أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 08 كانون الأول 2013

سورية: «الجبهة الإسلامية» تهمّش «أركان الحر»

لندن، المنامة – «الحياة»

برزت إلى العلن أمس التباينات التي تشهدها صفوف المعارضة السورية، لا سيما مخاطر «تهميش» هيئة أركان «الجيش السوري الحر» برئاسة اللواء سليم إدريس، الذي تعتبره دول غربية بارزة إحدى الضمانات لتقديم عون خارجي لمعارضي النظام.

ومُنيت هيئة أركان «الحر» بنكسة خلال الساعات الماضية بعدما طردها مقاتلو «الجبهة الإسلامية» التي تشكلت حديثاً من بعض أبرز الألوية الإسلامية المسلحة، من مقراتها عند معبر باب الهوى على الحدود مع تركيا وصادروا مستودعات الأسلحة التي كانت تأتي للمعارضة السورية من الخارج. وتردد مساء أن «الجبهة الإسلامية» سيطرت أيضاً على مقرات «الحر» في بلدة أطمة الحدوية مع تركيا.

وتزامن تحرك «الجبهة الإسلامية»، التي أعلنت قبل أيام فقط خروجها عن هيئة أركان «الجيش الحر» بسبب ارتباطها بـ «الائتلاف الوطني»، مع وقوع اشتباكات بين جماعتي «جبهة النصرة» و «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في الرقة في شمال شرقي سورية. وعلى رغم أن سبب الاشتباكات كان فردياً نتج عن قتل عناصر مرتبطين بـ «النصرة» عن طريق الخطأ مقاتلاً سعودياً من «الدولة الإسلامية»، إلا أن هذا الحادث يسلّط الضوء على مخاطر انفجار المواجهات بين هاتين المجموعتين اللتين تتبعان تنظيم «القاعدة»، علماً أن الأوضاع بينهما متوترة أيضاً في دير الزور (شرق سورية) على خلفية نزاع على إدارة حقل نفطي ضخم.

وتزامناً، أعلنت وسائل إعلام النظام السوري أن قوات الجيش سيطرت على بلدة مزارع النبك في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال دمشق، في وقت وزّع معارضون معلومات عن مجزرة ثانية وقعت ضد السكان في المناطق التي سيطر عليها النظام ومقاتلون شيعة موالون له في النبك.

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس أن الدعوات إلى مؤتمر «جنيف 2» السوري، المقرر في 22 كانون الثاني (يناير) 2014، ستوجّه في 20 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، وان المؤتمر هدفه «أن نشكّل حكومة انتقالية بسلطات تنفيذية في سورية كما جاء في جنيف 1».

وأخذ النزاع الدائر في سورية منذ قرابة ثلاث سنوات حيّزاً لا بأس به من النقاشات التي دارت خلال وعلى هامش افتتاح مؤتمر «حوار المنامة» الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في العاصمة البحرينية. وفيما حذّر وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل من تنامي نفوذ المتشددين داخل سورية، شدد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ على ضرورة التوصل إلى «حل سياسي للأزمة السورية خلال العام المقبل، لافتاً إلى أن هناك خطراً من «تفتت» سورية كدولة. أما وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، فلفت إلى مخاطر إقامة جهاديين «إمارة إسلامية» في الأراضي الخارجة عن سيطرة حكومة الرئيس بشار الأسد.

المرصد السوري: قوات الأسد تتقدم في القلمون

بيروت – أ ف ب

احرزت قوات النظام السوري تقدماً جديداً داخل مدينة النبك في منطقة القلمون شمال دمشق، اذ تستمر المعارك بينها وبين مقاتلي المعارضة، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بريد الكتروني “تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات جيش الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة والدولة الاسلامية وكتائب مقاتلة من جهة اخرى في مدينة النبك”، مشيراً الى “سيطرة القوات النظامية على اجزاء جديدة من المدينة”.

وتحاول قوات النظام منذ حوالى اسبوعين السيطرة على النبك التي تحاصرها، وتقصفها بشكل متواصل وتمكنت من دخول اجزاء منها الاسبوع الماضي.

وذكرت صحيفة “الوطن” السورية القريبة من السلطات في عددها الصادر الاحد ان “الجيش استمر في حربه على الإرهاب في القلمون وريف دمشق محققاً إصابات مباشرة في صفوف الإرهابيين. كما صادر مخازن من السلاح في النبك”.

ونقلت عن مصدر أهلي في بلدة دير عطية المجاورة للنبك قوله ان “الجيش يسيطر على كامل النبك لكن لا يزال هناك عدد من الجيوب الإرهابية تحتمي بالمدنيين يتم التعامل معها”.

وتقع النبك ودير عطية وبلدة قارة على خط واحد على الطريق السريع بين حمص ودمشق المغلق منذ حوالى عشرين يوما بسبب المعارك. وسيطرت قوات النظام على قارة في 19 تشرين الثاني/نوفمبر، ثم طردت مقاتلي المعارضة من دير عطية التي تحصنوا فيها بعد انسحابهم من قارة. وتحاول طردهم من النبك.

وتعتبر منطقة القلمون الحدودية مع لبنان استراتيجية لانها تشكل قاعدة خلفية للمعارضة المسلحة تزود منها معاقلها في ريف دمشق وبعض المناطق المتبقية لها في حمص بالسلاح والرجال. كما انها اساسية للنظام، لانها تؤمن له التواصل بين وسط البلاد والعاصمة.

في مدينة الرقة (شمال)، ارتفع الى 18 عدد القتلى الذين سقطوا السبت جراء غارات للطيران الحربي بينهم خمس سيدات وستة اشخاص دون سن الثامنة عشرة، بحسب المرصد السوري. وكانت حصيلة سابقة اشارت الى مقتل 14 شخصاً.

النصرة تهاجم مقرات الأركان والجبهة الإسلامية تسيطر

بهية مارديني

تواردت أنباء عن هجوم شنته جبهة النصرة على مقرات ومستودعات هيئة الأركان في الجيش السوري الحر في قريتي أطمة وباب الهوى في ريف إدلب، منتصف الليلة الماضية، فيما تدخلت الجبهة الإسلامية  للسيطرة على تلك المقرات والمستودعات.

تضاربت الأنباء حول التطورات التي تلت هجوم النصرة، فقد قالت مصادر في هيئة أركان الجيش الحر إن عناصر تابعة لتنظيم جبهة النصرة قامت بمهاجمة عدد من مقراتها، واستولت على معظم ما تحتويه المستودعات من سلاح وذخيرة.

وأضافت أن عددا من الفصائل المسلحة القريبة ساندت الأركان وقامت بحماية ما تبقى من السلاح والمعدات.

أما الجبهة الإسلامية، فقد تحدث مصدر قيادي فيها عن قيام عناصر الأركان بمطالبتها بالتدخل، لكن الجبهة رفضت الاشتباك مع النصرة، وعرضت على الأركان عوضا عن ذلك رفع رايات الجبهة الإسلامية على مقرات الأركان ومستودعاتها ونقل السلاح الموجود لديهم إلى مستودعات الجبهة، ولكن هيئة الأركان التي رفعت الرايات رفضت نقل السلاح.

وأكد المصدر استيلاء جبهة النصرة على أحد المستودعات، ما أدى إلى هروب العناصر التابعة لهيئة الأركان مع بعض الأسلحة. مشيرا إلى أن أبو ياسين، مدير مكتب اللواء سليم إدريس، قام بتسليم مفاتيح مقرات هيئة الأركان كاملة إلى أبو طلحة القيادي في الجبهة الإسلامية.

ولكن في نبأ آخر، أكدت “الدولة الإسلامية في العراق الشام”، انها هاجمت مقرات “الفرقة الاولى التابعة لهيئة أركان الجيش الحر”في قرية “بابسقا” وسيطرت على قسم من مستودعات التسليح التابعة لها بالقرب من معبر باب الهوى الحدودي، الأمر الذي اضطر الجبهة الاسلامية للتدخل وفض النزاع في اول اختبار من نوعه بين الطرفين أي طرف الجبهة الاسلامية والدولة الاسلامية.

كما ترددت انباء نشرها موقع” كلنا شركاء “عن مصادرة أسلحة  و سيارات وذخيرة لهيئة أركان الجيش الحر و اعتقال عدد من القياديين واكثر من 200 عنصراً واقتيادهم الى جهة مجهولة .

وتعتبر الجبهة الاسلامية القوة الأكبر بريف ادلب حاليا، وأعلنت مؤخراً السيطرة على معبري باب الهوى الحدودي وأطمة الإنساني، بعد انضمام معظم ألوية الجيش الحر اليها، ولها حواجز كثيرة في قرى أدلب بعضها مدعّم بأسلحة ثقيلة ودبابات، بينما يقتصر وجود الدولة الاسلامية الرئيسي على مدينة الدانا وحواجز متفرقة حولها.

ويبدو أن الدولة الاسلامية حاولت استغلال الشرخ بين الجبهة الاسلامية والأركان وقامت بالهجوم على مقرات هيئة الأركان بشكل مباغت، إلّا أن الجبهة الاسلامية تدخلت وفضّت النزاع.

وكان بيان صادر عن مجلس شورى الجبهة الاسلامية وقع عليه رئيس مجلس الشورى أحمد عيسى الشيخ، و ئيس الهيئة العسكرية ،زهران عبد الله علوش ،أكدت فيه الجبهة الاسلامية انسحابها من هيئة الأركان .

وأرجعت “الجبهة الإسلامية” المكونة من فصائل مقاتلة معارضة شكلت حديثا، انسحابها من هيئة أركان الجيش الحر إلى إعلانه تبعيته الى الائتلاف الوطني المعارض.

وقالت الجبهة  إنه “تم تأكيد انسحابنا من هيئة الأركان العسكرية منذ فترة بعيدة”، لافتة الى أنه “ما كان انتسابنا إلى الهيئة إلا في وقت كانت فيها مؤسسة تنسيقية مشتركة ضد النظام دون أن يكون لها تبعية لأي جهة أخرى سياسية كانت أو غير ذلك، بخلاف ما تم الإعلان عنه مؤخرا من تبعية الأركان للائتلاف”.

وكانت كتائب مقاتلة معارضة أعلنت مؤخرا اندماجها لتشكل “الجبهة الإسلامية”، حيث تتكون الجبهة الجديدة من قوى رئيسية “حركة أحرار الشام الإسلامية” و”جيش الإسلام” و”ألوية صقور الشام” و”لواء التوحيد” و”لواء الحق” و”كتائب أنصار الشام” و”الجبهة الإسلامية الكردية”.

وأضافت الجبهة أن “هيئة الأركان لم توقع على أي تعهد لأية جهة عن شكل الدولة القادمة، وليس هذا من مهامها ولا صلاحياتها التي شكلت من أجله، وهذا ما نشهد به أمام الله بحسب علمنا، وقد بينا سابقا أن انسحابنا منها يعود لجملة من الأسباب ذكرت وقتها، وأن الأركان معطلة عن العمل أو التمثيل منذ فترة، وأي تصريح أو غيره يصدر فلسنا معنيين بشيء فيه”.

وكانت “الجبهة الإسلامية” أعلنت مؤخرا في بيان منفصل، أن مشروعها هو إسقاط النظام في سوريا وإقامة “دولة إسلامية” ونظام حكم أساسه الشورى في سوريا، متعهدة بحماية حقوق الأقليات.

ويأتي هذا في ظل وجود اختلافات في توجهات أطياف المعارضة السياسية والعسكرية وطريقة تعاطيها مع الأزمة، حيث يقاتل في سوريا كتائب تتبع لـ”الجيش الحر” وأخرى تتبع للقاعدة، مع وجود جماعات أخرى لا تتبع للطرفين، في حين أعلنت عدة دول  تخوفها من تنامي قوة جماعات متطرفة وبسط نفوذها على الجماعات المقاتلة “المعتدلة”.

وقللت هيئة الاركان من الخلاف مع الجبهة الاسلامية، واعتبرت ان القتال ضد بشار الاسد يوحد الجيش الحر بكل اطيافه والظلم الواقع من النظام واقع على الجميع.

هذا ويُعتبر معبر باب الهوى والمناطق المحيطة فيه النقطة الحدودية الأهم بين سوريا وتركيا، نظراً لموقعه الاستراتيجي الذي يعتبر منفذا الى عدة محافظات سورية  اللاذقية وادلب وحلب و حماه”، اضافةً لاحتوائه على مستودعات ضخمة للمنظمات العالمية الناشطة في مجال الاغاثة والصحة ، ووضعت الدولة الاسلامية عينها على معبري باب السلامة و الهوى لحدوديين ، لكنها فشلت في السيطرة عليهما نظراً لتدخل لواء التوحيد في الأول ثمّ الجبهة الاسلامية في المعبر الثاني

كي مون والإبراهيمي يجتمعان اليوم في باريس للتحضير لـ«جنيف2»

الدعوات قبل نهاية الشهر الجاري.. والهدف سلطة انتقالية تتولى الصلاحيات التنفيذية

باريس: ميشال أبو نجم

ربط أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون الدعوة إلى مؤتمر «جنيف2» للسلام الخاص بسوريا والذي حدد له سابقا موعدا مبدئيا في 22 يناير (كانون الثاني) المقبل، بما سينتج عنه اجتماع جنيف في العشرين من الشهر الحالي بين الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا، وممثلين عن الولايات المتحدة وروسيا والدول الأخرى في مجلس الأمن الدولي.

وقال بان كي مون مساء أمس، خلال مؤتمر صحافي في قصر الإليزيه انتهت معه أعمال القمة الفرنسية – الأفريقية، إن مسار عملية جنيف «ليس سهلا»، مشيرا إلى إشكالية دعوة المعارضة السورية وحاجتها لتتوافر لها «مقاربة منسجمة» بالنظر إلى تشتت صفوفها من جهة، وعدم وضوح الرؤية لجهة الأطراف التي يفترض أن يتكون منها وفد موحد.

وأضاف أمين عام الأمم المتحدة أنه يعول على اجتماع 20 الجاري من أجل «اتضاح الرؤية» وبعدها «سنرسل الدعوات قبل نهاية الشهر الحالي».

وكشف المسؤول الدولي عن أنه سيجتمع اليوم (الأحد) في باريس مع الإبراهيمي الذي يواصل مشاوراته تمهيدا لاجتماع جنيف المقبل مع الطرفين الأميركي والروسي.

ورد بان كي مون على طروحات النظام السوري الذي يؤكد أكثر فأكثر، ومع اقتراب استحقاق جنيف، أنه ليس مستعدا لتسليم السلطة للمعارضة في جنيف، بقوله إن الغرض من الاجتماع المرتقب هو «إيجاد سلطة انتقالية تعود إليها كل الصلاحيات التنفيذية وفق منطوق بيان (جنيف1) الصادر في 30 يونيو (حزيران) 2012». أما فيما خص الملف الكيماوي، فقد اعتبر بان كي مون أن الأمور «تسير بشكل إيجابي»، وأن المرحلتين الأولى والثانية «جرتا بشكل مرض»، مضيفا أن الحكومة السورية «تتعاون نسبيا».

ووفق الأجندة التي عرضها أمين عام الأمم المتحدة، فإن المرحلة الثالثة بدأت ويجب أن ينتهى من الملف بأكمله، أي تدمير كل مكونات الترسانة الكيماوية السورية بنهاية يونيو المقبل. بيد أنه لفت إلى أن الاهتمام اليوم ينصب على كيفية إيصال هذه المكونات «بشكل آمن» إلى المرافئ حتى يبدأ العمل بتدميرها.

ولم يكشف بان كي مون عن الجهة التي ستستقبل الكيماوي السوري، مشيرا إلى أن المرشحين «غير كثر».

لكن التطور في هذا الملف لا يرضي الأمين العام بتاتا؛ إذ إنه عد من أولية الأولويات يجب أن تكون وقف القتل والمعارك والعثور على حل يكون «سوريا وسياسيا قائما على الحوار».

وفي غضون ذلك، أنهى رئيس الحكومة السورية المؤقتة الدكتور أحمد طعمة زيارته الرسمية الأولى للعاصمة الفرنسية بعد إجرائه سلسلة من اللقاءات. وكان طعمة قال في لقاء مساء الجمعة إن المعارضة ذاهبة إلى جنيف لغرض «إجرائي وليس لغرض تفاوضي»، بمعنى أن المطلوب تنفيذ بنود جنيف واحد وليس التفاوض على بنود جديدة بحسب ما يريده النظام.

توتر في إدلب إثر استيلاء «الجبهة الإسلامية» على مقرات «الجيش الحر»

مجزرتان في الرقة والنبك.. وأول هجوم يستهدف دورية إسرائيلية في الجولان

بيروت – لندن: «الشرق الأوسط»

سيطر مقاتلو الجبهة الإسلامية في سوريا على مقار تابعة لهيئة الأركان في الجيش السوري الحر، وبينها مستودعات أسلحة عند معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا في إدلب شمال غربي البلاد، بعد معارك عنيفة بين الطرفين. وبموازاة ذلك، اتهمت هيئة أركان الجيش السوري الحر، الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، التابعة لتنظيم القاعدة، باغتيال قائدين في الجيش الحر أثناء محاولتهما إدخال مساعدات إلى مناطق شمال سوريا، بينما أعلن ناشطون عن وقوع مجزرتين؛ إحداهما في الرقة، وذهب ضحيتها نحو 20 قتيلا، والثانية في النبك، أسفرت عن مقتل 17 شخصا.

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن المستودعات التي سيطرت عليها «الجبهة الإسلامية» في معبر باب الهوى في إدلب، «تُخزن فيها شحنات الأسلحة التي تصل إلى المجموعات المقاتلة المعارضة عن طريق تركيا»، مشيرا إلى أن المعارك بين الطرفين «تواصلت طيلة ليل الجمعة – السبت، قبل أن تتمكن الجبهة من طرد المقاتلين التابعين للأركان».

وذكر المرصد السوري أن مقاتلي الجبهة الإسلامية سيطروا أيضا على مقر تابع لـ«لواء أحفاد الرسول» (المنضوي ضمن الجيش الحر) موجود في المنطقة. كما تسلموا مقرا قريبا من المعبر تابعا لـ«الدولة الإسلامية في العراق والشام» المتطرفة، بعد خروج مقاتلي الدولة من دون مواجهة منه.

وتتولى فصائل مقاتلة عدة إدارة معبر باب الهوى من الجانب السوري، ويملك عدد منها مقارا قرب المعبر.

وقال المتحدث باسم الجيش السوري الحر لؤي مقداد إن مقاتلي الجبهة الإسلامية دخلوا القواعد بعد أن قالوا إنهم يريدون المساعدة في تأمينها، ثم طلبوا من الضباط والعاملين المغادرة، ثم أزالوا راية الجيش السوري الحر ووضعوا رايتهم بدلا منها. وأضاف مقداد: «نعتقد أنهم أشقاء وأنهم يدركون أننا لسنا العدو»، بحسب وكالة «رويترز».

وتؤشر هذه المواجهات إلى تصاعد التوتر بين الجبهة الإسلامية التي نشأت في نوفمبر (تشرين الثاني) وقيادة الجيش الحر، بعد أربعة أيام من إعلان الجبهة انسحابها من هيئة الأركان، في انشقاق جديد بين الفصائل المقاتلة ضد النظام السوري. وأعلنت فصائل إسلامية أساسية في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي تشكيل «الجبهة الإسلامية»، في أكبر تجمع لقوى إسلامية، بهدف إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد وبناء دولة إسلامية في سوريا. ويُعتقد أن الجبهة الإسلامية تضم ستة فصائل إسلامية محاربة في سوريا، وأكبرها «لواء التوحيد» و«حركة أحرار الشام» السلفية و«جيش الإسلام»، بالإضافة إلى مجموعات أخرى.

وكانت هذه الجبهة أعلنت، في الثالث من الشهر الحالي، انسحابها من هيئة الأركان بسبب ما سمته «تبعية» الهيئة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وعدم تمثيليتها.

في غضون ذلك، اتهمت هيئة الأركان تنظيم «داعش» باغتيال قائدين في الجيش الحر، هما الرائد أحمد جهار والملازم أول محمد القاضي، بالإضافة إلى السائق المرافق لهما عبد الحكيم الشاهر، أثناء انطلاقهما في مهمة إدخال مساعدات (أجهزة اتصالات وسلات غذائية) وصلت هيئة الأركان إلى شمال سوريا.

وأعلن الجيش الحر أن الاتصال مع الضابطين فُقِد بمجرد تحركهما نحو الجهة التي كانا ينويان إيصال المساعدات لها، ثم تمكن أحد أقربائهما من رؤيتهما في أحد مقرات «داعش» في مدينة إعزاز في حلب، وحصل على وعد بالإفراج عنهما.

وفي فجر اليوم التالي، عثر على جثتيهما على نحو فاجأ الأهالي. وقالت مصادر في «هيئة الأركان المشتركة» التي يترأسها اللواء سليم إدريس، إن ضابطين من كوادرها «استشهدا بالقرب من بلدة ماير في ريف حلب». وأشارت المصادر إلى أن الضابطين وجدا مقتولين بالقرب من بلدة ماير بالإضافة لسائق السيارة، ووفقا للمصادر، فإن الضابطين هما برتبة نقيب من بلدة أرمناز ورائد من مدينة الضمير بريف دمشق، وسائق من قرية جبل الزاوية.

في تلك الأثناء، أفاد المرصد بالعثور على 17 جثة في النبك بينهم أطفال ومسنون، لم تُعرف ظروف مقتلهن، موضحا أنه «عُثر عليهم في ملجأ في حي الفتاح في النبك الذي تسيطر عليه القوات النظامية في المدينة»، ونُقل عن نشطاء اتهامهم القوات النظامية وميليشيات شيعية عراقية تقاتل معها بقتل 17 مواطنا حرقا.

وأعلن المرصد وقوع «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وقوات جيش الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة والدولة الإسلامية وكتائب أخرى مقاتلة من جهة أخرى على الطريق الدولي الذي يربط حمص ودمشق، وهو مغلق منذ 18 يوما، من جهة مدينة النبك»، في منطقة القلمون الواقعة شمال ريف دمشق.

وأشار المرصد إلى مقتل مقاتل من حزب الله اللبناني وخسائر بشرية في صفوف القوات النظامية، وإلى ترافق المعارك مع قصف مصدره القوات النظامية على مناطق في النبك. وتعرضت بلدات القلمون، ومنها النبك والزبداني، ومناطق في الغوطة الشرقية، منها معضمية الشام ودوما، لمزيد من الغارات والقصف بالمدافع وراجمات الصواريخ.

وفي دمشق، تعرضت أحياء الحجر الأسود وبرزة والقابون لقصف بالمدافع وراجمات الصواريخ وفقا لشبكة «شام» ولجان التنسيق. وفي الوقت نفسه، اندلعت اشتباكات عند أطراف حي جوبر شرق العاصمة.

وقال المرصد السوري إن اشتباكات عنيفة اندلعت، أمس، في أطراف بلدة بيت سحم من جهة مطار دمشق بين مقاتلي «داعش» وجبهة النصرة من جهة، وقوات النظام وحزب الله ولواء أبي الفضل العباس من جهة أخرى، مشيرا إلى أنباء عن خسائر في صفوف الطرفين. كما وقعت اشتباكات في محيط إدارة المركبات بحرستا وقرب بلدة ببيلا، مما أدى إلى خسائر لدى الطرفين، حسب المرصد السوري.

وفي غضون ذلك، أعلن ناشطون أن الطيران الحربي التابع للجيش النظامي نفذ سبع غارات جوية على أحياء متفرقة من مدينة الرقة، أسفرت عن مقتل 20 شخصا على الأقل، بينهم ثلاثة أطفال، وسقوط أكثر من 135 جريحا. وأكدت لجان التنسيق المحلية وشبكة «شام» وقوع الغارات على المدينة الخاضعة لسيطرة مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وفصائل أخرى، مما أدى إلى مقتل عدد من المدنيين وجرح آخرين.

ووصفت الهيئة العامة للثورة السورية الغارة بـ«المجزرة»، وقالت إن «أكثر من سبعة منازل تهدمت على رؤوس ساكنيها، جراء القصف بالبراميل المتفجرة من الطيران الحربي على بزاعة». واستهدفت الغارات الجوية المباني السكنية في كل من أحياء الشهداء والفردوس والتعمير والمرور، كما استهدفت إحدى الغارات مدرسة الرشيد، ومحيط الفرقة 17، التي لا تزال تحت سيطرة قوات النظام، وتدور اشتباكات شبه يومية بينها وبين كتائب المعارضة التي تحاصرها.

في تلك الأثناء، شيعت مدينة طرطوس الساحلية أكثر من ثلاثين قتيلا من جنود النظام، وفي فيديو بث على شبكة الإنترنت يظهر موكب تشييع من نحو 40 سيارة وهو يعبر أحد شوارع طرطوس مترافقا مع إطلاق كثيف للنار.

وتجدد أمس القصف الجوي والمدفعي على مناطق سورية عدة، خاصة درعا، حيث استهدفت غارات متزامنة بلدتي إنخل وناحتة بدرعا، في وقت يدور فيه قتال على جبهات عدة بالمنطقة، بما فيها بعض أحياء درعا البلد. ويأتي تجدد القصف على درعا بعد ساعات من مقتل ستة مدنيين إثر استهدف القوات النظامية حافلتهم قرب بلدة إنخل، وفقا لناشطين.

وفي هضبة الجولان، حيث استعادت القوات الحكومية قرية كانت المعارضة سيطرت عليها، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أن أضرارا لحقت بعربة عسكرية بعد أن فجر «سوريون» قنبلة عند حدود مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، لكن أحدا لم يصب في الهجوم. ويعتقد أن الهجوم الذي وقع الجمعة هو أول تفجير يستهدف القوات الإسرائيلية منذ بدء الحرب الأهلية السورية على الرغم من أن الجيش لم يؤكد ذلك.

وقالت متحدثة باسم الجيش إن الانفجار نجم عن عبوة ناسفة وضعت على الجانب السوري من السياج الحدودي، لكن لم يتضح أي من الفصائل السورية يقف وراء هذا التفجير.

تضافر الجهود للإفراج عن الراهبات المحتجزات بعد ظهورهن في شريط فيديو

العملية أحرجت داعمي المعارضة.. ولبنان يدخل على خط الوساطة لإطلاقهن

بيروت: نذير رضا

لم يخفف ظهور الراهبات السوريات الـ12 المحتجزات لدى فصيل سوري إسلامي معارض في سوريا، من القلق حول مصيرهن والملابسات المحيطة بظروف اختطافهن، رغم التطمينات التي حاولت الراهبات تأكيدها بأنهن بخير، وغير مختطفات. وشكك مراقبون بصحة ما قالته الراهبات في شريط فيديو بث على قناة «الجزيرة» في وقت متأخر من مساء الجمعة، على قاعدة أن المحتجز «ليس بإمكانه قول غير ما يمليه عليه خاطفون»، فضلا عن «اختفاء الصلبان التي عادة ما تحملها الراهبات في رقابهن أو أيديهن»، في إشارة إلى إرغامهن على نزعها.

وظهرت الراهبات السوريات الـ12 اللاتي أختفين عقب استيلاء مقاتلين إسلاميين على قرية مسيحية الأسبوع الماضي، في لقطات فيديو بزيهن الأسود الطويل يجلسن على أرائك في غرفة، وصرحن بأنهن على ما يرام ونفين أنباء تفيد بخطفهن، من غير أن يتضح توقيت أو مكان تصوير اللقطات. ونفت الراهبات أن يكن تعرضن للاختطاف، ردا على سؤال رجل من خلف الكاميرا، مؤكدات أنهن غادرن الدير هربا من القصف وأنهن سيخرجن بعد يومين. وقالت راهبة «نلقى معاملة جيدة ونقلونا من الدير حيث تعرضنا للقصف… أنقذونا ونحن سعداء معهم».

واختفت الراهبات بعدما سيطر المتشددون على الحي القديم من قرية معلولا شمالي دمشق بعد قتال شرس مع قوات الرئيس بشار الأسد في منطقة القلمون القريبة من الحدود اللبنانية.

وقال مبعوث الفاتيكان إلى سوريا إن «المقاتلين نقلوا الراهبات من دير مار تقلا للروم الأرثوذكس إلى بلدة يبرود الاثنين الماضي».

وتضاربت الأنباء حول الجهة الخاطفة، في حين لم يتبن أي فصيل رسميا عملية احتجازهن. وقالت مصادر لبنانية مواكبة لملف الجهود الآيلة للإفراج عنهن لـ«الشرق الأوسط»، إن «لا معطيات أكيدة حتى الساعة حول الجهة الخاطفة، رغم اليقين بأن الخاطفين هم فصيل إسلامي متشدد، من غير تحديد هويته»، مؤكدة أن الراهبات «لا يزلن في الأراضي السورية».

وأكدت المصادر أن اختطاف الراهبات «أحرج كل الداعمين للمعارضة السورية»، موضحة أن «ردة الفعل الدولية السلبية على مستوى المجتمع الدولي، أحرجت الدول الداعمة للمعارضة، باعتباره خروجا عن إطار العمل الثوري، وانقلابا على مبادئ الثورة السورية». وأكدت المصادر أن الجو السائد في الأوساط الدولية المتابعة لملف اختطاف الراهبات «بات على يقين أن الجهة الخاطفة متمردة على الجيش السوري الحر الذي يرفض هذا العمل، كما هي متمردة على النظام السوري»، مستدلة على «تصاعد نفوذ المتشددين الرافضين للجيش الحر أيضا، والذين سيطروا على مقرات عسكرية تابعة لهيئة الأركان في معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا».

وأكدت المصادر أن قضية خطف الراهبات «لها تشعباتها الإقليمية والدولية»، وهو «ما حرك الجهود والوساطات الدولية باتجاه البحث عن أفضل السبل لإطلاق سراحهن، من غير أن تستثني «دولا قد تكون مؤثرة في سوريا، وقادرة على الضغط على الجهة الخاطفة بعد إعلان هويتها». وتسارعت وتيرة الاتصالات الدولية لبذل جهود تفضي إلى الإفراج عن الراهبات المحتجزات. وانضم لبنان إلى جهود الوساطة للإفراج عن راهبات دير القديس تقلا في معلولا. ويجري مدير عام الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، محادثات في الدوحة بقطر، في مسعى للإفراج عن الأسيرات الـ12، ومن بينهن عدة لبنانيات. وكانت زيارة إبراهيم إلى الدوحة مقررة قبل ظهور الراهبات المختطفات في شريط فيديو على قناة «الجزيرة» مساء أول من أمس، وهي زيارة رسمية، تأتي ضمن إطار متابعة الاتصالات واللقاءات حول ملفات سابقة تنسق مع الجانب القطري، وكان مقررا البحث خلالها بعدة ملفات، بينها ملف المطرانين المطوفين في حلب بولس اليازجي ويوحنا إبراهيم.

ولعب اللواء إبراهيم في السابق، دورا مهما في تحرير 11 من الزوار الشيعة من لبنان، الذي أسروا قبل أكثر من عام، من قبل متشددين في شمال سوريا.

وأثار حديث الراهبات في شريط الفيديو موجة من الأسئلة المشككة بتصريحاتهن، على قاعدة أن المحتجز «يتحدث كما يريد محتجزوه، ويجبر على قول ما يريدوه». ورأى مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»، إن «ظهور الراهبات هو إدانة للجهة الخاطفة»، مؤكدا أنه «لو كان الخاطفون يريدون حماية الراهبات، لكان الأجدى بهم تسليمهن إلى الصليب الأحمر الدولي».

ولم يستبعد عبد الرحمن أن يكون الراهبات تعرضن لضغوط، مستدلا إلى «نزع الصلبان التي يضعها الكهنة والراهبات المسيحيون في أعناقهم».

وتواصلت إدانة الفعاليات السياسية والدينية لاختطاف الراهبات في لبنان وسوريا. ورأى عضو تكتل «التغيير والإصلاح» نبيل نقولا أن خطف راهبات يعد من أسوأ عمليات الخطف لأن رسالة الأخوات الراهبات هي رسالة إنسانية ويقدمن أعمالا إنسانية لكل الطوائف، واضعا الحادثة «برسم الدول الغربية». وعد نقولا أن «أكبر عمل إرهابي ضد الراهبات هو إجبارهن على نزع الصليب عن صدرهن وهذا أكبر تعذيب نفسي لهن وهو أصعب من التعذيب الجسدي». بدوره، دعا راعي أبرشية صيدا ودير القمر لطائفة الروم الكاثوليك الملكيين المطران إيلي بشارة الحداد إلى «العمل الدؤوب من أجل إطلاق سراح المطرانين والراهبات المخطوفين بسوريا وإعادتهم إلى أهلهم وأحبائهم لأنهم ثمرة كهنوتية وجدت لخدمة الإنسان بالمحبة والغفران».

نداء دولي لحماية الطواقم الطبية في سوريا والمفوضية الأوروبية تدعو إلى حل سياسي

60 في المائة من المستشفيات خارج الخدمة.. و12 ألف نازح إلى لبنان خلال أسبوع

بروكسل: عبد الله مصطفى – بيروت: «الشرق الأوسط»

دعت المفوضية الأوروبية إلى وضع حد لمأساة السوريين ومعاناتهم من خلال حل سياسي يتجسد في عقد مؤتمر «جنيف2» للسلام المقرر في 22 يناير (كانون الثاني) المقبل. وفي حين أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أمس، نزوح 12 ألف سوري إلى لبنان خلال الأسبوع الماضي ليرتفع بذلك إجمالي عدد النازحين إلى 835 ألفا، وجه مسؤولون في منظمات إنسانية دولية نداء مشتركا لحماية المنشآت والطاقم الصحي في سوريا، وأدان المسؤولون «بشدة الهجمات على المنشآت الصحية». واعتبرت المنظمات أن استهداف المؤسسات الطبية يشكل جرائم حرب يعاقب عليها القضاء الدولي، معلنة أن «أكثر من 60 في المائة من المستشفيات الحكومية قد تضررت أو أصبحت خارج الخدمة».

وقالت كريستالينا جورجيفا، مفوضة شؤون الإغاثة والمساعدات الإنسانية في الجهاز التنفيذي الأوروبي، في بيان لها بمناسبة مرور ألف يوم على الأزمة في سوريا التي انطلقت منتصف مارس (آذار) 2011: «للأسف إنه اليوم الألف على بداية أزمة إنسانية كارثية بسبب الصراع في سوريا، والعنف الذي أدى إلى سقوط عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال، والملايين من المشردين داخل سوريا وخارجها بحثا عن الأمان».

ودعت جورجيفا إلى ضرورة «وضع حد لهذه المأساة ولمعاناة السوريين، من خلال الحل السياسي»، مشيرة إلى أن «الآمال تبقى معلقة على نجاح مؤتمر (جنيف2) المقرر في 22 من الشهر المقبل».

وناشدت المسؤولة الأوروبية «كلا من المجتمع الدولي والأطراف المعنية بهذا الصراع الرهيب – تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين وحماية المدنيين واحترام القانون الإنساني الدولي»، مؤكدة استمرار دعم الاتحاد الأوروبي الشعب السوري.

وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي قدم حتى الآن ما يقرب من ملياري يورو لإنقاذ الأرواح وتقليل المعاناة.

من جهة أخرى، أشارت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في تقريرها الأسبوعي، إلى ارتفاع عدد النازحين في لبنان إلى 835 ألفا، «771 ألف نازح جرى تسجيلهم، فيما ينتظر 64 ألفا دورهم إتمام التسجيل كي يحصلوا على الرعاية الشاملة التي تقدمها المفوضية بالتعاون مع شركائها الدوليين»، مشيرة إلى مغادرة 106 لاجئين سوريين إلى ألمانيا ضمن برنامج اللجوء الإنساني المؤقت.

وبين التقرير أن «أكثر من 20 ألف نازح سوري هربوا إلى بلدة عرسال منذ بداية النزوح السوري من منطقة القلمون في ريف دمشق»، لافتا إلى أن «معدل النزوح السوري من القلمون إلى عرسال يقدر ما بين 10 و20 عائلة سورية».

وكانت منطقة البقاع الشمالي في لبنان شهدت في الفترة الأخيرة نزوح الآلاف من جبال القلمون، بعد قصف واشتباكات طالت مناطق فيها، مما أدى إلى إعلان وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية استنفار أجهزتها لمواجهة تداعيات تدفق العائلات النازحة.

وعن برنامج الأمن الغذائي للنازحين، قال التقرير: «إن جميع النازحين المسجلين يتلقون المواد الغذائية والدعم المادي لتلبية جميع احتياجاتهم الغذائية، ويتلقون أيضا أموالا نقدية لكي يتمكنوا من دفع إيجار المأوى، كما أعيد تأهيل بعض الملاجئ الجماعية والخيام»، موضحا أن «20 أسرة سورية نازحة من اللاجئين الضعفاء لم تجد مأوى جرى نقلها إلى خيارات المأوى الجماعي في منطقة بعلبك (شرق لبنان)».

وتلقت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة 850 مليون دولار من المجتمع الدولي، لتقديم المساعدة إلى اللاجئين السوريين، حيث تطالب الدول المستضيفة، وعلى رأسها لبنان، المستقبل الأكبر للاجئين السوريين، والأردن، المجتمع الدولي بتقديم الدعم المناسب، للتمكن من الاستمرار في استيعاب اللاجئين السوريين.

في غضون ذلك وجه مسؤولون في منظمة اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية وقسم العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة، نداء مشتركا لحماية المنشآت والطاقم الصحي في سوريا. وأدان المسؤلون «بشدة الهجمات على المنشآت الصحية في سوريا» وعواقبها على المرضى والأطباء والممرضات. واعتبروا أن هذه الهجمات تشكل جرائم حرب يعاقب عليها القضاء الدولي. وأشأروا إلى أن «أكثر من 60 في المائة من المستشفيات الحكومية تضررت أو أصبحت خارج الخدمة» في البلاد بسبب المعارك، وأن نسبة مئوية مماثلة من سيارات الإسعاف قد سرقت أو أصيبت بأضرار جسيمة. وجاء في النداء: «في وقت تغص فيه المستشفيات بالمرضى، من الضروري أن تجري حماية هذه المنشآت، وأن يتمكن الطاقم الطبي من تقديم الإسعافات الطارئة للمرضى من دون أي خطر». واعتبر أن الهجوم على المؤسسات الصحية يمكن أن يشكل «جريمة حرب في القانون الدولي»، لافتا إلى أنه «من مصلحة الفريقين» في سوريا ومن مصلحة الشعب السوري الحفاظ على حيادية المنشآت الطبية في البلاد.

المعارضة السورية تتهم إيران وروسيا بتأجيج الصراع

                                            اعتبر الائتلاف الوطني السوري أن الهدف من التدخل الإيراني والروسي في الحرب الدائرة في سوريا هو تأجيج “الصراع العسكري المدمر” في البلاد، في وقت كشف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه سيتم توزيع الدعوات لحضور مؤتمر جنيف2 في العشرين من الشهر الجاري، مؤكداً “إننا سنعمل على تشكيل حكومة انتقالية بسلطات تنفيذية كما جاء في قرارات مؤتمر جنيف1”.

فقد وصف الناطق الرسمي للائتلاف الوطني السوري لؤي صافي السياسة الإيرانية والروسية بأنها تسعى لتأجيج “الصراع العسكري المدمر داخل المجتمع السوري للإبقاء على حالة عدم الاستقرار التي يعيشها السوريون”، مؤكداً أن صمت الدولتين تجاه المجازر التي يرتكبها نظام بشار الأسد بحق النساء والأطفال بالتزامن مع إصدارهم العديد من التصريحات التي تغطي على جرائمه “يبيّن أن مصلحة السوريين ليست همهم وأن مواقفهم لا تعدوا عن كونها “كلمات للاستهلاك السياسي”، وقال إن “إيران ما زالت تدعم بقاء الصراع في سوريا كوسيلة لتحقيق مكاسبها ومصالحها السياسية”.

وأشار صافي أن تكثيف مجازر النظام في المدن السورية وخاصة مجزرة النبك التي راح ضحيتها ما يزيد عن 40 مدنيا بينهم 13 طفلاً وأغلبهم من النساء تؤكد “إيمان النظام بالحل العسكري وأن كلامه في ما يخص سعيه تجاه تحقيق الحل السياسي عبارة عن قناع إعلامي يحاول خلاله تغطية مجازره البشعة بحق السوريين”.

وطالب الائتلاف الوطني السوري دول “العالم الحر بضرورة حماية المدنيين والتدخل الفوري والعاجل لحماية السلم والأمن الدوليين وفقاً لميثاق الأمم المتحدة”. وأفاد بيان الائتلاف أن قوات النظام أضرمت النار بجثث الأطفال والنساء المختبئين داخل أحد الأقبية في “محاولة لطمس معالم الجريمة” التي ارتكبتها في حي الفتاح الواقع تحت سيطرة النظام في مدينة النبك.

وسيطر مقاتلو الجبهة الاسلامية في سوريا أمس على مقار تابعة لهيئة الاركان في الجيش السوري الحر وبينها مستودعات اسلحة عند معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا في شمال غربي البلاد، بعد معارك عنيفة بين الطرفين، بحسب ما ذكر المرصد السوري.

وتؤشر هذه المواجهات الى تصاعد التوتر بين الجبهة الاسلامية التي نشأت في تشرين الثاني وقيادة الجيش الحر، بعد اربعة ايام من اعلان الجبهة انسحابها من هيئة الاركان في انشقاق جديد بين الفصائل المقاتلة ضد النظام السوري.

وقال المرصد السوري في بريد الكتروني “سيطر مقاتلون من الجبهة الاسلامية في سوريا على مقار هيئة الاركان في معبر باب الهوى في محافظة ادلب وعلى المستودعات التابعة لها بشكل كامل”، مشيرا الى معارك بين الجانبين اسفرت عن مقتل خمسة مقاتلين لم يعرف الى اي جهة ينتمون.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان المستودعات المذكورة تخزن فيها شحنات الاسلحة التي تصل الى المجموعات المقاتلة المعارضة عن طريق تركيا. واشار الى ان المعارك استمرت طيلة الليل قبل ان تتمكن الجبهة من طرد المقاتلين التابعين للاركان.

وذكر ان مقاتلي الجبهة الاسلامية سيطروا ايضا على مقر تابع لـ”لواء احفاد الرسول” (المنضوي ضمن الجيش الحر) موجود في المنطقة. كما تسلموا مقرا قريبا من المعبر تابعا لـ”الدولة الاسلامية في العراق والشام” المتطرفة بعد خروج مقاتلي الدولة من دون مواجهة منه.

وتتولى فصائل مقاتلة عدة ادارة معبر باب الهوى من الجانب السوري، ويملك عدد منها مقارا قرب المعبر. واعلنت فصائل اسلامية اساسية في 22 تشرين الثاني تشكيل “الجبهة الاسلامية”، في اكبر تجمع لقوى اسلامية، بهدف اسقاط بشار الاسد وبناء دولة اسلامية في سوريا. ولم يتضح حتى الساعة ما اذا كانت هناك جهة خارجية تدعم هذه الجبهة التي تضم اكبر ثلاثة فصائل اسلامية محاربة في سوريا وهي “لواء التوحيد” و”حركة احرار الشام” السلفية و”جيش الاسلام”، بالاضافة الى مجموعات اخرى.

واعلنت الجبهة في الثالث من كانون الاول انسحابها من هيئة الاركان بسبب “تبعية” هذه الاخيرة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وعدم تمثيليتها.

في ريف دمشق، افاد المرصد عن “اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وقوات جيش الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله من جهة ومقاتلي جبهة النصرة والدولة الاسلامية وكتائب اخرى مقاتلة من جهة اخرى على الاتستراد الدولي حمص- دمشق المغلق منذ 18 يوما، من جهة مدينة النبك” في منطقة القلمون الواقعة شمال دمشق.

وتقع النبك وبلدتا قارة ودير عطية على خط واحد على الطريق السريع بين حمص ودمشق. وسيطرت قوات النظام على قارة في 19 تشرين الثاني، ثم طردت مقاتلي المعارضة من دير عطية التي تحصنوا فيها بعد انسحابهم من قارة. ودخلت اجزاء من النبك، من دون ان تسيطر عليها بشكل كامل بعد نحو اسبوعين على حصارها وقصفها بشكل متواصل.

وقال المرصد السوري ان حصيلة الجثث التي عثر عليها في النبك امس ارتفعت الى 18، بعد ان كان ذكر ان عددها 17، وبين القتلى اطفال ومسنون.

وقد تم العثور عليها “في ملجأ في حي الفتاح في النبك الذي تسيطر عليه القوات النظامية في المدينة”، بحسب المرصد الذي نقل عن نشطاء اتهامهم القوات النظامية بعملية القتل.

ودعا المرصد “الصليب الاحمر الدولي للمطالبة بوقف إطلاق النار والدخول الفوري إلى الحي” للتحقيق في ما حصل.

واكد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في مؤتمره الصحافي أمس ان القتلى قضوا على ايدي “ميليشيا طائفية بشكل مباشر”، وبـ”دم بارد ثم أحرقت جثثهم”. واتهم قوات النظام وميليشيا تحمل اسم “لواء ذو الفقار” بـ”ارتكاب المجزرة”.

ودعا المجتمع الدولي “الى ان يتحرك تحركا حقيقيا ويمارس ضغطا حقيقيا على دول الجوار سواء على لبنان والعراق وأيضا إيران التي تسمح لهذه الميليشات بالتسلل عبر الحدود وارتكاب الجرائم ضد المدنيين الآمنين”.

في مدينة الرقة (شمال)، ارتفع الى 14 عدد القتلى الذين سقطوا في قصف جوي نفذته قوات النظام أمس. وبين القتلى ستة اطفال واربع سيدات، بحسب المرصد الذي اشار الى ان الطيران الحربي السوري نفذ ثماني غارات على المدينة منذ الصباح.

وقالت هيئة أركان الجيش السوري الحر إن تنظيم دولة العراق والشام (داعش) التابع للقاعدة اغتال قائدين في الجيش الحر أثناء محاولتهما إدخال مساعدات إلى مناطق شمال سوريا.

وكان الرائد أحمد جهار والملازم أول محمد القاضي بالإضافة إلى السائق المرافق لهما عبد الحكيم الشاهر، قد انطلقا في مهمة إدخال مساعدات وصلت هيئة الأركان الى شمال سوريا. وكانت المساعدات كناية عن عدد من أجهزة الاتصالات وسلل غذائية.

وبمجرد تحركهما نحو الجهة التي كان القائدان ينويان إيصال المساعدات لها فُقد الاتصال بهما، ثم تمكن أحد أقربائهما من رؤيتهما في أحد مقرات “داعش” في مدينة إعزاز في حلب، وحصل على وعد بالإفراج عنهما.

وفي فجر اليوم التالي، عثر على جثتي القائدين على نحو فاجأ الأهالي، حيث إنه ليس أسلوب “داعش” في اغتيال الأشخاص بطريقة “خفية”، بل إن التنظيم يعمد إلى استعراض محاكماته وتنفيذ أحكامه ضد من يتهمهم بأي جرم. وتساءل البعض إن كان للنظام السوري أي يد في هذا الاغتيال.

وفي سياق آخر، بث ناشطون سوريون على موقع “يوتيوب” فيديو يظهر موكب تشييع لـ30 قتيلا من قوات النظام، وعبر الموكب المؤلف من نحو 40 سيارة أحد شوارع طرطوس مترافقا مع إطلاق كثيف للنار.

وفي السياسة، حذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ امس من ان سوريا قد “تتفكك” كليا في حال لم يتم التوصل الى تسوية في العام 2014، وذلك في كلمة القاها لدى افتتاح المنتدى الدولي في المنامه حول الامن الاقليمي.

وقال هيغ “في حال استمر النزاع فان سوريا نفسها قد تتفكك ومع التطرف المتصاعد فان مساحة خارجة عن سيطرة اية حكومة قد تخلق في قلب الشرق الاوسط” داعيا الى الى ان يكون عام 2014 عام حل النزاع الذي يجتاح البلاد منذ نحو ثلاث سنوات.

وبعد ان اشار الى “الخطر المتزايد للارهاب”، اكد هيغ ان “جيران سوريا سيكونون في الخط الاول في حال تدهور النزاع بشكل كارثي” ولكن هذا الامر سيشكل ايضا “تهديدا قويا لاطراف اخرى في العالم من بينها اوروبا”.

واعتبر ان استمرار النزاع سيؤدي الى “ازمة انسانية لن يعود بالامكان السيطرة عليها” مع عدد اللاجئين الذي وصل الى “اربعة ملايين شخص اي خمس سكان سوريا”.

ودعا هيغ السلطة والمعارضة الى المشاركة في 22 كانون الثاني في مؤتمر جنيف 2 “مع الاستعداد لتقديم تنازلات”. واكد ان “وضع حد للنزاع سيكون مهمة صعبة استثنائيا يتطلب من الاطراف نفسها ان تقرر ما اذا كانت ستربح اكثر من خلال التفاوض او الحرب”.

وبعد ان اشار الى ضرورة ان يتفق الطرفان على حكومة انتقالية، كرر هيغ القول بانه “من غير المعقول ان يلعب الاسد ومعاونوه المقربون اي دور في مستقبل سوريا”.

وكشف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أنه سيتم توزيع الدعوات لحضور مؤتمر جنيف2 حول سوريا، على أطراف المعارضة والحكومة السورية في 20 من الشهر الجاري.

وأوضح بان، في اليوم الختامي للقمة الإفريقية – الفرنسية في باريس، أمس، أنه سيبحث اليوم في باريس مع المبعوث الدولي العربي لسوريا، الأخضر الإبراهيمي، تفاصيل مؤتمر جنيف2، وأضاف بان “سنعمل على تشكيل حكومة انتقالية بسلطات تنفيذية كما جاء في قرارات مؤتمر جنيف1”.

(ا ف ب، رويترز، العربية، الائتلاف الوطني السوري،

كلنا شركاء)

زيباري يتهم جماعات كردية بموالاة الأسد

                                            قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري السبت في كلمة له في مؤتمر حوار المنامة للأمن الإقليمي، إن الأحزاب الكردية الداعية للانفصال عن سوريا تعمل بشكل قريب جدا من نظام بشار الأسد.

وأضاف زيباري أن “الزيادة في الجهاديين وتلك المحاولات الصادرة عن بعض المجموعات الكردية لإعلان منطقة كردية في سوريا.. غير بريئة، والحزب الذي يدافع عن هذا مقرب جدا جدا من نظام بشار الأسد، وهذا لا يعني أن الأكراد لا يتعاطفون مع إخوانهم عبر الحدود، ولكنه أحد أساليب النظام للبقاء”.

من جانبه، انتقد سكرتير حزب “آزادي” الكردي السوري مصطفى جمعة -في مقابلة مع الجزيرة- إعلان منطقة كردية مستقلة في سوريا، وهاجم المجموعات الكردية التي تسعى إلى ذلك، مؤكدا ضرورة أن يظل الأكراد جزءا من المعارضة السورية لأن انفصالهم عنها يضر بالمصالح الكردية ولا يخدم سوى النظام السوري.

وكانت مجموعات من القوى الكردية في شمال شرقي سوريا -على رأسها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي يعتبر أكبر الأحزاب الكردية السورية، ويصفه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بأنه تنظيم معاد للثورة السورية- قررت منتصف الشهر الماضي تشكيل إدارة مدنية انتقالية بعدما حققت تقدما ميدانيا كبيرا في مواجهة المجموعات التي توصف بالجهادية.

وبموجب هذا القرار تقسم المنطقة الكردية في سوريا إلى ثلاث مناطق يكون لكل منها مجلسها المحلي الخاص وممثلون في المجلس الإقليمي العام.

وأصدرت المجموعات الكردية آنذاك بيانا بعد مشاورات جرت في مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية، وبعد أربعة أشهر من إعلان قادة أكراد في سوريا عزمهم تشكيل إدارة انتقالية.

وأوضح البيان أن “مهمة الإدارة المرحلية إعداد قوانين الانتخابات المحلية والتحضير للانتخابات العامة وإقرار القوانين، بالإضافة إلى القضايا السياسية العسكرية الأمنية والاقتصادية التي تعيشها المنطقة وسوريا”.

وتدير المناطق الكردية في شمال سوريا مجالس كردية محلية منذ انسحبت منها قوات النظام السوري منتصف العام 2012. واعتبر هذا الانسحاب تكتيكيا بهدف تشجيع الأكراد على عدم التحالف مع مسلحي المعارضة السورية.

جثث جديدة بالنبك وقصف للرقة ومعلولا

                                            قال ناشطون إنهم عثروا يوم أمس على أربعين جثة بمدينة النبك بريف دمشق، وذلك بعد اكتشاف 44 جثة أول أمس أكثر من نصفها لأطفال ونساء، في حين شنت مقاتلات النظام غارات على أحياء بالرقة مخلفة عشرات القتلى والجرحى، واستمرت الاشتباكات بمعلولا بريف دمشق.

فقد ذكر الناشطون أنهم عثروا اليوم على أربعين جثة في النبك، بينها جثث 13 طفلا. وهذه هي المرة الثانية في غضون 24 ساعة التي يعلن فيها ناشطون العثور على جثث مدنيين قتلى في النبك بمنطقة القلمون في ريف دمشق.

وتحدثت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أمس عن إعدامات ميدانية نفذتها قوات النظام ضد عشرات الأشخاص في النبك، وأشارت إلى العثور على 44 جثة للضحايا بينها جثث 22 طفلا و11 امرأة.

وواجه الأهالي مصاعب في إجلاء جثث الضحايا بسبب الاشتباكات العنيفة التي تدور للسيطرة على المدينة بين الثوار والقوات النظامية المدعومة بقوات حزب الله اللبناني، بحسب الناشطين.

غارات الرقة

وتعرضت مدينة الرقة لسلسلة من الغارات الجوية شنتها مقاتلات الجيش النظامي استهدفت إحداها سوقا بالمدينة، مما أدى إلى سقوط عشراتٍ من القتلى والجرحى. وأفاد مراسل الجزيرة في الرقة أن غارات أمس تعد الأعنف التي شهدتها المدينة منذ فترة بعيدة.

 وقال المراسل إن 21 شخصا قتلوا وجرح أكثر من عشرين في غارات شنتها مقاتلات النظام السوري على حيي الفردوس والشهداء، وأفاد بأن خمس غارات أخرى استهدفت أحياء المرور والتعمير ومدرسة السلامة ومحيط الفرقة 17.

من جانبه أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام المدعومة بعناصر من حزب الله، وكتائب من المعارضة المسلحة قرب الطريق الدولي حمص دمشق المغلق منذ 18 يوما، من جهة مدينة النبك في منطقة القلمون.

وأشار المرصد إلى مقتل عنصر من حزب الله وخسائر بشرية في صفوف قوات النظام، وإلى ترافق المعارك مع قصف من قوات النظام على مناطق في النبك.

وتقع النبك وبلدتا قارة ودير عطية على خط واحد على الطريق السريع حمص دمشق. وسيطرت قوات النظام على قارة يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ثم على دير عطية التي كان مسلحو المعارضة يتحصنون فيها بعد انسحابهم من قارة، ثم دخلت أجزاء من النبك دون أن تسيطر عليها بشكل كامل بعد حوالي أسبوعين من حصارها وقصفها بشكل متواصل.

وتعتبر منطقة القلمون الحدودية مع لبنان إستراتيجية لأنها تشكل قاعدة خلفية للمعارضة المسلحة تزود منها معاقلها في ريف دمشق وبعض المناطق التي تسيطر عليها في حمص، بالسلاح والرجال. كما أنها أساسية للنظام لأنها تؤمن له التواصل بين وسط البلاد والعاصمة.

اشتباكات معلولا

من جانب آخر، تستمر الاشتباكات بين الجيشين النظامي والحر في مدينة معلولا بريف دمشق، بعد سيطرة الجيش الحر على المدينة الواقعة على سفوح جبال لبنان الشرقية.

ولا يزال الجيش الحر يحتجز الراهبات اللاتي كنّ في دير مار تقلا بمعلولا، مبررا ذلك بحمايتهن من قصف قوات النظام، بينما صدرت نداءات تطالب بالإفراج عنهن فورا.

وقالت الراهبات في تسجيل عرضته الجزيرة أمس إنهن اضطررن لمغادرة معلولا بمساعدة مسلحي المعارضة هربا من القصف العنيف، وأشرن إلى أنهن يقمن حاليا في منزل مريح دون تحديد مكانه، وأن أيا منهن لم تصب بأذى.

وعرض التسجيل جميع الراهبات الـ13 إلى جانب ثلاث أخريات من المدنيات العاملات في الدير وهن يجلسن في قاعة كبيرة أنيقة تبدو جزءا من منزل فخم، وكانت صحتهن تبدو جيدة.

وفي حلب أعلنت جبهة النصرة أنها أسقطت طائرة تجسس صغيرة كانت تحلق في سماء المدينة، وقال ناشطون إن النظام بدأ استخدام هذه الطائرات لكشف أماكن مسلحي المعارضة وتحركاتهم بعدما صعّدوا من عملياتهم في المدينة.

ووفقا للناشطين، فإن الطائرة مزودة بكاميرات تجسس قادرة على إرسال صور مباشرة إلى مركز قيادة جيش النظام. وقال عنصر من جبهة النصرة للجزيرة إنه يعتقد أن الطائرة إيرانية الصنع وأن خبراء إيرانيين يشرفون على تشغيلها.

باب الهوى

وفي تطور آخر، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلين من الجبهة الإسلامية في سوريا سيطروا أمس على مقرات تابعة لهيئة الأركان في الجيش السوري الحر، بينها مستودعات أسلحة عند معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا شمال غرب البلاد.

وقال المتحدث باسم الجيش الحر لؤي مقداد إن مقاتلي الجبهة الإسلامية دخلوا المقرات بعدما قالوا إنهم يريدون المساعدة في تأمينها، ثم طلبوا من الضباط والعاملين المغادرة، ثم أزالوا راية الجيش الحر ووضعوا رايتهم بدلا منها.

وتتولى فصائل مقاتلة عدة إدارة معبر باب الهوى من الجانب السوري، ويملك عدد منها مقرات قربه.

مسؤولة أوروبية: سوريا تواجه أشد كارثة إنسانية

                                            في ذكرى مرور ألف يوم على الأزمة السورية

حذرت مسؤولة أوروبية بارزة اليوم الأحد من أن سوريا تواجه “الأزمة الإنسانية الأكثر كارثية خلال عقود”، وذلك في ذكرى مرور ألف يوم على بدء الصراع المسلح في سوريا، وسط تحذيرات أممية متكررة بشأن الوضع الإنساني في البلاد.

وقالت مفوضة المساعدات الإنسانية في الاتحاد الأوروبي كريستالينا جورجيفا إن “ألف يوم من العنف أدى إلى فقدان عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال حياتهم، وتشريد الملايين في البلاد وخارج حدودها بحثا عن الأمان”.

وأضافت المسؤولة الأوروبية أن السوريين واجهوا “ألف يوم من الموت والخوف والمشقة والحرمان واليأس”، مشيرة إلى أننا “نشهد خلق جيل ضائع” خلال ألف يوم.

وعلقت جورجيفا الآمال على مؤتمر جنيف2 المزمع عقده في الثاني والعشرين من الشهر المقبل لإنهاء الأزمة السورية التي قتل فيها ما يزيد عن مائة ألف وتشرد خلالها أكثر من ثلاثة ملايين، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.

وناشدت المسؤولة الأوروبية المجتمع الانساني الدولي بأسره والأطراف المشاركة في الصراع السماح بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين.

وكانت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة وجهت قبل يومين تحذيرا من وجود نقص غذائي حاد في سوريا نتيجة الأوضاع المتأزمة.

وسبقتها مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس التي قالت إن 250 ألفا في سوريا محاصرون ويصعب إيصال المساعدات الإنسانية إليهم، وإن 2.5 مليون آخرين في أماكن يصعب الوصول إليها.

وحسب دبلوماسيين، فإن آموس طلبت من الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن الضغط على الحكومة السورية كي تسمح بحرية أكبر في الوصول إلى المدنيين.

50 قتيلاً في صفوف حزب الله وأبو الفضل العباس بسوريا

تنظيما “داعش” و”جبهة النصرة” تسللا إلى مواقع الحزب واشتبكا معه بمحيط السيدة زينب

دبي – قناة العربية

أعلنت وكالة “سانا الثورة”، اليوم الأحد، مقتل خمسين عنصراً من ميليشيا حزب الله ولواء أبو الفضل العباس في منطقة السيدة زينب وبساتين حجيرة.

وتفصيلاً، أفادت “سانا الثورة” بأن عناصر من فصائل حركة أحرار الشام، وجبهة النصرة، وتنظيم “داعش”، تسللوا إلى المنطقة الواقعة في ريف دمشق، ووصلوا إلى مقار حزب الله وأبو الفضل العباس، واشتبكوا معهم بالأسلحة الخفيفة ومسدسات كاتمة الصوت.

كما تم نصب كمين على أحد طرق الإمداد في المنطقة نفسها، وتم تفجير أربع سيارات لقوات الأسد.

وليست هذه الحلقة الأولى من مسلسل تفاقم أعداد القتلى بهذا الحجم في صفوف العناصر المسلحة المؤيدة للأسد، ففي منتصف شهر أكتوبر الماضي، قال الجيش السوري الحر إنه تمكن من قتل 50 عنصراً من حزب الله اللبناني ولواء أبو الفضل العباس، في كمين نصبه لهم في بلدة حجيرة البلد في ريف دمشق، جنوب سوريا.

وفي بيان صادر عن المجلس العسكري في دمشق وريفها التابع للجيش السوري الحر آنذاك، أوضح أن مقاتليه تمكنوا من قتل 50 عنصراً من حزب الله ولواء أبو الفضل العباس، أثناء محاولتهم اقتحام البلدة التي يسيطر عليها الجيش الحر.

وتأسس لواء أبو الفضل العباس في 2012 كقوة عسكرية شيعية، مهمتها الرئيسية حماية مرقد السيدة زينب في ريف دمشق، ويضم مقاتلين شيعة من جنسيات مختلفة، بينهم عراقيون ولبنانيون وإيرانيون.

بان: سنوجه الدعوات لحضور “جنيف 2” في 20 ديسمبر

الأمين العام للأمم المتحدة أكد أنه سيتم العمل على تشكيل حكومة انتقالية بسلطات تنفيذية

باريس – سعد المسعودي

كشف الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أنه سيتم توزيع الدعوات لحضور مؤتمر “جنيف 2” حول سوريا، على أطراف المعارضة والحكومة السورية، في 20 ديسمبر الجاري.

وأوضح بان، في اليوم الختامي للقمة الإفريقية الفرنسية في باريس، اليوم السبت، أنه سيبحث غداً الأحد في باريس مع المبعوث الدولي العربي لسوريا، الأخضر الإبراهيمي، تفاصيل مؤتمر “جنيف 2”.

وأضاف بان: “سنعمل على تشكيل حكومة انتقالية بسلطات تنفيذية كما جاء في قرارات مؤتمر جنيف 1”.

داعش” تغتال قائدين بالجيش الحر في شمال سوريا

هيئة الأركان: الضابطان اغتيلا أثناء إدخالهما المساعدات إلى المنطقة

دبي – قناة العربية

قالت هيئة أركان الجيش السوري الحر إن تنظيم دولة العراق والشام (داعش) التابع للقاعدة اغتال قائدين في الجيش الحر أثناء محاولتهما إدخال مساعدات إلى مناطق شمال سوريا.

وكان الرائد أحمد جهار والملازم أول محمد القاضي، بالإضافة إلى السائق المرافق لهما عبد الحكيم الشاهر، قد انطلقا في مهمة إدخال مساعدات وصلت هيئة الأركان الى شمال سوريا. وكانت المساعدات كناية عن عدد من أجهزة الاتصالات وسللاً غذائية.

وبمجرد تحركهما نحو الجهة التي كان القائدان ينويان إيصال المساعدات لها، فُقد الاتصال بهما، ثم تمكن أحد أقربائهما من رؤيتهما في إحدى مقرات “داعش” في مدينة إعزاز في حلب، وحصل على وعد بالإفراج عنهما.

وفي فجر اليوم التالي، عثر على جثتي القائدين على نحو فاجأ الأهالي، حيث إنه ليس أسلوب “داعش” في اغتيال الأشخاص بطريقة “خفية” بل إن التنظيم يعمد إلى استعراض محاكماته وتنفيذ أحكامه ضد من يتهمهم بأي جرم. وتساءل البعض إن كان للنظام السوري أي يد في هذا الاغتيال.

وفي سياق آخر، بث ناشطون سوريون على موقع “يوتيوب” فيديو يظهر موكب تشييع لـ30 قتيلا من قوات النظام، وعبر الموكب المؤلف من نحو 40 سيارة أحد شوارع طرطوس مترافقا مع إطلاق كثيف للنار.

اشتباكات بين فصائل معارضة شمالي سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات دارت بين مقاتلين من “الجبهة الإسلامية” والجيش الحر شمالي البلاد قرب الحدود التركية، إلا أن مسؤولا في المجلس الأعلى للأركان في الجيش الحر نفى هذه الأنباء.

وذكر المرصد أن “الجبهة الإسلامية” سيطرت على قواعد ومستودعات ذخيرة تابعة للجيش السوري الحر قرب معبر باب الهوى على الحدود مع تركيا، وأن اشتباكات عنيفة دارت ليلا في محيط المستودعات، أسفرت عن سقوط قتلى من الجانبين.

إلا أن العقيد قاسم سعد الدين، عضو المجلس الأعلى للأركان في الجيش الحر نفى في اتصال مع “سكاي نيوز عربية” وقوع الاشتباكات وسيطرة “الجبهة الاسلامية” على المقرات.

يذكر أن “الجبهة الإسلامية” تشكلت من اتحاد 6 ألوية مقاتلة بالمعارضة المسلحة بعضها انشق عن الجيش الحر.

في هذه الأوقات، أحرزت القوات الحكومية تقدما جديدا داخل مدينة النبك في منطقة القلمون شمال دمشق حيث تستمر المعارك بينها وبين مقاتلي المعارضة، بحسب ما ذكر المرصد.

وقال “تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات جيش الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة والدولة الإسلامية وكتائب مقاتلة من جهة أخرى في مدينة النبك”، مشيرا إلى “سيطرة القوات النظامية على أجزاء جديدة من المدينة”.

وتحاول قوات النظام منذ حوالي أسبوعين السيطرة على النبك التي تحاصرها وتقصفها بشكل متواصل وتمكنت من دخول أجزاء منها الأسبوع الماضي.

وفي في مدينة الرقة شمالي البلاد، قتل 18 شخصا السبت بينهم خمس سيدات و6 أشخاص دون سن الثامنة عشرة جراء غارات للطيران الحربي على المدينة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى