أحداث 18 أيار 2011
نواب كويتيون يطالبون بقطع العلاقات
تحركات لتشديد العقوبات على دمشق
هددت الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي باتخاذ إجراءات عقابية جديدة ضد النظام السوري خلال الأيام القليلة القادمة إذا لم تغير دمشق مسلكها “القمعي” للمتظاهرين. وقد أعلنت فرنسا أن أغلبية بصدد التشكل في مجلس الأمن لإدانة سوريا. عربيا طالب نصف نواب مجلس الأمة الكويتي الحكومة بقطع العلاقات الدبلوماسية مع “النظام القمعي” في سوريا.
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس عقب لقائها مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إن هذه الإجراءات ستعلن خلال أيام.
وأضافت كلينتون أن “الرئيس السوري بشار الأسد يتحدث عن الإصلاح, لكن الإجراءات التي يتخذها تظهر نواياه”. كما قالت “رسالتنا واضحة وهي وقف العنف والاعتقالات والاستجابة لمطالب الشعب من خلال إصلاحات ديمقراطية شاملة”.
بدورها رأت آشتون أن وقت التغيير في سوريا قد أزف. وأضافت “حان الوقت لوقف العنف. هذا أمر ملح للغاية”. كما رأت أنه من الضروري النظر في جميع الخيارات.
وفي السياق حذر المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني من أن “النافذة تضيق” بالنسبة لدمشق لتتجنب مزيد من العقوبات، وقال إن واشنطن تدين بقوة ما وصفه بالتصرّف غير المقبول للحكومة السورية. وأضاف أن الأحداث الأخيرة تثبت أنه لا يمكن العودة إلى حالة المراوحة وأن مستقبل سوريا لا يمكن أن تضمنه إلا حكومة تعكس إرادة شعبها.
مجلس الأمن
وفي الإطار أعلن وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه أن فرنسا وبريطانيا اقتربتا من كسب تأييد تسعة أصوات لقرار يدين سوريا بمجلس الأمن الدولي، لكنه أشار إلى أن روسيا والصين تهددان باستخدام حق النقض (الفيتو).
وقال جوبيه أمام البرلمان الفرنسي “علينا أولا أن نتجنب الفيتو ثم نجمع تسعة أصوات، نحن نقاتل مع أصدقائنا البريطانيين للوصول إلى نتيجة”. كما قال جوبيه الذي لم يحدد فحوى القرار المقترح “ما زلنا مهددين بفيتو صيني وروسي، لكن يبدو أن غالبية من تسعة أصوات تتجمع الآن”.
وأضاف “لا نمارس سياسة الكيل بمكيالين. لقد دعمنا في كل مكان تطلع الشعوب الكبير إلى الديمقراطية والحرية، ونقوم بذلك في ما يتعلق بسوريا من دون أي التباس”.
وناقش سفراء البلدان السبعة والعشرين في الاتحاد الأوروبي في بروكسل الثلاثاء احتمال فرض عقوبات على الرئيس السوري بشار الأسد، لكنهم أرجؤوا اتخاذ قرار بهذا الشأن إلى اجتماع وزاري الاثنين، وفق ما أعلنه مصدر دبلوماسي.
يشار إلى أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يفرضان بالفعل عقوبات على أعضاء من نظام الرئيس السوري, لكن تلك العقوبات لم تستهدف الأسد نفسه حتى الآن.
في هذه الأثناء, حذر الناطق باسم الخارجية الإيرانية مما سماها مؤامرة تحاك ضد شعوب المنطقة، مشيرا إلى أن إيران تقف إلى جانب “الأغلبية الشعبية في أي بلد”. كما اعتبر أن ما سماه التهويل وتضخيم الأزمة السورية لا يعد عملا ديمقراطيا.
تحرك كويتي
عربيا طالب نصف أعضاء البرلمان الكويتي الحكومة الكويتية بقطع العلاقات مع سوريا وطرد السفير السوري احتجاجا على ما يجري في سوريا ضد المعارضين لحكم الأسد.
وقال 25 عضوا بمجلس الأمة الكويتي في بيان “نطالب العالم بالتحرك السريع لإيقاف هذه المجزرة، كما نطالب الحكومة الكويتية بقطع العلاقات مع هذا النظام القمعي وطرد السفير من أرض الكوي
“العفو” تدعو سوريا للتحقيق في المقبرة
طالبت منظمة العفو الدولية (أمنيستي إنترناشيونال) سوريا أمس الثلاثاء بفتح تحقيق فوري ونزيه في التقارير التي تحدثت عن اكتشاف مقبرة بالقرب من مدينة درعا، فيما ذكرت ناشطة حقوقية أن الجيش السوري قتل 27 مدنيا في بلدة تلكلخ الحدودية.
وقالت المنظمة إن مصادر أبلغتها أن سكاناً محليين في الضواحي الجنوبية لمدينة درعا عثروا على جثث خمسة أشخاص ينتمون لأسرة واحدة في مقبرة جماعية ضحلة.
وذكرت المنظمة الدولية أن ظروف وفاة عبد الرزاق أبا زيد وأولاده الأربعة سامر وسمير وسليمان ومحمد غير واضحة، مضيفة أن حد الناشطين المحليين أبلغها أن الجثث يُعتقد أنها لأشخاص قُتلوا رمياً بالرصاص على أيدي قوات الأمن السورية بينما كانوا يحاولون الفرار من المدينة.
وأشارت العفو الدولية إلى أنها جمعت قائمة بأسماء ما لا يقل عن 622 شخصاً قُتلوا على أيدي قوات الأمن السورية في جميع أنحاء البلاد، منذ اندلاع الاحتجاجات المؤيدة للإصلاح في سوريا منتصف مارس/آذار الماضي.
وقال مالكوم سمارت -مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية- إن التقارير عن دفن جثث متعددة في مقبرة مؤقتة تظهر تجاهلاً مروعاً للبشرية في حال ثبتت صحتها، ويتعين على السلطات السورية أن تجري فوراً تحقيقات مستقلة ونزيهة في هذه التقارير وغيرها من عمليات القتل المتصلة بالاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية.
وأضاف سمارت أنه يتعين على السلطات السورية كذلك دعوة خبراء حقوق الإنسان من الأمم المتحدة للقيام أو المساعدة في إجراء تحقيقات مباشرة حول قتل مئات المتظاهرين والانتهاكات الخطيرة الأخرى لحقوق الإنسان التي وقعت في الأسابيع الأخيرة.
وفي سياق متصل، قالت الناشطة الحقوقية رزان زيتونة أمس الثلاثاء إن الجيش السوري وقوات الأمن قتلوا 27 مدنيا على الأقل خلال هجوم تدعمه الدبابات على بلدة تلكلخ الحدودية مع لبنان بغية قمع محتجين مطالبين بالديمقراطية.
ونقلت وكالة رويترز عن رزان زيتونة أن هناك 27 اسما مؤكدا، فيما نُقل عدد غير معروف من الجثث إلى المستشفى الرئيسي في تلكلخ، ولم تسلم هذه الجثث إلى ذويها.
وتبعد تلكلخ بضعة كيلومترات عن الحدود الشمالية للبنان مع سوريا.
ويقول نشطاء حقوقيون إن الحملة التي تشنها سوريا لسحق موجة الاحتجاجات المستمرة منذ شهرين ضد نظام الرئيس بشار الأسد أسفرت عن مقتل أكثر من 700 مدني.
توافـق أميركي أوروبـي على عقـوبات جديـدة
قتلـة مديـر الأمـن في حمـص فـروا إلى لبـنان
الأسـد: أزمـة سـوريا فـي نهايتهـا
زياد حيدر
دمشق :
أكد الرئيس السوري بشار الأسد أمس، خلال استقباله وفدا من حي الميدان الدمشقي، أن الأزمة في نهايتها، ورأى أن ثمة أخطاء داخلية تراكمت وساهمت في تكوين أرضية للوضع الحالي مما سمح للتحريض الإعلامي بالاستفادة من ذلك، فيما أعلن مصدر عسكري مسؤول عن مقتل رئيس الأمن السياسي في حمص على ايدي مسلحين فرّوا في اتجاه الأراضي اللبنانية.
واستقبل الأسد وفدا من فعاليات حي الميدان الدمشقي وفقا لما قاله أعضاء في الوفد الذي ضم أطباء ورجال أعمال ومواطنين عاديين. وذكر رجل الأعمال عصام معتوق لـ«السفير» أن اللقاء استمر 3 ساعات وتم فيه التداول في قضايا الساعة، حيث شدد الرئيس الأسد على التركيز في الشأن الداخلي والعمل على ايجاد الأساليب المناسبة والبنية اللازمة لتحريك الاقتصاد وتفعيله. ونقل معتوق عن الأسد تعبيره أن الأزمة في نهايتها وأنه كانت ثمة أخطاء داخلية تراكمت وساهمت في تكوين أرضية للوضع الحالي مما سمح للتحريض الإعلامي بالاستفادة منه.
وقال معتوق إن العديد من المشاركين ركز على دور أجهزة الأمن في الأحداث الأخيرة، حيث جرى التوافق على أن دور الأمن يجب أن يكون في مجال جمع المعلومات لا التدخل في عمل أجهزة الدولة الأخرى والمواطنين. وطرح المشاركون مواضيع متعلقة بالفساد ولا سيما في قطاع الجمارك والقضاء، وضرورة إصلاحهما كما ضرورة تطوير الإعلام ومعالجة ارتفاع اسعار المحروقات والحد من البيروقراطية في العمل الحكومي ورفع مستوى التعليم. وكان حي الميدان شهد في ايام جمعة سابقة تظاهرات، لكن اعضاء في الوفد قالوا ان غالبية من كان يخرج من جامع الحسن كانوا من خارج المنطقة حتى أن شيخ الجامع كان يشير باستمرار في مستهل خطبه لوجود الكثير من «الضيوف» في المسجد.
وصرح مصدر عسكري مسؤول أن وحدات الجيش والقوى الأمنية أوقفت في منطقة تلكلخ، وريف درعا «عددا من المطلوبين الفارين من وجه العدالة ممن روعوا المواطنين وعكروا صفو أمن الوطن كما ضبطت كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر». وعلمت «السفير» أن من بين الضحايا ضابطا كبيرا يرأس فرع الأمن السياسي في حمص هو العقيد المهندس محمد علي العبد الله. وقالت مصادر إن الضابط قتل في كمين مع أربعة من العناصر وإن القتلة فروا باتجاه الأراضي اللبنانية. .وأضاف المصدر ان حصيلة مواجهات أمس، بلغت ثمانية شهداء وخمسة جرحى في صفوف الجيش والقوى الأمنية بينهم ثلاثة جرحى في ريف درعا كما سقط عدد من القتلى والجرحى في صفوف «العناصر الإجرامية».
في المقابل، جاء في بيان نشر على موقع «الثورة السورية 2011» دعوة إلى الإضراب العام في سوريا اليوم.
من جهة أخرى، صرح مصدر مسؤول في محافظة درعا بأنه تم الأحد الماضي الإبلاغ عن خمس جثث في منطقة البحار بدرعا البلد. وأضاف المصدر، بحسب وكالة الأنباء السورية «سانا»، إن المحامي العام تبلغ بالواقعة وإن اللجنة المشكلة لهذا الأمر تقوم بالتحقيق في ملابسات الحادث وأسبابه وقد سلمت الجثث إلى أهالي المتوفين حيث تم دفنها. وصرح مصدر مسؤول في وزارة الداخلية بأن بعض محطات التلفزة ووسائل الإعلام «نقلت في سياق حملة التحريض والافتراء والفبركة التي تشنها ضد سوريا ومحاولاتها المستمرة للنيل من استقرارها وأمن مواطنيها، خبرا عن شهود عيان حول وجود مقبرة جماعية في درعا». وأكد المصدر أن «هذا النبأ عار عن الصحة جملة وتفصيلا، مشيرا إلى أن مواطنينا واعون لهذه الحملة المغرضة التي باتت مكشوفة في أهدافها وتوقيتها وخاصة مع استعادة درعا بشكل تدريجي حياتها الاعتيادية».
وناقش سفراء البلدان السبعة والعشرين في الاتحاد الاوروبي في بروكسل بعد ظهر أمس، احتمال فرض عقوبات على الرئيس بشار الاسد وارجأوا اتخاذ قرار في هذا الشأن الى اجتماع وزاري الاثنين المقبل. وقال دبلوماسي اوروبي ان «المناقشات تتقدم» بهدف توسيع قائمة افراد النظام السوري الذين فرضت عليهم عقوبات، بمن فيهم بشار الاسد، لكن «القرار تم ارجاؤه الى الاجتماع المقبل لوزراء خارجية» الاتحاد الاوروبي الاثنين في بروكسل. وقال دبلوماسي اوروبي آخر «انهم يحتاجون الى بحث الامر على المستوى الوزاري»، مؤكدا ان الموضوع حساس الى درجة لا يمكن ان يحسمه السفراء.
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين أشتون ان الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي «سيردان على القمع السياسي في سوريا» بخطوات جديدة في الايام المقبلة ما لم تغير الحكومة مسلكها. وقالت اشتون للصحافيين قبل اجتماع مع كلينتون إنها تحدثت مؤخرا إلى وزير الخارجية السوري وليد المعلم لتنقل له رسالة مفادها ان الوقت قد حان لوقف العنف.وقالت اشتون «هذا امر ملح للغاية. اذا كانت الحكومة حقا… تريد ان ترى نوعا من التغيير فيجب ان يكون ذلك الآن». واضافت «(نحن) الآن في وضع نحتاج فيه لان ندرس جميع الخيارات. لذا اعتقد انه سيكون هناك عدد من الخطوات في الساعات والايام المقبلة وسترونها».
وقالت كلينتون إنها توافقها في ذلك وإن كلا من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة اللذين فرضا بالفعل عقوبات على عدد من كبارالمسؤولين السوريين باستثناء الرئيس بشار الاسد، يعتزم كلاهما اتخاذ خطوات جديدة. وقالت «سنتخذ خطوات اضافية في الايام المقبلة».
وحذر البيت الأبيض الحكومة السورية من أن «المجال يضيق» أمامها. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني عندما سئل بشأن ما إذا كانت إدارة الرئيس باراك اوباما تجهز عقوبات إضافية على الحكومة السورية «نتطلع إلى اتخاذ إجراءات إضافية». لكنه امتنع عن تحديد إطار زمني وإعطاء تفاصيل بشأن الخطوات التي تجري دراستها.
وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمام البرلمان الفرنسي عن الخطوات الغربية لاتخاذ قرار في مجلس الامن ضد سوريا: «ما زلنا مهددين بفيتو صيني وروسي لكن يبدو أن غالبية من تسعة أصوات تتجمع ونحن نتحدث الآن ونحن مستمرون في العمل على جمعها». واضاف «علينا أولا أن نتجنب الفيتو ثم نجمع تسعة أصوات… نحن نقاتل مع أصدقائنا البريطانيين للوصول إلى نتيجة». وتابع جوبيه قائلا «لم نتمكن من ضمان اضافة الرئيس إلى القائمة (العقوبات الاوروبية) لكننا لم نتخل عن ذلك وسنواصل العمل على تنفيذه برغم تحفظ بعض شركائنا».
إلى ذلك، طالب نصف النواب الكويتيين بقطع العلاقات مع دمشق وطرد السفير السوري احتجاجا على سياسة «النظام القمعي» تجاه التظاهرات. واصدر 25 من اصل 50 نائبا في مجلس الامة بيانا يطالب الحكومة بـ«قطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام القمعي في سوريا وطرد السفير من الكويت». ويندد الموقعون وغالبيتهم من المعارضة الاسلامية بـ«المجازر» في سوريا حيث يواصل «النظام قمع المتظاهرين سلميا من الشعب السوري دفاعا عن حقوقهم المشروعة في الحرية والعدالة». من جهته، قال النائب وليد الطبطبائي «سنتخذ خطوات اخرى لدعم الشعب المقاوم في سوريا كما سنعمل على الصعيد الدولي لعزل هذا النظام».
السفير
سقوط ثمانية قتلى في تلكلخ وواشنطن ستفرض عقوبات على الرئيس الأسد
إعداد فرانس 24 / وكالات بتاريخ 18/05/2011 – 19:28
قتل ثمانية أشخاص على الاقل الأربعاء، إثر قصف على مدينة تلكلخ التابعة لحمص والقريبة من الحدود اللبنانية، حسبما أعلن ناشط حقوقي. من جهة أخرى أعلن مسؤول أمريكي الأربعاء، أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات مباشرة على الرئيس السوري بشار الأسد، وعلى ستة من كبار مساعديه من بينهم فاروق الشرع وعادل سفر ومحمد ابراهيم الشعار ووزير الدفاع علي حبيب.
قتل ثمانية اشخاص على الاقل الاربعاء اثر قصف على مدينة تلكلخ القريبة من حمص بوسط سوريا، حسبما اعلن ناشط حقوقي لوكالة فرانس برس.
وذكر الناشط الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ان “ثمانية اشخاص قتلوا اليوم اثر اطلاق قذائف على مدينة تلكلخ واطلاق عيارات نارية رشاشة”.
واشار الناشط الى وجود “العديد من الجرحى في الطرقات الا انه ليس من الممكن نقلهم لاسعافهم”.
واضاف الناشط ان “بذلك ترتفع حصيلة الذين قتلوا من المدنيين الى 26 شخصا منذ ان اقتحم الجيش مدينة تلكلخ”.
وكانت وكالة الانباء الرسمية (سانا) نقلت مساء الثلاثاء عن مصدر عسكري مسؤول “ان حصيلة مواجهات اليوم (الثلاثاء) بلغت ثمانية شهداء وجريحين في صفوف الجيش والقوى الامنية”.
واشار المصدر الى ان “وحدات الجيش والقوى الامنية اوقفت في منطقة تلكلخ عددا من المطلوبين الفارين من وجه العدالة ممن روعوا المواطنين وعكروا صفو امن الوطن كما ضبطت كميات كبيرة من الاسلحة والذخائر”.
ولفتت الى سقوط “عدد من القتلى والجرحى في صفوف العناصر الاجرامية”.
يذكر ان الجيش يحاصر مدينة تلكلخ منذ مساء السبت حيث تجري حملات مداهمة واعتقالات.
وكان آلاف الاشخاص تظاهروا الجمعة في هذه البلدة القريبة من مدينة حمص، ثالث اكبر المدن السورية وتقع على بعد 160 كلم شمال العاصمة دمشق، وعلى مقربة من الحدود مع شمال لبنان
من جهة أخرى، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الرئيس السوري بشار الاسد وستة من كبار مساعديه اليوم الاربعاء فيما يتصل بانتهاك حقوق الانسان في تصعيد كبير للضغوط الامريكية على سوريا كي توقف حملتها العنيفة ضد المحتجين.
واستهداف الاسد شخصيا بعقوبات ضربة كبيرة لدمشق ويثير تساؤلات بشأن ما إذا كانت واشنطن والغرب قد يسعون في نهاية الامر لازاحة الاسد عن السلطة. ويقول ناشطون سوريون ان 700 مدني على الاقل قتلوا في شهرين من الاشتباكات بين القوات الحكومية ومحتجين يسعون لانهاء حكم الاسد المستمر منذ 11 عاما. وبدأت الاحتجاجات في سوريا بعد مظاهرات أطاحت برئيسي مصر وتونس.
ويقضي الاجراء الذي أعلنته وزارة الخزانة الامريكية بتجميد أي اصول للمسؤولين السوريين في الولايات المتحدة او في نطاق اختصاص السلطة القضائية الأمريكية ويحظر بصفة عامة على الافراد والشركات الامريكية التعامل معهم.
وبالاضافة الى الاسد قالت وزارة الخزانة ان العقوبات تستهدف أيضا نائب الرئيس فاروق الشرع ورئيس الوزراء عادل سفر ووزير الداخلية محمد ابراهيم الشعار ووزير الدفاع علي حبيب بالاضافة الى عبد الفتاح قدسية مدير المخابرات العسكرية ومحمد ديب زيتون رئيس شعبة الامن السياسي.
ولم تتضح على الفور الاثار العملية للعقوبات أو ما اذا كانت للمسؤولين السبعة أصول مهمة سيتم تجميدها بموجب الاجراء الامريكي.
وقال ديفيد كوهين القائم باعمال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الارهاب والاستخبارات المالية في بيان مكتوب “الاجراءات التي اتخذتها الادارة اليوم تبعث برسالة لا لبس فيها الى الرئيس الاسد والقيادة السورية والمطلعين على بواطن الأمور في النظام بأنهم سيحاسبون على العنف والقمع المستمرين في سوريا” وأضاف “يجب على الرئيس الأسد ونظامه الوقف الفوري لاستخدام العنف والاستجابة لدعوات الشعب السوري إلى حكومة أكثر تمثيلا والسير في طريق اصلاح ديمقراطي له مغزى.”
واتفقت حكومات اوروبية يوم الثلاثاء على تشديد العقوبات على القيادة السورية لكنها قالت انها ستقرر في الاسبوع القادم ان كانت ستضم الاسد الى القائمة.
ووقع الرئيس الامريكي باراك اوباما في الشهر الماضي أمرا تنفيذيا فرض أول مجموعة من العقوبات الامريكية ضد جهاز المخابرات السوري واثنين من اقارب الاسد بسبب انتهاكات مزعومة لحقوق الانسان. ووضع الاتحاد الاوروبي 13 مسؤولا سوريا على قائمة العقوبات فيما وصفه بأنه اجراء لزيادة الضغوط تدريجيا.
من جهتها قالت سويسرا اليوم الأربعاء إنها ستمنع سفر 13 مسؤولا سوريا إليها وستجمد أي أرصدة لهم في بنوكها ردا على الإجراءات القمعية التي تتخذها الحكومة ضد المحتجين المطالبين بالإصلاح. وتتماشى هذه الإجراءات التي ستسري اعتبارا من 19 مايو ايار مع قرار أصدره الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي بفرض عقوبات على 13 من أقرب مساعدي الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال رولاند فوك الذي يرأس مكتب العقوبات في أمانة الاقتصاد السويسرية إن البنوك السويسرية سيتعين عليها التأكد مما إذا كان لديها أرصدة لأي من المسؤولين الثلاثة عشر وإخطار الحكومة.
ومن بين الإجراءات السويسرية حظر على الأسلحة لكن سويسرا لم تصدر أي أسلحة لسوريا منذ عشر سنوات على الأقل.
وسعت سويسرا جاهدة في السنوات الأخيرة لتحسين صورتها كملاذ آمن للأموال غير المشروعة وصادت أرصدة عدد من الحكام المخلوعين ووافقت عام 2009 على التخفيف من سرية البنوك للمساعدة على الكشف عن حالات التهرب الضريبي.
وجمدت سويسرا أرصدة رئيسي تونس ومصر السابقين وأفراد من الدائرة المقربة منهما وكذلك أرصدة الزعيم الليبي معمر القذافي والدائرة المقربة منه.
واشنطن: الدائرة تضيق على دمشق دوليا.. والمعارضة تدعو لإضراب عام
البيت الأبيض يصعد ومجلس الأمن يجمع أغلبية لإدانة «قمع» دمشق
في وقت دعا فيه الناشطون السوريون الى اضراب عام في البلاد اليوم، تصاعد الضغط الدولي على النظام السوري أمس لوقف حملة القمع ضد المعارضة. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض إن الدائرة تضيق أمام دمشق لتجنب عقوبات إضافية، وذلك في إشارة ضمنية إلى احتمال إدراج الرئيس السوري بشار الأسد في قائمة العقوبات. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أعلنت أمس أن «إجراءات إضافية» ستتخذ «في الأيام المقبلة» ردا على قمع حركة الاحتجاجات في سوريا.
واتهمت كلينتون دمشق بأنها «تبنت أسوأ تكتيكات من حليفها الإيراني», لافتة إلى أن الرئيس بشار الأسد «يتحدث عن إصلاحات لكن قمعه العنيف والوحشي يظهر نياته الحقيقية».
وكانت كلينتون تتحدث إثر لقائها وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون التي وصفت الوضع في سوريا بأنه «يثير قلقا كبيرا». وقالت أشتون إنها توجهت إلى واشنطن «لبحث ما يمكننا القيام به». وفي بروكسل ناقش سفراء دول الاتحاد الأوروبي إمكان معاقبة الرئيس السوري شخصيا، على أن يتخذ قرار في هذا الشأن الاثنين المقبل. جاء ذلك في وقت قال فيه وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ان هناك غالبية اصوات «بصدد التشكل» في الامم المتحدة لادانة قمع انتفاضة سوريا.
مظاهرات وعمليات للجيش بسوريا
قصفت دبابات الجيش السوري بلدة تلكلخ الحدودية لليوم الرابع على التوالي، بينما تواصلت المظاهرات في عدة مدن للمطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد وسط دعوات لإضراب عام اليوم الأربعاء.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن الناشطة الحقوقية السورية رزان زيتونة أن عدد المدنيين الذين قتلتهم قوات من الجيش وعناصر الأمن منذ ثلاثة أيام حتى يوم الثلاثاء منذ بدء هجومها على تلكلخ في محافظة حمص قد ارتفع إلى 27.
وذكر موقع سيريا نيوز الموالي للسلطات السورية على الإنترنت أن رئيس فرع الأمن السياسي في حمص العقيد محمد عبد الله وأربعة من العناصر قتلوا في منطقة تلكلخ.
ولفت خبر سيريا نيوز إلى أن الخمسة كانوا عزلا لا يحملون أسلحة وأنهم كانوا متجهين إلى ما يعرف بالحي القديم في مدينة تلكلخ لإقناع المسلحين بتسليم أنفسهم، إلا أنهم تعرضوا للقنص بأسلحة عالية الدقة، حيث تمركزت الإصابات في منطقة الرأس والعنق.
من جهة أخرى أفادت مصادر بأن الصليب الأحمر سلّم جثة جندي سوري قبل يومين إلى الجانب السوري كما سلم أمس الأول جنديين آخرين جريحين.
مظاهرات
في غضون ذلك ذكر ناشطون على الإنترنت أن مدينتي حمص بوسط البلاد وحلب ثاني أكبر المدن السورية شهدتا اليوم الأربعاء مظاهرات مناهضة للنظام.
وبثت على يوتيوب صور لمظاهرة خرجت يوم أمس في منطقة ركن الدين أو ما يسمى حي الأكراد في قلب العاصمة السورية دمشق تندد بإطلاق النار على المحتجين في البلاد, كما تعلن تضامنها مع المدن المحاصرة.
كما تظاهر المئات يوم أمس في مدينة داعل شمالي درعا مطالبين بإسقاط النظام ومؤكدين تضامنهم مع أهالي مدينة درعا.
وفي مدينة نوى بمحافظة درعا أفاد شاهد عيان للجزيرة بأن ستة أشخاص قتلوا في إطلاق نار أثناء تشييع شخصين متوفيين في المدينة، مشيرا إلى أن المدينة تعاني حصارا خانقا ونقصا في الغذاء بعد دخول قوات سورية إليها.
جثث بدرعا
وفي سياق ذي صلة ذكرت وكالة سانا أن مصدرا مسؤولا في محافظة درعا قال إنه بتاريخ الخامس عشر من الشهر الحالي أبلغ عن خمس جثث في منطقة البحار بدرعا البلد.
وأضاف المصدر أن المحامي العام قد اُبلِغَ بالواقعة وأن اللجنة المشكلة لهذا الأمر تقوم بالتحقيق في ملابسات الحادث وأسبابه وقد سلمت الجثث إلى أهالي المتوفين حيث تم دفنها.
وكانت السلطات السورية نفت يوم أمس وجود مقابر جماعية فى درعا وقالت إن صور المقابر الجماعية التي بثتها وسائل الإعلام نقلا عن منظمات حقوقية هي أخبار عارية عن الصحة.
جاء ذلك بعد أن كشف سكان محليون ومنظمات حقوقية عن مقبرتين جماعيتين منفصلتين قرب مدينة درعا جنوبي سوريا. وتحدث السكان عن اكتشاف 26 جثة.
كما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا أن مقبرة جماعية أعلن اكتشافها بمدينة درعا تبين أنها تخص عبد العزيز أبا زيد وأولاده الأربعة سامر ومحمد وسليمان وسمير.
وطالب مدير المرصد السوري بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة في الأمر, وذكر أنه تم حتى يوم الأحد تسليم جثامين 65 شخصا قُتلوا بعد اقتحام الجيش مدينة درعا، مضيفا أن “هناك عدداً أكبر من الشهداء لم يتم تسليم جثامينهم إلى عائلاتهم حتى الآن”.
بدوره تحدث حزب الإصلاح السوري ومقره الولايات المتحدة عن أن “جثث الموتى لا تزال متناثرة في البساتين وحقول القمح مع تعذر الوصول إليها بسبب وجود القناصة وأفراد الأمن بشكل مكثف”.
إضراب عام
في الأثناء دعت المعارضة السورية إلى إضراب عام اليوم الأربعاء. وجاء في بيان نشر على موقع “الثورة السورية 2011” -الذي شكل محرك حركة الاحتجاج التي انطلقت منتصف مارس/آذار الماضي ضد نظام الأسد- إن اليوم الأربعاء 18 مايو/أيار “سيكون يوم عقاب للنظام من قبل الثوار والأحرار”.
وأضاف “سيكون إضرابا شاملا، لا مدارس ولا جامعات ولا مراكز ولا بقالات ولا محلات ولا مطاعم”.
في هذه الأثناء استنكرت المنظمة العربية لحقوق الإنسان “الجرائم التي تواصل السلطات ارتكابها بحق المحتجين العزل، والتي تشمل أعمال قتل واعتقال واسع، فضلاً عن إغلاقها للحدود مع لبنان للحيلولة دون هروب المواطنين من جرائمها وانتهاكاتها الواسعة”.
وعبرت المنظمة عن “شديد صدمتها إزاء ما تواتر أمس عن معلومات شبه مؤكدة باكتشاف مقبرتين جماعيتين”.
الأسد: بعض الممارسات الأمنية خاطئة
أ. ف. ب.
دمشق: نقلت صحيفة الوطن السورية الخاصة والمقربة من السلطة الاربعاء ان الرئيس السوري بشار الاسد ذكر خلال لقاء جمعه مع وجهاء من دمشق ان بعض الممارسات الامنية “خاطئة”.
وذكرت الصحيفة نقلا عن احد اعضاء وفد وجهاء حي الميدان بدمشق ان الاسد “بين ان بعض الممارسات الامنية الخاطئة لتي حصلت كانت نتيجة عدم دراية القوى الامنية بكيفية التعامل بظروف كهذه”.
واشار عضو الوفد عمر السيروان في تصريح للوطن ان الاسد اضاف “ان هذا العمل هو عمل الشرطة وهو ما يتم العمل على تلافيه من خلال تدريب اربعة الاف شرطي ليقوموا بالعمل الصحيح بما يمنع مثل هذه التجاوزات”.
واكد الاسد للوفد ان “الازمة التي مرت بها سوريا تم تجاوزها وان الاحداث بنهايتها” بحسب عضو اخر في الوفد عصام شموط.
واشار عضو الوفد عصام معتوق ان الاسد اكد “انه اعطى توجيهاته بان دور الامن هو جمع المعلومات وتحليلها وتقديمها للجهات الرقابية”.
وتقول منظمات تدافع عن حقوق الانسان ان اكثر من 850 شخصا قتلوا كما تم اعتقال حوالى ثمانية الاف منذ بدء حركة الاحتجاجات غير المسبوقة منذ منتصف اذار/مارس الماضي.
معارضون سوريون في المنفى يدعون الى الحوار مع النظام السوري
من جهة ثانية اعتبر زعيم حزب الاصلاح السوري الذي يضم معارضين سوريين في المنفى الاربعاء في فيينا ان الحوار هو السبيل الوحيد لوضع حد لاعمال العنف في سوريا.
وصرح مارك حسين الذي يتولى رئاسة الحزب الذي يتخذ الولايات المتحدة مقرا له ان الرئيس السوري بشار الاسد هو “الوحيد … القادر على اخراج سوريا من الازمة”، خصوصا من خلال القيام باصلاحات.
واضاف حسين وهو محام مقره في لندن “لا اعتبر بشار الاسد مجرما”.
واشارت منظمات غير حكومية الى ان قمع السلطات لحركة الاحتجاج ادى الى سقوط 800 قتيل واعتقال ما لا يقل عن 8 الاف شخص منذ بدء الحركة في اواسط اذار/مارس.
وادلى مارك حسين بتصريحه خلال مؤتمر صحافي نظمه الحزب الليبرالي النمساوي (اف بي او) بعد ان حاول امس عقد لقاء مع نائب وزير اسرائيلي.
الا ان ايوب القرا المكلف شؤون التنمية في النقب والجليل الغى مشاركته في اللحظة الاخيرة.
وحضر اربعة معارضين سوريين اخرين الى فيينا للمشاركة في اللقاء من بينهم ممثل حركة تضم معارضين من الشباب لكن لم تكشف عن اسماؤهم.
وندد زعيم الحزب الليبرالي النمساوي وهو من اليمين المتطرف ب”السلبية المطلقة” التي ابدتها اوروبا ازاء الوضع في سوريا واقترح القيام بوساطة بين النظام السوري والمعارضين.
المعارضة السورية تدعو لإضراب عام وسط تصاعد الضغط الدولي
وكالات
في وقت تشير الأنباء إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى في شوارع تلكلخ المحاصرة من الجيش، دعت المعارضة السورية إلى إضراب عام اليوم الأربعاء معتبر أن اليوم سيكون يوم عقاب للنظام.
دمشق: فتحت المدارس والمحال التجارية بشكل طبيعي في العاصمة دمشق وعدة مدن سورية اخرى الاربعاء على الرغم من الدعوة التي وجهها معارضون الى القيام باضراب عام ردا على العنف الذي تبديه السلطات في قمع الاحتجاجات غير المسبوقة ضد النظام.
وبدت الحياة طبيعية في العاصمة ومدينة حلب والقامشلي وحماة واللاذقية حسبما اكد سكان هذه المدن في اتصال مع وكالة فرانس برس. الا ان ناشطين اشاروا الى احتمال قيام مظاهرات في عدة مناطق لاحقا خلال اليوم.
وقال احد رجال الاعمال الذي فضل عدم الكشف عن اسمه “من سيجرؤ على القيام باضراب والمخاطرة بفقدان عمله او ان يستهدف من قبل السلطات؟”. واضاف “إذا اغلق أي شخص متجره فسيتم توقيفه على الفور وسيفقد لقمة عيشه”.
وقال تاجر آخر في الجزء القديم من المدينة “ليس هناك حاجة للقيام باضراب لانه على كل الاحوال حركة الاسواق متوقفة منذ قيام الاحتجاجات في البلاد منذ منتصف آذار/مارس”. وقد دعت صفحة “الثورة السورية 2011” المعارضة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” الى القيام بلإضراب سعيا لمزيد من الضغوط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يتعرض لعقوبات دولية.
وذكر بيان نشر على الصفحة التي كانت المحرك للاحتجاجات “يوم الأربعاء 18 أيار سيكون يوم اضراب عام في سوريا العزة والكرامة .. ان ذلك سيكون يوم عقاب للنظام من قبل الثوار والأحرار”. واضاف النص “سنحول يوم الأربعاء الى يوم جمعة بكل معاني الكلمة، مظاهرات عارمة واضراب شامل لا مدارس ولا جامعات ولا مراكز ولا بقاليات ولا محلات ولا مطاعم ولا حتى تكاسي”.
واشار احد الناشطين الحقوقيين لوكالة فرنس برس الى ان “رغم ان الناس لن يلبون الدعوة الى الاضراب الا انه سيتم تنظيم مظاهرات في عدد من المناطق لاحقا وخاصة في شمال سوريا”. وتقول منظمات تدافع عن حقوق الانسان ان اكثر من 850 شخصا قتلوا كما تم اعتقال حوالى ثمانية الاف منذ بدء حركة الاحتجاجات منتصف اذار/مارس الماضي.
وأتت الدعوة الى الاضراب في حين اشارت معلومات الى عشرات القتلى والجرحى في شوارع تلكلخ (غرب) المحاصرة من الجيش منذ عدة ايام. وقال احد السكان من السنة في اتصال هاتفي الثلاثاء “انها اشبه بمدينة اشباح، اشاهد جثة مضرجة بالدماء عند مدخل البلدة وهناك عشرات الجرحى الذين لا يمكننا اجلاؤهم”.
واضاف “انها مجزرة (..) لم نكن نتصور انهم يمكن ان يبلغوا هذا المستوى من الوحشية” معتبرا انهم “يسعون الى اثارة نزاع طائفي” بين الشيعة والسنة. ويشكل العلويون وهم اقلية في سوريا، العمود الفقري للنظام. وتتشكل غالبية الشعب السوري (22 مليونا) من السنة.
وسمعت اصوات قصف واطلاق نار مساء الاثنين في حمص (وسط) المحاصرة من الجيش. وقال شاهد طلب عدم كشف هويته الثلاثاء “ان هذا انتقام للتظاهرات التي تجري يوميا والتي تقمع بسرعة من قبل قوات الامن”.
واضاف “ان مئات المدرعات انتشرت في المنطقة وتقوم قوات الامن بالتدقيق في الهويات وتفتيش السيارات بعناية”. ولا يمكن التاكد من صحة المعلومات والشهادات من مصدر مستقل حيث لا يسمح للصحافيين بالتحرك بحرية في سوريا لتغطية الاضطرابات.
والقت السلطات السورية القبض على احد ابرز قادة الاحتجاجات في مدينة بانياس الساحلية انس الشغري، حسبما افاد الثلاثاء المرصد السوري لحقوق الانسان. وكان المرصد افاد في وقت سابق ان “الاجهزة الامنية شنت حملة اعتقالات واسعة في عدة مدن سورية طالت معارضين ونشطاء ومتظاهرين”. في الاثناء نفت السلطات السورية الثلاثاء وجود مقبرة جماعية في درعا (جنوب) التي كانت شهدت حملة للجيش ضد متظاهرين معارضين، رغم اعلانها العثور على خمس جثث في المدينة.
ونقلت وكالة سانا الرسمية عن مصدر مسؤول بوزارة الداخلية قوله ان “بعض محطات التلفزة ووسائل الاعلام نقلت في سياق حملة التحريض والافتراء والفبركة التي تشنها ضد سورية ومحاولاتها المستمرة للنيل من استقرارها وأمن مواطنيها خبرا عن شهود عيان حول وجود مقبرة جماعية في درعا”.
من جهة اخرى قالت الوكالة نقلا عن مصدر مسؤول بدرعا انه تم العثور الاحد على خمس جثث في منطقة البحار بدرعا البلد و”التحقيقات جارية لمعرفة ملابسات الحادث واسبابه”. غير ان رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار قربي اكد مجددا وجود مقبرة جماعية في درعا. واضاف ان المقبرة الجماعية التي اشار اليها الاثنين لا علاقة لها بالجثث الخمس التي اعلنت عنها السلطات.
من جهة اخرى الغي في فيينا لقاء بين ايوب القرا عضو حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وخمسة معارضين سوريين لم تكشف اسماؤهم مساء الثلاثاء، حسبما اعلن متحث باسم حزب اليمين المتطرف النمساوي الذي يرعى اللقاء.
وفي مستوى ردود الفعل تصاعد الثلاثاء الضغط الدولي على النظام السوري. واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان “اجراءات اضافية” ستتخذ “في الايام المقبلة” ردا على قمع حركة الاحتجاجات في سوريا.
وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان هناك غالبية اصوات “بصدد التشكل” في الامم المتحدة لادانة قمع انتفاضة سوريا موضحا مع ذلك ان تهديدا باستخدام الفيتو من قبل روسيا او الصين لا يزال قائما. وتابع الوزير الفرنسي “لا نمارس سياسة الكيل بمكيالين. لقد دعمنا في كل مكان تطلع الشعوب الكبير الى الديموقراطية والحرية ونقوم بذلك في ما يتعلق بسوريا من دون اي التباس”.
وناقش سفراء البلدان السبعة والعشرين في الاتحاد الاوروبي في بروكسل بعد ظهر الثلاثاء احتمال فرض عقوبات على الرئيس السوري بشار الاسد وارجأوا اتخاذ قرار في هذا الشان الى اجتماع وزاري الاثنين، كما اعلن مصدر دبلوماسي.
وسبق للاتحاد الاوروبي ان فرض عقوبات (تجميد اموال والتوقف عن منح تأشيرات دخول) على 13 مسؤولا سوريا منهم اعضاء في عائلة الرئيس الاسد، وحظرا على الاسلحة التي يمكن استخدامها لاهداف قمعية. وطالب عدد من النواب الكويتيين بقطع العلاقات مع دمشق وطرد السفير السوري احتجاجا على سياسة “النظام القمعي” تجاه التظاهرات.
واصدر 25 من اصل 50 نائبا في مجلس الامة بيانا يطالب الحكومة ب”قطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام القمعي في سوريا وطرد السفير من الكويت”. وتقول منظمات تدافع عن حقوق الانسان ان اكثر من 850 شخصا قتلوا كما تم اعتقال حوالى ثمانية الاف منذ بدء حركة الاحتجاجات منتصف اذار/مارس الماضي.
إلى ذلك، رجّح وزير الدولة البريطاني لشؤون القوات المسلحة نك هاري احتمال قيام المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوري، على ما اعتبره دوره في حملة القمع العنيف ضد المتظاهرين.
وقالت صحيفة “فايننشال تايمز” إن تصريح الوزير هارفي جاء بعد إعلان المحكمة أنها ستسعى لتوقيف العقيد الليبي معمر القذافي وابنه سيف الاسلام ووزير الاستخبارات العسكرية في نظامه عبد الله السنوسي بتهم ارتكاب جرائم ضد الانسانية، مع أن بريطانيا لم تدعو حتى الآن الرئيس الأسد للتنحي عن السلطة لكنها طالبت نظامه بوقف العنف.
واضافت إن تصريح هارفي جاء أيضاً بعد اعلان ناشطين سوريين اكتشاف مقبرة جماعية خارج محافظة درعا، والتي كانت محور حملة عسكرية مكثفة في الأسابيع الماضية. ونسبت الصحيفة إلى رضوان زيادة داعية حقوق الإنسان السوري والباحث في جامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة قوله “إن الكثير من الجثث دُفنت في موقع المقبرة الجماعية، بما في ذلك جثث خمسة أعضاء من عائلة واحدة”.
الرئيس اعترف بـ”الممارسات الأمنية الخاطئة“
الأسد يؤكد “انتهاء أزمة سوريا”.. وتجاوب ضعيف مع دعوات الإضراب
دبي – العربية
أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الأزمة السورية “تم تجاوزها”، معترفاً بوجود “بعض الممارسات الأمنية الخاطئة” التي مرت بها سوريا، في حين أفاد مراسل “العربية” في دمشق بأن الدعوة للإضراب العام لم تلقَ استجابة في العاصمة السورية، التي عاشت يومياً طبيعياً، الأربعاء 18-5-2011. وذكر المراسل الذي قام بجولة في بعض مناطق دمشق، أنه شاهد العشرات من المحال وكذلك حافلات النقل العام والخاص تجوب شوارع العاصمة, بينما كانت حركة الناس والسيارات طبيعية صباحاً، وذلك في أول رد فعل على الدعوة الى الإضراب العام الذي وجهتها المعارضة في كافة أنحاء سوريا.
وقد دعت صفحة “الثورة السورية 2011” المعارضة على موقع “فيسبوك” الى القيام بالإضراب سعياً لمزيد من الضغوط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يتعرض لعقوبات دولية. وذكر بيان نشر على الصفحة التي كانت المحرك للاحتجاجات “يوم الاربعاء 18 مايو/أيار سيكون يوم إضراب عام في سوريا العزة والكرامة.. إن ذلك سيكون يوم عقاب للنظام من قبل الثوار والأحرار”.
لكن سكان حلب والقامشلي وحماة واللاذقية أكدوا في اتصالات هاتفية مع وكالة “فرانس برس”، أن الحياة بدت طبيعية في هذه المدن. وقال أحد “ليس هناك حاجة للقيام بإضراب لأنه على كل الاحوال حركة الاسواق متوقفة منذ قيام الاحتجاجات في البلاد منذ منتصف آذار/مارس”.
وقال أحد رجال الاعمال، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه “من سيجرؤ على القيام بإضراب والمخاطرة بفقدان عمله او أن يستهدف من قبل السلطات؟”. وأضاف “اذا أغلق أي شخص متجره فسيتم توقيفه على الفور وسيفقد لقمة عيشه”.
وأشار احد الناشطين الحقوقيين الى انه “رغم ان الناس لن يلبون الدعوة الى الاضراب الا انه سيتم تنظيم مظاهرات في عدد من المناطق لاحقاً خاصة في شمال سوريا”.
الا ان الناشط الحقوقي أكد أن “نصف المحال في الاحياء الشعبية في حلب مغلقة”. وأضاف الناشط أن “المدينة الجامعية في حلب مغلقة بالكامل حيث لا يسمح لأحد بدخولها أو خروجها باستثناء المقيمين والموظفين”.
ولفت الناشط الى أن “قرى فرومة وحاس وكفر نبل في ريف ادلب (شمال) مضربة كلياً”. وأضاف الناشط ان “مظاهرة شارك فيها اكثر من 2000 شخص جرت اليوم في عفرين (شمال غرب حلب) تضامناً مع المعتقلين”.
الأسد: تجاوزنا الأزمة
من جهته، أكد الرئيس السوري أن الأزمة التي مرت بها بلاده “تم تجاوزها”، بحسب تعبيره خلال لقاء جمعه مع وجهاء من دمشق.
ونقلت صحيفة “الوطن” السورية عن عضو في الوفد عمر السيروان أن الأسد بيّن “ان بعض الممارسات الامنية الخاطئة التي حصلت كانت نتيجة عدم دراية القوى الامنية بكيفية التعامل بظروف كهذه”. وأضاف الاسد “ان هذا العمل هو عمل الشرطة وهو ما يتم العمل على تلافيه من خلال تدريب 4000 شرطي ليقوموا بالعمل الصحيح بما يمنع مثل هذه التجاوزات” بحسب سيروان.
وأوضح عضو الوفد عصام معتوق أن الاسد اكد “أنه أعطى توجيهاته بأن دور الامن هو جمع المعلومات وتحليلها وتقديمها للجهات الرقابية”.
وتقول منظمات تدافع عن حقوق الانسان ان أكثر من 850 شخصاً قتلوا كما تم اعتقال حوالى 8000 منذ بدء حركة الاحتجاجات غير المسبوقة منذ منتصف مارس الماضي.
في الاثناء فتحت المدارس والمحال التجارية أبوابها بشكل طبيعي في العاصمة دمشق وعدة مدن سورية أخرى الاربعاء على الرغم من الدعوة التي وجهها معارضون الى القيام بإضراب عام رداً على العنف الذي تبديه السلطات في قمع الاحتجاجات غير المسبوقة ضد النظام.
وأعلنت منظمات حقوقية في بيان مشترك الاربعاء ان السلطات السورية “اعتقلت الاحد الصحافيين رأفت الرفاعي وموسى خطيب في مدينة حلب وذلك بعد سلسلة من الاستدعاءات الأمنية المتكررة بحقهما”. وأشار البيان الى ان “الصحافيين المعتقلين يعملان في موقع شو الأخبار الالكتروني السوري”، مرجحاً ان يكون “اعتقالهما جاء على خلفية سياسة الموقع حيال الاحداث الاخيرة التي تمر بها البلاد”.
ودانت المنظمات “بشدة” هذا الإجراء الذي ترافق مع حملة اعتقالات واسعة شهدتها معظم المدن السورية خلال الأيام الماضية بالرغم من إنهاء العمل بحالة الطوارئ مطالبة “بالإفراج الفوري عنهما أو الكشف عن مكان احتجازهما والتهم التي تم توقيفهما على خلفيتها وتمكينهما من الحصول على المساعدة القانونية اللازمة”.
الدبابات السورية تقصف بلدة جنوبية والغرب يصعد ضغوطه على دمشق
عمان (رويترز) – قصفت الدبابات السورية بلدة حدودية يوم الاربعاء لليوم الرابع على التوالي في استمرار للحملة العنيفة التي تشنها قوات الامن السورية لاخماد الاحتجاجات ضد الرئيس السوري بشار الاسد في وقت صعد فيه الغرب ضغوطه على دمشق من اجل وقف قمع المحتجين.
ودخلت القوات السورية بلدة تلكلخ يوم السبت بعد يوم من مظاهرة ردد المحتشدون فيها الهتاف الذي ساهم في اسقاط رئيسي كل من مصر وتونس وهز سلطة حكام اخرين في منطقة الشرق الاوسط “الشعب يريد اسقاط النظام.”
وكان الغرب قد حسن علاقاته بالاسد خلال السنوات الثلاث الاخيرة لكن الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي استنكرا استخدامه للقوة في قمع الاضطرابات وحذرا من انهما يعتزمان فرض عقوبات على مسؤولين سوريين كبار.
وتقول جماعات مدافعة عن حقوق الانسان ان حملة الاسد اسفرت عن مقتل 700 مدني على الاقل.
وتلقي الحكومة السورية باللائمة في أغلب أحداث العنف على جماعات مسلحة يدعمها الاسلاميون وتحركها قوى أجنبية وتقول ان اكثر من 120 جنديا ورجل شرطة قتلوا.
وقال احد سكان تلكلخ متحدثا عبر هاتف يعمل عبر الاقمار الصناعية “ما زلنا بدون ماء او كهرباء او اتصالات.”
وذكر ان الجيش يقتحم المنازل ويقوم باعتقال الناس لكنه ينسحب من الاحياء بعد الغارات. وفي علامة على ان الجيش يتعرض لهجوم في البلدة قال الرجل ان بعض العائلات “تقاوم وتفضل الموت على الذل.”
ومنعت سوريا معظم المؤسسات الصحفية الاجنبية من العمل في سوريا مما جعل التحقق من الانباء امرا صعبا.
وقالت الناشطة البارزة رزان زيتونة ان الجيش السوري وقوات الامن قتلوا 27 مدنيا على الاقل خلال ثلاثة أيام من الهجوم الذي تدعمه الدبابات.
ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية عن مصدر عسكري قوله ان ثمانية جنود قتلوا يوم الثلاثاء في تلكلخ وفي درعا بالجنوب حيث اندلعت الاحتجاجات قبل شهرين.
وقالت الوكالة ان خمسة من الجنود القتلى سقطوا عندما اطلقت “جماعة ارهابية مسلحة” النار على دورية لقوات الامن بالقرب من تلكلخ القريبة من الحدود السورية اللبنانية.
وقال المقيم في تلكلخ ان المدفعية والاسلحة الالية الثقيلة قصفت الطريق الرئيس المؤدي الى لبنان خلال الليل وكذلك حي الابراج المجاور الذي تسكنه اقلية من التركمان والاكراد.
وأضاف “معظم سكان تلكلخ فروا. بعض الباقين حاولوا الفرار الى لبنان امس لكن القصف كان شديدا جدا.
“سكان الابراج وجهوا نداء الى (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) اردوغان طلبا للمساعدة. لكنهم كالغريق الذي يتمسك بقشة”. وقال اردوغان الاسبوع الماضي ان الف شخص قتلوا في الاضطرابات التي تشهدها سوريا وتعالت مؤخرا نبرة انتقاده للاسد.
وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه يوم الثلاثاء ان فرنسا وبريطانيا على وشك جمع تسعة أصوات داخل مجلس الامن التابع للامم المتحدة لتأييد قرار ضد سوريا لكن روسيا والصين هددتا باستخدام حق النقض.
وذكر ناشطون ان الدبابات السورية دخلت مدينة في سهل حوران الجنوبي يوم الثلاثاء بعد ان حاصرتها طوال ثلاثة اسابيع.
وقالوا ان الجنود السوريين اطلقوا نيران الاسلحة الالية فيما اقتحمت الدبابات وناقلات الجند المدرعة مدينة نوى التي يسكنها 80 ألف نسمة وتبعد 60 كيلومترا الى الشمال من مدينة درعا.
وقال ناشط حقوقي “اعلن المحافظ ان القوات لديها اسماء 180 مطلوبا في نوى لكن الاعتقالات تجري تعسفيا.”
وفي علامة محتملة على عنف الحملة الامنية التي تشنها قوات الامن السورية قال سكان يوم الثلاثاء ان قرويين عثروا قرب درعا على مقبرتين جماعيتين تضمان معا نحو 26 جثة لكن السلطات السورية نفت ذلك وقالت انه جزء من “حملة التحريض” التي تستهدف البلاد.
وقال سكان في درعا ان الدبابات ما زالت منتشرة في الشوارع وقال ناشطون ان بلدتي انخيل والجاسم لا تزالان تحت الحصار. واضافوا ان الاعتقالات ما زالت مستمرة في سهل حوران ومناطق أخرى في سوريا.
واندلعت المظاهرات المطالبة بالديمقراطية في ضاحية دوما بدمشق وفي حلب ثاني أكبر المدن السورية وكذلك في الزبداني على سفح منطقة جبلية وفي حماه واقليم دير الزور قرب الحدود مع العراق. وقال ناشطون ان المظاهرات لم تكن ضخمة في أغلبها لكنها واجهت رد فعل عنيفا من قوات الامن.
من خالد يعقوب عويس