة الحاكمة في سوريا . وربما يعكس العنف الانشقاقات داخل قوات الامن التي ينتمي قادتها للطائفة العلوية بشكل اساسي في حين ان مجنديها من السنة.
وقال نشطاء ان القوات السورية قتلت بالرصاص ما لا يقل عن 33 شخصا في التجمعات في شتى انحاء البلاد عقب صلاة الجمعة.
وقال متحدث باسم الامم المتحدة ان الامين العام بان جي مون حاول الاتصال بالاسد طوال الاسبوع الماضي لكن قيل له ان الرئيس “غير متاح”.
وفر عشرات الالاف من المدنيين من البلدة الى تركيا خوفا من عمليات انتقامية من قوات الامن ردا على حوادث قالت الحكومة انها أسفرت عن مقتل 120 جنديا الاسبوع الماضي.
وقال سكان محليون ان 15 الف جندي على الاقل بالاضافة الى دبابات وناقلات جنود نشروا قرب جسر الشغور.
وقال لاجيء عبر الحدود الى تركيا ان “جسر الشغور خالية فعليا. لن يجلس الناس حتى يذبحوا كالخراف.”
ووصف ايضا رجل يبلغ من العمر 40 عاما مصابا برصاصة مازالت في فخذه التمرد في صفوف القوات السورية.
وقال “بعض قوات الامن انشقت ورفض البعض في الجيش أوامر رؤسائهم. انهم يطلقون النار على بعضهم.”
وبث نشطاء حقوقيون تسجيلا مصورا على موقع يوتيوب لشخص زعم أنه ضابط كبير في الجيش يدعى حسين عرموش يقول انه انشق مع عدد من الجنود للانضمام الى صفوف الجماهير المطالبة بالحرية والديمقراطية.
وبث نشطاء حقوقيون تسجيلا مصورا على موقع يوتيوب لشخص زعم أنه ضابط كبير في الجيش يدعى حسين عرموش يقول انه انشق مع عدد من الجنود للانضمام الى صفوف الجماهير المطالبة بالحرية والديمقراطية.
وقالت صحيفة تركية يوم الجمعة ان تركيا تفكر في اقامة منطقة عازلة على حدودها مع سوريا اذا فر مئات الالاف من العنف هناك.
وحثت اللجنة الدولية للصليب الاحمر سوريا على السماح لموظفيها العاملين في مجال المساعدات بحرية أكبر في الالتقاء مع المدنيين ومن بينهم المصابون أو المعتقلون في الحملة التي يشنها الجيش ضد احتجاجات شعبية.
وتقول منظمات حقوقية ان أكثر من 1100 مدني قتلوا منذ مارس اذار في الانتفاضة للمطالبة بمزيد من الحريات السياسية وانهاء الفساد والفقر.
من خالد يعقوب عويس
في الإندبندنت: بشار الأسد “لاحول له ولا قوة“
انكب اهتمام الصحف البريطانية بصفة خاصة على الشأن الداخلي في سياق ما انكشف من أمر “مؤامرة” دبرت داخل حزب العمال من أجل الإطاحة بتوني بلير رئيس الوزراء السابق زعيما للحزب.
وعلى الرغم من انحسار تغطية شؤون العالم العربي في الصفحات الدولية أمام مواضيع من قبيل رسائل سارة بالين الإلكترونية التي كشف عنها – حضر الشأن الشرق الأوسطي خبرا وتعليقا في عدد من التقارير ومقالات التعليق، كتلك التي نشرتها الإندبندنت للسفير الهولندي السابق في سورية نيكولاوس فان دام تحت عنوان “حمام الدم بات أمرا محتوما”.
“علي وعلى أعدائي”
يرى هذا الدبلوماسي والكاتب في الشؤون السورية أن ما يحدث الآن في سورية من تصعيد في أعمال العنف ليس سوى نتيجة حتمية لطبيعة نظام شبه عسكري وجد نفسه أمام حلين أحلاهما مر: إما التغيير والتلاشي وإما المواجهة والدخول في دوامة دموية.
“إن النظام يعلم أنه في خطر، لكنه لن يستسلم بسهولة”، يقول الكاتب قبل أن يشير إلى أن من الصعوبة على القيادة السورية ألا تتابع مسلسل متاعب الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي قد يُحكم عليه بالسجن وربما حتى بالإعدام.
ولكن النظام في سورية يختلف عن نظيره المتنحي في مصر، من حيث ارتباط مصير المؤسسة العسكرية بمصير المؤسسة السياسية. فإذا انهارت هذه، تلاشت الأخرى.
وجه الاختلاف الثاني يكمن في أن الرئيس بشار الأسد لا يتمتع بسلطة كبيرة سواء على الجيش أو على باقي القوات السورية، وربما لم تكن له أي سلطة من قبل، حسب الكاتب.
“لقد أنزل بشار على رأس هرم السلطة لتجنب الشقاق بين القادة العسكريين ولضمان استمراية النظام بعد وفاة والده حافظ، ولكن هذا لا يعني امتلاكا للسلطة”.
ويستبعد الكاتب أن يكون الرئيس هو من يُصدر أوامر إطلاق النار على المتظاهرين، متهما من “تعودوا منذ عشرات السنين على القمع والتنكيل” بالضلوع في عمليات القمع.
كما يعتبر أن ما حدث أمس في جسر الشغور، محاولة من النظام لتجنب التصدع وقد لا يكون سوى بداية لمواجهة داخلية ببين القوات الموالية وبين من “تسول له نفسه الانشاق” من أفراد قوات الأمن.
“تصدع”
تطالب الفاينانشال تايمز في افتتاحيتها الثانية الدول الغربية بفرض مزيد من الضغط على النظام السوري، مستعينة في ذلك بما ظهر من علامات التصدع في الدعامات الثلاث التي يقف عليها هذا النظام: الطائفة العلوية والجيش والاقتصاد.
ففيما يتعلق بالطائفة العلوية، ترى الصحيفة أن من الطبيعي أن تتعصب هذه الأقلية للعائلة الحاكمة وللنظام على الأقل من باب الحرص على المصالح، لكن إذا ما تبين لها أن انهيار النظام قد يجرها إلى الهاوية، فإنها لن تتأخر عن النأي بنفسها عنه حرصا على بقائها.
أما القوات المسلحة، فعلى الرغم من أن القيادة لم تخرج عن الدائرة العلوية فإن باقي الجسد العسكري سني المنشأ.
وتقول الصحيفة إن هناك تقارير تتحدث عن “عصيان” في صفوف الجيش، وأن ما حدث في في بلدة جسر الشغور لا يمكن تفسيره إلا بتناحر داخلي بين قوات الأمن.
ومن الناحية الاقتصاد فإن أيام النظام ستصبح معدودة إذا لم يتمكن من دفع أجور الجنود، بسبب أزمة مالية ناجمة عن مصاعب النظام المصرفي.
السوريون في تركيا يقومون بزيارات عائلية، حسب الناطقة باسم وزارة الإعلام السوري
هذه الأزمة تلوح في الأفق –تقول الصحيفة- خاصة بعد فرار الودائع غداة اندلاع موجة الاحتجاج.
في غمرة هذه الظروف لن يبقى أمام النظام السوري سوى إهراق مزيد من الدم من أجل تأخير لحظة انهياره.
ولن يستطيع المجتمع الدولي القيام بأي شيء لتفادي ذلك ، فالتدخل العسكري لن ينفع في شيء.
“لكن هذا لا يعني أن على العالم أن يقف مكتوف الأيدي”، تقول افتتاحية الفاينانشال تايمز، مقترحة في هذا السياق ثلاثة سبل لاستثمار “نقاط ضعف النظام السوري وتفادي حمام من الدم”: ربط الاتصال مع الكعارضة السورية، وفرض مزيد من الضغط حتى يستفحل التصدع داخل هذا النظام، وإصدار قرار أممي يدين “القمع” الذي تنهجه السلطات السورية.
تركيا الغاضبة
نشرت الفاينانشال تايمز في صفحتها للرأي رسما كاريكاتوريا يظهر فيه شخص يشبه الرئيس السوري بشار الأسد وهو يدفع بجرافة تتطاير من حولها الأجسام البشرية، وتتدافع أمامها حشود من المتظاهرين، تدفع بهم نحو الحدود التركية حيث وقف شخص تبدو عليه علامات الغضب والقلق ويشبه رئيس وزراء تركيا رجب طيب إردوغان.
وتفصل الديلي تلغراف ما أجمله الرسم الكاريكاتوري لزميلتها الفاينانشال تايمز
وتورد الصحيفة المحافظة في هذا الصدد مقتطفات مما أدلى به رئيس الحكومة التركية من تصريحات تلفزيونية عشية الانتخابات البرلمانية.
وعكست هذه التصريحات ضيقا واضحا من ممارسات السلطات السورية، وتحولا ظاهرا في الموقف التركي قد يكون أنهى المحور التركي السوري الإيراني الذي لطالما أرق الغرب.
فقد اعتبر إردوغان أن ما يقترفه ماهر -شقيق الرئيس السوري- في حق المدنيين أمر لا يطاق من الناحية الإنسانية.
وقال إردوغان إنه لم يعد قادرا على الدفاع عن النظام السوري في الأمم المتحدة.
واعتبرت الصحيفة البريطانية أن هذا التصريح الأخير قد يكون تلميحا إلى أن تركيا قد تؤيد تدخل المجتمع الدولي في سورية.
وجاءت هذه التصريحات بعد تدفق اللاجئين السوريين على تركيا فرارا من العنف في بلدهم.
ويقدر عدد من وصل إلى المناطق التركية المحاذية للحدود مع سورية بما يربو عن ثلاثة آلاف شخص.
وعلى ضوء الشهادات التي أدلى بها عدد من اللاجئين للصحيفة، فإن هذا العدد مرشح للزيادة بضعة أضعاف.
وتفكر السلطات التركية لهذا السبب في فرض منطقة عازلة على حدودها مع سورية.
“زيارة عائلية”
لكن ريم حداد الناطقة باسم وزارة الإعلام، ومديرة التلفزيون السوري، كانت وصفت –في حديث مع بي بي سي- ما يحدث على الحدود بين بلدها وتركيا بالأمر العادي، شبيه إلى حد ما بتبادل الزيارات بين أفراد أسرة واحدة.
وتعلق إسثر أدلي الصافية بالغارديان على هذه التصريحات بالقول إن حداد صارت الوجه الصبوح للرئيس بشار الأسد، والذي يصر على إعطاء تفسيرات بريئة لرد الحكومة “الوحشي”.
وتقول الكاتبة إن الكثير يجهل عن البدايات المهنية لريم حداد، على الرغم من كونها ابنة السفير السوري السابق في ألمانيا الشرقية من حيث استلهم نموذج “الستازي” لإنشاء شرطة سرية مماثلة في بلده.
المزيد من بي بي سيBBC © 2011