أحداث وتقارير اخبارية

أحدث الاثنين، 21 ايار 2012

16 قتيلاً في قصف على حماة وانفجار قذيفة قرب بعثة المراقبين في دوما

دمشق، بيروت، عمان – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – سقطت قذيفة «آر بي جي» على مسافة أمتار من رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال روبرت مود أثناء زيارته مدينة دوما قرب دمشق. وانفجرت القذيفة أمام أنظار الجنرال مود بعد قليل من وصوله برفقة عدد من المراقبين والصحافيين إلى المدينة الواقعة على مسافة 13 كلم شمال شرقي دمشق. وكان ضمن المجموعة مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام ارفيه لادسو. في موازاة ذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات عنيفة دارت ليل السبت – الأحد بين منشقين والجيش السوري في دمشق، موضحاً أن الاشتباكات دارت قرب جسر اللوان في حي كفرسوسة جنوب غربي دمشق. وأفادت لجان التنسيق المحلية أن تعزيزات كبيرة للجيش أرسلت إلى المنطقة. كما واصلت قوات الجيش السوري عملياتها في مناطق عدة. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن 22 قتيلاً سقطوا بنيران قوات النظام أمس، بينهم 16 في حماة، موضحة أن الجيش يواصل عملياته ضد المحتجين في حمص وحلب وإدلب ودير الزور ودرعا وريف دمشق وحماة وريفها.

وعن قصف حماة، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ما لا يقل عن 16 شخصاً قتلوا أمس بينهم أطفال في قصف قامت به القوات السورية على بلدة صوران في منطقة حماة في وسط سورية. وقال المرصد: «سقط ما لا يقل عن 16 شهيداً بينهم أطفال نتيجة قصف قامت به القوات النظامية السورية على بلدة صوران ونتيجة إطلاق الرصاص بعد الاقتحام»، مضيفاً أنه «لم ترد أنباء بعد حتى اللحظة عن حدوث اشتباكات في المنطقة». وتعد حماة أحد معاقل الانتفاضة المستمرة منذ 14 شهراً ضد الرئيس بشار الأسد.

في موازاة ذلك، قال ناشطون وشهود إن قذيفة «آر بي جي» انفجرت على الطريق أمس في بلدة دوما قرب العاصمة السورية دمشق على بعد 150 متراً من قافلة تابعة للأمم المتحدة تقل رئيس بعثة مراقبي وقف إطلاق النار في سورية الجنرال مود.

وأفاد شهود إنه تم إيقاف السيارة التي تقل الجنرال روبرت مود عند نقطة تفتيش تابعة للجيش عندما فجرت القذيفة في شارع قريب وغادرت القافلة المكان، مشيرين إلى أنه لم ترد أنباء عن سقوط ضحايا. وقال مصدر أمني في دوما لرويترز إن اشتباكات وقعت صباح أمس بين القوات الحكومية ومعارضين للنظام وأن مسلحين أصابوا 29 من أفراد قوات الأمن. ودوما التي تقع على مشارف دمشق هي مركز لانتفاضة مسلحة ضد النظام منذ بدء الحركة الاحتجاجية في آذار (مارس) 2011.

وأضاف المصدر أن الحياة الطبيعية في دوما أصيبت بالشلل بسبب الاشتباكات اليومية.

وأعلن المرصد السوري خلال النهار عن اندلاع معارك بين منشقين والجيش السوري قرب دوما وأن صواريخ أطلقتها القوات الحكومية سقطت على المدينة وقربها.

وأفاد شهود وناشطون أن شوارع دوما كانت مقفرة تماماً والمتاجر مغلقة باستثناء بعض محلات البقالة، وقد شاهدت حاويات نفايات مقلوبة أرضاً ولافتات ممزقة.

وكانت شعارات مناهضة للنظام وأخرى مؤيدة له مدونة على جدران المدينة التي بدت أشبه بمدينة أشباح، ويقول بعضها: «دوما لن تركع سوى لله» و «جنود الأسد مروا من هنا».

وقال جندي للصحافيين: «حين سيرحل المراقبون، سيعود المسلحون لإثارة المشاكل» في إشارة إلى المنشقين الذين يقاتلون قوات النظام والذين تصفهم دمشق بـ «الإرهابيين».

وطلب رجل كان يتبضع من أحد المحلات من الصحافيين عدم تصويره وقال: «أرجوكم، لا تصورونني، حين ترحلون سيأتون لقتلي» من دون الإشارة إلى أي جهة تحديداً.

وبعد رحيل المراقبين قتل مدني في دوما برصاص قناص، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.

والمراقبون العسكريون غير المسلحين التابعين للأمم المتحدة وعددهم حوالى 260 يشرفون على وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 12 نيسان (أبريل) في سورية غير أنه ينتهك بصورة يومية.

إلى ذلك، دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة وحاجز للقوات النظامية قرب جسر اللوان في حي كفرسوسة جنوب غربي دمشق. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن تعزيزات كبيرة للجيش أرسلت إلى المنطقة.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات عنيفة دارت في منطقة المتحلق الجنوبي ترافقت مع سماع أصوات انفجارات في المنطقة وسمعت أصوات إطلاق رصاص في ساحة العباسين وشارعي بغداد والثورة. كما قصفت القوات النظامية فجر أمس مزارع الريحاون المجاورة لمدينة دوما.

من جانب آخر، قال اتحاد التنسيقيات المحلية إن «تعزيزات عسكرية ضخمة» وصلت إلى كفر سوسة عقب الاشتباكات.

وقال المرصد السوري أيضاً إن اشتباكات اندلعت ليلة أمس في الأحياء الجنوبية من دمشق، مضيفاً أن دوي إطلاق النار سمع في وسط العاصمة أيضاً.

كما تحدث الناشطون عن إقامة قوات النظام حواجز عسكرية أمنية بمناطق مهمة من العاصمة.

وقال الناطق باسم لجان التنسيق المحلية بدمشق وريفها مراد الشامي إن الوضع الأمني بالعاصمة «متوتر جداً»، وقال إن انفجارات تسمع في حييْ أبو رمانة والمالكي، ووصف الانفجارات بأنها «عنيفة وغير مسبوقة». وقال إن مناطق في ريف دمشق تخضع لقصف عنيف من قبل الجيش النظامي.

وقال ناشطون إن قوات الأمن والجيش أغلقت الطريق المؤدي إلى مستشفى الشامي.

ووقعت هذه الاشتباكات غداة سقوط 23 قتيلاً في أعمال عنف، كما قتل أول من أمس تسعة أشخاص في انفجار سيارة مفخخة استهدف لأول مرة مدينة دير الزور شرق البلاد.

وهزت سورية عدة تفجيرات من هذا النوع منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد النظام، وتبنت معظمها مجموعات صغيرة غير معروفة. ويتبادل النظام والمعارضة الاتهامات بالوقوف خلف هذه الهجمات التي أوقعت عشرات القتلى.

وحملت المعارضة السورية، في بيان جديد لها، النظام مسؤولية التفجيرات التي تستهدف عدداً من المواقع الحكومية الحساسة، مؤكدة أن هذه المواقع شديدة الحراسة ولا يمكن الوصول إليها، وخصوصاً داخل سيارة تحوي كميات من المواد المتفجرة. وبينت لجان التنسيق المحلية المعارضة في سورية أن المواقع التي يتم استهدافها من قبل «انتحاريين إرهابيين» على حد تعبير النظام، محصنة في شكل كبير ضد أي اعتداء خارجي، بالإضافة إلى التساؤل عن كيفية تمكن التلفزيون السوري من الوصول إلى موقع المجزرة في شكل سريع لافت للنظر لنقل الأحداث في ظل التخبط المفروض أن يحدث بعد وقوع الانفجار. وأشار البيان إلى «حدوث التفجيرات فقط في الأماكن العسكرية والحكومية المحصنة، حيث أن ذلك ليس بمحض الصدفة، فلا بد من ضبط المواقع من قبل النظام لتقديم مشاهد مميزة للعالم حول العمليات الانتحارية والتفجيرات الإرهابية التي هي سبب الأزمة في سورية بعيداً عن مطالبات الشعب وطموحاته».

وأكدت لجان التنسيق على وقوع ما لا يقل عن 29 قتيلاً نتيجة تفجير سيارة مفخخة قرب أحد المواقع العسكرية، التابعة للجيش النظامي، في دير الزور.

في هذه الأثناء، أكد ارفيه لادسو معاون الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام إتمام عملية نشر المراقبين العسكريين والعناصر المدنية التابعة لهم في سورية، مشيراً إلى أن عملية انتشار فرق المراقبين الدوليين في سورية تعد الأسرع في تاريخ عمل بعثات الأمم المتحدة.

وقال لادسوس: «اطلعت على آلية عمل البعثة بكافة أشكالها، والتقيت بشكل خاص المراقبين الذين يخضعون لتدريبات قبل نشرهم على الأرض، وسأبدأ اتصالاتي مع الحكومة السورية».

وأضاف أنه التقى عدداً من أعضاء وفد المراقبين، حيث ذكرهم بأهمية المهمة وهدفها الأساسي في المساعدة على حماية حياة الأشخاص، عبر تأكيد وقف العنف والمساعدة في خلق ظروف مختلفة من الممكن أن تفيد في بدء عملية سياسية، من خلال خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية كوفي أنان.

روسيا: لا بديل عن حل أزمة سورية داخلياً ونرفض تغيير النظام بالقوة

موسكو، لندن – «الحياة» – قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي ميخائيل مارغيلوف امس إن بلاده ما زالت تعارض فكرة تغيير النظام في سورية باستخدام القوة، موضحاً «لا يمكن تغيير النظام بالقوة. يجب ان يتمكن السوريون من تسوية مسائلهم بأنفسهم»، مشدداً على ان موسكو لا ترى بديلاً عن حل أزمة سورية داخلياً.

وقال مارغيلوف، في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» إن موسكو ترى أن حل الأزمة السورية «لا يتأتى إلا بمساعدة السوريين أنفسهم لكي يتمكنوا من التوصل إلى تفاهمات في ما بينهم».

ورفض المسؤول الروسي الربط بين اعتذار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن حضور قمة الثماني في اميركا والخلافات بين موسكو والغرب في شأن إيران وسورية. وقال موضحاً: «ليس وراء حضور هذا الزعيم أو ذاك أعمال قمة الثماني أو غيابه عنها أسباب سياسية عميقة، ولا داعي للبحث عن دوافع خفية حيث لا وجود لها. لقد أوضح كل من بوتين ومدفيديف بصورة مفصّلة أسباب تبادل الأدوار الذي حصل. وأنا أعتقد بأن هذا الشرح يجب قبوله بدلاً من البحث عن مغزى خفي لما حدث. وفي ما يخص المسألتين الإيرانية والسورية… بالفعل تعد هاتان المسألتان من المواضيع المحورية أثناء مناقشة مسألة الأمن الدولي. كانت روسيا ولا تزال ترى أن الأزمة السياسية السورية يمكن حلها عبر طريق وحيد هو مساعدة السوريين أنفسهم بأقصى ما يمكن لكي يتوصلوا إلى حلول وسط وإلى تفاهم سياسي متبادل. وجميع السبل الأخرى غير مقبولة».

وحول هل تمتلك القيادة الروسية صورة واضحة عما يحدث في سورية، قال «بالطبع لدى الرئيس الروسي صورة واضحة عما يحدث في سورية، لكن من حقه أن يستخلص من التحليلات التي تُقدَّم له استنتاجاته الخاصة».

وتابع: «ما يهم موسكو هو تداعيات الأزمة السورية في حال سقوط نظام الأسد».

وأشار مارغيلوف إلى ضرورة عدم النظر إلى الوضع في سورية بمعزل عن «الربيع العربي»، والذي يسميه بعض المحللين، وفق ما قال مارغيلوف، بـ «الشتاء الإسلامي».

وأضاف المسؤول الروسي أن «سورية لاعب محوري في عملية تحقيق السلام في الشرق الأوسط، وبالتالي فإن الوضع فيها يثير قلقاً بالغاً في العالم العربي وفي إسرائيل».

سقوط 48 قتيلاً في أعمال العنف بسوريا

    (و ص ف، رويترز، أ ش أ، ي ب أ)

أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان 48 شخصاً من مدنيين ومنشقين وجنود سقطوا أمس في اعمال عنف في مناطق سورية مختلفة، بينهم 34 قتيلاً في بلدة صوران بريف حماه. واتهم النظام السوري بـ”ارتكاب مجزرة” في البلدة، مطالبا المراقبين الدوليين بالتوجه اليها.

واضاف ان ستة مدنيين قتلوا في بلدة حصرايا بحماه وفي ريف دمشق وحمص القديمة ومحافظة حلب، فيما قتل رقيب اول منشق في مدينة ادلب وعسكري منشق في بصرى الشام وخمسة من افراد القوات النظامية السورية بينهم ضابط في ريف دمشق وعلى الطريق بين حماه وادلب. واعلن اغتيال مسؤول حزب البعث في قرية الجانودية في محافظة ادلب. وتحدث عن اشتباكات في حي كفرسوسة بدمشق ليل السبت – الاحد. وانفجرت قذيفة صاروخية في مدينة دوما قرب العاصمة خلال زيارة رئيس فريق المراقبين الدوليين الميجر جنرال روبرت مود ووكيل الامين العام للامم المتحدة ارفيه لادسو للمدينة. (راجع العرب والعالم)

 وبحث وزير الخارجية السوري وليد المعلم مع لادسو في الحاجات اللوجستية لعمل بعثة المراقبين الدوليين ومن بينها الاستفادة من القدرات الجوية السورية.

 وافادت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان اللقاء الذي جمع المعلم ولادسو كان “عملاني الطابع بهدف الوقوف على تفاصيل عمل البعثة”.

وأوضحت ان لادسو تحدث “عن بعض المستلزمات الإضافية لعمل البعثة لوجستياً مثل جنسيات المراقبين وكيفية الاستفادة من القدرات الجوية السورية وخدمات أخرى تقدمها سوريا لتسهيل المهمة”.

ونقلت عن المعلم تأكيده على أن “نجاح البعثة من نجاح سوريا وأن تعاون سوريا هدفه الأولي توفير ما يلزم للحل السياسي”، لافتاً الى ان بلاده لا تود أن تكون “المراقبة من أجل المراقبة” بل لتوفير “أجواء الحل السوري السياسي بين السوريين”.

كذلك تناول اللقاء موضوع المساعدات الإنسانية، فاكد المعلم “ان توسيع منظور المساعدات يعني أنه لا يمكن المنظمة الدولية أن تدعي الاهتمام بمصير نحو مليون متضرر من الأعمال المسلحة، فيما يتم غض الطرف عن موضوع استهداف 23 مليون سوري بعقوبات أوروبية وأميركية”.

وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي بان المعلم اطلع المبعوث الأممي على “الخروقات اليومية التي ترتكبها المعارضة المسلحة والتي تجاوزت 3500 خرق منذ توقيع خطة انان فقط”.

 وقالت “سانا” ان المعلم التقى ايضاً نائب المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا  كوفي انان جان – ماري غيهينو “بهدف التحضير لزيارة انان  لدمشق في نهاية الشهر الجاري”.

 واضافت ان غيهينو اطلع المعلم على “آخر اتصالات انان مع جميع الأطراف المعنيين”، مشيرا الى ان المبعوث “بالإضافة الى التواصل الهاتفي مع الدول صاحبة الأثر السلبي في الأزمة السورية سيزور بعض هذه الدول خلال جولته المقبلة”.

«السفير» ترصد أحوال السوريين في محافظاتهم ومدنهم 6

حمص: شرخ بيروت الثمانينيات طائفية وخطف ورائحة موت

طارق العبد

في حمص، تضجّ الشوارع بالحركة حتى ساعات متأخرة من الليل. بين الغوطة والوعر والصفصافة، يحتفي أحفاد خالد بن الوليد بالحياة. ومع الفجر، تستقبل الخالدية والحميدية صباحاً جديداً يفتح معه نوافذ جديدة ينتظرها كل يوم أبناء العاصي بين جامعاتهم ومدارسهم وأسواقهم.. يجمعهم كلهم أنهم تلاميذ في مدرسة عشق مدينتهم.

بعد شهر من الآن، تفتح حمص أبوابها لاستقبال أهلها المغتربين لقضاء صيف لا يُنسى، تتحد فيه احتفالات عيد السيدة بطقوس شهر رمضان وعيد الفطر. هكذا كانت الحياة في اكبر محافظات سوريا، لكن شيئاً ما قلب الحياة رأسا على عقب، فغابت مظاهر الحياة وسيطرت مظاهر الموت. غابت أصوات الناس وسيطرت أصوات الرصاص، وغرقت البلاد في جنون التوتر الأمني والاجتماعي والطائفي. والنتيجة: تتذوق حمص طعم الموت فيما يملأ الرصاص والقذائف جدران ذكريات مرورهم في المدينة ومعها أرواح الناس التي أزهقت.. هو إذاً الحصرم الحمصي.

لا يمكنك أن تتجول في حمص بمفردك بالرغم من وجود المراقبين الدوليين وسريان وقف إطلاق النار (إلى حد ما). فأنت غريب عن المدينة وستُكشف سريعاً وبالتالي أنت عرضة للرصاص من الجيش النظامي أو من «المنشقين». وعليه لا بد لك من مرافق يضمن لك على الأقل أمنك النسبي ما دمت معه. نلتقيه في مدخل المدينة بالقرب من جامعة البعث، الجامعة الحكومية في حمص حيث عاد الطلبة إلى العلم مستغلين لحظات هدوء ما بعد العاصفة، ومن الجامعة ننطلق في جولة تكشف لنا الكثير عن أحوال مدينة توصف بأنها عاصمة الفكاهة والنكتة.

بيوت مهدمة. أبنية محترقة. شوارع حرثتها القذائف، ورائحة الموت في كل مكان. على الجدران، كُتبت شعارات وشعارات مضادة تفوح منها الطائفية وهستيريا القتل… والمفاجأة أن هناك من لا يزال يعيش في الحي.. إنهم المحكومون بعشق حمص.

داخل كرم الزيتون، ندخل إلى ما يمكن تسميته مجازاً بـ«البيت». هنا، نلتقي شيخاً شهد على ما حصل، ولا يزال، في المدينة. ننتظره في غرفة تبدو الأفضل بين باقي الغرف ليدخل رجل خمسيني على وجهه علامات الهدوء، يصافحنا بحرارة ثم يجلس معتذراً عن ضعف الكهرباء لتكون فاتحة حديث عن حقيقة ما يجري.. «أطلقوا علينا النار بلا رحمة.. لا أستطيع نسيان يوم دخلت فيه دبابة إلى حارة ضيقة بهدوء شديد، وما إن توسطت المكان حتى أطلقت النار بشكل هستيري. كل يوم مرّ علينا جحيم لا يطاق، ومع ذلك تماسك الأهالي في ما بينهم، في وقت أرادوا جرنا إلى الفتنة».

ويعقّب الرجل «قررنا أن نقوم بعمليات خطف من عناصر الأمن لاستعادة أبنائنا المخطوفين، وفي مناطق أخرى خُطف مدنيون». ويضيف «أذكر أن مجموعة من شباب الحيّ، خطفت سيارة تقل شابات من أحياء موالية للنظام، فتدخلت وقمت بحمايتهن وأبقيناهنّ في مكان آمن حتى اليوم التالي حيث أرسلناهن إلى أهاليهن من دون أن يصبن بأذى.. في المقابل، هم أيضا خطفوا شبابنا للمبادلة، فباتت العملية بين حي وآخر فيما السلطة منشغلة بالطبع عن كل ذلك بتفاصيل أخرى»..

وماذا عن الطائفية؟ يردّ الشيخ على السؤال قائلا «منذ البداية كان النظام يعلم أن إحدى أسهل الأوراق لتفتيت حمص هي الورقة الطائفية، فأتقن اللعبة جيدا. هناك بكل أسف من انجرّ وراءه من كل الطوائف. في البداية، نجحتُ وكثير من أهالي الأحياء الأخرى، في التخفيف من شدة الاحتقان الطائفي، فبقيت عائلات من طوائف أخرى مقيمة معنا وبأمان تام، لكن جنون الرصاص كان كفيلاً بنسف أي محاولة للتهدئة سواء أكانت من داخل أحيائنا أو أحيائهم، مما جعل الكثير من شبابنا يتجهون للتشدد والمبالغة في ذلك».

كلام يتقاطع مع ما يقوله مرافقنا عن نزول الطوائف جميعاً للاعتصام في ساحة الساعة قبل عام، في ذكرى عيد الاستقلال، لكن الوضع اليوم بات أكثر من سيئ، فلا يقدر ابن حي الخالدية على التوجه الى حي النزهة مثلاً، لأن ميليشيات عدة كفيلة بإزهاق روحه. والأصعب من ذلك أن عدداً من نشطاء الثورة على الفضائيات قد أطلقوا العنان لطائفيتهم وزادتهم الشاشات في ذلك، مما خلق شعوراً عاماً بأن أبناء طائفة في حمص يذبحون الآخرين وهذا ليس صحيحا.

عكرمة.. الوجه الآخر للثورة

محاولات التذاكي على حاجز الأمن في مدخل حي عكرمة تذهب أدراج الرياح مع قرار الشاب المسؤول عن الحاجز بالسماح للسيارة بالمرور، وسط استغراب المرافقين، اذ جرت العادة أن توقف السيارات وتفتش من الداخل والخارج بدقة، خصوصا إن لم يكن صاحب السيارة قاطناً في الحي الذي يشهد هدوءاً نسبياً ولا علامات فيه على ضربات أمنية أو عسكرية.. يلفت انتباهك انتشار صور الرئيس بشار الأسد، وبدرجة اقل صور الرئيس الراحل حافظ الأسد ونجله ماهر، بموازاة انتشار العلم السوري التقليدي. ظاهرة أخرى تبدو لافتة وهي طبع شعار قناة «الجزيرة» القطرية على حاويات القمامة في مشهد يدل على استياء الأهالي من تعاطي القناة مع الشأن السوري، اذ صوّرته على انه ثورة شعب فيما الحقيقة، بحسب الأهالي، هي فتنة لضرب وحدة البلاد.

«هذه الثورة منذ البداية، هي حركة طائفية عديمة السلمية».. بهذه الكلمات يبدأ عبد العزيز، مهندس شاب، حديثه معنا وبحماسة شديدة، اذ هي المرة الأولى التي تدخل فيها وسيلة إعلامية إلى حي مؤيد لتسمع الوجه الآخر لما يجري بحسب قوله. ويتابع «في الخامس والعشرين من آذار من العام الماضي، هاجم متظاهرون ناديا للضباط وعمدوا إلى حرقه وتكسيره، وبعد ذلك بدأوا يستهدفون شرطة السير وعناصر الشرطة ليصل الأمر الى ذروته مع اغتيال عميد في الجيش. وفي اليوم ذاته، أعلنت بعض مآذن المساجد الجهاد وشهدنا إطلاق نار متواصلا فتح الباب لجرح كبير لا تزال حمص تعاني منه حتى اليوم، ليتوالى سقوط الشهداء من الجيش والأمن والمدنيين.. ومن ثم تطور الأمر لخطف الناس على الهوية».

نسأل عبد العزيز عن كيفية القتل على الهوية على اعتبار أن سوريا بلد علماني ولا يذكر على البطاقة الشخصية ديانة أو طائفة حاملها، فيجيب شاب آخر مسرعاً «حمص مدينة صغيرة ويكفي النظر إلى اسم السجل المدني المدون أو حتى اسم العائلة الذي قد يشير بوضوح إلى طائفة حاملها». ويتابع المهندس قائلاً «من يتمكن من العودة سليماً معافى بعد الخطف .. يعني أمه داعيتله.. لأن عدداً ممن عادوا بعد هذه التجربة المريرة يعانون من اضطرابات نفسية فيما عاد آخرون جثة مقطعة».. ويضيف عبد العزيز «لا استطيع نسيان الأربعاء الأسود حين فوجئنا بعشرات الجثث تصل إلى المستشفى في المنطقة.. فقد أوقف المسلحون سيارات آتية من منطقة الكورنيش الشرقي وأنزلوا الركاب وأوقفوهم على حائط مدرسة ليقوموا برشهم بالرصاص، ثم مثلوا بالجثث». ويختم بالقول «لم أستطع الخروج من الحي لأن عنواني المدون على الهوية كفيل بإيصالي للذبح مباشرة»…

في المقابل، يقر مروان، الشاب الجامعي، بعمليات خطف «قاموا بها لتحرير أبنائهم من المسلحين، فالناس وصلت لمرحلة كادت أن تنفجر فيها وباتت تعتبر أن الدولة تستهين بدماء أبناء حمص المؤيدين.. لا أنفي حدوث عمليات انتقامية رداً على جرائم المسلحين ولكنها تبقى محدودة ولا تقارن أبدا بالمجازر التي وقعت من قبلهم. وفي ظل عجز الدولة عن تحرير المختطفين أصبح هناك عمليات خطف للطرف المقابل وصلت إلى 10 أفراد يومياً وعمليات الخطف تستهدف بالمقام الأول تحرير النساء والحيلولة دون قتلهن من الطرف الثاني». وينوه مروان بأن الحديث هو عن المدنيين باعتبار أن «مصير أي مختطف عسكري هو الموت لا محالة وهناك جو من الرعب يعيشه أهالي المناطق الساخنة الذين كثيراً ما قتلوا شخصيات في قلب أحيائهم لمجرد الاشتباه في انهم متعاونون مع الأمن».

حمص برأي مروان، لا سلطة فيها فوق سلطة الثورة وفروع أمن الثورة تفوقت على فروع أمن الدولة بقمعها ووحشيتها.. كل هذا استرعى بحسب رأي الناشطين السابقين أن يحسم الجيش قراره بالدخول وإنهاء التمرد في الأحياء الساخنة بدءاً بحي بابا عمرو، مروراً بالخالدية والبياضة ودير بعلبة. اليوم، باتت الامور أكثر هدوءاً، لكن شرخاً عميقاً حصل في حمص ويحتاج نسيانه والمضي قدماً لسنين طويلة.. هذا إن لم تصبح حمص، بحسب مروان، كبيروت في الثمانينيات، تقسّمها خطوط التماس.

الأمم المتحدة تريد الاستفادة من القدرات الجوية السورية

أنان في دمشق آخر الشهر .. وهجوم جديد على المراقبين

زياد حيدر

اتفق الجانبان السوري والدولي، أمس، على موعد الزيارة التي سيقوم بها المبعوث الدولي إلى سوريا كوفي أنان، والمرجح أن تتم في الأسبوع الأخير من هذا الشهر، على أن يستقبل أنان بصفته الدولية وليس بصفته مبعوثاً عن الجامعة العربية، فيما تعرضت بعثة المراقبين إلى هجوم جديد في دوما أمس، لم يحجب إعلان رئيسها عن هدوء عام في مناطق انتشار افراد البعثة.

وأكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، خلال بحثه مع معاون الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام ايرفيه لادسو الحاجات اللوجستية لعمل بعثة المراقبين، ومن بينها الاستفادة من القدرات الجوية السورية، أن بلاده لا تود أن تكون «المراقبة من أجل المراقبة، بل لتوفير أجواء الحل السوري السياسي بين السوريين». وأكد لادسو انه «متفائل، لقد حدث انحسار واضح في أعمال العنف مع وجود المراقبين».

ودعت الدول الصناعية الكبرى من مجموعة الثماني، في كامب ديفيد أمس الأول، «الحكومة السورية وجميع الأطراف» إلى وقف العنف فوراً وتطبيق بنود خطة أنان. وقال قادة الدول الثماني، في بيانهم الختامي، «نحن مستاؤون للخسائر في الأرواح والأزمة الإنسانية والانتهاكات الخطيرة والمتزايدة لحقوق الإنسان في سوريا»، وأكدوا «دعمهم لجهود» أنان، مؤكدين «تصميمهم على النظر في إجراءات أخرى في الأمم المتحدة وفق الحاجات»، منددة «بالهجمات الإرهابية الأخيرة في سوريا».

لكن مستشار الكرملين ميخائيل مارغيلوف شدد، على هامش القمة، على استحالة تغيير النظام بالقوة.

وأضاف «على السوريين أن يتمكنوا من حل مشاكلهم بأنفسهم»، متسائلاً «من سيتسلم السلطة في حال تنحي النظام الحالي؟». (تفاصيل صفحة 13)

وعلمت «السفير» أن دمشق أبلغت أنان رسمياً أنها لن تستقبله بصفته مبعوثاً عربياً، احتجاجاً على مواقف الجامعة العربية من الأزمة السورية، وأبرزه موقف كل من السعودية وقطر من موضوع تسليح فصائل المعارضة السورية. كما رفضت حضور مساعده ناصر القدوة بصفته ممثلاً عن الجامعة العربية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي لوكالة الأنباء السورية (سانا) إن السبب في ذلك «أن من تخلى عن مساعدة سوريا في إيجاد حل هم العرب أنفسهم، الذين جمدوا عضويتها بشكل غير ميثاقي، ثم دولوا الملف ليضربوا استقرارها».

وأضاف مقدسي إن «الدور العربي ازداد خطورة، وعوضاً عن مد اليد إلى سوريا بدأت دول عربية تسلح وتمول وتستضيف الإرهابيين، وتستحضر حلف الناتو»، مشيراً إلى دور أداه الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أيضاً. وأكد أنه «لا دور للجامعة العربية أبداً في حل الأزمة السورية، فهي كانت جزءاً من المشكلة ولم تكن جزءاً من الحل، وعندما تتعدل الأحوال بالممارسة العملية للجامعة ستعيد سوريا النظر بدورها المأمول، وليس الدور الحالي».

وفي السياق ذاته، وعلى الرغم من أن دمشق تصف علاقتها مع المبعوث الدولي بأنها «علاقة تعاون إيجابي»، لا يخفي الجانب السوري انزعاجاً من أنان بسبب تجنبه العلني تحميل الطرف الآخر أية مسؤولية عن العنف، كما في عدم تمكنه من تحقيق أي تقدم على صعيد كبح الأطراف المعنية بالتصعيد على الساحة السورية وتأمين أي التزام منها. ولم تعلن دمشق رسمياً عن موعد الزيارة، ولكن مقدسي كتب، على صفحته على «فايسبوك» أن «أنان يزور سوريا نهاية الشهر (الحالي) للتباحث بتطبيق خطته. (إنها) فرصة للاستماع لما له، والأهم لما عليه».

وعلق مقدسي لاحقاً لـ«السفير» في ما يتعلق بجملته الأخيرة إن «سوريا ترغب في إنجاح خطة أنان لكنها تأمل في أن يكون أكثر شمولية» في تحميله الأطراف مسؤولياتها، معتبراً أن عليه أن «يسعى لدى الأطراف الأخرى، وفقاً لما تنص عليه خطته». ورأى أنه لا يمكن تجاهل ارتفاع مستوى العنف من قبل المعارضة، بعد بدء تطبيق خطة أنان في 12 نيسان الماضي»، مشيراً إلى 3500 خرق مسلح موثق للمعارضة تم تسليمها للأمم المتحدة.

وكان المعلم بحث مع لادسو ومساعد أنان، جان ماري غيهينو، بحضور رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال النروجي روبرت مود في دمشق، التحضيرات لزيارة المبعوث الدولي، حيث ترك للأخير أن يحدد موعداً مناسباً لزيارته في حدود 27 الحالي وحتى نهاية الشهر. وسيقوم أنان بعد زيارته لدمشق بجولة عربية في إطار سعيه لحشد تأييد «عملي لخطته».

وذكرت «سانا» أن اللقاء اتصف بكونه «عملياتيَ الطابع، وهدفاً للوقوف على تفاصيل عمل البعثة». ونقلت عن لادسو «شكر سوريا على تعاونها، بدليل المشارفة على الانتهاء من نشر المراقبين الدوليين وبدء التواصل السياسي مع جميع الأطياف السورية تمهيداً للتوصل إلى الحل السياسي».

وتحدث لادسو عن بعض المستلزمات اللوجستية الإضافية لعمل البعثة، مثل جنسيات المراقبين وكيفية الاستفادة من القدرات الجوية السورية، وخدمات أخرى تقدمها دمشق لتسهيل المهمة كدليل إضافي وفقاً للتفويض المنصوص عليه حصراً.

