الدِّين أفْيُون الشُّعوبِ. بأيِّ معنًى؟
صلاح بوسريف
كثيراً ما أُسيءَ فهم معنى هذه القولة الشهيرة لكارل ماركس. الإسلاميون، وغيرهم، ممن يتزمَّتُون، عادةً للدِّين، بنوعٍ من التطرُّف، نظروا إليها، باعتبارها نفياً قاطعاً للديانات، وقَطْعاً كُلّياً مع السماء، وهي تعبير عن كُفر وإلْحادٍ صريحيْن. كما نظر إليها الماركسيون المتزمتون للماركسية، بتطرُّفٍ، أيضاً، باعتبارها موقفاً نهائياً من الدِّين، وأن الله، باعتباره مصدر الديانات، لا مكان له في الفكر الماركسي.
بالعودة لكتابات ماركس، يمكن أن يكون المعنى الثاني، صحيحاً. فالماركسية، نَظَرتْ إلى الإنسان، ولم تَنْظُر إلى غيره، والإنسان كان في جوهرِ فكرِ ماركس ونظريتِه، كما أن الماركسية، هي اهتمام كامل بمشكلات الأرض، ولم تكن السماء تعنيها في شيء، إلاَّ بالقدر الذي يجعل من السماء أداةً لاستغلال الإنسان واستعماله، بدل تقدير مكانته، واحترامه.
فالماركسية انشغلتْ باستغلال الإنسان من قِبَل الإنسان، وبتوظيف الدِّين، مثلما يُوَظَّف المال، والعمل، لقهر الإنسان، وسَحْقِه. من هنا جاء رفضُها لاستعمال الدِّين في تبرير القهر و وتَسْويغِه، وفي وضع يَدِ إنسانٍ على حقوق، وحريات إنسان آخر، ومُصادَرَة إرادته، ومسؤوليته عن أقواله وأفعاله.
احْتَكَمَت الماركسية للعقل والعلم، وما تُفْرِزُه الوقائع والأحداث في تفسير الظواهر الاجتماعية، وذهبت إلى الاقتصاد، لتخرج منه بما يكشف طبيعة العلاقة التي تجمع بين [مُحْتَكِري] رأس المال، وبين [مُنْتِجي] هذا الرأسمال، ممن لا يكونون مَعْنِيِّين بِرِبْحِيَة المصانع والشَّركات، والمُقاولات المختلفة.
لم يلتفتْ ماركس للدِّين، إلاَّ حين رأى أنه أحد أدوات استغلال الإنسان، أو تسويغ هذا الاستغلال. ما دفع ماركس لاعتباره، بهذا المعنى، أفيوناً، أو نوعاً من الأفيون الذي يعمي الإنسان عن التفكير في مصيره، وفي رفض قبول استعماله كآلة، أو كشيء. وهذا ما كانت الكنيسة تفعله، حين كانت، قبل الثورات الكبرى التي قامت في هذا الشأن، في إنجلترا، و أمريكا، ثم في فرنسا، للقطع مع الدِّين، أو الصورة التي كانت تعطيها الكنيسة عن الدِّين، باعتباره تَحْجِيماً لمكانة الإنسان، ولفكره، الذي كان يُنْظَر إليه، بازدراء، مقابلَ ما جاء به الدِّين!
لم يعنِ ماركس، كما يتوهَّم بعض المُتَأَسْلِمِين، بهذه القولة، الإسلام، رغم تقديره لمكانة محمد كنبي، وصاحب رسالة، و ‘أنه رسول من السماء إلى الأرض’، بما تحتمله هذه الإشارة من معنى، لا يخرج عن سياق الفكر الماركسي، فهو عَنَى بها الدِّين، كفكرة تقوم على وضع الإنسان في شَرْطِ غيره، وفي حُكْمِه، وتحت سيطرته، وتتَّهِمُه بالعجز والقصور، وأنَّ ما يصدر عنه الإنسان هو حُكْمٌ سابقٌ، لا دَخْلَ له فيه، ما يعني أنه آلة تمشي على الأرض، دون إرادة أو تفكير.
المعنى الذي يمكن أن نفهمه من هذه القولة التي هي، اليوم، إحدى ضرورات فهم ما تفعله السلفيات الأرثودكسية بالدِّين، هو استعمال الدِّين لقهر الإنسان وقتله. فما تقوم به هذه السلفيات الأرثودكسية من تَخْدير وتنويمٍ للإنسان، باستعمال تأويلات مُفْرِطَة للدِّين، بما فيها من تحريفٍ وشَطَط، هو نفسه ما فعلته الكنيسة الأرثوذكسية من قبل في استغلال الإنسان، وفي تشويه المعنى الذي كان الدِّين جاء به. فما الفرق بين ما كان عند الأوربيين، قبل فَصْل الدولة عن الدِّين، ووضع الدِّين في مكانه الذي وُجِدَ له، في أصله، وبين هذا الذي نعيشه اليوم، من مظاهر وسلوكات، وتصرُّفات، ليس لها أي مبرر، لا دينيٍّ ولا دُنيويٍّ؟
لا أذهب إلى الغرب، لأُقارن بين الكنيسة والمسجد، أو لأجعل من الأصوليين اليوم، في مجتمعاتنا العربية الإسلامية، هم نفس رجال الدين المسيحيين، سواء أكانوا بروتستانت أو كاتوليكيين. فهذا الذي نراه يجري عندنا، اليوم، كان واقعاً في تاريخنا، وفي ثقافتنا، وكان هؤلاء، عبر التاريخ، يقومون بنفس الأدوار، ويخرجون بين الفينة والأخرى، لاختبار مدى قدرة الفكر والثقافة الجديدين، وما تعرفه المجتمعات من تحوُّلات في القيم، وفي السلوكات، وطبيعة النظر، على المقاومة والمواجهة. فهم يخوضون حَرْبَ دَلالاتٍ، ورموز وقيم، ويَسْعَوْن، دائماً، لتكريس الماضي، كما فهموه وقرأوه، كحقيقة مُغْلَقَة ونهائية. فهم كانوا يتفادَوْن النصَّ الدِينِيَّ، ويعملون على إنتاج نصوصهم هُم، التي تصبح عندهم هي النص، ومصدر الحقيقة.
في هذا السياق، يكون استدعاء أبوبكر بن محمد زكريا الرازي [250ـ 315هـ] ضرورياً، للكشف عن هذا الشَّطَط والتَّمادي في استعمال الدِّين، أو تأويلاتِ الدِّين، ونُصوصِه السلفية المفرطة في تأويلاتها، كأفيون لتنويم الناس، وتخديرهم، حتى لا تتكشَّف حقيقة ما يذهبون إليه، مما لاعلاقة له بالدِّين، في الأصل، أي ما لا علاقةَ له بالنصِّ، تحديداً.
يقول الرازي ‘إنما أهل الشَّرائِع أَخَذُوا الدِّينَ عن رؤسائِهم بالتقليد، ودَفَعُوا النظرَ والبحث عن الأصول، و سدَّدوا فيه ونَهَوْا عنه، وروَوْا عن رؤسائهم أخباراً تُوجِبُ عليهم تركَ النظر ديانةً، وتوجب الكُفْرَ على من خالف الأخبار التي رَوَوْها. من ذلك ما رَوَوْه عن أسلافهم:
إن الجدل في الدِّين والمراء فيه كُفْر، ومن عرَّض دينَه للقياس لم يزل الدَّهر في التباس، ولا تتفكروا في الله وتفكروا في خلقه، والقدر سر الله، فلا تخوضوا فيه، وإياكم والتعمُّق، فإن من كان قبلكم هلك بالتعمُّق.
إن سُئِلَ أهل الدَّعْوَى عن الدليل عن صحة دعواهم، اسْتَطارُوا وغَضِبُوا وهَدَرُوا دَمَ من يطالبهم بذلك، ونَهَوْا عن النظر وحرَّضُوا على قتل مخالفيهم، فمن أجل ذلك انْدَفَنَ الحق أشَدَّ انْدِفانٍ، وانْكَتمَ أشدَّ انْكِتَام. وإنما أتَوْا مِن هذا الباب من طول الإلف لمذهبهم، ومَرِّ الأيام والعادة، واعتزازهم بِلِحَى التُّيُوسِ المُتَصَدِّرينَ في المجالس يُمَزِّقُون حلوقَهُم بالأكاذيب والخُرافات.
وحدَّثَنا فُلان عن فلان بالزُّور والبُهْتان، وبروايتهم الأخبار المتناقضة، من ذلك:
آثار توجب خلق القرآن وأخرى تنفي ذلك، وأخبار في تقديم عَليٍّ، وأخرى في تقديم غيره، وآثار تنفي القدر وأخرى تنفي الإجبار، وآثار في التشبيه.
إنما غرَّهُم طول لِحَى التُّيُوس، وبياض ثياب المجتمعين حولهم، الضعفاء من الرجال والنساء والصِّبْيان، وطول المدة حتى صار طبعاً وعادةً’.
من ماضٍ بعيدٍ تأتي هذه الشهادة، وثمة شهادات كثيرة، كان بعض علماء وفقهاء الفكر التنويري، أدْلَوْا بها، اسْتِنْكاراً لِما يجري للدِّين، وما حَلَّ به من تحريف، وطَمْسٍ، في مقابل نُصوصٍ، أصبحت، بفعل التَّخْريفِ والتَّحْريف، أُصولاً، ولا أصُولَ غيرَها، أو هي الدِّين، كما سَعَوْا لتكريسه، ونشره بين الناس، أو بين ‘الضعفاء من الرجال والنساء والصبيان’، بتعبير الرازي.
فما نراه عندنا، هو عودة لمشهد حدَث من قبل، وكانت السلفيات الأرثودكسية، هي من يلعب فيه دور الممثل والكومبارس، وهي من تتولَّى زمامَ الدِّين، نيابةً عن الدولة، التي هي الأخرى، كانت تتلاعب بالدِّين لصالح النظام، أو لوضع الحُكَّام فوق الشعوب، ولتبرير شططهم، واستبدادهم، باعتباره حفاظاً على وحدة الأمة وتماسكها!
نفس اللعب بالدِّين، رغم اختلاف اللاعبين. طرفان، يتناوبان على نفس الأدوار، وكل واحد يسعى لتمرير فكره وقراءته، وتكريس الرموز والدلالات التي يعتبرها نهائية وحاسمةً، في تقييد النص وضبطه، لامتلاكه والتَّحَكُّم في دلالاته و معانيه، كمقدمة للتَّحَكُم في القيم والسلوكات، وتوجيهها، ونسبة ما يصدرون عنه ِلِلَّه، بالكلام نيابةً عنه، أو باسمه. وهو ما كان انتقده نيتشه بشكل جذري، في ما آلَت إليه المسيحية، أو من حرَّفُوا المسيحية ممن ‘ قلبوا الدِّينَ بالتدريج، وقلبوا العبادة والأخلاق والتاريخôبطريقة لا يمكن علاجُها، ومُخالِفَة لِقِيَمِها الطبيعية’، وأفرغوا الإنسان من كل غرائزه الأساسية.
ليس منع النظر والقياس، إلاَّ تعبيراً عن هذه الرغبة في تَمَلُّك النص، والسيطرة عليه. فالنص أرضُ مواجهة وخلاف. وهو ما عملت كل السلفيات الأرثودكسية، عبر التاريخ، على احتلاله بالكامل، وسَدِّ الطريق في وجه غيرهم ممن كانوا مخالفين لهم، حتى ولو كانوا من أهل السنة والجماعة!
فالبُعد الأيديولوجي، في هذا كله يبدو واضحاً، كما يبدو التضليل، ونزييف الحقائق، واضحاً، وهذا ناتج، بالأساس، عن هذه الحرب حول النص. ما وضع النص في غير مكانه، وجعل ما يدور حوله، هو حقيقة النص ذاته!
بهذا المعنى، يكون ما ذهب إليه الرازي، سابق على قولة ماركس، وسابق على نقد نيتشه للمسيحية، وهو آتٍ من الثقافة العربية الإسلامية، ومن لغتها. فمن يقرأ القولة بحِرص وانتباه، سيجد أن الرازي هو من نَظَر إلى الدِّين، باعتباره أفيوناً، ومُنَوِّماً، وأنَّ الدِّين الذي يلعب هذا الدور، هو دين الخرافة والزور والبُهتان، أي دين النصوص والأقوال المُلَفَّقَة التي أصبحت في نظر هذه السلفيات الاستئصالية، هي أصل الدِّين، لا يمكن فهم الدِّين، إلاَّ بالعودة إليها، والدِّين لا يمكنه أن يكونَ إلاَّ بمايخرج منها من معانيَ ودلالاتٍ.
فهذا المعنى السَّلفِيّ الاستئصاليّ، [بما أعنيه هنا بكلمة استئصالي، من رفض لفكر الآخر، كيفما كان، واستبدالٍ للدِّين بـ ‘أصلٍ’، هو تحريف وطَمْسٌ، وإخفاءٌ للأصل] يكون الدِّين أفيوناً، ويكون استعمال الدِّين ليس لأجل حماية الدِّين وتَثْبيتِ قِيَمِه، بل لتكريس مفهوم شخصيٍّ سلفي استئصاليّ للدِّين، هو غير ما جاء في الدِّين نفسه.
وليس غريباً، في هذا السياق، أن تجد هؤلاء يُحاجُّوكَ في الدِّين! بنصوص وأقوال، وبوقائع، ليس فيها شئ من النص، ولا من تاريخ النص، وأسباب نزوله، أو تنأى بنفسها عن النص، لأنها لا ترغب في مواجهته.
تَمْويهُ النص، وتشويهُهُ، بَتَنْحِيَتِه، لصالح تخريفاتٍ ابتكرها هذا ‘العقل’ للهيمنة على الفكر، بتخديره وشَلِّه، هو ما يُزكِّي قولة ماركس، وما يضاعف من أهمية نقد نيتشه للمسيحية، ومن حجيَّة نص الرازي، ومن راهنيته، وما فيه من بُعد معرفةٍ ونَظَر.
من يقرأ ما صدر من كتابات لباحثين ومفكرين غربيين، وغير غربيين، ممن يعيشون في زمننا، سيدرك مدى فَهْمِهم لطبيعة الحاجة، التي أصبح هؤلاء يؤكِّدُون عليها، للدِّين. ليس باعتبار الدِّين خياراً، أو بديلاً عن علمانية هذه المجتمعات، بل لكون العلمانية، هي غير الدِّين، وما دامت هي غير الدِّين، فلا داعِيَ لِنَفْيِ الدِّين وإقصائه من حياة الناس. فالدولة ليست هي الكنيسة، كما أن الكنيسة ليس لها دخل في شؤون الدولة، ولا في شؤون المجتمع.
ووفق ما جاء في مقدمة كتاب مارسيل غوشيه ‘الدين في الديمقراطية’، ففكرة العلمانية تتلخص في كون ‘المدى السياسي موجود بذاته ومحكوم بما يصنع هويته. وهو متباين عن المدى الديني، ولا يُنَظَّم من قِبَل الله، بل يخضع لقوانين الطبيعة التي تتحقق بواسطة العقل. وسن القانون الذي هو القانون الذي ينظم المدى السياسي يعود إلى الشعب بأكمله، أو إلى الشخص العام الذي يتحمل تبعة الشعب، ولا يملك سلطة الإكراه إلا إذا عمل بواسطة القانون ولمصلحة الجماعة بأكملها’.
فما يسميه غوشيه بـ ‘الدِّين المدني’، هو ما أصبحت تُلِحُّ عليه هذه الكتابات، وأصبح الغرب نفسه يتيحه للناس، لكن بما يعنيه من اخيتارات فردية. وهذا ما يجعل من مكانة الدِّين، وفق غوشيه، تبقى قائمةً، رسمياً، في النُّظُم العلمانية، غير أنه يفقد شيئاً فشيئاً قدرته على إصدار التعليمات.
في هذا، ما يجُرّ ثقافة الإنسان إلى القطع مع الدِّين الدينِيِّ، أي الدِّين الذي يكون هو آلة التفكير والنظر، وآلة السياسة، وتنظيم المجتمع وتشريع القوانين، بما فيها ما يحْدُثُ بشكل طاريء وغير مسبوق، مما لم يكن حادثاً من قبل، وبلا مثالٍ أو قياس، وبما هو آلة لتوجيه الإنسان، وتحييد فكره وعقله. فالدِّين، هو الآخَر، فيه التَّدَبُّر ولتَّفَكُّر، وفيه إعمال العقل، ولم يكن رافضاً لحرية الإنسان ومسؤولياته، في أصله، بل إن الإنسان، في قراءته للدِّين، هو من تنازل عن فكره وعقله لصالح إلَهٍ، لم يُجْبِرهُ على ذلك، ولصالح من باتوا يتكلمون باسم الله، وينوبون عنه في فهم الكون، وفي تفسير الشرائع والمعتقدات، وفي تحريم الحلال، وتحليل لحرام.
هذه ‘الـتبعية الميتافيزيقية’، هي ما جعل من هذه السلفيات تعمل على تأكيد صحة وسلامة قول ماركس ‘الدِّين أفيون الشعوب’، وعلى رجاحتها، لأن كارل ماركس كان قارئاً جيداً للتاريخ، ومتابعاً لصيرورة المجتمعات، ما أهَّلَه لبلوغ هذا المعنى، الذي هو تعبير عن قاعدة، ما فتىء التاريخ يؤكِّدُها.
لَمْ يوجد الدِّين ليكون نَفْياً للإنسان، ولا تعطيلاً لفكره وعقله، بل إن الدِّين أكَّدَ مكانةَ الإنسان، وقدرتَه على الفعل والعمل. كما لم يجعل الدِّين من الإنسان آلةً، بل نظر إليه في كل أحواله، وجعله قادراً ومسؤولاً. وصاحب فكر ونظر. وجاء في القرآن ‘وأن ليس للإنسان إلا ما سعى’ و’خلق الإنسان علَّمَه البيان’ و’علم الإنسان ما لم يعلم’.
لِمَ، إذن، نُفْرِغ الإنسان من مسؤولياته، ومن علمه ومعرفته، ونَضَعُه في غير ما وَضَعَه الدِّين، نفسه، فيه؟ أليس في هذا ما يُفيد معنى التخدير وشَلّ فكر الإنسان للسيطرة عليه، ووضعه في سياق نصوص وقراءات وأفهام، هي غير النص وغير القراءات، وغير الأفهام، مما يتدبَّرُه العقل، لا النظر المُقَلِّد التَّابِع المشلول والمعطوب؟
بهذا المعنى أفهم قولة ماركس، وأعتبرها فهماً متقدِّماً لمِا آلَ إليه الدِّين، على يد هؤلاء، وبهذا المعنى قرأْتُ، نيتشه، في نقده للمسيحية، لرجال الدين المسيحيين، وهو المعنى نفسه الذي به قرأتُ نصَّ الرازي، وما ذهب إليه من أفكار، كانت رفضاً للدِّين كما كرَّسَتْه هذه السلفيات الأرثودكسية التي لم تكتف بتغيير معاني النص ودلالاته، فقط، بل عملت على تغيير مفهوم الله نفسه، واحتكاره لنفسها.
القدس العربي