مضت على الثورة الشعبية السلمية في سوريا تسعة أشهر , انخرطت على طولها مختلف مكونات الشعب السوري, في معركة مبدئية لإنهاء استبداد النظام الأمني, وتعرض الشعب إلى كافة أشكال الترهيب والاعتقال والتعذيب والتصفية الجسدية والتهجير القسري ..
وخلال الشهور التسعة من عمر الثورة, بدأ الحراك بإنشاء عدة تيارات وتجمعات وحركات منبثقة من واقع الثورة, وترفع جميعها الأهداف العليا نفسها للشعب السوري, المتمثلة في دولة مدنية ديمقراطية, تقر بحقوق المواطنة الكاملة للسوريين جميعا, كأفراد متساوين في الفرص والحقوق والواجبات, ويحكمها القانون, بعد عقود من حكم شبكة مصالح عائلية واقتصادية أسست لأربعين عاما ًمن الديكتاتورية والإفقار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي بأدوات قمعية همجية.
وقد سعى النظام السوري خلال الأشهر المنصرمة, للقضاء على الحراك الشعبي بكافة الوسائل, فمن الحل الأمني إلى الحل العسكري, إلى القصف العنيف للمدن في شكل مسعور من العقاب الجماعي, والزج بما يربو على سبعين ألف معتقل. ومؤخرا شهدت الساحة السورية سلسلة اغتيالات لشخصيات علمية وأكاديمية وشخصيات معارضة عمليات مبهمة ومشبوهة يُسأل عنها النظام السوري بوصفه المتهم الأول فيها والمسؤول المعنوي عنها. كما حاول النظام بث التفرقة المذهبية والطائفية وحتى المناطقية بهدف تحويل مجرى الثورة, وساهم من خلال إقحام الجيش في قمع الاحتجاجات إلى تعريض هذه المؤسسة الوطنية التي تشكل ضمانة الكيان, وصمام الأمان لاستمرار وحدة وسيادة البلاد, تعريضها لخطر الانزلاق في تقسيم هذا الجيش ليصل النظام إلى مبتغاه في عسكرة الثورة, وليجد لنفسه –بالتالي- المبررات لاستمرار القمع وتشويه صورة الشارع المنتفض.
في ضوء هذه المقدمة, ارتأينا نحن مجموعة من الشباب والشابات الذين شاركنا في مختلف فعاليات الثورة السورية على امتداد التراب الوطني, وكوننا من مشارب ومدن مختلفة يجمعنا هم وحيد هو إسقاط النظام الأسدي وأركانه القمعية كافة والحفاظ على سلمية ثورتنا ووحدة مكونات شعبنا السوري التي ننبثق منها, ارتأينا تشكيل هذا التجمع على اسس تعد القاسم المشترك الذي يوحد أغلبية الشعب السوري على الأهداف الوطنية العليا.. ونحن لانشكل أي بديل عن أي تجمع او حركة او تنسيقية, وسنسعى للتعاون مع كافة القوى على الارض وفق هذه الاسس
لمحة عن التجمع
1- الهدف من انشاء التجمع العمل الميداني ودعم الحراك الثوري السلمي في الشارع ,والتعبير سياسيا عن تطلعات اعضائه في دولة مدنية ديمقراطية.
2- يتواجد التجمع واعضاؤه في كافة المناطق والمحافظات السورية ويعبر عن نشاطه من خلال اللجنة المركزية واللجان المحلية في كل محافظة .
3- عدم قبول أي تمويل داخلي او خارجي ولا أي مساهمات الا من اعضاء التجمع حصرا
4- يعقد التجمع التحالفات مع القوى والتجمعات الثورية وفقاً للاسس العامة والورقى التأسيسية للتجمع
5- العمل الميداني السلمي يشمل حقنا بالتظاهر السلمي وتوزيع البيانات والدعوات للعصيان المدني وتوثيق جرائم النظام والدعم الاعلامي للثورة السورية وإصدار الجرائد والمنشورات
الهدف الأساسي
اسقاط نظام الرئيس الفاقد للشرعية بشار الاسد وكافة اركان هذا النظام القمعي الامني واقامة الدولة المدنية الديمقراطية العادلة.
مبادئ عامة التجمع
1- الالتزام بسلمية الثورة السورية طالما كانت هي الخيار الشعبي المرفوع من قبل الشارع الثائر, وطالما كان الخيار الأنسب بحكم الظروف الذاتية والموضوعية, ورفض كافة اشكال العنف الذي يمارسه النظام وردات الفعل الفردية التي لا تفيد الا النظام بعينه, وبشكل مباشر, و رفض التدخل او الوصاية الخارجية بما يتناقض مع السيادة الوطنية , وطلب الحماية الدولية من قبل المجتمع الدولي, والمتمثلة بالكف عن المناورات الاعلامية وايقاف دعمه للنظام معنويا وماديا والطلب من دول العالم تجفيف موارد النظام المالية بما لايضر بالشعب السوري ولقمة عيشه وفرض عقوبات على الاشخاص المتورطين في قمع الثورة السورية من اركان النظام او رجال الأعمال, وإدخال الاعلام الحر والمهني مع ضمان حرية تحركه, والسماح بدخول منظمات حقوق الانسان للوقوف على جرائم النظام وضمان وصول ملف جرائم النظام وعصابته الى محكمة الجنايات الدولية.
2- رفض السلوك الطائفي أو المناطقي أو العرقي , وعدم السماح بالعبث بالنسيج السوري المتجانس تحت أي ذريعة كانت.
3-الالتزام بروح العدالة القانونية ورفض أي شكل من اشكال الانتقام و الثأرية
4-التأكيد على أن الجيش السوري مؤسسة وطنية يجب الحفاظ عليها كضامن لسلامة الاراضي السورية ووحدة شعبها وعليه نطالب ضباط وصف ضباط وافراد الجيش بالكف عن توجيه رصاصهم لابنائهم واخوتهم والانضمام للثورة بعد القاء السلاح وعدم استخدامه الا في دفاعهم عن انفسهم, وندعو شعبنا الثائر إلى احتضان كل جندي وكل ضابط يترك سلاحه وينضم للثورة.
الرؤية:
1- العمل على بناء سورية دولة مدنية ديمقراطية , يتساوى ابنائها في الحقوق والواجبات على اساس المواطنة وتحت سقف القانون.
2- تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال قوانين الضمان الاجتماعي والصحي والتعليمي وتنمية المناطق التي افقرها النظام السوري وتحقيق التنمية المستدامة والمتوازنة في كافة المناطق
3- العمل -بعد اسقاط نظام الطاغية- على وضع دستور جديد للجمهورية يرسي عقدا اجتماعي جديدا محوره الدولة المدنية والحقوق المتكافئة لجميع السوريين بصرف النظر عن المعتقد والعرق والاثنية والجنس , وهنا لابد من التأكيد عن حق المرأة في نيل كافة الحقوق التي يحصل عليها الرجل, ولا ينطلق الدستور من تشريع ديني بل من الاعلان العالمي لحقوق الانسان ويكفل التعددية السياسية ولا يعادي أي دين او معتقد او عرق.
4- استقلالية مؤسستي القضاء والجيش الوطني واعادة هيكلة اجهزة الامن والشرطة بحيث تكون ضامنا لأمن المواطن وسلامة الاراضي السورية وليست ضامنا لأفراد او احزاب.
5- ينظم الحياة السياسية في سورية قانون احزاب ديمقراطي , وتنظيم قانون للاعلام يضمن حريته وتكريسه كسلطة مستقلة تنبع من اقلام الصحفين التي لايجوز ان يعتريها الخوف او القلق من الرقيب.
6- تنال المجموعات القومية والثقافية والدينية الاحترام على اساس المواطنة والعدالة والمساواة , وينبغي على الدولة السورية الجديدة ارساء التعايش بين كافة هذه المكونات السورية للتخلص من الميراث الاستبدادي للنظام السوري وخاصة بما يتعلق بالحقوق الثقافية والسياسية للكورد السوريين
7 – دعم نضال ثورات الشعوب العربية والعالمية في طريق التحرر من احتلال قائم أو ديكاتوريات جائرة
8- علاقة سوريا مع دول العالم تنطلق من الندية واحترام السيادة الوطنية والمصالح المشتركة.
كلمة أخيرة
إن الطريق للحرية والدولة المدنية العادلة يبدأ من همة الشباب ومن أصوات المقهورين والمظلومين ..
الطريق لسوريا الدولة والمؤسسات سوريا الهادرة بطاقات أبنائها وبناتها, دولة القانون وليست الدولة الأمنية هو الطريق الذي بدأه الشعب السوري بخطوة أولى هي إسقاط النظام القمعي القائم وهو الطريق الذي سنعبره مهما كانت التضحيات للوصول إلى حلمنا بسوريا دولة مدنية ديمقراطية..
الهيئة التأسيسية لتجمع الطريق
