أحداث الخميس 30 كانون الثاني
2014
الإبراهيمي يطلب من الوفدين تصوراً للهيئة الانتقالية
لندن، جنيف، نبويورك، موسكو – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
وافق وفدا النظام السوري والمعارضة على اعتبار بيان «جنيف 1» أساساً للمفاوضات الحالية بينهما. لكن الوفد الحكومي ركز على «وقف العنف ومحاربة الإرهاب»، في مقابل تمسك وفد «الائتلاف الوطني السوري» بهيئة الحكم الانتقالية، ما دفع المبعوث الدولي- العربي الأخضر الإبراهيمي إلى تقديم تصوره لهيئة الحكم، وطلب من كل من الطرفين أن يقدم وجهة نظر مفصلة حول الموضوعات الواردة فيها.
وأفادت معلومات من موسكو بأن خبراء روساً وأميركيين اتفقوا امس على زيادة الضغط على الوفدين. وأوضح مصدر في العاصمة الروسية: «اتفقنا على أنه ينبغي علينا قبل أي شيء تعزيز التعاون بيننا وزيادة الضغط كي يعملا (الجانبان) سوية بمزيد من النشاط للتوصل إلى تسوية».
وكان الوفدان عقدا جلسة من المحادثات في الصباح في غرفة واحدة، إضافة إلى جلسة ثانية من المشاورات المنفردة مع الإبراهيمي، الذي قال في مؤتمر صحافي: «لأكون صريحاً، لا أتوقع أن يتم إنجاز شيء نوعي» في نهاية الجولة الجمعة، مضيفاً: «هناك كسر للجليد، ببطء، لكنه ينكسر».
وكشفت مصادر مطلعة لـ «الحياة» أن الإبراهيمي قدم ورقة إلى الوفدين تضمنت «محاور رئيسية لهيئة الحكم الانتقالي» وأنه طلب من كل طرف تقديم وجهة نظر مفصلة حول الموضوعات الواردة فيها: «حجم الهيئة وطريقة تشكيلها واختيار أعضائها وآليات عملها وصلاحياتها وعلاقتها بالمؤسسات الأمنية والعسكرية وطريقة اختيارها».
وجاء تدخل الإبراهيمي بعد إصرار الوفد الحكومي على مناقشة جنيف بحسب ترتيب بنوده بدءاً بـ «وقف العنف»، مقابل طرح الوفد المعارض أولوية بحث تشكيل هيئة حكم انتقالية. ما قد يحول المفاوضات إلى حوار طرشان.
في موازاة ذلك، اعتبر مدير الاستخبارات الأميركية ( سي آي إي) جيمس كلابر، أن النظام السوري الذي يجري تفكيك أسلحته الكيماوية «قادر على الأرجح على القيام بإنتاج محدود» لأسلحة بيولوجية. وقال كلابر في شهادة مكتوبة إلى لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ: «نعتقد أن عناصر من برنامج الأسلحة البيولوجية السورية تجاوزت مرحلة البحث والتطوير، وأن سورية قادرة على الأرجح على القيام بإنتاج محدود» لهذه الأسلحة.
وهي المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول أميركي كبير بصراحة عن الخطر المحتمل المتمثل بأسلحة بيولوجية قد تكون لدى نظام الأسد، فقد اكتفى المجتمع الدولي في هذه المرحلة بالضغط على النظام كي يتخلص من مخزونه من الأسلحة الكيماوية التي استخدمت مرات عدة منذ بداية النزاع، ويفترض أن يتم إتلافها بحلول 30 حزيران (يونيو) المقبل.
وفي نيويورك، جددت دول غربية في مجلس الأمن بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية العمل على طرح مشروع قرار إنساني في شأن سورية في المجلس في ضوء تعثر المفاوضات في جنيف المتعلقة بفك الحصار عن حمص (وسط) ومناطق محاصرة أخرى. وقال ديبلوماسيون في المجلس إن «مشروع القرار مكتمل العناصر ويتضمن التأكيد على ضرورة فتح الحكومة السورية الطريق أمام المساعدات الإنسانية والسوريين المحاصرين في حمص وريف دمشق ومخيم اليرموك وأماكن أخرى». وأكدت المصادر أن مشروع القرار مدعوم من غالبية أعضاء المجلس.
ومن المقرر أن يستمع المجلس في ١٣ الشهر المقبل إلى مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس للاطلاع على جهود إيصال المساعدات.
وأبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المجلس أمس، أن الحكومة السورية لم تلتزم الجدول الزمني المحدد لنقل المواد المتصلة بأسلحتها الكيماوية من أماكن تخزينها إلى ميناء اللاذقية. وقال بان في تقرير، إن لدى الحكومة السورية «ما يكفي من المواد والمعدات اللازمة لتنفيذ عمليات نقل برية متعددة لكفالة التعجيل في إزالة الأسلحة الكيماوية». وأضاف: «بما أن أي عملية نقل لم تتم حتى الآن، فإن عملية القضاء على برنامج الأسلحة الكيماوية السورية أصبحت متأخرة عن موعد إنجازها المحدد». وقال إنه من المقرر أن يعقد خبراء سوريون وأميركيون وروس اجتماعاً في مقر المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية في الأسبوع الأول من الشهر المقبل المقبل لبحث «طرائق تدمير مرافق إنتاج الأسلحة الكيماوية السورية».
ميدانياً، دان «الائتلاف» في بيان «استمرار نظام الأسد في استخدام العنف والقصف العشوائي بشكل ممنهج ضد المدنيين الأبرياء في سورية، حيث أفاد ناشطون بمقتل 15 مدنياً على الأقل (أول من) أمس في حي الميسر في حلب و15 آخرين اليوم في حي المعادي في حلب عندما شنت طائرات النظام الحربية غارات متتابعة وألقى طيران الأسد براميل متفجرةً على الحيَّيْن، كما ألقت مروحيات النظام صباح اليوم أكثر من 20 برميلاً متفجراً على مدينة داريا في ريف دمشق، ما أسفر عن سقوط عشرات الجرحى ووقوع دمار كبير في الأبنية والمحال التجارية».
الابراهيمي: لا تغيير في مواقف الوفدين السوريين
سويسرا – يو بي أي
أعلن المبعوث الأممي والعربي لسورية الأخضر الابراهيمي، أن “لا تغيير في مواقف الوفدين السوريين بعد جلسة اليوم الخميس التي عقدت في جنيف”.
وقال الابراهيمي في مؤتمر صحفي في جنيف، إن “لا تغيير في مواقف الوفدين السوريين بعد جلسة اليوم”.وأوضح “أننا متفقون على ان الإرهاب منتشر في سورية”، بدون الاتفاق على سبل التعامل معه.
وأشار إلى أن” جلستنا الأخيرة ستعقد صباح الغد”، معرباً عن أمله بأن “نستخرج العبر مما قمنا به في الفترة الأخيرة”.
وأوضح أن “مباحثات وفدي النظام السوري والائتلاف الوطني السوري المعارض في جنيف شهدت لحظات عصيبة وأخرى واعدة”، مشيراً إلى أنه “سيتم التحضير للجلسات القادمة في وقت لاحق”.
وفي حديثه عن الوضع الانساني في سورية، قال “نجحنا اليوم في إدخال 600 سلة غذائية الى مخيم اليرموك المحاصر”، مؤكداً العمل على تحقيق تقدم في حمص، غير أنه أعرب عن إحباطه لعدم التوصل لحلول لها، معتبرا أن ما يجري فيها “يمكن اعتباره حالة حرب اهلية”.
وأشار إلى انه “طلب من الاتحاد الاوروبي منذ أشهر إعادة النظر بالعقوبات المفروضة على الشعب السوري”.
وكان المتحدث باسم الائتلاف السوري المعارض، لؤي صافي، قال في وقت سابق اليوم، إنه لا يمكن المضي في النقاط الأمنية باتفاق “جنيف 1″، قبل إنهاء موضوع تشكيل هيئة انتقالية في سورية.
ولفت إلى وجود خلاف مع النظام السوري حول “جنيف1” وبنوده، في حين ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن وفد الحكومة اعتبر رفض وفد الإئتلاف لبيان مكافحة الإرهاب “دليلاً فاضحاً على دعمهم للـ”إرهاب”، وسيرهم عكس تطلعات الشعب السوري، وتهديد أمنه، وأمانه”.
البيت الأبيض: على سورية تكثيف جهودها لنقل “الكيماوي“
وارسو – أ ف ب
قال وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل ان “واشنطن قلقة من تأخير سورية تسليم اسلحتها الكيماوية الخطيرة”.
وقال للصحافيين في العاصمة البولندية وارسو: “لا اعرف ما هي دوافع الحكومة السورية، وما اذا كان ذلك ناجم عن عجز ، او اسباب تاخرهم في تسليم تلك المواد”، مضيفاً ان “عليهم معالجة ذلك”.
وأكد متحدث باسم “البيت الابيض” أن “على سورية تكثيف جهودها لنقل الأسلحة الكيماوية إلى ميناء اللاذقية”، بعد تقرير عن أن أقل من خمسة بالمئة فقط من الترسانة الكيماوية نقل وأن “أعمال تدمير الأسلحة تأخرت عن موعدها”.
وقال جاي كارني للصحافيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية: “نظام الأسد هو المسؤول عن نقل تلك المواد الكيماوية لتسهيل اخراجها (من سورية). نتوقع منه الوفاء بالتزامه بعمل ذلك.”
محادثات “جنيف 2″ عالقة بين فكّي “الإرهاب”
بيروت، جنيف – “الحياة”، أ ف ب
وصلت محادثات “جنيف 2” بين وفدا الحكومة السورية والمعارضة الى “جدار مسدود” بعد تقدم وفد الحكومة خلال الجلسة المشتركة بمشروع بيان حول “مكافحة الارهاب” رفضته المعارضة، متهمة نظام الرئيس بشار الاسد بارتكاب “جرائم حرب” وبأنه سبب الارهاب.
وعقد الوفدان جلسة نقاش قبل الظهر تناولت مسائل العنف والارهاب، وفق ما ذكرت مصادرهما.
ووزع الوفد السوري بعد الجلسة نص بيان قال انه اقترح تبنيه، لكن وفد المعارضة رفضه.
ونص البيان على “وقف التمويل والتسليح والتدريب والايواء للارهابيين وتسهيل تدفقهم الى سورية”. كما دعا الى “العمل على نحو عاجل لمواجهة المجموعات الارهابية والقضاء عليها بهدف تحقيق الامن والسلام وعودة الهدوء والاستقرار الى سورية”.
كما دعا الافراد والدول الى “وقف كافة اعمال التحريض ونشر الفكر التكفيري والتعصب الديني”.
وشدد على وجوب ان “تضبط الدول المجاورة لسوريا حدودها بشكل فعال لوقف تدفق الارهابيين”.
في المقابل، وزع المكتب الاعلامي للوفد المعارض معلومات عن مجريات الجلسة جاء فيها ان وفد المعارضة حضر الى جنيف من اجل “إنهاء عمليات القتل عن طريق الانتقال من إرهاب الدولة إلى سورية الحرة، لكن النظام يريد الحديث عن الإرهاب”، مضيفة ان وفد المعارضة قال داخل جلسة اليوم “إن براميل القنابل هي إرهاب، تجويع السكان حتى الموت ارهاب، التعذيب والاعتقال هي أيضا إرهاب”.
وقال مصدر في الوفد المعارض ان فريقه يعتبر ان ” أكبر إرهابي في سورية هو بشار الأسد”، وان الوفد شدد على ان مقاتلي المعارضة هم الذين يحاربون تنظيم القاعدة في سورية، من خلال المعارك بينهم وبين تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام.
وقال عضو وفد المعارضة لؤي صافي للصحافيين بعد الجلسة، ان الوفد عرض “وثائق” وصوراً عن “المجازر” التي ارتكبها النظام.
وقال “عرضنا ملفات كاملة والتقرير الذي صدر اليوم عن منظمة هيومان رايتس ووتش”.
وأشار إلى إنه “لا يمكن المضي في النقاط الأمنية باتفاق “جنيف 1” قبل إنهاء موضوع تشكيل هيئة انتقالية في سورية، لافتاً إلى “وجود خلاف مع النظام السوري حول “جنيف1″ وبنوده”.
وكشفت مصادر مطلعة لـ “الحياة” أن الإبراهيمي قدم ورقة إلى الوفدين تضمنت “محاور رئيسية لهيئة الحكم الانتقالي” وأنه طلب من كل طرف تقديم وجهة نظر مفصلة حول الموضوعات الواردة فيها: “حجم الهيئة وطريقة تشكيلها واختيار أعضائها وآليات عملها وصلاحياتها وعلاقتها بالمؤسسات الأمنية والعسكرية وطريقة اختيارها”.
هذا وأعلنت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إن السلطات السورية سوت بالأرض آلاف المباني في سبع مناطق سكنية في دمشق وحماة من دون هدف عسكري واضح سوى معاقبة المدنيين، الذين وُجد بينهم مقاتلون من المعارضة كانوا قد فروا بالفعل.
وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد من جهته للصحافيين ان البيان الذي تقدم به “وفد الجمهورية العربية السورية يعبر عن لغة متوافق عليها دوليا، ومن يرفض هذا البيان ليس سوريا بل هو ارهابي ويدعم الارهاب”.
وفي سياق أخر، برزت قضية “الكيماوي” السوري، بعد معلومات افادت بها مصادر مقربة من منظمة حظر الاسلحة الكيماوية ان “سورية لم تنقل الى خارج اراضيها سوى اقل من 5 في المئة من ترسانتها الاكثر خطورة”، مؤكدة انه “سيطلب من دمشق العمل بسرعة اكبر”.
وقال وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل ان “واشنطن قلقة من تأخير سورية تسليم اسلحتها الكيماوية الخطيرة”.
الوفد الرسمي السوري يقول إنه تقدم ببيان لمكافحة “الإرهاب” والإئتلاف المعارض رفضه
جنيف – يو بي أي
أعلن الوفد الرسمي السوري المفاوض في جنيف، أنه تقدم ببيان حول “مكافحة الإرهاب” في سورية، غير أن وفد الإئتلاف المعارض رفضه.
وقال الوفد الرسمي في بيان، إنه تقدم باقتراح لإصدار بيان ينص على “الإمتناع عن الدعم الصريح أو الضمني أو التمويل أو الإدارة لكل الأشخاص أو الكيانات الإرهابية”.
كما ينصّ على “العمل لوقف التمويل والتسليح والتدريب والإيواء للإرهابيين وتسهيل تدفقهم إلى سورية”، مشيراً إلى أن “رفض الوفد الآخر له يطرح تساؤلات ضخمة عن هؤلاء”.
ويدعو مشروع البيان إلى العمل على نحو عاجل لمواجهة “المجموعات الإرهابية والقضاء عليها بهدف تحقيق الأمن والسلام وعودة الهدوء والإستقرار إلى سورية”.
كما يدعو الجميع “أفرادا ودولاً إلى وقف كل أعمال التحريض ونشر الفكر التكفيري والتعصب الديني بكل صوره وأشكاله.. ويؤكد على أن “محاربة التنظيمات الإرهابية وطردها خارج سورية هدف وواجب كل سوري”.
وتضمن البيان 4 نقاط تشمل “العمل بشكل جدي ووثيق وفوري لمكافحة الإرهاب وملاحقة التنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية ووضع الآليات التنفيذية لتحقيق هذا الهدف”، ودعوة “الدول إلى تحمل مسؤولياتها والتزاماتها لوضع حد لتجنيد الإرهابيين والامتناع عن تسليحهم أو تدريبهم أو إيوائهم أو توفير ملاذات آمنة لهم”.
كما ينص على أن “تضبط دول جوار سورية حدودها بشكل فعال لوقف تدفق الإرهابيين والأسلحة”، بالإضافة إلى “تبادل المعلومات الأمنية المتعلقة بتحركات الإرهابيين وشبكاتهم ووثائق سفرهم والإتجار بالأسلحة والمتفجرات”.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن وفد الحكومة اعتبر رفض وفد الإئتلاف لبيان مكافحة الإرهاب “دليلاً فاضحاً على دعمهم للإرهاب وسيرهم عكس تطلعات الشعب السوري وتهديد أمنه وأمانه”.
لؤي صافي: هناك خلاف مع النظام حول “جنيف 1″ وبنوده
جنيف – يو بي أي
أشار المتحدث باسم الائتلاف السوري المعارض لؤي صافي إلى إنه لا يمكن المضي في النقاط الأمنية باتفاق “جنيف 1” قبل إنهاء موضوع تشكيل هيئة انتقالية في سورية، لافتاً إلى وجود خلاف مع النظام السوري حول “جنيف 1” وبنوده.
وقال صافي للصحافيين في جنيف بعد انتهاء الجلسة الصباحية من المفاوضات الجارية بين المعارضة السورية والنظام: “هناك خلاف كبير بيننا وبين النظام حول جنيف 1 وبنوده”، مشدداً على أنه “لا يمكن المضي في النقاط الأمنية باتفاق جنيف 1 قبل إنهاء موضوع الهيئة الإنتقالية”.
وأضاف أن الائتلاف يتجنب أي موضوع في الحوار “مخالف لهيئة الحكم الانتقالي”، وقال إن “النظام يتجنب أي حوار حول الجرائم ضد الإنسانية”، واتهمه بتصعيد القتل في سورية.
وأوضح صافي إن الحكومة السورية “لا تريد أن توقف العنف وتريد أن تبقي على رأس النظام”.
ولن تعقد اليوم جلسات مسائية للمتفاوضين، فيما من المنتظر أن يعقد المبعوث الأممي والعربي المشارك الأخضر الإبراهيمي في وقت لاحق اليوم مؤتمراً صحافياً حول مستجدات عملية التفاوض.
وتنتهي المرحلة الأولى من المفاوضات في جنيف يوم غد الجمعة، وقال الإبراهيمي أمس إنها لم تحرز تقدماً ملموساً تستأنف هذه المفاوضات بعد أسبوع.
وأعلن الوفد الرسمي السوري المفاوض في جنيف، أنه تقدم ببيان حول “مكافحة الإرهاب” في سورية، غير أن وفد الإئتلاف المعارض رفضه.
وقال الوفد الرسمي في بيان، اليوم إنه تقدم باقتراح لإصدار بيان ينص على “الإمتناع عن الدعم الصريح أو الضمني أو التمويل أو الإدارة لكل الأشخاص أو الكيانات الإرهابية”.
كما ينصّ على “العمل لوقف التمويل والتسليح والتدريب والإيواء للإرهابيين وتسهيل تدفقهم إلى سورية”، مشيراً إلى أن “رفض الوفد الآخر له يطرح تساؤلات ضخمة عن هؤلاء”.
ويدعو مشروع البيان إلى العمل على نحو عاجل لمواجهة “المجموعات الإرهابية والقضاء عليها بهدف تحقيق الأمن والسلام وعودة الهدوء والإستقرار إلى سورية”.
كما يدعو الجميع “أفرادا ودولاً إلى وقف كل أعمال التحريض ونشر الفكر التكفيري والتعصب الديني بكل صوره وأشكاله.. ويؤكد على أن “محاربة التنظيمات الإرهابية وطردها خارج سورية هدف وواجب كل سوري”.
وتضمن البيان 4 نقاط تشمل “العمل بشكل جدي ووثيق وفوري لمكافحة الإرهاب وملاحقة التنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية ووضع الآليات التنفيذية لتحقيق هذا الهدف”، ودعوة “الدول إلى تحمل مسؤولياتها والتزاماتها لوضع حد لتجنيد الإرهابيين والامتناع عن تسليحهم أو تدريبهم أو إيوائهم أو توفير ملاذات آمنة لهم”.
كما ينص على أن “تضبط دول جوار سورية حدودها بشكل فعال لوقف تدفق الإرهابيين والأسلحة”، بالإضافة إلى “تبادل المعلومات الأمنية المتعلقة بتحركات الإرهابيين وشبكاتهم ووثائق سفرهم والإتجار بالأسلحة والمتفجرات”.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن وفد الحكومة اعتبر رفض وفد الإئتلاف لبيان مكافحة الإرهاب “دليلاً فاضحاً على دعمهم للإرهاب وسيرهم عكس تطلعات الشعب السوري وتهديد أمنه وأمانه”.
“هيومن رايتس ووتش”: النظام السوري دمر المنازل باسم “العقاب الجماعي”
بيروت – رويترز
أعلنت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إن السلطات السورية سوت بالأرض آلاف المباني في سبع مناطق سكنية في دمشق وحماة من دون هدف عسكري واضح سوى معاقبة المدنيين الذين وُجد بينهم مقاتلون من المعارضة كانوا قد فروا بالفعل.
ونشرت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، صوراً التقطت بواسطة قمر اصطناعي قبل الهدم بعده، وأرفقتها بشهادة شهود في تقرير على موقعها على الانترنت.
وتقول المنظمة إن سورية هدمت عمداً ومن دون وجه حق آلاف المباني السكنية في العام، بدءاً من تموز (يوليو) 2012، وتقدر أن إجمالي المساحة المبنية التي دمرت يبلغ 360 فداناً وأن الكثير من المباني كانت عمارات سكنية يصل ارتفاع بعضها الى 8 طوابق.
وذكرت أن الاحياء التي شهدت أعمال الهدم هي مشاع الاربعين ووادي الجوز في حماة والقابون والتضامن وبرزة ومطار المزة العسكري وحران العواميد في دمشق وبالقرب منها.
ولم يتسن لـ”رويترز” حتى الآن الاتصال بالسلطات السورية للتعليق على ما جاء في التقرير. ونقلت المنظمة الدولية في تقريرها عن مسؤولين سوريين ووسائل إعلام موالية للحكومة قولهم إن عمليات الهدم شكلت جزءاً من جهود التخطيط العمراني او ازالة المباني المقامة بالمخالفة للقانون.
لكنها قالت إن “ظروف” عمليات الهدم تظهر أنها لم تكن تخدم اي غرض عسكري ضروري “وبدت وكأن القصد منها هو معاقبة السكان المدنيين” الذين يعيشون في مناطق وُجد فيها مقاتلو المعارضة سابقاً.
وأضافت أن عمليات الهدم كانت في بعض الاحيان تجري “في نطاق مواقع حكومية عسكرية او استراتيجية كانت قوات المعارضة قد هاجمتها. وعلى رغم ان السلطات ربما كانت لها مبرراتها في اتخاذ بعض الاجراءات المستهدفة لحماية هذه المواقع العسكرية او الاستراتيجية، فإن تدمير المئات من المباني السكنية على بعد كيلومترات من هذه المواقع في بعض الحالات يبدو غير مناسب”.
وقالت إن الهدم يخالف قوانين الحرب المعترف بها دولياً، والتي تحظر استهداف المقاتلين للمدنيين، وأضافت أنه يجب محاسبة السلطات السورية.
وقال الباحث في المنظمة اوليه سولفانج: “لا يجوز لأحد أن ينخدع بمزاعم الحكومة أنها تقوم بالتخطيط العمراني في وسط نزاع دموي فهذا عقاب جماعي لتجماعت سكانية يشتبه في تأييدها للتمرد”.
الحرب السورية وسوء التنظيم يفاقمان البطالة في لبنان والأردن
بيروت – هيثم الطبش
تلقي الحرب السورية بظلال ثقيلة على الوضع الاقتصادي بمفاصله المختلفة، ليس في سورية وحسب بل في دول الجوار التي طاولتها شظايا الاقتتال الدائر منذ ثلاث سنوات. وإذا كانت اقتصادات دول الجوار تتسم بالضعف إجمالاً فإن الحرب السورية أتت على مقدرات الدولتين الأقرب، لبنان والأردن، فساهمت في خفض نمو ناتجهما المحلي وضاعفت أزمة البطالة لديهما، من خلال حركة النزوح الكثيفة إليهما وانخراط القوة العاملة من النازحين في منافسة غير شرعية تركت بصمة في سوقي العمل في البلدين.
الأرقام السلبية والتداعيات الأسوأ لا تشي بأن الأمور ذاهبة في اتجاه الحلحلة قريباً، خصوصاً في ظل انعدام أفق الحل السياسي، وحتى إشعار آخر تبقى البطالة في لبنان تناهز مستوى 20 في المئة وتصل في الأردن إلى 27 في المئة وتتجاوز الـ50 في المئة في سورية.
في هذا المجال، شدد الخبير الاقتصادي غازي وزني في حديث إلى «الحياة» على أن الاقتصاد اللبناني لا يخلق فرص عمل، وأشار إلى أن 23 – 24 ألف خرّيج جامعي يدخلون إلى سوق العمل سنوياً في حين لا يوفر الاقتصاد سوى خمسة آلاف فرصة. وقال: «50 في المئة من الخريجين الشباب يفضلون الهجرة لتأمين مستقبل أفضل».
وفي ظل غياب الأرقام الرسمية والإحصاءات حول البطالة في لبنان قدّر وزني النسبة بنحو 20 في المئة، لافتاً إلى أنها ترتفع بين الشباب إلى نحو 26 في المئة.
وعن مدى تأثير أزمة النازحين السوريين في سوق العمل، أشار إلى أن وجود العمّال السوريين ليس جديداً لكنه كان يتركز في قطاعي الزراعة، موسمياً، والبناء. وأضاف: «حالياً النازحون السوريون دخلوا إلى كل القطاعات بما في ذلك المهن الحرة كالطب والهندسة، وأصبحت اليد العاملة السورية تنافس اللبنانية بشكل كبير وغير مشروع، خصوصاً أن هؤلاء العمّال لا يسددون اشتراكات للضمان الاجتماعي ولا يدفعون ضرائب ملزمة كما هي حال اللبنانيين، ما يساهم في خفض أجورهم وتعزيز المنافسة غير المشروعة».
وأوضح أن محاولة وزارة العمل إنشاء مكتب يكافح العمالة غير المشروعة لم تكن موفقة لسببين، الأول أن النازحين السوريين موزعون على كل الأراضي اللبنانية بشكل غير منظم ويصعب إحصاؤهم، والثاني هو ضعف إمكانات الوزارة.
وتابع وزني: «التقديرات السابقة كانت تشير إلى وجود 400 ألف عامل سوري تقريباً واليوم مع وجود نحو 1.3 مليون نازح سوري في لبنان يمكن الحديث عن وجود حوالى 450 ألف عامل بينهم يضافون إلى الـ400 ألف السابقين ما يرفع إجمالي العدد إلى 850 ألفاً، ويزيد البطالة بين اللبنانيين بحوالى 140 ألف عاطل من العمل».
بيانات وأرقام
ووفق «اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لدول غرب آسيا» (إسكوا) فإن الأزمة السورية أدّت إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي السوري 31 في المئة في 2012 و7 في المئة العام الماضي، وهي من أسباب تراجع أداء النمو في الناتج المحلي في لبنان، إذ تراجع النمو من سبعة في المئة قبل الأزمة، إلى 1.5 في المئة عام 2011، و1.2 في المئة في عام 2012.
ورأت أن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في لبنان، سيتراجع 20 في المئة في حال لم تستوعب سوق العمل اللاجئين السوريين ولم يجلبوا إلى الاقتصاد موارد إضافية.
الداخل السوري
ورأى الخبير الاقتصادي السوري جهاد اليازجي، أن سوق العمل في سورية تقلّصت بنحو 50 في المئة نتيجة الحرب الدائرة هناك، لافتاً إلى أن هذه السوق مرتبطة بالوضع الاقتصادي العام وهي تتقلص بسبب نزوح عدد كبير من الأيدي العاملة، أو سجن أعداد أخرى وانخراط البعض الآخر في المعارك. واعتبر أن العمّال السوريين النازحين إلى لبنان ينافسون مواطنيهم السوريين بالدرجة الأولى الذين كانوا موجودين في لبنان سابقاً، مشدداً على أن اليد العاملة السورية تتركز في القطاعات التي تتطلب كفاءة مهنية كقطاع البناء وليس في القطاعات التي تتطلب كفاءات إدارية أو علمية.
وأشار إلى أن الاقتصاد السوري تضرر بشدة في المناطق التي تشهد معارك وقال: «حتى المناطق حيث لا قتال، لم تشهد استثمارات لا حكومية ولا خاصة، وبالتالي فإن اقتصادها يقوم حالياً على ارتفاع الاستهلاك المحلي وتحديداً للمواد الغذائية، وهذه المناطق تعاني أيضاً، وبالتالي فإن سوق العمل فيها قد لا تكون تأثرت بالدرجة ذاتها، والاقتصاد هناك ليس قادراً على خلق فرص عمل إضافية».
ولفت إلى أن النساء والأطفال يشكّلون 75 في المئة من النازحين، ما يعني أن اليد العاملة لا تتجاوز نسبة 25 في المئة من الأعداد النازحة، وأوضح أن السنوات المقبلة ستكون صعبة جداً إذا استمر القتال، معتبراً أن إقرار وقف إطلاق نار لوقت طويل من شأنه أن يتيح استعادة جزء من الحركة الاقتصادية في بعض القطاعات خصوصاً في البناء والنفط والصناعة والزراعة، ما سيشجع المستثمرين على ضخ أموال في هذه القطاعات، مؤكداً أن إعادة الإعمار ستتيح فرص عمل عدة بعد الدمار الهائل الذي حلّ بسورية.
ووفق بيانات لـ «إسكوا» فإن معدل البطالة في سورية سيصل إلى 21 في المئة عام 2015 لو انتهى النزاع عام 2012، مقارنة بـ8.3 في المئة عام 2010، مع احتمال بلوغه مستوى الخطر عند 58.1 في المئة إذا استمرت الحرب حتى 2015.
الأردن
وقال أستاذ الاقتصاد في جامعة اليرموك الأردنية، قاسم حموري، أن البطالة في الأردن مشكلة مستعصية منذ عقود، لافتاً إلى أسباب أبرزها ضعف الاستثمارات المحلية والأجنبية ما يحرم الاقتصاد من القدرة على خلق فرص عمل جديدة، كما أن عجز الموازنة يُضعف القدرة على الإنفاق.
وشدد في حديث إلى «الحياة» على أن الفساد الإداري والمحسوبيات زادت الأمور سوءاً. وقال: «من أهم الأسباب التي تؤدي إلى تفاقم البطالة هي أن مخرجات التعليم لا تتناسب وحاجة سوق العمل والسبب في ذلك ضعف التخطيط في التعليم العالي».
وأوضح أن الأردن تعرّض إلى حركات نزوح كبيرة تاريخياً من فلسطين والعراق وحالياً من سورية، ما أدى إلى وجود ضغط على تقديم الخدمات وفاقم عجز الموازنة. وأضاف: «النازحون يزاحمون اليد العاملة الأردنية بسبب تدني أجورهم وغياب الحكومة عن تنظيم سوق العمل، وعلينا التنبه إلى أن النازحين السوريين يعملون في اقتصاد الظل وفي القطاع الخاص، ما يعيق عملية شملهم في إحصاءات محددة».
ورداً على سؤال عن نسب البطالة الحالية في الأردن قال: الأرقام الرسمية تشير إلى 13 في المئة لكن الدراسات المستقلة تظهر بلوغها 27 في المئة، كما نلاحظ أن الشباب لم يعد لديه الاندفاع للبحث عن عمل بسبب تفشي ظاهرة الواسطة والمحسوبية. وأكد أن نسب البطالة بين الخريجين تصل إلى نحو 30 في المئة وترتفع بين الإناث إلى 50 في المئة.
وطالب حموري بالبحث عن حلول عميقة لهذه الأزمة، وبالتعاون الإقليمي في هذا المجال، مشدداً على أهمية تسويـق اليد العاملة الأردنية في الخارج.
الإبرهيمي يتوقّع استمرار الفجوة الكبيرة في نهاية الجولة الأولى موفد النظام ركّز هجومه على فورد والائتلاف قدّم ورقة أولويات
العواصم – الوكالات
جنيف – موسى عاصي
لم يفاجئ الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي أحداً بإعلانه أنه لم ولن يتوصل الى إحراز أي تقدمٍ في هذه الجولة من المفاوضات السورية – السورية المستمرة حتى الجمعة. فالنتيجة معروفة قبل بدء جولة التفاوض الأولى وعنوانها، بحسب سيناريو الإبرهيمي، “كسر الجليد”، وقد نجح في ذلك الى حدٍ ما على رغم مخزون العداء الهائل بين الطرفين، والتوتر الشديد الذي يسود جلساتهما.
وفي انتظار الجولة الثانية التي توقعها الابرهيمي بعد نحو أسبوع، يبقى التعويل على الدور الضاغط المباشر لمرجعيتي الطرفين، روسيا والولايات المتحدة، من أجل ايجاد أرضية تسهّل على الابرهيمي الانطلاق في مرحلة ما بعد كسر الجليد.
في جلسة أمس، لم يقدم الوفد الحكومي قراءته لسبل تطبيق بيان جنيف 1 كما كان مقرراً، ورداً على سؤال لـ”النهار” اكتفى وزير الاعلام السوري عمران الزعبي بالقول: “اننا مع تنفيذ بيان جنيف1 بالكامل وبتراتبيته كما جاءت بالضبط، وأول بند في هذا البيان يقول بوقف العنف والإرهاب. أما تشكيل الهيئة الانتقالية فتأتي في البند الثامن، والرقم 1 قبل الرقم 8، الا إذا باتت الارقام تقرأ بالعكس”. وشكك مجدداً في القدرة التمثيلية للوفد المعارض المشارك في المفاوضات، معلناً أن الوفد السوري الحكومي طالب بتوسيع الوفد المفاوض ليشمل أطياف المعارضة السورية كافة “طبقاً للقرار الدولي الرقم 2118 الذي يقول بأن الحل يجب أن يشمل أطياف المعارضة كافة”. ودعا الوفد الائتلافي الى الاعتراف بأنه لا يمثل كل المعارضة.
وفي معلومات لـ”النهار” عن أجواء جلسة قبل ظهر أمس أن وفد النظام ركز هجومه على السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد، وقالت أوساط الوفد المعارض ان وفد النظام حاول نقل النقاش من نقاش يتناول تطبيق جنيف 1 الى اشتباك مع الاميركيين. وأوضحت أن الائتلاف السوري قدم ورقة تتضمن آلية لتطبيق جنيف1 بحسب الأولويات الآتية:
– تشكيل هيئة حكم انتقالية كضامن وحيد للتغيير في سوريا.
– وضع جدول زمني للمفاوضات وللمرحلة الانتقالية.
– اعادة هيكلة الأجهزة الأمنية والعسكرية (جيش وأمن ومخابرات) وفق معايير حقوق الانسان العالمية
– وضع جدول زمني لإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية.
– وضع دستور جديد للدولة السورية على اسس ديموقراطية تعددية.
– اجراء استفتاء شعبي على هذا الدستور.
– وضع قانون انتخابي جديد يمهد للعملية الانتخابية.
وصرّح عضو الهيئة السياسية للائتلاف السوري أحمد رمضان لـ”النهار” بأن وفد الائتلاف قدم رؤيته لتطبيق جنيف 1 و”على النظام أن يقدم ورقة نقاش من أجل أن نتمكن من المضي بهذه المفاوضات”. واتهم وفد النظام بمحاولة مناقشة قضايا جانبية، مؤكداً “أن محاولاته الاستعراضية لن تثنينا عن العمل من أجل تشكيل الهيئة الانتقالية”.
في هذه الأثناء، أكملت الديبلوماسية الأميركية دورة مسارٍ تبنته منذ اليوم الأول لجنيف 2، من خلال رفع حدة اللهجة المطالبة بتسليم السلطة الى هيئة حكم انتقالية ورحيل الرئيس السوري. ووجه السفير الاميركي من جنيف كلمة “الى الشعب السوري” بالعربية عبر موقع أحدى وسائل اعلام المعارضة، شدد فيها على أن تشكيل الهيئة الانتقالية هو من أهم بنود بيان جنيف 1، و”أن النظام السوري يرفض حتى الآن الدخول في مناقشة جدية حول هذا الموضوع”. ورأى أن التأخير في الافراج عن المعتقلين وإدخال المساعدات الى المناطق المحاصرة يتحمل مسؤوليته النظام، وأن ذلك قد يشكل “جريمة حرب”.
على صعيد آخر، تراوح محاولات حل الأزمة الانسانية في حمص القديمة مكانها، دونما تغيير، وفي معلومات لـ”النهار” أن الائتلاف السوري يصر على عدم تقديم أي لائحة باسماء المدنيين الذين يودون الخروج من المدينة، ويدعو لمرافقة المنظمات الدولية إياهم. ولم يتغير موقف النظام من ضرورة الحصول على اللائحة سلفاً “خوفاً من وجود مطلوبين بين المدنيين الخارجين”.
وبحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الأميركي جون كيري في الوضع في سوريا وتطور المفاوضات بين الوفدين السوريين الحكومي والمعارض، إلى قضايا دولية أخرى والعلاقات بين البلدين .
وفي وقت سابق، قال مصدر ديبلوماسي روسي في جنيف، إن خبراء الوفدين الروسي والأميركي اتفقوا على تشديد الضغط على طرفي النزاع في سوريا.
قصف قافلة لـ”داعش”
وفي تطور ميداني لافت، أوردت وسائل اعلام تركية ان الجيش التركي هاجم قافلة عربات لمقاتلين في سوريا من “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) رداً على اطلاق نيران عبر الحدود الثلثاء ودمر ثلاث عربات.
وبثت شبكة “ان تي في” للتلفزيون أن القوات التركية أطلقت النار على مواقع مقاتلي “داعش” في شمال سوريا بعد سقوط قذيفة هاون أطلقت من سوريا في الاراضي التركية خلال اشتباكات بين “داعش” و”الجيش السوري الحر”. وأضافت ان سيارة نقل صغيرة وشاحنة واوتوبيس دمرت في الرد التركي .
وبثت محطة “سي ان ان تورك” أن القوات التركية ردت بعد توجيه نيران اسلحة خفيفة الى عربتين للجيش التركي.
وفي تل ابيب، قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الميجر جنرال أفيف كوخافي إن بعض مقاتلي “القاعدة” الذين يذهبون إلى الحرب في سوريا لديهم قواعد في تركيا المجاورة ويمكنهم الوصول بسهولة إلى أوروبا من طريق تركيا الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي.
وفي لاهاي، أفادت مصادر مقربة من منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ان سوريا لم تنقل الى خارج أراضيها سوى اقل من خمسة في المئة من ترسانتها الكيميائية الاكثر خطورة، مشيرة الى أنها ستطلب من دمشق العمل بسرعة أكبر.
«معركة النهروان»: القوات التركية تقصف مواقع «داعش»
عبدالله سليمان علي
قبل الإعلان عن القرار السري للكونغرس الأميركي بالموافقة على استئناف إرسال شحنات الأسلحة إلى المعارضة «المعتدلة» في سوريا، كانت شهادات ميدانية من ريف حلب تتحدث عن وجود أسلحة جديدة مع عناصر «الجبهة الإسلامية» لم يشاهد مثلها من قبل.
وذكرت صفحة «الجهاد نيوز» المقربة من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في 26 كانون الأول الحالي أن «الدعم الأميركي ـــ السعودي لأحرار الشام بأسلحة متطورة يظهر في ريف حلب الشمالي لقتال الدولة» وذلك قبل تسريب الخبر من قبل وكالات الأنباء.
وهو ما يدفع إلى التساؤل: هل حسمت الإدارة الأميركية قرارها باعتبار «الجبهة الإسلامية» تنظيماً معتدلاً؟ وهل سبق ذلك حوار مع «الجبهة» أم أنه كان استشعاراً عن بعد؟
وتزامن الحديث عن وصول الأسلحة المتطورة مع إطلاق «الجبهة الإسلامية» وحلفائها، «جيش المجاهدين» و«أحرار سوريا» معركة جديدة ضد «داعش» أطلقوا عليها إعلامياً اسم «معركة النهروان»، في إشارة إلى معركة النهروان التاريخية التي قادها الخليفة علي بن أبي طالب ضد الخوارج. فبحسب أدبيات «الجبهة الإسلامية» فإن «داعش» هي خوارج هذا العصر، وطبعاً فإن «الدولة الاسلامية» يرد بالمثل ويزيد.
دلالات اسم المعركة تفضح حجم العداء بين الطرفين، رغم كل محاولات تجميله أو التخفيف منه، عبر إسباغ توصيفات شرعية عليه مستمدة من كتب التراث، كالبغي أو الظلم، لتلافي مقولة التكفير والتكفير المضاد. ففي ريف حلب وريف إدلب الجميع يكفر الجميع (من الفصائل المتحاربة)، والحرب الدائرة بين التنظيمات «الجهادية» بعضها ضد بعض تتحول بالنسبة إلى كل فصيل إلى حرب وجود، ولم يعد ثمة مجال لأي مبادرة للتسوية وإصلاح ذات البين، فقد كانت «مبادرة أمة» التي أطلقها الشيخ السعودي عبدالله المحيسني آخر عهد هذه التنظيمات بالمبادرات، ولم يبق إلا القتال وحده لحسم الخلاف في ما بينهم.
وكان مقتل حجي بكر، الذي وصفته السلطات العراقية بأنه رئيس أركان «الدولة الإسلامية» العسكري، واختطاف زوجته وأبنائه، إشارة مهمة الى أن الأمور في ريف حلب الشمالي وصلت إلى نقطة الانفجار الكبير، وأنه لا خطوط حمراء تحكم المعركة بين الطرفين، لا دم ولا عرض ولا مهاجرون ولا أنصار. سقط التاريخ كله في اختبار التسابق على السيطرة والهيمنة.
اندلعت الاشتباكات في حريتان وكفر حمرة وآسيا، حيث قال بيان «معركة النهروان» إنه يستهدف تحريرهما من سيطرة «داعش»، ووصلت إمدادات إلى «الجبهة الإسلامية» من جهة الأتارب، في محاولة لإحكام الطوق على «داعش» من كل المحاور. وسرعان ما غلبت على المعركة معادلة الكر والفر المتبادل، «داعش» ينسحب من منطقة باشكوي وجزء من تل مصيبين الى الملاح، و«الجبهة الإسلامية» تسيطر على آسيا في حريتان، وتبادل سيطرة على منطقة المخفر والساحة داخل البلدة.
في غضون ذلك، واستمراراً لمحاولة الضغط على المقاتلين الأجانب للتخلي عن «داعش» وعدم القتال إلى جانبه، أعلن «تجمع ثوار منطقة الأتارب الإسلامي»، في بيان، تسهيله خروج كل مهاجر كان ينتمي الى «الدولة الإسلامية إلى خارج الشام»، في حين قرر منع «الأنصار»، ممن بايعوا التنظيم، على الاجتماع ولو كانا شخصين، كذلك منعهم من حمل السلاح والقبضات، مؤكداً أن ذلك سيُعتبر تآمراً على المسلمين.
لكن المعركة تتوسع أكثر مما كان متوقعاً، وتمتد إلى مناطق من الريف الشرقي لحلب حيث أرسل تنظيم «الدولة الإسلامية» رتلاً من محور عيشة باتجاه بلدة الراعي الحدودية مع تركيا، والقريبة من مدينة الباب، وتحاول «الجبهة الإسلامية» صد تقدم الرتل، لكنه ينجح في الوصول إلى مشارف البلدة، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة.
وقد استشعرت السلطات التركية بالخطر القادم إلى حدودها من رتل «داعش»، وخصوصاً بعد تقدمه ووصول الاشتباكات إلى داخل البلدة، أي على مشارف الحدود تماماً. فتنتشر على الفور قوات الجيش والحرس التركي على طول الحدود الملاصقة مع بلدة الراعي القريبة منها، وتباشر بحفر خندق بعمق 4 أمتار على الطريق الحدودي بحسب مصادر إعلامية، وذلك في محاولة منها لمنع أي عملية تسلل إلى الأراضي التركية.
وفي مؤشر على مدى خطورة المعارك الجارية، قامت القوات التركية بقصف مواقع «الدولة الاسلامية» داخل الأراضي السورية، ودمرت 3 آليات وفيما اتهمت مصادر «داعش» القوات التركية بمساندة «الجبهة الإسلامية» ضدها، تبادلت «الجبهة» و«داعش» الاتهامات حول المسؤول عن ضرب القذائف باتجاه الأراضي التركية.
ولكن أيّاً يكن السبب، فإن تركيا تختبر مرة بعد أخرى، خطورة الانزلاق في المواجهات الدائرة على حدودها، ومن المتوقع أن يكون لهذا الاختبار الجديد صداه على الجبهة الداخلية التي يقودها رئيس الحكومة التركية طيب رجب أردوغان ضد معارضيه، والتي يشكل فيها «انفلاش الارهاب» العابر للحدود عنصراً أساسياً، ولا سيما في ظل الأنباء عن وقوع ثلاثة قتلى من الأتراك.
وبينما الاشتباكات لا تزال مستمرة، يبدو أن رياح «معركة النهروان» تسير بعكس ما اشتهت سفن «الجبهة الإسلامية»، إذ مع بداية الشهر الحالي، وتحديداً في الرابع منه، كان عناصر تنظيم «داعش» ينسحبون من بلدة اخترين التي تبعد حوالي 20 كيلومترا عن الراعي، ولكن مع اليوم الثالث من «معركة النهروان» استطاعوا العودة إليها، وإعلان سيطرتهم عليها بالكامل. كما سيطر «داعش» على بلدة سوسيان الفاصلة بين الريفين الشرقي والشمالي، وانتزع السيطرة من «لواء التوحيد» على حاجز تل جيجان الذي يعتبر موقعه مهما، كونه يفصل بين مدينة حلب والريف الشمالي، ما يعني قطع الإمدادات عن «الجبهة الإسلامية» من هذا المحور.
الابراهيمي: لا تغيير في مواقف الوفدين السوريين بعد جلسة اليوم بجنيف
جنيف ـ يو بي اي ـ أعلن المبعوث الأممي والعربي لسوريا، الأخضر الابراهيمي، أن لا تغيير في مواقف الوفدين السوريين بعد جلسة اليوم الخميس التي عقدت في جنيف.
وقال الابراهيمي في مؤتمر صحفي في جنيف، إن “لا تغيير في مواقف الوفدين السوريين بعد جلسة اليوم”.
وأوضح “أننا متفقون على ان “الإرهاب” منتشر في سوريا”، بدون الاتفاق على سبل التعامل معه.
وأشار إلى أن” جلستنا الأخيرة ستعقد صباح الغد”، معرباً عن أمله بأن “نستخرج العبر مما قمنا به في الفترة الأخيرة”.
وأوضح أن “مباحثات وفدي النظام السوري والائتلاف الوطني السوري المعارض في جنيف شهدت لحظات عصيبة وأخرى واعدة”، مشيراً إلى أنه سيتم التحضير للجلسات القادمة في وقت لاحق.
وفي حديثه عن الوضع الانساني في سوريا، قال “نجحنا اليوم في إدخال 600 سلة غذائية الى مخيم اليرموك المحاصر”، مؤكداً العمل على تحقيق تقدم في حمص، غير أنه أعرب عن إحباطه لعدم التوصل لحلول لها، معتبرا أن ما يجري فيها “يمكن اعتباره حالة حرب اهلية”.
وأشار إلى انه “طلب من الاتحاد الاوروبي منذ أشهر إعادة النظر بالعقوبات المفروضة على الشعب السوري”.
وكان المتحدث باسم الائتلاف السوري المعارض، لؤي صافي، قال في وقت سابق اليوم، إنه لا يمكن المضي في النقاط الأمنية باتفاق “جنيف 1″، قبل إنهاء موضوع تشكيل هيئة انتقالية في سوريا، لافتاً إلى وجود خلاف مع النظام السوري حول “جنيف1″ وبنوده، في حين ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن وفد الحكومة اعتبر رفض وفد الإئتلاف لبيان مكافحة الإرهاب “دليلاً فاضحاً على دعمهم للـ”إرهاب”، وسيرهم عكس تطلعات الشعب السوري، وتهديد أمنه، وأمانه”.
وفدا النظام والمعارضة السورية يناقشان “الإرهاب” ويقفون دقيقة حداد على أرواح شهداء سورية
جنيف- الأناضول: بدأت، صباح الخميس، جلسة مفاوضات جديدة بين وفدي النظام السوري والمعارضة في اليوم السابع على انطلاق مفاوضات “جنيف 2″ بين الطرفين، بحضور المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، وستتناول الجلسة مناقشة ملف “الإرهاب”، بحسب مصدر في الائتلاف السوري الذي يقود وفد المعارضة.
وبحسب مراسل (الأناضول) في جنيف، فإن الجلسة الصباحية بدأت الساعة (10.30) بتوقيت جنيف (9.30) تغ، بوقوف أعضاء وفدي النظام السوري والمعارضة دقيقة حداد على أرواح “الشهداء” في افتتاح الجلسة، التي ما تزال منعقدة حتى الساعة (10.45) تغ.
وقال مصدر دبلوماسي غربي، لوكالة الانباء الالمانية، ان “كبير مفاوضي وفد المعارضة هادي البحرة اقترح دقيقة صمت على أرواح شهداء سورية ولم يتمكن وفد النظام من التهرب من المقترح بعد أن نظر لهم الابراهيمي موحيا بضرورة الموافقة كون الشهداء من الطرفين سوريين”.
وقال مصدر في وفد المعارضة المشارك في المفاوضات، أن وفد المعارضة وافق على مقترح وفد النظام بتناول موضوع “الإرهاب” أولاً كأحد بنود بيان “جنيف 1″ الذي وافق النظام على مناقشته، أمس الأربعاء، “بنداً بنداً” بشرط أن تتم مناقشة بند “الإرهاب” قبل بند تشكيل “هيئة الحكم الانتقالي” الذي تطالب المعارضة بمناقشته أولاً.
وأوضح المصدر أن المعارضة وافقت على مناقشة “الإرهاب” على اعتبار أن النظام يمارس “إرهاب دولة”.
وبحسب المصدر نفسه، فإنه من المخطط أن يقدم ممثلي التركمان والأكراد في وفد المعارضة المفاوض إلى الوسيط الدولي “الابراهيمي”، وثائق تتعلق بـ”إرهاب الدولة” التي تمارسها قوات النظام السوري على مختلف أطياف الشعب، وفي المقابل من المنتظر أن يقدّم وفد النظام وثائق عن تجاوزات “فصائل إسلامية” يعتبرها “متطرفة” كجبهة النصرة، وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) المدرجتان على لائحة الإرهاب.
ولفت المصدر إلى أن وثيقة التركمان، التي من المقرر تقديمها خلال الجلسة، ستتناول “تضحياتهم خلال فترة الأزمة”، حيث تشير إلى أن التركمان فقدوا منذ اندلاع الأزمة مارس/ آذار 2011 وحتى اليوم نحو 30 ألف “شهيد”، بينهم نساء وأطفال ومثقفون، فضلاً عن المعتقلين، لم تحدد عددهم.
وتضيف الوثيقة إلى أن قوات النظام ارتكبت مجازر في عدة مناطق يقطنها التركمان، مثل “القصير” و”عقرب” و”الحولة” و”الزارة” بريف حمص، وحي “بابا عمر” في مدينة حمص، إضافة إلى مجزرة قرية “المتراس″ في طرطوس، ومجرزة “الحجر الأسود” في دمشق.
وتوضح الوثيقة أن قوات النظام لا تزال تواصل القصف بالصواريخ والمدافع والدبابات على مختلف المناطق في سوريا، وترتكب المجازر بوسائل متعددة من بينها الذبح بالسكاكين.
فيما لم يوضح المصدر ما احتوت عليه الوثيقة التي من المقرر أن يقدمها ممثلي الأكراد في وفد المعارضة المفاوض.
وأكد المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، أنه “لا تزال الفجوة كبيرة بين وفدي النظام والمعارضة السورية”، في مؤتمر صحفي عقده، مساء الأربعاء، مع نهاية اليوم السادس لمفاوضات (جنيف 2).
في المقابل قال لؤي صافي، المتحدث الرسمي باسم الائتلاف السوري المعارض، أن مفاوضات اليوم السادس لمؤتمر جنيف2، المنعقد حاليا في سويسرا، حققت “تقدما بسيطا”، من خلال التركيز على مناقشة بنود (جنيف 1)، والذي حاول النظام التملص منها مراراً.
وأوضح صافي، في مؤتمر صحفي عقده في جنيف، الأربعاء، أن “الفروق شاسعة بين المعارضة والنظام، خاصة فيما يتعلق بترتيب الأولويات، والقضايا الأمنية، وبالتحديد مسألة الإرهاب”.
وينص بيان مؤتمر (جنيف 1) الذي عقد في يونيو/ حزيران 2012 على تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، ووقت إطلاق النار والعنف، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، وضمان حرية تنقل الصحفيين، والتظاهر السلمي للمواطنين، إلا أن الخلاف على مصير بشار الأسد في مستقبل سوريا هو ما عطل تنفيذ أي من تلك المقررات، حتى اليوم.
هيومن رايتس ووتش تتهم الحكومة السورية بتدمير آلاف المنازل في دمشق وحماة
نيويورك- (يو بي اي): اتهمت منظمة (هيومن رايتس ووتش) السلطات السورية بهدم الآلاف من المباني السكنية في دمشق وحماة في عامي 2012 و2013 عمداً وبدون وجه حق.
ونشرت المنظمة الخميس، تقريراً بعنوان “التسوية بالأرض: عمليات الهدم غير المشروع لأحياء سكنية في سوريا في 2012-2013″، يوثق سبع حالات لعمليات هدم واسع النطاق بالمتفجرات والجرافات في ما اعتبر انتهاكاً لقوانين الحرب، حيث أنها “لم تكن تخدم أي غرض عسكري ضروري وبدت وكأنها تعاقب السكان المدنيين عن قصد، أو تسبّبت في أضرار كبيرة للمدنيين”.
وقال أوليه سولفانغ، باحث الطوارئ في المنظمة، إن “محو أحياء بأسرها من على الخريطة ليس من أساليب الحرب المشروعة، وتأتي عمليات الهدم غير المشروع هذه كأحدث إضافة إلى قائمة طويلة من الجرائم التي ارتكبتها الحكومة السورية”.
وأضافت (هيومن رايتس ووتش) أن على الحكومة السورية، كجزء من مفاوضات جنيف 2، أن تتعهّد بوضع حد فوري لعمليات الهدم التي تخالف القانون الدولي، وأن تعوّض الضحايا وتوفّر سكناً بديلاً لهم، وعلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن يحيل الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.
ووقعت الحالات السبع التي تم توثيقها بين تموز/ يوليو 2012 وتموز/ يوليو2013 في منطقتي مشاع الأربعين ووادي الجوز في حماة، ومناطق القابون، والتضامن، وبرزة، ومطار المزة العسكري، وحران العواميد في دمشق وبالقرب منها.
وقدرت المساحة الإجمالية للمباني المهدومة، استناداً إلى تحليل صور القمر الصناعي، بما لا يقل عن 145 هكتاراً ـ وهي مساحة تعادل نحو 200 من ملاعب كرة القدم. وكان الكثير من المباني المهدومة عمارات سكنية مكونة من عدة طوابق، وصل بعضها إلى ثمانية.
وقالت المنظمة إن آلاف العائلات “فقدت مساكنها نتيجة لعمليات الهدم هذه. أما المناطق المتضررة فكانت جميعها مناطق تعتبر معاقل للمعارضة”.
وأشارت إلى أن مسؤولين حكوميين وجهات إعلامية موالية للحكومة زعمت أن عمليات الهدم شكلت جزءاً من جهود التخطيط العمراني أو إزالة المباني المقامة مخالفة للقانون، “إلا أنها كانت تتم تحت إشراف قوات عسكرية وكثيراً ما تمت في أعقاب جولات من القتال في تلك المناطق بين قوات الحكومة والمعارضة”.
وأوضحت المنظمة أنه “لم تجر عمليات هدم مشابهة في المناطق المؤيدة بصفة عامة للحكومة، رغم أن الكثير من منازل تلك المناطق تم تشييدها بدورها بالمخالفة للقانون وبدون التصاريح اللازمة”.
ويستند التقرير إلى تحليل تفصيلي لـ15 صورة “عالية الوضوح” التقطتها أقمار صناعية تجارية، وإلى مقابلات مع 16 شاهداً على عمليات الهدم ومع أصحاب المنازل المدمّرة.
وقال سولفانغ “لا يجوز لأحد أن ينخدع بمزاعم الحكومة أنها تقوم بالتخطيط العمراني في وسط نزاع دموي، فهذا عقاب جماعي لتجمعات سكانية يشتبه في تأييدها للتمرّد”.
وأضاف أن “على مجلس الأمن عن طريق الإحالة إلى المحكمة الجنائية الدولية، أن يرسل رسالة واضحة مفادها أن عمليات التستر وإفلات الحكومة من العقاب لن تقف في طريق العدالة للضحايا”.
–اشتباكات عنيفة بين ‘داعش’ وكتائب مقاتلة في حلب وبدء إدخال المساعدات الإنسانية إلى مخيم اليرموك
دمشق- (د ب أ)- (يو بي اي): أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن اشتباكات عنيفة دارت صباح الخميس بين مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة من جهة أخرى في محيط بلدة كفرحمرة بمدينة حلب شمال سورية في محاولة من الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة السيطرة على البلدة.
وذكر المرصد، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه، أن سيارة مفخخة انفجرت منتصف ليل الأربعاء/الخميس في حي بستان القصر بمدينة حلب مما أدى لسقوط جرحى.
وقال المرصد إن الطيران الحربي فتح ليلة أمس نيران رشاشاته الثقيلة على أطراف المحطة الحرارية بحلب وإن قوات النظام قصفت مناطق في بلدة عندان ولم ترد معلومات عن سقوط ضحايا.
وقصفت الكتائب الإسلامية المقاتلة مطار دير الزور العسكري شرق سورية بقذائف الهاون، كما وردت أنباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام.
واندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة في بساتين بلدة المليحة من جهة إدارة الدفاع الجوي بريف العاصمة دمشق.
ومن جهة أخرى، أعلنت وزارة الأعلام السورية الخميس، عن البدء بإدخال المساعدات الإنسانية إلى مخيم اليرموك المحاصر منذ حزيران الماضي.
وذكرت الوزارة أن “إدخال المساعدات الإنسانية إلى مخيم اليرموك بدأ، وسيتم نقل الحالات المرضية الحرجة من المخيم بعد ظهر اليوم”.
ونقلت عن رئيس لجنة المصالحة الفلسطينية الشيخ محمد عمر، أن إيصال المساعدات تم بالتعاون والتنسيق مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” والمنظمات الإنسانية.
ويذكر أن مخيم اليرموك الواقع جنوب العاصمة دمشق الذي يسيطر المعارضون المسلحون على غالبية أحيائه، حوصر منذ حزيران/ يونيو من قبل القوات النظامية السورية، وناشدت الأمم المتحدة جميع الأطراف في البلاد، تسهيل سرعة توفير المساعدات الإنسانية لـ 18 ألف شخص محاصر في المخيم.
‘الجيش الحر’ سيحضر جنيف2… وغارة تركية على قافلة لـ’داعش’
أنباء عن لقاءات سرية بمشاركة ايرانية في بيرن موازية لمفاوضات النظام والمعارضة
جنيف ـ ‘القدس العربي’ – من محمد واموسي: اعلن وفدا النظام والمعارضة السوريان الى جنيف 2 امس الاربعاء ان ‘تقدما’ حصل على صعيد بدء البحث في اتفاق جنيف-1، واصفين الجلسة بـ’الايجابية’، لكن المعارضة قالت ان البحث ركز على ‘هيئة الحكم الانتقالي’، بينما قال النظام ان الاولوية ‘للارهاب’.
وبشكل مواز لاجتماعات جنيف، كشف النقاب أمس عن لقاءات سرية تعقد في العاصمة السويسرية بيرن وتجمع ممثلين عن المعارضة والنظام وبرعاية روسية أمريكية وبمشاركة ايران.
وعلّق رئيس الحكومة المؤقتة احمد طعمة لقناة ‘الجزيرة’ على هذه الأنباء مؤكداً رفض الائتلاف السوري التدخل الإيراني في المحادثات وقال ‘استطعنا إخراجهم من باب جنيف 2 فكيف يعودون من شباك بيرن’.
ورجحت مصادر من المعارضة السورية لـ’القدس العربي’ أن تكون هذه المفاوضات قد ركزت على القضايا العسكرية.
وقالت المستشارة السياسية للرئيس السوري بثينة شعبان للصحافيين بعد انتهاء الجلسة المشتركة في قصر الامم في جنيف ‘المحادثات كانت ايجابية اليوم، لأننا تحدثنا عن الارهاب’.
وكان عضو الوفد المعارض لؤي صافي قال للصحافيين في وقت سابق ‘حصل تقدم ايجابي اليوم (امس) لاننا للمرة الاولى نتحدث في هيئة الحكم الانتقالي’.
وتابع صافي ‘وضعنا نقاطا عدة للبحث في الايام القادمة تتعلق بحجم الهيئة وعدد اعضائها، ومهامها ومسؤولياتها وآليات عملها وعلاقتها بالمؤسسات الاخرى’.
وقالت ريما فليحان عضو الائتلاف السوري المعارض في تصريح لـ’القدس العربي’ ان الإبراهيمي ناقش مع الطرفين آليات تنفيذ اتفاق جنيف واحد بما في ذلك تشكيل هيئة انتقالية يعهد إليها بإدارة شؤون البلاد.
وبحسب فليحان فإن الإبراهيمي طرح للتفاوض موضوع شكل الهيئة الانتقالية وحجمها واختصاصها ومن يحق له المشاركة فيها. غير أن وفد النظام – والكلام لفليحان – عبر عن تحفظه من موضوع الهيئة الانتقالية واعتبر نفسه غير معني بالأمر، مصرا في ذات الوقت على طرح مطلبه بمناقشة مسألة مكافحة الإرهاب.
وسارع وزير الإعلام السوري عمران الزعبي الى الإعلان عن رفض وفد النظام فرض موضوع الهيئة الانتقالية في المفاوضات مشككا في دور المبعوث الدولي.
وقال الزعبي في تصريح لـ’القدس العربي’، ‘يجب توضيح دور الوسيط الدولي في هذه المفاوضات، أنا لا أقصد السيد الإبراهيمي بل أتحدث بشكل عام، دور الوسيط يجب أن يكون تقريب وجهتي النظر بين الطرفين وليس العكس′.
وبرغم الخلاف على تفسير اتفاق جنيف واحد يبذل منظمو المحادثات في مقر الأمم المتحدة في جنيف جهدا كبيرا لاستمرار العملية وإقناع الطرفين بعدم الانسحاب.
وينتظر أن يسدل الستار عن محادثات جنيف بين النظام و المعارضة غدا الجمعة، حيث قال ميشال كيلو عضو الائتلاف السوري المعارض في حديث لـ’القدس العربي’، ان المبعوث الدولي والعربي الى سوريا الأخضر الإبراهيمي أبلغ الطرفين أن المفاوضات تختتم الجمعة على أن يعود الطرفان مرة أخرى الى جنيف لمواصلتها في العاشر من شهر شباط/فبراير المقبل.
وأضاف كيلو ‘سنوجه دعوة لبعض قادة الجيش السوري الحر لحضور الجولة المقبلة من التفاوض، وقد أبلغنا الإبراهيمي بذلك’.
وأعلن الجيش التركي أمس الأربعاء أنه شنّ غارة جوية استهدفت قافلة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في شمال سوريا. وأصدر الجيش بياناً نقلته وسائل إعلام تركية أعلن فيه أن مقاتلات ‘أف-16′ قصفت عدداً من المركبات التابعة لـ’داعش’ بعد أن فتح مسلحون النار على نقطة عسكرية على الحدود التركية – السورية في وقت سابق أمس.
أسلحة أمريكية وصلت الجنوب… وأوباما يتحدث عن سوريا خالية من الديكتاتورية والإرهاب
إبراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ إتسم خطاب الرئيس الأمريكي عن ‘حالة الأمة’ الذي ألقاه ليلة أمس الأول بالتركيز على الشؤون المحلية والإقتصاد والعودة لموضوعاته الأولى التي ترددت كثيرا في أثناء فترته الرئاسية في السنوات الخمس الماضية، ولم يتطرق الخطاب للبعد الخارجي للسياسة الأمريكية إلا بقدر ما يمس المصالح القومية، والجيش الذي سيتم رحلة العودة للحدود الأمريكية الآمنة ومنهيا بذلك حالة استخدام القوة الأمريكية لفرض قيم الديمقراطية على العالم والتي طبعت تدخلات الولايات المتحدة في العقد الماضي، وهو وإن ركز على الجهود الدبلوماسية والنجاحات التي حققتها في الملف النووي الإيراني والكيميائي السوري إلا انه أكد على مواصلة بلاده العمل مع المجتمع الدولي لقيادة الشعب السوري لبناء مستقبله ‘الحر من الديكتاتورية والإرهاب والخوف’، وركز على الجهود الأمريكية في الملف الفلسطيني- الإسرائيلي.
وعلى خلاف هذه الإشارات القصيرة تأكدت رؤية أوباما حول تجنب الدخول في حروب عسكرية، وأهمية الوفاء بوعوده الإنتخابية الأولى وهي سحب القوات من الخارج. وعلى ما يعنيه الخطاب للناخب الأمريكي وعندما يدعو أوباما الامريكيين لجعل عام 2014 عام تحقيق الإنجازات يتساءل البعض أين كان هو وإدارته وماذا كانوا يفعلون خلال السنوات الخمس الماضية.
مساعدة السوريين
ولم يحدد أوباما كيف سيساعد السوريين في تحديد مستقبلهم غير حديثه عن التعاون الدولي والجهود الدبلوماسية التي تجري حاليا في جنيف والتي تعطلت من خلال إعلان الكونغرس عن دعمه لتسليح المعارضة السورية، حيث انتقدت الحكومة السورية قرار الكونغرس مواصلة الدعم فيما علق الأخضر الإبراهيمي الوسيط الدولي اجتماعات المساء.
وأشارت صحيفة ‘نيويورك تايمز′ إلى خلافات الوفدين بعد تعليقات غاضبة من بشار الجعفري، سفير سوريا في الأمم المتحدة، فيما قلل عمران الزعبي، وزير الإعلام من أهمية ما حدث في الجلسة الصباحية مشيرا إلى أن الوفدين قضيا عشر دقائق وهم يتبادلون نكتة عن قناة الجزيرة القطرية التي قالوا إن ‘مؤسسيها هم غاندي ومانديلا’.
وانتقد الزعبي الدعم الأمريكي للمعارضة الذي أصبح واضحا بمصادقة من الكونغرس، وأن هذا الدعم يتعارض مع دور الولايات المتحدة كراعية لمحادثات السلام. ومع أن روسيا الدولة الراعية الثانية للمحادثات تواصل تصدير السلاح للنظام، لكن المسؤولين يقولون إن هذه الأسلحة تقع ضمن اتفاقيات عسكرية ثنائية بين البلدين.
وقال الزعبي ‘تعمل روسيا مع الولايات المتحدة لإيجاد حل سياسي، وفجأة وجدت الولايات المتحدة حلا يناقض المبادرة’ أي المفاوضات.
وتساءل الوزير السوري ‘هل يريدون تحطيم جنيف؟’ واتهم الولايات المتحدة بدعم الإرهاب.
ورفضت الخارجية الأمريكية الإتهامات حيث نقلت عن ادوارد فاسكويز المتحدث باسمها في جنيف ‘أي حديث عن أننا ندعم الإرهاب يدعو إلى الضحك’، وأضاف إن ‘نظام الأسد أصبح مركز للإرهاب، وهو مصدر التطرف في سوريا اليوم، ونحن ندعم المعارضة السياسية والعسكرية المعتدلة الذين يقاتلون من أجل الحرية والكرامة لكل الشعب السوري’.
وكان أعضاء الكونغرس قد تساءلوا عن دور الإستخبارات الأمريكية ‘سي أي إيه’ ودعمها للمقاتلين السوريين وتدريبهم في الأردن، واتهموا إدارة أوباما بالخوض عميقا في الحرب السورية بدون استراتيجية، وعبروا عن مخاوفهم من تقوية يد الجماعات الإسلامية.
ولكن البيت الأبيض كان قادرا تجاوز انتقادات المشرعين الذين صادقوا الدعم المالي للأغراض التي حددت لها.
غياب الأرضية المشتركة
وترى الصحيفة أن تبادل في الإتهامات في جنيف يظهر غياب الأرضية المشتركة التي تجمع الطرفين، ولم يكونا قادرين حتى على بدء النقاشات حول موضوع الإنتقال السياسي، ولم يتم تحقيق أي تقدم على ما أمل الإبراهيمي وغيره يخفف المعاناة الإنسانية في حمص. وتتهم المعارضة النظام بمحاولة تجنب التقدم على الملف الأهم وإنشاء حكومة إنتقالية.
وفي هذا السياق أشارت صحيفة ‘ديلي تلغراف’ إلى أن الولايات المتحدة سلمت أول شحنة من السلاح للمعارضة المعتدلة في ‘جنوب سوريا’. وكان الكونغرس قد صوت بطريقة سرية على شحن هذه الأسلحة وتضم أسلحة خفيفة وبنادق وذخيرة حية، بما في ذلك صواريخ مضادة للمصفحات.
ونقلت صحيفة ‘تلغراف’ عن نائبين في الكونغرس إن قرار تزويد المقاتلين بشكل مباشر قد اتخذ بشكل سري عندما صوت أعضاء الكونغرس عليه. وبحسب الصحيفة فوصول الشحنة الأولى من الدعم العسكري يأتي بعد تردد طويل من واشنطن. وكان الرئيس أوباما قد وعد بتقديم السلاح للمقاتلين في حزيران/يونيو العام الماضي لكن الكونغرس تأخر في المصادقة على القرار. في الوقت الذي استمرت فيه السعودية ودول الخليج بتوصيل الشحنات للمقاتلين، لكن ما وصل للآن هو أكبر شحنة أسلحة تدخل الحدود السورية عبر الأردن.
ونقل عن دان ليمان من مجموعة دعم سوريا التي تقوم بالضغط على الإدارة الأمريكية لدعم المقاتلين قوله ‘تتحدث مصادرنا عن وصول أسلحة خفيفة للمنطقة’، مضيفا أن ‘حجم الأسلحة هو أكبر من الذي شوهد من قبل، وترك أثرا كبيرا على المعارك التي تقوم بدفع القوات الحكومة من خارج المناطق الجنوبية وضواحي دمشق’.
ونقلت الصحيفة أيضا عن ناشطة باسم مستعار ، سوزان أحمد أن معارك عنيفة تجري في جنوب العاصمة وعلى الطريق السريع المؤدي للأردن في الجنوب.
وتختلف التطورات في الجنوب عن ما يجري في الشمال، حيث قررت الولايات المتحدة وبريطانيا تعليق مساعداتها الفتاكة للمقاتلين بعد سيطرة تحالف من المقاتلين ‘الجبهة الإسلامية’ على مخازن للأسلحة تابعة للجيش الحر نهاية العام الماضي، في بداية المعارك بين الفصائل نفسها لإخراج جماعات القاعدة من المناطق هذه، وأدت الحرب الداخلية إلى مقتل حوالي 1400.
حرب داخل حرب
ويرى جيفري وايت أن الحرب الدائرة في الشمال وإن أصبحت تخدم النظام إلا أن الولايات المتحدة يمكنها التأثير عليها وتحديد الفائز فيها إن قامت بدعم الجماعات المعتدلة لمواجهة وهزيمة الجماعات المتطرفة.
فقد علق وايت، الخبير الدفاعي في معهد واشنطن على التطورات هذه والخلافات بأنها تصب في صالح النظام. ويرى أن الخلافات بين الفصائل المتنافسة ستطول ولن تكون حاسمة، وحرف المعركة عن خطها الحقيقي يفيد النظام كما يقول. ويرى أن المعارك التي اندلعت بداية هذا الشهر بين الجهاديين وتحالف عريض من الفصائل المقاتلة يعبر عن تعقيدات المعركة التي يخوضها المقاتلون ضد نظام الأسد حيث تتغير محاورها وخطوطها والتحالفات الداخلية بين اللاعبين.
ويترك هذا أثره على طبيعة المعارك وتخلط القوات على الأرض. في الوقت الذي تدور فيه الحروب بينهم تدور معارك بينهم وبين النظام.
ويعتقد وايت أن الحرب الداخلية داخل نفس الحرب هو أكبر تطور منذ دخول حزب الله على الساحة السورية وبقوة في ربيع 2013، ولا يعرف متى وكيف ستتوقف هذه المواجهات، فهي على ما يبدو طويلة الأمد، ومكلفة وتخدم النظام.
ويحلل الكاتب هنا طبيعة الجماعات المتقاتلة، حيث بدأت المعارك في 3 كانون الثاني/يناير بين جماعات مرتبطة بالقاعدة وتلك المرتبطة بالجبهة الإسلامية وجيش محمد، فيما قاتلت عناصر من جبهة النصرة إلى جانب هذين التحالفين.
وكانت المعارك أول محاولة من الجماعات الإسلامية والمعتدلة العلمانية للحد من ممارسات الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولإعادة مسار الثورة لطريقها الحقيقي المعتدل.
وفي المقابل تعاملت الدولة الإسلامية أو داعش وحلفاؤها من المقاتلين الأجانب كفرصة لهزيمة أعدائها وتأكيد سطوتها، أما بالنسبة للنظام فقد مثلت فرصة لاستغلالها- أي تكبيد المقاتلين خسائر واستعادة مناطق خسرها في السابق.
ورغم أن القتال اندلع على خلفية ممارسات قام بها الجهاديون من قتل واختطاف وتعذيب إلا أنها في جوهرها تظل حول تشكيل هوية الثورة، متطرفة كانت أم معتدلة، فداعش كانت تطمح لتوسيع الطابع الجهادي للثورة فيما ترغب الجماعات الأخرى بالحد من سلطة داعش وممارساتها المفرطة.
ويحلل الكاتب هنا طبيعة المواجهات التي يقول إنها دارت في الشمال- حلب وإدلب وعلى طول الحدود مع تركيا- إضافة إلى الرقة، وبعض المواجهات المحدودة في حلب واللاذقية، لكن ما يجمع هذه المواجهات هي فقدانها الجبهات الواضحة، وتختلط فيها القوات التابعة للفصائل وتدور في أكثر من مكان.
ففي بعض المواقع مثل الحسكة والقلمون لا تزال الفصائل المعتدلة والإسلامية تتعاون فيما بينها وهي تواجه النظام في الوقت الذي تواجه بعضها البعض في مناطق أخرى. وعلى ما يبدو فالمواجهات تدور بين وحدات قتالية صغيرة تتكون من عشرات الرجال لا المئات، تقاتل للسيطرة على معابر حدودية، مدن وقرى مهمة، وقواعد أو مخازن تابعة لهذا الفصيل أو ذاك. وتضم الكمائن، هجمات على نقاط تفتيش، قطع خطوط الإتصالات وحصار على مواقع ومنشآت. ويستخدم الطرفان أسلحة ثقيلة غنمها كل طرف من قوات النظام، دبابات، قذائف وأسلحة مضادة للطائرات، فيما استخدمت داعش الإنتحاريين بل وحتى قامت بإنشاء وحدات انتحارية.
وأظهرت خريطة وضعت على مواقع تابعة للمعارضة في 18 كانون الثاني/يناير حوالي 50 موقعا استخدمت فيها داعش هجمات إنتحارية على مدنيين وضد جماعات أخرى منافسة. وأدت المواجهات في بعض الأحيان لمقتل العديد.
وبالإضافة للمواجهات يخوض الطرفان معركة دعائية تهدف لتفكيك الصفوف وإضعاف ولاء كل فريق. وحقق كل طرف نجاحا أدى لانشقاقات.
وقامت بعض الفصائل بالإتفاق على وقف إطلاق النار وتبادل للسجناء وفتح معابر آمنة لمرور أفراد كل فريق.
لا منتصر
لم تغير المواجهات من دينامية المعركة ولم تحرفها لصالح طرف واضح، فالنجاحات الأولى للجبهة الإسلامية والجماعات التي تحالفت معها حققت نجاحات أولية، وأظهرت أنها قادرة على تحدي داعش ومقاتليها الأجانب.
لكن الأخيرة استطاعت تجميع صفوفها من جديد ونشرتها وحضرت نفسها لحرب طويلة، واستعادت داعش السيطرة على مدينة الرقة.
ومع تطور الحرب بدت الجبهة الإسلامية قوية في إدلب وضعيفة نوعا ما في حلب. أما داعش فقوتها تتركز في الرقة مع قدرة على تحشيد دعم لها في دير الزور.
وتظهر الخرائط التي نشرتها مواقع المعارضة وضعا مشوشا حيث يتم تبادل مناطق بين جماعات وعلى قاعدة يومية. ويرى الكاتب أنه في غياب النتيجة الحاسمة فقد كانت المواجهات مكلفة على الفصائل التي تكبدت خسائر بين أفرادها، وتخسر المعارضة في المواجهات ذخائر وأسلحة ‘فكل قتيل يسقط وكل رصاصة تطلق في هذا الصراع الثانوي لا تفيد إلا النظام’، وأدى القتال الى خلق أزمة من اللاجئين ‘وتشريد للمشردين’.
مصلحة النظام
وبالمختصر ‘فالإقتتال الداخلي يمثل حرفا خطيرا للجهود وتعطيلا للعمليات ضد النظام ويخفف من الضغط عليه في مناطق مثل الرقة. وقامت داعش بالإنسحاب من بعض المناطق لتركيز جهودها لمواجهة منافسيها، وسمحت المواجهات القاتلة للنظام للتقدم في مناطق في حلب’.
وهناك شائعات حول وجود تعاون تكتيكي بين داعش والمعارضة. وفي النهاية يرى الكاتب أنه في غياب الإنتصار الحاسم من الصعب تحديد ما سيجري في الشمال، لكن ما يجري من قتال سيترك أثره على مستقبل الثورة.
وفي المقابل فحرب طويلة لا تخدم إلا النظام وروايته عن الحرب ‘أي ضد الإرهاب’، ولدمشق مصلحة في استمرار القتال بين هذه الأطراف وستعمل كل جهدها للتأكد من مواصلته.
‘نورا الأمير’ والطريق الصعب من السجن في سوريا إلى مفاوضات السلام في جنيف
جنيف ـ ا ف ب: قبل أقل من سنة، كانت نورا الأمير لا تزال تقبع في احد سجون النظام السوري، اليوم هي جزء من الوفد الكبير المرافق للمعارضة الى مفاوضات جنيف-2، وتأمل بان تضع العملية السياسية حدا لمعاناة شعبها.
في المؤتمر الدولي حول سوريا الذي عقد في مدينة مونترو السويسرية وشكل مقدمة لمفاوضات جنيف-2، جلست نورا الامير التي انتخبت في مطلع هذا الشهر نائبة لرئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، بين اعضاء وفد المعارضة، للمرة الاولى في مواجهة وفد الحكومة السورية الذي تسميه ‘وفد بشار الاسد’.
وتقول عن شعورها في تلك اللحظة ‘كنت كمن يرى ممثلا للجلاد.رأيت وجه السجان ووجه القاتل ووجه من يقصف ومن يعذب.ابدا ليس شعورا سهلا’.
وتضيف ‘كان الشعور نفسه الذي احسست به عندما كنت في المعتقل، شعور الازدراء والتحدي تجاه السجان وتجاه المحقق، عندما كنت افكر: لن تقدر علي مهما فعلت.مسجونة ومنتهكة حقوقي صحيح، لكن انا هنا من اجل قضية وانت من اجل شخص’.وتتكلم نورا (26 عاما) وهي اصغر مسؤولة في الائتلاف، بصوت خافت، تخنقه الغصة بين الحين والآخر.
كانت تحضر اطروحة ماجستير في الادب العربي في جامعة حمص عندما قررت ان توقف الدراسة وتترك كل شيء ‘للانضمام الى الثورة’.
حصل ذلك في نيسان/ابريل 2011، ‘عند وقوع اول مجزرة في حمص’ باستهداف قوى الامن معتصمين سلميين كانوا يطالبون باسقاط النظام.
في فندق انتركونتيننتال الفخم في جنيف حيث يتركز نشاط المعارضة السورية الاعلامي على هامش المفاوضات، تروي بتأثر الانشطة التي شاركت فيها على مدى سنة تقريبا قبل توقيفها.
‘كنا نعمل على توسيع القاعدة الشعبية، وننظم التظاهر (…)، المناشير والغرافيتي والبيانات وزرع مكبرات صوت في الاماكن العامة التي كانت تنطلق منها هتافات ضد النظام، نشر اخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ثم انتقلنا الى توثيق الانتهاكات، وشاركنا في عمليات الاغاثة عندما بدأ قصف الاحياء والتهجير’.
وتتابع ‘كان هدفنا القول ان صوت الشعب سيرتفع مهما كان القمع′.
في احد ايام شهر آذار/مارس 2012، ‘كنت في محطة كاراجات دمشق في الباص استعد للانتقال الى حلب.صعدوا الى الباص بسلاحهم وقالوا لي تفضلي معنا.ادركت ان اللحظة التي انتظرها منذ زمن حانت.لم اشعر بشيء’.
من فرع فلسطين، الى الامن العسكري 215، الى سجن عدرا، في دمشق، الى سجن حمص حيث عرضت على القضاء، عانت نورا الامير اقسى نواع العذاب، لكنها تقول بخفر ‘اخجل ان اتحدث عن تجربتي اليوم بعد ما شهدته وسمعت عنه من حالات تعذيب مر به غيري وبينهم العديد من النساء’.
وتغزو الدموع عينيها المكحلتين بكحل اسود كثيف وسط وجه صغير يحيط به منديل مرقط باللونين الاسود والابيض مع ورود حمراء كبيرة، وقد غطى كامل شعرها وعنقها.
وتتابع ‘تعرضت لحرب نفسية قوية…كانوا يهددونني بقتل اشخاص يخصونني بشكل مباشر.(…) كنت في سجن انفرادي واهلي لا يعرفون شيئا عني، لم اكن واثقة بانني ساخرج يوما…’.
وتقول ‘الضرب والكهرباء والكابلات، لم اعد اريد الحديث عنها، لأن ما شهدته عند اخريات يجعلني اخجل’.
وتحدثت عن ‘حالة التعذيب الاولى’ التي راتها في السجن.’كانت سيدة من الصنمة في درعا (جنوب)، تعرضت لتعذيب وحشي: ضرب وشحن بالكهرباء وطريقة الدولاب…كانت لديها اوتار في قدميها مقطعة واثار السوط موجودة على كل جسمها’.
وحكم على نورا التي تتحدر من احدى عائلات حمص السنية، بالسجن بتهمة ‘النيل من هيبة الدولة’ و’التظاهر من دون اذن’ و’التحريض الطائفي’. فامضت عقوبتها لتخرج بعد اكثر من ستة اشهر الى…تركيا.
في هذا الوقت، تم اعتقال شقيقتها البالغة اليوم عشرين عاما.’تعرضت شقيقتي لاقسى انواع التعذيب: ‘الشبح’، وهي طريقة تقضي بتعليق الشخص ويداه مقيدتان بالسقف او بالباب، واليدان الى الامام او الى الوراء’.
وتضيف ‘خلع كتفها نتيجة ذلك، فلما عرفوا، راحوا يعلقونها بيد واحدة من جهة كتفها المخلوع، عدا عن السوط والدولاب الخ… والاهانات’.وتشير الى ‘هناك فتيات تعرضن لانتهاكات جنسية في المعتقل’.
في جنيف، تتواجد نورا مع اعضاء الوفد التقني الكبير المرافق للمعارضة، وتتحمس لطرح موضوع فك الحصار عن مدينتها، حمص، على الطاولة.’حصار حمص هو الاطول في تاريخ الثورة، 18 شهرا.هناك اطفال ومرضى وكبار السن يموتون جوعا في حمص حيث يحتجزهم النظام’.
وتشير الى انها على اتصال مع رفاق لها لا يزالون في المدينة وتعرف منهم ‘ان بعض الاهالي يعطون اولادهم حبوبا منومة لينسوهم الجوع.هناك اشخاص ياكلون الاعشاب التي تنبت بشكل عشوائي…بعضهم يقول لي انه ياكل مرة كل ثلاثة ايام’.
وتعتبر ان العجز عن ادخال المساعدات الى حمص ‘عار على المجتمع الدولي’.
على الرغم من كل ذلك، تبدو نورا مؤمنة بعملية التفاوض من اجل سلام يضع حدا لمأساة بلادها.
وتقول ‘كما كانت هناك معركة كفاح سلمي ومعركة عسكرية، يجب ان تكون هناك معركة سياسية’.
وتضيف ‘الثورة ستنتصر، عبر هذه المفاوضات او غيرها، عبر عملية سياسية اخرى…لكن ليس عبر استمرار الحرب’.
صور جديدة لجرائم حرب ارتكبت على يد نظام الأسد و’الجبهة الإسلامية’ تكبد النظام و’داعش’ خسائر في حلب
السلطات السورية على استعداد لإجلاء المدنيين من حمص
عواصم ـ وكالات: حصلت ‘الأناضول’ على صور جديدة لـ 220 جثة، أعدمتها’القوات النظامية في مدينة حلب شمال سوريا، وقام بتوثيقها ‘خبراء في المعهد السوري للعدالة، أثناء استخراجهم للجثث من نهر قويق،’بعد أن تم التعرف وتوثيق معظم الضحايا.
وذكر مسؤولون في المعهد أنه تم استخراج 220 جثة لمدنيين سوريين، بدأت بالتدفق مع مياه نهر قويق، من المنطقة التي تسيطر عليها القوات النظامية إلى مناطق المعارضة ما بين 29 يناير/كانون الثاني و15 آذار/مارس 2013، تمكن المعهد من التعرف عليهم، باستثناء 40 شخصًا بسبب التشوهات التي غيرت ملامحهم، وقام خبراء جنائيون في المعهد بتحديد الأسباب التي أدت لوفاتهم، مع الإشارة إلى أنَّ 40 جثة تم دفنها من قبل الأهالي في نهاية مصب نهر القويق جنوب حلب.
وأوضح مدير المعهد السوري للعدالة ‘يوسف حوران أّنَّ المعهد تمكن في اليوم الأول من التعرف على 50 جثة من أصل 90 تم انتشالها من النهر بعد أن أبلغنا أهالي منطقة بستان القصر في حلب بوجود جثث تطفو على سطح النهر.
ولفت حوران إلى أن طواقم الإنقاذ كانت تنتشل بمعدل 15 جثة في الأسبوع، وأنَّ المعهد تمكن في 10 آذار/مارس 2013 من انتشال 23 جثة من قاع النهر بعد انخفاض منسوب المياه، كما قام الطاقم بمسح كامل في مجرى النهر تمكن خلالها من انتشال 220 جثة تعود لأطفال تقل أعمارهم عن 8 أعوام وشيوخ تزيد أعمارهم على السبعين عامًا.
وقال الحوراني ‘إن معظم الضحايا من المناطق التي يسيطر عليها النظام، وتبين لنا ذلك من خلال لقائنا بأسرهم قبل الدفن’ وشدد الحوراني على أنَّ الوثائق التي بحوزة المعهد تؤكد ارتكاب نظام الأسد لمجازر حرب وانتهاكات ضد الإنسانية، ستكشف عنها في الأيام القادمة’.
وعلى الرغم من حصول وكالة الأناضول على صور الضحايا، إلا أنها تمتنع عن نشرها كاملة باستثناء صورتين ومشهد، لما تحتويه من مشاهد مؤلمة.
وكانت نشرت في وقت سابق، قسمًا من حوالي 55 ألف صورة، تظهر تعرض معتقلين سوريين للتعذيب في مراكز الاعتقال السورية، وهم مكبلو الأيدي والأرجل، مع وجود حالات خنق متعمد، بواسطة أسلاك.واعتبرت الصور أدلة مباشرة لعمليات التعذيب والقتل الممنهج’التي يقوم بها النظام السوري في أقبية السجون.
وكبدت ‘الجبهة الإسلامية ‘ التي تقاتل ضد نظام الأسد، خسائر فادحة للقوات النظامية،’ المسيطرة على مطار’ النيرب العسكري، في حلب، فضلا عن ‘سيطرتها على بعض المواقع′ الخاضعة ‘لتنظيم ‘الدولة الإسلامية في العراق والشام’(داعش)، في ريف حلب.
وأوضح ‘صالح عنداني، المسؤول الإعلامي للواء التوحيد، المنضوي تحت مظلة الجبهة، أن قوات النظام، تعرضت لخسائر خطيرة، إثر استهداف المطار، بدبابات وأسلحة ثقيلة.
وأضاف عنداني ‘المعارضون المسلحون في سوريا، يحاربون حزب الله، والميلشيات الشيعية، وليس الجيش السوري فقط’، مشيرا أن النظام يلقي براميل متفجرة يوميا على المناطق الخاضعة للمعارضة، بهدف إرغام الأهالي على النزوح.
من ناحية أخرى، أكد المسؤول الإعلامي للجان التنسيق المحلية في حلب، أحمد حسن عبيد، أن فصائل الجبهة الإسلامية، نفذت عمليات ضد النقاط الخاضعة لسيطرة ‘داعش’، في بلدة كفر حمرة، شمالي حلب، وسيطرت على تلك المواقع.
وأردف عبيد، أن مقاتلي الجبهة ، أسروا العديد من عناصر ‘داعش’، خلال العمليات ضد التنظيم، لافتا إلى تواصل المعارك العنيفة’ في محيط البلدة، بين ‘داعش’، والجبهة الإسلامية التي تعد أكبر تجمع لفصائل مقاتلة ضد النظام.
الى ذلك صرح طلال البرازى محافظ مدينة حمص لوكالة الانباء السورية ‘سانا’ امس الاربعاء أن السلطات السورية ‘ أنجزت جميع الترتيبات اللازمة لتأمين المدنيين الراغبين في مغادرة أحياء المدينة القديمة’. وقالت مصادر بالمعارضة في جنيف إنها تعترض على ما أسمته بالمطالب الحكومية لقوائم بأسماء الراغبين من المغادرة وإصرارهم على البحث عن النساء أثناء مغادرتهن المنطقة
إيران تنتقد القرار الأمريكي بتسليح المعارضة المعتدلة’ في سوريا’
طهران ـ يو بي اي: وصف مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والإفريقية، أمير عبد اللهيان، القرار الامريكي الجديد بإعادة تسليح معارضين في سوريا بـ’الخطأ الإستراتيجي’.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن عبداللهيان، قوله امس الاربعاء، ‘لو كان للأزمة السورية حلاً عسكرياً لتم تسويتها خلال الأعوام الثلاثة الماضية’.
واعتبر ‘التصرفات الامريكية المتناقضة بالتزامن مع مفاوضات جنيف تدلل على أن واشنطن لا تمتلك خطة لحل الأزمة السورية’.
وجدد عبداللهيان التأكيد على أن الحكومة السورية ‘تمتلك سبيلا للحل السياسي يتبنى الأسلوب الديمقراطي وإجراء الإنتخابات وفقاً لإرادة الشعب’ السوري.
وأعلن الرئيس الامريكي باراك أوباما، في خطاب ‘حال الإتحاد السنوي’، أمس، عن دعم المعارضة السورية التي ترفض أجندة الشبكات ‘الإرهابية’.
جنيف..الإبراهيمي يكاد يستسلم
“شكراً لمتابعتكم وإلى القاء غداً، ربما”.. بهذه الجملة، ختم المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، مؤتمره الصحافي ما قبل الأخير، أو الأخير. هو نفسه لا يبدو أنه يعلم إن كان سيعقد مؤتمراً في اليوم الختامي للمفاوضات في جنيف أم لا، وأيضاً هو لا يعلم إن كان سيصدر في يوم المفاوضات الأخير بياناً ختامياً. بحسب ما تقول المعلومات، الإبراهيمي سيغادر جنيف، الجمعة، باكراً.
لا شيء لدى الإبراهيمي لقوله، تماماً مثل أعضاء وفد الحكومة السورية، الذين لاحقتهم والدة الطبيب البريطاني عباس خان، الذي قتل في سجون النظام السوري، طيلة الأيام الماضية، تسألهم عن سبب قتل ابنها، لكن من دون أي إجابة.
سلة الإبراهيمي الفارغة، تبدو واضحة من تخطيه لأسئلة الصحافيين، وامتناعه عن الإجابة على ما يقل عن سؤالين كمعدل وسطي طيلة الجلسات التي عقدها. الابراهيمي قال إن “المعارضة السورية دعت إلى دقيقة صمت قبل بدء مفاوضات اليوم”، لكن تلك الدعوة لم تغير شيئاً في سير المفاوضات، إذ أكد الإبراهيمي أن “لا تغيير كبيراً في مواقف الطرفين المتحاورين”، كما أن “لا حلول في حمص” بما يخص قضية إدخال المساعدات الغذائية إليها.
لكن المبعوث الدولي والعربي، ادّعى خلال المؤتمر أنهم حققوا خرقاً في مسألة حصار مخيم اليرومك جنوب العاصمة السورية دمشق، وذلك من خلال قوله “نجحنا اليوم في إدخال 600 سلة غذائية إلى مخيم اليرموك المحاصر”، إلا أن ناشطين نفوا لـ”المدن” أن يكون إدخال المساعدات له علاقة بالمفاوضات الجارية في جنيف، موضحين أن إدخال المساعدات هو استكمال للهدنة التي أبرمها أهل المخيم والمسلحون مع النظام السوري بحضور ممثلين عن السلطة الفلسطينية، وتعثرت أكثر من مرة.
وفي ما يتعلق بموضوع إدخال المساعدات إلى حمص، قالت مصادر لـ”المدن” إن 12 قافلة تابعة للأمم المتحدة تقف على مشارف حمص منذ أيام، مؤكدة أن النظام السوري وافق على إدخال المساعدات نظرياً، لكنه لم ينفذ ذلك حتى الآن.
وكانت مفاوضات الخميس، اقتصرت على جلسة صباحية واحدة، في حين ألغيت الجلسة المسائية المعتادة. وقال المتحدث باسم الائتلاف، وعضو الوفد المعارض، لؤي صافي، إن “النظام يريد أن يبدأ أولاً بملف العنف والإرهاب، وقد تحدثنا اليوم حول هذا الملف، ولكن هذه الطريقة هي عكس التسلسل الحقيقي”، معتبراً أن “النظام يريد وضع العربة امام الحصان، فالعربة هي النقاط العديدة في بيان جنيف 1 مثل وقف إطلاق النار والإفراج عن المعتقلين وفك الحصار، أما الحصان فهو تشكيل الهيئة الحاكمة الانتقالية، إذ لا يمكن المضي قدماً بهذه النقاط من دون أن تكون هناك هيئة حاكمة وطنية تملك إرادة تنفيذ نقلة سياسية من الاستبداد إلى الديموقراطية ومستعدة لتنفيذ هذه النقاط”.
في المقابل، اعتبر وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي، أن وفد الائتلاف لا يمثل المعارضة، وقال “كنا ندرك أن الوفد الذي يجلس أمامنا لا يمثل السوريين ولا المعارضة، وقبلنا الجلوس معه كي لا يقولوا إننا نفتري عليه والآن ثبت ما قلناه عنه بالتجربة”.
من جهته رفض نائب وزير الخارجية السورية، فيصل المقداد، أن يكون وفد الحكومة السورية سبباً في عدم تقدم المفاوضات معتبراً أن أعضاء وفد الحكومة “يشعرون بخيبة أمل لأن تمثيل المعارضة ضعيف ولا يشمل جميع المعارضين”.
تركيا.. على خط المواجهة مع داعش
باسم دباغ
تطور لافت، حصل قبل يومين، وكشف عنه ليل الأربعاء. تطور متعلق بالحرب على تنظيم “داعش”، الذي لا يبدو أنه بات جهة تتقاذفها نيران الجيش السوري الحر فقط، إنما الجيش التركي أيضاً، إذ هاجمت القوات المسلحة التركية، عصر الثلاثاء الماضي، قافلة من المركبات التابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”.
وبحسب قناة “سي ان ان تورك” فإن الحادثة حصلت في منطقة جوبان باي ( الراعي)، في منطقة كيليس على الحدود التركية السورية، حيث فتحت القوات التركية النار على قافلة “داعش” ضمن الأراضي السورية، بعدما سقطت قذيفة هاون داخل الأراضي التركية أثناء اشتباك بين الجيش الحر والتنظيم.
وذكرت قناة “ان تي في” التركية، الأربعاء، أنه تم على إثر ذلك تدمير ثلاث عربات بيك آب وشاحنة، وحافلة من رتل “داعش”، فيما لم ترد أي معلومات عن إصابات في صفوف الجيش التركي، الذي لم يعلق على الخبر.
تأتي هذه الاشتباكات بعدما حذرت السلطات التركية في وقت سابق من الأسبوع الماضي، وبحسب جريدة راديكال التركية المعارضة، من خطط لتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، لتنفيذ عمليات انتحارية في ثلاثة مدن تركية من بينها إسطنبول وأنقرة، حيث قامت، وبحسب التسريبات، بإرسال عشرين انتحارياً إلى داخل الأراضي التركية..وبعد اتهامات شديدة، الخميس، من نائب الأمين العام لحزب الشعب الجمهوري المعارض، سيزغين تانرغولو، لرئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، بإقامة معسكر لتدريب مقاتلي القاعدة في الأراضي التركية في منطقة جبل “بولو” في شمال غرب تركيا، وطالب بفتح تحقيق للتأكد من الأمر.
من جانب آخر، عرض رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية الجنرال “أفيف كوخافي” ما أطلق عليه خريطة لقواعد تنظيم القاعدة في المنطقة وذلك خلال مؤتمر أمني عقد في تل أبيب، الأربعاء.
وتغطي الخريطة الدول المحيطة بإسرائيل إضافة إلى تركيا والعراق والمملكة العربية السعودية، وقد وضع مجموعة من البقع الحمراء تتناسب مع قوة التنظيم في كل منطقة، لتنال تركيا ثلاث لطخات حمراء فوق كل من ولاية أورفة، عثمانية، وكارامان.
ولم يعطِ الجنرال أي عدد محدد لعناصر القاعدة في تركيا، إلا أن وكالة “رويترز” قامت بمقارنة اللطخات الحمراء في مصر، بتلك التي في تركيا، لتصل الى أنه يوجد في تركيا ما يقارب المئة نقطة للقاعدة في البلاد.
لكن لم يمض وقت طويل ليكذب مصدر في الخارجية التركية إدعاءات الجنرال الإسرائيلي، وذلك بحسب صحيفة “حرييت” التركية قائلاً: “إن التهديد الرئيس لتركيا هو ما يحدث في سوريا، حيث أن الأوضاع هناك هي التي جذبت مجموعات أيديولوجية للمنطقة، أما تركيا فهي جاهزة تماماً لمواجهة هذه المجموعات”.
تأتي هذه الاخبار وسط دعوات صريحة، وعلى أعلى المستويات، لإعادة النظر في السياسة الخارجية التركية، إزاء الأزمة السورية، بما في ذلك رئيس الجمهورية عبد الله غول، الذي صرح في الرابع عشر من الشهر الحالي خلال اجتماع مع كبار السفراء الأتراك قائلاً:” في مواجهة الواقع الحاصل في جنوب البلاد علينا إعادة صياغة سياساتنا الأمنية والخارجية أخذين بعين الاعتبار إدراكنا لتهديدات مراكز القوة في منطقتنا”، مضيفاً بما يخض الأزمة السورية:” إن لاعبين دوليين من الوزن الثقيل كالولايات المتحدة الأميركية لا زالوا ينأون بنفسهم قدر الأمكان عن هذه التطورات”.
ولم تقتصر هذه الدعوات على المستوى الرسمي، بل أيضا وصلت إلى المستوى الاجتماعي، فحتى الجماعات الإسلامية المحافظة في تركيا بدأت تدعو صناع القرار إلى التفكير في جميع المخاطر المحتملة وإعادة صياغة الأداء السياسي تبعاً للمصالح القومية التركية، معللة ذلك بأن ما يطلق عليه المعارضة المسلحة على الأرض، لم تعد تحت قيادة من بدأ الثورة في سوريا، حيث أن الصراع العسكري الآن أصبح برعاية فصائل إسلامية متطرفة، أصبحت تشكل تهديداً حقيقياً على الأمن القومي التركي.
ولم يستبعد “ابراهيم كارا غول” رئيس تحرير جريدة “يني شفق” التركية، الموالية للحكومة، احتمال التدخل العسكري، قائلاً في عموده الصحافي، في 24 من الشهر الحالي:”ليس علينا أن نستبعد احتمال التدخل العسكري التركي في سوريا”.
وكان كاراغول، الذي رافق وزير الخارجية احمد داود أوغلو إلى مؤتمر “جنيف 2” كتب قائلاَ: “بطريقة ما فإن التدخل العسكري في الأزمة سيأتي على الأجندة، على الرغم من أنه يبدو بعيداً في هذه المرحلة، لكن الطريقة التي تتطور بها الأمور قد تضطر تركيا لعمل منطقة عازلة على طرفي الحدود مع سوريا”.
هذه الدعوات قد تجد ترجمتها في زيارة أردوغان إلى طهران، حيث تشير التقارير إلى دور إيراني كبير في دعم وتسليح القاعدة وتسهيل وصول المجاهدين عبر أراضيها إلى تركيا ومنها إلى سوريا.
أردوغان تحدث عن إيران واصفاً إياها بأنها بيته الثاني، على الرغم من التصريحات الشديدة اللهجة، التي سبقت وصوله إلى طهران بأربع ساعات، التي صدرت عن ممثل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في الحرس الثوري، علي سعيدي، إذ شبّه فيها أردوغان بالدمية الإسرائيلية في الأزمة السورية، مؤكداً أن أردوغان استيقظ مؤخراً بعد فشل السياسات التركية في سوريا، وعاد إلى إيران ليفتح فصلاً جديداً في العلاقات الثنائية.
وكان تنظيم “داعش”، هدد، في أيلول/سيبتمبر العام الماضي، الحكومة التركية بشن سلسلة من “الهجمات الانتحارية”، تستهدف أنقرة وإسطنبول في حال لم تستجب الحكومة التركية لمطالبه المتمثلة بفتح معبري باب الهوى وباب السلامة، بعدما أغلقتهما تركيا عقب سيطرة التنظيم على بلدة أعزاز في ريف حلب، كذلك في الوقت الذي أعلن فيه التنظيم مسؤوليته عن التفجيرات التي وقعت في مدينة الريحانية التركية في ولاية هاتاي، ومعبر باب الهوى الحدودي مع سوريا، التي أسفرت عن مقتل أكثر من أربعين مواطناً تركياً.
المساعدات الغذائية تدخل إلى مخيم اليرموك في دمشق
دخلت قافلة من المساعدات الغذائية، اليوم، إلى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق، الذي يعاني منذ أشهر حصاراً خانقا أدى إلى وفاة أكثر من 80 شخصاً، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة.
وأوضح المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الاونروا» كريس غونيس، مساء اليوم، أن أكثر من ألف حصة غذائية وزعت اليوم.
ولفت إلى أنه «بعد يوم كامل من التوزيع عبر عاملين في الأونروا، وصل الرقم الدقيق إلى ألف و26 حصة غذائية».
من جهتها، أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» بـ«إدخال دفعة جديدة من المساعدات الغذائية إلى مخيم اليرموك في دمشق، تنفيذاً للمبادرة السلمية الشعبية، بدعم من الحكومة السورية، للتخفيف من معاناة الأهالي المحاصرين في المخيم، المختطفين من المجموعات الإرهابية المسلحة». يذكر أن مقاتلي المعارضة يسيطرون على غالبية أحياء المخيم ويرفضون الخروج منه.
وأشار غونيس إلى أن هذه المساعدات تأتي بعد قافلة أولى دخلت المخيم في 21 كانون الثاني/يناير، وتضمنت 139 حصة غذائية.
وقال «يدفعنا هذا التوزيع الجديد إلى الشعور بالتشجع، أكان من المساعدات أو تعاون الأطراف على الأرض»، آملاً «أن نتمكن من متابعة وزيادة مقدار المساعدات».
كذلك، أشار إلى أن كل حصة غذائية «تكفي عائلة من ثمانية أشخاص لمدة عشرة أيام»، مشدداً على أنه «من الضروري أن يستمر توزيع المساعدات في الأيام المقبلة». وأوضح أن عدد الأشخاص المحتاجين إلى هذه المساعدات «يقدر بعشرات الآلاف، منهم 18 ألف فلسطيني بينهم نساء وأطفال».
(أ ف ب)
الإبراهيمي من جنيف: لا اتفاق على كيفية معالجة «الإرهاب»
أعلن الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي أن وفدي الحكومة والمعارضة السوريين بحثا في الجلسة المشتركة التي عقداها، اليوم، في جنيف في المسائل الأمنية في بلادهما، مشيراً إلى أنهما غير متفقين على كيفية «معالجة الإرهاب».
وقال الإبراهيمي في مؤتمره الصحافي اليومي «ناقشنا أموراً مهمة وحساسة تتعلق بالمسائل الأمنية في سوريا والإرهاب».
وأضاف «هناك اتفاق على أن الإرهاب موجود في سوريا، وهو مشكلة جدية، لكن لا اتفاق حول كيفية التعامل معه»، متابعاً «كما أنه بديهي القول إنه لا بد من معالجة مسائل الأمن للوصول إلى حل للأزمة».
كذلك، قال الإبراهيمي إن الجلسة شهدت «لحظات توتر وأخرى واعدة»، مشيراً إلى أن جلسة أخيرة ستعقد قبل ظهر غد، يليها مؤتمر يقدم فيه بعض «الخلاصات»، كما أعرب عن أمله في «أن نستخلص دروساً مما فعلنا، وأن نقوم بعمل أفضل في الجولة المقبلة».
وقد بحث وفدا الحكومة والمعارضة السوريان إلى «جنيف 2»، اليوم، في مسائل العنف ومكافحة الإرهاب، بحسب ما ذكرت مصادرهما، علماً بأن كل فريق يتهم الآخر بأنه مصدر الإرهاب في سوريا. وكان الوفدان قد تطرقا، أمس، بحسب ما أعلن الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي، إلى موضوع «هيئة الحكم الانتقالي».
وذكرت متحدثة باسم الأمم المتحدة أن اجتماع، اليوم، المشترك بدأ قرابة الساعة 10,45 (9,45 بتوقيت غرينتش).
وقال مصدر مطلع في وفد المعارضة صباحاً إن «النقاش سيتناول وقف العنف في سوريا ومكافحة الإرهاب»، مشيراً إلى أن هذه المسألة تشكل جزءاً من بيان «جنيف 1» الذي يفترض أن تتمحور حوله مفاوضات «جنيف 2».
وأضاف إن وفد المعارضة «حمل معه إلى الجلسة الصباحية ملفاً ضخماً عن الإرهاب متخماً بالأدلة ضد النظام، مروراً بالسلاح الكيميائي والبراميل المتفجرة»، مشيراً إلى أنه «سيثبت أن النظام هو جوهر العنف والإرهاب»، وإلى أن الوفد سيتطرق أيضاً إلى «إرهاب حزب الله اللبناني الذي يقاتل إلى جانب القوات النظامية السورية والمنظمات التابعة للنظام التي تقتل المدنيين السوريين».
وأكد مصدر مقرب من الوفد الحكومي أن «البحث سيتركز اليوم على موضوع الإرهاب». وتعتبر السلطات السورية أنها تخوض منذ ثلاث سنوات «معركة ضد الإرهاب المموّل من الخارج»، ولا سيما من السعودية وقطر وتركيا. وطالبت في المؤتمر الدولي الذي انعقد في مدينة مونترو السويسرية في 22 كانون الثاني/ يناير كمقدمة لمفاوضات «جنيف 2» المجتمع الدولي بالتعاون معها من أجل مكافحة الإرهاب.
من جهتها، قالت المستشارة السياسية للرئيس السوري بثينة شعبان، العضو في وفد الحكومة، أمس للصحافيين «ليس لديهم شيء يقولونه حول الإرهاب. لا يعتبرون أن ما يحصل هو إرهاب ضد شعبنا»، متسائلةً «كيف يمكن مناقشة الحكومة الانتقالية مع كل ما يجري في سوريا؟ مع كل الإرهاب وسفك الدم والقتل والخطف؟ هذا أمر صعب جداً».
وتكرر المعارضة أن الهدف الرئيسي من «جنيف 2» هو البحث في هيئة حكم انتقالي منصوص عليه في «جنيف 1». وينص اتفاق «جنيف 1» الذي تم التوصل إليه في مؤتمر غاب عنه كل الأطراف السوريين في حزيران/ يونيو 2012، على تشكيل حكومة من ممثلين عن النظام والمعارضة بصلاحيات كاملة تتولى المرحلة الانتقالية.
وتعتبر المعارضة أن نقل الصلاحيات يعني تنحي الرئيس بشار الأسد، وهو ما يرفض النظام التطرق إليه، لاعتباره أن مصير الرئيس يقرره الشعب السوري من خلال صناديق الاقتراع.
(أ ف ب)
النظام السوري يضيف تدمير المنازل إلى سجل جرائمه
حيان الهاجري
“مسواة بالأرض”، هو عنوان تقرير أصدرته منظمة هيومن رايتس واتش الحقوقية، أكّدت فيه أن النظام السوري دمّر، عمدًا وبطريقة غير قانونية، آلاف المنازل، في ما يبدو تدميرًا وحشيًا لممتلكات المدنيين في عقوبة جماعية، تصنّف كجرائم حرب.
الرياض: يقول تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش أن الحكومة السورية دمّرت “عمدًا وبطريقة غير قانونية” آلاف المنازل. وأرفقت المنظمة تقريرها بصور، التقطت بواسطة الأقمار الصناعية، تبيّن دمارًا واسع النطاق، باستعمال المتفجرات والجرافات، في معاقل تابعة للمعارضة في دمشق وحماة، في العامين 2012 و2013.
ويوثّق تقرير “مسواة بالأرض” سبع حالات لتدمير واسع النطاق، تقول إنه وقع في الفترة بين تموز (يوليو) 2012 وتموز (يوليو) 2013. وتشير صور الأقمار الصناعية وأشرطة الفيديو وإفادات شهود عيان أرفقها التقرير إلى أن القوات الحكومية هي التي نفّذت عمليات الهدم.
فالصور تبين معالم سبعة أحياء في دمشق وحماة، قبل عملية التدمير وبعدها. وتظهر مبانيَ سكنية من عدة طوابق قد سوّيت بالأرض تمامًا، ما أفقد آلاف الأسر السورية منازلها. وقالت هيومن رايتس واتش إنها وثّقت تدمير مساحة تقدر بنحو 145 هكتارًا على الأقل من الأراضي المبنية، وهذه مساحة تعادل ما يقرب من 200 ملعب كرة قدم.
تدمير الآثار
وليست المباني وحدها التي تتعرّض للهدم، فآثار سوريا ومبانيها الأثرية القديمة تتعرض للتخريب المستمر. فقلعة الحصن في حمص تتعرض يوميًا للقصف المركّز من مدافع النظام، التي دكّت مآذن الجوامع القديمة، كجامع خالد بن الوليد في حمص ايضًا.
وإلى جانب التدمير العشوائي، تتاجر عصابات مسلحة، متحيّنة الفوضى في الكثير من المناطق، خصوصًا تلك التي تخضع لسيطرة المعارضة، بالآثار من دون أن تفكّر في هذه الثروة التي تخص البلد وتاريخه ومستقبله.
كما أن المتشددين الاسلاميين، في جبهة النصرة وتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام، يرون في التماثيل الأثرية القديمة سمة وثنية ينبغي تدميرها، لأنها “كفر وضلال”.
وتؤكّد تقارير صحافية أن العديد من القطع الأثرية السورية تهرّب عبر الأردن وتركيا ولبنان إلى إسرائيل، ليتاجر بها سماسرة يهود، يبيعونها إلى متاحف غربية، فتحتفظ بها هذه المتاحف بحجة حمايتها من آثار الحرب.
المعارضة تسحب حجّة مكافحة الإرهاب من يد النظام السوري
بهية مارديني
يزور رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا موسكو في الرابع من شباط (فبراير) فيما أكد وفد المعارضة إلى جنيف أن النظام السوري هو من يمارس الإرهاب ويصنع البيئة المناسبة له.
جنيف: لم يكن ملف مكافحة الإرهاب ووقف العنف نقطة ضعف بالنسبة للمعارضة السورية وهذا ما بدا عليه المشهد في مبنى الأمم المتحدة في جنيف اليوم. وفد المعارضة الذي شكله الائتلاف الوطني السوري المعارض ركّز اليوم على أن النظام السوري هو من يمارس الإرهاب وهو من يصنع البيئة المناسبة له.
الجربا إلى موسكو
المفاجأة الأخرى بالنسبة للنظام السوري هو اعلان قبول أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض زيارة موسكو.
انفتاح المعارضة السورية على أعلى مستوياتها يدل على تغيير مهمّ نحو موقف روسي أكثر انفتاحا وخاصة بعد تأكيدات الجربا خلال مؤتمر صحافي في جنيف أنه التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في باريس أخيرًا “وقد أكد لنا ان روسيا ليست متشبثة بالاسد”، مضيفا أن لافروف قال أيضا “إن هذا امر يقرّره السوريون”.
الجربا الذي اعتبر أن “العالم أصبح متيقّناً” أن الرئيس السوري بشار الأسد بات “صورة من الماضي” قال “اعتقد أن العالم قطع الشك باليقين أن الأسد لا يجب أن يبقى ولن يبقى”.
تفاصيل اليوم
الوفدان الرسمي والمعارض، المشاركان في مفاوضات جنيف في سويسرا، استهلا الجلسة الصباحية من المحادثات بالوقوف معًا دقيقة صمت على أرواح الضحايا، بحضور المبعوث الدولي العربي الأخضر الإبراهيمي.
وطالب عبد الحميد درويش عضو الوفد التفاوضي في تصريح لـ”ايلاف ” النظام أن يكون بحجم المسؤولية، لافتا الى أن “لغة الشتائم والتخوين لا تفيد ولا بد من أن يستجيب وفد النظام السوري الى نداءات الشعب السوري بوقف العنف واراقة الدماء”.
هذا وقدم وفد الائتلاف عددًا كبيرًا من المعلومات والتقارير الدولية حول جرائم الحرب التي ارتكبها النظام وإرهاب السلطة الحاكمة. ووثّق وفد الائتلاف مجازر النظام ضد المدنيين وتدمير البنية التحتية.
كما وثق الائتلاف استجلاب النظام ميليشيات إرهابية للقتل على الهوية الطائفية من لبنان والعراق واليمن ولا سيما ميليشيات “حزب الله” و”أبو الفضل العباس” و”عصائب الحق” و”الحوثيين”. ووثّق وفد الائتلاف ارتباط داعش بالنظام السوري منذ حرب العراق وأثبت ان المعارضة هي التي تحارب إرهاب داعش وإرهاب النظام وعرض خرائط وتقارير عن الموضوع.
ووثّق وفد الائتلاف وفاة المعتقلين في السجون السورية تعذيبًا وجوعًا كما وثّق حالات الاغتصاب لأكثر من 7500 فتاة وامرأة في سوريا وكيف أفشل النظام محاولات وقف إطلاق النار السابقة ولا سيما في هدنة عيد الاضحى التي وقّعها المبعوث الخاص المشترك.
وعجز وفد النظام عن الرد على كل الجرائم فقضى بقية الجلسة في اتهام المعارضة بالخيانة واتهم قادة الدول العربية والغربية بدعم الارهاب. وأكد وفد الائتلاف أن “الضامن الوحيد لوقف العنف والإرهاب في سوريا هو معالجة أسبابه اي تغيير النظام وبدء الانتقال السياسي بإنشاء الهيئة الحاكمة الانتقالية التي تعيد هيكلة الجيش والأجهزة الأمنية والمخابرات”.
العنف ومكافحة الإرهاب على طاولة جنيف-2
أ. ف. ب.
بحث وفدا الحكومة والمعارضة السوريان إلى جنيف-2 الخميس في مسائل العنف ومكافحة الإرهاب، واتهم كل فريق الآخر بأنه مصدر الإرهاب في سوريا.
دمشق: يزور رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا موسكو في الرابع من شباط/فبراير. وقال مدير مكتب الجربا منذر أقبيق لوكالة فرانس برس الخميس ان رئيس الائتلاف “قبل الدعوة الروسية لزيارة موسكو، وسيزورها في الرابع من شباط/فبراير”.
وكان الجربا قال في مقابلة مع تلفزيون “الآن” الذي يتخذ من دبي مقرًا تم بثها الاربعاء “نحن نتواصل طبعًا مع الروس.. وتواصلنا.. وسنتواصل ايضا.. واعتقد ان العلاقة مع الروس يجب أن تتطور ايجابيا”. في هذا الوقت، ابدت الولايات المتحدة قلقا من تأخر دمشق في اخراج الاسلحة الكيميائية الاكثر خطورة من ارضها بحسب ما نص عليه قرار مجلس الامن 2118.
راوح مكانك
وانتهت الجلسة المشتركة، التي عقدت قبل الظهر في مقر الامم المتحدة في جنيف باشراف الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي، من دون احراز اي تقدم، اذ ينتهج الطرفان السوريان تاويلات مختلفة لكل الموضوعات المطروحة. وستستانف الاجتماعات صباح غد، بينما لن تعقد اجتماعات بين الابراهيمي وكل فريق على حدة بعد الظهر، بحسب ما ذكرت الامم المتحدة.
واعلن الابراهيمي في ختام جلسة بعد الظهر ان وفدي النظام والمعارضة بحثا في الجلسة المشتركة التي عقداها الخميس في المسائل الامنية في بلادهما، مشيرًا الى انهما غير متفقين على كيفية “معالجة الارهاب”.
وقال الابراهيمي في مؤتمره الصحافي اليومي “ناقشنا امورًا مهمة وحساسة تتعلق بالمسائل الامنية في سوريا والارهاب”. واضاف “هناك اتفاق على ان الارهاب موجود في سوريا، وهو مشكلة جدية، لكن لا اتفاق حول كيفية التعامل معه”.
من جهته، صرح نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ان حزب الله اللبناني، الذي يقاتل في سوريا الى جانب القوات النظامية “ليس ارهابيًا”، مجددًا اتهام السعودية “بتسليح الارهابيين”. وكانت جلسة اليوم بدأت بالوقوف دقيقة صمت “على ارواح شهداء” سوريا. وادعى كل من الوفدين انه كان المبادر الى طلب هذه الدقيقة.
بيان لمكافحة الإرهاب
وتقدم وفد الحكومة السورية خلال الجلسة بمشروع بيان حول “مكافحة الارهاب” رفضته المعارضة. ونص البيان على “وقف التمويل والتسليح والتدريب والإيواء للارهابيين وتسهيل تدفقهم الى سوريا”. كما دعا الى “العمل على نحو عاجل لمواجهة المجموعات الارهابية والقضاء عليها بهدف تحقيق الامن والسلام وعودة الهدوء والاستقرار الى سوريا”. ودعا الافراد والدول الى “وقف كل اعمال التحريض ونشر الفكر التكفيري والتعصب الديني”.
في المقابل، وزع المكتب الاعلامي للوفد المعارض معلومات عن مجريات الجلسة، جاء فيها ان وفد المعارضة قال داخل جلسة اليوم “إن براميل القنابل هي إرهاب، تجويع السكان حتى الموت ارهاب، التعذيب والاعتقال هي أيضا إرهاب”. وقال مصدر في الوفد المعارض ان فريقه يعتبر ان ” أكبر إرهابي في سوريا هو بشار الأسد”.
وقال عضو وفد المعارضة المفاوض لؤي صافي للصحافيين بعد الجلسة، ان الوفد عرض “وثائق” وصورًا عن “المجازر” التي ارتكبها النظام. واضاف “عرضنا ملفات كاملة، والتقرير الذي صدر اليوم من منظمة هيومان رايتس ووتش”. واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش نظام الرئيس السوري بشار الاسد “بمعاقبة” السكان عبر هدم آلاف المنازل من “دون وجه حق” في دمشق وحماة (وسط)، داعية مجلس الامن الدولي الى احالة هذه القضية الى المحكمة الجنائية الدولية.
وقال المقداد من جهته للصحافيين ان البيان الذي تقدم به “وفد الجمهورية العربية السورية يعبّر عن لغة متوافق عليها دوليًا، ومن يرفض هذا البيان ليس سوريًا، بل هو ارهابي ويدعم الارهاب”. واضاف “المعارضة رفضت البيان. من الواضح انهم متورطون في هذه الاعمال، لذلك يرفضون ادانة الاعمال الارهابية”.
العربة أمام الحصان
وكان الوفدان تطرقا الاربعاء، بحسب ما اعلن الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي، الى موضوع “هيئة الحكم الانتقالي”. وقال صافي اليوم “هناك خلاف كبير بيننا وبين النظام” حول وثيق جنيف-1، مضيفا “النظام يريد ان يبدأ (…) بملف العنف، ونحن اليوم تحدثنا في ملف العنف، لكن هذه الطريقة عكس للتسلسل الحقيقي او هي وضع للعربة امام الحصان”.
وتابع “العربة هي النقاط العديدة في بيان جنيف: وقف اطلاق النار والافراج عن المعتقلين وفك الحصار، هذه نقاط مهمة، لكن لتنفيذها لا بد من الحصان، والحصان هو تشكيل الهيئة الحاكمة الانتقالية”. واعتبر انه “لا يمكن المضي قدما في هذه النقاط من دون ان تكون هناك هيئة حاكمة وطنية عندها ارادة نقلنا سياسيا من الاستبداد الى الديموقراطية ومستعدة لتنفيذ هذه النقاط”.
وتعتبر السلطات السورية انها تخوض منذ ثلاث سنوات “معركة ضد الارهاب الممول من الخارج”، لا سيما من السعودية وقطر وتركيا. وطالبت في المؤتمر الدولي الذي انعقد في مدينة مونترو السويسرية في 22 كانون الثاني/يناير كمقدمة لمفاوضات جنيف-2، المجتمع الدولي بالتعاون معها من اجل مكافحة الارهاب.
ولا تعترف الحكومة بوجود مقاتلين معارضين، بل تتهم كل الكتائب المقاتلة ضمن المعارضة المسلحة بالارتباط بتنظيم القاعدة. بينما تميز المعارضة بين الكتائب المعروفة بـ”الجيش السوري الحر”، رغم انها لا تنضوي تحت قيادة واحدة، والمجموعات الجهادية. ويخوض مقاتلو الجيش الحر منذ اسابيع معارك دامية في مناطق عدة من سوريا مع تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” المرتبط بالقاعدة.
وينص اتفاق جنيف-1 الذي تم التوصل اليه في مؤتمر غاب عنه كل الاطراف السوريين في حزيران/يونيو 2012، على تشكيل حكومة من ممثلين عن النظام والمعارضة بصلاحيات كاملة تتولى المرحلة الانتقالية. وتعتبر المعارضة ان نقل الصلاحيات يعني تنحي الرئيس بشار الاسد، وهو ما يرفض النظام التطرق اليه، لاعتباره ان مصير الرئيس يقرره الشعب السوري من خلال صناديق الاقتراع.
لمعالجة تأخير تسليم الكيميائي
كما ينص الاتفاق الذي وضعته الدول الخمس الكبرى والمانيا والجامعة العربية، على “وقف فوري للعنف بكل اشكاله” وادخال المساعدات الانسانية واطلاق المعتقلين والحفاظ على مؤسسات الدولة. في واشنطن، قال وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل الخميس ان على الحكومة السورية “معالجة” مسالة التاخير الحاصل في اخراج المواد الكيميائية الاكثر خطورة من سوريا تمهيدا لتدميرها.
وكانت مصادر مقربة من منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ذكرت الاربعاء ان “شحنتين فقط من العناصر الكيميائية” غادرت سوريا في السابع وفي السابع والعشرين من كانون الثاني/يناير عبر مرفأ اللاذقية، ما يشكل “اقل من 5 في المئة بقليل” مما كان يفترض نقله قبل نهاية كانون الاول/ديسمبر.
ميدانيا، دخلت قافلة من المساعدات الغذائية الخميس الى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق، والذي يعاني منذ اشهر من حصار خانق، ادى الى وفاة اكثر من 80 شخصا، بحسب ما اعلنت الامم المتحدة.
في جنيف-2 رجال ونساء يتقنون فن الإجابة عن السؤال المحرج
لوانا خوري
ينعقد مؤتمر جنيف-2 السوري ضاجًا بوفدي النظام والمعارضة السوريين، يتناقشان ويختلفان، وينتحي كل منهما في غرفة، يتنقل بينهما الأخضر الابراهيمي مرسال هوى.
خارج أسوار جنيف-2، يقف الصحافيون والمراسلون الاعلاميون، يتنسمون خبرًا كي يسبقوا فيه أترابهم، وينتظرون مَن يخرج من الوفدين، ليتحلقوا حوله، إن قبل فسيمطرونه بوابل من الاسئلة والاستفهامات، بعضها شكلي، وبعضها إشكالي جدًا.
يعرف هؤلاء الصحافيون أي كتف تؤكل، إعلاميًا، ومن أي سؤال. فيعلمون بمن يستفردون، ومن يتجاهلون. فالوفدان المتفاوضان حشدا معهما رجالًا بقدرات كلامية لا يستهان بها البتة، بينهم رجال يتقنون فن الاجابة الدبلوماسية حين يحين دورها، وفن القسوة متى كانت لازمة. وبينهم أيضًا نساء لمعت نجومهن عاليًا، لا يمكن إلا الاعتراف بما لهن من أثر بالغ في صياغة الموقف داخل القاعة، وتبريره خارجها.
معارضة
في الأيام الماضية، برز بين صفوف المعارضة لؤي الصافي، المتحدث باسم وفد الائتلاف، مهيبًا بلغته العربية المتزنة غير الوعرة، وبلغته الانجليزية اللعوب، وبقدرته الفائقة على تحمل قسوة صحافيين موالين للنظام السوري مبتسمًا، حين يبادرون فورًا إلى جلده بعنف.
وإلى الصافي، يتحدث أحمد رمضان للصحافيين بصوت هادئ، يقارع السؤال بالحجة، والنفي بالعقل، والتلاعب بالكلام بتقصد في الاسهاب بالايضاح.
وللمعارضة السورية نساؤها، مثل ريما فليحان طليقة اللسانين، العربي والانجليزي، واضحة البيان، ما يجعلها في كل لحظة محجة المراسلين. وإلى جانبها تقف سهير الأتاسي، القوية الحادة التي لا تقبل إلا برحيل بشار الأسد، وبتشكيل هيئة انتقالية في سوريا من دونه.
موالاة
وكلمة “من دونه”، اي من دون الأسد، لا تروق كثيرًا لوزير إعلام النظام السوري عمران الزعبي، فيقف مزهوًا وسط الصحافيين، يتحدث إليهم وكأنه يوشوشهم أسرارًا عليا، رافضًا أن يكون أتى، ومن معه، إلى مونترو للمفاوضة على تنحي الأسد.
أما فيصل المقداد، فاختصاصه الاعلام الغربي، لأنه يتقن اللغة الانجليزية أولًا، ويعرف سبيل مخاطبة الغرب بدبلوماسية مميزة فعلًا، حتى قال بعض الصحافيين إن المقداد هو “الماشِطة” التي تزين وجه النظام السوري “العِكِر”.
وكما في المعارضة، كذلك في الموالاة، نساء تتصدرهن منذ زمن بثينة شعبان، المستشارة الشهيرة للأسد، والتي اعتاد الصحافيون نبرتها المرتفعة إلى حدود التعالي، وطلاقتها بالإنجليزية، وتشبثها بأن رأيها هو الصواب، وكل ما يجافيه يجافي الحق والحقيقة.
ومع شعبان، برزت الاعلامية لونا الشبل، التي ذاع صيت صورتها يوم افتتاح جنيف-2، حين كانت توزع ابتساماتها وهي جالسة خلف وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أثناء مشادته وبان كي مون، أمين عام الأمم المتحدة. والشبل طليقة بالعربية، من خبرة اكتسبتها أيام كانت مذيعة في قناة الجزيرة، تحل اليوم ضيفة على منابر ومحطات فضائية موالية للأسد، تحلل المواقف، تهاجم المعارضة، وتؤكد أن الأسد باقٍ.. إلى الأبد!
إبلاغ البرلمان البريطاني بقرار استقبال لاجئين سوريين
نصر المجالي
أبلغت وزيرة الداخلية البريطانية، مجلس العموم بعزم الحكومة استقبال لاجئين سوريين فرّوا من القتال وهم أكثر عرضة للخطر، لأسباب إنسانية.
وقالت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي، في بيان أمام البرلمان، الأربعاء، إنه بعد التشاور مع مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لندن خلال الأيام الأخيرة، يمكنني أن أقول للمجلس بأن الحكومة تعلن عن برنامج جديد لتوفير مأوى طارئ في المملكة المتحدة للنازحين السوريين الأكثر عرضة للخطر.
وأشارت ماي إلى أن برنامج إعادة توطين شخص معرض للخطر، يرتكز على ثلاثة مبادئ:
أولا، إننا عازمون على ضمان توجيه مساعدتنا إلى حيث يمكن أن يكون لها أكبر أثر على اللاجئين الأكثر عرضة للخطر. وسوف يركز هذا البرنامج على حالات فردية يكون إخلاؤها من المنطقة هو الخيار الوحيد. وبشكل خاص، سوف نعطي الأولوية للناجين من التعذيب والعنف، والنساء والأطفال الذين يواجهون الخطر أو بحاجة لعناية طبية وتوصي المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بإعادة توطينهم. ونعتقد بأن باستطاعتنا في المملكة المتحدة أن نقدم مساهمة مميزة في هذا المجال.
العنف الجنسي
وقالت وزيرة الداخلية البريطانية: على سبيل المثال، من بين أسوأ الانتهاكات في الصراع السوري استخدام العنف الجنسي، بما في ذلك في مراكز الاعتقال التابعة للنظام. ومبادرة المملكة المتحدة للقضاء على العنف الجنسي تعمل لأجل القضاء على هذه الجرائم في أنحاء العالم.
وقد أرسلت وزارة الخارجية فرقاً من الخبراء لتدريب السوريين على توثيق جرائم العنف الجنسي والتحقيق بها لإتاحة محاكمة مرتكبيها مستقبلاً. ووزارة التنمية الدولية تعطي الأولوية لحماية النساء والفتيات، بما في ذلك توفير الرعاية الطبية لنحو 12,000 من اللاجئين السوريين الناجين من العنف الجنسي في الأردن.
ومن شأن النظر في أمثلة كهذه من خلال برنامجنا لإعادة التوطين، دون استثناء آخرين، أن يساعد في الترويج لهدفنا الأوسع بشأن القضاء على العنف الجنسي في الحروب، وهذه استراتيجية يجري التنسيق بشأنها بين كافة وزارات الحكومة.
إعادة التوطين
ثانياً، سوف يدار هذا البرنامج بالإضافة إلى برنامجين بشأن إعادة التوطين تديرهما وزارة الداخلية بالشراكة مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين: برنامج البوابة الذي يعيد توطين 750 لاجئًا كل عام من عدد صغير من المواقع المستهدفة، وبرنامج التكليف بإعادة التوطين المخصص لإعادة توطين لاجئين تعتبرهم المفوضية لاجئين ولديهم أحد أفراد عائلتهم المقربين يعيش في المملكة المتحدة ولديه الاستعداد لاستضافتهم. كما أنه هذا البرنامج سيكون إضافة إلى طلبات اللجوء التي ننظر بها – وسنواصل النظر بها – بموجب قواعد اللجوء العادية. فقد استقبلنا منذ اندلاع الأزمة حوالي 3,500 طالب لجوء – وهذا رابع أكبر رقم في الاتحاد الأوروبي – وتم اعتبار 1,100 مواطن سوري لاجئين في السنة المنتهية في سبتمبر 2013.
الأكثر عرضة للخطر
ثالثًا، بما أننا نريد التركيز على مساعدة الأكثر عرضة للخطر، فإننا لا نعتزم الالتزام بنظام استقبال عدد محدد. وبالتالي فإنني أريد أن أوضح للمجلس بأن هذا البرنامج سوف يدار بموازاة برنامج الدخول الإنساني الذي تديره المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، وسوف نعمل بالتشاور عن كثب مع مكاتب المفوضية في لندن وجنيف وفي المنطقة.
وقالت وزيرة الداخلية إن للمملكة المتحدة علاقات عمل قوية مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين نمت طوال سنوات عديدة. ويجري استخدام مبلغ 61 مليون جنيه استرليني من المساعدات الإنسانية البريطانية لسوريا عبر برامج المفوضية. ونهجنا يتماشى تمامًا مع برنامج المفوضية الأوسع، ويلقى دعماً منها، ويتيح لنا التحكم في استغلال إمكاناتنا على أكمل وجه لمساعدة هذه الحالات.
وفي البيان، أكدت الوزيرة ماي أن مجلس العموم يفتخر وبلدنا ككل بالدور الذي نؤديه دعمًا للشعب السوري خلال هذه الأزمة الكبيرة. والأموال البريطانية تساعد في توفير المواد الغذائية والمياه والمأوى لمئات آلاف النازحين كل يوم. وسوف نمنح اللجوء لمن يحتاجون إليه، بما يتوافق مع التقاليد التي نفتخر بها في بلدنا لمساعدة من هم في أمسّ الحاجة للمساعدة. ومن خلال برنامج إعادة التوطين الذي أعلنت عنه اليوم سوف نوفر لجوءًا طارئاً لأكثر اللاجئين عرضة للخطر، بمن فيهم ضحايا التعذيب والعنف.
وختمت الوزيرة ماي قائلة: لكن السبيل الوحيد لوضع نهاية للعنف والمعاناة هو عملية انتقال سياسي عبر التفاوض، ولن تألو الحكومة جهدًا في العمل للتوصل لحل سياسي للأزمة لكي يتمكن اللاجئون من العودة إلى بلدهم.
مجموعة الحكماء: على إيران تأدية دور في حل النزاع السوري
أ. ف. ب.
لندن: اعتبرت مجموعة الحكماء برئاسة الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان الخميس ان على ايران ان تؤدي دورًا في حل النزاع في سوريا، وذلك اثر زيارة قامت بها المجموعة لطهران استمرت ثلاثة ايام.
وقال كوفي انان “نشيد بالمحادثات الصريحة التي اجريناها مع مضيفينا. نحن مقتنعون بان ايران تستطيع ان تكون عاملًا رئيسا من اجل استقرار المنطقة بفضل دورها التاريخي وقدرتها على التاثير في الاخرين”. واضاف في بيان “نعتقد انه يجب ان تكون ايران طرفا اساسيا في حل النزاع السوري”.
وطهران الحليف الاقليمي الرئيس لنظام الرئيس بشار الاسد متهمة بتقديم دعم عسكري ومالي الى دمشق، لكنها تنفي ذلك. واستبعدت ايران من مؤتمر جنيف 2 حول سوريا، لانها رفضت الموافقة على مبدأ الانتقال السياسي في دمشق.
وتابع انان “نشاطر مضيفينا الايرانيين القلق العميق حيال الوضع الماساوي في سوريا. علينا ان نبذل ما في وسعنا لوضع حد للكابوس الذي يعيشه السوريون رجالا ونساء واطفالا”.
والتقى وفد مجموعة الحكماء، الذي ضم انان والرئيسين السابقين لفنلندا مارتي اهتيساري والمكسيك ارنستو زيديلو الرئيس الايراني حسن روحاني والرئيس السابق اكبر هاشمي رفسنجاني ورئيس البرلمان علي لاريجاني. واشادت المجموعة بـ”المناخ الجديد في ايران من الانفتاح والحوار مع العالم الخارجي”.
ودعت المجموعة ايضا الى ايجاد حل شامل للبرنامج النووي الايراني بعد الاتفاق التاريخي الذي وقع في تشرين الثاني/نوفمبر بين طهران ومجموعة الدول الست الكبرى. ونبه اهتيساري الى انه “اذا اخفق العالم فالشعب الايراني لن يدفع الثمن بمفرده، بل ايضا استقرار المنطقة”.
وتضم مجموعة الحكماء 12 شخصية من دول مختلفة تسعى الى تسوية النزاعات في العالم، بينها الموفد الاممي في سوريا الاخضر الابراهيمي الذي يقود المفاوضات بين النظام السوري ومعارضيه في جنيف.
واشنطن حققت مصالحها في سورية بنزع «الكيماوي» وضرب الثوار لـ «القاعدة»
الرأي الكويتية
واشنطن – حسين عبدالحسين: يعتقد مسؤولون اميركيون معنيون بالملف السوري انهم نجحوا، على مدى السنوات الثلاث الماضية، في «تأمين مصالح الولايات المتحدة في ما يتعلق بنزع ترسانة (الرئيس السوري بشار) الاسد الكيماوية، واجبار مجموعات العنف المتطرف على التراجع امام ضغط الثوار المعتدلين». الا ان هؤلاء المسؤولين «يأسفون» لعدم مقدرة بلادهم على التأثير في مسار الاحداث لوقف نزيف الدماء وعملية التهجير التي تلحق بالكثير من السوريين.
وتأتي تصريحات المسؤولين الاميركيين، الذين طلبوا عدم الافصاح عن هويتهم، في وقت اعلنت «منظمة حظر الاسلحة الكيماوية» اخراج شحنة ثانية من المواد الكيماوية السورية عبر مرفأ اللاذقية.
ويعترف هؤلاء المسؤولون ان «الحكومة السورية تأخرت في الالتزام بجدول المواعيد المحدد سلفا لشحن المواد الكيماوية خارج البلاد»، وان واشنطن كانت «على وشك الذهاب الى مجلس الامن لاعتبار دمشق متخلفة عن تنفيذ القرار الاممي الملزم».
على ان المسؤولين يتوقعون انه، رغم بعض التأخير، ستتمكن المنظمة الدولية من التزام الموعد النهائي لتفكيك واخراج الترسانة الكيماوية السورية كاملة، والمقرر في 30 يونيو المقبل.
في هذه الاثناء، يعرب المسؤولون الاميركيون عن تفاؤلهم بنجاح الثوار السوريين في طرد «الارهابيين من معظم صفوفهم وفي اخراجهم من معظم المناطق المحررة». ويقول المسؤولون ان الثوار السوريين يستفيدون من دعم شعبي لهم يقابله تململ من الفصائل المتطرفة، وخصوصا تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» المعروف بـ «داعش».
ويعتقد المسؤولون ان الثوار حققوا نجاحات سريعة ومباغتة ضد «ارهابيي داعش في الايام الاولى من اندلاع القتال مطلع الشهر الجاري، الا ان داعش نجح في الحد من خسائره بتراجعه الى مواقع يتحصن فيها».
ويضيف هؤلاء انه «حتى لو بقي هناك جيوب لداعش، الا ان حركة مقاتلي هذا التنظيم المرتبط بالقاعدة ستكون شبه مستحيلة بين هذه الجيوب، وهو ما يجعلها جيوبا معزولة ومفككة وغير قادرة على استعادة زمام المبادرة».
وبحسب التقديرات الاميركية، فان تقدم الثوار المعتدلين جاء بتكلفة بشرية مرتفعة، اذ بلغت خسائرهم بين 25 و35 مقاتلا في اليوم.
على ان الاميركيين الذين يرصدون المعارك الدائرة في الشمال السوري يعتقدون ايضا ان «قوات النظام السوري والميليشيات المتحالفة معها مثل حزب الله اللبناني اظهرت محدودية في الافادة من معارك الثوار مع داعش، اذ لم ينجح النظام في استعادة اي مواقع ذات اهمية تذكر، بل على العكس، نجح الثوار في تعزيز تقدمهم في بعض مناطق في محافظة حلب، وكذلك في ضاحية دمشق داريا».
وتشير التقارير المتواترة في العاصمة الاميركية الى ان الثوار هذا الاسبوع نجحوا في ضرب خزانات وقود تعود للنظام في الجنوب الغربي لمدينة حلب، على الطريق المؤدي للمطار الدولي، فيما اندلعت اشتباكات بين الثوار والنظام في محيط قريتي الشيخ لطفي والعزيزة، مع تسجيل تقدم للثوار باتجاه مطار حلب العسكري، القريب من المطار المدني في النيرب.
في هذه الاثناء، شن الثوار هجوما على قاعدة يعتقد انها تعود لـ «حزب الله» اللبناني غرب حلب، وهجوما آخر ضد «داعش» في محيط كفرحمرا وحريتان، ونجحوا في اعتقال القيادي في «داعش» احمد جمال نايف. وتأتي انباء اعتقال الاخير مع اخرى تشير الى نجاح الثوار في قتل قيادي آخر في «داعش» هو العراقي سمير عبدمحمد الحلفاوي، المعروف بـ «حجي بكر».
وكان الحلفاوي مقاتلا في جيش صدام حسين، قبل ان ينضم الى تنظيم القاعدة في العراق ويرتقي سلم القيادة على اثر مقتل قائدها ابوعمر البغدادي في العام 2010. ومع اندلاع الثورة السورية، «انتقل الحلفاوي ككثيرين من ارهابيي القاعدة الى سورية»، حسب الاوساط الاميركية.
ويعزو المسؤولون الاميركيون نجاح الثوار في تصفية عدد كبير من قيادات وكوادر «القاعدة» في سورية الى عوامل عديدة، اولها ان مقاتلي «القاعدة» هم في غالبهم من غير السوريين، ما يعني انه لا يمكن لهم التماهي مع السكان او الاختباء بينهم، فضلا عن «زيادة كبيرة في التنسيق الاستخباراتي في المنطقة بين حكومات الدول المعنية».
وبالاجابة عن سؤال لـ «الراي» حول ان كانت حكومة الرئيس بشار الاسد من بين الحكومات المشاركة في التنسيق الاستخباراتي ضد مقاتلي «القاعدة» في سورية، اجاب اكثر من مسؤول اميركي بالنفي، واعتبروا انه «على العكس من ذلك، رأينا الاسد يخرج قيادات الارهابيين من سجونه ابان اندلاع الثورة، ورأينا مقاتلاته تقصف مناطق الثوار اثناء هجومهم ضد داعش، فيما لم تقصف قوات الاسد اماكن تواجد داعش».
هكذا، يسود الاعتقاد في واشنطن انه مع خروج المواد الكيماوية كاملة من سورية مع نهاية يونيو، ومع تصفية قياديي «القاعدة» وتقهقر قواتها، تكون الولايات المتحدة قد حققت اكبر هدفين سعت اليهما منذ اندلاع المواجهات في سورية.
يقول مسؤول اميركي: «للأسف. لم نتمكن حتى الآن من وقف القتل بحق المواطنين السوريين، ولكننا نسعى الى ذلك… ربما تنجح الديبلوماسية في جنيف، او بعض منها، في ذلك».
هذا الموقف الاميركي، في وسط التشاؤم حول استمرار الحرب السورية لسنوات، يعني ان واشنطن سعت وتسعى الى تأمين مصالحها في سورية، فيما هي لا تبدي استعدادا للتدخل او للتأثير في مجريات احداث او نتائج ما اسماها الرئيس الاميركي باراك اوباما في آخر خطاباته الى الأمة «حرب الآخرين الاهلية».
موافقة «خجولة» من دمشق لمناقشة «الحكم الانتقالي»
الجيش التركي يضرب مقاتلين مرتبطين بـ«داعش» داخل الأراضي السورية
جنيف: مينا العريبي لندن – بيروت: «الشرق الأوسط»
منذ انطلاق مفاوضات «جنيف 2» الأسبوع الماضي، اتفق وفدا نظام الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة أمس وللمرة الأولى، على مناقشة مقررات «جنيف 1» التي تنص إحدى فقراتها على تشكيل هيئة حكم انتقالية, على الرغم من اختلافهما حول أولويات البحث.
وفي موافقة تبدو خجولة, قالت المستشارة السياسية للأسد بثينة شعبان, إن «المحادثات كانت إيجابية.. لأننا تحدثنا عن الإرهاب». وأضافت «الفارق الوحيد بيننا وبينهم (المعارضة).. هو أننا نريد أن نناقش فقرة فقرة، ابتداء من الفقرة الأولى، أما هم فيريدون أن يقفزوا إلى الفقرة التي تتحدث عن الحكومة الانتقالية». إلا أن «أجواء الاتفاق» بين النظام والمعارضة لم تضم المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي، الذي قال إنه لا يتوقع «شيئا ملموسا» خلال جولة المحادثات الحالية التي ستختتم غدا، على أن تستأنف في وقت لاحق.
وأشار الإبراهيمي إلى دور الولايات المتحدة وروسيا في المفاوضات، وقال إن قدرة البلدين على إقناع الطرفين «أكبر من قدرتي لتسهيل المفاوضات». وأكدت مصادر دبلوماسية أميركية لـ«الشرق الأوسط», أن الفريقين الأميركي والروسي اجتمعا مرات عدة في جنيف خلال الأيام الماضية. من جهة آخرى، هاجم الجيش التركي قافلة عربات لمقاتلين في سوريا مرتبطين بتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش), ودمر ثلاث عربات, وذلك ردا على إطلاق نيران عبر الحدود الليلة قبل الماضية.
النظام والمعارضة يتحدثان عن «تقدم» في جنيف.. والجولة تختتم غدا
الإبراهيمي قال إنه لا يتوقع «شيئا ملموسا» والنتائج دون طموح السوريين
جنيف – لندن: «الشرق الأوسط»
بعد اجتماعات مارثونية وخلافات وتعليق جلسات، اتفق للمرة الأولى أمس وفدا نظام الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة على تحقيق «تقدم» وتوفير أجواء «إيجابية» في مفاوضات «جنيف2» لتحقيق السلام في سوريا، وذلك مع شروعهما في البحث في اتفاق «جنيف1». لكن المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي قال إنه لا يتوقع «شيئا ملموسا» خلال جولة المحادثات الحالية التي ستختتم غدا (الجمعة).
وأعلن الإبراهيمي في مؤتمر صحافي مساء أمس أنه لا يتوقع «شيئا ملموسا» في نهاية الجولة الحالية من المحادثات بين وفدي المعارضة والنظام السوريين. وقال «لأكون صريحا، لا أتوقع إنجاز شيء نوعي» في نهاية الجولة. وأضاف: «هناك كسر للجليد، بطء، لكنه ينكسر». وأشار إلى أن الطرفين «يبدوان مستعدين للبقاء والاستمرار.. لكن الهوة بينهما كبيرة جدا». وأضاف: «هؤلاء ناس (في إشارة إلى أعضاء الوفدين) لم يلتقوا أو يجلسوا مع بعض ولا مرة واحدة، ولا يتوقعون أن هناك عصا سحرية»، مؤكدا في الوقت نفسه أنه «إذا مشينا الخطوة الأولى، سيكون ذلك جيدا». وتابع: «النتائج التي حققناها لا ترقى إلى مستوى طموحات السوريين لكننا أيضا لم نتوقع أكثر من ذلك خاصة بعد ثلاث سنوات من الدماء هناك وحجم المسافات البعيدة بين الجانبين».
وعقد الوفدان صباح أمس جلسة مشتركة بإشراف الإبراهيمي في مقر الأمم المتحدة في جنيف.
وعقب الجلسة المشتركة الصباحية قالت المستشارة السياسية للرئيس السوري بثينة شعبان إن «المحادثات كانت إيجابية اليوم (أمس)، لأننا تحدثنا عن الإرهاب». وأضافت «الفارق الوحيد بيننا وبينهم، وهو فارق كبير في الواقع، هو أننا نريد أن نناقش جنيف1 فقرة فقرة، ابتداء من الفقرة الأولى، أما هم (المعارضة) فيريدون أن يقفزوا إلى الفقرة التي تتحدث عن الحكومة الانتقالية. إنهم مهتمون بأن يكونوا في الحكومة فقط، لا بوقف هذه الحرب المروعة». وأوضحت أن الوفد الرسمي توجه إلى وفد المعارضة عبر الإبراهيمي بالقول: «قبل أن تناقشوا الحكومة الانتقالية، عليكم أن تناقشوا جنيف1 استنادا إلى أولوياته. الأولوية في جنيف1 هي وقف العنف والإرهاب لإيجاد المناخ الملائم لإطلاق عملية سياسية».
من جهته، قال عضو الوفد المعارض لؤي صافي للصحافيين «حصل تقدم إيجابي اليوم لأننا للمرة الأولى نتحدث في هيئة الحكم الانتقالي».
وأوضح أن «النظام حاول تجنب الحديث عن الهيئة وفضلوا التركيز على قضايا الإرهاب»، إلا أن الوفد المعارض شدد على أنه «ضمن التسلسل الزمني والجدول الذي أعد للمفاوضات، هذه الهيئة مهمتها البحث في كل القضايا بما فيها العنف والإرهاب».
ورأى أن وفد النظام يبدو «أكثر استعدادا للبحث في هذه المسألة ولو أنهم يحاولون إبقاءها في أسفل النقاش»، مشيرا إلى أن وفد المعارضة وضع نقاطا عدة للبحث في الأيام المقبلة، تشمل حجم الهيئة وأعضاءها ومهامها. وأشار إلى أن الإبراهيمي «وضع النقاط وقال إنها نقاط جيدة للبحث».
وينص اتفاق جنيف1 الذي جرى التوصل إليه في مؤتمر غاب عنه كل الأطراف السوريين في يونيو (حزيران) 2012، على تشكيل حكومة من ممثلين عن النظام والمعارضة بصلاحيات كاملة تتولى المرحلة الانتقالية. وترى المعارضة أن نقل الصلاحيات يعني تنحي الرئيس بشار الأسد، وهو ما يرفض النظام التطرق إليه، لاعتباره أن مصير الرئيس يقرره الشعب السوري من خلال صناديق الاقتراع، كما يشكك في تمثيلية المعارضة.
كما ينص الاتفاق الذي وضعته الدول الخمس الكبرى وألمانيا والجامعة العربية، على وقف العمليات العسكرية وإدخال المساعدات الإنسانية وإطلاق المعتقلين والحفاظ على مؤسسات الدولة. وجلسة أمس هي الأولى التي تعقد منذ قبل ظهر الثلاثاء، بعدما اصطدمت الجلسة المشتركة بخلاف حول الأولويات. فقد عرض وفد المعارضة رؤيته لكيفية تطبيق جنيف1، بينما طالب وفد النظام بإصدار بيان يدين تسليح الولايات المتحدة لـ«المنظمات الإرهابية» في سوريا، على خلفية تقرير عن قرار سري للكونغرس بتسليح «الكتائب المقاتلة المعتدلة».
وكان مصدر مطلع في وفد المعارضة قال لوكالة الصحافة الفرنسية أمس «يفترض أن يكون النظام قدم تصوره أو مشروع عمل»، بعد أن قدم وفد المعارضة تصوره أمس «وكان بعنوان: الطريق إلى الحرية».
وأوضح أن الورقة تتضمن عناوين عدة أبرزها «إعداد إعلان دستوري يكون بديلا للدستور الحالي، وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي، وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وبناء المؤسسات الديمقراطية». في المقابل، قالت صحيفة «الثورة» السورية في عددها الصادر أمس إن مؤتمر جنيف2 «أظهر بوضوح بعد المسافات بين طرفيه بعد استعراض أولي للأوراق بلا جديد. وفد الحكومة قدم بيانا مكتوبا كورقة للحوار على الأقل في الطريق للحل، في حين لم يكن لدى وفد الائتلاف ورقة».
ولم يحرز أي تقدم بشأن القضايا الإنسانية قيد المناقشة في المحادثات التي تشمل مساعدات لما يقدر بنحو ثلاثة آلاف من المدنيين في مدينة حمص المحاصرة في وسط سوريا. وفي دمشق، رأى معارضون سوريون في الداخل أن ورقة العمل التي قدمها وفد النظام خلال مفاوضات تناقض بند التفاوض الرئيس المتمحور حول تشكيل هيئة حكم انتقالية، مبررين رفض الوفد المعارض المشارك في المفاوضات لهذه الورقة.
وكان الوفد الرسمي قدم الاثنين ورقة من خمسة بنود أبرزها احترام سيادة سوريا ورفض «التدخل الخارجي» و«الإرهاب التكفيري».
قال عضو المكتب التنفيذي في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي أحمد العسراوي إن «المبادئ التي تقدم بها وفد النظام السوري هي مبادئ عامة يتبناها عموم الشعب السوري وليس هناك خلاف عليها، إلا أنها ليست مادة من مواد مؤتمر جنيف».
مستشارة الأسد الإعلامية تتساءل: من يكون روبرت فورد؟
لونا الشبل أنكرت معرفتها أيضا بعضو في وفد المعارضة
لندن: «الشرق الأوسط»
«من يكون روبرت فورد؟». تساءلت لونا الشبل المستشارة الإعلامية في القصر الرئاسي وإحدى المقربات من الرئيس بشار الأسد وعضو وفد النظام المفاوض في مؤتمر «جنيف2»، خلال ردها على سؤال مراسلة التلفزيون السوري بشأن تصريحات السفير الأميركي فورد الذي اتهم النظام السوري بارتكاب «جريمة حرب» بامتناعه عن إدخال المساعدات الإنسانية لأحياء حمص المحاصرة.
وأنكرت الشبل في تصريحاتها بجنيف معرفتها بشخصية فورد، فردت المراسلة عفويا: «إنه السفير الأميركي»، فما كان من الشبل «الوجه الناعم» في وفد النظام إلا الرد بالقول: «أن يكون سفير غير مرغوب فيه على الأراضي السورية يعني أن لا صفة لديه تخوله الحديث».
فعادت المراسلة لتسأل عما إذا ناقش وفد النظام تصريحات فورد مع الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي، فردت لونا الشبل: «ما قاله روبرت فورد لا يستحق أكثر من دقائق محدودة في جلسات جنيف».
وعلى المنوال ذاته، استخفت الشبل بوفد المعارضة السورية خلال حديثها إلى مندوب «إذاعة (شام إف إم)» عندما طلب منها التعليق على تصريح لعضو الائتلاف الكاتبة ريما فليحان، فسألته باستغراب: «من تكون؟»، وتابعت الإجابة في تجاهل تام للشق المتعلق بفليحان.
ويشار إلى أن لونا الشبل وريما فليحان تنتميان إلى محافظة السويداء وللطائفة الدرزية، وكلتاهما تعرفان بعضهما بعضا إلا أن تجاهل لونا المتعمد كان رسالة بأنها لا تعرف كل من يقف ضد الرئيس السوري بشار الأسد، فهي وما إن وطئت قدماها أرض جنيف قالت للصحافيين السوريين المرافقين للوفد: «اطمئنوا.. الأسد باق».
وعلق أحد الناشطين السوريين على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» على أسلوب لونا الشبل بتجاهل معرفة فورد وفليحان، قائلا: «طبيعي ألا تعرف لونا الشبل أسماء الوفد الذي يجلس قبالتها، ولا أسماء المراقبين، فربما لم تتعلم بعد القراءة والكتابة. هي مشغولة بتصفيف شعرها وتلميع شفتيها». وشهد مؤتمر جنيف أول ظهور إعلامي للونا الشبل، بعد ثلاث سنوات من غيابها عن الشاشة، حيث كانت تعمل مذيعة ومقدمة برامج في إحدى القنوات الفضائية الإخبارية، قادمة إليها من التلفزيون الرسمي السوري، الذي انطلقت منه كمذيعة لديها حضور مميز ووجه جميل، لكنها تفتقر إلى التدريب.
وبعد استقالتها من القناة الفضائية الإخبارية بالتزامن مع انطلاق الاحتجاجات بسوريا في مارس (آذار) 2011، فوجئ الجمهور بعودة لونا إلى دمشق، ولكن ليس إلى التلفزيون الرسمي، بل إلى المكتب الإعلامي في القصر الرئاسي، ليغدو اسمها ضمن الدائرة الضيقة المقربة من الأسد، وفي القائمة القصيرة لنساء الظل اللاتي أحطن به. وخلال افتتاح مؤتمر «جنيف2» الأربعاء الماضي، طغت الشبل على الحضور السوري لوفد النظام من خلال الابتسامات التي وزعتها في اتجاهات عدة من خلف ظهر وزير الخارجية وليد المعلم وهو يلقي خطابه المطول. وقال معارضون إن تلك الابتسامات «استفزاز واستخفاف وعدم جدية» من وفد النظام بمفاوضات جنيف، بينما عدها الموالون «تحديا رائعا ودليل انتصار حققته دبلوماسية المعلم».
حصار حمص يختبر جدية مفاوضات «جنيف2»
مماطلة دمشق ما زالت تعيق دخول قوافل الإغاثة
بيروت: ليال أبو رحال
لم تدخل قوافل المساعدات الإغاثية إلى أحياء حمص المحاصرة، لليوم الثالث على التوالي أمس، رغم توقفها على حدود محافظة حمص من جهة دمشق، في موازاة تبادل طرفي الأزمة السورية الاتهامات بشأن الطرف المعرقل لدخول الإمدادات. وفي حين اتهم ناشطون الحكومة السورية بعدم إعطائها إذنا رسميا لدخول القوافل وتوزيع حمولتها، جددت السلطات السورية تأكيدها أمس إنجاز الترتيبات لخروج المدنيين، بعد يوم على مطالبة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بـ«ضمانات» لعدم وصول هذه القوافل إلى «مجموعات مسلحة».
وجددت لور شدراوي، المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، التأكيد لـ«الشرق الأوسط» أمس أن «البرنامج أنجز الاستعدادات المطلوبة منه وقوافل المساعدات المحملة بكميات كبيرة لا تزال تنتظر الإشارة للدخول وإفراغ حمولتها»، موضحة أنه «لا تقدم أحرز أمس في هذا السياق».
وقالت شدراوي إن «الجهوزية تامة»، وشددت على أن «دورنا ينتهي بمجرد حصولنا على الضوء الأخضر»، رافضة الكشف عن الجهة المعرقلة لدخول المساعدات. لكن ممثلين عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر وبرنامج الغذاء العالمي، ووفق ما نقلته عنهم وكالة الصحافة الفرنسية أمس، قالوا إن «الفرق الدولية جاهزة على الأرض لكنها لم تنل بعد ضوءا أخضر من السلطات السورية».
وتفرض القوات النظامية حصارا على أحياء حمص القديمة منذ يونيو (حزيران) الماضي. وأعلن الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي السبت الماضي في جنيف، موافقة وفد النظام السوري المشارك في المفاوضات، على السماح بخروج النساء والأطفال من هذه الأحياء، آملا في دخول قوافل مساعدات إنسانية إليها، لكن أيا من هذه الخطوات لم تجد طريقها إلى التنفيذ بعد.
وأصبحت الجهود الرامية لتوصيل إمدادات الغذاء والدواء إلى المدينة اختبارا لما إذا كانت محادثات السلام الحالية في سويسرا يمكن أن تحقق نتائج عملية على أرض الواقع.
وفي سياق متصل، أكد محافظ مدينة حمص طلال البرازي لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس أن السلطات السورية «أنجزت جميع الترتيبات اللازمة لتأمين المدنيين الراغبين في مغادرة أحياء المدينة القديمة»، في تكرار لموقف سبق وأعلنه أول من أمس. لكن ممثلي المعارضة يعترضون على مطلب دمشق بتقديم قوائم بأسماء الراغبين من سكان الأحياء المحاصرة في حمص بالمغادرة قبل خروجهم منها، متخوفين من اعتقالات أو من التعرض للنساء والأطفال.
وفي سياق متصل، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إن «المطلوب فك الحصار عن أحياء حمص المحاصرة، لا إخراج المدنيين منها أو تقديم المساعدات الغذائية إلى المحاصرين فيها».
ويسأل عبد الرحمن: «إذا خرج المدنيون المحاصرون فإلى أين سيتوجهون ومن يضمن سلامتهم، في وقت لا وجود لمناطق آمنة في حمص وضواحيها؟». ويعتبر في الوقت ذاته أن «إدخال المساعدات الغذائية إلى الأحياء المحاصرة يبدو أشبه بتقديم وجبة طعام إلى سجناء معتقلين». وجدد المطالبة بـ«تحرير حمص بالكامل من الحصار المفروض عليها»، داعيا الأمم المتحدة إلى أن «تسمي الجهة المعرقلة التوصل إلى اتفاق».
وسبق للأمم المتحدة أن أعلنت استعدادها لتوزيع مساعدات تكفي لمدة شهر على 2500 شخص محاصرين في المدينة، التي تحولت إلى أنقاض بفعل القصف والقتال على مدى أشهر متواصلة.
ارتفاع ضحايا الجوع في اليرموك إلى 85 وتجدد الاشتباكات جنوب دمشق
الجيش التركي يضرب مقاتلين مرتبطين بـ«داعش» داخل الأراضي السورية
بيروت: نذير رضا – لندن: «الشرق الأوسط»
تواصل القصف الجوي بالبراميل المتفجرة، أمس، على أحياء في مدينة حلب شمال سوريا، وداريا جنوب دمشق، بموازاة تجدد الاشتباكات في حي القدم المتاخم لمخيم اليرموك (جنوب العاصمة) الذي ارتفع فيه عدد الموتى جوعا إلى 85 شخصا، بينهم 25 مواطنة وخمسة أطفال.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن «ضحايا مخيم اليرموك فارقوا الحياة من جراء سوء الأوضاع الصحية والمعيشية، والنقص الحاد في الأغذية والأدوية، نتيجة للحصار الذي تفرضه القوات النظامية وعناصر الجبهة الشعبية – القيادة العامة، واللجنة الشعبية المسلحة الموالية للنظام السوري على مخيم اليرموك، منذ نحو 200 يوم».
وتفاقم الوضع الإنساني في المخيم، بشكل كبير، إذ يعيش نحو 20 ألف شخص ظروفا مأساوية ما يدفع الكثير منهم للاقتيات من لحوم الحيوانات الشاردة، وأرغم بعض النساء على ممارسة البغاء لتوفير الغذاء لعائلاتهن. وقال أحد سكان المخيم، لوكالة الصحافة الفرنسية إن كثيرين «ذبحوا القطط والكلاب وتناولوها، حتى أن البعض ذبحوا حمارا»، مشيرا إلى أن «ما كان غير ممكن تخيله قبل أشهر قليلة، بات أمرا طبيعيا».
وفرضت القوات النظامية في يونيو (حزيران) الفائت حصارا على المخيم الذي تبلغ مساحته كيلومترين مربعين، وتفيد أرقام وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بأن 18 ألف شخص ما زالوا يقيمون في اليرموك.
وتعاني وكالة الأونروا من صعوبات جمة في إدخال المواد التموينية إلى المخيم، وتمكنت من إدخال قافلتي مساعدات فقط خلال الأشهر الماضية، أي ما يوازي 138 وحدة غذائية فقط. وقال المتحدث باسم الوكالة كريس غونيس بأن «المساعدات التي سمح بإدخالها قاصرة في شكل صادم عن توفير الحاجات الملحة لهؤلاء المدنيين»، موضحا أن هذه الحاجات تشمل «حليبا جافا (بودرة) للأطفال، لقاحات ضد شلل الأطفال، ومواد غذائية أساسية».
وطالب المرصد السوري لحقوق الإنسان المنظمات الإنسانية الدولية بالعمل على فكّ الحصار عن كافة المناطق المحاصرة، في ظلّ استمرار الحصار المفروض على عدة مدن وبلدات وقرى وأحياء في سوريا، كما طالب «بالسماح بدخول الموادّ الغذائية والطبية إليها فورا، وعدم الاكتفاء فقط بتحميل المسؤولية عن هذا الحصار لهذا الطرف أو ذاك»، في إشارة إلى تبادل النظام والمعارضة المسؤولية عن عدم إدخال المواد الإغاثية إلى المخيم.
وشهدت أطراف المخيم أمس، اشتباكات بين القوات الحكومية وكتائب المعارضة المقاتلة في جنوب دمشق، تركزت في منطقة القدم.
وأفاد «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» بإطلاق القوات الحكومية قذائف مدفعية استهدفت الحي، وتأتي هذه المعارك في القدم في محاولة من القوات الحكومية لاستكمال سيطرتها على الأحياء الواقعة جنوب العاصمة السورية، بهدف تأمين دمشق من الجهة الجنوبية، وذلك بعد توصلها إلى هدنة في المعضمية مع المعارضة، ومواصلة حصارها لمخيم اليرموك ولداريا جنوب دمشق.
وتعرضت داريا أمس لقصف جوي بالبراميل المتفجرة، حيث أظهرت مقاطع فيديو بثها ناشطون على الإنترنت، سقوط برميلين على الأقل على أحياء في البلدة. وجاء القصف غداة معارك واسعة على أطرافها، وقعت بين الجيش النظامي والقوات المعارضة التي تحاول فك الحصار عنها، ومنع القوات الحكومية من التقدم فيها. وفي ريف دمشق، تعرضت مدينة الزبداني شمالا لقصف من القوات الحكومية، في حين أطلق جنود تابعون للقوات الحكومية النار باتجاه المدنيين في دوما بالريف الشرقي.وفيما تواصل القصف على أنحاء متفرقة من ريف دمشق، أفاد المرصد السوري بمقتل أكثر من 13 شخصا بينهم مواطنة وطفلة، جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في حي المعادي الواقع في جنوب حلب، مشيرا إلى وقوع غارات جوية على حي الصالحين المجاور.
وفي تطور آخر، أفادت وسائل إعلام تركية أمس أن الجيش التركي هاجم قافلة عربات لمقاتلين في سوريا مرتبطين بتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) الموالية لتنظيم «القاعدة» ردا على إطلاق نيران عبر الحدود الليلة قبل الماضية ودمر ثلاث عربات.
ولم تعلن تركيا رسميا عن العملية، ولكن ذكر تلفزيون «إن تي في» أن القوات التركية فتحت النار على مواقع مقاتلي جماعة «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في شمال سوريا بعد سقوط قذيفة مورتر أطلقت من سوريا في الأراضي التركية أثناء اشتباكات بين مقاتلي «داعش» و«الجيش السوري الحر».
وأضاف أن سيارة نقل صغيرة وشاحنة وحافلة دمرت في الرد التركي. ولم ترد تقارير عن خسائر بشرية ولم يوضح التلفزيون مكان وقوع الهجوم بالضبط في المنطقة الحدودية. وقالت محطة «سي إن إن تورك» بأن القوات التركية ردت بعد توجيه نيران أسلحة خفيفة إلى عربتين للجيش التركي. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من الجيش التركي.
النظام لم يسمح بعد لفرق الصليب الأحمر وبرنامج الغذاء بالدخول إلى حمص
غارات على حلب واشتباكات وقصف بالبراميل المتفجرة على دمشق
(أ ف ب)
قتل وجرح عشرات الأشخاص أمس في قصف بالطيران الحربي على احد احياء مدينة حلب في شمال سوريا، في حين دارت معارك عنيفة في جنوب دمشق وريف حمص، فيما ارتفعت حصيلة المعارك المتواصلة منذ مطلع الشهر الجاري بين عناصر “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) وتشكيلات من المعارضة السورية، الى قرابة 1600 قتيل.
وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان”: “استشهد ما لا يقل عن 13 مواطنا بينهم مواطنة وطفلة وذلك جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في حي المعادي” الواقع في جنوب حلب” أمس.
واوضح “مركز حلب الاعلامي” ان القصف ادى الى “انهيار بناءين سكنيين”. وبحسب المرصد، قصف الطيران ايضا حي الصالحين المجاور، وحيي الاشرفية والشيخ نجار في شمال المدينة التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية للبلاد قبل بدء النزاع منتصف 2011.
وكان المرصد افاد الثلاثاء عن تحقيق القوات النظامية تقدما طفيفا على الاطراف الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة في المدينة، وذلك للمرة الاولى منذ اكثر عام.
وقال مصدر امني تابع للنظام السوري لوكالة “فرانس برس” امس ان هذه العملية “تندرج في سياق تأمين الطريق الدولي ومنطقة مطار النيرب” العسكري القريب من مطار حلب الدولي، والواقع جنوب شرق المدينة.
وتشهد المدينة معارك يومية منذ صيف العام 2012، ويتقاسم النظام والمعارضة السيطرة على احيائها.
في غضون ذلك، اعلن المرصد ارتفاع حصيلة المعارك المتواصلة منذ الثالث من كانون الثاني بين “داعش” وتشكيلات من المعارضة، لتصل الى 1565 قتيلا.
والقتلى هم 878 مقاتلا معارضا، و459 عنصرا من “الدولة الاسلامية” المرتبط بـ”القاعدة”، اضافة الى 208 مدنيين و 20 جثة مجهولة.
وتدور هذه المعارك بين “داعش” من جهة، و”الجبهة الاسلامية” و”جبهة ثوار سوريا” و”جيش المجاهدين” من جهة اخرى.
وفي ريف حلب، دارت معارك في محيط مدينة الباب القريبة من الحدود التركية، بين “داعش” الذي يسيطر على المدينة، وعناصر من الكتائب المعارضة، بحسب المرصد.
كما سيطر “داعش” امس على غالبية منطقة الراعي القريبة من مدينة الباب، والواقعة مباشرة على الحدود التركية.
في حمص (وسط)، نقلت وكالة الانباء التابعة للنظام (سانا) عن المحافظ طلال برازي قوله “أنجزنا جميع الترتيبات الخاصة بتأمين المدنيين الراغبين بالخروج من أحياء المدينة القديمة”.
وتفرض القوات النظامية حصارا منذ 600 يوم على الاحياء التي تسيطر عليها المعارضة في وسط المدينة. واعلن الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي السبت في جنيف، موافقة وفد النظام السوري المشارك في المفاوضات، على السماح بخروج النساء والاطفال من هذه الاحياء، آملا في دخول قوافل مساعدات انسانية اليها.
الا ان ايا من هذه الخطوات لم تجد طريقها الى التنفيذ بعد.
وصباح امس، افاد ممثلون للجنة الدولية للصليب الاحمر وبرنامج الغذاء العالمي وكالة “فرانس برس” بأن الفرق الدولية جاهزة على الارض، الا انها لم تنل بعد ضوءا اخضر من السلطات السورية.
وفي غرب محافظة حمص، دارت معارك عنيفة في قرية الزارة والمناطق المحيطة بها، على مقربة من قلعة الحصن، بحسب المرصد.
وتعرضت القرية لاربع غارات جوية، تزامنا مع اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة من جهة، والقوات النظامية التي تحاول السيطرة على القرية بدعم من قوات الدفاع الوطني.
وادت المعارك الثلاثاء الى مقتل 26 عنصرا من الطرفين، بحسب المرصد.
وقصف الطيران الحربي والمروحي مناطق عدة في البلاد، مستخدما “البراميل المتفجرة” التي تلقى من الطائرات من دون نظام توجيه.
في حماه (وسط)، قتل اربعة اشخاص بينهم طفل في قصف على قرية عيشة في الريف الشرقي للمحافظة، بحسب المرصد. وألقى الطيران “اكثر من 20 برميلا متفجرا” على مدينة داريا جنوب غرب دمشق، بحسب المرصد. وفي جنوب دمشق، افاد المرصد عن معارك عنيفة وقصف في حي القدم.
لا تغيير بمواقف الطرفين السوريين في مناقشات اليوم
جنيف – تقدّم وفد الحكومة السورية لمفاوضات جنيف2 خلال الجلسة المشتركة مع وفد المعارضة، اليوم الخميس، بإشراف الوسيط الدولي الأخضر الابراهيمي، بمشروع بيان حول “مكافحة الإرهاب”، رفضته المعارضة متّهمةً النظام السوري بـ”ارتكاب جرائم حرب”، وبأنّه سبب الإرهاب.
وعقد الوفدان جلسة نقاش، قبل ظهر اليوم، تناولت مسائل العنف والإرهاب، وفق ما ذكرت مصادرهما.
ووزّع الوفد السوري بعد الجلسة نصّ بيان، قال إنّه اقترح تبنّيه، لكن وفد المعارضة رفضه.
ونصّ البيان على “وقف التمويل والتسليح والتدريب والإيواء للإرهابيين وتسهيل تدفّقهم إلى سوريا”.
كما دعا إلى “العمل على نحو عاجل لمواجهة المجموعات الإرهابية والقضاء عليها، بهدف تحقيق الأمن والسلام وعودة الهدوء والاستقرار إلى سوريا”.
كما دعا الأفراد والدول إلى “وقف كافة أعمال التحريض ونشر الفكر التكفيري والتعصّب الديني”.
وشدّد على “وجوب أن تضبط الدول المجاورة لسوريا حدودها بشكل فعّال لوقف تدفّق الإرهابيين”.
في المقابل، وزّع المكتب الإعلامي للوفد المعارض معلومات عن مجريات الجلسة، جاء فيها أنّ وفد المعارضة حضر إلى جنيف من أجل “إنهاء عمليات القتل عن طريق الانتقال من إرهاب الدولة إلى سوريا الحرّة، لكن النظام يريد الحديث عن الإرهاب”، مضيفةً أنّ “وفد المعارضة قال داخل جلسة اليوم إنّ براميل القنابل هي إرهاب، تجويع السكان حتى الموت إرهاب، التعذيب والاعتقال هي أيضاً إرهاب”.
وقال مصدر في الوفد المعارض إنّ “فريقه يعتبر أنّ أكبر إرهابي في سوريا هو بشّار الأسد، وأنّ الوفد شدّد على أنّ مقاتلي المعارضة هم الذين يحاربون تنظيم القاعدة في سوريا، من خلال المعارك بينهم وبين تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام”.
وقال عضو وفد المعارضة المفاوض لؤي صافي للصحافيين بعد الجلسة، إنّ “الوفد عرض وثائق وصوراً عن المجازر التي ارتكبها النظام”.
وقال “عرضنا ملفات كاملة والتقرير الذي صدر اليوم عن منظمة هيومان رايتس ووتش”.
واتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش النظام السوري بـ”معاقبة السكان عبر هدم آلاف المنازل من دون وجه حقّ في دمشق وحماة (وسط)”، داعية مجلس الأمن الدولي إلى “إحالة هذه القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية”.
وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، من جهته، للصحافيين إنّ “البيان الذي تقدّم به وفد الجمهورية العربية السورية يعبّر عن لغة متوافق عليها دوليّاً، ومن يرفض هذا البيان ليس سوريّاً بل إرهابيّ ويدعم الإرهاب”.
المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي، أشار من جانبه إلى “عدم وجود تغيير في مواقف الطرفين السوريين اليوم”، لافتاً إلى أنّ “وفد المعارضة دعا إلى دقيقة صمت قبل بدء المفاوضات”.
الإبراهيمي، وخلال مؤتمر صحافي من جنيف، قال “متّفقون على أنّ الإرهاب منتشر في سوريا، ومحبطون بسبب الوضع الإنساني في حمص، أمّا أولوياتنا فهي إدخال المساعدات إلى المحاصرين، ثمّ إخراج المصابين”.
وأضاف: “مستاء من عدم إدخال النظام السوري مساعدات إلى حمص”، مشيراً إلى أنّهم ناقشوا أزمة المحاصرين في مخيّم اليرموك، ونجحوا في إيصال 600 سلة غذائية إليه اليوم”.
كما أمل الإبراهيمي في تحقيق تقدّم خلال اليوم الأخير من المفاوضات في جنيف، غداً الجمعة. وقال “سنستخلص الدروس من أجل تنظيم أفضل في الجولة الثانية”.
إلى ذلك، ذكرت وكالة فرانس برس أنّ “رئيس الائتلاف المعارض أحمد الجربا سيزور موسكو في الرابع من شباط.
تباعد مواقف وفدي سوريا والجربا يزور موسكو
أقر المبعوث العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي بأن المواقف بين الحكومة والمعارضة في سوريا ما زالت متباعدة قبيل الجلسة الأخيرة لمفاوضات جنيف2 التي تعقد الجمعة، فيما يستعد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أحمد الجربا للتوجه إلى موسكو الثلاثاء المقبل.
وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحفي إن ثمة توافقا على أن “الإرهاب” مشكلة خطيرة جدا داخل سوريا، مشيرا إلى أن قضية الأمن يجب أن تحظى بجدية للتوصل إلى تسوية للأزمة السورية.
ولكن الوسيط الدولي أكد أنه لم يلاحظ أي تغيير في مواقف وفدي المعارضة والنظام السوري. وأضاف أن الأمم المتحدة ليس لها دور في استدعاء أطراف أخرى للحوار, و”هذا كان يجب دراسته من قبل وفد المعارضة مسبقا”.
ورجح الإبراهيمي أن تنتهي الجولة الأولى من المفاوضات الجمعة على أن تستأنف بعد نحو أسبوع.
من جانبها، أشارت موفدة الجزيرة وجد وقفي إلى أن الفجوة بين طرفي النزاع في سوريا ما زالت كبيرة، وقالت إن العقبة الكبيرة تنطوي على الأولوية في القضايا التي ينبغي طرحها للنقاش.
وقالت إن محاولات النظام في عدم التطرق إلى الهيئة الانتقالية للسلطة التي يطالب بها وفد المعارضة نجحت، لأن الإبراهيمي لم يحمل جديدا في مؤتمره الصحفي.
من جانبه، أكد عضو وفد المعارضة عبيدة نحاس للجزيرة أنه لم يتم تحقيق تقدم ملموس في المفاوضات.
مكافحة الإرهاب
وكان وفد الحكومة السورية قد تقدم أثناء جلسة الخميس بمشروع بيان حول “مكافحة الإرهاب”، ولكن المعارضة رفضته.
ونص البيان على “وقف التمويل والتسليح والتدريب والإيواء للإرهابيين وتسهيل تدفقهم إلى سوريا”، كما دعا إلى “العمل على نحو عاجل لمواجهة المجموعات الإرهابية والقضاء عليها بهدف تحقيق الأمن والسلام وعودة الهدوء والاستقرار إلى سوريا”.
وقال فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري للصحافيين إن البيان -الذي تقدم به “وفد الحكومة- يعبر عن لغة متوافق عليها دوليا، ومن يرفض هذا البيان ليس سوريا، بل هو إرهابي ويدعم الإرهاب”.
وأضاف أن “المعارضة رفضت البيان، من الواضح أنهم متورطون في هذه الأعمال، لذلك يرفضون إدانة الأعمال الإرهابية”.
في المقابل، قال الناطق باسم ائتلاف المعارضة السورية وعضو الوفد المفاوض لؤي صافي إن محادثات الجلسة الصباحية ليوم الخميس تركزت على وقف العنف، مشيرا إلى أن وفد الائتلاف قدم وثائق بشأن جرائم الحرب التي ارتكبها النظام في السنوات الثلاث الأخيرة.
وتابع صافي أن وفده تحدث عن “أن البراميل المتفجرة هي إرهاب، وتجويع السكان حتى الموت إرهاب، والتعذيب والاعتقال هما أيضا إرهاب”، مضيفا أن الوفد عرض “وثائق” وصورا عن “المجازر” التي ارتكبها النظام، وملفات كاملة وتقريرا صدر اليوم عن منظمة هيومن رايتش ووتش التي اتهمت النظام “بمعاقبة” السكان عبر هدم آلاف المنازل.
ولكنه أشار إلى أنه لا يمكن المضي في النقاط الأمنية باتفاق جنيف1 قبل إنهاء موضوع تشكيل هيئة انتقالية في سوريا، وهو ما تمت مناقشته الأربعاء دون تحقيق تقدم، لافتا إلى وجود خلاف مع النظام بشأن جنيف1 ومقرراته.
جنيف1
وينص اتفاق جنيف1 -الذي تم التوصل إليه في مؤتمر غابت عنه كل الأطراف السورية في يونيو/حزيران 2012- على تشكيل حكومة من ممثلين عن النظام والمعارضة بصلاحيات كاملة تتولى المرحلة الانتقالية.
وتعتبر المعارضة أن نقل الصلاحيات يعني تنحي الرئيس بشار الأسد، وهو ما يرفض النظام التطرق إليه، معتبرا أن مصير الأسد يقرره الشعب عبر صناديق الاقتراع.
كما ينص الاتفاق -الذي وضعته الدول الخمس الكبرى وألمانيا والجامعة العربية- على وقف العمليات العسكرية, وإدخال المساعدات الإنسانية, وإطلاق المعتقلين, والحفاظ على مؤسسات الدولة.
وكانت مفاوضات الأربعاء قد تطرقت إلى هيئة الحكم الانتقالي، وقال الإبراهيمي إن النقاش ظل في مرحلة التمهيد، معربا عن أمله في أن تستخدم الولايات المتحدة وروسيا نفوذهما على الوفدين السوريين “بشكل أفضل”.
في هذه الأثناء، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن القيادي في المعارضة منذر أقبيق أن رئيس الائتلاف أحمد الجربا سيتوجه إلى موسكو في الرابع من فبراير/شباط بناء على دعوة من السلطات الروسية.
وقال أقبيق إن الجربا قبل الدعوة الروسية، في حين نقلت وكالة رويترز عن مصادر دبلوماسية أن المقداد سيلتقي مع مسؤولين روس في جنيف الخميس
غارات تقتل وتصيب عشرات المدنيين بحلب وداريا
قتل وجرح عشرات المدنيين السوريين اليوم الخميس في حلب شمال البلاد وفي داريا بريف دمشق في إطار حملة جوية أودت بأرواح مئات المدنيين وتسببت في دمار واسع. وفي الوقت نفسه, تكبدت القوات النظامية السورية خسائر في معارك عنيفة بحمص, وفي مواجهات بمناطق أخرى.
وقال مركز حلب الإعلامي إن ما لا يقل عن ثمانية أشخاص قتلوا وأصيب آخرون معظمهم من عائلتي قطان وبركات في غارات استخدمت فيها البراميل المتفجرة على ساحة حي قاضي عسكر شرق حلب.
وأضاف أن القصف استهدف تجمعا للأبنية السكنية قرب مدرسة سعد الله الجابري, وخلف دمارا في أبنية سكنية وعشرات المحال التجارية على الشارع العام. وتحدث ناشطون عن قتلى وجرحى في قصف جديد بالبراميل المتفجرة على حي الميسر.
من جهته, قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قتلى وجرحى سقطوا في قصف مماثل لحي طريق الباب. كما تعرضت المنطقة الصناعية في حي الشيخ نجار لغارات خلفت عشرة قتلى وعشرات الجرحى، وفقا لناشطين.
وتأتي هذه الغارات بعد يوم دامٍ قتل فيه نحو ستين سوريا في قصف بالبراميل المتفجرة لأحياء بحلب بينها حي المعادي, وبلدات قرب المدينة.
الحملة الجوية
وفي ريف دمشق, قتل ثمانية مدنيين بينهم خمسة أطفال صباح اليوم حين ألقت مروحيات للنظام براميل متفجرة على مناطق سكينة في المدينة المحاصرة، وفقا للجان التنسيق المحلية وناشطين.
وألقت المروحيات اليوم على المدينة ما لا يقل عن أربعة براميل متفجرة بعدما ألقت عليها أمس 13 برميلا تسببت في دمار واسع بالأبنية السكينة.
وفي ريف دمشق أيضا, تحدث ناشطون عن قتلى وجرحى في غارات للطيران الحربي على بلدة عربين. وشمل القصف الجوي بلدات أخرى بينها المليحة مخلفا فيها جرحى, في حين استهدف قصف بالمدافع والراجمات بلدات عدرا وخان الشيح ويبرود والزبداني. كما تعرضت أحياء دمشق الجنوبية للقصف مجددا, وأشار ناشطون إلى عدد من الجرحى في حي القدم.
وقتل اليوم ثلاثة أشخاص في قصف لبلدة جلين بدرعا, وقتل رابع في سحم الجولان بالمحافظة نفسها, بينما جرح آخرون في قصف مماثل لبلدات بصر الحرير وطفس والشيخ مسكين.
وفي حمص, قال مراسل الجزيرة إن القوات النظامية قصفت الليلة الماضية بمدافع الهاون أحياء باب هود والقرابيص وجورة الشياح المحاصرة.
وأفاد ناشطون بأن حي الحميدية بحمص تعرض بدوره لقصف بصواريخ أرض أرض مما تسبب في سقوط جرحى ودمار كبير في البنية التحتية.
وشمل القصف الجوي والمدفعي اليوم بلدات كفرزيتا والبيدة والناصرية بريف حماة حيث تصاعدت في الآونة الأخيرة وتيرة القتال بين فصائل المعارضة والقوات النظامية.
الاشتباكات
ميدانيا أيضا, أفادت شبكة سوريا مباشر بأن قوات المعارضة استطاعت صد هجوم لقوات النظام صباح اليوم على بلدة قلعة الحصن بريف حمص الغربي وسيطرت على بعض الأسلحة والآليات العسكرية.
وبينما أكد المرصد السوري مقتل وجرح 14 من الجنود النظاميين ومليشيا “جيش الدفاع الوطني” في اشتباكات عنيفة عند حاجز قرب الحصن, أفادت شبكة شام بأن مسلحي المعارضة استولوا على دبابة من طراز “تي 62” ومدفعين.
وفي دمشق, تجدد القتال في منطقة بورسعيد بحي القدم, وتحدث المرصد السوري عن خسائر في صفوف القوات النظامية خلال اشتباكها مع مقاتلين من جبهة النصرة وفصائل أخرى, في حين أشارت شبكة شام إلى اشتباكات متقطعة في حي القابون الذي يقع أيضا جنوب العاصمة السورية.
وسجلت اشتباكات أخرى في منطقة ريما قرب مدينة يبرود بالقلمون شمال دمشق وفقا لناشطين. وتجدد القتال اليوم في القنيطرة جنوب دمشق, وتحديدا قرب بلدة “سويسه” حسب المرصد السوري.
وكان مقاتلو المعارضة أعلنوا أنهم استولوا أمس على مواقع بالقنيطرة وقتلوا عددا من الجنود, بينما تحدث المرصد السوري عن مقتل 14 من المعارضين في الاشتباكات التي جرت بالقطاعين الأوسط والجنوبي بالمحافظة المتاخمة للجولان المحتل.
وفي حلب, بدأت فصائل معارضة هجوما مضادا قرب مطار النيرب العسكري, في حين تستمر الاشتباكات بين فصائل معارضة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ببلدتي الراعي وكفرحمرة بريف المحافظة.
وتوسعت رقعة الاشتباكات في ريف حماة, خاصة في محيط بلدتي الوبيدة والناصرية, حيث دمر مقاتلو المعارضة دبابة حسب ناشطين.
في السياق نفسه, قصف مقاتلو المعارضة مطار دير الزور العسكري وفقا للمرصد الذي تحدث عن خسائر في صفوف القوات النظامية المرابطة بالمطار.
الجربا إلى موسكو على رأس وفد من المعارضة بدعوة روسية
جنيف – ريما مكتبي
يتوجه رئيس الائتلاف السوري، أحمد الجربا، إلى موسكو في الثالث من فبراير على رأس وفد من المعارضة السورية، وذلك إثر دعوة سلمها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الجربا.
وسيلتقي لافروف الجربا في الرابع من فبراير في الخارجية الروسية، حيث يتوقع أن يدعو لافروف الجربا ووفد المعارضة لمائدة الغذاء.
وبالعودة إلى المفاوضات اليوم بين وفدي النظام السوري والمعارضة، فإنه وللمرة الأولى تحدث وفد المعارضة السورية اليوم عن ملف الإرهاب، فقدم إثباتات بأن النظام هو من يدعم الجماعات الإرهابية المتطرفة في سوريا، وأكد من خلال إثباتاته أن الجيش الحر هو من يقاتل “داعش” على الأرض وليس النظام.
كما تحدث وفد المعارضة عن حالات الاغتصاب في سوريا، وعن خرق النظام لهدنة عيد الأضحى، وقدم أوراقاً بكل ذلك، إضافة إلى أعداد القتلى.
مدن في سوريا محاها الأسد.. وأخرى حوّلها لأطلال
العربية.نت (ترجمة عبير طايل)
لم تكتف الحرب في سوريا بأنها خلفت أكثر من 130 ألف قتيل، بل إنها دمرت العديد من الأماكن التاريخية والتراثية المدرجة على لائحة اليونسكو. واستخدم النظام السوري القنابل لتدمير أحياء سكنية بأكملها ومحوها من على وجه الأرض.
واتهمت منظمة “هيومان رايتس ووتش”، اليوم الخميس، نظام الرئيس السوري بشار الأسد بـ”معاقبة” السكان عبر هدم آلاف المنازل في دمشق وحماة، مطالبة مجلس الأمن الدولي بإحالة هذه القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وقال التقرير إن “صور الأقمار الصناعية وشهادات الشهود وأدلة مستمدة من مقاطع فيديو وصور فوتوغرافية، جميعها تبين أن السلطات السورية قامت عمداً ودون وجه حق بهدم الآلاف من المباني السكنية في دمشق وحماة في عامي 2012 و2013”.
ولم تسلم الأماكن الأثرية من جرائم النظام، فالحواري والأزقة والأسواق التي عاش فيها السوريون وارتادوها في حياتهم اليومية، وكذلك المساجد الشهيرة التي أقاموا فيها صلاتهم، كلها أصبحت الآن مدمرة جراء الحرب التي لم تكتف بإبادة جيل بأكمله، بل أبادت مناطق تاريخية وتراثية كانت صامدة منذ فجر الحضارة.
فقد نجحت الحرب التي دخلت عامها الثالث، في تدمير حضارة وتراث عاش لأكثر من 5000 عام، وذلك حسب ما تم استعراضه في تقرير نشرته صحيفة “غارديان” البريطانية نشر مطلع هذا الأسبوع، حيث تم استعراض أشهر الأماكن التي دمرتها الحرب السورية.. كيف كانت هذه الأماكن التراثية قبل اندلاع الحرب منذ ثلاث سنوات وكيف أصبحت الآن.
لقد خلفت الحرب السورية أكثر من 130 ألف قتيل، بينما اضطر أكثر من مليوني شخص لترك منازلهم والاستقرار في دول مجاورة باحثين عن الأمان، بينما ظل أكثر من مليوني لاجئ سوري مشردين على حدود الدول المجاورة، يأتي ذلك فيما حدث انهيار للصناعة والاقتصاد السوري.
والصور التي تظهر بالتقرير توضح الفرق الشاسع بين سوريا التي عكست حقباً طويلة من السنين والتي كانت تدرس بكتب التاريخ بأصالتها وعراقتها، وسوريا اليوم التي لا تعكس سوى الدمار ورائحة الدم.
فعلى سبيل المثال، سوق حلب القديم، الذي مثل أحد أقدم الأسواق في العالم، أصبح اليوم مدمراً بالكامل، حيث إن أزقته الضيقة شهدت معارك عنيفة على مدار الـ18 شهراً الماضية، إضافة إلى القصف الجوي الذي لم يبال بالقيمة التاريخية لذلك السوق.
ولم تسلم قلعة الحصن بحمص، إحدى أهم القلاع التي بنيت في العصور الوسطى، من الدمار الذي لحق بأجزاء كبيرة منها جراء القصف الجوي.
ومدينة حمص نفسها، التي كانت تتميز بشوارعها الجميلة المليئة بالأشجار، والتي أصبحت اليوم مدمرة، فبدلاً من رؤية السيارات التي كانت تصطف على جانب الطريق مظللة بالأشجار، أصبحت الشوارع المدمرة تصطف بها الدبابات.
يأتي ذلك فيما يستمر القصف والتدمير في سوريا بمدنها وأحيائها وشوارعها وأزقتها ومساجدها وقلاعها، ولا تبدو أي بادرة أمل في الخروج من ذلك النفق المظلم في وقت قريب.
الإبراهيمي: لا نتوقع نتائج “نوعية” من مفاوضات جنيف
دبي – قناة العربية
أقر الموفد الدولي العربي الأخضر البراهيمي، بأن المفاوضات بين وفدي الأسد والمعارضة السورية لم يحصل فيها أي تقدم ملموس، ولكنه قال إن “الجليد بدأ يتكسر ببطء”.
ولم يتبق من الجولة الأولى لجنيف 2 سوى اليوم وغداً، إلا أن المفاوضات الجارية بين المعارضة السورية والنظام لم تسجل حتى الآن أي تقدم ملموس، باستثناء كسر الجليد بين الطرفين، بحسب تعبير الإبراهيمي.
وخلال مؤتمره الصحفي ، قال الإبراهيمي مساء الأربعاء إنه لا يتوقع أن يتم إنجاز شيء نوعي في نهاية جولة المفاوضات الجمعة، مضيفا “هناك كسر للجليد ببطء، لكنه ينكسر”، مشيرا إلى أن طرفي الصراع “يبدوان مستعدين للبقاء والاستمرار، لكن الفجوة بينهما لا تزال كبيرة”.
وأشار الإبراهيمي إلى أنه سيتفق مع الوفدين على موعد استئناف المفاوضات، مرجحا أن تستأنف بعد أسبوع. وأعرب عن أمله في أن تكون الجولة الثانية “أكثر تنظيما وأن تثمر أكثر”، كما عبر عن أسفه لأن “النتائج التي سنحققها لا ترقى إلى مستوى الأزمة وتطلعات الشعب السوري”.
وأعلن أن مفاوضات الأمس تطرقت إلى هيئة الحكم الانتقالي، لكن النقاش ظل في مرحلته التمهيدية وبشكل عمومي عما يريده كل طرف من هذه الهيئة.
الأسد والجليد
وعلى الرغم من موافقة وفد الأسد على مناقشة مقررات جنيف واحد، إلا أن الخلاف ظل قائماً بشأن الأولويات، إذ تصر المعارضة على بحث نقل السلطة في حين يتمسك وفد الأسد بما يسميه مكافحة الإرهاب أساسا للمحادثات.
ويبقى المهم في كسر الجليد ما بين وفدي المعارضة السورية والأسد، بحسب مراقبين، هو أن النظام وافق على مناقشة بيان جنيف واحد، لكن لا يعرف أي البنود التي سيكون مستعداً للقبول بها، خاصة وأن بند تشكيل مجلس حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة هو أهم البنود التي تركز عليها المعارضة السورية التي طرحت تفاصيل بشأن عدد أعضاء الهيئة ومهماتهم.
في المقابل ظل وفد الأسد مركزاً على مسألة ضرورة وقف الإرهاب لتهيئة المناخ الملائم لإطلاق العملية السياسية، وهو أمر تراه المعارضة قصوراً في رؤية النظام وأن الضغط يجب أن يسلط عليه لا على المعارضة التي ترى أنها تنطلق من مصلحة وطنية عليا.
CIA تحذر من خطر الإرهابيين العائدين من سوريا
دبي – قناة العربية
حذر مدير المخابرات الأميركية جيمس كلابر من خطر المقاتلين العائدين من سوريا على كل من أوروبا والولايات المتحدة.
وأشار لخطر ما يزيد على سبعة آلاف مقاتل أجنبي يقاتلون في سوريا ويتدربون على تنفيذ عمليات في الولايات المتحدة وأوروبا في حال عودتهم إلى بلادهم.
وقال “في الاتصالات التي أجريناها مؤخرا مع العديد من الدول، خصوصا في أوروبا، وجدنا قلقا هائلا من هؤلاء المتطرفين الذين ينجذبون إلى سوريا، والانخراط في القتال، ويحصلون على التدريب، ثم العودة إلى بلدانهم، وبطبيعة الحال، للقيام بأعمال إرهابية أكثر، لذلك فإن هذا الأمر هو مصدر قلق كبير لنا جميعاً”.
وفي نفس السياق أعلن مدير الاستخبارات الأميركية أن النظام السوري قادر على إنتاج أسلحة بيولوجية بشكل محدود.
وكان كلابر قد قدم شهادة مكتوبة إلى لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ قال فيها إن عناصر من برنامج الأسلحة البيولوجية السورية تجاوزت مرحلة البحث والتطوير، وإن سوريا على الأرجح قادرة على إنتاج السلاح البيولوجي.
البحرة: المعارضة السورية حققت تقدما في “جنيف2″
جنيف – رويترز
أكد رئيس الوفد المفاوض عن الإئتلاف السوري المعارض في مؤتمر “جنيف 2” هادي البحرة، أن المعارضة أحرزت تقدما عبر إعادة طرح بنود مؤتمر “جنيف1″، مشيرا إلى أن مفاوضات جنيف لن تكون سهلة، ولاسيما أن القضايا المطروحة شائكة، بحسب ما ذكرت قناة “العربية”، الخميس.
ومن جانبه، قال الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي اليوم الأربعاء إنه لا يتوقع تحقيق أي إنجاز مهم في الجولة الأولى من محادثات سوريا، التي تنتهي يوم الجمعة، لكنه يأمل في ثمار أكبر من الجولة الثانية التي تبدأ بعد ذلك بحوالي أسبوع.
وعبر الإبراهيمي عن الأمل في أن تمارس روسيا والولايات المتحدة تأثيراً أكبر على الجانبين لسد فجوات كبيرة جداً، وأضاف أن الأمم المتحدة والحكومة السورية ما زالتا تتفاوضان لدخول قافلة مساعدات إلى مدينة حمص التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.
وقال في مؤتمر صحافي بعد لقاء مع وفدي الحكومة والمعارضة في محادثات تمهيدية بشأن حكومة انتقالية مقترحة بموجب خارطة طريق أقرت في 2012: “بصراحة لا أتوقع أن نحقق أي شيء كبير، وأنا سعيد جدا أننا ما زلنا نتحدث لكن الجليد يذوب ببطء لكنه يذوب”.
حمص القديمة.. حصار الجوع والألم
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
منذ 20 شهرا تعاني مئات العائلات السورية في حمص القديمة وسط البلاد من حصار تفرضه القوات الحكومية انعدم معه الغذاء والدواء، فبات المئات محاصرين بالجوع والألم كما يروي سكان من داخل الحصار.
ويناشد من تبقى في 13 حيا محاصرا في حمص القديمة العالم لكسر الطوق المفروض على أحيائهم، رافضين في الوقت نفسه أن “تدخل المساعدات إلى مناطقهم وهم قيد الحصار” كما ذكر الشاب عمر التلاوي في حديثه لـ”سكاي نيوز عربية”.
وفي ظل انقطاع مادة الطحين منذ 3 أشهر عن المدينة القديمة يقتات السكان المتبقون فيها على الحشائش وورق الشجر والزيتون.
التلاوي قال إن بعض العائلات تضطر، بسبب عدم توفر الطعام، لأن تطعم أطفالها بعضا من مادة “دبس الرمان” التي تسبب فقدان الشهية.
أبو محمد السباعي، قال لـ”سكاي نيوز عربية” عبر “سكايب” من حمص المحاصرة “اضطرت لصناعة حساء من ورق الليمون وهو الوحيد المتوفر لإيقاف حالات الإسهال المستمر لدى أطفالي بسبب كثرة تناول الزيتون”.
عائلة أخرى، في حي “جورة الشياح” المحاصر فيها 3 أطفال مصابون برصاص قناص، لا يتوفر لهم الدواء ولا يجدون سوى الزيتون الأسود غذاء لهم.
علاوة على نقص الغذاء، فليس هناك في حمص القديمة التي تخضع للحصار سوى طبيبين فقط وممرضين لا يتوفر لهم أي شيء من المعدات الطبية التي تسمح لهم بمعالجة المصابين في الحصار.
بلال المحمود من حي باب السباع، أصيبت ركبته بشظية من نحو عام وبدأت تتورم دون أن يجد من يعالجه.
ومع نقص الأدوية أو انعدامها يضطر السكان إلى تناول الأدوية القديمة ومعظمها منتهى الصلاحية. يقول التلاوي “بلال تناول حبوبا منتهية الصلاحية لتخفيف الالتهابات فأصيب بتسمم وأصبح بحاجة إلى غسيل معدة”.
وفي ظل هذا الحصار، يعاني أهل حمص القديمة من غلاء فلكي بأسعار المواد الغذائية، إذ تجاوز سعر الكيلوغرام من مادة البرغل 10 آلاف ليرة سورية (70 دولارا أميركيا).
وأضاف التلاوي أن الحكومة قطعت عن هذه الأحياء خدمات النظافة والبلدية فأصبحت بيئة خصبة لتكاثر الحشرات ونشر الأمراض.
وفشلت حتى الآن مفاوضات وفدي الحكومة والمعارضة في جنيف 2 لفك الحصار عن أحياء حمص القديمة، إذ تقول الحكومة إنها تخشى من وصول المساعدات إلى “إرهابيين” يتحصنون في المدينة القديمة.
ناشطون: قتلى بقصف على داريا بريف دمشق
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قتل 12 شخصا على الأقل بينهم أطفال ونساء إثر إلقاء 22 برميلا متفجرا على مدينة داريا في الغوطة الغربية لريف دمشق، فيما تواصلت المعارك في مدن عدة بين الجيش الحكومي وقوات المعارضة.
وقالت شبكة سوريا مباشر التابعة للمعارضة إن طائرات حربية ألقت 22 برميلا متفجرا على أنحاء عدة في داريا مما أدى لسقوط 12 قتيلا، من بينهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى دمار واسع بالأحياء السكنية.
ولا يمكن التأكد من دقة المعلومات الميدانية الواردة لصعوبة التغطية على الأرض.
وفي حمص، تعرضت الأحياء القديمة إلى قصف مدفعي من قبل الجيش الحكومي. وقال ناشطون ثلاثة قذائف هاون سقطت على حي الإنشاءات. كما نفذ الطيران الحربي غارتان على أطراف بلدة حيان في حلب.
واندلعت اشتباكات عنيفة بين عناصر من الجيش الحر والقوات الحكومية في محيط مطار النيرب العسكري في حلب حسبما ذكرت مصادر عسكرية تابعة للجيش الحر.
وعلى صعيد متصل، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن السلطات السورية دمرت بين يونيو 2012 ويونيو 2013، اَلاف المباني السكنية، في عدة مناطق بدمشق وحماة دون هدف عسكري واضح.
وأضاف تقرير للمنظمة، أن الجيش السوري كان يقصف مناطق سكنية لمعاقبة المدنيين، الذين يوجد بينهم مقاتلون من المعارضة.
وأكدت هيومن رايتس ووتش أن هدم المباني السكنية يخالف قوانين الحرب المعترف بها دوليا، مشيرة إلى ضرورة محاسبة السلطات السورية.
إيطاليا تنقذ عشرات المهاجرين في المتوسط
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قالت البحرية الإيطالية أنها أنقذت الخميس 175 مهاجرا بينهم 6 أطفال كانوا على متن زورق صغير، فيما اعتقلت 15 عنصرا من طاقم سفينة تستعمل في تهريب مهاجرين غير قانونيين.
وأفاد بيان صادر عن البحرية أن البارجة الحربية فينيتشي أغاثت مهاجرين ليل الأربعاء الخميس معظمهم من السوريين والمصريين والعراقيين الذين كانوا جميعا سالمين باستثناء واحد يعاني من انخفاض حرارة الجسم.
وأضاف البيان “في الوقت نفسه ضبطت فرقاطة اليزيو سفينة التهريب الرئيسية (السفينة الأم) واعتقلت عناصر طاقمها الخمسة عشر إثر عملية مراقبة معقدة”.
وغالبا ما يستعمل مهربو المهاجرين غير الشرعيين سفينة رئيسية تبقى بعيدة في عرض البحر ثم ينقلونهم في زوارق صغيرة قريبا من السواحل الإيطالية.
وفي نوفمبر الماضي ضبطت البحرية سفينة رئيسية واعتقلت طاقمها المكون من 16 شخصا.
ورغم برودة فصل الشتاء وسوء الأحوال الجوية لم تتوقف عمليات الإنزال على السواحل الإيطالية.
وأعلنت الوزيرة الإيطالية المنتدبة للدفاع روبرتا بينوتي هذا الأسبوع عن إنقاذ أكثر من ثمانية آلاف شخص منذ أن بدأت ايطاليا في أكتوبر الماضي عملية عسكرية إنسانية أطلقت عليها اسم “ماري نوستروم” بهدف تحسين السيطرة على شواطئ المتوسط.
“قلعة الحصن” في مرمى النيران بسوريا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال سكان، الأربعاء، إن قوات الجيش السوري حاصرت بعض مقاتلي المعارضة قرب قلعة الحصن التي لحقت بها أضرار بالفعل في الحرب والمدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) لمواقع التراث العالمي.
وأصيبت القلعة التي تقع على تل في وسط سوريا بعدة قذائف مورتر العام الماضي حين اختبأ بعض مقاتلي المعارضة من بلدة الحصن الواقعة تحت سفح التل وراء جدرانها الحجرية السميكة التي صممت للمعارك قبل مئات السنين. وهدأ العنف في المنطقة حتى هذا الأسبوع.
ودمر الصراع السوري المستمر منذ نحو 3 أعوام أحياء كاملة في المدن وكثيرا من المواقع الأثرية ومن بينها سوق حلب المغطاة التي يرجع تاريخها للعصور الوسطى والجامع الأموي في حلب، وهددت أعمال النهب القبور في بلدة تدمر الأثرية الصحراوية ولحقت أضرار بمعابد رومانية.
وقال أحد سكان بلدة الزارة إن البلدة التي لا تبعد كثيرا عن الحصن تعرضت لقصف بالصواريخ والمدفعية والدبابات، الثلاثاء، وأضاف أن طائرات حربية قصفت المنطقة الواقعة بين الزارة والحصن في وقت لاحق مستهدفة مقاتلي المعارضة هناك.
ورغم اقتراب القتال من قلعة الحصن فلم تتعرض للإصابة في الهجوم الذي شنته القوات الموالية للحكومة التي تحاصر بلدة الحصن واستمر يومين.
وقال مقاتل من قوات الدفاع الوطني وهي ميليشيا موالية للأسد إن الهجوم يهدف إلى تأمين خط لأنابيب الغاز يمتد عبر الزارة وهاجمه مقاتلو المعارضة في ديسمبر لتعطيل الإمدادات.
وأغلب سكان الزارة والحصن سنة لكن القرى المحيطة تنتمي إلى الأقلية المسيحية التي تمثل 10% من سكان سوريا.
ويشعر المسيحيون بصفة عامة بالقلق من صعود الإسلاميين المتشددين بين مقاتلي المعارضة رغم أن بعضهم يقاتل ضد الأسد.
قائد الجيش الإسرائيلي: كل الخيارات بسوريا سلبية سواء بقي الأسد أم رحل
القدس (CNN) — قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال بني غانتس، إن خطر تعرض إسرائيل لهجوم من جيوش نظامية قد أصبح “ضئيلا” لكنه حذر من أن الأوضاع على حدود البلاد “حساسة” خاصة مع تعاظم قوة حزب الله، ورأى أن جميع الخيارات المطروحة في سوريا، سواء بانتصار المعارضة أو نظام الرئيس بشار الأسد، لن تفيد إسرائيل.
مواقف غانتس جاءت خلال مشاركته في ندوة بهرتزيليا الأربعاء، نقلت تفاصيلها الصحف والإذاعة الإسرائيلية، وأكد خلالها أن اسرائيل “تضطر الآن الى مواجهة أنواع أخرى من التهديدات المنطلقة من سوريا بسبب الحرب الاهلية الدائرة هناك.”
وأضاف المسؤول العسكري الإسرائيلي أن إيران “تواصل تقديم الدعم لمنظمة حزب الله التي تمتلك الآن ترسانة أسلحة يفوق حجمها ما تمتلكه بعض دول العالم، وفقا لما نقلته الإذاعة الإسرائيلية.
من جانبها، نقلت صحيفة “هآرتس” مقتطفات أخرى من كلمة غانتس، قال فيها إن سوريا قد تحولت إلى دولة “غير مستقرة” حتى وإن تمكن الأسد من البقاء في السلطة ، وأضاف: “إذا نظرنا إلى مستقبل سوريا، فإن كل الخيارات تبدو سلبية.. إذا فاز الأسد فسيكون ذلك بفضل محور التطرف المتمثل بإيران وحزب الله والدعم الذي يقدمه الروس، أما إذا سقط الأسد، فستذهب السلطة لمجموعات متطرفة ولمنظمات الجهاد العالمي.”
وتابع غانتس بالقول: “حتى بحال بقاء الأسد في السلطة، فهو لن يسيطر على كل سوريا .”
الأزمة السورية: “فزع” أمريكي ودولي من “التعذيب الممنهج” في معتقلات سوريا
اعربت الولايات المتحدة والامم المتحدة عن “فزعهما” ازاء تقرير جديد يزعم ان سوريا قامت بصورة ممنهجة بتعذيب واعدام احد عشر ألف معتقل منذ بدء الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الاسد.
وقال متحدث باسم الحكومة السورية إن التقرير يفتقر الى المصداقية، حيث ان الجهة التي طلبت اجراءه هي قطر، التي تمول جماعات المعارضة المسلحة.
ويأتي التقرير قبل يوم من بدء محاثات السلام التي من المزمع ان تبدأ في سويسرا.
وبدأ وصول الوفود المشاركة في المحادثات، فيما يعرف بؤتمر جنيف 2، التي تبدأ في مونترو الاربعاء.
وينظر إلى المؤتمر على انه اكبر مسعى دبلوماسي لانهاء الصراع المستمر منذ ثلاثة اعوام في سوريا والذي راح ضحيته مئة الف شخص وشرد ملايين آخرين.
“مروع للغاية”
والتقرير، الذي اعده مدعون سابقون مختصون في التحقيق في جرائم الحرب، مبني على ادلة مصور عسكري منشق، يعرف فقط باسم قيصر، قام بالتعاون مع آخرين بتهريب صور نحو احد عشر ألف معتقل قتلوا وعٌذبوا في سوريا.
وقالت الولايات المتحدة ان.التقرير يؤكد ضرورة الاطاحة بنظام بشار الأسد.
وقالت ماري هارف المتحدثة باسم الوزارة “تشير تلك التقارير إلى انتهاكات واسعة ومنهجية فيما يبدو من جانب النظام.” ، مضيفة “تلك الصور الأحدث مروع للغاية. من المفزع النظر إليها.”
وقالت هارف إن التقرير بخصوص أعمال القتل يسلط الضوء على ضرورة إحراز تقدم بخصوص اتفاق يحقق انتقالا سياسيا ويضع نهاية لإراقة الدماء.
وفي وقت سابق، أعرب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عن مشاعر مماثلة وقال لمجلس العموم “رأيت الكثير من هذه الادلة. انها أدلة دامغة ومروعة”.
واضاف هيغ “مزاعم بهذه الخطورة لا يمكن تجاهلها ويجب اجراء المزيد من التحقيقات”.
وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم نافي بيلاي مفوضة حقوق الانسان في الامم المتحدة لوكالة فرانس برس “التقرير مثير للقلق للغاية. واذا تأكد نطاق القتل المزعوم، فإنه أمر مروع حقا”.
وقال المصور “قيصر” إن وظيفته كانت التقاط صور للجثث، للسماح باستخراج شهادات وفاة ولتأكيد تنفيذ الاحكام بالاعدام.
ونقل عن قيصر قوله “قد يصل عدد الجثث التي كان علىً تصويرها في اليوم الى 50 جثة تتطلب ما بين 15 الى 30 دقيقة للجثة”.
وتغطي الصور الفترة ما بين منذ بدأ الانتفاضة في سوريا في مارس/اذار 2011 الى أغسطس/اب الماضي.
BBC © 2014
وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل قلق من تأخر سوريا في تسليم أسلحتها الكيمياوية الخطيرة
سوريا ملزمة بالتخلص من ترسانتها من الأسلحة الكيمياوية بحلول 30 يونيو/حزيران المقبل
قال وزير الدفاع الأمريكي، تشاك هاغل، إن واشنطن تشعر “بالقلق” بسبب تأخر سوريا في تسليم أسلحتها الكيمياوية الخطيرة.
وأضاف هاغل في تصريح للصحفيين بالعاصمة البولندية، وارسو، إن “لا أعرف ما هي دوافع الحكومة السورية -هل هذه عدم كفاءة- أو لماذا تخلفوا عن الوفاء بموعد تسليم هذه المواد. المطلوب منهم أن يعالجوا هذا الأمر”.
وقال البيت الابيض من جهته الخميس إنه يجب على سوريا تكثيف جهودها لنقل الأسلحة الكيمياوية إلى ميناء اللاذقية بعد تقرير عن أن أقل من خمسة بالمئة فقط من الترسانة الكيمياوية نقل وأن أعمال تدمير الأسلحة تأخرت عن موعدها.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارنين للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأمريكية “نظام الأسد هو المسؤول عن نقل تلك المواد الكيماوية لتسهيل إخراجها (من سوريا). نتوقع منه الوفاء بالتزامه بعمل ذلك.”
تقدم
ويذكر أن من المقرر أن تجتمع منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية وهي الهيئة الدولية التي تشرف على العملية قريبا في لاهاي لمناقشة مدى التقدم الحاصل.
وينص الاتفاق بين الحكومة السورية والأمم المتحدة الذي ترعاه روسيا والولايات المتحدة على أن سوريا ملزمة بالتخلص من ترسانتها من الأسلحة الكيمياوية بحلول 30 يونيو/حزيران المقبل.
وكانت الشحنة الأولى من الأسلحة الكيمياوية السورية قد غادرت ميناء اللاذقية على متن سفينة دنماركية.
ورافقت السفينة الدنماركية بوارج صينية ودنمركية ونرويجية وروسية.
وفشلت محاولة سابقة لجمع هذه الأسلحة بعدما عجز المسؤولون السوريون عن تسليم المواد الكيمياوية السامة إلى نقطة التجميع في اللاذقية.
وكان من المقرر نقل هذه الأسلحة في وقت لاحق إلى المياه الدولية على متن سفينة أمريكية لتدميرها.
توسط
ومن المقرر نقل هذه الأسلحة إلى إيطاليا حيث ستشحن على متن سفينة أمريكية راسية هناك ثم تنطلق بها إلى المياه الدولية لتدمر في خزان مصنوع من مادة التيتانيوم خصيصا لهذا الغرض.
وتوسطت الولايات المتحدة وروسيا في الاتفاق الذي جاء في أعقاب قصف ثلاث بلدات في منطقة الغوطة الزراعية بمشارف العاصمة دمشق يوم 21 أغسطس/آب 2013، الأمر الذي أدى إلى مقتل المئات.
وقالت القوى الغربية إن قوات الحكومة السورية هي الوحيدة القادرة على شن مثل هذه الهجمات لكن الرئيس السوري، بشارت الأسد، حمل مسؤولية الهجمات للمسلحين.
BBC © 2014
وفدا الحكومة والمعارضة السورية بجنيف يقفان دقيقة حدادا على ضحايا الحرب
جنيف (رويترز) – وقف وفدا الحكومة والمعارضة السورية في جنيف يوم الخميس دقيقة حدادا على أرواح عشرات الآلاف الذين قتلوا في الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات في خطوة رمزية موحدة نادرة بعد مرور أسبوع على بدء محادثات السلام التي لم تثمر عن أي تسوية حتى الآن.
وشهدت أول محادثات بين حكومة الرئيس السوري بشار الأسد ومعارضيه حربا كلامية منذ أن بدأت يوم الجمعة الماضي. وتقدم الجانبان خطوة أولية يوم الأربعاء بالاتفاق على استخدام إعلان جنيف لعام 2012 أساسا للمفاوضات الرامية لإنهاء الحرب الأهلية رغم اختلافهما على كيفية إجراء المحادثات.
وقال الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي يوم الأربعاء إنه لا يتوقع تحقيق أي إنجاز جوهري في الجولة الأولى من محادثات السلام السورية التي تنتهي يوم الجمعة لكنه يأمل في إحراز تقدم أكبر بالجولة الثانية المقرر أن تبدأ بعد ذلك بحوالي أسبوع.
وقال مندوب المعارضة أحمد جقل إن رئيس وفده هادي البحرة اقترح الوقوف دقيقة حدادا ووقف جميع الأطراف بمن فيهم أعضاء وفد الأسد وفريق الإبراهيمي.
وأبلغ جقل رويترز “وقف الجميع حدادا على أرواح الشهداء. كان ذلك رمزا طيبا.”
وقال دبلوماسيون إنه لم يحرز أي تقدم في القضايا الإنسانية وإن قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة مازالت تنتظر السماح لها بدخول مدينة حمص الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة والتي تقول الولايات المتحدة إن سكانها يتضورون جوعا.
وفي حال عدم حدوث انفراجة في قضية حمص هذا الأسبوع لن يجد وفد المعارضة -الذي يتألف في معظمه من معارضين في المنفى- ما يمكن أن يدافع به عن قرار المشاركة في المحادثات.
وتعارض فصائل أخرى تتمتع بنفوذ أكبر على الأرض في سوريا هذه المحادثات.
ويحدد إعلان جنيف 2012 المراحل اللازمة لإنهاء الصراع بما في ذلك وقف القتال وتوصيل المساعدات والاتفاق على تشكيل كيان حكم انتقالي يحظى بموافقة الطرفين.
وقالت مصادر دبلوماسية إن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أحد اللاعبين الأكثر نفوذا سيلتقي مع مسؤولين روس في جنيف اليوم.
وبينما تريد المعارضة البدء بتناول مسألة كيان الحكم الانتقالي تقول الحكومة إن الخطوة الأولى يجب أن تتمثل في مناقشة الإرهاب.
وتصف دمشق جميع مقاتلي المعارضة بأنهم “إرهابيون”. وأعلنت دول غربية بعض الجماعات الإسلامية بين المعارضة المسلحة جماعات إرهابية ولكنها تقدم الدعم لجهات أخرى تعتبر أعضاءها مقاتلين شرعيين في الحرب الأهلية.
ولم تظهر أي علامة حتى الآن تشير إلى انفراجة في المحاولات الرامية لتخفيف معاناة آلاف السكان المحاصرين في مدينة حمص وهي قضية طرحت لكسر الجمود وبناء الثقة في بداية المحادثات.
وقال ينس لايركي المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لرويترز يوم الخميس “قوافل الأمم المتحدة جاهزة وننتظر الضوء الأخضر كي يتسنى لنا تقديم هذه المساعدات بطريقة آمنة.”
وأضاف أن شاحنات الأمم المتحدة يجب أن تتمكن من دخول المناطق المحاصرة بضمانات أمنية كما ينبغي توزيع المساعدات بشكل آمن.
وقال مندوب المعارضة أحمد رمضان لرويترز إن مدينة حلب تعرضت في الأسبوع الأخير لبعض من أعنف عمليات القصف الجوي بما في ذلك إسقاط “براميل متفجرة” عشوائيا مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.
وقالت منظمة هيومن رايتش ووتش المعنية بحقوق الإنسان ومقرها نيويورك يوم الخميس إن السلطات السورية دمرت سبعة أحياء سكنية دون هدف عسكري واضح سوى معاقبة المدنيين ممن يعيشون وسط مقاتلي المعارضة الذين فروا بالفعل.
من خالد يعقوب عويس وستيفاني نيبهاي
(إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية – تحرير امل ابو السعود)
امريكا تطالب سوريا باتخاذ اجراءات فورية لنقل الاسلحة الكيماوية
واشنطن (رويترز) – طالبت الولايات المتحدة سوريا يوم الخميس باتخاذ خطوات فورية للالتزام بقرار للأمم المتحدة لاخراج مواد الأسلحة الكيماوية من البلاد وقالت إن مطالبة دمشق بتوفير معدات إضافية “لا تستحق الاهتمام” وإن التأخير يزيد من التكاليف.
وقال بيان من الولايات المتحدة إلى المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية انه جرى اخراج أربعة في المئة فقط من الكيماويات التي أعلنت عنها سوريا.
وقال المندوب الامريكي لدى المنظمة روبرت ميكولاك في البيان إن “سوريا تقول إن تأخرها في نقل تلك الكيماويات نتج عن (بواعث قلق أمنية) وتؤكد على الحاجة لمعدات إضافية – سترات مدرعة لحاويات الشحن وتدابير الكترونية واجهزة لكشف العبوات الناسفة البدائية.”
وأضاف “هذه المطالب لا تستحق الانتباه وتظهر (عقلية مساومة) وليس عقلية أمنية.”
(اعداد عماد عمر للنشرة العربية – تحرير ملاك فاروق)
خبير دولي: نظريات الحكومة السورية ضعيفة في اتهامها للمعارضة باستخدام أسلحة كيماوية
بيروت (رويترز) – قال رئيس لجنة تحقيق تابعة للامم المتحدة في مقابلة نشرت يوم الخميس إن السلطات السورية التي تتهم المعارضة بالمسؤولية عن هجوم بغاز السارين وقع في اغسطس اب لم تقدم تفسيرا معقولا يبين من وجهة نظرها طريقة حصول مقاتلي المعارضة على هذا المركب الكيماوي.
واتهمت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة حكومة الرئيس بشار الاسد بتنفيذ الهجوم الذي أودى بحياة مئات الاشخاص من بينهم نساء وأطفال في 21 أغسطس آب. وقالت سوريا وروسيا إن مقاتلي المعارضة هم الذين أطلقوا السلاح الكيماوي.
ولم يحدد كبير محققي الأمم المتحدة أكي سلستروم بشكل قاطع في المقابلة الطرف المسؤول عن استخدام الغاز لكنه قال إن “من الصعب تصور” تمكن المعارضة من تعبئة الغاز السام في سلاح.
وقال في المقابلة مع (سي.بي.ار.إن ئي وورلد) وهي دورية متخصصة في التهديدات الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية إنه طلب من السلطات السورية عدة مرات تقديم أدلة تدعم زعمها أن مقاتلي المعارضة أطلقوا الأسلحة.
وأضاف في التصريحات المنشورة التي يندر أن تقدم شخصية تقوم بدور بارز في التحقيق مثلها “لديهم نظريات ضعيفة للغاية فهم يتحدثون عن التهريب عن طريق تركيا ومعامل في العراق وسألتهم تحديدا وماذا عن مخازنكم أنتم هل نقص شيء من مخازنكم هل فقدتم قنبلة استولى عليها أحد أو قنابل يمكن أن تكون المعارضة عثرت عليها؟ فنفوا ذلك.
“إنني أجد هذا غريبا. إن كانوا يريدون حقا اتهام المعارضة فينبغي أن تكون لديهم قصة معقولة تفسر طريقة حصولها على الذخائر وهم لم يقدموا مثل هذه القصة.”
وكان تقرير للأمم المتحدة قال العام الماضي إن الأسلحة الكيماوية استخدمت على الأرجح في خمسة هجمات حقق فيها خبراؤها في سوريا. وأضاف أن غاز السارين استخدم على الأرجح في أربع حالات أكبرها هجوم 21 أغسطس آب على ضواح يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في دمشق.
واقتصر التحقيق على تحديد ما اذا كانت الاسلحة الكيماوية استخدمت بالفعل ولم يتطرق الى المسؤول عن استخدامها.
وأدى الهجوم إلى اتفاق بين روسيا والولايات المتحدة أفضى إلى وعد من سوريا بالتخلي عن كل مخزوناتها من الاسلحة الكيماوية بحلول منتصف عام 2014.
لكن مصادر مطلعة على مسار العملية أبلغت رويترز يوم الاربعاء بأن سوريا لم تسلم سوى ما يقل عن خمسة في المئة من ترسانتها الكيماوية ولن تفي بالموعد النهائي لارسال كل المواد السامة الى الخارج لتدميرها وهو موعد يحل الاسبوع القادم.
وتكثف الولايات المتحدة وعدة حكومات غربية الضغوط على سوريا للاسراع بعملية التسليم.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس للصحفيين “يبدو أن عملية نقل أسلحتها الكيماوية تباطأت. ينبغي أن يكون المجتمع الدولي منتبها لأقصى حد لوفاء سوريا بالتزاماتها.”
وقالت مصادر في اجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إن الحكومات الأجنبية ستوجه رسالة مشددة إلى سوريا في الاجتماع يوم الخميس في لاهاي.
(اعداد عمر خليل للنشرة العربية – تحرير ملاك فاروق)
أمريكا: ما زال من الممكن لسوريا ان تفي بتعهدها بشأن الاسلحة الكيماوية
واشنطن (رويترز) – قالت الولايات المتحدة يوم الخميس انه ما زال من الممكن لسوريا أن تفي بالتزامها بنقل الأسلحة الكيماوية الى خارج البلاد.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جين ساكي ان التهديد بالقوة العسكرية ضد سوريا لم يستبعد مطلقا لكن الولايات المتحدة تفضل مواصلة الجهود الدبلوماسية. وبحثت واشنطن العام الماضي توجيه ضربات لمعاقبة دمشق عن استخدام أسلحة كيماوية في الحرب الأهلية.
ومع اقتراب أجل المواعيد النهائية تقول الولايات المتحدة ان سوريا نقلت مجرد أربعة في المئة من الاسلحة الكيماوية التي اعلنت عنها لكن ساكي قالت ان الوقت ما زال متاحا للوفاء بتلك المواعيد.
(إعداد عماد عمر للنشرة العربية – تحرير عمر خليل)
محنة فاطمة خان، والدة الطبيب البريطاني الذي قتل في سوريا
جنيف (أ ف ب)
تنتحب والدة عباس خان وهي في حالة انهيار عند درج قصر الامم في جنيف. فاطمة خان تبكي نجلها الطبيب البريطاني الذي توجه لمعالجة ضحايا النزاع في سوريا وقضى في 16 كانون الاول/ديسمبر في احد سجون دمشق.
جاءت فاطمة خان تعرض محنتها وتعبر عن غضبها امام عضو الوفد الحكومي السوري الى مفاوضات السلام في جنيف بثينة شعبان المستشارة الاعلامية للرئيس السوري بشار الاسد التي كانت تدلي بحديث تلفزيوني.
سألت شعبان “من هي؟”، قبل ان تضيف “لنبتعد” عندما اجابها احدهم.
ووقفت فاطمة خان بحماية صحافيين سوريين موالين للمعارضة، قبالة صحافيين يعملون في وسائل اعلام رسمية في دمشق كانوا يتوسطون المكان، فيما يتبادل الطرفان السباب.
“ابتعد!”، يصرخ احد الموالين للنظام. ويرد عليه معارض “هنا ليست دمشق، انت لا تملي ارادتك. هل انتحر الطبيب ولم تقتلوه؟”.
وتوسط عناصر امن الامم المتحدة المشهد ورافقوا فاطمة خان بعيدا.
واوضحت والدة الطبيب لوكالة فرانس برس “اود ان اسالهم لماذا قتلوا ابني”. وكان الطبيب الشاب البالغ من العمر 32 عاما، ويعمل في المستشفى الملكي لمعالجة العظام في لندن واب لولدين، قرر الدخول سرا الى سوريا لمعالجة الجرحى. فتم اسره في حلب في تشرين الثاني/نوفمبر 2012 بعد يومين من وصوله من تركيا.
وقالت الوالدة “لقد اخذ وبيده حقيبة طبية، وليس قطعة سلاح”. واضافت ان موعد عودته كما هو وارد على تذكرة السفر كان يوم 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2012.
وتابعت تقول “طيلة خمسة اشهر بقي في سجن مدني. ثم نقل لمدة ثمانية اشهر الى سجن كانوا يعذبون فيه الاف الاشخاص ويقتلونهم”.
وقد حصلت على تاشيرة وكان بامكانها ان تزوره في السجن في دمشق في تموز/يوليو الماضي. “قال لي: +امي، انا طبيب، عامل انساني، وانظري ما فعلوا بي. تخيلي ماذا يفعلون بشعبهم+”.
وكانت بريطانيا التي اقفلت سفارتها في دمشق، تدخلت عبر الطرق الدبلوماسية من اجل خان.
وكان يفترض ان يمثل الطبيب خان في كانون الاول/ديسمبر امام محكمة مكافحة الارهاب غداة العثور عليه ميتا في زنزانته “بعد ان شنق نفسه”، وفقا للرواية الرسمية السورية.
وتقول فاطمة خان بأسى “لم يكن مقاتلا، كان عاملا انسانيا. اذا كانوا لا يفهمون ما معنى مهنة الطبيب، فما كان يجدر بهم ان يكونوا في السلطة”. وقالت انها “لا تمثل المعارضة”.
وقد اعيدت جثة ولدها الى بريطانيا في 22 كانون الاول/ديسمبر وبعد تشريح الجثة دفن الطبيب في 26 من الشهر نفسه.
ومن المقرر عقد جلسة قضائية في 27 شباط/فبراير المقبل حول ملابسات وفاته التي اظهرها التشريح.
وفاطمة خان مهاجرة هندية في بريطانيا. وقالت “عملت بكد لكي يصبح طبيبا وقتلوه. كنا فقراء للغاية، نعمل بكد، كنت اطهو وابيع الطعام لكي اسدد كلفة دروسه الخاصة وها قد فعلوا ما فعلوا”.
الابراهيمي: لا اتفاق على كيفية معالجة الارهاب في سوريا
جنيف (أ ف ب)
اعلن الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي ان وفدي النظام والمعارضة السوريين بحثا في الجلسة المشتركة التي عقداها الخميس في جنيف في المسائل الامنية في بلادهما، مشيرا الى انهما غير متفقين على كيفية “معالجة الارهاب”.
وقال الابراهيمي في مؤتمره الصحافي اليومي “ناقشنا امورا مهمة وحساسة تتعلق بالمسائل الامنية في سوريا والارهاب”.
واضاف “هناك اتفاق على ان الارهاب موجود في سوريا وهو مشكلة جدية، لكن لا اتفاق حول كيفية التعامل معه”.
وتابع “كما انه بديهي القول انه لا بد من معالجة مسائل الامن للوصول الى حل للازمة”.
وقال ان الجلسة شهدت “لحظات توتر واخرى واعدة”.
واشار الابراهيمي الى ان جلسة اخيرة ستعقد قبل ظهر غد، يليها مؤتمر يقدم فيه بعض “الخلاصات”، معربا عن امله في “ان نستخلص دروسا مما فعلنا وان نقوم بعمل افضل في الجولة المقبلة”.
الا انه لم يحدد تاريخ تلك الجولة.
كما عبر عن امله في ان “تكون المحادثات في الجولة المقبلة اكثر تنظيما”.
وبحث المفاوضون في الايام الستة الماضية في مواضيع فك الحصار عن مدينة حمص واطلاق المعتقلين والمخطوفين وهيئة الحكم الانتقالي والارهاب، من دون ان يكون لهم جدول اعمال واضح او محدد مسبقا.
ولم يتفقوا على اي من هذه المواضيع.