أحداث 17 أيار 2011
إلى أين وصلنا: “شبّيحة” ماهر الأسد منعوا لقاءً للتضامن مع شعب سوريا في بيروت!
أصدر لقاء “لبنانيون من أجل حرية وكرامة الشعب السوري” بياناً قال فيه: “اضطرت إدارة فندق البريستول للاعتذار عن استضافة اللقاء التضامني مع الشعب السوري بعد تلقيها تهديدات باقتحام الفندق و منع عقد اللقاء ولو بالقوة . ونحن إذ نقدر أسباب الاعتذار ونتعاطف مع إدارة الفندق، نعتبر أن بيان ما يسمى “لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية” وما حمله من تهديدات صريحة وعلنية، هو دليل كاف على ممارسة أقصى أنواع الارهاب الموروثة من نظام الوصاية. وكان هو الحال نفسه مع كل فنادق بيروت وإدارة نقابة الصحافة ما يبين للجميع استبداد الخوف على بيروت وسيادة الترويع على اللبنانيين وعجز الدولة عن صون أبسط بديهيات الممارسة الديموقراطية”.
واعتبر البيان هذا التصرف بمثابة “إعتداء من قبل المجموعات المستقوية بالسلاح على النظام الديموقراطي وقيامها بخنق الحياة الحرة إستمراراً لنهج 7 أيار الانقلابي، الذي أحال بيروت أسيرة للإرهاب”، ولافتاً إلى أن “حصول مثل هذا الأمر هو حدث بالغ الخطورة وهو إنتصار للترهيب والتهديد على حرية الرأي والتعبير وعلى الحقوق التي كفلها الدستور اللبناني لجميع المواطنين”.
ولفت البيان الى ان إن لقاء “لبنانيون من اجل حرية وكرامة الشعب السوري” لا يستغرب هذه التصرفات الميليشياوية من الذين يسعون إلى استنساخ تجربة القمع والقهر السورية في لبنان فاعدوا العدة للمشاركة مع النظام السوري الذي يقتل شعبه في قمع حرية اللبنانيين. وعلى هذا، يعلن اللقاء انه يصر اصرارا لا تراجع عنه على عقد اللقاء التضامني مع الشعب السوري و سيحدد في الساعات القليلة المقبلة مكان وزمان عقد اللقاء.
لبنان يسلم سوريا جثمان عنصر من حرس الحدود وآخر جريح
قوات سورية تقتحم مدينة نوى و”الداخلية” تنفي وجود مقبرة جماعية في درعا
دبي – العربية
قال نشطاء إن دبابات سورية دخلت مدينة نوى في منطقة سهل حوران، الثلاثاء 17-5-2011، بعد أن طوقتها خلال الأسابيع الثلاثة المنصرمة. وقال نشطاء من المنطقة اتصلوا بسكان في المدينة إن جنوداً أطلقوا نيران مدافع رشاشة في الهواء مع دخول الدبابات وحاملات الجنود المدرعة المدينة التي يقطنها 80 ألفاً والواقعة على بعد 60 كيلومتراً إلى الشمال من مدينة درعا مهد الانتفاضة التي اندلعت قبل شهرين ضد حكم حزب البعث.
وفي وقت سابق نفى مسؤول في وزارة الداخلية السورية أنباء عن وجود مقبرة جماعية في درعا.
أفادت مراسلة العربية في بيروت أن لبنان سلم لسوريا جثمان أحد عناصر الحدود الذي قتل أثناء فراره إلى لبنان, وأخر جريح أيضا، وأوضحت المراسلة أن التسليم تم وفقا لاتفاق موقع بين البلدين.
وكانت الانباء قد تضاربت حول مصير الجنود السوريين الفارين إلى لبنان، ففي حين ذكرت أنباء أن السلطات اللبنانية سلمت الجيش السوري جثة جندي قتيل واثنين آخرين مصابين، وأفادت معلومات لـ”العربية” بأن الجنود السوريين الثلاثة الذين فروا عبر الحدود إلى لبنان، مازالوا في عهدة القوى الأمنية اللبنانية ولم يتم تسليمهم بعد.
وقال الخبير القانوني شفيق المصري إن للقادمين إلى لبنان الحق في طلب اللجوء السياسي عبر المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وأضاف أن القوانين الدولية تتخطى اتفاقية التسليم بين سوريا ولبنان المبرمة في عام 1951 في حال اللجوء السياسي أو وجود خطر يتعرض له مَنْ يتم تسليمهم.
وقال المصري إن السلطات اللبنانية غير ملزمة قانوناً بتسليم الجنود السوريين لأنهم ليسوا مطلوبين ولا متهمين بجرائم وإنما هم هربوا من مكان خطر. وإذا طلبوا اللجوء السياسي فبإمكان الدولة اللبنانية تأمين ذلك لهم.
وفي الوقت نفسه، وصل مئات السوريين الى منطقة الدبابية الواقعة على مسافة نحو 30 كيلومتراً من معبر البقيعة غير الرسمي الذي سلكه آلاف السوريين خلال الأسابيع الماضية للوصول الى لبنان.