وذكرت «سانا» أن اللقاء تطرق إلى موضوع المساعدات الإنسانية، حيث أكد المعلم أن «توسيع منظور المساعدات يعني أنه لا يمكن للمنظمة الدولية أن تدّعي الاهتمام بمصير نحو مليون متضرر من الأعمال المسلحة، فيما يتم غض الطرف عن موضوع استهداف 23 مليون سوري بعقوبات أوروبية وأميركية تستهدف معيشة المواطن السوري»، آملا بأن ينقل لادسو هذه النقطة إلى المنظمة الدولية.

وأكد المعلم، خلال لقائه غيهينو، أن «نجاح البعثة من نجاح سوريا، وأن تعاون سوريا هدفه الأولي توفير ما يلزم للحل السياسي، ولا نود أن تكون المراقبة من أجل المراقبة، بل لتوفير أجواء الحل السوري السياسي بين السوريين».

وقال مقدسي، تعقيباً على اللقاء، إن «التواصل بين وزارة الخارجية والمغتربين ومبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا يومي وليس تقليديَ الطابع، حيث يضع المعلم المبعوث الأممي بصورة الخروقات اليومية التي ترتكبها المعارضة المسلحة والتي تجاوزت 3500 خرق منذ توقيع خطة أنان فقط».

وأضاف مقدسي «إننا نركز على الدوام على دور أنان وبحثه عن الحلول في الجانب الآخر، ومع الأطراف التي تعمل على تخريب خطته، وليس فقط على الالتزامات من جانب سوريا، لأن التفاهم الموقع يشير إلى التزامات لا لبس فيها ويجب تنفيذها من قبل المعارضة المسلحة». وأكد أن «الالتزام السوري بالخطة واضح وجلي وهو متعلق بما تم التوصل إليه في التفاهم وليس بما هو موجود في بال دوائر صناعة القرار الغربي، ولكن الوصول إلى الحل المرجو يستوجب أن يكون هناك التزام من الطرف الآخر، وهذا الموضوع له علاقة بمهمة أنان، لأن الأزمة السورية مركبة والأطراف المخربة للخطة كثيرة».

ورأى مقدسي أن «هناك عاملاً جديداً في الأزمة السورية، وهو ظهور تكفيريين ومجموعات القاعدة، والغرب يعي أن ما تقوله سوريا أخطر مما هو في الحقيقة». وأضاف إن الموضوع ليس بيد أنان «فخلفه مبادرة تبناها مجلس الأمن بشكل كامل، وهناك دول ضمن هذا المجلس يجب أن تكون على مستوى المسؤولية، وأن تتحدث مع حلفائها في المنطقة كي يتوقفوا عن تسليح وتمويل وتمرير المسلحين والإرهابيين».

وقال لادسو، بعد جولة قام بها على مدينتي دوما والزبداني في ريف دمشق، «لقد ناقشت مع المعلم الوضع حالياً، لا يزال هناك بعض الجوانب التي تحتاج إلى البحث حول كيفية عمل البعثة». وأعرب عن اعتقاده بوجود «عدة مجالات للتعاون الجيد، لكن ما يزال هناك أمور تحتاج إلى النظر فيها وإيجاد حلول لها عبر التعاون المشترك».

وحول مدى نجاح مهمة المراقبين رغم الاختراقات التي يشهدها وقف إطلاق النار، قال لادسو «أنا متفائل، لقد حدث انحسار واضح في أعمال العنف مع وجود المراقبين»، لافتاً إلى أنه «من الواضح أن وقف إطلاق النار لم يكتمل، لقد رأينا ذلك ومن المفترض أن تتوقف هذه الأعمال، ولكي يتحقق ذلك لا بد من إبداء أقصى درجات ضبط النفس من كلا الطرفين ومن جميع الأطراف، وبذلك فقط يمكن أن يكون وقف إطلاق النار فعلياً».

وقال مود، من جهته، إن «التقرير الذي تلقيته من جميع الأماكن اليوم (أمس) أنه كان يوماً هادئاً بشكل عام، لكن لا يمكن 300 مراقب أن يكونوا في كل مكان ونحن نعول على كل من له مصلحة داخل وخارج سوريا للقيام بخيار أخلاقي والاستمرار بهذا الاتجاه الجيد».

وقال المتحدث باسم هيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديموقراطي عبد العزيز الخير إن وفداً من الهيئة التقى غيهينو، حيث تم التركيز على ضرورة تنفيذ خطة انان. وأعلن أن الهيئة طالبت «بوقف كامل لإطلاق النار»لفتح الطريق أمام عملية سياسية لحل الأزمة».

هجوم على المراقبين

وتضاربت التقارير حول نوعية الهجوم الذي تعرضت له دورية للمراقبين في دوما قرب دمشق. وذكرت صحافية في وكالة «فرانس برس» أن قذيفة «آر بي جي» سقطت على مسافة أمتار من مود ولادسو أثناء زيارتها دوما، من دون أن تسفر عن إصابات.

وقال شاهد من «رويترز» إن عبوة انفجرت في دوما على بعد 150 متراً من القافلة، وهو ما ذكرته «اسوشييتد برس» أيضاً. وقال مراسل «رويترز» إنه تم إيقاف السيارة التي تقل مود عند نقطة تفتيش تابعة للجيش عندما جرى تفجير العبوة في شارع قريب. وقال مصدر أمني في دوما إن اشتباكات وقعت في وقت سابق، وإن مسلحين أصابوا 29 من أفراد قوات الأمن.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان أمس، «قتل 48 شخصاً في أعمال عنف، بينهم 34 في قصف للقوات السورية على بلدة صوران في منطقة حماه».

وكان المرصد أعلن، أمس الأول، «مقتل 37 في اشتباكات وقصف على مناطق متعددة». وذكرت «سانا» إن «انتحارياً اقتحم بسيارة مبنى مؤسسة الإنشاءات العسكرية في حي مساكن عياش في دير الزور، ما أدى إلى استشهاد تسعة من المدنيين وحراس المبنى وإصابة 100». كما أدى «التفجير الإرهابي» الذي قدرت كمية متفجراته بنحو طن إلى تصدع الأبنية على مسافة مئة متر في محيطه وأحدث حفرة بقطر خمسة أمتار وعمق مترين ونصف المتر.

الأسد يدعو مجلس الشعب الجديد إلى الانعقاد الخميس المقبل

دمشق- (يو بي اي): دعا الرئيس السوري بشار الأسد الاثنين مجلس الشعب الجديد (البرلمان) إلى الانعقاد للمرة الأولى يوم الخميس المقبل.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الأسد أصدر مرسوما يقضي بدعوة مجلس الشعب للدور التشريعي الأول للانعقاد لأول مرة يوم الخميس المقبل.

وكان الأسد أصدر يوم الأربعاء الماضي مرسوماً تشريعياً يتضمن أسماء الفائزين في عضوية مجلس الشعب للدور التشريعي الأول لعام 2012.

ويشار إلى أن اللجنة العليا للانتخابات أعلنت في مؤتمر صحافي عقدته يوم الثلاثاء الماضي النتائج النهائية لانتخابات مجلس الشعب التي جرت في السابع من أيار/ مايو، وبلغت نسبة المشاركة فيها 51.26% من عدد أصحاب حق الاقتراع.

48 قتيلا في سورية بينهم 34 في قصف على بلدة صوران.. وقذيفة تسقط قرب المراقبين في دوما

الجيش يعزز قواته في دمشق مع وصول الاشتباكات اليها

مسؤولون ينفون اغتيالهم: ما بثته الجزيرة والعربية تضليل

دمشق ـ ‘القدس العربي’ من كامل صقر: بيروت ـ وكالات: تصاعدت الاحداث في سورية الاحد على اكثر من صعيد حيث قتل 48 شخصا على الاقل في اعمال عنف في سورية بينهم 34 في قصف للقوات السورية على بلدة صوران في منطقة حماة وسط سورية، كما سقطت قذيفة ار بي جي على مسافة عشرة امتار من مجموعة مراقبين دوليين كانت تزور مدينة دوما قرب دمشق، والانباء تحدثت عن اغتيال ستة من كبار الضباط والمسؤولين في سورية.

وقتل ستة مدنيين في بلدة حصرايا بحماة وفي ريف دمشق وحمص القديمة ومحافظة حلب، فيما قتل رقيب اول منشق في مدينة ادلب وعسكري منشق في بصرى الشام وخمسة عناصر من القوات النظامية السورية بينهم ضابط في ريف دمشق وعلى الطريق بين حماة وادلب، وفق المصدر نفسه.

واشار المرصد ايضا الى اغتيال مسؤول حزب البعث في قرية الجانودية في محافظة ادلب.

من جهة اخرى، قال المرصد انه ‘عثر على جثمان رجل في حي القصور في مدينة حمص كان قد اصيب السبت برصاص قناصة، واستشهد رجل في حي الشماس متاثرا بجروح اصيب بها قبل ايام’.

الى ذلك دارت معارك عنيفة ليلا بين منشقين والجيش السوري في عدة مناطق من دمشق رغم تجديد الاسرة الدولية دعوتها الى وقف ‘فوري’ للعنف المستمر في سورية منذ اكثر من 14 شهرا.

ودارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة وحاجز للقوات النظامية قرب جسر اللوان في حي كفرسوسة جنوب غرب دمشق. وذكرت لجان التنسيق المحلية ان تعزيزات كبيرة للجيش ارسلت الى المنطقة.

وأُغلقت معظم المداخل المؤدية إلى كفرسوسة منذ العاشرة من مساء السبت، وكأن أمراً ما كان يتهيأ ليجري، فبعد ساعات قليلة بعد العاشرة دوت في المنطقة أصوات الرصاص والقذائف التي سُمعت في معظم أرجاء المدينة، لا حصيلة واضحة عن ضحايا المواجهة ولا أرقام دقيقة رشحت عن الطرفين، لكن عنف المعركة يوحي بأرقام غير قليلة.

صباحاً أفاق السوريون على بيان مصور صادر عن المجلس العسكري السوري المعارض تلاه العقيد المنشق خالد الهبوس يقول فيه ان وحدة المهام الخاصة في كتيبة الصحابة التابعة للجيش السوري الحر نفذت عملية نوعية تمثلت باغتيال مسؤولين سوريين كبار فجر الأحد في دمشق، وهم وزير الدفاع داوود راجحة، وزير الداخلية محمد الشعار، والأمين القطري لحزب البعث محمد سعيد بخيتان، ومعاون نائب رئيس الجمهورية حسن تركماني، ورئيس مكتب الامن القومي هشام اختيار، ومعاون وزير رئيس الأركان اللواء آصف شوكت.

وعرض البيان المصور شخصا عرف عن نفسه بأنه ‘الملازم أول أحمد محمد، أحد القادة الميدانيين لكتائب الصحابة في دمشق وريفها’، قال فيه ‘أعلن باسم كتائب الصحابة تنفيذ عملية من قبل سرية المهام الخاصة حيث قامت هذه السرية بعملية أمنية متقنة على مدى شهرين بمراقبة أفراد خلية ما يسمى إدارة الأزمة بسورية، وقام أحد أفرادها بعملية متقنة بقتلهم بطريقة معينة أتحفظ عن ذكرها الآن’.

وعلى الفور نفى مصدر رسمي سوري نبأ اغتيال عدد من المسؤولين السياسيين والأمنيين الكبار فجر امس في دمشق، وذلك في وقت تداولت وكالات أنباء حدوث اشتباكات وسماع أصوات إطلاق نار وانفجارات في عدد من أحياء العاصمة.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن العماد حسن توركماني معاون نائب رئيس الجمهورية قوله في تصريح له، إن ‘ما تناقلته قناتا الجزيرة والعربية دليل إفلاس وتضليل إعلامي ونحن بخير ونقوم بواجبنا في خدمة الوطن’.

من جهته، قال اللواء محمد الشعار وزير الداخلية إن ‘ما بثته قناة الجزيرة المقرفة عار عن الصحة تماما، ونحن اعتدنا على مثل هذه الأخبار المضحكة التي تقود حملة الكذب والافتراء منذ بداية الأزمة في سورية وتدعو إلى المزيد من سفك الدم السوري، فيكفي استخفافا بعقول الناس وبعقل المواطن السوري بشكل خاص الذي كره سماع هذه المحطات ويكفي هذا الضخ الإعلامي الكاذب ودفع الأموال الطائلة على التضليل واللعب بعواطف الناس’، كما عقد الوزير الشعار مؤتمراً صحافياً في مقر وزارته نافياً اغتياله وزملاءه من بقية المسؤولين الذين ذُكرت أسماؤهم.

في السياق ذاته اتهمت بعض لجان تنسيقيات الثورة السورية الجيش الحر وكتيبة الصحابة التي بثت نبأ اغتيال المسؤولين والضباط السوريين بـ ‘الكذب والتعامل مع النظام وبأنها غدرت بمن سمتهم التنسيقيات بالمقاتلين المخفيين للثورة’.

وقالت التنسيقيات على صفحاتها على الفيسبوك انه ‘ومع إعلان كتيبة الصحابة مقتل الضباط والمسؤولين تحركت القوات الثورية من المقاتلين المخفيين باتجاه الأفرع الأمنية في كفرسوسة للانقضاض عليها لكن المصيبة كانت في أن الجيش الأسدي كان بانتظار هؤلاء المقاتلين وتم قتل الكثير منهم رشقاً بالأسلحة الثقيلة’.

وأضافت التنسيقيات: ‘ثمة اعتقاد بأنه تم الغدر بالمقاتلين من قبل أنصار الشام وكتيبة الصحابة الذين يعملون لصالح النظام وغدروا بمقاتلي الثورة’.

بيروت تدعو قطر والإمارات والبحرين لإعادة النظر في قرار مغادرة رعاياها

توتر شمالي لبنان بعد مقتل شيخ سني ومرافقه على حاجز للجيش

بيروت ـ ‘القدس العربي’ ـ من سعد الياس: اعلنت اجهزة الامن اللبنانية ان رجل دين لبنانيا من الطائفة السنية قتل مع شيخ آخر كان يرافقه برصاص عناصر من الجيش اللبناني في شمال لبنان، ما ادى الى عودة التوتر الى هذه المنطقة من البلاد.

جاء ذلك فيما كان لبنان الرسمي منهمكاً بمعالجة تداعيات دعوة كل من الامارات وقطر والبحرين رعاياها الى عدم التوجه الى لبنان والموجودين فيه الى المغادرة وذلك بعد 24 ساعة على رسالة المندوب السوري بشار الجعفري الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون التي تتحدث عن تهريب سلاح ومسلحين من لبنان الى سورية وعن وجود 50 ارهابياً في منطقة القلمون، خطفت الاضواء حادثة مقتل الشيخ السنّي احمد عبد الواحد من بلدة البيرة في عكار أثناء توجهه الى الاعتصام الذي كان مقرراً في حلبا حيث قتل على حاجز للجيش اللبناني مع الشيخ محمد حسين مرعب.

والمعروف عن الشيح عبد الواحد انه من المنتقدين للنظام في سورية.

وادى هذا الحادث الى توتر الوضع في شمال لبنان مجددا بعد ايام على توقف المعارك في مدينة طرابلس عاصمة الشمال اللبناني بين سنة مناهضين للنظام السوري وعلويين من انصار النظام اوقعت عشرة قتلى.

واحتجاجا على مقتل الشيخين تم قطع الطريق الدولية بين طرابلس وبيروت بإطارات مشتعلة، كما اقفلت المداخل الجنوبية والشمالية لطرابلس.

وصدر بيان عن الجيش اللبناني اكد تشكيل لجنة تحقيق لكشف ملابسات الحادث.

وجاء في بيان الجيش اللبناني ”قبل ظهر اليوم (الاحد)، أدى حادث مؤسف بالقرب من حاجز تابع للجيش في بلدة الكويخات – عكار، الى إصابة كل من الشيخ احمد عبد الواحد ومرافقه بطلقات نارية، ثم ما لبثا ان فارقا الحياة متأثرين بجروحهما’.

واضاف البيان ‘ان قيادة الجيش، اذ تعبر عن أسفها الشديد لسقوط الضحيتين، وتتوجه بأحر مشاعر التضامن والتعازي الى ذويهما، تشير الى انها بادرت على الفور الى تشكيل لجنة تحقيق من كبار ضباط الشرطة العسكرية، وبإشراف القضاء المختص’.

واستنكر رئيس الحكومة السابق وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري الحادثة. ومع مطالبته ‘بمحاسبة العناصر التي أطلقت النار على الشيخين الشهيدين ومن أمر بإطلاق النار عليهما’، قال الحريري ايضا ‘ننبه أهلنا في عكار من الانجرار إلى أي ردود فعل تستهدف نقل الفوضى إلى منطقتهم، فمن الواضح أن هناك مخططا للنيل من مناطق لبنانية بعينها واستجرار الأحداث والمشاكل إليها خدمة للنظام السوري وأدواته’.

ومن جهته دعا وزير خارجية لبنان عدنان منصور المسؤولين في دولتي قطر والإمارات العربية المتحدة لإعادة النظر في قرارهما المتمثل في دعوة مواطنيهم إلى عدم التوجه إلى لبنان والموجودين فيه الى مغادرته بسبب الأوضاع الأمنية فيه.

وقال منصور تعليقا على القرارين القطري والاماراتي ‘نأمل من الأخوة المسؤولين في دولتي قطر والإمارات العربية المتحدة إعادة النظر في هذين القرارين لأن الأوضاع في لبنان لا تستدعي من المسؤولين في البلدين الشقيقين اتخاذ مثل هذه القرارات’.

وأضاف منصور أن ‘الأخوة القطريين والإماراتيين شأنهم شأن الأخوة العرب، ولهم مكانة خاصة في قلوب اللبنانيين، وإن وشائج الأخوة والقربى التي تربط لبنان بهم أكبر من أي حادث عرضي وعابر، وهم بالتالي مرحب بهم في لبنان في أي وقت لأنهم في نهاية الأمر في بلدهم الثاني الذي يحتضنهم مثلما يحتضن مواطنيه’

الإعلام الرسمي في سوريا مرتبك… ودمشق تحت النار

ملهم الحمصي

ساد الارتباك الاعلام الرسمي في سوريا وهو يحاول تفنيد ما ذكرته المعارضة المسلحة من قتل مجموعة من رموز النظام الحاكم، يأتي ذلك فيما تتواصل المعارك والانفجارات في العاصمة دمشق وسط تعتيم اعلامي كبير.

دمشق: تسمّر المواطن السوري العادي طوال ليلة أمس الأحد 20-5-2012 أمام شاشات التلفاز والكمبيوتر ليتابع الأخبار ويتحسس حقيقة ما يجري في عاصمة الأمويين التي استحال ليلها إلى حفلة لإطلاق “الألعاب النارية”، فلا تمضي ساعة دون سماع أصوات انفجارات ضخمة وإطلاق رصاص كثيف من عيار ثقيل، وكأن القيامة قد قامت!

وفي صبيحة اليوم التالي، أعلن الجيش الحر عبر العقيد الحبوس، رئيس المجلس العسكري المعارض في دمشق، أسماء أعضاء في “خلية إدارة الأزمة” يفترض أنهم تعرضوا للاغتيال، ومن بينهم وزيرا الدفاع والداخلية ونائب رئيس هيئة الأركان آصف شوكت ورئيس مكتب الأمن القومي ونائب فاروق الشرع، وهو “مدير ما يسمى خلية إدارة الأزمة”.

ليأتي النفي الرسمي من خلال مسارعة التلفزيون الرسمي لمقابلة كل من وزير الداخلية الشعار ومساعد نائب رئيس الجمهورية العماد حسن توركماني، في ظاهرة الأولى من نوعها منذ بداية الأزمة.

الهيئة العامة للثورة السورية، وفي بيان لها  تلقت “إيلاف” نسخة منه، أكدت أن إطلاق نار كثيف ودوي انفجارات سُمعا الليلة الماضية في أحياء عديدة من دمشق، بينها المزة وكفر سوسة والميدان والشعلان وشارع بغداد.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن إمدادات عسكرية هامة توجهت إلى منطقة كفر سوسة، مضيفاً أن انفجارات قوية سمعت في ميدان العباسيين.

كما تحدث الناشطون عن اشتباكات عنيفة جرت فجر الأحد بين الجيش الحر والجيش النظامي في منطقة جسر الليوان قرب منطقة كفر سوسة, وأكدوا أن قوات النظام أقامت حواجز عسكرية أمنية في مناطق مهمة من العاصمة.

معارضون سوريون يغلقون طريقًا في دمشق

اشتباكات منطقة كفر سوسة وجسر الليوان سمع اصواتها معظم سكان دمشق نظراً لحجم الانفجارات وأصوات الرصاص الذي حرمهم النوم لساعات طويلة، والجميع يتهامس أن شيئاً ما قد حدث الليلة، وكان حدس السوريين في مكانه، إذ كان الإعلام الرسمي السوري مرتبكاً، وسارع منذ الصباح لنفي نبأ مقتل وزير الدفاع ومساعد نائب الرئيس، دون أن يتمكن من نفي مقتل بقية أعضاء الأزمة.

يتهكم السوريون من غباء إعلامهم الرسمي، فمسارعة التلفزيون السوري لنفي نبأ بثته ما يسمى “بقنوات الفتنة” أي الجزيرة والعربية، من دون أن يتطرق إلى تكذيب وجود ما يسمى “خلية إدارة الأزمة”، كما أنه بدا غريباً ومرتبكاً ومثيراً للشكوك لحجم الإصرار على النفي وإنكار الواقعة، حيث لم تتوقف هواتف المواطنين السوريين النقالة، ومنها هاتفي الشخصي، عن تلقي عشرات الرسائل الخاصة (لا الإعلانية) من وكالة الأنباء السورية سانا لنفي الخبر طوال اليوم، وكأن رسائل الوكالة الإخبارية قد جن جنونها فجأة.

ورغم محاولة البعض اللجوء إلى الانترنت لمعرفة حقيقة ما جرى والتأكد من نبأ مقتل هذا الكم الكبير والخطير من مسؤولي الدولة في ضربة واحدة، إلا أن حجب السلطات السورية لموقعي العربية نت والجزيرة نت الإخباريين قد حال دون ذلك، ولم يتبقَ أمامهم سوى شاشات التلفاز والتسمّر أمامها في ظل حالة من الهدوء النسبي والمخيف الذي سيطر على شوارع دمشق هذا الصباح.

وبعد خروج المسؤولين السوريين على شاشة التلفزيون الرسمي السوري ليعلنا “تكذيب” نبأ مقتلهما، انتاب عدد من السوريين حالة من اليأس والإحباط سرعان ما تبددت مع سريان شائعتين قويتين الأولى تتحدث عن مصرع آصف شوكت صهر الرئيس السوري في عملية الليلة السابقة.

والأخرى تتحدث عن مقتل ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري، من قبل أحد المجندين، الذي أفرغ ما يقارب الـ 30 رصاصة في جسده، الأمر الذي برر به السوريون موضوع إغلاق الطرق المؤدية إلى مشفى الشامي، أحد المشافي الهامة في العاصمة، ومن ثم رحيل طائرة عسكرية بشكل مفاجئ من مطار المزة.

ارتباك وفلتان أمني وتصاعد من وتيرة العمليات العسكرية داخل العاصمة، تنذر باقتراب ما يقول عنه أنصار المعارضة والثورة، من أن ساعة الصفر قد دقت وحانت، أو على الأقل.. كانت الليلة الماضية تمريناً واختباراً صغيراً لها.

مجزرة في حماه.. واشتباكات وانفجارات في دمشق

بيروت: بولا أسطيح لندن: محمد الشافعي القاهرة: سوسن أبو حسين

ارتكب النظام السوري، أمس، مجزرة جديدة في محافظة حماه، حيث قامت قواته بقصف بلدة صوران ما اسفر عن مقتل نحو 34 شخصا، بينهم أطفال، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. كما امتدت الاشتباكات والمواجهات والانفجارات إلى عمق العاصمة دمشق. وذكر «المرصد السوري» أن اشتباكات عنيفة وقعت فجر أمس بين الجيش الحر والجيش النظامي بمنطقتي جسر الليوان (قرب كفر سوسة) والمتحلق الجنوبي في دمشق، وقالت الهيئة العامة للثورة السورية، إن إطلاق نار كثيفا ودوي انفجارات سمعا في أحياء عدة من دمشق. بينها المزة وكفر سوسة والميدان والشعلان وشارع بغداد، وكذلك في ريفها. وقال الناطق باسم لجان التنسيق المحلية بدمشق وريفها مراد الشامي، إن الوضع الأمني بالعاصمة متوتر جدا، واصفا الانفجارات بأنها عنيفة وغير مسبوقة، وأنها «تأتي من مناطق قريبة من القصر الرئاسي».

وفي السياق ذاته، انفجرت قنبلة أمس على طريق بلدة دوما السورية، على بعد 150 مترا من قافلة تابعة للأمم المتحدة تقل رئيس بعثة مراقبي وقف إطلاق النار في سوريا ومسؤولا كبيرا في الأمم المتحدة دون وقوع اصابات.

إلى ذلك، استمرت حرب بيانات ملفقة، حول عملية مزعومة باغتيال 6 من أركان النظام السوري. وفي الوقت الذي نفى فيه مصدر رسمي المعلومات التي تناقلتها وسائل الإعلام حول قيام ما يسمى «كتيبة الصحابة» بـ«اغتيال عدد من المسؤولين السياسيين والأمنيين»، وصفت مصادر قيادية في الجيش السوري الحر تلك المعلومات بـ«غير الدقيقة». ولم يستبعد علي صدر الدين البيانوني، مرشد عام «إخوان سوريا» السابق، أن يكون النظام نفسه وراء تسريبات فيديو «كتائب الصحابة»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أتت هذه الحادثة لتعود بالذاكرة إلى (فبركات) إعلامية وروايات غير قابلة للتصديق، كان النظام ولا يزال يعتمد عليها في مواجهة الثورة الشعبية».

مواجهات واشتباكات في قلب العاصمة دمشق.. وقصف عنيف على ريف حماه

عبوة ناسفة استهدفت المراقبين الدوليين في دوما

بيروت: بولا أسطيح

امتدت الاشتباكات والمواجهات التي تشهدها معظم المحافظات السورية إلى عمق العاصمة دمشق أمس بعدما كانت حلب قد تصدرت العناوين في اليومين الماضين مع خروج مئات الآلاف إلى شوارعها للمطالبة بإسقاط النظام، فيما قال ناشطون إن 18 شخصا قتلوا في مدينة صوران في ريف حماه (وسط سوريا) نتيجة قصف عنيف تعرضت له المدينة أمس.

وإذ أعلنت الهيئة العامة للثورة عن سقوط أكثر من 30 قتيلا في مختلف الأنحاء أمس، قال ناشطون إن دمشق لم تنم ليل السبت – الأحد على وقع اشتباكات عنيفة وقعت فجرا بين الجيش الحر والجيش النظامي بمنطقة جسر الليوان قرب منطقة كفر سوسة جنوب غربي دمشق، وهو ما أكد عليه «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وذكر المرصد أن اشتباكات عنيفة دارت في منطقة المتحلق الجنوبي ترافقت مع سماع أصوات انفجارات في المنطقة وسمعت أصوات إطلاق رصاص في ساحة العباسين وشارعي بغداد والثورة، متحدثا عن إمدادات عسكرية مهمة توجهت إلى منطقة كفر سوسة، مضيفا أن انفجارات قوية سمعت في ميدان العباسية.

وفي حين ذكرت لجان التنسيق المحلية أن تعزيزات كبيرة للجيش السوري أرسلت إلى المنطقة، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن إطلاق نار كثيفا ودوي انفجارات سمع الليلة الماضية في أحياء عديدة من دمشق بينها المزة وكفر سوسة والميدان والشعلان وشارع بغداد، وكذلك في ريفها. وقال الناطق باسم لجان التنسيق المحلية بدمشق وريفها مراد الشامي إن الوضع الأمني بالعاصمة متوتر جدا، موضحا أن انفجارات تسمع في حيي أبو رمانة والمالكي. ووصف الشامي الانفجارات بأنها عنيفة وغير مسبوقة، وأضاف: «الانفجارات تأتي من مناطق قريبة من القصر الرئاسي، في وقت تخضع مناطق في ريف دمشق لقصف عنيف من قبل الجيش النظامي». وقال ناشطون إن قوات الأمن والجيش أغلقت الطريق المؤدي إلى مستشفى الشامي، بينما تحدثت أنباء عن إقلاع طائرة حربية من مطار المزة العسكري.

وبالتزامن، أفادت وكالة «رويترز» أن قنبلة انفجرت أمس على طريق بلدة دوما السورية على بعد 150 مترا من قافلة تابعة للأمم المتحدة تقل رئيس بعثة مراقبي وقف إطلاق النار في سوريا ومسؤولا كبيرا في الأمم المتحدة. وقال مراسل «رويترز» إنه تم إيقاف السيارة التي تقل الجنرال روبرت مود عند نقطة تفتيش تابعة للجيش عندما جرى تفجير القنبلة في شارع قريب، وغادرت القافلة المكان. مضيفا أنه لم ترد أنباء عن سقوط ضحايا. وأفيد أن القافلة كانت تضم إيرفيه لادسو، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون عمليات حفظ السلام الذي يقوم بزيارة لسوريا. وقال مصدر أمني في دوما لـ«رويترز» إن اشتباكات وقعت في وقت سابق من أمس وإن مسلحين أصابوا 29 من أفراد قوات الأمن.

وأصدرت تنسيقية مدينة دوما بيانا قالت فيه إنها، بصفتها «هيئة إعلامية ثورية»، «تشجب بأشد عبارات الشجب هذا الحادث في حال كونه صحيحا»، مع التأكيد على أن المدينة «تتعرض منذ ساعات الليل حتى الساعة الثانية من ظهر يوم أمس للقصف المستمر من جميع أنواع الأسلحة وفي كل الأحياء والشوارع دون تمييز». وأوضح البيان أن هناك «حالة حظر تجوال مطبقة»، وأن الجيش النظامي سيطر «بشكل كامل غير منقوص على جميع أحياء المدينة ومداخلها وشوارعها»، مع «انتشار كامل لعناصره».

ولفتوا إلى وجود تسريبات من خلية إدارة الأزمة، عبر جهة موثوقة، حول نية النظام «افتعال انفجار كبير في منطقة غوطة دمشق يتم الإعداد له خلال الأيام اللاحقة»، وذلك بهدف «إثارة المزيد من الفوضى والدمار وخلط الأوراق». وطالبت التنسيقية المجتمع الدولي «بحماية السكان المدنيين عبر وجود دائم لفرق المراقبة التي تستطيع تبين المعتدي والمجرم حين توجد بشكل دائم».

وفي حين أفادت الهيئة العامة للثورة أن جرحى سقطوا في قصف للجيش على دوما بريف دمشق، قال محمد السعيد عضو مجلس الثورة في دوما إن «المدينة تتعرض ومنذ صباح يوم الأحد لقصف عنيف ومستمر من جميع أنواع الأسلحة الثقيلة»، متحدثا لـ«الشرق الأوسط» عن سقوط قتلى وعشرات الجرحى، وأضاف: «أصبح المرور في أحياء حلب والكورنيش أشبه بعملية الانتحار لأن القناصة منتشرون، وهم يصوبون على أي شيء قد يتحرك». وتطرق السعيد لما قيل إنها قنبلة انفجرت عند مرور المراقبين في دوما، متسائلا: «لماذا يأخذ انفجار قنبلة قربهم كل هذا الاهتمام، فيما القتلى والجرحى في الشوارع ولا أحد يهتم»، مشيرا إلى أن النظام هو من زرع لغما أول من أمس السبت وفجره قبل مرور المراقبين، مؤكدا أنه تم توثيق ذلك من قبل الناشطين.

في المقابل، أفادت قناة «الإخبارية السورية» أن «مسلحين أطلقوا النار على حاجز للجيش السوري أثناء وجود الوفد الأممي في المنطقة»، وقالت قناة «العربية» إن «الانفجار الذي وقع في دوما أدى إلى جرح 30 شخصا»، مؤكدة عدم «وجود إصابات بين المراقبين الدوليين»، ولفتت إلى أن قذيفة «آر بي جي» سقطت أمام مجموعة من المراقبين في المنطقة نفسها.

يأتي ذلك، بينما قال بيان صادر عن مجلس قيادة الثورة في حماه إن قوات الجيش النظامي قصفت بشدة مدينة صوران أمس، وقد قتل على الفور 18 شخصا وأصيب العشرات بجراح، بعضها خطيرة. كما قصفت القوات النظامية قرية كوكب في ريف حماه، وأسفر ذلك عن تدمير بعض المنازل وإصابة فرن القرية ووقوع العديد من الإصابات، كما اقتحمت الدبابات قرية معردس وسط إطلاق نار كثيف.

وفي حين ذكرت «الإخبارية السورية» أن «عدد المراقبين بسوريا بدير الزور وصل إلى 20 زاروا قرية الخريطة بسوريا»، أوضحت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن وفدا من المراقبين الدوليين زار أمس حي الخالدية بمدينة حمص بينما زار وفد آخر من المراقبين قرية الخريطة في محافظة دير الزور. وقالت «سانا» إن وفودا أخرى من المراقبين الدوليين زارت بلدة تل رفعت بريف حلب، ومدينة دوما ومشفى حرستا في محافظة ريف دمشق. وأضافت: «كما زار وفد يضم إيرفيه لادسو مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام والجنرال روبرت مود رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة إلى سوريا مدينتي دوما والزبداني بريف دمشق».

أما في حماه، فقد زار وفد من المراقبين الدوليين، بحسب «سانا»، المشفى الوطني وحي دوار بلال بالمدينة وقرية الشيحة بريف محردة حيث التقوا الأهالي فيها إضافة للقائهم مدير منطقة السقيلبية ورئيس البلدية فيها. هذا، وتحدثت لجان التنسيق في سوريا عن أن المراقبين زاروا برفقة عناصر من الجيش الحر مدينة الرستن التي تتعرض لقصف متواصل منذ أيام.

في غضون ذلك، تعرضت بعض الأحياء في حمص لبعض القذائف، حيث سقطت قذيفة هاون على حي الحميدية، كما جرى إطلاق نار كثيف من أسلحة متوسطة باتجاه الحي ذي الأغلبية المسيحية. وفي مدينة القصير، جرت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والجيش الحر في محيط المدينة صباح أمس.

وقال ناشطون إن أربعة أشخاص قتلوا أمس في حرستا ودوما وداريا بريف دمشق، إضافة إلى جندي منشق تمت تصفيته في مدينة الضمير. كما تم إغلاق طريق دمشق – القنيطرة الدولي في منطقة السومرية بالدبابات، وسط توارد أنباء عن انشقاق في صفوت القوات النظامية المنتشرة في كفربطنا وسقبا والضمير، فيما أكدت مصادر محلية في ريف دمشق شن قوات النظام حملة مداهمات واعتقالات في كناكر وزملكا والضمير ومعضمية الشام.

مقتل سوري وجرح فتاة أثناء تسللهما إلى لبنان

مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط»: إصابة النازحين تمت داخل الأراضي اللبنانية

بيروت: نذير رضا

قتل النازح السوري سليمان العيداوي، وجرحت نازحة تبلغ من العمر 16 عاما، حين أطلقت عناصر أمنية سورية تابعة للنظام النار عليهما أثناء محاولتهما التسلل من الأراضي السورية إلى منطقة وادي خالد الحدودية في شمال لبنان.

وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن الحادثة «وقعت في التاسعة مساء أول من أمس، مقابل بلدة المقيبلة الواقعة على بعد كيلومتر من الحدود السورية»، مؤكدة أن إصابة العيداوي والفتاة التي كانت ترافقه «تمت داخل الأراضي اللبنانية على مسافة مائة وخمسين مترا من النهر الكبير».

وفي تفاصيل الحادث، أشارت المصادر عينها إلى أن مجموعة من السوريين نجحت باجتياز المعبر غير الشرعي من الأراضي السورية إلى الأراضي اللبنانية، «غير أن حاجزا متنقلا تابعا للجيش النظامي السوري، كشف أمرهم، فأطلق النار باتجاههم، مما أدى إلى إصابة العيداوي بطلق ناري أسفر عن مقتله، وإصابة الفتاة بقدمها، مما استدعى نقلها إلى مستشفى السلام في منطقة القبيات». أما باقي النازحين، فقد نجحوا بالوصول إلى الأراضي اللبنانية، ولم يُعرف عددهم بالتحديد.

ولفتت المصادر إلى أن العيداوي، نجح أكثر من مرة في إيصال نازحين سوريين من قرى تابعة لمحافظة حمص إلى الأراضي اللبنانية عبر معبر الريداني، وهو معبر مائي غير شرعي، ويتوجب على المارين عبره قطع النهر الكبير، وقد بات هذا المعبر مكشوفا للقوات الأمنية السورية التي أطلقت النار أكثر من مرة على العابرين منه إلى وادي خالد.

ويقيم العيداوي، بحسب المصادر، منذ فترة «لدى عمته في قرية الهيشة اللبنانية، علما أنه يتحدر من قرية العرموطة الواقعة ضمن قرى ريف حمص»، مشيرة إلى أنه دُفن أمس في قرية الهيشة، وسُلّمت دراجته النارية التي كان يستخدمها للمرور إلى الداخل السوري، إلى قوى الأمن الداخلي اللبناني.

ونُقلت النازحة السورية المصابة في الحادث (مواليد عام 1995)، إلى مستشفى السلام في القبيات حيث تلقت العلاج اللازم، وسجلت إفادتها لقوى الأمن اللبنانية. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن النازحة المصابة «كانت ثيابها مبللة بالماء جراء عبورها النهر، لكن إصابتها بسيطة».

وتخضع المعابر غير الشرعية بين قرى ريف حمص ومناطق شمال لبنان لمراقبة دقيقة من قوات الأمن السورية التي تطلق النار على السوريين الذين يحاولون التسلل عبرها إلى الأراضي اللبنانية، كما تعمل القوات النظامية على ضبط الحدود بشكل كثيف، منعا للتسلل إلى داخل الأراضي السورية، في محاولة لتقييد تهريب السلاح إلى الداخل السوري.

وتعرضت القرى اللبنانية الشمالية عدة مرات إلى إطلاق نار من الجانب السوري، مما أدى إلى إصابة لبنانيين ونازحين سوريين، وأجبرت تلك الأحداث كثيرين على النزوح داخل الأراضي اللبنانية هربا من إطلاق النار المتكرر.

دمشق تسقط مجددا في دوامة شائعات اغتيال أركان النظام

مسؤولون نفوا.. والجيش الحر: المعلومات ليست دقيقة.. وناشطون: النظام يسعى للبلبلة

بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»

بينما نفى مصدر رسمي المعلومات التي تناقلتها وسائل الإعلام حول «اغتيال عدد من المسؤولين السياسيين والأمنيين» السوريين، وقال إن هذا الخبر «عار عن الصحة تماما»، وإن الذين ذكرت أسماؤهم «على رأس عملهم»؛ وصفت مصادر قيادية في الجيش السوري الحر تلك المعلومات بـ«المعلومات المسربة غير الدقيقة»، مشددة في اتصال مع «الشرق الأوسط» على أن «قيادة الجيش الحر لم تعلن شيئا من هذا القبيل ولا تملك معطيات مؤكدة في هذا الخصوص».

وكان السوريون قد انشغلوا الليلة قبل الماضية بشائعات سرت بسرعة عبر صفحات التواصل الاجتماعي قبل أن تأخذ طريقها إلى القنوات الإخبارية العربية، عن استنفار وانتشار أمني غير عادي وسط العاصمة وإغلاق الطرق في محيط مشفى الشامي، تلته شائعة عن مقتل عدد من كبار المسؤولين السوريين في عملية نفذتها ما تسمى بـ«كتيبة الصحابة»، واستهدفت «خلية إدارة الأزمة» في سوريا، والتي تضم عددا من كبار قادة الدولة في الحكومة والأجهزة الأمنية والجيش.

وتبع ذلك قيام بعض القنوات الإخبارية العربية ببث مقطع فيديو يظهر فيه شخص عسكري يقرأ من شاشة كومبيوتر محمول بيانا باسم «كتيبة الصحابة»، مقدما نفسه باسم «الملازم أول محمد أحمد تقية، أحد القادة الميدانيين لـ(كتائب الصحابة) في دمشق وريفها». وقال إن سرية «المهام الخاصة» التابعة لـ«كتائب الصحابة» قامت بعملية «أمنية متقنة، وقامت على مدى شهرين بمراقبة أشخاص ما يسمى (خلية إدارة الأزمة في سوريا)، وقام أحد أبطالنا في المكان بعملية أمنية متقنة، وقام بقتلهم بطريقة معينة أتحفظ على ذكرها الآن».

وأكد المتحدث أنه «تم قتل كل من آصف شوكت صهر عائلة الأسد مدير المخابرات العامة، ومحمد الشعار وزير الداخلية، وداود راجحة وزير الدفاع، وحسن تركماني رئيس الخلية ونائب فاروق الشرع، واللواء هشام بختيار رئيس فرع الأمن القومي، ومحمد سعيد بخيتان الأمين القطري المساعد».

وقال الناطق الإعلامي: «أتحدى النظام السوري أن يظهر أحدا من أفراد خلية الأزمة على وسائل الإعلام».. وأكد خالد الحبوس، رئيس المجلس العسكري في دمشق وريفها، الخبر عبر تسجيل مصور بث عبر وسائل الإعلام.

وقد نفى التلفزيون الرسمي السوري النبأ بالكامل، ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن العماد حسن توركماني، معاون نائب رئيس الجمهورية، أن «ما تناقلته قناتا (الجزيرة) و(العربية) عار عن الصحة تماما، وهو منتهى الإفلاس والتضليل الإعلامي». وأضاف العماد توركماني في بيان وزعته «سانا»: «أنا وزملائي بخير ونقوم بواجبنا بخدمة الوطن بكل اطمئنان وليس لدينا ما نشكو منه، وكل هذه الدعايات مغرضة وتذهب من دون صدى وشعبنا يعرف أن هذا كذب مكشوف».

بدوره، قال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم الشعار: «أنا أتحدث من مكتبي بوزارة الداخلية، وجميع زملائي على رأس عملهم. ومن المؤسف أننا اعتدنا على مثل هذه الأخبار المضحكة من المحطات المفلسة التي تقود حملات الكذب والافتراء منذ بداية الأزمة في سوريا».

من جهته، اعتبر ضابط قيادي في الجيش الحر، فضل عدم الكشف عن اسمه، أن التصريح الذي أدلى به رئيس المجلس العسكري للمعارضين في دمشق وريفها هو «تصريح خاطئ»، ملمحا إلى حصول عملية نوعية في دمشق، رافضا الحديث عنها أو عن تفاصيلها قبل امتلاك كل المعلومات اللازمة.

بينما حذر ناشطون من مغبة تصديق تلك الشائعات، وسخر ناشط من حمص من تلك الأنباء بقوله «إن مقتل كل هؤلاء لا يمكن أن يتم إلا بعملية عسكرية للناتو!»، بينما اعتبر ناشط آخر من دمشق أن تلك الشائعات «تبثها الأجهزة الأمنية للنظام لغرضين: إما عملية اختراق إلكتروني لتتبع الناشطين – عبر رابط الخبر – وإما ضمن عملية التمييع الإعلامي وخلط الأوراق عبر توريط القنوات الإخبارية العربية ببث أنباء كاذبة تطعن بمهنيتها ومصداقيتها، وبشكل يخلط الأوراق ويجعل الأمر ملتبسا على المشاهد السوري».

يشار إلى أن شائعة أخرى سرت يوم الخميس الماضي عن مقتل ماهر الأسد، شقيق الرئيس، على يد أحد مرافقيه بثلاثين رصاصة، أدخل بعدها إلى مشفى حيث مكث هناك خمسة عشر يوما قبل أن يفارق الحياة. وسرعان ما كذب ناشطون هذه الشائعة، ووجهوا تحذيرات من فتح أي رابط على شبكة الإنترنت يحمل عنوان مقتل ماهر الأسد، وجاء بالتحذير أن هذا العنوان يحمل رابطا لسرقة حسابات الناشطين على موقعي «فيس بوك» و«يوتيوب».

أكراد سوريا.. بين مطرقة نظام قمعي وسندان معارضة مشتتة

«الشرق الأوسط» تزور مخيمهم على الحدود

مخيم دوميز (دهوك): شيرزاد شيخاني

يبدو أن قدر الأكراد، كما يؤكد الكثيرون منهم، هو المعاناة.. فما زالت معاناتهم مستمرة مع الأنظمة التي تحكم بلدانهم. فهم إما مضطهدون في أوطانهم، أو لاجئون مغتربون بمنافي الأرض، أو مشردون من ديارهم. وما أشبه الليلة بالبارحة، فما رصدته «الشرق الأوسط» من مشاهد في مخيم «دوميز» بمحافظة دهوك (شمال غربي العراق)، لا يختلف في كل تفاصيله عن أوضاع الأكراد العراقيين في مخيمات اللجوء الإيرانية والتركية أثناء هجرتهم المليونية عام 1991 هربا من بطش قوات الحرس الجمهوري التابعة للنظام البعثي، الذي كان يقوده حاكم العراق صدام حسين في تلك الفترة، وهي المشاهد التي تناقلتها وسائل الإعلام العالمية على نطاق واسع تحت عنوان «محنة الأكراد».

ويتكرر المشهد اليوم بشكل آخر، حيث يهرب الآلاف من أكراد سوريا من أمام عناصر الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري، التي لا تختلف كثيرا عن الحرس الجمهوري العراقي السابق، من حيث البطش والقمع وممارسة أبشع الجرائم من القتل والتعذيب والاغتصاب.

فالسيدة «ن»، التي تعيش مع زوجها وأطفالها الأربعة حاليا بمخيم دوميز الحدودي، تتذكر كيف أن قوات النظام الأسدي اغتصبت إحدى جاراتها البالغة 19 عاما أثناء حملة بوليسية لقوات أمن النظام لملاحقة متظاهري عام 2004 بالمناطق الكردية، ذلك المشهد المروع استحضرته ذاكرتها مع تصاعد وتيرة القمع النظامية ضد المتظاهرين بدمشق، فحثت زوجها قبل أكثر من شهرين على الخروج من العاصمة السورية والعودة إلى القامشلي للانطلاق منها إلى الحدود السورية – العراقية، لتكون بذلك من أوائل العائلات اللاجئة إلى أراضي كردستان العراق، وتستقر في هذا المخيم ناجية بنفسها من أيدي عناصر الأمن السوري.. خاصة أن مجرد الشك بهوية زوجها، الذي يعمل في مهنة حرة بالعاصمة منذ 15 عاما، قد يكون كافيا للاعتداء على عائلته والزج بهم في السجون والمعتقلات.

ولا تختلف قصة السيدة جيهان يوسف عن قصة هذه السيدة، فهي تؤكد أنها كانت تقيم بالشام مع زوجها وأطفالها الثلاثة وجاءت إلى المخيم قبل شهر ونصف، وتروي قصة اعتقالها ثلاث مرات من قبل القوات الأمنية السورية، وتقول: «في عام 2004 عندما اندلعت المظاهرات الاحتجاجية ضد النظام، كنت مع زوجي بالشام.. ونظرا لأن الانتفاضة كانت كردية خفنا على حياتنا، فعدنا من هناك إلى القامشلي، وبعد أن زادت وتائر القمع والقتل والتعذيب ضد المتظاهرين وعوائلهم، هربنا من القامشلي وجئنا إلى كردستان العراق، وبقينا فيها عدة أشهر لحين انجلاء الموقف ثم عدنا إلى سوريا. وما إن استقررنا بمنزلنا حتى داهمتنا قوة أمنية واعتقلتني لمجرد أنني وزوجي كنا لاجئين بكردستان العراق، ولم يبق أي فرع عسكري أو أمني إلا ومررونا به.. من فرع فلسطين إلى الأمن العسكري إلى الأمن السياسي، وفي كل فرع كنت أواجه مزيدا من الصفع والضرب والرفس بأرجل عناصر الأمن. وهذا كله لمجرد أنني كنت مع زوجي هاربين إلى كردستان».

وتتابع جيهان: «كنت خائفة جدا، خاصة أنهم اعتقلوني ثلاث مرات، وكان زوجي في كل مرة يدفع المصاري (الأموال؛ على سبيل الرشى) حتى يخرجني. ولم نرد أنا وزوجي أن نكررها للمرة الرابعة، التي كانت ستكون الأخيرة، خصوصا أن النظام يمر اليوم بحالة هستيرية، فشددنا الرحال نحو كردستان العراق مرة أخرى».

وعن مشاهداتها بالشام (دمشق) قبل شهرين، خاصة أن النظام كان يتبجح دائما بأن العاصمة هادئة، قالت جيهان: «بالعكس منذ اليوم الأول كانت الأوضاع مضطربة هناك، وخرجت مظاهرات في الكثير من الأحياء التي حاول النظام التعتيم عليها». وعن وضعها الحالي بالمخيم تقول: «الوضع هنا – على الرغم من صعوبته – أفضل بكثير مما كنا نعيشه في العاصمة دمشق، فنحن هنا نشعر بالحرية والأمان وهذا يكفي، وزوجي يعمل في مدينة زاخو ويزورنا ليومين كل أسبوع، والحال ماشي والحمد لله، أنتظر سقوط هذا المجرم بشار الأسد لأعود إلى وطني وأهلي بالعزة والكرامة».

ويصف مولود رمضان، الكردي من القامشلي الذي أمضى 11 عاما يعمل في العاصمة السورية، ما رآه وعاينه من جرائم النظام الأسدي بالقول: «جرائم يشيب لها الولدان.. فقد شاهدنا مشاهد بشعة من قتل وإجرام وهدم المنازل وقطع المياه والكهرباء عن أحياء كثيرة. وحواجز أمنية بالمئات، بحيث ما كنت تقدر تمشي بأمان، وأي شك – ولو مجرد شك – بهويتك يسوقك إلى الاعتقال من قبل الأمن العسكري».

وحول ما يدعيه النظام من «هدوء العاصمة»، و«أن دار السيد مأمونة»، كما يقول المثل العراقي، قال: «هذا كله كذب في كذب.. أنا كنت هناك وشفت شغلات بيشيب الأطفال، قتل واغتصاب منهجي ويومي. هذا الوضع كان قبل مجيء قوات المراقبين، وأنا لست هناك حاليا حتى أعرف شو بيصير».

وحول ما إذا كانت الإصلاحات التي يقول النظام بأنه أنجزها في سوريا كافية لتهدئة الشعب، قال رمضان: «الإصلاحات كلها كذب في كذب، النظام لا يريد الإصلاح، بل يريد توريط الشعب السوري بحرب أهلية حتى ينجو من الوضع الحالي. هناك الآلاف من عرب دير الزور والرقة وغيرهما من مدن سوريا جاء بهم إلى مناطقنا الكردية ليستولوا على أراضينا، والنظام يعمل حاليا على تأجيج الفرقة والفتنة بين الأكراد والعرب حتى يتفرج علينا وينجو من مصير محتوم».

أما عن نيته العودة إلى سوريا، فقال: «مطلقا، ما دام النظام الأسدي موجودا.. وحتى لو رضيت المعارضة الكردية بالاتفاق معه فلن أرجع إلى سوريا مرة أخرى، فلا أنسى مصير المئات ممن عادوا وزجوا بالسجون، فمن قتل مشعل التمو؟ ومن قتل الشيخ معشوق الخزنوي؟ هذا النظام لا أمان له، ما إن يستعيد عافيته غدا حتى يأخذنا بجريرة ما فعلناه أمس واليوم».

أما السيدة عاصمة حسن، فيطيب لها العيش في مخيم يفتقر إلى أدنى مستلزمات الحياة الإنسانية وتفضله على العودة إلى منزلها في القامشلي التي تركتها مع زوجها وطفلها، وتقول: «العيش هنا أفضل ألف مرة من نعيم سوريا، على الأقل لا نشعر هنا بالخوف من القتل والاغتصاب والتعذيب». وتتابع، بعد أن شغلت مروحية منضدية وحيدة بخيمتها لتلطيف الجو في درجة حرارة تقترب من الأربعين درجة: «جيت هون وما ناوية أرجع، مع أني قلقة على مصير إخواني وأخواتي داخل سوريا، لا أدري هل سيتعرضون لمضايقات بسبب خروجي من سوريا أم لا، فالنظام يعاقب الناس بذنب الآخرين، وكل ذنبنا نحن أن نجينا بحياتنا من هذا النظام المجرم».. وتعرب حسن عن رضاها عن الرعاية والاهتمام اللذين تتلقاهما والأسر الأخرى من المسؤولين عن المخيم، وتقول: «الحمد لله زوجي يعمل بدهوك، ويعود إلينا في كل مساء، والرعاية الصحية متوفرة، والأمان موجود بالكامل».

ما تجرأت العوائل الكردية اللاجئة على كشفه من أسماء وهويات أفرادها، أحجم عنه الشباب الذين فروا وحدهم دون عوائلهم لأسباب أمنية، فما إن دخلت «الشرق الأوسط» الخيمة الكبيرة المخصصة لإيوائهم، حتى بادر أحدهم بالمطالبة بعدم تصويرهم أو السؤال عن أسمائهم وهوياتهم. والخوف مبرر هنا – على الأقل – عند التعامل مع نظام مخابراتي وأمني على مستوى النظام السوري، فالعوائل التي خرجت برمتها لا تهمها إذا كشفت السلطات عن أسمائها لأنها تكون بلجوئها إلى خارج سوريا قد نجت بنفسها، ولكن الشباب كما أكد أحدهم قال: «عوائلنا ما زالت تعيش تحت ظل هذا النظام الدموي، وإذا كشفنا عن أسمائنا وهوياتنا فلا بد أن أجهزة المخابرات هناك ستتحرك على عوائلنا وتعتقلهم بهدف الضغط علينا».

ولكن الشاب الذي اختار لنفسه اسما حركيا، وهو أحمد جاسم، كشف لـ«الشرق الأوسط» عن أن عددهم يزيد على 150 شابا هرب معظمهم من أداء الخدمة العسكرية، وفيهم شباب كانوا يعملون في التنسيقيات كشف أمرهم، وهناك آخرون من المنشقين عن الجيش، ويستطرد: «هربنا من أداء الخدمة الإلزامية لأن النظام يريد منا أن نوجه رصاصنا إلى صدور الشعب، ونحن نرفض ذلك بالمطلق، لأن الجيش هو للدفاع عن الوطن وليس لقتل الشعب، وأي شخص يطلق رصاصة واحدة إلى صدور شعبه هو مجرم مثل بشار الأسد. ثم إن هذا النظام القمعي لا يتردد أبدا في قتل كل من يخالف أوامره من عناصر الجيش، فإما أن يقتل الشعب، وإما أن يقتل من الخلف».

وحول سبب وجود هؤلاء الشباب بالمعسكر بدلا من الوجود في الميدان بالتنسيقيات أو الجيش الحر، قال: «العمل السياسي، وخصوصا عمل المعارضة بالداخل، محفوف بمخاطر جمة. فالنظام لا يتردد في ممارسة جرائم القتل الجماعية كما فعل صدام حسين ضد أكراد العراق، فهو نظام بعثي، حتى لو كان من يديره أوروبيا أبا عن جد، فكر البعث قائم على القتل والإبادة لأي معارضة. والتنسيقيات تعمل بالداخل إلى حين انكشاف عناصرها، فإذا ما لمسوا تهديدا لبعض النشطاء حاولوا الفرار والعمل من الخارج. أما الجيش الحر فلديه هامش كبير من الحركة في المناطق العربية، أما في مناطقنا الكردية فليس هناك طبيعة جغرافية ملائمة للعمل العسكري، لأن مناطقنا سهلية بمجملها ومكشوفة، ولا يمكن التحرك فيها كرا وفرا على عكس المناطق الأخرى من سوريا التي يستطيع فيها الجيش الحر أن يتحرك بسهولة». وبسؤاله عن الموقف الدولي من القضية السورية، قال: «المشكلة الكبرى في المحنة السورية هي الدعم الدولي، فالرأي العام العالمي برمته معنا، ولكن الحكومات والدول تتعامل مع القضية وفق حساباتها الخاصة ومصالحها الاقتصادية، ونحن ضحايا لتلك المصالح».

وعن أسباب عدم توحد المعارضة الكردية مع المعارضة العربية، قال: «في عام 2004 عندما تظاهرنا نحن لم يكن هناك أي سوري عربي يساند انتفاضتنا، ونحن الأكراد كنا أول من رفع شعار إسقاط النظام البعثي قبل أن يفكر أي عربي بذلك، ومع ذلك فإن المجلس الوطني السوري لم يحسب لمواقفنا أي حساب على الرغم من نضالنا المستمر ضد النظام الأسدي. قتل منا المئات وسجن الآلاف وتشرد آلاف آخرون، ولكن عرب سوريا لم يفعلوا شيئا لمناصرتنا، واليوم هناك مجلس وطني يديره برهان غليون، ولكنه لا يخجل من أن يخرج بالقنوات التلفزيونية ليصرح بأن أصل الأكراد (مهجرون).. ويأتي في اليوم التالي ليعتذر. هل يجوز هذا لمن يريد أن يكون رئيسا مقبلا لسوريا؟». ويستطرد: «غليون مثل مصطفى عبد الجليل الليبي الذي قال إنه لا يطمح بمنصب سياسي وإنه مستعد لأي محاسبة من قبل شعبه، ولكنه اليوم باق في منصبه ويحاسب الآخرين. فيما يتعلق بهذا المجلس فنحن أول من رفع شعار (المجلس الوطني يمثلنا)، مع ذلك لم نر منه أي موقف إيجابي بإشراكنا في قيادة هذه المرحلة ودور في المستقبل. لقد أعطيناهم الفرصة تلو الأخرى، ولكنهم أهملونا وأهملوا مطالبنا المشروعة. أنا لا أدري أين الخطأ فيما لو شغل سوري – سواء كان كرديا أو عربيا أو مسيحيا – هذا المنصب أو ذاك! مشكلتنا في انعدام الديمقراطية والاعتراف بحقوق الجميع».

وتحدث الملازم شيروان عبد الكريم، الضابط المسؤول بمقر اللجنة الأمنية التي تدير المعسكر، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «تعاملاتنا معهم وتعاملهم معنا جيد ومقبول، وليست هناك أي مشكلات، اللهم إلا مع بعض الشباب الذين يستعجلوننا في أشياء نحن غير قادرين عليها حاليا، ولكننا ندرسها.. مثل مواصلة الدراسة لمن تركها، وكذلك توفير فرص العمل، فنحن من الناحية الأمنية مسؤولون عن حمايتهم، أما الجانب الإداري فهناك مؤسسة بارزاني الخيرية التي تتولى رعايتهم وتلبية حاجاتهم الإنسانية، فهذه المؤسسة توفر لهم الغذاء والملبس ووسائل العيش اللازمة، وقبل يومين وزعت عليهم ملابس صيفية جديدة للأطفال والنساء والشباب، وتلقينا وعدا من وفد زار المخيم من وزارة التربية بفتح مدرسة خاصة للصفوف الأولية للطلبة لإتاحة الفرصة أمام الأطفال لمواصلة دراستهم».

ولاحظت «الشرق الأوسط» وجود مستشفى ميداني لتقديم خدمات صحية كاملة لأفراد المخيم، ويقول الملازم شيروان: «في حال تطلبت الحاجة معالجتهم بمستشفيات الإقليم فلا مانع من ذلك، وإذا أرادوا التردد على مدينة دهوك فلا مانع أيضا، حيث نمنحهم إجازات مؤقتة للذهاب إلى هناك ليوم أو يومين، وهم أحرار في التجول بكامل المناطق داخل حدود محافظة دهوك. أما إذا احتاجوا للسفر إلى خارج المحافظة، فعندها يجب عليهم مراجعة مديرية شؤون الإقامة التي ستزودهم بأوراق رسمية تجيز لهم ذلك».

المعارضة السورية تقدم مقترحات جديدة للجامعة العربية لتحديد موعد جديد لمؤتمرها

عبد الباسط سيدا: نحافظ على حق المجلس الوطني ممثلا للشعب السوري وثورته

القاهرة: سوسن أبو حسين

تلقى طلال الأمين، مستشار الأمين العام لجامعة الدول العربية للشؤون العربية، مقترحات جديدة من وفد المعارضة السورية، الذي التقاه أمس (الأحد)، لتحديد موعد جديد لعقد مؤتمر المعارضة السورية، الذي كان من المفترض انعقاده في 16 مايو (أيار) الحالي، في حين قال السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام لـ«الشرق الأوسط» إن الاتصالات مستمرة مع المعارضة السورية للوصول إلى وحدة الموقف والعمل على إنقاذ سوريا مما تتعرض له حاليا.

وأكد وفد المجلس الوطني السوري الذي ضم جبر الشوفي وسدام مراد حرصه على التنسيق مع جميع أطياف المعارضة السورية، بشأن الخطوات الرامية إلى تحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والديمقراطية والعدالة، دون الاستئثار أو الهيمنة على باقي جبهات المعارضة.

وقال الدكتور عبد الباسط سيدا، عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري المعارض: «المجلس لم يقاطع ملتقى المعارضة السورية الذي كان مقررا له الأربعاء الماضي بالقاهرة، وإنما كان لديه بعض الاستفسارات، وحدث سوء تفاهم عبر عنه المجلس في بيان له بسبب عدم الالتزام بما تم التوافق عليه فيما يخص الملتقى».

وأضاف: «وجهة نظرنا في هذا المجال تركز على ضرورة إعطاء المجلس الوطني الدور الأساسي في الملتقى، باعتباره وباعتراف قرارات مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس وإسطنبول أنه ممثل للشعب السوري وللثورة السورية، وبالتالي لا بد أن نحافظ على هذا الحق، وقد كانت الجامعة العربية مشاركة في المؤتمرين، وبالتالي الموافقة على هذا التوجه».

وأرجع سيدا أسباب فشل انعقاد ملتقى المعارضة السورية إلى أن الدعوات وجهت بصورة شخصية، ولم توجه إلى المجلس، ومن هذا المنطلق تم الاعتراض على المشاركة طالما لم توجه لنا الدعوة بصورة رسمية. وأضاف سيدا: «اتفقنا مع المسؤولين في الجامعة العربية على خطوات محددة تمهد لانعقاد الملتقى بوضعية أفضل بكثير، وسيتم مناقشة هذه الخطوات من قبل الجامعة والمكتب التنفيذي للمجلس». ووصف لقاء أمس بأنه كان إيجابيا، وتم التوصل إلى جملة من المقترحات ستدرسها الجامعة، تمهيدا لانعقاد الملتقى وتحديد موعد له لاحقا، وفقا للمناقشات الجارية.

وحذر عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري المعارض من مخاطر الوضع الراهن في سوريا، مضيفا: «القتل والعنف في سوريا مستمران؛ لكن إصرار الشعب متواصل أيضا، حيث وصلنا مع النظام إلى نقطة اللاعودة منذ زمن بعيد، ولن يتراجع الشعب السوري مهما تكلف من تضحيات، خاصة أن السلطة ليس أمامها سوى الحل القمعي».

وقال سيدا إن «وجود المراقبين الدوليين حاليا يسلط الأضواء على الأوضاع المتردية في سوريا»، مشيرا إلى أنه يدور حديث حول ما إذا كانت خطة عنان قد فشلت أم لا، وهل المطلوب تحديد توقيت إعلان هذا الفشل؟، مضيفا: «هناك إرادة دولية بالاستمرار في هذه الخطة، ونحن قد تواصلنا مع جهات كثيرة في هذا المجال؛ لكن نؤكد أن الاستمرار في خطة عنان لا يمكن أن يكون على حساب دماء الشعب السوري». وأشار إلى أن الثورة السورية قامت بناء على وضعية محددة واحتياجات سوريا، وسوف يستمر الشعب في ثورته، سواء كانت مبادرة عنان قائمة أم لا، وما نتمناه هو أن تكون مدخلا لحل شامل في سوريا طالما هناك إجماع عربي ودولي عليها.

وشدد على أن الحل الشامل لا بد أن يبدأ أولا بتنحي بشار الأسد، ولا يمكن الدخول في أي تفاوض مع النظام وبشار الأسد هو رأس هذا النظام.

وردا على سؤال حول الاتهامات الموجهة إلى المجلس الوطني السوري بالاستئثار بالرؤى وتهميش مطالب باقي جبهات المعارضة، قال سيدا: «أكدنا منذ اليوم الأول أن المجلس الوطني هو مشروع وطني منفتح على الجميع». وأضاف «لا شك أن وجودنا هنا بالقاهرة والتنسيق مع الجامعة العربية دليل على صدق رغبتنا في الوصول إلى عمل موحد، لأن في نهاية المطاف المشروع الوطني الذي نعمل لأجله هو لكل السوريين المشاركين في المجلس أو من هم خارجه».

وأشار إلى أن المجلس الوطني السوري بصدد عملية إصلاح وإعادة هيكلة وهناك تراكم نبني عليه، ونسعى لتجاوز أي خلل، أما النظرة الانقلابية فقد عانينا منها في سوريا منذ عام 1963، ولسنا من أنصارها. وشدد سيدا على ضرورة العمل على وقف العنف في سوريا، لافتا إلى أن العنف لا يزال متواصلا كما أن الجيش لم يخرج من المدن، كما أن الاعتقال مستمر، وربما تكون وتيرة القتل قد تراجعت نسبيا، مضيفا: «إننا أوضحنا لمجموعة عنان أن ثورة السوريين لم تقم ليقتل العشرات؛ بل إنها ثورة للانتقال من نظام الاستبداد إلى نظام يؤمن بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية للجميع».

وفى تعليقه على ما تردد عن دخول تنظيم القاعدة على الخط وإلقاء مسؤولية التفجيرات بسوريا عليها، علق سيدا قائلا إن «هذا الأمر يروج له من قبل النظام السوري، والكل يعرف أن 90 في المائة من التفجيرات التي كانت تجرى في العراق كانت بتدبير منه فهو نظام يقول شيئا ويفعل شيئا آخر على الأرض، ومسألة (القاعدة) هي مجرد ذريعة».

معارك في ضواحي العاصمة وضحايا بينهم أطفال في قصف لقوات الأسد على حماة

ريف دمشق أشبه بمدينة أشباح.. قتلى في الشوارع والاتصالات مقطوعة

                                            بدا ريف دمشق أمس أشبه بمدينة أشباح بسبب قطع الإتصالات وانتشار القتلى بالشوارع وارتفاع عدد المصابين، في وقت تحاول قوات الرئيس السوري بشار الاسد إلحاق كافة المدن السورية الثائرة بها؛ اذ دارت معارك عنيفة ليل السبت ـ الاحد بين منشقين وقوات الاسد في مناطق عدة من دمشق فيما قصفت قوات الاسد بلدة في حماة موقعة عددا من القتلى من بينهم أطفال، وذلك رغم تجديد الاسرة الدولية دعوتها الى وقف “فوري” للعنف المستمر في سوريا منذ اكثر من 14 شهرا.

وقال العضو في مجلس الثورة محمد السعيد في ريف دمشق “إن مدينة ريف دمشق تشبه مدينة الأشباح بسبب قطع الإتصالات وانتشار القتلى بالشوارع وارتفاع عدد المصابين”. أضاف “إن قوات النظام قامت بقصف المدينة حتى لا يتمكن الأهالي من النزول إلى الشوارع”، مشيرا إلى وقوع اشتباكات بين كتائب الصحابة والقوات النظامية في كفر سوسا اسفرت عن مقتل العديد من الاشخاص.

ولفت السعيد إلى أن هناك تعزيزات أمنية كبيرة دخلت المدينة لتعقب قوات الجيش الحر وفرض سطوة القوات الأمنية على المدينة بالإضافة إلى اغلاق المدينة ومنعها من أي تحرك ثوري يتجه إليها.

وجنوب غرب دمشق، دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة وحاجز للقوات النظامية قرب جسر اللوان في حي كفرسوسة. وذكرت لجان التنسيق المحلية ان تعزيزات كبيرة للجيش ارسلت الى المنطقة.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان اشتباكات عنيفة دارت في منطقة المتحلق الجنوبي ترافقت مع سماع اصوات انفجارات في المنطقة وسمعت اصوات اطلاق رصاص في ساحة العباسيين وشارعي بغداد والثورة.

وقال المرصد ان 21 شخصا على الاقل قتلوا امس في اعمال عنف في سوريا بينهم 16 شخصا قتلوا بينهم اطفال في قصف قامت به القوات السورية على بلدة صوران في منطقة حماة وسط سوريا، مضيفا انه “لم ترد انباء بعد حتى اللحظة عن حدوث اشتباكات في المنطقة”.

وفي دوما، سقطت قذيفة “ار بي جي” امس على مسافة امتار من رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال روبرت مود اثناء زيارته مدينة دوما قرب دمشق. غير ان الناطقة باسم فريق المراقبين سوسن غوشة نفت ذلك.

وقالت غوشة في تصريح خاص لاذاعة هيئة الاذاعة البريطانية “بي بي سي” إن انفجار العبوة لم يكن بالقرب من قافلة المراقبين ولم تكن هذه العبوة تستهدفهم وانفجرت بعيدا عنهم، مضيفة أنه لم يصب أحد في القافلة أو في فريق المراقبين.

وكانت مصادر قالت: “إن فريق المراقبين الدوليين تعرضوا لاطلاق نار بالقرب من دوما خلال معاينتهم لحاجز للجيش السوري”. وكان ضمن المجموعة مساعد الامين العام للامم المتحدة لعمليات حفظ السلام ارفيه لادسو، بحسب المصادر نفسها.

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان اعلن عن اندلاع معارك بين منشقين والجيش السوري قرب دوما وان صواريخ اطلقتها القوات الحكومية سقطت على المدينة وقربها.

وافادت مراسلة ان شوارع دوما كانت مقفرة تماما والمتاجر مغلقة باستثناء بعض محلات البقالة، وقد شاهدت حاويات نفايات مقلوبة ارضا ولافتات ممزقة.

وكانت شعارات مناهضة للنظام واخرى مؤيدة له مدونة على جدران المدينة، ويقول بعضها “دوما لن تركع سوى لله” و”جنود الاسد مروا من هنا”.

وطلب رجل كان يتبضع من احد المحلات من الصحافيين عدم تصويره وقال “ارجوكم، لا تصورونني، حين ترحلون سيأتون لقتلي” من دون الاشارة الى اي جهة تحديدا.

وبعد رحيل المراقبين قتل مدني في دوما برصاص قناص، بحسب ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان.

الى ذلك، نفى عدد من كبار المسؤولين السوريين امس متحدثين للتلفزيون الرسمي معلومات افادت عن اغتيالهم، بعدها بثت قناتا “الجزيرة” و”العربية” امس شريط فيديو يتبنى فيه رجل باسم “كتائب الصحابة في دمشق وريفها” اغتيال ستة مسؤولين كبار.

والمسؤولون بحسب الشريط هم آصف شوكت مدير الاستخبارات العامة وصهر الاسد، ووزيرا الداخلية محمد الشعار والدفاع داود راجحة، وحسن توركماني مساعد نائب الرئيس فاروق الشرع، ومحمد سعيد بختيان الامين القطري المساعد في حزب “البعث” الحاكم.

وتعقيبا على ذلك، قال وزير الداخلية: “ان ما بثته قناتا الجزيرة والعربية عار عن الصحة تماما واعتدنا على مثل هذه الأخبار المضحكة من المحطات المفلسة التي تقود حملات الكذب والافتراء منذ بداية الأزمة في سوريا”.

ومن جهة المعارضة، فقد اعرب عضو الامانة العامة في المجلس الوطني السوري جبر الشوفي، اكبر تحالف لفصائل المعارضة، عن شكوك، معتبرا ان الهدف من الفيديو هو “بث الفوضى”.

ودعت الدول الصناعية الكبرى من مجموعة الثماني اول من امس في كامب ديفيد “الحكومة السورية وجميع الاطراف” الى وقف العنف فورا وتطبيق بنود خطة انان.

وقال قادة الدول الثماني في بيانهم الختامي اثر قمة عقدوها في كامب ديفيد في الولايات المتحدة “نحن مستاؤون للخسائر في الارواح والازمة الانسانية والانتهاكات الخطيرة والمتزايدة لحقوق الانسان في سوريا”، مؤكدين “تصميمهم على النظر في اجراءات اخرى في الامم المتحدة وفق الحاجات”.

(ا ف ب، ا ش ا، يو بي اي)

المجلس الوطني السوري يبحث مع الجامعة العربية تحديد موعد جديد لملتقى المعارضة

عقد وفد من المجلس الوطني السوري المعارض اجتماعا مع المسؤولين في الجامعة العربية لتحديد موعد جديد لملتقى المعارضة السورية والذي كان مقررا عقده بتاريخ 16 من شهر ايار (مايو) الحالي وتم تأجيله لموعد لم يحدد بعد.

وأكد الوفد، الذي يضم كل من أعضاء المجلس جبر الشوفي وصدام مراد وعبد الباسط سيدا، حرص المجلس الوطني السوري على التنسيق مع جميع أطياف المعارضة السورية بشأن الخطوات الرامية إلى تحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والديموقراطية والعدالة من دون الاستئثار أو الهيمنة على باقي جبهات المعارضة.

وقال عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا إن المجلس لم يقاطع ملتقى المعارضة السورية الذي كان مقررا له الأربعاء الماضي في القاهرة وإنما كان لديه بعض الاستفسارات وحدث سوء تفاهم عبر عنه المجلس في بيان له بسبب عدم الالتزام بما تم التوافق عليه فيما يخص الملتقى.

أضاف أن وجهة نظرنا في هذا المجال تركز على ضرورة إعطاء المجلس الوطني الدور الأساسي في الملتقى باعتباره وباعتراف قرارات مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس وأصدقاء سوريا في اسطنبول أنه ممثل للشعب السوري وللثورة السورية وبالتالي لابد أن نحافظ على هذا الحق وكانت الجامعة العربية مشاركة في المؤتمرين وبالتالي الموافقة على هذا التوجه.

وأرجع سيدا أسباب فشل انعقاد ملتقى المعارضة السورية إلى أن الدعوات وجهت بصورة شخصية ولم توجه إلى المجلس ومن هذا المنطلق تم الاعتراض على المشاركة طالما لم توجه لنا الدعوة بصورة رسمية.

أضاف “إننا اتفقنا مع المسؤولين في الجامعة العربية على خطوات محددة تمهد لانعقاد الملتقى بوضعية أفضل بكثير وسيتم مناقشة هذه الخطوات من قبل الجامعة والمكتب التنفيذي للمجلس”.

ووصف سيدا لقاء امس بأنه كان إيجابيا وتم التوصل إلى جملة من المقترحات ستدرسها الجامعة تمهيدا لانعقاد الملتقى وتحديد موعد له لاحقا وفقا للمناقشات.

وحذر سيدا من مخاطر الوضع الراهن في سوريا، مضيفا أن القتل والعنف في سوريا مستمر لكن إصرار الشعب متواصل أيضا حيث وصلنا مع النظام إلى نقطة اللاعودة منذ زمن بعيد ولن يتراجع الشعب السوري مهما تكلف من تضحيات خاصة وأن السلطة ليس أمامها سوى الحل القمعي.

وقال سيدا إن وجود المراقبين الدوليين حاليا يسلط الاضواء على الأوضاع المتردية في سوريا، مشيرا إلى أنه يدور حديث حول ما إذا كانت خطة انان فشلت أم لا وهل المطلوب تحديد توقيت إعلان هذا الفشل?.

أضاف أن هناك إرادة دولية بالاستمرار في هذه الخطة ونحن تواصلنا مع جهات عديدة في هذا المجال لكن نؤكد أن الاستمرار في خطة عنان لا يمكن أن يكون على حساب دماء الشعب السوري.

وأشار إلى أن الثورة السورية قامت بناء على وضعية محددة واحتياجات سورية وسوف يستمر الشعب في ثورته سواء كانت مبادرة أنان قائمة أم لا وما نتمناه هو أن تكون مدخلا لحل شامل في سوريا طالما هناك إجماع عربي ودولي عليها، مشددا على أن الحل الشامل لابد أن يبدأ أولا بتنحي بشار الأسد ولا يمكن الدخول في أي تفاوض مع النظام والأسد هو رأس هذا النظام.

وردا على سؤال حول الاتهامات الموجهة إلى المجلس الوطني السوري بالاستئثار بالرؤى وتهميش مطالب باقي جبهات المعارضة، قال سيدا “إننا منذ اليوم الأول أكدنا أن المجلس الوطني هو مشروع وطني للجميع وهو منفتح ومتواصل مع الجميع ونحاول من خلال المجلس كما نصت قرارات مؤتمرات أصدقاء سوريا أن يكون مظلة للجميع ولا نعني بذلك أن الكل داخل هذا الجسد التنظيمي وانما يمكن التنسيق والحوار المشترك وهناك رغبة قوية في التواصل مع الجميع”. أضاف “لاشك أن وجودنا هنا بالقاهرة والتنسيق مع الجامعة العربية لهو دليل على صدق رغبتنا في الوصول إلى عمل موحد لأن في نهاية المطاف المشروع الوطني الذي نعمل لأجله هو لكل السوريين المشاركين في المجلس أو من هم خارجه”.

وأشار إلى أن المجلس الوطني السوري بصدد عملية إصلاح وإعادة هيكلة وهناك تراكم نبني عليه ونسعى لتجاوز أي خلل أما النظرة الانقلابية فقد عانينا منها في سوريا منذ عام 1963 ولسنا من أنصارها.

وفي تعليقه على ما تردد عن دخول تنظيم “القاعدة” على الخط والقاء مسؤولية التفجيرات في سوريا عليه، علق سيدا بأن هذا الأمر يروج له النظام السوري، مضيفا أن الكل يعرف أن 90 في المئة من التفجيرات التي كانت تجري في العراق كانت بتدبير منه فهو نظام يقول شيئا ويفعل شيئا آخر على الأرض ومسألة “القاعدة” هي مجرد ذريعة.

(ا ش ا)

18 قتيلا بسوريا والجيش يقصف حماة

                                            قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 18 شخصا قتلوا اليوم بينهم جنود منشقون، كما قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات النظام تقصف بعنف بلدة قسطون بريف حماة، وإنها اقتحمت مدينة القورية في دير الزور وبلدات الشيخ مسكين وبصرى الشام واللجاة في درعا.

فقد ذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن 18 شخصا قتلوا اليوم في مدن مختلفة بينهم سيدة وثلاثة قتلوا تحت التعذيب وخمسة جنود منشقين تم إعدامهم في صوران بريف حماة, إضافة إلى تسعة جنود منشقين أعدموا في دوما بريف دمشق.

وقالت إن أربعة قتلى سقطوا في حمص وأربعة في حماة واثنين في إدلب كما سقط قتيل في كل من ريف دمشق ودرعا والحسكة وحلب.

من جانبها قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات النظام قصفت بلدة قسطون بريف حماة، كما قصفت صباح اليوم حيي جوبر والسلطانية بحمص.

وأوضحت أن قوات أمن النظام أطلقت النار لتفريق مشيعين في حي نهر عيشة بدمشق، وأنها اقتحمت عددا من المنازل في حي الغوطة المكتظ بالنازحين في حمص.

قصف واعتقالات

بدوره قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات النظام تقوم بقصف عنيف لقرية قسطون في حماة حيث “بلغ عدد القذائف التي سقطت خلال 45 دقيقة نحو 22 بالتزامن مع اقتحام القرية وسط إطلاق رصاص كثيف”.

وأشار المرصد إلى “مخاوف من حدوث مجزرة على غرار مجزرة صوران” التي ذهب ضحيتها العشرات الأحد.

كما تعرضت بلدة الحصن وحي الربيع العربي في حمص لقصف عنيف بالأسلحة الثقيلة وقذائف الهاون. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن مدينة حمص تعرضت لقصف بقذائف الهاون بعد منتصف الليل لحي الخالدية، وسُمعت أصوات قذائف وانفجارات وإطلاق نار كثيف بالمدينة صباح الاثنين.

وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن قوات النظام اجتاحت مدينة الشيخ مسكين في درعا وسط إطلاق نار كثيف، واعتقلت أكثر من عشرين شخصا بالمدينة إضافة إلى تكسير وتخريب العديد من الممتلكات، ودارت اشتباكات بمنطقة الضاحية بالمدينة انشق على أثرها عدد من الجنود النظاميين.

وفي درعا أيضا، قالت شبكة شام الإخبارية إن قوات جيش النظام اعتقلت أقرباء النقيب المنشق قيس القطاعنة قائد كتيبة العمري بقرية التبة بمنطقة اللجاة، كما داهمت قوات الأمن المدينة وقامت بتكسير عدد من المحلات واقتادت عددا من الأشخاص إلى أماكن مجهولة.

تبني انفجار

في هذه الأثناء تبنت جماعة إسلامية تطلق على نفسها اسم “جبهة النصرة” انفجارا وقع في دير الزور بشرق سوريا السبت، وأسفر عن تسعة قتلى، بحسب ما جاء في بيان نشر على مواقع إسلامية على الإنترنت.

جماعة تسمى “جبهة النصرة” تبنت تفجير دير الزور (الجزيرة)

وقال بيان حمل الرقم تسعة نشر على مواقع إسلامية على الإنترنت إن “جنود جبهة النصرة في المنطقة الشرقية- دير الزور شنوا هجوما على المنطقة الأمنية التي تضم فرعي الأمن العسكري وفرع المخابرات الجوية”.

وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) قد ذكرت أن انفجارا “انتحاريا” وقع أمام مبنى مؤسسة الإنشاءات العسكرية في دير الزور السبت مما أدى إلى مقتل “تسعة من المدنيين وحراس المبنى وإصابة العشرات بعضهم جروحه خطيرة”.

المراقبون.. جزء من المشهد لا الحل بسوريا

                                            يعد وجود فريق المراقبين الدوليين وتمركزهم على الأرض في المناطق السورية الساخنة محاولة جادة من الجامعة العربية والأمم المتحدة، لعدم تدحرج الكرة الملتهبة ومنع المزيد من العنف، وهذا جزء من مهمتهم لكن ذلك قد يستغرق بعض الوقت ويحتاج إلى أعداد إضافية من الكادر البشري لإنجاز المهام وتنفيذ خطة كوفي أنان ذات النقاط الست, حسبما أوضحه الناطق الإعلامي لفريق المراقبين الدوليين حسن سقلاوي.

ويضيف سقلاوي لوكالة الأنباء الألمانية أن عدد المراقبين الدوليين العسكريين والمدنيين وصل إلى أكثر من 307 وأن هذا العدد قابل للزيادة تباعا، ويوضح أن أكثر من 260 منهم عسكريون لديهم خبرات ميدانية جيدة.

ووسط مناخ أمني وعسكري تعرض أكثر من مرة موكب المراقبين الدوليين “لهجوم” كاد يعصف بهم، وأدى إلى تدمير جزئي في موكبهم، علما بأن السلطات وافقت على عملهم ووقعت معهم اتفاقا تلتزم من خلاله بالحفاظ على سلامتهم وحركة تحركاتهم وهي لا تزال الطرف الأقوى على الأرض بالرغم من وجود مسلحين.

وعن اتهام الأمم المتحدة والمراقبين لأي جهة، بعد استهدافهم، يجيب سقلاوي “ليس لدينا معطيات نريد إعلانها حتى الآن، لكن نأمل أن لا تتكرر هذه الأعمال ضد المراقبين العرب والأجانب”.

وقف العنف

ويطالب سقلاوي السلطات السورية وباقي الأطراف، بمساعدة المراقبين في عملهم من أجل إيقاف العنف والتفرغ لباقي بنود المبادرة السداسية للمبعوث العربي والأممي كوفي أنان الداعية إلى وقف العنف والسماح بالتظاهر السلمي والشروع في عملية سياسية وحرية دخول الإعلام إلى كل الأماكن، دون عرقلة من أحد.

ينتمي المراقبون العسكريون إلى 37 بلدا (الألمانية-أرشيف)

وينتمي المراقبون العسكريون إلى 37 بلدا، في حين يسهم 53 بلدا في دعم فريق المراقبين المدنيين والعسكريين المزودين بمعدات ودعم لوجستي وتقني وفني تبدو متواضعة بالقياس إلى طبيعة مهمتهم، إضافة إلى أنهم ليسوا مسلحين.

ومع تسجيل كل اختراق لوقف إطلاق النار، تتبادل السلطة والمعارضة الاتهامات في هذا الصدد، وتقول بيانات المعارضة إن السلطات أعلنت العزم على المضي في الخيار الأمني والعسكري، وإن آلاف الضحايا أزهقت أرواحهم وعشرات الآلاف اعتقلوا وشردوا جراء ذلك “الخيار” العنفي الدامي الذي تقوم به السلطات, وتضيف أن التزام السلطات بوقف عنفها لا يعدو كونه مراوغة جديدة لتستثمر مرة أخرى عامل الوقت في محاولة منها لحسم الأمور لصالحها وفق ما هو معلن.

وفي المقابل ترد السلطات بالقول إن عنف “الجماعات المسلحة” أدى إلى زعزعة استقرار أمن البلاد، وإن للدولة الحق في مكافحته والقضاء عليه.

إطلاق سراح

وتطالب تيارات المعارضة المبعوث العربي والأممي كوفي أنان بالضغط على السلطات لإطلاق سراح آلاف المعتقلين لدى السلطات المحلية، ولا سيما أنه يملك خطا مفتوحا مع السلطات في دمشق ويلتقيهم بصفته العربية والأممية.

وتنطلق فرق المراقبين العرب والدوليين صباح كل يوم من دمشق إلى معظم المناطق وتتابع عن كثب مجريات الواقع ضمن ظروف وشروط تقول السلطات إنها وفرت لهم كل تسهيلاتها المطلوبة إلا أن المعارضة وقوى النشطاء على الأرض يرون أن “عمل المراقبين متواضع”.

ويذكر أن مجلس الأمن الدولي اتخذ قراره رقم 2042 بإرسال 300 من المراقبين الدوليين إلى سوريا تنفيذا لخطة اقترحها المبعوث العربي والأممي كوفي أنان عرفت لاحقا بالخطة السداسية أول بنودها وقف العنف من الأطراف المتنازعة, ثم السماح بالتظاهر السلمي للسوريين العزل، إلا أن التجاوب مع بنود الخطة كان متواضعا خلال الفترة الماضية من زمن القرار الذي أسهم نسبيا في تخفيف العنف.

المصدر:وكالة الأنباء الألمانية

النظام السوري ينفذ خطة أمنية مكشوفة منذ عام ونصف

وثيقة تشرح أدوات الحرب عبر الإعلام والاغتيالات والتفجيرات لقمع الثورة

دمشق – جفرا بهاء

منذ انطلاق الثورة السورية في 23 مارس 2011، وضع النظام السوري خطة أمنية للتعامل مع ثورة الشعب السوري، لكنه لم يعمد إلى تغييرها.

ويبدو النظام السوري غير منتبه إلى فشل تلك الخطة وتسرب تفاصيلها إلى عموم الناس ووسائل الإعلام، بدليل إصراره على متابعة تنفيذها بحذافيرها، وكأن النظام متأكد بأن الحل الأمني العنيف هو الطريق الوحيد حتى لو وقف العالم بأكمله ضده.

وفي التفاصيل، وبتاريخ 23-3-2001 وفي أعلى الصفحة كتب: “سري للغاية إدارة المخابرات العامة – سري جداً – الخطة العامة للتثبيت”، تتضح معالم هذه الخطة الأمنية، والتي تضمنت التأكيد أولاً على ضرورة الاستفادة من أخطاء النظام التونسي والمصري.

واللافت أن واضعي الخطة كانوا متأكدين أن الأمور لن تصل إلى “حالة خطرة على النظام العام والقطر أو تهدد الاستمرارية القائمة وستكون الحصيلة الإجمالية مرور عدة أشهر متعبة وبعدها يخرج النظام أقوى إلى أجل غير محدد”.

وحسب اللجنة الأمنية المصغرة صاحبة الخطة فإن المعالجة تتطلب إشراك ثلاثة أنواع من العمل: أمني وإعلامي وأخيرا سياسي اقتصادي بالحدود الدنيا.

العنصر الإعلامي

الخطة الأمنية (1)

الخطة الأمنية (1)

قررت اللجنة الأمنية ربط التظاهرات والاحتجاجات المعادية لنظام بشار الأسد بشخصيات مكروهة عند السوريين كالشخصيات السعودية واللبنانية ذات الحضور الإعلامي، وتم ربط الجميع بالصهيونية وأمريكا، وهو ما حدث في بداية الثورة ولا يزال الإعلام السوري الرسمي يمارسه بوتيرة متزايدة يوما بعد يوم.

كما اتخذت اللجنة قرار “التجييش الطائفي عن طريق إطلاق حملة إعلامية غير مباشرة في التلفزيون والقنوات الخاصة والشوارع حول الفتنة الطائفية وتخويف المسيحيين والدروز من الإخوان المسلمين والتطرف الذي سيواجهونه إذا لم يشاركوا في إنهاء الاحتجاجات، وفي منطقة الساحل تم استنفار العلويين ليدافعوا عن نظامهم وحياتهم التي ستصبح مهددة من قبل التطرف السني”، ويبدو هذا مطبقاً إلى الآن بالرغم من إثبات فشله في معظم المناطق.

يضاف إلى ذلك قرار واضح بـ”منع وسائل الإعلام من التواجد في أماكن الشغب، ومعاقبة من ينقل أي خبر لا يخدم القطر، وعدم إظهار أي تهاون في هذا الأمر.

وفي حال تمكّن المعادون من تصوير أو نقل أية فيديوهات أو صور، ينبغي قيام الخلية الأمنية الإعلامية بتجهيز مشاهد عن الاحتجاجات ووضع ثغرات فيها يمكن لاحقا عرضها على الإعلام السوري والشبكات الإعلامية الأخرى، وفضح هذه الثغرات وبالتالي يعمم هذا الأمر في ذهن جميع المتلقين لإفقاد أشرطة وصور معارضي النظام مصداقيتها”.

اغتيالات وتفجيرات

وفي مستوى لاحق تشير الخطة الأمنية، كماجاء في محضر اجتماع اللجنة الأمنية المصغرة أنه “في حال وصلت الأمور إلى حالة حرجة وخطرة، فيستوجب جر الجميع للاختيار بين الأمن والاستقرار وبين الحريات التي يطالبون بها، وسيختارون هنا بقاء الأمن وسلامتهم. وهذا يمكن تنفيذه ببعض الاغتيالات من طوائف وعشائر مختلفة أو تفجير بعض أماكن العبادة في أماكن التوتر الكبيرة”.

وهي الخطوة الثانية من الخطة كما يبدو، وهذا يفسر التفجيرات التي انتشرت منذ مدة على كامل مساحة سوريا.

تأجيل خطاب الرئيس يعبر عن قوة الدولة

شعبيا، قررت اللجنة الأمنية المصغرة إخراج مسيرة حاشدة ومؤيدة لرئيس الجمهورية بشار الأسد قبل الخطاب، وهنا يجب إصدار تعليمات صارمة للمؤسسات الحكومية والنقابات والمدارس بحشد الموظفين والطلاب، وتوزيع شعارات جديدة عليهم.

وبالنسبة لخطاب رئيس الجمهورية المتوقع (الذي ألقاه في مجلس الشعب)، فكانت التعليمات تقضي “بتأجيل الخطاب قدر المستطاع لأن هذا التأجيل تعبير عن قوة الدولة وعدم اهتمامها واكتراثها بما قد يحدث، كما يساهم في جلاء الصورة وتحديد مقدار التحرك السياسي والإعلامي والميداني المطلوب”.

ومن الملاحظ أن الأسد ونظامه لا يزالان حتى الآن يتعاملان وفقاً لهذا الأساس، حيث صرح قبل أقل من أسبوع لقناة “روسيا اليوم”، أن نتائج الانتخابات التشريعية تدل على دعم الشعب له ولإصلاحاته، رغم أن نسبة التصويت لم تتجاوز 51%، عدا عن امتناع محافظات بأكملها عن التصويت.

نظام لا يتطور

ولا يمكن وصف طريقة تعامل النظام السوري مع ثورة شعبه إلا بالعنف الشديد، ويصفها مراقبون بأنها الطريقة الأكثر وحشية في العصر الحديث.

ورغم أن النظام حتى الآن قادراً على التظاهر بأنه متماسك إلا ما أن حدث أمس الأحد من ردة فعل لديه يؤكد حجم الرعب الذي بدأ النظام يعيشه.

ويتعلق الأمر بإشاعة تنفيذ فرقة من الجيش الحر عملية أودت بحياة أهم رجال النظام ورموزه، وتحول دمشق إلى كتلة ملتهبة من الرصاص والتفجيرات والحواجز التي بدت بلا نهاية مع كثافتها الشديدة وبعدها عن أي منطق، عدا عن إغلاق جميع الطرق المؤيدة إلى العاصمة.

34 قتيلا بينهم أطفال في قصف لقوات النظام بريف حماة

العربية.نت

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 48 شخصاً، يتوزعون بين المدنيين والمنشقين والجنود سقطوا الأحد في أعمال عنف في مناطق سورية مختلفة، بينهم 34 قتيلاً في بلدة صوران في منطقة حماة.

وقال المرصد لفرانس برس “ارتفع إلى 34 عدد الشهداء، الذين سقطوا إثر القصف على بلدة صوران وإطلاق النار خلال اقتحامها وبينهم أطفال”.

كذلك، قتل 6 مدنيين في بلدة حصرايا بحماة، وفي ريف دمشق وحمص القديمة ومحافظة حلب، فيما قتل رقيب أول منشق في مدينة إدلب وعسكري منشق في بصرى الشام، وخمسة عناصر من القوات النظامية السورية بينهم ضابط في ريف دمشق، وعلى الطريق بين حماة وإدلب، وفق المصدر نفسه.

وأشار المرصد أيضا إلى اغتيال مسؤول حزب البعث في قرية الجانودية في محافظة إدلب.

من جهة أخرى، قال المرصد إنه “عثر على جثمان رجل في حي القصور في مدينة حمص كان قد أصيب السبت برصاص قناصة، واستشهد رجل في حي الشماس متاثراً بجروح أصيب بها قبل أيام”.

بان : أزمة سوريا في مرحلة دقيقة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان غي مون الاثنين أن عملية السعي إلى تسوية سلمية للأزمة السورية وصلت إلى “مرحلة دقيقة”، حسب ما نقل عنه المتحدث باسمه على هامش قمة حلف شمال الأطلسي المنعقدة في شيكاغو الأميركية.

وقال المتحدث في بيان إن الأمين العام للأمم المتحدة شديد القلق إزاء مخاطر قيام حرب أهلية شاملة في هذا البلد.

وتواصلت أعمال العنف في المدن السورية رغم إعلان وقف لإطلاق النار في إبريل الماضي تبنته مبادرة المبعوث العربي والأممي كوفي أنان، وفي ظل وجود وفد من المراقبين الدوليين.

من جانب آخر، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسوما يقضي بدعوة مجلس الشعب (البرلمان) للدور التشريعي الأول في ظل الدستور الجديد للانعقاد لأول مرة، الخميس المقبل.

وسيتم خلال الجلسة الأولى لمجلس الشعب الجديد، وعدد مقاعده 250 منها 127 لقطاع العمال الفلاحين و123 مقعدا لباقي فئات الشعب، انتخاب رئيس للمجلس ثم انتخاب نائب الرئيس وأميني السر والمراقبين.

وكان رئيس اللجنة العليا للانتخابات السورية القاضي خلف العزاوي أعلن الأسبوع الماضي النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية، وهي الأولى في ظل الدستور الجديد للبلاد الذي جرى إقراره في شهر فبراير الماضي.

وبموجب الدستور تعتبر الحكومة السورية الحالية بحكم المستقيلة، وسيتم تشكيل حكومة جديدة خلفا للحكومة الحالية التي جرى تشكيلها برئاسة عادل سفر في شهر إبريل العام الماضي بعد استقالة حكومة محمد ناجي عطري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى