العشرات من اهالي المعتقلين يتحدّون الحصار الأمنيّ في دمشق
الأمن السوريّ يُفرق بالقوّة تجمعا احتجاجيّا قرب وزارة الداخلية
أ. ف. ب.
تظاهرات في دمشق تطالب بـ “الحرية” وسط إنتشار أمني مكثف
تحدّى العشرات من السوريين الاستنفار الأمني الذي فرضته سلطات دمشق تحسبا لمظاهرات ضدّ نظام الرئيس بشار الأسد وتجمّعوا في ساحة المرجة قرب وزارة الداخليّة. لكنّ قوات الأمن سرعان ما فرقتهم واعتقلت عددا منهم.
فرقت قوات الامن السورية الاربعاء تجمعا ضم عشرات من اهالي معتقلين ومؤازرين لهم في ساحة المرجة قرب وزارة الداخلية في وسط دمشق، كما ذكر مراسلون لوكالة فرانس برس.
وتجمع عشرات امام مبنى وزارة الداخلية لتقديم رسالة الى وزير الداخلية السوري سعيد سمور يناشدونه فيها اخلاء سبيل ابنائهم قبل ان تقوم قوات الامن بتفريقهم واعتقال عدد منهم بينهم فتى.
وقد رفعوا صور معتقلين ولافتات تطالب بالحرية لمعتقلي الرأي في سوريا.
وتابع اهالي المعتقلين بعد تفريقهم مسيرهم باتجاه ساحة المرجة واندس بينهم عشرات آخرون في الساحة نفسها ليعبروا عن تأييدهم للرئيس السوري بشار الاسد، مرددين هتافات دعم له.
وذكر شهود عيان لوكالة فرانس برس ان من بين الذين اعتقلتهم قوات الامن المفكر الطيب تيزيني والناشط كمال شيخو والناشط مازن درويش والناشطة ناهد بدوية وعمر اللبواني ابن المعتقل كمال اللبواني.
كما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان المنظمة الحقوقية التي تتخذ تتخذ من لندن مقرا لها في بيان ان شهودا عيان اكدوا له ان قوات أمنية كبيرة اعتقلت ما يزيد على 25 شخصا.
وعدد بين الموقوفين الكاتبة حسيبة عبد الرحمن والمفكر السوري الطيب تيزيني وعامر داوود زوج المعتقلة رغدة الحسن وسهير الاتاسي وخمسة من افراد من عائلة المعتقل كمال اللبواني.
وتقول رسالة العائلات التي نشرها المرصد السبت “قررنا نحن عائلات المعتقلين التوجه الى السيد وزير الداخلية الاربعاء (…) لتقديم معروض يتضمن شكوانا ومعاناتنا”.
واضافت العائلات انها ستقوم بهذه الخطوة “بعد طول انتظار واشاعات عن قرب الافراج عن معتقلي الرأي في سوريا وبعد ان ذهبت آمالنا بلم شمل عائلاتنا بعد طول فراق، ادراج الرياح”.
واكد اقارب 21 معتقلا للرأي ان اقاربهم الذين احتجز بعضهم منذ سنوات “احبوا سوريا وطالبوا بها وطنا للجميع وتحت سقف القانون”.
واكد مدير ادارة التوجيه المعنوي في وزارة الداخلية محمد حسن العلي في تصريح امام الصحفيين ان تقديم الرسالة “امر طبيعي جدا”.
واضاف ان “استقبال الاهل يجري في وزارة الداخلية بدون اي تظاهر حيث يتم الاستماع الى شكواهم لعرضها على الجهات المختصة والبت فيها”.
واوضح ان “البعض استغل بعض الدعوات واندس في صفوف هذه العائلات وحاول اطلاق بعض الشعارات”.
وبعد ان اشار الى ان “هذه المنطقة من المدينة مكتظة بالسكان ليلا نهارا”، قال ان “بعض المواطنين واصحاب المحلات المحيطة تصدوا بشكل عفوي لبعض الاشخاص الداعين الى التظاهر”.
وانتقد رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي رد فعل السلطات الحكومية على التجمع السلمي.
وقال لوكالة فرانس برس ان “رد فعل السلطات الحكومية تجاه تجمع سلمي امر مبالغ فيه وغير مقبول ويعتبر انتهاكا لحق التجمع السلمي المنصوص عليه في الدستور السوري”.
وطالب ريحاوي “بالافراج عن جميع المعتقلين على خلفية التجمع السلمي”.
وكان عشرات المواطنين السوريين تظاهروا امس الثلاثاء منادين بالتغيير والحرية بحسب شريط فيديو عرضته بعض المواقع المعارضة للنظام السوري.
وظهر عشرات المواطنين يتظاهرون في سوق الحميدية المجاور لجامع بني امية الكبير في وسط العاصمة دمشق.
وصرحت مصادر حقوقية لفرانس برس ان “تظاهرة الثلاثاء بدات بتجمع من خمسة اشخاص امام الجامع الاموي ثم توجهت الى منطقة الحريقة مرورا بسوق الحميدية”.
واضافت ان “عشرات الاشخاص التحقوا بالتظاهرة اثناء مسيرها الى ان تم تفريقهم من قبل رجال الامن”.
وكانت صفحة على موقع فيسبوك تحمل عنوان “الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011″ جمعت حوالى اربعين الف مشارك.
كما دعت مجموعة لم تكشف هويتها على موقع التواصل الاجتماعي نفسه الى التظاهر بعد صلاة الجمعة في الرابع من شباط/فبراير في كافة المدن السورية ضد “أسلوب الحكم الفردي والفساد والاستبداد”، الا انه لم تسجل في هذا النهار اي تظاهرات في سوريا.
وكان الاسد اصدر في السابع من اذار/مارس الجاري عفوا عن مرتكبي الجنح والمخالفات التي وقعت قبل هذا التاريخ اضافة الى بعض مرتكبي الجرائم من المرضى او كبار السن.
وياتي هذا العفو عشية الذكرى ال48 لتولي حزب البعث الحكم في سوريا في 8 اذار/مارس 1963.
من جهة اخرى، كشف وزير الخارجية السوري وليد المعلم الثلاثاء وجود برنامج اصلاحي في سوريا متحدثا عن “خطوات نحو الاصلاح السياسي سنشهدها هذا العام”.
ولفت الى ان الاسد تحدث في مقابلة اجرتها معه صحيفة وول ستريت جورنال الاميركية عن وجود “برنامج يبدا باصلاح قانون انتخابات الادارة المحلية ثم مجلس الشعب وهكذا”.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات أمنية كبيرة اعتقلت مايزيد عن 25 شخصا عرف منهم المفكرالسوري الطيب تيزيني وعامر داوود زوج المعتقلة رغدة الحسن وسهير الاتاسي و5 من عائلة الدكتور المعتقل كمال اللبواني ( عمر – ياسين – ربا – ليلى – عمار) اضافة الى كل من : مازن درويش – سيرين خوري – ناهد بدوية – نارت عبدالكريم – محمود غوراني – هيرفين أوسي – عبد العزيز التمو – كمال شيخو – أسماء نصار – ميمونة معمار – محمد أديب مطر – بشر سعيد – سعد سعيد – غفار محمد – تسي ميمونة معمار – دانة الجوابرة – وفاء اللحام –صبا حسن – بدر الشلاش.
ودان المرصد “بأشد العبارات التصرف العنيف لقوات الأمن السورية مع المعتصمين فانه يطالب بالإفراج الفوري عن الذين اعتقلوا منهم ويجدد مطالبته للحكومة السورية بضرورة الإفراج الفوري عن كافة معتقلي الرأي والضمير في السجون السورية والتوقف عن ممارسة سياسة الاعتقال التعسفي بحق المعارضين السياسيين ونشطاء المجتمع المدني وحقوق الإنسان”.
ودعا إلى إصدار قانون عصري ينظم عمل الأحزاب السياسية والجمعيات المدنية في سورية ،والسماح بلا قيد أو شرط بعودة السوريين من أصحاب الرأي خارج البلاد الذين يخشون اعتقالهم في حال عودتهم.