الأغنية الوطنية (بين قوسين) !
قد لا يخفى عليكم في الثلاثة أشهر الأخيرة ظهر عدد لا أعلمه من الأغاني التي تصفها معظم الناس بالوطنية , ليس المهم بذلك تحديد صفتها ولا صفة مستمعيها بقدر ما هو مهم تحليل نفسية بعض من مؤلفيها .
ربما وجد المطربين في هذا الوقت سوقا ً لطرح أغانيهم لزيادة شعبيتهم وربما إرضاء لغاية في ذاتهم , لكن لو قمنا بعمل مقارنة بين أغاني الـثلاث أشهر الأخيرة وأغاني ما قبل عشرات السنين سنجد فروقا ً تتسع من السماء إلى الأرض ولا يحصى عددها ..
فمثلا ً نفسية الفنان المبدع الذي غنها , فمؤخرا َ شاهدنا على أحد القنوات أغنية بعنوان “ســورية بخير” لحسين الديك (أخو علي الديك) حسين الديك لو رجعنا لماضيه وماضي أمثاله لوجدنا بأنه مطرب يعشق السهر وشرب العرق , يصاحب بنات الهوى ويغني في المقاصف (رخيصة أو ثمينة تبقى مقاصف) , بعد كل هذا الزخم الذي تراكم وبعد خبرته الطويلة التي اكتسبها بصحبة الفنان العريق عازف الأورغ طلال الداعور … قرر حسين أن يقوم بعمل أغنية وطنية يهديها إلى المواطنين في كل مكان وزمان .
أيضا ً أخوه الغالي “علي الديك” الفنان الكبير حسب المتصلين على التلفزيون الذي كانوا يتسابقون لإعطائه الألقاب , الذي تشرفت برؤيته يغني :
أمك طعميت هالجيجات , وراحت تتشوف الغنمات ..
خيتك تسقل سكوبات .. هيي وعمااك بو شادي ..
أغنية الفنان علي الديك كما نلاحظ فيها حس ومعاناة خصوصا ً عندما يصف التعب الريفي الشاق على وجوه أبناء الريف , الذين يتقاسمون المعاناة في إعانة بعضهم الآخر , والذين يتشاركون بالمحبة الإجتماعية من خلال “هيي وعماك بو شادي” الجملة التي تدل على صلة الرحم ..
قرر الفنان علي الديك بدوره إطلاق أغنية بعد سلسلة من الأغاني الناجحة والساحقة والضاربة والقاضية والشديدة والقوية والعتيدة , وبعد أغنية (كرمالك بعمل ناطور .. وانطر تحت البينايي , حتى شوفك وا دادو ع الطلعة والتعدايي) قرر علي الديك أن يقوم بأغنية جديدة أطلقها مؤخرا ً وأعطاني رابطها أحد الأصدقاء فأصبت بإدمان عليها , خصوصا ً تلك الألحان الجميلة التي تتداخل مع الحس الداعوري ممزوجة بالوابييا ,والكورال التي تصدح صيحاته مرددة خلف فناننا .
ومن الجمل التي أعجبتني في أغنيته : هجموا علينا دياب اليل .. من هالميل ومن هالميل .. الخ .
أما آخر الأغاني التي صدحت مؤخرا ً والتي كانت بالفعل مميزة هي للفنانة المناضلة “سارية السواس” والتي أطلقتها لا أعرف بالتعاون مع من , سارية التي رأيتها على موبايل صديقي تنتقل من حضن إلى آخر “أقصد من رجل إلى آخر” في ملهاها الليل اليوم تريد أن ترسل لنا رسائل في أغنيتها الجميلة تخبرنا بأن ما زال هنالك جزء منها وطني (مع العلم بان سارية حسب موقع عكس السير الثقافي الإخباري الإجتماعي الناقد .. هي من موالي تلكخ) التي شهدت مؤخرا ً عدد من الأحداث .
لم أعد أتذكر ماذا تقول أغنية سارية جيدا ً , إلا أنني أتذكرها جيدا ً في ملهاها , خصوصا ً تلك الصورة الكبيرة التي تعلقها على الحائط , والرجال التي تحيط بها والتي لا نعرف نمرتها , وأتذكر أيضا ً مقاطعها على اليوتيوب التي ترقص فيها وسط أحد الشوارع , أيضا ً أتذكر (نامت عليك سليمة شلون تنامين .. وآنا أستناك ع الموعد للساعة 2) بالنسبة لي لا أعرف ما هي 2 , ربما ظهرا ً , وربما بعد منتصف الليل .
http://beshrblog.wordpress.com/