وفي سياق متصل، قال حقوقيون إن عشرات الدبابات دخلت منطقة ريفية قرب الحدود اللبنانية وانتشرت حول بلدة قرب معبر جسر القمار الحدودي مع شمال لبنان.
واشنطن تتفق مع حلفائها الأوروبيين على “اجراءات أخرى” ضد سورية
قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الثلاثاء إن بلادها اتفقت مع حلفائها الأوروبيين على اتخاذ إجراءات إضافية ضد الحكومة السورية خلال الأيام المقبلة، إذا لم تغير دمشق من اسلوبها في التعامل مع المظاهرات التي تشهدها البلاد منذ منتصف مارس/ آذار الماضي.
وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي في واشنطن “سنتخذ خطوات إضافية خلال الأيام القادمة”. وأوضحت أن أنها اتفقت في مع كاثرين أشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي بهذا الشأن.
من جانبها قالت أشتون للصحفيين إن الوقت قد حان لكي تقوم الحكومة السورية بتغييرات.
وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه إن هناك غالبية اصوات “بصدد التشكل” في مجلس الأمن لإدانة تعامل السلطات السورية مع المتظاهرين.
لكنه استدرك أن التهديد باستخدام الفيتو في مجلس الأمن لا يزال قائما من قبل الصين وروسيا.
وأضاف جوبيه امام الجمعية الوطنية الفرنسية “لسنا بمفردنا للحصول على قرار من مجلس الامن؛ ينبغي تفادي لجوء عضو دائم الى الفيتو ومن ثم تامين تسعة اصوات. نعمل مع اصدقائنا البريطانيين منذ ايام بل منذ اسابيع لبلوغ هذه النتيجة”.
وأقر جوبيه بأن جهود بلاده قد فشلت في إدراج إسم الرئيس السوري بشار الأسد في قائمة عقوبات تضم 13 شخصية سورية.
لكنه أضاف “لن نستسلم, سنواصل التحرك في هذا الاتجاه رغم تردد بعض شركائنا ان لم نقل رفضهم”. ولم يكشف جوبيه عن هؤلاء الشركاء الأوروبيين المعارضين لإضافة اسم الأسد إلى قائمة العقوبات.
دمشق تنفي
وعلى صعيد تطورات الأوضاع السورية نفت وزارة الداخلية السورية ما ذكرته وسائل اعلام عن مقبرة جماعية بدرعا ،واعتبرت أنه يأتي في إطار حملة التحريض على سورية حسب بيان الداخلية السورية.
وفي سياق متصل صرح مصدر سوري في محافظة درعا أنه تم يوم الاحد الإبلاغ عن خمس جثث في منطقة البحار بدرعا البلد.
وأضاف المصدر أن المحامي العام أبلغ بالواقعة وأن اللجنة المشكلة لهذا الأمر تقوم بالتحقيق في ملابسات الحادث وأسبابه وقد سلمت الجثث إلى أهالي المتوفين حيث تم دفنها.ولم يذكر المصدر معلومات عن اسباب وفاة الاشخاص الخمسة.
وكانت وكالات انباء قد نقلت عن قرويين قرب درعا عثورهم على مقبرة جماعية وجد فيها 13 جثة.
وقال ناشطون حقوقيون سوريون إن الاهالي في مدينة درعا عثروا على مقبرة جماعية لمدنيين قتلوا على يد قوات الامن السورية خلال فترة حصار الجيش والامن للمدينة المتواصل منذ أسابيع، على حد قولهم.
ولم يتسن التاكد من صحة هذه التقارير.وقال رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار قربي إن السلطات السورية “سارعت إلى تطويق المكان ومنع الناس من اخذ الجثث بعد وعدهم بتسليم عدد منها”.
واعربت المنظمة في بيان اصدرته الاثنين عن تخوفها “من وجود عشرات آخرين لا زالت جثثهم منتشرة في حقول القمح وبين الأشجار حيث حتى الآن لم يستطع الأهالي الوصول إليهم بسبب التطويق الأمني للمنطقة وانتشار القناصة في المكان”.
مظاهرات
في هذه الأثناء وجهت الدعوات للسوريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي للقيام باضراب عام يوم غد الاربعاء تحت عنوان (أبي.. إضرابك ضمان لمستقبلي).
وقالت الدعوة ان الاضراب سيكون ليوم واحد فقط كما تضمنت الدعوة القيام بتظاهرات في المدن السورية.
و أفادت تقارير بخروج مظاهرات معارضة للحكومة السورية مساء أمس الاثنين رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي تفرضها السلطات للتصدي للاحتجاجات.
وقال ناشطون سوريون إن مظاهرات خرجت في دمشق وحمص وحماه وجامعة حلب.
وتحدث المعارضون السوريون في المواقع الاليكترونية عن سماع دوي قصف في بلدة تلكلخ قرب الحدود السورية اللبنانية.
ويقول ناشطون إن تلكلخ تتعرض لهجوم من القوات السورية منذ عدة أيام لقمع المظاهرات مما ادى لفرار العشرات من سكانها إلى الأراضي اللبنانية.وذكرت بعض العائلات ان القصف أدى إلى انهيار منازل على ساكنيها.
من جهته اعلن الجيش السوري أنه قتل واعتقل” عناصر إجرامية مسلحة” في تلكلخ.كما اكد الجيش مقتل ثلاثة من جنوده في المنطقة يوم الأحد الماضي.
وقد دعا المعارضون عبر شبكات الإنترنت إلى إضراب عام في أنحاء البلاد يوم الأربعاء.
وكانت ما تعرف بلجان التنسيق المحلية التي تنظم المظاهرات في سورية قد رفضت المشاركة فى الحوار الوطنى الذى دعت إليه دمشق قبل وقف إطلاق النار على المتظاهرين والافراج عن المعتقلين.
بدورها قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن السلطات السورية باتت تلاحق أسر وأقارب المعارضين السياسيين لمعرفة أماكن وجودهم واعتقالهم.
وكانت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان قد التقت شخصيات معارضة وبحثت في سبل اطلاق الحوار الوطني.
كلينتون : أمريكا ستتخذ مزيدا من الخطوات بشأن القمع في سوريا
واشنطن (رويترز) – قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم الثلاثاء ان الولايات المتحدة سترد على القمع السياسي في سوريا بخطوات اضافية في الايام القادمة ما لم تغير الحكومة مسلكها.
وقالت كلينتون “سنتخذ خطوات اضافية في الايام القادمة” مضيفة انها اتفقت مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين أشتون التي قالت للصحفيين ان وقت التغيير في سوريا أزف.
اطلاق قذائف واعيرة نارية آلية في تلكلخ.. واستمرار النزوح الى لبنان.. وواشنطن تنتقد دمشق
سورية: الكشف عن مقبرة جماعية في درعا ومجزرتين في ريفها
دمشق ـ نيقوسيا ـ واشنطن ـ لندن ـ ‘القدس العربي’ ـ وكالات: اكتشف سكان درعا الاثنين مقبرة جماعية في المنطقة واعلن عن قيام السلطات السورية بمجزرتين في ريفها غداة مقتل عشرة اشخاص في مدينة تلكلخ المجاورة لحمص (وسط) بنار رجال الامن.
يأتي ذلك فيما تم تشييع اربعة اشخاص سقطوا امس على المناطق الحدودية بين سورية واسرائيل، عندما اطلقت القوات الاسرائيلية النار على متظاهرين فلسطينيين قدموا من سورية باتجاه الجزء المحتل من الجولان لاحياء الذكرى الـ63 للنكبة الفلسطينية.
كما اسفرت هذه المواجهات عن جرح 209 اشخاص حسب مصدر رسمي سوري.
وذكر رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار قربي لوكالة فرانس برس عبر اتصال هاتفي، ‘اكتشف الأهالي صباح (الاثنين) وجود مقبرة جماعية في درعا البلد’، الواقعة جنوب العاصمة ومنها انطلقت موجة الاحتجاجات غير المسبوقة التي شهدتها البلاد ضد النظام السوري.
واضاف قربي ان السلطات السورية ‘سارعت إلى تطويق المكان ومنع الناس من اخذ الجثث بعد وعدهم بتسليم عدد منها’.
واعلنت المنظمة في بيان اصدرته الاثنين، نقلا عن بعض السكان في بلدتي انخل وجاسم المجاورتين لدرعا ‘ان السلطات السورية نفذت مجزرتين مروعتين بحق السكان هناك’. واورد البيان لائحة باسماء 13 قتيلا في جاسم و21 قتيلا في انخل، قالت انهم قتلوا ‘خلال الخمسة ايام السابقة’.
واعربت المنظمة عن تخوفها ‘من وجود عشرات آخرين لا زالت جثامينهم منتشرة في حقول القمح وبين الأشجار، حيث لم يستطع الأهالي الوصول إليهم حتى الآن بسبب التطويق الأمني للمنطقة وانتشار القناصة في المكان’.
وحمل البيان السلطات السورية ‘المسؤولية الكاملة عن الجرائم المقترفة بحق الشعب السوري الأعزل’، مطالبا المجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني في العالم ‘بالضغط على السلطات السورية التي لا تزال تمعن باستخدام أسلوب القمع الوحشي تجاه مواطنيها’.
واكد ناشط حقوقي، فضل عدم الكشف عن اسمه للوكالة، ‘ارتفاع حصيلة القتلى في مدينة تلكلخ الى عشرة’. وكان ناشط حقوقي اعلن نقلا عن شهود عيان ان ‘سبعة اشخاص على الاقل، بينهم امرأتان، قتلوا الاحد بعد ان اقتحم الجيش السوري مدينة تلكلخ’ التي يبلغ عدد سكانها 25 الف نسمة. واورد الناشط لائحة باسماء القتلى السبعة، مشيرا الى انها ‘تشمل الذين عرفت اسماؤهم’ فقط.
واكد الناشط ‘سماع دوي اعيرة نارية واطلاق قذائف الاثنين في منطقة جبل العريضة المتاخمة لتلكلخ’ بعد اقتحام القوات السورية. واضاف ان ‘الجيش مازال مسيطرا على اغلب احياء تلكلخ’، حيث يسود ‘هدوء نسبي’.
وافاد الشاهد لوكالة فرانس برس عبر الهاتف بان ‘الدبابات تقصف البيوت السكنية باتجاه حي الاكراد’. كما اشار الى ‘اطلاق الاعيرة النارية الرشاشة’ التي سمع دويها عبر الهاتف. وذكر ‘لا يمكن لاحد الخروج واسعاف الجرحى الذين سقطوا، ‘معبرا عن خشيته ‘ من ان يفارقوا الحياة’. كما اشار الى وجود ‘جثث في براد مشرحة المشفى منذ ثلاثة ايام لم يتمكن اهلهم من دفنهم’ من دون ان يتمكن من تحديد عددهم.
واضاف الشاهد ‘ان الجيش يحاصر مدينة تلكلخ، حيث تجري حملات مداهمة واعتقالات’. ولفت الى ‘انتشار الدبابات امام الفرن الآلي الذي تعطل عن العمل منذ ثلاثة ايام وامام جامع عثمان بن عفان في حي البرج’.
من جهتها، افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا) انه تم الاثنين تشييع ‘جثامين 3 شهداء من الجيش استشهدوا برصاص المجموعات الارهابية المتطرفة في منطقة تلكلخ بحمص (الاحد) الى مدنهم وقراهم’.
كما شيعت محافظة القنيطرة الاثنين ‘أربعة شهداء استشهدوا بإطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي الرصاص الحي عليهم خلال إحياء ذكرى النكبة يوم أمس في موقع عين التينة ومجدل شمس’ حسب سانا.
وميدانيا، في بانياس، اشار ناشط اخر الى ‘وجود نقص في المواد الغذائية في مدينة بانياس الساحلية (غرب) خاصة في مادة الخبز والادوية’ لافتا الى ‘اغلاق معظم المحال التجارية’.
وافاد بان ‘الاعلان عن انسحاب الجيش من المدينة ليس الا كذبة كبيرة’ معتبرا ان ‘السلطات نصبت فخا تريد من خلاله الايقاع بالمتوارين للامساك بهم عند خروجهم’. وذكر شاهد عيان الاثنين ان الدبابات تقصف البيوت السكنية في مدينة تلكلخ القريبة من حمص (وسط) لافتا الى وجود العديد من القتلى والجرحى الذين لا يمكن اسعافهم في الشارع.
كما وصل الى لبنان خلال الساعات الماضية مئات المواطنين السوريين الهاربين من اعمال العنف في بلادهم، عبر طرق جبلية وعرة، بحسب ما افاد المحامي اللبناني خالد عيسى الذي تطوع لمساعدتهم في بلدة الدبابية في قضاء عكار بشمال البلاد.
وكان آلاف الاشخاص تظاهروا الجمعة في هذه البلدة القريبة من مدينة حمص، ثالث اكبر المدن السورية وتقع على بعد 160 كلم شمال العاصمة دمشق، وعلى مقربة من الحدود مع شمال لبنان
الى ذلك اتهم البيت الابيض الاثنين سورية بتشجيع المتظاهرين في الجولان في مسعى ‘لحرف الانظار’ عن قمع التظاهرات المناهضة لنظام، واعتبر ان ‘مثل هذا السلوك غير مقبول’.
وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض للصحافيين ‘نحن نأسف لسقوط ارواح بشرية ونتجه بافكارنا الى اسر القتلى والجرحى واقاربهم’.
واضاف ‘ان اسرائيل تملك مثل الدول كافة، الحق في منع محاولات اجتياز حدودها بشكل غير شرعي. وعلى جيرانها تقع مسؤولية منع مثل هذه الانشطة’. وتابع ‘ندعو الاطراف كافة الى التحلي باقصى درجات ضبط النفس’. من جهة اخرى قال المتحدث ان واشنطن ‘تعارض بشدة تدخل الحكومة السورية من خلال الحث على التظاهرات في هضبة الجولان’ معتبرا ان ‘مثل هذا السلوك غير مقبول’.
واضاف ‘يبدو لنا بديهيا ان الامر يتعلق بمحاولة لصرف الانظار عن القمع الشديد الذي تمارسه الحكومة السورية على شعبها’.
ووضعت اسرائيل الاثنين قواتها على اهبة الاستعداد على الحدود مع لبنان وسورية غداة اعمال عنف واكبت احياء الذكرى 63 للنكبة الفلسطينية.
الى ذلك اصدرت احزاب الحركة الوطنية الكردية في سورية بيانا اعلنت فيه عن مبادرة لحل الازمة التي تشهدها البلاد منذ منتصف اذار (مارس) داعية الى ‘حوار وطني شامل وجاد’ بين مجمل المكونات الوطنية.
واعتبر البيان الذي حصلت فرانس برس على نسخة منه الاثنين ان ‘النهوض الجماهيري السلمي الذي بدأ في سورية (…) هو حراك وطني جماهيري واسع يدعو إلى إحداث تغيير ديمقراطي سلمي وتحقيق إصلاحات جوهرية على كافة الصعد’.
واضاف البيان ان هذا الحراك يهدف الى ‘إنهاء حالة الاستبداد وحكم الحزب الواحد وإنهاء احتكار السلطة وبناء الدولة المدنية الحديثة التي تكفل العدل والمساواة في الحقوق والواجبات، وتحقيق الشراكة الحقيقية لكل المواطنين في إدارة شؤون البلاد’.
واشارت الى ان ‘عدم استجابة السلطة لمطالب الشعب في تحقيق التحولات الديمقراطية السلمية في البلاد ومواجهة الحراك الجماهيري الاحتجاجي السلمي بالعنف أدى إلى خلق أزمة عميقة، باتت تهدد بلدنا سورية بمخاطر جدية’.
واقترحت الاحزاب في بيانها ‘الصيغة المثلى’ للخروج من الأزمة الراهنة وذلك ‘عبر الحوار الوطني الشامل والجاد بين مجمل المكونات الوطنية’.
ورأت الاحزاب ضرورة ‘تجنب اللجوء إلى استخدام العنف والقتل تحت أية ذريعة كانت والسماح للاحتجاجات السلمية بالتعبير عن نفسها وتطبيق المرسوم الرئاسي القاضي برفع حالة الطوارئ والأحكام العرفية’.
كما دعت الى ‘السماح للتيارات السياسية والأحزاب التي تمثل شرائح المجتمع بمزاولة أنشطتها الديمقراطية علنا وإلغاء كافة السياسات التمييزية المطبقة بحق الشعب الكردي’. كما نادت بتوجيه ‘الدعوة لعقد مؤتمر وطني شامل دون هيمنة أية جهة كانت’ يهدف الى ‘إقرار صيغة مشروع دستور جديد يلغي الامتياز لأية جهة سواء كان حزبا أو قومية ويتضمن الاعتراف بالتعددية القومية والسياسية واللغوية ويطرح هذا الدستور على الاستفتاء العام’.
كما طالبت ‘بإقرار قانون جديد للانتخابات المحلية والتشريعية، وآخر لتنظيم عمل الأحزاب السياسية يراعي خصوصيات المجتمع السوري ومكوناته وإطلاق حرية الإعلام والصحافة واستقلالية القضاء وتعزيز دوره وحل القضية القومية للشعب الكردي حلا ديمقراطيا عادلا في إطار وحدة البلاد’.
الأخوان المسلمون السوريون يحاولون فرض حضورهم ولكن بحذر
عبد الاله مجيد من لندن
أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا نيتها توسيع دورها في بناء جبهة معارضة موحدة في وجه نظام الرئيس بشار الأسد في وقت يبدو أن الإحتجاجات بدأت تنحسر . ويقول مراقبون أن هذا التحرك من شأنه تشكيل عامل مؤثر رغم الصراع الأخير داخل الجماعة على القيادة.
عائلات سورية نزحت هرباً من أعمال العنف في بلادها ووصلت الإثنين الى بلدة وادي خالد اللبنانية الواقعة غلى الحدود السورية
لندن: اعلنت جماعة الاخوان المسلمين في سوريا انها تسعى الى القيام بدور اكبر في توحيد المعارضة المشتتة ضد نظام الرئيس بشار الأسد في وقت يبدو ان الاحتجاجات أخذت تنحسر.
وقال مراقبون ان تحرك الجماعة في هذا الاتجاه يمكن ان يستثمر الطريق المسدود بين المحتجين ونظام الأسد فيما يعجز ناشطو المعارضة عن بناء جبهة موحدة. ويتوقع المراقبون ان تحرك الأخوان المسلمين يمكن ان يثبت كونه عاملا مؤثرا وسط الفراغ الذي تعاني منه حركة المعارضة رغم تبديل التحالفات التي اقامتها الجماعة خلال السنوات الماضية والصراع الأخير داخلها على القيادة.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن المتحدث باسم الاخوان المسلمين السوريين في لندن زهير سالم قوله ان الجماعة ترغب في تنسيق موقف المعارضة. واضاف ان الجماعة تدعم ولا تصنع و”ان صوت الشارع ينطق باسمه”.
ويعكس تصريح سالم موقفا حذرا هدفه تفادي الادعاء بقيادة حركة احتجاج قال نظام الأسد ان جماعات اسلامية متطرفة مسلحة تقف وراءها. وتطرح جماعة الاخوان المسلمين مشكلة على ناشطين مناوئين للنظام يحاولون بناء تحالفات علمانية تنسجم مع مزاج الشارع.
وكانت تصريحات سالم تزايدت منذ اعلان الجماعة في نيسان ـ ابريل دعمها حركة الاحتجاج فظهر على القنوات العربية مؤيدا ما تسميه الجماعة “انتفاضة شعبية سلمية” أو مقاومة.
ورفضت الجماعة مبادرة النظام السوري لفتح “حوار وطني” قائلة انها ستعبئ كل طاقاتها لدعم المحتجين. واكد سالم يوم الاثنين ان الجماعة لا تتشدد في موقفها ولن تدعو المواطنين الى التظاهر في الشوارع. وانها لا تفعل سوى اعلان تلاحمها مع الحركة التي تنطلق بزخمها الذاتي.
في صيف العام الماضي تولى رياض شقفة زعامة الجماعة من علي بيانوني وسط مخاوف من تفريطه بالمكاسب التي تحققت بقيادة بيانوني في نقل الجماعة الى موقف وسطي. ووجدت الجماعة بقيادة شقفة انها تقف على هامش التاريخ فيما اجتاح الربيع العربي المدن السورية ، بحسب احد المعارضين. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن هذا المعارض ان الجماعة “وجدت فرصة لاعادة اختراع نفسها في حركة الشارع”.
وجمع شقفة لفيفا من عناصر الحركة الشباب المقيمين في تركيا الذين يحاولون الآن مساعدة الناشطين في الداخل لتنسيق تحركاتهم ، بحسب مصادر قريبة من الجماعة.
وقال الناطق باسم الجماعة زهير سالم انها تجري محادثات مع مجموعة من الناشطين الذين حاولوا تشكيل جبهة واسعة لتمثيل المعارضة في الخارج طيلة شهرين لكنهم لم ينجحوا. واكد سالم استمرار هذه الجهود معربا عن الأمل باعلان جبهة منظمة في غضون شهر.
وتواصل الجماعة اتصالاتها غير المباشرة باعضاء تحالفها السابق في اطار اعلان دمشق ، ومنهم معارضون مخضرمون مثل ميشيل كيلو الذي التقى بثية شعبان مستشارة الأسد الاسبوع الماضي. ولكن المعارضة السورية رفضت محاولات النظام اجرا محادثات معها مؤكدة ان اي مبادرة بما في ذلك “الحوار الوطني” لن تقلع قبل ان تنسحب الدبابات من الشوارع وتكف قوى الأمن عن اطلاق النار على المحتجين.
وقال سالم ان جماعة الاخوان المسلمين ستنظر في التحاور مع نظام الأسد بشروط إذا توقف العنف ضد المتظاهرين.
وابتعدت الاحتجاجات السورية عموما عن الخطاب الاسلاموي. ويحتشد المتظاهرون في الساحات العامة خارج الجوامع يوم الجمعة . ولكن موقع الاسلام في المجتمع السوري تزايد قوة خلال السنوات الماضية حتى في ظل نظام الأسد العلماني على ما يُفترض. وقال سالم ان الجماعة على اتصال بالقادة الدينيين وأئمة الجوامع وطلابهم في سوريا والخارج.
وقال ملاك عقاري سني محافظ في دمشق ان الدين أهم جانب في حياته “ولكننا لا نحب السلفية بل كل ما نريده هو العيش في مجتمع معتدل يسوده السلام”. وكان يعلق على تهمة النظام بأن جماعات اسلامية متطرفة فجرت الاحتجاجات.
وكانت حملة النظام في السابق ضد جماعة الاخوان المسلمين جعلت ناشطين مناوئين للنظام ينظرون بحذر الى الاسلام السياسي ولا يعرفون إن كان عليهم التواصل مع جماعة فقدت قاعدتها الحركية في الداخل منذ عقود. كما ان فشل التحالفات السابقة ، بما في ذلك التخلي في عام 2009 عن التحالف مع نائب الرئيس السابق عبد الحليم خدام حين انشق على النظام ، وغزل الجماعة لفترة وجيزة مع النظام ، القى ظلالا من الشك على قدرة الجماعة لتولي مسؤولية القيادة حتى على رأس حركة مناهضة للنظام في الخارج.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن المعارض والباحث في جامعة السوربون برهان غليون ان الأعوام الثلاثين الماضية دمرت تنظيم الجماعة وفقدوا شرعيتهم لأنهم غيروا مواقفهم مرات عديدة دون ايضاح الأسباب خلال السنوات الخمس الماضية.
ولكن كلما طال غياب الحسم زادت جاذبية الأفضلية التنظيمية التي تملكها جماعة الأخوان المسلمين على التجماعات المشتتة الأخرى. وقال ناشط معارض في الخارج ان المحتجين في الشوارع بدأوا يتعبون ومواردهم تنفد ، ولا يمتلكون خبرة واسعة. “وهم يدركون ونحن ندرك ان الأخوان أحسن تنظيما وأحسن تمويلا”.
في هذه الاثناء ستواصل جماعة الأخوان المسلمين اتخاذ موقف حذر. وقال الناطق باسم الحركة زهير سالم ان “الخطة في الوقت الحاضر هي اننا متلاحمون مع المحتجين ، وهذا يعني اننا سنرصد حركة الشارع السوري. فنحن لسنا في موقع يتيح ان نتوجه اليهم بشيء لا يستطيعون استيعابه ، ولكننا لا يمكن ان نتخلى عنهم بحيث يشعرون انهم وحدهم” في الساحة.
شاهد يروي لـ «الشرق الأوسط»: فظائع مروعة في درعا
أكد أن المدينة باتت معزولة عن العالم.. وعبر عن مخاوف من كارثة إنسانية.. والمرضى لا يجدون العلاج
عندما حاول الجيش السوري الذي ينتشر بدباباته ومجنزراته بكثافة في كل شوارع مدينة درعا، أن يخفف ولمدة ساعات قليلة الحصار المضروب على سكان المدينة منذ أسبوعين، لم يكن يدري أنه على موعد مع مفاجأة لم تكن تخطر على بال.
وتبدأ فصول القصة قبل أيام مضت، عندما لاحظ سكان القسم الجنوبي من مدينة «درعا البلد» قبل أيام، حركة غير طبيعية لجنود يحومون حول المقبرة الرئيسية الجنوبية للبلدة، التي بات يطلق عليها حاليا اسم «مقبرة الشهداء»، من كثرة من يدفن فيها من قتلى الاحتجاجات. ومع إعلان فك الحظر لساعات قليلة أمس، خرج سكان الحي من بيوتهم، يتدافعون.. ويحكون لبعضهم ما شاهدوه عبر نوافذ منازلهم.. ويتواعدون.. لكنهم لاحظوا انبعاث روائح كريهة من جهة المقبرة. تابعوا مصدر الروائح.. وتنادوا مع بعضهم.. إلى أن وصلوا إلى منطقة تسمي «تل محمد الساري» ليكتشفوا ما روع أفئدتهم. مقبرة جماعية.
روائح متعفنة تبعث من الجثث التي دفنت على عمق قليل.. بدأوا يخرجون الواحدة بعد الأخرى.. حتى استخرجوا نحو 25 جثة. تعرفوا على 10 منها.. أما الجثث الباقية فقد كانت مشوهة، ولا تبين ملامح أصحابها. شاهد عيان عرف نفسه باسمه الأول، أحمد، روى لـ«الشرق الأوسط»، في اتصال عبر الهاتف من لندن التفاصيل، أن حالة من الذهول سيطرت على الأهالي، وثار غضب في عروقهم، ممزوج بالدهشة، من هول ما يرون. وأكد ناشط حقوقي آخر الرواية.. متحدثا إلى وكالة الصحافة الفرنسية. وقال رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان عمار قربي إن الأهالي اكتشفوا وجود المقبرة الجماعية صباح أمس في درعا البلد. وأضاف قربي أن السلطات السورية «سارعت إلى تطويق المكان ومنع الناس من أخذ الجثث بعد وعدهم بتسليم عدد منها».
يقول أحمد الذي يعمل طبيبا في المنطقة لـ«الشرق الأوسط»: إن «كثيرا من الحاضرين قاموا بالتقاط صور بالهاتف الجوال، وقاموا بإرسالها إلى مواقع بالإنترنت.. وقام الجنود بمصادرة عدد من الهواتف الجوالة. لكن كثيرين تمكنوا من إخفائها والتسلل بها إلى الحدود الأردنية حيث يمكن إرسال الصور إلى مواقع الإنترنت مثل موقع (الثورة السورية) وموقع (شام دوت كوم)». وأضاف: «الجنود حملوا جميع الجثث إلى مكان مجهول، لا ندري إلى أين.. ولكن نتوقع أن تودع في المشفى المهجور.. أو إلى مشرحة المدينة».
وبثت قنوات إخبارية سورية معارضة في موقع «يوتيوب» مقاطع فيديو تظهر فيها جرافة تقوم بالحفر وعليها لوحة تشير إلى أنها تابعة لمحافظة درعا. والموقع هو تلة «زملة محمد الساري» كما يقول الموقع. تظهر حفرة وفيها جثة بشرية. ومقطع آخر في الموقع ذاته ويظهر ثلاث جثث مهشمة بعد كشف التراب عنها.
وعن حديث السلطات السورية عن تخفيف حظر التجول في درعا وإعادة خدمات الاتصال، أكد الشاهد لـ«الشرق الأوسط»، أن « ا لحظر تم فكه لمدة ساعات قليلة قبل أن تعود الدبابات والجنود إلى مواقعهم». وقال: «سمعنا أن سبب فك الحظر كان لوجود منظمة إغاثة في المدينة سمح لها بالدخول.. وقاموا بسحب الدبابات من المدينة وكذا الجنود، حيث تم إخفاؤهم في المقبرة الجنوبية للمدينة.. وبعد مغادرة المنظمة الإغاثية التي لا نعرف اسمها أعادوا الدبابات إلى الشوارع وعاد كذلك الجنود». وأشار إلى أن «مثل هذا الإجراءات تحدث كلما زارت المدينة منظمة إغاثية».
وحول الأوضاع الإنسانية في درعا عموما يقول الشاهد إنه «منذ الخامس والعشرين من أبريل (نيسان) الماضي، دخلت البلدة أعداد كبيرة من الدبابات والجنود، وتمركز القناصة بالمئات فوق أسطح منازلنا.. واحتلوا المساجد والمدارس، ومن يومها لم يرفع أذان في أي مسجد ولم تقم فيها صلاة». وأضاف: «دخل الإسلام درعا قبل 1400 عام وهذه أول مرة ينقطع فيها الأذان، الناس هنا محبوسة في منازلها أو معتقلة في المدارس أو الملعب الرئيسي حيث لا ظل ولا ماء ولا حمامات.. في ظروف إنسانية بالغة القسوة». وتابع قائلا: «لا أحد يستطيع أن يخرج رأسه، أي شخص يخرج رأسه يجد رصاصة في اتجاهه». ويواصل: «الأسبوع الأول كان مؤلما لا توجد فيه حركة نهائيا.. القصف كان يوميا.. وتم تدمير منازل عديدة في المدينة. كنا نصور المشاهد ونرسل الصور إلى الإنترنت. باستخدام الخطوط الأردنية.. ونجازف كثيرا للوصول إلى مناطق الحدود حيث يمكن إرسال الصور».
