عن إفراغ الرصاص , في آل برّي ,,
سمعة آل برّي سبقتهم , حتى قبل الثورة ,,,
هم عشيرة كبيرة , تأخذ من حي باب النيرب الحلبي , مركزاً لها ,, و يعرف الحلبيون و من عاش في حلب , الرهبة التي ترافق كلمة باب النيرب , فقط لـ مجرد ذكرهـا ,,
يمارسون أعمالهم , الخارجة عن القانون , في حلب ,, بـ تصرفات تشبه الافلام ,, فلا أحد يستطيع رفض أمر صغيرهم حتى ,,, و طبعاً مدّ النظام هؤلاء , بـ الحصانة ,, نظراً لـ كونهم يشكلون شراكة معه , في تجارة كلّ ما هو ممنوع , في الداخل و الخارج ,, مع مقعد دائم محجوز لهم , في مجلس الشعب ,,
أذكر حادثة – و أنا ممن عاشوا , فترة في حلب , و لست من أهلها , لـ أروي عنهم الكثير – وقعت في كراج بولمانات هنانو , و كنت اعمل في احدى الشركات ليلاً , و قد كان لهم شركة , ضمن شركات النقل , تدعى ؛ نسور تورز ,, و في ليل الجمعة , قبل أن يكون السبت عطلة , كان الكراج يشهد ازدحاماً , نتيجة عودة العساكر من اجازاتهم إلى قطعاتهم ,, و في يومها ,, اختلفت الشركات , كـ العادة , على من يقف في مدخل الكراج , و عندما جاءت شركة زيتوني , بـ أكثر من باص , و أصبح المدخل كله لـ بولمانات الزيتوني , صعد أحد زعماء بري على بولمانه , و بدء بـ صدم كل بولمانات الكراج , و كـ أنه في فيلم أكشن , كسّر واجهات العديد منهم , و حطم البعض الآخر , و لم يستطع أحد , و لا حتى مفرزة الكراج الاقتراب , و الجميع مذهول من فعله ,, و عندما انتهى و لم يبقى باص سليم , في المواقف , نزل من بولمانه , و قال لـ أحد معاونيه , خذه و احرقه ,, طبعاً هذه الحادثة ( ناكتة ) و لا تذكر , أمام أفعالهم و سطوتهم و جبروتهم , على المدينة بـ أسرها ,,
و مع بدء الثورة , تباهى آل برّي , بـ وطنيتهم !! لم يكن تباهي , بـ قدر ما هو استشراس على عزّ , لا يمكن التفريط به بـ سهولة , و مدّهم النظام بـ قائمة سجناء , طلب آل برّي , الإفراج عنهم لـ مساندتهم ,, إضافةً لـ تكفل زعمائهم , بـ مصاريف شبيحة حلب , أي كلّ القمع في حلب , لم يكن يكلف خزينة النظام قرشاً واحد ,, خرجت المظاهرات , و بدأ قمعها و بـ شدّة , و الفيديوهات موجودة , لـ استخدامهم السلاح الأبيض , ضد من يخرج من المسجد و يهتف , عدا عن اقتحام مسجد آمنة بنت وهب , أكثر من مرة , كـ الوحوش متسلحين بـ الشنتيانات , و ضرب الشباب المتظاهرين , و جلّ شهداء حلب , ارتقوا على أيديهم ,,
كما يقال , لقد كانت دولة ضمن دولة , و من يدخل مضافة بيت برّي , فـ هو عزيز !!
مع وصول الثوار , إلى مشارف باب النيرب و محاصرتها , توصّل الطرفين إلى هدنة يوم الاثنين , بـ طلب من آل بري , ما بقيَ الجيش الحر في حلب ,, و جرت الهدنة بين قيادات من لواء التوحيد , و زعماء آل بري , و في مضافتهم ,, و يذكر من بين شروط الهدنة , طلب آل بري , من الجيش الحر , عدم ازالة صورة بشار الأسد من على مدخل المضافة , وافق الثوار , رغم أنهم في موقف القويّ , و ذلك لـ عدم جرّ المعارك , إلى داخل الأحياء السكنية , و تجنباً لـ سقوط ضحايا لا ذنب لهم ,,
و اليوم , قام أحد افراد آل بري , بـ قتل أحد الثوار , في منطقة المرجة , القريبة منهم ,, اقتحم بعدها الجيش الحر الحي , و قبض على زعمائه , و صفّى من قاوم منهم ,, و بعدها قاموا بـ تأمين مخرج آمن لـ عوائل آل بري , من نساء و أطفال , الراغبين في الخروج من الحي ,,
و أكاد أجزم ,, أن أهل حلب , من مؤيدي لـ الثورة , أو موالين , أو صامتين , سعيدون اليوم , بـ زوالهم ,,
طريقة التصفية , أحدثت موجة من عدم الرضا , لدى الأغلبية , و أنه من باب أولى , عدم زخ كل ذلك الرصاص عليهم , و الجيش الحر أصلاً , يشكو من قلة في الذخيرة ,, فـ كيف فعل هذا ؟ و لمَ ذلك الإسراف في الإنتقام ؟ و الأهم أنّ ذلك لا يجوز , إلا بـعد محاكمة , أمّا المحاكم الميدانية , فـ ليست من شيم الثوار ,,
و لكني لم أتذكر عندما شاهدت فيديو تصفية آل برّي , إلا مشهد نهاية القذافي ,, و كم أتمناه لـ بشار ,,
و الثـورة بـ عون الله منتصـرة ,,
منـار حيـدر