أحداث السبت 14 أذار 2015
خطة جديدة للمبعوث الدولي بعد فشل تجميد القتال في حلب
لندن، نيويورك – «الحياة»
قال ديبلوماسيون في مجلس الأمن إن المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا «وصل إلى طريق مسدود في مسألة تجميد القتال في حلب ويتجه إلى طرح مقاربة جديدة»، وهو ما أكدته أيضاً مصادر ديبلوماسية لـ «الحياة».
وأوضح ديبلوماسي غربي في نيويورك أن دي ميستورا سيعود إلى طرح مقاربة جديدة على أساس مبدأ «من فوق إلى تحت»، بعدما فشلت مقاربته «من تحت إلى فوق» في التوصل إلى تجميد القتال في حلب كخطوة أولى يبنى عليها حل سياسي. (للمزيد).
وأضاف الديبلوماسي أن «الحل العسكري في سورية أثبت فشله وهو ما يتطلب العودة إلى المسار السياسي»، مشدداً على أن «ثمة حاجة إلى مشاركة جزء من النظام السوري، لا يضم الرئيس بشار الأسد» في أي حل سياسي، مشيراً إلى ضرورة «تطمين المكوّن العلوي من دون أن يكون للأسد دور في ذلك».
في غضون ذلك، أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مقتل نحو 13 ألف سوري تحت التعذيب داخل معتقلات النظام منذ بدء النزاع في آذار (مارس) 2011. وأوضح «المرصد» أنه وثّق استشهاد 12751 معتقلاً داخل معتقلات وسجون وأقبية فروع استخبارات النظام السوري منذ انطلاق الثورة، قائلاً إن هذه الحصيلة لا تشمل أكثر من 20 ألف مفقود داخل معتقلات النظام وأجهزته الأمنية. وأشار إلى أن بعض عائلات الضحايا أجبر على توقيع تصاريح بأن مجموعات مقاتلة معارضة هي التي قتلتهم.
إلى ذلك، طالبت «وحدات حماية الشعب» الكردية التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، بمساندتها في المواجهات التي تخوضها ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في شمال شرقي سورية. وتقول مصادر كردية إن التنظيم يحشد مقاتليه تمهيداً لـ «هجوم وشيك» على مناطق كردية قرب الحدود السورية – التركية.
ودعت الوحدات الكردية في بيان أمس الجمعة قوات التحالف الدولي إلى «المشاركة في معركة تل تمر كما فعلت في معركة تل حميس وتل براك» في محافظة الحسكة. وتحظى تل تمر بأهمية كبرى كونها تقع على مفترق طرق يؤدي إلى الحدود العراقية شرقاً وإلى مدينة رأس العين والحدود التركية شمالاً.
ونقلت «فرانس برس» عن الناطق باسم الوحدات الكردية ريدور خليل إن اشتباكات عنيفة مع مقاتلي «الدولة الإسلامية» تشهدها منطقة تل تمر عموماً وتحديداً في القرى الآشورية وفي مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا، التي تبعد 35 كلم عن تل تمر والتي يسعى التنظيم أيضاً إلى السيطرة عليها. وتابع خليل أن التنظيم يحشد قواته الآتية من تل أبيض والرقة في منطقة رأس العين حيث تدور اشتباكات عنيفة، لافتاً إلى أن القوات الكردية تتوقع «هجوماً وشيكاً».
مسؤولو المنظمات الإنسانية بالأمم المتحدة: صدقية المجتمع الدولي على المحك
المصدر: العواصم -الوكالات
نيويورك – علي بردى
مع دخول الحرب الأهلية السورية سنتها الخامسة، قال عدد من المسؤولي الكبار في الأمم المتحدة إن المجتمع الدولي فشل في إنهاء الأزمة التي قتل فيها أكثر من ٢٠٠ ألف شخص ودفعت ١٢ مليون شخص الى عوز المساعدات المنقذة للحياة.
ووقع البيان كل من وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسقة المعونة الطارئة فاليري آموس وممثلة الأمين العام المعنية بالعنف الجنسي أثناء الصراعات زينب بانغورا والمديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارغريت تشان والمديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي إيرثرين كازين والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس والمفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم في الشرق الأدنى “الأونروا” بيار كرينبول والمدير التنفيذي لصندق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة “اليونيسف” أنطوني لايك والممثلة الخاصة المعنية بالأطفال والنزاعات المسلحة ليلى زروقي.
وقال هؤلاء في البيان: “لقد أعربنا عن شعورنا بالرعب، والغضب، طوال تكشف المأساة”. وأكدوا أنهم “ملتزمون مواصلة بذل قصارى جهدنا لمساعدة العالقين في هذه الحرب، والمستضعفين، والمحاصرين، الذين لا يجدون ملاذا آمناً”. ودعوا زعماء العالم الى “وضع خلافاتهم جانباً واستخدام نفوذهم لإحداث تغيير حقيقي في سوريا من أجل الضغط على الأطراف لإنهاء الهجمات العشوائية على المدنيين وضمان رفع الحصار عن أكثر من ٢١٢ ألف شخص لم يتلقوا المساعدات الغذائية منذ أشهر، ولتمكين ايصال الإمدادات الجراحية الحيوية والإمدادات الطبية الأخرى، وإنهاء العقاب الجماعي المفروض على المدنيين من خلال قطع المياه والكهرباء، وتجنب الانهيار الكامل لنظام التعليم”. وتساءلوا: “ما الذي يتطلبه الأمر لإنهاء هذه الأزمة؟”، وخلصوا أن “مستقبل جيل من السوريين، وصدقية المجتمع الدولي على المحك”.
مساعدات اميركية غير فتاكة
¶ في واشنطن، أفادت وزارة الخارجية الأميركية أنها تعمل مع الكونغرس لتقديم مساعدات جديدة غير فتاكة بقيمة نحو 70 مليون دولار للمعارضة السورية التي تقاتل الرئيس بشار الأسد.
وتأتي هذه المساعدات وقت يستعد الجيش الأميركي بشكل منفصل لتدريب وتجهيز مقاتلي المعارضة السورية لمكافحة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في سوريا.
وقالت الوزارة في بيان إن المساعدات غير الفتاكة ستذهب إلى توفير خدمات مجتمعية أساسية ومساندة “وحدات منتقاة” من المعارضة السورية والتدريب الأمني الرقمي وتوثيق جرائم الحرب وغيرها من انتهاكات النظام السوري.
وصرح الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أليستير باسكي في بيان :”لطالما قلنا إن الأسد يجب أن يرحل وأن يتم إبداله من خلال انتقال سياسي عبر التفاوض يكون مُعبِّراً عن إرادة الشعب السوري”.
وقالت وزارة الخارجية الاميركية إنه بهذه المساعدات غير الفتاكة التي أعلن عنها في الذكرى السنوية الرابعة لقيام الثورة على الأسد، يصل مجمل المساعدة الأميركية إلى قرابة 400 مليون دولار.
غارات للتحالف ضد مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في شمال شرق سوريا
بيروت – (أ ف ب) – ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان السبت ان طائرات للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية شن غارات جوية على مواقع للجهاديين بالقرب من تل تمر شمال شرق سوريا.
وقال المرصد ان “طائرات التحالف العربي الدولي نفذت عدة ضربات استهدفت تمركزات ومواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في قرية غيبش قرب بلدة تل تمر على طريق حلب”.
وتأتي هذه الضربات بعد طلب مساعدة اطلقته القوات الكردية بينما بدأ تنظيم الدولة الاسلامية في نهاية شباط/فبراير هجوما لمحاولة استعادة تل تمر ومدينة راس العين شمالا على الحدود التركية.
واوضح المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له ويؤكد انه يعتمد على ناشطين على الارض ان هذه الغارات هي الاولى لقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، في هذا القطاع الواقع شمال شرق محافظة الحسكة منذ اطلاق الجهاديين هجومهم.
ولم يذكر اي معلومات عن حصيلة لضحايا لهذه الغارات.
مقتل “شيخ الجبل” ابن عم بشار الأسد في ظروف غامضة
الأناضول: قتل محمد توفيق الأسد ابن عم رئيس النظام السوري بشار الأسد المعروف باسم (شيخ الجبل)، بحسب مصادر سورية معارضة.
وتداول ناشطون معارضون على شبكات التواصل الاجتماعي، صوراً لأوراق نعي معلقة في أماكن غير معروفة تفيد بـ”استشهاد” محمد توفيق الأسد، حيث قالت إنه “استشهد” أمس الجمعة وهو يؤدي “واجبه الوطني”، في مكان لم يحدد، ومن المقرر أن يشيع جثمانه في وقت لاحق من اليوم السبت في مدينة القرداحة مسقط رأس الأسد بريف اللاذقية (غرب).
ولم تبيّن أوراق النعي طريقة أو مكان مقتل من وصف فيها بـ”الشهيد”، وهو من المعروفين بقيامه بعمليات تهريب السلاح والممنوعات في البلاد، فيما تضاربت الروايات من قبل التنسيقيات السورية المعارضة حول طريقة مقتله ما بين الاغتيال ومقتله على إحدى جبهات القتال مع قوات المعارضة بريف اللاذقية كونه يقود ميليشيات مسلحة تقاتل إلى جانب قوات النظام.
ولم يتسنّ التأكد مما ذكره الناشطون أو فحوى النعي من مصدر مستقل، كما لم يعلن النظام السوري عن مقتل محمد توفيق الأسد حتى الساعة (10) تغ.
وفقد الأسد العديد من أقربائه وأفراد الدائرة المقربة منه خلال الصراع المندلع في البلاد منذ مارس/ آذار 2011، أبرزهم ابن عمه هلال الأسد قائد جيش الدفاع الوطني في محافظة اللاذقية الذي قتل في اشتباكات مع قوات المعارضة شمالي اللاذقية في مارس/ آذار 2014 إضافة إلى آصف شوكت القيادي الأمني الكبير وزوج شقيقته الوحيدة بشرى في تفجير ما عرف بـ”خلية الأزمة” بدمشق يوليو/ تموز 2012.
اليونيسف تدعو إلى حوار مع «الدولة الإسلامية» لإيصال المساعدات
تركيا: الجاسوس الذي ساعد تلميذات بريطانيا سوريّ
عواصم ـ وكالات: دعت مندوبة صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في سوريا، الجمعة، المسؤولين السياسيين إلى «البدء بحوار» مع تنظيم الدولة يسهل وصول المنظمات الإنسانية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الجهاديين.
وقالت هانا سينجر للصحافيين خلال ندوة صحافية في جنيف «لا نتحدث مباشرة مع الدولة الإسلامية. لا يريدون أيضا التعاطي معنا (…) وقد رفضوا التحدث مع الأمم المتحدة حتى الآن».
وأضافت «لكن ذلك ليس مسؤولية الوكالات الإنسانية وحدها. وتقع على عاتق الأطراف السياسية المسؤولية السياسية لإجراء نقاش من أجل ممارسة ضغوط وبدء حوار مع تنظيم الدولة الإسلامية».
وأكدت «بناء عليه، نحاول دائما عبر مختلف الشركاء الوصول» إلى الأشخاص الذين يواجهون صعوبات.
ويعاني حوالى 5.6 ملايين طفل من النزاع المستمر في سوريا منذ اذار/مارس 2011، كما تقول منظمة يونيسف.
وتؤكد هذه المنظمة أن مليوني طفل سوري يعيشون في مناطق لا تصلها المساعدة الإنسانية، وأن حوالى 2.6 مليون طفل لا يذهبون إلى المدرسة.
إلى ذلك قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس الجمعة، إن الشخص الذي احتجزته تركيا للاشتباه في أنه جاسوس ساعد ثلاث تلميذات بريطانيات على الدخول إلى سوريا هو مواطن سوري يعمل لصالح دولة مشاركة في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وأعلن جاويش أوغلو أن الجاسوس الذي ساعد التلميذات الثلاث ـ ويعتقد انهن الان في الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم المتشدد – اعتقل لكنه لم يستطع تحديد جنسيته.
وقال للصحفيين أمس في أنقرة «الشخص الذي ساعد الفتيات البريطانيات على دخول سوريا هو مواطن سوري يعمل لدولة داخل التحالف. الموقف معقد للغاية.»
ولم يكشف وزير الخارجية التركي عن اسم الدولة التي عمل لصالحها الجاسوس، وإن كان قال الخميس إنها ليست من الاتحاد الاوروبي ولا الولايات المتحدة.ويضم التحالف إلى جانب هذه الدول ايضا السعودية وقطر والأردن والبحرين واستراليا وكندا.
وتوجهت الفتيات البريطانيات وتتراوح أعمارهن بين 15 و16 عاما من لندن إلى اسطنبول في 17 شباط/فبراير ثم توجهن إلى سوريا.وناشدتهن أسرهن العودة.
رئيس الائتلاف: تدريب أمريكا للمعارضة السورية… نكتة
لندن ـ «القدس العربي»: وصف رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، خالد خوجة، خطط الولايات المتحدة لتدريب وتجهيز 15 ألف مقاتل من الثوار السوريين على مدى السنوات الثلاث المقبلة بـ»النكتة»، متسائلاً عن سبب قيام واشنطن بـ»تجاوز الجيش السوري الحر الذي لا يضم أي مجموعات جهادية داخله، ويحارب داعش والأسد»، بحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، أمس الجمعة.
وقال خوجة، في تصريح صحافي من فرنسا، نقلته الصحيفة، إن «الأمريكيين لا يريدون التعاون مع الجيش السوري الحر».
كما أكد أنه من الضروري أن «تكون المعارضة أكثر توحداً، تحت علم واحد، ومبدأ واحد، وهو إنشاء سوريا جديدة ديمقراطية مدنية تعددية، مبنية على الحريات الفردية والحقوق الجماعية».
العبادي بعد معركة تكريت يواجه استحقاقات سياسية… لمنحه الميليشيات سلطة وجودها وحمايته وفي سوريا عززت إيران وجودها… وحزب الله خسر السمعة والمقاتلين واكتسب الخبرة
تحالف واشنطن مع طهران سيعجل بخروج تنظيم الدولة ويفتح الباب أمام تطهير طائفي
إعداد إبراهيم درويش:
لندن ـ «القدس العربي»: يواجه رئيس الوزراء العراقي امتحانا في الأيام المقبلة لإرضاء ميليشيات الحشد الشعبي التي لعبت دورا في المعركة الجارية في تكريت. وكان لافتا سفر حيدر العبادي إلى نواحي المدينة برفقة نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي السابق الذي تسبب في الدمار الحالي وجاء يركض كي يشارك العبادي «المجد والانتصار».
ولم يخف المسؤولون العراقيون الدور الذي لعبته الميليشيات المعروفة بالحشد الشعبي في معركة تكريت التي إن تم السيطرة لها فستكون انتصارا رمزيا وضربة لتنظيم الدولة الإسلامية وستؤكد فقدان هذا التنظيم سرعة المبادرة والزخم الذي مكنه من اجتياح شمال العراق صيف العام الماضي. ورغم وقوف الأمريكيين متفرجين تاركين لإيران وحلفائها في العراق قيادة العمليات إلا أن مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة عبر يوم الأربعاء عن مخاوفه من البعد الطائفي للعملية ومن وتصرفات الميليشيات التي لونت تكريت كما تقول صحيفة «وول ستريت جورنال» بلون وأعلام الميليشيات.
دور أمريكي
ومع ذلك يرى مسؤولون أمريكيون نقل عنهم موقع «ديلي بيست» إن استعادة تكريت إن تمت فستكون نتيجة للجهود الأمريكية. ويقولون إنه بدون الغارات المستمرة على تنظيم الدولة منذ شهر آب/ أغسطس لم يكن الجيش العراقي والميليشيات الشيعية قادرين على التقدم نحو المدينة.
ورغم هذه التصريحات فمن الواضح أن أمريكا في حربها على التنظيم اختارت الوقوف مع إيران. وكما يقول والي ناصر، الباحث في جامعة جون هوبكنز، «أحببنا أم لم نحب، تقف الولايات المتحدة في الوقت الحالي في الصف نفسه مع إيران».
ونقلت كاتبة التقرير نانسي يوسف عن كريستوفر هارمر الباحث المسؤول عن برنامج أمن الشرق الأوسط بمعهد دراسات الحرب بواشنطن قوله إن الغارات الجوية أدت لتقييد حركة تنظيم الدولة الإسلامية الذي لا يزال باستطاعته تحريك قوات صغيرة «ولكن ما لا يستطيع فعله هو تحريك قوة من 5.000 مقاتل في الوقت نفسه».
ويرى هارمر أن التنظيم توسع أكبر من قدراته ولم يعد بإمكانه وضع قوات في أي مكان يريده. وعليه فقد كان للحملات الجوية التي قام بها التحالف الدولي والعمليات الميدانية التي تمت بقيادة إيرانية أثرت في دحر التنظيم من عدد من المواقع بدءا من بلدة إيمرلي والتي استطاعت الميليشيات العاملة بإشراف الجنرال قاسم سليماني استعادتها بمساعدة من الطيران الأمريكي إلى عمليات ديالى.
ويرى ناصر أن التحالف غير المعلن بين الأمريكيين والإيرانيين مبني على قيام الإيرانيين بالمهام القتالية فيما تؤمن الولايات المتحدة الغطاء الجوي، وهو تحالف يقوم كما هو قائم على «لا تسأل ولا تتكلم». فالولايات المتحدة تقدم الدعم وبشكل سري للقوات المدعومة من الإيرانيين لأنها تريد هزيمة تنظيم الدولة.
ويعتقد ناصر أن الجيش العراقي لم يكن قادرا على مواجهة التنظيم وحده بدون الدعم الإيراني على الأرض. لكن هناك مخاوف من أن يؤدي الدعم إلى التخلص من تنظيم الدولة بمدة قصيرة وفتح المجال أمام حرب تطهير طائفية على المدى البعيد.
وللتأكيد على التحالف غير المعلن بين إيران وأمريكا، يقول «دايلي بيست» إن حملة تكريت التي بدأت في الأول من آذار/ مارس الحالي تقدمت مع تواصل قوات التحالف غاراتها الجوية التي وصلت إلى 1.500 غارة في العراق.
وقد حدت الغارات من تحرك تنظيم الدولة ولم يكن باستطاعته نقل مقاتلين من سوريا والموصل إلى تكريت حيث واجهت الحامية الصغيرة فيها قوات أكبر منها وهو ما اضطرها للانسحاب. وحال تمت السيطرة على المدينة بالكامل فستكون العملية تتويجا للتعاون الأمريكي – الإيراني حسب المسؤولين الأمريكيين لكن ما تريده إيران من العراق يتعارض مع تخطط له أمريكا له. فانتصار إيران في العراق سيعزز من نفوذها السياسي الذي يتنامى منذ عام 2003 وقد يقود إلى عمليات تطهير عرقي ضد السنة.
وظهرت ملامح هذا في الصور التي نشرتها مواقع التواصل الإجتماعي عن جنود عراقيين يعلقون رؤوسا على مقدمة عربات «همفي» الأمريكية الصنع وصورة لجثة القيت من مركز مراقبة عسكري ولقطات فيديو لتعذيب طفل علق على حافة باب وكان المحققون يصفعونه باستمرار، وهو ما أثار مخاوف من أن عملية تكريت التي تلونت منذ البداية بلون الانتقام لمجزرة سبايكر العام الماضي قد تؤدي لانتهاكات واسعة.
استحقاقات
ورغم أهمية التقدم في تكريت التي تعتبر قلب الوجود السني في العراق إلا انه يضع على كاهل العبادي وحكومته استحقاقات واسعة، فلا يعرف إن كان قادرا على التحكم في تصرفات قوات لا تأتمر بأمره بل بإيران. وقد اضطر العبادي نفسه إلى الاعتراف بشرعية هذه الميليشيات التي قال إنها شكلت في فترة حالة الطوارئ عندما كانت قوات تنظيم الدولة تتجه نحو العاصمة بغداد.
وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» لحجم التحديات الملقاة على العبادي، ففي الأسابيع والأشهر المقبلة على العبادي تقديم الدعم للميليشيات التي لعبت دورا في تكريت وإلا التف عليه منافسوه في المعسكر الشيعي. وفي الوقت نفسه على العبادي تجنب تهميش وإغضاب الولايات المتحدة التي لا تزال تقدم الدعم الجوي والتدريب للقوات العراقية.
وترى الصحيفة أن محاولة العبادي إرضاء الصف الشيعي وإضفاء شرعية على الميليشيات ستمعنه من مواصلة بناء مؤسسات الدولة القوية. وترى ماري فانتابي، محللة شؤون العراق في مجموعة الأزمات الدولية إن العبادي «في وضع ينم عن تناقض ظاهري»، «فهو بحاجة لإرضاء الرأي العام والحرس الثوري والحفاظ على دعمه.
ولكن إن بقيت هذه الميليشيات تلعب دورا في المهام الأمنية للدولة وفي الوقت نفسه تحافظ على بنيتها فعندها لن يكون العبادي قويا وسيظل يواجه لاعبين آخرين بمن فيهم المالكي». وأمام معركة تلبست منذ البداية بطابع ديني فقدرة العبادي على المناورة ستظل محدودة.
حصة في الموصل
وفي هذا السياق نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مقاتلين في الحشد قولهم إن الدافع هو ديني وأنهم يخوضون حربا مقدسة ضد المتطرفين السنة، وبفتوى من المرجعية الشيعية العليا في العراق.
وترى الصحيفة أن معركة تكريت ستقنع قادة الميليشيات بلعب دور في معركة الموصل وهو أمر تحاول الولايات المتحدة تجنبه. وتنقل عن مستشار للعبادي قوله «سيكون من الصعب إقناع قادة الحشد الشعبي عدم المشاركة في أهم عملية بعد كل التضحيات التي قدموها واستعادة تكريت».
ورغم قول الكثير من قادة الميليشيات أنهم استطاعوا الدخول لمناطق سيطرة تنظيم الدولة بعد الخبرة التي اكتسبوها من قتال التنظيم في مواقع أخرى واعتمادهم على مناظير بعيدة لتحديد حركة التنظيم إلا أن بعض المحللين يرد تراجع التنظيم من تكريت إلى محاولته تعزيز قدراته في الموصل.
ونقلت الصحيفة عن أيمن التميمي المحلل في «منبر الشرق الأوسط» قوله إن الحديث عن سيطرة تنظيم الدولة على تكريت بشكل كامل مبالغ فيه.
فقد اعتمد في إدارتها على قوات موالية للرئيس العراقي السابق صدام حسين والذين يتشاركون مع التنظيم العداء للحكومة الشيعية في بغداد لكنهم لا يدعمون أيديولوجية الجهاديين المتطرفة.
وبحسب تقديرات العسكريين الأمريكيين فلم يقاتل في المدينة سوى 1.000 جهادي. وفي النهاية تعتبر معركة تكريت انتصارا للدعاية الإيرانية رغم محاولة حكومة العبادي تصويرها على أنها معركة وطنية تشارك فيها عشائر سنية (بشكل رمزي) إلا أنها انتصار للدعاية الإيرانية، وكما يقول كول بانزيل الخبير في فكر الجهاديين في جامعة برنستون «إنها رائعة لدعايتهم وتؤكد وتخدم السرد الذي يقول إن الإيرانيين يقودون مؤامرة شيعية للسيطرة على الشرق الأوسط وأن الأمريكيين متواطئون في هذه المؤامرة».
وفي سوريا
لا تتوقف المؤامرة الإيرانية عند العراق بل ممتدة في سوريا ولبنان واليمن. وفي سوريا بالتحديد التي تدخل الحرب فيها عامها الرابع ساعدت إيران وروسيا بشار الأسد على التمسك بالسلطة.
ومثل العراق يظهر الدور الإيراني علانية. فقد دخلت إيران والميليشيات العراقية التي دعمت النظام السوري إلى سوريا باسم «حماية المزارات الشيعية» وظلت متمركزة في دمشق والشمال ثم تطورت إلى دخول حزب الله اللبناني ومتطوعين من المجتمعات الشيعية جاءوا من أنحاء مختلفة في العالم.
وأظهرت دراسة أعدها فيليب سميث «الجهاد الشيعي في سوريا»(2015) كيف حشدت إيران والشيعة في العراق كل الرموز الدينية لدخول سوريا. وكيف قامت إيران بالتعامل مع دعم النظام السوري كواجب ديني. ومنذ أكثر من شهر تخوض قوات شيعية ومن حزب الله معارك قرب الحزام الجنوبي القريب من سوريا بشكل يهدد بجلب إسرائيل لمواجهة مباشرة مع هذه القوات. وفي حالة نجحت القوات الإيرانية في جهودها فستسيطر على الجزء السوري من مرتفعات الجولان. مما يعطي طهران ميزة إضافية ضد إسرائيل قبل التوصل لاتفاق مع القوى الغربية بشأن ملفها النووي.
ونقلت صحيفة «كريستيان ساينس مونتيور» عن سميث المحاضر بجامعة ميريلاند قوله « يرغب الإيرانيون من خلال حزب الله إكمال الطوق من شمال إسرائيل مما يمنحهم مدخلا للجولان، وأعتقد أن هذا تحرك استراتيجي مهم».
وتقول الصحيفة إن إسرائيل تراقب عن كثب التحركات الإيرانية في الجولان. وترى أن هناك مخاطر للعمليات الإيرانية في المنطقة ففي حالة ارتكاب خطأ أو سوء تقدير من الجانب الإيراني فقد يؤدي لاندلاع حرب واسعة في المنطقة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد اتهم إيران بالبحث عن جبهة ثالثة للمواجهة مع إسرائيل بعد غزة ولبنان. وعاد وذكر الكونغرس بالنشاطات الإيرانية في خطابه أمامه الثلاثاء الماضي. وكانت إسرائيل قد قتلت في 18 كانون الثاني/ يناير أربعة من القادة الإيرانيين وحزب الله قرب القنيطرة.
ولم يمنع الهجوم إيران عن مواصلة نشاطاتها بل أعلنت بعد الهجوم الإسرائيلي عن عملية «شهداء القنيطرة» في شرق الجولان. ونقل مراسل الصحيفة نيكولاس بلانفورد عن مقاتل من حزب الله قوله «سنسيطر على المنطقة شبرا بعد شبر حتى نصل الحدود مع إسرائيل». وأكد المقاتل وجود قوات إيرانية «ليس فقط ضباط ولكن جنودا»، «وستكون إيران قريبة من الحدود الإسرائيلية ولن تحتاج إلى صواريخ بعيدة المدى». وسيطرت القوة المكونة من مقاتلي حزب الله وإيرانيين وعراقيين وأفغان على عدد من القرى في نهاية الشهر الماضي. ويشكل الوجود الإيراني في جنوب سوريا معضلة لإسرائيل.
ويرى الكاتب أن توصل طهران لاتفاق مع مجموعة 5+1 بنهاية حزيران/ يونيو بشأن وقف النشاطات النووية سيتعزز من خلال الوجود في الجولان حيث ستعمل القوات الإيرانية فيها كقوة ردع بديلة عن المشروع النووي.
والمخاطر من النشاطات الإيرانية نابعة من تحول الجبهة التي ظلت هادئة طوال أربعة عقود إلى ساحة حرب بين إيران وإسرائيل مما سيؤدي زيادة الفوضى في سوريا. ويقول دبلوماسي إن النشاط الإيراني يعتبر خلطة ملتهبة وقد تقود إلى أخطاء في التقدير. و «قد تكون خطيرة جدا».
فيتنام حزب الله
وفي تقرير آخر لبلانفورد أشار لثمن التدخل الذي يدفعه حزب الله في سوريا. فمنذ أن أكد زعيم الحزب حسن نصر الله مشاركة الحزب عام2013 دخلت الجماعة الشيعية دوامة حرب لا نهائية كلفتها عددا كبيرا من الضحايا. وكان هذا واضحا في معركة القصير التي استمرت 17 يوما وخسر فيها عشرات من مقاتليه. وأدى هذا ببعض المراقبين لوصف دعم حزب بشار الأسد بأنه بمثابة الدخول في «فيتنام» أي حرب طويلة ومتعبة بدون مخرج أدت لتراجع رصيد الحزب في العالم العربي.
وكان المعلق ميشيل موعد الذي يعارض حزب الله قد كتب «ستكون معركة القصير بمثابة فيتنام حزب الله». ورغم هذه التوقعات والخسائر التي تعرض لها الحزب إلا أن حرب سوريا كانت بمثابة الساحة التي أخرجت جيلا جديدا من المقاتلين الذين تعلموا خبرات جديدة وفي الوقت نفسه أسهموا ببقاء الأسد في منصبه.
ويرى الكاتب أن النقد لدور حزب الله في سوريا قد تراجع على الصعيد المحلي وذلك بسبب صعود التنظيمات الجهادية التي غالبا ما يصفها حسن نصر الله بالجماعات التكفيرية.
ويقول مايكل يانغ، المحلل السياسي اللبناني إن حرب فيتنام تعني «مستنقعا» وبالنسبة لحزب الله فلم تتحول مشاركته إلى مستنقع. وكان نصر الله قد برر منذ عام 2013 المشاركة في سوريا من أجل حماية «محور المقاومة»، فالنظام السوري يعتبر نقطة وصل مهمة، تربط الحزب مع راعيته الإيرانية.
وكما يقول جيفري وايت، الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني «كان نصر الله واضحا أن حماية النظام ومحور المقاومة يعتبران استراتيجيين لحزب الله».
ويقاتل الآن في سوريا ما يقرب عن 5.000 مقاتل من الحزب ويشاركون في معارك تمتد من الحسكة وحلب واللاذقية إلى دمشق ودرعا.
وفي الوقت الحالي يستفيد النظام السوري من الوضع فقد تراجعت قوة المعارضة المعتدلة، وحرف الإهتمام الدولي بتنظيم الدولة النظر عن مصير الأسد. ورغم كل هذا فقد دفع حزب الله ثمنا باهظا، فمنذ بداية المشاركة في سوريا منذ عام 2012 قتل ما يزيد عن 1.000 من مقاتليه.
ويقترب العدد من ضحاياه الذين سقطوا في الحرب ضد إسرائيل في الفترة ما بين 1982- 2000 وهو 1.284 شخصا. بالإضافة لخسائره المادية تراجعت شعبيته في العالم العربي وأصبحت شخصية حسن نصر الله مكروهة.
وكما تقول راندا سليم من معهد واشنطن «سال دم كثير ومات الكثيرون وتراجعت الثقة ولهذا فمن الصعب على الحزب إعادة تأهيل نفسه وسط الشارع السني».
ويرى بلانفورد أن إيرن التي تقود المعركة في سوريا ليست مستعدة لتقديم ورقة التين للمعارضة السورية لإنقاذ العلاقات السنية ـ الشيعية بل وعلى العكس ضاعفت من التزامها بالأسد وقامت ببناء ميليشـيات جديدة في سـوريا على شـاكلة حـزب الله ونشرت الحرس الثوري الإيراني. ويزعم قادة إيران العسكريين أنهم حرروا 85% من الأراضي السـورية.
وزارة الدفاع الأمريكية تدرس أساليب حماية ودعم قوات المعارضة السورية إذا اشتبكت مع قوات الأسد
رائد صالحة
واشنطن ـ «القدس العربي» يدرب الجيش الأمريكي 5 آلاف من المتمردين السوريين ولكن الولايات المتحدة غير متاكدة حتى الآن مما اذا كان يمكن حمايتهم في المعركة وفقا لكبار قادة البنتاغون حيث قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي ان الجيش في قيد مناقشة نشطة حول كيفية تقديم الدعم لقوات المعارضة السورية.
وأوضح ديمسي ان جزءا من المناقشات دار حول السلطة القانونية للقوات الأمريكية في حماية الجماعات المتمردة في حين قال وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارترالذي شهد جنبا إلى جنب ديبسي أمام جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بأنه لم يتم تحديد الجانب القانوني لذلك. وتستخدم الولايات المتحدة الآن، ترخيص عام 2001 لاستخدام القوة العسكرية ضد تنظيم القاعدة والقوات المرتبطة بها للجهود العسكرية الحالية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» لأن للجماعة أصول في تنظيم القاعدة بالعراق، ومع ذلك، يقول بعض المشرعين ان استخدام تلك السلطة هو أمر خادع حيث قطع تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة رسميا العلاقات بين الطرفين.
وتسعى الإدارة الأمريكية إلى حصول البعثة الأمريكية العسكرية في العراق على ترخيص خاص بالحرب ضد تنظيم الدولة، وهذا الترخيص يسمح للقوات الامريكية بحماية العراقيين في المعركة ضد داعش ولا يشمل حماية الجماعات التمردة المقاتلة في سوريا.
ومن الأسباب التى أدت إلى عدم شمول المعارضة السورية بهذا التفويض التوقع بأنهم ينوون محاربة نظام الأسد مع العلم بأن ترخيص عام 2001 وتفويض استخدام القوة العسكرية الجديد لا يجيز استخدام القوة ضد قوات الحكومة السورية.
وأعرب المشرعون الأمريكيون مرارا ولفترة طويلة عن مخاوف إزاء تجنيد وتدريب المعارضة السورية ولكنهم لم يعرضوا حتى الآن تشريعات تقدم لهم الحماية في ساحة المعركة رغم استهدافهم من قبل داعش وقوات النظام.
وقال السيناتور بوب كوركرانه لا يمكن تجنيد المزيد من المقاتلين بدون القدرة على حمايتهم حيث لا يسمح تفويض استخدام القوة العسكرية بحمايتهم في حين أضاف الجنرال ديمبسي ان قرار حماية جماعة المعارضة السورية سيأتى وأنه كان دوما ينصح للتوصل إلى استنتاجات تؤكد بأنه يمكن حماية الجماعات المتمردة.
وقال كروكر انه غير متأكد من درجة التزام البيت الابيض في خطة تدريب وتجهيز المعارضة السورية، وفي وقت لاحق استخدم كارتر لهجة أقوى في مؤتمر صحافي في البنتاغون قائلا ان هناك بعض الالتزام بحماية المقاتلين بعد تدريبهم مضيفا أنهم يدرسون أنواع الدعم المطلوب لقوات المعارضة تحت أى ظرف، بما في ذلك إمكانية تلامس قوات المعارضة مع قوات الأسد، ولكنه أكد ان الولايات المتحدة لم تقرر بعد بأي طريقة وفي أي ظرف سترد بهذا الصدد.
إيران توقف برامج تحديد النسل… وبعض السوريات يلجأن للإجهاض
نور ملاح
انطاكيا ـ «القدس العربي» أعلنت إيران وقف برامج تنظيم الأسرة، ومنع تحديد النسل في خطوة لها ما وراءها، وهي تزج بأبنائها في الحروب على طول رقعة الشرق الأوسط ، فارضة سيطرتها على أربعة عواصم عربية، في ذات الأثناء تواجه نساء سوريا صعوبات كبيرة في الحمل والإنجاب وتلجأ كثيرات منهن إلى الإجهاض، للتخلص من الحمل غير المرغوب به وخصوصاً في المناطق التي يسيطر عليها الثوار وتعاني نقصاً كبيراً في المواد الغذائية بسبب الحصار، وكذلك نقصا هائلاً في المواد الطبية.
تخطط وتنفذ إيران تمددها العسكري والبشري والفكري في المنطقة العربية، وتخطط أيضاً لرفده بمزيد من الوقود البشري عن طريق منع تحديد النسل، بينما يعاني السوريون سواء في داخل سورية أوخارجها من ظروف صعبة جداً تدفعهم في كثير من الأحيان إلى الإحجام عن الإنجاب أو تأجيله، وفي بعض الحالات إجهاض الحمل غير المرغوب فيه بعد إنجاب عدد من الأبناء، بسبب زيادة الأعباء النفسية والاجتماعية والاقتصادية في ظروف الحرب، في حين تقتل الحرب، وقصف قوات النظام المدعومة إيرانياً المزيد من السوريين كل يوم، ومن المعروف عالمياً أن معدلات خصوبة المرأة السورية كانت من الأعلى عالمياً قبل بدء الثورة السورية، ولكن المؤشرات اليوم تقول ان هذا الرقم آخذ في التراجع مما يشكل خطراً حقيقياً على نمو الشعب السوري خاصة مع ارتفاع معدلات الوفيات والهجرة والنزوح، ما ينذر بتبدِّل التركيبة الديموغرافية على الأرض السورية، آخذين بالتزامن مع التمدد الشيعي الإيراني على التراب السوري، وسعيهم لتملك العقارات وشراء الأراضي والمنازل والاستيلاء عليها، في حال غادرها أصحابها، أو كانوا من المعارضين ومن ثم توطين الإيرانيين فيها.
تعلق الكاتبة «ابتهال قدور» في صفحتها على حساب «فيسبوك» على الخبر الذي تناقلته وكالات الأنباء قائلة: «إيران تمنع حبوب منع الحمل، وتتخلى عن برامج تنظيم الأسرة، قمة الشر أن ينظم النسل لا على أساس احترام الحياة، بل على أساس الحاجة للموت أنجبن يا أمهات إيران، فنيران الحروب التي يوقدها نظامكم بحاجة إلى شباب تستعر به، خبر يشير إلى انعطافة شيطانية لا قراءة للخيرية فيها، لكنه أيضا خبر يشير إلى نظام يخطط آخذا في حسبانه كل الحيثيات، فماذا عنا؟».
وفي محاولة للإضاءة على الوضع الإنساني وانعكاساته على معدلات الإنجاب: يتحدث الدكتور «ماجد أبو علي» من مقر الأمم المتحدة في نيويورك، عن الوضع الصحي في مناطق سيطرة الثوار، فيقول «إن النظام السوري يستبعد المواد الطبية والمواد الغذائية بشكل متعمد من أجل أن يهز إصرار السكان، ويسبب لهم الإحباط ويدفعهم للنزوح من مناطقهم الأصلية، وهذا بالطبع يؤدي وبشكل مباشر إلى سوء الرعاية الصحية وتدني مستوى الخدمات الطبية إلى حد كبير».
هذا الوضع لا بد أن يترك آثاره على الصحة الإنجابية، والرغبة بالإنجاب لدى السيدات في مناطق سيطرة الثوار، والجدير بالذكر أن حالات تشوهات كثيرة أحصيت لدى المواليد في المناطق التي تعرضت لقصف بالغازات السامة من قبل قوات النظام، علاوة على حالات إجهاض متكررة لدى الناس، في محاولة واضحة للتأثير على التركيبة الديموغرافية والقوة البشرية ليس بالقتل والتهجير فقط، بل بالعقم الإجباري وتشويه الأجنة.
من جهة أخرى وفي مناطق سيطرة النظام فالوضع فيها بالنسبة للسكان ليس أفضل بكثير، وتتحدث الصيدلانية «رجوى» عن ارتفاع الطلب على الأدوية المؤدية للإجهاض، وتقول «من بين كل عشرة نساء يراجعن الصيدلية هناك امراتان تطلبان الأدوية المجهضة للأجنة، لإنهاء الحمل غير المرغوب فيه، ورغم ارتفاع سعر الدواء بشكل كبيرلأنه غالبا ما يكون مهربا، فقد وصل سعره إلى ستين ألف ليرة سورية، ورغم تردي الأوضاع الإقتصادية نتيجة الحرب، وتدني القيمة الشرائية لليرة السورية، إلا أن النساء ما زلن يطلبنه وبكثرة».
تتحدث ليلى عن معاناتها وهي إمراة سورية متزوجة ولديها أربعة أطفال فتقول: نعاني أنا وزوجي الأمرَّين لتأمين أبسط متطلبات الحياة لأبنائنا الأربعة، وليس لدينا استطاعة لإنجاب طفل جديد وتحمل أعباءه، ولدينا من الهموم والأعباء ما يكفينا وتتابع حديثها: «أنا مستعدة لتحمل تكلفة دواء الإجهاض، في مقابل ألا يزيد ثقل المسؤوليات التي أحملها أكثر، أيامنا ليست جيدة حتى نخرج للعالم المزيد من الأطفال المعذبين».
تقول «علا» الطبيبة السورية التي تقيم في حمص في مناطق سيطرة النظام أنها أنجبت منذ بضعة أيام طفلها الرابع، وتضيف: «نعم هذه الأيام صعبة جداً وعسيرة، ولكننا في حرب وجود وبقاء، ومادام هناك المئات يقتلون فعلينا نحن أيضاً أن ننجب المزيد لهذا الوطن ولهذه الأمة، وأن نرفد أرضنا بالإنسان الصالح المخلص النبيل، الذي سيعيد إعمارها بعد أن دمرها الطاغية، وواجب كل إمراة سورية اليوم أن تصنع الإنسان، وتهب الحياة في موسم الموت والقتل، وأن تبني سوريا ببناء إنسانها الجديد، فمع كل مولود جديد يولد أمل جديد، وهذه الحرب لن تستمر إلى ما لا نهاية، فسيأتي يوم تنتهي فيه كل هذه المعاناة، ووطننا اليوم وغدا بحاجة لكل حر مخلص من أبنائه، ولنا في الأمهات الفلسطينيات أسوة حسنة، فهن رغم القتل والحصار ما زلن من أكثر نساء العالم خصوبة، في الوقت الذي يعتبر فيه الشعب الفلسطيني أكثر شعب يحمل شهادات علمية عالية في العالم، علينا أن نجعل نضالهن نصب أعيننا».
أما عن بلاد اللجوء فتواجه المواليد الجدد عقبات كبيرة من ناحية التسجيل، والتوثيق، وإثبات الهوية، لأن أغلب السوريون غادورا سوريا مضطرين دون أوراق ثبوتية، أو أنهم بالأساس لم يدخلوا تلك البلدان بأوراق ثبويتة، ليصبح مصير عشرات الآلاف من المواليد معلقاً بانتظار الحل، وتحاول السلطات التركية وغيرها تنظيم أمور اللاجئين، مما يدفع بالعائلات وبالنساء إلى وجه الخصوص إلى التفكير مراراً قبل الإقدام على حمل جديد، وبالرغم من ذلك تشير الإحصاءات أن عدد مواليد السوريين في تركيا العام الماضي قد بلغ حوالي خمسة وأربعين ألفاً. وحتى إيجاد حل لمأساة الشعب السوري مع نظامه المستبد وداعمته إيران، تبقى تلك القوة البشرية الكبيرة التي تتعرض للتهديد والتشريد، مصدر خوف لأعداء الشعب السوري، الذين يحاولون بكل الوسائل الوقوف في وجهها، ويبقى أمام السوريين خيار تنميتها أو الحد منها.
«أنا جوعان» حملة لتسليط الضوء على الموت جوعا في جنوب دمشق خاصة في مخيم اليرموك
أحمد الدمشقي
ريف دمشق ـ «القدس العربي» ازداد ارتفاع أسعار المواد الغذائية في جنوب دمشق بشكل جنوني، ومن أجل إيصال صوت الجنوب الدمشقي المنسي إلى كل المنظمات العالمية، والمجتمع الدولي للضغط على النظام الذي يعمد على إخضاع الناس وتركيعهم باستخدام سلاح الجوع، أطلق ناشطون حملة على شبكة التواصل الاجتماعي أسموها «أنا جوعان».
ومع استمرار قوات الأسد بإغلاق معبر ببيلا – سيدي مقداد وهو المعبر الوحيد الذي يمكن من خلاله إدخال بعض المواد الغذائية إلى مناطق الجنوب، عاد شبح الموت جوعا ليهدد ما يقارب مئة ألف شخص يعيشون في جنوب دمشق بسبب عدم قدرتهم على تأمين الطعام لندرته تارة، وتارة أخرى بسبب غلائه بشكل خيالي.
ومن مناطق الجنوب الدمشقي مخيم اليرموك أحد أكثر المناطق في سوريا تأثرا بالحصار، حيث يقبع المخيم تحت حصار خانـــق منذ ما يقـــارب العــامين فقد خلالها 177 من أبنائه، 20 منهم منذ مطلع العام الحالي، وشهدت حملة «أنا جوعان» مشاركة واسعة خاصة من ناشطي المخيم، وعدد من الناشطين الفلسطينيين والسوريين المقيمين في الخارج.
