أحداث السبت، 30 حزيران 2012
الاستفزاز لن يدفع تركيا الى تغيير سياستها في المنطقة
أنقرة – يوسف الشريف
في جلسة نقاش مع عدد من الصحافيين العرب قبل نحو أربع سنوات، كان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو يطالع رسماً كاريكاتورياً في صحيفة أميركية، وفي الرسم صورة لرجل عثماني يرتدي الطربوش يدير ظهره لاوروبا ويدخل بازاراً شرقياً، في اشارة الى السجال الذي انتشر في اوروبا –حينها – حول تحول تركيا عن حلفائها في الغرب وتوجهها نحو الشرق. حينها قال أحد الصحافيين العرب الموجودين للوزير أنه لو كان رسام كاريكاتور، لصور هذا المشهد بشكل مغاير، في رسم يصور استاذ فلسفة يدخل أحد الفصول في مدرسة المشاغبين! اندهش داود أوغلو من هذا التشبيه وسأل عن سببه، فقال الصحافي: طالما أنكم عائدون وبقوة الى الشرق الاوسط بسياساتكم، وطالما ان جيرانكم الأقرب هم ايران والعراق وسورية ولبنان واسرائيل فإن عليكم أن تستعدوا لاسلوب عمل مختلف تماماً، لأن الضرب تحت الحزام والكيل بمكيالين والغدر، هي من بين أدوات العمل الديبلوماسي والسياسي في هذه المنطقة، بينما الخبرة الديبلوماسية التركية اعتادت على احتكاكها بالديبلوماسية الاوروبية ودول «الناتو».
لم يمض وقت طويل على ربيع العلاقات التركية مع الشرق الاوسط والحديث عن مشاريع التكامل الاقتصادي التي اقترحها داود أوغلو، وربيع العلاقات بين أنقرة وطهران، حتى التفت ايران من وراء ظهر تركيا لتنصب حليفها نوري المالكي رئيساً للحكومة العراقية على رغم فوز حليف أنقرة أياد علاوي في الانتخابات، ثم لتظهر اسرائيل وجهها الحقيقي بجريمتها في الاعتداء على سفن مرمرة، والآن حادث اسقاط الطائرة التركية بمدافع الجيش السوري. لا أعتقد أن هذه الحوادث ستدفع وزير الخارجية أحمد داود أوغلو الى تغيير سياساته أو اعادة التفكير فيها، اذ لم أر سياسياً مؤمناً وعازماً على ما يقول مثله، خصوصاً في ما يتعلق بربط التاريخ بالسياسية والفلسفة، ومن هنا أطلق كثيرون على سياسات تركيا في المنطقة اسم «العثمانية الجديدة».
وكما قال لي أحد الديبلوماسيين في الخارجية أثناء مناقشة سياسة تركيا تجاه الازمة السورية قبل ستة أشهر: «نعم قد لا تسير الامور في سورية مثلما نريد حالياً، لكن هذا لا يعني أن سياستنا خاطئة، نحن نشهد صراعاً بين حق الشعب السوري في التحرر والديموقراطية وبين صراع لمصالح القوى الدولية، لكن كل ما يحدث الآن سيكون بمثابة ضربة ريشة أو خط في لوحة كبيرة ستكتمل عندما يحصل الشعب السوري على حريته ويبني ديموقراطيته، وحينها سننظر الى الماضي ولن يتذكر أحد هذه الحوادث الصغيرة، وسنقف لننظر في عيون كل من انتقد سياستنا ونسأله: ماذا تقول الآن؟ «لعل هذا الديبلوماسي ومن دون أن يدري كان يتنبأ بحادث اسقاط الطائرة، ويستعد من الآن للرد على الانتقادات التي انهالت على حكومة رجب طيب أردوغان بعد الحادث من الداخل والخارج وكأنها كانت تتحين الفرصة للانقضاض عليه منذ زمن.
وبعيداً من النقد المتلطخ بالتشفي الذي ظهر في الاعلامين اليوناني والاسرائيلي وبعض الانتقادات العربية المنزعجة من تمدد الدور التركي في المنطقة، فإن أول المنتقدين جدياً لسياسة تركيا الخارجية كان زعيم المعارضة البرلمانية كمال كيليجدار أوغلو الذي ركز على نقطتين اثنتين، الأولى أنه اعتبر أن سياسة تركيا تجاه سورية قد تغيرت بفعل أوامر جاءت من واشنطن التي لم يعجبها التقارب السوري – التركي منذ بدايته، والثانية قوله ان السياسة الخارجية للدول لا تبنى على الإسراف في التهديد والوعيد والخطب الرنانة والحماسية، حيث عقد مقارنة بين كلمة أردوغان بعد حادث اسقاط الطائرة وتلك التي ألقاها قبل سنتين بعد حادث سفينة مرمرة، ليخلص الى أن احداهما صورة عن الاخرى وأنه يسمع جعجعة ولا يرى طحيناً.
في النقطة الاولى تجنب كيليجدار أوغلو الحديث عما يحدث في سورية وعن تقارير انتهاكات حقوق الانسان، ولم يفسر لماذا اختار أردوغان – على حد زعم كيليجدار أوغلو – الاذعان «لأوامر» واشنطن بعد تسع سنوات من المناكفة والرفض لها، ابتداء من الموقف التركي من غزو العراق الى رفض اسقاط النظام السوري عام 2005 بعد اغتيال رفيق الحريري، وأخيراً التصويت في مجلس الامن ضد قرار فرض عقوبات دولية على ايران، ورفض أي تسوية مع اسرائيل لا تتضمن الاعتذار الرسمي عن حادث سفينة مرمرة (هنا يمكن استثناء الموافقة التركية على تركيب رادارات الدرع الصاروخية على الاراضي التركية بعد فترة طويلة من الرفض من خط الخلاف مع واشنطن في السياسة الخارجية).
لو أن داود أوغلو كان ينقل فقط رسائل اميركية الى دمشق خلال مساعيه في الاشهر الاولى من اندلاع الاحتجاجات – كما نقل كيليجدار أوغلو عن تصريحات سابقة للرئيس السوري بشار الاسد – فلماذا إذاً وافقت القيادة السورية حينها على خريطة طريق تركية بعد اجتماع بين الاسد وداود أوغلو استمر 6 ساعات ونصف الساعة؟ ولماذا طبقت دمشق الاصلاحات التي اقترحتها أنقرة لحل الازمة، ولكن بعد تأخير دام ستة أشهر نزف خلالها الكثير من الدماء؟ لكن، لا يمكن التعليق كثيراً على النقطة الثانية التي جاء على ذكرها كيليجدار أوغلو وهي خطابات أردوغان وتصريحاته النارية المتوعدة والمهددة والتي اصبحت جزءاً لا يتجزأ من سياسته، والتي تحمل أو تعكس في شكلها وصياغتها – في كثير من الاحيان – لوناً من شخصية هذا الرجل أكثر من انتمائها للغة الخطاب الديبلوماسي التقليدي. ولعلها تعطي السياسة الخارجية المقصودة أبعاداً مبالغاً فيها وغير مقصودة، ما دفع المراقبين الاتراك الى القول إن هذه الخطابات موجهة أصلاً الى الداخل التركي أكثر من استهدافها الخارج الدولي، ضمن اطار تجيير نجاحات السياسة الخارجية لمصلحة زيادة أصوات الناخبين، وهو ما حدث بوضوح أثناء الحملة الانتخابية لحزب أردوغان في الانتخابات البرلمانية الاخيرة العام الماضي والتي لم تغب عنها سورية.
انتقادات عربية
في المقابل كانت هناك انتقادات من أطراف عربية قالت إن تركيا «خذلت» المعارضة السورية وأعطت من الوعود ما ليس لها القدرة على تحقيقه، وإن عدم ردها على اسقاط الطائرة يعني عدم وجود نية حقيقية لتدخل عسكري وإن بتفويض دولي، من باب أن «كيف لمن لا يثأر عسكرياً لمقتل جنوده أن يتحرك لدعم معارضة أجنبية!!» وهناك من استشهد بما حدث ليقول إن تركيا أسد من كارتون له صوت لكن ليس له مخلب أو ناب. هذه الانتقادات مرتبطة أيضاً بموضوع الاسراف في التصريحات والوعود والقراءة المتعجلة وغير الكاملة للمشهد، اذ كان على أنقرة ان تدرك منذ البداية أن روسيا ستقف هذا الموقف الداعم للرئيس الاسد وستستخدم الفيتو في مجلس الامن، لأنها تخشى من وصول نار الربيع العربي الى حدودها، خصوصاً اذا ما كان لهيبها اسلامي الطابع والهوى، وأن تستشف أن الادارة الاميركية غير متشجعة لمغامرة عسكرية جديدة في المنطقة وأن الناتو والاتحاد الاوروبي ليست لديهما النية أو القدرة المالية للتدخل، الى غير ذلك من مؤشرات كانت كلها تشير بوضوح الى عدم امكانية شرعنة التدخل العسكري في سورية.
حتى الدعم الذي قدمته تركيا للمعارضة السورية سياسياً ولوجستياً كانت له نتائج عدة منها السلبي ومنها الايجابي، فاحتضان المجلس الوطني السوري ساعد في توحيد جزء كبير من المعارضة وتقديمها للمجتمع الدولي على أنها كيان وجسد، لكنه في الوقت نفسه جعل المجلس متهماً بأنه تابع في كثير من سياساته لتركيا وللاخوان المسلمين، وهي سمعة باتت منتشرة لدى كثير من القوى الدولية والاقليمية وتحولت الى قناعة. كما أن احتضان تركيا للمنشقين العسكريين وضعها تحت تهمة المسؤولية عن تهريب السلاح الى الجماعات المعارضة المسلحة، التي، وان كانت عملياتها العسكرية هي الامل الوحيد الذي تبني عليه المعارضة آمالاً لاسقاط النظام، فإن انتشار السلاح واختلاف الجماعات المسلحة وعدم تنظيمها والتنسيق بينها بات يشكل هاجساً أمنياً لدى السوريين، مع ازدياد عدد التقارير الاممية التي توثق انتهاكات بعض هذه الجماعات المسلحة لحقوق الانسان والحديث عن تسلل عناصر من القاعدة بينها.
وبالعودة الى حادث اسقاط الطائرة فالواضح انه رسالة سورية الى أنقرة، إما رداً على دور تركي مزعوم بتنفيذ عملية انشقاق احد الطيارين السوريين الى الاردن والعمل على انشقاق مجموعات عسكرية اخرى وتأمين ملاذ آمن لهم ولعائلاتهم على الاراضي التركية، أو محاولة لجر تركيا الى نزاع مسلح يصدر الازمة السورية الى بعد آخر.
ومهما تكن الرسالة السورية فإن تركيا اختارت أن تشد على جرحها وأن لا تنجر الى فخ النزاع المسلح في موقف يسجل لها ولحكومتها التي استطاعت أن تحشد دعماً دولياً لها خلال 48 ساعة، في حزم وثبات تجلياً في تصريحات الرئيس عبدالله غل. ويثبت أن الصمت – أو الهدوء – أحياناً يمكن أن يكون أقوى وأهم من أية حماسيات، وهو أشبه بموقفها بعد عمليات حزب العمال الكردستاني الاستفزازية والدموية صيف عام 2007 والتي كان الهدف منها جر الجيش التركي الى شمال العراق ونسف خط المصالحة بين أنقرة وأربيل. ولعل المنطقة مدينة لتركيا – بين عدة عوامل – بما هو متوافر حتى الآن من استقرار، فلو أن سياسة تركيا الخارجية لم تكن على هذا النحو من الترفع عن الصغائر والمغامرات، لكانت الحرب على ايران بحجة برنامجها النووي، أو الحرب المذهبية بحجة الاستقطاب الطائفي، قد بدأت منذ سنوات وأدخلت المنطقة معها في أتون أزمة أكبر من تلك التي فجرها غزو العراق.
وعلى رغم ذلك فإن المؤشرات تؤكد أن حكومة أردوغان ستجد الطريقة الانسب للرد على اسقاط طائرتها، وتكفي مراقبة الاحداث على الارض في سورية وعلى الحدود التركية لاستنباط ذلك، فالأمر ما عاد مسألة سياسة خارجية يمكن لنا أن ننتقدها أو ان نختلف معها، الامر تحول الى قضية ثأر بين حكومة أردوغان ونظام الاسد، واذا كانت أنقرة اعتبرت سابقاً أن تدهور الاحداث في سورية يؤثر على أمنها بشكل يشرعن تدخلها في الملف السوري، فإن هذا الثأر سيطلق يدي أنقرة في الملف السوري أكثر من ذي قبل.
الحذر يخيّم على اجتماع جنيف وموسكو مصرة على بقاء الأسد
موسكو – رائد جبر
دمشق، بيروت، جنيف – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – يخيّم الحذر على فرص نجاح مؤتمر جنيف الذي دعا إليه المبعوث الدولي – العربي كوفي أنان للبحث عن حل سياسي للأزمة السورية. ويعود الحذر إلى استمرار الخلافات بين موسكو والدول الغربية في شأن مشاركة الرئيس بشار الأسد في المرحلة الانتقالية، كما تصر موسكو. واتجهت الأنظار أمس إلى محادثات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون في سان بطرسبورغ، الذي وصفه مراقبون بأنه «لقاء الفرصة الأخيرة» لتقريب المواقف بين موسكو وواشنطن عشية انعقاد اجتماع اليوم في جنيف. وأكد أحمد فوزي الناطق باسم أنان أن اجتماع مجموعة العمل حول سورية سيعقد في جنيف اليوم بعدما أنهت اللجنة التحضيرية، التي تضم كبار الموظفين، اجتماعاتها أمس. وقال فوزي: «انتهت المشاورات التحضيرية. وستتواصل السبت على مستوى وزاري». وكانت وكالة «رويترز» نقلت عن ديبلوماسيين أن المسؤولين الكبار الذين شاركوا في الاجتماع التحضيري أخفقوا في حل الخلافات حول خطة أنان في شأن سورية وتركوا القرار لاجتماع وزراء الخارجية.
وتباينت تقديرات ديبلوماسيين روس وغربيين في موسكو بين أطراف أبدت تفاؤلاً بخروج الوزيرين «باتفاق من حيث المبدأ على صيغة المرحلة الانتقالية المطلوبة لتسوية الوضع في سورية» كما قال مصدر ديبلوماسي، بينما أشار آخرون إلى تباعد في مواقف الجانبين يصعب جسره لأن واشنطن تصر على استبعاد الأسد عن لعب دور في المرحلة الانتقالية.
وقال ديبلوماسي غربي آخر إنه على رغم أن معظم الذين سيشاركون في اجتماع جنيف سيركزون على مسألة الانتقال السياسي فإن روسيا قد تطرح مطالب جديدة أو حيل لإطالة أمد هيمنة الأسد على السلطة وقد تستغل عدم إشارة خطة أنان إلى الرئيس السوري بالاسم.
وكان لافروف استبق لقاءه مع كلينتون بالتأكيد على رفض موسكو «الخطط الجاهزة التي يسعى البعض لفرضها في لقاء جنيف»، وقال إن «هدف اللقاء هو فتح باب النقاش بين كل الأطراف الفاعلة بهدف التوصل إلى تصورات مشتركة لحل سياسي يفضي إلى حوار بين الأطراف السورية التي عليها أن تحدد بنفسها مسألة تنحي الأسد أو عكس ذلك». كما أشار لافروف إلى أنه لا ينوي «تقديم مبررات للوزيرة الأميركية حول التعاون العسكري مع دمشق»، مشدداً على أن موسكو تنفذ التزاماتها الموقعة مع دمشق.
واعتبرت وزارة الخارجية الروسية في بيان أصدرته أمس قبل اجتماع لافروف مع كلينتون أن اجتماع جنيف حول سورية غداً هو «خطوة إيجابية» على طريق التوصل إلى «توافق دولي ممكن بهدف تسوية الوضع في سورية». وأعربت عن أسفها لعدم توجيه الدعوة لإيران والسعودية والأردن ولبنان لحضور اجتماع جنيف اليوم.
وعلى رغم إعلان روسيا تأييدها الأسبوع الماضي لخطة أنان القاضية بـ «استبعاد من يمكن أن تزعزع مشاركتهم مصداقية المرحلة الانتقالية» (في إشارة إلى الأسد) إلا أن لافروف تراجع عن ذلك وقال ديبلوماسيون إن الروس طالبوا أنان بأن يحذف ما يتعلق باستبعاد بعض الأشخاص من حكومة الوحدة الوطنية السورية.
وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) نقلاً عن الناطق باسم الخارجية الصينية في بكين إن وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي سيشارك في المحادثات وسيشرح موقف الصين من الصراع في سورية ويدعم جهود أنان وخطته وقرارات مجلس الأمن بنشر قوة مراقبين في سورية والحفاظ على قوة الدفع من أجل التوصل إلى حل سياسي للصراع.
ومن المنتظر أيضاً مشاركة وليم هيغ وزير الخارجية البريطاني ولوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي وكاثرين آشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي في اجتماع جنيف.
وخرج أمس آلاف السوريين في تظاهرات أمس في جمعة أطلقوا عليها شعار «واثقون بنصر الله» مطالبين بإسقاط النظام، بينما استمرت أعمال العنف في مناطق مختلفة من البلاد. وامتدت التظاهرات من حلب وإدلب والحسكة ذات الغالبية الكردية في الشمال إلى حمص في الوسط ودرعا في الجنوب، وصولاً إلى أحياء العاصمة دمشق وخصوصاً أحياء الميدان وكفرسوسة والقدم والعسالي وقبر عاتكة والقصور وبرزة والمزة وقدسيا.
واستمر القصف أمس على مدينة حمص ودوما ومعضمية الشام في ريف دمشق. وقال سكان دوما إن قوات النظام ارتكبت فيها مجزرة راح ضحيتها 50 شخصاً على الأقل، فيما شهدت معضمية الشام أمس اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من المعارضة وأطلقت تنسيقية دوما نداء من «الأهالي المحاصرين والممنوعين من المغادرة»، قالت فيه إن هؤلاء «يوجهون نداء لحمايتهم من القتل». وأظهر تسجيل فيديو بث على الإنترنت سوريين في دوما وهم يكفنون قتلى خضبت الدماء جثثهم في ساعة مبكرة من صباح أمس الجمعة بعد مقتل 190 شخصاً في يوم من أكثر الأيام دموية في الانتفاضة المندلعة في سورية منذ 16 شهراً. وقال الشخص الذي كان يصور المشهد «دوما صباح 29 حزيران 2012. هذه مجزرة ارتكبت ضد سكان دوما. الله المنجي هنا أسرتان بالكامل (بين القتلى) الله في عوننا».
أنقرة تستعد لبتّ صفقة منظومة صواريخ
أنقرة – «الحياة»
تستعد أنقرة لاتخاذ قرار في شأن صفقة منظومة صواريخ، في وقت حوّلت المدافع ومضادات الطائرات التركية فوهاتها في اتجاه سورية، للمرة الأولى بعد سنوات من تعاون أمني واستراتيجي، بلغ حد تنظيم تدريبات مشتركة لحرس الحدود بين البلدين قبل ثلاث سنوات.
وتشمل الصفقة صواريخ باليستية متوسطة وبعيدة المدى وأخرى مضادة للطائرات، أُعلِن عنها قبل شهور وأُجِّل اتخاذ قرار في شأن الشركة التي سيتم التعاقد معها، حتى تموز (يوليو) المقبل.
وتتنافس على الصفقة التي تبلغ قيمتها 4 بلايين دولار، أربع شركات هي «رايثيون» و»لوكهيد مارتن» (الولايات المتحدة) و»روزوبورونيكسبورت» (روسيا) و»سي بي ام اي اي سي» (الصين) و»يوروسام» (فرنسا وإيطاليا).
ويُرجّح خبراء عسكريون استبعاد الصواريخ الروسية والصينية، إذ أنها لا تتبع لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، وانحصار المنافسة بين الصواريخ الأميركية والفرنسية – الإيطالية.
وتفيد تقارير عسكرية بأن تركيا تملك نحو 350 قاذفة صواريخ مضادة للطائرات ونحو ألفي صاروخ، لكنها قديمة صُنعت في ستينات القرن العشرين وسبعيناته. وأحدث الصواريخ التركية من هذا الطراز هي «ستينغر» أُنتجت العام 1980، لذلك تشعر أنقرة بحاجة إلى تجديد صواريخها، خصوصاً أن سورية تملك نحو ألف بطارية و4 آلاف صاروخ مضاد للطائرات من طراز «بانت سر أس-1» صُنعت في التسعينات.
في غضون ذلك، أكدت مصادر عسكرية أن قاعدتي عنتاب وأضنة كُلفتا إرسال عتاد وسلاح إلى المنطقة الحدودية بين تركيا وسورية، قرب إدلب شمال سورية والتي نقلت إليها صواريخ مضادة للطائرات مع قافلة من 30 شاحنة ضمت عسكريين وسلاحاً خفيفاً.
وتفقّد قائد القوات البرية التركية الجنرال خيري كيفريك اوغلو قواته على الحدود مع سورية، في المكان ذاته حيث كان سلفه الجنرال أتيلا أطيش هدد دمشق عام 1998 باقتحام الحدود، إن لم تطرد زعيم «حزب العمال الكردستاني» المحظور عبدالله اوجلان من الأراضي السورية.
إلى ذلك، أوردت صحيفة «وطن» التركية أن مسؤولين أتراكاً ناقشوا مع «الأطلسي» إنشاء منطقة عازلة ومنطقة حظر جوي شمال سورية، لا لحماية المهجّرين السوريين، بل لتجنب اشتباك مع الجيش السوري الذي تعتبر أنقرة أنه بات يشكّل تهديداً لأمنها، بعد إسقاطه طائرة استطلاع عسكرية تركية قرب سواحل اللاذقية.
ونسبت الصحيفة إلى مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن المسألة تُناقَش في أروقة الحلف، لكن صحيفة «توركش ديلي نيوز» أوردت أن مسؤولاً في الخارجية التركية نفى النبأ.
على رغم ذلك، أكد خبراء عسكريون وجوب أن يكون «الأطلسي» ناقش خلال اجتماعه قبل يومين تداعيات اشتباك محتمل بين الجيشين السوري والتركي، بعد استنفار الجانبين على الحدود واحتمال حدوث فعل استفزازي من أحد الطرفين، أو من طرف ثالث، ما قد يؤدي إلى صدام ويستدعي تدخل الحلف للدفاع عن تركيا، من خلال إنشاء منطقة حظر طيران في شمال سورية.
وتواصل النقاش في تركيا حول مصير الطيارَين اللذين أسقط الجيش السوري طائرتهما، إذ تساءلت صحيفة «ميلّييت» هل هما في قبضة الجيش السوري، خصوصاً أن كلّ المؤشرات يدلّ إلى أنهما كانا على قيد الحياة لدى إسقاط الطائرة، وأنهما تمكّنا من خلع خوذتيهما وحذاءيهما بعد الحادث في نهار حارّ، لكن أحداً لم يتمكن من العثور عليهما، على رغم وجود جهاز «جي بي أس» في ملابسهما، وهذه إشارة إلى احتمال تعطيل الجهاز يدوياً.
كلينتون ولافروف يجتمعان للتفاهم والأسد يرفض أي حل غير سوري
دمشق، بيروت، نيويورك، جنيف – «الحياة»، ا ف ب، رويترز
تجتمع في جنيف اليوم لجنة تحضيرية للاعداد للاجتماع الذي دعا المبعوث الدولي – العربي كوفي انان الى عقده غداً السبت في جنيف للبحث في حلول للازمة السورية. ويشارك في اللجنة كبار الموظفين من الدول والمنظمات التي دعيت الى الاجتماع، وهي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الى جانب تركيا والعراق وقطر والكويت، اضافة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي وكاثرين اشتون المسؤولة عن الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي. وقد اكد كل من وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس حضور الاجتماع. (راجع ص 4 و5)
واستبق الرئيس الاسد اجتماع جنيف بالتأكيد انه لا يمكن قبول حل غير سوري للصراع لان السوريين وحدهم هم الذين يعرفون كيفية الوصول لحل. وقال انه لا يتوقع عملا عسكريا ضد سورية، وان عملية على غرار ما حدث في ليبيا ليست ممكنة في بلاده.
واستبقت كلينتون ايضا الاجتماع بلقاء تحضيري تعقده اليوم في سان بطرسبورغ لاجراء محادثات حول الازمة السورية مع لافروف والتفاهم على المرحلة الانتقالية.
كذلك استبقت موسكو الاجتماع بتأكيد موقفها الرافض لاي تسوية سياسية في سورية بمعزل عن الرئيس بشار الاسد. وقال لافروف امس خلال مؤتمر صحافي عقده في موسكو مع وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام ان خطة الوساطة التي وضعها أنان يجب أن تسعى الى وضع اطار لانتقال سياسي لا أن تحدد مسبقا ما اذا كان سيتم استبعاد الاسد عن المرحلة المقبلة وعن حكومة الوحدة الوطنية المنوي تشكيلها. واكد ان شكل اي حكومة سورية جديدة يجب ان يحدده الشعب السوري ولا تفرضه قوى خارجية. واعتبر ان المحادثات التي ستعقد في جنيف لمناقشة الخطة الانتقالية يجب ان تحدد شروط بدء حوار وطني بين جميع السوريين لا أن تحدد مسبقا مضمون هذا الحوار. كما انتقد لافروف استبعاد ايران من المحادثات.
وأثار تراجع روسيا عن تأييد الوثيقة «اللاورقة» المقترحة من أنان على اجتماع جنيف ردود أفعال مشككة في مجلس الأمن. وأكد ديبلوماسيون غربيون في المجلس لـ «الحياة» أن «روسيا أكدت لأنان والدول المعنية موافقتها على «اللاورقة» الثلثاء الماضي، حين كانت ممثلة بمندوب على مستوى مدير سياسي في اجتماع عقد في جنيف لبحث التفاصيل النهائية للوثيقة المقترحة». واعتبر ديبلوماسي عربي أن «لاورقة أنان لم تطرح جديداً، عند مقارنتها بقرارت جامعة الدول العربية… لن يكفي لوثيقة أنان أن تعتمد على النيات الطيبة فهذا غير مجد في الأزمة السورية» مضيفاً أن «اجتماع جنيف لن يكون مجدياً من دون قرار تحت الفصل السابع يصدر عن مجلس الأمن ويتضمن لغة حازمة».
يذكر ان الـ»لاورقة» تنص على «استثناء الذين يشكل استمرار وجودهم تقويضاً لصدقية العملية الانتقالية وزعزعة للاستقرار والمصالحة» من أي تسوية سياسية. وبحسب ديبلوماسيين في مجلس الأمن فإن هذه الفقرة «تعني أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يجد مكاناً في العملية الانتقالية».
وجاءت الوثيقة التي حصلت «الحياة» على نسخة عنها في 3 صفحات وأربع فقرات رئيسية وحملت عنوان «لاورقة – خطوط عامة ومبادىء لانتقال يقوده السوريون».
ونصت على أن اي تسوية سياسية يجب أن تؤمن انتقالاً للشعب السوري نحو مستقبل يمكنه أن يكون مشتركاً لكل السوريين، ويؤسس تصوراً وخطوات واضحة بناء على إطار زمني محدد نحو تحقيق ذلك التصور، ويمكن تطبيقه في بيئة سلمية ومستقرة وهادئة للجميع يتم التوصل إليها من دون أي مزيد من سفك الدماء والعنف».
وفي الفقرة الأولى، تحت عنوان «تصور للمستقبل»، شددت الوثيقة على أن تطلعات الشعب السوري تطمح الى بناء «دولة تعددية ديموقراطية تسمح بالتنافس السياسي النزيه والمتساوي في انتخابات» وتتقيد «بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان واستقلال القضاء والمحاسبة لمن هم في السلطة من خلال آليات متاحة للشعب»، وتؤمن «الفرص المتساوية للجميع من دون طائفية أو تمييز اثني أو ديني أو سواه بما يحترم حقوق الإقليات الصغرى».
