أحداث السبت، 14 كانون الثاني 2012
أرفع منشق عن الجيش السوري: نحتاج إلى عام لإسقاط النظام
دمشق، نيقوسيا، لندن- «الحياة»، أ ف ب، رويترز – تظاهر عشرات الآلاف في مدن سورية عدة أمس في «جمعة دعم الجيش الحر»، فيما قال ناشطون وشهود إن قوات الأمن عززت وجودها الأمني، خصوصاً حول دمشق وفي ريفها، بالإضافة إلى حمص وحلب وحماة ودرعا. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن نحو 14 شخصاً قتلوا أمس برصاص قوات الأمن في إدلب ودير الزور وحمص، كما اشتبك الأمن مع متظاهرين في مناطق عدة، من بينها السكن الجامعي لطلاب جامعة حلب، ثاني أكبر المدن السورية.
في موازاة ذلك، قال أرفع ضابط سوري ينشق عن الجيش النظامي وينضم إلى صفوف المعارضة إن انشقاق الجنود «ينهك الجيش» لكن المنشقين قد يحتاجون إلى عام لإسقاط النظام.
وقال العماد الركن مصطفى أحمد الشيخ في مقابلة مع «رويترز» إن ما يقرب من 20 ألف جندي انشقوا على الجيش على رغم الإجراءات الصارمة لكن أكثرهم يحاول الإفلات من الوقوع في أيدي الشرطة السرية بدلاً من قتال قوات الأمن. وتوقع الشيخ أن تطول الانتفاضة السورية أكثر مما فعلت الانتفاضة الليبية أو المصرية أو التونسية حيث ما زال النظام يحتفظ بولاء قوات مدربة ومسلحة جيداً.
وأضاف في حديث عبر الهاتف من جنوب تركيا أن ما بين 25 و30 ألف منشق يشنون حرب عصابات في مجموعات من ستة أو سبعة أشخاص يكفون لاستنزاف الجيش خلال سنة أو سنة ونصف حتى لو كانوا مسلحين بالقنابل الصاروخية والأسلحة الخفيفة.
ميدانياً، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية أن 14 شخص قتلوا أمس برصاص الأمن، مع انطلاق تظاهرات في مدن عدة.
وقال نشطاء إن القوات الحكومية والدبابات انتشرت حول أطراف العاصمة دمشق قبيل انطلاق التظاهرات الاحتجاجية المناهضة للنظام. وفي لقطات بالفيديو وضعت على مواقع المعارضة السورية شوهد عشرات من رجال الأمن في مناطق عدة من ريف دمشق، خاصة القابون. كما دارت اشتباكات بين عناصر منشقة عن جيش النظام السوري والشبيحة في مختلف حواجز مدينة دوما بريف دمشق بحسب لجان التنسيق المحلية.
وفي منطقة الفحامة وسط العاصمة، أطلقت قوات الأمن الرصاص على تظاهرة خرجت أمام مبنى اتحاد الفلاحين، واعتقلت ما لا يقل عن 15 شاباً بين المتظاهرين.
أما في درعا مهد الحركة الاحتجاجية فأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن السورية لتفريق التظاهرات التي خرجت في مدينة جاسم» في محافظة درعا. وتابع إن «قوات الأمن السورية نفذت حملة مداهمات واعتقالات في مدينة جاسم وأسفرت الحملة عن اعتقال ثلاثة أشخاص على الأقل». وأكد أن «القوات النظامية السورية نفذت انتشاراً كثيفاً على الحواجز في مدينة انخل (في درعا) وطالبت الأهالي بالصلاة فقط بمسجد البسام».
كما تحدث عن «إطلاق نار من قبل قوات الأمن السورية لتفريق المظاهرات في حي الجبيلة والعرفي» في دير الزور.
وفي بانياس (شمال غرب)، قال المرصد إن «ثلاثة عناصر من الجيش السوري انشقوا واشتبكوا مع دورية أمنية قرب مدرسة عماد عرنوق في الأحياء الجنوبية ما أدى إلى إصابة عناصر الدورية بجراح وفرار العناصر المنشقة خارج المدينة».
وفي مدينة سراقب في ريف إدلب تعرضت المدينة لقصف شديد من الدبابات والأسلحة الثقيلة من قبل قوات الأمن والجيش، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الجرحى بين الأهالي وسط أنباء عن حالات خطرة.
كما انطلقت تظاهرة في كفر روما بمحافظة إدلب للمطالبة بالحرية وبرحيل النظام السوري. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «متظاهراً استشهد في بلدة كفرنبل في محافظة إدلب إثر إطلاق رصاص من قبل القوات النظامية السورية».
كما ذكر المرصد، أن اشتباكات عنيفة دارت في مدينة معرة النعمان بين الجيش النظامي السوري وعناصر انشقت عنه، إثر القصف العنيف للمدينة. وبحسب المرصد فقد وصل إلى المستشفى الوطني في المدينة جثامين سبعة من قوات الأمن قتلوا خلال الاشتباكات.
وفي مدينة حمص تحدث ناشطون في المدينة تعرض أهالي حي «باب هود» لتهديد من قبل ضباط أمن وسط حشد عسكري ضخم على أطراف الحي.
وقال نشطاء إن ضابطاً في الأمن العسكري بالمدينة تعهد بـ «سحق» الحي وإيقاف التظاهرات بأي شكل كان بعد فشل كافة المحاولات السابقة، مشيرين إلى استقدام أعداد كبيرة من الأمن والشبيحة على أطراف الحي. ووضع القناصة على الأسطح العالية. وقال ناشطون إن مدنيين جرحا بقذيفة أطلقت من سيارة تابعة للأشغال العامة في المدينة، فيما أظهرت لقطات حملت على موقع للإعلام الاجتماعي على الإنترنت أمس ويعتقد أنها صورت أمس دبابة تشتعل فيها النيران بعد تعرضها لهجوم في ما يبدو من قبل الجيش السوري الحر في حمص.
من ناحيتها، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن ثلاثة عسكرين بينهم ضابط قتلوا بـ «نيران مجموعات إرهابية مسلحة» هاجمت مركزاً لإدارة الإشارة في منطقة المراح قرب دمشق، مشيرة إلى أن الهجوم أدى إلى جرح ثلاثة عسكريين آخرين.
وأشارت الوكالة إلى أن «مجموعات إرهابية مسلحة أقدمت أمس على إطلاق النار على قوات حفظ النظام في حي وادي السايح في مدينة حمص، وسط البلاد، ما أدى إلى استشهاد اثنين منهم وإصابة 12 آخرين بجروح مختلفة تم نقلهم مباشرة إلى مستشفى النهضة». وتابعت: «في حماة أقدمت مجموعة إرهابية مسلحة على اختطاف مواطن من أهالي مدينة محردة بالقرب من مفرق بلدة الجلمة بريف حماة».
وتتجه الأعين إلى المراقبين الجدد الذين أرسلتهم الجامعة العربية إلى سورية. ويفترض أن يشكل اليوم اختباراً لهم. وكان رئيس عمليات البعثة في الجامعة العربية عدنان الخضير قد قال إن فرقاً إضافية من المراقبين الذين وصلوا أخيراً إلى سورية سينتشرون في اليومين المقبلين وسيتم تزويدهم «بمعدات تساعدهم على أداء مهمتهم في شكل أفضل».
سفينة أسلحة روسية لسوريا تقلق واشنطن
ورهان على التدخّل العربي لمعالجة “الفيتو”
أبدت واشنطن قلقها لموسكو من السفينة الروسية “شاريوت” المتجهة الى سوريا وقالت الصحف الروسية انها تنقل 60 طنا من الاسلحة والذخائر.
وقد أبحرت السفينة التي قالت مصادر قبرصية انها تنقل “حمولة خطيرة” امس الى سوريا، بعد توقف قصير في قبرص.
وكانت السلطات القبرصية احتجزت السفينة ولم تسمح لها بمواصلة طريقها الا شرط تغيير مسارها والابحار الى تركيا بدل سوريا.
لكن طاقم السفينة قرر متابعة مساره الاصلي بعدما غادر المرفأ القبرصي، كما أفاد مصدر في شركة “ويستبرغ المتحدة”.
“الفيتو” الروسي
وتوقع ديبلوماسيون في الأمم المتحدة أن تتم معالجة “الفيتو” الروسي في الملف السوري من خلال تدخل عربي.
ونسبت اليه شبكة “سي أن أن” الأميركية للتلفزيون ان مجلس الأمن لايزال غير قادر على التعامل مع الملف السوري بسبب الموقف الروسي المتشدد، مع العلم أنه سبق لموسكو أن استخدمت حق النقض “الفيتو” لمنع إدانة دمشق. لكنهم رجحوا ألا تستطيع روسيا والصين استخدام “الفيتو” مجددا لحماية دمشق إذا طلبت جامعة الدول العربية نفسها تدخل مجلس الأمن للتعامل مع الوضع السوري، لافتين الى ان موسكو وبيجينغ امتنعتا عن اللجوء إلى حق النقض في الملف الليبي بعد ورود طلبات التدخل من الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي.
ورأت موسكو أمس أن التعديلات الغربية المقترحة على مسودتها لقرار دولي خاص بسوريا تهدف الى إطاحة نظام الرئيس بشار الأسد، ودعت بعثة المراقبين العرب إلى سوريا لمواصلة مهمتها التي اعتبرت انها ستساعد على إيجاد حل سياسي للأزمة الراهنة.
بان كي – مون
وردا على سؤال عن امكان اتصاله بالرئيس السوري بشار الاسد وامكان زيارته سوريا. قال الامين العام للأمم المتحدة بان كي – مون لـ”النهار”: “انا أدعم تماما مبادرة جامعة الدول العربية وجهودها. وأراقب عن كثب ما يحصل في سوريا”. وأضاف أن “المهم الآن هو أنه يتعين على الرئيس الاسد أن يتخذ قرارات قوية وحاسمة لوقف سفك الدماء ووقف قتل الناس والاصغاء الى التطلعات الحقيقية لشعبه. هذا أول شيء أساسي يحتاج هو الى القيام به… بعد ذلك نرى ما ينبغي عمله”.
العربي يلحظ هدوءاً ويحذر من «حرب أهلية» مقتل 8 وموسكو تتهم الغرب باستهداف الأسد
كرر الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، أمس، تحذيره من «اندلاع حرب أهلية» في سوريا، مجددا الدعوة الى عقد لقاء بين الحكومة السورية والمعارضة في القاهرة. وبالرغم من دفاعه عن أداء بعثة المراقبين العرب في سوريا، الذين انتشروا في 6 مناطق جديدة، موضحا أن وجودهم شجع السوريين على المشاركة في التظاهرات السلمية، فإنه أشار إلى أن اجتماع اللجنة الوزارية العربية الخاصة بالأزمة السورية في 19 الحالي، هو الذي سيقرر وضعهم مستقبلا.
وأعلن معارضون «مقتل 8 أشخاص برصاص قوات الأمن، في تظاهرات حاشدة في مدن عديدة»، وهو ما يشكل تراجعا ملحوظا مقارنة بالحصيلة اليومية التي كانت تقدمها المعارضة في ايام الجمعة طوال الشهور الماضية. وصعدت موسكو لهجتها حيال الدول الغربية، مؤكدة أن رفض الأوروبيين قبول مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي حول دمشق بالشكل الذي طرحته موسكو، هدفه تغيير النظام في سوريا.
وأعلن رئيس غرفة عمليات بعثة المراقبين إلى سوريا عدنان الخضير أن «بعثة المراقبين تواصل انتشارها في المزيد من المناطق والمحافظات السورية، حيث توزعت ستة فرق على مناطق دير الزور ـ البوكمال، والسويداء، والقامشلي ـ الحسكة، وتدمر ـ السخنة، وطرطوس ـ بانياس، والرقة ـ الثورة».
وأضاف إن «غرفة العمليات مستمرة في تلقي تقارير البعثة عن مشاهداتها وأنشطتها في سوريا، كما تتلقى بلاغات المواطنين السوريين وتحيلها إلى البعثة للتحقق منها، وأن المراقبين العرب يواصلون مهمتهم من دون الالتفات إلى الشائعات، ووفق ما نص عليه البروتوكول الموقع بين جامعة الدول العربية والحكومة السورية»، مؤكدا أنه «سيتم إرسال المزيد من المراقبين العرب إلى البعثة خلال الأسبوع المقبل».
وأعرب العربي، في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، عن «أسفه للهجوم الذي شنه الرئيس السوري بشار الأسد على الجامعة» في كلمته التي ألقاها الثلاثاء الماضي. وألمح إلى أنه «تبادل عبارات قوية مع الأسد في محادثات خاصة بعيدا عن الإعلام. ودافع عن أداء بعثة المراقبين في سوريا، مؤكدا أن «وجود بعثة المراقبين شجع السوريين على المشاركة في التظاهرات السلمية».
وقال العربي، في تصريح قبيل سفره إلى سلطنة عمان والبحرين، إن «الصورة تتعقد في سوريا»، مضيفا «إن الهدف الأساسي هو سياسي بالدرجة الأولى، وإن موضوع المراقبين ما هو إلا آلية والهدف السياسي هو أن تكون الأمور هادئة»، مؤكدا أنه «من المهم جدا للمعارضة بجميع أطيافها أن تجلس في مؤتمر يعقد في مقر جامعة الدول العربية مع الحكومة لبحث مستقبل سوريا». وشدد على أن «المستقبل في سوريا لا يقرره إلا السوريون».
وأعرب عن «أسفه لاستمرار القتل والعنف». وقال «ربما تكون الوتيرة أهدأ بعض الشيء لكنها مستمرة، وعندما يقتل شخص واحد فإن الضمير الإنساني لا يتحمله»، مشيرا إلى أن «هناك اجتماعا للجنة الوزارية الخاصة بالأزمة السورية في 19 الحالي، وسوف يقرر ماذا يحدث بالنسبة للمستقبل في ضوء التقرير الذي سيرفعه رئيس بعثة المراقبين الفريق محمد مصطفى الدابي».
وأضاف «أما بالنسبة للأمانة العامة للجامعة فإنها تبحث الوضع الآن حول هل من المفيد في أن تستمر البعثة في ظل استمرار العنف باعتبار أن حقن الدماء لم يتوقف حتى الآن خاصة أن لدينا أفرادا محدودين، وهم 163 فردا على وجه التحديد ينتشرون في 16 مدينة، لكن لا يستطيعون تغطية كل شيء».
وقال العربي، في مقابلة مع وكالة «اسوشييتد برس»، ان النظام السوري قد لا يكون يستجيب للاتفاق الموقع مع الجامعة او يستجيب له جزئيا. وأضاف «نحن قلقون جدا، لانه لم يتم الامتثال لبعض التعهدات». وتابع «إذا تواصل هذا الامر، فقد يتحول الى حرب اهلية».
روسيا
وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، لوكالة «انترفاكس»، إن رفض الأوروبيين قبول قرار بشأن دمشق بالشكل الذي تريده موسكو، هدفه تغيير النظام في سوريا.
وانتقد غاتيلوف التعديلات الغربية لمشروع القرار الذي تقدمت به موسكو بشأن سوريا، معتبرا أن هذه التعديلات هدفها تغيير النظام السوري. وقال «للأسف، الرؤية الغربية تتعارض مع رؤيتنا. بالنظر إلى التعديلات التي عرضوها علينا، فإن هدفهم هو التوصل إلى تغيير نظام (الرئيس بشار) الأسد في دمشق». وأضاف إن «التعديلات تجعل مضمون نصنا عقيما. ندعو الطرفين إلى وقف العنف وبدء عملية سياسية من دون تدخل أجنبي».
وكانت روسيا تقدمت منتصف كانون الأول الماضي بمشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي يدين أعمال العنف التي ترتكبها «كل الأطراف، بما في ذلك الاستخدام المفرط للقوة من قبل السلطات السورية». لكن واشنطن دعت موسكو إلى التخلي عن مبادرتها هذه ودعم مشروع قرار أكثر حزما أعدته مع دول أوروبية يهدد بمعاقبة النظام ويطالب بفرض حظر أسلحة له.
وكرر غاتيلوف تأييد موسكو للجهود التي يبذلها المراقبون العرب في سوريا. وأوضح أن «روسيا تؤيد تأييدا كاملا نشاط وعمل المراقبين العرب المتواجدين حاليا في سوريا»، مشيرا إلى أن «موسكو تعتقد أن عمل المراقبين هو عامل استقرار من أجل المساعدة في التوصل إلى حل سياسي في البلاد».
وقال مصدر في شركة روسية مقرها سان بطرسبورغ إن سفينة تشغلها الشركة وتحمل «شحنة خطيرة» وصلت إلى سوريا وذلك بعدما تم احتجازها قليلا خلال توقفها في قبرص للتزود بالوقود. وأحجم المصدر عن التعليق على تقارير لوسائل إعلام روسية وقبرصية أفادت بأن السفينة «تشاريوت» تحمل حوالى 60 طنا من الذخائر. وقال مسؤول قبرصي «كان بها رصاص. كان على متنها اربع حاويات».
وأعربت واشنطن عن قلقها لموسكو بشأن السفينة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند «في ما يتعلق بهذه السفينة، اعربنا عن قلقنا لروسيا وقبرص، التي كانت المحطة الاخيرة لهذه السفينة». وأضافت «ما زلنا نسعى للحصول على ايضاحات حول ما حصل»، مذكرة بأن الادارة الاميركية زادت دعواتها الى بلدان تستمر في بيع او تزويد سوريا بالاسلحة من اجل وقف هذه النشاطات.
المجلس الوطني»
و«الجيش الحر»
وأعلن «المجلس الوطني السوري» المعارض، في بيان، انه «اتفق مع الجيش السوري الحر على تفعيل وتعزيز آلية التنسيق بينهما بما يحقق خدمة امثل للثورة السورية».
وأضاف البيان «من هذه الاجراءات التنسيقية انشاء مكتب ارتباط للمجلس الوطني لدى الجيش الحر بهدف التواصل المباشر، وإقامة حلقات وبرامج للتوجيه السياسي للعسكريين الذين يؤيدون الثورة، والتعاون في مجال النشرات والأخبار والبيانات الاعلامية». وتابع ان «وفدا من المجلس الوطني برئاسة برهان غليون التقى قيادة الجيش السوري الحر الخميس بهدف رفع وتيرة التنسيق وتفعيل آليات التواصل بين الطرفين». وتابع ان «وفدي الهيئتين ناقشا بشكل موسع الوضع الميداني والتنظيمي للجيش الحر مع (قائده) العقيد رياض الاسعد ونائبه العقيد مالك الكردي ووقفا عند الجوانب والاحتياجات التي تخص إعادة تنظيمه وهيكلة وحداته».
وفي باريس، حيث وصلت جثة الصحافي الفرنسي جيل جاكييه، الذي قتل الاربعاء الماضي في حمص، اعلن القضاء الفرنسي انه فتح تحقيقا في مقتله «بتهمة القتل العمد». وأشارت هيئة التلفزيون الفرنسي الى «امور مريبة» في ملابسات مقتله، وأعلنت انها رفعت دعوى امام القضاء الفرنسي. وقال رئيس الهيئة ريمي فليملان ان «زملاءنا كانوا على الارض بعدما حصلوا على الاذن والتأشيرات الرسمية وبعدما حظوا بحماية سرعان ما انسحبت لحظة القصف. ثمة اسئلة هنا نطرحها على انفسنا».
ميدانيا
قال معارضون ان تظاهرات «جمعة دعم الجيش السوري الحر» ضد النظام خرجت في عدة مدن، فيما برز اعلان «المرصد السوري لحقوق الانسان»، في بيان، ان «قوات الامن السورية قتلت متظاهرا في مدينة ادلب، وآخر في حماه»، فيما ذكرت «لجان التنسيق المحلية» انه «سقط 8 قتلى».
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيان، ان «عشرات آلاف السوريين تظاهروا في جمعة دعم الجيش السوري الحر»، فيما ذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) «احتشدت جموع غفيرة في مدينة القامشلي دعما لمسيرة الإصلاح وتأكيدا للوحدة الوطنية ورفضا لمحاولات التدخل الخارجي في شؤون سوريا الداخلية».
وأضاف «قتلت قوات الامن ثمانية مدنيين في حمص ومدينة الضمير بريف دمشق وكفرنبل بمحافظة ادلب وبلدة منغ بريف حلب وحماه».
وذكر «المرصد»، في بيان، «انتشرت قوات الامن بكثافة قبيل التظاهرات في عدة مدن وخصوصا في درعا». وأضاف ان «متظاهرا قتل في بلدة كفرنبل في محافظة ادلب»، مشيرا الى ان «نحو 20 الف متظاهر هتفوا بإسقاط النظام في هذه المنطقة». وأضاف «قتل فتى في حماه اثر اطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الامن السورية». وتحدث عن «تظاهرة ضمت نحو 15 الف شخص في دوما قرب دمشق. وتظاهر آلاف في تدمر في محافظة حمص، وفي دير الزور ودرعا حيث جرح خمسة متظاهرين».
وقال المعارض كمال اللبواني ان «القوات السورية تدعمها الدبابات اقتحمت بلدة الزبداني» قرب الحدود اللبنانية. وبالرغم من انه اعلن ان «الاتصالات قطعت مع البلدة»، فإنه اشار الى انه «تمكن من الاتصال بعدد من السكان». وتابع ان «الدبابات تقصف البلدة بعد ان دخلت ضواحيها لكن السكان يقاومون»، مضيفا ان «الجيش السوري الحر له وجود قوي في المنطقة».
وذكرت «سانا» «استشهد ثلاثة عسكريين بينهم ضابط برتبة مقدم وأصيب ثلاثة بنيران مجموعة إرهابية مسلحة هاجمت مركزا لإدارة الإشارة في منطقة المراح بريف دمشق. كما قتل 3 من عناصر حفظ النظام وأصيب 12 بنيران مجموعات إرهابية مسلحة في حمص».
(«السفير»، سانا، أ ف ب، أ ب، رويترز، أ ش أ)
الجامعة العربية تخشى الحرب الاهلية .. والاحتجاجات مستمرة
سفينة روسية تحمل ‘أسلحة خطيرة’ لسورية
واشنطن قلقة.. وطلبت توضيحات من موسكو
عمان ـ نيقوسيا ـ موسكو ـ وكالات: قال نشطاء ان احتجاجات ضد الرئيس السوري بشار الاسد اندلعت في عدة مدن سورية فيما سميت بجمعة’ دعم الجيش السوري الحر’ وان عشرة اشخاص قتلوا برصاص الأمن، بينما قال قيادي بالمعارضة على صلة بالسكان ان القوات السورية تدعمها الدبابات اقتحمت بلدة قرب الحدود مع لبنان الجمعة في أول هجوم عسكري كبير منذ دخول بعثة المراقبين العرب سورية الشهر الماضي. بينما قال الامين العام للجامعة العربية انه يخشى ان تتطور الاضطرابات الدامية في سورية إلى حرب أهلية تلقي بآثارها السيئة على المنطقة كلها.
وقال كمال اللبواني وهو شخصية معارضة رفيعة المستوى من الزبداني فر الى الأردن قبل أسبوعين لرويترز ان الاتصالات قطعت لكنه تمكن من الاتصال بعدد من السكان.
وتابع ان الدبابات تقصف البلدة بعد ان دخلت ضواحيها لكن السكان يقاومون. ومضى يقول ان الجيش السوري الحر المنشق عن القوات السورية له وجود قوي في المنطقة.
جاء ذلك فيما قال مصدر في شركة روسية مقرها سان بطرسبرغ الجمعة إن سفينة تشغلها الشركة وتحمل ‘شحنة خطيرة’ وصلت إلى سورية وذلك بعدما تم احتجازها قليلا خلال توقفها في قبرص للتزود بالوقود.
وأحجم المصدر عن التعليق على تقارير لوسائل إعلام روسية وقبرصية أفادت بأن السفينة تشاريوت التي أبحرت من سان بطرسبرغ يوم 9 كانون الاول (ديسمبر) تحمل شحنة من شركة روس اوبورون اكسبورت الروسية لتصدير الاسلحة.
وقالت الولايات المتحدة الجمعة انها عبرت لروسيا عن القلق بشأن السفينة، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند ‘بالنسبة للسفينة عبرنا عن القلق بشأن ذلك لدى كل من روسيا وقبرص التي كانت اخر ميناء ترسو به السفينة وسنواصل طلب توضيحات لما حدث’.
واضافت ان الولايات المتحدة لم تتثبت على نحو مستقل من محتويات شحنة السفينة.
وروسيا من اكبر موردي الأسلحة لسورية منذ فترة طويلة. ويحاول الرئيس السوري بشار الاسد إخماد اضطرابات بدأت قبل عشر بالاستعانة بالجيش مما أدى الى فرض عقوبات غربية وعربية على دمشق لم تشارك فيها موسكو.
وقال المصدر في شركة ويستبرغ ومقرها سان بطرسبرغ عبر الهاتف وطلب عدم ذكر اسمه ‘كانت السفينة تحمل شحنة خطيرة.. وصلت إلى سورية يوم 11 كانون الثاني (يناير)’. وقال فايتشسلاف دافيدنكو وهو متحدث باسم شركة روس اوبورون اكسبورت الجمعة إن الشركة التي تصدر الاسلحة لن تؤكد أو تنفي التقرير.
من جهته قال الامين العام للجامعة العربية انه يخشى من اندلاع حرب اهلية وان الاحداث التي تجري في سورية من الممكن ان تؤدي إلى حرب اهلية.
وقال في حديث إلى قناة الحياة المصرية ان اي مشكلات في سورية ستؤدي إلى عواقب في الدول المجاورة.
ووصف العربي التقارير الواردة من رئيس بعثة المراقبين بأنها مدعاة للقلق، لكنه قال انه ليس هناك شك في ان معدل القتل قد تراجع في وجود المراقبين.
ويتعارض ذلك مع وجهة نظر مسؤول رفيع في الامم المتحدة قال امام مجلس الامن الاسبوع الماضي ان معدل القتل تسارع ليصل إلى نحو 40 قتيلا يوميا منذ وصول المراقبين العرب إلى سورية حسب رواية السفيرة الامريكية في المنظمة الدولية.
ومن المقرر ان يجتمع وزراء الخارجية العرب لسماع تقرير من المراقبين في 19 كانون الثاني (يناير). وقال العربي انهم سيقررون اذا ما كان هناك اي فائدة من الاستمرار في المهمة ام لا.
واندلعت الاحتجاجات بعد صلاة الجمعة في بعض مناطق العاصمة دمشق وكذلك في مدينة اللاذقية الساحلية حيث تعرض مراقبو الجامعة العربية إلى هجوم على أيدي مناصرين للاسد يوم الاثنين. وقال احد النشطاء ان المتظاهرين رددوا قرب مسجد باللاذقية هتاف ‘الشعب يريد اسقاط النظام’.
وقال ارفع ضابط سوري ينشق وينضم إلى صفوف المعارضة لرويترز ان انشقاق الجنود ينهك الجيش لكن المتمردين قد يحتاجون إلى عام لاسقاط الاسد.
وقال العميد الركن مصطفى احمد الشيخ ان ما يقرب من 20 الف جندي اغلبهم من السنة انشقوا على الجيش على الرغم من الاجراءات الصارمة لكن اكثرهم يحاول الافلات من الوقوع في ايدي الشرطة السرية بدلا من قتال قوات الامن.
وقال الشيخ ان من المتوقع ان تطول الانتفاضة السورية اكثر مما فعلت الانتفاضة الليبية او المصرية او التونسية حيث ما زال الاسد يحتفظ بولاء قوات مدربة ومسلحة جيدا تنتمي للطائفة العلوية التي ينتمي إليها.
واضاف في مقابلة عبر الهاتف من جنوب تركيا يوم الخميس ان ما بين 25 و30 الف منشق يشنون حرب عصابات في مجموعات من ستة او سبعة اشخاص يكفون لاستنزاف الجيش خلال سنة او سنة ونصف حتى لو كانوا مسلحين بالقنابل الصاروخية والاسلحة الخفيفة.
واظهر مقطع مصور نشر على الانترنت الجمعة مصفحة نقل جنود تحترق في شارع في حمص احد مراكز الاحتجاجات والمقاومة المسلحة ضد الاسد. وقال صوت في المقطع المصور ان الجيش السوري الحر هو الذي شن الهجوم على المصفحة.
أميركا: إيران تزوّد سوريا بالأسلحة للمساعدة على القمع
وكالات
واشنطن: اتهم مسؤولون أميركيون كبار الجمعة إيران بتزويد سوريا أسلحة للمساعدة على قمع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
وقال هؤلاء المسؤولون في تصريحات لوكالة فرانس برس إن الجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس (وحدة النخبة في الحرس الثوري الإيراني) زار العاصمة السورية خلال الشهر الجاري، معتبرين أن هذه الزيارة تمثل أبرز مؤشر إلى أن المساعدة الإيرانية لسوريا تشمل معدات عسكرية.
وأضاف أحد هؤلاء المسؤولين، طالبًا عدم الكشف عن اسمه، “نحن متأكدون من أنه (سليماني) التقى أعلى المرجعيات في الحكومة السورية، بمن فيهم الرئيس الأسد”.
ورأى أن “هذا الأمر مرتبط بدعم إيران لمحاولات الحكومة السورية قمع شعبها”، معتبرًا أن واشنطن لديها أسبابها للاعتقاد بأن إيران تزوّد القوات السورية بمعدات أمنية وأسلحة.
على صعيد ذي صلة، كانت الولايات المتحدة أعربت الليلة عن قلقها لكل من روسيا وقبرص إزاء شحنات أسلحة توجّهت إلى سوريا اليوم، آتية من روسيا، بعدما تم احتجازها فترة قصيرة في قبرص خلال توقفها للتزود بالوقود.
وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند في مؤتمر صحافي “لقد دعونا كل البلدان، التي تواصل التجارة وإمداد سوريا بالأسلحة إلى التوقف، وفي ما يتعلق بشحنة الأسلحة الأخيرة، فقد أعربنا عن مخاوفنا تلك لكل من روسيا وقبرص، التي كانت آخر مرفأ لهذه الشحنة، وسنواصل السعي إلى توضيح ما حصل هناك”.
وأضافت نولاند إنه “من بين الأمور التي سنسعى إليها هي بذل جهود أقوى للسيطرة على هذا النوع من الشحنات التي تدخل إلى سوريا، لأن لدينا جميعًا مخاوف من أن يستخدمها النظام السوري ضد شعبه”.
المراقبون العرب ينتشرون في 6 مناطق سورية جديدة
وكالة الأنباء السعودية – واس
القاهرة: أكد رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سوريا السفير عدنان الخضير أن بعثة المراقبين تواصل انتشارها في المزيد من المناطق والمحافظات السورية، حيث توزعت إلى 6 فرق اليوم على مناطق ديرالزور (البوكمال والسويداء والقامشلي) والحسكة وتدمر (السخنة) وطرطوس وبانياس والرقة.
وأكد الخضير في بيان صحافي اليوم أن غرفة العمليات مستمرة في تلقي تقارير البعثة عن مشاهداتها وأنشطتها في سوريا، كما تتلقي بلاغات المواطنين السوريين وتحيلها إلي البعثة للتحقق منها.
وأضاف أن المراقبين العرب يواصلون مهمتهم من دون الالتفات إلى الشائعات، ووفق ما نص عليه “البروتوكول” الموقع بين جامعة الدول العربية والحكومة السورية، مؤكدا أنه سيتم إرسال المزيد من المراقبين العرب إلى البعثة خلال الأسبوع المقبل.
كاميرون مستعد لاقتراح قرار جديد بمجلس الأمن حول سوريا
أ. ف. ب.
الرياض: اعرب رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون الذي يقوم بزيارة الى السعودية الجمعة عن استعداده لطرح قرار جديد في مجلس الامن لادانة القمع الذي يقوم به نظام الرئيس السوري بشار الاسد لتظاهرات الاحتجاج.
وقال كاميرون في بيان اصدره مكتبه “بصفتنا عضوا دائما في مجلس الامن، نحن مستعدون لان نطرح قرارا جديدا في هذا المجلس يستند الى ما تقوله وتفعله الجامعة العربية” التي ارسلت مراقبين الى سوريا.
وتحدى رئيس الوزراء البريطاني الروس من دون ان يسميهم “اذا ما ارادوا عرقلة هذا القرار، ان يبرروا .. استعدادهم لمؤازرة حمام الدم الرهيب الذي يقوم به شخص تحول الى دكتاتور رهيب”.
وروسيا التي عارضت اي قرار يدين النظام السوري، عرضت مشروع قرارها حول سوريا. لكن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف انتقد التعديلات الغربية، معتبرا ان الهدف منها السعي الى تغيير النظام السوري.
وحذر رئيس الوزراء البريطاني من ان “العالم باجمعه” سيتحرك في حال قيام ايران باغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي.
وقال في حديث مع قناة العربية الفضائية بمناسبة زيارته الى الرياض “في صالح العالم اجمع ان يبقى المضيق مفتوحا، وفي حال بروز اقل تهديد باغلاقه، فاني على ثقة ان العالم اجمع سيحشد قواه ويضمن بقاءه مفتوحا”.
واكد بيان صادر عن رئاسة الوزراء البريطانية دون تفاصيل ان الملك عبد الله بن عبد العزيز وكاميرون “بحثا التطورات الاخيرة في المنطقة وخصوصا اهتماماتهما المشتركة حيال الاوضاع في سوريا وايران واليمن”.
وتتزامن الزيارة مع تصاعد التوتر بين طهران والمجتمع الدولي بسبب الملف النووي الايراني.
كتائب الأسد تقتحم الزبداني واشنطن قلقة من سفينة الأسلحة الروسية لندن تستعد لاقتراح في مجلس الأمن
“جمعة الجيش السوري الحر”: تظاهرات وشهداء واتفاق مع “المجلس الوطني”
خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين في “جمعة الجيش السوري الحر” امس، للتعبير عن دعمهم للعسكريين المنشقين عن النظام وعن معارضتهم لسلطات آل الأسد على الرغم من استمرار الأجهزة الأمنية والعسكرية في حملة القتل الذي أودى أمس بأكثر من 27 شهيداً جديداً سقطوا في مختلف المناطق السورية.
وأعلنت الولايات المتحدة أمس عن قلقها بشأن سفينة الاسلحة الروسية التي رست في ميناء طرطوس وأفادت مصادر أنها تحمل على متنها أسلحة كيميائية سامة، في وقت كان رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون يعلن من الرياض استعداد بلاده لطرح قرار جديد في مجلس الامن لإدانة عمليات القمع التي يقوم بها نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وسجل في يوم الوفاء لـ”الجيش السوري الحر” إعلان اتفاق تنسيق بين الجيش المنشق الذي يعد الذراع العسكرية للثورة الشعبية، و”المجلس الوطني السوري” الذراع السياسية للثورة، بما ينظم خطي الثورة الأمنية والسياسية ويلائمهما مع أداء الشارع.
ميدانياً، قال قيادي في المعارضة ان القوات السورية تدعمها الدبابات اقتحمت أمس بلدة الزبداني القريبة من الحدود اللبنانية في أول هجوم عسكري كبير منذ دخول بعثة المراقبين العرب سوريا الشهر الماضي.وقال كمال اللبواني، وهو شخصية معارضة رفيعة المستوى من الزبداني فر الى الأردن قبل أسبوعين، ان الاتصالات قطعت لكنه تمكن من الاتصال بعدد من السكان، وتابع ان الدبابات تقصف البلدة بعد ان دخلت ضواحيها لكن السكان يقاومون. ومضى يقول ان الجيش السوري الحر المنشق عن القوات السورية له وجود قوي في المنطقة.
كما شهدت مدينة اللاذقية تظاهرة حاشدة بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وفي محافظة ادلب هتف نحو 20 الف متظاهر مطالبين بإسقاط النظام. وتظاهر نحو 15 الف شخص في دوما قرب دمشق حيث سجلت صدامات صباحاً بين عناصر الامن ومنشقين، بحسب المرصد.
وفي بانياس (شمال غرب)، قال المرصد ان “ثلاثة عناصر من الجيش السوري انشقوا واشتبكوا مع دورية امنية قرب مدرسة عماد عرنوق في الاحياء الجنوبية ما ادى الى اصابة عناصر الدورية بجروح وفرار العناصر المنشقة خارج المدينة”.
وتظاهر آلاف آخرون في تدمر في محافظة حمص (وسط) التي تعد أحد أهم معاقل الحركة الاحتجاجية حيث جرح مدنيان بقذيفة اطلقت من سيارة تابعة للاشغال العامة.
وقال المرصد ان “قوات الامن السورية نفذت حملة دهم واعتقالات في مدينة جاسم اسفرت عن اعتقال ثلاثة اشخاص على الاقل”.
وكعادتها اطلقت قوات الامن النار لتفريق المتظاهرين خصوصاً في دير الزور (شرق) ودرعا (جنوب) وفي ضواحي دمشق، بحسب المرصد ولجان التنسيق المحلية التي تشرف على التحركات ميدانياً.
ومن الذين قتلوا أمس برصاص قوات الامن عشرة مدنيين في مختلف انحاء البلاد، خمسة في حمص (وسط) واثنان في مدينة الضمير بريف دمشق بينهما فتاة في السادسة قتلت وهي على شرفة منزلها، وواحد في كفرنبل بمحافظة ادلب (شمال غرب) وواحد في بلدة منغ بريف حلب (شمال) وفتى يبلغ من العمر 17 عاما في حماه (وسط)، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن.
وقبل التظاهرات التي تنظم كل يوم جمعة تحت شعار مختلف، انتشرت قوات الامن بكثافة في عدة مدن وخصوصاً في درعا (جنوب) مهد الحركة الاحتجاجية.
وأعلن المجلس الوطني السوري بزعامة برهان غليون في بيان انه اتفق مع الجيش السوري الحر بقيادة رياض الاسعد على تفعيل وتعزيز آلية التنسيق بينهما “بما يحقق خدمة امثل للثورة السورية”.
ومن هذه الاجراءات التنسيقية التي اوردها البيان انشاء “مكتب ارتباط للمجلس الوطني لدى الجيش الحر بهدف “التواصل المباشر” واقامة “حلقات وبرامج للتوجيه السياسي للعسكريين” الذين يؤيدون الثورة و”التعاون في مجال النشرات والأخبار والبيانات الاعلامية”.
وقال البيان ان “وفدا من المجلس الوطني السوري برئاسة رئيسه برهان غليون التقى قيادة الجيش السوري الحر الخميس بهدف رفع وتيرة التنسيق وتفعيل آليات التواصل بين الطرفين”. واضاف ان وفدي الهيئتين “ناقشا بشكل موسع الوضع الميداني والتنظيمي للجيش الحر مع (قائده) العقيد رياض الاسعد ونائبه العقيد مالك الكردي ووقفا عند الجوانب والاحتياجات التي تخص إعادة تنظيمه وهيكلة وحداته”.
وفي باريس حيث وصلت جثة الصحافي الفرنسي جيل جاكييه، اعلن القضاء الفرنسي انه فتح تحقيقا في مقتل الصحافي الفرنسي في سوريا بتهمة القتل العمد، واشارت هيئة التلفزيون الفرنسي الى “امور مريبة” في ملابسات مقتله واعلنت انها رفعت دعوى امام القضاء الفرنسي.
وكانت صحيفة “لوفيغارو” قالت ان الرئاسة الفرنسية تشتبه في “عملية تضليل” قد تكون السلطات السورية متورطة فيها ادت الى مقتل الصحافي الفرنسي. ولم يؤكد اي شاهد او مصدر ان القذيفة التي اطلقت على الصحافيين مصدرها المتمردين او الجيش.
واستمر العنف في سوريا حيث يواجه المراقبون العرب الذين اوفدتهم الجامعة العربية انتقادات لعجزهم عن وقف النزيف في البلاد منذ وصولهم في 26 كانون الاول (ديسمبر) لمراقبة تنفيذ خطة للخروج من الازمة.
وقال رئيس عمليات البعثة في الجامعة العربية عدنان الخضير ان فرقا اضافية من المراقبين الذين وصلوا اخيرا الى سوريا سينتشرون في اليومين المقبلين وسيتم تزويدهم “بمعدات تساعدهم على اداء مهمتهم بشكل افضل”.
وانتقد رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون روسيا التي تعرقل كل مشروع قرار في مجلس الامن يندد بقمع المتظاهرين من قبل نظام الاسد. وقال في هذا السياق “كدولة دائمة العضوية في مجلس الامن، نحن جاهزون لتقديم مشروع قرار جديد اساسه ما تقوله وتفعله جامعة الدول العربية”. واضاف “اذا ارادوا (الروس) عرقلة قرار كهذا فليشرحوا لماذا هم على استعداد للمساعدة في حمام الدماء المرعب الذي يرتكبه شخص تحول الى ديكتاتور مرعب”.
وانتقدت روسيا أمس التعديلات الغربية لمشروع القرار الذي تقدمت به بشأن سوريا، معتبرة ان هذه التعديلات هدفها اجراء تغيير في النظام في دمشق.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف “للاسف، الرؤية الغربية تتعارض مع رؤيتنا. بالنظر الى التعديلات التي عرضوها علينا هدفهم هو التوصل الى تغيير نظام الاسد في دمشق”.
وفي برلين، جددت الخارجية الألمانية مناشدتها رعاياها الذين لا يزالون في سوريا مغادرة البلاد بسبب “استمرار تردي الوضع الأمني هناك”.
ونسبت وكالة الانباء الالمانية الى المتحدث باسم الوزارة أندرياس بيشكه قوله امس إن الرعاية القنصلية للمواطنين الألمان في سوريا ستصبح أكثر صعوبة مستقبلا”، مضيفا “لا بد أن نتوقع تزايد تراجع قدرة السفارة على القيام بوظيفتها”.
وقالت الوكالة ان وزير الخارجية جيدو فيسترفيله جدد مطالبته لمجلس الأمن بإصدار قرار خاص بالوضع في سوريا، “مبديا قلقه ازاء المعوقات التي تتعرض لها بعثة المراقبين التابعة لجامعة الدول العربية”. واضافت ان فيسترفيله اعرب عن أمله في “أن تقدم البعثة صورة غير مجملة في 19 من الجاري عن الوضع في سوريا ثم تطرح اقتراحات لما يجب فعله”.
وفي هذه الاثناء كانت سفينة روسية تنقل “شحنة خطرة” أمس في طريقها الى سوريا بحسب مصدر في الشركة التي تشغل السفينة. وبحسب وسائل اعلام روسية فإن السفينة قد تكون محملة بـ60 طنا من الاسلحة والمعدات العسكرية، ذكرت مصادر في المعارضة السورية أنها أسلحة كيميائية سامة.
واعربت واشنطن أمس عن قلقها لروسيا. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند “في ما يتعلق بهذه السفينة، اعربنا عن قلقنا لروسيا وقبرص التي كانت المحطة الاخيرة لهذه السفينة”.
واضطرت السفينة للتوقف في قبرص للتزود بالوقود وسمحت لها السلطات القبرصية بالمغادرة بعد ان تلقت تطمينات من مالكيها بأنها لن تتوجه الى سوريا.
(أ ف ب، رويترز، يو بي أي،
قنا، “المستقبل”)
رفض الذهاب إلى حمص فخيّر بين إطاعة الأوامر أو مغادرة سوريا فوراً
مقتل الصحافي جاكييه: تحقيق قضائي فرنسي وشكوك في رواية نظام الأسد
باريس ـ مراد مراد ووكالات
اعلن مصدر قضائي ان النيابة العامة لباريس فتحت تحقيقا الجمعة في مقتل الصحافي الفرنسي جيل جاكييه في سوريا بتهمة القتل العمد، فيما تحدثت هيئة التلفزيون الفرنسي التي كان الصحافي يعمل لحسابها عن “امور مريبة” في ملابسات مقتله، وأكدت الرئاسة الفرنسية، وفق صحيفة “الفيغارو”، حدوث عملية تضليل نسقتها السلطات السورية.
وقال المصدر القضائي الفرنسي ان نيابة باريس طلبت تشريح جثة الصحافي التي نقلت الجمعة الى فرنسا.
وكان رئيس مجموعة التلفزيونات الفرنسية ريمي بفليملين من النيابة العامة في الجمهورية الفرنسية بدء تحقيق يلقي الضوء على جميع ملابسات جريمة قتل جاكييه بشكل متعمد وعن سابق اصرار وتصميم خلال ادائه واجباته المهنية.
وعلمت “المستقبل” من مصدر فرنسي ان “التحقيقات في القضية ستكون موسعة”.
وقد وصل جثمان جاكييه، مراسل القناة التلفزيونية الفرنسية “فرانس 2″، صباح امس الى مطار بورجيه قرب باريس في ظل ازدياد شكوك الفرنسيين حول حادثة مقتله في حي يسكنه موالون لنظام بشار الأسد في مدينة حمص.
واشار المدير الإعلامي في هيئة التلفزيون الفرنسي تييري تويلييه الى “ظروف مريبة تحيط بالحادث”، متسائلا: “على سبيل المثال، لماذا مجموعة الصحافيين التي استهدفت كانت محاطة بالقوى الامنية وفجأة اختفت هذه القوى المكلفة حمايتهم مع سقوط اول القذائف؟”.
وكان مصدر مقرب من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ابلغ صحيفة “لوفيغارو” شكوك الادارة الفرنسية وريبتها من ضلوع النظام السوري في ترتيب الهجوم الذي استهدف الصحافيين وادى الى مقتل جاكييه كي يوجه رسالة ذات معنيين الاول ان المعارضة في سوريا ارهابية مسلحة والثانية ان لا مكان للصحافة الأجنبية في بلد غير مستقر امنيا.
وطالب الصحافي الفرنسي بيار روسولين بفتح تحقيق دولي مستقل في القضية ودعا الى ارسال بعثة من الامم المتحدة للتحقيق في الحادث طالما ان حرية المراقبين العرب وقدرتهم على التحرك داخل سوريا مقيدة.
اما زميله في الصحيفة نفسها جورج مالبرونو فكان سارع في وقت قياسي الاربعاء الماضي الى نقل وقائع ما حصل بالتفصيل عن احد اصدقائه الصحافيين محمد بلوط مراسل قناة “بي بي سي” العربية (ومراسل صحيفة “السفير” اللبنانية الذي كان ايضا في حمص ضمن مجموعة اعلامية سمحت لها الحكومة السورية بالدخول الى المدينة.
وقال بلوط، الذي يبدو ان شهادته ستكون حاضرة في التحقيقات القضائية، بحسب ما نقل عنه مالبرونو: “كنا وفدين من الصحافيين الاجانب موجودين في حمص بعد الظهر. الأول ترعاه وزارة الاعلام السورية ويضمني انا وصحافيين من سي ان ان وسي بي اس وفرانس برس. الوفد الثاني ترافقه صحافية لبنانية ويضم جيل جاكييه وصحافي آخر من فرانس 2 وخمسة بلجيكيين وسويسريين ولبنانيين وسوري”. اضاف “قمنا بجولة على المستشفيات في احياء حمص التي لا تزال تحت سيطرة الجيش وحوالي الساعة الثالثة بعد الظهر تركت مجموعتي حي الزاهرة العلوي. بعدها بلحظات تجمع ناشطون مؤيدون للأسد امام مستشفى الزاهرة وبدأوا ينشدون ويرفعون شعارات مؤيدة للنظام. فجأة ضربت قذيفة ار بي جي الحشد. وقتل على الفور ثمانية من المؤيدين لبشار الأسد وسقط عدد من الجرحى”.
وتابع بلوط “صحافيو مجموعة جاكييه اقتربوا ركضا لمعرفة ماذا حصل. في تلك اللحظة انطلقت ار بي جي ثانية في اتجاههم. قتل جاكييه على الفور. صحافي بلجيكي من راديو في ار تي اصيب في رأسه. مصور فرانس 2 لم يصب بأذى. وقع الهجوم في الشارع”.
وختم بلوط موجها اصابع الاتهام الى المعارضين السوريين “الزاهرة معقل للعلويين وهو حي كان استهدف مرات عدة في السابق من قبل المتظاهرين. وفيه يحصل دائما اطلاق رصاص من قبل قناصة المتظاهرين”.
وتتجه التحقيقات الفرنسية الى الغوص في تفاصيل تنظيم زيارة الوفد الاعلامي وكيف دعي جاكييه اليه. خصوصا مع كشف ادارة “فرانس 2” عن معلومات خطيرة حول كيفية اصرار منظمي الوفد على اصطحاب جاكييه والمصور المرافق له كريستوف كنك الى حمص عن طريق التهديد بإخراجهم من البلاد في حال رفضهم.
وقال المدير الاعلامي تييري تويلييه امس في لقاء مع “فرانس انفو” ان “جاكييه وكنك رفضا الذهاب الى حمص لشعورهما بأنه لن يكون لهما حرية التحرك وتصوير الوقائع كما هي. الصحافيون الآخرون وافقوا ولكن عند رفض مراسلانا الامر قوبلا بالتهديد: اذا لم تأتيا معنا الى حمص فإنكما ستغادران سوريا في الحال”. عندها وجد الصحافيان الفرنسيان نفسيهما مضطرين للإذعان لمرافقيهما.
كما اشار تويلييه الى ان القذيفة الرابعة التي اطلقت استهدفت جاكييه شخصيا خلال محاولته الخروج من بوابة مبنى كان لجأ اليه هربا من القصف وادت الى مقتله. واعرب عن تعاظم الشكوك لدى التلفزيون الفرنسي لأن ما حصل كان فيه استهداف ملحوظ لصحافيي فرانس 2.
اما الصحافي الفرنسي المستقل جاك دوبليسي الذي كان ضمن الوفد فجاءت شهادته لتثير المزيد من الريبة حول الحادث، حيث قال: “اخذونا الى حي من المفترض ان يكون آمنا. كنا محاطين بشكل كبير وبتحركنا تحدد موقعنا. كان من المفترض ان يقلل ذلك (الاحاطة بهم من كل جانب) المخاطر لكني اعتقد هم تلاعبوا بنا. ليس من قبيل الصدفة ان تسقط اربع قذائف في المكان ثم بعود الهدوء اليه على الفور وكأن شيئا لم يكن. ليس من قبيل الصدفة ايضا ان يكون التلفزيون السوري في كل مكان”.
وقال الصحافي البلجيكي ينس فرانسن الذي اصيب في وجهه “كنا نتجول في المنطقة التي تسيطر عليها الحكومة وهناك اصطحبنا مدنيون قالوا لنا انهم يريدون منا ان نرى اشياء معينة. بعد ذلك حصل الاعتداء”.
ويتوقع أن تبدأ التحقيقات القضائية الفرنسية خط سيرها للوقوف على جميع ملابسات الجريمة التي نالت من احد ابرز الصحافيين العالميين جيل جاكييه الحاصل على عدد من الجوائز الاعلامية العالمية عن تقارير قام بها في اماكن الصراعات المختلفة افغانستان وكوسوفو والعراق وفلسطين حيث أصيب بطلق نار اسرائيلي في نابلس عام 2003.
بعثة المراقبين تفقد مصداقيتها فيما العنف متواصل في سوريا
تسعى بعثة المراقبين التابعة لجامعة الدول العربية في سوريا جاهدة لإنقاذ اي قدر من مصداقيتها بعد أن قرر بعض أعضائها الانسحاب ووصفتها المعارضة بأنها فاشلة مع استمرار قتل المحتجين المناهضين للحكومة بلا كلل.
يقول ديبلوماسيون في الجامعة ومقرها القاهرة إنهم محبطون لأن المراقبين لم يتح لهم الوقت للإعداد لمهمتهم كما أن تكليفهم يقتصر على مراقبة الأوضاع.
وبدأ المراقبون الذين يبلغ عددهم الآن 165 العمل في 26 كانون الأول (ديسمبر) الماضي ويحاولون التحقق من التزام سوريا باتفاق لوقف حملة مستمرة منذ عشرة اشهر على المحتجين تقول الأمم المتحدة إنها أسفرت عن سقوط اكثر من خمسة آلاف قتيل.
وكان من المفترض أن توقف السلطات السورية مهاجمة المحتجين المسالمين وتسحب القوات والدبابات من الشوارع وتفرج عن المعتقلين وتبدأ حوارا سياسيا.
لكن أعمال العنف استمرت مما عرض بعثة المراقبين لاتهامات بأنها تتيح للأسد المزيد من الوقت لإخماد حركة الاحتجاجية.
علاوة على ذلك شعر المراقبون بإحباط بسبب هجوم على مجموعة منهم مما أسفر عن إصابة 11، وفت في عضدهم اختيار الفريق اول الركن السوداني محمد احمد مصطفى الدابي كرئيس للبعثة كما أضر بهم صراع بين دول عربية متنافسة.
ولدى سؤال أحد المراقبين في سوريا بالهاتف يوم الأربعاء رد قائلا: “من يريدون الرحيل يغادرون على مستوى شخصي وليس بسبب إرادة الدولة. البعض قلقون على سلامتهم… البعض من وجهة نظر مهنية يشعرون بأنهم لا يحققون اي شيء”.
وقال المراقب الذي طلب عدم نشر اسمه إنه يريد أن يغادر ايضا وأضاف “الوفد يحتاج الى خبرات… يحتاج الى إرادة ونوايا طيبة من السلطات”.
وقال المراقبون الذين أصابتهم خيبة الأمل إن الجيش السوري لم ينسحب من المناطق المدنية مثلما وعد وإن وجودهم لم يحل دون سفك الدماء.
وتهكم الرئيس السوري بشار الأسد بدوره على الجامعة بوصفها غير فعالة وأوضح أنه ليست لديه نية لإنها حملته سواء وجد المراقبون في بلاده ام لا.
وفي حين تقول الجامعة إن مستوى العنف تراجع منذ وصول المراقبين فإن مسؤولا عربيا قريبا من عملية المراقبة يقول إن الدول العربية ليس لديها الكثير لتفعله في غياب عمل عسكري لإنهاء الحملة.
وقال المسؤول المقيم بالقاهرة لوكالة “رويترز” اول من امس: “هذه ليست مشكلة في الجامعة العربية. هذه مشكلة في النظام الدولي. من لايزال مستعدا لإرسال قوات؟ من يريد إرسال قوة قتالية؟”.
ولا توجد رغبة تذكر بين الدول العربية او داخل مجلس الأمن الدولي للتصعيد ضد سوريا التي قد يزيد حدوث اضطرابات كبيرة بها من زعزعة استقرار المنطقة غير المستقرة بالفعل نظرا لحساسية موقعها الجغرافي.
واقترحت قطر التي تقود اللجنة الوزارية بشأن سوريا بالجامعة العربية تعزيز المهمة بتوفير تدريب ومعدات أفضل.
وقال انور البني، وهو ناشط مخضرم وعضو في “المجلس الوطني السوري” إن الوقت قد حان اما لتوسعة نطاق البعثة او سحب المراقبين.
وتساءل قائلا: “اي تدريب واي معدات.. اذا تم تزويدهم بسيارات او طائرات هليكوبتر فماذا يعني هذا مادام النظام يقول إنه لن ينفذ البروتوكولات العربية؟”.
ودعا مندوب احدى الدول العربية بالجامعة الى تشكيل قوة رد سريع لمساندة المراقبين قائلا إنها يجب أن تضم ايضا دولا مسلمة غير عربية لإضافة ثقل لها. وأضاف: “بعثة المراقبين العرب غير فعالة والمراقبون لا يزيدون عن 200 شخص… في دولة كبيرة مثل سوريا دون خبرة سابقة”. ومضى يقول “أطالب بتشكيل قوة تدخل سريع من دول عربية وإسلامية قد تضم دولا مثل باكستان… ويكون لها مكون عسكري قوي”.
وساندت الجامعة حملة ضد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي العام الماضي. لكن الوضع في سوريا اكثر تعقيدا لأنها تقع في قلب العالم العربي على عكس ليبيا.
وهناك انقسامات داخل الجامعة اذ تتصدر قطر والسعودية الدول الراغبة في زيادة الضغط على سوريا وهو ما تعارضه لبنان والعراق.
ويحجم زعماء دول مثل الجزائر عن تكثيف الضغط على دولة شقيقة حتى لا يأتي الدور عليها. وتعقد ايران الحليفة الوثيقة لدمشق جهود الجامعة العربية لوقف أعمال العنف وسفك الدماء.
وقال مسؤول عربي “ما الذي سيفعله هذا الفريق؟ هذا الفريق ليس موجودا هناك لوقف العنف. هو موجود هناك لسحب الجيش. ليس موجودا هناك للإفراج عن المعتقلين. إنه موجود للتحقق. ليس فريقا لحفظ السلام”. وأضاف “أي عملية مماثلة تحتاج ما بين ستة وثمانية أسابيع للاستعداد قبل الانتشار” مشيرا الى أن البعثة بدأت عملها بعد أيام من حصولها على موافقة وزراء الخارجية العرب. وقال “هل يمكنك أن تتخيل لو كنا انتظرنا ستة أسابيع؟ كنا سنذبح على يد الصحافة والمعارضة”.
وسترفع البعثة النتائج التي وصلت اليها لوزراء الخارجية العرب يومي 19 و20 كانون الثاني (يناير).
وليس واضحا ما الإجراءات الإضافية التي تستطيع الجامعة اتخاذها اذا خلص التقرير كما هو متوقع الى أن سوريا لم تف بتعهداتها او لم تف بها بالكامل.
(رويترز)
موسكو ترفض تعديلات في مجلس الأمن وتنسيق بين “الوطني” و”الجيش الحر“
جمعة تظاهرات في سوريا والعربي يخشى “حرباً أهلية”
شهدت مناطق سورية عدة أمس، خروج تظاهرات أطلق عليها ناشطون اسم “جمعة الجيش الحر”، وسقط فيها عدد من القتلى والجرحى، فيما اتفق “الجيش الحر” و”المجلس الوطني السوري” المعارض، على آلية للتنسيق بينهما، في وقت هاجمت موسكو التعديلات الغربية لمشروع القرار الذي قدمته لمجلس الأمن، معتبرة أنها تهدف إلى “إسقاط” النظام في دمشق، ودعت ألمانيا من تبقى من رعاياها في سوريا إلى المغادرة، بالتزامن مع فتح تحقيق في باريس في ظروف مقتل صحافي فرنسي في حمص الأربعاء الماضي .
وأعلن نشطاء معارضون أن سبعة على الأقل قتلوا برصاص قوات الأمن . اثنان في حماة (وسط)، وثلاثة في حمص (وسط)، واثنان على أطراف العاصمة دمشق . عندما تظاهر عشرات الآلاف في “جمعة الجيش السوري الحر”، للتعبير عن دعمهم للعسكريين المنشقين ومعارضتهم للنظام . فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن متظاهراً قتل في بلدة كفرنبل في محافظة إدلب (شمال غرب)، وقتل 3 عسكريين بينهم ضابط وأصيب 3 آخرون، بهجوم شنّه مسلّحون في ريف دمشق، حسب مصادر رسمية .
على صعيد بعثة المراقبين العرب، قال أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي إنه يخشى احتمال نشوب حرب أهلية في سوريا، وما لذلك من عواقب على جيرانها . ووصف تقارير من البعثة عن الأوضاع بأنها تبعث على القلق، لكنه قال “لا شك في أن وتيرة القتل انخفضت بوجود المراقبين” . وأعلن أن البعثة ستقدم تقريراً عن نتائج مهمتها إلى الجامعة في 19 و20 من يناير . وقال “القرار سيكون للمجلس الوزاري ليرى ما إذا كان هناك فائدة في الاستمرار أم لا” .
وأعلن “المجلس الوطني السوري” المعارض في بيان أنه اتفق مع “الجيش السوري الحر” على تفعيل وتعزيز آلية التنسيق بينهما “بما يحقق خدمة أمثل للثورة السورية” . ومن هذه الإجراءات إنشاء مكتب ارتباط للمجلس لدى “الجيش الحر” بهدف “التواصل المباشر”، وإقامة “حلقات وبرامج توجيه سياسي للعسكريين”، و”التعاون في النشرات والأخبار والبيانات الإعلامية” .
دولياً، قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف إن نية الأوروبيين فرض عقوبات جديدة على إيران ورفضهم قبول قرار بشأن سوريا بالشكل الذي تريده موسكو، هدفه تغيير النظامين في البلدين . وأضاف “للأسف، الرؤية الغربية تتعارض مع رؤيتنا . بالنظر إلى التعديلات التي عرضوها علينا لأن هدفهم هو التوصل إلى تغيير نظام الأسد في دمشق” . وأن “التعديلات تجعل مضمون نصنا عقيماً، ندعو الطرفين إلى وقف العنف وبدء عملية سياسية من دون تدخل أجنبي” .
وتوقع دبلوماسيون في الأمم المتحدة أن تتم معالجة الفيتو الروسي في الملف السوري من خلال تدخل عربي .
وقال الدبلوماسيون لشبكة “سي إن إن” الأمريكية إن مجلس الأمن ما زال غير قادر على التعامل مع الملف السوري بسبب الموقف الروسي المتشدد، والذي سبق له استخدام “الفيتو” لمنع إدانة دمشق .
غير أنهم توقعوا أن تعجز روسيا والصين عن استخدام الفيتو لحماية دمشق إذا قامت الجامعة العربية بنفسها بطلب تدخل مجلس الأمن للتعامل مع الوضع السوري، مشيرين إلى أنه سبق لموسكو وبكين أن امتنعتا عن اللجوء إلى حق النقض في الملف الليبي بعد ورود طلبات التدخل من الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي .
وأعلن مصدر قضائي أن النيابة العامة لباريس فتحت تحقيقاً في مقتل الصحافي جيل جاكييه في سوريا بتهمة القتل العمد، وقال إن نيابة باريس طلبت تشريح جثة الصحافي .
وجددت الخارجية الألمانية مناشدة رعاياها في سوريا لمغادرة البلاد، بسبب تردي الوضع الأمني . وأشار المتحدث باسم الوزارة أندرياس بيشكه إلى أن الرعاية القنصلية في سوريا ستصبح أكثر صعوبة، وقال “لابد أن نتوقع تزايد تراجع قدرة السفارة على القيام بوظيفتها” . (وكالات)
مظاهرات حاشدة في جمعة «دعم الجيش السوري الحر» والانشقاقات تتواصل
قوات الأمن حاصرت المساجد.. والمتظاهرون رددوا: «الجيش الحر بيحميني»
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: ليال أبو رحال لندن: نادية التركي
شهدت عدة مدن سورية أمس انطلاق تظاهرات حاشدة في جمعة «دعم الجيش السوري الحر» التي دعت إليها المعارضة السورية في إطار مساندتها لـ«الجيش الحر»، الذي يقوده العقيد المنشق رياض الأسعد، ويضم منشقين عن الجيش النظامي رفضوا الامتثال للأوامر العسكرية بقمع المتظاهرين وإطلاق النار عليهم.
وقال ناشطون إن الحصيلة الأولية لعدد مظاهرات يوم أمس بلغت 355 نقطة تظاهر، وشهدت سقوط نحو 12 قتيلا معظمهم في دير الزور وإدلب وحمص، بينما اقتحمت قوات الجيش السوري النظامي مدينتي الزبداني ومضايا في ريف دمشق وبلدتي كرناز وكفرنبودة في ريف حماه، وجرت اشتباكات عنيفة في حي الخالدية في حمص، وكانت قوات الجيش قد اقتحمت في وقت مبكر من صباح أمس مدينة انخل في محافظة درعا – جنوب – ونصبوا عشرات الحواجز ونادوا بمكبرات الصوت بمنع صلاة الجمعة في الجامع العمري. كما تم اقتحام مدينة جاسم في ريف محافظة درعا. وفيما توسعت حركة الانشقاقات أمس، مع إعلان الشيخ عبد الجليل السعيد، مدير مكتب مفتي سوريا أحمد حسون انشقاقه عن المؤسسة الدينية، مرجحا «حصول انشقاقات كثيرة خلال الأيام المقبلة»، ومواصلة جنود سوريين إعلانهم انشقاقهم عن الجيش النظامي، أبرزهم المقدم موفق حمزة الذي انضم إلى «الجيش الحر» في ساحة الحرية في القصير في حمص، لبى آلاف السوريين دعوة المعارضة للتظاهر في عدد من المحافظات والمدن السورية، وتحديدا في حلب ودرعا وحمص واللاذقية ودير الزور ودرعا.
وأكد عضو الأمانة العامة بالمجلس الوطني أنس العبدة لـ«الشرق الأوسط» أن الزبداني ومضايا بريف دمشق قد تعرضتا لقصف شديد، وأن هناك تخوفا من اقتحام لهما من قوات الأسد، وأضاف «قبل يومين دخلت دبابتان للزبداني وفي طريقهما للانسحاب أطلقتا قذائف على مضايا وتسببتا في إصابة عدد من الجرحى». وشرح العبدة الذي اتصلت به «الشرق الأوسط» هاتفيا «لأنها تعتبر من أنشط المناطق من ناحية الجيش السوري الحر، حيث يستقر فيها عدد من الضباط والجنود المنشقين، ويجري التعاون بين كل مناطق ريف دمشق من أجل حماية المدنيين، والمنطقة شهدت تنظيما أفضل»، وأكد «نحن نعول على ريف دمشق وسيكون لها دور حاسم في حسم المعركة مع النظام». كما تحدث العبدة عن خروج مظاهرات بـ«المئات» في العاصمة رغم الوجود الأمني الميداني الكثيف.
وخرج المواطنون للتظاهر غير آبهين بالطقس العاصف ورددوا الهتافات المطالبة بإسقاط النظام والمؤيدة لـ«الجيش الحر»، فيما انتشرت قوات الأمن وعناصر «الشبيحة» منذ ساعات الصباح الباكر لمنع التظاهرات من الخروج بعد صلاة الجمعة، وفي بعض المناطق منعت الأهالي من أداء صلاة الجمعة، على غرار ما حدث أمس في مدينة انخل في محافظة درعا. وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية أن «مئات الجنود السوريين دخلوا إلى المدينة وأقاموا عشرات الحواجز ونادوا بمكبرات الصوت بمنع صلاة الجمعة في الجامع العمري، في خطوة هي الرابعة من نوعها، لافتة إلى وقوع اشتباكات عنيفة في بصر الحرير بين جنود من الجيش الحر وعناصر من جيش النظام في منطقة اللجاة».
وفي إدلب، بث ناشطون صورا لجنازة الناشط حمادي السعيد، الذي قتل أول من أمس برصاص الأمن في معرة النعمان في إدلب، حيث تحولت جنازته إلى مظاهرة حاشدة لتجديد المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، وللتأكيد على الاستمرار في التظاهر حتى تحقق «الثورة السورية» هدفها بإسقاط النظام. وذكرت «لجان التنسيق المحلية في سوريا» أن قوات الأمن السوري أقدمت على اعتقال 15 طفلا في محلة حيش في إدلب لأنهم كانوا يرددون هتافات تحيي «الجيش الحر».
وفي اللاذقية، أكد ناشط من المدينة لـ«الشرق الأوسط» أن «قوات الأمن وعناصر الشبيحة نفذوا انتشارا كثيفا وعملوا على منع الناس من الخروج من منازلهم للمشاركة في التظاهرات، إلا أن ذلك لم يحل دون خروج تظاهرات منددة بنظام الأسد». وأشار الناشط، الذي رفض الكشف عن اسمه، إلى أن «القوى الأمنية حاصرت مسجد الفاتح في حي الصليبة في اللاذقية ودخلت إلى عدد من المدارس في المدينة بعد خروج تظاهرة سارت فيها مجموعة من الطلاب، وأقدمت على اعتقال عدد منهم، وهم بمعظمهم من القاصرين». كما أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية عن «اعتقال العديد من الأشخاص من جامع المهاجرين في حي الرمل، بعد اعتقال شيخين من الحي، أطلق سراحهما أمس واعتقل ابن أحدهما».
أما في حمص، فقد أفادت «لجان التنسيق المحلية» عن «سماع دوي انفجارات وأصوات قذائف مدفعية في المدينة، إضافة إلى إطلاق نار كثيف من رشاشات متوسطة وخفيفة، إثر خروج مظاهرات حاشدة مناهضة للنظام». ولم تستثن قوات أمن النظام السوري سيارات الإسعاف، حيث أصيب أحد مسعفي الهلال الأحمر بقدمه إثر إطلاق نار من حاجز دوار النخلة الأمني باتجاه سيارة الإسعاف التي كان فيها في شارع البرازيل في حي الإنشاءات».
وكانت تظاهرات حاشدة خرجت في أنحاء حمص، في الشماس والقريتين وفي الدبلان والقصور، حيث أطلقت قوات الأمن الرصاص في الهواء لمنع الناس من السير في التظاهرات. وفي مهين، خرج المتظاهرون من الجامع الكبير نحو شارع حمزة الخطيب، مرددين هتافات مطالبة بالحرية وداعمة للجيش الحر «ارفع إيدك فرجيني الجيش الحر بيحميني». وفي بابا هود، أقدم المتظاهرون على حرق صور الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ورئيس بعثة المراقبين العرب الفريق السوداني محمد الدابي، مطالبين الجيش الحر بحمايتهم. وفي الملعب، هاجمت قوات الأمن بالمدرعات المتظاهرين، وعمدت – وفق ما أشارت إليه صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» – على استفزاز المتظاهرين الذين رددوا: «الجيش السوري خائن».
وفيما أفاد ناشطون عن «أن إطلاق قذيفتين على حي كرم الزيتون في حمص أدى إلى فض المظاهرة»، أشاروا إلى تظاهرات حاشدة خرجت في كل من أحياء باب السباع والصفصافة وحسياء، حيث ردد المتظاهرون: «الجامعة تقتلنا وغير الله ما إلنا».
وفي مدينة حلب، التي تشارك بكثافة في التظاهرات في الفترة الأخيرة، عمت التظاهرات أحياء عدة في المدينة، على الرغم من الاستنفار الأمني الكثيف ومحاصرة الأحياء التي تشهد تحركات أسبوعية. وقال ناشطون إن تظاهرات خرجت عقب صلاة الجمعة مطالبة بإسقاط النظام، في أحياء عدة في المدينة، في وقت جددت فيه قوات الأمن وعناصر من «الشبيحة» اقتحامها مرة جديدة للحرم الجامعي في حلب، والذي يشهد تظاهرات طلابية في الأشهر الأخيرة تطالب بإسقاط النظام.
وقال ناشط يدعى فارس، وهو عضو في «اتحاد طلبة سوريا الأحرار» وفي «لجان التنسيق المحلية» في حلب، لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات حفظ النظام والشبيحة اقتحمت السكن الجامعي في جامعة حلب ونفذت اعتقالات عشوائية طالت عددا من الطلاب». ولفت إلى أن «تظاهرة خرجت من المدينة الجامعية مطالبة بإسقاط النظام على وقع التكبيرات والهتافات الداعمة للجيش الحر، استمرت لقرابة ربع ساعة قبل أن يحضر عناصر الشبيحة الذين تناوبوا في ضرب المتظاهرين بالهراوات والعصي الكهربائية، قبل أن يدخلوا إلى الوحدات السكنية ويعتقلوا طلابا من غرفهم».
وأوضح الناشط أن «8 نقاط شهدتها مدينة حلب أمس هي إلى جانب المدينة الجامعية: المرجة وصلاح الدين والفردوس والأشرفية والأعظمية والأكرمية وميسر»، لافتا إلى أنه في شارع النيل في حي صلاح الدين بثت مكبرات الصوت أناشيد وأغاني لبلبل الثورة إبراهيم القاشوش، فيما أحصت لجان التنسيق المحلية وجود 18 نقطة تظاهر في ريف حلب، أبرزها في رفعت وعمدان وكوبانة».
وفي دير الزور، أفاد ناشطون سوريون عن محاصرة قوات الأمن السوري لمساجد المدينة، في ظل انتشار قناصة على المباني المجاورة لهذه المساجد. وأفاد ناشطون بأن «حدة المواجهات اشتدت في حي الجورة وشارع الوادي، ووقعت إصابات عدة بينها نساء».
وفي مدينة دوما في ريف دمشق قالت «تنسيقية دوما» إن أجهزة الأمن السورية اعتقلت صحافيين أجانب كانوا في دوما يوم أمس خلال المظاهرات التي خرجت هناك، وإنه تم اعتقال المترجمة التي ترافقهم ومصادرة والكاميرات والأجهزة التي كانت بحوزتهم.
«الجيش الحر» والمجلس الوطني يتفقان على تفعيل آلية التنسيق بينهما
نائب قائد «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط»: قرار تكثيف العمليات مرتبط بازدياد وتيرة «بطش النظام» ومواقفه
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: كارولين عاكوم
في وقت كان فيه الشعب السوري يتظاهر في «جمعة دعم الجيش الحر»، أعلن كل من الجيش السوري الحر والمجلس الوطني السوري، بعد لقاء جمع قيادتيهما أول من أمس، عن تفعيل آلية التنسيق بينهما وتعزيزها «بما يحقق خدمة أمثل للثورة السورية».
وقال العقيد مالك الكردي، نائب قائد الجيش السوري الحر، والذي كان حاضرا اللقاء، لـ«الشرق الأوسط»، إن الهدف من الاجتماع الذي جمع رئيس المجلس الوطني برهان غليون وقائد «الجيش الحر» رياض الأسعد، هو تعزيز التعاون بين الطرفين والتشاور حول قضايا تنظيمية وروتينية للتنسيق في كيفية دعم الجيش الحر وإغاثة المتضررين.
وحول نتائج هذا الاجتماع الذي أعلن بعده عن إنشاء «مكتب ارتباط للمجلس الوطني» لدى «الجيش الحر»، لفت الكردي إلى أن «مهمة هذا المكتب ترتكز على التنسيق اليومي والمستمر بين المجلس العسكري والمجلس الوطني، والتشاور ونقل الأفكار والسياسات والخطط وإصدار البيانات». وفي ما يتعلق بوضع خطة مفصلة تتناول إعادة تنظيم وحدات الجيش الحر واعتماد خطة لاستيعاب الضباط والجنود خاصة كبار العسكريين الذين ينحازون إلى الثورة ضمن صفوفه، لفت الكردي إلى أن الهدف منها هو وضع خطة لكيفية استيعاب العسكريين والضباط من الرتب العالية، وبالتالي إيوائهم وتسليحهم، لا سيما أن هذه الأعداد هي في تزايد مستمر، إذ لا يمر يوم من دون الإعلان عن انشقاقات عدد من الضباط والعسكريين، مشيرا إلى أن عدد عناصر الجيش الحر وصل لغاية الآن إلى نحو 50 ألفا.
وعما إذا كان هذا الاتفاق بين الطرفين يعني زيادة وتيرة العمليات العسكرية، يؤكد الكردي أن قرارا كهذا يرتبط بشكل مباشر بازدياد «وتيرة بطش النظام» ومواقفه والعمليات القمعية التي يقوم بها تجاه المتظاهرين، مع التأكيد على أن «نشاطنا ليس هجوميا بل يقتصر فقط على العمليات الدفاعية».
ولا ينفي الكردي أنه كان للجيش الحر في وقت سابق بعض الانتقادات حول مواقف المجلس الوطني السوري، لكنه يقول «الانتقاد لا يفسد للود قضية، ولا يعني أن العلاقة بين الطرفين ليست جيدة، لكن الهدف منه كان دفع عجلة العمل بشكل أسرع».
من جهة أخرى، اعتبر الكردي أن «كلام الرئيس السوري بشار الأسد الأخير، يدل على مدى تخبط النظام الذي لا يزال يحاول أن يحتمي بالأسطول الروسي والمواقف الإيرانية، لكنه رغم ذلك يدرك أنه يعيش أيامه الأخيرة».
في المقابل، أكد سمير النشار، عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني، أن الاجتماع الأخير الذي جمع رئيس المجلس الوطني وعددا من أعضائه مع قيادة الجيش الحر يهدف إلى تطوير العلاقة والتنسيق في المجالات كافة، والوقوف على متطلبات الجيش الحر ومحاولة مساعدته. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الاجتماع الثالث الذي جمع قيادة الجيش الحر والمجلس الوطني هو ترجمة عملية لما جاء في البيان الصادر عن مؤتمر تونس». ويضيف «نحاول إيجاد خيمة سياسية للجيش الحر وضبط الانشقاقات كي يبقى الهدف الأساسي لنشاطهم حماية الثورة وألا يتحوّلوا إلى قوة مسلحة ضد المؤسسة العسكرية، مع تأكيدنا أنّه كلما تطوّرت العلاقة والتنسيق بين الطرفين نخدم الثورة السورية بشكل أكبر». ويعتبر النشار أنّه قبل التكلم عن دعم الجيش الحر بالأسلحة، لا بد من تأمين حاجياته من الموارد ومتطلبات الحياة اليومية التي تؤمن لهم استمراريتهم إضافة إلى معسكر للتدريب، وهذا ما يحاول المجلس العمل عليه، وهو بصدد فتح حساب خاص في أحد المصارف باسم المجلس الوطني يعول فيه على المواطنين السوريين إضافة إلى دعم دول عربية». ويرى النشار أنه في الوقت الحالي ليس هناك إلا الجيش الحرّ الذي يقف في وجه العصابات الأمنية والشبيحة لحماية المدنيين في ظل استحالة ردعهم عن قتل المواطنين، ويؤكد أن عمل هذا الجيش الحر ليس إلا دفاعيا بعيدا عن أي نشاط هجومي، لافتا إلى أنّ أي دعم عربي أو دولي للجيش الحر لن يكون إلا عبر المجلس الوطني وليس من مصلحة أحد أن يتحوّل إلى قوّة مسلّحة مستقلّة».
وكان «المجلس الوطني السوري» قد أعلن أمس في بيان له، أنه اتفق مع الجيش السوري الحر على تفعيل وتعزيز آلية التنسيق «بما يحقق خدمة أمثل للثورة السورية». ومن هذه الإجراءات التنسيقية التي أوردها البيان «إنشاء مكتب ارتباط للمجلس الوطني لدى الجيش الحر بهدف التواصل المباشر، وإقامة حلقات وبرامج للتوجيه السياسي للعسكريين الذين يؤيدون الثورة والتعاون في مجال النشرات والأخبار والبيانات الإعلامية».
وقال البيان إن «وفدا من المجلس الوطني السوري برئاسة رئيسه برهان غليون التقى قيادة الجيش السوري الحر الخميس بهدف رفع وتيرة التنسيق وتفعيل آليات التواصل بين الطرفين، وإن وفدي الهيئتين ناقشا بشكل موسع الوضع الميداني والتنظيمي للجيش الحر مع (قائده) العقيد رياض الأسعد ونائبه العقيد مالك الكردي وتوقفا عند الجوانب والاحتياجات التي تخص إعادة تنظيمه وهيكلة وحداته، كما اتفقا على وضع خطة مفصلة تتناول إعادة تنظيم وحدات الجيش الحر واعتماد خطة لاستيعاب الضباط والجنود خاصة كبار العسكريين الذين ينحازون إلى الثورة ضمن صفوفه».
وأشار البيان إلى أن المجلس الوطني السوري «تقدم ببرنامج عمل حول وسائل وآليات الدعم التي سيتم تقديمها للقطاعات العسكرية المؤيد للثورة، وإنشاء قناة اتصال مباشرة بشأن الوضع السياسي والمواقف الإقليمية والدولية، حيث يتم وضع قيادة الجيش والضباط الأحرار في صورة الأوضاع المستجدة لضمان التنسيق الفعال بما يحقق خدمة أمثل للثورة السورية». وتحدث البيان عن «سلسلة لقاءات» عُقدت في الأسابيع الماضية، وأسفرت عن «تعاون بين الطرفين في الجوانب السياسية والإغاثية»، مؤكدا أنه «من المقرر أن تتم زيادة التعاون خلال الفترة المقبلة».
أعلى قائد عسكري منشق: الانشقاقات في تزايد وتخلخل النظام
مصطفى أحمد الشيخ: رغم «القيود الفولاذية» قرابة 20 ألف جندي معظمهم من السنة انشقوا
جريدة الشرق الاوسط
أكد أعلى قائد عسكري ينشق على الجيش السوري منذ اندلاع الانتفاضة قبل عشرة أشهر ضد الرئيس بشار الأسد، أن الانشقاقات الآن في تزايد، وهي تخلخل النظام وتجبره على أخذ قرارات يتنازل فيها نسبيا، وأنها تضعف الجيش لكن المتمردين قد يحتاجون إلى أكثر من عام للإطاحة به.
وقال العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ لـ«رويترز» إن زهاء 20 ألف جندي معظمهم من الأغلبية السنية انشقوا رغم «القيود الفولاذية» وإن مساحات واسعة من الأراضي تسقط بانتظام في أيدي المتمردين قبل أن تشن القوات الموالية هجمات لاستعادتها.
وأضاف الشيخ أن الثورة السورية ستستغرق على الأرجح وقتا أطول من الثورات التي أطاحت بالحكام المستبدين في ليبيا ومصر وتونس لأن الأسد يحتفظ بولاء قوات جيدة التدريب والتسليح من الأقلية العلوية التي ينتمي إليها.
وقال الشيخ في مقابلة عبر الهاتف من جنوب تركيا أول من أمس أجرتها معه «رويترز» «إذا بلغ عدد الجيش المنشق 25 ألفا إلى 30 ألفا فهذا كاف لأن ينهك الجيش السوري على مدار سنة إلى سنة ونصف السنة في حرب عصابات من مجموعات تتشكل من ستة إلى سبعة عناصر حتى لو كانوا مسلحين فقط بقذائف صاروخية وأسلحة خفيفة».
وتابع الشيخ أن معظم الجنود المنشقين لم يحملوا السلاح ضد القوات الموالية للأسد، وهمهم الرئيسي الآن هو تجنب اعتقالهم على أيدي وحدات الشرطة السرية المكلفة بمنع الانشقاق داخل الجيش. وقال «أنا الآن أساعد في إعادة هيكلة الجيش السوري الحر حتى يظل تحت السيطرة خوفا من أن ينهار النظام بشكل مفاجئ، ففي هذه الحالة يجب أن تكون هناك قوة ضامنة لحماية كل تراب الوطن وكل الطوائف والأقليات تكون منضبطة وفق أسس معروفة».
وشن المنشقون على الجيش السوري موجة من الهجمات على أهداف أمنية وعسكرية مما يزيد احتمال أن تتوارى الاحتجاجات السلمية ضد الأسد خلف تمرد قد يدفع سوريا إلى حرب أهلية.
وقدر الشيخ عدد أفراد الجيش السوري الذي يعتمد عليه الأسد في سعيه لإخماد الانتفاضة بنحو 280 ألف رجل بمن في ذلك المجندون إلزاميا.
وقال الشيخ «الانشقاقات الكبيرة وعلى مستوى القطاعات تصير عندما يصبح هناك أفق مفتوح ويشعر الضابط أو العسكري أن هناك قرارا دوليا بإسقاط النظام». وأضاف «لكن حتى الآن لا يوجد قرار دولي بإسقاط النظام. ولهذا لم نر ضباطا كبارا ولا مسؤولين من المناصب المدنية العالية انشقوا. ولكن إذا صارت منطقة عازلة فمعظم الجيش سينشق ويسقط النظام بشكل أسرع».
وقال الشيخ «لا يوجد ضابط أو ضابط صف إلا ويكون تحت المراقبة وتقارير على قدم وساق، القيود الأمنية الموجودة على الجيش هي قيود فولاذية».
وأضاف الشيخ وهو من إدلب بشمال غربي البلاد «الآن نرى مناطق كبيرة خارج السيطرة في محافظة درعا ومحافظة دير الزور ومحافظة إدلب وعمليات كر وفر.. كلما دخلوا مدنا وبلدات وقرى ينشق منهم جنود».
وقال «الجنود العلويون العقلاء لا يجرؤون على أن يصرحوا عن أنفسهم باعتبار أنهم سيحاسبون حسابا عسيرا كأن النظام يقول لهم إننا نقاتل لأجلكم وأنتم تقومون بخيانتنا. زرعوا فيهم فكرة إذا تغير النظام سوف يبادون.. وهذا عار عن الصحة».
وتابع الشيخ أنه قرر الانشقاق بعد أن أبلغ بأن وحدة من قوات الأمن اغتصبت عروسا (20 عاما) لأحد النشطاء المناهضين للأسد في عملية اغتصاب جماعي بمنطقة ريفية قرب حماه وبعد أن ارتكبت قوات الأمن انتهاكات جنسية قاموا بتصويرها ضد طلاب نظموا مسيرات بمدينة حلب حيث يدعم كبار التجار الأسد أو يقفون على الحياد.
وفر الشيخ من موقعه بالقيادة الشمالية مع قوات برية تتمركز في حلب هذا الشهر وعبر الحدود إلى تركيا ليصبح أكبر مسؤول عسكري ينشق عن الجيش. وقال إنه ما زال يحاول التكيف مع الحرية.
واشنطن لم تفاجأ باستقالة مراقبين.. والجامعة تؤكد استمرار عمل البعثة
الخضير لـ«الشرق الأوسط»: كل الدول العربية مشاركة باستثناء لبنان
جريدة الشرق الاوسط
واشنطن: محمد علي صالح القاهرة: سوسن أبو حسين
قالت الخارجية الأميركية، إن استقالة عدد من المراقبين العرب في سوريا لم تكن مفاجأة، لأنها ترى أن المشكلة ليست في المراقبين، أو في الجامعة العربية، ولكن في نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقالت إن جامعة الدول العربية يجب ألا تنتظر دون نهاية حول استمرار قتل السوريين على أيدي قوات حكومة الأسد. وإن واشنطن تنتظر قرار الجامعة العربية حول المراقبين في سوريا.
وقالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية: «رغم أفضل الجهود التي تبذلها جامعة الدول العربية، لا نرى أن نظام الأسد يوفي بالالتزامات التي قطعها في أي من المواضيع». وأشارت إلى أن هذه المواضيع تشمل: وقف القتل، وسحب الدبابات من الشوارع، وإطلاق المعتقلين السياسيين، ودخول الصحافيين الأجانب.
وأضافت: «نريد أن نرى التقرير الكامل لجامعة الدول العربية. ونريد أن تكون هناك فرصة لنتحدث إلى المسؤولين في جامعة الدول العربية. نريد عقد لقاءات ومشاورات عن هذا الأمر». وقالت: «لكن، عندما يظل الوضع مستمرا مثلما هو، لا يمكننا، كما قالت الوزيرة (هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية)، أن ننتظر هكذا دون نهاية، وأنها قالت إن النتائج حتى الآن ليست هي التي توقعتها عندما بدأت هذه الخطوات».
وعن استقالة مراقبين، قالت: «منذ البداية، كنا قلقين، ليس من نيات جامعة الدول العربية، والتي من الواضح أنها تحاول بذل قصارى جهدها لتنفيذ الاتفاق الذي وافق عليه نظام الأسد. كنا ولا نزال قلقين عن نيات وأفعال نظام الأسد. واضح أنه لا ينفذ وعده».
وفي إجابة عن سؤال إذا كان الأسد صار يحس بفخر أكثر وقوة أكبر بعد أن تحدث مرتين في يومين على التوالي، وشاهد الآلاف يؤيدونه ويهتفون له، قالت نولاند: «لن أتحدث عن إحساس بشار الأسد، ولا أريد أن أدخل في رأسه». وأضافت: «سهل، نسبيا، لأي رجل قوي مثله استئجار حشد من الأنصار». وقالت: «على أي حال، نحن نركز على ما قال، وما قال إنه لا يتحمل أي مسؤولية عن العنف الذي ترتكبه قواته، وهذا، في رأينا، غير مقبول».
وفي إجابة عن سؤال عن تناقض بين تصريحات الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس وزراء قطر، ومراد مدلسي، وزير خارجية الجزائر، اللذين جاء إلى واشنطن وقابلا كلينتون، قالت نولاند إنها لا ترى تناقضا. وقالت: «لم أسمع تعليقاته (وزير الخارجية الجزائري) وفيها تناقض. سمعته قال إن الوضع في سوريا لم يتحسن بما فيه الكفاية. وإن الوضع لا يزال عنيفا. وإن هذا ليس مقبولا. سمعته قال ذلك علنا، وسمعته قال ذلك خلال الاجتماع المغلق».
وكانت أخبار نقلت أن وزير الخارجية الجزائري قال، في مؤتمر صحافي في الأمم المتحدة في نيويورك، إن حكومة الأسد «اتخذت خطوات لاحتواء الأزمة». وأضاف: «الحكومة (السورية) اتخذت بعض الخطوات. ربما لا يكفي، ولكن بعض التدابير، بمعنى أنه تم سحب الأسلحة الثقيلة من المدن». وقال أيضا إن الحكومة السورية «أطلقت سراح آلاف السجناء (السياسيين)، ولكن كثيرين لا يزالون معتقلين. وصار هناك انفتاح في حرية الإعلام، رغم أن هذا ليس كاملا، لكنه حقيقي».
وقال إن الشعور السائد هو أن الحكومة السورية «تقوم بمزيد من الجهد»، ولكن الجامعة العربية «تواجه مشاكل، خاصة مع المعارضة المسلحة. وقال إنه لا يعتقد أن سوريا حاليا في «حرب أهلية». وإن العنف يقتصر على عدد قليل من المدن. وأضاف: «إذا ظلت المعارضة تواصل تسليح نفسها، سيكون هناك خطر توسع العنف أكثر».
غير أن رئيس وزراء قطر قال في مؤتمر صحافي بحضور كلينتون يوم الثلاثاء، ردا على سؤال عن قول الأسد إن جامعة الدول العربية «تعاني ستة عقود من الفشل»: «أقول له إن في سوريا أربعة عقود سيحكم الشعب السوري عليها إذا كانت ناجحة أم فاشلة». وأضاف: «لا نريد تشتيت الأنظار عن الموضوع الأساسي، وهو وقف القتل، وإطلاق سراح المعتقلين، ودخول الصحافيين. حتى الآن، لم نر تحقيق ذلك، ونحن في انتظار تقرير المراقبين يوم 19 يناير (كانون الثاني)».
وفي رد على سؤال عن اعتداء قوات الرئيس الأسد على مراقبين عرب، قال الشيخ حمد: «صار واضحا أن الحكومة السورية غير مستعدة لإجراء أي تغيير في سياستها لحل المشكلة وفق رغبة الشعب السوري».
ويوم الأربعاء، بعد اجتماع الشيخ حمد مع جو بايدن، نائب الرئيس الأميركي، قال بيان للبيت الأبيض إنهما «ناقشا العنف المستمر في سوريا، وبصورة خاصة، أدانا أعمال العنف الجارية التي يرتكبها نظام الأسد. وأشارا إلى أهمية بعثة مراقبي الجامعة العربية».
ومن جهته، أكد السفير عدنان الخضير، رئيس غرفة بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سوريا، استمرار عمل بعثة المراقبين العرب في القيام في المهام الموكلة إليها بموجب البروتوكول الموقع بين الجامعة العربية والحكومة السورية، حتى التاسع عشر من شهر يناير (كانون الثاني) الحالي.
وأوضح الخضير لـ«الشرق الأوسط»، أنه في غضون اليومين المقبلين سيتم انتشار الفرق الإضافية التي وصلت إلى الأراضي السورية مؤخرا، ليصل بذلك إجمالي عدد الفرق المنتشرة هناك إلى 16 فريقا، لافتا إلى أنه سيتم تعزيز بعثة المراقبين بأعداد إضافية فضلا عن تزويدهم بكافة التجهيزات اللازمة التي تيسر القيام بعملهم خلال الفترة المقبلة.
وقال الخضير إنه تم الانتشار في 16 منطقة، مشدد على مشاركة كل الدول العربية باستثناء لبنان، وقال إن العراق يشارك بـ33 مراقبا، موضحا أن تركيبة المراقبين تجمع ما بين شخصيات حكومية ومجتمع مدني.
وكشف الخضير عن إرسال عدد من الدول العربية طلبات لترشيح شخصيات مراقبة إضافية منها الصومال وموريتانيا وفلسطين ودول مجلس التعاون الخليجي، مضيفا أن «لدينا 50 مراقبا سنقرر إرسالهم، لكن بعد الاجتماع معهم وإعطائهم بعض المعلومات والبيانات الخاصة بطبيعة عملهم وفق نص البروتوكول وخطط العمل»، ولم يستبعد وصول عدد المراقبين العرب إلى 300 مراقب، لكن بعد التقرير الذي سيقدمه الفريق الدابي يوم 19 أو 20 الشهر الحالي خلال اجتماعات اللجنة الوزارية العربية والاجتماع الشامل لوزراء الخارجية العرب.
وردا على ما تشير إليه بعض المعلومات بأن قطر تحاول بالدفع بملف سوريا إلى الذهاب إلى الأمم المتحدة ونسف عمل البعثة، قال الخضير «لدينا مبادرة عربية والقرار سيكون عربيا، لكن بعد التقرير الذي على ضوئه سيكون القرار العربي بعد التاريخ المذكور».
النظام السوري يعمل على إشعال مواجهات طائفية
معارض: المساعي لتأجيج فتنة مذهبية في حمص لم تتوقف منذ 10 أشهر
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: ليال أبو رحال
يعتبر ناشطون سوريون أن النظام السوري لم يتوان منذ اللحظة الأولى لبدء التحركات الشعبية في منتصف شهر مارس (آذار) الماضي عن محاولة إشعال مواجهات ذات طابع مذهبي، خصوصا في المناطق السورية المختلطة بين السنة والعلويين، وتحديدا في بانياس واللاذقية وحمص.
وإذا كان إحكام قوات الأمن السورية قبضتها على كل من بانياس واللاذقية حال دون استمرار حصول بعض «الإشكاليات» ذات الطابع المذهبي، والتي يؤكد ناشطون لـ«الشرق الأوسط» أنها لم تتطور إلى «مواجهات طائفية»، إلا أن مدينة حمص لا تزال تشهد منذ 10 أشهر محاولات حثيثة لإشعال مواجهات طائفية فيها. وقال الناشط السوري وعضو المجلس الوطني عمر إدلبي لـ«الشرق الأوسط» إن «المساعي لتأجيج فتنة مذهبية في مدينة حمص تحديدا لم تتوقف، حيث يتم العثور بشكل يومي على جثث منكل بها ومشوهة مرمية في أحياء المدينة، سواء التي تقطنها غالبية علوية أو تلك التي تقطنها غالبية سنية».
وأشار إلى أن «حدة الإشكاليات الطائفية ارتفعت في الأسبوع الأخير قبل شهر رمضان، مع بدء حوادث اختطاف طالت أكثر من 20 فتاة، قام بها عناصر من الأمن و(الشبيحة) وأشعلت حوادث طائفية تم ضبطها»، لافتا إلى أن «معظمهن عدن جثثا إلى عائلاتهن بعد الاعتداء عليهن، فيما لا يزال مصير عدد منهن مجهولا».
وأوضح إدلبي أن «جهات عدة عملت على تصوير الموضوع وكأنه ظاهرة، وليس كحوادث فردية، كما أن الإعلام السوري بدأ منذ اليوم الأول لبدء التحركات في الحديث عن (فتنة طائفية)»، جازما بأن «نسبة العلويين الذين شاركوا في المظاهرات في الأسبوع الأول من الثورة السورية كانت أكثر من السنة»، ولفت إلى أن «النظام تنبه جيدا للأمر، وبدأ بضرب اندفاعاتهم من خلال اعتقالات طالت شبانا في صفوف الطائفة العلوية، فضلا عن حملات ترهيب وتهديد واسعة»، معتبرا أن «النظام أدرك أنه سيخسر في الثورة ما لم يحولها إلى صراع طائفي».
ووضع إدلبي حادثتي مقتل الصحافي الفرنسي أول من أمس والاعتداء على مسيرة مؤيدة للنظام في كل من حي الزهراء وحي عكرمة الجديدة في إطار مساعي النظام المتواصلة لإشعال فتنة طائفية، انطلاقا من أن غالبية القاطنين في الحيين هم من الطائفة العلوية، ولا يمكن لأي معارض الدخول إليهما فكيف الحال مع مسلحين معارضين للنظام.
ورأى أن «افتعال الحادثين بمثابة محاولة لاستثارة الناس في هذه الأحياء، وحثهم على القيام بهجوم معاكس ضد الأحياء ذات الغالبية السنية، وعلت أصوات مطالبة بوجوب الرد وحصلت بعض المحاولات الفردية ضد أحياء سنية لكن سرعان ما تم ضبطها بسرعة». وأكد أن «النظام لا يتردد في مساعيه لإثارة النعرات وجر السكان إلى إشكالات فيما بينهم»، مشددا على أن «مدينة حمص وبعد مرور 10 أشهر لا تزال صامدة أمام كل هذه المساعي بفضل وعي أهلها».
باريس تطالب بضمانات من أجل تحقيق شفاف ومستقل في مقتل الصحافي الفرنسي في حمص
صحافي بلجيكي: المرافقون لنا اختفوا قبل الحادث ورجال الأمن لم يتحركوا
جريدة الشرق الاوسط
باريس: ميشال أبو نجم بروكسل: عبد الله مصطفى
لا يبدو أن باريس تثق كثيرا بالسلطات القضائية السورية من أجل جلاء ظروف مقتل الصحافي التلفزيوني جيل جاكيه ظهر الأربعاء الماضي في مدينة حمص نتيجة انفجار قذيفة لم يحدد مصدرها بدقة وتدور بشأنها الكثير من التكهنات.
ويبرز الحذر الفرنسي من خلال ثلاثة عناصر أولها ما نقلته صحيفة «لو فيغارو» صباح أمس عن مصادر في قصر الإليزيه عبرت عن تخوفها من وجود «عملية تضليل» من جانب السلطات السورية لاستخدام مقتل الصحافي الفرنسي وتحميل المعارضة مسؤولية ذلك. وبحسب الصحيفة الفرنسية، فإن المصادر الرئاسية أبدت تعجبها من استهداف الفريق الصحافي في حمص الذي كان جيل جاكيه من ضمنه علما أن السلطات السورية كانت وحدها على علم بقدوم الوفد إلى حمص وبمكان وجوده. وكان الوفد الصحافي المنقسم إلى مجموعتين تحت أعين ورقابة الأجهزة الأمنية السورية التي تولت مرافقته. وأعلنت المصادر الرئاسية أنه «يمكننا الاعتقاد أنه حادث مؤسف ولكنه يأتي مواتيا لنظام يحاول إبعاد الصحافيين الأجانب وتشويه صورة التمرد».
ويتمثل العنصر الثاني في استعجال القناة الثانية في التلفزيون الفرنسي التي كان جيل جاكيه يعمل لديها إلى تقديم شكوى إلى النيابة العامة في باريس التي أمرت بفتح تحقيق قضائي لجلاء ظروف مقتل الصحافي. وتأتي هذا التطور بعد أن أمرت السلطات السورية، بضغط من فرنسا ومن العديد من بلدان العالم ومنظماته، إلى تشكيل لجنة تحقيق سوريا بمشاركة مندوب عن القناة الفرنسية. غير أن هذه الأخيرة نفت أن يكون قد تم اتصال معها من أجل ضم ممثل عنها إلى لجنة التحقيق وفق ما أعلنته السلطات السورية مساء الخميس.
غير أن الأهم من ذلك أن إدارة القناة تحدثت عن «عناصر مريبة» دفعتها لتقديم طلب التحقيق. وسيتم تشريح الجثة التي أعيدت إلى باريس صباح أمس لتحديد سبب الوفاة ومصدر الإصابة والعناصر المشابهة. ووفق ما أعلنه رئيس القناة ريمي فليملان ومسؤول الأخبار فيها تيري تويلييه، فإن «التساؤلات» تدور حول «اختفاء العسكريين فجأة لحظة إطلاق النار بينما كان من المفترض أن تحظى مجموعة الصحافيين بمواكبة عسكرية». كذلك تساءلت القناة عن سبب وجود التلفزيون الرسمي السوري في المكان حتى قبل وصول المجموعة إلى الحي الذي استهدف. لكن إدارة القناة بقيت حذرة في اتهاماتها الضمنية إذ شددت على أنها «لا تريد استباق الأمور» ولكنها تحتاج إلى «إجابات» عن هذه الأسئلة المعلقة. كذلك أعلنت المصادر الرئاسية أنها «لا تملك أدلة» على ما تعتبره محاولة تضليل سورية رسمية.
من جانبها، طالبت وزارة الخارجية الفرنسية أمس بـ«كافة الضمانات» الضرورية من أجل قيام «تحقيق مستقل وشفاف وذي صدقية» يمكن من إلقاء «كافة الأضواء» على الحادث و«إظهار الحقيقة وتحديد المسؤوليات». لكن الناطق المساعد باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال رفض توضيح ما يقصده عمليا بـ«تحقيق مستقل» وما إذا كان ذلك يعني المطالبة بتحقيق دولي أو بمشاركة رسمية فرنسية. وفي أي حال، نفت الخارجية أن يكون قد حصل أي اتصال من قبل السلطات الرسمية السورية بها منذ مقتل الصحافي التلفزيوني. وجاكيه هو أول صحافي أجنبي يقتل في سوريا منذ اندلاع المظاهرات والانتفاضة قبل أكثر من عشرة أشهر.
ودعت باريس الصحافيين الفرنسيين إلى الامتناع عن الذهاب إلى سوريا «في إطار الظروف والوضع القائم في الوقت الحاضر» كما حثت الموجودين فيها على التزام «الحذر». غير أنها بالمقابل، جددت تمسكها بضرورة أن تلتزم السلطات السورية بتنفيذ تعهدها المتضمن في المبادرة العربية التي قبلتها والخاص بتمكين الصحافة العالمية من الوصل بحرية وأمن إلى سوريا.
ويشير الانطباع السائد في باريس إلى أن فرنسا تميل إلى اعتبار أن التصويب على الوفد الصحافي الدولي «عملية مقصودة» تستهدف أمرين اثنين: إلصاق التهمة بالمعارضة وكأنها لا تريد أن يطلع الخارج على حقيقة ما يجري ميدانيا وتوفير الدليل على وجود «عصابات مسلحة» لا تتردد في إطلاق القذائف والصواريخ على الصحافيين كما على المدنيين. أما الأمر الثاني فيتمثل في «ردع» الإعلام الخارجي عن الذهاب إلى سوريا للمضي في سياسة التعتيم التي درج عليها النظام منذ بداية الأحداث.
وكان الصحافي البلجيكي جينس فرانسين، أحد شهود العيان للحادث الذي وقع مؤخرا في حمص، ضمن فريق بلجيكي مكون من خمسة أفراد يعمل لمحطة التلفزة البلجيكية «في آر تي» ذهب ضمن وفد إعلامي استضافته السلطات السورية، أكد أن هناك بعض الأمور التي شاهدها جعلت الأمر يبدو وكأنه قصة غريبة للغاية، ومنها على سبيل المثال أن الأشخاص المكلفين بمرافقة الفريق الصحافي اختفوا ولم يرافقونا في الذهاب إلى المكان الذي وقع فيه الحادث، كما أن عددا من الأشخاص الذين كانوا من المفترض أن يكونوا ضمن مجموعتنا التي ستخرج بشكل جماعي، تخلفوا عن الذهاب معنا، فضلا عن أن عناصر الاستخبارات الأمنية التي كانت قريبة من مكان الحادث ظلوا في أماكنهم ولم يتحركوا عند وقوع الانفجار بينما سارعنا جميعا للهروب من مكان الانفجار لتفادي التعرض للخطر وهي كلها أمور غريبة وتستحق وضع العديد من علامات الاستفهام وأضاف أن هناك خمس قنابل ألقيت في نفس توقيت وصولنا إلى مكان الحادث وبعدها لم يحدث شيء كما أن المحلات التجارية التي كانت في الشارع الذي وقع به الانفجار كانت مغلقة بينما باقي المحلات التجارية في الشوارع الأخرى كانت مفتوحة للجميع وخلال تصريحات للراديو البلجيكي قال الصحافي فرانسين أن الوفد الصحافي كان يرافقه دائما مجموعة من رجال الأمن السوري والذين كانوا يبذلون قصارى جهودهم حتى لا ننجز عملنا في بعض الأمور ومنها على سبيل المثال أنه أراد التوقف أمام محطة تموين الديزل والبنزين لسؤال عدد من الأشخاص حول ارتفاع أسعار البنزين والديزل ولكن لم يسمح لهم بهذا كما أن رجال الاستخبارات الأمنية السورية يوجدون تقريبا في كل ركن من أركان الشوارع وفي حال التقى الفريق الصحافي بمواطن لإجراء مقابلة معه يلتف على الفور حوله أعداد من الأشخاص تجبر المتحدث على أن يغير من طريقة كلامه ويبدأ في الإدلاء بتصريحات رسمية معتادة وأضاف الصحافي أنه في رحلته عرف معنى كلمة «الحيطان لها ودان» وأن السلطات السورية استدعت عددا من الصحافيين لكي يروا فقط الأشياء التي تريد السلطات أن تظهرها ويتم تسليط الضوء عليها.
خبير في الشأن السوري: صورة أسماء الأسد تحطمت تماما بعد اندلاع الانتفاضة السورية
أندرو تابلر: هي جزء مهم من جهاز العلاقات العامة للنظام
جريدة الشرق الاوسط
كانت أسماء الأسد تمثل للكثيرين في سوريا أملا واعدا بالحداثة في بلد عانى طويلا من العزلة الدولية، وقد نسب إلى هذه السيدة التي عملت في مصارف دولية في لندن دور كبير في تحرير الاقتصاد السوري من النظام الموجه.
لكن هذه الصورة التي كانت سائدة عنها وعن زوجها «تحطمت تماما» بعد اندلاع الانتفاضة الشعبية في سوريا، بحسب الخبير في الشأن السوري أندرو تابلر الذي وصف أسماء الأسد بأنها «ذات شخصية قوية قادرة على فرض رأيها بظاهر لطيف».
وحتى وقت قصير مضى، كانت زوجة الرئيس السوري محط أنظار الإعلام الغربي الذي أسهب في وصف أناقتها وانفتاحها وثقافتها، واعتبرها مصدر فخر الشعب السوري لما أدخلته من نفحة عصرية على الرئاسة الأولى، إلا أن صمتها إزاء الأحداث المستمرة في بلادها منذ عشرة أشهر قسم السوريين حولها وجعلها موضع انتقاد، بعضه شديد القسوة.
وأثار ظهور أسماء الأسد للمرة الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في منتصف مارس (آذار)، إلى جانب زوجها الذي تعهد أمام حشد من مؤيديه بالقضاء على «المؤامرة» التي يواجهها نظامه، جدلا واسعا.
وقال الخبير في الشأن السوري الذي عمل في عام 2003 مستشارا إعلاميا للجمعيات الخيرية التي ترأسها أسماء، إن ظهورها مع زوجها الأربعاء الماضي في ساحة الأمويين في دمشق «يدل على وقوفها إلى جانب زوجها وأنهما متوافقان. من الواضح أنها جزء من النظام»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
واحتلت صور أسماء الأسد إلى جانب طفلين من أولادها الثلاثة في ساحة الأمويين الأربعاء الماضي الصفحات الأولى من صحف عربية ودولية عدة، مثيرة انتقادات حادة من طرف السوريين المعارضين.
وكتب ناشط على موقع «تويتر» ساخرا «ماما والأطفال جاءوا ليصفقوا لبابا الطاغية»، بينما طالب مدون آخر بسحب الجنسية البريطانية من أسماء الأسد التي ولدت وتلقت دروسها في لندن، ومن أفراد عائلتها «المتواطئين في ارتكاب جرائم حرب».
وكان صمت السيدة الأولى عن القمع الدامي للمحتجين المستمر منذ عشرة أشهر أثار استياء المعارضين الذين وصفها أحدهم على موقع «تويتر» بأنها «ماري أنطوانيت العصر الحديث».
وفي المقابل، لم يتوقف المؤيدون للنظام عن كيل المدائح لها. وكتب أحدهم على موقع «فيس بوك» الإلكتروني للتواصل «تستحقين لقب السيدة الأولى على مستوى العالم وليس سوريا فقط». وكتب آخر «خلف كل رجل عظيم امرأة وخلف قائدنا العظيم عظيمة نساء الكون جميعا».
ولطالما نظر إلى أسماء الأسد (36 عاما)، ابنة طبيب القلب المرموق في بريطانيا فواز الأخرس والدبلوماسية السورية المتقاعدة سحر عطري، على أنها تمثل «الوجه اللطيف والعصري» من النظام السوري.
وقد استقبلت أسماء مع زوجها في السنوات الماضية شخصيات عالمية بينها ملك إسبانيا خوان كارلوس وزوجته صوفيا والممثلان الزوجان براد بيت وأنجلينا جولي. ويقول تابلر الذي وضع كتابا عن النظام السوري بعنوان «في عرين الأسد» إن أسماء الأسد «جزء مهم من جهاز العلاقات العامة للنظام».
وصرحت أسماء الأسد خلال زيارة مع زوجها لباريس عام 2010 لمجلة «باري ماتش» الفرنسية، بأنها اقترنت بزوجها لما يجسد من «قيم». ولم تتوان المجلة الفرنسية عن وصفها يومذاك بأنها «شعاع نور في بلد تسوده الظلمات».
أما مجلة «فوغ» الأميركية فقد اختارت لها صفة «وردة الصحراء»، إلا أنها عادت وسحبت المقابلة معها عن موقعها الإلكتروني بعد اندلاع الحركة الاحتجاجية في سوريا في منتصف مارس الماضي.
وكان بشار وأسماء الأسد يشكلان رمزا للتعايش بين الطوائف المتعددة في سوريا، إذ ينتمي هو إلى الأقلية العلوية، بينما هي من عائلة سنية. ومع سقوط آلاف القتلى جراء قمع الحركة الاحتجاجية، بدا كل منهما منفصلا عن الواقع.
وفي عام 2009 تحدثت أسماء الأسد لشبكة «سي إن إن» التلفزيونية الأميركية عن أطفال غزة ومعاناتهم جراء العملية العسكرية الإسرائيلية على القطاع، مستغربة وقوع عملية كهذه في القرن الحادي والعشرين.
واستعاد ناشط سوري معارض مؤخرا هذه المقابلة قائلا على موقع «يوتيوب» الإلكتروني «توقفي عن النفاق! أنتم تقتلون شعبكم».
موسكو تنتقد ملاحظات الدول الغربية وتعتبرها محاولة للإطاحة بالنظام السوري
بعد أن رفضت تهديد إيران بفرض العقوبات وتوجيه ضربات عسكرية
جريدة الشرق الاوسط
موسكو: سامي عمارة
أعلن غينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي، في حديثه إلى وكالة أنباء «إنترفاكس» أن الملاحظات التي تطرحها الدول الغربية لتعديل مشروع القرار الذي تقدمت به روسيا إلى الأمم المتحدة حول سوريا تستهدف العمل من أجل الإطاحة بالنظام السوري وتفرغ هذا المشروع من محتواه. وقال غاتيلوف إن وجهة النظر الغربية تتناقض جذريا مع وجهة النظر الروسية، مشيرا إلى أن روسيا تناشد الجميع العمل من أجل وقف العنف والجنوح نحو الحوار وبدء العملية السياسية دون أي تدخل خارجي أو توجه نحو استخدام القوة لحل قضايا سوريا داخلية. وانتقد المسؤول الروسي التوجه الغربي الذي يتلخص في تحميل السلطات السورية كل المسؤولية في الوقت الذي يغض الطرف فيه عما تقوم به المعارضة المسلحة من أفعال. وإذ أعرب غاتيلوف عن استعداد موسكو لمواصلة المباحثات حول مشروع القرار الذي تقدمت به إلى مجلس الأمن حول سوريا، أشار إلى أن الجولة المقبلة لهذه المشاورات ستستأنف في غضون الأيام القليلة المقبلة من أجل التوصل إلى صيغة مقبولة من الجميع وإن أكدت مصادر الخارجية الروسية رفض موسكو لتوقيع أي عقوبات ضد سوريا. وكشف المسؤول الروسي عن عالي تقدير بلاده لنشاط بعثة لجامعة العربية في سوريا، والذي قال إنها تعتبره أحد عوامل الاستقرار وسبيلا إلى التوصل إلى التسوية السياسية للأزمة الراهنة هناك.
وعلى صعيد آخر، أعرب غاتيلوف عن أسف بلاده تجاه مواصلة إيران عملية تخصيب اليورانيوم، مشيرا إلى مواصلة طهران تجاهل مطالب المجتمع الدولي حول الإجراءات المطلوبة لتبديد القلق بشأن برنامجها النووي بما في ذلك وقف عمليات تشييد معامل التخصيب على مقربة من مدينة قم الإيرانية وهو ما نصت عليه قرارات مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وكشف غاتيلوف عن أن مجلس الأمن لا ينوي مناقشة هذه القضية، ولا سيما بعد أن التزمت إيران بإبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بما تقوم به من أعمال على هذا الصعيد في الوقت الذي تضع فيه كل الوقود النووي تحت إشراف الوكالة وهو ما لا يمكن إغفاله وما سوف تهتدي به روسيا في حال إثارة هذه القضية على حد قوله. وكانت الخارجية الروسية أعلنت يوم الأربعاء الماضي عن انتقادات مماثلة لإيران، إلا أنها لمحت للغرب إلى عدم وجود أي نيات لديها بشأن تشديد العقوبات ضد إيران وهو ما أوجزه نائب وزير الخارجية في تصريحاته التي قال فيها إن أي عقوبات إضافية شأنها شأن احتمالات توجيه ضربة عسكرية إلى إيران ستعتبر من جانب المجتمع الدولي كمحاولة تستهدف تغيير النظام القائم هناك. وقال إن ما فرضته الدول الغربية ضد إيران من عقوبات أحادية الجانب يعتبر خروجا عن قرارات مجلس الأمن ويؤثر سلبا على حياة الشعب والاقتصاد هناك. ومضى المسؤول الروسي ليقول إن أي اقتراحات أو مشاريع قرارات يجري عرضها على مجلس الأمن بعيدا عن الأطر التي حددها المجلس ولا تتعلق بمهام دعم نظام حظر الانتشار، تعتبر محاولة لتقويض جهود المجتمع الدولي الرامية إلى تسوية الأزمة الإيرانية.
توقعات بمعالجة الفيتو الروسي بتدخل عربي
بريطانيا تقدم قرارا أمميا لإدانة سوريا
أعلنت بريطانيا استعدادها لطرح قرار جديد في مجلس الأمن لإدانة قمع النظام السوري لمظاهرات الاحتجاج، في حين توقع دبلوماسيون في الأمم المتحدة أن تتم معالجة الفيتو الروسي في الملف السوري من خلال تدخل عربي، وكانت موسكو اعتبرت التعديلات الغربية لمشروع القرار الذي تقدمت به بشأن سوريا تهدف للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون الذي يزور السعودية الجمعة في بيان أصدره مكتبه “بصفتنا عضوا دائما في مجلس الأمن، نحن مستعدون لأن نطرح قرارا جديدا يستند إلى ما تقوله وتفعله الجامعة العربية” التي أرسلت مراقبين إلى سوريا.
وتحدى كاميرون الروس من دون أن يسميهم “إذا ما أرادوا عرقلة هذا القرار، أن يبرروا.. استعدادهم لمؤازرة حمام الدم الرهيب الذي يقوم به شخص تحول إلى دكتاتور رهيب”.
في غضون ذلك توقع دبلوماسيون لشبكة سي أن أن الأميركية أن تعجز روسيا والصين عن استخدام الفيتو لحماية دمشق إذا قامت الجامعة العربية بنفسها بطلب تدخل مجلس الأمن للتعامل مع الوضع السوري.
معالجة الفيتو
وأشاروا إلى أنه سبق لموسكو وبكين أن امتنعتا عن اللجوء إلى حق النقض في الملف الليبي بعد ورود طلبات التدخل من الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي.
وأضاف الدبلوماسيون أن روسيا تقود عملية الدفاع عن الأسد رغم أنه سبق للصين أيضاً أن استخدمت حق النقض لحماية الأسد من قرار لم يحمل في طياته أي عقوبات على دمشق في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتقول روسيا إنها ترفض صدور إدانة من مجلس الأمن ضد سوريا كي لا تفتح طريق التدخل على غرار ما جرى في ليبيا، إذ تصر موسكو على أن حلف شمال الأطلسي تجاوز القرارات الدولية في ذلك البلد.
هذا وكان غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي قال إن الرؤية الغربية تتعارض مع رؤية بلاده، مشيرا إلى أن التعديلات التي عرضوها تهدف إلى تغيير نظام الأسد. وأضاف أن موقف بلاده يختلف تماما عن الموقف الغربي من الملف السوري.
وأشار إلى أن التعديلات تجعل مضمون النص الروسي عقيما، ودعا الحكومة والمعارضة في سوريا إلى وقف العنف وبدء عملية سياسية بدون تدخل أجنبي.
وتقدمت روسيا -التي ترأست مجلس الأمن الشهر المنصرم- بمشروع قرار يدين أعمال العنف التي ترتكبها “كل الأطراف بما في ذلك الاستخدام المفرط للقوة من قبل السلطات السورية”.
الحرب الأهلية
وعلى صعيد متصل، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى موقف دولي موحد من الأزمة في سوريا، مشيرا إلى أنه طلب من الرئيس السوري تكرارا وقف القتل في بلاده لكنه لم يف بوعوده.
وقال بان إن من المهم للمجتمع الدولي أن يتحدث بصوت واحد حيال هذه الأزمة، معبرا عن أمله بأن يكون ذلك ممكنا قريبا. وتابع “بالنسبة لمجلس الأمن، أعتقد أن عليه أن ينظر في ذلك جديا وأن يجد سبيلا للتحدث بطريقة موحدة”.
بدوره حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي من انزلاق سوريا إلى حرب أهلية.
وأضاف لأسوشيتد برس أن النظام السوري إما أنه لا يلتزم بمقررات البروتوكول العربي الذي وقعته دمشق الشهر الماضي وإما يلتزم بطريقة جزئية، مشيرا إلى أن هناك التزامات محددة يجب أن ينفذها النظام، وإذا استمر الوضع على حاله من غير المستبعد أن تندلع حرب أهلية في هذا البلد.
وكان العربي أكد في مقابلة تلفزيونية أن أي مشاكل في سوريا ستكون لها تداعيات على دول الجوار، واصفا تقارير بعثة المراقبين عن الأوضاع بأنها تبعث على القلق.
وفي هذا السياق، قال دبلوماسي عربي مقيم في بيروت إن بعثة مراقبي الجامعة العربية بسوريا معرضة للخطر بعد استقالة اثنين من أعضائها بسبب فشل البعثة في إجبار حكومة الأسد على وقف هجماتها ضد المدنيين.
وقال الدبلوماسي لوكالة الأنباء الألمانية إن المهمة برمتها في خطر بعد انسحاب بعض المراقبين كما أن هناك آخرين يفكرون في اتخاذ الإجراء نفسه.
تفاهم بين المجلس الوطني والجيش الحر
25 قتيلا بجمعة الجيش الحر بسوريا
قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 25 شخصا قتلوا برصاص قوات الأمن بينهم أربعة أطفال وامرأة وتسعة مجندين حاولوا الانشقاق في جمعة “الجيش الحر”. في حين أعلن المجلس الوطني السوري أنه اتفق مع الجيش السوري الحر على تفعيل وتعزيز آلية التنسيق بينهما.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن قوات الأمن اعتقلت 15 طفلا كانوا يرددون هتافات تحيي الجيش الحر في بلدة حيش بمحافظة إدلب.
وفي إدلب أيضا قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن متظاهرا قتل في بلدة كفر نبل إثر إطلاق رصاص من قبل القوات السورية، مشيرا إلى أن نحو 20 ألف متظاهر هتفوا بإسقاط النظام في هذه المنطقة.
وفي حماة، قتل فتى يبلغ من العمر 17 عاما إثر إطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الأمن السورية المتمركزة في القلعة باتجاه حي الجسر، بحسب المرصد أيضا.
وفي بانياس شمال غرب البلاد، قال المرصد إن ثلاثة عناصر من الجيش السوري انشقوا واشتبكوا مع دورية أمنية قرب مدرسة عماد عرنوق في الأحياء الجنوبية، مما أدى إلى إصابة عناصر الدورية بجراح وفرار العناصر المنشقة خارج المدينة.
وتحدث المرصد عن مظاهرة ضمت نحو 15 ألف شخص في دوما قرب دمشق حيث جرت صباح الجمعة اشتباكات بين قوات الأمن ومنشقين عن الجيش.
وتظاهر آلاف آخرون في تدمر في محافظة حمص التي تعد معقل الحركة الاحتجاجية حيث جرح مدنيان بقذيفة أطلقت من سيارة تابعة للأشغال العامة.
وفي محافظة درعا أفادت الهيئة العامة بأن مئات الجنود دخلوا مدينة إنخل وكفر شمس، وأقاموا عشرات الحواجز ونادوا عبر مكبرات الصوت بمنع صلاة الجمعة في الجامع العمري.
وفي ريف حماة اقتحمت آليات عسكرية بلدتي كرناز وكفر نبودة، وشنت قوات الأمن حملة اعتقالات.
وفي ريف دمشق قال ناشطون إن مدينتي الزبداني ومضايا تتعرضان لقصف مدفعي، وإن حشوداً عسكرية تستعد لاقتحام المدينتين. وفي دوما بالمدينة نفسها قالت لجان التنسيق إن قوات الأمن اعتقلت صحفيين أجنبيين مع مترجمة كانت ترافقهما.
وفي حلب أطلقت قوات الأمن الرصاص على متظاهرين في حي صلاح الدين كما اعتقلت عددا من أبناء الحي.
وفي دير الزور قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 40 جريحا معظمهم نساء سقطوا بالتزامن مع وصول بعثة المراقبين العرب إلى المدينة.
من ناحية أخرى قال قيادي في المعارضة على صلة بالسكان إن القوات السورية تدعمها الدبابات اقتحمت بلدة قرب الحدود مع لبنان الجمعة.
وقال كمال اللبواني -وهو شخصية معارضة رفيعة المستوى من الزبداني فر إلى الأردن قبل أسبوعين- لرويترز إن 50 دبابة على الأقل تشارك في الهجوم، وإن أصوات الانفجارات تدوي بالفعل في مناطق سكنية، وأضاف إن سكان الزبداني حملوا السلاح لحماية أنفسهم.
تنسيق
وفي مواجهة تصميم النظام على سحق المحتجين، أعلن المجلس الوطني السوري في بيان الجمعة أنه اتفق مع الجيش السوري الحر على تفعيل وتعزيز آلية التنسيق بينهما “بما يحقق خدمة أمثل للثورة السورية”.
ومن هذه الإجراءات التنسيقية التي أوردها البيان إنشاء مكتب ارتباط للمجلس الوطني لدى الجيش الحر بهدف التواصل المباشر وإقامة حلقات وبرامج للتوجيه السياسي للعسكريين الذين يؤيدون الثورة والتعاون في مجال النشرات والأخبار والبيانات الإعلامية.
وقال البيان إن “وفدا من المجلس الوطني السوري برئاسة برهان غليون التقى قيادة الجيش السوري الحر الخميس بهدف رفع وتيرة التنسيق وتفعيل آليات التواصل بين الطرفين”.
وأضاف أن وفدي الهيئتين ناقشا بشكل موسع الوضع الميداني والتنظيمي للجيش الحر مع قائده العقيد رياض الأسعد ونائبه العقيد مالك الكردي، واستعرضا الجوانب والاحتياجات التي تخص إعادة تنظيمه وهيكلة وحداته.
وحمل بعض المحتجين ومن بينهم منشقون عن الجيش السلاح في الأشهر الأخيرة، وتقول السلطات السورية إنها تقاتل جماعات “إرهابية” مسلحة تدعمها قوى خارجية قتلت ألفين من جنودها وقواتها الأمنية منذ بدء الانتفاضة.
وقال أرفع ضابط سوري ينشق وينضم إلى صفوف المعارضة لرويترز إن انشقاق الجنود ينهك الجيش لكنهم قد يحتاجون إلى عام لإسقاط الرئيس بشار الأسد.
وقال العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ إن ما يقرب من 20 ألف جندي أغلبهم من السنة انشقوا عن الجيش رغم الإجراءات الصارمة لكن أكثرهم يحاول الإفلات من الوقوع في أيدي الشرطة السرية بدلا من قتال قوات الأمن.
وقال الشيخ إن من المتوقع أن تطول الانتفاضة السورية أكثر مما فعلت الانتفاضة الليبية أو المصرية أو التونسية حيث ما زال الأسد يحتفظ بولاء قوات مدربة ومسلحة جيدا تنتمي للطائفة العلوية التي ينتمي إليها.
وأظهر مقطع مصور نشر على الإنترنت الجمعة مصفحة نقل جنود تحترق في شارع في حمص، وقال صوت في المقطع المصور إن الجيش السوري الحر هو الذي شن الهجوم على المصفحة.
خمسة قتلى وقصف بريف دمشق
قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا صباح اليوم برصاص الأمن والجيش غداة مقتل 25 شخصا في مظاهرات أمس الجمعة لدعم الجيش الحر.
من جهة أخرى قال ناشطون إن الزبداني ومضايا بريف دمشق تعرضتا لقصف مدفعي, وإن حشوداً عسكرية تستعد لاقتحام المدينتين.
وطبقا للمصادر فإنه جرى قطع التيار الكهربائي والاتصالات عن المنطقة، مشيرة إلى أن النظام السوري يركز حملة القمع على مناطق ريف دمشق لقربها من العاصمة ولاعتقاده أن منشقا بارزا بالجيش السوري يختبئ فيها.
وكان 25 شخصا قتلوا أمس برصاص الأمن بينهم أربعة أطفال وامرأة وتسعة مجندين حاولوا الانشقاق في جمعة “الجيش الحر”.
من جهة أخرى زار وفد بعثة المراقبين العرب أمس مركز اعتقال في دمشق. وسمحت السلطات للمراقبين بمقابلة المعتقلين، إلا أنها منعت وسائل الاعلام من التصوير ومرافقة المراقبين في المعتقل.
حملة تصفية
وفي السياق قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن النظام السوري شن حملة تصفية لعدد من قيادات حزب البعث الذين أظهروا مواقف مؤيدة للثورة.
وذكرت أن ذلك ما حصل مع أمين فرع الحزب بمحافظة حمص غازي محمد آل زعيب، مشيرة إلى أنه بعد تصفية هؤلاء يقوم النظام بإلصاق التهم بجماعات مسلحة.
وفي مواجهة تصميم النظام على سحق المحتجين، أعلن المجلس الوطني السوري في بيان الجمعة أنه اتفق مع الجيش السوري الحر على تفعيل وتعزيز آلية التنسيق بينهما “بما يحقق خدمة أمثل للثورة السورية”.
ومن هذه الإجراءات التنسيقية التي أوردها البيان إنشاء مكتب ارتباط للمجلس الوطني لدى الجيش الحر بهدف التواصل المباشر وإقامة حلقات وبرامج للتوجيه السياسي للعسكريين الذين يؤيدون الثورة، والتعاون في مجال النشرات والأخبار والبيانات الإعلامية.
في المقابل حذَّر مفتي سوريا أحمد بدر الدين حسّون من وجود مخطط يهدف إلى تقسيم سوريا إلى أربع دويلات.
واتهم حسّون، في حديث لصحيفة الأهرام المصرية نشرته اليوم السبت، عصابات مسلحة بقتل المدنيين وإشعال النار في سوريا، مشدّداً على أن السوريين جميعاً “ضد العنف”.
وذكر أن هناك مخططا لضرب 65 محطة كهرباء في سوريا ليعيش السوريون عامين بلا كهرباء، معتبراً أن الأمر لم يعد تغيير نظام وإنما تدمير أمة.
وتشهد سوريا منذ منتصف مارس/ آذار الماضي مظاهرات تطالب بالحرية وإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من خمسة آلاف شخص قتلوا برصاص الأمن في الاحتجاجات.
فرنسا تطلب تحقيقا شفافا بمقتل جاكييه
شددت فرنسا على توفير ضمانات للتحقيق بمقتل الصحفي الفرنسي جيل جاكييه الذي قتل في مدينة حمص أثناء تغطية أحداث الثورة السورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال السلطات السورية إلى توفير ضمانات لإجراء تحقيق مستقل وشفاف في مقتل الصحفي الفرنسي جاكييه (43 عاما) الذي قتل الأربعاء في حمص، ليكون أول صحفي غربي يلقى مصرعه في سوريا منذ بدأت الاحتجاجات قبل عشرة أشهر.
وشدد نادال في مؤتمر صحفي بالقول “نريد إجراء تحقيق مستقل وشفاف في ملابسات هذه المأساة.”
وردا على سؤال بشأن ما اذا كان يعتقد أن بالإمكان مشاركة الحكومة السورية في تحقيق مستقل، قال نادال ان فرنسا تريد “ضمانات” باجراء تحقيق مستقل. ولم يقدم المزيد من التفاصيل. وقال ان السلطات السورية لم تجر اتصالات مع باريس حول الحادث.
وقُتل جاكييه –كما روى مصور لوكالة الأنباء الفرنسية- عندما انفجرت قذيفة بين 15 صحفيا كانوا يزورون أحد أحياء حمص، في رحلة نظمتها الحكومة السورية. وقد قُتل في الانفجار ذاته ثمانية سوريين وفق وكالة الأنباء السورية.
انسحاب وإجابة
وقالت فرانس تلفزيون وهي هيئة البث المملوكة للدولة التي تسيطر على قناة فرانس 2 ان الصحفيين كانوا ضمن قافلة برفقة حراسة عسكرية.
وقال تييري تويلييه مدير التحرير في فرانس تلفزيون في مقابلة على موقع الهيئة على الانترنت “انسحب الجنود السوريون عندما بدأ اطلاق النار تاركين الصحفيين وحدهم عرضة للخطر. لماذا.. أنا لم اجد اجابة. لكن غرفة الاخبار.. فرانس تلفزيون.. والأسر نريد الجواب.”
وكان جثمان جاكييه قد وصل إلى باريس صباح الجمعة. وقال مدعون في باريس في وقت سابق انهم يفتحون تحقيقا خاصا لهم في الحادث وسيتم اجراء تشريح لجثة الصحفي بعد وصولها الى باريس.
وتحدثت وكالة الأنباء السورية عن تحقيق أمر به محافظ حمص غسان عبد العال يقوده فريق يشمل قاضيا ورئيس الأمن الجنائي في حمص وخبيرين في الأسلحة، إضافة إلى ممثل عن القناة الفرنسية الثانية التي كان يعمل لها جاكييه.
لكن الوكالة تحدثت من الآن عن تحقيق في “عمل إرهابي” وهو توصيفٌ تستعمله السلطات السورية عادة لتوصيف أعمال ما تعتبرها جماعات تقول إنها تستعمل العنف للإطاحة بالنظام.
تحقيق فرنسي
من جهته فتح الادعاء الباريسي تحقيقا أوليا في ملابسات مقتل جاكييه الحائز على عدد من الجوائز الدولية.
لكن صحيفة لوفيغارو نقلت أمس عن مصدر مقرب من الرئيس نيكولا ساركوزي ترجيحه فرضية ضلوع السلطات السورية في مقتله.
وقال المصدر الذي رفض كشف هويته “السلطات السورية وحدها من كان يعلم أن صحفيين غربيين كانوا يزورون حمص ذلك اليوم وفي أي حي كان يمكن العثور عليهم”.
وأضاف “نصدق أن الأمر يتعلق بحادث مؤسف، لكنه بالتأكيد يصب تماما في صالح النظام (السوري) الذي يحاول ثني الصحفيين الأجانب (عن العمل) وشيطنة التمرد”. لكنه قال أيضا إنه لا دليل بعدُ على أن جاكييه استهدف عمدا.
ويتقاطع كلام المصدر المقرب من ساركوزي مع حديث المعارضة السورية عن هجمات منسقة لمنع الصحفيين من تغطية الاحتجاجات، التي تبقى أغلب وسائل الإعلام الدولية المستقلة ممنوعة من تغطيتها.
أمير قطر يقترح ارسال قوات عربية الى سوريا
بيروت (رويترز) – اقترح أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني في مقابلة سيذيعها برنامج (60 دقيقة) على قناة (سي.بي.اس) التلفزيونية الامريكية ارسال قوات عربية لوقف اراقة الدماء في سوريا وهو أول زعيم عربي يقترح مثل هذه الخطوة.
وجاء ذلك في رده على سؤال حول ما اذا كان يحبذ تدخل الدول العربية في سوريا.