عن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على سورية” مجمجوعة مقالات
الأسد سيرد والحاضر يعلم الغايب/ سهيل كيوان
يحاول النظام السوري الإيحاء بأن مقولته التاريخية المتعلقة بالزمان والمكان المناسبين منذ عقود قد أزفت بالفعل، ولأنها حانت بعد صبر أيوب، فقد أطلق صاروخًا مضادًا للطائرات بعد صمت أهل المقابر.
والآن على الشعب السوري والأمة العربية وحركات التحرر العالمي والأمم في مشارق الأرض ومغاربها أن يشكروه على شجاعته وجرأته ووفائه بوعده، فها هي إسرائيل تعرب عن قلقها من أن الأسد يحاول تغيير قواعد اللعبة، وأن المنطقة على شفا مرحلة جديدة، وأن الحيدرة الهزبر قد بدأ عملية فطام عن إدمانه في تلقي صفعات وركلات وكرابيج دولة الاحتلال، وأنه من الآن فصاعدًا لن يسكت على الإهانة، والحاضر يعلم الغايب.
فما الذي تغيّر حتى قرر النظام أن يرد هذا الرد المتواضع؟ ولماذا الآن وهو الذي لم يمارس حتى شرف المحاولة منذ عقود؟ ثم مَن هو الذي يفترض أن يبادر أصلا للتحرش بالآخر؟ المحتل للأرض منذ خمسين عامًا أم صاحب الحق والأرض المحتلة؟ وما هي اللعبة المتفق عليها التي يحاول النظام السوري تغيير قواعدها؟
اللعبة هي أن النظام تذرع طيلة عقود بعدم الرد تجنبًا للدخول في مواجهة غير متكافئة مع العدو، وبهذه الذريعة حارب لبنانيين وفلسطينيين وقوى داخلية بحجة رفض محاولة جرّه إلى مواجهة غير متكافئة، فهل حدث التكافؤ والتوازن الإستراتيجي المرتجى، بعد استنزاف سوريا جيشًا وشعبًا على مدار ست سنوات؟
النظام يصدع رؤوس المراقبين منذ ستة أعوام بما يسميها انتصاراته على قرية سورية هنا وكتلة إسمنتية وحي وميدان وطريق فرعي أو رئيسي ومنطقة صناعية هناك، انتصارات كلفت حتى الآن ما يقارب نصف مليون ضحية من المعارضة والموالاة، إلى جانب تهجير الملايين وخسارة مليارات الدولارات، نعم فقد كان مستعدًا للمبادرة في العنف، ومستعدًا لخراب البلد لأجل كرسيه، ولكنه بقي متعقلا رابط الجأش حليما صبورًا في مواجهة الاحتلال، واكتفى بجملته الشهيرة التي صارت نكتة بائسة.
يحاول النظام الإيحاء بأن القوى التي استجار بها ضد شعبه، خصوصا الروس والفرس، ليست مختصة فقط في قمع الشعب السوري، بل بوجودها صار بإمكانه التصدي لغارات إسرائيل واعتداءاتها المتكررة، وهكذا توجه رأس النظام إلى بوتين متوسلا بقوله إن القانون الدولي يسمح لروسيا بأن ترد على عدوانية إسرائيل.
نعم لقد أزفت الساعة ليعلن الأسد أنه في حالة اشتباك مع إسرائيل، كي يبرهن على أن من يحارب النظام هو خائن وحليف لدولة الاحتلال، إنه الوقت المناسب ليثبت كذبه وافتراءه بأن إسرائيل تدعم الثوار، هو الوقت المناسب بأن يحاول إثبات وجود مؤامرة كونية كما زعم، وبأنه بريء من دم الشعب السوري.
الشماعة المشتركة لجميع من يحاربون الشعب السوري، هي محاربة ما يسمونه التطرف والإرهاب الإسلامي، بهذا يتفق بوتين ونتنياهو والأسد وترامب وقاسم سليماني وحسن نصر الله وغيرهم، ولكن لكل منهم طريقته والحق بتفسير ما هو هذا التطرف والإرهاب. لروسيا أطماعها التي حققتها وما زالت تُرسّخها وتوسّعها، ولهذا استأجرت الأرض والمياه والفضاء السوري إلى عشرات السنين المقبلة، وتريد المحافظة على هذه المكتسبات، ولإسرائيل أطماعها المعلنة ألا وهي استمرار احتلال الجولان إلى الأبد وشرعنته دوليا وبقاؤها القوة المهيمنة والمسيطرة التي لا تسمح لأي طرف في المنطقة أن يقوى مهما كان اتجاهه، لأنه قد يتحوّل في يوم ما ضدها بتغير هذا النظام أو ذاك.
الخلاف بين بيبي نتنياهو وبوتين ليس على مبدأ محاربة ما يسمونه التطرف والإرهاب الإسلامي، ولا على قمع الشعوب العربية، خصوصا الشعب السوري، الخلاف هو فقط على التفاصيل وزوايا المصالح، ففي حين ترى إسرائيل أن من حقها تدمير أي حمولة أسلحة تشك بأنها متوجهة إلى حزب الله، وأن تقتل أي ضابط يقترب من حدود وقف إطلاق النار، وتعلن بهذا أنه ما دام حزب الله متورطا في الدم السوري فهذا يسرّها جدا ولن تتدخل، أما إذا حاول التسلح والتفكير بأن يعود كما كان قبل تورطه في سوريا فهي ستمنعه من ذلك، روسيا ترى بأنها صاحبة القرار الأول والأخير في سوريا ويجب التفاهم معها على كل هدف قبل ضربه حفظًا لهيبتها ولمصداقيتها.
لقد أصبح الرد على الهجمات ضروريا للأسد، ليس حفظًا للكرامة السورية والعربية التي عاث فيها فسادًا هو نفسه، ولا لأنه صاحب حق بالرد يعترف به القانون الدولي، بل لأن الرّد بات ضرورة لحفظ الكرسي المترنّح، وليس نتيجة شعور بالقوة، بل هو شعور بالضعف والوهن، وأن عدم الرد لم يعد مفهوما ولا مقبولا حتى لأقرب حلفائه، خصوصًا بعدما ضحى بمئات آلاف السوريين على مذبح سلطته، ويرى حتى أقرب حلفاء النظام بأنه لا يستطيع مواصلة التهرب من دفع ثمن التصدي للعدوان الإسرائيلي. لقد آن الأوان بأن يرد على هجمات إسرائيل ليقول إنه ضحية للثوار من ناحية، ولإسرائيل من ناحية أخرى، وكي يقول إن روسيا وإيران والميليشيات ليست في سوريا لقمع الشعب السوري، بل أيضا تتصدى لإسرائيل وتحد من عدوانيتها.
صحيح أنه بإمكان روسيا وضع حد لعربدة إسرائيل في سماء سوريا لو أرادت ذلك، وإذا رأت أن هذا بات ضرورة لبقاء النظام المترنح الفاقد للحد الأدنى من المصداقية، ولكن لا يتوهمن أحد بأن هذا قد يصل إلى درجة المواجهة، بل سيبقى في إطار التنسيق المشترك، وسوف يتفاهم بيبي وبوتين من جديد على كيفية معالجة أهداف ومصالح كل منهما، بما يضمن عدم المواجهة والإحراج ويضمن في الوقت ذاته مصلحة إسرائيل وطمأنتها، وكذلك إبقاء ماء الوجه لروسيا الدولة العظمى صاحبة القرار الأول والأخير في سوريا، وطبعا لا مفر أمام الأسد سوى مباركة أي اتفاق.
كاتب فلسطيني
القدس العربي
عن الغارات الإسرائيلية على سورية/ وائل نجم
أغار الطيران الحربي الإسرائيلي، فجر 17 مارس/ آذار الجاري، على مواقع في سورية مستهدفاً أسلحة “متطورة”
لحزب الله، كما صرّح بذلك رئيس وزراء كيان الاحتلال ، بنيامين نتنياهو، فيما أطلقت المضادات الأرضية السورية نيرانها باتجاه الطائرات المغيرة. الملفت أن الطائرات، وفقاً للروايات المتداولة، قدمت من ناحية لبنان في غارتها على ريف حمص؛ والملفت أيضاً أن منظومة الحماية الروسية “إس 300” التي نصبتها روسيا على الساحل السوري قرب قاعدة حميميم الجوية لم تعط ِ أي إنذار للقوات السورية عن الطائرات المغيرة، ما يعني أنها غضت الطرف عن الغارة، إن لم نقل إنها حصلت بضوء أخضر روسي، بعد زيارة نتنياهو إلى موسكو، ما يطرح مجموعة أسئلة عن التنسيق بين إسرائيل وروسيا، في مقابل التباين، إن لم نقل الخلاف الذي بدأ يتصاعد بين إيران وروسيا في سورية، والذي بدأ بالظهور الواضح، اعتباراً من “صفقة حلب” بين روسيا وتركيا.
استهداف إسرائيل “أسلحة حزب الله” في سورية، والإعلان عن ذلك رسمياً في بيان الناطق باسم “جيش الاحتلال”، خلافاً للمرّات السابقة؛ وإطلاق المضادات الأرضية باتجاه الطائرات المغيرة هذه المرة خلافاً أيضاً لكل المرات السابقة، يفتح النقاش على أسئلة كثيرة، قد تتيح المجال لاستقراء المرحلة المقبلة، أو الأيام المقبلة.
قبل أيام، كشف أحد مساعدي قائد الحرس الثوري الإيراني أن بلاده بنت مصانع لإنتاج الصواريخ في لبنان تحت الأرض. وقبلها بمدة، جرى تسريب أخبارٍ عن استلام حزب الله لمجموعة صواريخ متطوّرة من نوع “ياخونت”. وبعدها، توعّدت الـ “مليشيات” العراقية التي تقاتل في سورية بفتح جبهة الجولان لمقاتلة إسرائيل، فيما توعّد أمين عام حزب الله في لبنان، حسن نصرالله، في خطابٍ له، بقصف كل أنحاء فلسطين المحتلة، بما في ذلك مفاعل ديمونة النووي. وفي مقابل ذلك، هدّد وزير “الدفاع” الإسرائيلي بتدمير البنية التحتية في لبنان، واعتبر الجيش اللبناني هدفاً في أية حرب مقبلة مع حزب الله، فيما عملت الدعاية الإسرائيلية على تضخيم قدرة حزب الله وخطره العسكري.
وفي مكان آخر، كانت الولايات المتحدة الأميركية الجديدة برئاسة، دونالد ترامب، تضع عدداً من مسؤولي ومؤسسات حزب الله على لوائح الإرهاب، بينما شدّد أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس “على ضرورة الالتزام بالقرار 1701 الذي يحافظ على الهدوء على طرفي الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة”، وأشار إلى أن سلاح حزب الله يهدد الاستقرار في لبنان والمنطقة، فهل يعني هذا كله أن تلك التصريحات والمواقف من كلا الجانبين تمهّد المسرح للحرب المقبلة؟ وماذا عن لبنان فيها؟
المفارقة في كل هذا الجو أن رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال عون، دافع عن سلاح حزب الله في مقابلة له مع تلفزيون مصري قبيل زيارته، أخيرا، إلى مصر، مع علمه بأن هذا السلاح شكّل، على الدوام، مادة خلافية في لبنان، ومنحه غطاءً شرعياً، عندما اعتبر أن الجيش اللبناني لا يملك القدرة الكافية للدفاع عن لبنان أمام أي عدوانٍ إسرائيلي.
ثمّة في لبنان من يبدي الآن قلقه من عدوان إسرئيلي جديد يدمّر البنية التحتية، ويدمّر معها كل الإنجازات، وقد تكون إحدى ارتداداته دخول لبنان في حربٍ أهليةٍ جديدةٍ، نجا منها طوال السنوات الماضية، خصوصا في ظل الانقسام الذي تعيشه الساحة السياسية اللبنانية، وفي ظل حالة التوتر والاحتقان المذهبي الذي تعيشه البلاد على خلفياتٍ وملفاتٍ كثيرة، منها ما يتصل بالأزمة السورية، ويرى هؤلاء أن لبنان لا يحتمل اليوم الوقوف إلى جانب أيٍّ من المحاور المتقاتلة، أو تلك التي تتوعّد بعضها بالقتال.
أمام هذا المشهد الملبّد بالغيوم السوداء، وأمام انسداد أفق الحل السياسي في سورية، وأمام الرسائل التي يتبادلها بعض الأطراف في المنطقة، وفي ظل حالة الاحتقان وحروب الوكالات في أكثر من بلد عربي، يبدو أن لبنان سيكون عرضةَ، أكثر من أي وقت مضى، لدخول حالة الفوضى والحروب التي تجري في المنطقة، خصوصا وأن اللبنانيين لم يتعلموا إلى الآن من شرور حالات الانقسام التي يعيشونها ونتائجها.
العربي الجديد
عن رسائل الغارة الإسرائيلية الأخيرة/ محمد برهومة
لا تقوى سورية حالياً على تغيير قواعد الاشتباك مع إسرائيل. هذه الحقيقة لا تقلل من أهمية الردّ الصاروخي السوري على الغارة الإسرائيلية فوق تدمر يوم الجمعة الماضي. كان الردّ مفاجئاً، وشكّل تحولاً في نمط الاستجابة السورية منذ ست سنوات، فضلاً عن أنه كسر صمت الجيش الإسرائيلي، الذي اعترف هذه المرة بقصف أهداف في الداخل السوري.
أسئلة الرد الأساسية تدور حول دلالات الضوء الأخضر الذي أعطته موسكو لدمشق. هنا ينبغي التذكّر أن الأولى أعطت، قبل الغارة الإسرائيلية، مؤشرات إلى أنها لا ترغب في أنْ يكون المعادل الموضوعي لصداقتها الحميمة مع إسرائيل – بنيامين نتانياهو عداوة موسكو لدمشق أو طهران، تلك «حِسبةٌ مختلفة». ظهر هذا في لقاء نتانياهو – بوتين في التاسع من الشهر الجاري، حيث نُقل عنه قوله: «ها هي إيران اليوم وريثة بلاد فارس تواصل السعي إلى تدمير الدولة اليهودية. وهم يقولون ذلك بشكل واضح جداً ويكتبونه على صواريخهم الباليستية»، فردّ عليه بوتين باقتضاب «نعم، إلّا أن ذلك كان في القرن الخامس قبل ميلاد المسيح، ونعيش اليوم في عالم مختلف. لنتكلم عنه».
مؤشر آخر تمثل في نفي الكرملين تقارير إعلامية تحدثت، في سياق زيارة نتانياهو المذكورة، عن موافقة موسكو على عمليات إسرائيلية ضد حزب الله من الأجواء السورية. وما أكّد هذه المؤشرات، بعد الغارة، استدعاء موسكو للسفير الإسرائيلي لديها.
من المحتمل أن تكون الغارة الإسرائيلية اختباراً لحدود القبول والرفض الروسي لرغبة إسرائيلية في أن تكون الساحة السورية، بالنسبة إلى تل أبيب، مشابهة لما هو عليه الحال في جنوب لبنان: أيْ حرية التحرك العسكري هجوماً واستباقية واستطلاعاً. قد يقتضي هذا الفهم، إن صحّ، تمييزاً بين سورية المحسوبة على إيران وسورية المحسوبة على روسيا، مثلما هو التمييز بين لبنان – الرسمي، ولبنان – حزب الله. في هذا السياق، يُستعاد كلام وزير الدفاع الإسرائيلي، إفيغدور ليبرمان، الذي قال إن تل أبيب «غير معنية بخلق أي مشكلات مع روسيا» في سورية، التي هددها بتدمير دفاعاتها إنْ تصدت ثانية للمقاتلات الإسرائيلية التي تستهدف منع تهريب أسلحة نوعية لحزب الله.
موسكو لن تتنازل من دون مقابل عن دور «القوة المُقرّرة» في سورية، وعن دور «القوة العظمى القادرة على إدارة شركاء متناقضين» في الملف السوري، من تركيا فإيران فالنظام السوري وصولاً إلى إسرائيل والأردن، وكذلك الجانب الكردي.
إذا كان الضوء الأخضر الروسي لدمشق بالرد على الغارة الإسرائيلية يمسّ، أيضاً، التحالف الأميركي – الإسرائيلي، فإنه، بهذا المعنى، قد يكون رسالة للضغط على دونالد ترامب بتذكيره بالأوراق والقدرة التي تحوزها موسكو في دمشق، وتستدعي جلوس واشنطن وموسكو لعقد التفاهمات والتسويات وإجراء المساومات، وفي صلبها ضمان أمن إسرائيل.
* كاتب أردني
الحياة
لا حرب ولا مَن يحارِبون!/ موناليزا فريحة
تزايدت أخيراً المناوشات الاسرائيلية – السورية في سماء سوريا وعلى أرضها. بعد الاحتكاك الجوي الخطير يوم الجمعة الماضي، وردت تقارير عدة عن غارة اسرائيلية على سيارة في ريف القنيطرة، وغارة أخرى لم تتأكد على منطقة القلمون، ونشر الاعلام الحربي صوراً قال إنها لطائرة استطلاع أسقطها الجيش السوري بعد خرقها الأجواء السورية في ريف القنيطرة الجنوبي.
ومع هذه المناوشات، ارتفعت نبرة الخطاب بين الجانبين. وتوعد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، بتدمير أنظمة الدفاع الجوي السورية، إذا أطلقت مجدداً صواريخ في اتجاه الطائرات الإسرائيلية، بينما أكد السفير بشار الجعفري، مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، أن سوريا غيرت قواعد اللعبة مع إسرائيل بعد الغارات الأخيرة.
تقول إسرائيل إن غاراتها في سوريا تهدف إلى منع “حزب الله” من تخزين أسلحة متطورة يستخدمها ضدها في أي حرب مقبلة. لكن الغارات الاسرائيلية المتزايدة على سوريا والتصعيد في الرد السوري، بدآ يثيران تكهنات عن مواجهة محتملة بين البلدين اللذين تحاربا على أرض لبنان وأبقيا جبهتهما المشتركة من الأكثر أماناً بين بلدين عدوين. ويحاول الاعلام الاسرائيلي الايحاء بأن ما يحصل في سوريا هو معركة على الحرب المقبلة، وأن إيران و”حزب الله” أطلقا هذه المعركة في مسعى لتحويل سوريا جبهة جديدة ضد إسرائيل، إذا نشبت حرب بين أي منهما وإسرائيل.
الأكيد أن اسرائيل قلقة جداً من فتح جبهة ضدها في الجولان، علماً أن قلقها من جبهة كهذه يعود الى مطلع 2015 عندما شنت غارة على المنطقة قتلت فيها قادة عسكريين، بينهم جهاد مغنية. لكن اسرائيل ترصد جهوداً ايرانية جديدة في هذا الاتجاه دفعت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الى لقاء الرئيس الروسي للمرة الخامسة منذ بدء التدخل الروسي في سوريا لاقناعه بمنع خطط ايرانية كهذه. وما تخشاه اسرائيل تحديداً لم يعد يقتصر على استخدام الجبهة الأمامية للجولان قاعدة يمكن إطلاق عمليات وصواريخ منها، وإنما تحويل سوريا كلها قاعدة جديدة لعمليات “حزب الله” وإيران. ما يقلق اسرائيل في رأي المحلل العسكري الاسرائيلي رون بن يشائي هو أن يكون “حزب الله” وايران يسعيان الى إقامة منطقة عمليات يحظيان فيها بحماية المنظومات الصاروخية والمضادات الأرضية السورية، وكذلك بحماية روسيا، وخصوصاً في ظل اعتقاد سائد أن إسرائيل لن تتجرأ على شن هجمات قرب أماكن وجود القوات الروسية.
الأمر الثابت أن خيار الحرب بين سوريا واسرائيل ليس وارداً بالنسبة الى روسيا. وهي استدركت الاحتكاك الروسي – الاسرائيلي الاخير باستدعائها السفير الاسرائيلي. وحتى الرئيس السوري بشار الاسد اعتبر أن روسيا يمكن أن تضطلع بدور وسيط بين بلاده والدولة العبرية. أما جنرالات اسرائيل فعندما يهددون فيتوعدون بأن لبنان، لا سوريا، سيكون عنوان الحرب المقبلة.
النهار