جيرمان لايف ستايل”: دليل اللاجئين الالكتروني الى المانيا/ وليد بركسية
علاء فحام وعبد الرحمن عباسي، طالبان سوريان في ألمانيا، استطاعا تحويل النوستالجيا والانتماء السوري في أرض اللجوء الألماني إلى طاقة إيجابية فعالة، عبر مشروع إعلامي في “فايسبوك” بعنوان “جيرمان لايف ستايل” أو الحياة على الطريقة الألمانية، يقدمان فيه مقاطع فيديو عن أسلوب الحياة في المجتمع الجديد، بهدف مساعدة اللاجئين القادمين الى المانيا حديثاً.
تضم فيديوهات الصفحة معلومات عامة عن ألمانيا، وكلمات جديدة ودروس لغوية، إضافة لنصائح حول الدراسة في الجامعات الألمانية أو الاندماج في المجتمع الجديد، ونبذة عن الحياة اليومية لعلاء وعبد الرحمن، ما يضفي على المشروع مزيداً من الشخصية بشكل محبب، يقربهما من الجمهور، ويبعد عنهما الصورة التنظيرية التقليدية للصفحات المشابهة.
يقول عبد الرحمن وعلاء في حديثهما للمدن: “جيرمان لايف ستايل هو منصة بالنسبة لنا، نعبر فيها عن أرائنا وننقل أحداث حياتنا كطالبين سوريين في ألمانيا، وبنفس الوقت نقدم المساعدة لأي شخص كان فيما يخص المعلومات عن ألمانيا، حيث أننا نقوم بتصوير فيديوهات تتناول مواضيع مختلفة وفنية بكم من المعلومات، الفكرة عرضها علاء وقمنا بالتخطيط لها بشكل مكثف لعدة أسابيع. نحن موجودان في ألمانيا، لكننا في مدن مختلفة، عبد الرحمن في غوتنغن وعلاء في برلين”.
تتوجّه الصفحة بشكل أساسي إلى اللاجئين السوريين في ألمانيا، عبر الفيديوهات الناطقة بالعربية، وتهدف الصفحة بشكل أساسي من ذلك إلى “تأسيس قاعدة من المعلومات والنصائح عن ألمانيا والدراسة فيها، حيث يتم الرجوع إليها في أي وقت، إضافة لعرض أسلوب حياتنا كطالبين سوريين في ظل الحرب التي فرضت عليها”.
ويبلغ عبد الرحمن 21 سنة من العمر وهو من مدينة حلب السورية، وتنقل بين عدة دول قبل وصوله إلى ألمانيا قبل سنتين ويدرس حالياً طب الأسنان في جامعة “غوتنغن” وهو عضو في الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني (SPD) إلى جانب عمله كمترجم في مركز الهجرة في مدينة غوتنغن، أما علاء فهو في الـ 18 من العمر من مدينة إدلب، وصل إلى ألمانيا منذ أقل من سنة بإقامة طالب، حيث يخطط لدراسة الإعلام بعد اجتيازه المستوى اللغوي المطلوب منه، وهو أحد مؤسسي موقع المهووسون السوريون (Syrian Geeks) الذي يقدم معلومات عن عالم التقنية.
في السياق، لا تهمل الصفحة الحديث مع الجمهور الألماني نفسه عبر فيديوهات باللغة الألمانية بهدف “تغيير الصورة السلبية التي تكوّنت عن السوريين في ألمانيا باعتبارهم أشخاصاً لا ينتجون، وقد لاحظنا أن هذه الصورة السلبية من الجانبين الألماني والعربي، لذلك نعمل في بعض الفيديوهات على إظهار الجانب المشرق من وجودنا هنا باللغتين سوية”.
وفيما يخصّ اللاجئين يضيف علاء وعبد الرحمن: “من أهم الأمور التي تخص القادمين الجدد إلى ألمانيا هو موضوع الاندماج في المجتمع الألماني، وهو برأينا الحل لكثير من مشاكلهم هنا، لكن هذه الاندماج يتطلب جهداً كبيراً تقوم بتقديمه الدولة هنا والكثير من الجهات الأخرى، ونحن من خلال تقديمنا مقاطع الفيديو باللغتين نحاول تقريب المحليين من اللاجئين الجدد هنا، ونحاول تنمية الشعور بالتفهم و التقبل تجاه أخواننا اللاجئين”.
التدوين والتفاعل عبر السوشيال ميديا من قبل السوريين في أوروبا يشهد تنامياً ملحوظاً خلال العامين الأخيرين، وإن كانت معظم المشاريع التي تظهر تعتمد على الكوميديا كأسلوب عرض يظهر الفوارق بين نمطي الحياة السورية والأوروبية، إلا أن “جيرمان لايف ستايل” تركز على القضايا الحياتية اليومية الأكثر إلحاحاً دون اهتمام بالبحث عن الشهرة لغرض الشهرة، إضافة للتخصص في الحديث مع الطلاب تحديداً وهي صفة إيجابية أخرى تضاف لرصيد المشروع.
يعلق علاء وعبد الرحمن على هذه النقطة: “لا نريد الوصول لهدفنا على أساس انتقاد الآخرين كما يفعل 80% من الأفراد ذوي الشهرة الكبيرة حالياً في مجال تصوير مقاطع الفيديو عبر فايسبوك. نريد التركيز على مواضيع محددة وتقديم معلومات عنها لنساعد الناس على تحقيق أحلامهم. لكن على الرغم من جدية مواضيعنا في أغلب الأحيان، لا يخلو الأمر من الكوميديا والضحك لأننا بطبيعتنا نحب الضحك والمزاح، لذلك ترى في فيديوهاتنا أننا نتصرف على طبيعتنا بشكل كامل”.
وجود علاء وعبد الرحمن في مدن مختلفة يشكل أكبر الصعوبات التي يواجهانها، حيث يضطر أحدهما للسفر للقاء الآخر عبر مسافات كبيرة لتصوير المقاطع المشتركة، إضافة لعدم امتلاكهما معدات أكثر احترافية لتقديم الفيديو المثالي، لكنهما يصران على الاستمرار في نشاطهما المميز، حيث يشكل الإقبال الكبير على الصفحة دافعاً إيجابياً لهما، وهو ما يمكن تلمسه في كمية التفاعل الواضحة في التعليقات والمنشورات وأرقام المتابعين خلال فترة قصيرة، ويطمحان لرعاية المشروع من قبل جهات إعلامية لرفعه نحو المستوى التالي.
المدن