أحداث السبت 28 كانون الأول 2013
سورية: اتساع الاحتجاجات ضد ممارسات «داعش»
لندن، موسكو، بيروت – «الحياة»، روريترز، أ ف ب
أخذت احتجاجات نشطاء ومقاتلي «الجيش السوري الحر» و «جبهة النصرة» ضد ممارسات «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) بالاتساع، وبلغت مناطق شمال غربي البلاد التي لم تكن معروفة بوجود نشاط قوي لـ «داعش» فيها.
وكان معارضون اتهموا «داعش» بخطف المقدم المنشق أحمد السعود أحد قادة «الجيش الحر» في ريف ادلب شمال غربي سورية، خلال ذهابه لإجراء مفاوضات في المنطقة، الأمر الذي قوبل باحتجاجات شملت خروج متظاهرين إلى وسط مدينة معرة النعمان، مطالبين بإطلاقه. واعلن مساء أمس عن اطلاق السعود.
وكان «المجلس العسكري لمجاهدي معرة النعمان» و «المجلس العسكري الثوري في محافظة حماة» اصدر بياناً ناشدا في «الإخوة المجاهدين في الدولة الإسلامية في العراق والشام بالعمل على درء المفاسد والاحتكام لشرع الله». وأضاف البيان أن «المجاهدين في معرة النعمان وريفها ومحافظة حماة وريفها ساءهم ما يقوم به بعض عناصركم وقادة في تنظيمكم من اعتقالات ومداهمات لقادتنا ومقاتلينا مثل العميد أحمد بري والمقدم أحمد السعود وبعض العناصر الأخرى والاستحواذ على سلاحهم». وتابع: «حقنا للدماء وإبعاداً لشر الفتن وشماتة أعداء الدين نطلب منكم كف يد عناصركم عن استباحة دم وسلاح المجاهدين وبخاصة بعد تهاونكم في التوافق معنا لدرء المفاسد والفتن على رغم المحاولات والحوارات».
وفي الرقة شمال شرقي البلاد، دعت «جبهة النصرة» في بيان الهيئة الشرعية والفصائل المقاتلة ووجهاء العشائر إلى «العمل على فكّ أسر أحد أمراء الجبهة الذي اختطفه تنظيم الدولة الإسلامية منذ حوالى ثلاثة أشهر». وأضافت «النصرة» في بيان، أن «الأمير أبو سعد الحضرمي خطِف غدراً بعدما سلم سلاحه لتنظيم الدولة الإسلامية». وأشارت إلى أن تنظيم «داعش» «تمادى وماطل في فك أسر الحضرمي. ونطالب جميع الجهات العمل على حقن الدماء المسلمة قبل أن تتخذ قيادة «النصرة» قراراً تصعيدياً».
وفي دمشق، قُتل ما لا يقل عن 60 من مسلحي الكتائب المقاتلة في مكمن نصبته لهم القوات النظامية في منطقة تقع بين معلولا ويبرود في جبال القلمون الاستراتيجية شمال العاصمة، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» .
وأشار «المرصد» إلى «مقتل خمسة مواطنين أحدهم مسنّ وآخر من ذوي الاحتياجات الخاصة جراء نقص الأغذية والعلاج اللازم نتيجة الحصار المفروض من قبل القوات النظامية منذ أشهر على مخيم اليرموك» جنوب دمشق. في المقابل، حقق مقاتلو المعارضة تقدماً ميدانياً جديداً في محافظة دير الزور في شرق البلاد في سعيهم إلى السيطرة على المطار العسكري الذي تتحصن فيه قوات الأسد.
سياسياً، يعتزم وفد من «الائتلاف الوطني السوري» المعارض برئاسة أحمد الجربا زيارة موسكو في منتصف يومي 13 و14 كانون الثاني (يناير) لإجراء محادثات مع مسؤولين روس قبل مؤتمر «جنيف 2» في 22 الشهر المقبل.
ويرأس الوفد الجربا بعضوية الأمين العام بدر جاموس ونائب رئيس «الائتلاف» فاروق طيفور، في حال جرى إعادة انتخابهم في اجتماع الهيئة العامة المقرر في إسطنبول يومي 5 و6 الشهر المقبل. وكانت مصادر قالت لـ «الحياة» إن جميع الدول الحليفة للمعارضة نصحت بإعادة انتخاب الجربا لولاية ثانية مدتها ستة أشهر، بعد انتهائها في 7 الشهر المقبل.
وقال محمود الحمزة ممثل «المجلس الوطني السوري»، الكتلة الرئيسية في «الائتلاف»، في موسكو إن المجلس «قرر بإجماع الآراء أن من غير المعقول عقد اجتماع جنيف 2 في ظل الموقف الراهن. يتعين أن تتوافر ظروف معينة لعقد المؤتمر وأن هذه الظروف لم تتوفر حتى الآن».
الرئيس السوري يبعث رسالة إلى البابا فرنسيس
الفاتيكان – أ ف ب
بعث الرئيس السوري بشار الأسد، رسالة إلى البابا فرنسيس الأول، عبر وفد سوري استقبله في روما المونسنيور بيترو بارولين، الرجل الثاني في حاضرة الفاتيكان، وفق ما أفاد بيان للفاتيكان.
وذكر البيان أن “وزير الدولة للكرسي الرسولي المونسنيور بيترو بارولين ووزير العلاقات مع الدول المطران دومينيك مامبرتي استقبلا صباح اليوم وفداً من الحكومة السورية”. وأضاف إن “الوفد حمل رسالة من الرئيس الأسد إلى قداسة البابا تعكس موقف الحكومة السورية”.
ورداً على سؤال لوكالة فرانس برس حول مضمون الرسالة، قال المتحدث باسم الفاتيكان الأب فيديريكو لومباردي إنه “لن يعطي المزيد من التفاصيل”.
وندد البابا فرنسيس الأربعاء الفائت بقوة في رسالته الإولى “إلى مدينة (روما) والعالم”، لمناسبة عيد الميلاد، بـ”الوضع المأساوي الذي يعيشه المدنيون، من أطفال ونساء ومرضى ومسنين، في الحرب الدائرة في سورية”.
وقال البابا إن “النزاع في سورية حطم حياة كثيرين في الآونة الأخيرة، وحرك مشاعر الحقد والانتقام. سنواصل تضرعنا للرب ليحفظ الشعب السوري الحبيب، من أي معاناة جديدة وأن يضع أطراف النزاع حداً لأي عنف، ويضمنون وصول المساعدات الإنسانية”.
مقتل 20 شخصاً في غارة على سوق خضار ومحيط مشفى في حلب
بيروت ـ أ ف ب
قتل عشرون شخصاً بينهم طفلان في قصف جوي السبت على حي في مدينة حلب في شمال سورية طال سوقاً للخضار ومحيط مستشفى، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في بريد الكتروني “استشهد عشرون شخصاً بينهم طفلان وسيدة وفتى وناشط إعلامي جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على سوق خضار ومحيط مشفى في حي طريق الباب في مدينة حلب”.
وأوقعت عمليات القصف الجوي التي يشنها الطيران الحربي السوري على مناطق في مدينة حلب وريفها في شمال البلاد، 410 قتلى بينهم 117 طفلاً خلال عشرة أيام.
عبدالله وهولاند يناقشان غداً الوضع اللبناني عشرات القتلى من المعارضة في مكمن القلمون
(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)
قتل العشرات من مقاتلي المعارضة السورية امس في مكمن نصبته لهم القوات النظامية قرب بلدة معلولا في منطقة القلمون شمال دمشق . وافاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان خمسة اشخاص قضوا جوعا في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين المحاصر في دمشق.
ودعت وزارة الخارجية الروسية أطراف النزاع في سوريا الى الاستمرار في تجربة عقد الهدنات المحلية. وتعليقا على إعلان الهدنة بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة في معضمية الشام بريف دمشق اخيراً، تحدث الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش عن “إمكان استمرار مثل هذه التجربة وضرورة مواصلتها”. وقال: “إن ذلك يحظى بأهمية خاصة قبيل انعقاد مؤتمر جنيف 2 المزمع عقده في 22 كانون الثاني 2014، والذي يسعى إلى الانتقال بالأحداث في سوريا من واقع المواجهات المسلحة إلى الحوار السلمي وتطبيع الأوضاع”. وأضاف: “لا بد من تشجيع الأطراف السوريين للعمل أينما أمكن على هذا النحو تحديدا، والوصول إلى وقف العنف والتوصل إلى اتفاق انطلاقا من الحالة الإنسانية، والتوجه نحو إيجاد الظروف الملائمة لإطلاق عملية متزنة للتسوية السياسية في سوريا”.
من جهة أخرى، اعلنت موسكو ان خبراء دوليين اتفقوا على خطة نقل الاسلحة الكيميائية السورية الاكثر خطرا الى سفينة اميركية حيث ستدمر.
وعقد خبراء روس وصينيون واميركيون ودوليون في موسكو اجتماعا مغلقا للبحث في تفكيك الترسانة الكيميائية السورية. وأفاد مسؤول روسي كبير انه تم التوصل الى اتفاق عام على نقل الاسلحة الكيميائية من ميناء اللاذقية السوري الى السفينة الاميركية “ام في كاب راي” الاميركية عبر ايطاليا.
ونقلت وكالة “ايتار – تاس” الروسية الرسمية عن رئيس دائرة الامن ونزع الاسلحة في وزارة الخارجية ميخائيل اوليانوف: “اتفقنا على الطريقة التي سنتعاون بها في المياه الاقليمية السورية خلال نقل الاسلحة الكيميائية من ميناء اللاذقية الى المياه الدولية”.
قمة سعودية – فرنسية
في باريس، يتوجه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند غداً إلى الرياض في زيارة دولة تستغرق يومين.
وأوضح قصر الإليزيه في بيان صحافي أن زيارة هولاند للمملكة العربية السعودية تأتي بناء على دعوة من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز.
واستناداً الى برنامج الزيارة الذي وزعه الاليزيه على الصحافيين، سوف يعقد هولاند والملك عبد الله قمة فرنسية – سعودية فور وصوله إلى الرياض، تليها مأدبة غذاء على شرف الرئيس الفرنسي.
وفي اليوم التالي سيقوم الرئيس الفرنسي بزيارة قلعة ماسمك، ثم يعقد إجتماعا مع ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز.
ويلقي هولاند الاثنين كلمة أمام المنتدى الاقتصادي الفرنسي – السعودي الذي يحضره رجال أعمال من البلدين من أجل دفع علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري بين باريس والرياض في شتى القطاعات.
ومن المنتظر أن تتركز المحادثات الفرنسية – السعودية على القضايا الاقليمية والدولية ذات الإهتمام المشترك لا سيما منها الوضع في سوريا قبل جنيف 2، إلى الوضع في لبنان وتداعيات الأزمة السورية عليه.
موسكو: اتفاق دولي حول خطة نقل «الكيميائي» السوري
أعلنت موسكو، أمس، أن خبراء دوليين اتفقوا على خطة نقل الأسلحة الكيميائية السورية الأكثر خطرا إلى سفينة أميركية حيث ستدمر.
وعقد خبراء روس وصينيون وأميركيون وسوريون دوليون اجتماعا مغلقا في موسكو حول تفكيك الترسانة الكيميائية السورية.
وأعلن رئيس دائرة الأمن ونزع الأسلحة في وزارة الخارجية ميخائيل اوليانوف انه تم التوصل إلى اتفاق عام بشأن نقل الأسلحة الكيميائية من ميناء اللاذقية السوري إلى السفينة الأميركية «ام في كاب راي» الأميركية عبر ايطاليا. وقال «اتفقنا على الطريقة التي سنتعاون بها في المياه الإقليمية السورية خلال نقل الأسلحة الكيميائية من ميناء اللاذقية إلى المياه الدولية».
وأعلن انه قد لا يتم التقيد ببرنامج نقل «الكيميائي» بنهاية كانون الأول الحالي، موضحا انه لا يعرف متى سيتم نقل المواد الكيميائية، و«بالطبع لن نقول خوفا من تدخل المسلحين».
وكان مجلس الأمن الدولي وافق في أيلول الماضي على قرار يأمر بتدمير الترسانة الكيميائية السورية بحلول منتصف العام 2014. وقد اقترحت عدة دول تقديم مساعدة، لا سيما الولايات المتحدة التي وافقت على التكفل بجزء من عملية تدمير الأسلحة الكيميائية السورية من «طراز واحد»، بما فيها العناصر الكيميائية الضرورية لإنتاج غازي السارين والخردل.
ورست سفن دنماركية ونرويجية في قبرص في انتظار مواكبتها سفينتي شحن يفترض أن تنقلا العناصر الكيميائية من ميناء اللاذقية إلى ميناء ايطالي حيث ستنقل إلى سفينة أميركية قبل العودة إلى اللاذقية لحمل آخر العناصر الكيميائية الأقل خطرا، والتي ستدمرها شركات خاصة.
(«روسيا اليوم»، ا ف ب، ا ب)
وفد «الائتلاف» السوري إلى موسكو في ك2
مقتل العشرات من «النصرة» قرب معلولا
تعرضت «جبهة النصرة» إلى ضربة قوية، أمس، بعدما وقع العشرات من عناصرها قتلى في كمين محكم للجيش السوري قرب بلدة معلولا، التي سيطرت الجبهة عليها قبل أسابيع، فيما أعلن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أن وفداً منه يعتزم زيارة موسكو في 13 و14 كانون الثاني المقبل، أي قبل أيام من افتتاح أعمال مؤتمر «جنيف 2» في مدينة مونترو السويسرية في 22 الشهر المقبل.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، «قتل 60 مسلحاً في اشتباكات دارت بعد كمين نصبته القوات السورية لهم في المنطقة الواقعة بين المراح والقسطل قرب بلدة معلولا». وأشار إلى «إصابة نحو 20 مقاتلا بجروح في الكمين».
في المقابل، نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن «وحدة من قواتنا الباسلة قضت في كمين محكم على 80 إرهابياً ممن يسمى جبهة النصرة بين بلدتي معلولا والقسطل بريف دمشق وصادرت أدوات إجرامهم». وكان عناصر «جبهة النصرة» سيطروا على معلولا قبل أسابيع، وقاموا بأسر 12 راهبة بعد إخراجهن من دير مار تقلا في معلولا إلى يبرود، التي تتعرض أطرافها إلى غارات جوية.
وعرض التلفزيون السوري لقطات لعشرات الجثث على الأرض في منطقة جبلية وبجوارها بنادق آلية وقذائف صاروخية. وقال مقاتل، كان مصاباً بجروح شديدة راقداً على الأرض، لمراسل التلفزيون الذي سأله عن عدد المسلحين وجنسياتهم، إنهم «كانوا حوالي 400 مقاتل، بينهم سعوديون وشيشان وآخرون من جنسيات أخرى»، مضيفاً إنه «ينتمي إلى جماعة لواء الشام».
وقال مراسل إن الجيش تتبع المقاتلين أثناء الليل ونصب الكمين لهم أثناء توجههم إلى بلدة جيرود على بعد 20 كيلومترا جنوب شرقي يبرود.
وأشار «المرصد» إلى «وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات السورية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله من جهة، ومقاتلي الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وعدة كتائب مقاتلة من جهة أخرى في بلدة عدرا العمالية». وذكر إن «خمسة أشخاص توفوا جوعاً في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق».
وأشار التلفزيون السوري إلى «مقتل أربعة مواطنين وإصابة 12 جراء اعتداء إرهابي بقذائف هاون على حي الجميلية في مدينة حلب».
إلى ذلك، نقلت وكالة «نوفوستي» عن الأمين العام لـ«الائتلاف» بدر جاموس أن وفداً من «الائتلاف» سيزور موسكو، موضحاً أن «تاريخ الزيارة يومي 13 و14 كانون الثاني كان قد حدد في السابق مع وزارة الخارجية الروسية». وأضاف إن الوفد سيترأسه رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا، إذا ما أعيد انتخابه رئيساً مطلع كانون الثاني المقبل في مؤتمر يعقده «الائتلاف» في اسطنبول. وتابع «قبل الانتخابات لا نستطيع أن نؤكد أن الزيارة ستتم خلال هذه الفترة تحديداً، وسيعلن عن الموعد الرسمي بعد هذه الانتخابات».
ومن المفترض أن تتم الزيارة قبيل انعقاد مؤتمر «جنيف 2» الذي سيفتتح في 22 كانون الثاني المقبل في بلدة مونترو السويسرية. وسبق لـ«الائتلاف» أن أعلن موافقته على المشاركة في المؤتمر الدولي، بشرط ألا يكون للرئيس بشار الأسد أي دور في المرحلة الانتقالية، وهو ما تعارضه دمشق وموسكو.
من جهة ثانية، أعلنت موسكو أن خبراء دوليين اتفقوا على خطة نقل الأسلحة الكيميائية السورية الأكثر خطراً إلى سفينة أميركية حيث ستدمر. وعقد خبراء روس وصينيون وأميركيون وسوريون ودوليون اجتماعاً مغلقاً في موسكو حول تفكيك الترسانة الكيميائية السورية.
