صفحات المستقبل

أهوال الحرب الأهلية


تتجمع كافة الدلائل اليوم لمسير البلاد السورية , حسب قول المتابعين, لما يمكن وصفه بالحرب الأهلية المرتكزة على أسس طائفية , وأخذت التصريحات تتوالى من كل حدب وصوب للتحذير من خطورة السير بمسار المواجهة , لا بل أعلنت الأمم المتحدة ،أن سوريا تعيش اليوم ما يمكن وصفه بالحرب الأهلية

كما أن النظام القائم في سوريا , ومنذ اللحظات الأولى من عمر الثورة السورية , كان قد هدد بالوصول إلى ما نشاهده اليوم من أحداث متتالية , فكان الرد على عدالة المطالب الثورية بسلاح الرعب من المجهول , و التخويف من المستقبل, و العزف على الأوتار المموجة ذاتها من المقاومة و الممانعة و غيرها

أنا أزعم , و أعتقد جازماً بخطأ هذا الطرح ,و أعني بذلك توجهنا للحرب الأهلية , لا بل كلي إيمان أن المواجهة اليوم , لقوى الظلم و الظلام , هي التي تدرأ عن البلاد , أهوال الحرب الأهلية , فالحرب الأهلية بدأت ساعة وصول البعث للسلطة , والأساس الطائفي لهذه الحرب نمى عوده و اشتد مع كل يومٍ صمتت فيه الجماهير عن المطالبة بحقوقها ,فركوع الشعب هو الذي سمح لهذه الفئة بالتسلط على رقاب العباد

عند هذه الحافة من الخيارات التي يجب أن نحسمها , ولإدراك المجتمع الكامن لخطورة الصمت على مستقبله , اتخذت الفئات الثائرة من المجتمع قرار الوقوف بوجه الحرب الأهلية الخفية , و رفعت الوعي عند الشعب بمجمله من خطورة الطائفية المستبطنة ناهيك عن الظاهرة ,و نزعت ثوب التقية الذي لا يحمي إلا لكي يدمر , فكانت الثورة العظيمة التي هي التجلي الحي للروح المجددة لمصالح الشعب التي تتطابق تماماً مع أخلاقه.

إن أبلغ مثال لحال الدولة السورية قبل الثورة العظيمة , هو حال المريض المسبوت لنصف قرن , فإما أن ينتهي به الأمر تحت التراب , أو أن تنبعث فيه الروح ليعود للحياة , فكانت الإرادة الإلهية التي أمرت بعودته للحياة, فجاءت الولادة الجديدة بكل هذا الزخم و العنفوان و الألم

فالجيش الحر هو الوليد الشرعي للثورة السورية فبعد شهورٍ من المخاض العسير ,جاء إعلان تأسيسه ليكون الفاصل بين مرحلتين من مراحل الثورة , و ليكون التهديد الأكبر لكل من يرغب بالحرب الأهلية ,انه الدرع الذي يحمي الدولة السورية من الحرب الأهلية , وهو الشاهد الحي على إرادة الشعب لمواجهة الطائفية

إن السلام الدائم لسوريا لن يمّر سوى على جثث مسّعري الحرب الأهلية على مدى نصف قرن, وكما أن الديكتاتورية اتخذت من العصبية الطائفية الحامل للاستبداد لمصلحة (النخبة), فان روح الثورة هي الضامن لبناء الحرية الجديدة.

هذه المعركة التي يجب خوضها اليوم , هي معركة الحق بوجه الباطل , معركة العدل بوجه الظلم,ولا يمكن للشعب أن يستنكف عن خوضها , فرغم كل التهويل بفداحة النتائج ,حتى في حال الانتصار , فإن الفرار منها سيكون دماراً شاملاً , ولا أرى الشعب -مؤيداً بالحق -إلا و قد عزم أمره على المواجهة حتى النهاية , فهيهات منا الذلة .

بوركتم وطبتم عسى أن يجعلكم الله من الصالحين و يورثكم الأرض انه عزيز حكيم

A.ALH

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى