صفحات سورية

رد للسيد عبد الرزاق عيد


غسان صابور

يا سـيـد عبد الرزاق عيد

مع احترامي لماضيك ونضالك الفكري والسياسي وثقافتك الاجتماعية والفلسفية. ولكن هذه المرة مقالك صحراء فكرية كاملة الجمود. وكلماتك التي تخرج عن جميع مبادئ وأصول النقاش والتحليل السياسي, لا تنطبق على إنسان مثقف, يجب عليه أن يكون مثالا للأدب والتهذيب السياسي. وخاصة في هذه الفترة الحرجة من تاريخ سوريا, حيث أصبح فيها القتل والقنص والاغتصاب والخيانة والوقوع في أحضان التتر والمغول والغزاة, قـاعدة كل القواعد………….

كنت أنتظر منك, وأنت المحب لسوريا. كما تكتب وتدعي. أن تحميها من الغزاة ومن الغرباء الذين يطمعون بنهش لحمها وتفتيتها واغتصابها, فقط إرضاء لمخططات سيدة الفتنة والخراب في العالم.. حكومة أمـريـكـا ومؤسساتها المخابراتية التي لا هم لها سوى خدمة الصهيونية العالمية ومصالحها التوسعية الحاضرة والمتوسطة والبعيدة المدى… أو هل تظن يا سيد عيد أن السعودية وقطر, تحمل مبادئ وفلسفة الديمقراطية, حتى تصادقهما وتصافحهما وتمشي في خطهما الطائفي المتحجر؟؟؟… قل لي من تعاشر…أقول لك من أنت!!!… أنت عبد الرزاق عيد المناضل المعترض الثائر.. تعاشـر ألد أعداء الديمقراطية والحريات العامة والفكر والثقافة.

كيف تريدني إذن أن أؤمن وأصدق ما تقول, إذا كنت تعاشر خصيان هيلاري كلنتون وجواسيسها وعملائها من العربان الذين يبيعون الشرف والوطن بقشرة بصلة, في سبيل حمايتهم من انتفاضات فقرائهم؟

كيف تستطيع مصافحة من شاركوا الشيطان وبنوا الجوامع الشاهقة, في العالم كله, ونشروا الوهابية والسلفية, بين جياع العالم, بدلا من بناء المستشفيات والمدارس والجامعات. وبشروا التفرقة والحقد وأن المرأة أرخص من نصف ماعزة. وأن كل من لا يؤمن مثلهم أبناء قردة وخنازير.. وأن الأرض ما زالت مسطحة… أنت المثقف الوطني المهذب الغيور المحب لبلدك.. أنت المهذب.. تنطق بكلمات كلها شتائم بعيدة عن السياسة والكياسة. بدلا من أن تكون من رواد البناء والإصلاح والمصالحة حتى تبقى سوريا واحدة كاملة متآخية بين جميع إثنياتها وطوائفها وعلمانييها ومفكريها وبسطائها وفقرائها ومن عانوا طغاتها, بصبر وانتظار… أهذا ما تعرضه عليهم من بديل… أهذه هي الأمثلة الجيدة التي تقدمها لهم. أن يستبدلوا الطغيان والشقاء, بطغيان وشقاء آخــر.. أن يهربوا من الدب.. حتى يقعوا في الــجــب!!!……..

عهدتك في نضالك أوضح سياسة, وأنقى فلسفة وفكرا وتفهما.. وظننت أنك ترفع دائما شعار مصلحة ســـوريــا قبل وفوق أية مصلحة… إذن كيف توازي أفكارك السياسية مع منظمة الايـبـاك الصهيونية وباراك حسين أوباما وهيلاري كلينتون وأردوغان وفابيوس وحمد وأل سعود؟؟؟ أو هل تؤمن حقا أن هؤلاء يريدون مصلحة سوريا, قبل مطامعهم ومصالحهم؟؟؟…

كنت أريدك من أنبياء المصالحة في سبيل خلاص سوريا وشعبها, بدلا من تمويل وتسليح من يفجر ويفتن ويقتل ويخرب ويفرق… ومن يهدم الوطن السوري حجرا حجرا.

بكلماتي المتواضعة يا سيد عيد, لا أسمح لنفسي إعطاءك دروسا في المواطنة الشريفة العادية. إنما أريد أن ألفت انتباهك بكل أدب وتواضع واحترام.. من إنسان سوري في المهجر إلى إنسان سوري لـه وزنه الفكري والسياسي والاجتماعي, في هذه الأزمة التسونامية التي تـمـر فيها ســـوريــانــا, أنك ما زلت تستطيع أن تلعب دورا هاما بإنقاذ هذا البلد. بالسعي إلى مصالحة سورية جديدة حقيقية.. لا صــب النار على الزيت.. كما تفعل.

ولك مني ـ بكل صدق ـ أطيب تحية مهذبة.. حـزيـنـة.

غـسـان صـابـور ـ ليون فــرنــســا

الحوار المتمدن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى