أحداث السبت 22 شباط 2014
النظام السوري يصعّد عملياته في الجنوب وسط «تلاسن» مع الأردن
– صعّدت قوات النظام السوري في الساعات الماضية من وتيرة قصفها المدفعي والجوي بالبراميل المتفجرة على العديد من مناطق محافظة درعا الجنوبية، وأعلنت صد محاولات تسلل لمجموعات مسلحة من الحدود الأردنية، في وقت سرت أنباء عن تحضيرات يقوم بها الثوار لشن هجوم من جنوب سورية في اتجاه دمشق. وجاء تصعيد العمليات العسكرية في وقت ردّت فيه وسائل إعلام أردنية على تحذيرات صدرت في الإعلام الحكومي السوري من مغبة «اللعب بالنار»، بالقول إن الموقف السوري «جاء بابتداع سيناريوهات والرجم بالغيب عن دور أردني في الأزمة أقرب إلى الخيال والأماني القبيحة وانفصال عن الواقع… فاستقرار سورية ووحدة أراضيها مصلحة أردنية عليا».
وقال مصدر في «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، إن السلطات السورية أوقفت أمس الجمعة شقيق المحامي محمد صبرا عضو وفد المعارضة إلى مفاوضات «جنيف 2». ونقلت «فرانس برس» عن مصدر في «الائتلاف» قوله في اتصال هاتفي من إسطنبول، إن «محمود صبرا (34 عاماً) اعتقل على حاجز للمخابرات السورية في منطقة السيدة زينب (جنوب شرقي دمشق)، وهو من سكان جرمانا المجاورة، لكنه يعيش متخفياً منذ فترة طويلة».
ولفت أمس تقرير أوردته وكالة «رويترز» تحدث عن قيام إيران بزيادة دعمها لحكم الرئيس بشار الأسد مع اقتراب بدء العام الرابع على الثورة ضده. وأشار التقرير بالتفصيل إلى معلومات عن إنفاق إيران بلايين الدولارات لدعم الأسد في حربه، وعن فرق خصوصاً إيرانية تقوم بمهمة جمع المعلومات لمصلحة النظام وتدريب قواته. ونقلت عن مصادر إيرانية مطلعة على حركة انتقال العسكريين ومصادر بالمعارضة السورية وخبراء أمنيين، أن الأسد يستفيد الآن من نشر طهران مئات من الخبراء العسكريين الإضافيين في سورية، ومن هؤلاء قادة كبار من «فيلق القدس»، الذراع الخارجية لقوات «الحرس الثوري».
ونقلت «رويترز» عن تقرير لوكالة استخبارات غربية، أنه على رغم تحقيق قوات الأسد تقدماً في القتال على الأرض فإنها لا تستطيع في الوقت الحالي «أن تترجم هذه الميزة إلى نصر حاسم».
وفي نيويورك، يصوت مجلس الأمن صباح اليوم بالتوقيت المحلي على مشروع قرار إنساني في شأن سورية مع توقعات مرتفعة بأن روسيا لن تسقطه بالفيتو، «لا بل أنها قد تصوت لصالحه، في ضوء حصيلة المشاورات التي جرت في نيويورك» بحسب أحد الديبلوماسيين الغربيين.
وسيحمل القرار، في حال صدوره اليوم، الرقم ٢١٣٩، وسيكون الأول للمجلس حول الأزمة السورية في جانبها الإنساني بعد محاولات غربية مستمرة منذ أكثر من عام ونصف العام. ومنعت روسيا، باستثناء موافقة روسيا على القرار ٢١١٨ في أيلول (سبتمبر) ٢٠١٣ المتعلق بتدمير الترسانة الكيماوية السورية، المجلس من تبني أي قرار في شأن الأزمة السورية ببعديها السياسي والإنساني واستخدمت حق النقض، الفيتو، ٣ مرات منذ انفجار الأزمة السورية آخرها كان في ١٩ تموز (يوليو) ٢٠١٢.
وقالت مصادر المجلس إن «مشروع القرار هو نص دقيق تم التوصل الى صوغه بعد مشاورات مكثفة مع الروس. وهم اقترحوا العديد من التعديلات التي أخذت في الاعتبار. والآمال مرتفعة بأن روسيا ستصوت لصالح القرار ولكن الموقف النهائي سيأتي من موسكو في اللحظة الأخيرة».
ولا تزال بعض الفقرات في مشروع القرار الحالي تتعارض مع الموقف الروسي خصوصاً الفقرة التنفيذية السادسة التي تنص على أن مجلس الأمن «يطلب من الأطراف وخصوصاً السلطات السورية السماح سريعاً ومن دون معوقات بدخول المساعدات عبر خطوط القتال وعبر الحدود (مع الدول المجاورة) لضمان وصول المساعدات الى المحتاجين». وترفض الحكومة السورية دوماً دخول المساعدات الى سورية دون المرور بدمشق أو الحصول على موافقتها. كما كانت روسيا اعترضت على ما ورد في الفقرة التنفيذية السابعة عشرة التي تنص على أن مجلس الأمن «يعبر عن استعداده لاتخاذ إجراءات إضافية في حال عدم التقيد بالقرار».
وكانت مصادر المجلس أشارت الى «موقف صيني متمايز» عن الموقف الروسي «وهو ما كان أحد الأسباب المهمة لتجاوب روسيا مع المشاورات الغربية».
وحاول السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إرجاء التصويت الى يوم الإثنين «لكن الدول الداعمة للقرار وبينها الولايات المتحدة أصرت على التصويت على مشروع القرار قبل انتهاء الألعاب الأولمبية».
وعلى خط مواز تقود المملكة العربية السعودية تحركاً في الجمعية العامة للأمم المتحدة لعقد جلسة تتناول الأزمة الإنسانية في سورية. وأكدت مصادر الجمعية العامة أن «الجلسة حول سورية ستعقد في ٢٥ الشهر الحالي للاستماع الى ممثلي هيئات الإغاثة وحقوق الإنسان واللاجئين في الأمم المتحدة حول الوضع الإنساني في سورية».
صحيفة “تلغراف”: لولا الدعم العسكري الإيراني لإنهار الجيش السوري
ذكرت صحيفة “ذا ديلي تلغراف” البريطانية أن إيران تعزز دعمها العسكري والمالي للرئيس السوري بشار الأسد، وأنه “لولا الدعم العسكري الإيراني لإنهار الجيش الموالي للأسد”.
وأوضحت الصحيفة في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني، أن “إيران تعزّز بالفعل دعمها لسورية وترسل أسلحة ومعدات ومقاتلين وخبراء للتدريب ومستشارين عسكريين لجمع المعلومات الإستخباراتية وتدريب القوات السورية”، وأن الدعم المتزايد من الحليف الإيراني “تزامن مع بدء الجولة الثانية من مفاوضات جنيف 2 بين الحكومة والمعارضة، ما سمح للحكومة بحضور المفاوضات على ثقة بقدراتها العسكرية ودون أي شعور بوجود ضغط عليها يدفعها لتقديم تنازلات”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر إيرانية وخبراء أمنيين قولهم : إن “عدة مئات من خبراء عسكريين، ومن بينهم قادة بارزون في وحدة القدس، وهي جناح قوات الصفوة للعمليات الأجنبية في الحرس الثوري الإيراني، تم نقلهم خلال الأشهر الأخيرة إلى الأراضي السورية”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “المهمة الرئيسية لرجال وحدة القدس تتمحور في جمع المعلومات الإستخباراتية وقيادة التحركات اللوجستية في القتال لدعم قوات النظام السوري، بالتزامن مع إقتراب الحرب الأهلية من دخول عامها الرابع”.
وكشفت الصحيفة النقاب عن تمركز ما بين ألفين وثلاثة آلاف ضابط إيراني في سورية قبل بدء هذه الحرب الأهلية حيث يساعدون في تدريب القوات المحلية وإدارة طرق إمداد الأسلحة والأموال إلى الدولة المجاورة لبنان، إلا أن هذا العدد ارتفع إلى عشرة آلاف عقب إشتعال الثورة السورية، مضيقة أن “إيران ترى أن بقاء الحكومة السورية بمثابة أمر حيوي وضروري لإستمرار نظامها الخاص، لهذا تسعى جاهدة لتعزيز الأسد وقواته ضد حركات المعارضة المطالبة برحيله”.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول: إن “إيران أنفقت بالفعل عدة بلايين من الدولارات على دعم النظام السوري بالرغم من معاناتها الإقتصادية بسبب العقوبات الإقتصادية الدولية المفروضة على برنامجها النووي”.
الطيران السوري يكثّف غاراته جنوباً / تصويت نيويورك اليوم في يد بوتين
نيويورك – علي بردى العواصم – الوكالات
أمل ديبلوماسيون غربيون أمس أن تصوّت روسيا اليوم على مشروع القرار الذي قدمته أوستراليا واللوكسمبور والأردن لتزخيم ايصال المساعدات الإنسانية الى سوريا. ونقل أحدهم عن المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين أنه سيسعى الى الحصول على موافقة حكومته على الصيغة المقترحة.
وقال ديبلوماسي لـ”النهار” إن “المفاوضات توقفت في نيويورك”، موضحاً أن “ليس في المشروع المقترح ما يمكن أن يثير مخاوف لدى موسكو أو يدفعها الى ممارسة حق النقض، (الفيتو)”، مع العلم أن “فيه عناصر يمكن أن تؤثر ايجاباً في الوضع على الأرض”. ونسب الى تشوركين أنه “سيحاول موسكو بيع الصيغة المقترحة” إلا أن “القرار النهائي سيتخذه الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف”.
وأفاد ديبلوماسي آخر أن “القرار يحدد للمرة الأولى خصوصاً المناطق التي يجب أن يرفع الحصار عنها، ويطالب بنزع السلاح من المنشآت الطبية والمدارس وغيرها من المنشآت المدنية. كما يتضمن لغة محددة عن المساعدة الإنسانية عبر الحدود كي تصل الى الناس المحتاجين عبر الطرق الأقرب. ويطالب بوقف الهجمات على المدنيين، بما في ذلك بالقنابل البراميل العشوائية”.
وأصدرت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة سامانتا باور بياناً جاء فيه أن واشنطن “تؤيد بقوة المسودة الحالية لقرار مجلس الأمن”.
الوضع الميداني
ميدانياً، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي يتخذ لندن مقراً له ان معارك عنيفة دارت في حي جوبر بشمال شرق دمشق بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة ترافقت مع قصف عنيف من قوات النظام تسبب بمقتل سبعة مقاتلين على الاقل.
ويشهد حي جوبر تصعيدا عسكريا منذ 9 شباط الجاري عندما قتل 32 رجلاً من القوات النظامية في عملية نفذها، استناداً الى المرصد، تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) و”ألوية الحبيب المصطفى” وتمثلت “بتفجير مقاتل أردني الجنسية نفسه بسيارة مفخخة في محيط مبنيين تتحصن فيهما القوات النظامية في المنطقة الواقعة بين حي جوبر والغوطة الشرقية. كما تم تفجير نفق أسفل المبنيين مما ادى الى انهيارهما تماماً”.
وأشار ناشطون الى أن القصف العنيف طاول ايضا حي القابون في دمشق.
وفي ريف دمشق، تحدث المرصد عن استمرار المعارك في محيط يبرود بالقلمون شمال دمشق، وتعرض مدينة داريا لقصف جديد بالبراميل المتفجرة.
وفي محافظة حماه، أعلن المرصد مقتل تسعة رجال “جراء اقتحام القوات النظامية لقرية خربة الناقوس في سهل الغاب بريف حماه الغربي”، ونقل عن ناشطين اتهامهم “القوات النظامية بإعدامهم ميدانياً في ساحة القرية بعد اعتقالهم”.
ومنذ أكثر من 20 يوماً، تمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة على بلدة مورك في الجهة الشرقية من محافظة حماه، مما قطع طريق الإمداد عن حواجز القوات النظامية في مدينة خان شيخون ومعسكري وادي الضيف والحامدية في ريف إدلب الجنوبي.
وكثف الجيش النظامي غاراته الجوية على معاقل المعارضة المسلحة في جنوب البلاد وسط تقارير عن استعداد مقاتلي المعارضة لشن هجوم واسع على محافظة درعا على الحدود مع الأردن.
وأعلن المرصد ايضاً مقتل خمسة مقاتلين من الكتائب المعارضة في مواجهة مع “داعش” في بلدة مركدة بريف الحسكة.
وكان 13 مقاتلا من “داعش” قتلوا ليل الخميس في اشتباكات مع “جبهة النصرة” وكتائب اخرى في قرية الطريف بريف دير الزور.
الأسلحة الكيميائية
وعلى صعيد التخلص من الترسانة الكيميائية السورية، قال ديبلوماسيون في الامم المتحدة إن سوريا قدمت خطة جديدة لإزالة هذه الاسلحة خلال 100 يوم بعدما أخفقت في التزام مهلة انقضت في 5 شباط، غير أن البعثة الدولية المشرفة على العملية ترى أن في الإمكان إنجاز المهمة في إطار زمني أضيق.
واجتمعت اللجنة التنفيذية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي لمناقشة عمل البعثة المشتركة للمنظمة والأمم المتحدة وسط خيبة أمل دولية من عدم وفاء سوريا بالتزاماتها.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية عن إخراج وإتلاف نحو 20 في المئة من الترسانة الكيميائية السورية. ونقلت عنها اذاعة “صوت روسيا”، أن هذه الكمية تشمل مادة الأيزوبروبانول التي تتلف على الأراضي السورية”، مشيرة إلى وجود صعوبات في إجراء العملية بسبب تردي الوضع الأمني هناك.
إيران زادت دعمها العسكري للنظام السوري في الأشهر الأخيرة فرق خاصة من “فيلق القدس” لجمع المعلومات وتدريب القوات
(رويترز)
افادت مصادر مطلعة على التحركات العسكرية انه مع اقتراب الحرب السورية من بداية سنتها الرابعة، زادت ايران دعمها على الارض للرئيس بشار الاسد وزودت سوريا فرقاً خاصة لجمع المعلومات وتدريب القوات.
على رغم أنه ليس جديدا وجود عسكريين ايرانيين في سوريا، فإن كثيرا من الخبراء يعتقدون أن ايران أرسلت في الاشهر الأخيرة مزيدا من الخبراء لتمكين الأسد من التفوق على خصومه في الداخل والخارج.
وقالت مصادر ايرانية مطلعة على حركة انتقال العسكريين ومصادر في المعارضة السورية وخبراء أمنيون إن الأسد يستفيد الآن من نشر طهران مئات من الخبراء العسكريين الاضافيين في سوريا. ومن هؤلاء قادة كبار من “فيلق القدس” الخاص الذي تكتنف السرية نشاطه، وهو الذراع الخارجية لقوات الحرس الثوري “الباسدران”، إلى أفراد من الحرس الثوري نفسه.
واوضحت مصادر في ايران وخارجها ان مهمة هذه القوات ليست الاشتراك في القتال، بل توجيه القوات السورية وتدريبها والمساعدة في جمع المعلومات لها.
وشدد مسؤول في وزارة الخارجية الايرانية على انه “قلنا دوماً اننا ندعم أشقاءنا السوريين ونحترم إرادتهم… ايران لم تتورط قط في سوريا بتقديم السلاح أو المال أو بارسال قوات”.
لكن مسؤولا ايرانيا سابقا كان يتولى منصبا رفيعا على صلة وثيقة بالحرس الثوري قال إن قوات ايرانية تعمل في سوريا. واضاف ان “فيلق القدس” يجمع المعلومات في سوريا التي تعتبرها ايران أولوية قصوى، وان بضع مئات من قادة “فيلق القدس” والحرس الثوري موجودون في سوريا لكنهم لا يشاركون مباشرة في القتال.
وقال قائد في الحرس الثوري تقاعد اخيراً إن القوات الايرانية على الأرض تضم بعض الذين يتحدثون بالعربية، وأن عدد القادة الكبار من “فيلق القدس” يراوح بين 60 و70 في كل الاوقات. واشار الى ان مهمة هؤلاء القادة تقديم المشورة وتدريب قوات الاسد وقادته وأن الحرس الثوري يتولى توجيه القتال بناء على تعليمات من قادة “فيلق القدس”. ويدعم هؤلاء الافراد أيضا آلاف من مقاتلي الميليشيا الاسلامية “الباسيج” المتطوعين إلى متحدثين بالعربية بينهم شيعة من العراق.
وقدر المسؤول الايراني السابق ومصدر في المعارضة السورية القوات الخارجية بالالاف.
وذكرت مصادر ايرانية ومصادر في المعارضة السورية، إنه يمكن الافراد الايرانيين دخول سوريا عبر الحدود مع تركيا لان الايرانيين لا يحتاجون الى تأشيرات لدخول تركيا. ويأتي آخرون من طريق الحدود العراقية بينما يصل كبار القادة جوا إلى دمشق.
واكد مسؤول تركي ان عدد الايرانيين العابرين إلى سوريا تزايد في الاشهر الاخيرة وان غالبيتهم تحمل جوازات غير ايرانية.
وتحدث مصدر في المعارضة السورية عن بدء قوات بقيادة ايرانية العمل في الاشهر الأخيرة في مناطق ساحلية بينها طرطوس واللاذقية. وتحمل هذه القوات بطاقات هوية محلية وترتدي ملابس عسكرية سورية وتعمل مع وحدة مخابرات سلاح الجو السوري الخاصة.
وافادت مصادر عدة ان سوريا واصلت في الاسابيع الأخيرة تلقي السلاح والعتاد من روسيا من طريق أطراف ثالثين، ومن هذه المعدات طائرات تجسس من دون طيار وقنابل موجهة وقطع غيار للطائرات المقاتلة.
وقال مقاتل يعمل في محافظة حمص مع جماعة “لواء الحق” الاسلامية إن قوات المعارضة على علم بوصول طائرات ايرانية إلى مطار حماه بوسط سوريا لتسليم أسلحة.
وأعلن مصدر في صناعة السلاح الدولية مطلع على حركة نقل الاسلحة في الشرق الاوسط إن سوريا تلقت ملايين الطلقات من ذخائر الاسلحة الصغيرة اخيراً، قسم كبير منها من الكتلة الشرقية السابقة وبعضها وصل بحرا وبعضها جوا من منطقة البحر الاسود.
الجيش السوري يضيّق الخناق على يبرود
مبادرة غربية – عربية لتوحيد تسليح المقاتلين
كثّف الطيران السوري غاراته على مناطق في محافظة درعا، حيث تشير معلومات إلى استعداد المسلحين لشن هجوم واسع من المنطقة بهدف تحقيق اختراق عبر منطقة الغوطة الى دمشق، فيما واصل الجيش السوري تقدمه في منطقة القلمون، مضيّقاً الخناق على المسلحين في يبرود.
في هذا الوقت، تحدثت صحيفة “واشنطن بوست”، امس، عن اتفاق بين مسؤولي استخبارات أميركيين وأوروبيين وعرب “لتوحيد عملية إيصال الأسلحة إلى المقاتلين في سوريا، عبر تصنيفهم للمجموعات التي ستتلقى شحنات الأسلحة، عبر الأردن وتركيا”.
وذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” ونشطاء أن الطيران السوري شن غارات مكثفة على مناطق انخل والنعيمة ودرعا، كما تعرضت هذه المناطق إلى قصف مدفعي عنيف. وقال معارضون لوكالة “اسوشييتد برس” إن آلاف المقاتلين، دربتهم الولايات المتحدة، يستعدون لشن هجوم على مواقع القوات السورية في محافظة درعا.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) “دكّت وحدات من الجيش أوكاراً وتجمعات للإرهابيين في درعا البلد، وقضت على مجموعة إرهابية مسلحة بكامل أفرادها شمال بلدة خربة غزالة. كما دمرت عدداً من آليات الإرهابيين بمن فيها في رسم المخرز وقرب جامع جمرة وقضت على عدد من الإرهابيين عند مدخل بلدة سملين في اللجاة بريف درعا”.
وأشار “المرصد” إلى اندلاع معارك عنيفة بين القوات السورية ومسلحين في محيط بلدة الهجة في ريف القنيطرة الجنوبي، حيث كانت القوات السورية تعزز مواقعها فيها، بالعديد والمدفعية.
ونقلت “سانا” عن مصادر عسكرية قولها إن “وحدات من الجيش قضت على أعداد من الإرهابيين، بعضهم من جبهة النصرة، ودمرت ما لديهم من أسلحة وذخيرة في يبرود ومحيطها، متجاوزة التلال الواقعة على امتداد بلدة المشرفة ووادي الجرابيع والطريق الواصل بين يبرود وبلدة السحل”.
ونقلت “واشنطن بوست”، أمس، عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين قولهم إن “واشنطن وحلفاءها الأوربيين والعرب وافقوا على توحيد عملية إيصال المساعدات إلى المسلحين في سوريا، وصنّفوا المجموعات التي ستتلقى الأسلحة والمساعدات الأخرى، بالإضافة إلى المجموعات غير المؤهلة بسبب علاقاتها بالمتشددين، ومجموعات ستُجرى مباحثات جديدة حولها”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم الاتفاق على “المبادرة الجديدة” خلال اجتماع لمسؤولين في الاستخبارات في واشنطن الأسبوع الماضي، بهدف تخطي الخلافات بين الحكومات حول من هي المجموعات التي ستتلقى الأسلحة. وقال مسؤول عربي “الفكرة هي أنه لا يمكن لدولة العمل أحادياً، والجميع سيلتزم بالاتفاق”، موضحاً أنه سيتم تعديل اللائحة دائماً بناءً على تبديل المجموعات لتحالفاتها.
وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى “نحاول الاستفادة من الانقسامات التي ظهرت داخل المعارضة”، مشيراً خصوصاً إلى الانقسام بين تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) والمجموعات المسلحة الأخرى.
ولم يتبين ما إذا كانت الإدارة الأميركية تهدف من وراء “المبادرة الجديدة” إلى تسليح مجموعات غير “الجيش الحر” أو أنها تأمل فقط أن توقف الدول الأخرى تسليح المتشددين.
وتحدث مسؤولون أميركيون وغربيون عن “خطة جديدة سيتم البدء بتطبيقها قريباً، وتتضمن تسريع تدريب مجموعات مسلحة معينة وزيادة شحنات الأسلحة السعودية إلى الجبهة الجنوبية، والتي تتضمن راجمات صواريخ وبعض الصواريخ المضادة للطيران ورشاشات ثقيلة وآليات مدرعة، بالإضافة إلى أسلحة خفيفة وذخيرة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن المجتمعين اتفقوا على خطة ثانية، تهدف إلى فتح طرق جديدة للتسليح عبر تركيا، حيث تقاتل مجموعات مسلحة “معتدلة” المتشددين والقوات السورية. وأوضحت أن أنقرة تعارض، حتى الآن، مثل هذا الأمر، واتهمها بعض الحلفاء بأنها تغض النظر عن تسلل المتشددين إلى سوريا عبر تركيا. وذكر البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما اتفق مع رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، خلال اتصال هاتفي الأربعاء الماضي، “على أهمية التعاون بين البلدين حيال تزايد المجموعات الإرهابية في سوريا”.
وأعرب مسؤول عربي عن استيائه من السياسة الأميركية، معتبراً أن “الإدارة الأميركية لا تريد أن تفوز المعارضة، ولكن تغيير تفكير (الرئيس بشار) الأسد حول قدرته على الفوز على المتمردين”.
إلى ذلك، قال مصدر عسكري، لـ”السفير”، إن عناصر الجيش السوري تمكنوا من الوصول إلى منطقة الخزانات في المدينة الصناعية في حلب، مشيراً إلى أن مسلحي “جبهة النصرة”، الذين يتمترسون في المدينة الصناعية باتوا محاصرين، إلا أنهم يقاومون الهجوم العسكري بعنف حتى الآن. (تفاصيل صفحة…)
(“السفير”، “سانا”، ا ف ب، ا ب، رويترز)
سوريا.. “احفر قبرك في يبرود” رداً على احسم نصرك في يبرود
علاء وليد- الأناضول: أنجز ناشطون سوريون معارضون، أغنية حماسية حديثة باسم (أحفر قبرك في يبرود) موجّهة لعناصر حزب الله اللبناني الذين يقاتلون مع قوات النظام السوري في مدينة يبرود التابعة لمنطقة القلمون بريف دمشق، في ردّ مباشر على أغنية أطلقها موالون للحزب مؤخراً باسم (إحسم نصرك في يبرود) تدعو مقاتلي الحزب لحسم المعركة مع “التكفيريين في سوريا”.
وتقول كلمات الأغنية الجديدة (أحفر قبرك في يبرود)، التي تم تحميلها على (يوتيوب) (موقع مشاركة مقاطع الفيديو على شبكة الانترنت)، “إحنا اللي (نحن الذين) بالدم نجود.. والتمكين من الله آت.. حلمك نصرك في يبرود أوهامك يا حزب الله”.
وتضيف الأغنية “ياضاحية (الذلّ) انتظري أشلاء وبدون رؤوس.. صبّي الدمع ثم اعتبري من يبرود ومن رنكوس (مدينة في ريف دمشق)”، في إشارة إلى ضاحية بيروت الجنوبية التي تعد المعقل الأساسي لحزب الله.
وتذكر الأغنية في مقطع آخر “أنصار الله ستسحقك مهما يكون الدرب طويل.. من يبرود الذلّ نعدك يا حزباً يحمي اسرائيل”.
ولم يعرض الناشطون اسم من قام بإنجاز الأغنية من كلمات وألحان أو حتى من قام غنائها.
وكان موالون لحزب الله أنجزوا قبل أسبوعين، أغنية بعنوان “احسم نصرك في يبرود” تدعو مقاتلي الحزب للقتال في سوريا والقضاء على “التكفيريين” كما فعلوا في مدينة القصير بريف حمص وسط سوريا، ومدينة النبك القريبة من يبرود.
وتقول “إحسم نصرك في يبرود”، “حزب الله برجالك جود.. وارجع بالنصر الموعود.. يا مقاوم روح (اذهب) الله معك، القصير تشهد والنبك.. احسم نصرك.. احسم نصرك في يبرود”.
وتضيف الأغنية، “نحن رجال الحزب الغالب نتحدى الموت وما نهاب.. ولنصر الله (الأمين العام للحزب) نأدي الواجب”.
وتتوعد الأغنية أعداء الحزب بالقول “يا تكفيري جاي (قادم) جنود.. حتخلي (ستحول) أيامك سود”.
ويطلق النظام السوري وحزب الله مصطلح “تكفيري” أو “إرهابي” على عناصر قوات المعارضة التي تقاتل قواتهما.
وتأتي الأغنيتيين في سياق حملة “التجييش” التي يقوم بها الطرفان لحسم معركة يبرود، التي عدّها محللون بأنها ستكون “حاسمة وستغير من معادلة الصراع في جنوب البلاد”.
ومنذ أسبوعين، تشن قوات النظام السوري بدعم من مقاتلي حزب الله، حملة عسكرية واسعة على مدينة “يبرود” بغية استعادة السيطرة عليها من قوات المعارضة، إلا أنها لم تتمكن من ذلك حتى اليوم.
ويقاتل حزب الله بشكل علني الى جانب قوات النظام السوري منذ مطلع العام الماضي، بعد أن كان يبرر تواجد محدود لقواته في سوريا لحماية مرقد السيدة زينب (حفيدة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم) التي لها مكانة كبيرة لدى الشيعة، المذهب الذي يتّبعه الحزب.
واشنطن تستأنف إرسال المساعدات غير المميتة لمقاتلي المعارضة في شمال سورية
واشنطن- (د ب أ): قال البيت الأبيض يوم الجمعة إن الولايات المتحدة استأنفت إرسال المساعدات غير المميتة إلى قادة المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر المعارض، بعد تعليقها في كانون أول/ ديسمبر الماضي.
وذكر جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض أنه تم إرسال أول شحنة من المساعدات يوم الخميس.
وكانت الولايات المتحدة علقت إرسال المساعدات في كانون أول/ ديسمبر بعد أن استولت جماعة تطلق على نفسها اسم “الجبهة الإسلامية” على مستودع تابع للجيش السوري الحر يحتوي على بعض الإمدادات التي أرسلتها واشنطن لدعم المعارضة.
في الوقت نفسه، استمر تدفق المساعدات الأمريكية عبر منظمات دولية تدعم المجلس العسكري الأعلى والقوى المعتدلة في سورية.
وتتوخى واشنطن الحذر في إرسال أسلحة إلى المعارضة خشية وقوعها في أيدي الإسلاميين المتشددين الذين تدفقوا على سورية بعد اندلاع الحرب الأهلية المستمرة منذ ثلاث سنوات.
غير أن السعودية استأنفت إمداد الجيش السوري الحر بالأسلحة الثقيلة. وكانت المملكة علقت إمداداتها بسبب مخاوف من رئيس أركان الجيش السوري الحر المقال سليم إدريس وما تردد عن محاباته لبعض القادة والألوية.
وعلى غرار استئناف المساعدات الأمريكية غير المميتة، جاء استئناف الإمدادات السعودية عقب عزل إدريس قبل أيام وتعيين العميد عبد الإله البشير رئيسا جديدا لهيئة أركان الجيش السوري الحر.
وأكد كارني أن بلاده تعمل بتعاون وثيق مع السعودية وغيرها من الحلفاء العرب لتحسين تنسيق المساعدات المقدمة إلى مقاتلي المعارضة ، مشيرا إلى اجتماع عقد الأسبوع الماضي بين مستشارة الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس مع وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود.
محاصرة ‘كتائب عزام’ وتجفيف المنابع في مخيمات لبنان وليبيا وتونس و’مرونة’ في خطاب قادة تيار ‘المستقبل’
عرض سعودي أمريكي لحزب الله: الانسحاب من سوريا مقابل ‘الجهاديين’
عمان ـ ‘القدس العربي’ ـ من بسام البدارين: أظهر تيار المستقبل اللبناني في ثلاث محطات على الأقل خلال الأيام القليلة الماضية ميلا مباشرا نحو العمل على ‘تهدئة’ الجبهة الدبلوماسية الداخلية، واحتواء التأثيرات السلبية المحتملة للانفجارين الأخيرين في قلب بيروت على مشروع حكومة ‘المصالحة الوطنية’.
المحطات الثلاث برزت بوضوح للمراقبين السياسيين في لبنان رغم أن حوادث التفجير الأخيرة أجهزت من ناحية عملية على فكرة الهدوء الداخلي الطويل والاستقرار الأمني الموعود عشية تشكيل حكومة المصالحة الجديدة، التي كانت عمليا منتجا رئيسيا للتفاهمات التي اجتاحت المنطقة بعد انحسار برنامج الأمير السعودي بندر بن سلطان وتحولات الملف النووي الإيراني.
المحطة الأولى حسب تقرير إستراتيجي اطلعت عليه ‘القدس العربي’ كان نجمها الوزير المحسوب على تيار المستقبل خالد قباني وهو يطلق تصريحا في غاية الغضب قال فيه: إن ما يحصل ‘إجرام مطلق وعبثي’ والثورات لا تكون بهذا الشكل.
قباني فعل ذلك وهو يساهم في إخلاء الأطفال الجرحى من دار الأيتام المجاورة للمستشارية الإيرانية التي حصل الانفجار بقربها بالتوازي مع محطة ثالثة ظهرت من ثنايا البيان الذي طرحه الشيخ سعد الحريري، حيث تجنب تكرار ما كان يقوله عادة في مناسبات مماثلة عندما يربط بين التفجير وتورط حزب الله بالحرب في سوريا.
الحريري تحدث بنعومة هذه المرة عن ضرورة إبعاد لبنان عن الصراعات المجاورة، معتبرا أن الرد الأفضل على التفجيرات الإجرامية يتمثل في التركيز على أجواء المصالحة الوطنية.
محطة تيار المستقبل الثالثة كانت الأكثر تعبيرا عن نوايا التيار وتبديل موقفه من التفجيرات التي تربط بأهل السنة وبالتالي تآكل رصيد التيار نفسه في المجتمع اللبناني، وهي محطة تبرز عند قراءة سلوك وتصريح وزير الداخلية الجديد نهاد المشنوق المحسوب أيضا على تيار المستقبل.
المشنوق حضر شخصيا إلى موقع الانفجار محاطا بالحراسة والمرافقين الأمنيين، وأمام الإعلام لوحظ أنه حضر بمعية الحاج وفيق صفا مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله ووزير المالية عن حركة أمل الشيعية علي خليل.
لحظتها ظهر الفرقاء موحدين على الأقل في التعاطي مع موقع الانفجار وضحاياه فاندفع الوزير المشنوق لإطلاق تصريحه القوي بوجوب التصدي لما سماه ‘معابر الموت’ موضحا أنها معابر للسيارات اللبنانية المسروقة المرسلة إلى سوريا لتفخيخها.
المشنوق دعا أيضا القوى السياسية إلى التعاون لإنهاء بؤر الموت في البقاع، محذراً من أنّ هناك من يسهل لكتائب عبدالله عزام العمليات ‘والتسهيل لا يقل اجراما ولا أهمية وهؤلاء المسهلون هم لبنانيون’.
إصرار المشنوق على ذكر كتائب عزام يوحي ضمنيا في رأي سياسيين بارزين بأن تيار المستقبل إستراتيجيا قرر مسألتين:
أولا- التركيز على أوسع مسافة ممكنة في رفض المجموعات التي تدعي تمثيل أهل السنة وترتكب تفجيرات وتجريمها في سعي واضح لتخريب مخطط حكومة المصالحة.
وثانيا- إظهار الاستعداد لتشجيع حزب الله على التفكير أكثر في الانسحاب من المشهد السوري بدلا من التماهي فقط مع استراتيجية الربط الدائم بين تواجد قوات الحزب في سوريا وما يحصل داخل لبنان.
يحصل ذلك لسبب حسب مقربين من تيار المستقبل، فرئيس وزراء لبنان الأسبق فؤاد السنيورة ألمح في جلسة خاصة جمعته بدبلوماسيين سعوديين بينهم السفير علي عسيري إلى أن لديه معلومات عن تفكير جدي داخل هيئات حزب الله في تغيير استراتيجية الحزب القتالية في سوريا، وتخفيف الظهور العلني على الأقل وتجنب قواعد الاشتباك العلني مع مناقشة حيوية تحصل حاليا داخل الحزب بعنوان ‘مخاطر ومكاسب الانسحاب من سوريا أو البقاء فيها’.
يبدو أن شخصيات خليجية من بينها إماراتية ساهمت في تشجيع حزب الله عبر لقاءات مع مقربين منه بينهم اللواء عباس إبراهيم على التفكير بهذا السياق بالتوازي مع المحاولات الروسية التي تجري برعاية لافروف لتنظيم ‘تواصل’ سعودي إيراني بعد إعلانات ‘التوبة’ للسفارات السعودية في المنطقة التي تطالب المجاهدين السعوديين بالعودة لبلادهم، بمعنى ‘الانسحاب’ سعوديا من الجبهة السورية، الأمر الذي قد يشجع حلفاء السعودية في لبنان على مطالبة حزب الله بالإنسحاب المماثل مقابل تعهدات سعودية وعربية.
فكرة تيار المستقبل التي نضجت في إطار مشاورات متعددة أن مطالبة حزب الله بالإنسحاب العسكري من سوريا قد تصبح ‘فعالة’ أكثر إذا حصلت من داخل مجلس وزراء حكومة المصالحة الوطنية أو حكومة ‘التسوية’ كما يسميها البعض في لبنان.
لذلك وعلى هذا الأساس يمكن قراءة محطات ‘التساهل’ التي برزت عند تيار المستقبل في التعاطي مع التفجيرين الأخيرين واستثمارها للتقدم برسائل طازجة للشركاء المحتملين في الحكومة على الأقل من حزب الله خصوصا وأن تيار المستقبل وفي المعادلة الداخلية ‘يتجاوب’ مع الإستدراكات السعودية والخليجية العامة في إطار استراتيجية الانقلاب على التيارات الجهادية أو التكفيرية بسبب كلفتها العالية إجتماعيا وأمنيا وسياسيا، وكذلك بسبب الضغط الأمريكي ـ الروسي الخفي خلف الكواليس.
ولذلك أيضا يمكن القول ان ‘تنزيلات’ تيار المستقبل التي ظهرت في تعاطيه الأخير مع تفجيرات المستشارية الإيرانية في بيروت هدفها فرشة الأساس الأولي لاحتمالية مطالبة حزب الله بصفقة المقايضة الجديدة من داخل مؤسسة ‘الشراكة’ الوزارية، بدليل اجتماع الثلاثي مشنوق وصفا وخليل في مكان وقوع الانفجار الأكبر.
عنوان الصفقة حسب تسريبات مثيرة حصلت عليها ‘القدس العربي’ إنقلاب سعودي كامل على المجموعات الجهادية وتفعيل خطة عودة السعوديين أو دفعهم للمغادرة إلى الأنبار مع وقف كامل لأي تسهيلات للمقاتلين الجهاديين على الحدود الأردنية ـ السورية، وتفعيل خطة لتجفيف منابع حركة المجاهدين أو ‘التكفيريين’ كما يسميهم حزب الله من ليبيا وتونس ودعم برنامج حكومة المالكي ضد ‘داعش’ في الأنبار ومضايقتهم في تركيا وحصرهم.
إضافة لذلك تفعيل البرنامج الذي أعلن عنه اللواء عباس إبراهيم في لقائه الأخير مع ممثلي الفصائل اللبنانية عندما شكك بجدوى التعامل مع ‘الشرعية الفلسطينية’ فيما يتعلق بتنامي نفوذ القاعدة وأخواتها في مخيمات اللاجئين وحديثه عن خطة بديلة والاستعانة بصديق ثالث لحسم الوضع في المخيمات التي أصبحت مصدرا مقلقا لتصدير التفجيرين داخل لبنان يهدد بصدام لبناني- فلسطيني.
كل تلك ‘المزايا’ يفترض أن يحصل عليها حزب الله مع حقه التصرف الأمني في عرسال ويبرود عند الحاجة، مقابل الانسحاب عسكريا من سوريا والتمهيد لعملية سياسية متكاملة مع تيار المستقبل تحت عنوان حكومة المصالحة والتوافق.
اللافت أن هذه الصفقة معروضة على حزب الله في الوقت الذي اخترقت فيه خطته الأمنية الداخلية عدة مرات وتعالت داخله الأصوات التي تسأل عن كلفة الإستمرار في سوريا وفي الوقت الذي أخفقت فيه إستراتيجية حماية الضاحية الجنوبية ومقرات إيران، كما تأثرت فيه علاقته بالتيار الوطني الحر بسبب وثيقة بكركي المرجعية المسيحية التي تطالب بالعودة لسلطة الشرعية والجيش اللبناني… على الأقل بهذه الطريقة يقرأ بعض المحللين خطاب وسلوك قادة تيار المستقبل الحريري والمشنوق وقباني.
السفير السوري في عمّان يهدد الأردنيين والأمريكيين من عواقب هجوم للمعارضة السورية من الجنوب
لندن ‘القدس العربي’: وجه السفير السوري في الأردن وضابط الاستخبارات بهجت سليمان في خاطرة نشرها على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي ‘فيسبوك’ رسائل تهديد الى الأمريكيين والأردنيين مشيراً الى وجود مخطط لفتح الجبهة الجنوبية في سوريا لإسقاط النظام.
واعتبر السفير أن المخطط يدفع المنطقة لهاوية ‘ستبتلع الجميع′، وتأتي تهديدات سليمان بعد أن نشرت صحيفة سورية خبراً يتهم الاردن بالمساعدة في التخطيط لهجوم للمعارضة السورية من جنوب البلاد، وهو ما ردّت عليه صحيفة أردنية أمس معتبرة إياه ‘تزييفاً للواقع′.
واشنطن تعزز التعاون الأمني مع دول الجوار السوري: تسليح وتدريب وتصنيف للمعارضة
إبراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ أكد المسؤولون الأمريكيون أنهم لم يقتربوا من ضرب النظام السوري لبشار الأسد على الرغم من إعادة تقييم في الموقف من تسليح المعارضة والإجتماعات التي تمت في الآونة الأخيرة على مستويات القيادات الأمنية في دول الجوار من سوريا. ونقلت صحيفة ‘واشنطن بوست’ عن مسؤول أمريكي بارز ‘لا نستبعد أيا من هذه الأشياء’ على الرغم من استبعاده عمليات جوية أمريكية، مشيرا أن هذه تظل خيارات ‘ولكننا لا نرى فيها خيارات تغير الواقع على الأرض لنبرر المخاطر التي تنتج من اتخاذها’. وبنفس الوقت لم تتم الموافقة على المقترح السعودي الذي يطالب بتزويد المقاتلين بصواريخ محمولة على الكتف والمضادة للطائرات ‘مانباد’ بحسب مسؤولين من عدد من الحكومات، ولكن الإدارة الأمريكية وافقت على أن تظل الجبهة الجنوبية منطقة تصل إليها الأسلحة التي تزودها السعودية فيما يجري العمل على خطط لفتح معابر أسلحة عبر تركيا.
وقالت الصحيفة إن ما جرى في واشنطن الأسبوع الماضي كان تحولا في طريقة التعاون والتنسيق وليس تغييرا في سياسة إدارة باراك أوباما من الملف السوري حيث نفى مسؤولون بارزون التقارير التي تحدثت عن تغييرات جوهرية في موقف الإدارة، والتي نجمت عن تصريحات نقلت عن وزير الخارجية جون كيري بعد فشل مؤتمر جنيف، وأكد المسؤولون أن ما حدث هو ‘تغيير في التركيز وليس في السياسة’.
إتفاق
وما حدث في الحقيقة على صعيد السياسة الأمريكية هو اتفاق الولايات المتحدة وحلفائها العرب والأوروبيين على طريقة موحدة لتقديم الدعم العسكري للجماعات السورية المعارضة من خلال تصنيفهم لثلاث فئات، من يستحقون الدعم العسكري والمساعدات الأخرى، وتلك الجماعات التي لا تستحق الدعم بسبب علاقاتها مع الجماعات المتطرفة، أما الصنف الثالث فيضم الجماعات التي يحتاج دعمها لمناقشة أوسع حسبما قال مسؤولون أمريكيون نقلت عنهم صحيفة ‘واشنطن بوست’.
وتشمل المبادرة إلى جانب هذا زيادة شحنات الأسلحة للمقاتلين والدعم الإستخباراتي والخطط العسكرية.
وكان هذا نتاج مناقشات جرت بين مسؤولي الإستخبارات التي عقدت في واشنطن الأسبوع الماضي وحضرها مسؤلون من السعودية وتركيا وقطر والأردن. وتقول الصحيفة إن المبادرة الجديدة تهدف للتغلب على مشاكل الإنقسام بين الحكومات والتي انقسمت بشكل كبير فيما بينها حول دعم الفصائل المعارضة.
ونقل عن مسؤول عربي قوله ‘الفكرة من هذا هي عدم قيام أي دولة بالتحرك بطريقة فردية وتلتزم بنفس التفاهم’.
ووصف المسؤول التصنيف بأنه وثيقة حية ستكون قابلة للتعديل والتحوير بناء على تحولات الساحة الميدانية.
وتعلق الصحيفة أن هذه ليست المرة الأولى التي تحاول الدول الداعمة جمع وتوحيد جهود الدعم منذ بدء الحرب الأهلية السورية، فقد اختلفت تركيا وقطر والسعودية وفرنسا والولايات المتحدة فيما بينها حول الطريقة المثلى لتعزيز قوة المعارضة التي تقاتل نظام بشار الأسد.
تحول في الإهتمام
ولاحظ عدد من ممثلي الحكومات العربية والأوروبية حضروا الإجتماع الإستخباراتي واجتماعات على مستوى عال في داخل الإدارة الأمريكية، تحولا مهما في موقف الأخيرة وتوجها قويا نحو سوريا.
وفي الوقت الذي مدح فيه المسؤولون الأجانب الموقف الأمريكي، فقد أثنى الأمريكيون بدورهم على التعاون والتنسيق بين الدول في الملف السوري.
وتضيف الصحيفة أن حس التعاون مرتبط بتغييرات وعوامل أخرى منها الصراعات داخل صفوف المعارضة والتي قادت لعملية تقييم والبحث عن الفصائل المعتدلة حسبما يقول مسؤول أمريكي بارز ‘نحاول الإستفادة من الإنقسامات التي ظهرت داخل المعارضة’، مشيرا بالتحديد إلى الإنقسام بين الدولة الإسلامية في العراق والشام والجماعات الأخرى.
وأضاف ‘أعتقد أن هذا ساعدنا لعقد نقاشات ايجابية مع دول الخليج وتركيا وبعض الأوروبيين حول ما يمكن التركيز عليه من المساعدة مع اللاعبين المشتركين’.
ولا يعرف إن كان هذا التقييم سيؤدي لدعم الإدارة الأمريكية جماعات غير الجيش الحر كما تفعل الآن أم انها تتوقع من الدول الأخرى التوقف عن دعم المتطرفين.
ومن العوامل الأخرى التي زادت في الإهتمام الأمريكي هي التقييمات الأمريكية والأوروبية حول مخاطر وآثار امتداد الحرب السورية خارج الحدود، والتقييمات التي تحدثت عن جيل جهادي جديد عابر للحدود يتكون في سوريا، كما ورد في شهادات قادة الأجهزة الأمنية الأمريكية الشهر الماضي أمام الكونغرس.
ويضاف إلى هذه المخاطر الأمنية الكارثة الإنسانية التي أثرت كما يقول الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على نصف سكان سوريا. ويظل العامل الأهم والأخير في تقييم الإدارة للمدخل حول سوريا هو فشل محادثات جنيف التي انتهت جولتها الثانية بالفشل.
تدريب وتسليح وشحن
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن الخطط تشمل على زيادة مستويات التدريب للمقاتلين بعد التحقق من هوية المقاتلين، وزيادة شحنات الأسلحة. وستظل السعودية مسؤولة عن الجبهة الجنوبية، وتؤمن الرياض للمعارضة قاذفات صواريخ وقدرات مضادة للطائرات ورشاشات وسيارات مصفحة وأسلحة خفيفة وذخائر.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن لا خطط لتسليم برنامج التدريب والتسليح الذي تشرف عليه الإستخبارات الأمريكية سي أي إيه- للجيش الأمريكي.
ويقوم الأمريكيون بتطوير خطط وفتح خطوط إمدادات قوية في شمال تركيا تكون تحت إشراف صارم، حيث تقوم الجماعات المعتدلة بمواجهة المتطرفين من الدولة الإسلامية في العراق والشام.
وحتى الآن قاومت تركيا عمليات مثل هذه فيما وجهت اتهامات لأنقرة بتغاضيها عن مرور المقاتلين الإسلاميين لسوريا.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما اتفق مع طيب رجب أردوغان، في مكالمة هاتفية جرت الأربعاء على أهمية التعاون بين البلدين للتصدي لمشكلة المتطرفين في سوريا.
ورغم كل هذه التطورات فإن مسؤولا عربيا قال إن ما يجري اليوم يذكر بما تحدثت عنه الإدارة الأمريكية قبل عامين حيث قال إن هدف الإدارة لا يزال عدم دعم ‘نصر’ للمعارضة ضد الأسد بل تغيير حسابات الأخير. واقترحت فرنسا على أوباما أن يقوم باستخدام موقف سوريا من اتفاق تدمير أسلحتها الكيماوية كذريعة لتجديد التهديد بضربات صاروخية، فيما ترى السعودية ودول الخليج أن الضربات الصاروخية لا تحتاج إلى ذريعة لضرب النظام.
تحولات في المعارضة
وتعكس الإجتماعات الأمنية في واشنطن تحولا آخر على صعيد الملف السوري نفسه من داخل المعارضة حيث استعرضت صحيفة ‘نيويورك تايمز′ الأمريكية عمليات التشكيل والتغير داخل قيادة المعارضة.
ونقلت عن أربعة من قيادات الجيش الحر الذي حضروا مؤتمر جنيف-2 الذي فشل الأسبوع الماضي، وقالوا إنهم حضروا من أجل إظهار أن النظام هو الذي لا يريد التوصل الى حل، وأكدوا انهم يمثلون قطاعا في داخل المقاتلين.
ووصفت الصحيفة لقاءها معهم في بهو فندق إنتركونتننتال في جنيف أنهم يأملون بتمثيل مستقبل الائتلاف وحلفائه العسكريين الذين يعولون على الولايات المتحدة بتقديم دعم عسكري لهم. وتقول إن الائتلاف يقوم بإجراء عملية إعادة تنظيم من أجل وضع الفصائل المقاتلة تحت قيادة واحدة، وهو أمر تمت محاولته في السابق بدون أي نجاح.
وأكدت القيادات الأربع أنها حضرت جنيف لتثبت أن الائتلاف الوطني ليس منفصما بالكامل عن المقاتلين على الأرض. ذلك أن الدول الغربية ترددت بدعم المعارضة السورية بالأسلحة خشية وقوعها في يد جماعات متطرفة، خاصة أن هذه وكثيرا غيرها لم تعترف بشرعية الائتلاف الوطني ولا مؤتمر جنيف.
قوى شرعية
ومع ذلك يؤكد القادة العسكريون أنهم وقواتهم لا يزالون يمثلون قوة يحسب لها حساب رغم أنهم يمثلون قوى علمانية، ولهذا السبب يقولون إن الوقت قد حان كي تقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها بتقديم دعم عسكري جيد لهم وتوفير أسلحة تنقصهم لمواصلة حربهم ضد نظام بشار الأسد. ويرون أن الدعم العسكري مهم لأن النظام لن يقدم أي تنازلات وليس جادا في الحوار. وبحسب عرفات حمود، أحد قادة المعارضة المسلحة ‘نحن مقتنعون أن النظام لن يتخلى عن أي شيء’، مضيفا ‘لكننا نريد إظهار أن من يقف ضد الحل السياسي هو النظام، ونريد من العالم أن يعرف أن الوقت قد حان لتحمل مسؤولياته’.
وعبر أعضاء الائتلاف عن تعهدهم بمواصلة الحملة للإطاحة بالأسد بدعم أو بدون دعم أمريكي حيث يقولون إن مصيرهم يعتمد على حملتهم العسكرية، وإسكات أو هزيمة الفصائل المتشددة الأخرى وإقناع الذين يتفرجون على المأساة السورية أنهم- أي الائتلاف يمثلون قوة عسكرية مهمة ذات رؤية شاملة لا تهدد مستقبل سوريا .
وزارة حقيقية
وقالت الصحيفة إن عملية إعادة تنظيم صفوف المعارضة المسلحة تهدف لتحويل وزير الدفاع المؤقت إلى مركز قيادة حقيقي وكشريان تنقل منه الأسلحة، حيث تم يوم الأحد عزل رئيس هيئة أركان الجيش الحر، اللواء سليم إدريس. ويعقد الائتلاف آماله الآن على فصيل حمود، والذي يتشكل من مجموعة من مقاتلي الجيش الحر تم تنظيمهم تحت جبهة ثوار سوريا.
ويقول أعضاء الإئتلاف أنهم تلقوا أموالا وكميات أسلحة مهمة من السعودية لمساعدتهم على حرف ميزان القوة لصالحهم وأخذ زمام المبادرة من الجماعات المتطرفة. ويقود تنظيم جبهة ثوار سوريا، العقيد جمال معروف وله علاقة وثيقة مع العميد عبد الإله البشير الذي حل محل إدريس.
ويزعم قادة الجبهة أنهم يقودون تحت لوائهم 40 ألف مقاتل معظمهم في مناطق الشمال السوري مع أن قوة الجبهة على الأرض يصعب تقييمها.
ويواجه الائتلاف الوطني والفصائل العسكرية العاملة معه سلسلة من التحديات أهمها محاولات النظام عقد تحالفات محلية مع قيادات المناطق المحاصرة، بالإضافة لاستمرار حملة القصف الجوي ورمي البراميل المتفجرة على المدنيين.
ويأمل النظام من خلال هذه الإستراتيجية سحق جماعات وعقد مصالحة مع أخرى بدون أن يضطر، أي النظام لتقديم تنازلات سياسية.
بانتظار تلبية المطالب
ولا تزال الإدارة الأمريكية مترددة في تقديم أسلحة ثقيلة وصواريخ أرض- جو للمقاتلين مع أن السعودية تتحرك باتجاه تزويد المقاتلين بها، ولا يعرف في الوقت نفسه أثر عزل إدريس على موقف الولايات المتحدة. وفي النهاية تقول الصحيفة إن المجموعة التي حضرت محادثات جنيف ليست إلا جزءا صغيرا من المعارضة المسلحة التي تسيطر عليها الفصائل الإسلامية، مثل الجبهة الإسلامية التي يعتقد أن لديها عدد أكبر من المقاتلين ويتعاون بعض أفرادها مع جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وعلى خلاف جبهة ثوار سوريا فلم تدعم الجبهة الإسلامية محادثات جنيف. وفي النهاية فدعم وتطوير جبهة ثوار سوريا كي تصبح الجيش الوطني للمعارضة يقتضي دعما دوليا مستمرا. ومن هنا يشعر الكثير من أعضاء الإئتلاف بالقوة ويشعرون أن الدعم سيصل. ومن هنا يقول منذر آقبيق، مسؤول المفاوضين ‘تزويدنا بصواريخ أرض- جو سيؤدي إلى انقاذ أرواح مباشرة’، وأضاف أن ‘أي بلد في العالم لديه مثل هذه المعدات عليه مسؤولية أخلاقية وقانونية لإمداد الجيش الحر بها’.
ويقول التقرير إن الحضور من المقاتلين عبروا عن اعترافهم بالائتلاف باعتباره الجناح السياسي للجيش الحر، على خلاف الشباب المتعجلين.
ولا يعارض هؤلاء القادة شخصيات عاشت في الخارج وتعمل في المعارضة، فبحسب حمود ‘هم سوريون وأجبروا على ترك البلد’. ولكن حمود الذي جاء من الميدان مباشرة لجنيف يقول ‘لم تلب مطالبنا’، وعلى الرغم اتصالاتهم وجوازات السفر التي يسافرون بها إلا أنهم لم يستطيعوا تحقيق هذا’. يقول حمود جئنا إلى هنا لأن ثورتنا عادلة، ونريد التحرك، وإذا أنقذنا أرواحا فلم لا’.
ويعتقد قادة جبهة ثوار سوريا إن جماعات أخرى قد تنضم للمفاوضات لو أثمرت نتائج. وبالإضافة لحمود، شارك في المفاوضات العقيد أسعد الزعبي، وحميد مصطفى، من الجبهة التركمانية، أما الرابع فقد انشق عن الإستخبارات العسكرية.
تحول سعودي
وفي تطور ثالث أشارت صحيفة ‘وول ستريت جورنال’ الأمريكية إلى أن السعودية أبعدت مسؤولها للأمن القومي بندر بن سلطان كمسؤول عن جهود تسليح وتمويل المعارضة السورية المسلحة السوريين وسلمت الملف لأمير آخر، يعتبره المسؤولون الأمريكيون شخصا جيدا لنجاحاته في محاربة القاعدة.
وقالت الصحيفة إن هذا التغيير سيؤدي لتحسن العلاقات مع الولايات المتحدة، وقد يدعم جهود السعودية ضد القاعدة وحلفائها، الذين تدفقوا على سوريا.
وحسب الصحيفة فقد حل الأمير محمد بن نايف، وزير الداخلية الذي حصل على كثير من الثناء من واشنطن في حربه ضد القاعدة في اليمن وأماكن أخرى، محل الأمير بندر.
ويعتبر الأمير محمد بن نايف الشخص المسؤول في السعودية الذي يتعامل مع السياسة السورية. وكانت تقارير إخبارية قد تكهنت بتسلم الأمير محمد الإستخبارات السعودية بعد عودته من زيارة للولايات المتحدة، وذلك بعد إبعاد الأمير بندر بن سلطان عنها لأسباب مَرضية وغير مرضية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عربية قولها إن وزير الداخلية السعودي بدأ منذ أيام بتسلم الملفات المتعلقة بالأمن الخارجي للمملكة. وكان محمد بن نايف، قد تولى ومنذ سنوات مسؤولية ملف العلاقات السياسية والأمنية مع اليمن، بعد وفاة والده وهو يعمل بالتنسيق مع الأجهزة الإستخبارية والأمنية الأمريكية على ملاحقة عناصر القاعدة، في اليمن والجزيرة العربية.
لا خوف على إسرائيل اليوم بعد ارتباك إيران وضعف الأسد وحزب الله وانشغال الجهاديين بسوريا
صحف عبرية
حينما بدأت هذا الاسبوع المحادثات بين القوى العظمى وايران وضع على طاولة القيادتين السياسية والعسكرية في اسرائيل تقدير مُحدث لـ ‘أمان’. تقول شعبة الاستخبارات إن ايران لم تتخل عن حلمها الذري. وبعبارة اخرى اذا بقي النظام الحالي في طهران على حاله ولم يحدث تغيير حاد في الجو الدولي فقد تتوصل الى قنبلة ذرية.
لكن هذا جانب واحد من جانبي قطعة النقد. إن جهات الاستخبارات في اسرائيل تعرض ايضا نصف الكأس الملآن ذلك أن ايران روحاني التي تواصل السباق الى القنبلة الذرية هي ايضا ايران التي غيرت ترتيب أولوياتها الداخلي وجعلت رفاهة المواطن في المركز. ويقولون في اسرائيل إن لهذا التحول آثارا مباشرة على قوة المحور المتطرف لايران وحزب الله وسوريا. إن حصة كبيرة من الموارد التي أُنفقت الى الآن على نشر الثورة الاسلامية ودعم نظم حكم ومنظمات متطرفة توجه الآن الى داخل ايران.
كان على روحاني كي ينجح في مسار تحويل الموارد الى الاقتصاد الايراني السيء الحال أن يمس شيئا ما بقوة حرس الثورة وكان هذا اجراءا حظي بتأييد من الزعيم الروحاني خامنئي برغم ما في ذلك من العجب. وهكذا فقدت المنظمة التي تتقدم المعركة السرية على اسرائيل باستعمال منظمات ارهابية وتهريب كثيف للسلاح، شيئا من ميزانيتها ومن قوتها ايضا. وقد نجح روحاني ايضا في الاشهر الثمانية الاخيرة في أن يزيح عددا من رجال حرس الثورة عن مناصب رئيسة رفيعة في الاقتصاد والجيش والاستخبارات والعلاقات الخارجية الايرانية. وكان من نتيجة ذلك أن أخذ يقل الدعم الاقتصادي والعسكري الذي تعطيه ايران لسوريا وحزب الله.
إن سوريا وحزب الله بحسب التصور الامني الايراني هما الخط الدفاعي الامامي في مواجهة اسرائيل. وعملهما أن يصدا ويردعا كل قصد اسرائيلي الى ضرب ايران وأن يضعفا قوة اسرائيل. لكن هذه الجبهة أخذت تضعف. وهذه بشرى خير بالنسبة لاسرائيل ولا سيما على خلفية تهديدات الجهاد العالمي والفوضى الاقليمية وعشرات آلاف الصواريخ الموجهة عليها والمشروع الذري الايراني الذي لا يُصد. وهذه ‘فرصة تاريخية’ كما عرفها رئيس ‘أمان’ اللواء افيف كوخافي في محاضرة له في معهد بحوث الامن قبل اسبوعين.
إن المحور المتطرف تؤيده دعامتان أخريان سوى الدعم الايراني أخذتا تتضعضعان هما: الاولى مكانة الرئيس الاسد، والثانية قوة حزب الله. إن الجهات الاستخبارية في اسرائيل لا تشك في أن الاسد لن يبقى في الحكم في اطار أي تسوية في سوريا. فهذا الرجل بحسب تقديرات الاستخبارات في اسرائيل فقد شرعية حكمه لشعبه.
إن صورة الوضع في ‘الدعامة السورية’ للجبهة المتطرفة هي صورة ازمة لا رجعة عنها، فقد انقسم الجيش السوري نصفين فبقي من جيش كان فيه نحو من 400 ألف جندي بعد ثلاث سنوات من الحرب الاهلية، بقي نحو من 200 ألف شخص فقط. والمعطى الأكثر حدة هو مقدار الخسائر التي أصابت الجيش السوري في هذا القتال التي بلغت 30 ألف قتيل و90 ألف جريح وهو عدد اكثر من عدد كل المصابين الذين مني بهم في مواجهاته مع اسرائيل على مر السنين. وأما الضرر المعنوي فيصعب تقديره. وما عادوا يتحدثون عن علاج منظم للمصابين في المستشفيات، وإن عشرات آلاف الجرحى من الجيش السوري يعالجون في منشآت مؤقتة ولا يوجد ما يكفي من المعدات الطبية لا للجنود ولا للمواطنين. إن الناس يموتون كالذباب وذلك قبل أن تبدأ الأوبئة التي تحذر جهات المساعدة الدولية منها. وقد تجاوز العدد الرسمي للقتلى في سوريا من المدنيين والجنود 150 ألفا. ويقترب عدد الجرحى من 400 ألف وأصبح أكثر من 4 ملايين انسان لاجئين.
برغم قصص النجاح في معارك محلية، فقد الاسد السيطرة على 75 بالمئة من مساحة سوريا. وأخذ يقل عدد الصوارخ والقذائف التي يستطيع اطلاقها. إن الروس ينقلون في كل اسبوع مقادير ضخمة من السلاح والذخائر عن طريق ميناء اللاذقية لكن هذا المدد لا يستطيع أن يجاري معدل الاطلاق.
إن الجيش السوري لا يهدد اسرائيل في الحقيقة. إن له قدرة نارية بعيدة المدى وله قدرات في مجال الدفاع الجوي في صورة البطاريات الجديدة من طراز ‘إس.إي 17′ التي باعه الروس إياها لكن عيني الاسد ما عادتا موجهتين الى اسرائيل. وقد أزال جزءا كبيرا من جيشه في هضبة الجولان وجبل الشيخ لاجل القتال في داخل المدن السورية.
إن اسرائيل بحسب وجهة النظر السورية لا تنوي أن تحارب سوريا، والذي يمكن أن يورط سوريا هو مواجهة عسكرية بين اسرائيل وحزب الله. وإن دين السوريين لحزب الله كبير فاذا اشتعلت الحدود بين لبنان واسرائيل فسيجب على الاسد أن يهب لمساعدة نصر الله. لكن الرغبة السورية في اشتعال حريق في مواجهة اسرائيل ضئيلة جدا.
صورة مرآة
يوضع على طاولات رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان مرة في كل ثلاثة اشهر تقرير استخباري سري جدا هو بمثابة ‘صورة مرآة’: ، وهذا التقرير يشرح رؤية العدو لإسرائيل، ويمكن ادخال هذا التقرير ايضا تحت عنوان ‘مقياس الردع الاسرائيلي’. ويتبين هناك أن وضعنا جيد.
تصور هذه التقارير القيادة الاسرائيلية بأنها قيادة مصممة جدا وغير متوقعة جداً في المجال الامني ، وتستطيع أن تتخذ قرارات لا تناسب فيها على استعمال النيران. وإن جيراننا في الشمال على يقين من أنه اذا نشبت ازمة مثلا بين اسرائيل وحزب الله فان الجيش الاسرائيلي سيزرع في لبنان دمارا أوسع مما كان في أي وقت مضى. وينبغي أن نفرض أن هذه التقارير فيها تناول العدو لتدريبات الجيش الاسرائيلي وتسلحه ولتصريحات ضباط كبار وقادة اسرائيليين. ولا شك في أنه يرد هناك ايضا تطرق الى نشاط الجيش الاسرائيلي الكثيف السري في الدول الجارة. وليس من الداحض أن نفرض أن العدو يحاول بمساعدة خبراء اجانب مثل الايرانيين مثلا أن يدرس هذا النشاط ويشمل ذلك التقنيات ووسائل القتال التي استعملت فيما يسمى في الصحف الاجنبية ‘هجمات غامضة’ لسلاح الجو الاسرائيلي في سوريا. إن القدرات غير المفسرة ستقلق وتهم العدو دائما. فاذا كان الانجاز المطلوب من جيش هو أن يردع العدو أولا بلا حرب فمن الصحيح الى الآن أن الجيش الاسرائيلي يفي بذلك بحسب هذه التقارير على الأقل.
ويزيد قطرة على نصف الكأس الملآن اجراء التحلل من السلاح الكيميائي في سوريا برغم تعويقات اخراجه للقضاء عليه خارج حدود الدولة. وقد نبع التعويق الى الآن من مشكلات لوجستية كالنقص في وسائل النقل الملائمة وصعوبات تأمين القوافل التي يفترض أن تنقل المواد الى ميناء اللاذقية. وحينما حُلت هذه المشكلات بدأ الاسد ينفذ حيل تأخير تسليمه لكسب الوقت لأن نظام حكمه مؤمن ما ظلوا يشغلون أنفسهم بالسلاح الكيميائي. لكنهم في اسرائيل يُقدرون أن هذه الحيل لن تستمر وقتا طويلا وذلك في الاساس لأن الروس يضغطون على الاسد. ويُنتظر الآن نقل نحو من 800 طن من مواد القتال الكيميائية. ويُقدرون في اسرائيل أنها ستُخرج الى مواقع القضاء عليها في البحر بعد شهرين أو ثلاثة.
جنازات في منتصف الليل
إن ‘الدعامة الثالثة’ للمحور المتطرف والعدو المركزي للجيش الاسرائيلي هي حزب الله. والكأس هنا ايضا غير فارغة تماما. فعلى حسب الصورة التي تصور في اسرائيل يمر حزب الله الآن بواحدة من أقسى الفترات في تاريخه. وبرغم انجازه الحالي بادخاله 8 وزراء الى الحكومة الجديدة في لبنان، أخذت مكانته في لبنان والعالم العربي تضعف. والذي يتابع موقع الشيخ القرضاوي في الشبكة، وهو أعظم الفقهاء المسلمين تأثيرا في العالم، يستطيع أن يشاهد هناك مطر الشتائم التي يمطر حزب الله بها.
لم يضعف حزب الله في الرأي العام فقط بل ضعف ايضا لأن الايرانيين أصبحوا يحولون اليه قدرا أقل من المال ومن الوسائل القتالية. واذا لم يكن ذلك كافيا فان الاوروبيين انضموا الى الامريكيين وأعلنوا أنه منظمة ارهابية وهو شيء لا يزيده قوة.
إن حزب الله متورط اليوم في جبهتين. فهو متأهب في جنوب لبنان لامكانية مواجهة عسكرية مع اسرائيل ويدير معركة في جنوب بيروت وفي البقاع اللبناني ايضا. وفي مقابل ذلك أرسل الى سوريا الى الآن بين 3 آلاف الى 5 آلاف مقاتل هم 20 بالمئة من عدد لابسي البزات العسكرية في المنظمة.
وفي كل ليلة يدفن حزب الله موتاه الذين قتلوا في الجبهة السورية. وهو يفعل ذلك في الظلام بعيدا عن عدسات التصوير كي يخفف الانتقاد في الداخل. وقد قتل بضع مئات من رجال حزب الله في السنة ونصف السنة التي شارك فيها في القتال في سوريا. ويتحدث أحد التقديرات عن 400 مقاتل هم 10 بالمئة من القوة التي أرسلتها المنظمة الى المعركة. ويحارب نصر الله لاستمرار ولاية الاسد الذي هو دعامته الرئيسة حتى وقد اصبح واضحا أن الاسد لن يبقى.
إن ما يبدو اليوم طريقا مسدودا ايضا في الساحة الفلسطينية حول مبادرة كيري لن يفضي الى انتفاضة عامة بالضرورة. فهم في قيادة المركز يؤمنون بأنه كلما كان الوضع الاقتصادي اكثر معقولية أصبح احتمال الانفجار العسكري أقل. ولهذا يوصي المستوى العسكري المختص المستوى السياسي بأن يرخي الحبل للفلسطينيين شيئا ما في مجال التنقل واعطاء رخص البناء وتطوير المناطق الصناعية وتوسيع صلاحيات ما للسلطة الفلسطينية في المنطقتين ج و ب. وأصبحت حماس في غزة الآن على الأقل أكثر اشتغالا بالصراع على حكمها من السعي الى مواجهة عسكرية مع اسرائيل. والباعث الرئيس عند الغزيين ايضا اقتصادي، فقد تركهم الايرانيون وضعف الاتراك وأصبح المصريون يرون غزة عدوا. إن غزة تستطيع أن تشتري سلعا من اسرائيل لكنها تكلف هنا اضعاف ما تكلفه في مصر. وعند قيادة الجنوب ايضا سلسلة توصيات بتسهيلات في مجال نقل السلع ومواد البناء. إن الجيش يوصي لكن المستوى السياسي هو الذي يجب أن يقرر هل ينتهز هذه الفرص التي تُمكنه من أن يكسب الهدوء.
الصلة السعودية
وفي الوقت الذي تضعف فيه الجبهة المتطرفة أخذ يقوى المحور العربي المعتدل. وفي اسرائيل يعدون اربعة مواضيع مشتركة على الأقل لنا مع المحور العربي المعتدل ولا سيما السعودية ومصر وهي: محاربة الاخوان المسلمين، ومحاربة الجهاد العالمي، وإقرار الوضع في سوريا، وزحزحة قدمي حزب الله. ويبدو أنه تجري بين اسرائيل والسعودية اتصالات وتُنقل رسائل بواسطة جهات غير رسمية. ويشترط السعوديون شرطين لتنتقل الاتصالات الى سبل أكثر رسمية الاول أن تعلن اسرائيل أنها تقبل المبادرة السعودية في 2002؛ والثاني أن يحدث تقدم ما في التفاوض مع الفلسطينيين. واذا لم يكن عند اسرائيل الكثير مما تفعله مع الفرصة الاستراتيجية التي يعرضها المحور المتطرف فلا يجوز لها أن تبقى ساكنة في مواجهة الفرصة التي يعرضها عليها المحور المعتدل. فلا شك في أن علاقات بين اسرائيل والسعودية هي مرساة استراتيجية تستحق أن تُدفع عنها أثمان سياسية في ميادين أقل احراجا مع الفلسطينيين مثلا. لكن المسافة ما زالت كبيرة بين هذه الاقوال والخواطر التي تُسمع في ديوان رئيس الوزراء ايضا وبين العمل بالفعل.
إن الجهات الاستخبارية تشير للمستوى السياسي الى التهديدات والى الفرص. فأما التهديدات فان الترويج لها أسهل فهي تصنع عناوين صحفية والجيش هو الذي يعالجها آخر الامر. وأما الفرص فلا تُصور دائما والساسة هم الذين يجب عليهم أن يعتنوا بها، فلا عجب أن تكون درجة مشاهدتها منخفضة.
اليكس فيشمان
يديعوت أحرونوت 21/2/2014
استنفار في صفوف ‘داعش’ في الرقة بعد تعرضهم لعمليات اغتيال
عمر الهويدي
الرقة ـ ‘القدس العربي’ رغم سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ‘داعش’ على مدينة الرقة وريفها بعد معارك طاحنة دارت بينه من جهة وبين حركة أحرار الشام الإسلامية وجبهة النصرة، إلا أن تنظيم الدولة ‘داعش’ لم يحكم قبضته بشكل كامل على الرقة بسبب حرب عصابات خاطفة وعمليات اغتيال يتعرض لها التنظيم الأصولي من خصومه في الرقة .. جبهة النصرة، وكذلك من مجموعات من ثوار المدينة ينتمون للجيش الحر .
ويقول الناشط فهد الأحمد من داخل مدينة الرقة إن المقار التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية تعرضت لعدة هجمات منظمة من قبل الجيش الحر في مدينة الرقة وريفها، بعد أن قام لواء ثوار الرقة بإصدار بيان يحذر فيه كل من ينتمي إلى تنظيم الدولة الإسلامية أنهم ‘سيكونون هدفاً مشروعاً لهم. ‘
ويضيف الأحمد، ‘في إحدى العمليات قام أربعة عناصر من الجيش الحر بالدخول إلى مدينة تل أبيض متسللين ليلاً عبر الحدود التركية، وتمكنوا من استهداف تجمع لعناصر تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية داخل كنيسة الإستقلال التي قام عناصر داعش منذ أشهر بحرق كافة محتوياتها وجعلوا منها إحدى مقراتهم،
واستخدم الثوار قذيفتي (آربي جى) وخمس قنابل يدوية أدت لمقتل أربعة عناصر من داعش وجرح اثنين منهم وبعد تنفيذ العملية بنجاح تمكن العناصر من الإنسحاب باتجاه الحدود التركية.
وفي تل أبيض الحدودية مع تركيا أيضا قامت مجموعة من الجيش الحر باستهداف سيارة تابعة لتنظيم الدولة وقتل كل من فيها بالقرب من مبنى النفوس القديم في مدينة تل أبيض وتبنى لواء ثوار الرقة العملية من خلال إصدار بيان رسمي بذلك.
ويقول الناشط فهد الأحمد إن العمليات لم تقتصر على الهجمات فقط بل على عمليات اغتيال خاطفة تستهدف قيادات لداعش في الرقة إذ قامت مجموعة من العناصر التابعة للجيش الحر بعملية نوعية في منطقة تل أبيض تمكنت من خلالها من قتل (أبو مصعب النعيمي) أمير منطقة تل أبيض البالغ من العمر ثلاثين عاماً ويعرف أن (أبو مصعب النعيمي) أحد أهم عناصر التنظيم في محافظة الرقة.
كما أعلنت جبهة النصرة عن اغتيال قائد عسكري في داعش بالرقة هو صلاح الدين تركي وهو من قيادات تنظيم داعش في الرقة وثلاثة عناصر عراقيين من تنظيم الدولة وذلك في عملية عسكرية وصفتها جبهة النصرة بالنوعية .
هذه العمليات الخاطفة والتي تم الإعداد لها بسرية وضعت مجموعات داعش تحت تهديد مستمر مما جعلهم غير قادرين على التحرك بشكل آمن في وقت متأخر من الليل واضطرتهم للتحرك على على شكل مجموعات كبيرة.
سوريا: سكان قرى في إدلب يقعون ضحية حرب طاحنة بين ‘داعش’ و’ذئاب الغاب’
مؤيد سكيف
ادلب ـ ‘القدس العربي’ إشتكى أهالي من قرية خربة عامود في ريف إدلب الغربي، من أن القرية ‘تتعرض لهجمات يومية’ من قبل كتائب ‘ذئاب الغاب’ التابعة لـ’جبهة ثوار سوريا’ بالهاون وبأنواع أخرى من الأسلحة الرشاشة، بسبب تواجد مسلحين من داعش فيها، ما أدى إلى ‘حرق وتدمير عدد من البيوت’، فيما نفى القيادي في جبهة ثوار سوريا موسى حميدو لـ’القدس العربي’ ذلك، موضحا ‘لو أردنا قصف القرى كنا فعلنا ذلك بالدبابات والراجمات لكننا نخشى من إصابة المدنيين’.
وتسيطر داعش على مجموعة قرى في ريف إدلب الغربي بالقرب من دركوش، إذ دخلتها للمرة الثانية، حيث كانت قبل نحو شهر سيطرت عليها، قبل أن يتم محاربتها من قبل عدة كتائب من بينها ‘ذئاب الغاب’ و’أحرار جبل الزاوية’ الذين قاموا بطرد داعش منها، لتعود الأخيرة وتسيطر على هذه القرى مجددا.
ويتهم بعض الأهالي هذه الكتائب التابعة لجبهة ثور سوريا ‘بأعمال النهب والسرقة واعتقال المدنيين’ عندما دخلت للقرى، بحسب أحد سكان القرية محمد مرعي، الذي اعتقل من قبل كتائب ‘ذئاب الغاب’، حينما اقتحموا القرية مؤخرا.
وأضاف أن ‘قائد كتيبة ذئاب الغاب وعد بإعادة المسروقات، لكن ذلك لم يحدث، ثم ما لبثت أن دخلت داعش إلى قريتنا والقرى المجاورة، لكنها لم تقم بما قام به الحر من أعمال سلب، إلا أنها اعتقلت عددا من الأهالي منهم المعتقل السابق لدى النظام وجيه اسكيف، وأفرجت عن بعضهم في وقت لاحق، بينما تحتفظ بآخرين’.
ويعود موسى حميدو القيادي في جبهة ثوار سوريا لنفي ما قاله بعض أهالي قرية خربة عامود حول تعرض القرية للقصف من كتائب ‘ذئاب الغاب’، مشيرا إلى عمليات عسكرية مشابهة قامت بها الكتائب دون أن تقع أي اعتداءات على المدنيين ، كما حدث في بلدة اسقاق التي تحصنت فيها داعش بين الأهالي، ومع ذلك استخدمنا ‘البنادق فقط’ لإخراجهم خوفا من تأثر المدنيين.
وأوضح أن الجبهة، ‘قصفت المقرات التي تقع خارج أطراف البلدة، وكذلك في سراقب أخرجنا منها المدنيين قبل أن نباشر الهجوم على داعش’.
وفيما يتعلق بحديث الأهالي حول قيام الكتائب بالسرقات، وصف حميدو هذه الإتهامات بـ’كلام الجرايد’، وقال إنها اتهامات باتت رائجة وتتكرر دائما وأتحدى أي أحد يجلب لنا دليل على ذلك’، وأكد أن ‘الفصائل التابعة لهم دخلت عشرات القرى خلال عملياتها لتطهير تلك القرى من داعش، ولم تحدث أي حالات اعتداء أو اعتقالات لمدنيين’.
وحميدو هو قيادي في كتائب شهداء سوريا كبرى فصائل جبهة ثوار سوريا التي يتزعمها جمال معروف وهي التجمع المنافس للجبهة الإسلامية التي تضم فصائل سلفية في غالبها.
وتشهد قرية خربة عامود حالة نزوح محدودة، لكن أهالي من القرية اشتكوا أن ‘هناك صعوبة في عبور المنطقة التي تسيطر عليها كتائب ذئاب الغاب’.
وأطلق الأهالي في تلك القرى التي تسيطر عليها داعش، ويبلغ عددهم أكثر من 10 آلاف نسمة، نداء استغاثة، مؤكدين بأنهم ‘مدنيين وغير مسلحين وغير قادرين على محاربة أحد’، وطالبوا بحمايتهم وحماية بيوتهم وأملاكهم من الطرفين’.يشار إلى أن أعداد عناصر دولة الإسلام في العراق والشام كان محدودا للغاية في بداية المعارك قبل شهر إلا أنها تتضاعف بشكل ملحوظ مؤخرا ما مكن تنظيم الدولة من السيطرة على قرية الحمامة حديثا، وبعدها قامت بحملة اعتقالات في هذه القرية.
سجن حلب المركزي… «مقبرة الجهاديين»
تكررت محاولات المسلحين لاقتحام سجن حلب المركزي. وتكرر فشلهم، حتى بات في الإمكان وصف أسوار السجن بـ «مقبرة الجهاديين». وتتضافر أسباب عدة في إخفاق المحاولات السابقة، ويبدو أنها ستكون كفيلة بإخفاق المحاولات اللاحقة إن استمرت، فيما يدفع السجناء ثمناً باهظاً لمحاولات «تحريرهم» المحكومة بالفشل وفق أرجح التقديرات
صهيب عنجريني
من جديد تكرّر المشهد: تفجير انتحاري تليه محاولة لاقتحام سجن حلب المركزي. والنتيجة فشل ذريع، وعشرات القتلى في صفوف المهاجمين. بينما بقي السجن صامداً برغم شهور الحصار الطويلة. ليس ذلك فحسب؛ بل إن أسواره تحولت إلى مقبرة لأبطال الاقتحامات الفاشلة. فما هي مقومات هذا الصمود؟
يرتبط صمود السجن بسببين أساسيين، يصب كلاهما في خانة «حصانة السجن». أولهما استماتة المدافعين، وإصرارهم على الصمود حتى الرمق الأخير. ويؤكد مصدر ميداني لـ «الأخبار» أن «المدافعين طلبوا من قياداتهم إذا سقط السجن، أن يُقصف بالكامل، متعاهدين على أن حياتهم مرتبطة بمصير السجن. ويتعلق السبب الثاني بطبيعة بناء السجن، وتحصينه.
استراتيجيات المدافعين
يعود بناء السجن إلى زمن الوحدة بين سوريا ومصر، حين قرر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بناء سجن جديد في حلب. تولى مهندسون من المعسكر الشرقي (معظمهم سوفيات) مهمة الإشراف على البناء الذي اختير موقعه وسط أرض منبسطة ومكشوفة تماماً. وصُمّم البناء على شكل باحة داخلية مركزية، تحيط بها أجنحة بشكل أشعة شمس تتقاطع في المحور، بحيث تحمي الأجنحة الباحة الداخلية، ويحمي كلّ جناح بميلانه الجناح المجاور له. المادة الأساس في بناء السور الخارجي (حتى الجدران الداخلية والخارجية) من الاسمنت المسلح، ذي الرمل النهري الشديد الصلابة. أما الطابق الأرضي للسجن، فلا فتحة له على الخارج، ولا يمكن الدخول عبره إلى السجن. بل يجب على الداخل الصعود عبر درج إلى الطابق الأول، وهو المنفذ الوحيد، ثم النزول منه إلى الطابق الأرضي. ويمكن لعدد من الرماة رصد مقدمة الدرج الصاعد بسهولة.
ولأن السور الخارجي مبني من الاسمنت المسلح ومرتفعٌ جدا، فإنه لا يمكن اقتحامه بالطريقة نفسها التي هوجم بها مطار منغ ومدرسة المشاة سابقاً (الوصول إلى السور من الخارج وإحداث فتحات صغيرة فيه واستعمالها للقنص نحو داخل السجن). وإذا استطاع المهاجمون تسلق السور، ففي امكان قناص واحد من داخل السجن اصطيادهم بسهولة. أما إذا وصلت شاحنة مفخخة إلى جدار الطابق الارضي، فالتفجير الذي تسببه سيكون محدود التأثير بسبب الاسمنت المسلح. وحتى في حال إحداث فتحة ودخول المهاجمين إلى الطابق الأرضي فقدرتهم على تجاوز الأرضي تكاد تكون مستحيلة. للأسباب المذكورة أعلاه.
قبل الأزمة مباشرة بُدئ العمل على بناء هيكلي اسمنتي ضخم كتوسعة للسجن من الجهة المواجهة للأجنحة الجنوبية، وبقي البناء على الهيكل. وتحول اليوم حاجزاً إضافياً لحماية الجهة الجنوبية من السجن من القصف البعيد (استطاع المهاجمون في إحدى المرات دخوله، لكن جرى صدهم). ويمثل الطابق الارضي منه قلعة حصينة، وقد رُبط بالبناء الرئيسي بواسطة خنادق تحمي العابرين بين المبنيين. الباحة الداخلية للسجن تؤمن حماية كبيرة لمن يرغب في التقاط المؤن والذخائر التي ترمي بها الطائرات (الأمر الذي لم يكن متاحاً في مطار منغ ومدرسة المشاة ومشفى الكندي). وفي حوزة حامية السجن عدد كبير من المدافع الرشاشة عيار 23، مع ذخائر وافرة. وهي رشاشات ثقيلة تؤثر في الدروع بفعالية. ويبلغ مداها المدمر كيلومترات عدة. أما الشوارع المحيطة بالسجن، والمؤدية إليه، فمغلقة تماما بسواتر ترابية. ما يجبر أي سيارة تحاول التقدم نحوه على السير ببطء، ما يجعل استهدافها بقذائف الآر بي جي أمراً سهلاً.
وللمهاجمين «استراتيجياتهم» العشوائية
منذ بدء الحصار، احتلت المجموعات المسلحة مبنى «الزراعة». وهو مبنى مرتفع نسبيا ويبعد مسافة أقل من كيلو متر واحد عن السجن. نصبوا فيه عدداًُ من الرشاشات من عيار 23. وكانت خطة الهجوم الدائمة أن تفتح هذه الرشاشات نيرانها بغزارة في اتجاه السجن، بينما يتقدم بلدوزر أو سيارة شاحنة ضخمة تستطيع السير على أكوام الأتربة والحجارة، محاولة الوصول إلى السور أو البوابة الرئيسية، بغطاء ناري من الرشاشات يمنع قاذفي الآربي جي من داخل السجن من إصابة السيارة المفخخة. وليقوم سائقها بتفجيرها بمجرد وصوله السور. وليتدفق المسلحون بعدها لاقتحام أجنحة السجن. وهذه «الاستراتيجية» محكوم عليها بالفشل، حتى لو نجحت أولى خطواتها. فالأجنحة منفصلة عن بعضها بعضاً، وتمثل بأبوابها الحديدية وجدرانها الاسمنتية حصوناً داخل حصن.
السجناء «الإسلاميون» ضحايا محاولات «تحريرهم»
يمثل «تحرير السجناء الإسلاميين» هدفاً أساسياً للمهاجمين المنتمين إلى «جبهة النصرة»، و«الجبهة الإسلامية». حيث يضم السجن 48 من الإسلاميين المنتمين إلى تنظيم «القاعدة» وجماعة «جند الشام»، الذين نُقلوا مع بدايات الأزمة السورية من سجن صيدنايا العسكري. لكنّ تحقيق هذا الهدف يبدو شبه مستحيل.
ليس بسبب صعوبة اقتحام السجن فحسب، بل أيضاً لأن هؤلاء سيصبحون هدفاً مشروعاً لحامية السجن بفرض نجاح اقتحامه. وخلال اليومين الماضيين، تداولت بعض المواقع المعارضة «صرخة استغاثة» قيل إنها مسربة من الجناح الذي يُحتجز فيه «الإسلاميون».
وقد وجهها هؤلاء إلى «هيئة كبار العلماء في السعودية، ورابطة العلماء المسلمين في العالم، والفصائل المقاتلة في سوريا». وتقول الرسالة إنه «منذ الإعلان عن معركة «فك الأسرى» في الشهر الرابع من العام الماضي، ودافعو الضريبة هم السجناء. فمنهم من قضى نحبه خلال محاولات الاقتحام. ومنهم من مات جوعًا ومرضًا نتيجة تردي الأوضاع الإنسانية والصحية بعد الحصار الذي فرضته كتائب الثوار المُحاصِرة للسجن. ومنهم من نفد صبره وطاقته على تحمّل الجوع، فثاروا داخل السجن. لتقتلهم قوات الشرطة وجيش النظام بالرصاص». وأضافت الرسالة أن «الوضع الحالي في السجن لا يُحتمَل، بعد قيام جيش النظام بصبّ جام غضبه على الجناح السياسي»، و«تحول السجن إلى حقل تجارب لاقتحامات المقاتلين وردود أفعال جيش النظام». ودعت الرسالة إلى «اتخاذ موقف جادّ وحاسم لوقف المجزرة، وتوجيه صرخة إنسانية إلى الفصائل المُحاصِرة لوقف إطلاق النار، وتحييد السجن عن العمل العسكريّ» الذي لم يؤدّ إلى نتيجة.
واشنطن تكتشف «الثوار المعتدلين»
تكثّف الدول الغربية والعربية جهودها لإعادة دعم المعارضة المسلّحة بهدف تحقيق تقدّم عسكري، تمهيداً لمحادثات سياسية بعد فشل «جنيف 2». هذه المرة، ارتأت واشنطن وحلفاؤها إيجاد طريقة «موحّدة» لدعم الجماعات «المعتدلة»
بعد فشل جولتي المفاوضات في مؤتمر «جنيف 2»، قررت الدول الراعية للجماعات السورية المعارضة العودة إلى الضغط على النظام عسكرياً، بهدف دفعه إلى تقديم تنازلات في الجولات المقبلة من المفاوضات.
وبعدما عبّرت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الغرب عن الخشية من تعاظم نفوذ القوى المرتبطة بتنظيم «القاعدة» في سوريا، برزت في الآونة الأخيرة معلومات نشرتها وسائل الإعلام الأميركية عن موافقة واشنطن على تزويد المسلحين المعارضين بصواريخ «كاسرة للتوازن». وجرى الحديث خصوصاً عن صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف ستزود بها السعودية المجموعات السورية المعارضة. لكن الإدارة الأميركية سرعان ما نفت هذه المعلومات، مذكّرة بخشيتها من وقوع أسلحة كهذه بأيدي «القوى المتطرفة». الجديد في هذا الإطار ما كشفته صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أمس، من خلال حديثها عن «تصنيف موحّد» للمجموعات السورية المعارضة، ستضعه واشنطن وحلفاؤها الغربيون والعرب، لفصل المتطرفين عن المعتدلين، والتمكن من إيصال المساعدات إلى الفئة الثانية حصراً. ونقلت الصحيفة عن مسؤول عربي قوله «إن التصنيف سيُعدَّل دورياً وفق التغيرات في تحالفات المتمردين». وكشفت «واشنطن بوست» عن أن مسؤولين من دول عربية وأوروبية شاركوا في لقاءات جرت أخيراً لمناقشة هذه القضية، وتحدثوا عن «تغيّر جوهري» في الموقف الأميركي تجاه ما يجري في سوريا، بسبب «تزايد التصدعات في صفوف المتمردين، ما سمح بتقويم أوضح لمن يمكن اعتباره معتدلاً للحصول على المساعدة». وذكرت الصحيفة أيضاً وجود مخططات قيد الدرس لفتح طرق إمداد أقوى في الشمال عبر تركيا، مشيرة إلى أن من يُسمّون «المقاتلين المعتدلين يقاتلون كلاً من الجيش السوري والمقاتلين المتطرفين».
في موازاة ذلك، تستمر المعارك في حلب شمالاً، بين تنظيم «داعش» من جهة، وفصائل «الجبهة الإسلامية» و«جبهة النصرة»، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين الطرفين في ماير ومعرستة وتلرفعت وكفر كلبين واعزاز، وصولاً إلى الحدود التركية. هذه المعارك التي لم تتوقّف منذ بدء الاقتتال بين الفصائل المعارضة في كانون الأول الماضي، عادت وارتفعت وتيرتها من جديد في اليومين الماضيين؛ إذ تكبّد فيها الطرفان عشرات القتلى والجرحى بحسب مصادر معارضة. في الوقت نفسه، خيّم الهدوء الحذر على محيط سجن حلب المركزي بعدما شنّ مسلحو «جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية» هجوماً جديداً أول من أمس. ودفن ثلاثة من عناصر حماية السجن في مقبرة استحدثت منذ فترة بعد محاصرته. وكشف مصدر في الهلال الأحمر لـ«الأخبار» أن «تزويد السجن بالطعام توقف منذ بداية الأسبوع الماضي نتيجة المعارك، وتجري اتصالات لإعادة إدخال الوجبات الغذائية والخبز من جديد».
وفي المدينة القديمة في حلب، سُجِّل 11 جنديا في عداد المفقودين جراء تفجير كميات ضخمة من المتفجرات في أنفاق حفرت في المدينة القديمة تحت أبنية بالقرب من خان الشونة وفندق الكارلتون الذي استُهدف الأسبوع الفائت بتفجير أطنان من المتفجرات. وقال مصدر مطلع لـ«الأخبار» إن «الاشتباكات العنيفة والقنص المستمر يحولان دون إتمام رفع الانقاض وإجلاء المصابين في المدينة القديمة». وتواصلت الاشتباكات في محيط القلعة في المدينة القديمة، فيما أغار الطيران على ساحة حمد في منطقة العواميد.
في موازاة ذلك، شهدت خطوط التماس في المدينة الصناعية معارك عنيفة وقصف مركز ومحاولات من وحدات الجيش السوري للتقدم في اتجاه مبنى النافذة الواحدة القريب من قرية الشيخ نجار. من جهة ثانية، انحسرت هجمات جماعات «القاعدة» على مطار كويريس العسكري شرقي حلب بعد انسحاب تنظيم «داعش» من غرفة عمليات «لا تفرقوا» التي تشكلت من عدة جماعات تكفيرية لاقتحام المطار. وأكد مصدر عسكري لـ«الأخبار» أنه «تم إبعاد الجماعات المسلحة عن محيط المطار، وعادت حركة إقلاع وهبوط المروحيات فيه».
وفي السفيرة جنوبي شرقي حلب، صدّت وحدات من الجيش هجوماً للمسلحين في محور تلة الصبيحية وتلة الدوير، فيما دارت معارك عنيفة في محيط برج الرمان في الريف الجنوبي، حيث أعلنت «حركة أحرار الشام الإسلامية» سيطرتها على «حاجز السيرياتيل».
وفي ريف الحسكة، قتل 5 مسلّحين في المعارك الدائرة بين «داعش» والجماعات المقاتلة الأخرى في بلدة مركدة، فيما قتل ليل أول من أمس، 13 مقاتلاً من «داعش» في اشتباكات مع «جبهة النصرة» وكتائب أخرى في قرية الطريف في ريف دير الزور.
على صعيد آخر، تعالت أصوات الجماعات المعارضة ضد المصالحات التي جرت في مختلف المناطق في ريف العاصمة. واغتالت مجموعة مسلّحة أمس، رئيس لجنة المصالحة الوطنية في بلدة معضمية القلمون بإطلاق النار عليه، بحسب ما ذكرت وكالة «سانا» الإخبارية. من جهته، وتعليقاً على المصالحات، قال الناطق العسكري باسم «الجبهة الإسلامية» إسلام علوش أمس: «لا أستبعد أبداً أن تكون الهدنة التي عُقدت أخيراً بين قوات النظام والمعارضة وسيلة لإمرار عناصر من (داعش) إلى المناطق التي شملتها تلك الهدنة، إلى جانب عناصر من أجهزة استخبارات النظام لاختراق الثوار ودخول مناطق فشلت قواته في استعادتها منهم».
(الأخبار)
خطة سورية لإزالة «الكيميائي» خلال 100 يوم
قال دبلوماسيون، أمس، إنّ سوريا تقدمت بخطّة جديدة لإزالة أسلحتها الكيميائية خلال 100 يوم بعدما أخفقت في الالتزام بمهلة انقضت في الخامس من شباط، غير أنّ البعثة الدولية المشرفة على العملية ترى أن بالإمكان إنجاز المهمة في إطار زمني أضيق.
واجتمعت اللجنة التنفيذية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي، أمس، لمناقشة عمل البعثة المشتركة للمنظمة والأمم المتحدة «من دون اتخاذ أي قرارات جديدة». وقال رئيس إدارة مكافحة الانتشار النووي في وزارة الخارجية البريطانية، فيليب هول، «إن خطة المئة يوم السورية التي تم إطلاعنا عليها ليست كافية». وأضاف: «نحث الآن السلطات السورية على قبول المقترحات التي قدمتها مجموعة التخطيط العملي والتي تتيح الإزالة في إطار زمني أقصر بكثير من دون قصور أمني». وقال دبلوماسي كبير في الأمم المتحدة، طلب عدم نشر اسمه، إنّ البعثة الدولية تعتقد أن بالإمكان تنفيذ العملية قبل آخر آذار، مشيراً إلى أن المهلة التي تقترح سوريا انتهاءها بنهاية أيار لن تدع متسعاً من الوقت لتدمير الأسلحة الكيميائية قبل آخر حزيران. وأحجمت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن التعليق على الاقتراح السوري.
(أ ف ب، الأناضول)
قمة أميركية – روسية حول أوكرانيا وسوريا
نصر المجالي
تقرير يكشف أنه لولا الدعم الإيراني لانهار الجيش السوري
تحادث الرئيسان الأميركي والروسي حول تطورات الاوضاع في سوريا واوكرانيا، وتزامنا كشف تقرير انه لولا الدعم الايراني لانهار الجيش السوري.
أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما اتصل بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، لمناقشة العديد من الأزمات العالمية من بينها الوضع في سوريا والبرنامج النووي الإيراني، والتطورات في أوكرانيا.
وأضاف البيت الأبيض أنه بشأن سوريا تحدث الزعيمان عن المحادثات الرامية إلى التوصل لحل سلمي في هذا البلد وضرورة “تمسك الحكومة السورية بالتزاماتها بالتخلص من أسلحتها الكيميائية”.
وقال إنهما ناقشا أيضا “المخاوف بشأن الأزمة الأنسانية في سوريا والحاجة لقرار قوي من مجلس الأمن الدولي بشأن هذه المسألة”.
وبحث بوتين وأوباما أيضا سير تنفيذ الاتفاق حول إتلاف السلاح الكيميائي السوري وتعامل روسيا والولايات المتحدة بهذا الخصوص لاحقًا.
وأضاف البيت الأبيض أن الرئيس بوتين أكد على ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة لتطبيع الوضع في أوكرانيا، مركزًا على أهمية التعامل مع المعارضة الراديكالية المتشددة التي أوصلت المواجهة السياسية في أوكرانيا إلى حد خطير للغاية.
كما أشار الرئيسان، حسب الكرملين، بالطابع البناء للتفاعل الثنائي بين موسكو وواشنطن عند معالجة ملف البرنامج النووي الإيراني، واتفقا على مواصلة التعاون في هذا المجال.
دعم ايراني
والى ذلك، كشف تفرير نشر في لندن ان إيران تعزز دعمها العسكري لسوريا.
ونقل التقرير الذي نشرته صحيفة (ديلي تلغراف) حول الوضع في سوريا تصريحات لعدد من المحليين تؤكد أن الجيش السوري كان سينهار لولا الدعم العسكري الإيراني.
وتنقل كاتبة التقرير روث شيرلوك عن مقربين من النظام السوري تأكيداتهم أن إيران تعزز بالفعل دعمها لإيران حيث ترسل أسلحة ومعدات ومقاتلين وخبراء للتدريب ومستشارين عسكريين أيضا علاوة على إمداد النظام بمعلومات استخباراتية.
وتضيف شيرلوك إن الدعم المتزايد من الحليف الإيراني تزامن مع بدء الجولة الثانية من مفاوضات جنيف بين الحكومة والمعارضة وهو ما سمح للحكومة بخوضها دون أي شعور بوجود ضغط عليها يدفعها لتقديم تنازلات.
وتنقل الصحيفة عن مصادر إيرانية وسورية لم يذكرها تأكيدها أن عدة مئات من مقاتلي وخبراء فرقة القدس قد تم نقلهم خلال الأشهر الأخيرة إلى الأراضي السورية.
ويوضح التقرير أن فرقة القدس هي جناح قوات الصفوة للعمليات الأجنبية في الحرس الثوري الإيراني.
ويقول إن مهمة رجال فرقة القدس تتمحور حول قيادة التحركات اللوجستية لدعم قوات النظام السوري بالإضافة إلى جمع المعلومات الاستخباراتية بالتزامن مع اقتراب الحرب الاهلية من دخول عامها الرابع.
وتختم (التلغراف) تقريرخا مؤكدة أن إيران أنفقت بالفعل عدة مليارات الدولارات على دعم النظام السوري بالرغم من معاناتها الاقتصادية بسبب العقوبات الاقتصادية الدولية.
كيف خطف الصحفيان الفرنسيان نيكولا إينان وبيير توريس في الرقة؟
بهية مارديني
15 صحفيًا اجنبيًا مفقودون في سوريا
يروي الناشط الاعلامي حسام الأحمد كيف اعتقلته داعش مع الصحفيين الفرنسيين نيكولا انين وبيير توريس في الرقة.
بهية مارديني: في سوريا، التي تصنف الآن من اخطر البلدان في العالم على الصحفيين، تعرض صحفيان فرنسيان للخطف والاعتقال اثناء وجودهما في الرقة، بعد تحريرها من النظام وسيطرة الدولة الاسلامية عليها.
ودخل على خط صفقة تحريرهما الكثير من الوجوه والاسماء، من دون أن تتنج الوساطات أي شيء حتى الآن.
الصحفيان هما نيكولا انين، الذي يعمل لحساب مجلة لو بوان، وبيير توريس الذي يعمل لحساب قناة آرتي التلفزيونية الفرنسية الألمانية.
اختطفا في 22 حزيران (يونيو) الماضي، إلا أن اختفاءهما أعلن في وقت متأخر بناء على طلب عائلتهما.
رواية الأحمد
وفي لقاء خاص مع حسام الأحمد، الناشط الاعلامي الذي اعتقل معهما، يقول: “في الأيام الأولى لتحرير الرقة، كانت تعيش الحرية المنشودة، وكان هناك التجمعات والنشاطات المدنية من حملات التنظيف وحملات التوعية، وكان هناك اهتمام إعلامي لتغطية هذا الحملات، فتحولت الرقة مقصدًا للاعلاميين كأول مدينة محررة”.
يضيف الاحمد: “تعرفت على نيكولا وصديقه بيير، وكنت ارافقهما وقد زارا المركز الإعلامي لثوار الرقة حيث كنت اعمل بالتعاون مع الاعلاميين على تغطية حملات التنظيف والحراك المدني بجانب مبنى فرع امن الدولة الذي افرغته جبهة النصرة، ولم نكن نعلم أن المبنى يقع تحت سيطرة الدولة الاسلامية في العراق والشام، وطلب نيكولا وبيير تصوير المبنى فذهبت معهم، فأتى بعض الملثمين ووجهوا السلاح إلى صدورنا وسألونا كيف دخلنا، فرد نيكولا من الباب، فاعتقلونا وصادروا الكاميرات والأوراق واجهزة التلفون وجوازات السفر والنقود، وبدأ التحقيق مع نيكولا وبيير، ومعي في غرفة أخرى، وحقق معهما مهاجران من تونس وانا حقق معي شخص من جنسية خليجية كما يبدو”.
تعاون مع الفرنسيين
وتابع الاحمد: “كانت التهمة الموجهة لي اني اتعاون مع فرنسيين، وقال لي المحقق انت تتعامل مع اشخاص من دولة تقتل اخوتنا في مالي، واستمر التحقيق معنا يومًا كاملًا، وافرج عنا في صباح اليوم التالي، وتوجه نيكولا وبيير إلى منزلهما في حي الثكنة، وعادا وقت الظهيرة إلى مبنى المحافظة يطالبان باغراضهما من دون جدوى، وفي صباح اليوم الذي يليه، توقفت سيارة تابعة لدولة العراق والشام في حي الثكنة امام بيتهما واعتقلوهما، وطردت انا من المركز الاعلامي لثوار الرقة، وقامت داعش باغلاقه بعد عشرة ايام، وعندما حاولت أن اتقصى عن مكانهما، طاردتني دولة العراق والشام لأهرب إلى تركيا”.
ويقول الاحمد إنهما شابان رائعان، “وكان نيكولا مرحًا وشجاعًا حيث كان يصور الطائرة وهي تقصف المدينة من دون خوف، ولا يبالي بالقصف والخطر، أما بيير فكان يحاول أن يكون هادئا، رغم انه على قلق دائم وكانما كان يشعر أن ثمة مكروه سيحصل”.
بلا حدود
وأكدت منظمة مراسلون بلا حدود، احتجاز صحفيين فرنسيين آخرين كرهينتين في سوريا، ليرتفع بذلك إجمالي عدد الفرنسيين المخطوفين في البلاد إلى أربعة ثم ليبقيا هما فقط محتجزين. وقالت رئيسة قسم الشرق الأوسط في “مراسلون بلا حدود”، سوازيج دوليت: “أبلغت بعد فترة قصيرة من خطف نيكولا انين وبيير توريس بالموقف، ولم ننشر المعلومات بناء على طلب عائلتيهما ولدواع أمنية، وما نرجوه حقيقة هو أن يعودا لعائلتيهما وأصدقائهما في أقرب وقت ممكن، وأن يعود الآخرون أيضا”.
أضافت: “هناك 15 صحفيًا أجنبيًا محتجزون أو مخطوفون أو مفقودون في سوريا، وهناك أكثر من 60 صحفيًا سوريًا أيضا محتجزون لدى النظام السوري، وأكثر من 12 صحفيًا محتجزون لدى الجماعات الجهادية”. وكان خطف أيضًا المراسل الحربي المخضرم، ديدييه فرانسوا، والمصور ادوار إلياس.
النظام السوري قصفهم فتعالجوا في إسرائيل
دمشق – خرج ضبّاط سوريا وجنودها في حرب 1967 للدفاع عن جبهة الجولان، فكان بيان سقوطها وهم ما زالوا يقاتلون فيها، ومن رفض الامتثال لأوامر الانسحاب آنذاك تمّت تصفيته وإعدامه تحت بند “عميل وخائن”.
الأمر تكرر في حرب 1973 عندما تم تصفية ضباط لاكتشافهم قذارة القيادة التي تلاعبت بهم، وفي حرب 82 في لبنان تم جرّ الجيش السوري لمعركة قيل إنها لتحرير لبنان، لكنّ المقاومة الفلسطينية كانت الخاسر الأكبر فيها على يد القيادة السورية والجيش الإسرائيلي معاً.
وبعد عقود على معارك الشعارات الرنانة والحروب المزيّفة، تحوّلت اليوم المستشفيات الإسرائيلية إلى مكان لمعالجة جرحى سوريين، شرّدهم طيران نظامهم ومدفعيته، وهو الذي لطالما تغنّى بمحاربة العدو الصهيوني.
مستشفى ميداني داخل الحدود السورية عند خط إطلاق النار يقوم الجيش الحر بإيصال الجرحى إليه، وأغلبهم مدنيون من قرى القنيطرة ودرعا، يسقطون نتيجة قصف قوات النظام، وهناك يقوم طاقم من الأطباء الإسرائيليين بإسعافهم بعد نقلهم إلى داخل الأراضي المحتلة حيث يتم علاجهم.
محمد، طفل من درعا، قصف الطيران السوري منزله، فقُتل من قتل من عائلته، فيما أُصيب بشظيةٍ في رئتيه، وحين عجز المشفى الميداني بدرعا عن معالجته نتيجة نقص الأدوية تم نقله إلى المشفى على الحدود المحتلة ومنه إلى داخل إسرائيل.
هدى، ناشطة في الجولان المحتل كانت ومازالت من المناهضين للاحتلال الإسرائيلي، وأضافت إلى سجلّها مناهضة النظام السوري، وهي تعمل حالياً في زيارة الجرحى القادمين من وطنها سوريا.
هدى، التي رافقت محمد حتى وصوله المشفى، قالت لـNOW عبر الهاتف: “حين وصل كان شبه غائب عن الوعي نتيجة طول المسافة التي قطعها، فضلاً أن جسده لا يتحمل حجم الجروح التي أُصيب بها”.
وأضافت هدى: “محمد ليس الوحيد. هناك الكثير من الحالات التي تصل إلى هنا كل يوم، أغلبهم نساء وأطفال، منهم من يتم بتر أعضائهم نتيجة تعرضها للتقيّح وعدم وجود عناية طبية”، ولفتت إلى وجود “30 حالة بتر أرجل، كما هناك بتر أيدٍ، دون نسيان الحالات التي تحتاج إلى علاج طويل نتيجة نوعية القنابل التي يرميها النظام عليهم”.
وعن التعامل من قبل الجيش الإسرائيلي مع الجرحى السوريين، قالت هدى: “ما يخيف بالأمر هو حالة التمييز الممنهج والمدروس الذي تمارسه السلطة الإسرائيلية، عبر وضع جنود عرب يتقصّدون المعاملة الفظة مع الجرحى، في حين يكون الجندي اليهودي عكس ذلك تماماً، وكأنها تختار الجنود العرب الذين هم على تماس مع الجرحى بشكل مقصود ليصبح الإسرائيلي لدى الجرحى أرحم من غيره، في حين تضيق السلطة الإسرائيلية الخناق علينا وتعمد دوماً إلى منع لقائنا بالجرحى او التواصل معهم، وكأن هدفها إظهار الإسرائيلي بمظهر الرحيم، وهذا غير صحيح”.
حنين، فتاة في العاشرة من العمر، وصلت مؤخراً إلى مشفى بمدينة صفد في فلسطين المحتلة، وتم علاجها نتيجة حروق بالغة تعرضت لها بعد غارة جوية على قريتها في درعا. كانت تصرخ عند وصولها للمشفى طالبة الموت على أن يتم علاجها على أيدي أطباء إسرائيليين، وبعد جهد كبير استطاع الأطباء حقنها بمادة مخدرة ومعالجتها.
مصادر في صفوف النشطاء العاملين في الإغاثة ضمن فلسطين المحتلة، أكدت لـNOW أن “تكاليف العلاج لا تتم على حساب إسرائيل، إنما على حساب إحدى الدول العربية، التي تقوم بدفع جميع تكاليف العمليات والمصاريف للجرحى السوريين القادمين إلى إسرائيل. وتم الاتفاق على هذا الأمر بين الحكومة الإسرائيلية وتلك الدولة العربية”.
لكن NOW لم يستطع تأكيد هذه المعلومة من جهات أخرى.
مازن، عولج مؤخراً في مشفى بالجولان المحتل بعد إصابته بإحدى الغارات الجوية، واليوم عاد الى سوريا ليقاتل مع الجيش الحر، يقول لـNOW: “غبي من يعتقد أن
اليهود أرحم من النظام علينا كسوريين أو عرب، كلاهما يمتلك نفس أداوت العهر، لكن مصيبتنا أننا نواجه عدواً أزال الكثير من العناء عن الإسرائيليين عبر حربه
علينا وقتله لشعبه. فهو يقتلنا … وإسرائيل تداوي جروحنا … ذئب يقتل وآخر يداوي. وكلاهما لا يقل دموية عن الآخر”.
قرار أممي بشأن سوريا وطلب روسي لتعديله
ينتظر أن يصوت مجلس الأمن الدولي اليوم السبت على مشروع قرار يدعو إلى تسهيل المساعدات إلى المدنيين في سوريا, ورفع الحصار عن المناطق المحاصرة بما فيها حمص وريف دمشق, في حين طلبت روسيا مزيدا من التعديلات على المشروع، في وقت دعا فيه مسؤول أممي المجتمع الدولي إلى إعادة توطين جزء من ملايين النازحين السوريين.
ويدين مشروع القرار -وهو مزيج من مشروعين أحدهما تقدمت به أستراليا ولوكسمبورغ والأردن والآخر روسي- الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان من قبل السلطات السورية والجماعات المسلحة على حد سواء.
ويطالب المشروع جميع الأطراف بالوقف الفوري لكافة أشكال العنف, ويخص السلطات السورية بتسهيل عمليات الإغاثة الإنسانية, ورفع الحصار عن المناطق المحاصرة ومنها حمص ومخيم اليرموك بدمشق والغوطة الشرقية, وضمان ممر آمن للمنظمات الإنسانية بما في ذلك عبر خطوط القتال والمنافذ الحدودية.
ويعبر عن عزم المجلس اتخاذ خطوات إضافية في حال عدم تنفيذ بنود القرار, لكن الصيغة المعروضة تخلو من التهديد بعقوبات.
تعديلات مطلوبة
وقال مراسل الجزيرة في نيويورك إن المشروع قد يخضع لتعديلات قبل التصويت عليه اليوم, مشيرا إلى مشاورات بين الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن قبل التصويت المرتقب.
وأضاف أن روسيا لا تزال تطالب ببعض التعديلات لتخفيف صيغة المشروع بأقصى ما يمكن، رغم أنه لم يعد يلوح بفرض عقوبات على دمشق في غضون 15 يوما في حال لم تلتزم بالقرار.
ومن بين التعديلات التي تريدها روسيا سحب الإشارة إلى البراميل المتفجرة التي يلقيها الطيران الحربي السوري, وجرائم الحرب. ولم يستبعد مراسل الجزيرة تأجيل التصويت على المشروع, كما لم يستبعد أن تستخدم موسكو حق النقض (فيتو) مجددا, أو تتحفظ على الأقل, في حال لم يتم الأخذ بمطالبها.
وقال البيت الأبيض مساء أمس إن الرئيس باراك أوباما ناقش مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين المخاوف بشأن الأزمة الإنسانية في سوريا, والحاجة إلى قرار قوي من مجلس الأمن الدولي بهذا الشأن.
وأضاف أنهما ناقشا الجهود الرامية للتوصل لحل سلمي للأزمة السورية، وضرورة التزام دمشق بالتزاماتها بالتخلص من برنامجها الكيميائي.
قضية اللاجئين
وفي سياق متصل، دعا المتحدث باسم مفوضية شؤون اللاجئين دان ماكنورتن المجتمع الدولي إلى مواصلة تقديم حلول طويلة الأمد للاجئين السوريين.
وقال ماكنورتن -في تصريحات للصحفيين أمس الجمعة- إن السوريين بحاجة ماسة إلى المساعدة كجزء من خطة لحالات الطوارئ، عبر إعادة توطين مائة ألف سوري بحلول عامي 2015 و2016. وكانت المفوضية قد دعت في وقت سابق إلى توطين ثلاثين ألف لاجئ سوري ممن وصفتهم بالأكثر ضعفا.
من جهته, قال الدبلوماسي السوري السابق حسام الحافظ للجزيرة إن المجتمع الدولي فشل سياسيا في حل الأزمة السورية، وأضاف فشلا جديدا إلى سجله بتخليه عن واجبه الأخلاقي إزاء اللاجئين السوريين.
وفر الأسبوعين الماضيين آلاف السوريين من منطقة القلمون شمال غرب دمشق إلى مدينة عرسال اللبنانية مع بدء هجوم للقوات النظامية على مدينة يبرود. وارتفع عدد اللاجئين السوريين بلبنان إلى نحو مليون لاجئ, بينما تؤوي تركيا أكثر من ستمائة ألف.
كما فرّ آلاف الأشخاص من مدينة حلب السورية التي تقع على بعد ستين كيلومترا جنوبي مدينة كيليس التركية في الأسابيع القليلة الماضية فقط، هربا من البراميل المتفجرة والقذائف والقصف المستمر
قصف مكثف للمناطق الجنوبية ومعارك بالقلمون
عززت قوات النظام السوري حملتها العسكرية الهادفة إلى حسم الموقف في المناطق الجنوبية من البلاد وتحديدا في محافظة درعا الحدودية مع الأردن حيث كثفت هجماتها على عدد من مدن وبلدات المحافظة، وشن طيران النظام غارات على مناطق عدة في حلب والغوطة بريف دمشق، بينما خاص مقاتلون من المعارضة المسلحة معارك قرب يبرود في القلمون.
وقالت شبكة شام أمس الجمعة إن خمسة قتلى وعددا “كبيرا” من الجرحى سقطوا جراء غارة جوية لقوات النظام في مدينة درعا، بينما تحدثت مسار برس عن مقتل شخصين وإصابة عدد آخر جراء القصف العنيف من المدفعية وراجمات الصواريخ على أحياء درعا البلد.
وقال ناشطون إن القصف استهدف أيضا مدن وبلدات إنخل والنعيمة وغباغب وصيدا والغارية الغربية. وتشهد محافظة درعا قصفا كثيفا بمختلف الأسلحة من قبل قوات النظام المنتشرة بكثافة في المحافظة.
في المقابل قالت سوريا مباشر إن مقاتلي الجيش الحر استهدفوا بمدفع “بي10” مقرات لجيش النظام بتل الهش في نوى التابعة لريف درعا.
معارك القلمون
وعلى جبهة أخرى قال ناشطون أمس إن طائرات النظام شنت غارات على مدينة يبرود في القلمون بريف دمشق، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وإلحاق دمار بالبنية التحتية، وسط اشتباكات وقصف على حي جوبر في العاصمة دمشق.
وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن عددا من القتلى والجرحى سقطوا في يبرود جراء الغارات الجوية التي تستهدفها منذ صباح اليوم.
وتحدثت مصادر الثورة السورية عن أن هذه الغارات أحدثت دمارا بالبنية التحتية وأشعلت حرائق في المنازل. وبث ناشطون صورا لآثار القصف الذي استهدف السوق الرئيسي في يبرود.
وقد ترافق ذلك مع اشتباكات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام المدعومة بمسلحين من حزب الله ومليشيات عراقية في قرية السحل القريبة من مدينة يبرود، وفق الناشطين.
وقال الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية عامر القلموني للجزيرة إن الاشتباكات لا تزال متواصلة بين مقاتلي المعارضة والحكومة، مشيرا إلى أن الطبيعة الجغرافية ليبرود ساهمت في تقليل خسائر مقاتلي الجيش الحر.
وتعد يبرود منطقة إستراتيجية للنظام السوري من أجل تأمين الطريق إلى ساحل البحر المتوسط، وقد زادت قوات الحكومة السورية في الآونة الأخيرة وتيرة حملتها العسكرية على البلدة بين أحضان جبال القلمون المتاخمة لجبال لبنان الشرقية.
في هذه الأثناء تحدث ناشطون عن قصف من مدفعية النظام على مدينة عدرا في الغوطة الشرقية بريف دمشق، في وقت استُهدف مخيم خان الشيح بريف دمشق الغربي بالبراميل المتفجرة.
اشتباكات وقصف
وفي دمشق قالت شبكة شام إن اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام تدور في محيط حي جوبر شرقي العاصمة وسط قصف مدفعي عنيف، في حين تحدثت سوريا مباشر عن شن النظام غارتين جويتين على الحي ذاته.
من جهتها قالت وكالة مسار برس المعارضة إن هذه الاشتباكات العنيفة تأتي على خلفية محاولة قوات النظام اقتحام الحي وسط قصف مدفعي وغارات جوية.
وفي حماة أفادت شبكة شام بأن عشرة أشخاص قتلوا، في حين اعتقل أكثر من عشرين آخرين جراء اقتحام قوات النظام والشبيحة بلدة خربة الناقوس في سهل الغاب بريف حماة أثناء صلاة الجمعة، حيث طوقت قوات النظام مسجد البلدة واعتقلت الشباب الذين تزيد أعمارهم عن 15 عاما.
حلب وإدلب
وفي حلب، قال نشطون إن غارتين جويتين استهدفتا المدينة الصناعية في حي الشيخ نجار بحلب، وسط أنباء عن غارة جوية على محيط سجن حلب المركزي حيث تراجعت المعارضة بعد فشل محاولة جديدة لاقتحام السجن.
كما تحدث ناشطون عن العثور على مقبرة جماعية بمنطقة الملاح التابعة لحريتان بريف حلب بعد انسحاب تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام منها.
وفي إدلب، قال اتحاد التنسيقيات إن قصفا عنيفا بالمدفعية الثقيلة استهدف مدينة خان شيجون بريف إدلب الجنوبي، في حين تحدث ناشطون عن مقتل خمسة أشخاص وجرح أكثر من عشرة آخرين إثر غارة جوية على قرية أم الريش قرب جسر الشغور بريف إدلب.
قرار “إنساني “بشأن سوريا.. دون اعتراض روسي صيني
دبي – قناة العربية
أفاد مراسل “العربية” في نيويورك بأن مجلس الأمن في طريقه لإصدار قرار يتعلق بالأوضاع الإنسانية في سوريا، لا يتوقع أن يواجه بنقض من قبل روسيا أو الصين، بعد أن توصل أعضاء المجلس إلى توافق حوله.
فبعد مد وجزر دام نحو أسبوعين، سيتمكن أخيراً مجلس الأمن على ما يبدو من تمرير مشروع قرار غربي – عربي بشأن المساعدات الإنسانية إلى سوريا، وفقاً لمعلومات للعربية في نيويورك.
فقد أكدت مصادر دبلوماسية في المجلس أن روسيا والصين لن تستخدما حق النقض “الفيتو” في مواجهة هذا القرار، الذي ينتظر أن يجري التصويت عليه اليوم، بعد أن كانت طرحته الأردن وأستراليا ولوكسمبورغ، ثم عدلت عليه، دون تدخل، في النص، من قبل روسيا.
وأشارت المصادر الدبلوماسية إلى أن نص مشروع القرار سيتضمن فقرة إضافية تتعلق بشجب الإرهاب بأشكاله كافة في سوريا.
يشار إلى أن روسيا كانت تزمع طرح مشروع قرار على مجلس الأمن يندد بالإرهاب في هذا البلد.
وحذفت مجموعة الدول الغربية والعربية من مشروع القرار الرجوع إلى الفصل السابع في حال عدم التطبيق، وهو الفصل المتعلق بالتدخل في سوريا.
يذكر أن القرار يركز على فتح الطرق أمام المساعدات الإنسانية، وتوصيل الإغاثة إلى نحو مليون سوري من المحتاجين، إضافة إلى شجب استخدام البراميل المتفجرة.
وسيفتح هذا القرار، لدى إجازته من قبل مجلس الأمن، وبموافقة روسيا والصين، بابا لآمال ملايين السوريين الذين ينتظرون على أحر من الجمر وصول المساعدات وفتح الطرق أمامها، ووقف استعمال البراميل المتفجرة ضد المدنيين.
قتلى بقصف جوي على يبرود ودرعا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قالت مصادر في المعارضة السورية إن القصف الجوي والصاروخي أسفر عن عدة قتلى في درعا ويبرود في ريف دمشق، السبت، في وقت من المقرر أن يصوت مجلس الأمن على قرار بفتح ممرات إنسانية إلى المناطق المحاصرة.
وقال ناشطون إن مروحيات عسكرية قصفت أحياء درعا البلد بالبراميل المتفجرة تزامنا مع قصف بالصواريخ على الأحياء ذاتها من المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية.
وقد بدأ عدد من الأهالي النزوح من منازلهم جراء القصف الجوي والمدفعي وسط أنباء تفيد أنهم لازالوا عالقين على الشريط الحدودي مع الأردن.
من جهة أخرى شنت طائرات الجيش السوري غارات جديدة على مدينة يبرود في القلمون، بريف دمشق، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وإلحاق دمار بالبنية التحتية.
وترافق القصف الجوي مع اشتباكات مسلحة بين مقاتلي المعارضة والجيش الحكومي السوري في قرية السحل القريبة من المدينة، وذلك مع اتمام المعركة لأسبوعها الثاني دون أي حسم لطرفي النزاع على الأرض.
وفي ريف دمشق، بث ناشطون على الإنترنت صورا تظهر الحرائق التي خلفها القصف على بلدة حمورية والقصف الذي تعرضت له بلدة دوما في ريف دمشق الشرقي.
تصويت دولي على “ممرات إنسانية”
في هذه الأثناء، قالت مصادر دبلوماسية غربية إن مجلس الأمن الدولي سيصوت السبت على مشروع قرار يطالب بممرات إنسانية في سوريا، ويدعو النص جميع الأطراف لرفع الحصار عن المناطق السكنية.
ويطلب مشروع القرار أيضا بوقف جميع الهجمات على المدنيين بما في ذلك القصف الجوي خصوصا استعمال البراميل المتفجرة، والسماح بممرات إنسانية سريعة وآمنة.
ويتضمن نص مشروع القرار تحذيرا إلى الجهة التي قد تعيق مثل هذه العملية، وهو الأمر الذي ترفضه موسكو.
دمشق عن “تقرير زروقي”: خروج سافر عن نهج المصداقية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– وجه نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، انتقادات حادة لتقرير ممثل الأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاعات المسلحة، ليلى زروقي، واصفةً إياه بأنه يشكل “خروجاً سافراً عن نهج الحياد والمصداقية.”
وذكر مندوب سوريا لدى المقر الأوروبي للمنظمة الأممية في جنيف، فيصل الحموي، خلال اجتماع لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف”، أن تقرير زروقي “تجاهل التعاون الذي أبدته الحكومة السورية لها ولفريقها ولمكتب اليونيسيف في سوريا.”
وقال الحموي إن “الحكومة السورية تعاونت مع منظمة اليونيسيف بشكل وثيق، منذ بداية الأزمة”، مشيراً إلى أن حكومة بلاده وجهت الدعوة إلى زروقي، واستقبلتها مرتين، وسهلت مهمتها، وأتاحت لها الوصول إلى المناطق التي رغبت بزيارتها.
وقال الدبلوماسي السوري: “نود الإشارة هنا إلى استغرابنا مما ورد في بعض فقرات تقرير زروقي، وخروجها السافر عن نهج الحياد والمصداقية” ، معتبراً أن التقرير تجاهل ما وصفها بـ”الانتهاكات الجسيمة”، بحق الأطفال السوريين في دول الجوار.
ولفت الحموي إلى أن أبرز هذه الانتهاكات، التي يتعرض لها الأطفال السوريون في مخيمات اللاجئين بالدول المجاورة، “محاولات عدد من المنظمات الإرهابية والتكفيرية، تجنيد أعداد منهم للقتال في سوريا”، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية.
وأضاف أن “زروقي تجاهلت، في تقريرها، أي إشارة أو تعليق على انتشار حالات مقلقة وخطيرة من مظاهر الجريمة المنظمة، وعمالة الأطفال، وتشجيعهم على البغاء، وحصول اعتداءات جنسية على الفتيات القاصرات، والاستغلال الإعلامي الرخيص لهذه الجرائم.”
وبينما قال الدبلوماسي السوري إن بلاده “تفخر بأنها كانت أول دولة في المنطقة، تعلن منذ أكثر من ربع قرن خلوها بشكل تام من مرض شلل الأطفال”، فقد اعتبر أن ذلك يمثل دليلاً على أن الحكومة السورية “أولت موضوع رعاية الأطفال وحمايتهم من تداعيات ومخاطر الأزمة الحالية، أهمية قصوى منذ اليوم الأول.”
كما تطرق الحموي إلى العقوبات الاقتصادية التي تفرضها بعض الدول على سوريا، ووصفها بأنها “جائرة وغير مشروعة.. تعتبر بنظر القانون الدولي الإنساني، مشاركة في جريمة الحرب، التي ترتكبها هذه الدول بحق الشعب السوري”، على حد قوله.
أول تقرير أممي عن أطفال سوريا.. أهوال “تفوق الخيال“
أجواء من الخوف والرعب تسود الأجواء هنا في حلب، فبحسب ناشطين نشرت البراميل المتفجرة التي القتها طائرات سورية الموت والدمار في المدينة.
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– كشف تقرير للأمم المتحدة حول الوضع المأساوي الذي يعيشه الأطفال في سوريا، بسبب الحرب الأهلية التي تشهدها الدولة العربية منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، عما أسماها “معاناة تعجز الكلمات عن وصفها.”
وذكر التقرير، الذي أصدرته المنظمة الأممية الثلاثاء، وحصلت CNN على نسخة منه، أن كلاً من القوات الحكومية، الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، والمليشيات المتحالفة معها، قامت خلال تلم الفترة، بـ”عمليات قتل لا تُعد ولا تحصى، وتشويه، وتعذيب.”
كما اتهم التقرير، وهو الأول الذي تصدره الأمم المتحدة حول وضع الأطفال في سوريا، والذي تم تقديمه الأربعاء إلى مجلس الأمن، مسلحي المعارضة بـ”تجنيد الشباب، واستخدام تكتيكات الإرهاب، في المناطق المدنية.”
تضمن التقرير، الذي يغطي الفترة من بداية مارس/ آذار 2011، حتى 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، “مجموعة من الأوضاع المرعبة”، التي يعاني منها الأطفال في سوريا، منذ سعت المعارضة للإطاحة بنظام الأسد، الذي ورث السلطة عن والده قبل نحو 14 عاماً.
ومن بين تلك “الأوضاع المرعبة”، التي أشار إليها التقرير، “سوء المعاملة، بما في ذلك العنف الجنسي، إلى انتهاك حقوقهم العامة”، مثل إغلاق المدارس، والحرمان من الحصول على المساعدات الإنسانية.
ونقل التقرير عن الأمين العام للمنظمة، بان كي مون، قوله: “يجب وضع حد للانتهاكات الآن، ولذلك أحث جميع أطراف النزاع على أن تتخذ، دون تأخير، جميع التدابير اللازمة لحماية واحترام حقوق جميع الأطفال في سوريا.”
وأضاف كي مون أن “التقرير يبرز أن استخدام الأسلحة والتكتيكات العسكرية غير المتناسبة والعشوائية، من قبل القوات الحكومية والمليشيات المرتبطة بها، أدى إلى قتل عدد لا يحصى من الأطفال وتشويههم ، وأعاق فرص وصول الأطفال إلى التعليم والخدمات الصحية.”
وبينما حمَّل كي مون القوات الحكومية مسؤولية “الاعتقال والاحتجاز التعسفي، وسوء معاملة وتعذيب الأطفال”، فقد حمَّل جماعات المعارضة المسلحة، في المقابل، مسؤولية “تجنيد واستخدام الأطفال في القتال وأدوار الدعم، فضلاً عن القيام بعمليات عسكرية، بما في ذلك استخدام تكتيكات الإرهاب، في مناطق مأهولة بالمدنيين، مما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين، بمن فيهم أطفال.”
وسلط التقرير الضوء على اختفاء العديد من الأطفال، مشيراً إلى أن “جميع أطراف النزاع أعاقت بشكل خطير، إيصال المساعدات الإنسانية في المناطق الأكثر تضرراً من القتال.”
كما حذر من أن “الأطفال تعرضوا لمستوى مرتفع من الشعور بالبؤس، نظراً لمشاهدتهم مقتل وإصابة أفراد أسرهم وأقرانهم، أو تعرضهم للانفصال عن أسرهم أو تشردهم.”
وسرد التقرير تفاصيل اعتقال القوات الحكومية أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم 11 سنة، لارتباطهم المزعوم بالجماعات المسلحة، خلال حملات اعتقال واسعة النطاق، مشيراً إلى أن “الأطفال تعرضوا لسوء المعاملة والتعذيب، لانتزاع الاعترافات منهم، أو إذلالهم، أو من أجل الضغط على أحد الأقارب للاستسلام أو الاعتراف.”
ويشمل التعذيب “الضرب بالأسلاك المعدنية، والسياط والعصي الخشبية والمعدنية، والصدمات الكهربائية، بما في ذلك على الأعضاء التناسلية، وسحب أظافر اليدين والقدمين، والعنف الجنسي، بما في ذلك الاغتصاب أو التهديد بالاغتصاب، وعمليات إعدام وهمية، وحروق بالسجائر، والحرمان من النوم، والحبس الانفرادي، ومشاهدة تعذيب الأقارب”، وفقاً لما جاء في التقرير.
وأشار التقرير إلى إفادات أوردتها تقارير أخرى، تشير إلى أنه تم تعليق الأطفال من الجدران أو الأسقف من معاصمهم أو أطرافهم الأخرى، وأجبروا على وضع رؤوسهم وأعناقهم وسيقانهم خلال الإطارات حين تعرضهم للضرب، كما تم تقييدهم بلوحة خشبية وضربهم.”
وأورد التقرير شهادة صبي يبلغ من العمر 16 عاماً، قال إنه شهد صديقه البالغ من العمر 14 عاماً، يتعرض لاعتداءات جنسية ومن ثم قتل، كما تحدث الصبي نفسه عن “حالات قليلة” لفتيات تعرضن للاغتصاب.
وأضاف الصبى أن الأطفال والبالغين تعرضوا للضرب بالقضبان المعدنية، ونزع أظافرهم، وقطع أصابعهم، أو للضرب بمطرقة على الظهر، وأحياناً حتى الموت.
ووردت أيضاً ادعاءات حول ارتكاب جماعات المعارضة العنف الجنسي، إلا أنه تعذر على الأمم المتحدة مواصلة التحقيق بسبب صعوبة الوصول، حسبما جاء في التقرير.
وقال التقرير: “تشارك جماعات المعارضة المسلحة أيضاً في إعدام الأطفال”، مشيراً إلى أن صعوبة الوصول، بما في ذلك لأسباب أمنية، منعت الأمم المتحدة من إجراء التوثيق المنهجي.
واستهدفت المدارس والمستشفيات بشكل غير متناسب من قبل جميع الأطراف، إلا أن “هناك مؤشرات على أن القوات الحكومية هي الجاني الرئيسي ، وراء الهجمات ضد المستشفيات وغيرها من مراكز الرعاية الصحية، وبشكل رئيسي المرافق الصحية المؤقتة التي تديرها المعارضة”، وفقاً للتقرير.
كما تلقت الأمم المتحدة أيضا تقارير عن حالات رفضت فيها جماعات المعارضة علاج المقاتلين الجرحى المواليين للحكومة، أو أساءت فيها استخدام سيارات الإسعاف، بما في ذلك لعبور نقاط التفتيش الحكومية.
وأوصى الأمين العام للأمم المتحدة جميع الأطراف إلى “وقف كافة الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال”، التي ورد ذكرها في التقرير، و”وضع حد لجميع الهجمات العشوائية وغير المتناسبة على المناطق المدنية، بما في ذلك أساليب الإرهاب، والغارات الجوية والأسلحة الكيميائية والمدفعية الثقيلة، والسماح بممر إنساني، والإفراج فوراً عن النساء والأطفال المختطفين.”
مجلس الأمن يصوت على مشروع حول الوضع الانساني في سوريا
يصوت مجلس الأمن الدولي اليوم السبت على مشروع قرار حول الوضع الإنساني في سوريا، وذلك بعد خلافات سادت على مدى الأيام القليلة الماضية بين روسيا والدول الغربية حول نقاط عدة.
ميدانيا، تفيد التقارير الواردة من جنوب سوريا بأن قوات المعارضة المسلحة تستعد لشن هجمات على الجيش الحكومي في منطقة درعا الواقعة بالقرب من الحدود الاردنية.
سليم إدريس
ووجه رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر المقال اللواء سليم إدريس انتقادات لاذعة لرئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا، ووصفه بأنه “ديكتاتور جديد للثورة السورية”.
وقال إدريس في مقابلة مع بي بي سي إنه لا يعترف بشرعية القرارات الصادرة عن أسعد مصطفى، وزير الدفاع فيما يُعرف بحكومة المعارضة .
واتهم إدريس مصطفى بأنه “رجل فاسد جاء لينفذ مشروع فساد من أيام النظام بإيحاء من الجربا”.
وأكد إدريس أن قادة الجبهات والمجالس العسكرية على الأرض لا تعتبر إلا أياه رئيسا للأركان.
إدريس إنه يدعو إلى اعادة هيكلة شاملة تبدأ من مجلس الثلاثين
وكان أعلن “الجيش السوري الحر” المعارض قد أعلن الأحد إقالة إدريس من منصبه وذلك في إطار ما وصفه “الجيش الحر” بأنه عملية إعادة تشكيل لقواته.
وتم تعيين عبدالاله البشير النعيمي رئيسا جديدا للأركان.
ويعتبر الغرب “الجيش السوري الحر” الجهة الأكثر “اعتدالا” بين فصائل المعارضة السورية التى تقاتل نظام بشار الأسد المدعوم بقوات من حزب الله وإيران.
ونفى ادريس انشغاله بالسياسة عن القتال وعن العمل العسكري قائلا إنه يذهب للدول الداعمة للجيش السوري الحر طلبا للعون والمدد.
وقال إن لديه استراتيجية عسكرية وأمنية ولكن لم تقدم له متطلبات العمل.
BBC © 2014
البيت الابيض: اوباما وبوتين يناقشان المخاوف بشأن الازمة السورية ومحادثات ايران
واشنطن (رويترز) – قال البيت الابيض ان الرئيس باراك اوباما اتصل بنظيره الروسي فلاديمير بوتين الجمعة لمناقشة العديد من الازمات العالمية من بينها الحرب الاهلية السورية والمحادثات الجارية بشأن البرنامج النووي الايراني والعنف في اوكرانيا .
واضاف البيت الابيض انه بشأن سوريا تحدث الزعيمان عن المحادثات الرامية الى التوصل لحل سلمي للحرب وضرورة “تمسك (الحكومة السورية) بالتزاماتها بالتخلص من برنامج الاسلحة الكيماوية السوري.”
وقال انهما ناقشا ايضا “المخاوف بشأن الازمة الانسانية والحاجة لقرار قوي من مجلس الامن الدولي بشأن هذه المسألة.”
(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية)
سوريا تطرح خطة جديدة لإزالة الأسلحة الكيماوية خلال 100 يوم
الأمم المتحدة (رويترز) – قال دبلوماسيون يوم الجمعة إن سوريا تقدمت بخطة جديدة لإزالة أسلحتها الكيماوية خلال 100 يوم بعد أن أخفقت في الالتزام بمهلة انقضت في الخامس من فبراير شباط غير أن البعثة الدولية المشرفة على العملية ترى أن بالإمكان إنجاز المهمة في إطار زمني أضيق.
واجتمعت اللجنة التنفيذية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي يوم الجمعة لمناقشة عمل البعثة المشتركة للمنظمة والأمم المتحدة وسط خيبة أمل دولية إزاء عدم وفاء سوريا بالتزاماتها.
فسوريا لم تلتزم بمهلة حددتها في الخامس من فبراير شباط الجاري منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لإخراج كل الأسلحة الكيماوية والمواد المصنعة لها من البلاد وتنتهي وفقا لخطة المنظمة في 30 يونيو حزيران.
وقال فيليب هول رئيس إدارة مكافحة الانتشار النووي بوزارة الخارجية البريطانية أمام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية “خطة المئة يوم السورية لإزالة المواد الكيماوية التي تم إطلاعنا عليها ليست كافية.”
وأضاف وفقا لنسخة من بيانه “نحث الآن السلطات السورية على قبول المقترحات التي قدمتها مجموعة التخطيط العملي والتي تتيح الإزالة في إطار زمني أقصر بكثير دون قصور أمني.”
وقال دبلوماسي كبير بالأمم المتحدة طلب عدم نشر اسمه إن البعثة الدولية تعتقد أن بالإمكان تنفيذ العملية قبل آخر مارس آذار مشيرا إلى أن المهلة التي تقترح سوريا انتهاءها بنهاية مايو ايار لن تدع متسعا من الوقت لتدمير الأسلحة الكيماوية قبل آخر يونيو حزيران.
وأحجمت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن التعليق على الاقتراح السوري.
وأرسلت الولايات المتحدة السفينة كيب راي المجهزة بمعدات خاصة لتحييد أخطر المواد الكيماوية السورية في البحر وتقول إنها تحتاج 90 يوما للانتهاء من تلك العملية.
كان الرئيس السوري بشار الأسد قد وافق على تدمير ترسانته من الأسلحة الكيماوية بعد غضب عالمي من هجوم بغاز السارين في أغسطس آب الماضي أسقط أكبر عدد من قتلى الهجمات الكيماوية في العالم منذ 25 عاما. ودفع ذلك الهجوم الولايات المتحدة للتهديد بضربات عسكرية وهو ما تحاشت حكومة الأسد حدوثه بتعهدها بالتخلي عما لديها من أسلحة كيماوية.
وقال روبرت ميكولاك مندوب الولايات المتحدة في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية “وفر المجتمع الدولي كل ما هو ضروري لنقل وتدمير هذه المواد الكيماوية. تم تقديم المعدات والمواد الكافية لسوريا. والسفن التي ستحمل المواد الكيماوية بعيدا عن سوريا تنتظر.”
وأضاف “السفينة الأمريكية التي ستدمر الأسلحة الكيماوية والمواد المصنعة لها تنتظر في المنطقة الآن. وتم اختيار المنشآت التجارية التي ستدمر المواد الكيماوية الأخرى وأبرمت العقود وهي تنتظر. ومع هذا لاتزال سوريا تتباطأ.”
– التأخير ليس بالأمر الذي لا يمكن التغلب عليه
وقالت أنجيلا كين الممثل السامي للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح في نيويورك يوم الخميس إن أي خطة جديدة تحتاج الى موافقة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومجلس الأمن الدولي.
وكان الاتفاق الخاص بتخلي سوريا عن أسلحتها الكيماوية والذي توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا قد أدرج في قرار لمجلس الأمن الدولي في سبتمبر أيلول.
ولا يسمح القرار بإجراء عقابي آلي في شكل ضربات عسكرية أو عقوبات إذا لم تلتزم سوريا. وتحت إصرار روسيا أوضح القرار إن عمل ذلك يتطلب قرارا ثانيا من مجلس الأمن.
غير أن روسيا أوضحت أنها لن تؤيد استخدام القوة مع حكومة الأسد.
وفي الأسبوع الماضي صرحت مصادر لرويترز بأن سوريا تخلت عن 11 في المئة فقط من 1300 طن من المواد الكيماوية أعلنت أنها بحوزتها. ومن المفترض تدمير أخطر المواد الكيماوية -والتي تمت إزالة خمسة في المئة منها فقط- بحلول نهاية مارس آذار وتدمير بقية المواد الكيماوية بحلول آخر يونيو حزيران.
وقال ميكولاك “يجب أن تعدل سوريا خطة النقل خلال 100 يوم لتضع في الاعتبار توصيات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة … لتسريع الإزالة.”
وقالت سيجريد كاج رئيسة البعثة الدولية هذا الشهر إنها لا تعتقد أن الحكومة السورية تؤخر إزالة ترسانتها عن عمد لكنها أوضحت أن الإسراع من خطى التعاون حتمي للالتزام بالمهلة التي تنقضي في منتصف العام.
وقالت “كان يجب الالتزام التام بالمواعيد المحددة لكل مرحلة لكن لم يتم الالتزام وحدث تأخير… والتأخير ليس بالأمر الذي يتعذر التغلب عليه. التأخير له سبب. هناك منطق وهناك ظروف.”
وفي تقرير صدر الشهر الماضي قال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إن سوريا لديها من المعدات ما يكفي لنقل المواد الكيماوية خارج البلاد. وكانت سوريا قد عزت تأخرها إلى دواع أمنية ونقص المعدات والأحوال الجوية.
من ميشيل نيكولز
(إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)
مقاتلون اكراد يطردون “الدولة الاسلامية” من بلدة في شمال شرق سوريا
بيروت (أ ف ب)
سيطر مقاتلون اكراد فجر السبت على بلدة استراتيجية في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا بعد معارك عنيفة مع “الدولة الاسلامية في العراق والشام”، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في بريد الكتروني “سيطرت وحدات حماية الشعب الكردي بشكل كامل على بلدة تل براك الواقعة على الطريق الواصل بين مدينتي الحسكة والقامشلي، عقب اشتباكات عنيفة مع الدولة الاسلامية في العراق والشام وكتائب مبايعة لها بدأت في وقت متأخر من ليل أمس (الجمعة) واستمرت حتى فجر اليوم” السبت.
واشار الى مقتل عدد من مقاتلي الطرفين من دون تحديد الحصيلة.
وكانت مواجهات عنيفة وقعت بين الطرفين في أواخر كانون الأول/ديسمبر واستمرت حتى السابع من كانون الثاني/يناير، قتل فيها ما لا يقل عن 21 مقاتلا من “الدولة الإسلامية” ومن كتائب اخرى. وفي 15 كانون الثاني/يناير، اقيمت مراسيم تشييع في مدينة القامشلي ل39 مقاتلا من “وحدات حماية الشعب” قتلوا في اشتباكات مع مقاتلي “الدولة الإسلامية” وكتائب اخرى في منطقتي تل حميس وتل براك في ريف الحسكة، انتهت بسيطرة “الدولة الاسلامية في العراق والشام” على المنطقة التي انسحبت منها اليوم.
ويسعى الاكراد الى بسط سيطرتهم على المناطق التي يقطنون فيها في شمال وشمال شرق سوريا، وابقائها خارج سيطرة القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، بينما تسعى “الدولة الاسلامية في العراق والشام” الى اقامة منطقة نفوذ خالصة لها في المنطقة الحدودية مع تركيا، وصولا الى ريف حلب الشمالي.
وقد تراجع نفوذ “الدولة الاسلامية” في بعض المناطق نتيجة المعارك التي تخوضها منذ فترة مع مجموعات اخرى من المعارضة المسلحة، بينها “جبهة النصرة” الاسلامية المتطرفة. الا ان عناصر هذه الجبهة تقاتل الى جانب “الدولة الاسلامية” ضد الاكراد.
في الجنوب، افاد المرصد عن غارات جوية نفذها الطيران الحربي السوري على مناطق في مدينة درعا وبلدات المزيريب وعتمان وطفس وتل شهاب واليادودة.
على صعيد آخر، افاد المرصد عن ارتفاع حصيلة القتلى في التفجير الذي وقع الخميس بالقرب من مخيم للاجئين السوريين عند معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، الى تسعة، بينهم ثلاثة اطفال.
اتفاق ترعاه واشنطن يحدد الجماعات السورية المستحقة للسلاح
واشنطن: هبة القدسي لندن – أنقرة: «الشرق الأوسط»
وافقت الولايات المتحدة وحلفاؤها الرئيسون من الأوروبيين والعرب على خطة موحدة لتقديم الدعم للجماعات المعارضة في سوريا، عن طريق تصنيفهم إلى جماعات يجب أن تتلقى إمدادات السلاح والمساعدات الأخرى، وآخرين غير مؤهلين لتلقي هذه الإمدادات بسبب ارتباطهم الواضح بالإرهاب، وأخيرا هؤلاء الذين تتطلب شرعيتهم مزيدا من النقاش، بحسب مسؤولين أميركيين وحلفاء.
وإضافة إلى المبادرات الجديدة التي طرحتها الولايات المتحدة وغيرها لزيادة شحنات الأسلحة والتدريب للمعارضة السورية، وغيرها من أشكال الدعم مثل المعلومات الاستخبارية، فإن هذه الخطة التي وضعت خلال اجتماع قادة الاستخبارات الذي رأسته الولايات المتحدة تهدف إلى التغلب على الانقسامات بين الحكومات بشأن أي جماعات المعارضة تستحق للحصول على المساعدة والتدريب.
وقال أحد المسؤولين العرب «الهدف من ذلك هو ألا تعمل دولة بمفردها، وأن يلتزم الجميع بنفس المعايير». ووصف المسؤول التصنيف بأنه «وثيقة حية» يجري تحديثها باستمرار مع تحول تحالفات مجموعات المعارضة.
وتختلف هذه المبادرة عن المبادرات السابقة الرامية إلى تنظيم المساعدات الخارجية التي طرحت خلال العامين الماضيين من الحرب الأهلية الطاحنة في سوريا. وكانت تركيا والسعودية وفرنسا والولايات المتحدة وقطر، من بين المشاركين في اجتماع الأسبوع الماضي، وكانت تبرز بينهم تباينات حول أسلوب دعم المعارضة وتقويض الرئيس السوري بشار الأسد.
لكن مسؤولين من عدة حكومات أوروبية وعربية شاركوا في اجتماع للاستخبارات واجتماعات رفيعة المستوى في الولايات المتحدة خلال الأسابيع الأخيرة – وكثير منهم شكوا في الماضي عن غياب الدور القيادي لدى الإدارة الأميركية – أشاروا إلى وجود تحول جوهري نحو موقف أميركي أكثر حزما ورغبة من قبل الآخرين على اتباع هذا المسار. وأشاد المسؤولون الأجانب بموقف الإدارة الأميركية الجديد «الذي استشعر الضرورة الملحة». ومن جانبهم أشاد مسؤولون أميركيون بالمستوى الجديد من التعاون الذي قدمته مسؤولو الدول الحليفة.
بيد أن الجميع عزا التغيير إلى نفس العوامل، التي كانت من بينها هذه الانشقاقات المتزايدة في صفوف الثوار التي سمحت بإجراء تقييم أكثر وضوحا للمجموعات المعتدلة بما يكفي للحصول على المعونة.
وقال مسؤول كبير في الإدارة طلب عدم الكشف عن هويته لمناقشته أمور متعلقة بالاستخبارات، مشيرا على وجه الخصوص إلى الانشقاقات بين تنظيم الدولة الإسلامية المتطرفة في العراق وسوريا وغيرها من الجماعات «نسعى إلى الاستفادة من الانقسامات التي ظهرت في صفوف المعارضة، وأعتقد أن ذلك سيساعدنا على إجراء محادثة بناءة بشكل أكبر مع دول الخليج والأتراك وبعض الأوروبيين حول كيفية تركيز مساعدتنا على عدد محدد من المجموعات».
ولم يتضح بعد ما إذا كانت إعادة التقييم ستجعل الإدارة تتخلى عن سياستها الراهنة بمساعدة الجيش السوري الحر أم أنها ستركز في الدرجة الأولى على تحقيق آمال واشنطن في توقف الآخرين عن مساعدة المجموعات الأخرى التي تعتبرها متطرفة. وقد تركز الاهتمام الأميركي والأوروبي في سوريا بشكل متزايد على إمكانية تجاوز الحرب في سوريا نطاق الشرق الأوسط. وحذرت تقييمات استخبارية جديدة من الأعداد المتزايدة للأجانب ضمن صفوف المتطرفين، بما في ذلك مئات من الأوروبيين الذين سمح لهم بدخول هذا البلد دون تأشيرات الدخول.
وفي شهادتهم أمام الكونغرس في أواخر الشهر الماضي، شبه كبار مسؤولي الاستخبارات الأميركيين بعض المناطق التي تسيطر عليها مجموعات معارضة في سوريا بملاذات تنظيم القاعدة في غرب باكستان واليمن، وأشاروا إلى أن بعض الجماعات المتطرفة تحمل «تطلعات» لمهاجمة الولايات المتحدة.