وتحدثت الناشطة سوزان أحمد عن بعض الاسرائيليين الذين يتعجبون من سياسة بشار الأسد الفاشية مشيرين إلى أن اسرائيل لم تجوع الفلسطينيين في تاريخها، بل تحولت أساليب «بشار الأسد» إلى تهديدات ترسلها اسرائيل للفلسطينيين في مفارقة عجيبة، وشارك عدد من الصحافيين والشخصيات المشهورة كفاطمة التريكي بدعوتهم للمشاركة في الحملة لإيصال أنين الجوعى للعالم، وكتب «محمد خير موسى» عن تقصير الجميع في مساعدة الجائعين ولو بأبسط الاشكال الممكنة فقال «بالله عليكَ ـ أيها الميت جوعا في اليرموك ـ أغلق عينيك، فلَن ترى في وجوهنا إلَّا عار خذلانك، وقبح نسيانك» كما بث الناشطون العشرات من شرائط الفيديو حول واقع أهل المخيم و الحالة المأساوية التي وصل إليها الأهالي والأطفال بسبب الجوع الشديد وانعدام مقومات الحياة.
كتب الصحافي مطر اسماعيل على صفحته الشخصية على «فيسبوك» مشيرا إلى سوء الأوضاع في المخيم والتي تفضي إلى الجنون، فثلاثة من خاطفي الحياة يسيطرون على المخيم «الجوع، والاقتتال الداخلي، وعمليات الاغتيال».
ونشر صــــورا ظهر فيها أشخاص لم يتبقى من أجسادهم سوى العـــظم المغطى بطبـــقة رقيــقة من الجلد، ومنهم من فارق الحياة بسبب نقص الغذاء.
وتحدث الناشط «حسان تقي الدين» من الغوطة الشرقية عن تجربته في الحصار بمنطقة الجنوب قبل عودته إلى الغوطة الشرقية مبينا تشابه أحوال المنطقتين ماعدا انقطاع المياه عن مناطق في الجنوب منذ ما يزيد عن ستة أشهر، أما الناشط والمصور رامي السيد فقام بنشر عدد من الصور مرفقة بعبارات تتحدث عن حكم جريمة التجويع في القانون الدولي وعن جهل كل من لم يجرب الجوع بالإحساس الناتج عنه.
يقع مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق وقتل فيه مايقارب 1200 شخص نتيجة قصف قوات بشار الأسد مدعومة بالميليشيات الفلسطينية الموالية لها، وقد مضى على انقطاع الكهرباء في المخيم أكثر من عامين، فيما حرم أهالي المخيم من المياه الصالحة للشرب منذ مايزيد عن الستة أشهر، وقال ناشطو المنطقة أن سعر كيلو الرز جراء الحصار وصل إلى 80 دولار وسعر ربطة الخبز إلى 50 دولار.
في السياق نفسه أعلن مركز الشتات الفلسطيني للإعلام أن حياة ثلاثة آلاف طفل مهددة بالموت جوعا، أو مرضا في ظل الحصار المفروض على المخيم وأكد المركز أن انعدام المواد الغذائية الرئيسة الضرورية لنمو الجسم ومقاومته للأمراض، وكذلك انعدام حليب الأطفال والأدوية، أسفر إلى وفاة العشرات من الرضع حديثي الولادة كان آخرهم الرضيع محمد العصار (20 يوما) توفي في أول أيام شهر آذار/ مارس من العام الجاري.
طالب أهالي المخيم الأمم المتحدة العمل على إنهاء مأساتهم والضغط على النظام للسماح بإدخال المساعدات الإغاثية والطبية، وفتح ممر آمن لدخول وخروج الأهالي وعودة المهجرين إلى مخيمهم، بالإضافة إلى تحييد اليرموك عن الصراع السوري، هذه التقارير المأساوية وبعض الحملات التي تم تنظيمها كحملة «أنا جوعان» دفعت منظمة الأنرروا للضغط على النظام للسماح بإدخال بعض من المواد الغذائية إلى المخيم، وهو ما حصل بالفعل حيث قامت الأنروا بتوزيع بعض المساعدات الغذائية في الخامس من شهر آذار/ مارس الجاري على عدد من أهالي المخيم عند مدخل المخيم من جهة الزاهرة وهو ما اعتبره كثيرون مجرد مناورة من قبل النظام لتنفيذ أجندته الخاصة من جهة اظهار أنه يسمح بإدخال الغذاء للمدنيين في الأماكن المحاصرة تطبيقا لقرار مجلس الأمن، وهو مالم يحدث على الإطلاق إذ تعتبر هذه المساعدات الأولى منذ ما يقارب الثلاثة أشهر في انتظار التوصل إلى حل جذري لمأساة الجوع في المخيم وجنوب دمشق.
“المقاومة العقائدية”… ذراع إيران في حماه
حماة ــ أنس الكردي
أصبح التدخل الإيراني في سورية يشغل حيزاً واسعاً من الجغرافية السورية، وبرز خصوصاً في المعارك الأخيرة في المنطقة الجنوبية، بقيادة قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني. وهو ما دفع رئيس الائتلاف الوطني السوري خالد خوجة، قبل أيام لمطالبة أصدقاء الشعب السوري والولايات المتحدة، بوضع حد للتدخل الإيراني في سورية، والذي وصفه بأنه بلغ حد الاحتلال.
لكن التمدد الإيراني في سورية آخذ في التوسّع أكثر، ليبلغ هذه المرة حماه في وسط البلاد، اذ لم تكن الدفعة الجديدة من الشبان التي تخرجت مما بات يعرف باسم “المقاومة العقائدية” أخيراً سوى البداية. تتبع “المقاومة العقائدية” للواء 47 في ريف حماه. ويبلغ تعداد الدفعة الجديدة (غالبية أفرادها شباب مراهقون)، نحو 300 عنصر، معظمهم من مدينة مورك والقرى المحيطة بريف حماه الشمالي. وتخضع “المقاومة العقائدية” لقيادة مشتركة إيرانية وسورية، ممثلة بمكتب الأمن الوطني، الذي يقوده ضابط الاستخبارات العامة علي مملوك، والذي يحظى بثقة كبيرة من الرئيس السوري بشار الأسد، حيث يتم تدريب العناصر، ضمن معسكرات يُشرف عليها ضباط إيرانيون. وقد أرسلت هذه الدفعة لمشاركة قوات كبيرة من الحرس الجمهوري، ولواء من الفرقة التاسعة ومليشيات مذهبية، ومليشيا الدفاع الوطني في منطقة السفيرة شرقي حلب، استعداداً لهجوم مضاد على قوات المعارضة السورية، في ريف حلب الشمالي.
تبيّن وثيقة سرّبها مدير مركز حماه الإعلامي، يزن شهداوي، لـ”العربي الجديد” أن اللواء 47 جنوبي محافظة حماه، يحوي في داخله المقر العام لـ”سجّاد” (نسبةً إلى علي بن الحسين بن علي، يشتهر بزين العابدين، وهو الإمام الرابع لدى الشيعة). ويضم المقر مجموعات مقاتلة عدّة. ويرأس تلك المجموعات الحاج أبو نداء، عرف عنه أنه من المدربين والمسؤولين عن الأفراد المقاتلين في اللواء.
يبدو أن المركز سيكون البنك الاحتياطي العسكري للنظام، في أي معركة قد يُباغت فيها، كما حصل له في ريف حلب الشمالي، عندما بدأ المحاولة بالتسلل إلى مقرات المعارضة وسيطر على قريتين استراتيجيتين، قبل أن يفاجأ بهجوم مضاد، خلّف خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. ودرءاً لذلك، يعمد النظام إلى أن “يكون اللواء مؤازراً له في بقية المحافظات، وجرى فتح مكاتب تطويع للواء في مراكز خاصة على طريق حلب، والدعوة إلى التشيع، مقابل الإعفاء من الخدمة العسكرية”، بحسب شهداوي.
تعرض الوثيقة ذاتها، شاباً متطوعاً في مجموعة تدعى المهدي تابعة للواء 47/د، موقعة من دون ختم رسمي، على إجازة للشاب عبد الرزاق رضوان لمدينة يومين، وهو من مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي، يقطن حالياً في حي القصور بمدينة حماه، كان طالباً في كلية الآداب في جامعة حماه، ثم نقل دراسته إلى مدينة حلب، ليتطوع في اللواء 47.
يتم تطويع الشّبان المراهقين بشكل خاص حسب المركز الإعلامي، بعد إغرائهم بالسلطة المطلقة على المدنيين وبالمال، إذ تصل رواتبهم الشهرية إلى ما يزيد عن أربعين ألف ليرة سورية (180 دولار)، علاوةً على الميزات التي يحصلون عليها، من بطاقات أمنية خاصة تميزهم عن المتطوعين المدنيين في مليشيات النظام المختلفة. كما يمنع التعرض لأي متطوع في اللواء 47، من قبل الاستخبارات السورية أو أيّ يكن، والمسؤولون عن محاسبتهم أو مساءلتهم، هم فقط ضباط اللواء 47 ذوو الصلاحيات على الأفراد لديهم، إضافة إلى إرغام المتطوعين والمقاتلين في صفوف اللواء 47، على رفع نداء “يا علي” والشعارات المذهبية، في تغييب واضح حتى لنداءات جيش النظام المتعارف عليها. كما يلبسون أثناء تدريباتهم، عصبات على رؤوسهم تحمل شعار “يا علي ويا زينب”.
قد لا تقتصر أهداف إيران على تثبيت مقرات تابعة لها وسط البلاد، فمع سيطرة قوات النظام السوري المدعومة بحزب الله اللبناني، على كامل مدينة حمص، باستثناء حي الوعر (مفاوضات جارية لهدنة دائمة بين النظام والمعارضة)، ومعظم ريف حمص، يكون النظام ومن خلفه إيران، قد تمركزا في الوسط السوري، من دون استبعاد إمكانية إنتاج منطقة جغرافية، تكون مركزاً لعمليات إيران في سورية، على غرار المعلومات التي كشفها عضو الهيئة السياسية في “الائتلاف الوطني” المعارض، نائب رئيس “الائتلاف” السابق، محمد قداح لـ “العربي الجديد”.
وأشار قداح إلى معلومات عن “مشروع جديد تصوغه إيران، ومن خلفها النظام السوري وحزب الله، كون ما يجري اليوم في الجنوب السوري، أبعد من مجرد حملة عسكرية، تهدف إلى القتل والتدمير الذي ينتهجه النظام عادة”، مبيّناً أن “إيران تعمل اليوم، ومن خلفها حزب الله والنظام السوري، على إنتاج منطقة جغرافية أقرب للجنوب اللبناني، من حيث التركيبة الطائفية والحزبية المسلحة بشعار المقاومة”.
اللواء 47
اللواء 47، أو ثكنة محمد سلمون كما هو مكتوب على مدخل بابه، يقع على طريق حماه حمص، على السفح الشمالي لجبل الأربعين، يمتد حتى قلة قرين الحجل على أطراف زهرة المدائن، مسيطراً على مئات الكيلومترات من الأراضي الزراعية الخصبة، محولاً إياها إلى أراضٍ بور. يؤكد نائب قائد الجيش السوري الحر، العميد أحمد بري، لـ”العربي الجديد” أن “اللواء يضمّ حقولاً وقاعات للتدريب، وحقول رمي مشاة ودبابات ومضاد دبابات، وحقول تدريب رياضة ومعسكرات، وهو مركز هام لإيران والنظام، ولا سميا أنه بمكان مرتفع خارج المدينة”.
ويبدو أن اختيار طهران للواء لم يكن من فراغ، فإضافة إلى الموقع الجغرافي الاستراتيجي والكبير الذي يتمتع به اللواء، ومكانته العسكرية، فإن له أهمية تاريخية لا تقل قدراً عن ذلك.
يشرح بري، الذي كان ضابطاً في اللواء قبل انطلاق الثورة السورية، عن الدور المنوط باللواء في “ردع أي حركة في الداخل، بعد ثورة 1964 في حماه، والتي قامت ضد ثورة الثامن من مارس/آذار عام 1963، ومهدت لسيطرة حزب البعث على السلطة”. ويوضح القائد العسكري أن “البطولات الحقيقية للواء 47 دبابات، ظهرت بشكل حقيقي في العام 1973، عندما قامت ثورة في حماه ضد إعلان الدستور الغاشم الذي يكرس ظلم البعث، ونظام الطائفة، لكن اللواء فشل أمام العدو الصهيوني بنفس العام، ولم يثبت ساعات خلال حرب تشرين”.
يشير بري إلى دور رئيسي للواء خلال مجزرة حماه في العام 1982، حيث “كانت مدفعية اللواء تقصف حماه من مكانها، في حين اقتحمت دباباته وعرباته وجنوده المدينة، وتحول مقر اللواء إلى سجن للمدنيين ومقر للتعذيب والقتل”. ويلفت بري إلى أنه بعد تدمير حماه، “تحول اللواء في أعقاب غزو اسرائيل للبنان إلى هناك، إلا أنه لم يستطع الدخول الى المعركة، ودمّر معظمه على الطريق، بواسطة الطائرات الاسرائيلية، وما إن بدأت الثورة عام 2011 حتى انتشر اللواء، وبدأ بقمع المتظاهرين وانتشر بالأرياف للقتل والتدمير، وجعل المقر قاعدة لإيران وحزب الله عبر ضرب وتعذيب المتظاهرين”.
رئيس “الاستخبارات الأميركية”: واشنطن لا تريد انهيار النظام السوري
فرانس برس
أعلن مدير وكالة “الاستخبارات المركزية الأميركية” (سي آي ايه)، جون برينان، أمس الجمعة، أن “الولايات المتحدة لا تريد انهيار الحكومة السورية والمؤسسات التابعة لها، لأن من شأن هذا الأمر أن يخلي الساحة للجماعات الإسلامية المتطرفة، ولا سيما تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)”.
وقال برينان، أمام مركز أبحاث “مجلس العلاقات الخارجية”، في نيويورك: “لا أحد منا، لا روسيا ولا الولايات المتحدة ولا التحالف (ضد الدولة الإسلامية) ولا دول المنطقة، يريد انهيار الحكومة والمؤسسات السياسية في دمشق”.
وأضاف أن “عناصر متطرفة بينها (داعش)، وناشطين سابقين في تنظيم القاعدة، هم في مرحلة صعود، في بعض مناطق سورية حالياً”.
وأكّد المسؤول الأميركي، أنّ “آخر ما نريد رؤيته هو السماح لهم بالسير إلى دمشق”، مضيفاً “لهذا السبب من المهم دعم قوات المعارضة السورية غير المتطرفة”.
وأوضح برينان، أن المجتمع الدولي يؤيد حلاً أساسه “حكومة ذات صفة تمثيلية، تعمل على تلبية المطالب في سائر أنحاء البلاد”.
ومن المقرر أن ينتشر في تركيا والسعودية وقطر، ما مجموعه ألف جندي أميركي للمساعدة في تدريب مقاتلين من المعارضة السورية المعتدلة، لإرسالهم لاحقاً إلى سورية لقتال تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وتقوم الاستراتيجية الأميركية ضد تنظيم “داعش” على هزيمته في العراق أولاً. أما في سورية فتقول واشنطن، إن “الأمر يتطلب على الأرجح سنوات عدّة، قبل أن يتمكن مقاتلو المعارضة المعتدلة من إحراز تقدم ضد التنظيمات الإرهابية”.
المعارضة تُشعل جبهة ريف حماة الغربي
عبدالله الحموي
عاد ريف حماة ليتصدر المشهد العسكري السوري، بعد فترة هدوء شهدها في الأيام الماضية، حيث أطلقت كتائب المعارضة المسلحة، مساء الأربعاء، معركة باسم “فتح الطار الغربي”، بمشاركة “فيلق الشام” و”حركة أحرار الشام الإسلامية” و”جبهة النصرة” و”ألوية صقور الغاب” و”تجمع جند دمشق”.
وابتدأت المعارك بهجوم المعارضة المباغت على قوات النظام المتمركزة في قريتي الجبين وتل ملح، ومدرسة الضهرة، من محاور عديدة. وسبق الهجوم تمهيد مكثف بالأسلحة الثقيلة، ومدافع جهنم، ثم تلتها اشتباكات عنيفة بين الطرفين. وتُعدّ قريتا الجبين وتل ملح، من أهم نقاط دفاع النظام في ريف حماة الغربي، وتقعان شمال غربي مدينة محردة، وإلى الشمال من مدينة حماة.
وأفاد أحد رماة “مدفع جهنم” من “فيلق الشام”، بأن “كتيبة المدفعية التابعة للمعارضة قامت بالتمهيد على مدرسة الضهرة التي تستخدمها قواات النظام كمقر لها، وقرية تل ملح، بمدفع من عيار 130، بالإضافة إلى مدافع جنهم وهاونات محلية التصنيع”، وأضاف أنهم استطاعوا تدمير دبابتين.
وقال القائد الميداني في “لواء الفاتحين” أبو الطيب، لـ”المدن” إن الكتائب المقاتلة لم تستطع الصمود داخل قرية تل ملح، بعد اقتحامها، جراء القصف المدفعي الكثيف من قوات النظام المتمركزة في “معسكر دير محردة” و”حاجز تل الشيخ حديد”. وأضاف أبو الطيب أن الاشتباكات أودت بحياة 5 من مقاتلي المعارضة، و25 عنصراً من قوات النظام، التي سقط لها أيضاً عشرات الجرحى، نقلوا إلى مشفى السقيلبية. وهذا ما أكدته مصادر إعلامية، عن وصول 13 قتيلاً من قوات النظام إلى المشفى الوطني بحماة، نتيجة اشتباكات في الريف الشمالي الغربي. ونقل عدد كبير من الجرحى إلى المشفى الوطني، بسبب عدم مقدرة مشفى السقيلبية على استيعاب أعداد المصابين.
وكانت المعارضة المسلحة قد دمرت دبابة وسيارتين لقوات النظام، في محيط قرى الجلمة والجبين، بريف حماة، بصواريخ الـ”تاو” المضادة للدروع. ولم يتمكن طيران النظام الحربي والمروحي، من شنّ غارات جوية في محيط المنطقة، بسبب الأحوال الجوية، والأمطار الغزيرة.
ويقول قائد “كتيبة الإستطلاع” في المعارضة المسلحة بحماة، حكم أبو هشام، إن قريتي الجبين وتل ملح، تقعان في مكان استراتيجي، وهما عبارة عن “مفتاح لريف حماة الغربي، والعمل عليها يخفف من الضغط الكبير على جبهات ريف إدلب الغربي وريف حلب الشمالي”. وأكد أبو هشام أن قوات النظام قامت في الأشهر الماضية، ولأول مرة، باسترجاع قرية الجبين، ورفع السواتر الترابية عنها لأنها “تشكل منطلقاً لعمليات تسلل كتائب المعارضة المسلحة”. وأشار أبو هشام إلى أن قوات النظام، قامت بتحصين هذه المناطق، لمنع دخول الثوار إليها، لأنه في حال سيطرة المعارضة عليها ستنتقل المعارك إلى المناطق الموالية للنظام، في الساحل السوري، وجبال اللاذقية.
وفي المقابل، واصلت قوات النظام قصفها العنيف على القرى والبلدات المحررة في الريف الحموي، وخاصة على مدينة كفرزيتا وقريتي الذكاة والأربعين بريف حماة الشمالي، بالمدفعية الثقيلة والصواريخ.
ومن جهة أخرى، قامت كتائب المعارضة المسلحة باستهداف مواقع قوات النظام، في منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي، حيث أفاد مراسل “اتحاد ثوار حماة”، باطلاق أكثر من 20 صاروخ غراد، باتجاه “معسكر دير محردة”، الذي يُعد ثكنة عسكرية لقوات النظام.
منظمات غير حكومية تواجهه مهمة صعبة لمساعدة السوريين
أ. ف. ب.
باريس: تواجه المنظمات الانسانية غير الحكومية “مهمة مستحيلة” تقريبا في تامين مساعدة ملايين السوريين في مواجهة حكومة تعطي اذن الدخول باعداد قليلة جدا وتنظيم “الدولة الاسلامية” الرافض لذلك ومعارضة مفككة.
وفيما تحل الذكرى الخامسة لاندلاع النزاع في سوريا، تعبر العديد من هذه المنظمات عن مرارتها.
وقالت دنيا دخيلي مسؤولة منظمة “اطباء بلا حدود” في المنطقة “هناك غضب عارم لان ما يتم تقديمه لا يرقى على الاطلاق لمستوى الاحتياجات. انها ازمة انسانية غير مسبوقة” مضيفة انها “لم تشهد ابدا بيئة مماثلة يمنع فيها العمل الانساني بهذا القدر”.
من جهته قال جان-ارفيه برادول من مركز الابحاث حول العمل والخبرات الانسانية (كراش) المتعاون مع “اطباء بلا حدود” “انه نزاع شهد قيام نظام دمشق بطرد الموظفين العاملين في القطاع الصحي لانهم كانوا يعالجون المصابين من المعارضة ومن تنظيم الدولة الاسلامية الذي يعتبرنا كافرين”.
ومنظمة اطباء بلا حدود القادرة على توظيف امكانات كبرى، يواجه عملها عراقيل في سوريا بسبب عدم وجود تصريح للعمل في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة وعدم وجود محاورين جديين لدى المعارضة وذلك في اجواء خطرة جدا. واذا كانت المنظمة غير الحكومية تمكنت من البقاء في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الاسلامية” فان خطف خمسة من متطوعيها في كانون الثاني/يناير 2014 (افرج عنهم بعد خمسة اشهر) جاء لينسف الاتفاق الهش ويضع حدا لتواجد الموظفين الاجانب.
وعلى غرار غالبية المنظمات غير الحكومية فان منظمة اطباء بلا حدود التي لا يزال لديها ست وحدات طبية في البلاد، تستعين الان بموظفين محليين لا يستهدفون عموما بعمليات الخطف.
وقال روب درون المسؤول الاقليمي لمنظمة “العمل ضد الجوع” انه “من الصعب ايجاد موظفين مؤهلين” لان ملايين السوريين وبينهم اطباء وممرضون فروا هربا من المعارك.
من جهتها تقول ليا غيبير المكلفة شأن الازمة السورية لدى منظمة “اطباء العالم” ان السوريين الذين يتعاونون مع منظمات انسانية “انما يجازفون كثيرا”.
وبين المنظمات غير الحكومية القليلة جدا التي تسمح دمشق بعملها، هناك منظمة الاغاثة الاسلامية فرنسا التي تقول انها “متواجدة حيث هناك حاجة للمساعدة” لكنها اضطرت للالتزام بشروط معينة مثل “عدم التعاون مع مؤسسات محلية” كما قال ستيفان لوبوجوا المكلف ملف الطوارىء. ومن غير الوارد ايضا العمل في المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة حيث قد يواجهون “الطرد”.
وقال جان-ارفيه برادول ان “المساعدة الانسانية الحيادية في زمن الحرب ليست امرا سهلا على الاطلاق لكن هناك توجد اقصى درجات التعقيد والخطر. والصومال وافغانستان يعتبران من الدول التي يصعب العمل فيها، لكن الان اصبحا يعتبران اكثر سهولة”.
وقالت ليا غيبير “يبدو الامر وكأنه مهمة مستحيلة”.
وفي مواجهة تعذر امكانية تامين المساعدة اللازمة، تشير المنظمات غير الحكومية باصابع الاتهام الى المجموعة الدولية العاجزة عن فرض تطبيق قرارات مجلس الامن الدولي الهادفة لحماية المدنيين.
وبعد اربعة اعوام على النزاع في سوريا “لم تتحسن امكانية عمل منظمات الاغاثة” ففي 2014 كان هناك 4,8 مليون شخص يقيمون في مناطق تعتبر صعبة الدخول من قبل الامم المتحدة، اي 2,3 مليون شخص اكثر من العام 2013″ كما قال تحالف منظمات انسانية في تقرير نشر الخميس.
وتقول هذه المنظمات “من اصل 34 معبرا حدوديا في سوريا، هناك خمسة معابر فقط مفتوحة حاليا امام المواكب الانسانية وتسعة تخضع لقيود وكل البقية مغلقة”.
وتأمل هذه المنظمات في ان يتم خلال الذكرى الخامسة القاء الضوء على الكارثة الانسانية “لكن هناك انطباعا بان هذا الامر دخل طور النسيان بالكامل” كما قالت ليا جيبير من “اطباء العالم” مضيفة “نشعر باننا لوحدنا”.
أربعة قتلى وعشرات الجرحى بغارات النظام على دوما
أفادت مراسلة الجزيرة بأن أربعة مدنيين قُتلوا وأصيب العشرات معظمهم نساء وأطفال اليوم السبت، جراء غارات من طائرات النظام على مناطق سكنية في مدينة دوما شرقي غوطة دمشق.
وقد كثفت قوات النظام قصفها الجوي والمدفعي على معظم مدن وبلدات الغوطة في ريف دمشق.
من جهتهم ذكر ناشطون أن طيران النظام شنّ غارات على بلدة المسحرة بريف القنيطرة. كما ألقت مروحيات النظام براميل متفجرة على قرية سويسة بريف القنيطرة أيضا.
وفي ريف إدلب ذكرت شبكة سوريا مباشر أن قوات النظام شنت غارة على قرية بروما بالقرب من مدينة معرة مصرين.
كما استهدفت مروحيات النظام ببرميلين متفجرين أطراف مدينة خان شيخون بريف إدلب، وفقا لشبكة سوريا مباشر.
وأضاف المصدر ذاته أن مروحيات النظام ألقت براميل متفجرة على مدينتي كفرزيتا واللطامنة بريف حماة.
بالذكرى الرابعة.. ناشطون سوريون يطلقون “ارفع علم ثورتك”
نزار محمد-ريف حلب
تزامنا مع الذكرى الرابعة للثورة السورية انطلقت في حلب حملة “ارفع علم الثورة” بهدف إحياء رمزيات الثورة، فيما يؤكد ناشطون أن تعدد الرايات على الأرض وأخطاء بعض المحسوبين على الثورة تسببت في تراجع نشاط الحراك الثوري.
وبدأ الإعداد لحملة “ارفع علم الثورة” منذ أيام من قبل مكتب الحراك الثوري في حلب، ويؤكد عضو مكتب الحراك الثوري في اتحاد ثوار حلب أبو محيو الكردي أن الهدف من الحملة هو إعادة علم الثورة للواجهة بعد غياب استمر فترة طويلة، منوها بأن تعدد الرايات كان له الأثر السلبي من الناحيتين العسكرية والسياسية على الثورة.
ويضيف في حديث للجزيرة نت “هذه الحملة ستكون داخل وخارج سوريا من يوم 15 وحتى 18 من الشهر الحالي، وسنقوم بتوزيع نحو خمسة آلاف علم على حواجز الثوار وفي المدارس والشوارع وسنطبع ملصقات تحمل شارة العلم”.
ويتابع “حلم إسقاط النظام لا يزال موجودا لدى السوريين، خصوصا بعد ازدياد جرائم النظام بحق أهالي حلب ورجم المدينة بمئات البراميل المتفجرة، ربما تغيرت وجهات النظر بطريقة إسقاط النظام لكن ما زال هدف الثورة الأول هو إسقاط الأسد وأركان نظامه، وهذا الهدف الأوحد للسوريين”.
رمز الثورة
أما فؤاد حلاق -شاب حلبي شارك في معظم التظاهرات المناهضة للنظام بحلب وأحد الأعضاء المؤسسين للحملة- فيقول “بدأت الحملة عبر وسم (هاشتاغ) حمل اسمها للتدليل على رمز ثورتنا، وتطورت الفكرة بإنشاء مناسبة عبر موقع الفيسبوك، ولاحظنا تفاعلا كبيرا من الناشطين على الأرض والذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي”.
ويضيف للجزيرة نت “تتضمن الحملة طلاء جدران المدينة بغرافيتي يرمز للثورة وتزيين الشوارع والحواجز العسكرية بالعلم الذي يمثلنا، أما بخصوص الحاضنة الشعبية للثورة فهي ليست كما السابق لعدة أسباب، منها هجرة المدنيين من حلب نظرا لازدياد وتيرة القصف الجوي وأخطاء بعض المحسوبين على الثورة بحق المدنيين”.
ضرورة
بينما يرى أبو الجود -ناشط إعلامي وأحد المنظمين للمظاهرات السلمية في حي بستان القصر الخاضع لسيطرة المعارضة- أن الحملة ضرورة ملحة في هذا الوقت الذي يتزامن مع ذكرى الثورة الرابعة، مؤكدا أن “الثورة اندلعت لتحقيق الحرية والعدل والمساواة وليست لتعزيز التطرف والإرهاب كما يحاول المجتمع الدولي إيصال هذا المفهوم للشعوب العربية والغربية”.
من جانبه، يرى خالد الخطيب -وهو شاب من حلب وشارك في الحراك الثوري منذ بدايته- أن حملة “ارفع علم الثورة” من أهم الحملات التي ينوي الثوار تنظيمها كونها ستلم شمل المحبين والمخلصين لهذا العلم، ومن ناحية أخرى سترفع معنويات الكثير منهم في وقت بدأ السوريون يفقدون الأمل.
يذكر أن عددا كبيرا من نشطاء حلب وريفها يستعدون للمشاركة في هذه المناسبة، مؤكدين أنهم ما زالوا يناضلون من أجل إسقاط النظام.
داعش يجلد مدرسين بسبب دورس خصوصية
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
جلد عناصر من تنظيم “داعش” 5 مدرسين بتهمة التدريس في دورات خاصة وسرية في مدينة معدان بريف الرقة الشرقي.
وتم تنفيذ حكم الجلد على المدرسين بـ 50 جلدة بالإضافة عقوبة تنظيف الطريق العام في المدينة، حسبما ذكرت شبكة “سوريا مباشر” المعارضة.
ونقلت الشبكة عن مصادر مقربة من أحد أولياء أمر أحد الطلبة أن مسلحي التنظيم داهموا منزلا كان تعقد فيه دورات في مواد الفيزياء واللغة فرنسية واللغة الإنجليزية والرياضيات، وتم اعتقال كل من الطلبة والمدرسين.
وذكر ناشطون إعلاميون من المدينة أنه سبق وأن قام التنظيم بفترة ليست بالبعيدة بجلد أولياء أمر 10 طالبات ارتدن الدورات في المدينة ذاتها.
يذكر أن تنظيم “داعش” سبق له منع تدريس بعض المواد في المدارس ،كما أصدر مناهج خاصة لبقية المواد ضمن المناطق الخاضعة لسيطرته، ولذلك يمنع الدروس الخاصة التي تدرس فيها تلك المواد.
حصيلتها 200000 قتيل ومسؤولون أمميون: 5 سنوات على الأزمة السورية والفشل الدولي
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– مع اقتراب ذكرى اندلاع الثورة السورية، لتدخل عامها الخامس، قال عدد من كبار مسؤولي الأمم المتحدة في بيان مشترك إن المجتمع الدولي فشل في إنهاء الأزمة السورية، “الأزمة التي أودت بحياة أكثر من مائتي ألف شخص، وغرزت العنف واليأس والحرمان بين الأطفال واليافعين، كما دفعت اثني عشر مليون شخص في سوريا إلى الاحتياج للمساعدات المنقذة للحياة.” بحسب ما ذكر لموقع الرسمي للمنظمة الدولية الجمعة.
ومن بين الموقعين على البيان فاليري آموس، منسقة الإغاثة الطارئة، وزينب بانغورا، ممثلة الأمين العام المعنية بالعنف الجنسي أثناء الصراعات، ومارغريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، وإيرثرين كازين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، وأنطونيو غوتيريس، المفوض السامي لشؤون اللاجئين، وبيير كرينبول، المفوض العام للأونروا، وأنثوني ليك المدير التنفيذي لليونيسف، وليلى زروقي، الممثلة الخاصة المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة.
ومما جاء في البيان “لقد أعربنا عن شعورنا بالرعب، والغضب، طوال تكشف المأساة. نحن ملتزمون بمواصلة بذل قصارى جهدنا لمساعدة العالقين في هذه الحرب، والمستضعفين. والمحاصرين، الذين لا يجدون ملاذا آمنا.”
ودعا البيان قادة العالم لوضع خلافاتهم جانبا واستخدام نفوذهم “لإحداث تغيير حقيقي في سوريا من أجل الضغط على الأطراف لإنهاء الهجمات العشوائية على المدنيين وضمان رفع الحصار عن أكثر من 212000 شخص لم يتلقوا المساعدات الغذائية منذ عدة أشهر، ولتمكين توصيل الإمدادات الجراحية الحيوية والإمدادات الطبية الأخرى، وإنهاء العقاب الجماعي المفروض على المدنيين من خلال قطع المياه والكهرباء، وتجنب الانهيار الكامل لنظام التعليم.
وتساءل الموقعون على البيان “ما الذي يتطلبه الأمر لإنهاء هذه الأزمة؟ إن مستقبل جيل من السوريين، ومصداقية المجتمع الدولي على المحك.”
المفوض السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد لـCNN: ستحقق العدالة لضحايا الحرب بسوريا
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)—قال المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، الأمير الأردني، زيد بن رعد، إن العدالة ستأخذ مجراها وستحقق لضحايا الحرب في سوريا.
وفي الوقت الذي دخلت فيه الحرب السورية عامها الرابع، تابع المفوض لـCNN: “انظروا إلى المحاكمة التي ستجري بحق الرئيس السابق للتشاد حيث سيواجه القضاء على اتهامات بجرائم ارتكبها قبل 30 عاما.. اليوم التقيت بالمفوض لسوريا لدينا كميات هائلة من الأدلة وقوائم تحمل أسماء أشخاص عليها والعدالة ستتحقق.”
وفيما يتعلق بالانتهاكات التي يقوم بها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش،” تابع قائلا: “الشر أعيد تعريفه تقريبا في سوريا والعراق حيث لم تكن عمليات القتل والإعدامات وتقدم بصورة واضحة وبالتفاصيل للمشاهدين.. ونحن نراقب الوضع عن قرب وكما قلت هناك لجنة لتقصي الحقائق في سوريا تعمل منذ أربع سنوات ولجنة أخرى في العراق تقوم بإحصاء الجرائم التي يتم ارتكابها.. وأنا متأكد أن الأدلة ستجد طريقها إلى القضاء.”
المرصد: 12.751 ألف محتجز بينهم 108 أطفال عذبوا حتى الموت بسجون الحكومة السورية منذ مارس 2011
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—قال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض، الجمعة، إن 12.751 ألف محتجز بينهم 108 أطفال عذبوا حتى الموت بالسجون التابعة للحكومة السورية منذ بداية الثورة في مارس/ آذار 2011.
زبين المرصد أن بعض جثث القتلى سلمت إلى ذويهم في الوقت الذي تم إبلاغ عائلات محتجزين آخرين بنبأ الوفاة دون تقديم أي دليل والطلب من لعائلات إصدار شهادات وفاة.
مصادر: سليماني “يعيّن قائداً عسكرياً” لمنطقة جنوب سورية
روما (13 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قالت مصادر مقربة من حزب الله اللبناني إن الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني عيّن “مسؤولاً عسكرياً إيرانيا” لقواته في جنوب سورية، ولم يعد هو المسؤول المباشر عنها، بل المشرف العام على قوات الحرس الثوري في البلاد.
وأكّدت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء على أن “المسؤول العسكري الذي عيّنه سليماني هو المسؤول المطلق لكل القوات المتمركزة جنوب وجنوب غرب دمشق، بما فيها قوات النظام العسكرية والأمنية ومقاتلو ميليشيات حزب الله اللبناني وميليشيات شيعية، والتي تحاول استعادة السيطرة من يد قوات المعارضة المسلحة في جنوب سورية”. ونبّه إلى أن الجيش السوري في الجنوب “بات ذراعاً تنفيذياً للحرس الثوري” الإيراني.
وليس سراً دعم إيران للنظام السوري سياسياً وعسكرياً خلال الثورة السورية وقبلها بعقود، إلا أن هذا الدعم تطور خلال الأربع سنوات الأخيرة من دعم سياسي ومبطّن بغطاء دبلوماسي إلى دعم علني لا محدود، عسكرياً وسياسياً وطائفياً.
ولا يقتصر دعم طهران للنظام السوري على الجانب السياسي والعسكري التقليدي، بل تجاوز ذلك إلى إرسال إيران قوات من النخبة ومن الحرس الثوري لمساعدة القوات الأمنية والعسكرية السورية، بلغت وفق تقديرات بعض المراقبين إلى ستة آلاف مقاتل معظمهم من الحرس الثوري، نحو ربعهم في جنوب سورية.
وتتفق المعارضة السورية، بما فيها تلك التي لا تحمل موقفاً متشنجاً من إيران، على أن النظام السوري أطلق يد الحرس الثوري الإيراني بقيادة قاسم سليماني في سورية، وتحمّل العرب والدول الغربية المسؤولية عن “التحكم الإيراني بحاضر ومستقبل سورية”، على حد وصفها
وحاولت سورية إخفاء دور سليماني، لكنهم لم يكن حريصاً على إخفاء دوره، وقال منشقون عن النظام إن الرجل أصبح فعلياً هو “الحاكم الحقيقي” لسورية، وهو الذي “يحدد تحركات الأسد ومواقفه، ويُقدّم الخطط للأجهزة الأمنية السورية وللقوات العسكرية في مجمل الأراضي” السوري.
ودفعت الاستراتيجية الإيرانية، السياسية والعسكرية والدينية، نظام طهران إلى الوقوف إلى جانب نظام دمشق، ووظفت إيران كل ثقلها السياسي والأمني والاقتصادي والديني على كافة المستويات لدعم النظام ومنع سقوطه ومدّه بأسباب الحياة.
ويؤكد أحد الضباط السوريين المنشقين رفيعي المستوى لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء على أن سليماني “هو الذي يرتّب ويختار الحرس الشخصي للأسد، وهو الذي يُشرف على وضع خطة حمايته الشخصية وحماية أسرته، ومحظور على أحد غيره تغيير خطط أمن الأسد أو التدخل بحراسته الشخصية”، وفق وصفه
وسليماني، هو قائد فيلق القدس منذ 16 سنة، صداقته قوية مع المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، ولا حاجز بينهما، وسعى خلال قيادته لفيلق القدس، ولا يزال، إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط ليكون لصالح إيران، وعمل كصانع قرار سياسي وعسكري لا مرجعية سياسية أو عسكرية فوق قراراته.
التدخل الإيراني المباشر بالشأن السوري منع سقوط النظام وانهياره، وفق تأكيد قادة ورجال دين إيرانيين، ووفق تأكيد حزب الله اللبناني، ولم يستطع النظام السوري نفي هذه الحقيقة لأنه أضعف من أن يصمد بمفرده أمام ثورة مسلحة يشارك فيها مئات الآلاف من المقاتلين.
الهدف الأساسي من وراء وقوف إيران بقوة وحزم إلى جانب النظام السوري مستمد من استراتيجية التمدد الإيراني في شرق المتوسط، للسيطرة على قوس يمتد من طهران وحتى البحر المتوسط يُعطي طهران صفة القوة الإقليمية.
وبدأت السيطرة الإيرانية على القرار السوري تبرز بوضوح ودون مواربة أو خجل عندما قال رجل الدين الإيراني مهدي طائب رئيس مقر (عمّار الاستراتيجي) لمكافحة الحرب الناعمة الموجهة ضد إيران إن سورية “هي المحافظة الإيرانية رقم 35″، ومنح سورية أهمية أكبر من أهمية إقليم (الأهواز) الذي يضم 90% من حقول النفط الإيرانية. تلتها تصريحات الجنرال حسين همداني القائد السابق للحرس الثوري الذي كّد استعداد بلده إرسال 130 ألف مقتال (باسيج) إلى سورية وتحدث عن تشكيل (حزب الله السوري)، ثم الجنرال محمد اسكندري، قائد فيلق في الحرس الثوري الذي قال إن إيران تحمي رجلها بشار الأسد في سورية.
تقول المعارضة السورية إن لدى إيران “حلم بإعادة تشكيل الامبرطورية الفارسية”، وتوسيع رقعتها من طهران إلى المتوسط، وأن الدور الإيراني في سورية يختلف عن الدور الروسي، فالعلاقة الإيرانية بالنظام السوري “عضوية”، لأن النظام الإيراني “بفعل هويته العقائدية لا يمكن أن يكون جزءاً من الحل” لأزمة سورية
أمريكا تعتزم إرسال مساعدات غير فتاكة للمعارضة السورية ب70 مليون دولار
واشنطن (رويترز) – قالت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الجمعة إنها تعمل مع الكونجرس لتقديم مساعدات جديدة غير فتاكة بقيمة نحو 70 مليون دولار للمعارضة السورية التي تقاتل الرئيس بشار الأسد.
وتأتي هذه المساعدات في وقت يستعد فيه الجيش الأمريكي بشكل منفصل لتدريب وتجهيز مقاتلي المعارضة السورية لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وقالت الوزارة في بيان إن المساعدات غير الفتاكة ستذهب إلى توفير خدمات مجتمعية أساسية ومساندة “وحدات منتقاة” من المعارضة السورية والتدريب الأمني الرقمي وتوثيق جرائم الحرب وغيرها من انتهاكات النظام السوري.
وقال أليستير باسكي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي في بيان “لطالما قلنا إن الأسد يجب أن يرحل وأن يتم إبداله من خلال انتقال سياسي عبر التفاوض يكون مُعبِّراً عن إرادة الشعب السوري.”
وقالت وزارة الخارجية إنه بهذه المساعدات غير الفتاكة التي أعلن عنها في الذكرى السنوية الرابعة لقيام الثورة على الأسد يصل مجمل المساندة الأمريكية إلى قرابة 400 مليون دولار.
(إعداد محمد عبد العال للنشرة العربية – تحرير احمد حسن)
المرصد: طائرات بقيادة أمريكا تقصف الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا
بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الانسان يوم السبت إن طائرات بقيادة الولايات المتحدة قصفت مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا في منطقة يشتبك فيها المتشددون مع قوات كردية.
وأضاف المرصد ومقره بريطانيا أن الضربات الجوية قصفت مناطق قريبة من بلدة تل تمر إلى الجنوب من الحدود التركية.
ونقل رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري عن مصادر على الأرض قولها إن هذه هي المرة الأولى التي تقصف فيها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة المنطقة منذ الشهر الماضي.
وحققت وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة بضربات جوية تقودها الولايات المحدة مكاسب كبيرة في الأسابيع الأخيرة ضد الدولة الإسلامية في شمال سوريا وقطعت خط إمداد مهما عن المنطقة الواقعة تحت سيطرة التنظيم في العراق.
لكن تنظيم الدولة الإسلامية الذي أعلن الخلافة في المناطق الواقعة تحت سيطرته حاول على ما يبدو استعادة زمام المبادرة يوم الثلاثاء بمهاجمة مقاتلين أكراد باستخدام دبابات وأسلحة ثقيلة بالقرب من الحدود التركية.
وتغلبت وحدات حماية الشعب المدعومة من مقاتلي البشمركة الكردية العراقية والضربات الجوية على الدولة الإسلامية في بلدة كوباني الحدودية في يناير كانون الثاني. والمعركة من أجل السيطرة على كوباني كانت أول مثال معلن للتنسيق العسكري الوثيق بين القوات بقيادة الولايات المتحدة وقوة برية لقتال الدولة الإسلامية.
وتقول الولايات المتحدة إنها تريد تدريب وتسليح جماعات المعارضة السورية غير الجهادية لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في أماكن أخرى في سوريا وكان من المقرر أن يبدأ التدريب في الأردن هذا الشهر.
(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)