(«سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
إيران تنفي الموافقة على الإطاحة بالأسد مقابل رفع العقوبات عنها
طهران- (د ب أ): نفت وزارة الخارجية الإيرانية السبت صحة تقارير لوسائل إعلام عربية بأن إيران وافقت على الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد مقابل رفع العقوبات الغربية المفروضة عليها.
صرح بذلك مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان السبت، بحسب وكالة فارس الإيرانية للأنباء.
وأضاف عبد اللهيان: “يتعين أن يقرر الشعب السوري مصيره”.
وأكد: “بناء على معلوماتنا، فإنه حتى خلال المفاوضات بين روسيا والولايات المتحدة، أعلنت موسكو أن استمرار رئاسة بشار الأسد تتوقف على قرار الشعب السوري وإرادته”.
لبنان: اغتيال مستشار للحريري بانفجار ضخم يخلّف عشرات القتلى والجرحى
كتلة 14 اذار تتهم ‘حزب الله’ وسوريا… ودمشق ترفض ‘التهم الجزافية’ وواشنطن تندد
عواصم ـ وكالات ـ بيروت ‘القدس العربي’ – من سعد الياس: قتل الوزير السابق محمد شطح السياسي البارز المقرب من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في انفجار وقع الجمعة في وسط بيروت.
وقال مسؤول في قوى 14 آذار ‘استهدف الانفجار الوزير السابق محمد شطح الذي كان يفترض ان يشارك في اجتماع مقرر في منزل الرئيس سعد الحريري’ الواقع على بعد مئات الامتار من مكان الانفجار.
وحصل الانفجار في الوقت نفسه تقريبا الذي كان مقررا فيه الاجتماع في الساعة التاسعة والنصف (7,30 تغ).
ووقع الانفجار وزنته ما بين 50 الى 60 كيلوغراماً عند مفترق الطريق المؤدية الى بيت الوسط بالقرب من مبنى ستاركو وفندق فور سيزن ومنزل الرئيس نجيب ميقاتي، وأدى الى سقوط 8 قتلى وأكثر من 70 جريحاً.
واتهمت قوى 14 آذار سوريا وحليفها حزب الله باغتيال الوزير السابق محمد شطح، الذي ينتمي اليها، والذي قتل الجمعة في انفجار سيارة مفخخة في وسط بيروت.
وقال رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة في بيان نعي تلاه بعد اجتماع لقيادات في قوى 14 آذار في منزل سعد الحريري، احد ابرز قيادات هذه القوى والموجود خارح لبنان، ‘القاتل هو نفسه الذي يوغل في الدم السوري واللبناني.. القاتل هو نفسه، من بيروت الى طرابلس الى صيدا الى كل لبنان.. القاتل هو نفسه، هو وحلفاؤه اللبنانيون من درعا الى حلب، الى دمشق، الى كل سوريا’.
واضاف ‘القاتل نفسه، يستهدف ابطال لبنان منذ تشرين الاول/اكتوبر 2004 الى اليوم وقبل اسبوعين من انطلاق عمل المحكمة الدولية الخاصة بجريمة الرئيس الشهيد رفيق الحريري… قتلوا محمد شطح’.
ويشير البيان بذلك الى النظام السوري الذي تتهمه قوى 14 آذار بتنفيذ سلسلة عمليات اغتيال غالبيتها بواسطة عمليات تفجير استهدفت شخصيات سياسية واعلامية وامنية مناهضة لسوريا منذ نهاية 2004، ابرزها رفيق الحريري، رئيس الحكومة السابق ووالد سعد الحريري. كما يقصد حزب الله، الحليف اللبناني للنظام السوري الذي يقاتل الى جانب قواته.
جاء هذا الاتهام بعد اتهام مماثل لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري ورد في بيان صدر عن مكتبه الاعلامي وقال فيه ‘المتهمون بالنسبة لنا، وحتى إشعار آخر، هم أنفسهم الذين يتهربون من وجه العدالة الدولية، ويرفضون المثول امام المحكمة الدولية، إنهم أنفسهم الذين يفتحون نوافذ الشر والفوضى على لبنان واللبنانيين، ويستدرجون الحرائق الإقليمية الى البيت الوطني’.
وتتهم المحكمة الخاصة بلبنان، ومقرها لايدشندام قرب لاهاي، المكلفة النظر في اغتيال رفيق الحريري في تفجير ضخم في بيروت في 2005، خمسة عناصر من حزب الله، بالتورط في الجريمة.
ويطالب خصوم حزب الله بانسحابه من سوريا تجنيبا لتداعيات امنية خطرة على لبنان. ويتهمونه بالاستقواء بسلاحه كونه الجهة الوحيدة التي تمتلك ترسانة عسكرية ضخمة، لفرض رايه على الحياة السياسية في لبنان.
وقال الحريري في البيان ‘الذين اغتالوا محمد شطح هم الذين اغتالوا رفيق الحريري، والذين يريدون اغتيال لبنان وتمريغ أنف الدولة بالذل والضعف والفراغ’.
وأدانت السفارة الامريكية في بيروت، بشدة التفجير الذي استهدف شطح الجمعة، وقالت السفارة الامريكية في بيروت، ببيان إن ‘الولايات المتحدة تدين بأشدّ العبارات الهجوم الإرهابي الذي أودى بحياة وزير المالية السابق محمد شطح’.
ودعت السلطات اللبنانية إلى اتخاذ ‘الإجراءات اللازمة لإجراء تحقيق دقيق، وجلب المتورطين في هجوم اليوم (الجمعة) أمام العدالة’.
واعتبرت أن هجوم الجمعة يعزّز ‘التزام الولايات المتحدة بالدعوة لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي بما فيها 1559 و1701′، بالإضافة الى ‘اتفاق الطائف وإعلان بعبدا، كوسائل لدعم لبنان مستقر وآمن وحر’.
كما شدّدت على دعم ‘للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي كمؤسسات حكومية شرعية تحمي وتخدم جميع اللبنانيين’.
ورفضت دمشق الجمعة الاتهامات ‘الجزافية والعشوائية’ التي وجهتها قوى 14 اذار اللبنانية لها باغتيال الوزير السابق محمد شطح، معتبرة ان اطلاقها تغطية لضلوع هذه القوى في دعم الارهاب.
ونقلت وكالة الانباء الرسمية ‘سانا’ عن وزير الاعلام السوري عمران الزعبي قوله ‘ان هذه الاتهامات الجزافية والعشوائية تأتي على خلفية أحقاد سياسية تعكس ارتباط أشخاص (…) بأعداء الأمة والاعتدال’.
وقال الزعبي، بحسب ‘سانا’، ان هذه الاتهامات ‘محاولات بائسة ويائسة لدفع تهمة ثابتة وراسخة عن دور السنيورة في دعم وتمويل الإرهاب في لبنان والمنطقة ولا سيما تنظيمات (دولة الإسلام في العراق والشام) و(جبهة النصرة) و(الجبهة الإسلامية) وتوفير ملاذات آمنة لقياداتهم وغرف عمليات برعاية سعد الحريري وملوكه وأمرائه’.
وأضاف وزير الإعلام السوري ‘ان إطلاق الاتهامات بهذه الطريقة الغبية والعاجزة والسابقة لأوانها يؤكد أن ثمة قوى في لبنان أصبحت سيدة الموقف على الأرض وهي التي تمارس الإرهاب في كل المنطقة’.
ودعا ‘الشرفاء في لبنان الى الوقوف ضد الإرهاب الذي تشكل بعض القوى السياسية المظلة الحقيقية له’، مؤكدا ان ‘الإرهاب هو عدو للجميع ولكل شعوب العالم ولا بد من مواجهته بشكل جدي وصلب بعيدا عن الاستخدام السخيف والعبثي للغة الاتهام السياسي التي لا تجدي نفعا’.
وأدان حزب الله مقتل شطح الجمعة وقال ان عملية الاغتيال تستهدف ‘تخريب البلد’.
وقال الحزب في بيان انه يعبر ‘عن إدانته الشديدة للجريمة النكراء التي استهدفت الوزير محمد شطح، ما أدى إلى استشهاده مع عدد من المواطنين اللبنانيين وجرح العشرات’.
وأضاف ‘إن حزب الله يرى أن هذه الجريمة البشعة تأتي في إطار سلسلة الجرائم والتفجيرات التي تهدف إلى تخريب البلد، وهي محاولة آثمة لإستهداف الاستقرار وضرب الوحدة الوطنية، لا يستفيد منها إلا أعداء لبنان’.
ودعا الحزب ‘اللبنانيين إلى اعتماد العقلانية والحكمة في مواجهة الأخطار التي تحدق ببلدهم، كما يدعو الأجهزة الأمنية والقضائية إلى استنفار أقصى الجهود والطاقات لوضع اليد على الجريمة وكشف الفاعلين وتقديمهم للعدالة’.
وصدرت إدانات من عدة دول عربية لحادث لتفجير، وتضمت الإدانات دعوات للفرقاء اللبنانيين بالتزام ضبط النفس، وأدان نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية بشدة التفجير ‘الإرهابي’، معتبرا أن ‘جريمة اغتيال الوزير (محمد) شطح، أحد أبرز قيادات حركة 14 آذار، وفي هذا التوقيت بالذات، إنما هو استهداف لما عرف عن الوزير شطح من مواقف وطنية وفاقية معتدلة وانفتاح سياسي ودور مميز في الدفاع عن وحدة لبنان واستقلاله وسيادته’.
وأعربت الخارجية القطرية، عن ‘إدانة دولة قطر واستنكارها الشديد’ لتفجير بيروت.
كما أعرب مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية في بيان نشرته وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) عن ‘إدانة واستنكار الكويت الشديدين لحادث التفجير الارهابي الذي استهدف موكب وزير المالية اللبناني الأسبق محمد شطح في وسط بيروت اليوم الجمعة وأدى إلى مقتل وجرح العشرات بينهم الوزير شطح’.
كما أدان نبيل فهمي وزير الخارجية المصري التفجير، مؤكداً أن ‘هذه التفجيرات والإرهاب، أيا كان مصدره، والذي يشهده لبنان ويضرب في أنحاء مختلفة بالمنطقة، لن يؤدي إلى أية نتيجة باستثناء الدفع نحو مزيد من العنف والخراب واستنزاف الموارد بدلا من تعزيز التوجهات التنموية، وهو ما يرفضه الشعب اللبناني بمختلف أطيافه والشعوب العربية، بل وكافة شعوب المنطقة’.
مخاوف مسيحيي سوريا ولبنان تتضاعف بعد موجة خطف طالت رموزهم الدينية
بيروت ـ من ‘بولا أسطيح: مع تراجع عدد مسيحيي الشرق الأوسط بشكل دراماتيكي في الحقبة الأخيرة، وتصاعد موجة المتطرفين الإسلاميين في بعض البلدان العربية، يتخوف ما تبقى من هؤلاء المسيحيين، وبالتحديد في لبنان وسوريا، من عملية تهجيرهم مع ظهور بوادر الصراع السني ـ الشيعي’في المنطقة.
ويعزو البعض هذا الخوف إلى تصاعد نفوذ المجموعات المتطرفة، ومحاولتها السيطرة على ما يُعرف بـ’المناطق المحررة’ في سوريا غير الخاضعة لسلطة النظام، والتي تقول إنها تطرح’الشريعة الإسلامية، نظاماً جديداً لسوريا المستقبل.
ونجح النظام السوري إلى حد بعيد بتخويف مسيحيي سوريا البالغ عددهم نحو مليون ونصف مما هو مقبل عليهم في حال قيام هكذا نظام، بعدما اعتمد هؤلاء سياسة النأي بالنفس، فلم يظهر هؤلاء انحيازاً، لا إلى النظام، ولا إلى المعارضة، إلا أن بعض مرجعياتهم، خرجت عن صمتها مؤخراً بعد سيطرة الإسلاميين على مناطق عدة، معلنة رفضها لما تقوم به ما أسموه بـ’الجماعات المتطرفة’.
ويرى رئيس المجلس العام الماروني في لبنان وديع الخازن أن الخطر الذي يهدد مسيحيي الشرق ‘يتعاظم بعدما ضعُفت مناعة وجودهم بالاستهداف الذي طالهم في العراق ومصر’، والذي تحوّل ‘وحشياً’ في سوريا بعد اختطاف المطرانين، بولس يازجي، مطران حلب للروم الأرثوذكس، ويوحنا إبراهيم، مطران حلب للسريان الأرثوذكس، في شهر أبريل/نيسان الماضي على حاجز في قرية داعل غرب مدينة حلب (شمال سوريا)، ولا يزال مصيرهما مجهولاً منذ ذلك التاريخ.
واعتبر الخازن أن تعرض بلدة معلولا بريف دمشق (جنوب سوريا)، أقدم المعالم المسيحية على الأرض، والتي تختزن تاريخ اللغة الآرامية التي كان يتكلّم بها السيد المسيح، ‘لأبشع الاعتداءات من جماعات داعش (الدولة الإسلامية في العراق والشام) وجبهة النصرة والمتطرفين الإسلاميين الذين خطفوا 12 راهبة سورية ولبنانية’ وما سبقه من تعرض لكرامات الرموز الدينية، وتحطيم المقدّسات في الكنائس والأديرة، ‘يوحي وكأن لسان حالهم يقول: أيها المسيحيون لا مكان لكم بيننا!’، على حد قوله.
وأعلنت كتائب ‘أحرار القلمون’ السورية في 6 كانون الأول/ديسمبر،’مسؤوليتهاعن اختطاف راهبات معلولا بعدما سيطرت مع جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة’على البلدة التي تضررت كثيراً جراء المعارك، وتم ربط مصير الراهبات بالإفراج عن ألف معتقلة سورية من سجون النظام السوري.
وخرجت مساء اليوم نفسه الراهبات في مقطع فيديو بثته قناة ‘الجزيرة’ القطرية، ونفين أن تكنّ مختطفات، وإنما تم إجلاءهن من المدينة بسبب القصف المكثف عليها، في حين نفى عامر القلموني الناطق’باسم الهيئة العامة للثورة السورية، وهي هيئة إعلامية تابعة للمعارضة، في تصريحه’لـ’الأناضول’ أن تكون’راهبات معلولا’مختطفات وإنما ‘في ضيافة قوات المعارضة’.
وقد هاجر ثلث المسيحيين السوريين من بلادهم منذ اندلاع الأزمة قبل نحو 3 أعوام، وذلك على حد تعبير المطران يوحنا ابراهيم، في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية ‘بي بي سي’ قبل اختطافه منذ 8 أشهر، بأيام، مشيراً إلى أنه يجد ‘صعوبة في إقناع المسيحيين البالغ عددهم الإجمالي مليون ونصف من عدد السكان بعدم الهجرة’.
وأوضح أن عدد المسيحيين المترددين على الكنائس في سوريا، انخفض إلى أقل من خمسين في المئة مقارنة بما كان عليه الحال قبل الاحداث التي بدأت في آذار/مارس عام 2011.
ولفت رئيس الكنيسة الانجيلية في حلب القس ابراهيم نصير إلى أن ثلث مسيحيي حلب غادروا سوريا، واتجه معظمهم إلى لبنان، فيما نزح ثلث آخر إلى الداخل السوري، في حين بقي الثلث الأخير في مدينته، مؤكداً أن من غادر يتواصل معه، بنية العودة فور استتباب الأمن.
ورأى نصير في اتصال هاتفي من حلب، أن خطف المطرانين (اليازجي وإبراهيم) وما تلاه من استهداف للكنائس، وبعدها السيطرة على بلدة معلولا واختطاف الراهبات، كل ذلك ترك ‘أثراً سلبياً’ على مسيحيي سوريا، وقال ‘لكن ردة فعلهم جاءت عكسية وإيجابية، إذ قرروا التمسك بأرضهم ووطنهم أكثر من أي وقت مضى’.
وشدّد على أن من يفكر بتهجير المسيحيين الشرقيين من بلدانهم ‘واهم، واهم، واهم’، وأضاف ‘أبناء سوريا من المسلمين، يصرون على بقاء المسيحيين في أرضهم، وهم من سيدافعون عنهم بوجه جبهة النصرة وداعش اللتين لا تمتان للثقافة والتاريخ السوري بصلة’، حسب تعبيره. ونفى أن يكون المسيحيون قد نأوا بأنفسهم عن الأزمة السورية، مؤكدا أنّهم ‘وقفوا ويقفون الى جانب الحق’، وقال”عندما يكون هناك حق وباطل، وظلمة ونور، علينا أن ننحاز إلى الحق والنور’.
واذ شدّد على أن ‘المسيحيين مع الإصلاح شرط ألا يأتي بقوة السلاح’، لفت إلى انّهم يرفضون كل من يحمل سلاح ‘غير شرعي وغير مقونن’.
وكان بابا روما فرنسيس، دقّ مؤخراً ناقوس الخطر حول وضع المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط، قائلاً أنّه ‘لا يمكن التسليم بالتفكير في شرق اوسط من دون مسيحيين، يبشرون منذ الفي عام باسم المسيح’.
ويرفض مدير المركز الكاثوليكي للإعلام في لبنان القس عبدو أبو كسم ما يحكى عن استهداف مسيحيي سوريا ومقراتهم الدينية، مشيراً إلى أن ‘مسيحيي سوريا جزء من التاريخ والنسيج السوري، وبالتالي ما يتعرضون له يتعرض له باقي مكونات الشعب السوري، فاستهداف دور العبادة لا يطال كنائس المسيحيين وحدهم، بل مساجد المسلمين أيضا’، وقال: ‘هي حرب محتدمة هناك وارتداداتها تطال الجميع′.
ونفى أبو كسم أن يكون هناك خوف على مصير المسيحيين في الشرق، مقراً بنوع من ‘القلق’، ومشدداً على أنّه ‘لطالما كان المسيحيون شهود محبة وشراكة، فهم باقون على العهد ومتمسكون بأرضهم حتى الرمق الأخير’.
وسبل الحفاظ على الوجود المسيحي في الشرق الأوسط، كان الموضوع الأبرز الذي بحثه بطاركة وأساقفة الشرق مع البابا فرنسيس مؤخراً في الفاتيكان، مع تصاعد هجرة المسيحيين من بلدانهم باتجاه دول أوروبا وامريكا وأستراليا.
ونبّه أستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة اللبنانية رضوان السيد من هجرة مسيحية سورية كبيرة ‘لأن المسيحيين في سوريا يشعرون بالتهديد وعدم الأمان، وأن لا مستقبل لهم في هذه البلاد’، مشدداً على وجوب عمل المسيحيين والمسلمين معاً على ‘تجديد تقاليد العيش المشترك بمواجهة الانشقاق الحاصل في الاسلام، والذي أول ما يضر، يضر بالمسلمين أنفسهم’.
وقال السيد إن ‘واجب الأكثرية المسلمة العمل للحفاظ على الوجود المسيحي’، مذكراً بالمثل اللبناني القائل ‘بلد بلا نصارى … خسارة’.
وبحسب رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق سليم الحص، فإن خلاص الشعوب العربية، لا يكون ‘إلا بالعروبة الجامعة بجناحيها الإسلام القرآني، والمسيحية المشرقية’، مضيفاً: ‘لا تطور ولا تقدم لها إلا بالابتعاد عن أنظمة الاستبداد’.
ونبّه في حديث إلى جريدة ‘السفير’ اللبنانية الأسبوع الماضي، إلى أنّه إذا لم يتم تدارك هذا الأمر، فإنه يخشى أن يشهد العالم العربي ‘صراعاً شديد الحدة بين دعاة الإسلام القرآني ودعاة الإسلام التكفيري’.(الاناضول)
براميل النظام السوري المتفجرة تقتل الناس وتخلف الدمار
إسطنبول ـ من محمد شيخ يوسف: كشف النقيب عمار’الواوي، أمين سر الجيش السوري’الحر، وقائد لواء ‘الأبابيل’، أن النظام السوري يستخدم عدة أنواع من البراميل المتفجرة،’في قصفه للمدن والبلدات السورية، حيث طورت قوات النظام هذه البراميل، لتتمكن من تدمير مبنى كامل، حيث يصل وزن هذا النوع منها’إلى نحو طن واحد’(1000كغ).
وأوضح الواوي، في اتصال مع مراسل الأناضول، أن النظام يستخدم المواد المتفجرة من ‘تي ان تي’، والديناميت بحسب حجم البراميل، لافتا إلى أن هناك خبراء في ‘مركز الدراسات والبحوث العلمية”في منطقة مصياف، الواقعة في جبال الساحل السوري غربا، وهي منطقة موالية للنظام، تصنع فيها البراميل، وتضم ضباطا يشرف عليهم خبراء إيرانيون.
ومضى الواوي قائلا ‘البراميل عدة أنواع، ومنها براميل صغيرة تزن 150 كغ، تتدرج لتصل إلى إلى طن كامل، أي 1000كغ، وهناك براميل متوسطة، وحاويات يتم رميها من المروحيات’، موضحا أن ‘هناك صوراً تثبت كيف يتم تثبيت هذه الحاويات بالسلال على المروحيات، وهناك صور أخرى لبراميل تشعل بالفتيل، ويتم رميها بدون تحديد أي هدف لها’.
وفي السياق نفسه، أشار الواوي إلى أن هذه البراميل’تصنع من مادة ‘تي ان تي’، وتتكون من الديناميت أيضا، ويقوم النظام بشراء هذه المواد’من لبنان، فضلا عن اعتماده على ما يفيض من عبوات وذخائر متفجرة، ونفط، ويضع في البراميل أيضا قطعا من الحديد والخردة والمسامير، لكي تعطي أكبر ضرر أثناء الانفجار’.
وأكد أيضا ان ‘البراميل المتفجرة يتم صنعها من خزانات تسخين مياه الحمامات (قازانات، وهي خزانات ماء اسطوانية، تستخدم في سوريا لتسخين المياه في الحمامات)،’ومنها القديم، ويستطيع النظام تصنيع الجديد منها، وهناك أيضا،’البراميل التقليدية المستخدة للزيت والنفط والبترول، وهي معروفة في كل أنحاء العالم، وأيضا حاويات القمامة التي يتم تصنيعها بمساعدة إيرانية’.’
وعن كميات ‘المواد المتفجرة المستخدمة في البراميل، نفى الواوي إمكانية تحديدها، إلا أنه توقع أن الكمية تتناسب مع حجم الرميل، بدءا’من 10كغ، مرورا بـ’50 كغ، وصولا إلى 100 كغ’، مشددا على أن ‘هناك مشرفون يدركون كيف يضعون الكيمات المتفجرة، لتعطي أكبر قدر من التفجير،’لأن البراميل الكبيرة،’تقوم بتفجير مبنى كامل’. وقدر وزن البراميل التي تستطيع تدمير مبنى كامل بنحو ‘طن،’تتضمن أكثر من 100كغ من’مادة ‘تي إن’تي’، واصفا إيها أن ‘البراميل المتفجرة هي مرفوضة بالقانون الدولي، وفق معاير الحروب بين الدول، لأنها سلاح يعطي تفجيرا كبيرا بدون تحديد أهداف، وهو ليس سلاحا متطورا يعطي هدفا محددا’.
وكشف الواوي أسماء الضباط المشرفين على صنع هذه البراميل في’مركز ‘الدراسات والبحوث العلمية’ في ‘مصياف’، عن طريق’أحد الضباط المنشقين، وهو’العقيد محمد عمر، حيث أوضح أن ‘المركز′بإدارة الدكتور عزيز علي أسبر،’يساعده مهندسون منهم،’العقيد المهندس محمد صفوان قطان، والعقيد المهندس زياد غريواتي، والعقيد المهندس محمد ضرار خلودي، والمهندس بكري مصري، والدكتور خالد صوان، والمهندس ريمون رزق، والمخبري فواز العطو، والمخبري فايز عاصي، وغيرهم’.
من ناحية أخرى، أوضح الواوي أن ‘البراميل’استخدمت منذ أكثر من عامين حتى الآن، لأنها أقل تكلفة وأكثر ضررا وتدميرا’، مؤكدا أن ‘الثوار لا يستطيعون مواجهتها، لأنها’لا تسقط على الثوار، وانما تسقط على المدنيين والبيوت الآهلة للسكان، فضلا عن أنها لا تسقط في الجبهات، بل في الأحياء لقتل أكبر عدد من المدنيين’.’
وتابع موضحا أن ‘هذه البراميل استخدمت في الحرب العالمية الأولى، حسب ما قرأ،’عندما لم تكن هناك صواريخ ذكية وغيرها، وهذه البراميل محرمة دوليا، لأنها سلاح لا يستطيع من يرميه، تحديد الأهداف بدقة، كما انها تعطي تدميرا لأكبر من’هدف، والقانون الدولي ينص على’تدمير الهدف فقط، وعندما يكون أكبر من ذلك’فلا يجوز، بمعنى أنه من أجل قتل’جندي واحد، لا يجوز′قتل 100 مدني، وهذا تصرف مرفوض دوليا’.
وقال الائتلاف لقوى الثورة والمعارضة السورية،’إن 650 قتيلاً سقطوا خلال 10 أيام من القصف بـ’البراميل المتفجرة’ على محافظة حلب (شمال)،’في الوقت الذي أكد’فيه أن عدد القتلى جراء إلقاء’تلك البراميل منذ بداية الصراع قبل 3 سنوات في البلاد بلغ نحو 20 ألفا.
وفي بيان تلاه رئيس المكتب الإعلامي في الائتلاف خالد الصالح، مساء الأربعاء،’قال الائتلاف إن 650 قتيلاً سقطوا’جراء إلقاء طيران’النظام السوري البراميل المتفجرة على الأحياء السكنية’في مدينة’حلب، ومدن وبلدات عدّة في ريفها خلال الأيام العشرة الماضية.(الاناضول)
في سوريا اليوم ترفرف أربعة أعلام.. ونظام سايكس ـ بيكو انهار
ابراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ بعد أقل من قرن على رسم حدود الشرق الأوسط وتوزيع غنائم الحرب العالمية بين بريطانيا وفرنسا، بحسب خريطة سايكس- بيكو التي أنشأت دولا وكيانات، تتعرض الخريطة القديمة اليوم لامتحان كبير بسبب الحرب الدائرة في سوريا وتداعياتها على المنطقة العربية.
فقد تجاوزت الخطة الفرنسية- البريطانية القديمة حدودا كانت معروفة وأقامت في قلب العالم العربي دولة إسرائيل. وفي بلدة القصر اللبنانية يجري امتحان هذه الخطوط ‘الوهمية’ التي أقامها سايكس- بيكو وفي مزرعة محمد الجمال حيث يقع نصف مزرعته في سوريا والنصف الآخر في لبنان.
فقد كانت هذه المزرعة ملكا لعائلته قبل قرون، أي قبل أن يأتي الأوروبيون ويقرروا مصيره ومصير المنطقة.
وتقول صحيفة ‘واشنطن بوست’ ان الجمال قد تجاهل الجبهة غير المعلمة التي تمر قريبا من بيته وكذا تجاهلت الحرب السورية المندلعة منذ ثلاثة أعوام هذه الخطوط ‘غير الواضحة’ التي تفصل البلدين، فقد تعرض الأقارب للإختطاف، وتطوع الجيران للقتال في الحرب، فيما نزلت القذائف من سوريا على البيت حيث قتلت بعض الأبقار وجرحت ثلاثة عمال، مما يعطي صورة عن الحدود التي لا تعني شيئا للطرفين.
وتنقل الصحيفة عن الجمال قوله ‘ألوم سايكس ـ بيكو على كل هذا’ في إشارة للإتفاق السري الذي وقع بين وزير خارجية فرنسا وبريطانيا عام 1916 والذي أدى كما تقول الصحيفة إلى ولادة دول جديدة، وقطعت الحدود بين بيوت وعائلات وكان مصدرا لكل المشاكل وعدم الإستقرار الذي يعاني منه الشرق الأوسط. وتضيف الصحيفة. وتعاني الحدود التي رسمت قبل أقل من قرن ‘فالحرب في سوريا تنتشر عدواها للعراق ولبنان وتركيا والأردن وإسرائيل حيث تغمر مناطق ظلت لقرون تنتمي لأمة واحدة وتجاوزت حياتهم ومعتقداتهم فكرة الدولة الوطنية’.
وتشير الصحيفة إلى أن أبناء السنة من كل أنحاء المنطقة يتدفقون لسوريا للقتال إلى جانب المقاتلين السنة والجماعات التي تتبنى أفكارا متطرفة. وفي الوقت نفسع يتدفق الشيعة من نفس الأقطار للدفاع عن الرئيس بشار الأسد، مما يضاعف من البعد الطائفي للحرب التي لم تعد تدور حول سوريا والسوريين.
تحولات سكانية
وفي الوقت الذي يدخل فيه المقاتلون والمتطوعون من السنة والشيعة لسوريا يخرج المدنيون لمناطق اللجوء حيث بلغ عددهم حتى الآن حوالي 2.3 مليون لاجئ مما يؤدي إلى تحولات في طبيعة المجتمعات.
ويترك وصول اللاجئين على السكان أثرا لا رجعة فيه. وتنقل الصحيفة عن الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ‘من لبنان إلى إيران لم تعد الحدود قائمة’، مضيفا ‘من الناحية الرسمية لا تزال قائمة، ولكن هل ستظل كما هي بعد سنوات قليلة؟ واذا استمرت عمليات الإقتلاع فسينهار كل الشرق الأوسط’.
ومع أن أحدا لا يتوقع اختفاء الحدود الجغرافية القائمة بين الدولة العربية بين ليلة وضحاها، أو حتى يتم رسمها من جديد بسبب الأحداث الجارية في المنطقة لكن لقاء الدول المعنية بالأزمة السورية في سويسرا الشهر المقبل سيكون له شأن على مستقبل سوريا والمنطقة العربية ‘فهذه اللحظة سيكون لها أثرها العميق على المنطقة مثل ما حدث بعد نهاية الحرب العالمية الأولى حيث ولدت دول المنطقة، كما يقول فواز جرجس، الباحث في جامعة لندن للإقتصاد.
الحرب السورية خلطت الأوراق
وتقول الصحيفة إن الحرب الأهلية في سوريا قد شوشت الخريطة القديمة بالفعل، خالقة جبهات جديدة تقترب أكثر من المجتمعات التي تعيش فيها.
ففي سوريا ترتفع الآن أربع رايات وتعبر عن الطوائف والمجتمعات والهويات والولاءات التي تتنافس فيها وكشفت عنها الحرب.
وستعمل هذه على زيادة التشرذم في الدولة القائمة أو قد تعززه مما يطمس خطوط الإنقسام بينها.
ويقول جرجس ‘كل شيء الآن هو محل مساءلة ومن الصعوبة بمكان التكهن’ فيما ستؤول إليه الأمور ‘ولكن ما نراه الآن هو أن نظام الدول في الشرق الأوسط والتي انشئت بعد الحرب العالمية الأولى يتداعى’.
ومع أن الشرق الأوسط الذي نشأ من ركام الدولة العثمانية لا يشبه كثيرا خريطة سايكس- بيكو لكن الدبلوماسيين الفرنسي والبريطاني لا يزالان يحملان المسؤولية وموضوعا للنقمة من سكان المنطقة، ذلك أن الخطة قضت على آمال الإستقلال العربي وإنشاء دولة عربية واحدة، وبدلا من ذلك استعمرت بريطانيا العراق وفلسطين والأردن فيما سيطرت فرنسا على لبنان وسوريا، ولم ترض الأخيرة عن لبنان الذي اعتبرته امتدادا لسوريا الطبيعية.
حدود طائفية
وتشير الصحيفة إلى القرى التي تم قطعها من سوريا وهي القصر والقرى الزراعية في الهرمل والتي تعيش فيها الطائفة الشيعية حيث تعلق صور الأسد والإمام الخميني وحسن نصر الله، فيما تم لصق صور المقاتلين على واجهات المحلات وهم الذين قتلوا دفاعا عن الأسد في سوريا.
وتنقل عن أحد سكان المنطقة واسمه محمد شماس′لم تكن هناك حدود أبدا ونعتبر أنفسنا أرضا واحدة’ ولكن ‘قبل فترة من الزمن جاء الفرنسيون ورسموا الحدود بيننا’.
وتقول الصحيفة إن الخطوط الحقيقية هي التي تفصل الهرمل عن بلدة عرسال السنية والتي تحولت بسبب الحرب إلى مركز للمعارضة واللاجئين السوريين. وتعج شوارعها بالمقاتلين وسيارات الإسعاف التي تحمل الجرحى من الجبهات داخل سوريا.
وتنقل عن أبو عمر، مواطن في عرسال يعمل في عيادة لعلاج الجرحى حيث قال ‘نعتبر هذا المكان سوريا أكثر منه لبنانيا’.
ولا يجرؤ أحد من أهالي عرسال السفر لقرى الشيعة في الهرمل خشية القتل أو الإختطاف ويفضل أبو عمر أخذ عائلته ليبرود التي لا تبعد كثيرا عن عرسال وشراء ما يحتاجونه منها على الرغم من القصف والمواجهات بين المقاتلين وقوات النظام.
أما الجمال وهو شيعي فيشتري كل حاجياته من حمص، ليس لأنه يخاف السفر لبقية القرى الشيعية ولكن لأن التسوق في حمص أرخص. ولا يذهب إلى عرسال ‘لأنهم كلهم تكفيريون’حسب قوله.
أكراد وموالون
بعيدا عن لبنان، هناك خطوط/ حدود مشابهة بدأت تظهر بسبب الحرب الأهلية في شرق سوريا، ففي منطقة حوض الفرات بدأت معالم دولة إسلامية تظهر وتضم إليها مناطق بين دجلة والفرات وعاصمتها الرقة، وترتفع عليها أعلام الدولة الإسلامية في العراق وسوريا ‘داعش’.
وفي منطقة شمال- شرق سوريا هناك أعلام الأكراد الذين أعلنوا الحكم الذاتي في مناطقهم، وفي منطقة الوسط يرتفع علم الحكومة السورية حيث تقوم بتعزيز سيطرتها على مناطق الوسط الممتدة من دمشق إلى الساحل.
وتشير الصحيفة إلى عملية الحراك السكاني من المناطق، فتلك التي يسيطر عليها المقاتلون يهرب منها المسيحيون والعلويون، أما التي يسيطر عليها الجيش فيهرب منها السنة باتجاه تركيا والأردن ولبنان والعراق. أما العالم الرابع فهو الذي يمثل الثورة ويلقى دعما من دول الخليج والغرب، ويسيطر المقاتلون على مناطق في الشمال وحول دمشق والغرب.
وتقول الصحيفة إنه ‘بدون دعم وتسليح فعلم الثورة يتقلص بسرعة’.
في ضوء هذا الإنقسام يلوم البعض الدولة الوطنية والنخب الحاكمة التي فشلت في إنشاء هوية تتجاوز العرق والطائفة.
ويعتقد أبو زيد وهو لاجيء من دمشق إن تقسيم سوريا يعني حربا مستمرة لأكثر من مئة عام.
وتختم الصحيفة بالقول إن التحدي الأكبر أمام مؤتمر جنيف هو التوصل لتسوية ترضي كل الأطراف وفي حالة الفشل، فالتمزق السوري يبدو محتوما. مع أن مظلة قد تنشأ مع مرور الوقت تعطي إطارا لامركزيا للحكم وتتشارك فيه أطيف المجتمع السوري ويمكن كل طرف ممارسة ثقافته وطريقته الخاصة في الحياة. ولكن هل تنتهي الحدود وتتغير، لعل من الباكر الحديث عنها فهي بالنسبة لعمدة الهرمل ‘يوتوبيا’ فالحرب هي التي ستتغير ولكنها ستظل حربا، مرة بين المسلمين والمسيحيين وأخرى بين الشيعة والسنة، او بين السنة أنفسهم. طبعا ليس هذا حلا ‘فعلى المجتمعات العثور على طريقة للعيش معا وقبل ذلك الجلوس معا.
حلب وحمى الموت
الحرب مشتعلة في سوريا منذ ثلاثة أعوام ولكن الأسبوع الماضي كان الأعنف الذي شهدته مدينة حلب.
ففي تقرير كتبه إدوارد بارك من حلب ونشره موقع ‘المونيتور’ جاء ‘إن حلب شهدت أعنف أسبوع من 32 شهرا مرت على الحرب، وقد أقول إنه الأسبوع الأكثر دموية في التاريخ الحديث، كرنفال بشع من القتل، الموت والذبح تدار على مواطنين عزل في هذه المدينة القديمة التي تعاني’.
ويقول ‘آلاف الموجات من الغزاة واللصوص الذين مروا على هذه المدينة، جاؤوا وذهبوا ولكن لم تشهد المدينة مشهدا مثل الأخير في بربريته ودمويته، ويجب أن يكون في رأس قائمة ما عانته من ألم طوال تاريخها’.
ويقول الكاتب انه اختبأ في غرفة أرضية تعود لصديق له في حي الجميلية بحلب فقد عد في يوم واحد ثماني انفجارات. مما يؤكد ما يسمعه من عبارة تدور على ألسنة كل واحد في المدينة ‘ القنابل تهطل على حلب مثل المطر’.
ويصف مشاهد الذعر التي أصابت السكان بعد كل انفجار، وخلو الشوارع المزدحمة من المارة مع الغروب، بعد أن قامت المروحيات التابعة للحكومة بطلعاتها اليومية محملة بالموت ورمت على مواقع المقاتلين الحمى التي تتكون من براميل نصفها معبأ بـ تي أن تي والنصف الآخر بعوادم السيارات والشفرات والآلات الحادة. والنتيجة التي كانت تتركها دمار وسيارات محترقة ومئات من القتلى والجرحى الذين تم نقلهم للمستشفى الذي يفتقد لكل شيء كي يكون قادرا على علاج الضحايا.
ويقول ‘الصرخات العالية والشجب، في داخل سوريا وخارجها لم يؤد للتخفيف من حدة الهجمات التي لم تترك حيا من الأحياء الواقعة تحت سيطرة المقاتلين بدون ضرر’.
و’ما يجعل الهجمات غير محتملة وبطريقة جنونية هي طبيعتها التي لا تفرق، ولا تنفع معها أسلحة المقاتلين البدائية’.
ويقول إن البعض يتكهن من أن الهجمات الجوية ما هي إلا مقدمة لهجوم بري على الأحياء الواقعة تحت سيطرة المقاتلين. كما يقول آخرون إن هدف الهجمات هو تحويل حياة السكان لجحيم بحيث يثوروا على المقاتلين ويحملونهم مسؤولية المعاناة التي يعيشونها.
عشرات القتلى بحلب وتقدم للمعارضة بدير الزور
سقط عشرات القتلى والجرحى اليوم السبت إثر إلقاء الجيش النظامي براميل متفجرة على أحياء سكنية في مدينة حلب، بينما استهدفت كتائب المعارضة بقذائف الهاون فرع الأمن العسكري بحي الفرقان في المدينة. ومن جهة أخرى، سيطرت قوات المعارضة على مناطق محاذية لمطار دير الزور العسكري.
فقد قال ناشطون إن عشرات القتلى والجرحى سقطوا بعد إلقاء جيش النظام براميل متفجرة على حي طريق الباب في حلب، وأفادت الهيئة العامة للثورة بأن القصف استهدف أماكن تجمع المدنيين في أحد الأسواق التجارية الرئيسية للحي، فتسبب في قتل عدد من الأطفال والنساء وتدمير محلات تجارية.
وقصفت قوات النظام في حلب أيضا حي الميسر مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى كما طال القصف حي الزبدية، وفي المقابل استهدفت كتائب المعارضة بقذائف الهاون فرع الأمن العسكري بحي الفرقان في حلب.
وتتعرض الأحياء الشرقية ومناطق في ريف حلب واقعة تحت سيطرة المعارضة -منذ 13 يوما- لحملات قصف جوي متواصلة استخدمت فيها البراميل المتفجرة، وأسفرت عن وقوع أكثر من 560 قتيلا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطين.
ويأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه ناشطون إن كتائب المعارضة المسلحة سيطرت صباح اليوم على أجزاء واسعة من قرية الجفرة ومزرعة العميد المتاخمتين لمطار دير الزور العسكري، واللتين كانت تتمركز فيهما قوات النظام. كما استولت هذه الكتائب على عدد من الأسلحة والذخائر ودمرت آليات عسكرية ثقيلة. ورد الطيران الحربي للجيش النظامي بغارات عديدة على محيط المطار.
وفي ريف درعا، أفادت شبكة شام بسقوط جرحى جراء قصف مدفعي على بلدة الغارية الغربية، كما أوردت شبكة سوريا مباشر أن قوات النظام قصفت حفل زفاف في قرية السهو بالمنطقة، مما أوقع إصابات في عدد كبير الأطفال والنساء، ونقل الجرحى بشكل عاجل إلى المستشفيات الميدانية المجاورة في بلدة معربة.
معارك متعددة
وفي محافظة القنيطرة جنوب دمشق، قالت لجان التنسيق المحلية إن الجيش الحر استهدف خلال الليل مراكز لقوات النظام في بلدة القحطانية بقذائف الهاون.
وفي إدلب، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن الجيش الحر استهدف أمس الجمعة قصر محافظ المدينة مما أسفر عن حرق وتدمير أجزاء من القصر. كما استهدف الجيش الحر الحواجز الجنوبية لمدينة إدلب ورتل مؤازرة كان في طريقه إلى قصر المحافظ. في حين قالت لجان التنسيق إن قوات النظام قصفت بالطيران مدينة معرة النعمان بريف المحافظة.
ومن جانب آخر، قالت شبكة سوريا مباشر إن اشتباكات دارت أمس الجمعة بين قوات المعارضة والنظام في حيي الأنصاري والزبدية بحلب، في حين فجرت قوات المعارضة مبنى تتمركز فيه قوات النظام في حي الأشرفية. بينما قصفت قوات النظام مدينتي عندان وحريتان في ريف المدينة.
ومن جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن القوات الحكومية قتلت “عشرات المسلحين” قرب معلولا بريف دمشق، بينما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن جيش النظام نصب كمينا لمقاتلي المعارضة في جبال القلمون شمالي العاصمة دمشق أمس الجمعة، مما أسفر عن مقتل نحو ستين شخصا.
وأضاف المرصد أن الهجوم وقع بين مدينة معلولا وبلدة يبرود، حيث تدور معارك بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة. وعرض التلفزيون السوري لقطات لعشرات الجثث مسجاة على الأرض في منطقة جبلية وبجوارها بنادق آلية وقذائف صاروخية.
البراميل المتفجرة تقتل 30 شخصاً في سوق شعبية بحلب
الحكومات الغربية والعربية نددت بحملة نظام الأسد ضد المدنيين
العربية.نت، فرانس برس
قتل ثلاثون شخصا على الأقل جراء القصف بالبراميل المتفجرة على سوق للخضار في حي طريق الباب بحلب، إلى جانب سقوط نحو عشرة قتلى في حي الميسر في المدينة، فيما كشفت مصادر المعارضة أن نحو عشرين معتقلا قضوا بسبب البرد في سجن حلب المركزي.
وقال المرصد في بريد إلكتروني، “قتل عشرون شخصا، بينهم طفلان وسيدة وفتى وناشط إعلامي جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على سوق خضار ومحيط مشفى في حي طريق الباب في مدينة حلب”.
وأضاف أن “القصف أسفر عن أضرار مادية بالمشفى ودمار في سوق الخضار، والعدد مرشح للارتفاع بسبب وجود عشرات الجرحى”.
ووصفت الهيئة العامة للثورة السورية القصف بـ”المجزرة”، مشيرة إلى أن “الغارات استهدفت سوق الخضار والمواد الاستهلاكية المكتظ بالأهالي”، ما يفسر وقوع عدد كبير من القتلى، وأشارت إلى “دمار كبير في مبان عدة وانهيار واحد منها”.
وتنفذ قوات النظام حملة قصف جوي منذ 15 ديسمبر على مدينة حلب وريفها تستخدم فيها الطيران الحربي والطيران المروحي بالبراميل المتفجرة، وقد حصد أكثر من 400 قتيل، بحسب حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان تعود إلى الأربعاء.
ونددت حكومات غربية وعربية ومنظمات غير حكومية بالحملة التي يبدو أنها ليست موجهة ضد أهداف عسكرية، وتطال المدنيين إجمالا.
عشرات القتلى بقصف سوق في حلب
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال نشطاء إن 35 شخصا على الأقل قتلوا، السبت، في غارة بالبراميل المتفجرة على سوق للخضراوات ومشفى في حي طريق الباب بمدينة حلب (شمالي سوريا).
ومن جانبه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القتلى بينهم طفلان وسيدة وفتى وناشط إعلامي.
كما قال ناشطون إن المعارضة السورية أسقطت مروحية للجيش، كانت تحلق فوق حي باب النيرب في حلب، فيما استمرت عمليات القصف العنيف على بعض مناطق وبلدات محافظة دير الزور.
وأوضح الناشطون أن الجيش الحر سيطر على عدة مبان قرب تلة الشيخ يوسف بريف حلب، بعد مقتل 15 عنصر من قوات الجيش.
وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن 15 طفلا قتلوا داخل سجن حلب المركزي جراء نشوب حريق في قسم الأحداث، فيما قالت الشبكة إنه جرى تسجيل وفاة 12 شخصا في نفس السجن بسبب البرد الشديد ونقص الغذاء.
وتشهد حلب منذ أيام حملة عسكرية عنيفة من جانب الجيش السوري، الذي يستخدم الطيران الحربي لقصف المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة.
وفي دير الزور تعرضت عدة أحياء من المدينة للقصف العنيف من القوات الحكومية، وتزامن ذلك مع استهداف الجيش الحر المطار العسكري المدينة، وفقا لنشطاء.
وفي ريف دمشق، قال نشطاء إن 15 شخصا قتلوا جراء انفجار لغم أرضي بينما كانت عائلات تحاول النزوح من مدينة النبك باتجاه يبرود على الطريق الدولي، فيما قتل 6 أشخاص وأصيب العشرات بجروح إثر قصف بالبراميل استهدف بلدة خان الشيح.
أما في دمشق، فجرى الإعلان عن وفاة 5 أشخاص في مخيم اليرموك جراء نقص التغذية والجفاف الناتج عن حصار المخيم منذ أكثر من عام.
سوريا.. بريق “أيام الجمعة” يتلاشى
محمد جمعة جبالي- أبوظبي – سكاي نيوز عربية
مع كل يوم جمعة كانت الأزمة السورية على موعد مع اسم جديد ليوم يعكس أحداث اليوم من فعاليات منذ انطلقت الاحتجاجات ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في 15 مارس 2011.
فاسم كل جمعة في “الثورة” كان يحدد من خلال تصويت أسبوعي يجري في يومي الثلاثاء والأربعاء من كل أسبوع بعد طرح عدة خيارات من القائمين على صفحة “الثورة السورية” على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
وكانت أسماء الجمع في الأشهر الأولى للاحتجاجات تحظى بمتابعة شعبية واهتمام إعلامي كبير، وكانت إحدى الأدوات المهمة في إيصال رسائل لمؤيدي المعارضة في سوريا ولوسائل الإعلام والجهات الخارجية ثانيا.
وقد لوحظ مؤخرا ارتفاع نسب الاستياء العام من قبل السوريين على أسماء الجمع المستخدمة وطريقة التصويت عليها.
وحاليا يرى الكثيرون من مؤيدي “الثورة السورية” أن أسماء الجمع لم تعد تعبر عن مجريات أو الأحداث اللافتة فيها، وبقيت رهن إرادة فئة معينة من المعارضة.
أسماء سياسية ودينية
وجاءت بعض الأسماء لتكون واجهة سياسية لجهة ما, أو خطاب سياسي غير جامع لأطياف المعارضة، حسب آراء الكثير من النشطاء.
وطغت في الآونة الأخيرة التسميات ذات الصبغة الدينية على أيام الجمع، ما أدى لابتعاد كثيرين عن المشاركة في التصويت عليها، لأنهم يعتبرون أن التسميات يفترض بها أن تستمر في التعبير عن أي شيء يخص الثورة بشكل عام.
ويرى البعض أن الإكثار من هذه التسميات فيه ابتعاد عن روح الاحتجاجات والمطالب والأهداف التي بدأت بها، تغذي روح التطرف وتقيد الثورة بالجانب الديني فقط أمام الرأي العالمي.
وكما أنها تشكل مصدر توجس لباقي امكونات المجتمع من انسياق المعارضين إلى المطالبة بدولة دينية والابتعاد عن الدولة المدنية.
انخفاض في أعداد المصوتين
كما أن أعداد المصوتين على التسميات قلت بشكل ملفت للنظر، فبعد أن كانت أعداد المصوتين أكثر من 100 ألف، في حين كان عدد معجبي الصفحة التي يجري فيها التصويت يقارب 300 ألف، أصبح الآن عدد المصوتين لا يتجاوز 15 أو 20 ألفا كحد أقصى رغم أن عدد معجبي الصفحة قارب المليون معجب.
إلا أن بعض التسميات التي أطلقت على أيام الجمع كانت بين الحين والآخر تساهم في جذب الطوائف الأخرى لدعم الاحتجاجات السلمية، مثل الجمعة التي سميت بجمعة “آزادي” وذلك تعبيرا عن المشاركة الكردية في الثورة، أو الجمعة العظيمة تقديرا للمكون المسيحي المشارك وأيضا جمعة الشيخ صالح العلي لتحفيز العلويين وتقدير المشاركين منهم في الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وجاءت كل المحاولات من المنظمين لفعاليات أيام الجمع لدعم الوطنية السورية لكي تشمل الاحتجاجات كل السوريين ولا تقتصر على مكون واحد بعينه.
مقتل عشرين شخصا في غارة على سوق خضار ومحيط مشفى في مدينة حلب
بيروت (أ ف ب)
قتل عشرون شخصا بينهم طفلان في قصف جوي اليوم السبت على حي في مدينة حلب في شمال سوريا طال سوقا للخضار ومحيط مستشفى، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في بريد الكتروني “استشهد عشرون شخصا بينهم طفلان وسيدة وفتى وناشط اعلامي جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على سوق خضار ومحيط مشفى في حي طريق الباب في مدينة حلب”.
واضاف ان “القصف اسفر عن اضرار مادية بالمشفى ودمار في سوق الخضار، والعدد مرشح للارتفاع بسبب وجود عشرات الجرحى”.
ووصفت الهيئة العامة للثورة السورية القصف ب”المجزرة”، مشيرة الى ان “الغارات استهدفت سوق الخضار والمواد الاستهلاكية المكتظ بالأهالي”، ما يفسر وقوع عدد كبير من القتلى.
واشارت الى “دمار كبير في مبان عدة وانهيار واحد منها”.
وتنفذ قوات النظام حملة قصف جوي منذ 15 كانون الاول/ديسمبر على مدينة حلب وريفها تستخدم فيها الطيران الحربي والطيران المروحي بالبراميل المتفجرة، وقد حصد اكثر من 400 قتيل، بحسب حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان تعود الى الاربعاء.
ونددت حكومات غربية وعربية ومنظمات غير حكومية بالحملة التي لا يبدو انها موجهة ضد اهداف عسكرية، وتطال المدنيين اجمالا.