أحداث السبت 01 حزيران 2013
تورط «حزب الله» في المعارك يوحد «الائتلاف»
واشنطن – جويس كرم
لندن، اسطنبول، نيويورك – «الحياة»، رويترز، ا ف ب – قطع «الائتلاف الوطني السوري» خطوة مهمة على طريق التعاون بين الاسلاميين والعلمانيين من جهة والمدنيين والعسكريين من جهة ثانية. وجاء ذلك رداً على مشاركة «حزب الله» في معارك القصير، وفي اطار الاستعداد لاحتمال مشاركة «الائتلاف» في مؤتمر «جنيف – 2». وقال الرئيس السابق لـ»المجلس الوطني» برهان غليون ان «المخاض العسير» اسفر عن التوسيع و»انجاز كبير للرد» على الرئيس بشار الاسد «الذي يحتمي بروسيا وايران ويستعديهما على الشعب»، فيما ذكر معارضون قياديون ان تنامي دور «حزب الله» وايران في القصير دفع قادة «الائتلاف» الى التوحد.
وشكك معظم اطراف المعارضة في إمكان تحقيق اي تقدم حقيقي في مؤتمر «جنيف – 2» بعد ان قال الرئيس الاسد في حديثه الاخير الى محطة «المنار» ان رحيله عن السلطة لن يتقرر الا من خلال استفتاء. وكرر جورج صبرا القائم باعمال رئيس «الائتلاف» انه لن يشارك في اي محادثات سلام ما دام عناصر «حزب الله» يقاتلون إلى جانب قوات النظام. غير ان كمال اللبواني قال لوكالة «رويترز» ان عدم الذهاب إلى جنيف سيجعل الرئيس السوري يبدو امام العالم وكأنه حمامة سلام. واضاف ان على المعارضة ان تطرح موقفها بشكل جيد في المحادثات التي يجب ان تتحول إلى محاكمة للنظام السوري على جرائمه وان على المعارضة ان تثبت ان رحيل الاسد اساسي لأي تسوية سياسية.
في هذا الوقت جدد وزير الخارجية الأميركي جون كيري قناعته بفرص نجاح مؤتمر جنيف وثقته بأن المعارضة السورية ستشارك في المحادثات. وقال أن روسيا «جادة بشان التحرك نحو السلام في سورية». ورأى كيري قبل أيام من توجهه الى باريس للقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف، أن «نقل صواريخ اس – 300 الى المنطقة لا يساعد في الوقت الذي نحاول فيه تنظيم هذا السلام»، وأن هذا الأمر سيكون له تداعيات “سلبية جدا”.
وكرر كيري أن استخدام السلاح الكيماوي هو أمر “غير مقبول” ولفت الى ان روسيا جادة بشأن التحرك نحو السلام في سورية وستكون محادثات جنيف اختبارا. في موازاة ذلك، اعتبر مسؤول أميركي أن «حزب الله» وايران «يقومان بتطويع عناصر ميليشيات عراقية للمشاركة في القتال في سورية والدفاع عن نظام الأسد» وأكد أن نمو الأنشطة الارهابية لـ «حزب الله» يهدد استقرار المنطقة.
واعتبرت جماعة «الاخوان المسلمين» ان «إعلان الحرب» من قبل النظام، مدعوماً من مقاتلين لبنانيين وعراقيين وإيرانيين، يهدد بـ «تفجر صراع طائفي دولي» ويجعل الاستجابة للدعوة إلى مؤتمر «جنيف – 2» لحل الأزمة السورية «نوعاً من العبث». ودعت المجتمع الدولي إلى حماية الشعب السوري «من محاولات تقسيم سورية واتخاذ الإجراءات الضرورية الكفيلة بوقف حرب الإبادة».
في غضون ذلك، وصل مقاتلون من الكتائب المسلحة، بينها «لواء التوحيد» في حلب، إلى مدينة القصير تلبية لنداءات المعارضة لصد الهجمات التي تتعرض لها من قبل قوات النظام وعناصر «حزب الله» تحت غطاء من القصف الجوي على المدينة المحاصرة. ونشر ناشطون مقاطع مصورة تُظهر وصول تعزيزات من «المجلس العسكري في حلب» برئاسة العقيد عبد الجبار العكيدي الذي قال انه جاء على رأس «قوة كبيرة» من «لواء التوحيد» برئاسة عبد القادر صالح الى القصير لـ «فك الحصار عنها ونجدة اهلنا في حمص».
في المقابل، لوحظ تصعيد القصف الجوي على مناطق بين دمشق وحدود لبنان وريف إدلب في شمال غربي البلاد، وسط توقع لاقتحام بري معزز بالمدرعات. وقال نشطاء ومعارضون إن مئات المقاتلين المعارضين دخلوا إلى القصير. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن إنه لم يتضح ما إذا كان الفوج الجديد من مقاتلي «التوحيد» يكفي لمساعدة المعارضة على استعادة السيطرة على المناطق التي خسرتها في البلدة.
وفي نيويورك فرض مجلس الأمن أمس عقوبات بينها حظر أسلحة وتجميد أرصدة على «جبهة النصرة لأهل الشام» باعتبارها تنظيماً إرهابياً تابعاً لتنظيم «القاعدة في العراق». وجاء في بيان صادر عن لجنة العقوبات في المجلس انه تم بذلك تجميد اصول «جبهة النصرة»، كما بات يحظر تسليمها اسلحة. وكانت الحكومة السورية طلبت من المجلس في 13 اذار (مارس) الماضي فرض عقوبات على هذه الجبهة كتنظيم إرهابي مستقل.
واقترحت بريطانيا وفرنسا تعديلاً على الطلب السوري خلال مداولات لجنة العقوبات، في إجراء فسره ديبلوماسيون أنه «يهدف الى فرض العقوبات الدولية على النصرة من دون تلبية طلب الحكومة السورية مباشرة». وقال ديبلوماسي أوروبي في مجلس الأمن إن «النظام السوري يشن حرباً دعائية متهماً كل أطياف المعارضة بالإرهاب، وما قرار لجنة العقوبات بمعاقبة «النصرة» سوى تأكيد على أن الإرهاب في سورية محصور في مجموعات محددة ولا يشمل كل فصائل المعارضة السورية التي تستحق الدعم والمساندة».
وتتألف «لجنة العقوبات على القاعدة في مجلس الأمن» من 15 مندوباً يمثلون كل أعضاء المجلس الدائمين وغير الدائمين، وهي تتخذ قراراتها وتجري التعديلات على لوائح العقوبات بالإجماع. وتقوم اللجنة بمراجعة دورية للوائح العقوبات التي تضم أفراداً وكيانات ومؤسسات مالية وكل ما يرتبط بتمويل «القاعدة» والتنظيمات التابعة لها. وبموجب قرارات مجلس الأمن تلتزم كل الدول بتقديم تقارير دورية الى المجلس حول مدى تقيدها بالقرارات والتعديلات التي تدرج تباعاً في لوائح العقوبات على «القاعدة» والتنظيمات التابعة لها.
وكان زعيم «جبهة النصرة» ابو محمد الجولاني اعلن في نيسان (ابريل) الماضي مبايعة زعيم «القاعدة» ايمن الظواهري. ووضعت الحكومة الاميركية في العام الماضي هذه الجبهة على لائحة المنظمات الارهابية، كما اضافت في الشهر الماضي اسم الجولاني الى لائحة «الارهابيين».
وسيمكن القرار الجديد لجنة العقوبات من إضافة أسماء أفراد وكيانات يثبت تعاملهم مع «جبهة النصرة» بناء على طلبات تقدمها الدول، على أن أي إضافة جديدة ستتطلب موافقة كل الأعضاء الخمسة عشر في اللجنة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو ان هذا القرار الصادر عن لجنة العقوبات «يشدد على الفرق الواضح الذي يجب الاشارة اليه بين المعارضة الديموقراطية في سورية التي لها منا الدعم الكامل، والارهابيين الذين ندينهم بوضوح».
كيري مقتنع بمشاركة المعارضة السورية في جنيف ويحذّر من تسليح الأسد
موسكو تلوّح بتسليم الصواريخ في حال تدخل غربي أو هجوم إسرائيلي
واشنطن – هشام ملحم/ العواصم الأخرى – الوكالات
أعرب وزير الخارجية الاميركي جون كيري عقب محادثات اجراها مع نظيره الالماني غيدو فيسترفيله في واشنطن، عن اقتناعه بان “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” سيشارك في مؤتمر جنيف – 2، على رغم استيائه من “المجزرة” التي قال ان “حزب الله” يرتكبها في سوريا، في اشارة ضمنية الى القتال في مدينة القصير بريف حمص. واضاف انه يعتقد ان روسيا “جدية” في رغبتها في انجاح المؤتمر، لكنه انتقد عزمها على تزويد النظام السوري صواريخ أرض- جو من طراز “أس – 300 ” لان ذلك سيؤدي الى زعزعة “التوازن في المنطقة ” ولان مثل هذه الخطوة لا تساعد وقت تستمر الجهود لتنظيم مؤتمر جنيف- 2.
وفي موسكو، قالت وسائل اعلام روسية ان روسيا قد تعجل في تسليم صواريخ “اس – 300” إلى سوريا اذا تدخل الغرب، لكنها طرحت أيضا فكرة تعليق تسليم الشحنة بينما تعرض موسكو موقفها التفاوضي قبل مؤتمر جنيف – 2.
وهدد مصدر في صناعة السلاح الروسية في تصريح نقلته وكالة “انترفاكس” الروسية المستقلة بالتعجيل في تسليم الصواريخ إذا فرض الغرب منطقة حظر طيران أو شنت إسرائيل غارات جوية جديدة. “لم يستبعد امكان تجميد تسليم الصواريخ اس – 300 الى سوريا فترة من الوقت”، وقارن هذه الخطوة بخطوة وقف روسيا لتسليم نظام اسلحة آخر. وفيما يدور جدل حول صواريخ “اس – 300″، اعلنت موسكو احتمال تسليم دمشق طائرات مقاتلة من طراز “ميغ -29 “. ص11
ورأى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن من غير المقبول ان تتحدث موسكو عن تسليح الحكومة السورية قبل المؤتمر على رغم أنه كرر تهديده بتسليح المعارضين. وقال ان بلاده لا تزال تعمل على عملية انتقالية سياسية وديبلوماسية في سوريا “لا تشمل الرئيس بشار الاسد”. وحذر من ان دخول “حزب الله” ميدان المعركة يثير خطر حصول “مواجهات بين السنة والشيعة”. ص10
ووقت تحرز قوات النظام مزيداً من التقدم على الارض وخصوصاً في القصير وفي ريف دمشق (ص11)، قال اتحاد المنظمات الطبية الاغاثية السورية التي تعمل في سوريا ان اعضاءها شاهدوا عشرات المرضى الذين يعانون ما يعتقد انه هجمات باسلحة كيميائية، مؤكدين زيادة تلك الاعداد بشكل متواصل. واستند احد مؤسسي الاتحاد توفيق شماع الى قائمة من 34 هجوماً مشتبها فيها جمعتها منظمة “هيومان رايتس ووتش – سوريا” في القاهرة، ليوضح ان أكثر الهجمات شنت على ما يبدو بواسطة مقاتلات او مروحيات عسكرية او صواريخ.
وفي عمان، أعلن التيار السلفي الجهادي في الأردن مقتل أربعة من عناصره في مدينة درعا بجنوب سوريا.
وأضاف مجلس الأمن “جبهة النصرة” الإسلامية السورية إلى لائحة المنظمات التي يعتبرها “إرهابية” والتي تفرض عقوبات عليها لعلاقتها بتنظيم “القاعدة”.
وفي بروكسيل، قررت حكومات الاتحاد الاوروبي السماح للمصارف الاوروبية بتقديم خدمات مصرفية للمعارضة في سوريا، مخففة بذلك عقوبات اقتصادية تهدف الى مساعدة مقاتلي المعارضة الذين يقاتلون القوات الموالية للاسد.
تسوية “لا ترجّح كفّة أحد” لتوسيع الائتلاف السوري
إرجاء انتخاب خَلَف للخطيب إلى 12 حزيران
و ص ف، رويترز، أ ب، أ ش أ
توصل “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” بعد ثمانية ايام من اجتماعات مكثفة في اسطنبول الى تسوية تضمنت قراراً بتوسيعه ليصير اكثر تمثيلاً من غير ان يتمكن من انتخاب رئيس جديد له، خلفاً لرئيسه المستقيل أحمد معاذ الخطيب.
وأقر الائتلاف مساء الخميس ضم 43 عضواً جديداً ليرتفع العدد الاجمالي الى 114 عضواً، غير انه أرجأ انتخاب رئيس جديد له الى منتصف حزيران. وقال رئيس الائتلاف بالوكالة جورج صبرا ان الاعضاء الجدد هم “15 من هيئة الاركان، و14 ينتسبون الى الحراك الثوري من داخل سوريا، وقائمة بـ14 عضواً”. وأوضح مشاركون في الاجتماع ان التوسيع يعتبر بمثابة “تسوية لم يربح فيها احد في شكل حاسم، مما يثير مخاوف من أن تكون الانقسامات معلقة حتى الاجتماع المقبل”. وان هذا انه تعذر الاتفاق على آلية محايدة لاختيار أعضاء هيئة الاركان والحراك الثوري، وأن معركة أخرى لتسميتهم تنتظر الاجتماع التالي للائتلاف في 12 حزيران.
وبين المنضمين الجدد المعارض البارز ميشال كيلو الذي كان اقترح لائحة بـ22 اسماً لضمها الى الائتلاف، والاسماء هي خصوصاً لشخصيات علمانية تنتمي الى الاقليات المسيحية والعلوية والكردية، وذلك من أجل اقامة توازن مع جماعة “الاخوان المسلمين” التي كانت تتمتع بالنفوذ في الائتلاف.
وتمت الموافقة على عشرة أسماء اقترحها كيلو. ولم يتضح من باتت تميل الغالبية داخل الائتلاف.
وجاءت التسوية نتيجة مفاوضات شاقة شارك فيها مساعد الأمين العام لمجلس الأمن الوطني السعودي للشؤون الأمنية الامير سلمان بن سلطان ونائب وزير الخارجية القطري خالد العطية ووزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو وديبلوماسيون اميركيون وفرنسيون وبريطانيون واماراتيون.
ونتيجة الخلافات الحادة التي تركزت خصوصاً بين فريق يريد التوسيع تدعمه السعودية، وآخر حذر في قبول التوسيع تدعمه قطر، لم يتمكن الائتلاف من اقرار المواضيع الأخرى التي كانت مدرجة على جدول أعماله وابرزها انتخاب رئيس جديد خلفاً للخطيب المستقيل والمنتهية ولايته، والبحث في تشكيلة الحكومة الموقتة التي كان اختير غسان هيتو رئيساً لها قبل ثلاثة اشهر.
وتزامنت اجتماعات اسطنبول مع تطورات عسكرية متسارعة تمثلت في دخول قوات النظام السوري يدعمها “حزب الله” مدينة القصير من الجهات الغربية والجنوبية والشرقية واحكامها الطوق من الجهة الشمالية، مما دفع الائتلاف الى اطلاق أكثر من نداء استغاثة لانقاذ الجرحى بالمئات في المدينة، والاعلان، على رغم الضغوط الدولية الكثيفة، عدم المشاركة في اي مؤتمر تعمل له الجهات الدولية قبل وضع حد “لغزو ايران وحزب الله” لمناطق سورية.
الأسد: لسنا بحاجة حزب الله
عمر حرقوص
لم يستطع الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلته مع قناة ”المنار“، إلا أن يقلّل من أهمية مشاركة ”حزب الله“ في الحرب السورية، على اعتبار ان الارهابيين هناك هم بعشرات الآلاف. أما موضوع ”النأي بالنفس“ الذي مارسته حكومة حلفائه في لبنان فكان محل انتقاده الواضح، معتبراً أن اللبنانيين سمحوا بعبور السلاح والمقاتيلن إلى سوريا.
حديث الأسد وبدلاً من أن ”يجبرها“ ولو قليلاً مع ”الحزب“ وضحاياه، الذين غيّروا في معادلات الأرض في القصير وريف دمشق، ”كسرها“ حين نفى تدخل حلفائه اللبنانيين في الحرب بالقول: ”لم يتدخل حزب الله في ذلك الوقت (بداية الثورة).. فلماذا سيتدخل الآن.. وهناك جانب أهم.. لماذا لم نر حزب الله في دمشق وفي حلب.. المعركة الأكبر في دمشق وفي حلب وليست في القصير.. القصير مدينة صغيرة.. كل هذه المعطيات (القتال في سوريا) غير دقيقة“.
إذاً، الجيش السوري يقاتل وحيداً في مواجهة كل الإرهاب العالمي، أو هي ”المؤامرة“ كما يقول سيادة الرئيس التي تتحكم بمصير سوريا. هذا الحديث يرى فيه أحد القياديين الميدانيين في قوى ”٨ آذار“ كلاماً موضوعياً ومتوازناً في مرحلة صعبة، فبرأيه أن ”الأسد لا يريد أن يعطي دوراً كبيراً لأي قوة تساعد النظام من خارج سوريا لكي لا يحسب ذلك كانهيار للقوة العسكرية للنظام، وهو يأخذ في الاعتبار الحملة التي يمكن أن يتعرض لها حزب الله بسبب مشاركته في سوريا، فالأسد مشغول بالحفاظ على صورة الحزب المقاوم ضد الاحتلال الإسرائيلي والمترفع عن الدخول في مهاترات الزواريب والصراعات مع السلفيين والتكفيريين“.
وعن موضوع النأي بالنفس، يرى القيادي أن كلام الرئيس السوري صحيح مئة بالمئة، ويشير إلى أن ”لبنان ساهم في الأزمة السورية بشكل سلبي، وذلك بغض الطرف من قبل الدولة. والصمت أمام تدخل تيار المستقبل في سوريا ومعه السلفيين اللبنانيين والسلفيين الخليجيين الذين عبروا الحدود من عرسال والقاع وقاتلوا إلى جانب المتمردين وجبهة النصرة، كما انهم هربوا السلاح إلى الأراضي السورية بشكل منتظم“.
من جهة أخرى، يستغرب أحد المتابعين للملف السوري في قوى ١٤ آذار كلام الأسد وتقليله حجم مشاركة ”حزب الله“ في الحرب السورية، ويرى أن ”وصف الأسد يأتي كمزحة سمجة تتحدث عن ذهاب مجموعة من الشبان للقيام بنزهة ببراري القصير ليتفاجأوا بمن سماهم بالارهابيين فحاربوهم بمساعدة الجيش السوري“.
ويرى هذا المصدر أن ”حزب الله وقوى عسكرية إيرانية ومجموعات عراقية موجودة في سوريا منذ أشهر طويلة تقاتل في عدد كبير من المناطق وتؤدي واجباتها لحماية محور الممانعة وليس للدفاع عن مراكز دينية، بل وتقدم خبراتها القتالية لخدمة الجيش السوري“.
وعن موضوع النأي بالنفس، قال القيادي إن قوى ”١٤ آذار“ أكدت دائماً على ضرورة انتشار الجيش على الحدود اللبنانية السورية لمنع الاعتداءات التي يقوم بها جيش النظام وكذلك منع نغمة الحديث طوال الوقت عن تهريب السلاح من الحدود اللبنانية. ويرى أن ”النأي بالنفس“ مسألة دستورية أكثر منها سياسية، فاتفاق الطائف أشار إلى عدم التدخل في الشوون السورية وهو أمر ثابت ومطلق ولا يمكن تخطيه في أي مرحلة، ولذلك لم يكن قرار الحكومة نابعاً من موقف سياسي بل جراء قراءة متأنية للدستور“.
إذاً، النأي بالنفس مربوط بقرار وزاري في حكومة مستقيلة الآن، وأكثريتها حليفة للنظام السوري. وهذا يعني أيضاً أن الأسد مثلما يتناسى تضحيات العشرات من مقاتلي حزب الله أمامه للحفاظ على حكمه، يتناسى أيضاً موقف وزير الخارجية المستقيل عدنان منصور في جامعة الدول العربية وموقف لبنان الذي ساهم لوقت طويل في مناقشة الملف السوري في مجلس الأمن الدولي.
وفوق كل ذلك، نسي الرئيس السوري أن المستجد الثالث الذي يفرض ابتعاد لبنان عن أي مشاركة في الأزمة السورية هو ”إعلان بعبدا“ الذي أشار بوضوح إلى ضرورة حياد لبنان في أزمات الدول العربية، حيث غطس حزب الله في الأزمة متناسياً التزامه كما غيره من القوى اللبنانية هذا الإعلان.
ولكن الأمر الغريب الذي لم تتطرق إليه قناة ”المنار“، كان عدم سؤال الرئيس الأسد عن موضوع اللبنانيين المخطوفين في إعزاز، وإن كان النظام السوري سيقدم تنازلات للخاطفين وإطلاق سراح ”زائري المقامات الدينية“ على غرار ما فعل قبل فترة مع المخطوفين الإيرانيين الذين أطلق بدلاً منهم الاف المعتقلين السوريين بعدما رفض إشراك اللبنانيين التسعة بهذه الصفقة.
ولم تذكر القناة أن النظام خفض لائحة المعتقلات السوريات اللواتي طالب بهن خاطفو اعزاز، من ٣٦٠ اسم شابة وإمرأة إلى ٨١ اسم، بحجة تكرار الأسماء وإطلاق سراح بعضهن، مع أن مثل هذا الأمر يوحي وكأن الأسماء غير الموجودة في سجون النظام أصبحت في عداد المفقودين الذي تخطوا الـ ٦٠ ألف سورياً حتى اليوم.
هناك من يقول إن ابتعاد الاسد عن الاعتراف بدخول الحزب عسكرياً معه، هو خيار سياسي، ويأتي في سلّة جنيف وليس أي شيء آخر.
واشنطن ولندن تؤكدان مقتل أميركية وبريطاني في إدلب
أعلنت عائلة نيكول مانسفيلد، وهي امرأة أميركية عمرها 33 عاما من ميتشيغن اعتنقت الإسلام، أنها قتلت في سوريا أثناء قتالها مع المسلحين.
وقالت عمة المرأة مونيكا مانسفيلد إسبيلمان، امس، «إنني منهارة. من الواضح أنها كانت تقاتل مع قوات المعارضة»، مشيرة الى ان مكتب التحقيقات الاتحادي أبلغها بوفاة ابنة اخيها، وهي من فلينت في ولاية ميتشيغن أمس الأول. وأضافت إسبيلمان أن مانسفيلد، وهي أم عزباء لطفلة عمرها 18 شهرا، اعتنقت الإسلام منذ نحو خمسة أعوام لكنها لم تكن تعلم ان ابنة أخيها سافرت إلى سوريا.
واكدت وزارة الخارجية البريطانية مقتل بريطاني في سوريا. وقال متحدث باسم الخارجية «علمنا ان مواطنا بريطانيا قتل في سوريا. وتم ابلاغ عائلته ونحن نقدم المساعدة القنصلية».
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أعلن أن ثلاثة غربيين، بينهم مسلمان بريطاني وأميركية، قتلوا برصاص القوات السورية قرب ادلب، موضحا أن الجيش عثر بحوزتهم على خرائط لمواقع عسكرية». (رويترز، ا ف ب)
«الائتلاف» السوري يتجاوز عقبة التوسيع .. ويؤجّل انتخاب رئيسه
كيري يؤكّد مشاركة المعارضة في «جنيف»
أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، عن اعتقاده أن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض سيشارك في مؤتمر «جنيف 2»، وسيقبل بالتفاوض مع ممثلين عن النظام السوري لإيجاد حل للأزمة، يقوم على «حكومة انتقالية، باتفاق الطرفين، تتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة، وهذا يعني بطبيعة الحال أنها لا تتضمن الرئيس (بشار) الأسد، لان المعارضة لن توافق على هذا الأمر».
في هذا الوقت، استطاع «الائتلاف» تجاوز إحدى العقبات التي تواجهه، عبر ضم 43 عضواً جديداً، بينهم 10 من كتلة ميشال كيلو، و29 يتبعون للمسلحين داخل سوريا، إلى قيادته، لكنه أجّل عملية انتخاب رئيس جديد إلى 14 حزيران الحالي.
وواصلت القوات السورية التقدم على الأرض، لا سيما في منطقتي القصير في ريف حمص وفي ريف دمشق. وذكر التلفزيون السوري انه تمت السيطرة على قرية الجوادية «ليصبح الطوق محكما على الإرهابيين في مدينة القصير من الجهة الشمالية»، وذلك بعد ساعات من إعلان معارضين أن مئات المسلحين من «لواء التوحيد» استطاعوا التسلل إلى المدينة. (تفاصيل صفحة 13) وقال كيري، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني غيدو فسترفيله في واشنطن، «ألمانيا كانت معنا خطوة بخطوة، وتحاول المساعدة عبر الضغط على كل الأطراف للتوصل إلى حل سياسي. تعهد كلانا بالعمل مع الروس وغيرهم لإحضار الأطراف إلى جنيف لتطبيق بيان جنيف 1، والذي هو عبارة عن صيغة لحكومة انتقالية، باتفاق الطرفين، تتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة، وهذا يعني بطبيعة الحال أنها لا تتضمن الرئيس الأسد، لان المعارضة لن توافق على هذا الأمر».
وأعلن كيري أنه «مقتنع بأن المعارضة السورية ستشارك في المؤتمر» بالرغم من تهديدها بمقاطعته، مشيرا إلى أن محادثات «الائتلاف» في اسطنبول أحرزت تقدماً لتوسيع قيادته. وقال «أنا مقتنع، بناء على المحادثات التي أجريتها مؤخرا مع وزراء خارجية دول، كلها من المؤيدين للائتلاف، بأنه من الضروري جدا للائتلاف المشاركة والتفاوض. جميعهم يدعمون جنيف»، لكنه أضاف «في جنيف سنرى من هو الجدي. هل الروس جديون؟ أعتقد ذلك. الرئيس (فلاديمير) بوتين قال إنهم جديون. (وزير الخارجية الروسي) سيرغي لافروف قالها أيضا، ويحاولون تنظيم» مؤتمر جنيف.
وتابع كيري «إذا كان الجميع جادين، ونحن على هذا النحو والروس قالوا إنهم كذلك، فإن أفضل فرصة لإنقاذ سوريا، أفضل فرصة لأن نكون قادرين على حماية الأقليات ووقف القتل، إنما تكون من خلال تسوية سلمية يتم التوصل إليها بطريقة منظمة».
وتابع ان «نقل أس 300 إلى المنطقة لا يساعد في الوقت الذي نحاول فيه تنظيم هذا السلام وإقامته»، في إشارة إلى مؤتمر «جنيف 2». وطلب من موسكو «عدم قلب التوازن في المنطقة، وخصوصا بالنسبة إلى إسرائيل عبر تسليم هذه الأسلحة للأسد، سواء كانت تستند إلى عقود قديمة أو لا»، مضيفا «هذا الأمر له أثر سلبي على استقرار المنطقة ويشكل خطراً على إسرائيل».
وكرر كيري اتهامه لإيران بإرسال «قوات» إلى سوريا، إضافة إلى مقاتلي «حزب الله». وقال «إيران هي الدولة الوحيدة في العالم التي لها مقاتلون منظمون على الأرض يحظون بدعم من دولة».
وحذر فسترفيله موسكو من إرسال أسلحة إلى سوريا. وقال «نقول لزملائنا الروس لا تعرّضوا مؤتمر جنيف للخطر. تسليم أسلحة إلى نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد خطأ كامل».
هولاند
وفي باريس، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند «لا يمكننا قبول أنه في الوقت الذي نعد فيه لمحادثات جنيف 2 بهدف التوصل إلى حل سياسي تقدم روسيا السلاح لنظام الأسد، وأن (نمنع) من تقديم السلاح للمعارضة. لضمان تحقق الحل السياسي يجب ألا ننحي جانبا خيار الضغط العسكري، وهو في هذه الحالة رفع حظر الاتحاد الأوروبي».
«الائتلاف»
وأقر «الائتلاف السوري»، فجر أمس، في ختام ثمانية أيام من الاجتماعات الشاقة في اسطنبول، توسيع هذه الهيئة، بحيث ضم إليها 43 عضواً جديداً ليرتفع عدد أعضائه الإجمالي إلى 114 عضواً، غير انه أرجأ انتخاب رئيس جديد له إلى 12 حزيران.
وقال رئيس «الائتلاف» بالإنابة جورج صبرا، في مؤتمر صحافي، «جرت إضافة 43 عضواً، منهم 15 من هيئة الأركان، و14 ينتسبون إلى الحراك الثوري من داخل سوريا، وكذلك قائمة بـ14 عضواً».
وقال مشاركون في الاجتماع إن التوسيع يعتبر بمثابة «تسوية لم يربح فيها أحد بشكل حاسم، ما يثير الخشية من أن الانقسامات هي فقط معلقة حتى الاجتماع المقبل». وبين المنضمين الجدد المعارض ميشيل كيلو الذي كان اقترح لائحة بـ22 اسما لضمها إلى «الائتلاف»، والأسماء هي خصوصا لشخصيات مسيحية وعلوية وكردية، وذلك بهدف إقامة توازن مع جماعة الإخوان المسلمين التي كانت تسيطر عليه. وتمت الموافقة على عشرة أسماء من تلك التي اقترحها كيلو. ولم يتبين بالتحديد بعد لمن باتت تميل الأكثرية داخل «الائتلاف».
وجاءت التسوية نتيجة مفاوضات مكثفة شارك فيها رئيس الاستخبارات السعودية سلمان بن سلطان ووزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية ووزير الخارجية التركي داود اوغلو وديبلوماسيون أميركيون وفرنسيون وبريطانيون واماراتيون.
(«السفير»، ا ف ب، رويترز، ا ب)
جبهة النصرة تطلب من التيار السلفي بالأردن عدم إرسال مقاتلين إلى درعا
عمّان- (يو بي اي): طلبت جبهة النصرة لأهل الشام السبت، من التيار السلفي الجهادي في الأردن، عدم إرسال مقاتلين إلى مدينة درعا جنوب سوريا، إلا بعد مشاورتها.
وقال قيادي بارز في التيار طلب عدم الكشف عن اسمه ليونايتد برس إنترناشونال، إن “جبهة النصرة لأهل الشام أصدرت تعميماً داخلياً اليوم طلبت فيه من التيار السلفي الجهادي في الأردن عدم إرسال مقاتلين إلى مدينة درعا جنوب سوريا إلا بعد مشاورتها”.
وأشار إلى أن هذا التعميم جاء بعد “عودة عدد كبير من أنصار التيار السلفي الجهادي ممن كانوا يقاتلون في درعا إلى جانب إخوننا في جبهة النصرة لأهل الشام إلى الأردن”.
ولفت القيادي إلى أن هناك “ما بين 15 ـ 20 من عناصر التيار السلفي غادروا درعا خلال اليومين الماضيين عائدين إلى الأردن”.
من جهة ثانية، أعلن التيار عن مقتل أحد عناصره الجمعة، في مدينة درعا، ليصل عدد الذين لقوا حتفهم خلال الساعات الماضية إلى خمسة.
وقال المصدر إن “أنس ياسين عوجات وهو من مدينة معان الكائنة في جنوب الأردن، استشهد أمس خلال اشتباكات مع القوات الحكومية (السورية)”.
وكان التيار السلفي الجهادي أعلن الجمعة عن مقتل أربعة أردنيين خلال اشتباكات مع القوات الحكومية السورية.
الأمير طلال يطالب الدول العربية بسحب سفرائها من روسيا لدعمها نظام الأسد
الرياض- (د ب أ): دعا الأمير السعودي طلال بن عبدالعزيز الدول العربية إلى سحب سفرائها من روسيا ردا على قيامها بدعم النظام السوري بصواريخ (اس 300).
وقال الامير طلال، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه السبت “أزعجني ما تناقلته وسائل الإعلام عن تسليح روسيا لسورية بصواريخ (اس 300)”.
وأضاف “كان بودي لو اتخذت جامعة الدول العربية بدولها مجتمعة قرارا بسحب سفرائها من روسيا للتداول ردا على تسليحها للاسد”.
وأوضح أن هذا “التصرف بحد ذاته سوف يحرك المياه الراكدة في العلاقات الروسية العربية أما هذا الصمت المطبق فستكون له عواقبه الوخيمة عند الرأي العام العربي”.
وقال الأمير طلال المعروف بتأييده لمطالب الإصلاح في السعودية إن “هذا الرد هو الحد الأدنى من الإجراءات التي كنت آمل ويأمل معي العالم العربي في اتخاذها”.
وكان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز رفض في شباط/ فبراير 2012 بحدة طلب الرئيس الروسي (في حينه) ديمتري ميدفيديف التحاور بشأن سورية آخذا على موسكو استخدامها حق النقض فى مجلس الامن الدولي لتعطيل قرار حول هذا البلد الغارق في العنف والمهدد بحرب أهلية.
وقال خبراء إن صواريخ (أس-300) يمكنها مطاردة طائرات مأهولة واعتراض صواريخ موجهة، وأشاروا إلى أن هذه الصواريخ ستعزز ترسانة الأسد من الصواريخ الروسية التي تضم صواريخ (بانستير) قصيرة المدى وأنظمة بي.يو.كيه الصاروخية متوسطة المدى.
وكانت وسائل اعلام روسية ذكرت أن الأسد اشترى أربع وحدات من نظام اس-300 بي.ام.يو-2 المحدث مقابل مليار دولار تقريبا.
اجتماع تمهيدي دولي الاربعاء.. مجلس الأمن يدرج ‘النصرة’ على لائحة المنظمات ‘الإرهابية’
ائتلاف المعارضة السورية وسّع صفوفه ولم يتجاوز انقساماته
دمشق ـ بيروت ـ وكالات: توصل الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية بعد ثمانية ايام من اجتماعات مطولة في اسطنبول الى تسوية تضمنت قرارا بتوسيعه ليصبح اكثر تمثيلا من دون ان يتمكن من انتخاب رئيس جديد له، فيما كشفت صحيفة ‘معاريف’ الجمعة،’نقلا عن مصادر دبلوماسية غربية، النقاب’عن ان اسرائيل ابلغت روسيا انها ستضرب منظومة صواريخ ‘إس- 300′ حال وصولها الى سورية.
ونقلت الصحيفة عن المصادر’ان رئيس الوزراء الاسرائيلي”بنيامين نتنياهو نقل الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالة حازمة خلال اجتماعهما في منتجع سوتشي قبل 6 اسابيع اكد فيها ان اسرائيل تعتزم ضرب منظومة الصواريخ الروسية ‘إس-300′ اذا وصلت الى الاراضي السورية وقبل تشغيلها.
جاء ذلك في وقت نفت وسائل اعلام روسية فيه ان تكون موسكو سلمت سورية صواريخ من طراز ‘اس-300′، الا ان الشركة المصنعة لطائرات ‘ميغ’ الروسية اشارت الى احتمال تسليم دمشق عشر طائرات من طراز ‘ميغ 29′.
وأقر الائتلاف الوطني السوري في ختام ثمانية ايام من الاجتماعات الشاقة في اسطنبول مساء الخميس ضم 43 عضوا جديدا ليرتفع عدد اعضائه الاجمالي الى 114 عضوا، غير انه أرجأ انتخاب رئيس جديد له الى منتصف حزيران (يونيو).
وقال رئيس الائتلاف بالانابة جورج صبرا ان الاعضاء الجدد هم ’15 من هيئة الاركان، و14 ينتسبون الى الحراك الثوري من داخل سورية، وقائمة بـ14 عضوا’.
وقال مشاركون في الاجتماع ان التوسيع يعتبر بمثابة ‘تسوية لم يربح فيها احد بشكل حاسم، ما يثير الخشية من ان الانقسامات هي فقط معلقة حتى الاجتماع المقبل’.
وبين المنضمين الجدد المعارض البارز ميشيل كيلو الذي كان اقترح لائحة بـ22 اسما لضمها الى الائتلاف، والاسماء هي خصوصا لشخصيات علمانية وتنتمي الى الاقليات المسيحية والعلوية والكردية، وذلك بهدف اقامة توازن مع جماعة الاخوان المسلمين التي كانت تملك النفوذ الاكبر في الائتلاف حتى الآن.
وتمت الموافقة على عشرة اسماء من تلك التي اقترحها كيلو. ولم يتبين بالتحديد بعد لمن باتت تميل الاكثرية داخل الائتلاف.
وجاءت التسوية نتيجة مفاوضات مكثفة شارك فيها رئيس الاستخبارات السعودية سلمان بن سلطان ونائب وزير الخارجية القطري خالد العطية ووزير الخارجية التركي داود اوغلو ودبلوماسيون امريكيون وفرنسيون وبريطانيون واماراتيون.
ونتيجة الخلافات الحادة التي تركزت خصوصا بين فريق يريد التوسيع مدعوما من السعودية وآخر حذر في قبول التوسيع مدعوما من قطر، لم يتمكن الائتلاف من اقرار المواضيع الاخرى التي كانت مدرجة على جدول اعماله وابرزها انتخاب رئيس جديد خلفا لاحمد معاذ الخطيب المستقيل والمنتهية ولايته والبحث في تشكيلة الحكومة الموقتة التي كان اختار لها رئيسا قبل ثلاثة اشهر هو غسان هيتو.
وتزامنت اجتماعات اسطنبول مع تطورات عسكرية متسارعة تمثلت بدخول قوات النظام السوري مدعومة من حزب الله اللبناني الى مدينة القصير من الجهات الغربية والجنوبية والشرقية واحكام الطوق من الجهة الشمالية، ما دفع الائتلاف السوري الى اطلاق اكثر من نداء استغاثة لانقاذ الجرحى بالمئات في المدينة، والاعلان، رغم الضغوط الدولية الكثيفة، عن عدم المشاركة في اي مؤتمر تعمل له الجهات الدولية قبل وضع حد ‘لغزو ايران وحزب الله’ لمناطق سورية.
وفي اطار الجهود الدبلوماسية، حددت الامم المتحدة يوم الاربعاء القادم موعدا لاجتماع تمهيدي للمؤتمر الدولي المزمع عقده حول سورية.
واعلنت الامم المتحدة الخميس ‘ان ممثلين عن الولايات المتحدة وروسيا والامم المتحدة سيعقدون اجتماعا ثلاثيا في الخامس من حزيران (يونيو) في جنيف يتمحور حول التحضير للمؤتمر الدولي حول سورية الذي انطلق بمبادرة امريكية روسية’.
في روسيا، ذكرت وسائل اعلام الجمعة ان موسكو لم تسلم بعد صواريخ ‘اس-300′ الى النظام السوري، وان التسليم قد لا يتم هذا العام.
في المقابل، اعلن مدير شركة ميغ سيرغي كوروتكوف ان روسيا يمكن ان تسلم سورية عشر مقاتلات من طراز ميغ-29 ام ام2′.
وقال كوروتكوف ‘هناك وفد سوري موجود حاليا في موسكو ويتم تحديد تفاصيل الاتفاق. اعتقد انه سيتم تسليم المقاتلات’ التي قد تتجاوز العشر.
واعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الخميس ان شحنات الاسلحة الروسية الى النظام لن تسهم في تسوية الازمة في سورية التي اودت حتى الآن باكثر من 94 الف قتيل.
في التقارير الميدانية، تمكن مقاتلون سوريون معارضون خلال الساعات الماضية من دخول مدينة القصير المحاصرة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون والائتلاف المعارض.
وتريث مدير المرصد رامي عبد الرحمن في الكلام عن التأثير الذي سيكون لهؤلاء المقاتلين الذين قدر عددهم بالمئات، على سير المعركة. وقال ‘المشكلة ليست في عدد المقاتلين، انما في نوعية السلاح الذي تحتاج اليه الكتائب لمواجهة القوة النارية الهائلة التي تتعرض لها من الجيش السوري وحزب الله’.
وتعتبر القصير احد آخر معاقل المعارضة المسلحة في محافظة حمص.
على صعيد آخر، اعلن المرصد السوري ان ثلاثة غربيين بينهم مسلمان بريطاني وامريكية، قتلوا الاربعاء برصاص قوات النظام ‘في كمين في منطقة ادلب في شمال غرب سورية’، مشيرا الى انهم كانوا على ما يبدو يحاولون مساعدة المعارضة المسلحة.
من جهة اخرى أدرج مجلس الأمن الدولي ‘جبهة النصرة’ التابعة لتنظيم ‘القاعدة’ على لائحة المنظمات ‘الإرهابية’.
وأعلنت لجنة العقوبات على تنظيم ‘القاعدة’ التابعة لمجلس الأمن مساء الخميس، أنها عدّلت لائحة العقوبات للأفراد والكيانات التابعة للتنظيم بإضافة اسم ‘جبهة النصرة’ إليها.
وقالت اللجنة إنها بموجب القرار 1267 الصادر عام 1999، والقرار 1989 الصادر عام 2011، الخاصين بـ’القاعدة’ والأفراد والكيانات التابعة لها، وافقت على تعديلات محددة في أحد بنود اللائحة والخاص بتنظيم ‘القاعدة’ في العراق، حيث أضافت اسم ‘جبهة النصرة’، أو ‘جبهة النصرة لأهل الشام’ إليه.
روسيا تعمل على تعزيز وضعها في المنطقة.. تدعم الاسد بالسلاح.. وتتحاور مع الاسلاميين في مصر وغزة
ابراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ يتخذ الصراع الدولي على سورية منعطفا جديدا، ففي ظل التسابق على تسليح النظام والمعارضة السورية المنقسمة على نفسها تحاول روسيا راعية بشار الاسد ونظامه تأكيد سطوتها في المنطقة.
ويقابل جهود موسكو غياب امريكي وانقسام اوروبي سببه القرار البريطاني والفرنسي بداية هذا الاسبوع بالضغط باتجاه رفع الحظر على تسليح المقاتلين السوريين. وما اعلان الرئيس السوري في مقابلته ‘المهمة’ مع قناة المنار اللبنانية عن وصول اسلحة روسية الا تعبير عن حالة السباق بين القوى الدولية ومحاولة روسيا الحفاظ على اهم حليف لها في المنطقة العربية.
وتظل التساؤلات قائمة حول الموقف الاسرائيلي من وصول صفقة السلاح (اس ـ 300) والتي حاولت اسرائيل منعها واقناع روسيا بارسالها او الوفاء كما تقول موسكو باتفاقات عسكرية بين البلدين. ولا يتوقف التعاون العسكري بين البلدين على صفقة الصواريخ فقط مع ان هذه ينظر اليها كمغير لقواعد اللعبة اذا ان مداها يصل الى 125 ميلا، وستعقد بالضرورة اية محاولة امريكية لانشاء منطقة حظر جوي في المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون في شمال البلاد وشرقها.
وثيقة
وتشير ‘طلبية عاجلة’ من الجيش السوري الى انه طلب من الشركة الحكومية لصناعة السلاح الروسية ‘روسبورون اكسبورت’ تزويده باسلحه قتالية للقتال اليومي من 20 الف كلاشينكوف، و20 مليون حزام من الذخيرة، ورشاشات وقاذفات قنابل وبنادق للقناصة، ومناظير للرؤية الليلية. وطلب المسؤول العسكري السوري الذي وقع على الطلبية تقديرا بثمن كل هذا ‘وفي اسرع وقت’. ولا تبشر النشاطات العسكرية الروسية، ولا حديث الاسد الاخير مع القناة اللبنانية المملوكة من حزب الله والذي اصبح طرفا في الحرب الاهلية، ولا رفض المعارضة في اجتماعها في اسطنبول المشاركة في جنيف ـ 2 باحتمال انعقاد المؤتمر كما كان يؤمل في شهر حريزان (يونيو) الحالي. فكل الاطراف المعنية في الحرب السورية تحاول تحسين موقعها في المعركة قبل الموافقة على الجلوس على طاولة المفاوضات. ففي الوقت الذي زادت فيه ايران حليف النظام السوري الاهم من نشاطات ارسال الاسلحة والمقاتلين لسورية، فان الاطراف الاخرى تنشط، فبريطانيا وفرنسا قد تقرران ارسال الاسلحة للمقاتلين فيما ستقوم الادارة الامريكية المترددة منذ الازمة بارسال الاسلحة الفتاكة للمعارضة، وعززت السعودية وقطر من نشاطاتهما وهما اللتان بادرتا منذ البداية بارسال اسلحة وان كانت خفيفة للمقاتلين.
ومقارنة مع الدعم الروسي فالدعم الغربي للمعارضة يتراوح قوة وضعفا، وليس مستمرا، فروسيا مرتبطة بالنظام الحالي كما السابق اي والد بشار، حافظ الاسد بعقود وصفقات سلاح طويلة الامد، وظلت موسكو المصدر الرئيسي لتسليح الجيش السوري.
ومع ان الخارجية الروسية قد رفضت التعليق على الوثيقة التي كشف فيها عن طلب الجيش السوري اسلحة عاجلة الا انها تؤشر الى الالتزام الروسي بتزويد النظام بأسلحة حسب الطلب ومهما كانت الكمية.
مصالح ابعد من الصواريخ
وقالت صحيفة ‘واشنطن بوست’ الامريكية انها حصلت على الوثيقة هذه مشيرة الى ان صفقات الاسلحة مع الجيش السوري هي واحدة من ملامح الاهتمام الروسي في سورية اذ ان مصالحها هناك تشمل عقود استثمارات في مجال الطاقة، وقاعدة بحرية في ميناء طرطوس على البحر الابيض المتوسط.
وتقرأ الصحيفة والحالة هذه طبيعة التصرف الروسي في ظل هذه الاهتمام مشيرة الى ان الامريكيين لم يقرأوا عقلية موسكو بدقة، فما يصدر عن الروس ليس تصرفات مجنونة او لا عقلانية وبحسب فيونا هيل من معهد بروكينغز ترى ان الروس ينتظرون ما ينتج عن مواقفهم تجاه سورية.
وتقول هيل وغيرها من الخبراء ان روسيا تنظر الى امريكا كلاعب يتصرف بلا منطق في المنطقة حيث تقوم بزعزعة الوضع القائم وتزيد النار على النزاع الطائفي والاثني في الدول الجارة لروسيا، كما ان تردد الولايات المتحدة بارسال اسلحة للمعارضة ادى الى تعزيز موقف الروس. وهذا لا يعني ان الروس ليسوا مهتمين بعقد مؤتمر دولي، خلاف ذلك تقول هيل ‘فهم جادون في عقد المؤتمر من اجل منع امريكا من اتخاذ فردي’ وليس ما سينتج عنه من نتائج.
ويربط المراقبون الموقف الروسي بعقيدة فلاديمير بوتين التي يبني عليها شرعيته بين الروس وهي ان موسكو ‘لا تتلقى اوامر من الغرب، لديها اصدقاء وتقوم باتخاذ قراراتها المستقلة على المسرح الدولي’، وبناء عليه فسورية ومن خلال هذا المعيار تعتبر صديقا مناسبا لموسكو. ولا يقتصر نشاط روسيا على دعم النظام السوري الحالي بل تعطي بالضرورة الانطباع انها مستعدة للدفاع عن مصالحها في المنطقة وبنشاط مستمر.
حوارات الاسلاميين
ففي بداية شهر ايار (مايو) الماضي نظمت معاهد بحث مدعومة من الحكومة الروسية مؤتمرا اقليميا احتضتنه مدينة مراكش المغربية، وحضره مئات من كتاب الاعمدة الصحافية وصناع السياسة في المنطقة العربية وشمال افريقيا بمن فيهم كتاب وخبراء من دول الخليج التي تعارض دولهم موقف موسكو في سورية، اضافة لممثلين عن حماس وحزب الله. ومع ان المؤتمر انعقد تحت مظلة مناقشة الاسلام السياسي لكن الموضوع الرئيسي الحاضر فيه كان الدور الروسي في المنطقة. ونقلت عن خبير عربي حضر المؤتمر كان الهدف الروسي الحقيقي وراء المؤتمر على ما يبدو التصريح ‘اننا قادمون’. وقال الخبير ان الروس ‘عبروا وبعناد عن نيتهم الاستمرار بدعم النظام السوري’.
وقالت مشاركة اخرى انها دهشت من النبرة القومية التي طبعت كلمات المتحدثين والتي قالت انها لم تحاول الاعتذار عن موقف الحكومة الروسية من الحرب السورية. واظهر المؤتمر حرصا من موسكو على التحاور مع الاخوان المسلمين في مصر وغزة على الرغم من التهديدات التي يمثلها الاسلاميون في دول روسيا الاتحادية.
وبنفس السياق قامت روسيا بعرقلة اية قرار اممي يتعلق بالازمة السورية، وقامت بالوقوف امام قرار تقدم به الاردن من اجل اجبار قيام مجلس الامن بالتفتيش على المواقع الكيماوية السورية، لكن وزير الخارجية سيرغي لافروف، رفض الطلب لانه سيكون ‘ذريعة للتدخل الخارجي’ في الازمة السورية.
ويرى محللون ان ما يجري على الساحة السورية هو شكل من اشكال الحرب الباردة الجديدة، فمن جانب تدعم واشنطن وحلفاؤها العرب المعارضة ومن جانب اخر تقف روسيا مع حليفها التقليدي وهو النظام السوري.
ونقلت الصحيفة عن مصطفى العاني، من مركز الخليج للدراسات في دبي قوله ان الروس لديهم حساباتهم الخاصة و’يعتقدون انهم يحظون بدعم كبير في الشرق الاوسط ولهذا فهم يقومون بحماية مصالحهم’ ويقولون ‘ا تخرجوننا من المعادلة’. ومع ان روسيا اكدت انها لن توقع صفقات اسلحة جديدة مع النظام السوري الا انها ترى في ايصال الصفقات المتفق عليها رسالة واضحة لمن اسماهم نائب وزير الدفاع سيرغي ريباكوف ‘المتهورون’.
انتقام
ومن هنا ترى صحيفة ‘الغارديان’ ان حديث الاسد عن وفاء روسيا بصفقاتها خاصة صفقة الصواريخ يبدو انه ‘انتقام روسي من قرار الاتحاد الاوروبي المثير للجدل في بداية الاسبوع لرفع حظر تصدير السلاح عن المعارضة السورية، حيث تحاول فرنسا وبريطانيا والدول في المنطقة مثل تركيا تسليح المعتدلين من المقاتلين’ حسب الصحيفة.
وتشير الى ان تصريحات الاسد خلقت حالة من التشوش في العواصم الغربية اضافة لاسرائيل التي قال مسؤول فيها انهم يحاولون معرفة حقيقة الوضع ‘وفي الوقت الحالي لا نعرف’ ان كانت الصواريخ قد وصلت ام لا. وفي الوقت الذي يقول فيه محللون ان النظام الصاروخي او بعض مكوناته قد يكون وصل، رادارات وقاذفات وما الى ذلك الا انهم يشكون انه جاهز للعمليات.
وترى اسرائيل ان وصول النظام هذا هو مبرر لاعلان حرب ‘وقائية’ على سورية، حيث هدد موشيه يعلون، وزير الدفاع بالقول ان اسرائيل لا يمكنها الوقوف والسماح بوصوله الى سورية. ويرى محللون اسرائيليون نقلت عنهم ‘الغارديان’ ان هناك امكانية قوية لحرب اسرائيلية ـ سورية مدمرة لان استمرار الغارات الاسرائيلية سيدفع نظام الاسد في مرحلة للرد، وقال شلومو برون، المسؤول الامني الاسرائيلي ان احتمالات الحرب تبدو الان اكبر مما كانت عليه من قبل.
بوتين عنده المفتاح
وفي مقال كتبه وزير الدفاع الاسرائيلي السابق ايهود باراك في ‘ديلي تلغراف’ البريطانية تحت عنوان ‘الثمن سيكون باهظا لكن مفتاح الحرب الاهلية السورية عند بوتين’. وبدأ باراك مقالته بعرض عام للازمة عن القتلى واللاجئين والفظائع ‘اكل لحوم البشر’ باسم الرب، والجار الصعب ‘ارواح فقدت وخطوط حمر تم اجتيازها، ومع ذلك لا نهاية في الافق’ للازمة.
ويرى انه الى جانب الثمن الانساني فهناك مخاطر ثلاثة ستنبع عن الفشل في مواجهة الازمة وحلها. والخطر الاول هو قبلي وطائفي ‘الدم الناجم عن التناحر نزف بشكل سهل في منطقتنا، وكلما طال امد النزاع كلما زادت مخاطره بشكل يجعل من سورية في مرحلة ما بعد الاسد كالصومال- دولة فاشلة وجماعات متناحرة’، اما الخطر الثاني فهو الكيماوي ‘فكلما زاد استخدام السلاح الكيماوي وحتى لو على قاعدة صغيرة، فهناك فرص لنشرها بكميات اكبر، ومع مرور كل يوم هناك امكانية لوقوعها في الايدي الخطأ، واسرائيل واعية لهذا الخطر وهي ملتزمة بالقيام بما هو ضروري لمنع حزب الله الحصول على الترسانة السورية من الاسلحة الفتاكة’.
وفيما يتعلق بالخطر الثالث فهو متعلق بايران لان ‘الازمة السورية خطيرة لانها تحرف الانظار عن التعامل بطريقة جدية مع مشكلة خطرها اشد – وهي السلاح النووي الايراني’.
كيف نمسك بالروس؟
ومع ان الروس ‘مثلنا ليسوا بدون اخطاء الا انهم دولة عالمية مهمة لها ارتباطات مع شرق اوروبا والقوقاز والشرق الاوسط، وعليه يجب اخذ مواقفهم ومصالحهم بعين الاعتبار’. وقال ان هناك ثمنا باهظا بالتأكيد يجب دفعه لروسيا كي تقود الجهود، منها الحديث عن الدرع الصاروخي في اوروبا الذي تعارضه موسكو، اضافة للقضايا المتعلقة بمصالح روسيا في اوكرانيا وبيلاروسيا، وكذا توازن القوة في القوقاز. ويقترح باراك استخدام الاوراق التي بيد امريكا والغرب لجعلهم في موقع قوي للضغط على موسكو.
ويقول ان الروس مهما كانت الطريقة التي يتصرفون فيها، مشيرا ان بوتين يعمل بطريقة مسؤولة عندما يتعلق الامر بتزويد سورية باسلحة متقدمة لايران، مشيرا الى ان عملية تزويد نظام اس ـ 300 لا يزال في مراحله الاولى، وانه مهما كان قويا فليس عصيا على التدمير. وعبر باراك عن امله من تصرف بوتين بطريقة مسؤولة وان عملية ناجحة تقودها سورية ستؤدي الى تعاون موسكو في قضايا اخرى على المستوى الدولي. ولا يجد بوتين اية غضاضة من التعاون مع روسيا بشكل يضمن مصالحها في مرحلة ما بعد الاسد وحماية القاعدة العسكرية. ومن هنا فالمفتاح لسورية لا يزال بيد موسكو.
نجل رمضان البوطي: والدي استشهد وفي جيبه 75 ليرة سورية
الجزائر ـ د ب أ: عاد محمد توفيق رمضان البوطي نجل العلامة سعيد رمضان البوطي الى ظروف مقتل والده مؤكدا انه ‘عند استشهاده كان في جيبه خمس وسبعون ليرة سورية’.
قال توفيق رمضان البوطي في حوار مع صحيفة ‘الشروق اليومي’ الجزائرية في عددها الصادر اليوم الجمعة وهو يروي تفاصيل مقتل والده ‘بعد بدء الدرس بنحو نصف ساعة، دخل المسجد شاب لا يحمل شيئا، ولا تبدو عليه أي علامات تدل على أن معه شيئا، فجلس في مؤخرة المجلس خلف الجالسين في الدرس على بعد ستة أمتار تقريبا من والدي، وبعد بضعة دقائق، قام فتقدم خطوة بين المصلين وفجر نفسه. وعم المسجد ظلام ودخان. وصار جميع من يجلس بين المجرم وبين والدي مطروحين على الأرض… قتلى’.
وأضاف: ‘أما والدي فقد مال إلى خلفه وقد جرح بطرف فمه ولعل شظية أصابته بسحجة دون أن تستقر وسال الدم من هذا الجرح، ومع ميله إلى جهة اليسار سال الدم إلى جهة رأسه، ثم عاد لجلسته بصورة سوية، وسوى عمامته التي مالت. وعندها نهض ولدي (أحمد) الذي كان قبالة والدي نحو الشيخ، ثم ما لبث أن سقط على الأرض متأثرا بجراحه، بينما مال والدي إلى جهة يمينه، وحضر الأخوان اللذان كانا يرافقان والدي لإسعافه، وأخرجاه من الكرسي، وحملاه فثقل جسده عليهما؛ وكأنه يريد منهما أن يدعاه فخر ساجدا على الأرض، ثم حملاه بعد ذلك ففاضت روحه الطاهرة بعد سجوده’.
وأكد نجل البوطي ان هذه الرواية هي حصيلة شهادة العشرات ممن نجوا من الجريمة (بعضها مكتوبة ومحفوظة لديه)، لافتا أن ‘من كان عن جهة يمين المجرم أو يساره أو خلفه، لم تكن إصابتهم قاتلة، وبعضهم لم يصب أصلا لأنه كان خلفه’.
وأشار إلى أن من يقف وراء تصفية والده هو ‘المتضرر من وجوده، والمتضرر من منهج الدعوة الحكيمة القائمة على العلم والحجة ومخاطبة العقل والقلب بدين الله’.
وقال: ‘ لقد ترافق التحريض على الفتنة من أول يوم بالهجوم الشرس على والدي؛ هجوم تجرد عن أي ضوابط دينية أو أخلاقية، فالشتائم والافتراءات الوقحة والأكاذيب، والسخرية، وكل ذلك وأكثر منه، كان يوجه ضد العلامة الشهيد بصورة ممنهجة منذ اليوم الأول’.
من جهة اخرى كشف ان الشيخ ‘كان في أواخر أيامه يكثر من توصياته لأفراد العائلة بكثرة الذكر وبقيام الليل، ولو بمقدار ركعتين قبل الفجر، وبكثرة الاستغفار والإكثار من تلاوة القرآن مع التدبر’.
وتابع ‘ كانت له بقية مال عند صديق يستثمره له، فقال له وزع ما لديك على المستحقين للميراث بحسب حصصهم الإرثية. ولم أعلم بذلك إلا بعد استشهاده. وعندما استشهد، لم يكن في بيته شيء من النقود، وكان في جيبه خمس وسبعون ليرة سورية. حفظناها لتوضع في صندوق زجاجي يوضع بجانب ضريحه رحمه الله’.
مقاتلو المعارضة يخترقون حصار القصير.. ومتظاهرون يضعون خطوطا حمراء لـ«جنيف2»
الائتلاف يضم 43 عضوا جديدا ويؤجل انتخاب رئيسه
بيروت: «الشرق الأوسط»
تمكن مقاتلو المعارضة السورية أمس من كسر الحصار المفروض على مدينة القصير، وسط البلاد، منذ 10 أيام، ودخل مئات منهم إلى المدينة مخترقين صفوف القوات النظامية الموجودة على الجانب الشمالي الشرقي للمدينة، ومقاتلي حزب الله اللبناني المتمركزين في الجانب الغربي الجنوبي للقصير. وقال المركز الإعلامي السوري إن «تعزيزات من لواء التوحيد والمجلس العسكري بحلب تمكنت من اختراق الحصار المفروض على مدينة القصير بريف حمص، بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي حزب الله اللبناني الذين يحاصرون المدينة منذ أكثر من 10 أيام». فيما أشار جورج صبرة الرئيس المؤقت للائتلاف الوطني إلى أن 1000 مقاتل من الجيش الحر وصلوا القصير للدفاع عنها. وأفاد مصدر في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» أن «مقاتلين من لواء التوحيد والمجلس العسكري بحلب، إضافة إلى كتائب من (شهداء سوريا) المتمركزة في إدلب تمكنوا من خرق الحصار المفروض على القصير بعد تمركزهم على مشارف المدينة لمدة طويلة».
ولفت المصدر إلى أن «استراتيجية المعارضة في القصير تتمثل في مرحلتين؛ الأولى كسر الحصار عبر ضربات موضعية وفتح خطوط الإمداد إلى مقاتلي الداخل ثم مرحلة ثانية تبدأ بصد هجمات حزب الله».
وفي مقابل تعزيزات «الحر»، أفاد المرصد السوري أن «حزب الله وقوات الحرس الجمهوري الخاصة أرسلا تعزيزات إلى مدينة القصير». وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «الاستعدادات تظهر أن القوات السورية مدعومة من عناصر حزب الله تحضر لعملية على نطاق واسع»، مشيرا إلى تعرض المدينة للقصف بالطيران الحربي الذي نفذ ما لا يقل عن 5 غارات جوية.
إلى ذلك، قال التلفزيون السوري أول من أمس إن امرأة أميركية، تدعى نيكول مانسفيلد، لقيت حتفها في القتال مع قوات المعارضة ضد حكومة الرئيس بشار الأسد، وأكدت الخبر عائلة مانسفيلد، 33 عاما، إذ قالت لوكالة «رويترز» للأنباء «إنني منهارة. من الواضح أنها كانت تقاتل مع قوات المعارضة». وأضافت أن مكتب التحقيقات الاتحادي أبلغها بوفاة ابنة أخيها، وهي من فلينت بولاية ميتشيغن، واستدركت بقولها أنها لا تعرف تفاصيل كيف توفيت.
وفي موازاة معارك القصير، خرجت مظاهرات في الكثير من المناطق السورية التي تخضع لسيطرة المعارضة تحت شعار «مبادئ الثورة وخطوطها الحمراء» حيث تجمع سكان منطقة بستان القصر بحلب ورفعوا لافتات كتب عليها «لا أحد يمثلني الكل يمثل علي»، إضافة إلى مظاهرات في حمص ودير الزور وإدلب. وقال الناشط أبو غازي الحموي المقيم في مدينة حماه وسط سوريا إن «هذه المظاهرات هدفها التأكيد على ثوابت الثورة ومبادئها الداعية إلى إسقاط النظام ووقف القتل وتفكيك الأجهزة الأمنية وإطلاق سراح المعتقلين»، مشيرا في اتصال مع «الشرق الأوسط» إلى أن «المظاهرات هي رسالة للمعارضة قبل أن تكون للنظام لتحذيرها بعدم التفريط بتضحيات السوريين».
سياسيا، تمكن المشاركون في اجتماعات الائتلاف في مدينة إسطنبول التركية من تجاوز خلافاتهم المتعلقة بتوسعة العضوية بضم 43 عضوا جديدا ليصبح عدده 114 منهم 8 سيدات، في حين أعلن عن تأجيل انتخاب رئيس للائتلاف حتى يونيو (حزيران) المقبل وعدم المشاركة في مؤتمر جنيف2 في ظل «غزو ميليشيات إيران وحزب الله للأراضي السورية».
ومن بين الـ43 عضوا جديدا الذين جرى انتخابهم، 15 من هيئة الأركان، و14 من الحراك الثوري، وكذلك قائمة بـ14 عضوا تتبع للمعارض ميشيل كيلو. وكان الجيش السوري الحر والحراك الثوري طالبا في وقت سابق بنصف مقاعد الائتلاف المعارض. واعتبر المنسق الإعلامي والسياسي في «الجيش السوري الحر» لؤي المقداد في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «خطوة توسعة الائتلاف هي في الاتجاه الصحيح»، مشيرا إلى أن «المكون العسكري في الثورة يشعر بالارتياح لما جرى»، وكشف المقداد أن «هيئة الأركان في صدد عقد اجتماعات خلال الأيام المقبلة لتحديد ممثليها في الائتلاف على أن تعلن عنهم فور تحديدهم».
مدارس حلب تنفض غبار الحرب وتفتح أبوابها للأمل
مدرسوها يعملون بالمجان والطلاب يريدون فتحها أيام الجمع
حلب: هانا لوسيندا سميث
إنها الساعة التاسعة من صباح السبت، وصوت ضجيج الأطفال في فترة الفرصة (الاستراحة) الذي لا تخطئه أذن يعم الشارع.
«تغلق المدارس أبوابها يومي الجمعة والسبت في سوريا»، يقول منسق المدرسة أبو قتيبة، مضيفا «لكننا ألغينا عطلة يوم السبت، وأصبح الأطفال يرتادون مدارسهم 6 أيام في الأسبوع». وقبل أن ينهي جملته يضحك أبو قتيبة ويؤكد أن الطلاب لا يتذمرون، بل على العكس لقد «سألوا عما إذا كان بوسعهم الحضور يوم الجمعة أيضا. إنهم يرغبون في اللحاق بما فاتهم».
لم يتوقف القتال في حلب عند تدمير المباني؛ فقد مزق نسيج الحياة اليومية. كانت المدارس بعضا من أول الأمثلة لأقوى الخسائر الفادحة الناتجة عن الدمار. فبعضها دمر جراء القصف والتفجير، وبعضها الآخر تحول إلى قواعد لكتائب الجيش السوري الحر. لم يعد المعلمون في مناطق المعارضة يحصلون على رواتبهم، وتم ترك الطلاب الذين اعتادوا التدريس لهم ليشغلوا ساعات أيامهم الدراسية في أداء أدوار في ألعاب حربية في شوارع المدينة.
ويعاني الطلاب الأكبر سنا أيضا، إذ حصلت روان على مقعد للدراسة في برنامج الماجستير بجامعة حلب، غير أن انقسام مدينتها إلى مناطق للنظام وأخرى للمعارضة قد منعها من مواصلة دراساتها. تعيش في منطقة يسيطر عليها الجيش السوري الحر، فيما ما زالت جامعتها خاضعة لسيطرة الحكومة. تقول: «أعود إلى قسمي في بعض الأحيان، لكن الأمر خطير لأنه يتعين علي أن أجتاز نقاط التفتيش التابعة للنظام». وتستكمل قائلة: «أغطي وجهي عندما أذهب، وحتى الآن، لم يطلبوا مني أن أكشفه. لكن لديهم ضابطات، وقد يطلبن مني أن أخلع حجابي. وفي حالة اكتشاف هويتي، سوف أسجن».
في مبان مهجورة عبر أنحاء حلب، يقف طلاب مثل روان وأبو قتيبة ضد البطالة الإجبارية التي تعتبر إحدى أكبر مآسي هذه الحرب. «كل المعلمين هنا طلاب أجبروا على التوقف عن دراساتهم»، هذا ما يقوله أبو قتيبة وهو يتجول معنا في مصنع النسيج السابق الذي تم تقسيمه إلى 6 فصول دراسية، كل منها به لوحة بيضاء وتبدو رسوم الأطفال معلقة على الحائط. يضيف: «كلهم يتطوعون هنا، وليسوا معلمين مدربين. لكننا نأمل أن نتمكن من البدء في تدريبهم علما قريب». ويعتبر معظم سكان هذه المنطقة، الواقعة على أطراف المدينة، من اللاجئين من مناطق أخرى. لم يذهب كثير من أطفال هذه المنطقة، الذين انفصلوا عن منازلهم وأصدقائهم، إلى المدرسة منذ عام، حينما قرر أبو قتيبة وفريقه من المتطوعين بدء مشروعهم هنا قبل 3 أشهر. يقول: «وزعنا نشرات لما نعتزم القيام به حول المنطقة. وأتى عدد هائل من البشر. لدينا 300 طفل هنا الآن، وعلينا أن ندرس لهم في نوبات عمل، نظرا لأننا لا نملك مساحة تكفيهم كلهم».
وبعد قيادة بالسيارة لمدة نصف ساعة، عبر الازدحام المرور وغبار وسط حلب، نجد مدرسيا آخر. يقول أيوب، أحد الطلاب الذين يقومون بالتدريس هنا: «كان هذا مبنى مدرسة في السابق. لكنه أصبح مهجورا عندما بدأ القتال. من ثم، فقبل 6 أشهر، جئت إلى هنا بصحبة 2 من أصدقائي وقمت بتنظيم المبنى وفتحته مجددا». الآن، هناك 700 طالب في المدرسة، ولدى أيوب خطط لفتح مركز تدريب مهني بالطابق الثاني. ويقول: «عندما بدأت الحرب، لم يكن أحد يقوم بهذه الأشياء. كنا الأوائل. نحن أبناء هذه المدينة، وواجبنا العمل من أجل شعب حلب بأسره».
على عكس مدرسة أبو قتيبة الكائنة في الضواحي الأكثر هدوءا، يقع هذا المبنى في قلب الحرب الحضرية في حلب. ويدرك المعلمون هنا أن المدرسة التي عملوا بكد شديد من أجل إعادة إنشائها قد تغلق مجددا بشكل عرضي أو مقصود. قبل شهر، هبطت قذيفة على باحة المدرسة، لتخلف حفرة كبيرة، مما يجعل ممارسة الألعاب أمرا مستحيلا في الوقت الحالي. ومؤخرا، تسببت غارة جوية قريبة في تحطيم كل النوافذ. يقول أيوب: «لدينا مخبأ تحت الأرض هنا نلجأ إليه في حالة وقوع أي حادث في وقت الدراسة. لكننا نحاول جعل الأطفال ينسون الحرب أثناء وجودهم هنا». يقودنا إلى غرفة بالطابق الأسفل، حيث يرسم عبدول، وهو فنان محلي، شخصيات رسوم متحركة ملونة على الجدران. يقول: «ستكون هذه منطقة للأعمال الدرامية والأنشطة الفنية. الطلاب هنا بحاجة إلى أن ينسوا الأسلحة والدمار الذي يشاهدونه في الشوارع».
من بداياتها المبعثرة والعشوائية، أصبحت هذه المدارس الآن جزءا من حركة مدنية جديدة في المدينة. وفي منحدر مهجور، يشرح صهيب إدريس، وهو سوري علق دراساته في ماليزيا للعودة إلى مدينته الأم المحطمة، كيف أن مجموعة من المدنيين تعمل على إعادة النظام والحياة الطبيعية إلى مناطق المدينة التي تسيطر عليها المعارضة، حتى في ظل صوت الطلقات النارية وقصف المدافع. وفي غضون شهرين فقط، ضم مجلس حلب الجديد 300 مدرسة تحت مظلته، ونظم عمليات جمع القمامة والإغاثة. يقول: «نريد أن نملك هياكل للنهوض بمهمة إدارة المدينة لدى سقوط النظام. وسوف نوظف ما نقوم به في حلب كنموذج لمدن أخرى في سوريا». وبمنطق شخص من الخارج وعاطفة شخص يعيش بالداخل، يصف صهيب ما قد وصلت إليه الثورة في سوريا. يقول: «السوريون الآن لا يدركون سبب وجوب بقائهم هنا، أو المكان الذي يجب أن يذهبوا إليه في حالة رحيلهم. النظام مجرم، لكن المعارضة متطرفة. كان الهدف أن تكون الثورة موجهة للسوريين، لا للإسلاميين. ومن ثم، فعبر مجلس حلب، نحاول بناء مجتمع مدني جديد؛ وكان ذلك هو هدف الاحتجاجات في المقام الأول».
تشارك روان، طالبة الماجستير المحرومة من حقوقها، صهيب أفكاره. وفي مكاتب مؤسسة «جنى»، المؤسسة التي أنشأتها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي لمد يد العون لأطفال ونساء حلب، تبدو رسوم لعلم النظام معلقة بمسامير على لوحات بجوار رسوم لعلم الثورة. تقول: «نحن نخبرهم بأن بإمكانهم رسم ما يشاءون، لأنه في المستقبل سوف يتعين علينا جميعا أن نعيش معا. الحرية تعني احترام آراء الآخرين».
كانت روان وفريقها بين أوائل الذين بدأوا إعادة فتح المدارس في مدارس، التي يعمل بها معلمون لم يعودوا يحصلون على رواتب. تشرح قائلة: «لم يعد بإمكان كثير من المتخصصين في هذه المنطقة العمل. من ثم، نحاول حملهم على العمل معنا لنعيد إليهم بعضا من كرامتهم المفقودة ولنمنحهم الفرصة لاستغلال خبرتهم».
لكن في إحدى المدارس التابعة لمؤسسة «جنى»، يعتبر الاسم الذي يعلو الباب بمثابة تذكير بالمخاطر المستمرة التي تواجه الطلاب والمعلمين في هذه المدينة. فقد تمت تسميتها «فاطمة الحمصي» نسبة إلى معلمة مدرسة لقيت مصرعها جراء طلق ناري من قناصة، أثناء سفرها إلى منطقة تابعة للنظام قبل 4 أشهر لتسلم راتبها. تقول روان: «ليس بمقدور طلابنا مغادرة هذه المنطقة، كما أن المعلمين في حالة ذعر شديد على نحو يحول دون إمكانية حصولهم على رواتبهم. لذلك، يعملون هنا مجانا». بالطابق العلوي، يستعد طلاب المرحلة الثانوية لاختبارات الشهادة الثانوية. وبعضهم سوف يعود مجددا لحضورها في المناطق الخاضعة للنظام؛ أما بالنسبة لآخرين، ممن لديهم أشقاء ويقاتلون مع المعارضة، فسيكون ذلك غاية في الخطورة. الجميع يقولون إنهم يرغبون في الذهاب إلى الجامعة، لكن بالنسبة لكثيرين، لن يكون هذا متاحا.
الدبلوماسية الإسرائيلية تفشل في إقناع «الكبار» بعدم تسليح السوريين
المخابرات الإسرائيلية «تكذب» ادعاءات الأسد بتسلم «إس ـ 300»
لندن: «الشرق الأوسط» تل أبيب: نظير مجلي
تزداد مخاطر تحول الثورة السورية الساعية أساسا لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد إلى «صراع إقليمي» أو «حرب بالوكالة» مع إصرار حلفاء الأسد على تعزيز موارده «البشرية والعسكرية»، وتهديدات تل أبيب المتكررة باستهداف العمق السوري حفاظا على توازن القوى القائم حاليا، ومنعا لوصول صواريخ متطورة من شأنها إسقاط طائرات إسرائيلية.
وسيعني التسليح، سواء لناحية النظام أو للقوى المعارضة، فشل الدبلوماسية الإسرائيلية في جهودها الدولية لإقناع القوى الدولية بعدم الزج بمزيد من الأسلحة في الصراع السوري، إذ إن تل أبيب نشطت خلال الأشهر الماضية في طرق غير عاصمة دولية، وكان من بينها زيارات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موسكو ولندن، في سبيل منع عقد صفقات أسلحة نوعية لأي من طرفي النزاع. وينبع القلق الحقيقي لدى إسرائيل في تحول سوريا أو الدول المجاورة لها إلى «سوق مفتوحة للأسلحة المتطورة»، بنفس الطريقة التي كانت عليها ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي قبل عامين. وقد وصلت العديد من الأسلحة، المستولى عليها من مستودعات القذافي، إلى سيناء وقطاع غزة على حدود إسرائيل الجنوبية. وتقدر إسرائيل أن «الأسوأ» موجود في مستودعات الأسد، وتاليا فإن سيطرة الجيش الحر أو الفصائل الإسلامية عليها سيجلب الوبال على إسرائيل.
وفي هذا السياق، خرج الثلاثاء الماضي وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون عن «سياسة اللاتعليق» فيما يخص الإجراءات التي يمكن اتخاذها ضد سوريا في حال وصلت صواريخ «إس-300» المتطورة لدمشق، وأجاب: «بالطبع هذا يشكل تهديدا لنا. الصواريخ لم ترسل بعد، ونحن نأمل ألا ترسل أبدا. ولكن إذا، لا سمح الله، وصلت إلى سوريا، فإننا سوف نعرف كيف نتصرف». وبالأمس، أعلنت المخابرات الإسرائيلية العسكرية أنها انتهت من فحص الادعاء السوري بأن «قسما من صواريخ (إس-300) المتطورة والمضادة للطائرات، قد وصلت إلى قواعدها في دمشق، ووجدت أن هذا ادعاء كاذب». وقال مصدر عسكري لـ«قناة 2» المستقلة إن «كل ما يقال في هذا الموضوع، سواء من الجانب الروسي أو السوري، هو مجرد حرب نفسية تستخدم كورقة ضغط في المفاوضات مع الولايات المتحدة عشية انعقاد مؤتمر جنيف».
وتتطابق المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية مع تصريحات صحافية روسية صدرت أمس تفيد أنه من غير المرجح وصول صواريخ «إس-300» قبل الخريف، ولن يصار إلى تفعلها قبل 6 إلى 12 شهرا من تاريخ التسليم نظرا لضرورة «تدريب العاملين وإجراء الاختبارات قبل أن تصبح هذه الأنظمة عملانية بشكل كامل». لكن الروس، إعلاميا على أقل تقدير، يصرون على أنهم ماضون في صفقات التسليح المبرمة مع دمشق، إذ نقلت وكالة الإعلام الروسية عن رئيس شركة «ميغ» الروسية لصناعة الطائرات قوله إن موسكو ستمد نظام الأسد بـ10 مقاتلات على الأقل من طراز «ميغ 29». ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن رئيس «ميغ» قوله إنه يناقش بنود عقد المقاتلات الروسية مع وفد سوري يزور موسكو حاليا. لكن الوكالة لم تذكر الموعد المحتمل للتسليم.
وتأخذ تل أبيب الرسمية حديث الأسد عن فتح جبهة الجولان نظرا لتعرضه لـ«ضغوط من الشعب السوري» على محمل الجد، إذ أصدر نتنياهو تعليماته للجيش أن يزود جميع المواطنين الإسرائيليين بكمامات الوقاية من الغاز والأسلحة الكيماوية. إلى ذلك، أدرجت الأمم المتحدة أمس «جبهة النصرة» على لائحة المنظمات المرتبطة بالإرهاب، وجاء في بيان صادر عن لجنة العقوبات في مجلس الأمن، أنه تم بذلك تجميد أصول «جبهة النصرة»، كما بات يحظر تسليمها أسلحة.
ويؤكد خبراء أن «جبهة النصرة» تتلقى الدعم من تنظيم القاعدة في العراق، ويشير مجلس الأمن بصراحة إلى العلاقة بين «جبهة النصرة» وناشطي «القاعدة» في العراق. وكانت الحكومة الأميركية وضعت العام الماضي «جبهة النصرة» على لائحة المنظمات الإرهابية، كما أضافت في مايو (أيار) اسم الجولاني على لائحة «الإرهابيين».
وكان زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني أعلن في أبريل (نيسان) الماضي مبايعة زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري، ليؤكد بذلك العلاقة بين «جبهة النصرة» و«القاعدة». وحاول الجيش السوري الحر على الأثر التمايز عن الجبهة بإعلانه أن العمليات العسكرية التي يقوم بها لا علاقة لها بما تقوم به الجبهة، وأن ما يجمعهما هو «معارك بحكم الأمر الواقع» ضد النظام، تفرض عليه أحيانا.
من جانبها، انتقدت الولايات المتحدة وألمانيا أمس إرسال شحنات الأسلحة الروسية إلى النظام السوري. وفي تصريحات له في واشنطن، قال كيري إنه «ليس من المفيد نقل المنظومة (إس – 300) إلى المنطقة» في الوقت الذي تنظم فيه الولايات المتحدة وغيرها من البلدان مؤتمر السلام المقرر عقده في يونيو (حزيران) الجاري.
ووفقا للقادة الإسرائيليين فإن «جيش النظام السوري استخدم حتى الآن السلاح الكيماوي ضد شعبه والمعارضة 9 مرات، ولا يستبعد أن يفقد النظام رزانته أو يفقد أحد الضباط صوابه فيطلق صاروخا كيماويا باتجاه إسرائيل».
وقد أثارت هذه التعليمات وما رافقها من تصريحات انتقادات لاذعة في الإعلام الإسرائيلي، إلى درجة وصف نتنياهو كمن «أصيب بالعدوى من ألاعيب الأسد»، مؤكدين أن المواطنين حتى لو أرادوا الحصول على الكمامات لن يستطيعوا ذلك. فلا توجد في مخازن الجيش كميات كافية لامتلاكها ولا توجد ميزانية مخصصة لشراء هذه الكمامات الناقصة، التي تبلغ كلفتها 1.3 مليار شيقل (353 مليون دولار أميركي)، وتحتاج إلى نحو 300 مليون شيقل (90 مليون دولار) صيانة سنوية. وردت مصادر مقربة من نتنياهو أن وزارة المالية تفحص إمكانية توفير ميزانية طوارئ لهذا الغرض، يتم جمعها بفرض ضريبة خاصة للكمامات أو فتح المجال أمام المواطنين أن يشتروا كمامات من القطاع الخاص، على نفقتهم الخاصة.
من جانبه، قال الجنرال أناتولي كورنوكوف القائد السابق للقوات الجوية الروسية لوكالة «إنترفاكس»، إن التدريب على صواريخ «إس-300» يحتاج أسبوعين إلى أربعة أسابيع على الأقل. وأردف أن الصواريخ نفسها ستكون جاهزة للاستخدام «خلال خمس دقائق من وصولها».
ويمكن لهذه الصواريخ أن تتعقب أهدافا على بعد 300 كيلومتر وبمقدورها أن توجه ضربات لأهداف على مسافة تصل إلى 200 كيلومتر، مما يعني وصول الصواريخ، في حال رغب الأسد باستخدامها ضد إسرائيل، إلى مطار بن غوريون في تل أبيب، والتي تبعد عن دمشق نحو 200 كيلومتر.
ولا يقتصر النقد الإسرائيلي على توريد الأسلحة لنظام الأسد، بل يشمل أيضا الأوروبيين الذين قرروا رفع الحظر عن توريد الأسلحة للمعارضة السورية الاثنين الماضي. وعلى الرغم من أن قرار الاتحاد الأوروبي لا يعني بالضرورة «إرسالا فوريا» للأسلحة، لكنه فتح احتمال حدوث سباق تسلح في سوريا، التي من شأنها أن تؤثر على المنطقة برمتها.
إلى ذلك، أعلن الاتحاد الأوروبي أمس أن النظام المعدل لـ«الإجراءات العقابية» يدخل حيز التنفيذ اعتبارا من اليوم، والتغيير الوحيد في النظام هو إلغاء الحظر على الأسلحة المخصصة لـ«الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية». وأوضح مايكل مان المتحدث باسم منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أن تسليم الأسلحة المحتمل «لن يكون ممكنا إلا وفق شروط صارمة جدا». وسيرتبط خصوصا بضمانات حول «الوجهة النهائية» للأسلحة و«مستخدميها»، في محاولة لتفادي وقوعها بين أيدي المجموعات المتشددة أو الإسلامية.
مصادر دبلوماسية لـ «الشرق الأوسط»: كيري طرح 4 مخارج لتمثيل إيران في «جنيف 2»
قالت إن الأسد وضع 3 شروط لقبول «الانتقالية»
باريس: ميشال أبو نجم
يعمل الطرفان الأميركي والروسي على «حلحلة» العقد التي ما زالت تعوق الدعوة إلى مؤتمر «جنيف 2»، ومنها موضوع حضور إيران الذي تتمسك به موسكو ويلاقي ممانعة من الدول الغربية وغالبية الدول العربية، ناهيك بالمعارضة السورية.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر دبلوماسية متطابقة في باريس، أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري يسعى لإيجاد مخرج لهذه العقبة من خلال بلورة مقترحات طرحها خلال لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف في باريس، وقبلها في اجتماع مجموعة الـ11، النواة الأساسية لأصدقاء سوريا، في عمان.
وأفادت ذات المصادر بأن لدى كيري 4 حلول للتغلب على عقبة التمثيل الإيراني، أولها دعوة إيران بصفة «مراقب»، وثانيها استبعادها عن الجلسة الافتتاحية على مستوى الوزراء مقابل ضمها لاحقا إلى «ورش العمل، » وثالثها إبقاؤها بعيدة عن الجلسة «الاحتفالية» الأولى، ولكن قبولها في الجلسات اللاحقة، وآخرها حضورها الجلسة الأولى فقط ورحيلها بعدها عن جنيف.
وفي مقابل مقترحات كيري، برز أيضا مقترح فرنسي، الدولة المتمسكة باستبعاد إيران عن أي محفل دولي، سواء تعلق بسوريا أم بغيرها، بتفعيل المبادرة المصرية التي تشمل إلى جانب القاهرة، كلا من الرياض وأنقرة وطهران.
غير أن الموضوع الأساسي الذي نوقش في اجتماع باريس بين كيري ولافروف الأسبوع الماضي تناول مسألة تشكيل الحكومة الانتقالية المفترض أن تعود إليها صلاحيات الحكومة الحالية، والتي يتعين تشكيلها «بالتراضي» بين ممثلي النظام والمعارضة. وفي هذا الصدد، علمت «الشرق الأوسط» أن الجانب الروسي حمل 3 «شروط» من الرئيس بشار الأسد للسير في الحكومة الانتقالية. ويتمثل الشرط الأول بتمسك الأسد بحقه في الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة عام 2014 باعتباره مواطنا سوريا يحق له ما يحق للآخرين. ويتعلق الشرط الثاني بنقل صلاحيات الرئيس إلى الحكومة الانتقالية مع الاحتفاظ بسلطاته على الجيش والأجهزة الأمنية، التي هي عماد النظام. ويطالب الأسد أخيرا بأن يكون له حق رفض مشاركة أي بلد أو جهة ما في اللجان أو الهيئات التي يمكن أن تتولى الرقابة على مسار الانتخابات القادمة التي ستولد من رحمها القيادة الجديدة لسوريا.
وأبلغت القيادة الروسية الجانب الأميركي أن الأسد قرر إسناد مهمة رئاسة وفد النظام لوزير الخارجية السوري وليد المعلم لأن الأسد يعتبر أن «ما يحصل هو حرب خارجية على سوريا»، وبالتالي فإن التفاوض من اختصاص المعلم. ويبدو أن موسكو لا تزال تصر على قراءة «حرفية» لبيان «جنيف 1» الذي على أساسه ستتم الدعوة لـ«جنيف 2»، كما أنها «ليست بعيدة» عن مطالب الأسد، وفق ما قالته المصادر الدبلوماسية. وبما أن التمسك الروسي بهذا الموقف سيجهض، بشكل أكيد مؤتمر السلام، فإن لافروف اقترح أن يتم «ترحيل» موضوع الحكومة الانتقالية إلى الاجتماع الثاني والاجتماعات التي بعده من أجل توفير الحد الأدنى من الشروط للاستمرار في المؤتمر. أما على جبهة المعارضة التي تخضع لضغوط متناقضة عربية، إقليمية ودولية، فقد علمت «الشرق الأوسط» أن الائتلاف الذي يرفض رفضا قاطعا انضمام هيثم المناع إلى وفد التفاوض، اقترح أن تمثل هيئة التنسيق بعبد العزيز الخير، المعتقل منذ أشهر في السجون السورية أو حتى برئيس الهيئة حسن عبد العظيم.
ثوار سوريا يسيطرون على مواقع بالرستن
مع بدء ما سموها معركة نصرة القصير
سيطر ثوار سوريا على نقاط تمركز لقوات النظام في الرستن بريف حمص، مع بدء ما سموها معركة نصرة القصير التي ضيق فيها جيش النظام على الثوار. وفي هذه الأثناء بدأت إدارة الحرب الكيمياوية التابعة للجيش السوري بتوزيع أقنعة واقية من الغازات السامة.
وقال صهيب العلي الناطق باسم جبهة حمص التابعة لهيئة الأركان بالرستن للجزيرة إن الثوار استطاعوا تحرير خمسة حواجز تقع شمالي مدينة الرستن في عملية استمرت خمسة أيام، وقال إن هذه الحواجز بالغة الأهمية لأنها كانت مصدرا للقصف والقنص.
وفي القصير، قال صهيب إن الحصار مستمر رغم وصول بعض الإمدادات، وأضاف أن الحالة الإنسانية صعبة، خاصة بالنسبة للجرحى الذين لا يمكن نقلهم، ولا توجد علاجات لمساعدتهم.
من جهتها، قالت جبهة التوحيد في ريف حمص الشمالي إنها بدأت معركة باتجاه الحواجز الشمالية لمدينة الرستن وكتيبة الهندسة، وقالت إن هناك عشرة حواجز ضخمة، سقط منها خمسة وأصيب الباقي، في عملية قالت إنها تهدف إلى لفت أنظار النظام، وتشتيت قواه عن المحاصرين في مدينة القصير.
ورغم هذه التطورات، يتواصل قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدن القصير والرستن ولحولة وبساتين تدمر وبلدات غرناطة والدار الكبيرة، بالإضافة إلى اشتباكات عنيفة شمالي مدينة الرستن، واشتباكات في محيط مدينة وبساتين القصير بين الجيش السوري الحر وقوات النظام المدعومة بقوات حزب الله اللبناني.
سقوط قتلى
وفي السياق نفسه، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اليوم السبت سقوط 14 قتيلا في محافظات سورية مختلفة، 11 منهم في حمص وحدها، وبينهم عشرة من الجيش الحر. وأكدت شبكة شام سقوط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى جراء قصف عنيف على مدينة الرستن بريف حمص.
من ناحية أخرى، أورد التلفزيون السوري الرسمي الجمعة أن “القوات النظامية سيطرت على قرية الجوادية ليصبح الطوق محكما على مقاتلي المعارضة في مدينة القصير من الجهة الشمالية”.
وكانت هذه القوات ومقاتلو حزب الله شددوا الخناق على المدينة خلال الأيام الماضية من الجهات الغربية والشرقية والجنوبية.
وتعرضت القصير لقصف مكثف من عدة محاور، استخدمت فيه المدفعية الثقيلة وصواريخ أرض أرض إلى جانب القصف الجوي المكثف، وفق ما ذكر الجيش الحر، الذي أعلن أن قواته قتلت أكثر من 25 من عناصر حزب الله وأصابت ثلاثين بمعارك ضارية متفرقة في غرب وجنوب القصير وفي جوسية، ثلاثة منهم قتلوا باستدراج إلى حقول الألغام.
الكيمياوي
في هذه الأثناء، قال المركز الإعلامي السوري إن إدارة الحرب الكيمياوية التابعة للجيش السوري تقوم بتوزيع أقنعة واقية من الغازات السامة على الجنود في الغوطة الشرقية وحرستا ودوما وعين ترما.
وفي ريف دمشق أيضا، قالت شبكة شام إن الطيران الحربي قصف مدينة عربين. وذكر ناشطون أن الجيش الحر سيطر على مبان كانت تتمركز بها قوات النظام على أطراف المدينة نفسها.
كما أفادت شبكة شام بوقوع قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات المليحة وداريا ومعضمية الشام وعدة مناطق بالغوطة الشرقية، بالإضافة إلى اشتباكات عنيفة في مدينة السيدة زينب ومحيط مدينة حرستا وبلدة شبعا، واشتباكات على حاجزي مجمع تاميكو والنور في بلدة المليحة.
وفي دمشق، قالت الشبكة إن أحياء برزة وأحياء دمشق الجنوبية تعرضت لقصف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون، كما أن اشتباكات تدور في محيط حي برزة.
مظاهرات
على صعيد متصل، أطلق ناشطو الحراك الثوري في سوريا على مظاهراتهم أمس اسم “مبادئ الثورة خطوطنا الحمراء”، وأكدوا في بيان خاص أن أول مطالبهم هو أنه لا مكان للأسد وكل من تلطخت أيديهم بدماء السوريين في أية مرحلة انتقالية.
وأكد الناشطون تمسكهم بوحدة الأراضي السورية والتنوع الطائفي والديني والعرقي، وطالبوا بإعادة بناء الجيش والأجهزة الأمنية لتعود لدورها في حماية السوريين، كما شددوا على تمسكهم بالملاحقة القانونية للمجرمين وقتلة السوريين.
وجابت المظاهرات العديد من المدن مثل بلدات حاس وبنش وكفرنبل والهبيط ومعرمصرين بمحافظة إدلب، وكذلك محافظة الحسكة شرقي البلاد ومدينة القامشلي، وفي حي الوعر بحمص وفي تلبيسة والدار الكبيرة.
هولاند: مؤتمر جنيف يحضر لما بعد الأسد
قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن مؤتمر جنيف 2 سيكون مؤتمرا انتقاليا لفترة ما بعد الرئيس السوري بشار الأسد، فيما حث وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الألماني غيدو فسترفيله روسيا على وقف تسليم أسلحة لسوريا خشية عرقلة مؤتمر جنيف، في وقت هددت فيه موسكو بتعجيل تسليم هذه الأسلحة إلى دمشق إذا تدخل الغرب في النزاع.
وأضاف هولاند أنه لن تكون هناك انتخابات رئاسية يعلن الأسد مرشحا فيها، واعتبر أنه من غير المقبول أن تتحدث موسكو عن تسليح الحكومة السورية قبل المؤتمر رغم أنه كرر تهديده بتسليح المعارضين.
وفي واشنطن أكد جوش إيرنست نائب المتحدث باسم البيت الأبيض أن لا دور بتاتاً للأسد في مستقبل سوريا ويتعين عليه الرحيل، مشيرا إلى أن هذا ليس رأي واشنطن فقط بل هي رغبة الشعب السوري، وذلك لعدة أسباب منها العنف الذي ارتكبه بحق شعبه.
ملف التسليح
يأتي ذلك في وقت حض فيه وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الألماني غيدو فيسترفيله الجمعة روسيا على وقف تسليم أسلحة لسوريا خشية عرقلة مؤتمر جنيف 2.
وخلال مؤتمر صحفي في واشنطن جدد كيري التأكيد على أن أفضل حل للأزمة السورية هو الحل السياسي الذي يقوم على أساس تطبيق بيان جنيف 1 الداعي إلى تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة.
وأضاف كيري -بعد محادثات مع فيسترفيله- أن خطط روسيا لإرسال نظام دفاع جوي متطور (صواريخ أس 300) لنظام الأسد ستضر بتلك الجهود الدولية وتعرض أمن إسرائيل أيضا للخطر.
وقال أيضا “نقل الصواريخ الحديثة إلى المنطقة لا يساعد في الوقت الذي نحاول فيه تنظيم وإقامة هذا السلام”، في إشارة لمؤتمر جنيف 2 المتوقع عقده في يونيو/حزيران بتوصية من أميركا وروسيا لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية.
أما فيسترفيله الذي وافق على ضرورة الحل السياسي للأزمة، فقد دعا النظام السوري إلى وقف العنف والحضور إلى طاولة المفاوضات، كما أعرب عن معارضته تزويد روسيا لسوريا بالأسلحة، واصفا ذلك بالقرار الخطأ.
الموقف الروسي
وفي المقابل هدد مصدر في صناعة السلاح الروسية بتعجيل تسليم صواريخ مضادة للطائرات إلى سوريا إذا فرض الغرب منطقة حظر طيران أو شنت إسرائيل ضربات جوية جديدة، لكنه طرح أيضا فكرة تعليق تسليم الشحنة لفترة من الوقت.
وقال المصدر في تصريح نقلته وكالة إنترفاكس للأنباء إن صواريخ أس 300 قد لا تصل إلى سوريا
قبل شهور، لكن وتيرة التسليم سيحددها سلوك خصوم الأسد.
وأضاف أنه فيما يتعلق بتسليم صواريخ أس 300 لا يمكن أن يبدأ قبل الخريف، مشيرا إلى أن الكثير يعتمد على كيفية تطور الوضع في المنطقة وموقف الدول الغربية.
ودون ذكر إسرائيل بالتحديد، نقلت إنترفاكس عن المصدر قوله إن الهجمات الجوية على سوريا أو فرض ما يسمى بمنطقة حظر جوي عليها قد يكون ذريعة لتسريع عمليات تسليم أس 300.
وفي مؤشر آخر على استعداد موسكو لتسليح الأسد، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن رئيس شركة ميغ الروسية لصناعة الطائرات قوله إن الشركة لا تزال تعتزم تزويد سوريا بما لا يقل عن عشر مقاتلات ميغ 29 بموجب صفقة وقعت في 2007.
من جهته قال يوري يوشاكوف مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للسياسة الخارجية إن قرار الاتحاد الأوروبي قبل أيام رفع حظر تسليح المعارضة السورية هو الذي لم يكن مفيدا للإعداد لحدث دولي مهم كمؤتمر جنيف.
عشرات الإصابات في هجمات كيمياوية بسوريا
كشف اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية العامل في سوريا أمس الجمعة أن أعضاءه شاهدوا عشرات المرضى الذين يعانون مما يعتقد بأنها نتيجة هجمات بأسلحة كيمياوية، وأكد ارتفاع تلك الأعداد بشكل متواصل.
وصرح توفيق شماع -وهو أحد مؤسسي الاتحاد- لوكالة الأنباء الفرنسية إن لديه عشرات الحالات لهجمات يبدو أنها بأسلحة كيمياوية خصوصا بين المدنيين.
وقال اتحاد المنظمات الطبية -الذي ينشر عشرات الأطباء التابعين له في مستشفيات ميدانية بأنحاء سوريا- إن 97% من الضحايا مدنيون، وإن الحالات تركزت بشكل خاص في أحياء دمشق.
واستند شماع إلى قائمة من 34 هجوما مشتبها فيه جمعتها منظمة هيومن رايتس ووتش في سوريا، ليوضح أن معظم الهجمات تم شنها -على ما يبدو- بواسطة مقاتلات أو مروحيات عسكرية أو صواريخ.
وأضاف أن هذه الهجمات تتكرر بشكل مطرد، وأنه منذ بداية العام الحالي شاهدوا زيادة كبيرة في هذه الهجمات، و”في الأيام الأخيرة تحدث الهجمات بأسلحة كيمياوية في ضواحي دمشق بشكل شبه يومي”. وقال إن النظام السوري هو الذي يملك هذه الأسلحة.
من جهته، أعلن الطبيب المختص بالأورام موسى الكردي الذي يعمل في مدينة كامبردج البريطانية، للصحفيين في جنيف أنه شاهد بنفسه أربعة مرضى يعانون تبعات هجوم كيمياوي.
وقال الكردي إن الجرحى الأربعة -وجميعهم من العائلة نفسها- أحضروا إلى المستشفى من منزلهم في سراقب حيث أصيب 26 شخصا وتوفي أربعة في هجوم يشتبه في أنه كان بغاز السارين يوم 29 أبريل/نيسان الماضي، طبقا لمنظمة هيومن رايتس ووتش بسوريا.
وتتهم جهات غربية والأمم المتحدة النظام السوري باستخدام أسلحة كيمياوية ضد المعارضة المسلحة، وكان مسؤولا أمميا قال مؤخرا إن المنظمة الدولية تتلقى تقارير متزايدة عن استخدام أسلحة كيمياوية في المواجهات المستمرة منذ أكثر من عامين في سوريا.
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في وقت سابق إن بلاده تملك “دليلا قويا” على استخدام النظام السوري أسلحة كيمياوية، وأعلن نظيره التركي أحمد داود أوغلو أن الفحوص التي أجريت على مصابين سوريين يعالجون في تركيا تشير إلى استخدام تلك الأسلحة.
واتهم النظام السوري في وقت سابق الجيش الحر باستخدام سلاح كيمياوي في بلدة خان العسل بحلب مما أدى إلى مقتل 26 مدنيا.
وأعلنت الأمم المتحدة يوم 27 مارس/آذار الماضي تعيين العالم السويدي أكي سيلستروم رئيسا للبعثة المستقلة التي تتولى التحقيق بشأن احتمال استخدام سلاح كيمياوي في سوريا.
“براءة الطفولة”.. تحصدها آلة الحرب في أراضي سوريا
شكلوا الشرارة الأولى للثورة حين اعتقل العشرات منهم ونكل بهم في درعا
دبي – عبدالعزيز الدوسري
قيل في كل الحروب، فتّش عن المرأة في الانتصار والهزيمة، فإنها “بوصلة” تلك الأحداث، بيد أن أحداث سوريا قلبت كل المعادلات.
فمنذ اللحظات الأولى التي خرج فيها السوريون “يعارضون” نظام الأسد، ولفك حصار خوفهم الذي امتد لعقود طويلة. خرج “الأطفال” مدججين بالشعارات الثورية، يقودون أغلب التظاهرات، ويحملون “لافتات” الغضب وشعارات “الحرية”، فضلاً عن أنهم شكلوا الشرارة الأولى للثورة، حين اعتقل العشرات منهم في درعا.
وعلى الرغم من أن هؤلاء في عمر الزهور فلم تفرق آلة الحرب بينهم وبين الكبار، ولم تستثنهم فوهات البنادق، فطالت وجوها بريئة وحصدت أطفالا لا يزالون على مدارج “البراءة”، لا يعرفون من هذه الحياة سوى “سلمها” ويجهلون “دموية الحرب”.
ومنذ نشب القتال بين قوات نظام الأسد وقوات المعارضة، مات المئات من الأطفال الأبرياء، وحصدت “الحرب” أرواحا طاهرة ما زال الكثير منها في أول حروف الكلام.. وبدايات الابتسام. كثيرة هي وجوه الأطفال الذين حمل بعضهم كفنه مبكراً، وحمل البعض الآخر لافتات ضد النظام.. ولا يزال الكثيرون منهم يحملون جراحهم وجوعهم وتشريدهم بين كفي ذويهم.
وتذكر الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنه يُقتل في سوريا على يد القوات الحكومية كل ساعة 6 مواطنين بمعدل يومي وسطي 135 مواطناً يومياً. أما المعاناة فتبقى في سقوط طفل كل ساعتين وامرأة كل 3 ساعات. ويتصدر ريف دمشق بقية المحافظات بـ17551، تليها حمص بـ14254، فحلب وإدلب ودرعا وحماة.
وفي حين قتلت قوات النظام 8329 طفلاً، واعتقلت 82 وتم تعذيبهم حتى الموت، وتبلغ نسبة الأطفال من إجمالي الضحايا 9% وهو رقم مرتفع جداً، كما يبلغ عدد الأطفال المعتقلين قرابة 9000 طفل.
كيري: الأسد لن يكون جزءاً من العملية الانتقالية بسوريا
الوزير الأميركي وصف قرار روسيا إرسال صواريخ إلى النظام بغير المسؤول
العربية.نت، واشنطن – منى الشقاقي
أشاد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في مؤتمر صحافي مع نظيره الألماني غيدو فيستر فيلا، بتوحد صف المعارضة السورية.
وفي موقف أميركي واضح ومتجدد، قال كيري: إن “الأسد لن يكون جزءا من العملية الانتقالية، وموسكو جادة بشأن الدفع بعملية السلام في سوريا”. وزاد بقوله “أفضل فرصة لإنقاذ سوريا هي الحل السلمي الذي سينتج عن عملية منظمة مثل مؤتمر جنيف2″، وإن “الهدف من مؤتمر جنيف2 هو وضع آليات لتطبيق ما جاء في جنيف1”.
إلى ذلك، أوضح كيري الجمعة، بخصوص مؤتمر جنيف2، أنه “مقتنع تماماً بأن المعارضة السورية ستشارك فيه”، مؤكداً أنها حققت إنجازا بتوحيد صفوفها”، كما اعتبر أن مؤتمر جنيف سيختبر الجادين بشأن سوريا، وإرسال روسيا صواريخ متطورة لن يساعد أبدا في التوصل إلى حل، ونأمل من الروس أن يمتنعوا عن تقديم هذه الأسلحة إلى النظام السوري، ووصف قرار روسيا بإرسال صواريخ إلى النظام بغير المسؤول. وعن ذلك قال: سواء كان عقد الأسلحة جديداً أم قديماً فإن له أثراً سلبياً على توازن المصالح وعلى الاستقرار في المنطقة.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الألماني غيدو فستر فيلا أن “تسليم أسلحة لنظام الأسد أمر خاطئ تماما”، وهو انتقاد صريح للموقف الروسي من الأزمة السورية.
من ناحية أخرى، لفت كيري إلى أن إصرار روسيا على مواصلة تسليم الأسلحة إلى نظام الأسد وفق عقود قديمة وجديدة يهدد عملية تسوية هشة تسعى واشنطن إلى تسويقها في مؤتمر جنيف2.
وشدد كيري على ضرورة حضور المعارضة للمؤتمر رغم أصوات معارضة تتحفظ على المشاركة أو تضع شرط بحث تنحية الأسد أساساً لحضورها.
وبخصوص الملف النووي الإيراني، أكد وزير الخارجية الأميركي على أنه لا ينتظر كثيراً من الانتخابات الرئاسية الإيرانية، وقال “لا نعتقد أن تغييراً سيحدث بعد إجراء الانتخابات الرئاسية في إيران، ولن نتساهل مع الملف النووي الإيراني ولن نسمح بإيران نووية”.
تصريحات كيري تأتي في وقت نشرت فيه وزارة الخارجية تقريرها السنوي عن الإرهاب حول العالم، والذي يشير إلى زيادة الدور الإيراني في دعم الإرهاب عالمياً بشكل غير مسبوق منذ التسعينيات. الكثير من هذا الدعم موجه للنظام السوري ولحزب الله.
الأمر الذي دفعه إلى القول إن الإيرانيين يدعمون مؤتمر جنيف، وإن كانوا يؤمنون بذلك يجب أن يكفوا عن إرسال قواتهم عبر الحدود، فهم الدولة الوحيدة في العالم التي أرسلت قوات لها على الأراضي بهذه الطريقة المنظمة والمدعومة من قبل الحكومة بشكل مباشر.
تطابق مع الموقف الفرنسي
يأتي الموقف الأميركي ليتفق مع الموقف الفرنسي، حيث سبق لوزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أن صرح بأن بشار الأسد لا يمكنه المساعدة في حل الأزمة السورية باعتباره مسؤولا رئيسا عنها. وكان فابيوس أعلن في 22 مايو/أيار في مؤتمر “أصدقاء سوريا” الذي انعقد في الأردن، أن الأسد يجب عليه أن يسلم السلطة التنفيذية إلى حكومة انتقالية، ستكون لها السلطة التنفيذية الكاملة في البلاد”. وأضاف أن “الصلاحيات التي بيد الرئيس حالياً ستنتقل إلى الهيئة الانتقالية. وهذا أمر واضح”.
الموقف الغربي المتجدد من دور الأسد في المستقبل السوري جاء قبيل انعقاد مؤتمر جنيف2 وسط تسريبات عن اتفاق ضمني بين موسكو وواشنطن على تحييد موضع الرئيس والأمن والجيش من جدول الحوار في جنيف2 مقابل الحصول على ضمانات بمشاركة دمشق فيه. ما قد يعرقل مسيرة التحضير للمؤتمر، فضلاً عن مسألة مشاركة المعارضة السورية.
100 قتيل في إعدامات ميدانية بسجن حلب المركزي
استمرار الاشتباكات بين الجيش الحر وميليشيات حزب الله في القصير وريف دمشق
دبي – قناة العربية
تحدثت مصادر في المعارضة السورية عن ارتكاب قوات النظام مجزرة في سجن حلب المركزي، وكشف ناشط في المعارضة عن قيام أجهزة النظام بإعدامات ميدانية في السجن طالت أكثر من 100 معتقل.
كما كذّب مركز حلب الإعلامي ما نشرته بعض الصفحات المؤيدة للنظام بأن ما حدث هو قيام ميليشيات الأسد بقتل 50 مسلحاً في محيط السجن المركزي بعد اشتباكات معهم، مؤكداً أنه لدى التحقق من أسماء القتلى تبين أنها تعود لمعتقلين في السجن.
وعلى صعيد متصل، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية، بأن قوات النظام قصفت عدداً من البلدات بريف دمشق، بالإضافة إلى قصف عنيف على مدينة تلبيسة بريف حمص.
وأضافت الهيئة أن الاشتباكات بين الجيش الحر وميليشيات حزب الله مستمرة في القصير وفي ريف دمشق, هذا.. وارتفعت حصيلة القتلى في سوريا، الجمعة، إلى 165 معظمهم في حلب، حسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وفي اللاذقية، أفادت الأنباء من الداخل باحتدام الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في جبل النوبة، وكان الناشطون بثوا تسجيلات مصورة قالوا إنها لاستهداف قريتي سلمى وناحية ربيعة بقذائف المدفعية الثقيلة.
أوروبا تضفي الصفة الرسمية على رفع الحظر عن أسلحة سوريا
تم رفع الحظر بناء على طلب بريطانيا وفرنسا على الرغم من معارضة 25 دولة
بروكسل – فرانس برس
أضفى الاتحاد الأوروبي الصفة الرسمية الجمعة 31 مايو/أيار على تغيير نظام العقوبات الذي يفرضه على سوريا بعد قرار مثير للجدل اتخذته الدول الـ27 لجهة رفع الحظر على الأسلحة إلى المقاتلين السوريين المعارضين تحت ضغط بريطانيا وفرنسا.
وأعلن الاتحاد الأوروبي أن النظام المعدل “للإجراءات العقابية” التي اتخذت تدريجياً منذ بداية النزاع في سوريا في 2011، يطبق اعتباراً من السبت حتى الأول من يونيو/حزيران 2014.
ويتضمن “عدداً من القيود على الواردات والصادرات مثل حصار نفطي، إضافة إلى قيود على الاستثمارات والأنشطة المالية وفي قطاع النقل”، بحسب ما جاء في بيان للاتحاد الأوروبي حول تفاصيل القرار.
من جهة أخرى، يبقى 179 شخصاً “على علاقة بالقمع العنيف في سوريا” هدفاً لتجميد أرصدتهم ومنعهم من السفر إلى الاتحاد الأوروبي. ويشمل تجميد الأرصدة أيضاً 54 كياناً بينها البنك المركزي السوري.
والتغيير الوحيد في النظام هو إلغاء الحظر على الأسلحة المخصصة “للائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية”، وهو ما وافق عليه وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ليل الاثنين الثلاثاء بعد اجتماع طويل حول هذه المسألة في بروكسل.
ورفع الحظر بناء على طلب بريطانيا وفرنسا على الرغم من تحفظات أو معارضة الـ25 دولة الأخرى، لكن البلدين أكدا عدم نيتهما تسليم أسلحة “على الفور”.
وأوضح مايكل مان، المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين اشتون، أن تسليم الأسلحة المحتمل “لن يكون ممكناً إلا وفق شروط صارمة جداً”. وسيرتبط خصوصاً بضمانات حول “الوجهة النهائية” للأسلحة و”مستخدميها” في محاولة لتفادي وقوعها بين أيدي المجموعات المتشددة أو الإسلامية.
قوات الأسد تتقدم وحرب كلامية بين روسيا والغرب قبل محادثات جنيف
بيروت (رويترز) – ضيقت القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد الخناق على مقاتلي المعارضة في مدينة القصير الاستراتيجية يوم الجمعة في هجوم مضاد يغير موازين الحرب السورية قبل مؤتمر سلام مزمع في الشهر المقبل.
وقال معارضون إنهم تمكنوا من إدخال مقاتلين إلى المدينة الواقعة على الحدود اللبنانية حيث يحاصرهم جيش الأسد وحلفاؤه في حزب الله اللبناني الذين أعلنوا مشاركتهم في الحرب بجانب الرئيس السوري.
تأتي المعركة وسط جهود دبلوماسية مكثفة قبل المؤتمر الذي دعت إليه الولايات المتحدة وروسيا وهي المرة الأولى منذ عام التي تتفق فيها القوى العالمية التي تدعم طرفي الصراع في سوريا على إجراء محادثات بشأن إيجاد سبيل لإنهاء الحرب الأهلية.
ورغم أن الهدف من الدعوة إلى إجراء محادثات سلام في جنيف هو تهدئة الحرب الكلامية إلا انها جاءت بنتيجة عكسية حيث تتبادل روسيا والغرب التهديدات بتصعيد الصراع عن طريق إرسال أسلحة إلى الطرفين المتحاربين.
وانقسم العالم حول الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين والتي أودت بحياة ما لا يقل عن 80 ألف شخص وأثارت نعرات طائفية خطيرة في الشرق الأوسط بين السنة والشيعة. وفر ملايين السوريين من منازلهم ويتصاعد العنف الطائفي في لبنان والعراق اللذين شهدا حربين أهليتين بين السنة والشيعة في الماضي.
وتدعم روسيا وإيران الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية بينما تدعم دول غربية ومعظم الدول العربية وتركيا مقاتلي المعارضة وأغلبهم من السنة.
واقترحت موسكو يوم الجمعة أن تعجل بتسليم صواريخ متقدمة مضادة للطائرات إلى حكومة الأسد لمنع الغرب من التدخل رغم أنها طرحت إمكانية تعليق الشحنة لتحول صفقة الصواريخ إلى ورقة مساومة قبل محادثات السلام المزمعة في جنيف.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند إن من غير المقبول أن تتحدث موسكو عن تسليح الحكومة السورية قبل المؤتمر رغم أنه كرر تهديده بتسليح المعارضين.
وحقق مقاتلو المعارضة مكاسب كبيرة في النصف الثاني من عام 2012 وانتزعوا السيطرة على مساحات شاسعة في البلاد من قوات الأسد مما دفع قادة الغرب إلى القول بأن أيام الرئيس السوري في السلطة باتت معدودة.
لكن موازين القوى في الميدان مالت في الأسابيع القليلة الماضية لصالح قوات الأسد التي حظيت بدعم من آلاف المقاتلين من حزب الله المدعوم من إيران والذي أعلن مشاركته في الحرب بعد أن ظل يقدم الدعم في الخفاء على مدى أشهر.
وواصلت قوات الحكومة السورية وحزب الله تقدمها وسيطرت على قرية عرجون التي تبعد مسافة ستة كليومترات شمال غربي القصير.
وفقد مقاتلو المعارضة السيطرة على أكثر من ثلثي القصير ويقولون إنهم يتحصنون الآن في وسط القصير ومسلحون تسليحا خفيفا. ومن شأن السيطرة على القصير أن تعزز قبضة الأسد على الأراضي الواقعة بين دمشق ومنطقة الساحل معقل العلويين.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن تعزيزات تقدر بمئات المقاتلين القادمين من الشمال تمكنوا من الوصول إلى القصير للمساعدة في الدفاع عن البلدة.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد إن من السابق لأوانه القول ما إذا كان بإمكانهم إحداث تغيير على الأرض وأضاف أنهم سيراقبون الوضع اليوم لمعرفة ما إذا كان بمقدورهم مساعدة مقاتلي المعارضة في تحويل دفة الأمور.
واندلع قتال أيضا في الغوطة على الحدود الشرقية لدمشق في الوقت الذي تمضي فيه القوات الحكومية قدما في هجوم بدأ قبل بضعة أسابيع. وطردت قوات الأسد مقاتلي المعارضة من قرب مطار دمشق الدولي وأغلقت ممرا رئيسيا للأسلحة القادمة من الأردن.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن القوات الحكومية دمرت نفقا طوله 200 متر وعمقه عشرة أمتار استخدمه المقاتلون في الربط بين حي حرستا بالعاصمة وطريق دمشق حمص السريع وهو الطريق الرئيسي الذي يربط بين شمال سوريا وجنوبها.
وقال نشطاء إن اشتباكات كثيفة وقعت في درعا مهد الانتفاضة المناوئة للأسد التي بدأت عام 2011 في إطار موجة الاضطرابات التي اجتاحت العالم العربي وتحولت إلى أعنف هذه الانتفاضات حتى الآن.
وأقدمت الولايات المتحدة على إحياء الجهود الدبلوماسية بسبب الاشتباه في استخدام أسلحة كيماوية وتقارير عن تصاعد الأعمال الوحشية من الجانبين وإدراكا متزايدا بأنه بات من المستبعد أن يعلن أي من الجانبين انتصاره في الحرب قريبا.
ومما أثار قلق واشنطن أيضا النفوذ المتزايد للمقاتلين المرتبطين بتنظيم القاعدة داخل صفوف المعارضة. وفرض مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة عقوبات دولية على جبهة النصرة التي تتمتع بنفوذ داخل المعارضة وأعلنت ولاءها للتنظيم الذي أسسه أسامة بن لادن.
وركزت المواجهة الدبلوماسية بين الغرب وروسيا مؤخرا على خطط لتسليح الفصائل المتحاربة. وقرر الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي عدم تجديد حظر أسلحة مما يسمح لعدد من دوله الأعضاء مثل فرنسا وبريطانيا بالإعلان عن خطط لتسليح مقاتلي المعارضة إذا لم يرحل الأسد.
وردت روسيا بالقول إنها ستمضي قدما في إرسال شحنات صواريخ إس-300 المضادة للطائرات والتي قد تزيد من خطورة أي خطط غربية لفرض منطقة حظر طيران لحماية المعارضة المسلحة.
وقد تشكل هذه الصواريخ تهديدا لإسرائيل التي شنت ثلاث ضربات جوية على قوات الأسد في الأشهر الماضية.
وهدد مصدر في صناعة السلاح الروسية في تصريح نقلته وكالة انترفاكس للأنباء بتسريع تسليم الصواريخ إس-300 إذا فرض الغرب منطقة حظر طيران أو شنت إسرائيل ضربات جوية جديدة.
غير أن الوكالة ذكرت أيضا أن المصدر “لم يستبعد امكانية تجميد تسليم الصواريخ اس-300 لسوريا لفترة من الوقت” مشيرا إلى أن مسألة نشر الصواريخ قد تطرح في جنيف.
وعرض أولوند سياسة بلاده التي تتفق مع موقف بريطانيا وحلفاء آخرين وقال إن على الغرب أن يكون قادرا على تسليح المعارضة ما دامت موسكو تسلح الأسد.
وقال “لا يمكننا قبول أنه في الوقت الذي نعد فيه لمحادثات جنيف 2 بهدف التوصل إلى حل سياسي .. تقدم روسيا السلاح لنظام الأسد وأن (نمنع) من تقديم السلاح للمعارضة.
“لضمان تحقق الحل السياسي يجب ألا ننحي جانبا خيار الضغط العسكري وهو في هذه الحالة رفع حظر الاتحاد الأوروبي.”
وقال يوري يوشاكوف مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للسياسة الخارجية إن قرار الاتحاد الأوروبي قبل أيام برفع حظر تسليح المعارضة لم يكن “مفيدا للإعداد لحدث دولي مهم” كمؤتمر جنيف.
من مريم قرعوني
(إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)
رحى الحرب الأهلية في سوريا قد تستمر سنوات
بيروت (رويترز) – لم يعد الرئيس السوري بشار الأسد قادرا على استعادة السيطرة الكاملة على بلده المنكوب ولا يتمتع معارضوه بالقوة الكافية للإطاحة به مما قد يبقي سوريا في آتون حرب أهلية طائفية لأشهر وربما لسنوات.
وقد حقق الأسد بعض الانتصارات العسكرية في الأسابيع الماضية بدعم من حلفائه الإيرانيين والروس متحديا الكثير من معارضيه الذين توقعوا يقينا اقتراب سقوطه منذ اندلاع الانتفاضة في مارس آذار عام 2011.
غير أن الآراء القائلة بأن حكومته قد تلحق الهزيمة التامة بمعارضيها المختلفين يعكس عدم فهم أصحابها لطبيعة الحرب أو الأعداد الكبيرة للقوات المشاركة فيها.
وقال بيتر هارلينج وهو مدير مشروع بمجموعة الأزمات الدولية “في ضوء الوضع الراهن لا يستطيع النظام استعادة السيطرة ولا المصالحة ولا الإصلاح ولا إعادة البناء.”
وقال لرويترز “لكن الفوز يتمثل في البقاء على قيد الحياة ليوم آخر وإذا فكرت بهذا المنطق ستجد أنه (الأسد) كذلك.”
وفي ديسمبر كانون الأول صرحت وكالة المخابرات الخارجية الألمانية بأن حكومة الأسد تبدو “في مراحلها الأخيرة” مستشهدة بما فقدته من سيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي وإشارات تعكس تنسيق مقاتلي المعارضة فيما بينهم بشكل أفضل.
وقال مصدر أمني في برلين إن وكالة المخابرات لم تلبث سوى خمسة أشهر حتى غيرت تقييمها للوضع في سوريا.
وتعتقد ألمانيا الآن أن المعارضة هي التي تواجه صعوبات خطيرة إذ تعيقها الصراعات الداخلية واضطرت إلى التراجع بعد وصول مسلحي حزب الله اللبناني المدربين تدريبا عاليا والذين شاركوا في الحرب من أجل بقاء الأسد.
ورغم ذلك نفى مسؤول كبير في إسرائيل الفكرة القائلة بأن الأسد بدأ عملية كبيرة لاسترداد سلطانه وأن بإمكانه استعادة السيطرة الكاملة على بلاده. وتتميز إسرائيل بأن لديها بعضا من أفضل معلومات المخابرات بشأن سوريا.
وقال المسؤول الكبير “إنه وضع متقلب ولكن بمضي الوقت تجد أن قوة الأسد تتضاءل” مضيفا أن المكاسب التي حققتها الحكومة في الآونة الأخيرة قد يصعب الحفاظ عليها.
وتابع “من الممكن أن تتغير جميع الأمور في الغد.”
ويظهر التاريخ أن معظم الحروب الأهلية لا تنتهي سريعا ولا يغلب عليها الانتهاء بالتوصل إلى تسويات عن طريق التفاوض وكلما طال أمدها ازدادت صعوبة نزع سلاح الميليشيات المشاركة فيها وحل أزمات اللاجئين الحتمية التي تستتبعها.
ودخلت الأزمة السورية الآن عامها الثالث حيث أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 80 ألف شخص ونزوح ما يربو على 1.6 مليون آخرين إلى الخارج.
ورغم القلق الكبير الذي يساور الغرب يبدو أن أعمال العنف وإراقة الدماء ستستمر لفترة أطول. وتقول باربرا والتر الأستاذة بجامعة كاليفورنيا في سان دييجو إن الحروب الأهلية التي دارت منذ عام 1945 استمرت عشر سنوات في المتوسط.
وبدأ بعض المحللين في المقارنة بين الحرب السورية والحرب الأهلية في لبنان التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.
وقالت والتر التي كتبت كثيرا عن الحروب الأهلية في العالم “نعم ستستمر الحرب السورية لعدة سنوات… ولن ينتصر الأسد.”
وفي ظاهر الأمر يبدو موقف الأسد مشجعا لحلفائه.
فمقاتلو المعارضة لم يتمكنوا إلا من السيطرة على واحدة فقط من عواصم المحافظات الأربع عشرة في سوريا وهي مدينة الرقة في شمال شرق البلاد. وعلى عكس ذلك فقد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين السيطرة على 15 من بين 18 محافظة بعد حرب الخليج في عام 1991 ولكنه عاود القتال من أجل البقاء 12 عاما أخرى.
واستخدمت قوات الأسد أساليبها التكتيكية حيث تشارك الميليشيات غير النظامية المدربة على حرب المدن في القتال بينما يركز الجيش قوته العسكرية الكبيرة في المناطق الرئيسية.
وقال أحد مقاتلي المعارضة في مدينة حمص طلب عدم ذكر اسمه “قبل ذلك كان هناك صاروخ يسقط كل عشر دقائق. لكن استراتيجيتهم الجديدة تتمثل في ضربنا بعشرة صواريخ كل 15 ثانية. لا نستطيع التحرك سريعا بالقدر الكافي للرد.”
وثمة دعم آخر كبير من حزب الله الذي أعلن التزام قواته بمحاربة مقاتلي المعارضة الذين يفتقرون إلى الأسلحة الثقيلة.
وقال ناشط معارض للأسد يدعى أحمد كان يعمل مع وحدة تابعة لمقاتلي المعارضة في إدلب شمال غرب سوريا “لقد أحدث وجود حزب الله فارقا كبيرا. إنهم قوة حقيقية. فجنود الجيش يمكن أن ينشقوا. وحزب الله يقاتل حتى آخر نفس.”
وفي خطوة تسلط الضوء على مشكلات المعارضة ترك أحمد وحدته مؤخرا بسبب استيائه من القتال الداخلي المستمر داخل صفوف المعارضة.
ورغم تحسن التوقعات بخصوص الأسد تجعل آليات الحرب الأهلية من الصعب تحديد الطرف القادر على الانتصار.
وقال جوناثان إيال رئيس قسم الدراسات الدولية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة “لا أذكر حربا أهلية واحدة استمرت أكثر من عامين وانتهت باستعادة الحكومة المركزية سيطرتها الكاملة.”
وتظهر أنماط جديدة من القوة في الوقت الذي تتمزق فيها أوصال سوريا وتنهار مؤسسات الدولة واقتصادها. ويشير التدفق الهائل للأسلحة أن الأمر قد يستغرق عقودا لاستعادة النظام.
ويرجح أن تكون الطبيعة الإقليمية والعرقية والطائفية للحرب عاملا آخر يساهم في إذكاء القتال حيث تساند دول سنية مثل تركيا والسعودية وقطر المعارضة المسلحة بينما تدعم إيران الشيعية الأسد.
وقال إيال “حتى وإن تم القضاء على المعارضة فإن التخلي عنها لن يصب في مصلحة معظم الدول العربية لأنها تريد أن يكون لديها أداة لتواصل الضغط على الأسد وإيران.”
وهناك كثير من المصالح الأخرى المتعارضة تجعل من الصعب توقع كيفية إيجاد حل دبلوماسي رغم الجهود الأمريكية والروسية الرامية لعقد مؤتمر سلام في جنيف خلال الأسابيع المقبلة.
وتحولت الانتفاضة الشعبية إلى صراع متعدد الأوجه تواجه فيه الأقليات الدينية في سوريا الأغلبية السنية ويختلف فيه الجهاديون مع الإسلاميين الأكثر اعتدالا في المعارضة المسلحة فضلا عن التوترات بين موسكو وواشنطن التي تشبه تلك التي نشبت بينهما إبان الحرب الباردة ومخاوف إسرائيل بشأن أمنها.
وفي ظل غياب التدخل الخارجي الحاسم لصالح المعارضة – والذي لم يبد الغرب رغبة في القيام به – يشير معارضوا الأسد إلى عاملين محتملين قد يؤديان إلى سقوطه وهما الانهيار الاقتصادي التام أو الانقلاب العسكري.
ولكن ليس بالضرورة أن ينهي أيا من هذين العاملين القتال الدائر في البلاد.
ولعل أفضل ما يتمناه العالم في المستقبل القريب هو انحسار حدة الصراع الذي يقول الأكاديمي الأمريكي جيمس فيرون إنه أحد أشرس الحروب الأهلية التي وقعت في الأعوام الستين الماضية فيما يتعلق بعدد القتلى.
وقال فيرون أستاذ العلوم السياسية بجامعة ستانفورد “من الناحية العملية يصعب على الجانبين تحمل هذا المستوى من العنف لفترة طويلة.”
وأضاف “حتى إن تراجعت حدة القتال كثيرا فإن احتمالات استمرار أعمال العنف في سوريا لأعوام بمستويات أقل ولكن خطيرة هي حتما احتمالات عالية للغاية.”
من كريسبيان بالمر
(إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن – أحمد صبحي خليفة)
صحف العالم: تحذير أمريكي لروسيا حول أسلحة سوريا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– طغت عقود التسليح الروسية لسوريا على اهتمام الصحف الدولية الصادرة السبت، على رأسها تحذير أمريكي قوي لروسيا من تقويض جهود تحقيق السلام في سوريا بتزويد نظامه بمنظومة دفاعية جوية متطورة، بموجب عقود مبرمة سابقاً، بجانب “معاقبة” إيران لحماس بسبب سوريا، علاوة على أخبار أخرى.
التلغراف
نقلت الصحيفة البريطانية ما قالت إنه اعتراف قادة حركة حماس الفلسطينية التي تسيطر على غزة، بقطع إيران تمويلاً يبلغ 15 مليون جنيه إسترليني عن الحركة الإسلامية كـ”عقاب” لدعمها الانتفاضة في سوريا، بجانب انتهاء التعاون العسكري بين الحليفين السابقين.
وحدث الشرخ مع رفض حماس الانحياز للجانب الإيراني بدعم الرئيس بشار الأسد، الذي ينتمي نظامه العلوي “دينياً” إلى الطائفة الشيعية.
ونقلت “التلغراف” عن غازي حمد، نائب وزير الخارجية بحماس، وصفه للعلاقة مع إيران بأنها “سيئة” قبل أن يسارع بالقول: “دبلوماسياً عليّ استخدام كلمات أخرى”، ورد على سؤال بشأن التمويل الإيراني: “يمكنني القول بأنه ليس كالسابق.. بدعمنا الثورة السورية خسرنا الكثير جداً”، طبقاً للصحيفة.
واشنطن بوست
نقلت الصحيفة الأمريكية ما قالت إنه تحذير شديد اللهجة وجهه وزير الخارجية، جون كيري، إلى موسكو من تقويض جهود السلام في سوريا أو الإخلال بموازيين القوى بين إسرائيل وجاراتها وذلك بتزويد النظام السوري بمنظومة دفاعية جوية متطورة، فإرسال صواريخ “اس 300” للأسد سيطل أمد الحرب الأهلية واتساعها بما قد يعرض الدولة العبرية للخطر.
وأضاف كيري: “طلبنا منهم مجددا عدم الإخلال بالتوازن بالمنطقة فيما يتعلق بإسرائيل والأسلحة التي تقدم للأسد.. لها تأثير سلبي عميق على موازين المصالح واستقرار المنطقة، كما أنها تعرض إسرائيل للخطر”، في أقوى إدانة أمريكية حتى اللحظة، وفي خطو ة تناقش نغمة التعاون الدافئة بين وزير الخارجية الأمريكي ونظيره الروسي، سيرغي لافروف عند اجتماعهما في باريس، الاثنين الماضي، لرسم خطط لجلب النظام السوري ومعارضه لطاولة التفاوض.
فيديو إعدام سوريين: مقاتلو جبهة النصرة يظهرون وهم يقتلون 11 شخصا
أظهر تسجيل فيديو بث الخميس مقاتلين من جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا وهم يعدمون 11 رجلا اتهموهم بالمشاركة في مذابح نفذتها قوات الرئيس بشار الأسد.
وأطلق ملثم الرصاص على كل واحد منهم في مؤخرة الرأس وهم راكعون ومعصوبو الأعين بمحافظة دير الزور بشرق سوريا.
وقال منفذ الإعدام في التسجيل إن المحكمة الشرعية لمنطقة دير الزور قضت بإعدام هؤلاء الرجال الذين وصفهم بأنهم جنود مرتدون ارتكبوا مذابح في سوريا.
وأخذ مقاتلون يرفعون رايات سوداء في التكبير عند إطلاق الرصاص على كل واحد. وعاد منفذ الإعدام ليطلق المزيد من الأعيرة النارية على بعضهم ليتأكد من وفاتهم.
ثاني تسجيل
وهذا هو ثاني تسجيل فيديو خلال يومين يظهر عمليات إعدام من هذا النوع ينفذها مقاتلون يقولون إنهم ينتمون لجماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة.
وكان تسجيل فيديو نشر الأربعاء على الإنترنت من محافظة الرقة بشمال سوريا التي يسيطر عليها مقاتلون إسلاميون قد أظهر ثلاثة رجال معصوبي الأعين يجلسون على رصيف بميدان رئيسي قبل إطلاق الرصاص على رؤوسهم باستخدام مسدس.
وقال رجل يتحدث في التسجيل إن الإعدامات تجيء انتقاما لسقوط قتلى في بلدة بانياس الساحلية منذ أسبوعين.
وأظهرت صور وتسجيلات فيديو قيل إنها تصور مذبحة بانياس عشرات الجثث التي تم التمثيل بها وكثير منها لأطفال ملقاة في الشوارع.
وتزداد تسجيلات الفيديو التي تصور عمليات إعدام وتعذيب في سوريا حيث قتل أكثر من 94 ألف شخص في الصراع الذي دخل عامه الثالث، وفقا لما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان.
BBC © 2013