وقال أحمد الذي أنقذ حياة كثير من الجرحى «في الأيام الأخيرة سمحوا لنا بالتجول.. ولكن للنساء فقط من الساعة الثامنة وحتى الثانية عشرة أو من (12 إلى 4 مساء).. أما حركة الرجال فتكاد تكون معدومة.. وخلال الفترة الوجيزة التي سمح لنا فيها بالتحرك تم اكتشاف المقبرة الجماعية».
وأضاف: «خلال الأيام الفائتة حصل تمرد في أوساط الجيش حيث تمرد أكثر من 500 جندي وعصوا أوامر إطلاق النار على المواطنين.. وصار اشتباك بينهم.. استمر 5 أيام إلى أن نفدت ذخيرة المتمردين.. وهرب منهم من هرب.. وقتل من قتل. وقام الجنود بعدها بعملية بحث عنهم في المنطقة ودخلوا البيوت أكثر من 7 مرات وفتشوا حتى تحت المراتب على الأرض.. كانوا يبحثون بشكل خاص عن زملائهم المتمردين. واعتقلوا في هذه الحملة نحو 7 آلاف شباب المدينة ممن تزيد أعمارهم على 15 عاما وتم حبسهم في الملعب الرئيسي لعدة أيام قبل أن يطلق سراح معظمهم فيما اختفى نحو 1500 منهم في غياهب السجون».
ووصف الأوضاع الحالية بأنها في غاية الصعوبة.. قائلا: «الجنود منتشرون في كل الطرقات وأعدادهم بالآلاف.. يجوبون الشوارع.. بواقع جندي لكل بيت. البلدة القديمة تكاد تكون ثكنة عسكرية.. الوضع خانق.. لا يزال حظر التجول ساريا.. كما أن المدارس معطلة والموظفون لا يذهبون إلى أعمالهم». وقال: «قبل يومين طلبوا من الموظفين الذين لم يقبضوا رواتبهم العودة إلى أعمالهم لتسلم رواتبهم.. لكنهم لم يذهبوا خوفا من الاعتقال.. كما أن المدارس مغلقة منذ أكثر من شهر».
وعن الوضع المعيشي يتحدث الشاهد قائلا: «الأيام الفائتة كانت صعبة جدا لا ماء ولا كهرباء ولا اتصالات.. لا طحين ولا أدوية حتى لأصحاب الأمراض المزمنة مثل السكري والضغط، والفشل الكلوي، لا يجدون الأدوية الخاصة بهم.. لا حليب للأطفال الرضع.. النساء يساعدن بعضهن في إرضاع الأطفال». وأوضح: «جرحى كثر ماتوا ليس لأن جراحهم خطيرة ولكن لعدم وجود حتى الإسعافات الأولية.. أنا كطبيب أقوم بمعالجة الناس بطرق القرون الوسطى.. سيدات تم توليدهن بطرق بدائية للغاية، بل إن جداتنا قبل 70 عاما كن يلدن بطرق متطورة عما يجري اليوم في درعا، في العتمة وعلى ضوء الشموع».
وكانت السفارة السورية في الكويت رفضت قبل يومين طلب تسيير قافلة مساعدات إنسانية إلى أهالي درعا، واعتبرت أن «أي مادة تحملها هذه القافلة متوفرة لدى أهل درعا وأن سوريا لم تطلب مساعدة من أحد». وقال بيان صدر عن السفارة إن «القافلة المزمع إرسالها لا مبرر لها»، موضحة أن «سوريا لم تطلب مثل هذه المساعدات، وأن جميع المواد الغذائية وغيرها متوافرة لجميع المواطنين في سوريا بما فيها محافظة درعا» ومن جانبهم رفض منظمو القافلة هذه الاتهامات، مؤكدين المضي في تسيير القافلة. ويضيف أحمد واصفا الأوضاع المأسوية في درعا: «المحنة التي شاهدناها هنا لم تحدث حتى في غزة إبان الحرب الأخيرة، اليهود لم يمنعوا الفلسطينيين من الذهاب إلى المساجد وهم قادرون على ذلك. الآن الصلاة في المساجد ممنوعة حتى صلاة الجمعة ممنوعة. الرصاص يطلق على الهواء بمبرر أو من دون مبرر، لإرهاب الناس. الجنود يطلقون الرصاص الذي يخترق الجدران، شيء عادي جدا. الرعب دخل لدى الأطفال، والقمع والإهانات التي رآها الناس لا تنسى.. لم يرعوا امرأة أو طفلا أو شيخا.. الناس تهرب وتعبر الحدود إلى الأردن.. أو إلى القرى القريبة الآمنة.. ومن يعثر عليه يقتل أو يعتقل».
الشرق الأوسط