وفي الفقرة الثانية، تحت عنوان «خطوات واضحة في العملية الانتقالية»، أكدت الوثيقة ضرورة وضع «إطار زمني لأي تسوية ذات خطوات محددة وغير متراجع عنها للعملية الانتقالية». وأضافت أن أي تسوية يجب أن تتضمن «تأسيس حكومة وحدة وطنية انتقالية يمكنها أن تنشىء بيئة محايدة للمرحلة الانتقالية، تعمل بصلاحيات تنفيذية كاملة ويمكنها أن تضم عناصر من الحكومة الحالية والمعارضة وسواهما من المجموعات على أن تستثني أولئك الذين يشكل استمرار وجودهم تقويضاً لصدقية العملية الانتقالية وزعزعة للاستقرار والمصالحة». وشددت الوثيقة على «ضرورة مشاركة كل المجموعات والشرائح في المجتمع في سورية في عملية الحوار الوطني التي يجب أن تخضع نتائجها للتطبيق».
وفي الفقرة الثالثة، تحت عنوان «السلامة والاستقرار والهدوء»، ذكرت الوثيقة أن أي «انتقال لا بد أنه يشتمل على التغيير» ويتطلب «تحقيق الهدوء التام والتماسك وعلى جميع الأطراف التعاون مع حكومة الوحدة الوطنية لتأمين وقف دائم للعنف وتنفيذ الانسحابات الكاملة ومعالجة مسألة نزع السلاح ودمج المجموعات المسلحة».
وتحت عنوان «خطوات سريعة للتوصل الى اتفاق سياسي ذي مصداقية»، شددت الوثيقة على ضرورة «احترام سيادة واستقلال ووحدة سورية وسلامة أراضيها» وعلى أن «النزاع يجب أن يحل من خلال حوار سلمي ومتفاوض عليه، وإنهاء سفك الدماء وأن يتعهد الأطراف التزام خطة النقاط الست كاملة».
وتدعو الوثيقة الأطراف الى «الاستعداد لتعيين محاورين للعمل نحو تسوية يقود السوريون التوصل إليها تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري». وتشدد على ضرورة «استعداد المجتمع الدولي بما فيه أعضاء مجموعة العمل لدعم تطبيق الاتفاق المتوصل إليه بين الأطراف (السوريين)، ما قد يشمل وجود مساعدة للأمم المتحدة بتكليف من الأمم المتحدة (في سورية) في حال تطلب الأمر ذلك» على أن «يكون التمويل متوفراً لدعم إعادة البناء والتأهيل».
وظهرت ردود سلبية من المعارضة السورية على الاقتراحات التي تم تداولها في اليومين الماضيين والمتعلقة بترتيبات العملية الانتقالية في سورية.
اذ جدد «المجلس الوطني السوري» رفض «اي حوار او شراكة» مع نظام الاسد، واي «خطة تجدد شرعية هذا النظام»، وذلك تعليقا على ما نقل عن اقتراح انان بتشكيل حكومة انتقالية تضم وزراء من انصار الاسد ومعارضين. وشدد بيان صادر عن المجلس على «الثوابت» ومنها ان «لا المجلس الوطني، ولا الشعب السوري الثائر، يقبل اي حوار او شراكة مع نظام بشار الاسد، ولكنه يقبل التفاوض مع من لم تلوث ايديهم بدماء الشعب السوري من اجل ضمان انتقال سلمي للسلطة الى الشعب». واشار الى ان الشعب السوري «قاتل وسيقاتل حتى حصوله على كامل حريته وكرامته وسيادته على أرضه»، وحتى «اسقاط نظام القهر والاستبداد بكل رموزه».
وذكر المجلس ان المعارضة كانت وافقت على خطة انان للحل في سورية غير ان النظام السوري «لم ينفذ أيا من بنود هذه المبادرة وخصوصا بندها الأول القاضي بوقف قتل المدنيين، وبالتالي فمن العبث وتسويق الأوهام الحديث عن اقتراحات جديدة لتنفيذ البند الأخير في الخطة السداسية».
كما هاجمت حركة «الاخوان المسلمين» اقتراح تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة نظام الاسد. وقالت في بيان اصدرته امس ان «اي حكومة تشكل تحت عنوان الوحدة الوطنية في مناخ القتل والاعتقال والتعذيب، هي نوع من خداع النفس والانخراط في لعبة النظام وفي احاديثه العبثية عن الاصلاح والانفتاح».
ميدانياً، وقع امس انفجاران في مرآب القصر العدلي في منطقة المرجة بوسط دمشق، وذكر التلفزيون السوري انه تم تفكيك عبوة ثالثة لم تنفجر. واوضح مصدر امني ان الانفجارين ناتجان من «عبوتين مغناطيسيتين وضعتا تحت سيارتي قاضيين»، مشيرا الى ان المرآب المذكور المكشوف مخصص لقضاة وموظفي قصر العدل. وتسبب التفجيران باصابة ثلاثة اشخاص بجروح وبتضرر 18 سيارة في المرآب.
واستمرت العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات النظام في ريف دمشق وخاصة في ضاحية دوما التي تعرضت لقصف عنيف. وشنت هذه القوات هجمات في حمص ودير الزور. وذكرت لجان التنسيق المحلية ان القصف تجدد على احياء حمص القديمة، وعلى مدينة الرستن في محافظة حمص التي تعاني من انقطاع كامل للتيار الكهربائي والمياه. وتعرضت مدينة دير الزور للقصف والاشتباكات التي تشهدها احياء عدة». وقدرت اوساط المعارضة عدد القتلى في مواجهة امس بتسعين على الاقل.
وترافق ذلك مع تحرك قوافل عسكرية تركية نحو الحدود السورية ردا على إسقاط سورية طائرة عسكرية تركية فوق البحر المتوسط يوم الجمعة الماضي. وانطلقت اول قافلة وتضم نحو 30 مركبة عسكرية بما في ذلك شاحنات محملة ببطاريات صواريخ مضادة للطائرات من بلدة الاسكندرونة الساحلية التركية نحو الحدود السورية على بعد 50 كيلومترا. كما غادرت قافلة اخرى قاعدة في غازي عنتاب قرب الحدود السورية واتجهت الى اقليم كيليس الذي يوجد فيه مخيم كبير للاجئين السوريين. وظهرت القافلة المكونة من نحو 12 شاحنة وناقلة في شريط فيديو وهي تمر عبر بوابة القاعدة. واكد مجلس الأمن التركي في بيان امس يقول انه سيرد «بحزم وفي إطار القانون الدولي» على العمل «العدائي» السوري باسقاط المقاتلة التركية. ويرأس الرئيس عبدالله غل مجلس الامن التركي ويشارك فيه عدد من الوزراء البارزين وكبار قادة الجيش.
ايران مستعدة لاستخدام نفوذها في سورية
نيويورك (الامم المتحدة) – ا ف ب – اكد السفير الايراني لدى الامم المتحدة محمد خزائي الجمعة ان ايران مستعدة لاستخدام نفوذها لحل الازمة السورية بسبب ثقلها في المنطقة، مجددا انتقاده استبعاد ايران عن مؤتمر جنيف.
وردا على اسئلة الصحافيين، انتقد السفير الدول الغربية “خصوصا الولايات المتحدة” لكونها لم تأخذ في الاعتبار “قوة ايران ونفوذها”.
واعتبر ان بلاده “بامكانها ان تكون بطلة من الوزن الثقيل تعمل لصالح السلام في المنطقة”.
ولم تدع ايران والسعودية الى المؤتمر الوزاري في جنيف الذي سيدرس السبت خطة ترمي الى تنظيم عملية انتقالية ديموقراطية في سورية قدمها المبعوث الدولي كوفي انان.
وابدى انان والامين العام للامين المتحدة بان كي مون رغبتهما في ان تشارك ايران، حليفة نظام الرئيس بشار الاسد، في الاجتماع الا ان الاميركيين والاوروبيين عارضوا ذلك، وفق دبلوماسيين. الا ان كوفي انان كلف اعلام الايرانيين بنتائج المؤتمر واشراكهم بالبحث عن حل في سورية، وفق الامم المتحدة.
وقال السفير الايراني “هذا الامر يظهر الى اي مدى يمكن للايرانيين ان يكونوا مؤثرين ومفيدين في الملف السوري”، معتبران ان الاميركيين والاوروبيين “اضاعوا فرصة جيدة لحل المشكلة”. واشار الى ان طهران “شجعت بقوة” الحكومة السورية على القيام باصلاحات.
اجتماع جنيف اليوم الفرصة الأخيرة للديبلوماسية
والخلافات الأميركية – الروسية حول سوريا قائمة
(و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ)
موسكو تضغط لإدخال تعديلات على اقتراح أنان وواشنطن ترى صعوبات
أنان يأسف لتشجيع أطراف خارجيين الحكومة والمعارضة وسقوط 55 قتيلا في العنف
تلتقي قوى عالمية واقليمية اليوم في جنيف في اطار مجموعة العمل حول سوريا في محاولة قد تكون الفرصة الاخيرة لايجاد حل سياسي للأزمة السورية المستمرة منذ اكثر من 16 شهراً. وعشية الاجتماع الذي سيناقش خريطة طريق قدمها المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا، كوفي انان للانتقال السياسي في سوريا، التقت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون نظيرها الروسي سيرغي لافروف في مدينة بطرسبرج الروسية على هامش مؤتمر اقتصادي، بعد ساعات من اخفاق اجتماع عقده ديبلوماسيون من الدول المدعوة الى اجتماع اليوم الذي سيعقد على مستوى وزراء الخارجية، في التوصل الى اتفاق، في ظل استمرار رفض روسيا فرض حل على سوريا من الخارج.
وصرح لافروف عقب اجتماع استمر ساعة مع كلينتون بأن الجانبين “متفقان على معظم الامور”. لكنه حذر من انه سيكون من غير المفيد محاولة فرض نتيجة مسبقة لعملية الانتقال السياسي. وقال: “لدينا فرصة جيدة جداً لايجاد أرضية مشتركة في مؤتمر جنيف غداً”. ولفت الى توافق بين موسكو وواشنطن على ان يقرر “السوريون بانفسهم” مستقبل بلادهم.
بيد ان مسؤولاً كبيراً في وزارة الخارجية الاميركية أفاد بعد المحادثات أنه لا تزال ثمة صعوبات وخلافات بين روسيا والولايات المتحدة في شأن سوريا. وأكد ان كلينتون ولافروف لا يزالان عازمين على حضور اجتماع جنيف مع الدول الأخرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن فضلاً عن تركيا والعراق وقطر والكويت. وقال :”قد نتوصل الى ذلك (اتفاق) غدا وقد لا نتوصل”.
ومعلوم ان الولايات المتحدة تصر على دخول اي عملية سياسية في سوريا يجب ان ينتهي بتنحي الرئيس بشار الاسد عن السلطة، الامر الذي ترفضه موسكو.
وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش عقب لقاء لنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف والسفير الصيني ليهو أي: “تم تأكيد تطابق الآراء في مواقف موسكو وبيجينغ من ممارسة الإملاءات الخارجية في الشؤون السورية، كما تم التشديد على ضرورة تحويل الأحداث في سوريا من مجرى المواجهة إلى الحوار الوطني والعملية السياسية”.
وفي وقت سابق، قال ديبلوماسيون إن مسؤولين بارزين من القوى المدعوة الى اجتماع جنيف: فشلوا في التغلب على الخلافات في شأن خطة الانتقال السياسي التي طرحها انان وان روسيا ابرز الرافضين.
وقال ديبلوماسي عربي بعد انتهاء الاجتماع المغلق في جنيف: “انتهى الامر. اختتمنا الاجتماع. الأمر متروك للوزراء للبت فيه غدا (اليوم)”.
وكشف ديبلوماسيون غربيون ان الوفد الروسي ضغط خلال المحادثات لادخال تعديلات على خطة انان.
كذلك ترفض الصين محاولات فرض حلول على الأسد ولكن ينظر الى روسيا على أنها العقبة الكبرى عقبة في سبيل اطاحته. وقال ديبلوماسي غربي وهو يغادر الاجتماع إنهم لا يزالون “تسعة ضد اثنين”.
وقال أنان في جنيف لدى وصوله الى الاجتماع: “أعتقد أننا سنعقد اجتماعا جيدا غدا. أنا متفائل”.
وفي مقال نشرته صحيفة “الواشنطن بوست”، أسف أنان لتشجيع جهات خارجية النظام والمعارضة المسلحة في سوريا على الاستمرار في نهج العنف، وجدد دعوته الى الوحدة لحل هذه الازمة.
وتنص خطة الانتقال السياسي في سوريا التي اقترحها انان على تأليف حكومة وحدة وطنية انتقالية تضم مندوبين عن النظام وعن المعارضة، على ان يستبعد منها الاسد.
ميدانياً، أسفرت أعمال العنف امس عن سقوط 55 قتيلا بينهم 36 مدنياً وذلك غداة اكثر الايام دموية منذ بدء حركة الاحتجاج في سوريا منتصف آذار 2011 إذ سقط فيه 180 قتيلا. وقالت المعارضة السورية المسلحة ان طائرات الهليكوبتر الهجومية السورية قصفت بلدة سراقب الاستراتيجية في شمال سوريا ليلاً، بينما زحفت الدبابات نحو مدينة حلب التجارية وإن تكن الطائرات ظلت بعيدة من مرمى نيران وسائل الدفاع الجوي التي نصبتها تركيا للتصدي لأي تحركات سورية قرب حدودها.
عشرات القتلى في قصف دوما المحاصرة بريف دمشق
وأنباء عن حشد دبابات على الحدود مع تركيا
(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)
استمر أمس قصف مدينتي حمص في وسط سوريا ودوما في ريف دمشق، وسط نداءات جديدة لاغاثة المدنيين العالقين فيهما، وأوقعت اعمال العنف في كل المناطق السورية 25 قتيلا. وتحدث ناشطون سوريون عن حشد الجيش النظامي دبابات على الحدود مع تركيا وذلك بعد اسبوع من اسقاط المقاتلة التركية ورد انقرة بنشر بطاريات صواريخ على الحدود.
أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، ان ثلاثة مواطنين قتلوا في “قصف تتعرض له منذ صباح اليوم الجمعة (امس) مدينة دوما ومحيطها من القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على المدينة”.
واطلقت تنسيقية دوما نداء من “الاهالي المحاصرين والممنوعين من المغادرة”، قالت فيه ان هؤلاء “يوجهون نداء لحمايتهم من القتل”. واضافت ان السكان يريدون “اي وسيلة لمغادرة المدينة لحماية نسائهم وأطفالهم والعصابات الأسدية تمنعهم من المغادرة… والتوجه الى دمشق او الى اي جهة اخرى”.
وشهدت دوما عمليات قصف تواصلت ساعات، استناداً الى المرصد وناشطين، ترافقت مع اشتباكات عنيفة بين “الجيش السوري الحر” والقوات النظامية. وتسببت العمليات العسكرية بمقتل 41 شخصا في دوما.
وأظهر شريط فيديو بث على الانترنت سوريين في دوما وهم يكفنون قتلى خضبت الدماء جثثهم في ساعة مبكرة. وأمسك رجل بجثة طفلة ترتدي قميصا ورديا مخضبا بالدماء، وقال: “هذه مذبحة أخرى من مذابح الاسد وشرطته السرية”، في اشارة الى الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال المرصد ان بلدة معضمية الشام في ريف دمشق شهدت “اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة”، واشار الى مقتل ما لا يقل عن ثلاثة من افراد القوات النظامية في هذه الاشتباكات. وتحدث عن اشتباكات في حي جوبر بدمشق بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية.
ويستمر القصف والاشتباكات العنيفة في احياء عدة من مدينة حمص، من غير ان تنجح محاولات اللجنة الدولية الصليب الاحمر والهلال الاحمر العربي السوري لدخول المدينة من أجل اجلاء الجرحى والمدنيين.
وأعلنت “الهيئة العامة للثورة” تجدد القصف العنيف لحي الخالدية في المدينة، بعدما اشار ناشطون صباحا الى قصف على حي جورة الشياح.
وجدد المرصد مناشدة “كل المنظمات والهيئات ومنظمتي الهلال والصليب الأحمر ارسال طواقم طبية بشكل عاجل الى مدينة حمص” حيث نحو الف عائلة محاصرة. وقال ان اشتباكات دارت في بلدة تلدو بمنطقة الحولة في محافظة حمص بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين اسفرت عن مقتل عنصرين من القوات النظامية. واضاف ان ضابطا منشقا هو قائد كتيبة مقاتلة معارضة قتل عند منتصف ليل الخميس – الجمعة في منطقة معرة النعمان في محافظة ادلب في مكمن نصبته له القوات النظامية السورية. وأشار الى ان قوات نظامية اقتحمت حي صلاح الدين في مدينة حلب حيث اصيب عدد من الاشخاص بجروح في اطلاق نار.
وأكد المرصد مقتل 14 رجلا من القوات النظامية، بينهم خمسة اثر استهداف قافلة للقوات النظامية عند مفرق العوينات في محافظة اللاذقية، وتسعة في محافظة الرقة وحمص ودير الزور ودرعا وريف دمشق.
وقالت مصادر المعارضة المسلحة في اقليم هاتاي التركي ان طائرات الهليكوبتر السورية هاجمت سراقب – البلدة الاستراتيجية في عمق محافظة ادلب – لكنها ظلت بعيدة عن المنطقة المحاذية للحدود مع تركيا في المناطق الريفية لمحافظتي حلب وادلب.
في غضون ذلك، صرح رئيس “المجلس العسكري الأعلى” المعارض العميد مصطفى الشيخ الذي يتخذ تركيا مقراً له، بان قوات الحكومة السورية حشدت نحو 170 دبابة شمال مدينة حلب قرب الحدود مع تركيا. وأوضح ان الدبابات تجمعت في مدرسة المشاة قرب قرية المسلمية شمال شرق حلب على مسافة 30 كيلومترا من الحدود التركية. وقال: “الدبابات الآن في مدرسة المشاة. وهي إما تستعد للتحرك إلى الحدود لمواجهة نشر قوات تركية أو لمهاجمة البلدات والقرى السورية في منطقة الحدود شمال حلب وحولها”. وذكر ان الدبابات في أكثرها من الفرقة الميكانيكية السابعة عشرة.
وقال الناشط عمر عبدالله المقيم في ادلب الذي يتولى التنسيق مع “الجيش السوري الحر”: “بعد تلقي ضربات في المناطق الريفية المحيطة بحلب وادلب، يعيد الجيش السوري تنظيم صفوفه… وهناك تكهنات بأن تحاصر هذه القوات حلب ابتداء من اول تموز”.
وتفقد قادة عسكريون اتراك بطاريات الصواريخ التي نشرت على الحدود الخميس بعد اسقاط سوريا طائرة حربية قبل اسبوع مما ادى إلى تصاعد حدة التوتر بين البلدين على نحو خطير.
تظاهرات
وعلى رغم تصاعد العنف، خرج آلاف من السوريين في “جمعة واثقون بنصر الله” الى الشارع مطالبين باسقاط النظام، وجبه بعض التظاهرات باطلاق نار واعتقالات.
وسارت التظاهرات من حلب شمالا وادلب والحسكة ذات الغالبية الكردية في الشمال الشرقي، الى حمص في وسط البلاد ودرعا جنوبا، وصولا الى احياء دمشق.
واعلنت “الهيئة العامة للثورة السورية” ان “التظاهرات تعم أحياء دمشق على رغم الحصار الأمني الكبير للأحياء الثائرة وبالأخص المساجد المعروفة”، مشيرة الى خروج تظاهرات في احياء الميدان وكفرسوسة والقدم والعسالي وقبر عاتكة والقصور وبرزة والمزة وقدسيا. وقالت ان قوى الامن “فرقت معظم التظاهرات باطلاق الرصاص والاعتقالات العشوائية”.
تركيا: نصب صواريخ على الحدود مع سوريا
نصبت تركيا، امس، قاذفات صواريخ أرض – جو متوسطة المدى على الحدود مع سوريا، فيما أعلنت مصادر ديبلوماسية وإعلامية تركية أن أنقرة ستتخذ قريبا قرارا حول نظام جديد للصواريخ المضادة للطائرات وللصواريخ البعيدة المدى، وسط تفاقم التوتر مع سوريا التي أسقطت طائرة مقاتلة تركية.
ونصبت القوات التركية صواريخ دفاع جوي من طراز «ريثيون هوك 21» على قمة تل في ريحانلي بإقليم هاتاي على بعد كيلومتر من الحدود.
وتنتظر عدة شركات قرار أنقرة، حول نظام الصواريخ المضادة للطائرات وللصواريخ البعيدة المدى، بخصوص العقد بقيمة حوالى 4 مليارات دولار، ولا سيما «رايثيون» و«لوكهيد مارتن» الاميركيتين و«روزوبورونيكسبورت» الروسية و«سي بي ام اي اي سي» الصينية و«يوروسام» الفرنسية – الايطالية المشتركة.
وذكرت صحيفة «حرييت» ان قرار رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان والمسؤولين العسكريين كان متوقعا في 4 تموز المقبل لكنه أرجئ إلى موعد غير محدد، فيما رجح مصدر ديبلوماسي غربي أن يعلن القرار في 11 أو 12 تموز لكنه سيشمل في المرحلة الاولى اختيارا أوليا للمرشحين. واعتبرت الصحيفة ان حظوظ الصين وروسيا قليلة في الحصول على حصة من الصفقات العسكرية في تركيا، لأنهما لا تنتميان إلى حلف شمال الأطلسي.
الى ذلك، قال «رئيس المجلس العسكري الأعلى في الجيش السوري الحر» العميد مصطفى الشيخ «هناك تجمعات لوحدات عسكرية (سورية) في المنطقة الشمالية شمال مدينة حلب وعلى بعد 15 كيلومترا أو أكثر بقليل من الحدود التركية». وأوضح ان «المجموعات تقدر بحوالي 170 آلية ودبابة وحوالى 2500 عنصر». ورجح ان تكون عملية إعادة التجميع بمثابة «عرض قوة مقابل القوات التركية التي عززت وجودها على الحدود مع سوريا بعد إسقاط المقاتلة التركية بنيران سورية أخيرا»، لكنه استبعد حصول أي تدخل تركي.
(ا ف ب، رويترز)
انفجارات متفرقة واشتباكات متواصلة في مناطق سورية عدة السبت
بيروت- (ا ف ب): هزت انفجارات مناطق عدة من سوريا صباح السبت فيما تواصلت الاشتباكات والعمليات العسكرية في مختلف مناطق البلاد، بحسب ما افاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في بيان إن انفجارا شديدا هز حي القابون الدمشقي حيث تصاعدت اعمدة الدخان، من دون أن تسجل اصابات حتى اللحظة.
وفي مدينة حلب شمال البلاد، افاد المرصد بوقوع انفجار في حي الجميلية قرب مديرية حلب، حيث لم يفد ايضا عن سقوط قتلى.
وفي دير الزور (شرق) انفجر انبوب نفط يمر بجوار مدينة القورية الخارجة عن سيطرة القوات النظامية، وتصاعدت سحب الدخان في المنطقة.
واشار المرصد إلى استمرار الاشتباكات في مدينة دير الزور الخارجة هي الاخرى عن سيطرة السلطات السورية، حيث قتل عسكري منشق وطبيب جراء المعارك وقصف القوات النظامية التي تحاول استعادة المدينة.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن حشودا عسكرية معززة بمدرعات انتشرت في محيط المدينة.
وفي درعا (جنوب)، واصلت القوات النظامية السبت حملاتها الامنية، وافادت الهيئة العامة للثورة السورية بتنفيذ حملة دهم واعتقالات وانتشار امني كثيف مدعوم بالمدرعات في درعا المحطة.
وفي حلب (شمال) واصلت القوات النظامية قصفها للريف الشمالي، وافادت الهيئة العامة بتعرض بلدة ماير لقصف عنيف متواصل وسط انقطاع الاتصالات والانترنت والكهرباء عن الريف الشمالي بالكامل.
والجمعة، سقط في سوريا 75 قتيلا في اعمال عنف متفرقة في البلاد بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقتل منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا في منتصف اذار/ مارس 2011 اكثر من 16 الف شخص، بحسب ارقام المرصد.
كوفي انان: فشل الاجتماع حول سوريا سيوصل العنف إلى نقطة اللاعودة
جنيف- (ا ف ب): حذر الموفد الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان من ان فشل اجتماع مجموعة العمل حول سوريا السبت، سيدفع دوامة العنف الى نقطة “اللاعودة” في سوريا.
واكد انان لصحيفة (لو تان) السويسرية السبت “اذا … كان جميع المشاركين في الاجتماع مستعدين للتحرك تبعا لما يقتضيه الظرف، نستطيع … وقف هذه الموجة من العنف وسلوك طريق السلام”.
واذا ما فشلت المفاوضات التي يشارك فيها للمرة الاولى وزراء خارجية البلدان الخمسة الدائمة العضوية في مجلس الامن، “ستستمر هذه الدوامة المشؤومة ويمكن ان تبلغ نقطة اللاعودة في القريب العاجل”، كما اضاف.
واوضح “آن الاوان لجميع الذين يمارسون تأثيرا على الاطراف ولجميع الذين يتحملون مسؤولية حيال السلام والامن الدوليين التصرف بايجابية من اجل السلام”.
وكان انان قال في وقت سابق ان اهداف مجموعة الاتصال من اجل سوريا هي “تحديد المراحل والتدابير لتأمين التطبيق الكامل لخطة النقاط الست وقراري مجلس الامن 2042 و2043 بما في ذلك الوقف الفوري للعنف بكل اشكاله”.
واشار انان إلى أن ما يحصل “نزاع بين السوريين وعلى السوريين ايجاد حل له. لكن سيكون من السذاجة الاعتقاد انهم يستطيعون وحدهم اليوم وقف العنف والبدء بعملية سياسية حقيقية”.
وتزداد اعمال العنف دموية مع ارقام تخطت في الاسابيع الاخيرة المئة قتيل يوميا. وبلغت حصيلة يوم الخميس 183 قتيلا، كما تفيد ارقام المرصد السوري لحقوق الانسان.
وفي اكثر من 15 شهرا من الاحتجاجات، اسفرت اعمال القمع، ومنذ بضعة اشهر، والمعارك بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر، عن اكثر من 15 الفا و800 قتيل، معظمهم من المدنيين، كما ذكر المرصد السوري.
روسيا لا تتوقع التوصل إلى اتفاق نهائي حول سورية في جنيف
جنيف- (د ب أ): بدت روسيا والولايات المتحدة منقسمتين حول اتفاق بشأن عملية انتقال سياسي في سورية، عشية اجتماع للقوى العالمية يستهدف حل الصراع الراهن في هذا البلد.
ونقلت وكالة أنباء (ايتار-تاس) الروسية عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله، عقب اجتماع مع نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون في بطرسبورغ دام ثلاث ساعات، إن هناك فرصة لتحقيق بعض التقدم في اجتماع القوى العالمية المرتقب في جنيف اليوم السبت.
غير أنه حذر من التوقعات بأن تتوصل الدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (روسيا والولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا) وجامعة الدول العربية إلي اتفاق نهائي، وفقا لوكالة أنباء “انترفاكس” الروسية.
ولم يصدر أي تعقيب من الولايات المتحدة بعد لقاء كلينتون مع لافروف.
وفي جنيف، قال دبلوماسيون إن الاجتماع كاد أن يلغى بسبب موقف روسيا المتعنت في محادثات تحضيرية بين السفراء هناك.
وقال دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى “خلال ساعات من المفاوضات، تمسكت روسيا بموقفها المتعنت بشأن الإبقاء على الرئيس السوري (بشار) الأسد”.
ورغم ذلك، أشار متحدث باسم المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية كوفي عنان في المساء إلى أنه تم تفادي الفشل التام.
فقد طالبت روسيا بإدخال تعديلات في اللحظة الأخيرة على خطة جديدة للانتقال السياسي في سورية، وهي خطة التي حصل عنان على تأييد لها من الولايات المتحدة في وقت سابق الأسبوع الماضي.
وتمثل سورية أهمية استراتيجية لروسيا التي تؤيد حكومة الأسد خلال 16 شهرا من القمع الدموي لاحتجاجات المعارضة.
وحذر لافروف من التوقعات بشأن عملية انتقال سياسي في سورية، قائلا إنها ستؤتي بـ”نتائج عكسية”.
وقال دبلوماسيون في جنيف إن موسكو لا تريد أي صياغات تبدو وكأنها دعوة إلى الأسد للتنحي عن منصبه. وشدد لافروف على أن يشارك السوريون في أي مفاوضات.
ورغم أن الخطة التي طرحها عنان لا تشير إلى الإطاحة بالأسد، ألا أنها تقول إن مجلس وزراء انتقاليا يضم أعضاء من الحكومة الحالية وأعضاء من المعارضة سوف يستبعد الأشخاص الذين سيؤدي استمرار وجودهم إلى تقويض عملية الانتقال والمصالحة.
ورغم الخلاف في اللحظة الأخيرة حول النص، قال أحمد فوزي المتحدث باسم عنان إنه “متفائل” من التوصل إلى اتفاق اليوم السبت.
ومن المتوقع أن يحضر اجتماع مجموعة العمل اليوم في جنيف الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ووزراء خارجية العراق والكويت وقطر، إلى جانب الممثلة العليا للشئون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون.
كان زعماء الاتحاد الأوروبي دعوا المجتمع الدولي يوم الجمعة إلى تصعيد الضغوط على سورية بفرض عقوبات أكثر قوة، وفقا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة بما من شانه أن يؤدي في نهاية المطاف إلى اتخاذ إجراء عسكري.
وقال قادة دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين في بيانات ختامية مشتركة عقب قمة عقدت في بروكسل “إن المجلس الأوروبي يدعو إلى القيام بعمل موحد من قبل مجلس الأمن الدولي لممارسة المزيد من الضغط القوي والفعال، ويتضمن ذلك تطبيق عقوبات شاملة وفقا للفصل السابع”.
ينص الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، والذي تؤيده أيضا دول أخرى، على فرض عقوبات غير عسكرية مثل تجميد العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية. ولكن إذا ثبت عدم كفاية هذه العقوبات ، فإن ذلك يمهد السبيل أمام إجراء عسكري.
وأدان القادة الأوروبيون أيضا العنف في سورية وحثوا جماعات المعارضة على توحيد صفوفها وطالبوا بمستقبل بدون الأسد ونظامه الدموي وبالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان.
الامم المتحدة تنشر تقريرا بشأن تجارة السلاح الايرانية مع سوريا
الامم المتحدة- (رويترز): نشرت لجنة بمجلس الأمن الدولي تقريرا بشأن انتهاكات العقوبات المفروضة على إيران من بينها شحنات اسلحة الى سوريا في انتهاك لحظر فرضته الامم المتحدة على تصدير ايران اسلحة.
وفرض مجلس الامن الدولي أربع جولات من العقوبات على ايران لرفضها وقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم الذي تشتبه الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وحلفاؤهما في انه يستخدم في اطار برنامج اسلحة. وترفض ايران هذا الاتهام وترفض وقف ما تصفه بانه برنامج سلمي للطاقة.
وقال دبلوماسيون لرويترز الجمعة إن التقرير نشر على موقع اللجنة على الانترنت يوم الخميس . وقال التقرير إن سوريا مازالت الوجهة الرئيسية لشحنات السلاح الايرانية.
وايران مثل روسيا من بين عدد قليل من حلفاء لسوريا مع مضيها قدما في هجوم بدأت قبل 16 شهرا على قوات المعارضة المصممة على اسقاط الرئيس بشار الاسد.
وقال دبلوماسيون غربيون انهم يشعرون بالسعادة لنشر هذا التقرير. وقالوا في باديء الامر انهم يخشون ان تمنعه روسيا مثلما فعلت في تقرير العام الماضي بشأن ايران والذي لم ينشر حتى الان بسبب اعتراضات روسيا.
وقال الدبلوماسيون إن من المحتمل ان يزيد نشر التقرير الضغط على ايران للامتثال لطلبات الامم المتحدة بشأن الحد من الانشطة النووية الحساسة في الوقت الذي تمضي فيه القوى الكبرى قدما في المفاوضات مع طهران بهدف اقناعها بان تحدي العقوبات الدولية سيكون مكلفا جدا.
وقال التقرير الجديد الذي قدمته لجنة من خبراء مراقبة العقوبات للجنة عقوبات ايران بمجلس الامن الدولي ان المجموعة تحرت عن ثلاث شحنات ضخمة غير قانونية من الاسلحة الايرانية خلال العام المنصرم.
وذكر ان”ايران واصلت تحدي المجتمع الدولي من خلال شحنات الاسلحة غير القانونية.. شملت اثنتان من هذه القضايا (سوريا) مثل غالبية القضايا التي فحصتها اللجنة خلال تفويضها السابق مما يؤكد ان سوريا مازالت الطرف الاساسي لنقل الاسلحة الايرانية غير القانونية”.
-وضمت الشحنة الثالثة صواريخ قالت بريطانيا العام الماضي انها اتجهت لمقاتلي طالبان في افغانستان.
وقالت اللجنة انه كان من بين انواع السلاح الذي حاولت ايران ارساله الى سوريا قبل ان تصادر السلطات التركية الشحنات بنادق ومدافع رشاشة ومتفجرات واجهزة تفجير وقذائف مورتر عيار 60 مليمترا و120 مليمترا وانواع اخرى.
أكوام من الجثث في شوارع دوما.. وحشود للقوات السورية قرب الحدود التركية
عنان يتهم ‘قوى خارجية’ بتشجيع العنف في سورية
روسيا لا تريد أي صياغات بمؤتمر جنيف تدعو لتنحي الاسد
نيويورك ـ جنيف ـ دمشق ـ بيروت ـ وكالات: اكد الناطق باسم المبعوث الدولي كوفي عنان الجمعة انعقاد مؤتمر جنيف السبت، وذلك على وقع استمرار اعمال العنف وخروج تظاهرات في العديد من المحافظات السورية غداة واحد من اكثر الايام دموية منذ بدء الاحتجاجات سقط فيه اكثر من 190 قتيلا.
فبعدما سادت شكوك الجمعة في امكان عقد اجتماع جنيف في ضوء خلافات بين روسيا والدول الغربية، صرح المتحدث باسم عنان لفرانس برس ان اجتماع مجموعة العمل حول سورية سيعقد السبت بعدما انهت اللجنة التحضيرية التي تضم كبار الموظفين اجتماعاتها الجمعة.
وقال احمد فوزي ‘لقد انتهت المشاورات التحضيرية. ستتواصل السبت على مستوى وزاري’.
وسط هذه الاجواء، اسف عنان الجمعة لقيام جهات خارجية بتشجيع النظام والمعارضة المسلحة في سورية على الاستمرار في نهج العنف، وجدد دعوته الى الوحدة لحل هذه الازمة.
وقال عنان في مقال نشرته صحيفة ‘واشنطن بوست’ الامريكية عشية اجتماع جنيف ان ‘العديد من القوى الخارجية ضالعة بشدة (…) ان الحذر المتبادل دفعها الى السعي لتقويض’ خطة الموفد الدولي لارساء السلام في سورية.
ومن دون ان يسمي دولا محددة، اتهم عنان هذه الدول ‘بتشجيع الحكومة (السورية) وقسم من المعارضة، عمدا او لا، اعتقادا ان القوة هي الخيار الوحيد’.
وقال دبلوماسيون الجمعة في جنيف إن روسيا تطالب بإدخال تعديلات في اللحظة الأخيرة لخطة جديدة من أجل تشكيل حكومة انتقالية سورية لانها لا تريد أي صياغات تبدو وكأنها دعوة لتنحي الرئيس بشار الأسد.
ورغم ان الخطة التي وضع مسودتها المبعوث الدولي كوفي عنان لا تشير إلى الاطاحة بالأسد، الا انها تقول إن مجلس وزراء انتقاليا يضم اعضاء من الحكومة الحالية وأعضاء من المعارضة سوف يستبعد الاشخاص الذين سوف يؤدي استمرار وجودهم إلى تقويض عملية الانتقال والمصالحة.
وكانت وزارة الخارجية الروسية اعلنت الجمعة انها تعتبر اجتماع جنيف ‘خطوة ايجابية’ على طريق التوصل الى ‘توافق دولي’.
وقالت الخارجية الروسية في بيان ‘ننظر الى اجتماع جنيف بوصفه خطوة ايجابية في السعي الى اسس للتوصل الى توافق دولي ممكن بهدف تسوية الوضع في سورية’، وذلك قبل اللقاء بين وزير الخارجية سيرغي لافروف ونظيرته الامريكية هيلاري كلينتون مساء الجمعة في سان بطرسبورغ.
وكان عدد من وزراء الخارجية، بينهم وزراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، هددوا بعدم المشاركة في اجتماع جنيف في حال لم تتوافر شروط نجاحه.
ورفضت المعارضة السورية الخميس المشاركة في اي حكومة في ظل بقاء الرئيس السوري بشار الاسد في السلطة.
ميدانيا، حصدت اعمال العنف الجمعة 39 قتيلا بينهم ما لا يقل عن 16 من القوات النظامية وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، وذلك غداة واحد من اكثر الايام دموية منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في سورية في منتصف اذار (مارس) 2011 اسفر عن مقتل 180 شخصا على الاقل.
وأظهر تسجيل فيديو بث على الانترنت سوريين في بلدة دوما وهم يكفنون قتلى خضبت الدماء جثثهم في ساعة مبكرة من صباح الجمعة بعد مقتل 190 شخصا في يوم من أكثر الايام دموية في الانتفاضة المندلعة في سورية منذ 16 شهرا.
وقال نشطون ان أكثر من 50 من بين الذين قتلوا الخميس سقطوا في دوما على بعد 15 كيلومترا من العاصمة دمشق.
وفي الفيديو الذي بث على يوتيوب ظهرت جثث مصفوفة، فيما قال نشطون انه شارع في دوما. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 41 شخصا قتلوا في البلدة بينما قدر نشطون عدد القتلى بما يصل الى 59 قتيلا او أكثر.
وقال الشخص الذي كان يصور المشهد ‘دوما صباح 29 يونيو 2012 . هذه مذبحة ارتكبت ضد سكان دوما. الله المنجي هنا اسرتان بالكامل (بين القتلى) الله في عوننا’.
وأمسك رجل بجثة طفلة ترتدي قميصا ورديا مخضبا بالدماء.
وقال ‘هذه مذبحة أخرى من مذابح الاسد وشرطته السرية’ في اشارة الى الرئيس السوري بشار الاسد
في موازاة ذلك، خرج آلاف السوريين في جمعة ‘واثقون بنصر الله’ الى الشارع رغم تصاعد اعمال العنف مطالبين باسقاط النظام، وووجهت بعض التظاهرات باطلاق نار واعتقالات.
وسارت التظاهرات من حلب شمالا وادلب (شمال غرب) والحسكة ذات الغالبية الكردية في الشمال الشرقي، الى حمص في وسط البلاد ودرعا جنوبا، وصولا الى احياء العاصمة دمشق، بحسب ناشطين.
وكان رئيس المجلس العسكري الاعلى في الجيش السوري الحر العميد الركن مصطفى الشيخ اكد الجمعة وجود حشود للقوات النظامية السورية على بعد حوالى 15 كيلومترا من الحدود التركية، مرجحا انها بمثابة ‘عرض قوة’ في مواجهة الاتراك بعد اسقاط مقاتلة تركية بنيران سورية قبل اسبوع، ما دفع تركيا الى تعزيز قواتها على الحدود.
وردا على سؤال لوكالة فرانس برس حول الحشود العسكرية السورية على الحدود التركية، اكتفى المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي بالقول ‘لا نوايا عدوانية لدى سورية’.
اعتراضات روسيا تلقي بظلالها على اجتماع ‘مجموعة العمل حول سورية’ في جنيف
لا تريد أي صياغات تبدو وكأنها دعوة لتنحي الأسد.. وتأسف لغياب ايران والسعودية
جنيف ـ ا ف ب: من المقرر ان يجمع وسيط الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان السبت في جنيف ‘مجموعة العمل حول سورية’ لمناقشة خطة لانتقال سياسي في هذا البلد، لكن اعتراضات روسيا قد تلقي ظلالا من الشك حول انعقاد الاجتماع حتى اللحظة الاخيرة.
وعبر عنان الجمعة عن تفاؤله بأن تثمر المحادثات الوزارية المقرر إجراؤها حول الأزمة السورية عن نتيجة مقبولة.
وذكر دبلوماسيون ان كبار المبعوثين الذين توافدوا على جنيف يعقدون اجتماعات خاصة في محاولة للخروج من المأزق الراهن بشأن الانتقال السياسي في سورية بعد ان اقترحت روسيا تعديلات على خطة عنان.
وقال عنان لتلفزيون رويترز في جنيف لدى وصوله للاشتراك في مناقشات تحضيرية ‘أعتقد أننا سنعقد اجتماعا جيدا السبت. أنا متفائل’.
وصرح بأن المحادثات التي يجريها وزراء خارجية قوى عالمية وإقليمية في مدينة جنيف السويسرية ستنتهي الى ‘نتيجة مقبولة’ دون ان يقدم اي تفاصيل.
والتئمت لجنة تحضيرية تضم موظفين كبارا من الدول المشاركة في الاجتماع الجمعة في جنيف لكن اللقاء بين وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا هيلاري كلينتون وسيرغي لافروف في المساء في مدينة سان بطرسبورغ يبدو حاسما.
وهدد وزراء خارجية عدة بينهم وزراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بعدم التوجه الى جنيف ان لم تتوفر اجواء تساعد على التوصل الى تبني هذه الخطة. وقال دبلوماسي في الامم المتحدة بنيويورك طالبا عدم كشف هويته الخميس ‘ثمة مخاطر جدية تهدد اجتماع جنيف’.
واضاف ‘من المهم جدا ان يفضي اجتماع جنيف الى نتيجة. كنا نعتقد (…) ان الاعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الامن اتفقوا مبدئيا على الخطة (الانتقالية) الا ان تصريحات الروس منذ 24 ساعة اثارت على ما يبدو شكوكا حيال ذلك’.
فقد اعترضت روسيا حليفة دمشق على خطة الانتقال السياسي التي اقترحها عنان وتنص على تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية قد يستبعد منها بعض المسؤولين في الحكومة السورية الحالية.
وقال دبلوماسيون الجمعة في جنيف إن روسيا تطالب بإدخال تعديلات في اللحظة الأخيرة لخطة جديدة من أجل تشكيل حكومة انتقالية سورية لانها لا تريد أي صياغات تبدو وكأنها دعوة لتنحي الرئيس بشار الأسد.
ورغم ان الخطة التي وضع مسودتها المبعوث الدولي كوفي عنان لا تشير إلى الاطاحة بالأسد، الا انها تقول إن مجلس وزراء انتقالي يضم اعضاء من الحكومة الحالية وأعضاء من المعارضة سوف يستبعد الاشخاص الذين سوف يؤدي استمرار وجودهم إلى تقويض عملية الانتقال والمصالحة.
غير ان فريق كوفي عنان الذي يواجه ضغوطا كبيرة يتحفظ بشكل بالغ لعدم الاساءة الى الاتصالات الجارية.
والهدف هو التوصل الى اعتماد خطة الست نقاط التي تبناها مجلس الامن الدولي في نيسان (ابريل) الماضي وبقيت حبرا على ورق، وخصوصا وقفا فعليا لاعمال العنف على ما اكد مصدر دبلوماسي في جنيف. كما يتوجب في الوقت نفسه بحسب هذا المصدر، التوصل الى اتفاق حول المراحل الكبرى لانتقال سياسي يفترض ان يقوم به السوريون.
لكن الخلافات تبدو كبيرة لان هناك مسائل مهمة لم تتم تسويتها كما اقر هذا الدبلوماسي الذي ذكر بانه لا يوجد حتى اليوم ‘اي شيء اخر على الطاولة’ سوى هذه الخطة لوضع حد لخمسة عشر شهرا من اعمال العنف التي اسفرت عن سقوط اكثر من 15 الف قتيل.
وتنص الوثيقة التي اقترحها كوفي عنان قبل اجتماع جنيف على ان الحكومة الانتقالية قد تضم اعضاء في الحكومة الحالية ومن المعارضة لكنها ستستبعد الذين يمكن ان تزعزع مشاركتهم ‘مصداقية المرحلة الانتقالية وتهدد الاستقرار والمصالحة’.
وكان بعض الدبلوماسيين اشاروا في البداية الى ان هذه النقطة يمكن ان تنطوي على تنحي الرئيس بشار الاسد عن الحكم وان روسيا لن تعارض ذلك. لكن سيرغي لافروف اكد الخميس ان موسكو لن توافق على اي ‘حل يفرض من الخارج’ وانه ‘لا يوجد اي مشروع تمت الموافقة عليه’ لمؤتمر جنيف.
وقال دبلوماسي غربي ‘بالنسبة لنا فان وثيقة عنان يجب ان تكون نقطة وصول لمحادثات جنيف ويجب ان لا تخضع لتغيير جوهري في حين يعتبرها الروس كنقطة انطلاق’.
ورأى مصدر في جنيف ان وقف اعمال العنف من شأنه ان يخلق دينامية، على الارض وفي العملية السياسية في آن، معتبرا ان وزن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وكذلك الجامعة العربية -شرط ان يكونا متفقين – سيكون حاسما لتغيير مواقف الاطراف المعنيين غير المدعوين ‘في هذه المرحلة’ الى جنيف. الى ذلك قالت روسيا الجمعة إنها تأسف لعدم توجيه الدعوة لايران والسعودية والاردن ولبنان لحضور اجتماع للدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي وقوى اقليمية بشأن سورية يعقد في جنيف في أعقاب اعتراضات من الولايات المتحدة.
وفي الوقت الحاضر يواصل الرئيس السوري بشار الاسد اتهام الغربيين بدعم المعارضة المسلحة عسكريا بشكل ‘خفي’ في سورية، وذلك في مقابلة بثها التلفزيون الايراني الخميس، مجددا التأكيد في الوقت نفسه على دعمه لخطة انان.
واعلن المجلس الوطني السوري المعارض الخميس رفضه المشاركة في اي حكومة قبل رحيل الرئيس الاسد.
وقال المتحدث باسم المجلس الوطني جورج صبرا لوكالة فرانس برس ان موقف المعارضة ‘الثابت والمعلن’ يتمثل في عدم المشاركة في اي حكومة في ظل بقاء بشار الاسد في السلطة.
بوادر توافق روسي امريكي حول سورية وحديث عن صفقة مرضية للطرفين بدون الاسد
الجيش الحر يرحب بالتحركات العسكرية التركية.. ومماحكات المعارضة بدأت قبل مؤتمر القاهرة
لندن ـ ‘القدس العربي’: اخبار غير سارة للمعارضة السورية المسلحة في معركتها لاخراج الرئيس الحالي، بشار الاسد من السلطة، لان الغرب قد يوافق على بقاء الاسد مدة تصل الى عامين في الحكم، والسبب الذي يقف وراء الدعم التكتيكي للغرب لهذا السيناريو نابع حسب مصدر عسكري من رغبة الدول الغربية بتأمين خطوط نقل النفط من الخليج، خاصة من السعودية وقطر وايران، عبر سورية ومنها الى اوروبا.
فقد نقلت صحيفة ‘اندبندنت’ في تقرير خاص لها عن مصدر عسكري له علاقة بالنقاش حول نقل السلطة من الحكم الشمولي تحت نظام البعث الى حكم ديمقراطي. ويفهم من المصدر ان روسيا وامريكا وعددا من الدول الاوروبية تعمل على خطة تتضمن بقاء الاسد في السلطة لمدة عامين اضافيين، لارضاء كل من السعودية وايران في كل من لبنان والعراق، اما روسيا الحليف الاقوى لسورية فستحصل موافقتها على الخطة على ضمانات بحماية مصالحها العسكرية في طرطوس وتأكيدات من استمرار تأثيرها في سورية ايا كانت الحكومة التي ستظهر بعد رحيل الاسد، وستلقى هذه الضمانات دعما ايرانيا وسعوديا. وتشير الصحيفة ان الموافقة الروسية على خطة استبعاد الاسد من اي ترتيب سياسي يتعلق بمستقبل سورية هي جزء من خطة يقبل فيها الغرب بقاء الاسد في السلطة لمنع استمرار الحرب الاهلية التي ستترك اثارا كارثية على المنطقة.
معسكرات تدريب
وتضيف الصحيفة ان التقارير من داخل سورية تقترح ان الجيش السوري النظامي اصبح يتلقى ضربات موجعة من المعارضة المسلحة التي تضم اسلاميين ووطنيين فقد قتل واغتيل اكثر من 6 الاف من قوات الجيش النظامي منذ اندلاع الانتفاضة قبل سبعة اشهر. فيما تتحدث تقارير لم يتم التأكد منها بعد عن تلقي اكثر من الف مقاتل سوري تدريبات على يد مدربين ‘مرتزقة’ في قاعدة عسكرية في الاردن تستخدمها الدول الغربية لاغراض مكافحة الارهاب.
ويقول التقرير الذي اعده كل من روبرت فيسك وروبرت كروميل ان المفاوضات بين القوتين روسيا وامريكا والتي تتم خلف الستار تعني اعتراف القوتين بتأثير كل من ايران وحزب الله على العراق وتعطي السعودية وقطر الضمانات لحماية حقوق السنة في العراق ولبنان.
ويشير التقرير الى ان ظهور العراق كمركز للتأثير الايراني قد اثار قلق السعودية التي ادى دعمها للسنة الى انقسام كما تقول الصحيفة. وبعيدا عن مجال التأثير فان الهم الرئيسي الذي يدفع المفاوضات هو حرص الغرب على تأمين خطوط النفط والغاز الطبيعي عبر سورية من دول الخليج بدون الاعتماد على نفط وغاز روسيا، ونقلت الصحيفة عن المصدر قوله ان الغرب لا يريد الاعتماد على روسيا يعطي الاخيرة القوة كي تتحكم بالعرض والطلب من خلال اغلاق حنفية الامدادات. وقال المصدر ان هناك خط النفط الاول من السعودية وقطر يمر عبر سورية والاردن وعبر البحر المتوسط الى اوروبا، اما الثاني من ايران يمر عبر الجنوب العراقي وسورية ومنها الى اوروبا، ولهذا السبب فان الغرب مستعد لابقاء الاسد في السلطة لعامين ان تطلب الامر. وكما قال المصدر فان الغرب ‘سيكون راضيا عن هذا الحل وسيكون لروسيا مكان في سورية. ويقول التقرير ان الاسد يفقد السيطرة. ونقلت عن مسؤول مقرب من الرئيس قوله ان الاسد طلب من المسؤولين المقربين له ارسال رسائل هاتفية ‘اس ام اس’ له بدلا من الحديث معه وكان هذا في ذروة القتال في حمص حيث كانت تحترق.
وقال المقرب هذا ان الاسد لم يعد قادرا على التأثير على ما يحدث الآن في سورية، ليس لانه لا يريد ان يكون مؤثرا لكن لان ما يحدث في البلاد اكبر من قدرة رجل على مواجهته. ويقول مسؤول عسكري عربي ان ما يأمل الاسد الآن بحصوله هو حل على الطريقة الجزائرية، حيث يشبه ما حدث في الجزائر بما يحدث الآن في سورية. ويضيف التقرير ان النظام الجزائري الذي مارس بشائع ظل يتلقى الدعم العسكري والسياسي وكل هذا من اجل تأمين نفط وغاز الجزائر اللذين كانا اهم من حماية وانقاذ المدنيين.
الدور الروسي
وجاء الكشف عن السيناريو الجديد في وقت بدا فيه ان هناك توافقا امريكيا ـ روسيا يلوح في الافق، ولكنه يعتمد على لقاء سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي ونظيرته الامريكية هيلاري كلينتون اليوم في المؤتمر الذي دعا اليه كوفي عنان مبعوث الجامعة العربية والامم المتحدة لسورية، ويبدو كما يرى محللون ان هناك صفقة روسية ـ امريكية يجري التفاوض عليها الآن خاصة ان هناك حديثا عن توافق في وجهات النظر بين الطرفين على ضرورة وقف الحرب الاهلية في سورية والتي لم تعد نزاعا محليا بل وتؤثر على النظام العالمي. ويعتقد سايمون تسيدال في ‘الغارديان’ ان التحركات الدبلوماسية ولقاء كلينتون ولافروف قد يكون المسمار الاخير في نعش الاسد، مشيرا الى ان ما سينتج عن الاجتماع قد يؤدي الى زحزحة الاسد عن السلطة من خلال انشاء حكومة وطنية موسعة لا يكون الاسد فيها. ويشير الى ان الرئيس الامريكي باراك اوباما طرح الفكرة الشهر الماضي وفي الوقت نفسه اكد على ضمان مصالح روسيا. ويقول ان الاتفاق الروسي – الامريكي مهم جدا لحل الازمة السورية، وضروري لحماية مصالح البلدين في المنطقة فروسيا تعتبر الحامي الاول للنظام السوري والمورد الرئيسي للسلاح له والتي تلوح دائما باستخدام الفيتو في مجلس الامن ومن هنا فان احدا لا يوازن قوة الروس في سورية، اما امريكا فهي القوة العظمى في العالم ولها مصالح عسكرية واقتصادية في المنطقة، وترى في استقرار سورية حماية لامن اسرائيل.
ويقول الكاتب ان اوباما يحتاج الى صفقة مع الروس لتأمين موقعه الانتخابي خاصة ان تعامله مع الربيع العربي لم يكن مثيرا للاعجاب فنقاده من الجمهوريين يتهمونه بانه كان وراء خسارة مصر للاخوان المسلمين. وعليه فان اية صفقة لنقل السلطة ستوقف الهجمات التي يشنها عليه الجمهوريون الداعون للتدخل العسكري، كما انها ستؤدي الى حماية استقرار العراق، وستمنع القادة الاتراك الخائفين وحلفاء امريكا من الانزلاق لحرب اقليمية. كما ان تحقيق استقرار سورية تحت نظام اقل ولاء لايران قد يساعد على اقناع الاسرائيليين بالتوقف عن اصدار تهديداتهم لضربها. وبالنسبة لروسيا فستعطيها الصفقة فرصة لاملاء شروط الحل وحماية مصالحها في سورية والاحتفاظ بقاعدتها العسكرية. وتعرف روسيا انه في حالة ما فقد الاسد السيطرة فستتعرض مصالحها للخطر. ويعتقد ان لقاء لافروف ـ كلينتون ايا كانت نتائجه فهذا يعني نهاية الاسد.
الحشود التركية
ويعتبر الاسبوع الذي مر من اسوأ الاسابيع بالنسبة للاسد، فالمعارضة المسلحة كثفت من عملياتها، وتوترت الازمة مع تركيا بعد حادث اسقاط الطائرة التركية الاسبوع الماضي ومن هنا فان قرار تركيا ارسال قواتها للحدود مع سورية يعتبر تصعيدا للازمة على الرغم من تأكيد طيب رجب اردوغان، رئيس الوزراء التركي ان بلاده لا نية لها القيام بعمل عسكري ردا على الحادث، وعلى الرغم من تأكيد الناتو الذي قدم الدعم المعنوي لتركيا ان لا خطط لديه للتدخل العسكري الا ان الحشود التركية حسب مسؤول في الناتو قال ان ما هي الا اجراءات وقرارات اتخذها الاتراك بأنفسهم وقال المسؤول لصحيفة ‘واشنطن بوست’ ان تركيا لم تطلب اثناء اجتماع الاثنين في بروكسل اية مساعدة من الناتو وكل ما طلبوه ان يكون الناتو معهم ان قرروا حماية اراضيهم، واضاف لدينا خطط لحماية تركيا ـ وهي موجودة منذ زمن’.
الجيش الحر يرحب
وتعتبر التحركات العسكرية التركية مثارا لبهجة المقاتلين السوريين. وقالت صحيفة ‘ديلي تلغراف’ ان الناشطين السوريين والعسكريين في الجيش الحر، عبروا عن فرحتهم من الحشود التركية، واعتبروها اشارة الى التدخل العسكري. ونقلت الصحيفة عن منذر يازجي الذي يترأس فريقا يرسل المواد الطبية الى الداخل قوله ‘طالما طالبنا الاتراك بالقيام بهذه الخطوة’، وقال ان الجنود السوريين لن يكون بامكانهم من الآن الاقتراب من الحدود التركية فتواجد الجيش التركي حماية للمقاتلين. ويرى مسؤولون في الجيش الحر ان الجيش التركي يقوم بالتحضيرات لانشاء منطقة عازلة على الحدود مع الشمال حيث سيتم منع الطيران السوري من الاقتراب منها.
ونقل عن منسق في الجيش الحر قوله انه حصل على معلومات موثوقة من الجيش التركي ‘قيل لنا انه سيتم اطلاق النار على الجيش السوري لو اقترب خمسة كيلو مترات من الحدود التركية’، ومع ان مناطق واسعة في الشمال اصبحت بيد المقاتلين، لكن قدرتهم على الاستمرار للسيطرة عليها ضعيفة بسبب قدرات الجيش السوري المتفوقة، ومع وصول شحنات الاسلحة عبر الدعم السعودي والقطري فسيكون بامكان المقاتلين الحصول على السلاح الثقيل. ويقول المقاتلون انه صار بامكانهم الاشتباك مع الجيش السوري في معارك كبيرة خاصة في منطقة دير الزور.
أكوام من الجثث في الشوارع مع تواصل اراقة الدماء في سوريا
بيروت – من اريكا سولومون: أظهر تسجيل فيديو بث على الانترنت سوريين في بلدة دوما وهم يكفنون قتلى خضبت الدماء جثثهم في ساعة مبكرة من صباح الجمعة بعد مقتل 190 شخصا في يوم من أكثر الايام دموية في الانتفاضة المندلعة في سورية منذ 16 شهرا.
وقال نشطون ان أكثر من 50 من بين الذين قتلوا الخميس سقطوا في دوما على بعد 15 كيلومترا من العاصمة دمشق.
وفي الفيديو الذي بث على يوتيوب ظهرت جثث مصفوفة فيما قال نشطون انه شارع في دوما. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 41 شخصا قتلوا في البلدة بينما قدر نشطون عدد القتلى بما يصل الى 59 قتيلا او أكثر.
وقال الشخص الذي كان يصور المشهد ‘دوما صباح 29 يونيو 2012 . هذه مذبحة ارتكبت ضد سكان دوما. الله المنجي هنا اسرتان بالكامل (بين القتلى) الله في عوننا’.
وأمسك رجل بجثة طفلة ترتدي قميصا ورديا مخضبا بالدماء.
وقال ‘هذه مذبحة أخرى من مذابح الاسد وشرطته السرية’ في اشارة الى الرئيس السوري بشار الاسد.
واستطرد ‘هذه مذبحة اخرى من مذابح المجتمع الدولي او كل الدول الكبرى التي تآمرت على شعبنا’.
ودوما محاصرة منذ اسبوعين وتطوقها قوات الامن التابعة للاسد.
ويقول نشطون ان الصواريخ تتساقط على البلدة منذ ايام وسط قتال عنيف بين قوات الحكومة وقوات المعارضة. وظهر في الفيديو منازل انهارت اسطحها والاتربة تتصاعد من مبان متهدمة.
وقال النشط محمد دوماني لرويترز من خلال سكايب ان 22 شخصا من أسرة واحدة قتلوا.
وقال بيان لنشطين بث على الانترنت ان عشرات الضحايا في انتظار دفنهم مع تعرض المدن للنيران وان كثيرا من المصابين في حالة حرجة.
وازدادت حدة دموية الانتفاضة السورية في الاسابيع القليلة الماضية.
وتمكن مقاتلون من المعارضة حصلوا فيما يبدو على اسلحة ثقيلة يمكن استخدامها ضد الدبابات من ايقاع خسائر كبيرة بين قوات الاسد.
كما صعدت القوات السورية هجومها واستخدمت طائرات الهليكوبتر الحربية لمهاجمة مقاتلي المعارضة وفرض حصار على البلدات التي تؤيد المعارضة.
ويتهم نشطو المعارضة المجتمع الدولي بالوقوف مكتوف الايدي. (رويترز)
انفجارات متفرقة واشتباكات متواصلة في مناطق سورية عدة السبت
أ. ف. ب.
بيروت: اقتحمت القوات النظامية السورية مدينة دوما في ريف دمشق صباح السبت، وتواصلت الاشتباكات والعمليات العسكرية في مختلف مناطق البلاد، بحسب ما افاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الانسان.
ففي ريف دمشق الذي يشهد تصاعدا في الاشتباكات، افاد ناشطون في مدينة دوما التي تبعد حوالى عشرة كيلومترات عن وسط العاصمة ان المقاتلين المعارضين انسحبوا منها صباح اليوم وان القوات النظامية دخلتها بعد حملة عسكرية هي الاعنف بدأت في الحادي والعشرين من الشهر الجاري واسفرت عن مقتل العشرات وجرح المئات، وتزامنت مع تصاعد الاحتجاجات في الريف الدمشقي وصولا الى داخل العاصمة.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة فرانس برس ان القوات النظامية “تعيث فسادا في المدينة حيث تقتحم البيوت وتحطم محتوياتها”، مضيفا “جرى توثيق اعدام مقاتلين اثنين ميدانيا على يد قوات النظام وهناك تقارير عن حالات اخرى لكننا لم نوثقها بعد”.
وقتل مدنيان احدهما في دوما والآخر في بلدة مديرا، وفقا للمرصد.
وهز انفجار شديد حي القابون الدمشقي لم تعرف ملابساته، بحسب المرصد وناشطين في العاصمة، ولم يسجل سقوط ضحايا حتى اللحظة.
وفي مدينة حلب شمال البلاد، افاد المرصد بوقوع انفجار في حي الجميلية قرب مديرية حلب، حيث لم يفد ايضا عن سقوط قتلى.
وواصلت القوات النظامية قصفها للريف الشمالي لحلب، وافادت الهيئة العامة بتعرض بلدة ماير لقصف عنيف متواصل وسط انقطاع الاتصالات والانترنت والكهرباء عن الريف الشمالي بالكامل.
واشار المرصد الى مقتل شخص في ماير وآخر في الاتارب نتيجة القصف.
وفي حمص (وسط)، تجدد القصف على حي الخالدية من مدافع القوات النظامية التي تحاول استعادة السيطرة على الحي بحسب المرصد.
واشارت لجان التنسيق المحلية الى استئناف القصف المدفعي اليوم على مدينة الرستن كبرى المدن الخارجة عن سيطرة النظام في محافظة حمص.
وفي دير الزور (شرق) انفجر انبوب نفط يمر بجوار مدينة القورية الخارجة عن سيطرة القوات النظامية، وتصاعدت سحب الدخان في المنطقة.
واشار المرصد الى استمرار الاشتباكات في مدينة دير الزور الخارجة هي الاخرى عن سيطرة السلطات السورية، حيث قتل عسكري منشق وطبيب وسيدة جراء المعارك وقصف القوات النظامية التي تحاول استعادة المدينة.
وقالت لجان التنسيق المحلية ان حشودا عسكرية معززة بمدرعات انتشرت في محيط المدينة.
وفي درعا (جنوب)، واصلت القوات النظامية السبت حملاتها الامنية، وافادت الهيئة العامة للثورة السورية بتنفيذ حملة دهم واعتقالات وانتشار امني كثيف مدعوم بالمدرعات في درعا المحطة.
وقتل مقاتل معارض في انفجار لغم في كفر شمس، وفقا للمرصد.
وتدور اشتباكات عنيفة عند مداخل بلدة ابطع بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية السورية التي تستخدم الطائرات الحوامة بالعمليات، بحسب المرصد السوري الذي اشار الى تعرض بلدة خربة غزالة لاطلاق نار من رشاشات الحوامات.
وفي ادلب (شمال غرب) حيث يعزز المقاتلون المعارضون سيطرتهم على مناطقها، قتل رجل ونجله جراء القصف على قرية حيش، بحسب المرصد.
وامس الجمعة، سقط في سوريا 75 قتيلا في اعمال عنف متفرقة في البلاد.
وقتل منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا في منتصف اذار/مارس 2011 اكثر من 16 الف شخص، بحسب ارقام المرصد.
الضغط والدبلوماسية الذكية أقصر الطرق لإسقاط النظام السوري
عبدالاله مجيد
مع استمرار العنف في سوريا وانقسام المجتمع الدولي حول السبل الممكنة لإيقاف إراقة الدماء في هذا البلد الثائر، يرى فريد زكريا، محرر مجلة تايم، أن الجمع ما بين الضغط والدبلوماسية الذكية يسهم بشكل كبير في إسقاط نظام الأسد.
كتب محرر مجلة تايم المتجول والصحفي المعروف فريد زكريا مقالا تحليليا في عشية اجتماع جنيف لبحث الأزمة السورية يتساءل فيه عما يمكن عمله لانهاء سفك الدماء إزاء العقبات التي تعترض التدخل الخارجي، مشيرًا في الوقت نفسه الى جملة عوامل يمكن ان تتضافر لتنحية الرئيس السوري بشارة الأسد عن الحكم. وجاء في المقال:
ما العمل بشأن سوريا؟ يبدو التدخل العسكري الغربي محفوفا بالمصاعب ولكن الوضع على الأرض كابوس انساني ويتمخض عن مزيد من انعدام الاستقرار مع كل اسبوع يمر. واقنعتني زيارة أخيرة الى تركيا وروسيا بأنه قد يكون هناك طريق الى الأمام. فالضغوط المسلَّطة على نظام بشار الأسد ضغوط حقيقية ومتزايدة ، وهو يستنزف ما لديه من موارد مالية ، ويواجه الآن ضغطا عسكريا حقيقيا من تركيا.
ويمكن تشديد هذه الضغوط وربطها بدبلوماسية ذكية، بما قد يؤدي الى تنحية الأسد عن الحكم. ولكن هذا سيعني محاولة العمل مع الحكومة الروسية وليس مهاجمتها.
سوري يحاول ضرب صورة لبشار الأسد معلقة على حبل مشنقة
إذ تحمل الولايات المتحدة على روسيا لحمايتها الأسد واحتضانها حليفا على حساب ارواح بشرية ، وتسليحها الجيش السوري. وبعض ذلك صحيح وبعضه الآخر باطل ، والكثير منه مبالغة. ولكن ذلك كله لا يساعد إذا كان الهدف تنحية الأسد. وما لم تعتزم الولايات المتحدة ان تطلب مساعدة ايران فان روسيا هي البلد الوحيد الذي له تأثير على النظام السوري.
واول ما ينبغي ادراكه ان علاقات روسيا بسوريا علاقات محدودة. فالمسؤولون الاميركيون وكثير من الاعلام الغربي ما فتئوا يكررون الاسطوانة القائلة ان نظام الأسد حليف لا غنى عنه لموسكو. وهذه مبالغة كبيرة. فان سوريا كانت من الدول المحسوبة على الاتحاد السوفيتي ولكن هذه العلاقة انهارت مع انهياره مثلها مثلها العديد من الدول التي كانت تدور في فلكه. والعلاقات الاقتصادية علاقات ضعيفة.
فان روسيا تأتي تاسعة بين شركاء سوريا التجاريين، لا تزيد حصتها على 3 في المئة من تجارة سوريا. واكبر شركاء سوريا التجاريين هم الاتحاد الاوروبي والعراق والصين والعربية السعودية (التي يزيد حجم تجارتها مع سوريا ثلاث مرات على تجارة روسيا معها). ولا يبدو أن الأواصر السياسية بين دمشق وموسكو متينة هي الأخرى. فان زيارة الأسد الاولى الى موسكو جرت بعد خمس سنوات على توليه الرئاسة ـ وهو ليس سلوك حليف حيوي قطعا. وكانت زيارته الأولى خارج الشرق الأوسط الى باريس التي تردد عليها مرات أكثر. وفي العام التالي زار لندن. وامضى اجازة مع رئيس الوزراء التركي على البحر الأسود.
وكثيرا ما توصف القاعدة البحرية الروسية في طرطوس في سوريا بأنها ذات اهمية استراتيجية بالغة. ولكن الروس لا يعلقون اهمية كبيرة عليها، لا في أقوالهم ولا في افعالهم أو اموالهم. ونادرا ما يُستخدم الميناء بل تُرك يتداعى. وحين قامت حاملة الطائرات الروسية الوحيدة العاملة بزيارة هذا العام ضمن أسطول من السفن، لم يكن هناك رصيف يتسع لها. ولا ترابط سفن روسية في الميناء.
وروسيا هي المصدِّر الرئيسي للسلاح الى سوريا وتبيع النظام كمية كبيرة من المعدات العسكرية سنويا. وقال لي مسؤولون روس ان الصادرات تبلغ نحو 150 مليون دولار سنويا. وتشير تقديرات عديدة أخرى الى ان الرقم اعلى بكثير. ولكن شحنات الأسلحة الروسية الى سوريا العام الماضي كانت عُشر شحناتها الى الهند وربع ما شحن الى فيتنام وأقل من ثلث شحناتها الى الصين واقل من خمسي صفقات السلاح الروسي مع الجزائر. وما تصدِّره روسيا من اسلحة الى مصر أكثر مما تصدره الى سوريا.
ولكن علاقات روسيا مع الجيش السوري علاقات حقيقية يمكن ان تكون ذات فائدة كبيرة للغرب. إذ يمكن ان تتصل روسيا بقادة عسكريين سوريين لإفهامهم بأنهم يستطيعون الحفاظ على الجيش بشكل ما إذا ساعدوا في اسقاط النظام والتحرك نحو اطار ديمقراطي. وهذا من حيث الأساس ما فعله الجيش المصري. وفي حين ان الثورة في مصر لم تتحقق على النحو الأمثل فانها كانت بكل تأكيد أفضل من اشتعال حرب اهلية مديدة ودموية في ذلك البلد.
وتخوض ادارة اوباما حملة لا جدوى لها من ذم الروس ، ربما كطريقة لالقاء اللوم على أحد ما عن الحقيقة الماثلة في شحة الخيارات الصالحة بشأن سوريا. وفي 12 حزيران/يونيو اتهمت وزيرة الخارجية هيلاري كلنتون علنا الحكومة الروسية بارسال مروحيات هجومية الى سوريا من شأنها “تصعيد النزاع بصورة دراماتيكية”. واتضح ان الروس كانوا يعيدون ثلاث مروحيات ابتاعتها سوريا منذ نحو 20 عاما وجرى تحديثها في روسيا. فماذا يُكسب من هذه التهجمات؟
قد تكون روسيا عنيدة ولدى مسوؤليها شك مرضي بالتدخلات الغربية التي اطاحت انظمة مكروهة ، ناظرين الى بنما وكوسوفو وافغانستان والعراق وليبيا على انها حالات تندرج في نمط واحد. ولكنهم قلقون ايضا مما سيأتي بعد الأسد في بلد تشكل الأقليات 40 في المئة من سكانه ، لا سيما إذا عملت حرب طائفية مديدة على تفعيل جماعات جهادية. وتعين على روسيا ان تكافح وهي ما زالت تكافح مثل هذه الجماعات في اقاليمها الجنوبية ومناطقها الحدودية.
وإذا أمكن اقناع الروس بأن أسرة الأسد آيلة الى السقوط وان افضل طريقة لمنع التطرف هي الضغط باتجاه الانتقال الآن فانهم قد يكونون مستعدين للمساعدة في هذا الانتقال. ومن الاحتمالات الضعيفة لكنها ليست متعذرة ان تتحول موسكو من كونها جزء من المشكلة الى جزء من الحل. ومن المؤكد ان ذلك يستحق المحاولة قبل ان نمضي نحو حرب أوسع واعمق.
المظاهرات تعم سوريا مجددا.. وتجاذبات دولية عشية «جنيف»
واشنطن: هبة القدسي باريس: ميشال أبو نجم موسكو: سامي عمارة بروكسل: عبد الله مصطفى
خرج آلاف السوريين في جمعة «واثقون بنصر الله» إلى الشارع، رغم تصاعد أعمال العنف في مناطق مختلفة من البلاد، مطالبين بإسقاط النظام، وووجهت بعض المظاهرات بإطلاق نار واعتقالات.
وبينما سارت المظاهرات من حلب شمالا وإدلب، إلى حمص في وسط البلاد ودرعا، وصولا إلى أحياء العاصمة دمشق، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن «المظاهرات عمت أحياء دمشق على الرغم من الحصار الأمني الكبير للأحياء الثائرة». وفيما أعلن الجيش الحر أسر اثنين من كبار ضباط الأمن، أحدهما سبق له أن ظهر خلال مجزرة سجن صيدنايا التي ارتكبها النظام السوري ضد مساجين عام 2008, بث ناشطون أمس مقاطع فيديو لما وصفوه بـ«المجزرة»، تظهر فيه صور عشرات الجثث بينهم أطفال ونساء قتلوا في دوما. كما تعرضت مدينة حمص وريفها للقصف العنيف، وسط أشرس هجمة عسكرية منذ انطلاق الثورة مع حصار خانق على أحياء المدينة. وقالت لجان التنسيق المحلية إن «الحملة الدموية التي يشنها جيش النظام على دير الزور استمرت لليوم الثامن على التوالي».
وبينما تتعلق أنظار العالم بما سيسفر عنه اجتماع جنيف اليوم، طغت تجاذبات دولية حول خطة كوفي أنان المبعوث الدولي – العربي، عشية انعقاد اجتماع جنيف لمجموعة العمل، بعد التصريحات الروسية المتناقضة وما عد تراجعا من موسكو عن القبول بخطة أنان للوصول إلى حل سياسي.
إلا أن المبعوث الدولي أعرب عن تفاؤله بأن تسفر الاجتماعات عن نتيجة مقبولة. وقال أنان أمس لدى وصوله إلى جنيف للاشتراك في المناقشات التحضيرية «نأمل أن تكون الاجتماعات نقطة تحول في الأزمة السورية»، وردا على سؤال من «الشرق الأوسط»، قال أسامة نقلي رئيس الدائرة الإعلامية بوزارة الخارجية السعودية، إن بلاده غير متفائلة بنتائج الاجتماع في ظل التصريحات غير الإيجابية للمسؤولين السوريين. وأضاف «عموما السعودية عضو في الجامعة العربية، والجامعة ممثلة في الاجتماع بأمينها العام ورئيس المجلس الوزاري وأيضا رئيس اللجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية», بينما طلب قادة الاتحاد الأوروبي من مجلس الأمن الدولي تبني خطوات مشددة وعقوبات تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة ضد النظام السوري.
أنان يبدي تفاؤله بقدرة اجتماع جنيف على الخروج بنتائج مقبولة
بان كي مون: لا بد قبل أي شيء أن نناقش تحقيق وقف كامل للعنف
واشنطن: هبة القدسي
تتعلق أنظار العالم بما سيسفر عنه اجتماع جنيف اليوم، وقدرة المشاركين في الاجتماع على التوحد حول وضع خطة لحل الأزمة السورية وتحقيق توافق في الآراء حول مسألة الانتقال السياسي قبل أن تنزلق البلاد إلى حرب أهلية تهدد استقرار المنطقة.
ويشارك في الاجتماع وزراء خارجية الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن والتي تضم الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين، إضافة إلى تركيا والعراق وقطر والكويت والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون. وشهدت مدينة بطرسبورغ الروسية اجتماعات بين وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف للتفاهم حول المرحلة الانتقالية في سوريا.
وعبر المبعوث الدولي كوفي أنان عن تفاؤله أن تثمر الاجتماعات عن نتيجة مقبولة، وقال أمس لدى وصوله إلى جنيف للاشتراك في المناقشات التحضيرية «أعتقد أننا سنعقد اجتماعا جيدا، وأنا متفائل أن القوى العالمية والإقليمية ستصل إلى نتيجة مقبولة». بينما أشار أحمد فوزي المتحدث باسم المبعوث الدولي كوفي أنان، إلى أن الاجتماعات التحضيرية تتم وفق الجدول المحدد لها والمحادثات تسير في مسارها بشكل جيد.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه يأمل أن يمثل الاجتماع في جنيف «نقطة تحول» في الجهود الدبلوماسية لإنهاء الاضطرابات، مشيرا إلى أنه لا يريد استباق نتائج الاجتماع ولا إصدار أحكام مسبقة عليه. وقال مون للصحافيين عقب الجمعية العامة بشأن نتائج مؤتمر ريو للتنمية المستدامة الخميس «لا بد قبل أي شيء أن نناقش كيف يمكننا تحقيق وقف كامل للعنف، وهو البند الأول من خطة كوفي أنان، ويحدوني الأمل أن ننتهز قوة الدفع في هذه اللحظة لدفع الأمور إلى الأمام وتنفيذ جميع النقاط الست الواردة بخطة المبعوث المشترك».
وأضاف أن المبعوث الدولي أنان «يضطلع بمهمة شديدة التعقيد لكن يحدوني الأمل أن يصبح اجتماع جنيف بمثابة نقطة تحول في الأزمة السورية».وأكد عدد من مسؤولي الأمم المتحدة أن كل المشاركين في الاجتماع وافقوا على الخطوط العريضة التي اقترحها أنان لتشكيل حكومة وحدة وطنية وقدمها في مسودة من ثلاث ورقات تحمل عنوان «خطوط عامة ومبادئ لتحقيق انتقال يقوده السوريون».
وتسمح الخطة لبعض أعضاء النظام الحالي بالبقاء في أماكنهم والمشاركة في تشكيل الحكومة الجديدة التي تضم رموزا من المعارضة، حيث تنص على «تأسيس حكومة وطنية انتقالية تمهد للمرحلة الانتقالية وتعمل بصلاحيات تنفيذية كاملة وتضم عناصر من الحكومة الحالية والمعارضة». وتستبعد الخطة مشاركة من لهم تأثير مدمر لعملية الانتقال السياسي ويلحق وجودهم ضررا بمصداقية العملية الانتقالية ويهدد الاستقرار (من دون أن تسميهم).
وأكدت مقترحات أنان على ضرورة مشاركة جميع الطوائف والتيارات السياسية في سوريا، في عملية الحوار الوطني والتعاون مع حكومة الوحدة الوطنية لتأمين وقف دائم للعنف، والاستجابة لتطلعات الشعب السوري في بناء دولة تعددية ديمقراطية تسمح بالتنافس السياسي وتتقيد بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان واستقلال القضاء وتؤمن فرصا متساوية للمواطنين من دون تمييز. وتطالب مقترحات أنان بالتوصل إلى حل للنزاع وإنهاء إراقة الدماء من خلال حوار سلمي مع احترام سيادة واستقلال ووحدة سوريا وأراضيها، ووضع إطار زمني لأي تسوية ذات خطوات محددة للعملية الانتقالية، كما يؤكد على استعداد المجتمع الدولي لدعم تطبيق الاتفاق الذي يتوصل إليه السوريون. وقال دبلوماسيون إن روسيا اقترحت يوم الخميس إجراء تعديلات على خطة أنان لتشكيل حكومة وحدة وطنية في سوريا بعد أن وافقت عليها في البداية، لكن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا رفضت التعديلات، وهدد عدد من وزراء الخارجية بعدم التوجه إلى جنيف إذا كان الاجتماع لا يؤدي إلى اعتماد خطة الانتقال السياسي. وكانت التعديلات المقترحة تتعلق برفض موسكو اتخاذ خطوات تؤدي إلى إجبار الأسد على التخلي عن منصبه. وقال الدبلوماسيون إن روسيا أعطت موافقتها على مقترحات أنان ثم عادت وطلبت إجراء بعض التعديلات عليها بما أعطى انطباعا لدى الدول الغربية بأن الروس يتراجعون عن موقفهم. وأشار الدبلوماسيون إلى أن موسكو تعترض على الطلبات المتزايدة المتعلقة بملاحقة حكومة بشار الأسد قضائيا لمساءلته عن انتهاكات حقوق الإنسان.
تجاذبات دولية حول خطة أنان عشية انعقاد اجتماع جنيف لـ«مجموعة العمل»
مصادر غربية: يتعين متابعة ما يصدر عن لقاء كلينتون ولافروف لقياس نسبة نجاح المؤتمر أو فشله
باريس: ميشال أبو نجم
ساد الغموض، أمس، العواصم الغربية بخصوص مصير مؤتمر جنيف لـ«مجموعة العمل» حول سوريا بعد التصريحات الروسية المتناقضة، وما عد تراجعا من موسكو عن القبول بخطة المبعوث الدولي العربي، كوفي أنان، للوصول إلى حل سياسي يعتمد، في خطوطه العريضة، على تشكيل حكومة انتقالية تضم أعضاء من النظام والمعارضة في سوريا.
وأعربت مصادر دبلوماسية أوروبية عن دهشتها وعن «عدم فهمها» لما حصل في الفترة الفاصلة بين رد موسكو المبدئي الإيجابي على «ورقة» أنان التي وزعها على الدول الـ5 دائمة العضوية في مجلس الأمن المدعوة إلى جنيف، وتصريحات وزير الخارجية سيرغي لافروف بعد ظهر أول من أمس، الخميس، التي أحبطت الآمال المعلقة على الاجتماع. وأفادت هذه المصادر بأنها «عاجزة» عن معرفة ما إذا كان أنان قد «تسرع» في اعتبار أن موسكو وافقت على ورقته أم أنه قد استوعب «بشكل خاطئ» الجواب الروسي وفسره «على طريقته». وقال لافروف شيئين؛ الأول أن بلاده «لا يمكن أن تدعم حلا مفروضا من الخارج»، مما يعني عمليا ترك السوريين يتقاتلون في ما بينهم وإطلاق يدي النظام في تصفية الانتفاضة بالطريقة التي يراها، والثاني أنه «ليس هناك مشروع متفق عليه» للحل في سوريا، الأمر الذي ينسف جذريا جهود أنان ويعيد المفاوضات في جنيف إلى المربع الأول.
ولخصت مصادر دبلوماسية فرنسية، أمس، موقف الدول الغربية من اجتماع جنيف بقولها إن هذه الدول قبلت الذهاب إلى جنيف لأنها «رأت فيه فرصة للتقدم نحو الحل السياسي أما في حال غاب هذا الاحتمال فلا نرى فائدة من الاجتماع». وبعد أن أكدت باريس، أول من أمس، مشاركة لوران فابيوس، وزير الخارجية الفرنسية، في اجتماع جنيف إلى جانب الوزيرة الأميركية، هيلاري كلينتون، والوزير البريطاني، ويليام هيغ، فقد بدت أمس «متحفظة» إزاء هذه المشاركة. ودعت هذه المصادر إلى متابعة ما سينتج عن لقاء الوزيرة الأميركية ونظيرها الروسي لافروف في سان بطرسبرغ (مساء أمس) وما قد يتوصلان إليه من «تفاهمات» بشأن مستقبل سوريا، وخصوصا الضمانات التي يمكن أن توفرها واشنطن لموسكو بشأن مصالحها في سوريا والمنطقة. وقالت مصادر دبلوماسية عربية في باريس إن موسكو «تقصدت» صب ماء بارد على الغربيين عشية وصول كلينتون إلى سان بطرسبرغ بغرض «رفع الثمن» الذي تطلبه و«الإمساك بورقة إضافية للتفاوض» مع الجانب الأميركي والغربي.
ويبدو الخلاف الغربي – الروسي قويا حول «توصيف» ورقة أنان. فمن جهة، يرى الغربيون أن مضمون الورقة يمثل «الغائية» التي من المفترض أن يسعى المؤتمر للوصول إليها عبر خطوات «عملية» تقود من خلال مراحل متلاحقة إلى تحقيق الهدف المنشود أي التغيير السياسي في سوريا. وفي المقابل، فإن الجانب الروسي ينظر إليها على أنها «قاعدة» أو نقطة انطلاق للمفاوضات، مما يعني من جهة ترك الأمور «مفتوحة» ومن جهة أخرى تلافي «الحشر» في زاوية التغيير السياسي كما يفهمه الغربيون.
وأمس، استقبل لوران فابيوس، وزير الخارجية الفرنسي، رئيس المجلس الوطني السوري، عبد الباسط سيدا، ليبحث معه أمرين؛ الأول: اجتماع جنيف، والثاني: مؤتمر أصدقاء الشعب السوري، الذي دعت إليه فرنسا 153 دولة وهيئة ومنظمة، والذي سيعقد يوم السادس من يوليو (تموز) المقبل. وشدد الناطق باسم الخارجية، برنار فاليرو، أمس، على أهمية حضور المعارضة التي ستكون مبعدة عن اجتماع جنيف وأهمية توفير الدعم والمساندة لها. غير أن الخارجية لم تكن قادرة على تحديد ما إذا كان المجلس الوطني السوري وحده سيكون حاضرا في باريس أم أن هناك أطرافا أخرى من المعارضة السورية ستدعى إليه.
ولا تزال باريس ترغب، إذا ما تبين أن روسيا جاهزة لتليين موقفها في جنيف، في العودة إلى مجلس الأمن الدولي من أجل وضع خطة أنان تحت الفصل السابع، مما يفتح الباب أمام فرض عقوبات اقتصادية على الجهات الممانعة. وردا على الحجة القائلة إن تحقيق تقدم في جنيف ينفي الحاجة إلى قرار جديد في مجلس الأمن، أعربت المصادر الفرنسية عن تمسكها باستصدار قرار ملزم «لأنه ليس من المؤكد أن النظام السوري سينفذ آليا ما قد ينتج عن اجتماع جنيف، حتى وإن حظي بدعم روسي». ولذا، فإن ثمة حاجة لوجود «أداة ردعية» من شأنها حمل النظام السوري على الانصياع وقبول تنفيذ الخطة الدولية.
زعماء الاتحاد الأوروبي يجددون الدعم لخطة أنان ومطالبة المعارضة بالتوحد
موسكو تؤكد أهمية الحوار بعيدا عن التدخل الخارجي
بروكسل: عبد الله مصطفى موسكو: سامي عمارة
طلب قادة الاتحاد الأوروبي من مجلس الأمن الدولي تبني خطوات مشددة وعقوبات ضد سوريا تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وجدد الاتحاد دعمه لخطة أنان ببنودها الستة الرامية لإيجاد حل للأزمة في سوريا. جاء ذلك في مسودة بيان ختامي لاجتماعات القادة الأوروبيين التي انطلقت ببروكسل أول من أمس، واستغرقت يومين. وعلى الرغم من انشغال القمة بالقضايا الاقتصادية فإن القادة خصصوا حيزا من المناقشات لتطورات الأوضاع في سوريا عشية اجتماعات جنيف.
وحول هذا الصدد وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قالت رئيسة ليتوانيا داليا جيرباوسكايتي «السيدة أشتون مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي ستذهب إلى جنيف، وكلنا نساند إيجاد تسوية للأزمة في أقرب وقت ممكن لأن الوضع سيئ على أرض الواقع، وأتمنى من كل دول الاتحاد وروسيا والولايات المتحدة أن تتوصل في النهاية إلى الحل». فيما قال هانز سوبود، رئيس مجموعة الاشتراكيين في البرلمان الأوروبي «هناك أمور غير واضحة لنا، فهناك خلافات بين قوى المعارضة السورية، ومنهم من يريد السلاح، ومنهم من يطلب أشياء أخرى، ونحن في البداية تعاملنا بشكل جدي مع الأزمة وكان علينا أن نفعل المزيد، وأعتقد أن التدخل في الوقت الحالي صعب للغاية، وسنكون سعداء إذا شاركت روسيا في الحل وأقنعت النظام السوري بإيجاد تسوية». وعشية اجتماعات جنيف حول سوريا، جاءت مناقشات قادة أوروبا للوضع السوري وانتهت إلى تجديد إدانة أعمال العنف والقتل التي يتعرض لها المدنيون السوريون. وشدد زعماء أوروبا على ضرورة إجراء تحقيقات دولية، مستقلة وشفافة، في كل ما تم ارتكابه من انتهاكات لحقوق الإنسان، وتقديم المسؤولين عن هذه الأعمال إلى العدالة. وعبر القادة عن دعمهم للجهود الدبلوماسية التي يبذلها كوفي أنان، لدى الأطراف الدولية الفاعلة، من أجل السماح بالشروع في عملية سياسية في هذا البلد.
وجدد الاتحاد دعمه لخطة أنان بكل بنودها، وبعد أن طلب القادة من مجلس الأمن الدولي تبني إجراءات مشددة وعقوبات ضد سوريا، رحب زعماء أوروبا بما تم إقراره من عقوبات أوروبية سابقة على سوريا، وأكدوا أن هذه العقوبات «ستبقى خاضعة للمراجعة والتقييم بشكل دائم»، وحث الزعماء الأوروبيون كل أطراف ومجموعات المعارضة السورية على التوافق على وثيقة مبادئ شاملة ومنظمة من أجل تأمين مرحلة انتقالية سلمية في سوريا. وبعد أن شدد زعماء أوروبا على ضرورة وقف العنف من قبل كل الأطراف، أكدوا على ضرورة دخول المساعدات الإنسانية للمناطق المنكوبة.
إلى ذلك, عادت موسكو إلى تأكيد تمسكها بالحوار سبيلا رئيسيا إلى التوصل إلى تسوية سياسية للأوضاع الراهنة في سوريا. وأشارت وزارة الخارجية الروسية في بيان أصدرته أمس حول لقاء ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسية مع ليهو إي سفير الصين في العاصمة موسكو إلى أن الجانبين تبادلا الآراء حول جدول أعمال مؤتمر جنيف الذي يبدأ أعماله اليوم لبحث الأزمة السورية، فيما خلصا إلى التأكيد على «تطابق الآراء في مواقف موسكو وبكين من ممارسة الإملاءات الخارجية في الشؤون السورية، والتشديد على ضرورة تحويل الأحداث في سوريا من مجرى المواجهة إلى الحوار الوطني والعملية السياسية». وكانت موسكو أعلنت أن جدول أعمال لقاء سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون يتضمن نفس الموضوعات إلى جانب المسائل المتعلقة بملف البرنامج النووي الإيراني والعلاقات الثنائية من منظور الاتفاقات التي توصل إليها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما على هامش قمة «العشرين» في منتجع «لوس كابوس» المكسيكي في منتصف يونيو (حزيران) الجاري.
المعارضة السورية تؤكد رفض أي حل لا يضع تنحي الأسد بندا أوليا
سمير النشار لـ «الشرق الأوسط»: هناك تحركات روسية ـ إيرانية للمحافظة على مصالحهما وإبقاء أركان النظام في السلطة
بيروت: كارولين عاكوم
قبل أيام معدودة من انعقاد ثلاثة مؤتمرات حول الأزمة السورية، الأول الاجتماع الوزاري في جنيف والثاني مؤتمر المعارضة في القاهرة والثالث مؤتمر أصدقاء سوريا في فرنسا، ينشط رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا وعدد من أعضاء المكتب التنفيذي على خط الحراك العربي والدولي بهدف استباق ما قد يعلن في مؤتمر جنيف والتأكيد على رفض أي طرح أو حل لا يكون فيها تنحي الأسد بندا أوليا. مع العلم أن صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أشارت إلى أن «الحكومات الغربية قد تبقي الأسد في السلطة لمدة عامين في محاولة لإيجاد بديل لإمدادات النفط إلى القارة الأوروبية والتي تمر عبر سوريا في الوقت الحالي»، لافتة إلى أن «الأميركيين والروس والأوروبيين يعملون على إعداد هذه الصفقة مقابل بعض التنازلات لإيران والسعودية في كل من لبنان والعراق».
وأوضح التقرير أن «الغرب مستعد لوضع المجازر التي تجري في سوريا وانتهاكات حقوق الإنسان على أراضيها مقابل رؤية (الصورة الكبرى) وهي كالعادة النفط والغاز»، وأضافت أن «الدول الغربية ستتحمل الأسد في الوقت الراهن حتى نهاية الأزمة عوضا عن المطالبة بأن رحيله هو بداية النهاية».
وهذا ما لفت إليه سمير النشار عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني، الذي رافق سيدا في زيارته الأخيرة إلى العراق قبل أن ينتقل إلى فرنسا للقاء وزير خارجيتها، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: يبدو أن هناك تحركات روسية – إيرانية لإيجاد تسوية إقليمية دولية من خلال طرح حلول وسط حفاظ على مصالحهما والإبقاء على أركان النظام السوري وبالتالي تأجيل التفاوض حول مصير الأسد إلى وقت لاحق أي بعد تشكيل الحكومة، مضيفا «لذا نخشى لأسباب عدة، أن يخرج مؤتمر جنيف بتوصيات تصب في خانة هذه الاقتراحات بهدف الضغط علينا وعلى مقررات مؤتمر القاهرة في بداية يوليو (تموز) المقبل، وتحركاتنا اليوم هي بهدف الإعلان عن مواقف متقدمة لقطع الطريق أمام أي محاولات كهذه».
وأكد النشار «أن القضية الأساسية التي يعمل عليها المجلس في هذه الفترة ولا سيما قبل انعقاد مؤتمر جنيف، هي التأكيد أن الحد الأدنى الذي نقبل به لحل الأزمة السورية هو تنحي الرئيس السوري بشار الأسد ورفض أي اقتراحات أو مبادرات قد تعمل كل من روسيا وإيران عليها في محاولة منهما لخلط الأوراق وإحراج المعارضة، على غرار ما أعلن حول تشكيل حكومة انتقالية تجمع المعارضة وشخصيات من النظام»، وعن ردود فعل الدول التي يلتقي بها أعضاء المكتب التنفيذي تجاه قرار كهذا، قال النشار «لا نطلب مواقف هذه الدول، بل ما نقوم به هو شرح موقفنا وأولويات المعارضة والشعب السوري الذي لن يقبل بدوره بأي عملية سياسية لا يكون فيها تنحي الأسد بندا أولا، تاركين لكل دولة اتخاذ القرار الذي تراه مناسبا».
وفي حين تخوف النشار من احتمال قبول هيئة التنسيق الوطنية بطرح المبعوث الدولي كوفي أنان تشكيل حكومة انتقالية، اعتبر رئيس هيئة التنسيق الوطنية، أن القبول بخطة أنان يعني تطبيق كامل بنودها سلة متكاملة، وقال لـ«الشرق الأوسط»: و«بالتالي القول بتشكيل حكومة انتقالية يجب أن يكون بعد تطبيق بنود خطة أنان، والأهم تسليم السلطة إلى نائبه».
من جهته، حذر تيار التغيير الوطني السوري مجموعة الاتصال الدولية الخاصة بسوريا من مغبة طرح أي حلول جديدة لوقف حرب الإبادة التي يشنها النظام السوري على الشعب لا تتضمن تنحي بشار الأسد وخاصة المساعي الرامية حاليا لتشكيل حكومة وحدة يدفع المبعوث الأممي والعربي كوفي أنان باتجاهها.
وأكد تيار التغيير في بيان له أنه «لا توجد جهة وطنية سورية شريفة يمكن أن تقبل بمثل هذا الحل، فضلا عن عدم وجود جهة مخولة من الشعب السوري لإتمام صفقة تمثل بحد ذاتها اعتداء صارخا جديدا على ثورة الشعب السوري».
وكان المجلس الوطني السوري قد أعلن في بيان له أن وفدا من أعضائه برئاسة عبد الباسط سيدا التقى في العاصمة الفرنسية باريس، وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، وذلك بهدف الطلب من فرنسا التحرك على كل الصعد وخاصة الأوروبي والدولي بصفتها عضوا دائم العضوية في مجلس الأمن الدولي، لوقف «المجازر التي يرتكبها النظام السوري بشكل يومي بحق المدنيين العزل في سوريا، وعرض موقف الشعب السوري من التحركات السياسية الدولية وخاصة لقاء جنيف ومقترحات كوفي أنان، والاجتماع القادم لمجموعة أصدقاء الشعب السوري في باريس».
وكان وفد من المجلس الوطني السوري برئاسة سيدا قد زار العراق، وأجرى لقاءات مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني وقادة الإقليم، أسفرت عن توافق على دعم تطلع الشعب السوري للخلاص من حكم الطغيان والاستبداد، وتقديم الرعاية للاجئين السوريين في شمال العراق، على أن ينتقل رئيس المجلس وأعضاء المكتب التنفيذي إلى القاهرة غدا الأحد، للقاء المسؤولين المصريين، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، والمشاركة في اللقاءات المخصصة لتوحيد رؤى جميع قوى المعارضة السورية تجاه دعم وانتصار الثورة السورية ومستقبل سوريا «ما بعد سقوط النظام الأسدي».
العقيد الكردي لـ «الشرق الأوسط»: النظام هو من يعرقل سيارات الإسعاف ويعتقل الأطباء ويعذبهم
مصدر في «الخارجية» السورية يتهم «مجموعات إرهابية» بإفشال اتفاق لإخراج الجرحى من حمص
بيروت: ليال أبو رحال
اتهم النظام السوري «مجموعات إرهابية مسلحة بإفشال الجهود التي بذلها الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر العربي السوري والسلطات المحلية في مدينة حمص للمرة الخامسة على التوالي لإخراج الجرحى والمرضى والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة من مخلب العنف والدمار»، وفق ما صرح به مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين السورية.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن المصدر قوله إن «ممارسات المجموعات الإرهابية المسلحة هذه تشير إلى طبيعتها اللاإنسانية ووحشيتها التي لا وجود لها، وأصبح واضحا أن كل همها هو الانتقام من هؤلاء الأبرياء واتخاذهم رهائن ودروعا بشرية لممارستها القتل والإرهاب». وأكد أن «الحكومة السورية قد قدمت للصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر العربي السوري كل التسهيلات اللازمة من أجل إخلاء هؤلاء المواطنين الأبرياء وتقديم الدواء والغذاء والأمان لهم».
وجاء الموقف السوري غداة إعلان اللجنة الدولية للصليب الأحمر أول من أمس فشل الجهود لإجلاء المدنيين والمصابين من مدينة حمص مجددا بعد تعذر دخول فريق الإنقاذ إلى المناطق المتضررة. وأشارت بياتريس ميجيفاند روجو، رئيسة عمليات الصليب الأحمر الدولي في منطقة الشرق الأوسط والأدنى، إلى أنه «كان هناك اتفاق مع السلطات السورية والمعارضة كي يقوم فريق الصليب الأحمر بعملية إجلاء يوم الأربعاء، لكن لم يتم الالتزام به، ولم يتمكن أعضاء الفريق من العمل».
وشدد قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي لـ«الشرق الأوسط» على «أننا كمعارضة وجيش حر أحوج ما نكون إلى المساعدة والسماح بدخول الصليب الأحمر الدولي لإخلاء المدنيين وإسعاف الجرحى سواء أكانوا من عناصرنا أو من الناشطين والمدنيين»، متهما «النظام السوري بأنه من يعرقل سيارات الإسعاف وعمل المسعفين، ومن يعتقل الأطباء ويعذبهم ويقتلهم ويقوم بكل أشكال الانتهاكات».
وقال «حاولنا أكثر من مرة التفاوض لإنقاذ الجرحى وإجلاء جثث شهدائنا والقتلى من الجانبين، لكن النظام بادر إلى الرفض دائما»، مؤكدا أن «الالتزامات يجب أن تقدّم من النظام وليس المعارضة المبادرة دائما إلى الالتزام بكل ما يحمي المدنيين ويضمن سلامتهم».
وأحجم المتحدث باسم لجنة الصليب الأحمر في جنيف بيجان فارنودي عن تقديم تفاصيل أو تحميل مسؤولية فشل الجهود لأي من الطرفين، فيما أشارت اللجنة إلى أنها و«الهلال الأحمر العربي السوري هما المنظمتان الوحيدتان فعليا اللتان تعملان في المناطق الأكثر تضررا في البلاد»، مشددة على أن «حرية الوصول بشكل آمن ومن دون إعاقة أمر جوهري لعملهما، وأن فرقهما تتعرض لأخطار كبيرة أثناء قيامها بمهامها».
مود يغادر دمشق والنظام يرتكب مجازر في دوما ويخنق أحياء حمص المتمردة
السوريون يتحدون قصف النظام بمظاهرات جمعة «واثقون بنصر لله»
لندن: «الشرق الأوسط»
رغم سقوط أكثر من 180 قتيلا يوم أول من أمس، خرجت مظاهرات يوم أمس، والتي سميت «واثقون بنصر الله» في مختلف أنحاء سوريا بعد صلاة الجمعة في محافظات حلب (شمال) وإدلب (شمال غرب) ودرعا (جنوب) وحمص (وسط) وريف دمشق واللاذقية (غرب) ودير الزور (شرق) وفي العاصمة دمشق.
وبينما بث الناشطون صورا للقتلى بنار قوات الأمن والجيش النظام في ريف دمشق ودير الزور وغيرها من مناطق، خلال يومي الخميس والجمعة كانت وسائل الإعلام الرسمية تبث تقاريرها حول نتائج العمليات العسكرية الشرسة والتمكن من قتل «إرهابيين في دوما وحمص ودير الزور»، وفي وقت غادر فيه رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود دمشق إلى جنيف للمشاركة في الاجتماع لـ«مجموعة العمل حول سوريا» ومن المقرر عقده اليوم، وبث ناشطون يوم أمس مقاطع فيديو لما وصفوه بـ«المجزرة» وتظهر صور عشرات الجثث بينهم أطفال ونساء قتلوا في دوما جراء القصف العنيف المتواصل على المدينة منذ أكثر من أسبوع، وقالت مصادر محلية في مدينة دوما لـ«الشرق الأوسط» أن «النظام يرتكب مجازر في مدينة دوما، وأن هناك أكثر من خمسين جثة بينهما حالات ذبح وإعدام ميداني بالرصاص، ولفتت إلى أن عائلة السليك أحد عشر شخصا كانت تحاول الهرب من القصف إلى أحد الملاجئ حين داهمتهم قوات النظام وطلبت منهم الاتجاه إلى الجدار ثم رمتهم بالرصاص وقتلتهم جميعا، وهم جدة وولداها وزوجتهما وأطفالهما بالإضافة إلى ابنة اختهما مهندسة» وتابعت المصادر أن قوات النظام «تشن حملة مداهمات للمنازل وتقوم بعمليات قتل انتقامية متوحشة» حيث تم قتل «22 شخصا أغلبهم من عائلة طعمة تواجدوا في أحد الأقبية بينهم أطفال ونساء وذلك لأن أحد أبناء الأسرة شاهدته القوات النظامية يقوم بتصوير القصف» وأظهر مقطع فيديو أطفالا قتلى وما تزال الألعاب بأيديهم، وأكدت المصادر وجود نحو «أربع عشرة جثة في الشارع عند صالة الشيخ بكري جامع زين لم يتم التعرف عليها» في إشارة إلى أنه لم يتم إحصاء جميع القتلى الذين تم التعرف على 71 قتيلا، هذا ناهيك عن عشرات الجرحى بينها حالات خطيرة.
وقال ناشطون إن الممرضة رجاء اليوسف طوزان قتلت في دوما يوم أمس أثناء إسعافها جرحى القصف قرب منزلها، وتواصلت الحملة العسكرية التي يشنها النظام في مدينة دوما وسط قصف عنيف وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن «الأجهزة الأمنية المختصة واصلت يوم أمس الجمعة ملاحقتها للمجموعات الإرهابية في دوما ومداهمة أوكارها» وإن الاشتباكات أسفرت عن «مقتل العشرات من الإرهابيين وإصابة واعتقال عدد كبير منهم»، ونقلت (سانا) عن مصدر رسمي قوله: إن «الاشتباك أسفر أيضا عن تدمير مقرات رئيسية للمجموعات الإرهابية المسلحة ومراكز اتصالات وعربات مجهزة برشاشات تم العثور عليها خلال مداهمة أوكار الإرهابيين على سجون كانت تستخدمها المجموعات الإرهابية المسلحة لتعذيب المخطوفين والتنكيل بهم وقتلهم. كما عثر على مشاف ميدانية تحوي أجهزة طبية مسروقة من بعض المراكز والمقرات الصحية التي سطت عليها المجموعات الإرهابية» من جانبها قالت (الدنيا) الموالية للنظام نقلا عن مصادر خاصة أن «حملة استئصال الإرهابيين في دوما بريف دمشق تعتمد على نظرية العمل الجراحي وهي مستمرة على قدم وساق»، وبينما خرجت مظاهرات في عدة أحياء في مدينة دمشق وأكبرها كانت في مخيم اليرموك من جامع الحبيب المصطفى وتم رفع علم الثورة السورية والعلم الفلسطيني، وأطلقت قوات النظام الرصاص لتفريق المتظاهرين وجاءت هذه المظاهرة بعد يومين من اغتيال المسؤول العسكري لحركة حماس كمال غناجة في قدسيا في ريف دمشق، وما زال الغموض يلف ظروف اغتياله.
وشوهد تحليق للطيران الحربي فوق حي برزة، مع سماع دوي انفجارات وقصف على منطقة البساتين ببرزة، في وقت تواصل فيه القصف العنيف على مدينة حرستا القريبة من دوما، وبث ناشطون مقاطع فيديو تظهر المروحيات تقصف مدينة حرستا، وسمعت أصوات القصف في أحياء دمشق القريبة من حرستا، وقال ناشطون إن طائرة حربية حامت فوق حي الحدائق والجسرين جيئة وقامت بقصف الأراضي والمزارع في محيط حرستا ، كما شوهد طيران مروحي فوق حيي بابا توما والميدان وجرت اشتباكات عنيفة في عين ترما ظهر يوم أمس. جرى بعدها محاصرة عين ترما وتم قصفها بالمدفعيات. كما قصفت معضمية الشام والضمير في ريف دمشق، وقالت مصادر محلية في معضمية الشام إن قوات النظام «استهدفت المحال التجارية والمنازل والسيارات وكل شيء يتحرك كما شوهد تحليق للطيران وتدمير الكثير من المنازل والمحال التجارية جراء إطلاق الرصاص الكثيف بالقرب من الكازية على الشارع العام».
وقال الجنرال مود ظهر يوم أمس قبل مغادرته دمشق «أنا ذاهب إلى جنيف للمشاركة مع اللاعبين الفاعلين المجتمعين هناك والذين سيبذلون ما بوسعهم من أجل إيجاد طريق سلمي للخروج من الأزمة في سوريا»، وأضاف مود «رؤساء الدول والمنظمات الدولية موجودون هناك وأنا أحمل معي الصوت من دمشق الصوت من الأرض ووجهة نظر بعثتي، للمشاركة في إيجاد حل وللتحرك نحو الأمام فيما يخدم تطلعات ومصالح الشعب السوري»، وتشارك في هذا الاجتماع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (أميركا، فرنسا، بريطانيا، الصين، وروسيا)، تركيا، الاتحاد الأوروبي، قطر، الكويت والعراق.
وكانت وقعت اشتباكات فجرا في مدينة النبك في منطقة القلمون، مع استمرار تعرض مدينة حمص وريفها للقصف العنيف، قصف مدفعي عنيف على حي جورة الشياح في مدينة حمص وسط إطلاق نار كثيف من رشاشات جيش النظام الثقيلة، في محاولة لاقتحامهما حيث استمرت الاشتباكات العنيفة هناك، وما تزال عشرات العائلات عالقة في تلك الأحياء تعيش حالة حصار قاتلة مع انعدام وصول المواد الغذائية والإغاثية، حيث فشلت منظمة الصليب الأحمر مجددا في إخراج تلك العائلات، وجدد المرصد السوري مناشدة «كافة المنظمات والهيئات ومنظمتي الهلال والصليب الأحمر إرسال طواقم طبية بشكل عاجل إلى مدينة حمص» حيث توجد نحو 1000 عائلة محاصرة. وجاء في البيان «تتعرض مدينة حمص لأشرس هجمة عسكرية منذ انطلاق الثورة مع حصار خانق على أحياء الخالدية وجورة الشياح والقصور والقرابيص وكافة أحياء حمص القديمة منذ ما يقرب الشهر، الأمر الذي جعل من الوضع الإنساني كارثيا على كافة الصعد».
وأشار إلى «نقص أكثر من حاد في الاحتياجات الأساسية للمعيشة وخصوصا الخبز، إذ يضطر الأهالي إلى استهلاك الخبز اليابس والقديم»، إضافة إلى انقطاع المياه والكهرباء والنقص في المحروقات والأدوية والمشافي. وأشار إلى أن العائلات المحاصرة «تواجه خطرا حقيقيا ولا يتوافر لهم أي شيء»، مطالبا بوقف «حملة الإبادة الشرسة التي تطال ما بقي من سكانها الأمر الذي قد يؤدي إلى حدوث مجزرة جماعية».
وخرجت مظاهرات في مدينة حمص وريفها في حي الملعب وفي القصير، وتجدد القصف العنيف على القصير وتلبيسة والحولة.
وفي مدينة دير الزور، استمر القصف على أحياء عدة لليوم الثامن على التوالي وسقطت القذائف على أحياء الحميدية والعرفي والجبيلة والعمل، وقالت مصادر محلية في دير الزور إن قوات الأمن والشبيحة قاموا بنهب المحلات والبيوت في المناطق التي يسيطر عليها الجيش النظامي، ورغم ذلك خرجت مظاهرات حاشدة في أحياء: المطار – الجبيلة – الجورة – العمال، في منطقة العرضي اكتفى المتظاهرون بالتكبير داخل المسجد بعد أن حذرهم الجيش الحر من التجمع خشية القصف المستمر على الحي.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن «الحملة الدموية التي يشنها جيش النظام على المدينة استمرت لليوم الثامن على التوالي بقصف عنيف على معظم أحيائها، وسقط أكثر من مائة وثمانية وخمسين شهيدا بينهم نساء وأطفال والطبيب المسعف بشار اليوسف في الهلال الأحمر الذي استشهد، برصاص قناصة في الرأس، وأكثر من 2000 جريح بين مشاف ميدانية ومشاف خاصة وتردي الأوضاع الصحية بسبب نقص الكوادر الطبية والأدوية وعدم التمكن من إجراء عمليات جراحية في ظل القصف وتهدم عدد كبير من المنازل والمحال التجارية جراء استمرار القصف العشوائي».
عشرات الآلاف في أنحاء سوريا يتظاهرون في “جمعة واثقون بنصر الله“
الجثث تتكدس في شوارع دوما بعد مجزرة ارتكبها نظام الأسد
أظهر تسجيل فيديو بث على الانترنت، سوريين في بلدة دوما وهم يكفنون قتلى خضبت الدماء جثثهم في ساعة مبكرة من صباح امس بعد مقتل 190 شخصا في يوم من أكثر الايام دموية في الانتفاضة المندلعة في سوريا منذ 16 شهرا.
ورغم المجازر المرتكبة يوميا ضد المدنيين السوريين، فإن عشرات آلاف السوريين خرجوا الى الشوارع وتظاهروا في “جمعة واثقون بنصر الله”، متحدين آلة القتل التي يديرها نظام بشار الأسد.
وقال ناشطون ان أكثر من 50 من بين الذين قتلوا الخميس سقطوا في دوما على بعد 15 كيلومترا من العاصمة دمشق.
وفي الفيديو الذي بث على يوتيوب ظهرت جثث مصفوفة فيما قال ناشطون انه شارع في دوما. وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” ان 41 شخصا قتلوا في البلدة بينما قدر ناشطون عدد القتلى بما يصل الى 59 قتيلا او أكثر.
وقال الشخص الذي كان يصور المشهد “دوما صباح 29 حزيران 2012 . هذه مذبحة ارتكبت ضد سكان دوما. الله المنجي، هنا اسرتان بالكامل (بين القتلى) الله في عوننا”.
وأمسك رجل بجثة طفلة ترتدي قميصا ورديا مخضبا بالدماء. وقال “هذه مذبحة أخرى من مذابح الاسد وشرطته السرية” في اشارة الى الرئيس السوري بشار الاسد.
واستطرد “هذه مذبحة اخرى من مذابح المجتمع الدولي او كل الدول الكبرى التي تآمرت على شعبنا”.
ودوما محاصرة منذ اسبوعين وتطوقها قوات الامن التابعة للاسد.
ويقول ناشطون ان الصواريخ تتساقط على البلدة منذ ايام وسط قتال عنيف بين قوات الحكومة وقوات المعارضة. وظهرت في الفيديو منازل انهارت اسطحها ومبان متهدمة.
وقال الناشط محمد دوماني لرويترز من خلال سكايب ان 22 شخصا من أسرة واحدة قتلوا.
واكد بيان لناشطين بث على الانترنت ان عشرات الضحايا في انتظار من يدفنهم مع تعرض المدن للنيران وان كثيرا من المصابين في حالة حرجة.
وتمكن مقاتلون من المعارضة حصلوا فيما يبدو على اسلحة ثقيلة يمكن استخدامها ضد الدبابات من ايقاع خسائر كبيرة بين قوات الاسد.
كما صعدت القوات السورية هجومها واستخدمت طائرات الهليكوبتر الحربية لمهاجمة مقاتلي المعارضة وفرض حصار على البلدات التي تؤيد المعارضة.
وأمس خرج آلاف السوريين في جمعة “واثقون بنصر الله” الى الشارع رغم تصاعد اعمال العنف في مناطق مختلفة من البلاد، مطالبين باسقاط النظام، ووجهت بعض التظاهرات باطلاق نار واعتقالات.
وسارت التظاهرات من حلب شمالا وادلب (شمال غرب) والحسكة ذات الغالبية الكردية في الشمال الشرقي، الى حمص في وسط البلاد ودرعا جنوبا، وصولا الى احياء العاصمة دمشق، بحسب ناشطين.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية ان “التظاهرات تعم أحياء دمشق بالرغم من الحصار الأمني الكبير للأحياء الثائرة وبالأخص المساجد المعروفة”، مشيرة الى خروج تظاهرات في احياء الميدان وكفرسوسة والقدم والعسالي وقبر عاتكة والقصور وبرزة والمزة وقدسيا.
وذكرت ان قوات الامن “فرقت معظم التظاهرات باطلاق الرصاص والاعتقالات العشوائية”.
وافاد الناشط محمد الدمشقي وكالة “فرانس برس” في اتصال عبر سكايب ان قوات الامن الحكومية “اطلقت النار على المتظاهرين في حي جوبر في دمشق بعد خروجهم من صلاة الجمعة في مسجدي القباني وغزوة بدر”.
وقال ان هذه القوات “نفذت انتشارا امنيا واطلقت النار بشكل عشوائي”، مضيفا انها “نفذت اعتقالات عشوائية على الطريق الرئيسي لحي جوبر”.
وذكر ان القوات النظامية “اطلقت النار ايضا على المتظاهرين في حي التضامن الخارجين من جامع علي بن ابي طالب”.
وقالت الهيئة العامة للثورة ايضا ان “قوات الامن والشبيحة هاجمت المتظاهرين في حي الفردوس في مدينة حلب واعتقلت عددا منهم، وكذلك في دير حافر في ريف حلب”.
واظهر شريط فيديو نشره ناشطون على موقع “يوتيوب” الالكتروني خروج آلاف الاشخاص الذين يحملون الاعلام الكردية في مدينة الحسكة. وردد المشاركون هتافات “الجيش الحر الله يحميه”، وكذلك في حي غويران مرددين “يا الله عجل نصرك يا الله”.
ورفع المتظاهرون في حي حمص الجديدة في حمص لافتات منددة بجهود الامم المتحدة ورافضة للحكومة الانتقالية التي اقترحها الموفد الدولي الخاص كوفي انان، وكتب على احداها “لا نريد انتقال السلطة… نريد اعدام السلطة”، بحسب شريط آخر.
وفي تلبيسة في محافظة حمص، ردد المتظاهرون انشودة من كلماتها “شو منتظر من الخاين بشار عم يحامي اسرائيل وحريص عليها”.
وحمل المتظاهرون في مسيرة حاشدة في كفرنبل لافتة كتب عليها “انان: القاتل وشريك القاتل والساكت عن القاتل ليسوا وطنيين والحكومة بعد دحر الاسد ونظامه”.
وفي حاس في ادلب، ردد المتظاهرون اغنية “يا بشار ويا جبان ويا عميل الاميركان” للناشط السوري ابراهيم قاشوش الذي قاد التظاهرات ضد النظام وألف الشعارات ضده في بداية الحركة الاحتجاجية قبل ان يقتل في تموز 2011.
في حماه وريفها خرج الآلاف في كرناز وكفرزيتا وحلفايا وطيبة الامام وحي الحميدية في المدينة، مرددين “الله على الظالم الله وعن الثورة ما راح نتخلى”.
وكانت المعارضة السورية دعت الى التظاهر ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد الجمعة تحت شعار “واثقون بنصر الله”، في اشارة واضحة الى الاستياء من المساعي الدولية التي تعتبرها المعارضة خجولة والتي لم تنجح في ايجاد حل للازمة وللتصعيد الدموي الذي تشهده البلاد منذ اسابيع.
(أ ف ب، رويترز)
تظاهرات ضد النظام وقتلى وتعزيزات على الحدود مع تركيا
أوروبا تستبق “جنيف السوري” بطلب “الفصل السابع”
استبق الاتحاد الأوروبي اجتماع جنيف حول سوريا، الذي يعقد اليوم (السبت)، بدعوة المجتمع الدولي إلى تطبيق عقوبات أقوى على سوريا وفقا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة بما من شأنه أن يؤدي في نهاية المطاف إلى اتخاذ إجراء عسكري، فيما أسف الموفد الدولي كوفي عنان لقيام جهات خارجية بتشجيع النظام والمعارضة على الاستمرار في نهج العنف، وجدد دعوته إلى الوحدة لحل هذه الأزمة، وعبّر عن تفاؤله بأن تثمر محادثات جنيف عن نتيجة مقبولة . وسقط عشرات السوريين في قصف عنيف استهدف دوما وحمص . وعمت التظاهرات المنددة بالنظام مختلف مدن البلاد . وأرسلت القوات السورية تعزيزات عسكرية على الحدود مع تركيا في ظل تصاعد التوتر بعد إجراء مشابه من تركيا .
لكن دمشق قالت إن لا نوايا عدوانية لها تجاه تركيا .
واعتبرت روسيا اجتماع جنيف “خطوة ايجابية” على طريق التوصل إلى “توافق دولي” حول سوريا، ودعت إلى التوصّل لاتفاق بشأن آليات تحقيق وقف إطلاق النار وسحب قوات الحكومة والمعارضة من المدن السورية تحت إشراف البعثة الأممية . وقال دبلوماسيون إن مسؤولين كبارا من الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن ودول في الشرق الأوسط فشلوا أمس في التغلب على خلافات بشأن خطة عنان للانتقال السياسي في سوريا مع إصرار روسيا على إدخال تعديلات على الخطة .
مسؤول أميركي: المباحثات حول سوريا “تبقى صعبة“
أعلن مسؤول أميركي كبير أنّ المباحثات التي تجريها “مجموعة العمل حول سوريا” السبت في جنيف “تبقى صعبة”. وأضاف: “نعمل على ذلك اليوم، لكننا بحاجة الى خطة قوية وذات صدقية، ربما نتوصل الى اتفاق، وربما لا نتوصّل”.
يشار إلى أنّ المحادثات بين الروس والبلدان الغربيّة تصطدم بمصير الرئيس السوري بشّار الاسد، ففيما تطالب الولايات المتحدة بتنحيه، تعتبر روسيا حليفة الحكم السوري منذ فترة طويلة أنّ على القوى الاجنبية ان لا تقرر نتائج العملية الانتقالية في سوريا.
(أ.ف.ب.)
نص الاتفاق محل خلاف واعتراض على بعض الوفود
شكوك تحيط بلقاء جنيف حول سوريا
بدأ في جنيف اجتماع وزاري لمجموعة الاتصال حول سوريا، توقع وزير بريطاني ألا يحمل جديدا، في ضوء معارضة روسية صينية لأي عملية انتقالية تتضمن رحيل الرئيس بشار الأسد، وسط تحذيرات من المبعوث الأممي العربي كوفي أنان من أن فشل اللقاء قد يوصل العنف إلى نقطة “اللاعودة”.
وتحضر الاجتماع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، إضافة إلى العراق والكويت وقطر (باعتبارها ترأس لجانا في الجامعة العربية). كما يحضره الأمينان العامان للجامعة العربية والأمم المتحدة نبيل العربي وبان كي مون، ومسؤولة الشؤون الأمنية والسياسية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون.
وهدف الاجتماع “تحديد المراحل والتدابير لتأمين التطبيق الكامل لخطة النقاط الست وقراري مجلس الأمن 2042 و2043، بما في ذلك الوقف الفوري للعنف بكل أشكاله” كما ذكر أنان سابقا.
خلاف على النص
وسبق لقاء جنيف اجتماع أمس في بطرسبرغ الروسية لوزيريْ خارجية الولايات المتحدة وروسيا لتخفيف حدة الخلافات حول النص الذي سيكون أساسا لأي اتفاق محتمل.
ويقضي النص الذي تقدم به أنان بتشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية لها كل الصلاحيات التنفيذية، وتضم أفرادا من حكومة الأسد وأفرادا من المعارضة ومجموعات أخرى، وتكون مهمتها صياغة دستور جديد وتنظيم انتخابات.
لكن هذه الحكومة لن تضم “من يضر بقاءهم ومشاركتهم بمصداقية المرحلة الانتقالية، ويهدد الاستقرار والمصالحة”.
وتصر واشنطن على أن الأسد يجب أن لا يبقى في السلطة، لكن روسيا تقول إنها ترفض أي حل يأتي من الخارج، وإن مصير الأسد يجب أن يحدده السوريون.
وقالت كلينتون قبل لقائها لافروف أمس إن كل المشاركين في لقاء جنيف إنما يحضرون على أساس الخطة الانتقالية التي وضعها أنان.
لكن لافروف -الذي تعتبر حكومته النصير الرئيسي لنظام بشار الأسد– استبق اجتماعه بكلينتون بالتشديد على أن مهمة لقاء جنيف تحديد الشروط لإنهاء العنف وبدء حوار وطني شامل، لا تحديد مضمون الحوار مسبقا. وقال إن “روسيا لا يمكن أن تدعم ولن تدعم أي وصفة مفروضة من الخارج”.
وشكك وزير خارجية بريطانيا وليام هيغ متحدثا للصحفيين بجنيف، في إمكانية تحقيق اتفاق على المرحلة الانتقالية مع استمرار الخلاف مع روسيا والصين.
وتوقع هيغ محادثات “صعبة للغاية”، ودعا موسكو وبكين إلى قبول خطة الانتقال السلمي، لتكون “هناك فرصة أمام المجتمع الدولي ليكون أقوى كثيرا ويتحرك بشكل أكثر حسما”.
من جهته، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي عن أمله في التوصل إلى توافق بشأن الأزمة السورية. وقال قبيل الاجتماع إن الأطراف المشاركة في اجتماع جنيف موافقة على خطة أنان حول انتقال سياسي في سوريا.
من جانبه أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ضرورة أن يكون لخطة أنان سقف زمني وجدول محدد لتنفيذها، وأن يتم تعزيزها بالفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
نقطة اللاعودة
وقد حذر أنان في لقاء مع صحيفة سويسرية من أن العنف في سوريا قد يصل عاجلا إلى نقطة “اللاعودة” إن فشل اجتماع جنيف.
وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بلغ عدد القتلى في سوريا نحو 15 ألفا منذ بدء الثورة في مارس/آذار 2011. وسقط أمس الجمعة وحده أكثر من 180 قتيلا حسب ناشطين ومنظمات حقوقية.
وقد تزايد العنف بشكل لافت منذ انتشرت بعثة مراقبين أمميين انتهى بها الأمر هذا الشهر إلى تعليق عملها.
وقال أنان لصحيفة لو تان “إذا كان جميع المشاركين مستعدين للتحرك تبعا لما يقتضيه الظرف، نستطيع وقف هذه الموجة من العنف وسلوك طريق السلام”، وإلا “ستستمر هذه الدوامة المشؤومة ويمكن أن تبلغ نقطة اللاعودة في القريب العاجل”.
كما دعا أنان القوى الدولية التي تملك تأثيرا على أطراف الأزمة إلى “التصرف بإيجابية من أجل السلام”.
لقاءات المعارضة
ورحب المجلس الوطني السوري -الذي يمثل أهم مكونات المعارضة في المنفى- بالحوار سبيلا لإنهاء الأزمة، لكن ليس مع نظام الأسد.
وقال عضو المجلس خالد صالح “إذا كان ذلك (إنهاء العنف) يتأتى عبر الحوار السياسي فإننا مستعدون للقيام بذلك”، لكنه استطرد “لسنا مستعدين لمفاوضة السيد الأسد ومن قتلوا السوريين.. لن نتفاوض إلا إذا غادروا سوريا”.
وأشّرت طبيعة الوفود التي تحضر لقاء جنيف على حجم الخلافات الروسية الأميركية، فقد غابت السعودية التي رفضت روسيا مشاركتها لأنها تدعم المعارضة المسلحة، كما غابت إيران بطلب من الولايات المتحدة لأنها تدعم نظام الأسد.
من ناحية أخرى، تستضيف الجامعة العربية يومي الاثنين والثلاثاء في القاهرة “المؤتمر الموسع للمعارضة السورية” الذي دعيت إليه 200 شخصية من أجل التوصل إلى “رؤية مشتركة للمرحلة القادمة”، حسب مسؤول رفيع في الجامعة.
ووجهت الدعوة لوزراء خارجية الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن وللعراق (رئيس القمة العربية) والكويت (رئيسة الدورة الحالية لمجلس الجامعة) وقطر (رئيسة اللجنة العربية المعنية بالأزمة السورية)، إضافة إلى أنان والدول التي استضافت مؤتمر أصدقاء سوريا وهي تركيا وتونس وفرنسا.
مقتل 22 شخصا اليوم
قصف مدن سورية و”الحر” يدمر مطارا بحلب
النظام يصعد من عملياته العسكرية في مختلف أرجاء سوريا
وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 22 شخصا اليوم بنيران قوات النظام، معظمهم في حلب وريف دمشق وحماة، وسط تصعيد وتيرة العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش النظامي في مختلف أنحاء البلاد، بينما تمكّن الجيش السوري الحر من تدمير مطار عسكري في محافظة حلب.
وطبقا للشبكة فإن بين القتلى طفلين وسيدة ومجندين منشقين. وفي تفاصيل القتلى أشار نفس المصدر إلى مقتل خمسة في كل من حلب وريف دمشق، وأربعة في درعا وثلاثة في حماة، واثنين في كل من دير الزور وإدلب، وواحد في حمص.
وقد أظهرت صور بثها ناشطون على الإنترنت تعرض جامع خالد بن الوليد في حي الخالدية وسط مدينة حمص لقصف بقذائف الهاون. وتحدث ناشطون عن اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام التي واصلت قصف أحياء الخالدية والحميدية وجورة الشياح والقصور في حمص.
وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن قصفا عنيفا ومتواصلا من جميع أنواع الأسلحة يستهدف معظم أحياء حمص، في ظل حصار خانق لآلاف السكان ونقص شديد بالمعدات والكوادر الطبية والماء.
تدمير مطار
وأفاد ناشطون سوريون بأن الجيش الحر تمكن من تدمير مطار منّغْ العسكري شمال مدينة حلب قبل فجر اليوم السبت.
وقالت مصادر الناشطين إن عملية نوعية جرت في ريف حلب نفذها الجيش الحر استهدفت قاعدة عسكرية جوية تستخدمها القوات التابعة للنظام لقصف مناطق وبلدات ريف حلب. وقد شوهدت ألسنة اللهب والدخان تتصاعد فوق المقر العسكري.
في غضون ذلك واصل الجيش النظامي قصفه للريف الشمالي لحلب، وتعرضت بلدة ماير لقصف عنيف وسط انقطاع للاتصالات والإنترنت والكهرباء عن الريف الشمالي.
وفي وقت سابق قال قائد المجلس العسكري بمحافظة إدلب العقيد عفيف سليمان للجزيرة إن عناصر الجيش الحر يسيطرون على معظم مناطق المحافظة، بينما تسيطر القوات التابعة للرئيس بشار الأسد على مدينة إدلب.
وفي السياق قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المقاتلين المعارضين يعززون سيطرتهم على مناطق المحافظة التي شهدت مقتل رجل ونجله جراء القصف على قرية حيش.
وقد اقتحمت القوات النظامية مدينة دوما في ريف دمشق صباح السبت، ضمن حملة عسكرية وصفت بأنها الأعنف منذ يدايتها يوم 21 يونيو/حزيران الجاري، وأسفرت عن مقتل العشرات وجرح المئات، وتزامنت مع تصاعد الاحتجاجات في ريف دمشق وصولا الى داخل العاصمة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية إن القوات النظامية “تعيث فسادا في المدينة حيث تقتحم البيوت وتحطم محتوياتها”، وأضاف أنه “جرى توثيق إعدام مقاتلين اثنين ميدانيا على يد قوات النظام، وهناك تقارير عن حالات أخرى لكننا لم نوثقها بعد”.
صور بثها ناشطون على الإنترنت لقصف قوات النظام بالهاون والصواريخ حيّي الخالدية والحميدية في حمص
انفجارات واشتباكات
في هذه الأثناء وقعت انفجارات في مناطق عدة من سوريا صباح اليوم السبت، فقد قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن انفجارات شديدة هزت حي القابون الدمشقي وحي الجميلية قرب مديرية حلب، إضافة إلى انفجار أنبوب نفط يمر بجوار مدينة القورية في دير الزور.
وقال المرصد إن الاشتباكات ما زالت مستمرة في دير الزور التي تعد خارجة عن سيطرة السلطات السورية، وقد أسفرت حتى الآن عن مقتل عسكري منشق وطبيب.
وفي درعا، واصلت القوات النظامية اليوم حملاتها الأمنية وعمليات الدهم والاعتقال والانتشار الأمني المكثف المدعوم بالمدرعات.
وقال ناشطون إن قوات النظام واصلت قصف درعا البلد صباح اليوم وشنت حملة دهم واعتقال في الحي.
وتقتحم قوات الأمن مدعومة بالعربات المدرعة ورشاشات مضادة للطيران حي درعا المحطة، وسط إطلاق نار كثيف والقناصة المتمركزة فوق الحواجز والفروع الأمنية المحيطة بمنطقة الكاشف.
كما تدور اشتباكات عنيفة عند مداخل بلدة إبطع بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية التي تستخدم الطائرات المروحية في العمليات، بحسب المرصد السوري الذي أشار إلى تعرض بلدة خربة غزالة لإطلاق نار من رشاشات المروحيات.
نازحو حمص مشردون داخل وطنهم
لم تستطع الأرملة أم خالد أن تواري دموعها وهي تتحدث عن بيتها الذي تركته في حمص وسط سوريا، هربا من جحيم القصف الذي تنفذه القوات النظامية, ضمن آلاف العائلات التي قصد بعضها محافظات بالداخل, بينما قصدت أخرى ما وراء الحدود انتظارا للحظة العودة.
تقول أم خالد للجزيرة نت “وحده الله يعلم أي مشقة تكبدتها خلال السنوات الماضية لإيجاد سقف يؤويني وأولادي وكيف أثثته بأغراض بسيطة”.
غادرت أم خالد حي البياضة مع أسرتها في ليلة اشتد فيها التوتر دون أن يحملوا معهم أية أمتعة أو أوراق ثبوتية، خرجوا بالثياب التي كانوا يرتدونها، وقالت إن الثوار أوصلوهم إلى بداية طريق الشام، ومن هناك بدأت رحلة التنقل من بيت لآخر، وبعد التنقل من مكان إلى آخر تعيش الآن مع ثلاث أسر من أقاربها في شقة صغيرة بريف دمشق تبرع بها صاحبها لإيوائهم.
عندما التقت بها الجزيرة نت كانت قد عادت للتو بقدر طعام قامت بطهوه في منزل بآخر بالحي بسبب نفاد غاز الطبخ لديها، قالت إنها سجلت اسمها في قوائم البلدية بانتظار وصول دورها كي تتمكن من شراء أسطوانة غاز.
ولا تزال أم خالد تأمل أن تتمكن من العودة إلى هناك وأن تجد سبيلا إلى ترميم بيتها وتمني نفسها بأن تصوم شهر رمضان في حمص شأنها في ذلك شأن بقية العائلات التي تعيش على أمل الرجوع قبل رمضان.
مشقة النزوح زادت من المشاكل الصحية التي تعاني منها تلك السيدة وأقاربها، وبتكافل سكان البلدة أجريت لها عملية جراحية، في حين أن الطبيب وصف ما تعاني منه أختها بالكآبة الشديدة، الأمر الذي يفسر عدم قدرتها على النوم إضافة إلى معاناتها من أمراض في القلب.
فقدان المنازل
إحدى الناشطات في مجال الإغاثة قالت للجزيرة نت إن “الأنباء التي تصل النازحين عن تدمير منازلهم أو إحراقها تجعلهم يدخلون في مرحلة ثانية من الصدمة”.
وأشارت إلى أن المعونات والتبرعات في تناقص، فهناك حاجة للحصول على موارد ثابتة وتلافي فتور المتبرعين، وخاصة بعد تجدد الحاجة إلى مستلزمات أخرى مع دخول فصل الصيف، فأغطية الصوف التي وزعت في الشتاء لم يعد ممكنا استخدامها في حر الصيف، بحسب الناشطة التي قالت إنهم يعملون على تأمين أغطية صيفية وبرادات من أجل حفظ الأطعمة، ناهيك عن المشاكل الصحية والاحتياجات الطبية والدوائية، مع العلم أن معظم النازحين أطفال وكبار سن.
وأشارت إلى أن تكافل الأهالي هو المصدر الأول للمساعدات إلى جانب ما تقدمه بعض الجمعيات الخيرية أحيانا، وذكرت أن إحدى تلك الجمعيات كانت تسأل ما إذا كانت العائلة المحتاجة ذات توجهات معارضة للنظام قبل أن تقرر تقديم العون لها بحجة تجنب المشاكل مع الدولة.
أبو سليمان أحد سكان ريف دمشق استقبلت بلدته أكثر من ألف عائلة قال إن جميع الأهالي بلا استثناء ساهموا في التبرع، كل حسب قدرته، وكثير من المغتربين فتحوا أبواب بيوتهم لتلك الأسر، حتى ذوو الدخول الضعيفة شاركوا في التبرع.
فرص عمل
عدد من العائلات النازحة رغم صعوبة ظروفها تكد من أجل كسب قوت يومها بعرقها، كما هو حال معطي الذي يبيع الخضروات والفواكه أمام باب البيت الذي يعيش فيه، في حين أن علاء وزوجته وأولاده بدؤوا العمل في معمل صغير لصناعة الألبان.
ويرى ناشطون أن توفير عمل يدر على هؤلاء بعض المال أكثر فعالية من التركيز على تقديم المعونات فقط، ويقولون إنهم يعتمدون على علاقاتهم الشخصية للبحث عن عمل للشباب القادرين عليه رغم عدم سهولة ذلك في ظل الأوضاع المتوترة.
تبعات الحشد العسكري التركي بحدود سوريا
دفعت تركيا بتعزيزات عسكرية إلى الحدود المشتركة مع سوريا، وهي الخطوة التي ردت عليها دمشق بحشد عشرات الدبابات على الطرف الآخر من الحدود. وبينما فسرت هذه الخطوة ضمن تبعات إسقاط القوات السورية للطائرة التركية يوم الجمعة الماضي، تختلف التقديرات حول مآلات هذا التوتر وتأثيره المحتمل على مسار الأزمة السورية.
التقديرات تشير إلى أن الحشود العسكرية التركية تكونت من قرابة ثلاثين مركبة عسكرية وشاحنات تحمل بطاريات صواريخ. ووفقا لوكالة الأناضول الرسمية، ستنتشر تلك الآليات على طول الحدود في سانليورفا وإقليم هاتاي المتاخم لسوريا، بينما نقلت صحيفة “طرف” التركية عن مصادر -لم تحدد هويتها- أن انتشار القوات يعتبر بمثابة إقامة “ممر أمني” على الأراضي التركية.
وجاءت هذه التعزيزات موازاة مع تأكيد مجلس الأمن القومي التركي أمس أن أنقرة سترد بحزم -لكن في إطار القانون الدولي- على إسقاط سوريا طائرة الاستطلاع التركية، واصفا في بيان صدر بعد اجتماع استمر خمس ساعات، إسقاط الطائرة بأنه عمل “عدائي”. وقال المجلس الذي يضم رئيس البلاد ووزراء بارزين وقادة عسكريين، “ستتصرف تركيا بحزم لاستخدام جميع حقوقها في إطار القانون الدولي للرد على هذا العمل العدائي”.
في المقابل قال رئيس المجلس العسكري الأعلى المعارض اللواء مصطفى الشيخ إن قوات الحكومة السورية حشدت نحو 170 دبابة إلى الشمال من مدينة حلب قرب الحدود مع تركيا، وأشار إلى أن الدبابات تجمعت في مدرسة المشاة قرب قرية المسلمية إلى الشمال الشرقي من مدينة حلب على بعد 30 كلم من الحدود التركية.
تبعات الاحتقان
وفي قراءة لهذه التطورات، قال مدير المعهد التركي العربي للدراسات محمد العادل إن هذه التحركات تندرج ضمن تبعات حالة الاحتقان بين سوريا وتركيا نتيجة إسقاط الطائرة التركية، وعدم تجاوب دمشق مع مطالب الاعتذار التي رفعتها أنقرة.
وأشار العادل في اتصال مع الجزيرة نت إلى أن مبررات التحرك العسكري التركي تكمن في تخوف أنقرة من تصرفات قد تصدر عن النظام السوري الذي يعيش “حالة من عدم التوازن والهستيريا” كانت واضحة في طريقة تعامله مع الطائرة التركية.
وأوضح أن تركيا استقبلت آلاف اللاجئين السوريين وعشرات الضباط المنشقين، وهي مسؤولة عن تأمينهم وحمايتهم من هجمات محتملة من قبل الشبيحة أو عناصر موالية للنظام السوري، مشيرا إلى أن هناك حالة توجس في أنقرة من استخدام دمشق ورقة حزب العمال الكردستاني عبر توفير الدعم لعناصره الذين يعيشون حالة من القلق في شمال العراق.
ووفقا لتقديرات العادل فإن المبررات السابقة تؤكد أن التحركات العسكرية التركية تهدف إلى حماية الحدود، ولا يمكن أن تكون في إطار استعدادات لشن عمل عسكري. واعتبر أن أقصى ما يمكن أن تصل إليه التحركات التركية لن يبتعد عن فرض منطقة عازلة أو إقرار منطقة حظر جوي في سوريا.
وأشار إلى أن النظام التركي مقتنع بأن أي مواجهة عسكرية ستصب في مصلحة النظام السوري، لأنها ستطيل من عمره وتلفت الأنظار عن الثورة السورية، كما أنها ستدفع أطرافا إقليمية للتدخل بدعوى منع تركيا من السيطرة على سوريا.
تطمين داخلي
في المقابل قال الخبير العسكري فادي نصار إن الحشود العسكرية التركية لا تؤشر على احتمال مواجهة عسكرية بين الطرفين، وأوضح أنها تهدف إلى تقديم تطمينات للرأي العام الداخلي في تركيا بوجود رد فعل على إسقاط الطائرة.
واعتبر نصار في اتصال مع الجزيرة نت أن التعزيزات العسكرية التركية قد تندرج ضمن خطط مساعدة الثوار السوريين وتوفير غطاء لنشاطهم، في ظل وجود العديد من قيادات الجيش السوري الحر في الأراضي التركية.
وأشار إلى أن الظروف غير مواتية للطرفين للدخول في صراع عسكري مباشر، خاصة في ظل اختيار سوريا عدم تبني اللهجة التصعيدية بعد حادثة الطائرة.
ولم يستبعد نصار تغيير هذه المواقف بناء على المعطيات اليتي ستفرزها التحركات الدبلوماسية في الأيام القادمة، بداية من مؤتمر جنيف الذي سيجمع يوم غد السبت عددا من الأطراف المهتمة بالملف السوري
ماذا يجول بخلد روسيا إزاء سوريا؟
أوردت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية مجموعة نقاط ترى أنها السبب في موقف روسيا المدافع عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وذهابها إلى استخدام حق النقض في مجلس الأمن مرتين، لمنع قرارات كان من شأنها أن تسهل عملية إزاحة الأسد عن السلطة.
وتجمل الصحيفة أسباب دفاع روسيا المستميت عن الأسد في الآتي:
السيادة
عادة ما يأخذ الروس مبدأ السيادة على محمل الجد، ويرون أن أي تدخل خارجي في سوريا تعد على سيادة دمشق، وسلطة أي دولة في تحديد مسار شؤونها الداخلية بنفسها. ورغم المآخذ التي يأخذها الروس على مبدأ السيادة في ميثاق الأمم المتحدة، فإنهم يرون أن صيانة حرمة الدول وسلطتها على شؤونها الداخلية، هي السبيل الوحيد للوقوف بوجه سيطرة الإمبريالية الجديدة وابتلاع الدول القوية لتلك الضعيفة.
وبناء على ذلك تعتقد روسيا بأن الدول الغربية تخدم مصالحها السياسية في القضية السورية تحت شعار إنساني، وأن التدخل “لحماية” المدنيين سيعرض السيادة السورية للخطر، وترى أن من واجبها العمل على منع مثل تلك الممارسات.
ولكن الصحيفة تعود لتنتقد الازدواجية الروسية، وتقول إن غيرتها على سيادة الدول تتوقف عندما يتعلق الأمر بجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، إذ بعد دحرها لجورجيا في حرب عام 2008 اعترفت بجمهوريتين انفصاليتين هما أوسيتيا وأبخازيا الجنوبية، وبذلك فرضت التفكك على دولة ذات سيادة.
من جهة أخرى يقول خبراء إن الكرملين يخاف أن تستخدم سابقة استخدام القوة لتغيير النظام السوري ضده في المستقبل، وذلك في ظل وجود عشرات الآلاف من المتظاهرين الروس ضد سياسات الكرملين في الشوارع.. قد لا يبدو سيناريو التخوف الروسي أمرا مبالغا فيه.
الأمر الواقع
يوجد لدى روسيا دوافع قوية لتأييد استمرار الوضع الحالي في سوريا، فالرئيس السوري الراحل حافظ الأسد والد الرئيس الحالي عقد حلفا إستراتيجيا مع الاتحاد السوفياتي عام 1971، ومنذ ذلك الحين أصبح الاتحاد -ومن ثم وريثته روسيا- المورد الأول للسلاح السوري. ومع التغير الجذري لخارطة التحالفات في المشرق العربي، أصبحت سوريا منذ سنين عديدة الحليف الأوحد والقبلة الوحيدة للصادرات العسكرية الروسية في الشرق الأوسط.
المسيحيون السوريون
ترى الصحيفة أن هذا الموضوع لم يحظ بالاهتمام المطلوب حتى الآن، وهو موقف الكنيسة الأرثوذكسية الروسية التي ترى نفسها الحامي لمسيحيي سوريا الأرثوذكس الذين يشكلون نحو 10% من السوريين.
وتنقل الصحيفة عن الخبير في معهد العلاقات الدولية والاقتصاد العالمي في موسكو فلاديمير إيفسييف، قوله إن “الكنيسة الأرثوذكسية تضغط بشدة على الكرملين ليدافع عن مسيحيي سوريا الذين ضمن نظام الأسد أمنهم طوال السنين الماضية”.
انعدام الثقة
لقد أصبحت روسيا في عهد فلاديمير بوتين تفتقر إلى الثقة بدوافع وأداء الغرب. وترى الصحيفة أن موسكو خرجت بتجربة مريرة من عملها مع القوى الغربية في يوغسلافيا السابقة، حيث انتهى الأمر إلى فرض الدول الغربية إرادتها على حلفاء الروس هناك مثل صربيا، وفرض استقلال كوسوفو.
من جهة أخرى صبت الحروب التي قادتها أميركا في العراق وأفغانستان الملح على الجرح الذي تسببه الغرب في الجسد الروسي، حيث تفتقر الحروب الأميركية من أجل تغيير الأنظمة إلى رؤية سياسية.
أما القشة التي قصمت ظهر البعير، فكان إقناع روسيا العام الماضي بعدم استخدام حق النقض في قرار مجلس الأمن رقم 1973 الذي قيل لموسكو بأن هدفه حماية المدنيين، ولكنه تحول فيما بعد إلى أداة لدعم المعارضين المسلحين المناوئين للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
اختلاف في الرؤى
روسيا ترى “الكابوس” الذي يتجسد في سوريا من زاوية تختلف تماما عن الزاوية التي يرى منها الغرب.
يقول الخبراء الروس إن زملاءهم الغربيين أغفلوا تماما الآثار السلبية التي يخلفها تغيير الأنظمة والحكام الشموليين بالقوة، حيث ينتج عن ذلك عادة تعقيدات اجتماعية توقض قيم العصور القديمة التي سبقت التمدن، وانقسامات دينية وقبلية، الأمر الذي يؤدي إلى خروج مظاهرات “تسمى مطالبة بالديمقراطية”.
ويقول الخبير المقرب من الكرملين سيرغي مارغوف الذي قدم استشارات متكررة لبوتين، إن “ما نراه في سوريا حالة في غاية الصعوبة وتهدد بتفجر حمام دم.. لا يوجد هناك مثل الأسد.. وإذا ما أزيح فإن الدولة برمتها ستنهار وسيكون لذلك عواقب وخيمة”.
وأشارت الصحيفة إلى التخوف الروسي من أي فرصة لصعود “الإسلام السياسي”، حيث تخشى أن ينعكس ذلك إيجابا على سعي أقليتها المسلمة في الشيشان وغيرها من الأقاليم الروسية للانفصال عنها، وتخشى أن تكون إزاحة الأسد فرصة لصعود تيارات تمثل خطرا على الأمن القومي الروسي من وجهة نظرها.
تقييم نظام الأسد
يصر الخبراء الروس على أن الدعم الروسي لسوريا ليس كما يحاول البعض تصويره على أنه دعم قائم على تشابه الأنظمة والعاطفة، ولكنه دعم قائم على تقييم دقيق لنظام الأسد الذي تعتقد روسيا بأنه قادر على الانتصار في النهاية.
ويستند هؤلاء في تحليلاتهم إلى دعم المسيحيين والعلويين والطبقة السورية الوسطى من الطائفة السنية لنظام الأسد، ويقدّرون بهذا الشكل أن الأسد يتمتع بدعم نحو 30% من المجتمع السوري، وعلاوة على ذلك العامل الأهم: الولاء القوي للجيش وقوى الأمن.
وتخلص الصحيفة إلى القول إن روسيا لن تتخلى عن الأسد إلا إذا اقتنعت بعدم وجود أي حلول قد تنقذه كما حدث في الملف الليبي، حيث بقيت روسيا تؤيد القذافي حتى آخر لحظة، ولكن بعد مقتل الأخير بدّلت من لهجتها سريعا واعترفت بتحالف الثوار الذين أسقطوا القذافي.
المصدر:كريستيان ساينس مونيتور
“عدسة شاب حمصي” ترسم خارطة حمص بكاميرا أبنائها
صفحة فيسبوك توثق دمار المدينة وتحافظ على الذاكرة
دمشق – جفرا بهاء
“عدسة شاب حمصي” ليست ككل الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك”، فالصفحة توثق حمص وتصور الخراب، وترسم خارطة حمص الجديدة.
تدخل إلى حمص فيستوقفك الخراب، تستوقفك حياة تنقصها الحياة، ويظهر الموت متلاعباً بها، للدرجة التي أصبح من الصعب على ابن حمص أن يذهب من حي إلى آخر والعودة دون أن يشعر أنه ضل طريقه، إذ إن ملامح المدينة اختلفت ودمرت، وبات الحمصي المقيم خارج سوريا أو حتى خارج حمص لا يستطيع أن يعرف إن كان منزله أو حارته أو حيه لا يزال واقفاً أم أنه دمر وساوى الأرض.
وكما أن الحمصي واجه عنف النظام السوري بالنكتة والسخرية، وقض مضجعهم بابتكار كل الوسائل والشعارات والطرق لإثبات أنه لا يزال موجودا، وأنه مصر على الثورة، خرج من بين هؤلاء الشباب من قرر توثيق “حموصة” كما يسميها أولادها.
“عدسة شاب حمصي” تصور الأحياء، وتضع العناوين بدقة إلى درجة تجعل البعض يطلب تصوير منطقة بذاتها لمعرفة ما إذا كان بيتهم أو محلهم وربما حارتهم كلها على قيد الحياة.
علقت Dania Abed، على صورة لحي القصور – مقابل مغسلة العابد: مغسلة بابا، لتعتصر قلوب الكثيرين عليها وليحاولوا عن طريق التعليقات التخفيف عنها.
ولنفس الصورة وإثباتاً من الحماصنة أنهم يسرقون ابتسامتهم في كل الأوقات، كتب Bashar Sawah لنفس الصورة: “مسكين صاحب السيارة جابها للغسيل… قامت انغسلت عالخالص”.
صورت “عدسة شاب حمصي” حي باب الدريب، لتكتشف Rose Moon أن “هذا ما تبقى يا حارتي لا تدمعي حبيبتي فغدا سأبنيكي وألملم كل دمعاتك”.
وليحاول Rifaee Nabil معرفة مصير البناية التي كانت تضم منزله: “أخي ببوس إيدك بس صورة صوب بياع حلاوة الجبن الرفاعي معملوها ما المحل لانو عم يقولولي البناي صارت بالأرض بناية الرفاعي”.
حمص عصية على الموت
أنجبت حمص مصوريها، ومخرجيها، وكرستهم كرواد للإعلام السوري الحديث، وهي الآن بدأت تنجب موثقيها وتأرشف تاريخها.
وتبدو صفحة “عدسة شاب حمصي” ملهمة لباقي محافظات ومدن سوريا، لتظهر عدسة شاب حلبي، عدسة شاب شامي، عدسة شاب ديري، عدسة شاب دمشقي، عدسة شاب حموي، عدسة شاب سلموني.
كتب أحد الشباب CryStal FreeDom تحت صورة بستان الديوان: “أنا كل ما بفوت ع صفحتك ببكي وبطلع .. بس برده بفوت.. مشان وقت أنزل أعرف شو ناطرني”.
في حمص تنتمي للحياة التي فقدت الحياة، تخاف من تلك الرجولة، وتنحني لكل تلك الروح التي لم تكسرها القنابل والمدافع والطائرات، وما زالت تبكي السوريين وتضحكهم في آن معاً.
الجيش الحر ينسحب من دوما والنظام يرتكب مجزرة بحماة
أكثر من 700 قتيل في سوريا خلال سبعة أيام
العربية.نت
اقتحمت القوات النظامية السورية مدينة دوما في ريف دمشق صباح اليوم السبت، وأفاد ناشطون في المدينة التي تبعد حوالي 10 كيلومترات عن وسط العاصمة أن المقاتلين المعارضين انسحبوا منها صباح اليوم وأن القوات النظامية دخلتها بعد حملة عسكرية هي الأعنف بدأت في الحادي والعشرين من الشهر الجاري، وأسفرت عن مقتل العشرات وجرح المئات، وتزامنت مع تصاعد الاحتجاجات في الريف الدمشقي وصولا إلى داخل العاصمة.
وتواصلت الاشتباكات والعمليات العسكرية في مختلف مناطق البلاد، بحسب ما أفاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان بحسب وكالة “فرانس برس”.
ووصل عد القتلى اليوم إلى هذه اللحظة 11 قتيلا معظمهم في درعا، وهز انفجار شديد حي القابون الدمشقي لم تعرف ملابساته، بحسب المرصد وناشطين في العاصمة، ولم يسجل سقوط ضحايا حتى اللحظة.
مجزرة في حماة
وقالت تنسيقية الثورة السورية في حماة وريفها إن قوات النظام ارتكبت مجزرة بحق مدنيين في المدينة.
ولاتزال قوات النظام السوري مستمرة في عملياتها العسكرية ضد المدن والقرى السورية ولايزال قتل المدنيين مستمراً دون توقف وخلال الأيام السبعة الماضية قتلت قوات النظام أكثر من 729 مدنيا، وشهدت الساعات الأخيرة استمرار عمليات القصف العشوائي التي تقوم بها قوات النظام ضد عدد من المدن والقرى باستخدام المدافع الثقيلة والمروحيات.
كما قصف جيش النظام المنازل في ريف دمشق تزامنا مع تحليق للطيران الحربي.
هذا وتواصل القصف العشوائي لليوم الخامس على التوالي من قبل اللواء الثاني والخمسين التابع لقوات النظام على بلدة الحراك بدرعا باستخدام المدفعية والهاون.
كما شن الطيران المروحي التابع للنظام علميات قصف مروحي على ريف حماة.
وسقط العديد من الجرحى إضافة لتدمير عدد من المنازل جراء القصف العنيف على قريتي جوسية والزراعة بحمص.
وهزت انفجارات مناطق عدة من سوريا صباح اليوم السبت فيما تواصلت الاشتباكات والعمليات العسكرية في مختلف مناطق البلاد، بحسب ما أفاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد في بيان إن انفجارا شديدا هز حي القابون الدمشقي حيث تصاعدت أعمدة الدخان، من دون أن تسجل إصابات حتى اللحظة.
وسقط أمس الجمعة، 75 قتيلا في أعمال عنف متفرقة في البلاد بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقتل منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا في منتصف مارس/آذار 2011 أكثر من 16 ألف شخص، بحسب أرقام المرصد.
وليام هيغ: النظام السوري أجهض خطة النقاط الست
بريطانيا تشكك بإمكانية التوصل إلى اتفاق على مرحلة انتقالية بسبب معارضة الصين وروسيا
العربية.نت
افتتح اليوم السبت في جنيف اجتماع مجموعة العمل حول سوريا المكلفة إيجاد توافق دولي حول فترة انتقالية سلمية في سوريا بتأخير ساعتين بسبب مشاورات تمهيدية عديدة، على ما أفاد مراسل فرانس برس.
وتضم المجموعة التي تجتمع لأول مرة وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا) وثلاث دول تمثل الجامعة العربية (العراق والكويت وقطر) وتركيا، كما تضم الأمينين العامين للجامعة العربية والأمم المتحدة ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي.
ومن نقاط الاختلاف مسألة الحكومة الانتقالية ورحيل الرئيس بشار الأسد، بينما اتفقت الدول الأوروبية والعربية والولايات المتحدة على عملية انتقالية.
قال لوران فابيوس، وزير الخارجية الفرنسي لـ”العربية”: “الوضع في سوريا مأساوي، حيث يتساقط عشرات القتلى في كل يوم، وقد تجاوز عدد الضحايا 15 ألفا منذ بداية هذ النزاع، ومن الضروري وقف العنف الآن ويتم البدء في مرحلة سياسية انتقالية. وقد قدم السيد كوفي عنان اقتراحات منطقية، وأتمنى أن تتم المصادقة عليها وهو ما نبحثه في الاجتماع”.
أكد ويليام هيغ، وزير الخارجية البريطاني في تصريح لـ”العربية”، أن خطة النقاط الست لم تطبق، والأمر قد يتكرر بالنسبة للاقتراحات الحالية، حيث لم يسحب النظام السوري آلياته من المناطق الآهلة بالسكان، وبذلك فهو أجهض خطة النقاط الست، وإذا توصلنا إلى اتفاق في جنيف فسنعرضه على مجلس الأمن من خلال إصدار قرار قوي بمقتضى الفصل السابع، حيث يكلف المجموعة الدولية بتنفيذ القرار بما يترتب على ذلك من عواقب.
لذلك أرى فرصة بالنسبة للمجموعة الدولية، لأن تصدر موقفا أكثر قوة ولا يتحقق ذلك إلا إذا انضمت روسيا والصين للجهود الجارية.
وشكك هيغ قبل افتتاح الاجتماع في إمكانية التوصل إلى اتفاق على مرحلة انتقالية في سوريا بسبب معارضة الصين وروسيا.
وقال هيغ للصحافيين لدى وصوله إلى مقر الأمم المتحدة في جنيف للمشاركة في محادثات حول الأزمة دعا إليها المبعوث الدولي كوفي عنان “لم نتوصل إلى اتفاق مسبق مع روسيا والصين. وذلك يبقى صعبا للغاية، ولا أعلم إن كان هذا الأمر ممكنا أم لا”.
وتتمثل إحدى نقاط الخلاف في مسألة تشكيل حكومة انتقالية. وقال وزير الخارجية البريطاني إن البلدان الأوروبية والبلدان العربية والولايات المتحدة متفقة على العملية الانتقالية.
وأضاف الوزير البريطاني أن “مستقبلا مستقرا لسوريا يتضمن تنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن الحكم”. ورفضت روسيا في الأيام الأخيرة اقتراح عنان أن يوافق الأسد على مغادرة الحكم من أجل نجاح خطة المرحلة الانتقالية. وقال هيغ محذرا “لا جدوى من توقيع اتفاق بلا قيمة أو اتفاق لا يؤدي إلى تقدم في الوضع، ونحن هنا في هذه الروحية”.
وتعتبر روسيا أن مصير الرئيس الأسد يجب أن “يتقرر في إطار حوار بين السوريين ومن قبل الشعب السوري نفسه”.
وقد أدى عدم التوصل إلى اتفاق مسبق إلى تمديد اجتماع جنيف إلى ما بعد ظهر السبت، فيما كان مقررا في الأصل أن ينتهي عند الظهر. ولم يسفر الاجتماع التحضيري الذي عقد الجمعة على مستوى كبار موظفي الدول المشاركة، عن التوصل إلى توافق، كما أكدت مختلف المصادر المشاركة في عملية التفاوض.
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس من جهته أن “كوفي عنان قدم مقترحات معقولة آمل في أن تحصل على الدعم والتأييد”.
وأضاف فابيوس أن “الوضع في سوريا وضع مأسوي. ويوميا ثمة عشرات وعشرات الأشخاص الذين يقتلون. ثمة حتى الآن ما يفوق 15 ألف شخص قتلوا منذ بداية هذا النزاع. ولا بد أن يتوقف ذلك وأن تحصل عملية انتقالية”.
ويلتقي اليوم السبت في جنيف للمرة الأولى وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي في محاولة للاتفاق على مرحلة انتقالية في سوريا ووقف دوامة العنف التي تغرق فيها البلاد، بحسب ما ذكرت وكالة فرانس برس.
ويوفر اللقاء الذي تعقده “مجموعة العمل حول سوريا” إطارا غير مسبوق بعيدا عن شكليات مجلس الأمن، سعياً لإيجاد توافق على آليات تطبيق خطة النقاط الست التي تم إقرارها في أبريل/نيسان إلا أن آثارها لا تزال بعيدة المنال بفعل تسارع التطورات الميدانية.
وإضافة إلى روسيا، والولايات المتحدة، والصين، وفرنسا وبريطانيا، والأمينين العامين للأمم المتحدة والجامعة العربية، والعراق، وقطر والكويت – في إطار المهام الدورية التي تتولاها حاليا في الجامعة العربية، تشارك تركيا والاتحاد الأوروبي في اجتماع جنيف.
وقال عنان إن “أهداف مجموعة العمل حول سوريا هي تحديد المراحل والتدابير لتأمين التطبيق الكامل لخطة النقاط الست وقراري مجلس الأمن 2042 و2043، بما في ذلك الوقف الفوري للعنف بكل أشكاله”.
وأضاف عنان “على مجموعة العمل الاتفاق أيضا على توجهات ومبادئ لانتقال سياسي يقوم به السوريون تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري، والاتفاق على جعل هذه الأهداف حقيقة على الأرض”.
وقد واجه هذا الاجتماع مخاضا عسيرا بعد تحفظات عدة أثارت مرارا شكوكا حيال انعقاده، إذ ارتفعت حدة المعارضة بين الغربيين والروس حول تشكيل حكومة انتقالية والآليات التطبيقية لهذه الخطة.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقب محادثات مع نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون الجمعة في سان بطرسبورغ أن روسيا ترى “فرصا جيدة جداً” لإحراز تقدم على صعيد حل الأزمة السورية خلال اجتماع جنيف.
واعتبرت الخارجية الروسية في بيان أن قرار منظمي مؤتمر جنيف عدم دعوة “بلدان مهمة مثل إيران والسعودية وجيران مباشرين لسوريا، كلبنان والأردن، إضافة إلى منظمة التعاون الإسلامي” ليس “القرار الأمثل”.
وفي محاولة لتقريب وجهات النظر، عقدت لجنة تحضيرية من موظفين رفيعي المستوى يمثلون جميع المشاركين في الاجتماع، سلسلة لقاءات طوال نهار الجمعة في جنيف. وقد أنهت اللجنة أعمالها بعد الظهر، في مؤشر على أن إطالة أمد المحادثات لم يكن ضرورياً.
عنان سيطرح خطة تستبعد الأسد من الحكومة الانتقالية
شدد على استكمال الانسحابات ونزع السلاح وتفكيك الجماعات المسلحة
العربية.نت
أكدت مصادر ديبلوماسية لقناة “العربية” أن كوفي عنان سيستثني الأسد من أي خطة للحل في سوريا، كما وأنه يشدد على ضرورة محاسبة من ارتكبوا جرائم خلال النزاع الدائر حالياً.
معايير حكومة الوحدة الوطنية
وأكدت المصادر أن عنان سيذكر أن “النزاع في سوريا سينتهي فقط عندما تعطى ضمانات لجميع الأطراف بوجود سبيل سلمي للوصول إلى مستقبل مشترك لصالح كل السوريين”.
وشرحت أن “هذا سيعني أن حكومة الوحدة الوطنية يجب أن تمارس سلطات تنفيذية كاملة، وأن تشتمل هذه الحكومة على أعضاء من الحكومة الحالية ومن المعارضة ومن مجموعات أخرى، ولكن يُستثنى منها أولئك الذين يشكل استمرار تواجدهم ومساهمتهم في عرقلة مصداقية العملية الانتقالية ويهدد الاستقرار والمصالحة”.
وأضافت المصادر أن عنان يشدد على ضرورة تمكين جميع مجموعات وشرائح المجتمع في سوريا من المشاركة في عملية الحوار الوطني التي يجب أن تكون “شاملة وذات مغزى، أي أن نتائجها يجب أن تطبق.
الاستقرار خلال المرحلة الانتقالية
وتابعت أن عنان يشدد على أن أي مرحلة انتقالية يجب أن تضمن سلامة الجميع في مناخ يعمه الاستقرار والهدوء مما يتطلب تعاون كافة الأطراف مع حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية لضمان الوقف الدائم للعنف عبر استكمال عمليات الانسحاب ونزع الأسلحة، وفك المجموعات المسلحة وإعادة إدماجها في القوات النظامية.
كما كشفت المصادر أن عنان يصر على ضمان استمرار عمل المؤسسات الحكومية، ومنها القوات العسكرية المسلحة، والأجهزة الأمنية، إلا أنه “يجب أن تؤدي جميع المؤسسات الحكومية والأجهزة الاستخباراتية عملها وفقاً لمتطلبات حقوق الإنسان، والمقاييس المهنية وأن تعمل تحت قيادة تحظى بثقة الشعب وتحت قيادة حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية”.
وحدة الأراضي السورية وسيادتها
وفي السياق نفسه قالت المصادر الديبلوماسية أن عنان يعتبر أنه من الضروري محاسبة من ارتكبوا جرائم خلال النزاع الدائر حالياً، وإبرام اتفاق كامل حول العدالة الانتقالية يشمل تقديم تعويضات لضحايا النزاع الحالي وإعادة تأهليهم.
وكشفت أن عنان أكد ضرورة احترام سيادة واستقلال ووحدة أراضي سوريا وسلامتها، وحل النزاع فقط، من خلال حوار ومفاوضات سلمية، لذا دعا جميع الأطراف إلى الالتزام مجدداً وبمصداقية بخطة النقاط الست عبر اتخاذ “خطوات ذات مصداقية وعلى مرأى من الجميع، لتطبيق النقاط 2 إلى 6” من الخطة.
وأخيراً قالت المصادر الديبلوماسية إن عنان يعتبر أنه يجب أن يكون المجتمع الدولي ومعه دول “مجموعة العمل” مستعدين لتقديم الدعم الكامل لتطبيق أي اتفاق يتم التوصل إليه بين كافة الأطراف السورية، ما يشمل توفير مخصصات مالية كبيرة لدعم إعادة التعمير وإعادة التأهيل في سوريا.
هيغ: بان يهدد بسحب مراقبي سوريا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن المحاسبة على الأفعال الجنائية يجب أن يكون جزءا من عملية التحول في سوريا، مؤكدا أنه لا يمكن للرئيس السوري بشار الأسد أو أحد المقربين منه قيادة مرحلة انتقالية في البلاد.
وأضاف أن الأمين العام للأمم المتحدة بان غي مون هدد بسحب المراقبين من البلاد في حال فشلت محادثات جنيف.
وقال مسؤول أميركي رفيع السبت إن المحادثات بين القوى الكبرى التي تهدف إلى حل الصراع الدامي في سوريا “لا تزال تمثل تحديا”، وربما لا تفضي إلى اتفاق، في الوقت الذي أكد فيه المبعوث الدولي لسوريا كوفي أنان أن المجتمع الدولي مسؤول عن كل الضحايا في سوريا في حال فشل اجتماع جنيف.
وأضاف المسؤول الأميركي، الذي طلب عدم نشر اسمه: “المباحثات لا تزال تمثل تحديا. نواصل العمل في هذا الشأن اليوم، لكننا نحتاج إلى خطة قوية يعتد بها، ولذلك فإننا قد نتوصل إلى ذلك وقد لا نتوصل”.
وتحدث المسؤول بعد أن اجتمع الوسيط الدولي كوفي أنان مع كل من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، كل على حدة، في بداية محادثات جنيف التي تهدف إلى تحقيق توافق بشأن خطة لسوريا.
وحذر أنان من امتداد إقليمي للأزمة في سوريا، حسب وكالة فرانس برس.
وقال، في كلمة ألقاها في افتتاح اجتماع مجموعة الاتصال في جنيف إن السوريين “سيكونون أكبر الضحايا، وقتلاهم لن يكونوا فقط نتيجة أعمال العنف وإنما نتيجة عجز المجموعة الدولية عن تجاوز انقساماتها”.
وكانت بريطانيا شككت في إمكانية التوصل إلى اتفاق حول مرحلة انتقالية في سوريا، إثر معارضة الصين وروسيا.
وكان هيغ قال قبيل بدء أعمال اجتماع جنيف إن التوصل لاتفاق بشأن سوريا يظل أمرا “صعبا للغاية”.
وحث هيغ موسكو وبكين على الاتفاق مع القوى الكبرى على خطة “التحول السياسي بسوريا”.
ويجتمع وزراء خارجية قوى عالمية كبرى في جنيف السبت في محاولة لصياغة استراتيجية مشتركة لإنهاء إراقة الدماء في سوريا ولكن الخلافات بين روسيا والغرب ترخي بظلالها على هذا الاجتماع وتهدد نجاحه.
ويأمل المبعوث الدولي الخاص بشأن سوريا كوفي أنان التوصل لإجماع بشأن خطة لتشكيل حكومة وحدة وطنية وهو ما يعني بشكل فعلي تنحي الرئيس بشار الأسد.
لكن موسكو وهي حليف منذ فترة طويلة للأسد وأحد المعارضين بشكل مبدئي لما تعتبره تدخلا أجنبيا في السيادة المحلية، أبدت اعتراضا على أي “حل يفرض على سوريا من الخارج”، في حين لا ترى الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون والعرب أي سبيل للحل مع وجود الأسد في السلطة.
وبعد اجتماع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في سان بطرسبرج الجمعة كرر لافروف التقييم المتفائل الذي أشار إليه أنان عن فرص التوصل لاتفاق ولكن مسؤولا أميركيا رفيعا بدا أقل ثقة وقال ان الخلافات مازالت قائمة.
وقال لافروف للصحفيين “لدينا فرصة جيدة للغاية للتوصل إلى تفاهم مشترك في مؤتمر السبت بجنيف.” وحذر لافروف في الوقت نفسه من أن محاولة فرض نتيجة مسبقة على عملية التحول السياسي ستكون لها نتائج عكسية.
وأوضح نائبه غينادي غاتيلوف وجهة نظر موسكو بشأن إجبار الأسد على التنحي في حسابه الشخصي على تويتر قائلا إن “شركاءنا الغربيين يريدون أن يقرروا بأنفسهم نتيجة العملية السياسية في سوريا رغم أن تلك هي مهمة السوريين.”
هيلاري كلينتون وسيرغي لافروف في سان بطرسبرج
ورغم ذلك قال لافروف إنه اكتشف بعض المرونة لدى كلينتون عشية المحادثات التي من المقرر أن تبدأ في مكاتب الأمم المتحدة في جنيف نحو الساعة العاشرة صباحا بتوقيت غرينتش.
وأضاف “شعرت بتغير في موقف هيلاري كلينتون، لا توجد إنذارات، ولم يذكر شيء عن أن الوثيقة التي سنناقشها في جنيف لا يمكن المساس بها.”
وأدلى لافروف بهذه التصريحات بعد ساعات من إخفاق مسؤولين كبار في جنيف في التوصل لحل وسط يمكن أن يقدم لوزراء الخارجية للموافقة عليه السبت.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية طلب عدم الكشف عن اسمه بعد الاجتماع في سان بطرسبرج إن كلينتون ولافروف ما زالا يعتزمان حضور الاجتماع احتراما لأنان.
وأضاف المسؤول “ما زالت هناك مجالات من الصعوبة والخلافات”.
لكن بالنسبة لفرص التوصل لاتفاق في جنيف قال المسؤول “من الممكن التوصل إلى اتفاق ومن الممكن ألا نتوصل”.
وسيحضر وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وهي روسيا والولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا محادثات السبت إلى جانب نظرائهم من تركيا والكويت وقطر والعراق بالإضافة إلى بان غي مون الأمين العام للأمم المتحدة ونبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية.
ويسعى أنان إلى الحصول على تأييد لاقتراح لا يوضح صراحة ضرورة تنحي الاسد ولكن يدعو لتشكيل حكومة وحدة تستبعد الشخصيات التي تعرض الاستقرار للخطر.
وقال دبلوماسيون إن روسيا اقترحت الخميس تعديلات على خطة أنان الخاصة بحكومة الوحدة الوطنية السورية على الرغم من تأييدها لها في بادئ الأمر لكن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا رفضت هذه التعديلات المقترحة.
وقال أنان الجمعة إنه “متفائل” بأن محادثات جنيف ستسفر عن نتيجة مقبولة، لكن في وقت لاحق أخفق مسؤولون كبار كانوا يعقدون محادثات تحضيرية هناك في التغلب على الخلافات.
وصرح دبلوماسيون غربيون بأن روسيا تضغط من أجل إدخال تعديلات على نص أنان.
55 قتيلا في أعمال عنف بسوريا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
تواصلت الاشتباكات والعمليات العسكرية،السبت، في مناطق سوريا عدة وسط انفجارات متفرقة هزت المدن، ما أسفر عن مقتل 55 شخصا، في وقت يحاول وزراء خارجية القوى العالمية في جنيف صياغة استراتيجية مشتركة لانهاء إراقة الدماء في هذا البلد.
وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن من بين القتلى 3 مجندين منشقين سقطوا في المواجهات مع الجيش النظامي في درعا وحمص، فيما لقي آخرون مصرعهم جراء القصف العشوائي الذي تعرضت له مدن عدة.
وأفادت لجان التنسيق المحلية أن “قوات النظام” ارتكبت “مجزرة” في مدينة صوران بحماة ذهب ضحيتها 10 أشخاص بينهم أطفال، وذلك في عملية إطلاق نار عشوائي على مجموعة من المدنيين.
من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن انفجارا شديدا هز حي القابون الدمشقي، حيث تصاعدت أعمدة الدخان، من دون أن تسجل إصابات حتى اللحظة.
وإزاء ازدياد أعمال العنف دموية في مع أرقام تخطت في الأسابيع الأخيرة المئة قتيل يوميا، حذر الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان من أن فشل اجتماع جنيف سيدفع دوامة العنف إلى نقطة “اللاعودة” في سوريا.
وكان أنان قال في وقت سابق، إن أهداف مجموعة الاتصال من أجل سوريا هي “تحديد المراحل والتدابير لتأمين التطبيق الكامل لخطة النقاط الست وقراري مجلس الأمن 2042 و2043 بما في ذلك الوقف الفوري للعنف بكل أشكاله”.
ميدانيا، أفاد المرصد بوقوع انفجار في حي الجميلية قرب مديرية حلب، حيث لم يفد أيضا عن سقوط قتلى.
وفي دير الزور، انفجر أنبوب نفط يمر بجوار مدينة القورية الخارجة عن سيطرة القوات النظامية، وتصاعدت سحب الدخان في المنطقة.
وأشار المرصد إلى استمرار الاشتباكات في مدينة دير الزور الخارجة هي الأخرى عن سيطرة السلطات السورية، حيث قتل عسكري منشق وطبيب جراء المعارك وقصف القوات النظامية التي تحاول استعادة المدينة.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن حشودا “عسكرية ضخمة” معززة بـ5 مدرعات انتشرت في حي الحويقة بدير الزور، كما ذكرت أن “حملة مداهمات واعتقالات شنها جيش النظام” في حي باب قبلي والجراجمة في حماة.
يشار إلى أن 88 على الأقل قتلوا،الجمعة، في أعمال عنف في مناطق سورية عدة، وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
رحلة مسعف سوري إلى الموت
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
بعد إنقاذه عشرات الأرواح حلّ موعد المسعف الطبي محمود الأحمد مع الموت بقذيفة هاون استهدفت المشفى الميداني الذي يعمل فيه بمدينة حماة.
ويعتبر محمود المعروف باسم أبو حسين أحد أبرز النشطاء في حماة في مجال إسعاف الجرحى، وهو من مواليد 1985، وأب لطفلة لم تكمل عامها الأول بعد، حسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وكان أبو حسين في بداية الاحتجاجات في سوريا منتصف مارس 2011 متظاهرا مطالبا بالحرية عندما تعرض لطلق ناري في جمعة أطفال الحرية، وتم إسعافه إلى أحد المشافي الميدانية حيث تم إنقاذه.
ومن خلال تجربته مع المسعفين الذين أنقذوا حياته قرر أن يمد يد العون للجرحى، فأنشأ في حي الأربعين مشفى ميداني بدائي يحتوي أدوات بسيطة بالكاد تنقذ الأرواح، لكنه لم يستسلم واستخدم كل الامكانات المتاحة لإنقاذ الجرحى.
ومع تواصل استهداف حي الأربعين من قبل القوات الحكومية، تمكن أبوحسين من اسعاف المئات من الجرحى، ويشهد له أهل المدينة بذلك.
وبفطرته أدرك أبو حسين ضرورة توثيق كل الحالات التي تصل إلى المشفى الميداني ليتم إدانة المتسبب بها.
وفي 20 يونيو 2012، كان موعد أبو حسين مع الموت نتيجة سقوط قذيفة هاون على المشفى الميداني،كما قتل 4 آخرون بين مسعف وجريح.
مؤتمر موسع للمعارضة السورية بمصر
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
تستضيف الجامعة العربية الاثنين والثلاثاء المقبلين بالقاهرة “المؤتمر الموسع للمعارضة السورية”، الذي وجهت الدعوة للمشاركة فيه إلى 200 شخصية معارضة، بهدف التوصل إلى “رؤية مشتركة (..) للمرحلة القادمة”، بحسب مسؤول رفيع المستوى في الجامعة العربية.
ووجهت الدعوة لحضور جلستي الافتتاح والاختتام لوزراء خارجية الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، والعراق رئيس القمة، والكويت رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة، وقطر التي تترأس اللجنة العربية المعنية بالأزمة السورية، وكوفي أنان المبعوث العربي والدولي لسوريا، بالإضافة إلى الدول التي استضافت مؤتمر أصدقاء سوريا، وهي تركيا وتونس وفرنسا.
وقال أحمد بن حلي في تصريح صحافي السبت: “إن هذا المؤتمر يعقد بناء على قرار صادر عن الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، الذي عقد بالدوحة في 2 يونيو الحالي، وذلك للوصول لرؤية مشتركة تمكن المعارضة السورية عندما تدخل في الحوار من أن يكون لها تصور واضح وواقعي وعملي للمرحلة المقبلة”.
وشدد بن حلي على “أن مشاركة أطراف إقليمية ودولية في المؤتمر سيكون فقط في الجلسة الافتتاحية والختامية لإلقاء الكلمات. أما محتوى المناقشات في المؤتمر على مدى يومين ستكون مخصصة لأطراف المعارضة السورية دون تدخل من أحد لصياغة رؤية مشتركة للتعامل مع المرحلة المقبلة”.
وأوضح أن الجامعة العربية “كرست جهودها لأكثر من شهرين للاتصال مع كافة التيارات والتنظيمات والشخصيات الوطنية السورية للتحضير لهذا المؤتمر”.
وقالت اللجنة التحضيرية لمؤتمر المعارضة في بيان “إن كل أوراق المؤتمر مبنية على إسقاط النظام بكل رموزه، ومحاسبة المسؤولين عن نزيف الدماء”. ويدعو المؤتمر إلى “دعم الحراك الثوري حتى تحقيق أهداف الثورة”.
عضو في المجلس الوطني السوري لـ آكي: لقاء جنيف يؤكد عمق ضعف الموقف الدولي
روما (30 حزيران/ يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
اعتبر عضو في المجلس الوطني السوري أن مبادرة المبعوث الأممي العربي كوفي أنان “جاءت تعبيرا عن ضعف الموقف الدولي إزاء الجريمة التي يرتكبها نظام الأسد بحق الشعب السوري، وليس تعبيرا عن قوة الحضور الدولي في الدفاع عن الشرعية الدولية لحقوق الانسان، ولا في الدفاع عن الشعوب المضطهدة” حسب تعبيره
وقال غسان المفلح في مقابلة مع وكالة (آكي) الايطالية للأنباء أن هذه المبادرة “هي في محصلة موازين القوى على الارض، تؤكد استمرار الجريمة بحكم التفوق العسكري، وما يمتلكه نظام الأسد من أسلحة فتاكة يستخدمها جميعها من أجل إيقاف مسيرة الحرية في سورية، لهذا نلاحظ هول المجازر واعداد الشهداء، التي تزايدت بعد مبادرة كوفي أنان هذه بشكل مخيف” وتساءل “هل المطلوب من الموقف الدولي أن يذيل موقفه بالقول: السوريون وحدهم يحددون الحل الانتقالي!! من هم السوريين بعرف موازين القوى هذا الرابض على الارض جريمة وتدميرا عشوائيا للمدن والقرى من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب؟” وأردف “لهذا حاول كوفي أنان أن يطيل أمد مبادرته التي لم ينفذ منها نظام القتل أي بند من بنودها الستة…من خلال اختراع ما يسمى مجموعة العمل من أجل سورية التي ستجتمع بجنيف دون أية ضمانات تذكر لتنفيذ أي بند من بنود هذه المبادرة” على حد قوله
ولفت إلى أن “لقاء جنيف لمجموعة الاتصال المقترحة من قبل السيد أنان إنما جاء ليؤكد عمق الضعف الذي يعاني منه الموقف الدولي، وأكبر دليل على ذلك، إيقاف عمل بعثة المراقبين الدوليين، عبر تعليق عضويتها واقتراحات بتخفيف عدد المراقبين” وأضاف “فإذا كان الطاقم الاساسي في مبادرة أنان قد علق عمله نتيجة لوحشية النظام وشبيحته، فأي مبادرة هذه التي ستعتمد إذا؟” وأردف “إن دليل ضعف هذه المبادرة هو محاولة أنان إشراك إيران في لقاء جنيف، واصراره على اعتبارها طرفا مساعدا في حل الأزمة كما يسميها، بينما هي شريكة في الجريمة ضد شعبنا السوري، من خلال أنها الدولة الأكثر تقديما للمساعدات من كل لون لنظام الأسد من اجل القضاء على الثورة السورية” حسب تعبيره
وأشار إلى أن “لقاء جنيف كان يجب أن تسبقه مقدمتان: الأولى يجب ان ينعقد من أجل نقل السلطة بعد تنحية آل الأسد. والثانية إيجاد قوة ملزمة وفوريا لتطبيقها. وبغير ذلك يعتبر اللقاء وقتا إضافيا لهزال الموقف الدولي، واستمرار القتل بشعبنا” على حد قوله
وتابع “لقد تناسى الجميع في خضم هذه الضوضاء من الاعلام والاجتماعات حقيقة بسيطة، وهي أن شعبنا يريد دولة ديمقراطية بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى، وهذه تناساها أيضا السيد أنان تبعا للموقف الروسي وراح يتحدث عن أطراف متصارعة بالعنف والسياسة..وهذا يشير إلى تهافت هذه المبادرة، خاصة إذا علمنا أن السيد أنان ومعه نبيل العربي أحد الداعمين لنظام القتل في سورية، يريدان رفض أية مبادرة بالتدخل الدولي لإيقاف آلة القتل هذه وهذا ماعبرت عنه تصريحات الرجلين” حسب تعبيره
واعتبر أنه “لهذا يتم الآن العمل لتأمين غطاء دولي للانتقال للبند السادس من مبادرة كوفي أنان، وكأن المعارضة والشعب السوري هما من يرفضا الحل السياسي، لهذا جاءت الدعوة لمؤتمر المعارضة في القاهرة (2 و3 تموز/يوليو) والعنوان الاعلامي للخروج برؤية موحدة للمعارضة السورية، بينما يهدف المؤتمر إلى تأمين أرضية لدى صفوف المعارضة للانتقال للبند السادس من مبادرة كوفي أنان، وتأكيد موقف نبيل العربي في قضيتين أساسيتين: رفض التدخل الدولي وهذا يعني ما يعنيه من استمرار القتل والتدمير من قبل عصابة الأسد وشبيحتها كما أسلفت..ويعني من جهة أخرى إعطاء مبادرة أنان- العربي شرعية من المعارضة السورية بكل أطيافها” على حد قوله
وختم المفلح بالقول “لكن كيف يمكن أن يعقد مؤتمر معارضة بين معارضة تذبح ومطلوبة للاعدام وبين معارضة تخرج وتدخل إلى سورية معززة مكرمة، بينما لايستطيع أي ناشط سلمي أو سياسي مع الثورة على الارض أن يخرج من مخبأه في سورية..معارضة تعرف أنه في النهاية القوة هي من تحسم وترفض وجود قوة عسكرية أقوى من قوة النظام، وبين معارضة تريد إفقاد هذا النظام أية قوة من أجل اسقاطه، وهنا لايفيد كثيرا الحديث عن النوايا الطيبة لبعض المعارضين” حسب تعبيره
متحدث أوروبي: لا تأكيدات بشأن عرض اقتراح تشكيل حكومة وطنية سورية بإجتماع جنيف
بروكسل (29 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
رفض المتحدث باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، تأكيد الأنباء التي أفادت بأن المبعوث الدولي الأممي كوفي أنان سيقترح غداً في جنيف، من بين أمور أخرى، تشكيل حكومة وحدة وطنية تشمل مؤيدين ومعارضين لحكم الرئيس السوري بشار الأسد
وقال مايكل مان لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء ً “لا زال الغموض يحيط بهذه النقطة، سنعرف المزيد من التفاصيل غداً في جنيف”. وأضاف “لكننا سنعمل انطلاقاً من مواقفنا السابقة والقائلة بضرورة تنحي الرئيس السوري والبدء بعملية انتقال سلمي نحو الديمقراطية” في سورية
وعبر المتحدث عن أمل الإتحاد في أن تتوصل كافة الأطراف الدولية إلى الاتفاق حول خارطة الطريق التي وضعها أنان من أجل البدء بعملية سياسية في سورية تسمح بإنهاء الأزمة في هذا البلد. وقال “ندعو كافة الأطراف صاحبة النفوذ أن تبذل كل جهودها لتحقيق حول المبادئ المؤدية لوقف العنف والانتقال لعملية سياسية دون أي تأخير”، حسب كلامه.
وأشار إلى أن الإتحاد الأوروبي يشعر بـ”القلق جراء تصاعد العنف وتفاقم الأزمة الإنسانية في سورية”، محذرا من “المخاطر المحلية والإقليمية المترتبة على عسكرة النزاع”، على حد تعبيره
وكان زعماء دول الإتحاد الأوروبي قد تطرقوا، خلال قمتهم الدورية اليوم في بروكسل، إلى الوضع السوري، فأكدوا على إدانتهم للعنف ودعوتهم لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية وكذلك جددوا دعمهم لمخطط النقاط الست الذي أعده أنان
عنان يحذر: أزمة خطيرة مالم يتوصل مؤتمر جنيف لحل للأزمة السورية
ناشد مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية بشأن الأزمة السورية، كوفي عنان، القوى العالمية يوم السبت التوحد بشأن خطة سلام في سوريا بما في ذلك وضع مبادىء لتحول سياسي يقوده السوريون.
وقال عنان في كلمة افتتاحية لاجتماع وزراء المؤتمر الدولي لمجموعة العمل حول سوريخارجية الدول المدعوة للمشاركة في اجتماع جنيف ان الوضع قد يشعل المنطقة ويفجر ازمة دولية اذ لم يجر التوصل لحل.
وأضاف “تلوح في الافق ازمة دولية بالغة الخطورة. نحن هنا للاتفاق على خطوط رئيسية ومبادئ لتحول سياسي في سوريا يلبي الطموحات المشروعة للشعب السوري.
ومن جهة أخرى، حض وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، روسيا والصين على الاتفاق مع القوى الغربية على خطة للتحول السياسي بشأن سوريا خلال اجتماع أزمة يعقد يوم السبت لكنه قال ان المحادثات ستكون صعبة للغاية.
وقال هيغ للصحفيين لدى وصوله للمشاركة في المحادثات في المقر الاوروبي للامم المتحدة بجنيف “ثمة فرصة لان يكون المجتمع الدولي أقوى بكثير وان يتصرف بصورة اكثر صلابة لكن لا يمكننا ان نفعل ذلك الا بموافقة روسيا والصين.”
ويحضر وزراء خارجية دول غربية وعربية اجتماعا يعقده الوسيط الدولي في جنيف في محاولة لوضع استراتيجية مشتركة لانهاء الصراع المستمر منذ 16 شهرا في سوريا لكن مصاعب بشأن مصير الرئيس السوري بشار الاسد ربما تعرقل المحاولة.
لا تزال الاختلاقات بين واشنطن وموسكو تحول دون حل الأزمة السورية
وقال هيغ “لقد كان رأينا دائما هو ان تحقيق مستقبل مستقر لسوريا وترسيخ عملية سياسية مستقرة يعني رحيل الاسد من السلطة في اطار اتفاق بشأن عملية تحول.”
وأجرت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون محادثات مساء يوم الجمعة في سان بطرسبرغ مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لكنهما فشلا في تضييق الخلافات بينهما.
وتعارض روسيا أي حل يرغم الأسد على مغادرة السلطة في حين تصر الولايات المتحدة على تنحيه عن السلطة.
وقال لافروف بعد انتهاء المباحثات مع كلينتون “هناك فرصة جيدة جدا للتوصل إلى تفاهم مشترك خلال المؤتمر في جنيف”.
وأضاف قائلا “شعرت بتغيير في موقف كلينتون. لم تطرح مهلا زمنية (للتنحي عن السلطة)”.
وتصر روسيا الحليف الرئيسي للاسد على ان أي خطة تحول يجب الا تفرضها قوى خارجية على سوريا.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي وصل لحضور المحادثات “من الضروري للغاية ان يتوقف العنف وان يبدأ تحول سياسي. كوفي عنان أعد اقتراحات معقولة أنتظر ان تلقى دعما وهذا هو الهدف من محادثات اليوم.”
صعاب
قال لافروف إن هناك “حظوظا جيدة جدا” للتوصل إلى أرضية مشتركة خلال مؤتمر جنيف
وكان مسؤول أمريكي قال إن مؤتمر جنيف لا يزال يواجه “صعابا ونقاط اختلاف” بين روسيا والولايات المتحدة.
وقلل الناطق باسم الخارجية الأمريكية من فرص التوصل إلى اتفاق خلال مؤتمر مجموعة العمل حول سوريا السبت.
وعندما سئل المسؤول الأمريكي عن إمكانية التوصل إلى اتفاق السبت قال “قد نتوصل إليه وقد لا نتوصل إليه”.
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، التقى في وقت سابق نظيرته الأمريكية، قائلا إن هناك “فرصا جيدة جدا” للتوصل إلى أرضية مشتركة.
وفي أثناء ذلك، قال الرئيس السوري، بشار الأسد، إنه لن يقبل أي حل لأزمة بلاده يُفرض من الخارج.
وأضاف في مقابلة مع التلفزيون الإيراني أن ما يجري في سوريا “قضية داخلية ولا علاقة لها بالدول الأجنبية”، مؤكدا على أن الضغوط التي تمارسها القوى الخارجية لن تجعل حكومته تغير سياستها إتجاه الأمن الداخلي.
عملية سياسية
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، جينادي جاتيلوف، على موقعه على تويتر “يرغب شركاؤنا الغربيون في تحديد مسار العملية السياسية في سوريا بأنفسهم رغم أن ذلك من مهام السوريين أنفسهم”.
ويشمل المدعوون إلى المؤتمر الدولي لمجموعة العمل حول سوريا الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن إضافة إلى تركيا والعراق والكويت وقطر.
وقال سفير ايران لدى الامم المتحدة محمد خزاعي ان استبعاد بلاده من مفاوضات جنيف ليس في مصلحة مساعي حل الازمة السورية.
ودعا خزاعي الأطراف التي قال إنها استبعدت إيران بأن تأخذ بعين الاعتبارنفوذ قوة إيران في الموضوع السوري.
ويرغب عنان في تأمين الدعم لحكومة سورية انتقالية تشمل أعضاء في المعارضة وأعضاء محسوبين على نظام الأسد.
لكن الناطق باسمه استبعد “أولئك الذين سيقوض حضورهم ومشاركتهم صدقية الانتقال ويهددون الاستقرار والمصالحة”.
وقال دبلوماسيون إن هذه إشارة إلى الرئيس السوري.
وكان المعارضون السوريون قالوا إن الأسد يجب أن يسلم السلطة ويرحل عن البلد كجزء من أي تسوية سياسية.
تطورات ميدانية
وفيما يخص التطورات الميدانية، دخلت القوات السورية بلدة دوما يوم السبت بعد اسابيع من الحصار والقصف وتحدث سكان فارون عن تناثر الجثث في شوارع البلدة القريبة من العاصمة دمشق.
وقال السكان ان عشرات من السكان فروا من المدينة التي اجتاحتها القوات الحكومية بحثا عن معارضين يحاولون الاطاحة بالرئيس بشار الاسد.
وذكروا ان عددا كبيرا من الجثث دفن تحت انقاض المباني.
ولم يتسن التحقق من التقارير من مصادر مستقلة.
وقال نشطاء إن الجيش السوري أطلق قذائف مورتر على مدن رئيسية يوم السبت ما أسفر عن مقتل 16 شخصا.
وأظهرت تسجيلات فيديو وضعها ناشطون معارضون على شبكة الانترنت في مدينة دير الزور بشرق البلاد دخانا يتصاعد من مبان سكنية فيما دوت أصوات انفجارات.
وتحدث ناشطون ايضا عن قصف حمص وإدلب ومشارف دمشق.
BBC © 2012
انتهاء الاجتماع التحضيري حول سوريا في جنيف وسط تقارير عن خلافات
أكد المتحدث باسم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان ان اجتماع مجموعة العمل حول سوريا سيعقد غدا السبت في جنيف بعدما انهت اللجنة التحضيرية التي تضم كبار الموظفين اجتماعاتها اليوم الجمعة.
وقال أحمد فوزي “لقد انتهت المشاورات التحضيرية وستتواصل السبت على مستوى وزاري”.
وجاءت تصريحات المتحدث باسم عنان في الوقت الذي فشل المشاركون في الاجتماع التحضيري في التغلب على خلافات بشأن خطة عنان لانتقال سياسي في سوريا وذلك حسبما ذكرت وكالة رويترز للأنباء نقلا عن دبلوماسيين.
وأبلغ دبلوماسي عربي رويترز بعد انتهاء المحادثات التي عقدت خلف ابواب مغلقة “انتهينا من الاجتماع والأمر متروك للوزراء لاتخاذ قرار غدا”.
وقال دبلوماسيون إن الوفد الروسي ألح اثناء الاجتماع على تعديلاته المقترحة على خطة عنان.
تفاؤل
وكان عنان قد عبر في وقت سابق عن تفاؤله بأن تثمر المحادثات الوزارية المقرر إجراؤها غداً السبت عن نتيجة مقبولة.
وقال عنان لدى وصوله جنيف للاشتراك في مناقشات تحضيرية “أعتقد أننا سنعقد اجتماعاً جيداً. أنا متفائل.”
وصرح بأن المحادثات التي يجريها وزراء خارجية قوى عالمية وإقليمية في مدينة جنيف السويسرية ستنتهي الى “نتيجة مقبولة” دون أن يقدم اي تفاصيل.
وقال دبلوماسيون غربيون ان روسيا اقترحت الخميس تعديلات على خطة عنان لتشكيل حكومة وحدة وطنية في سوريا بعد ان أيدتها في البداية لكن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا رفضت التعديلات.
وأضح دبلوماسيون في نيويورك أن التعديلات المقترحة تنبع من رفض موسكو الموافقة على تنحية الرئيس السوري بشار الاسد.
BBC
بريطانيا تسعى لعقوبات من مجلس الامن على سوريا
جنيف (رويترز) – دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيج يوم السبت مجلس الامن التابع للامم المتحدة الى البدء في اعداد قرار هذا الاسبوع يقضي بفرض عقوبات على سوريا.
وقال هيج في كلمة في اجتماع وزاري في جنيف حصلت رويترز على نسخة منها ان الرئيس السوري بشار الاسد وأقرب رفاقه لا يمكنهم قيادة تحول. وأضاف ان المحاسبة على الجرائم يجب ان تكون جزءا من مثل هذه العملية.
وقال هيج “الخطوات التي سنتفق عليها اليوم – وهنا أنا أختلف مع زميلي (الروسي) سيرجي لافروف – ستحتاج الى اقرار سريع من مجلس الامن في شكل قرار بموجب الفصل السابع.”
(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)
القوات السورية تدخل دوما وفرار السكان
بيروت (رويترز) – دخلت القوات السورية بلدة دوما يوم السبت بعد اسابيع من الحصار والقصف وتحدث سكان فارون عن تناثر جثث في شوارع البلدة القريبة من العاصمة دمشق.
وقال السكان ان مئات يفرون من المدينة التي اجتاحتها القوات الحكومية بحثا عن معارضين يحاولون الاطاحة بالرئيس بشار الاسد.
وذكروا ان عددا كبيرا من الجثث دفن تحت انقاض المباني في البلدة التي تقع على بعد 15 كيلومترا من العاصمة ويقطنها نصف مليون نسمة.
ولا يمكن التحقق على الفور من هذه الانباء التي جاءت في نفس اليوم الذي تجتمع فيه قوى عالمية في جنيف لايجاد سبيل لحل الصراع الدموي في سوريا.
وقال عبدالله (50 عاما) انه غادر دوما مع ابنائه الخمسة صباح يوم السبت .
وذكر في محادثة هاتفية من بلدة قريبة “رأيت ثلاث جثث على الاقل عند ناصية احد الشوارع. دمر عدد من المنازل واشتعلت النيران في مبان اخرى. لم يبق في المدينة سوى عدد قليل. رحل من يستطيع.”
وتابع “رأيت جثة على جانب احد الشوارع. تجمعت الكلاب حولها. كان مشهدا مروعا .. نعيش جميعا كلاجئيين داخل بلادنا.”
وغادر عبد الله البلدة ضمن قافلة تضم 200 شخص من ضاحيته. وقال ان ثمانية اشخاص تكدسوا داخل كل سيارة مضيفا انهم مروا على أربع نقاط تفتيش حيث اطلع جنود بعتاد كامل على هوياتهم قبل السماح لهم بالمرور.
ويقول نشطاء ان القوات السورية لجأت لخطط مماثلة من حصار طويل وقصف قبل الفجر في ارجاء البلاد.
وقال ابو عمر من سكان البلدة ان المعارضين انسحبوا من دوما الليلة الماضية بعد هجوم حكومي مكثف استمر عشرة ايام.
وقال”كيف يمكن للمعارضة خوض معركة بعتاد محدود في مواجهة دبابات وطائرات هليكوبتر ؟ الان يسيطر جيش الاسد على البلدة” مضيفا ان المئات اعتقلوا.
ومضى قائلا “نناشد الصليب الاحمر والهلال الاحمر (السوري) دخول المدينة ورفع الجثث. بدأت بعض الجثث تتحلل.”
وتابع ان عددا من الجثث دفن تحت انقاض المنازل .
وقال محمد دوماني وهو نشط معارض غادر البلدة “لا توجد كهرباء او مياه او اتصالات. الوضع مرعب حقا.”
وأضاف “قوات الامن تتجه للمستشفيات ونحن نخشى على ارواح المصابين.”
وذكر نشطاء ان القوات السورية قصفت بالمدفعية اليوم السبت مدنا رئيسية .
واظهرت لقطات فيديو حيه بثها نشطاء معارضون على شبكة الانترنت من مدينة دير الزور بشرق سوريا دخانا يتصاعد من مبان سكنية فيما دوت اصوات انفجارات.
وتحدث ناشطون إيضا عن قصف حمص وإدلب و درعا.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان قصف القوات الحكومية والاشتباكات بين الجيش واعضاء الجيش السوري الحر اسفر عن سقوط 16 قتيلا حتى الآن يوم السبت.
وتجري في جنيف محادثات دولية لحل الصراع الذي يتزايد دموية في سوريا حيث تحتدم الخلافات بين القوى الكبرى بشأن مصير الرئيس بشار الاسد.
(إعداد هالة قنديل للنشرة العربية – تحرير رفقي فخري)