سيناريو سورية سيسلم الشرق الاوسط كله لاسرائيل
هاشم محمود
ما يحدث في سورية الآن يعتقد الكثيرون أنه امتداد للربيع العربي ومثل ذلك من كلام، غير أن ذلك مجرد تجربة لما سيكون عليه الحال هنا في الأيام القادمة.. سيناريو الصدام بين السنة والشيعة ويختفي بعده تماماً وبسرعة.. الصراع العربي – الإسرائيلي والذي امتد وبقي صراعا دوليا، ومن ثم فلا حاجة لهم بضرب إيران ولا حتى مجرد الكلام الآن عن حزب الله. ولا حتى من جهة إسرائيل التي طالعتنا منذ عدة أيام بخبر انتهائها من المناورات التي هي من اجل ضرب إيران. بل نجد وزير الدفاع الإسرائيلي ذاته ونفسه يطالع العالم كله ومن بينه إسرائيل وراديو الجيش الإسرائيلي على حد قول الـ’بي بي اس’: ‘باراك يحاول شرح تصريحات بدا فيها متفهما لمساعي إيران النووية’.
لقد وجدوا انه من الأفضل لهم أن يتركوا الإسلاميين يطلوا من جحورهم التي كانوا أسكنوهم بها بمساعدة من الحكام واشغلوهم بعضهم بعضاً ويستفيدوا هم على الأقل مثلما فعلوا بحرب إيران والعراق، ويسلحون الاثنين ثم ينتقوا طرفاً منهما ليجهزوا عليه مثلما فعلوا بالعراق بعد ما استهلك كله في حرب إيران، وهذا لا يمنع من تفعيل القنابل الداخلية غير المألوفة لان الفتن المألوفة هُتك سترها، وبالمناسبة أي منكم يقول لي عدد الشيعة في مصر كم كان قبل الثورة وكم بعدها؟ من يعرف حجم التبادل التجاري بيننا وبين الشيعة كم كان قبل وكم بعد الثورة؟ أي منكم يقول لي لماذا زاد عدد الأجانب في مصر بعد الثورة مع أن السياحة ما فيش؟ أي منكم يقول لي أي شيء في مصر كان مضبوطا بنفس درجة إيقاع احتراق مراكز الحزب الوطني في مصر ومراكز الشرطة بالثانية؟ أي منكم يقول لي لماذا هي المظاهرات الفئوية ارحم بكثير من المظاهرات القبلية والإقليمية؟ أنا أقول لكم نفسي في حاجة نتفق عليها إما أن نعيش كلنا وإما أن نموت كلنا.. مخطئ من ظن يوماً أن إسرائيل قد تحاربنا ما دمنا نحارب بعضنا.. هي فقط تعد حسابا ماذا لو بقيت مصر كلمة واحدة أو يحكمها شرفاء ساعتها فقط يصبح ما في يديها غير أنها تحاربنا بنفسها وبمساعدة الغير.. كلنا يسأل لماذا يقفون بجانب إسرائيل رغم أي شيء.. فما كانت إسرائيل لا نكونه نحن.. لماذا تغفر بريطانيا العظمي آنذاك ما فعله اليهود برعاياها وممتلكاتها بفلسطين قبل أن تغادرها وتكافئهم بفلسطين؟! لماذا تغفر أمريكا اعتداء إسرائيل على السفينة الأمريكية في البحر الأحمر ابان عدوان 1976 رغم وجود دلائل قاطعة على إدانة إسرائيل.. وغير ذلك كثير. والإجابة هي ما أراده الغرب والأمريكان وما تدركه إسرائيل بالقطع ألا يشعر المسلمون بذاتهم.. وما يمثله ذلك بالنسبة لهم.. وفق حسابهم ومعتقداتهم وما تصالحوا عليه والتاريخ يؤكد.. فإما ذلك أو الاحتلال بأشكاله المعاصرة والقديمة إذا لزم الأمر.. فهناك أشكال كثيرة للاستعمار عن بعد كما هو الحال مع السعودية، كل ثروات السعودية لأمريكا وما تأخذه باليمين تسترده أمريكا بالشمال وهم العارفون.. ولما كانت الثورات الآن تفرض واقعاً جديداً لدى الاستعماريين القدامى، والذين يطورون كل ثانية أساليبهم في السيطرة على من هم دونهم.. انتهى كارت بن لادن.. فأحرق.. ورفاقه بسرعة متتالية وكذلك محاولة فض اليد من العراق وأفغانستان وباكستان، وكذلك ملاطفة إسرائيلية على طريقتها استعداداً للتعامل مع الصراع الأخير السني شيعي أو أي مسمى دراماتيكي أو كما يرددون الآن بين جناحي الدين الإسلامي، وهكذا تنتهي للأبد قضية فلسطين والقدس ومن نتائجها أيضاً بعد تفتيت العراق ولبنان والسودان يكون تفتيت سورية وغيرها وتكون إسرائيل دولة عظمى.
الخلاصة أن ما يحدث في سورية ليس حدثاً أو فيلماً ينتهي بزواج البطل للبطلة وليس سهماً موجها في اتجاه زوال بشار، ولكنه سهم موجه للذين ثاروا والذين في طريقهم.. هم يعلمون أن أقصى منتهانا هو الثورة ليس إلا، ولذلك سيظلون يصفقون لنا حتى الثمالة فهل العربي آخره ثورة؟!
أيهما أسبق الإسلام أم العروبة؟ لقد حاربونا بالقومية العربية والنتيجة أنهم قتلوا بها الدولة العثمانية والعروبة وأصابوا بها حبل الإسلام، فلا أسقطوا الدولة العثمانية التي فشلوا في محاربتها لمدة 620 عاما وآخرها فشلهم منذ عهد قريب أيام الحرب العالمية الأولى وما استطاعوا أن يهزموها إلا بمحاربتنا إياها من جانب وهم من جانب فسقطت الدولة العثمانية التي ليست بالضرورة شيئا حسنا، ولكن كان يمكن ألا نسقط نحن معها.
القدس العربي