الأمن يعتدي بالضرب على المحتجين
دبي – العربية.نت
قال شهود عيان إن قوات الأمن السورية قتلت ثلاثة محتجين على الأقل اليوم الجمعة 1-4-2011 في ضاحية دوما جنوبي دمشق، بحسب “رويترز”.A
وأضاف المصدر ذاته أن القتلى الثلاثة كانوا بين 2000 شخص على الأقل رددوا هتافات
مطالبة بالحرية عندما أطلقت قوات الأمن أعيرة لتفريقهم.
وتحدثت أنباء غير مؤكدة عن سقوط 10 قتلى في المظاهرات اليوم، فيما نفت الحكومة السورية الأمر.
وقال شاهد عيان إن قوات أمن سورية وموالين للرئيس بشار الأسد ضربوا محتجين بالعصي أثناء مغادرتهم مسجد الرفاعي في حي كفر سوسة في دمشق بعد صلاة الجمعة.
وكانت احتجاجات اندلعت بعد صلاة الجمعة ضد الرئيس بشار الأسد في ثلاث مدن سورية كبرى بعد يومين من خطابه الذي وصف فيه الاحتجاجات المطالبة بالحرية بأنها مؤامرة خارجية.
وأضاف شهود عيان أن مئات المتظاهرين خرجوا إلى الشوارع في أنحاء دمشق حيث أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع في ضاحية الدوما وفي مدينتي اللاذقية وبانياس الساحليتين.
وتظاهر مئات الأشخاص في شمال شرق سوريا التي يشكل الأكراد غالبية السكان فيها للمرة الاولى منذ اندلاع موجة الاحتجاجات في سوريا، للمطالبة بإطلاق الحريات.
وقال الناشط رديف مصطفى رئيس اللجنة الكردية لحقوق الإنسان (رافض) لوكالة الأنباء الفرنسية إن “مئات الأشخاص تظاهروا في القامشلي ومثلهم في عامودا (700 كلم شمال شرق دمشق) مطالبين بإطلاق الحريات”.
وأشار إلى أنها “المرة الأولى التي تجري فيها تظاهرات” في هذه المنطقة منذ بدء التجمعات في سوريا في 15 مارس/ آذار.
وأضاف مصطفى أن المتظاهرين رفعوا لافتات كتب عليها “نحن دعاة الحرية لا دعاة الجنسية فقط”، وهتفوا “الله سوريا وحرية وبس” و”سلمية سلمية”.
وتابع مصطفى “إن قوات الأمن لم تتعرض لهم، إلا أن بعض سائقي الدراجات قاموا باستفزاز المتظاهرين مما دعاهم إلى التفرق تفادياً للانزلاق إلى صدامات”.
وأشار إلى “تظاهرة في الحسكة (600 كلم شمال شرق دمشق) قام بها نحو مئتي شخص”، وأوضح أن الأمن قام بتفريق هذه التظاهرة “بدون حدوث اعتقالات”.
قتلى بتفريق مظاهرات قرب دمشق
قالت وكالة رويترز للأنباء إن قوات الأمن السورية قتلت ثلاثة مواطنين على الأقل في المظاهرات التي شهدتها بلدة دوما قرب العاصمة دمشق، وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن عدد القتلى أربعة، وقد تجددت المظاهرات المطالبة بالإصلاحات السياسية بعدة مدن سورية في أعقاب صلاة الجمعة اليوم.
كما تظاهر مئات الأكراد في مدن بشمال شرق البلاد مطالبين بحقوق وطنية وسياسية، وأكد شهود عيان أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين واعتدت عليهم بالضرب واعتقلت عددا منهم.
ونقلت وكالة رويترز عن نشطاء سوريين تأكيدهم أن مظاهرات اندلعت عقب صلاة الجمعة في العاصمة دمشق، واللاذقية وبانياس، وأكد هؤلاء الشهود أن قوات الأمن استخدمت الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي لتفريق متظاهرين في بلدة دوما القريبة من دمشق، وتضاربت الأنباء عن عدد القتلى هناك.
وأفاد شهود عيان لوكالة أسوشيتد برس أن آلاف المتظاهرين خرجوا اليوم من مدينة درعا فيما سمي بجمعة الشهداء، وهم يرددون هتافات تطالب بالحرية وتؤكد أن دماء الشهداء ليست رخيصة.
وقالت الوكالة إن المظاهرات خرجت في ظل وجود كثيف لقوات الأمن داخل المدينة وحولها.
وفي شمال شرق سوريا خرج المئات من الأكراد عقب صلاة الجمعة، مطالبين بالحصول على حقوقهم في المواطنة، وكذلك إصلاحات سياسية، وهي المرة الأولى التي يشارك فيها الأكراد في المظاهرات التي اندلعت في سوريا منذ منتصف الشهر الماضي.
وقال أحد شهود العيان لوكالة الأنباء الفرنسية إن نحو 200 شخص خرجوا في مظاهرات بمدينة الحسكة، غير أن قوات الأمن قامت بتفريقهم.
خطاب الأسد لم يرق لطموح الشعب السوري (الفرنسية)
وبدوره أفاد المعارض السوري هيثم المالح أن رجال الأمن أحاطوا بمسجدي الرفاعي والجامع الأموي، اللذين تظاهر المصلون بداخلهما ورددوا شعارات تطالب بالإصلاح السياسي.
ونقل المالح في اتصال هاتفي مع الجزيرة عن شهود عيان، تأكيدهم أن رجال الأمن دخلوا مسجد الرفاعي وأخرجوا منه بالقوة بعض المصلين، وانهالوا عليهم بالضرب قبل أن يقتادوهم.
وانتقد المالح إعلان الرئيس السوري بشار الأسد تشكيل لجنة لإلغاء قانون الطوارئ، مؤكدا أن بوسع الرئيس التجاوب مع المطالب الشعبية، وإلغاء قانون الطوارئ فورا، حيث إن هذا الأمر من صلاحيات رئيس الجمهورية ولا يحتاج لتشكيل لجان.
كما تساءل المالح عن سبب تلكؤ الحكومة في الإفراج عن مئات المعتقلين السياسيين في سجون الدولة.
انتفاضة عارمة
بدوره قال المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا محمد رياض الشفقة خلال مؤتمر صحفي عقده في مدينة إسطنبول بتركيا إنه يتوقع “انتفاضة عارمة في سوريا اليوم، بعد أن يئس الناس من تنفيذ السلطة لأي إصلاحات”، ولأن الرئيس الأسد لم يتقدم بأي برنامج عمل للإصلاح حسب تأكيد المرشد.
في المقابل رفض عضو مجلس الشعب السوري خالد العبود، تصريحات المراقب العام، ووصف إطلالته على شاشات التلفزيون بأنها “غير كريمة”.
كما انتقد العبود مطالب النشطاء وقوى المعارضة بالإلغاء الفوري لقانون الطوارئ، مؤكدا أن الأمر يحتاج لسلسلة من الإجراءات القانونية، وأنه ليس من صلاحيات الرئيس الأسد إلغاء هذا القانون بجرة قلم، أو فرض قانون للأحزاب بالكيفية نفسها.
وردا على سؤال للجزيرة حول سبب عدم إطلاق السلطات السورية لفظ شهداء على من سقطوا في المظاهرات التي شهدتها البلاد مؤخرا، أكد العبود أن هناك لجان تحقيق تعمل حاليا، وستفرز الشهيد عن ذلك الذي حمل السلاح وحاول إثارة الفتنة، وقال “كيف نطلق لقب شهيد على من رفع السلاح بوجه الشعب”.
تحذير أميركي
من جانبها نصحت الولايات المتحدة أمس مواطنيها بتفادي السفر إلى سوريا إلا إذا كان ذلك ضروريا، وحذرتهم من التوجه على وجه الخصوص إلى مدينتي درعا واللاذقية، كما حثت رعاياها الموجودين هناك على دراسة مغادرة سوريا بعد المظاهرات الأخيرة.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد اتهم في خطاب له يوم الثلاثاء الماضي جهات خارجية بتدبير مؤامرة تستهدف إحداث صراع طائفي في بلاده.
واعتبر الكثير من السياسيين والمحللين أن خطاب الأسد مخيب بالآمال، ولم يرتق لطموحات الشعب السوري، الذي فقد العشرات من أبنائه، في مظاهرات سلمية جابت عدة مدن سورية تطالب بإصلاحات سياسية ورفع حالة الطوارئ.