أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة، 27 كانون الثاني 2012

30 قتيلاً في حملة أمنية على ريف دمشق وحمص… ومفاوضات مع مسلحين لوقف إطلاق النار

دمشق، نيقوسيا -»الحياة»، أ ف ب، رويترز – قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن ما لا يقل عن 30 شخصاً قتلوا أمس برصاص الأمن السوري، أغلبهم في حمص ومدن ريف دمشق التي تتعرض لحملة أمنية كبيرة، خصوصاً في مدينة دوما التي اقتحمها الجيش أمس، ونفذ حملة ملاحقات واعتقالات. وفي مؤشر إلى حساسية الوضع الأمني في ريف العاصمة، قال محافظ ريف دمشق حسين مخلوف إن السلطات تجري مفاوضات لوقف إطلاق النار مع مسلحين سيطروا على بعض المناطق قرب دمشق في مؤشر إلى اقتراب الانتفاضة من العاصمة السورية.

وتحدث ناشطون في ضواحي دوما وحرستا وعربين، وبعضها يقع على مسافة ثمانية كيلومترات فقط من وسط دمشق، عن سماع دوي انفجارات، واشتباكات بين قوات الأمن ومسلحين أمكن سماعه في وسط دمشق أثناء الليل. في موازاة ذلك، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن ضابطاً برتبة عقيد ركن قتل برصاص «مجموعة إرهابية مسلحة» في منطقة الوعر في حمص، فيما قتل ملازم أول في درعا.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات الأمن «اقتحمت مدينة دوما، التي تبعد 20 كلم فقط عن العاصمة ونفذت حملة مداهمات واعتقالات أسفرت عن اعتقال أكثر من 200 شخص». ولفت بيان المرصد إلى أن هذه القوات كانت قد «انسحبت من المدينة قبل أيام اثر اشتباكات عنيفة مع مجموعات منشقة».

وأشار إلى انتشار «الحواجز الأمنية في شوارع المدينة» التي شهدت الاثنين تشييع 12 مدنياً قتلوا فجر الاثنين والأحد والسبت، شارك فيه أكثر من 150 ألف شخص.

ويعد هذا التشييع «الأضخم منذ انطلاقة الثورة» منتصف آذار (مارس) ضد النظام السوري، وفق المرصد.

وفي بيان آخر أشار المرصد إلى «اشتباكات عنيفة تدور بين قوات الأمن السورية ومجموعات منشقة عند جسر مسرابا قرب دوما التي هزتها أصوات انفجارات شديدة قبل قليل بالتزامن مع أصوات التكبير».

كما دارت مواجهات مسلحة في نهاية الأسبوع الماضي بين منشقين وجنود في دوما في حين أعلن ناشطون الأسبوع الماضي استيلاء «الجيش السوري الحر» الذي يضم منشقين، على مدينة الزبداني على بعد 45 كلم شمال غربي دمشق.

وذكر المرصد أن مدينة القصير الواقعة في ريف حمص شهدت «استمرار إطلاق النار من رشاشات ثقيلة وسقوط قذائف آر بي جي لليوم الثالث على التوالي ما أدى إلى سقوط ثمانية جرحى وتهدم جزئي في ثلاثة منازل» أمس. ولفت المرصد إلى أن حصيلة إطلاق النار المستمر منذ ثلاثة أيام ارتفعت لتصل «إلى أكثر من 40 جريحاً وتضرر جزئي لحوالى 22 منزلاً».

وذكر المرصد أن «منشقين نصبوا كميناً لقافلة تقل قوات أمنية عسكرية مشتركة على الطريق الدولي قرب بلدة خربة غزالة (ريف درعا)».

وأضاف أن «اشتباكات عنيفة جرت وأسفرت عن مقتل 4 جنود وإصابة خمسة بينهم ضابط برتبة ملازم أول».

وفي هذه المنطقة، اكد بيان للمرصد «استشهد فتى وأصيب ثلاثة بجراح اثر إطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الأمن السورية على مظاهرة طالبية في مدينة نوى التابعة لريف درعا (جنوب)» مهد الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري. وفي وسط البلاد، قال المرصد «استشهدت سيدة اثر أصابتها برصاص قناصة في حي الجراجمة في مدينة حماة واستشهد مواطنان بينهما طفل في حمص».

في موازاة ذلك، قال مسؤول محلي سوري إن السلطات تجري محادثات لوقف إطلاق النار مع مسلحين سيطروا على بعض المناطق قرب دمشق.

وقال حسين مخلوف محافظ ريف دمشق للمراقبين العرب قبل أن يتوجهوا إلى مدينة عربين في أول جولة لهم منذ أسبوع إن الكثير من المنتمين للمعارضة «تم تضليلهم وسيعودون إلى الطريق القويم في نهاية المطاف».

وأضاف أن السلطات بدأت حواراً معهم وبينهم بعض الجماعات المسلحة التي تسيطر على مواقع هناك.

وأبلغ المحافظ المراقبين بأن السلطات تستخدم نفس الأسلوب الذي اتبعته في بلدة الزبداني وبالتالي سيحدث نفس السيناريو.

وفي الشهر الحالي سحب الجيش مدرعات كانت تطوق بلدة الزبداني التي سيطر عليها المسلحون قرب الحدود مع لبنان بعد التوصل إلى هدنة مع من كانوا يدافعون عليها.

وتوقف المراقبون العرب خارج عربين في حراسة أكثر من عشرة جنود. وكبّر حشد من نحو 100 من المحتجين المناهضين للنظام وراءهم.

وعرضت القوات على المراقبين جثة جندي وشخص آخر قالت إنهما قتلا صباح أمس.

واستقل المراقبون سيارتهم بعد قليل ليبتعدوا عن المشهد المتوتر ولم تتضح وجهتهم التالية.

واستأنف المراقبون عملهم بعد توقف دام أسبوعاً مددت خلاله الجامعة العربية مهمتهم شهراً آخر. ويعملون الآن من دون 55 زميلاً خليجياً سحبتهم حكومات بلادهم هذا الأسبوع احتجاجاً على استمرار أعمال العنف.

وقال مراقب إنه يشعر بالحيرة في شأن تمديد المهمة. وأضاف «كتب التقرير واتخذت (الجامعة العربية) القرارات… وبالتالي لماذا جرى التمديد شهراً آخر؟ لا ندري». وقال نشطاء إن انتشار الجيش والاشتباكات في الضواحي المحيطة بدمشق جاءت رداً على تزايد قوة المسلحين.

وأفاد ناشط عرف نفسه باسم حسين عبر الهاتف لرويترز من ضاحية حرستا «الجيش السوري الحر يتمتع بسيطرة شبه كاملة على بعض مناطق ريف دمشق ويسيطر على أجزاء من دوما وحرستا».

وقال نشطاء آخرون في دوما وحرستا وعربين إن قوات الأمن تجمعت في ضواحيهم بعد أن تقهقر المسلحون.

وأفاد مقاتل من «الجيش السوري الحر» ذكر أن اسمه أبو ثائر بأن «الجيش لديه مدرعات ومدافع مضادة للطائرات بينما لا نملك إلا البنادق والقذائف الصاروخية».

وعلى الرغم من تزايد أعداد القتلى في سورية، قالت مسؤولة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن الاضطرابات في ذلك البلد لا تتفق مع تعريف لجنة الصليب الأحمر للحرب الأهلية.

وقالت بياتريس ميجيفان روجو رئيسة عمليات اللجنة في الشرقين الأدنى والأوسط لرويترز في جنيف «لم يتم تجاوز السقف بعد للحديث عن صراع مسلح».

ويشمل التصنيف القانوني للحرب الأهلية طبقاً لتعريف الصليب الأحمر معارضة تسيطر بوضوح على أراض ولها هيكل عسكري وتسلسل واضح للقيادات.

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن ضابطاً برتبة عقيد ركن قتل برصاص «مجموعة إرهابية مسلحة» في منطقة الوعر في حمص وسط البلاد امس، ذلك عبر «استهدافه أمام منزله». وزادت أن «المجموعة المسلحة فتحت نيران أسلحتها الرشاشة على العقيد الركن لؤي محمد النقري أمام منزله ما أدى إلى استشهاده على الفور».

وأشارت الوكالة إلى أن ضابطاً آخر برتبة ملازم أول هو سليمان علي جرعة «استشهد أثناء قيامه بتفكيك عبوة ناسفة زرعتها مجموعة إرهابية مسلحة بالقرب من جسر خربة غزالة في ريف درعا جنوب البلاد، مشيرة إلى أنه «تم إلقاء القبض على اثنين من أفراد المجموعة الإرهابية التي قامت بتفجير العبوة من بعد مع أسلحتهم وعتادهم».

كما فككت مجموعة هندسة أخرى «عبوتين ناسفتين زرعتهما المجموعات الإرهابية المسلحة على طريق حمص- قطينة»وسط سورية، وإن وزن كل منهما يصل إلى 25 كيلوغراماً.

الجيش يواجه ضواحي دمشق بالحسم الأمني

موسكـو ترسـم “خطوطاً حمراً” لمجلس الأمن

ناشطون تحدثوا عن 57 قتيلاً وطهران أعلنت عن خطف 11 إيرانياً في سوريا

العربي وحمد بن جاسم يحملان غداً المبادرة العربية إلى مجلس الامن

مع احتدام الجدل بين روسيا والغرب في شأن الموقف الواجب اتخاذه في مجلس الامن من الوضع في سوريا، يتوجه الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر أل ثاني غداً السبت الى الامم المتحدة حاملين المبادرة العربية التي تدعو الرئيس السوري بشار الاسد الى تفويض صلاحياته الى نائبه الاول وتأليف حكومة وحدة وطنية واجراء انتخابات رئاسية ونيابية مبكرة. ومع تسارع المساعي في مجلس الامن، اقتربت المواجهات من دمشق عقب سيطرة المعارضة على عدد من ضواحيها ورد الجيش بعمليات اقتحام واسعة وخصوصاً في دوما، فضلاً عن اقتحام احياء في مدينتي حمص وحماه مما أوقع استناداً الى ناشطين سوريين 57 قتيلاً الى اعتقال المئات.

الموقف الروسي

وصرّح نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف لوكالة “انترفاكس” الروسية المستقلة: “نحن على علم بأن الفرنسيين اعدوا في نيويورك مشروع قرار لمجلس الأمن في شأن القضية السورية، ولا تزال لدينا خطوط حمر لا نستطيع تجاوزها خلال مناقشة أي مشروع قرار في صدد سوريا، وهي تتمثل في رفض الصيغ التي تتعلق بفرض عقوبات، وكذلك دعوة البلدان الى تطبيق قيود انفرادية على هذا البلد”.

وأضاف: “إننا لا نستطيع، علاوة على ذلك، تأييد مقترح أو مشروع قرار يتضمن على أساس رجعي، عقوبات فرضت على سوريا بشكل انفرادي ومن دون التشاور معنا ومع أعضاء مجلس الأمن الآخرين، وإننا مستعدون للتشاور مع شركائنا في شأن مجمل جوانب الوضع السوري، ولكن نود التأكيد ان على طاولة مجلس الامن مشروعاً روسياً، لم نعلق العمل به”.

وطالب بأن يدرج في القرار بند مهم عن عدم التدخل عسكرياً في الشأن السوري، داعياً اللاعبين الدوليين إلى المساعدة في التسوية السياسية السلمية للوضع في سوريا. وأكد أن “الجانب الروسي مفتوح على كل المقترحات البناءة، التي تصب في مجرى وقف كل اعمال العنف، ويرى أنه يجب أن يستهدف أي رد فعل من مجلس الأمن، إلزام الجميع المساعدة على بدء حوار شامل بين القوى السورية كافة”.

وأوضح أنه “في ما يتعلق بالمقترحات الفرنسية، ثمة نقاط ايجابية، وهي بالتحديد، تأييد مواصلة مراقبي الجامعة العربية مهمتهم، ودعوة الأطراف كافة إلى وقف العنف، والبدء بحوار وطني شامل، وكذلك دعوة الدول الأخرى إلى العمل مع المعارضة، من أجل اقناعها ببدء عملية المصالحة، ونحن على استعداد لمواصلة المشاورات وبلورة موقف مشترك، ونعول على ان يراعي شركاؤنا مواقفنا، وفي وسعنا بجهودنا المشتركة، إعداد مشروع، يكون اساساً عملياً حقا للسير على طريق التسوية السياسية في سوريا”.

الى ذلك، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش إن موسكو ستواصل ترويج مسودتها الخاصة لقرار عن سوريا في مجلس الأمن، الأمر الذي يشير إلى اتخاذها موقفا متشددا قبل محادثات في شأن مشروع القرار الغربي – العربي الذي يدعو الأسد الى تسليم السلطة.

لكنه لم يستبعد التوصل إلى حل وسط في شأن  المشروع الغربي – العربي استخدام بلاده حق النقض “الفيتو” بعدما رفضت الانضمام إلى دعوات تطالب الأسد بالتنحي.

وعندما قال لوكاشيفيتش إن روسيا عدلت مسودة قرارها كي تأخذ في الاعتبار التعديلات التي اقترحتها الدول الغربية، كان يشير على ما يبدو إلى تعديلات أدخلتها روسيا قبل توزيع النسخة الجديدة منتصف  كانون الثاني وليس الى تعديلات جديدة أدخلت بعد ذلك.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية بعدما استقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف النائب وليد جنبلاط “أن الجانبين بحثا في الوضع في سوريا وسبل المساهمة في تسوية الأزمة في هذا البلد من السوريين أنفسهم من دون تدخل خارجي وباحترام سيادة سوريا”.

وكشف السفير الروسي في الأردن الكسندر كالوجين في مقابلة مع صحيفة “الغد” الاردنية  أن نائب وزيرة الخارجية الأميركية وليم بيرنز زار موسكو قبل نحو اسبوع طلباً للعون في الجهود الدولية المبذولة لإسقاط الأسد، مشيراً إلى أن بلاده ردت بالسلب على الطلب الأميركي وآثرت تكرار موقفها الداعي إلى الحوار وسيلة لحل الأزمة في سوريا. ونفى نفياً قاطعاً أن يكون هناك تنسيق في المواقف بين بلاده وإيران في ما  يتعلق بسوريا، مدرجاً العلاقة بين طهران وموسكو تحت بند “الاتصالات” العادية فقط.

العربي وحمد بن جاسم

وأفاد ديبلوماسيون غربيون أن مشروع القرار الغربي – العربي يمكن ان يطرح  للتصويت الأسبوع المقبل.

وفي القاهرة، صرح العربي بأنه سيتوجه “الى نيويورك بعد غد السبت أنا ورئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر وذلك للاجتماع مع مجلس الامن الاثنين وابلاغه قرار مجلس وزراء الخارجية العرب في شأن سوريا وطلب مصادقته عليه”.

وقال المندوب الافريقي الجنوبي لدى الامم المتحدة السفير باسو سانجكو الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الامن لهذا الشهر ان من المقرر مبدئيا عقد الاجتماع بعد ظهر الثلثاء.

وأمل ديبلوماسيون غربيون  في التفاوض مع الروس وادخال عناصر من مسودة القرار الروسي الى نص مشروع القرار الغربي- العربي لارضاء موسكو وتفادي استخدامها “الفيتو”.

وقال مبعوثون غربيون ان روسيا قد تجد صعوبة في استخدام “الفيتو” ضد قرار يهدف الى تقديم الدعم للجامعة العربية.

خطف 11 ايرانياً

* في طهران، نقلت وكالة الجمهورية الاسلامية الايرانية للأنباء “ارنا” عن المسؤول في هيئة الحج مسعود اخوان ان 11 مواطنا ايرانيا خطفوا خلال زيارة دينية لسوريا. وقال: “كانت حافلتهم في طريقها الى دمشق عندما هوجمت في مناطق سوريا الوسطى وخطف 11 من ركابها”

وندد الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبارست بالهجوم ووصفه بانه “لا مبرر له” وطلب من دمشق اطلاق المخطوفين.

وبثت قناة “برس تي في” التلفزيونية التي تبث بالانكليزية في موقعها على الانترنت ان مجموعة مسلحة خطفت الرجال من الحافلة “ومضت بهم الى جهة غير معلومة وتركت النساء في الحافلة”. واضافت ان المسلحين اتصلوا بأقارب احد المخطوفين في طهران وطلبوا فدية.

وكان خمسة فنيين ايرانيين خطفوا في مدينة حمص السورية في كانون الاول من العام الماضي وطالبت طهران باطلاقهم فوراً.

تقارير عن عشرات القتلى وخطف 11 من الزوار الإيرانيين

تحرّك عربي في نيويورك يلتمس «مساندة» حول سوريا موسكو منفتحة ومتمسّكة بمشروعها في مجلس الأمن: خطوطنا الحمراء قائمة

تتجه الأوضاع إلى مواجهة في مجلس الأمن الدولي حول الأزمة السورية الأسبوع المقبل بين موسكو من جهة، ودول عربية تدعمها واشنطن وأوروبا، من جهة ثانية، مع تمسك كل طرف بمشروع القرار الذي سيقدمه إلى مجلس الأمن الذي سيستمع الثلاثاء إلى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الحكومة وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني اللذين سيطلبان دعم المجلس لتدويل الملف السوري.

وقال العربي، في القاهرة أمس، انه سيتوجه «إلى نيويورك السبت هو ورئيس وزراء قطر وذلك للاجتماع مع مجلس الأمن الدولي الاثنين وإبلاغه بقرار مجلس وزراء الخارجية العرب بشأن سوريا وطلب مصادقته عليه».

وقال مندوب جنوب أفريقيا باسو سانغ، الذي تترأس بلاده مجلس الأمن لهذا الشهر، إن العربي وحمد سيجتمعان مع مجلس الأمن ظهر الثلاثاء المقبل.

وكان وزراء الخارجية العرب دعوا الأحد الماضي الحكومة السورية والمعارضة إلى «بدء حوار سياسي جاد في اجل لا يتجاوز أسبوعين» من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال شهرين، وطالبوا الرئيس السوري بشار الأسد بتفويض صلاحيات كاملة لنائبه للتعاون مع هذه الحكومة. وقرروا إبلاغ مجلس الأمن بمبادرتهم الجديدة ومطالبته بـ«دعمها». وأعلنت الحكومة السورية رفضها هذه المبادرة.

وكان دبلوماسيون في نيويورك قالوا إن الأوروبيين ودولا عربية يريدون التصويت في مجلس الأمن مطلع الأسبوع المقبل على مشروع قرار جديد أعدته دول أوروبية وعربية على أساس خطة الجامعة العربية حول الأزمة السورية. ويمكن أن يؤدي طلب فرض عقوبات إلى تعطيل مشروع القرار من قبل روسيا. واستخدمت موسكو وبكين حق النقض (الفيتو) في تشرين الأول الماضي لإسقاط مشروع قرار غربي ضد سوريا.

وأعرب العربي، في بيان، «عن قلقه لاستمرار العنف والاقتتال في سوريا، الذي أدى إلى سقوط مزيد من الضحايا الأبرياء». وطالب «بالوقف الفوري لكافة أعمال العنف والتزام الحكومة السورية بالامتناع عن أي تصعيد أمني أو عسكري ضد المواطنين العزل».

وأكد العربي «ثقته الكاملة بعمل بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سوريا وبرئيسها الفريق أول محمد أحمد الدابي»، مشيدا «بشجاعة المراقبين الذين يؤدون عملهم بمهنية وجدية في ظروف بالغة الصعوبة». وكان المراقبون استأنفوا العمل أمس للمرة الأولى منذ أسبوع، وذلك بعد موافقة دمشق على التمديد شهرا لعمل البعثة.

روسيا

وطرحت موسكو مشروع قرارها في كانون الأول، لكن دبلوماسيين غربيين قالوا إنه لا يمكنهم قبول النص الروسي الذي يلقي باللوم على الحكومة والمعارضة في العنف. ووزعت روسيا نسخة جديدة في وقت سابق هذا الشهر لكنها كانت عبارة عن مزيج من النصوص المقترحة المتنافسة قال دبلوماسيون غربيون إنها جعلت من غير الواضح ما إذا كانت موسكو ستؤيد لغة أكثر تشددا.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف «نحن على علم بأن الفرنسيين اعدوا في نيويورك مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي بشأن القضية السورية. ولا تزال لدينا خطوط حمراء، لا نستطيع تجاوزها خلال مناقشة أي مشروع قرار بصدد سوريا. وهي تتمثل في رفض الصيغ التي تتعلق بفرض عقوبات، وكذلك دعوة البلدان إلى تطبيق قيود انفرادية ضد هذا البلد». وأضاف «إننا لا نستطيع علاوة على ذلك، تأييد مقترح أو مشروع قرار يتضمن على أساس رجعي، عقوبات فرضت ضد سوريا بشكل انفرادي ومن دون التشاور معنا ومع أعضاء مجلس الأمن الدولي الآخرين».

وتابع «إننا على العموم مستعدون للتشاور مع شركائنا بشأن مجمل جوانب الوضع السوري، لكن نود التأكيد انه يوجد على طاولة مجلس الأمن مشروع روسي، لم نعلق العمل فيه». وأوضح «نحن نصر على أن يدون في القرار البند المهم حول عدم التدخل عسكريا في الشأن السوري، وندعو على العموم إلى أن يساعد اللاعبون الخارجيون على التسوية السياسية السلمية للوضع في سوريا».

وقال غاتيلوف إن «الجانب الروسي منفتح على كافة المقترحات البناءة، التي تصب في مجرى وقف كافة أعمال العنف، ويرى أنه يجب أن يستهدف أي رد فعل من جانب مجلس الأمن الدولي، إلزام الجميع بالمساعدة على بدء حوار شامل بين كافة القوى السورية».

وأضاف انه «في ما يخص المقترحات الفرنسية، توجد فيها نقاط ايجابية. وهي بالتحديد، تأييد مواصلة مراقبي الجامعة العربية مهمتهم، ودعوة كافة الأطراف إلى وقف العنف، والبدء بحوار وطني شامل، وكذلك دعوة الدول الأخرى إلى العمل مع المعارضة، من اجل إقناعها ببدء عملية المصالحة. وإننا على استعداد لمواصلة المشاورات وبلورة موقف مشترك، ونعول على أن يراعي شركاؤنا مواقفنا، وبوسعنا بجهودنا المشتركة، إعداد مشروع يكون أساسا عمليا حقا للسير على طريق التسوية السياسية في سوريا».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش «قدمت روسيا مسودتها الخاصة ووضعتها آخذة في الاعتبار تعديلات اقترحها زملاؤنا الغربيون. ما زالت على طاولة المفاوضات. المشاورات حول المسودة مستمرة ونأمل أن يتواصل هذا العمل». وأضاف «ليست لدي معلومات محددة عن أن المسودة الغربية ستقدم خلال الأيام المقبلة. سنرى. وبالنسبة للوقت الراهن، فإن لروسيا مسودتها وستروج لها بشكل نشط في إطار مجلس الأمن».

وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إن وزير الخارجية سيرغي لافروف بحث في اتصال هاتفي مع العربي أمس الأول «نتائج قرارات مجلس وزراء الجامعة بشأن نتائج الشهر الأول لعمل بعثة مراقبي الجامعة في سوريا».

وأضاف البيان «أكد العربي أن الجامعة تشاطر روسيا وجهة نظرها حول ضرورة التسوية السلمية في سوريا على أساس إنهاء كافة أشكال العنف، والإسراع في بدء الحوار بين الأطراف السورية، وعدم جواز التدخل العسكري الخارجي».

وأعرب لافروف «عن تأييده مواصلة الجامعة العربية جهودها الرامية إلى إيجاد سبل وقف المواجهة في سوريا»، مشددا على «أهمية قرار تمديد فترة عمل المراقبين العرب، الذين يؤدون دورا مهما في المساعدة على نشر الاستقرار في سوريا». وأضاف «ينبغي أن تنفذ، بأسرع وقت ممكن، مهمة إطلاق الحوار الشامل بين السلطات السورية والمعارضة حول كافة قضايا جدول العمل الوطني، وإجراء إصلاحات سياسية عميقة، وتطور البلد ديموقراطيا وسلميا».

وقال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لحقوق الإنسان مايكل بوزنر، في القاهرة، «نحن نهتم كثيرا بالانتباه الذي لقيته المشكلة السورية من الجامعة العربية في الأسابيع الأخيرة ونقدر للجامعة ذلك». وأضاف «نرغب في العمل معهم، وهناك بالتأكيد آمال وتوقعات بأنه يمكننا الذهاب إلى مجلس الأمن قريبا لبحث القضية».

وأعلن بوزنر إن مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان زار موسكو قبل أيام لبحث الخطوات التالية المحتملة بشأن سوريا. وأضاف «من الواضح أن لهم وجهة نظر مختلفة. آمل بشدة في ضوء المأساة في سوريا أن يجتمع المجتمع الدولي لاتخاذ الخطوات التالية التي تسمح بالعودة إلى وضع سلمي، ويجب على الأسد أن يرحل كما قلنا أكثر من مرة».

خطف زوار إيرانيين

ونقلت وكالة «ارنا» الإيرانية عن السفير الإيراني لدى سوريا محمد رضا رؤوف شيباني قوله، خلال لقائه وزير الخارجية السوري وليد المعلم، إن «محاور السياسة الخارجية لإيران تجاه تطورات سوريا هي عدم التدخل الأجنبي واحترام السيادة السورية والحوار الشامل». ورحب «بالمبادرة التي أطلقها الأسد لانجاز الإصلاحات».

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست انه «تم خطف 11 زائرا إيرانيا كانوا في طريقهم إلى دمشق برا لزيارة العتبات المقدسة»، داعيا السلطات السورية إلى استخدام كل إمكانياتها للإفراج عنهم بسرعة.

وكان مدير مكتب منظمة الحج والزيارة الإيرانية في سوريا مسعود إخوان أوضح أن «هؤلاء الزوار كانوا في طريقهم برا من حلب إلى دمشق حيث اختطفوا من قبل مسلحين مجهولين». وكان مسلحون خطفوا في كانون الأول الماضي 8 أشخاص، بينهم 5 تقنيين إيرانيين يعملون في محطة كهربائية سورية في حمص.

ميدانياً

استأنف المراقبون العرب العمل أمس بعد تعليق عملهم الجمعة الماضي. وقال مراقب جزائري من الفريق، قبيل عدولهم عن زيارة عربين، إنه قلق لأن بعض جماعات المعارضة كانت قد ذكرت أنها لن تتعاون مع البعثة. وأضاف لوكالة «رويترز»، «لا نعلم ماذا ينتظرنا». وقال مراقب آخر إنه يشعر بالحيرة بشأن الهدف من مد المهمة أربعة أسابيع أخرى. وأضاف «كتب التقرير واتخذت (الجامعة العربية) قرارات. شهر آخر لنفعل ماذا؟ لا ندري».

وقال ضابط سوري، في حرستا قرب العاصمة، لـ«رويترز» ان الاشتباكات جارية في دوما. وتقوم قوات الأمن بتفتيش المنازل بحثا عن أسلحة وأشخاص مشتبه فيهم. وعرض على الصحافيين قنابل محلية الصنع بين أسلحة تم ضبطها.

ونفى محافظ ريف دمشق حسين مخلوف، في اتصال مع «السفير» أن تكون السلطات السورية أجرت أي «مفاوضات» مع مسلحين في مناطق ريف دمشق، بهدف وقف إطلاق النار، أو ترتيب وضع يشبه الوضع الذي تعيشه بلدة الزبداني، وذلك بعد وساطة قام بها وجهاء المنطقة بين الجيش ومجموعات مسلحة تنتشر في البلدة.

وقال مخلوف ان السلطة لا تفاوض الخارجين عن القانون، مشيرا إلى أن ما جرى «هو أن أمهات كثير من المطلوبين بأعمال شغب أو حيازة سلاح يراجعننا بشكل مستمر، طالبات التسامح مع أولادهن والعفو عنهم إن عادوا إلى رشدهم». وأضاف «ان الدولة باعتبارها الأب الأكبر تتعاون حين يجري هذا فتقوم بتسهيل عودة الناس بشرط تسليم السلاح». وقال ان هذا الأمر «جرى اليوم على سبيل المثال، وتحدثنا إلى الجهات المختصة كي تتعامل معه»، واصفا طلبات بعض الأمهات «بطلبات استرحام».

ودافع مخلوف عن الحملة الأمنية التي تجري في بعض مناطق ريف دمشق، موضحا أن «المناطق التي تعاني من وجود المسلحين وسيطرتهم تطلب منا التدخل»، معتبرا أن غالبية الناس «لا تستطيع ممارسة نشاطها اليومي بسبب اعتداءات المسلحين التي تجري في تلك المناطق». وبين مخلوف أن بعثة المراقبين زارت اليوم مناطق في ريف دمشق بينها عربين، واطلعت على الأسلحة التي تمت مصادرتها وبينها أسلحة إسرائيلية «واضحة عليها الكتابات العبرية».

وأعلن مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن، لوكالة «فرانس برس»، «مقتل 34 شخصا». وقال إن «قوات الأمن والجيش شنت هجوما عنيفا على حي كرم الزيتون في حمص مستخدمة قذائف الهاون ما تسبب بسقوط 26 قتيلا بينهم تسعة أطفال وعشرات الجرحى». واضاف ان « 4 قتلى سقطوا في مدينة حماه، وواحدا في تفتناز في ادلب، وفتى في نوى، ومدنيَّين في ريف دمشق».

وتابع «قُتل 7 جنود منشقين عن الجيش في عدة مناطق ومدن خلال اشتباكات مع الجيش النظامي. كما قتل 8 عسكريين من الجيش النظامي، بينهم عقيد قتل في حمص، و4 جنود في درعا، في اشتباكات مع جنود منشقين».

وتجمع مئات الآلاف من السوريين في دمشق ومدن سورية عدة للتعبير عن تأييدهم الرئيس السوري بشار الاسد وعن رفضهم التدخل الخارجي بشؤونهم الداخلية.

وتوافد عشرات الآلاف الى ساحة السبع بحرات وسط دمشق حاملين الاعلام السورية وصورا للاسد للتعبير عن تمسكهم بالسيادة الوطنية ورفضهم اي تدخل خارجي. وعلت اصوات المكبرات التي تبث الاغاني الوطنية ومقاطع من الخطب التي القاها الرئيس السوري بالاضافة الى الشعارات المؤيدة له «لن يهزم شعب ابدا قائده المفدى بشار» و«كلنا بشار كلنا ثوار»، وتمجد دور سوريا القومي المقاوم. وهتف المجتمعون «الخيانة عربية من الجامعة العربية». ونقل التلفزيون السوري مسيرات اخرى جرت في الحسكة، التي يشكل الاكراد غالبية سكانها، وحلب ودير الزور واللاذقية وطرطوس.

(«السفير»، سانا، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

قال انه ضبط أسلحة وذخائر بعضها اسرائيلي الصنع ومقتل 34 مدنيا بينهم 26 في حمص و10 اطفال

ضابط سوري: فقدنا السيطرة على معظم ريف دمشق

وتنظيم القاعدة يتوعد بشن هجمات ضد نظام الاسد

حرستا ـ عربين ـ (سورية) ـ وكالات: اقتربت الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد من دمشق الخميس حيث اشتبكت قوات الجيش مع معارضين مسلحين في بلدة إلى الشمال مباشرة من العاصمة، وقال مسؤول محلي إن السلطات تجري محادثات لوقف إطلاق النار مع مسلحين سيطروا على بعض المناطق، فيما قتل 34 مدنيا بينهم 10 اطفال برصاص قوات الامن في عدة مدن ومناطق سورية وخصوصا في حمص (وسط).

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في اتصال مع فرانس برس ‘ارتفع الى 34 عدد الشهداء المدنيين وبينهم 26 في حمص’. واوضح ان ‘قوات الامن والجيش شنت هجوما عنيفا على حي كرم الزيتون في حمص مستخدمة قذائف الهاون ما تسبب بسقوط 26 قتيلا بينهم تسعة اطفال وعشرات الجرحى’.

وقال ضابط سوري لرويترز ان الاشتباكات جارية في دوما منذ الصباح. وتقوم قوات الامن بتفتيش المنازل بحثا عن اسلحة واشخاص مشتبه بهم. وعرض على الصحافيين قنابل محلية الصنع بين اسلحة تم ضبطها. وكان الضابط يتحدث في ضاحية حرستا القريبة حيث تم نشر قوات بأعداد كبيرة.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات الامن اعتقلت 200 شخص في مداهمات في دوما وهي معقل للاحتجاجات وتمرد مسلح ضد الاسد.

وعندما توجه مراقبو الجامعة العربية إلى ضواحي دمشق الخميس رفض الأمن السوري مرافقتهم إلى أغلب المناطق لأنها لم تعد تحت سيطرته.

وفي بعض البلدات التي لا تبعد أكثر من 15 دقيقة بالسيارة عن العاصمة حذر حسين مخلوف محافظ ريف دمشق من أن مسلحين يجوبون الشوارع.

لكن المراقبين ذهبوا يرافقهم صحافيون إلى ضاحيتي عربين وحرستا اللتين اصبحتا معقلا للاحتجاجات والمعارضين المسلحين منذ بدأت الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الأسد قبل عشرة اشهر.

وعند نقطة تفتيش عند مفترق طرق يؤدي إلى بلدة عربين انتشر عشرات الجنود المسلحين في حالة تأهب، وعلى الرصيف بالقرب منهم ترقد جثتا رجلين قتلا رميا بالرصاص احدهما جندي.

لكن الجنود كانوا يحملقون في قلق في الاحتجاج المناهض للأسد على بعد مئات الأمتار منهم حيث كان المحتجون يهتفون ‘الله اكبر’.

وكانت أغلب المتاجر مغلقة ونظر الناس بارتياب إلى المراقبين العرب.

وقال مراقب ‘الناس غاضبون منا بسبب التقرير’.

وقال نشطاء في ضواحي دوما وحرستا وعربين بشمال شرق البلاد وبعضها يقع على مسافة ثمانية كيلومترات من وسط دمشق إنهم سمعوا دوي انفجارات خلال اشتباكات بين قوات الأمن ومسلحين اثناء الليلة قبل الماضية.

وقال محافظ ريف دمشق لمراقبين عرب قبل ان يتوجهوا إلى عربين في أول جولة لهم منذ اسبوع إن السلطات بدأت حوارا معهم وبينهم بعض الجماعات المسلحة التي تسيطر على مواقع هناك.

وشاهد المراقبون المظاهرة المناهضة للأسد من على بعد وتوجهوا بعد دقائق إلى مستشفى للشرطة في حرستا وهي نقطة مشتعلة أخرى في الانتفاضة.

وقال رئيس المجموعة جعفر الكبيدة إن المراقبين لم يدخلوا عربين خوفا من احتمال مضايقة الحشود الغاضبة للفريق.

وفي المستشفى التابع للشرطة في حرستا قال عاملون إن معظم مناطق ريف دمشق خارج سيطرة القوات الحكومية وإن المسلحين يخطفون ويقتلون المنتسبين للحكومة في تلك المناطق.

وقال طبيب في المستشفى ‘أي سيارة تحمل لوحة أرقام حكومية لا يمكن ان تسير في حرستا.. نحن كأطباء لا يمكننا الذهاب.. لقد خطفوا إحدى سياراتنا قبل نحو أسبوع’.

واشار جندي إلى مسجد يواجه نقطة التفتيش وقال ‘هل ترى ذلك المسجد؟ أحيانا يطلق قناصتهم النار علينا من هناك’.

وقال ضابط كبير إن قوات الأمن تجري محادثات مع المسلحين من خلال وجهاء بالبلدات على أمل إقناعهم بالقاء السلاح. وقال إن الحكومة لم تفقد السيطرة كلية على ريف دمشق.

وقال لرويترز ‘لا يمكن القول إنهم يسيطرون على ريف دمشق.. يسيطرون على مناطق والجيش يسيطر على مناطق’.

وأطلع مسؤولون أمنيون المراقبين على ثلاث سيارات قالوا إنه تم سحبها من حرستا ودوما. وأضافوا أن السيارات صودرت من ‘إرهابيين’ وكانت محملة بقنابل إسرائيلية.

وانتشر الجيش بكثافة في حرستا. وانتشر عشرات الجنود في شارع طوله 500 متر شاهرين اسلحتهم وهم يراقبون في قلق المنازل القريبة. واختلس أناس النظر من النوافذ لكن لم يطل منها إلا القليل. وكانت الشوارع التي ملأتها النفايات شبه خالية.

وكتب على أحد الجدران ‘سورية الحرة’.

وقالت امرأة منتقبة كانت تسير في الشارع مع رجل ‘نعم لا يوجد أمان’. وبدا عليها الذعر وقالت ‘يوجد مسلحون لكن لا وجود للجيش السوري الحر هنا’.

جاء ذلك فيما حذر الداعية الإسلامي السلفي الشيخ عمر بكري محمد، الذي أبعدته بريطانيا عن أراضيها قبل نحو سبع سنوات ويقيم في لبنان حالياً، من أن تنظيم القاعدة يستعد لشن هجمات إرهابية ضد النظام السوري.

وقال الشيخ بكري في مقابلة مع صحيفة ‘ديلي تلغراف’ الخميس إن جماعات مسلمة سلفية متشددة، بما في ذلك تنظيم القاعدة وجماعة الغرباء التي يتزعمها ‘مستعدة لتقديم المساعدة إلى أشقائها المسلمين في سورية من خلال شن حملة من الهجمات الانتحارية ضد الرئيس بشار الأسد’.

وأضاف أن تنظيم القاعدة ‘يمكن أن يجعل حزب البعث يهرب بعد عمليتين أو ثلاث عمليات استشهادية، والتي يسميها الآخرون تفجيرات انتحارية، وسيذهب إلى البرلمان عندما يجتمع الحزب داخله ويفجره، لأنه ذكي جداً ويستطيع صنع الكثير من الأسلحة من لا شيء، ويمكن أن يذهب إلى المطبخ ويصنع بيتزا مفخخة ويسلمها طازجة’.

ومن جهته حث الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي دمشق على انهاء العمليات العسكرية ضد ‘المواطنين العزل’.

وصرح العربي الخميس انه سيتوجه مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم السبت الى نيويورك لعقد اجتماع مع اعضاء مجلس الامن وطلب ‘مصادقته’ على المبادرة العربية الجديدة لانهاء الأزمة السورية.

السعودية تعتزم الاعتراف بالمجلس الوطني ممثلاً رسمياً للشعب السوري

الكويت- (د ب ا): كشف عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري المعارض أحمد رمضان النقاب عن أن السعودية سوف تعترف بالمجلس الوطني السوري ممثلا رسميا للشعب السوري.

وصرح رمضان لصحيفة (الراي) الكويتية الصادرة الجمعة بأن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ابلغ وفد المجلس الذي التقاه في القاهرة الاسبوع الماضي، وكان هو في عداده “ان المملكة ستعترف بالمجلس الوطني السوري كممثل رسمي للشعب السوري”.

وأوضح رمضان أن الوزير السعودي قال إن “الدول العربية واثقة من أن النظام السوري هو مَن أفشل بعثة المراقبين العرب. وأكد لنا انه إذا لم تتجاوب دمشق مع الحلول العربية، فالملف السوري سيذهب الى مجلس الأمن”.

وكان وزير الخارجية السعودي اعلن في الجلسة المغلقة للجنة الوزارية العربية المعنية بالشأن السوري بالقاهرة الاسبوع الماضي ان بلاده ستسحب مراقبيها من سورية لعدم تنفيذ الحكومة السورية لأي من عناصر الخطة العربية.

واكد ان بلاده لن تقبل بأن تكون “شهود زور يستخدمها احد لتبرير الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري”.

ودعا الفيصل المجتمع الدولي الي تحمل مسؤلياته بما في ذلك الدول الاسلامية وروسيا والصين والى ممارسة كل ضغط ممكن في سبيل إقناع الحكومة السورية بتنفيذ المبادرة العربية .

وانتقد الوزير السعودي الاتهامات التي وجهها المسؤلون السوريون للدول العربية بالتآمر عليهم متساءلا هل من شيم العرب ان يقتل الحاكم شعبه وهل مهمة الجيوش العربية ان تفتك بمواطنيها .

واكد ان الوضع في سورية بالغ الخطورة ويتطلب من الجميع تحمل المسؤلية امام الدم البريء الذي يسفك يوميا لافتا الي ان الحكومة السورية لم تلتزم علي ارض الواقع باي من بنود الخطة.

وكانت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) قد ذكرت أن الفيصل عقد لأول مرة اجتماعا في القاهرة الاسبوع الماضي مع وفد من المجلس الوطني السوري المعارض برئاسة الدكتور برهان غليون، ناقشوا خلاله “الأوضاع بسورية في ضوء استمرار أعمال العنف والقتل”.

مجلس الأمن يجتمع بعد ظهور مليشيات علوية في حمص وموسكو لن تسمح بتنحي الأسد

عمان- موسكو- (رويترز) (د ب أ): اندلع القتال في حمص الجمعة بعد يوم من قول سكان بالمدينة السورية إن رجال ميليشيا من العلويين قتلوا 14 من أفراد أسرة سنية في واحدة من أبشع الهجمات الطائفية في سوريا منذ بدء انتفاضة على حكم الرئيس السوري بشار الأسد في مارس آذار.

ويجتمع مجلس الأمن التابع للامم المتحدة في وقت لاحق الجمعة لمناقشة الملف السوري قبل تصويت محتمل الاسبوع المقبل على مسودة قرار غربي عربي جديد يهدف إلى وقف إراقة الدماء التي بدأت قبل شهور.

وقالت روسيا التي انضمت إلى الصين في استخدام حق النقض (الفيتو) ضد مسودة قرار غربي سابق في أكتوبر تشرين الأول وقدمت مسودة خاصة بها إن النسخة الغربية العربية غير مقبولة.

ونقلت وكالة ايتار تاس عن جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله ان المسودة لا تضع في الاعتبار “بشكل اساسي موقفنا” وقال انها “تفتقر الى جوانب اساسية بالنسبة لنا”.

ويدعو النص الذي حصلت رويترز على نسخة منه إلى “انتقال سياسي” وليس فرض الأمم المتحدة عقوبات على الحكومة السورية وهو أمر تعارضه موسكو مورد الاسلحة الرئيسي لدمشق.

وتوجه مراقبون عرب إلى ضاحية دوما في دمشق حيث حاربت قوات حكومية مسلحين قبل يوم مع اقتراب المعارك من العاصمة السورية دمشق.

وقال نشطون في المعارضة إن قوات الامن السورية قتلت سبعة أشخاص أثناء الليل بينهم أربعة في حمص وهي مدينة ذات أغلبية سنية وأقلية علوية تدور فيها معارك شرسة خلال الانتفاضة على حكم الاسد. وقتل شخصان في إدلب وآخر في ضاحية سقبا بدمشق.

وقال نشطاء وسكان إن رجال ميليشيا موالين للأسد قتلوا 14 من أفراد أسرة سنية الخميس في حمص. وأضافوا أن ثمانية أطفال تتراوح أعمارهم بين ثمانية أشهر وتسع سنوات كانوا بين 14 من أفراد أسرة بهادر الذين أطلق عليهم الرصاص أو قطعت أشلاؤهم حتى الموت في مبنى بحي كرم الزيتون المختلط في المدينة التي تقع على بعد 140 كيلومترا الى الشمال من العاصمة دمشق.

وأضاف النشطون أن أعمال القتل وقعت بعد سقوط قذائف مورتر على المنطقة مما أسفر عن مقتل 16 شخصا. وقال طبيب يعالج الاصابات التي أحدثها القصف “لدينا أيضا 70 جريحا”.

وأظهرت لقطات فيديو على موقع يوتيوب لتبادل ملفات الفيديو التقطها النشطاء ولم يمكن التحقق منها من مصدر مستقل جثث خمسة اطفال مصابين بجروح في الرأس والرقبة في منزل. وعرضت اللقطات ايضا جثث ثلاث نساء ورجل في منزل.

ولم يرد تعقيب من السلطات السورية التي تقيد بشدة دخول وسائل الاعلام المستقلة الى البلاد.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا إن قوات الامن قتلت 43 مدنيا أمس بينهم 33 في حمص منهم تسعة أطفال.

وبدأت أعمال القتل الطائفي المتبادلة في حمص قبل أربعة أشهر بعد هجمات عسكرية شنتها قوات يقودها ضباط من الاقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد على أحياء سنية في المدينة.

وهيمنت الاقلية العلوية على النظام السياسي والأجهزة الأمنية في سوريا التي يعيش فيها 23 مليون نسمة طوال الخمسة عقود الماضية.

ويتوقع أن يوزع المغرب في اجتماع مجلس الأمن الدولي اليوم مسودة قرار جديد يؤيد دعوة جامعة الدول العربية للأسد لنقل سلطاته على ان ترتب حكومة وحدة وطنية مؤقتة بعد ذلك للانتخابات وتجري إصلاحات أمنية.

ورفضت سوريا التي تقول إنها تقوم بإصلاحات سياسية الخطة العربية ووصفتها بأنها تدخل في شؤونها.

واقتربت الانتفاضة التي دخلت شهرها العاشر من دمشق أمس حيث حاربت قوات سورية معارضين في بلدة شمالي العاصمة وتحدث محافظ عن مفاوضات لوقف إطلاق النار.

ومن جهة أخرى، قال مسئول بوزارة الخارجية الروسية الجمعة إن موسكو ستعارض أي قرار بمجلس الأمن الدولي يدعو إلى إقالة الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة.

وذكر جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي “يجب وضع أي قرار عن مستقبل الوضع في سورية للنقاش دون شروط وألا يتضمن طلب (المعارضة السورية) بمغادرة بشار الأسد السلطة”.

وأضاف جاتيلوف في تصريح أوردته وكالة “انترفاكس” للأنباء ” لا يمكن أن نؤيد هذا القرار”.

وصرح المسئول الروسي بذلك قبل مناقشة مقررة غدا السبت في الأمم المتحدة بشأن اصدار قرار إزاء الوضع في سورية.

ويمكن لروسيا العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي أن تستخدم حق النقض(الفيتو) إزاء أي قرار يدعو إلى استخدام القوة ضد سورية.

وتؤيد روسيا نظام الأسد منذ فترة طويلة. ورفض مسئولو الكرملين مرارا اقتراحات دول غربية لتغيير النظام لإنهاء العنف في سورية ودعت إلى مشاركة المعارضة والقوات الموالية للأسد في حكومة مستقبلية.

طهران ردا على الجيش الحر: المعتقلون مواطنون ولا علاقة لهم بالجيش

دمشق- (يو بي اي) قال مسؤول في السفارة الايرانية بدمشق الجمعة إن الإيرانيين الـ11 الذين تم اختطفتهم مجموعات مسلحة من حافلة ركاب هم مواطنون زوار ولا علاقة لهم بالجيش.

وقال الملحق الإعلامي في سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدمشق السيد رودباري ليونايتد برس انترناشونال الجمعة “ان مجموعة مسلحة اعترضت حافلة تقل 48 مواطنا ايرانيا بينهم اطفاء ونساء وشيوخ يزورون سوريا، بعد مغادرة الحافلة محافظة حلب واختطفت 11 شخصا منهم بعد سلبهم كل مدخراتهم من الاموال واجهزة الاتصالات وجوازات سفرهم”.

وقال رودباري “ان الاتصالات مستمرة مع السلطالت السورية لأجل العمل على الافراج عن المختطفين”.

ونفى الملحق الإعلامي ما تناقلته بعض الفضائيات حول “ارتباط المخطوفين بالقوات العسكرية الإيرانية”.

وكان قد اعلن (الجيش السوري الحر) في وقت صباح الجمعة اعتقال خمسة عسكريين ايرانيين في مدينة حمص (وسط) مطالبا المرشد الاعلى للثورة الاسلامية علي خامنئي الاقرار بوجود عناصر ايرانيين في سوريا وسحبهم مباشرة من البلاد، بحسب ما جاء في بيان.

وقال بيان صادر عن (كتيبة الفاروق) في الجيش السوري الحر وتلقته وكالة فرانس برس ان الايرانيين الخمسة “يعملون تحت امرة فرع المخابرات الجوية في حمص”.

وشدد البيان على أن “جوازات سفرهم لا تحمل أي تأشيرة دخول أو اقامة أو تصريح بعمل ودخولهم جميعا كان زمن الانتفاضة السورية” في اشارة الى الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد التي انطلقت في منتصف اذار/ مارس الماضي.

وارفق البيان بشريط مصور يظهر فيه رجال معتقلون وبحوزتهم جوازات سفر ايرانية. ولم يذكر البيان تاريخ اعتقال هذه المجموعة.

واضاف بيان كتيبة الفاروق “نحن نحترم المرشد الاعلى للثورة الايرانية السيد علي خامنئي (…) ونناشده اليوم الاقرار بعبارة صريحة لا لبس فيها بوجود عناصر من الحرس الثوري الايراني في سوريا بغية مساعدة نظام الاسد في قمع الشعب السوري”.

وطالب البيان خامنئي “الطلب من جميع عناصر الحرس الثوري الايراني الانسحاب مباشرة من الاراضي السورية” مضيفا “ننتظر منه هذه الخطوة قبل ظهر يوم السبت”.

ومن جهة اخرى، ذكر البيان أن ايرانيين اثنين اعتقلا ايضا في مدينة حمص وهما “مدنيان يعملان في محطة جندر الكهربائية” في حمص.

وقال البيان “بعد ان ثبت لدينا ان المجموعة الثانية في عبارة عن عمال مدنيين فسوف نجد في القريب العاجل بعون الله الوسيلة الامنة لعودتهم لاهاليهم”.

وكانت وكالة الانباء الرسمية الايرانية اعلنت في 21 كانون الاول/ديسمبر خطف خمسة مهندسين في 20 كانون الاول/ ديسمبر، ومهندسين آخرين زميلين لهم يعملان في محطة جندر.

السعودية وقطر وافقتا على دعم المعارضة السورية والنظام يعتمد على القناصة الايرانيين ومقاتلي حزب الله

لندن ـ ‘القدس العربي’: وافقت كل من السعودية وقطر على دعم المقاومة السورية المسلحة المعارضة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد وتزويدها بالسلاح، فقد قام ممثلون عن المعارضة السورية بعقد محادثات مع المسؤولين السعوديين والقطريين على هامش مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة والذي طالب الرئيس الاسد بالتنحي ونقل السلطة لنائبه فاروق الشرع، فيما اتهمت المعارضة النظام باستقدام قناصة من ايران وحزب الله للمساعدة في قمع الانتفاضة، وفي تطور آخر هدد ناشط اسلامي بسلسلة من العمليات الانتحارية يقوم بها نشطاء القاعدة ضد نظام البعث في سورية.

فقد علمت صحيفة ‘التايمز’ البريطانية من مصدر في المعارضة السورية قوله ان ‘السعوديين يقدمون دعمهم بكل الوسائل’، وتوقع المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه ‘تحسن الوضع’ خاصة بعد لقاء المعارضة بالمسؤولين السعوديين والقطريين في القاهرة على هامش مؤتمر الجامعة العربية في اشارة لجيش سورية الحر الذي يعتمد حتى الآن في تسليحه على تبرعات من السوريين المقيمين في الخارج، وعلى الاسلحة التي يغنمها من الجيش التابع للحكومة، وعلى الرغم من تعهد الدولتين بدعم المقاومة السورية الا ان المشكلة الوحيدة التي ستواجهها هي كيفية تهريب الاسلحة لداخل سورية.

وترى المعارضة ان الطريقة لتغيير الوضع على الارض هو انشاء مناطق آمنة يقوم بانشائها حلف الناتو كما فعل في ليبيا في اذار (مارس) الماضي. وفي حالة قيام كل من الاردن وتركيا باقامة هذه المناطق داخل سورية على الحدود الجنوبية والشمالية من سورية فان الوضع قد يتغير من الناحية الاستراتيجية لصالح المعارضة.

وقال المعارض انه شاهد خططا تركية لاقامة مناطق مثل هذه والتي ستسمح بادخال الاسلحة عبرها. وتقول المعارضة ان اعداد جيش سورية الحر تتزايد بسبب العدد الكبير من الجنود الذين ينشقون عن الجيش كل يوم وتظل المشكلة الوحيدة التي يعاني منها هي نقص الاسلحة والمعدات العسكرية.

واضاف المعارض ان الخطة التركية تتضمن قصف قواعد جوية سورية وعمليات انزال للاسلحة للمعارضة في حالة تصاعد الازمة، ويقول ان هذه الغارات ستكون خارج المنطقة الامنة لتوفير الحماية للمدنيين. وقال المعارض ان النظام ينتظر حتى تنفد اسلحة جيش سورية الحر لضربه مع ان جيش النظام لم يعد قادرا على دخول احياء في مدن كدرعا وحمص. وتتهم المعارضة النظام بأنه يعتمد على اعداد كبيرة من القناصة الذين جاءوا من ايران وارسلهم حزب الله.

وقالت ‘التايمز’ ان اجور القناصة يتم دفعها من صندوق اقيم خصيصا يزود بشكل دائم بأموال ايرانية حيث يتلقى القناصة اجورهم بالدولار الامريكي. ونقلت الصحيفة عن محمود حاج حمد الذي كان يعمل محاسبا في وزارة الدفاع قبل ان يفر من سورية في الشهر الماضي، قوله ان نفس الصندوق يتم استخدامه لدفع اجور ‘الشبيحة’ والمجرمين الذين انضموا للاجهزة الامنية ويشاركون في تعذيب وقتل المعارضين. وتعتبر رواية حاج حمد الاولى التي يقدمها موظف بارز من داخل النظام عن وجود قوات اجنبية تشارك في دعم النظام. وفي مقابلة مع الصحيفة قال ان قوات الامن السورية لم تكن مؤهلة بشكل جيد لمواجهة الانتفاضة ولم يكن لديها القناصة المدربون جيدا ولا المعدات و’كانوا بحاجة الى قناصة مدربين من حزب الله وايران’. ويضيف حاج حمد ان اعداد القناصة الذين استعان بهم النظام من الخارج كان في البداية بالمئات ثم زاد مع استمرار الانتفاضة واصبح الآن يعد بالالاف.

واكد انه كان يشاهد رجالا يقيمون مع مسؤولي الجيش في الطابق الثاني عشر من مبنى وزارة الدفاع في كفر سوسة قرب العاصمة دمشق، ويقول حاج حمد ان النظام يعد لعملية قمع واسعة حيث اخبره زملاؤه في الوزارة ان سفينتي شحن عبرتا قناة السويس في بداية الانتفاضة محملة بالاسلحة ورست في ميناء اللاذقية حيث سيتم استخدام الاسلحة في المعركة القادمة ضد المعارضة المسلحة. كما ان النظام الذي يدفع للشبيحة مئة دولار عن كل يوم ينظم لهم دورات تدريبية على استخدام اجهزة الاتصال وكيفية اختراق التظاهرات حسب قوله، واضاف ان رستم غزالة الذي كان مسؤول الاستخبارات العسكرية في لبنان اثناء التواجد السوري هناك هو المسؤول عن العمليات هذه.

ويزعم حاج حمد ان ميزانية وزارة الدفاع زادت منذ العام الماضي بنسبة كبيرة، حيث قال ان الحكومة منذ تموز (يوليو) الماضي بدأت تقتطع نسبة 30 بالمئة من الاموال المخصصة للوزارات الاخرى وتحولها لوزارة الدفاع، ومن بين الوزارات التي تأثرت كانت وزارة الصحة. واشار الى وضع الاقتصاد السوري الذي قال انه ينهار شيئا فشيئا بسبب العقوبات المشددة وتوقف دول اوروبا عن استيراد النفط السوري، اضافة الى توقف جمع الضريبة من المدن التي تحولت الى مراكز للانتفاضة وستزيد الازمة الاقتصادية حدة بعد العقوبات الجديدة التي فرضت عليها حيث ستتوقف عن ارسال الدعم المالي للنظام السوري بسبب ظروفها الاقتصادية، وزعم ان النظام بدأ يختطف ابناء رجال الاعمال لاجبارهم على دفع فدية مقابل اطلاق سراحهم. وانه استطاع الهرب من سورية بعد ان اخبر النظام انه يريد مرافقة ابنه للقاهرة لتسجيله في جامعتها، وكانت قناة عربية قد نقلت عن مسؤول في الحرس الثوري الايراني قوله ان مقاتلين من حزب الله شاركوا الى جانب القوات الحكومية في المعارك مع قوات جيش سورية الحر الذي سيطر على الزبداني. ويأتي اعتماد الجيش على الخبراء الايرانيين بسبب خبرتهم في قمع الثورة الخضراء التي اندلعت احتجاجا على ‘الانتخابات المزورة’ عام 2009.

وكانت المخابرات السورية قد تعاونت مع متشددين اسلاميين وسهلت ادخال انتحاريين للعراق لضرب القوات الامريكية بعد الغزو عام 2003 حيث دعمت جهود الناشط المعروف ابو القعقاع، وفي هذا السياق نقلت صحيفة ‘ديلي تلغراف’ عن عمر بكري محمد الزعيم السابق لجماعة ‘المهاجرين’ في بريطانيا والممنوع من العودة اليها ان جماعته ‘الغرباء’ وجماعات سلفية اخرى بما فيها تنظيم القاعدة انها على اهبة شن حرب ضد نظام البعث السوري.

وقال للصحيفة ان ‘عملية او عمليتين للقاعدة كفيلة بدفع النظام على الهرب’. ونقلت عنه قوله ايضا ان ‘عملية استشهادية او ما تطلقون عليها عمليات انتحارية فستقوم القاعدة باستهداف البرلمان حيث يفجر انتحاري نفسه داعيا الله ان يتقبله. وقال ان ‘عناصر القاعدة اذكياء فلديهم القدرة على صناعة متفجرات من لا شيء ويمكنهم ان يدخلوا اي مطعم بيتزا ويصنعون بيتزا متفجرة وطازجة’.

ولا يعرف تأثير عمر بكري محمد على القادة المتشددين وفي دوائر القاعدة خاصة انه تحت رقابة دائمة من سلطات الامن اللبنانية لكنه يؤكد ان القاعدة تنتظر دعوة من السوريين قبل ان تتدخل. وعلى الرغم من انتقاده للمعارضة السورية التي تطلب من بريطانيا والغرب المساعدة الا انه يقول ان القاعدة ستتدخل في سورية في حالة لم يتدخل الغرب.

واثار عمر بكري المعروف في الاعلام البريطاني باسم ‘ملا توتنهام’ ضجة بعد ان القى باللوم على الحكومة بانها وراء تفجيرات لندن في7/7/ 2005 فيما اعتبر الربيع العربي بانه انتصار للقاعدة.

موسكو ترفض أيّ قرار يدعو الأسد إلى التنحي

أكد نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي جاتيلوف،ان موسكو لن تدعم اي مشروع قرار في مجلس الامن الدولي يدعو الرئيس السوري بشار الاسد الى التنحي. ورفض بلاده لمسودة القرار التي ستوزع في مجلس الأمن، معتبراً أنها «لا تضع موقف موسكو في الاعتبار».

إلى ذلك، أعلن «الجيش السوري الحر» اعتقال خمسة عسكريين إيرانيين في حمص، فيما نقلت صحيفة «الرأي» الكويتية، اليوم، عن المسؤول في «المجلس الوطني السوري» أن السعودية ستعترف بهذا المجلس «كممثل رسمي» للشعب السوري. من جهته، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن استهداف سيارة مفخخة، اليوم، حاجزاً لقوات الامن السورية عند مدخل مدينة ادلب، ما ادى الى «مقتل وجرح عناصر الحاجز».

وقد ذكرت وكالة «ايتار تاس» الروسية للأنباء أن دبلوماسياً روسياً رفيعاً أكد، اليوم، أن مسودة القرار الغربي ـ العربي بشأن سوريا في الأمم المتحدة غير مقبولة لأنها «لا تضع موقف موسكو في الاعتبار».

ونقلت الوكالة عن نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي جاتيلوف، قوله إن المسودة التي من المنتظر أن توزع على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في وقت لاحق لا تضع في الاعتبار «بشكل أساسي موقفنا … وتفتقر الى جوانب أساسية بالنسبة إلينا». ولفت غاتيلوف ان «القرارات حول التسوية السياسية في سوريا يجب ان تقر بدون اي شرط مسبق. لا يمكننا ان ندعم اي قرار في مجلس الامن الدولي يدعو الى رحيل الاسد».

من جانبها، أعلنت فرنسا أن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة مغلقة لمناقشة الأوضاع في سوريا مساء اليوم.

وقالت بعثة فرنسا في الأمم المتحدة، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إن «مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيلتقي في مناقشات مغلقة الجمعة عند الثالثة من بعد الظهر في نيويورك لبحث الخطوات التي يتعين اتخاذها بشأن الوضع في سوريا».

ومن المتوقع أن يبحث المجتمعون مشروع قرار بناءً على توصيات من جامعة الدول العربية بشأن الوضع السوري، فيما قال دبلوماسيون إن الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، ورئيس الوزراء القطري، حمد بن جاسم آل ثاني، سيقدمان خطة عربية بشأن سوريا إلى أعضاء المجلس الأسبوع المقبل.

وكان المجلس الوزاري العربي، الذي انعقد في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة نهاية الأسبوع الماضي، قد طلب من الرئيس السوري بشار الأسد التنحي وتسليم السلطة إلى نائبه.

من جهة أخرى، أعلن «الجيش السوري الحر»، اليوم في بيان، اعتقال خمسة عسكريين إيرانيين في مدينة حمص، مطالباً المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، علي خامنئي، بالإقرار بوجود عناصر إيرانيين في سوريا وسحبهم مباشرة من البلاد.

وقال البيان الصادر عن «كتيبة الفاروق» في «الجيش السوري الحر» إن الإيرانيين الخمسة «يعملون تحت إمرة فرع الاستخبارات الجوية في حمص»، مشدداً على أن «جوازات سفرهم لا تحمل أي تأشيرة دخول أو إقامة أو تصريح بعمل، ودخولهم جميعاً كان زمن الانتفاضة السورية»، فيما لم يتطرق البيان إلى تاريخ اعتقال هذه المجموعة.

وأضاف بيان كتيبة الفاروق «نحن نحترم المرشد الأعلى للثورة الإيرانية السيد علي خامنئي (…) ونناشده اليوم الإقرار بعبارة صريحة لا لبس فيها بوجود عناصر من الحرس الثوري الإيراني في سوريا بغية مساعدة نظام الأسد في قمع الشعب السوري»، مطالباً خامنئي بـ«الطلب من جميع عناصر الحرس الثوري الإيراني الانسحاب مباشرة من الأراضي السورية»، ومضيفاً «ننتظر منه هذه الخطوة قبل ظهر يوم السبت».

وفي السياق، ذكر البيان أن إيرانيين اثنين اعتقلا أيضاً في مدينة حمص، وهما «مدنيان يعملان في محطة جندر الكهربائية» في حمص، مشيراً إلى أنه «بعدما ثبت لدينا أن المجموعة الثانية هي عبارة عن عمال مدنيين، فسوف نجد في القريب العاجل بعون الله الوسيلة الآمنة لعودتهم إلى أهاليهم».

وكانت مجموعة غير معروفة، تطلق على نفسها اسم «حركة مناهضة المد الشيعي في سوريا»، قد تبنّت قبل أسابيع خطف خمسة إيرانيين، وذلك بعدما أعلنت السفارة الإيرانية في دمشق في 21 كانون الأول/ ديسمبر الماضي أن خمسة فنيين إيرانيين يعملون في محطة للكهرباء في سوريا خطفوا على أيدي مجموعة مجهولة.

من ناحية ثانية، أفادت صحيفة «الرأي» الكويتية، اليوم، نقلاً عن مسؤول كبير في المجلس الوطني السوري المعارض بأن السعودية ستعترف بهذا المجلس الذي يمثل معظم التيارات المعارضة لنظام بشار الأسد، «كممثل رسمي» للشعب السوري.

وصرح العضو في المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري، أحمد رمضان، للصحيفة بأن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أبلغ وفد المجلس الذي التقاه في القاهرة الأسبوع الماضي، وكان هو في عداده، أن المملكة «ستعترف بالمجلس الوطني السوري كممثل رسمي للشعب السوري»، من دون أي يوضح متى ستقوم السعودية بهذه الخطوة ولا إذا كان الأعضاء الخمسة الآخرون في مجلس التعاون الخليجي سيحذون حذوها.

وأفاد رمضان بأن الوزير السعودي قال إن «الدول العربية واثقة من أن النظام السوري هو من أفشل بعثة المراقبين العرب، وأكد لنا أنه إذا لم تتجاوب دمشق مع الحلول العربية، فالملف السوري سيذهب الى مجلس الأمن».

ميدانياً، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه «انفجرت سيارة مفخخة بحاجز امني على مدخل مدينة ادلب، اليوم، مما ادى الى مقتل وجرح عناصر الحاجز»، من دون ان يحدد عددهم. ويأتي هذا الهجوم بعد اقل من اسبوع على انفجار عبوة ناسفة لدى مرور حافلة تقل سجناء في المحافظة نفسها ما اسفر عن مقتل 11 سجينا.

وأعلن ناشطون أن القوات السورية اقتحمت حياً في مدينة حماه، كما سمع إطلاق نار كثيف ودويّ انفجارات عدة في المدينة.

وأفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا، في بيان ليل أمس، عن «استمرار دويّ انفجارات ضخمة في حي كرم الزيتون»، مؤكدة أن «الوضع الإنساني في الحي كارثي».

كذلك، أشار البيان الى «قصف بقذائف الهاون والآر بي جي في حيّ باب السباع» وسماع «دوي انفجارات ضخمة وإطلاق نار كثيف بالرشاشات الثقيلة في حي بابا عمرو، وانفجار كبير وتواصل إطلاق النار بشكل كثيف في حي الميدان».

وفي حماه، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان الى أن «حي الحميدية يتعرض منذ ساعات الفجر الأولى لحملة عسكرية شرسة تترافق مع إطلاق نار كثيف من رشاشات ثقيلة»، مشيراً الى أن «أصوات الانفجارات تهز الحي».

(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)

مقتل 23 مدنيّا برصاص الأمن والثورة على أبواب دمشق

لميس فرحات من بيروت

إقتربت الثورة السورية أكثر من اي وقت مضى الى دمشق، عاصمة حكم الأسد الذي إعتمد حتى اللحظة على هدوءها وموالاة طبقتها المالية والتجارية.

الاحتجاجات المعارضة في دوما من ضواحي دمشق

لميس فرحات من بيروت، وكالات: قتل 23 مدنيا برصاص قوات الامن السورية الجمعة خلال تفريقها بالرصاص الحي تظاهرات احتجاجية، كما افاد مصدر حقوقي.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 12 من القتلى سقطوا في بلدة نوى في محافظة درعا (جنوب) “لدى اطلاق قوات الامن النار على مشيعي الطفل الذي قتل يوم امس باطلاق رصاص من قبل قوات الامن”، في حين سقط خمسة قتلى خلال تفريق تظاهرة احتجاجية في حلب، في تطور لافت في هذه المدينة الشمالية التي لم تشهد قبلا تحركات احتجاجية.

واضاف المرصد في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه انه في بلدة نوى ايضا “تدور اشتباكات بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة” دون ان يقدم المزيد من التفاصيل.

وفي هذه المنطقة التي تعتبر مهد الحركة الاحتجاجية المستمرة منذ منتصف آذار/مارس، اطلقت قوات الامن الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين الذين خرجوا في مدينة انخل بعد صلاة الجمعة ما اسفر عن جرح ثلاثة مواطنين كما خرجت مظاهرة حاشدة تطالب باسقاط النظام في مدينة جاسم” بحسب المرصد.

وفي حمص (وسط) “استشهد بعد منتصف ليل الخميس الجمعة اربعة مواطنين باطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الامن السورية منهم ثلاثة في حمص واخر في قرية الغنطو” في ريف حمص، بحسب المرصد.

يضاف الى هذه الحصيلة قتيلان احدهما طفل سقط في حمورية بريف دمشق اثر اطلاق رصاص عشوائي من حاجز امني، والاخر رجل قتل في حي “طريق حلب” في حماة (وسط)، بحسب المرصد.

وفي حلب قال المرصد ان “خمسة مواطنين استشهدوا وجرح اخرون اثر اطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الامن السورية في حي المرجة بحلب”.

وفي اتصال هاتفي مع فرانس برس اوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن انها المرة الاولى التي يقتل فيها متظاهرون في حلب التي بقيت حتى الان بمنأى عن الحركة الاحتجاجية التي تشهدها البلاد ضد نظام الرئيس بشار الاسد منذ منتصف اذار/مارس.

وفي دمشق، اضاف المرصد “خرجت مظاهرات في احياء الميدان وبرزة والقابون”، مشيرا الى ان “قوات الامن استخدمت الرصاص الحي في الهواء والقنابل المسيلة للدموع لتفريق مظاهرة حي الميدان كما اطلقت النار لتفريق المظاهرة التي خرجت في حي القابون”.

وفي ريف ادلب (شمال غرب)، اضاف المرصد “خرجت مظاهرة حاشدة من معظم مساجد مدينة معرة النعمان تطالب باسقاط النظام (…) كما خرجت مظاهرة في عدة قرى بريف ادلب”.

وفي ريف دمشق، ذكر المرصد “حاصرت بلدة رنكوس عشرات الاليات العسكرية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة صباح اليوم وقصفت بشكل مكثف للبساتين المحيطة في البلدة وطالت القذائف بعض منازل البلدة”.

من جهتها ذكرت لجان التنسيق المحلية “ان قوات الامن اطلقت النار على المتظاهرين في حي الحميدية ومحاصرة جامع عمر بن الخطاب في مدينة دير الزور (شرق) كما اطلقت النار على متظاهرين بالقرب من جامع علي بن أبي طالب في البوكمال”.

واشارت الى ان “قوات الأمن تطارد المتظاهرين لاعتقالهم” في هذه المدينة.

وياتي ذلك غداة مقتل 62 شخصا في مدن سورية عدة بينهم 43 مدنيا وسبعة منشقين و12 عسكريا احدهم ضابط، بحسب المرصد.

مقتل 12 عنصرا من الامن السوري في هجومين منفصلين

قتل 12 عنصرا من قوات الامن السورية في هجومين منفصلين استهدف اولهما بسيارة مفخخة حاجزا امنيا في شمال البلاد ما اسفر عن مقتل ستة عناصر، في حين استهدف الاخر بقذاف صاروخية حافلتين لقوات الامن مسفرا عن مقتل ستة عناصر ايضا، كما افاد مصدر حقوقي.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “انفجرت سيارة مفخخة بحاجز امني على مدخل مدينة ادلب (شمال) مما ادى الى مقتل عناصر الحاجز اجمعين وعددهم ستة”.

ولم يشر المصدر الى الجهة التي نفذت الهجوم.

وفي جنوب البلاد في بلدة المزيريب “قتل ستة عناصر امن واصيب خمسة آخرون بجروح عندما استهدف منشقون عن الجيش السوري بواسطة قذائف ار بي جي حافلتين كانتا تقلهما امام قسم شرطة البلدة” الواقعة في محافظة درعا، مهد الحركة الاحتجاجية.

وتضاف الى هذه الحصيلة من القتلى الذين سقطوا الجمعة 23 مدنيا قتلوا برصاص قوات الامن في مناطق سورية عدة، بينهم 12 سقطوا خلال تشييع طفل في بلدة نوى في محافظة درعا ايضا.

الثورة على مشارف العاصمة دمشق

في بلد تعصف به الاحتجاجات المعارضة للنظام وأعمال العنف، لا تزال العاصمة السورية دمشق جزيرة معزولة، تصر على سير الحياة كالمعتاد، لكن بعد 11 شهراً بدأت الثورة تقترب حالياً من أكبر وأهم المدن السورية.

الاشتباكات المسلحة في الضواحي الشرقية للعاصمة السورية دمشق دفعت الكثيرين في العاصمة للاعتراف بالأزمة التي اجتاحت الضواحي – حتى الأسبوع الماضي – انما بقيت مجرد ظاهرة “يوتيوب” لهم مثلما هو الأمر بالنسبة للمراقبين من الخارج.

بالأمس، بسطت القوات المنشقة عن الجيش السوري في اثنتين من الضواحي بشرق دمشق، سيطرتها على الأرض لساعات بعد قتال مع القوات الحكومية، وقال نشطاء إن الجيش اجتاح “دوما” بعد أن سيطرت المعارضة المسلحة مؤقتاً على البلدة الأسبوع الماضي.

وفي هذا السياق، اعتبرت صحيفة الـ “وول ستريت جورنال” أنه في الوقت الذي تقترب فيه الحركة الاحتجاجية من العاصمة مع مرور كل أسبوع، يصبح تجاهل العنف أمراً أكثر صعوبة.

ونقلت عن نشطاء قولهم إن القوات الحكومية قتلت أكثر من 120 شخصا في احتجاجات في جميع أنحاء البلاد هذا الأسبوع، الأمر الذي يزيد الخلاف في الوقت الذي يسقط فيه حاجز الخوف ذو الأمد الطويل ويواصل فيه النظام تعامله غير المتقن مع حالة الاستياء.

واخترقت الاضطرابات المنازل البعيدة عن مراكز الاحتجاج، فالعديد من الأحياء الآن تعيش تجربة انقطاع التيار الكهربائي، فيما تقول الحكومة انها غير قادرة على نقل الوقود لمحطات توليد الكهرباء وسط الاشتباكات والتخريب على بعض الطرقات.

كما أغلقت الكثير من الفنادق أبوابها، وتلك التي لا تزال مفتوحة تكاد لا تستقبل الزبائن، الذين في حال وجدوا، يضطرون للدفع نقداً، بسبب العقوبات التي فرضها مزودو بطاقات الائتمان.

أما المطاعم الصاخبة التي كان الدخول اليها يتطلب حجوزات مسبقة، باتت تستقبل الزوار العابرين، بعد أن فقدت زبائنها، وأيضا المدارس الدولية، الخيار الأول لكثير من عائلات النخبة في سوريا، أغلقت أبوابها بعد أن غادر طلابها.

ولأن الاقتصاد، مرتبط  بثقة المستثمر، ذاهب إلى سقوط منحدر، على الرغم من سلسلة متواصلة تقريباً من الاجتماعات الطارئة بين قادة الحكومة والأعمال التجارية بهدف حمايته من الانهيار.

ويتسائل نبيل سكر، تاجر محلي انتقل مؤخراً من شركته الاستشارية إلى قبو منزله للحد من التكاليف: “كم من الوقت يمكننا تحمل هذه الأوضاع، من الصعب ان نعرف”.

واعتبرت الـ “وول ستريت جورنال” ان مصير دمشق إلى جانب حلب، ثاني أكبر المدن السورية، يكتسب نوعاً من الحساسية بسبب ثروات العائلة الحاكمة السورية المحاصرة.

واشارت إلى أن مدينتي حلب في الشمال ودمشق في جنوب الوسط تتمتعان بمصالح تجارية عززت حكم عائلة الأسد المستمر منذ أربعة عقود من خلال الرئيس السوري بشار الأسد ووالده من قبله.

وتضم حلب ودمشق أهم فئة أو مجموعة تمثيل في سوريا، يصفها مؤيدو النظام بـ “الأغلبية الصامتة” التي لا تزال تساند الرئيس. وهذه الفئة من المؤيدين موجودة بوضوح.

وفي هذا الإطار، تشير الصحيفة إلى واحدة من النساء في مدينة دمشق، التي تعتبر أن الرئيس السوري بشار الأسد يتعامل بهدوء وروية حتى الآن، مع المخربين، معتقدة أن الأسد “باستطاعته وضعهم في أكفان خلال أسبوع إذا أراد”.

أما أكثر المشاكل التي تؤجج المعركة في دمشق، فهي، وفقاً للصحيفة “ليست بين الأغلبية السنية والأقليات التي تخشى من التغيير مثل السكان المسيحيين”، فبالنسبة للكثيرين، يعد الوضع السياسي الحرج هو الولاء للرئيس الأسد.

ومن جهة أخرى تتزايد شائعات الانشقاقات السرية، التي يتم التخطيط لها بين رجال التجارة البارزين، لكن الكثيرين في المحادثات الخاصة وبعض المحادثات الأكثر علنية لا يزالون مذعنين لدعم النظام كالطريقة المثلى لتجنب الفوضى.

وأوضحت الصحيفة أن الكثيرين من الناس يؤيدون الرئيس الأسد بقوة، حتى أولئك الذين يشعرون بخيبة الأمل بسبب انعدام التغيير على مدار العقد الذي خلف فيه والده.

ويبقى التجار أكثر المتضررين، إذ يقعون بين سندان الفئة المعارضة ومطرقة الفئة المؤيدة للرئيس الأسد، فمعارضي النظام يضغطون عليهم لإغلاق متاجرهم تضامناً مع الاحتجاجات، وإذا فعلوا، تعمل القوات الأمنية على كسر الأبواب وإجبارهم على فتح محالهم.

وقال عمر، وهو صاحب متجر نحاس، أغلق محله في احدى الضواحي التي تشهد اضرابات عامة “في كلا الأحوال نحن الذين نتضرر”، مشيراً إلى أنه من باب الاستباق، قام ببناء بوابة حديدية حول منزله “لأن الحال فوضى، والجميع يخاف من الأيام المقبلة”.

أما نخبة رجال الأعمال، بما في ذلك جيل الشباب الذي نظر إلى الرئيس الأسد على أنه صورة الرئيس الشاب الذي يهدف إلى الإصلاح، فقد بدأ بالانتقال إلى خارج البلاد بهدوء، وعبَّر أحدهم: “هناك فوضى في عملية صنع القرار، لا يمكنك ان تمحو الدم بالاصلاحات”.

موسكو لن توافق على اي قرار في مجلس الامن يدعو الاسد الى التنحي

اعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الجمعة ان موسكو لن تدعم اي مشروع قرار في مجلس الامن الدولي يدعو الرئيس السوري بشار الاسد الى التنحي، بحسب ما نقلت عنه وكالة انباء انترفاكس.

وقال غاتيلوف ان “القرارات حول التسوية السياسية في سوريا يجب ان تقر بدون اي شرط مسبق. لا يمكننا ان ندعم اي قرار في مجلس الامن الدولي يدعو الى رحيل الاسد”.

ويأتي تصريح المسؤول الروسي في الوقت الذي يناقش فيه مجلس الامن الجمعة في نيويورك مشروع قرار بشأن سوريا.

واضاف نائب الوزير الروسي ان داعمي مشروع القرار هذا “بامكانهم تجاهل رأي شركائهم وطرحه على التصويت ولكن هذه الخطوة سيكون مآلها الفشل حتما لاننا سبق وان اعلنا رأينا بوضوح وكذلك فعل شركاؤنا الصينيون”.

ويجتمع مجلس الامن الدولي بعد ظهر الجمعة لاجراء مشاورات تتناول الوضع في سوريا، وفق ما اعلن دبلوماسيون الخميس.

ويعكف الاوروبيون والبلدان العربية منذ ايام على مشروع قرار جديد يستند الى خطة الجامعة العربية لحل النزاع في سوريا.

ويتضمن مشروع القرار هذا الخطوط العريضة لخطة اعلنتها الجامعة العربية الاسبوع الماضي لحل الازمة في سوريا وتنص خصوصا على نقل صلاحيات الرئيس السوري بشار الاسد الى نائبه ويتبع ذلك اجراء انتخابات.

وتابع غاتيلوف “ان مشروع القرار بصيغته الراهنة غير مقبول بالنسبة لنا”، مضيفا “انه لا يأخذ في الحسبان كما ينبغي موقفنا”.

ومن المتوقع ان يتوجه الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني السبت الى الامم المتحدة لعرض الخطة العربية على مجلس الامن.

واسفرت اعمال العنف في سوريا الخميس عن مقتل 43 مدنيا منهم عشرة اطفال برصاص قوات النظام فيما اعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا التي تمثل حركة الاحتجاج في الداخل في بيان ليل الخميس الجمعة عن اطلاق نار كثيف ودوي انفجارات في احياء عدة من مدينة حمص.

وادى القمع في سوريا الى سقوط اكثر من 5400 قتيل منذ منتصف اذار/مارس 2011 بحسب الامم المتحدة.

الدابي: معدلات العنف “تصاعدت بشكل كبير” خلال الايام الثلاثة الاخيرة

أعلن رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا محمد الدابي الجمعة ان معدلات العنف في سوريا “تصاعدت بشكل كبير” خلال الايام الثلاثة الاخيرة.

وقال الدابي في بيان صدر في مقر الجامعة في القاهرة ان “معدلات العنف في سوريا تصاعدت بشكل كبير في الفترة من 24 إلى 27 يناير الجاري وخاصة في مناطق حمص وحماه (وسط) وإدلب (شمال)”.

واضاف ان “الوضع بما هو عليه الآن من عنف لا يساعد على تهيئة الظروف أمام القرارات التي اتخذها المجلس الوزاري العربي في اجتماعه الأخير والتي تهدف إلى دفع كافة الأطراف للجلوس الى طاولة الحوار”.

وطالب الدابي “بوقف العنف فورا حفاظا على ارواح ابناء الشعب السوري وإفساح المجال أمام الحلول السلمية”، مشيرا الى ان بعثة المراقبين “ستواصل مهامها حتى الآن رغم هذه الظروف”.

وحتى بعد ظهر الجمعة بلغت حصيلة القتلى المدنيين الذين سقطوا برصاص قوات الامن السورية خلال تفريقها بالرصاص الحي تظاهرات احتجاجية 23 قتيلا، وذلك غداة مقتل 62 شخصا بينهم 43 مدنيا وسبعة منشقين و12 عسكريا احدهم عقيد، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

تحول النزاع من مواجهات دموية إلى مطاردات بين مجموعات مسلحة والأمن

زيارات المراقبين العرب الخاطفة تكشف حدود البعثة في سوريا

عبدالاله مجيد

يقوم المراقبون العرب في سوريا بزيارات خاطفة إلى ضواحي دمشق دون أن يروا الكثير مما يحدث في الأحياء التي تشكل تحدياً متزايداً لسيطرة النظام. وتكشف هذه الزيارات القصيرة حدود البعثة التي تعتمد على أجهزة النظام الأمنية.

لندن: قام المراقبون العرب في سوريا يوم الخميس بزيارات قصيرة وقليلة يشوبها القلق في ضواحي دمشق التي تشهد مواجهات بين المحتجين وقوات النظام.

وفي عربين التي تبعد نحو 15 كلم عن العاصمة ترجل المراقبون من موكب سياراتهم المحاط بحراسة شديدة لإلقاء نظرة على جثتي ضحيتين من ضحايا المواجهات الأخيرة ملقيتين في الشارع ثم عادوا مسرعين بعد دقائق عندما اقتربت منهم مجموعة من المحتجين، كما افادت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير من داخل سوريا. ونقلت الصحيفة عن احد المراقبين انهم في عجالتهم لم يتمكنوا من إلقاء نظرة على ثلاث جثث أخرى.

بعد ذلك، مرّ المراقبون عبر ضاحية حرستا حيث اصطف جنود على طريق الدخول اليها متخذين مواقع توحي بالسيطرة على المكان في ذلك الوقت. وكان بعض الجنود جالسين على الرصيف وآخرون واقفين امام احد المتاجر.

وما ان وصل المراقبون حتى خلت الشوارع. وأشهر الحراس اسلحتهم وقاموا بتفتيش الأسطح قبل ان يطلع فريق المراقبين العرب على كمية من الأسلحة عُثر عليها في احد المنازل، بما في ذلك بنادق اقتحام وذخيرة وعلم من اعلام المعارضة.

ثم انطلق المراقبون في سياراتهم عائدين الى فندقهم دون أن يروا الكثير مما يحدث في الضواحي والأحياء التي تشكل تحديا متزايدا لسيطرة النظام.

وقال مراقبون ومسؤولون في الجامعة العربية يوم الخميس إن القيام بجولة أطول في حرستا وعربين ودوما كان متعذرا لأن الاحتجاجات المناوئة للنظام أصبحت ظاهرة يومية ولأن مسلحين بينهم متحالفون مع المحتجين يستهدفون أجهزة الأمن بقوة متزايدة.

وقال احد اعضاء الفريق الأمني الذي يحرس المراقبين إنهم لا يستطيعون دخول احياء معينة مثل دوما حيث “سنُقتل”، على حد تعبيره. كما كشفت الزيارة حدود بعثة المراقبين في وقت تحول النزاع من مواجهات دموية في احيان كثيرة بين المحتجين وقوات النظام الى مطاردات بين مجموعات مسلحة وقوى الأمن.

وقال عدة مراقبين انهم يشعرون بأنهم أكثر انكشافا بعد التقرير الذي قدمه رئيس البعثة الفريق محمد احمد الدابي. واعتُبر ان التقرير، على الأقل بنظر النظام السوري، يحمّل مسلحي المعارضة قسطا مساويا من المسؤولية عن العنف.

ونتيجة لذلك بدا ان المراقبين كانوا يعتمدون على أجهزة النظام الأمنية بصفة خاصة خلال جولتهم يوم الخميس. ولم يلتق المراقبون بأي ناشطين من المعارضة، ولا حتى معارض كانوا على موعد معه ليعطيهم قائمة بالأشخاص الذين اعتقلتهم قوى الأمن.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن رئيس مجموعة المراقبين جعفر كبيدة وهو دبلوماسي سوداني سابق، ان الناشط ما كان ليتمكن من مقابلتهم وهم مطوقون بقوات الجيش. واضاف كبيدة ان المراقبين ظلوا طيلة اسابيع يبحثون عن معارضين خلال جولاتهم. وأكد كبيدة ان المواطنين السوريين “اشد غضبا وان المزاج تغير”.

وكان تنظيم زيارة الى دوما حيث تبدو الحاجة ماسة الى وجود المراقبين غير وارد بالمرة. فعلى امتداد الاسبوع الماضي حاولت قوات الجيش والأمن طرد مئات من مسلحي المعارضة الذين سيطروا على مناطق من الضاحية.

وبعد قطع الكهرباء وخدمة الهاتف الخلوي، بدأت قوات النظام يوم الخميس اقتحام دوما، كما قال ناشطون، واعتقلت مئات الأشخاص في عمليات تفتيش من بيت الى بيت قبل ان تنسحب الى اطراف البلدة ليلا.

وقال الناشط محمد في دوما ان البلدة تعتبر محررة ولكن لا يمكن الدفاع عنها. واضاف محمد لمراسل نيويورك تايمز ان زهاء 500 مقاتل يحمون دوما ولكنهم لم يتمكنوا من حراسة مداخلها التي تعد بالعشرات واصفا الوضع في دوما بأنه “كان جحيما”.

واستمرت الاشتباكات بعنف يوم الخميس في حماة حيث تحدث ناشطون عن اكتشاف جثث 23 رجلا على الأقل أعدمتهم قوى الأمن. ولم يتسن التحقق من تقرير لجنة التنسيق المحلية التي بثت شريط فيديو لجثث رجال عثر عليها، كما قالت اللجنة، قرب منطقة باب قبلي، بينها جثث ضحايا مقيدي الأيدي والأرجل ويبدو انها تحمل آثار طلقات في الرأس.

وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية ان قوى الأمن اشتبكت مع من سمتهم “مجموعة ارهابية مسلحة” في حماة واعتقلت عدة اشخاص وقتلت آخرين. واضافت الوكالة ان السلطات ضبطت متفجرات وأجهزة تفجير عن بعد وقاذفات صاروخية.

وبدأت زيارة المراقبين يوم الخميس بأطول محطاتها ذلك اليوم في مكتب محافظ ريف دمشق حسين مخلوف الذي اعترف بأن مسلحين “يسيطرون على بعض المناطق”. وقال ان المسلحين تمكنوا من السيطرة بعدما نفذت حكومة الرئيس بشار الأسد وعدها للجامعة العربية بسحب دباباتها من المدن.

واستمر الاجتماع مع المحافظ وراء ابواب مغلقة حيث ابلغ ضابط شرطة المراقبين ان مقاتلي المعارضة امضوا يومين في محاولة للهجوم على مركز الشرطة في عربين مستخدمين خلال المحاولة جرافة، كما افاد رئيس مجموعة المراقبين السوداني كبيدة. وقال كبيدة “ان الوضع ليس جيدا لذهابنا اليوم”.

مقتل 62 شخصاً بينهم 43 مدنياً في مدن سورية عدة الخميس

السوريون يؤكدون حقهم بـ”الدفاع عن النفس” وسط تواصل القمع

وكالات

يستعد الناشطون السوريون للتظاهر اليوم تحت شعار «جمعة حق الدفاع عن النفس»، فيما واصل النظام أعمال العنف والقمع بعد اقتحام مدينة دوما في ريف دمشق. هذا وأكد مسؤول محلي أن السلطات السورية تجري محادثات مع عناصر من الجيش السوري الحر، الذي بات يسيطر على مناطق قريبة من دمشق، لوقف إطلاق النار.

دمشق: دعت المعارضة السورية إلى التظاهر اليوم الجمعة تحت عنوان “جمعة حق الدفاع عن النفس – سوريا دولة مدنية لكل مواطنيها”. وتواصلت أعمال العنف في سوريا أمس، وأسفرت عن سقوط 57 قتيلاً، منهم عشرة أطفال برصاص قوات النظام، التي اقتحمت مدينة دوما في ريف دمشق، التي شهدت اشتباكات عنيفة خلال الأسبوع الماضي.

هذا وأكد مسؤول محلي لوكالة “رويترز” أمس، أن السلطات السورية تجري محادثات مع عناصر من “الجيش السوري الحر”، الذي بات يسيطر على مناطق قريبة من دمشق، لوقف إطلاق النار. وفي مشهد أخر، تجمعت حشود كبرى من السوريين الخميس في دمشق ومدن سورية عدة للتعبير عن تأييدهم للرئيس السوري بشار الأسد، وعن رفضهم التدخل الخارجي في شؤونهم الداخلية.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان الجمعة أن 62 شخصًا قتلوا أمس (الخميس) في مدن سورية عدة، بينهم 43 مدنيًا، وسبعة منشقين، و12 عسكريًا بينهم ضابط.

وأوضح بيان المرصد أن “43 مدنيا قتلوا الخميس، بينهم 24 مدنيًا وتسعة أطفال في مدينة حمص (وسط)، وأربعة مواطنين، بينهم سيدة في حماه (وسط)، وشاب في تفتنار الواقعة في ريف إدلب (شمال غرب)، وفتى في نوى التابعة لريف درعا (جنوب)، وأربعة في ريف دمشق”. وأضاف “كما قتل سبعة جنود منشقين في محافظات سورية عدة، وقتل 12 من عناصر الجيش والأمن، بينهم ضابط برتبة عقيد”.

من جانب آخر، صرح الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الخميس أنه سيتوجّه مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم السبت إلى نيويورك لعقد اجتماع مع أعضاء مجلس الأمن، وطلب “مصادقته” على المبادرة العربية الجديدة لإنهاء الأزمة السورية.

وكان وزراء الخارجية العرب دعوا الأحد الحكومة السورية وكل أطياف المعارضة إلى “بدء حوار سياسي جاد في أجل لا يتجاوز أسبوعين” من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال شهرين، وطالبت الرئيس السوري بشار الأسد بتفويض صلاحيات كاملة إلى نائبه الأول للتعاون مع هذه الحكومة.

وأعلنت الحكومة السورية رفضها لهذه المبادرة. وطالب العربي الخميس الحكومة السورية بـ”الامتناع عن أي تصعيد أمني أو عسكري”، معربًا عن قلقه “لاستمرار العنف والاقتتال في سوريا”. وقال العربي في بيان إنه يشعر بـ”القلق جراء استمرار العنف والاقتتال في سوريا، وهو ما يؤدي إلى سقوط مزيد من الضحايا الأبرياء كل يوم”.

ودانت الأمم المتحدة والصليب الأحمر وفرنسا مقتل المسؤول في الهلال الأحمر السوري عبد الرزاق جبيرو. ودان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قتل جبيرو الأربعاء، وطلب من الحكومة السورية “إجراء تحقيق في هذه الجريمة، وإحالة المسؤولين عنها إلى القضاء”.

وأشار بان كي مون إلى أن الهجوم “استهدف آلية، كان شعار الهلال الأحمر واضحًا للعيان عليها”. و”ذكر الجميع بواجباتهم، التي تقضي باحترام العاملين في المجال الإنساني، وحمايتهم خلال تأدية مهامهم”. وقتل عبد الرزاق جبيرو رئيس فرع منظمة الهلال الأحمر في إدلب، قرب خان شيخون أثناء تنقله على الطريق السريع بين حلب ودمشق الأربعاء، كما ذكر الصليب الأحمر.

وكانت وكالة سانا الرسمية السورية أعلنت أن جبيرو قتل على أيدي “مجموعة إرهابية مسلحة” أطلقت النار عليه بالأسلحة الرشاشة. من جهتها، أفادت لجان التنسيق المحلية في بيان أن “مدير منظمة الهلال الأحمر في إدلب الطبيب عبد الرزاق جبيرو اغتالته قوات الأمن على طريق خان شيخون -المعرة”.

فيما اتهمت صحيفة حكومية الخميس البلدان العربية بعرقلة الحل الداخلي للأزمة في سوريا، والتورّط بعمليات القتل، والارتباط بمشاريع أميركية. وكتبت صحيفة تشرين الحكومية “عوضًا من أن تلعب الدول العربية دورًا موضوعيًا وحياديًا في تغليب لغة الحوار والمنطق بين السوريين لحلّ الأزمة التي تشهدها بلادهم، فإن استمرارها في تنفيذ سياسة الضغوط والعقوبات والانسياق خلف المشاريع الأميركية وإغفالها للحقائق سيزيد من معوقات الحل الداخلي تدريجيًا”.

واعتبرت الصحيفة “أن بعض الأنظمة العربية أصبحت متورّطة فعليًا في عرقلة الحل بعد تورّطها في عمليات القتل والتخريب الجارية بشكل مباشر أو غير مباشر”. ودعا القيادي السوري المعارض هيثم مناع جامعة الدول العربية الخميس إلى التشاور مع موسكو، قبل التوجّه إلى مجلس الأمن الدولي، لإقرار المبادرة العربية، بغية تجنب المزيد من التصلب الروسي إلى جانب النظام السوري.

وقال مناع، وهو قيادي في هيئة التنسيق للتغيير الوطني والديموقراطي السورية، التي تضم أحزابًا يسارية وكردية وشخصيات معارضة، في اتصال مع وكالة فرانس برس، إنه يأمل في أن “يذهب (الأمين العام لجامعة الدول العربية) نبيل العربي إلى موسكو قبل توجّهه إلى نيويورك” للحصول على دعم مجلس الأمن للمبادرة العربية.

وأعرب مناع عن اعتقاده أن روسيا “يمكن أن تؤيّد هذه المبادرة إذا شعرت بأنها طرف فيها. أما إذا همّشت فستواجهها”، مضيفًا إن “الروس يريدون دورًا أكبر”. وحذر مناع من أن شعور موسكو بأن هناك “محاولات لإبعادها عن الملف السوري سيزيد من تصلب موقفها إلى جانب السلطات السورية”.

وتنصّ الخطة العربية، التي تلاها رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في ختام الاجتماع الوزاري في القاهرة الأحد، على “تفويض رئيس الجمهورية نائبه الأول بصلاحيات كاملة للقيام بالتعاون التام مع حكومة وحدة وطنية”، يفترض أن يتم تشكيلها “خلال شهرين”.

ولا يعترف النظام السوري بحجم حركة الاحتجاج، ويؤكد أنه يقاتل “مجموعات إرهابية”، يتهمها بالسعي إلى زرع الفوضى في البلاد، في إطار “مؤامرة” يدعمها الخارج. ومنذ بدء الحركة الاحتجاجية في منتصف آذار/مارس 2011 في سوريا، سقط أكثر من 5400 قتيل، بحسب الأمم المتحدة، واعتقل عشرات الآلاف، بحسب المعارضة.

«فقهاء السلطان» والثورة السورية

كيف استغل الأسد رجال الدين لتثبيت علمانيته المزعومة!

ملهم الحمصي من دمشق

على الرغم من اعتماد نظام البعث في سوريا على صيغة علمانية، بحسب زعمه، لإدارة بلاد تتكون من نسيج مذهبي وطائفي وديني أقرب في الشبه إلى اللوحة الفسيفسائية، فإن ممارسات النظام السوري وتعامله مع الأديان ورجالاتها لا يوفر أي فرصة لاغتنام الرصيد المعنوي لأي رجل دين، ومهما كان مذهبه أو فكره أو طائفته، لدعم حكمه وترسيخ هيبته ومرجعيته السياسية (الأحادية).

المشهد الديني في سوريا على تنوعه إلى درجة التعقيد، لا يكاد يخفي تراجع النظام إزاءه عن ممارسة العلمانية المتطرفة، بحسب فقهاء السلطان، الذين توّجوا الراحل (حافظ الأسد) حاكماً أبدياً للشعب السوري، وصولاً إلى ابنه الغريب عن تعاليم الدين، والدائم التساؤل عن تفاصيله، بحسب ما نقل عن كثير من الشيوخ، الذين التقوا بالرئيس الحالي بشار الأسد.

من مفتي الجمهورية السابق (الكردي الأصل) الشيخ أحمد كفتارو، الذي بسط مؤسسة دعوية دينية على امتداد البلاد وخارجها، واستقبلت مؤسسته، نظير الدعم الرسمي المعلن لنظام الحكم، آلاف الطلاب الأجانب لتعليمهم اللغة العربية وتعاليم الدين، مخالفين بذلك أنظمة التعليم الرسمية وقوانينها، ومكرّسين الفكر الصوفي الزاهد في السلطة، والناظر إلى من يخوض فيها نظرة (المتنجس) و(غير الطاهر)، إلى الأكاديمي “المتنور” الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، الأستاذ في كلية الشريعة في جامعة دمشق، والذي كان من أوائل من عارض الدكتور مصطفى السباعي، مؤسس كلية الشريعة الوحيدة في كل البلاد، حتى وقت قريب، في مجلته وكليته، لمجرد حبّ الظهور ومحاججة زعيم التيار السياسي الأكبر في البلاد، والأكثر نفوذاً داخل الحكم في ذلك الوقت.

البوطي

البوطي المعروف بنزعته الصوفية، أوكل إلى نفسه مهمة الدفاع عن نظام السلطان، ولم يجد حرجاً من الشهادة أمام الناس بحسن طويته وإخلاصه لـ(الأسد الأب) حتى بعد انكشاف جرائمه وانبعاث رائحة فساد نظامه آخر حياته، في كتابه (هذا ما قلته أمام بعض الملوك والرؤساء العرب).

الطريف في الأمر أن العاملين في الحقل الشرعي يعلمون حجم ممالأة البوطي الأب (نظير الأسد الأب) لنظام البعث الحاكم، ويروون عنه طرفة سياسية، وهو أن الأسد الأب لجأ إلى البوطي الأب (محمد سعيد رمضان) لتمرير توريث حكم الأسد الابن (بشار) من الناحية الشرعية والشعبية، فما كان من البوطي الأب سوى مقايضة الأسد الأب على ذلك من خلال طلب إصدار مرسوم جمهوري خاص وسرّي (في ذاك الوقت) لتمرير قبول ابن البوطي الأب (توفيق) في جامعة دمشق بعدما تجاوز السن القانونية لتعيينه في الكلية، وتأمين وصايته على الكلية من بعده، الأمر الذي تم مستفيداً منه وحده مع أحد الدكاترة البعثيين والمعروفين بقربهم من النظام ووشايتهم بزملائهم!؟. وممارسات الرجل في كلية الشريعة في جامعة دمشق إلى اليوم تشهد “باحتلاله” لسلطات ونفوذ والده البوطي الأب، وتأكيده على حق السلطان في وزع الرعية دونما رادع أو ارتداع!؟.

من عاصمة البلاد إلى نظيرتها في الشمال (حلب)، حيث يتحدر مفتي الجمهورية الحالي، الصوفي النشأة، أحمد بدر الدين حسون، الذي لم يخرج عن حظيرة العلماء “المسلطنين”، فبعد عقد من معارضة النظام والتضييق عليه جراء خلاف شخصي مع مدير أوقاف حلب السابق، صهيب الشامي، والمعروف بفساده وقربه من النظام، والذي يخرج أخوه على شاشة الإعلام (أنس الشامي) بصفة النائب في مجلس الشعب السوري المنتهية ولايته، ليدافع عن النظام، انقلب فجأة المفتي في مواقفه، وتدرج في هرم السلطة الدينية، وعيّن مفتيًا لحلب في العام 2002، وعضواً في مجلس الإفتاء الأعلى في سوريا، وعضو مجلس الشعب للدورتين التشريعيتين السابعة والثامنة، وخطيباً في جامع الروضة في حلب.

عرفت عنه شطحاته الصوفية، التي لامه عليها المقربون قبل الخصوم، ويكفي لإدراك حجم الجهل المطبق لمفتي الجمهورية العام أن نعلم أنه يحمل إجازة في الأدب العربي، ودكتوراه في الفقه الشافعي من جامعة الأزهر؟، وأن تأسيسه العلمي كان اللغة العربية، ثم قرر بناء رسالة الدكتوراه عليها لتأمين الشهادة العلمية اللازمة، بصرف النظر عما قيل ويقال من شائعات حول سرقة الرسالة، وامتلائها بالأخطاء العلمية والشرعية القاتلة؟!.

أحمد بدر الدين حسون

مواقف الشيخ (الحسون) شابهت، لسخرية القدر، مواقف من يدافع عنه، فكان في كثير من الأحيان ما يلجأ إلى المقربين أو يضطر بنفسه لتبرير وتفسير ما قاله أمام الملأ، كما حدث معه عندما هدد أوروبا وأميركا بعمليات انتحارية، يقوم بتنفيذها أشخاص متواجدون بالفعل على أراضيهم، في حال تعرّض سوريا لأي قصف أو اعتداء.

قال حسون في مقطع فيديو تم بثه على اليوتيوب “مع انطلاق أول قذيفة صوب سوريا، فلبنان وسوريا سينطلق كل واحد من أبنائها وبناتها ليكونوا استشهاديين على أرض أوروبا وفلسطين”.

وأوضح حسون “أقولها لكل أوروبا، وأقولها لأميركا، سنعدّ استشهاديين، هم الآن عندكم، إن قصفتم سوريا أو قصفتم لبنان، فبعد اليوم العين بالعين والسن بالسن، والبادئ أظلم، وأنتم من ظلمتمونا”.

وأضاف مفتي سوريا “سنقول لكل عربي ولكل إنساني لا تعتقدوا أن من سيقوم بالاستشهاد في أراضي فرنسا وبريطانيا وأميركا سيكونون عرباً ومسلمين، بل سيكون محمد درة جديدًا، وسيكونون كل الصادقين الجدد”.

كما أثارت بعض كلمات ألقاها في خطاب له بعض الانتقادات، حيث قال: “لو طلب مني نبينا محمد، أن أكفر بالمسيحية أو باليهودية لكفرت بمحمد”. و”لو أن محمداً أمرني بقتل الناس، لقلت له أنت لست نبياً”. وقال في محاضرة في البرلمان الألماني عام 2007 “العلمانية ليست ضد الدين، وأنا مسلم علماني؟!”.

مدير أوقاف حلب السابق صهيب الشامي

أما آخر إبداعات المفتي الشهير، فهي تصريحه في ملتقى ما سمّي باللحمة الوطنية في منطقة عرنة قرب دمشق، إذ اعتبر مفتي سوريا أن بلاده «تعيش لحظات يسطّر فيها الزمن ميلاداً جديداً لأمتنا»، متوجّهاً إلى القادة العرب بالقول: «إن كشفتم عرض سوريا، فستسقط أعراضكم جميعاً!».

وعلى الرغم من كل هذه الممالأة للنظام، فإن رجالات السلطان في سوريا لا يأمنون غدر النظام بهم، والتضحية بهم على قربان التمسك بالسلطة، فلم يكد الشيخ أحمد كفتارو، مفتي الجمهورية السابق، يلاقي وجه ربه، حتى شنّ النظام حملة شعواء على مؤسسته وابنه، الذي كان يترأس إدارتها، بذارئع فساد مالي، ثم شرع في إغلاق ما كان مخالفاً للقوانين والأنظمة التعليمية، بعدما تمت مهمة الأب، من دون أي وفاء لماضيه في دعم أركان الحكم وتثبيته على مدى حياته الطويلة.

أنس الشامي- نائب في مجلس الشعب

النظام فاجأ الجميع بأن مكافأته لأقرب الناس إليه لا تتوقف عند حد العرفان بالجميل حال الحياة، والانقلاب على الشخص بعد وفاته أو استقالته، فما كان منه إلا أن ضحّى بابن المفتي الحالي (سارية حسون) على مذبح إثبات المؤامرة الخارجية، وهو ما شهد به مدير مكتبه المنشق أخيراً عبد الجليل السعيد، كاشفاً عن فساد مالي كبير في مؤسسة الإفتاء التي يتولاها المفتي العتيد.

اضطهاد الظالم شعبه بسيف استله من بينهم، يكاد يمثل الحال في سوريا هذه الأيام، إلا أن النظام الحالي مع استخدامه لكل الوسائل والسبل لتدعيم حكمه، لا يدع للمتواطئين معهم فرصة للتملّص من مصيرهم المحتوم، فإذا به يضحّي بهم على مذبح تثبيت حكمه، مستغلاً جشع و”سذاجة” في بعض الأحيان، من يقف معه من شيوخ السلطان.

المعارك تصل أطراف دمشق.. والنظام يتفاوض مع «الجيش الحر»

57 قتيلا مدنيا بينهم 10 أطفال.. والجامعة قلقة من تزايد العنف > المعارضة تدعو إلى التظاهر اليوم في جمعة «حق الدفاع عن النفس»

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: سوسن أبو حسين وصلاح جمعة بيروت: ليال أبو رحال وكارولين عاكوم

في وقت تقترب فيه المعارك من العاصمة السورية دمشق، أكد مسؤول محلي لوكالة رويترز أمس, إن السلطات السورية تجري محادثات مع عناصر من «الجيش السوري الحر» الذي بات يسيطر على مناطق قريبة من دمشق، لوقف إطلاق النار. وقال نشطاء في ضواحي دوما وحرستا وعربين شمال شرقي دمشق وبعضها يقع على مسافة ثمانية كيلومترات من وسط المدينة، إنهم سمعوا دوي انفجارات خلال اشتباكات بين قوات الأمن ومسلحين أثناء الليل (الليلة قبل الماضية). وكان إطلاق النار قريبا لدرجة أنه أمكن سماعه من وسط دمشق أثناء الليل.

وأكد العقيد مالك الكردي نائب قائد «الجيش السوري الحر»، لـ«الشرق الأوسط»، أن «ما يقوم به النظام وقواته في كل مرة يوحي بانهم باتوا يشعرون بخطر سيطرتنا على مناطق». وأضاف أنه «ليست هناك أي مفاوضات مباشرة، بل إن النظام يعمد إلى إرسال وسطاء وشخصيات معتدلة من وجهاء القرى والمناطق للتفاوض معنا».

ودعت المعارضة السورية إلى التظاهر اليوم تحت عنوان «جمعة حق الدفاع عن النفس – سوريا دولة مدنية لكل مواطنيها», فيما وصل أمس عدد القتلى الى 57 في مناطق مختلفة بينهم عشرة أطفال.

من جهته أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي أنه سيتوجه إلى نيويورك بعد غد السبت برفقة رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني، لبحث مصادقة مجلس الأمن الدولي على قرار الجامعة على المستوى الوزاري، وذلك خلال الاجتماع المشترك للجامعة مع مجلس الأمن الدولي الاثنين المقبل، وعبرت الجامعة عن قلقها من تزايد العنف ودعت الحكومة السورية للامتناع عن أي تصعيد، وطالب العربي دمشق بالوقف الفوري للعمليات العسكرية ضد المواطنين العزل، قائلا إن «استمرار أعمال العنف في سوريا يودي بحياة المزيد من الأبرياء».

وفي سياق آخر كشف نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام عن أن الرئيس السوري بشار الأسد يحشد أسلحته في المناطق العلوية.

وقال خدام في حديث لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية أمس: «إنّ الأسد يقوم بمحاولة تطبيق خطة لتقسيم البلاد، ويقوم وعائلته بتوزيع بنادق وأسلحة رشاشة في المدن والقرى التي يقطنها علويون من أبناء طائفتهم».

نائب قائد «الجيش الحر» لـ «الشرق الأوسط»: مفاوضات غير مباشرة تجري بيننا وبين النظام

تصاعد وتيرة القتل واعتقال 600 في حماه عشية جمعة الدفاع عن النفس

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: كارولين عاكوم وليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط»

في وقت تسري فيه أخبار منذ الأسبوع الماضي حين تمكن «الجيش السوري الحر» من السيطرة على منطقة الزبداني، حول مفاوضات تجري بين هذا الجيش والنظام في محاولة من الأخير للحد من المواجهات والعمليات بين الطرفين، أكد العقيد مالك الكردي نائب قائد «الجيش الحر»، لـ«الشرق الأوسط»، أن «ما يقوم به النظام وقواته في كل مرة يشعر بخطر سيطرتنا على إحدى المناطق هو سياسة الخديعة التي يعتمدها مراهنا على الوقت لتنفيذ عملياته». وأضاف أنه ليست هناك أي مفاوضات مباشرة تجري بين الجيش الحر والنظام، بل إن الأخير يعمد إلى إرسال وسطاء وشخصيات معتدلة من وجهاء القرى والمناطق للتفاوض معنا، وإرسال رسالة غير مباشرة، للمواطنين، مفادها أنه إذا كانت لدى المواطنين رغبة في خروجهم وبقاء الجيش الحر، فليس لديهم مشكلة، لكن الأهم بالنسبة إليهم هو عدم وجود المظاهر المسلحة، داعين إياهم إلى عدم التظاهر وأنهم لن يستهدفوا المدنيين، ليعمدوا بعد فترة قصيرة إلى اقتحام المنطقة. ويؤكد الكردي أن ما حصل ليل الأربعاء في عدد من المناطق القريبة من دمشق، ولا سيما في دوما، هو السيناريو نفسه الذي حصل قبل ذلك في اللاذقية وبانياس والزبداني وغيرها من المناطق، لافتا إلى أن الشعب السوري لم يعد يصدق أكاذيب النظام وحيله.

وكان مسؤولا محليا قال أمس لوكالة «رويترز»، إن السلطات السورية تجري محادثات لوقف إطلاق النار مع مسلحين سيطروا على بعض المناطق قرب دمشق في مؤشر على اقتراب انتهاء الانتفاضة المستمرة منذ عشرة أشهر ضد حكم الرئيس بشار الأسد. وعما إذا كان هذا الأسلوب الذي يلجأ إليه النظام في مفاوضاته غير المباشرة مع الجيش الحر يدل على اعترافه به، يعتبر الكردي أن النظام، وإن لم يعترف رسميا بالجيش الحر، لكنه معترف به ضمنيا وهو على قناعة تامة بأن لوجوده تأثيرا كبيرا على الثورة السورية بشكل عام وعلى الجيش النظامي بشكل خاص، مضيفا «وكلام وزير الخارجية السوري الأخير، ليس إلا دليلا على هذا الواقع».

وفي حين يلفت الكردي إلى أن قوات الأمن لا تقتحم أو تداهم مناطق عدة في الوقت عينه، بل تخطط لدخول كل منطقة على حدة، أكد أن الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام لم تتوقف وهي تشمل معظم المناطق السورية، ولا سيما في الأسبوعين الأخيرين عندما ظهر فشل عمل بعثة المراقبين العرب، مشيرا إلى أن الجيش الحر تمكن أول من أمس من السيطرة على 90 في المائة من منطقة إدلب، فيما لا تزال قوات النظام مسيطرة فقط على نحو كيلومتر واحد من المنطقة.

وحول صحة المعلومات التي أعلنت عنها السلطات السورية التي أفادت بأن الجيش الحر والمسلحين قتلوا ألفين من جنود الجيش والشرطة منذ بدء الثورة السورية، قال الكردي «ليس لدينا أي إحصاءات دقيقة في هذا الإطار، لكن هذا الرقم ليس ببعيد، لا سيما أن المواجهات مع قوات الأمن والجيش لا تتوقف، ونعترف بأننا نستهدف الشبيحة وعناصر الجيش الذين ينفذون هجوما على المتظاهرين».

وكان مسؤول محلي قال أمس، إن السلطات السورية تجري محادثات لوقف إطلاق النار مع «مسلحين سيطروا على بعض المناطق قرب دمشق».

وقال نشطاء في ضواحي دوما وحرستا وعربين بشمال شرقي البلاد، وبعضها يقع على مسافة ثمانية كيلومترات من وسط دمشق، إنهم سمعوا دوي انفجارات خلال اشتباكات بين قوات الأمن ومسلحين أثناء الليل. وكان إطلاق النار قريبا إلى درجة أنه سُمع في وسط دمشق أثناء الليل.

ودعت المعارضة السورية إلى التظاهر اليوم تحت عنوان «جمعة حق الدفاع عن النفس – سوريا دولة مدنية لكل مواطنيها»، بعد أن نال هذا الاقتراح الحصة الأكبر من أصوات المقترعين على صفحة «الثورة السورية» على موقع «فيس بوك». وجاء اعتماد هذه التسمية بعد سجال واسع حيال مطالبة البعض باعتماد تسمية «جمعة الجهاد»، وهو ما رأى فيه البعض محاولة لإضفاء طابع سياسي وديني محدد على انتفاضة الشعب السوري.

وقال نشطاء سوريون يقيمون في شمال لبنان أمس إن قوات الأمن السورية اعتقلت نحو 600 شخص في محافظة حماه مع استمرار هجومها العسكري في المدينة بحثا عن منشقين. وذكر الناشط السوري أحمد الحماوي أن مدينة حماه تتعرض لمذبحة وعمليات اعتقالات واسعة النطاق. وأضاف أن حصيلة قتلى العنف في أنحاء سوريا وصلت إلى 42 شخصا أمس، غالبيتهم في محافظتي حماه وحمص، حسبما جاء في وكالة الأنباء الألمانية.

وتزامنت الدعوة أمس لمظاهرات يوم الجمعة الأسبوعية، بعد حملة عسكرية شاملة نفذتها قوات الأمن والجيش السوري في ريف دمشق، وتحديدا في مدينة دوما، شملت أحياء السنديانة، وعبد الرؤوف، والحجارية وجسر مسرابا، في ظل قصف عنيف ودوي انفجارات. ونقلت صفحة «الثورة السورية» على «فيس بوك» عن ناشطين في دوما إشارتهم إلى أن «إطلاق نار كثيفا من رشاشات ثقيلة وأصوات انفجارات قوية جدا هزت محيط المدينة، في ظل حملة اعتقالات عشوائية في حي عبد الرؤوف، واستمرار قطع خدمات الاتصالات عن المدينة».

وتحدث ناشطون عن «كسر أبواب المنازل في دوما وتفتيشها وتخريب محتوياتها وإطلاق النار عشوائيا على السكان أثناء المداهمات وترويع الأهالي، مع انتشار لعناصر بلباس مدني في المدينة وهي مدججة بالعتاد الكامل».

وتم اقتحام مدينة دوما من أربعة محاور مع حملة مداهمات واعتقالات شملت أكثر من 200 شخص، وسبق وشهد مدينة دوما بداية الأسبوع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والجيش النظامي، وسيطر الجيش الحر على عدة أحياء في دوما التي شهدت الاثنين الماضي تشييع 12 قتيلا مدنيا سقطوا خلال اشتباكات يومي الأحد والاثنين. وترافقت الحملة العسكرية على دوما مع فرض حالة عزلة حيث أغلقت كافة المداخل ومنعت حركة الدخول والخروج مع قطع للكهرباء والاتصالات، وشمل الحصار مدينة حرستا القريبة من دوما، قامت قوات من الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري باقتحام حرستا منذ صباح أمس، بحسب ما قاله ناشطون، وذلك بعد ليلة شهدت إطلاق نار عنيف من أسلحة متوسطة وثقيلة في حرستا وعربين ودوما ومسرابا، وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن إطلاق النار استمر ليل أول من أمس نحو 12 ساعة متواصلة، جرى خلالها مداهمة البيوت بحثا عن جنود منشقين، حيث تم هدم بيت بأكمله بزعم وجود منشقين داخله، مع شن حملة اعتقالات عشوائية، ترافقت مع نشر كثيف للشبيحة والقناصة في الشوارع وعلى أسطح المباني. وأكدت المصادر قيام قوات النظام بعملية تخريب ونهب للبيوت، مع توجيه إهانات للسكان. ومع اقتراب الصباح هربت عائلات كثيرة من مدينة حرستا مشيا على الأقدام باتجاه العاصمة. وفي حمص، أفادت صفحة «الثورة السورية» عن أن «عائلات بأكملها تم قتلها بعد قصف حي كرم الزيتون وحي الرفاعي بالقذائف مساء»، مشيرة إلى «أنباء عن سقوط 20 شهيدا و50 جريحا بعد تدمير المنازل على رؤوس أصحابها». وذكرت «لجان التنسيق المحلية» أن «شهداء وعشرات الجرحى سقطوا إثر هجوم عنيف شنته قوات الأمن والجيش على كرم الزيتون، حيث تم إطلاق قذائف الهاون مما أدى إلى نزوح سكان شارعين كاملين في طرف الحي الجنوبي وتدمير منازل عدة». كما شهد حي الغوطة مظاهرة حاشدة عند مجسم الساعة تضامنا مع الأحياء المحاصرة.

وفي إدلب، قالت «لجان التنسيق» إنه تم العثور على جثة الرقيب الأول في الجيش السوري أيهم فهيم حمد من بلدة حضر في جبل الشيخ، ملقاة في شمال بلدة كفرومة في الحرش، وهو مصاب برصاصة في رأسه من الخلف. كما وجدت معه هوية شرطة من التي تم توزيعها على العسكريين بعد دخول لجنة المراقبين.

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر طالبت الحكومة السورية أمس بالتحقيق في اغتيال مسؤول منظمة الهلال الأحمر في محافظة إدلب عبد الرزاق جبيرو، مشيرة إلى أن «إطلاق النار (على جبيرو) وقع بينما كان يعود إلى إدلب في مركبة تحمل علامة الهلال الأحمر واضحة بعد حضوره اجتماعات في مقر الهلال الأحمر السوري في دمشق».

وأعرب الصليب الأحمر عن «الصدمة» حيال مقتل جبيرو، داعيا «الضالعين في أعمال العنف المستمرة في سوريا إلى تجنب استهداف المتطوعين والعاملين مع الهلال الأحمر والصليب الأحمر».

أما في درعا، فقد ذكر مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن، أن «منشقين نصبوا كمينا لقافلة تقل قوات أمنية عسكرية مشتركة على الطريق الدولي قرب بلدة خربة غزالة الواقعة في محافظة درعا حيث دارت اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل 4 جنود وإصابة خمسة بينهم ضابط برتبة ملازم أول».

وفي حلب، دخل ما لا يقل عن 100 عنصر من قوات حفظ النظام بعتادهم الكامل إلى المدينة الجامعية في جامعة حلب، حيث تمركزوا أمام وحدة سكنية خاصة بالطالبات. وفي الزبداني، خرج طلاب وطالبات من المدينة في مظاهرة حاشدة تنادي بإسقاط النظام. وهتف الطلاب: «طلاب الزبداني شو بتريد»، مجيبين: «تريد إعدام الرئيس».

وفي بلدة كناكر انشق نحو 25 عسكريا بقيادة ضابط برتبة رائد من مرتبات اللواء 121 وتمت مهاجمة الحواجز الموجودة في كناكر وفي نفس الوقت تم انشقاق ملازم من حاجز عسكري داخل بلدة كناكر.

من جانب آخر طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الحكومة السورية بالتحقيق في اغتيال رئيس فرع إدلب للهلال الأحمر في سوريا عبد الرزاق جبيرو. وقال الصليب الأحمر إن عبد الرزاق جبيرو رئيس فرع منظمة الهلال الأحمر بإدلب قتل قرب خان شيخون أثناء تنقله على الطريق السريع بين حلب ودمشق الأربعاء. وفي بيان على موقعه أكد الصليب الأحمر أن «إطلاق النار وقع بينما كان رئيس فرع منظمة الهلال الأحمر عائدا إلى إدلب في حافلة تحمل علامة الهلال الأحمر واضحة بعد حضوره اجتماعات في مقر الهلال الأحمر السوري في دمشق». وأعرب الصليب الأحمر عن صدمته حيال مقتل رئيس فرع إدلب للهلال الأحمر داعيا «الضالعين في أعمال العنف المستمرة في البلاد إلى تجنب استهداف المتطوعين والعاملين مع الهلال الأحمر والصليب الأحمر». وقال إن رئيس الهلال الأحمر السوري عبد الرحمن العطار طلب «رسميا من السلطات السورية فتح تحقيق في مقتل جبيرو». ووسط حالة التصعيد العسكري، أخرجت الحكومة السورية يوم أمس موظفي المؤسسات الحكومية في مسيرات تأييد للمطالبة «بالحسم العسكري والضرب بيد من حديد والقضاء على كافة العصابات المسلحة» بحسب ما ذكره ناشطون والذين أكدوا أن المشاركين في المسيرات المؤيدة التي خرجت في أكثر من مدينة يوم أمس غالبيتهم من موظفي الحكومة وطلاب المدارس، حيث علت أصوات المكبرات التي تبث الأغاني الوطنية ومقاطع من الخطب التي ألقاها الرئيس السوري بالإضافة إلى الشعارات المؤيدة له «لن يهزم شعب أبدا قائده المفدى بشار» و«كلنا بشار كلنا ثوار». كما هتف المجتمعون «الخيانة عربية من الجامعة العربية» في إدانة لقرارات الجامعة العربية ومساعيها لتدويل الملف المتعلق بالأزمة السورية. وقال ناشطون إن المسيرة المؤيدة التي «أخرجها النظام» في مدينة القامشلي شمال شرقي البلاد ذات الأغلبية الكردية، انقلبت إلى مظاهرة مناهضة للنظام، وبدأ الأمر عندما انقلب هتافات التأييد إلى هتافات تستنكر قطع التيار الكهربائي تطورت لتصبح «الشعب يريد إسقاط النظام» وتمزيق صورة الرئيس المرفوعة على مبنى البلدية، وتم تفريق المتظاهرين من قبل قوات الأمن التي هاجمت المتظاهرين. وفي دمشق كادت مسيرة أخرجت من مدرسة في حي المزرعة لتنضم للحشود في ساحة السبع بحرات أن تنقلب إلى مظاهرة مناهضة للنظام عندما بدأ نحو 200 طالب بالهتافات المناهضة، إلا أن مدير المدرسة سعى إلى تفريق الطلاب قبل وصول قوات الأمن.

عبد الحليم خدام: الأسد يوزع الأسلحة على طائفته وينوي إقامة دولة علوية

عضو في المجلس الوطني لـ«الشرق الأوسط»: منذ اندلاع الثورة بدأ النظام بالتسليح الطائفي المجاني

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: كارولين عاكوم

كشف نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام عن أن الرئيس السوري بشار الأسد يحشد أسلحته في المناطق العلوية.

وقال خدام في حديث لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية: «إنّ الأسد يقوم بمحاولة تطبيق خطة لتقسيم البلاد، ويقوم وعائلته بتوزيع بنادق وأسلحة رشاشة في المدن والقرى التي يقطنها علويون من أبناء طائفتهم»، مشيرا إلى أنه «تم نقل الصواريخ والأسلحة الاستراتيجية بكاملها، وأنّ الأسد خطط أيضا لإرسال مقاتلات جوية إلى مطار اللاذقية، ونقل قسما من الدبابات والمدافع لأن النظام بحاجة للاحتفاظ ببعضها لقمع المتظاهرين في المدن». وأكد أن السلطات السورية بدأت بنقل الأسلحة والمعدات الثقيلة من الشوارع إلى الساحل وإخفائها خلف التلال والمرتفعات.

ولفت خدام إلى أن الأسد يطبق اليوم خطة تهدف إلى إثارة حرب طائفية، وأن القوة فشلت ولم يبق أمامه سوى تطبيق خطة زعزعة الاستقرار وتقسيم سوريا والتي من شأنها تدمير البلاد.

وقال: «منذ شهر أسرّ الأسد إلى أحد حلفائه اللبنانيين بنيته إقامة دولة علوية يمكن أن يشن انطلاقا منها حربا أهلية وطائفية».

وفي الإطار نفسه، أكّد خالد كمال، عضو المجلس الوطني، من اللاذقية، ما أعلن عنه عبد الحليم خدام، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «منذ اليوم الأوّل لاندلاع الثورة، بدأ نظام الأسد بالـ(التسليح الطائفي المجاني) وذلك عن طريق مخاتير المناطق، إذ كان يوزّع على كلّ عائلة سلاحا بحجّة الدفاع عن النفس. لكن الأمر تزايد كثيرا في المرحلة الأخيرة، إذ صار التوزيع يشمل الأسلحة الثقيلة والمتطوّرة، منها ما هو مجاني ومنها ما يتمّ شراؤه. كما أنّ جزءا من هذه الأسلحة دخل عن طريق لبنان من حزب الله، إضافة إلى ما يقدّم من دعم روسي». ويلفت كمال إلى أنّ 75 في المائة من السوريين العلويين يتمركزون بشكل رئيسي في ما يطلق عليها تسمية «الجبال العلوية في الساحل السوري» الذي يشمل، محافظتي طرطوس واللاذقية، وأهمها مناطق، طرطوس وبانياس وجبلة واللاذقية وصلنفة. مع العلم أن هؤلاء العلويين يشكلون نسبة 40 في المائة من إجمالي سكان هذه المناطق فيما يشكّل السنّة نسبة 60 في المائة. ويضيف: «لذا فإن حاول الأسد وعائلته أنّ يقيم دولة علوية فهذا الأمر لن يكون سهلا، وسيولّد حربا مذهبية توقع خلفها مجازر كبيرة. وإن اختار أنّ يتحصّن هو وعائلته في منطقة سورية معينة فسيختار بالتأكيد بلدته القرداحة على غرار ما قام به الرئيس الليبي السابق معمّر القذافي، لكنّ الأسد أجبن من أن يقوم بهذا الأمر، ولن يكون في مأمن حتى في بلدته، لأنّه ليس كل العلويين من مؤيديه وعدد كبير منهم يؤكّدون لنا: (ظلمنا من الأسد أكثر مما ظلم الآخرون)، وهو بالتالي لن يكون أمامه إلا الهرب إلى أي دولة أوروبية قد تستقبله».

وأكّد كمال أنّ النظام يقوم بحرب طائفية نفسية عبر تحريض الطائفة العلوية ضدّ الطائفة السنية وذلك من خلال توزيع «فيديوهات» خاصة لبعض الشيوخ متسلحّين بحجّة أنّ السنة سيذبحون الشيعة وبالتالي لا بدّ من التصدي لهم.

وكان خدام قد أشار إلى أن العلويين يشكلون 8 في المائة من الشعب السوري، لكن ليس كل العلويين يدعمون نظام بشار الأسد، لافتا إلى أن المناطق العلوية تغادر الجنوب الغربي وتتجه نحو حمص وتصعد نحو حماة ومدينة اللاذقية على الساحل.

وأضاف: «الأسد لا يريد الهرب ورفض كل الفرص العربية، ولا يبقى أمامه إلا زعزعة استقرار سوريا وتقسيمها».

وأعرب خدام عن اعتقاده أن هذا المخطط لن ينجح لأن الشعب السوري سيدافع عن وحدته وبقاء سوريا موحدة لكنه تخوف من أن ذلك قد يؤدي إلى إيجاد تنظيمات راديكالية إرهابية تدخل على الخط. لافتا إلى أنّ بشار الأسد يملك كثيرا من المخابئ في أسفل الأرض حيث يتمكّن من الاختباء فيها هو وأسرته.

المجلس الوطني يتوجه برسالة مفتوحة إلى اللبنانيين لطي صفحة الماضي

سمير جعجع يرى أن المجلس وضع يده على الجرح فيما يخص العلاقات اللبنانية ـ السورية

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ليال أبو رحال

رحبت المعارضة اللبنانية بالرسالة المفتوحة التي وجهها المجلس الوطني السوري عبر مكتبه التنفيذي إلى الشعب اللبناني، التي قال إنها «فرصة لطي صفحات سود في تاريخ العلاقات السورية – اللبنانية, مرد سوادها إلى النظام الديكتاتوري في سوريا».

وكان المجلس الوطني السوري أعرب، في رسالته، عن «تطلعه إلى عمل مشترك مع لبنان المستقل والديمقراطي، من أجل معالجة فورية مباشرة لملفات ملحة»، من أبرزها «إعادة النظر في الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، في سبيل التوصل إلى اتفاقيات جديدة تراعي مصالح كل من البلدين من ناحية والمصالح المشتركة بينهما من ناحية ثانية»، إضافة إلى «تركيز العلاقات بين البلدين والدولتين في إطار التمثيل الدبلوماسي الصحيح على مستوى سفارتين، وإلغاء المجلس الأعلى اللبناني – السوري، وترسيم الحدود السورية – اللبنانية، لا سيما في منطقة مزارع شبعا»، فضلا عن «ضبط الحدود المشتركة بين البلدين، وإنهاء الدور الأمني – المخابراتي، سواء التدخل في الشؤون اللبنانية، أو تهريب السلاح لجعل لبنان ساحة تتنافى ومبادئ الكيان والدولة والقانون»، على أن يتم «تشكيل لجنة تحقيق سورية لبنانية مشتركة لمعالجة ملف المعتقلين والمفقودين اللبنانيين في سجون النظام».

ونوهت المعارضة اللبنانية، المتمثلة في فريق «14 آذار»، برسالة المجلس الوطني. وأشار عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل، النائب السابق مصطفى علوش، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «ما من شك في أن مسألة العلاقة بين لبنان وسوريا هي مسألة محورية بالنسبة للبلدين، لا سيما أنها مرت، حسب التجارب في العقود السابقة، بكثير من الأزمات، بسبب عدم العمل على تنظيمها وتوثيقها».

وشدد على أن «رسالة المجلس الوطني هي مساهمة أكيدة في تأمين شروط واضحة ومفيدة للعلاقة بين البلدين، متى تغير النظام في سوريا».

وقال علوش: «لا شك في أن صدور هذه الرسالة عن المجلس الوطني سيؤدي إلى إحراج جديد للحكومة اللبنانية، التي بات في سياستها الكثير من الحرج على مستويات وطنية وعربية ودولية عدة»، مشددا على أنه «من المستغرب أن يكون الإخوة في سوريا أكثر حرصا على استقرار لبنان من الحكومة اللبنانية، ومن أتباع سوريا في لبنان».

وكانت الأمانة العامة لقوى «14 آذار» أعربت، مساء أول من أمس، عن تلقيها «بسرور كبير الكتاب المفتوح الصادر عن المجلس الوطني»، واعتبرت أن «هذه الرسالة بادرة أمل وخطوة شجاعة لفتح صفحة جديدة في العلاقات اللبنانية – السورية المرتكزة على سيادة واستقلال كلا البلدين». ورأت في «هذه الرسالة التاريخية ما يستحق رد التحية بكتاب مفتوح يتناول تفاصيل ما ورد في رسالة المجلس الوطني، نظرا لأهمية الحدث بمضمونه وتوقيته، كما تتطلع إلى مزيد من التواصل لمصلحة شعبينا وبلدينا».

وقال رئيس حزب «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، إن بيان المجلس الوطني «يحوي الكثير من النقاط العملية التي تجعل منه مهما على صعيد العلاقة مع لبنان»، لافتا إلى أن «المجلس وضع يده على الجرح بما خص العلاقات اللبنانية – السورية». ورأى أن «بيان المجلس مدخل جديد لتصويب العلاقة بين سوريا ولبنان، على الرغم من أن العبرة تبقى في التنفيذ»، مشيرا إلى أنه «لا إمكانية لأي تسوية فيما يتعلق بمسألة بقاء النظام السوري، والمساومة تحصل لجهة كيفية رحيل هذا النظام».

مساع غربية ـ عربية في اليونيسكو لاستبعاد سوريا من لجنة حقوق الإنسان

مصادر عربية لـ«الشرق الأوسط»: المندوب الأميركي أطلق عريضة الفصل و17 دولة وقعت عليها بينها ثلاث عربية

جريدة الشرق الاوسط

باريس: ميشال أبو نجم

تدور في أروقة اليونيسكو في باريس، بالتوازي مع المشاورات الجارية في مجلس الأمن الدولي في نيويورك، معركة دبلوماسية غرضها طرد سوريا من لجنة حقوق الإنسان التابعة للمجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة التي انضمت إليها في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بمناسبة المؤتمر العام لليونيسكو الذي شهد انضمام فلسطين إليها دولة كاملة العضوية. وقالت مصادر عربية من داخل اليونيسكو لـ«الشرق الأوسط» إن المندوب الأميركي لدى المنظمة ديفيد كيليون هو من أطلق المبادرة قبل عدة أسابيع عن طريق طلب توقيع عريضة تطالب بإبعاد سوريا من اللجنة المذكورة بسبب القمع الذي تمارسه قوات الأمن السورية ضد المتظاهرين.

وحتى تاريخه، وقعت 17 دولة على العريضة، منها ثلاث دول عربية؛ هي الكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة. ومن الدول الغربية التي وقعت إلى جانب الولايات المتحدة، ألمانيا وبريطانيا وفرنسا والدنمارك وإسبانيا. وبحسب المصادر العربية واسعة الإطلاع، فإن بند استبعاد سوريا من اللجنة قد أدرج على جدول أعمال المجلس التنفيذي الذي سيلتئم في 27 فبراير (شباط) المقبل.

وعقدت المجموعة العربية في اليونيسكو اجتماعا للتشاور في الموقف الواجب اتخاذه من الرسالة الأميركية التي تستهدف، من خلال جمع التواقيع، دفع المجلس التنفيذي إلى التصويت على إبعاد سوريا من اللجنة. لكن الأمور ليست بهذه البساطة، إذ ثمة خلاف حول صلاحيات المجلس في اعتماد خطوة من هذا النوع.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن اللجنة طلبت من المستشار القانوني لليونيسكو إبداء رأيه لجهة الصلاحيات المنوطة بالمجلس التنفيذي وما إذا كان من ضمنها طرد دولة عضو من اللجان رغم أن التصويت جاء في إطار المجلس التنفيذي. ويضم المجلس 58 عضوا، بينهم ستة أعضاء عرب هم: مصر، السعودية، الجزائر، الإمارات، تونس وسوريا تضاف إليهم جيبوتي الموجودة على لائحة الدول الأفريقية. وترأس المجلس حتى العام 2013 أليساندرا كومينس، مندوبة جزر بارباد.

وجاء في نص الرسالة التفسيرية أن الوضع في سوريا «يتعارض مع الأهداف الدستورية الأساسية لليونيسكو خاصة في مجال تعزيز احترام العدالة والقانون وحقوق الإنسان والحريات الأساسية». ودعت الرسالة أعضاء اليونيسكو للتجاوب مع مساعي اتخاذ موقف منسق للتعامل مع الوضع «الفاضح» لحقوق الإنسان في سوريا.

وتستند الرسالة إلى النتائج التي خلصت إليها لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة التي تحدثت عن ارتكاب القوات الأمنية والعسكرية السورية جرائم ضد الإنسانية في سوريا بينها القتل والتعذيب والاغتصاب. ولم تسمح دمشق للجنة شكلها المجلس الأعلى لحقوق الإنسان الذي مقره جنيف بالدخول إلى سوريا.

وقالت مصادر اليونيسكو لـ«الشرق الأوسط» إن «ثمة موقفا سياسيا غالبا لإدانة قمع السلطة في سوريا ولإخراجها (الرمزي) من لجنة حقوق الإنسان، لكن العقبة قانونية». وبحسب هذه المصادر، فإن إجراء من هذا النوع يقتضي أحد أمرين: إما قرارا من المؤتمر العام لليونيسكو الذي انعقد الخريف الماضي، مما يعني الحاجة إلى الدعوة لمؤتمر استثنائي أو قرار صادر عن الأمم المتحدة بحيث تطبقه كل المنظمات المتفرعة عنها ومنها اليونيسكو. لكن بالمقابل هناك رأي آخر يقول إن المجلس التنفيذي هو من اختار سوريا عضوا وله بالتالي الحق في نزع العضوية عنها. وهذه هي المرة الأولى التي تطرح فيها حالة كهذه على المجلس التنفيذي.

وترى مصادر في اليونيسكو أن واشنطن التي أعلنت تجميد مساهمتها المالية في ميزانية المنظمة الدولية عقابا لها على قبول فلسطين دولة كاملة العضوية تريد من خلال مسعاها الجديد العودة إلى الواجهة وتأكيد حضورها بركوب موجة الدفاع عن حقوق الإنسان والتنديد بالقمع السوري الدموي. وتساءلت هذه المصادر عما إذا كانت واشنطن ستسعى لإزاحة سوريا من المنظمات الأخرى التابعة للأمم المتحدة.

حمد بن جاسم والعربي يتوجهان إلى مجلس الأمن لعرض المبادرة العربية

مشروع قرار غربي في مجلس الأمن.. وبن حلي: البرادعي رفض ترشيح العربي له كمندوب للجامعة في سوريا

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: سوسن أبو حسين وصلاح جمعة واشنطن: محمد علي صالح

فيما أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي أنه سيتوجه إلى نيويورك بعد غد السبت برفقة رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر، لبحث مصادقة مجلس الأمن الدولي على قرار الجامعة على المستوى الوزاري، وذلك خلال الاجتماع المشترك للجامعة مع مجلس الأمن الدولي الاثنين المقبل، طالب العربي دمشق بالوقف الفوري للعمليات العسكرية ضد المواطنين العزل، قائلا إن «استمرار أعمال العنف في سوريا يودي بحياة المزيد من الأبرياء».

وسينقل العربي والشيخ حمد بن جاسم رؤية المبادرة العربية التي وافق عليها مجلس وزراء الخارجية العرب التي صدرت في اجتماعهم الطارئ الأسبوع الماضي، لحل الأزمة السورية سياسيا، وتعتبر المبادرة بمثابة «خارطة طريق لمعالجة الأزمة السورية».

ويعقد العربي والشيخ حمد لقاء مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي للحصول على دعم المجلس للمبادرة العربية، التي تتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال شهرين، على أن تشارك فيها السلطة والمعارضة برئاسة شخصية متفق عليها تكون مهمتها تطبيق بنود خطة الجامعة العربية والإعداد لانتخابات برلمانية ورئاسية تعددية حرة بموجب قانون ينص على إجراءاتها بإشراف عربي ودولي، وأيضا تفويض رئيس الجمهورية لنائبه الأول بصلاحيات كاملة للقيام بالتعاون التام مع حكومة الوحدة الوطنية، التي تكون مهمتها إقامة نظام سياسي ديمقراطي تعددي، لتمكينها من أداء واجباتها في المرحلة الانتقالية أكد نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، السفير أحمد بن حلي، أن الدكتور محمد البرادعي رفض ترشيح الأمين العام للجامعة العربية، الدكتور نبيل العربي، له كمندوب للجامعة العربية في سوريا، وفيما رفض المكتب الإعلامي للبرادعي الإدلاء بأي تصريحات، أكد بن حلي أن الرفض جاء من طرف البرادعي وليس من الجامعة العربية التي قامت في الأساس بترشيحه.

وتكلف المبادرة العربية حكومة الوحدة الوطنية إعادة الأمن والاستقرار في البلاد وإعادة تنظيم أجهزة الشرطة لحفظ النظام وتعزيزه من خلال تولي المهام الأمنية ذات الطابع المدني، وطبقا للمبادرة تتعهد الدول العربية بتمويل هذا الجهد بالتنسيق مع الجامعة العربية، ويكون جزء من مهام الحكومة المقترحة إنشاء هيئة مستقلة مفوضة للتحقيق في الانتهاكات التي تعرض لها المواطنون السوريون والتحقيق فيها.

وتقوم حكومة الوحدة الوطنية بالإعداد لإجراء انتخابات لجمعية تأسيسية لإعداد مشروع دستور جديد للبلاد يتم إقراره عبر استفتاء شعبي وكذلك إعداد قانون انتخابات على أساس هذا الدستور.

من ناحية أخرى، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية، الدكتور نبيل العربي، دمشق إلى وقف العمليات العسكرية ضد «المواطنين العزل»، قائلا إن استمرار أعمال العنف في سوريا يودي بحياة المزيد من الأبرياء.

وفي بيان رسمي أصدره مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أمس، أعرب العربي عن قلقه لاستمرار العنف والاقتتال في سوريا، والذي أدى إلى سقوط مزيد من الضحايا الأبرياء، مطالبا دمشق بالوقف الفوري لكافة أعمال العنف والتزام الحكومة السورية بالامتناع عن أي تصعيد أمني أو عسكري ضد المواطنين العزل.

وفي حين مدت الجامعة مهمة بعثة المراقبة لشهر آخر فإنها دعت الأسد لتسليم صلاحياته لنائبه بعد عشرة أشهر من أعمال العنف وسفك الدماء في إطار خطة للانتقال السياسي تسعى الجامعة إلى الحصول على تأييد الأمم المتحدة لها، وأشاد الأمين العام بالمراقبين الذين قال إنهم يؤدون عملهم «بمهنية وجدية في ظروف بالغة الصعوبة».

وكانت دول الخليج قد سحبت مراقبيها اعتراضا على عدم التزام سوريا بالمبادرة العربية، مؤكدة في الوقت نفسه أنها لن تتخلى عن دعم بعثة مراقبي الجامعة العربية ماديا ومعنويا وأنها ما زالت تدعم المراقبين ماليا ولوجيستيا. وفى هذا الصدد، أشار العربي إلى أن التزام الدول الأعضاء بتقديم الدعم لبعثة المراقبين، يأتي وفق قرار وزراء الخارجية العرب في اجتماع دورتهم غير العادية التي انعقدت في القاهرة الأسبوع الماضي، والذي أكد على الاستمرار في دعم وزيادة عدد بعثة المراقبين وتوفير ما يلزم لهم من الدعم الفني والمالي والإداري. ورغم تصريحات لمسؤولين روسيين كبار بأن روسيا لم تغير تأييدها لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأنها ستستعمل الفيتو ضد أي مشروع قرار ضد الأسد، تنسق دول أوروبية منها فرنسا وبريطانيا وألمانيا لإعداد مشروع قرار مشترك مع جامعة الدول العربية يطلب من الأسد التخلي عن الحكم، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة بإشراف عربي وغربي.

وتتفاوض هذه الدول الأوروبية مع المغرب، الدولة العربية الوحيدة في مجلس الأمن في الدورة الحالية، وأيضا مع قطر التي يتوقع أن تقود الجهود العربية في مشاورات مجلس الأمن.

ويوضح مشروع القرار المتداول، كما قالت وكالة «رويترز»، أهمية دعم «انتقال سياسي» في سوريا. وقال دبلوماسي غربي رفيع المستوى في الأمم المتحدة: «نأمل في المضي سريعا جدا بهذا الاتفاق إلى مجلس الأمن». وأضاف أن هذه الدول ستقدم مشروع القرار الذي سيحل محل مسودة القرار الروسي الذي كانت روسيا أعلنت عنه في الشهر الماضي، والذي يراه دبلوماسيون غربيون بأنه «ضعيف للغاية»، وأنه لا يضع اعتبارا لدعوة جامعة الدول العربية للأسد بتسليم السلطة إلى نائبه.

وأضاف الدبلوماسي الغربي بأنه يتوقع أن يطرح مشروع القرار الجديد للتصويت الأسبوع المقبل.

ويشرح مشروع القرار الأوروبي العربي «التحول السياسي»، وينص على أن المجلس «يؤيد مبادرة جامعة الدول العربية لتيسير تحول سياسي يقود إلى نظام سياسي ديمقراطي تعددي من خلال نقل السلطة من الرئيس وإجراء انتخابات شفافة وحرة تحت إشراف عربي ودولي».

ولا يشير مشروع القرار إلى أي عقوبات أو مقاطعة أو الالتزام بخطة جامعة الدول العربية التزاما قانونيا، لكنه يطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تقديم تقرير إلى المجلس كل 15 يوما عن امتثال سوريا لأحكام القرار، وبالتالي سيكون موضوع سوريا بندا منتظما في بنود نشاطات الأمين العام. وقال دبلوماسيون غربيون إن روسيا قد تجد صعوبة في استخدام حق الفيتو ضد قرار يهدف فقط إلى دعم جامعة الدول العربية، وأن السفيرين الروسي والصيني في الأمم المتحدة طلبا الاستماع إلى رئيس بعثة جامعة الدول العربية، اللواء السوداني محمد مصطفى الدابي. وكان الدابي قال إن مستوى العنف قد انخفض منذ وصول البعثة إلى سوريا في أواخر الشهر الماضي. غير أن المعارضة السورية كانت انتقدت هذا القول. لكن دبلوماسيين غربيين قالوا إنه لا حاجة إلى شهادة الدابي، ورفضوا الطلب الروسي الصيني.

وقال أوسكار فرنانديز تارانكو، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، في جلسة مفتوحة أول من أمس: «يضغط الوقت لوقف العنف وانتهاكات حقوق الإنسان وبدء عملية سياسية ذات مصداقية، وشاملة، بهدف التصدي بفعالية للتطلعات المشروعة للشعب السوري، وبهدف ضمان الممارسة الكاملة لحقوقه الأساسية». وقال مايكل بوسنر مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لحقوق الإنسان، أمس، إن واشنطن تحرص على العمل مع الجامعة العربية لإنهاء إراقة الدماء في سوريا وإن المبادرة العربية الجديدة يمكن أن تطرح على مجلس الأمن الدولي قريبا. وقال بوسنر للصحافيين في القاهرة «نحن نهتم كثيرا بالانتباه الذي لاقته المشكلة السورية من الجامعة العربية في الأسابيع الأخيرة ونقدر للجامعة ذلك»، حسب «رويترز».

وأضاف «نحن راغبون في العمل معهم وهناك بالتأكيد آمال وتوقعات بأنه يمكننا الذهاب إلى مجلس الأمن قريبا لبحث القضية». وقال دبلوماسيون في الأمم المتحدة إن فرنسا وبريطانيا تعملان مع قطر ووفود عربية أخرى على إعداد مسودة قرار جديد يدعم خطة الجامعة العربية.

وقال مارك ليال، سفير بريطانيا في الأمم المتحدة، إن الوقت قد حان لمجلس الأمن لاتخاذ إجراءات قوية لدعم جامعة الدول العربية، بهدف وقف العنف. وأضاف: «يجب دعم التحول السياسي السريع نحو انتخابات حرة ونزيهة».

وقال السفير الفرنسي في الأمم المتحدة جيرار أرو، إن الحكومة السورية قتلت أكثر من 5500 شخصا، وأن هذا يرقى إلى مستوى «الجرائم ضد الإنسانية»، ويمثل تهديدا للمنطقة.

مدن حدودية تركية تعاني خسائر كبيرة بسبب العنف السوري

تراجع عدد السوريين الذين يعبرون الحدود من 60 ألفا إلى ألف فقط شهريا

جريدة الشرق الاوسط

صف سائقو شاحنات تركية سياراتهم عند بوابة حدودية مع سوريا استعدادا للدخول والانطلاق جنوبا إلى سوريا، وأمارات القلق بادية على وجوههم.

فمنذ انحازت تركيا العام الماضي للمحتجين المناهضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد الذين يسعون للإطاحة به أصبح سائقو الشاحنات التركية التي تمر من منطقة الحدود وحتى مدينة حلب السورية هدفا سهلا لهجمات أنصار الأسد. وقال سائق سيارة أجرة يدعى عثمان كوجيه «كنت أسافر إلى سوريا يوميا، أعبر الحدود وأعود على وجه السرعة حيث كان الركاب في انتظاري لكن الأمور تغيرت الآن. أحيانا أسافر وأحيانا لا.. لكن فيما مضى كنت أجد الزبائن يوميا وأنقلهم إلى المطار من هنا».

ولأن السلامة تكون أضمن مع زيادة العدد يجتهد سائقو الشاحنات للسفر في مجموعات.

وكان زهاء 60 ألف سوري يعبرون الحدود شهريا يسهمون بنحو مليار دولار سنويا في اقتصاد غازي عنتاب والمنطقة الحدودية. وهوى عدد ممن يعبرون الحدود من الجانب السوري إلى نحو ألف شخص فقط شهريا، حسب «رويترز».

وكان الزوار السوريون يتدفقون على المتاجر المحلية التركية لشراء الفستق والحلويات والعسل وغيرها. وقال صاحب متجر تركي يدعى أيمن ألتونتاس إنه كان يستقبل في متجره 100 زبون سوري أسبوعيا، وأصبح الآن لا يستقبل سوى 10 فقط في الأسبوع.

وقال «قليلون هم الذين يأتون إلى هنا (متجره) هذه الأيام وبالتالي تنخفض المبيعات. الوضع الراهن يؤثر على جميع أصحاب المتاجر بمن فيهم أولئك الذين يبيعون أجهزة منزلية ومنتجات معدنية. قبل الاضطرابات (في سوريا) كان يأتي 100 شخص على الأقل يوميا إلى هنا.. وإذا افترضنا أن كلا منهم كان ينفق 10 ليرات تركية (40.5 دولار) فإنهم كانوا ينفقون 1000 ليرة (540 دولارا) يوميا».

وفي مكتبه في غرفة التجارة والصناعة بمدينة كيليس التركية – التي يقطنها نحو 120 ألف نسمة، والتي تبعد أقل من نصف ساعة بالسيارة عن الحدود مع سوريا – عبر رجل الأعمال التركي ونائب رئيس الغرفة محمد اردال أونديس عن أسفه من الطريقة التي تدار بها العلاقات التركية – السورية على مستوى القمة قائلا إن متوسط تجارة منطقته مع سوريا هوى بنحو 80 في المائة.

وقال أونديس «يعتمد الاقتصاد والتجارة في محافظة كيليس كليا على سوريا. لذلك تأثر الاقتصاد باستمرار الاضطرابات. معدلات التجارة هوت بنسبة 80 في المائة. الصادرات والواردات توقفت مع تعليق الجانب السوري لكل الاتفاقات التجارية». وأضاف أن متوسط أجر الشاحنة التي تدخل سوريا قفز إلى قرابة 2500 دولار من نحو 300 دولار قبل تفجر الاضطرابات في سوريا مارس الماضي.

وتقليديا فإن تركيا هي أكبر شريك تجاري لسوريا بمتوسط تبادل تجاري بلغت قيمته 2.5 مليار دولار في 2010.

لكن على المستوى القومي التركي، فإن سوريا لم تكن تمثل أهمية كبيرة بالنسبة لتركيا حيث بلغت قيمة الصادرات التركية إلى سوريا في 2011 نحو 1.6 مليار دولار، وهي نسبة ضئيلة في إجمالي صادرات تركيا التي بلغت العام الماضي، وفقا لبيانات رسمية تركية 135 مليار دولار.

وتراجعت الصادرات التركية إلى سوريا نحو 30 في المائة في الأشهر القليلة الماضية عن العام السابق.

وقال محمد أصلان رئيس غرفة التجارة والصناعة في غازي عنتاب لـ«رويترز»: «تقدر قيمة الصادرات التركية إلى سوريا بنحو ملياري دولار. بلغت قيمة تجارة غازي عنتاب نحو 150 مليون دولار العام الماضي. هذه الأرقام تراجعت إلى 30 في المائة بعد الاضطرابات. لكن سوريا في ذات الوقت دولة مرور ننقل عبرها صادراتنا إلى السعودية والأردن ومصر ودول الخليج العربية. وليس بوسعنا الآن استخدام هذا الطريق الأمر الذي يؤثر على معظم الشركات».

وعلى الرغم من المشكلات الاقتصادية الآنية فإن سكان غازي عنتاب يؤيدون على نطاق واسع المحتجين المناهضين للحكومة في سوريا. ويتطلع صاحب متجر محلي في المدينة التركية يدعى أحمد كوجيك إلى نهاية عاجلة للاضطرابات في سوريا وعودة الأمور إلى طبيعتها.

وقال كوجيك لـ«رويترز»: «سوريا جارة والسوريون إخوة وأخوات لنا. نتعشم أن تنتهي الاضطرابات في أسرع وقت ممكن وأن نرى الناس يحضرون إلى هنا كالمعتاد. سنسعد حين يحدث ذلك».

ودعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى استقالة صديقه السابق بشار الأسد وأمر في نوفمبر الماضي بفرض عقوبات اقتصادية تركية على حكومة الأسد في محاولة لتجنيب الشعب السوري المعاناة الناجمة عنها. وشملت تلك العقوبات تجميد الأرصدة الحكومية ومنع دخول مسؤولين كبار إلى تركيا وتعليق الاتفاقات التجارية. وعلى الرغم من ذلك فإن أنقرة تسعى للوصول إلى طرق بديلة لتصدير بضائعها لدول أخرى في الشرق الأوسط وترى أن ذلك سيحرم سوريا من أكثر من 100 مليون دولار رسوم سنويا.

وانتقمت الحكومة السورية بفرض تعريفة تجارية على البضائع التركية قدرها 30 في المائة وأخلت الشهر الحالي القنصلية السورية في غازي عنتاب وهي إحدى البوابات التاريخية من الأناضول للشرق الأوسط.

حراك غربي لتبنّي الموقف العربي دولياً كرّ وفرّ بين المنشقين والجيش في ريف دمشق

قرارات الجامعة بشأن سوريا تسلّم غداً إلى مجلس الأمن رسمياً

يتسلم مجلس الأمن الدولي رسميا غدا قرارات الجامعة العربية الأخيرة بشأن الوضع في سوريا، وسط حراك غربي لتكريس خطة الجامعة دوليا، فيما يبقى الوضع الأمني ميدانيا على حماوته، التي يزيد فيها اقتراب الصدامات بين الجيش النظامي التابع لنظام بشار الأسد والمنشقين عنه، من دمشق، بعدما اتسعت الانشقاقات في مختلف نواحي محافظة ريف دمشق.

فقد أعلن الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي امس انه سيتوجه مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم غدا الى نيويورك لعقد اجتماع مع اعضاء مجلس الامن وطلب “مصادقته” على المبادرة العربية الجديدة لانهاء الازمة السورية.

وقال العربي للصحافيين انه وبن جاسم سيجتمعان مع أعضاء مجلس الامن الإثنين وابلاغهم بقرار مجلس وزراء الخارجية العرب بشأن سوريا “وطلب مصادقته عليه”.

العربي كان طالب الحكومة السورية بـ”الامتناع عن اي تصعيد امني او عسكري”، معربا عن قلقه “لاستمرار العنف والاقتتال في سوريا”. وأكد في بيان أمس “ثقته الكاملة بعمل بعثة مراقبي الجامعة إلى سوريا وبرئيسها الفريق أول محمد أحمد الدابي” مشيدا بـ”شجاعة المراقبين الذين يؤدون عملهم بمهنية وجدية في ظروف بالغة الصعوبة”.

وتسعى الدول الغربية الى التصويت في مجلس الامن مطلع الاسبوع المقبل على مشروع قرار جديد اعد على اساس خطة الجامعة العربية لحل النزاع السوري.

ويدعو مشروع القرار الذي اعدته بريطانيا وفرنسا والمانيا مع دول عربية الى الاقتداء بالجامعة العربية من خلال فرض عقوبات ضد النظام السوري.

وتوقع ديبلوماسيون ان يتم التصويت في مجلس الامن الاثنين او الثلاثاء على تبني الخطة الغربية، غير ان روسيا ابدت معارضتها لاي جهود دولية ساعية للحصول على خطوة في مجلس الامن لتأييد عقوبات ضد سوريا.

ففي لندن، وعقب اجتماعه مساء الأربعاء مع نظيره الكندي جون بيرد قال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ: “نحن نثني على عمل الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي بخصوص الأزمة في سوريا. لقد قام الاوروبيون بتوسيع العقوبات المفروضة على النظام السوري. قلت مرارا اني اعتقد بأن مجلس الامن الدولي تأخر كثيرا للتكلم بلهجة واحدة تجاه هذه القضية وآمل اننا سنكون قادرين على القيام بذلك قريبا”.

وفي باريس، اكدت الخارجية الفرنسية في بيان امس تأييدها “الكامل لخطة الجامعة العربية لإنهاء الأزمة بجميع جوانبها بما في ذلك الجانب السياسي. ونأمل ان يعقد اجتماع لمجلس الامن بأسرع وقت للإستماع الى الجامعة العربية واتحاد الأسرة الدولية دعما لخطتها”. وأضافت ان “فرنسا قلقة جدا بسبب تدهور الاوضاع في حماه حيث بدأت قوى الامن التابعة للنظام السوري شن هجوم عنيف واسع النطاق. فرنسا تدين بأشد العبارات اغتيال عبد الرزاق جبيرو امين عام الهلال الاحمر السوري ورئيس فرع هذه المنظمة في ادلب”. وتابع البيان “على السلطات السورية تحمل مسؤولية حماية امن العاملين في المنظمات الانسانية كي يتمكن هؤلاء من اداء مهامهم ومد يد العون للمدنيين. في مواجهة القمع القاسي والدموي الذي يمارسه النظام السوري، يتحتم على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته عبر تبني قرار في مجلس الامن الدولي يدين بشكل خاص اعمال العنف التي يرتكبها النظام في دمشق ضد الشعب السوري”.

في سياق متصل، قال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لحقوق الانسان مايكل بوسنر امس إن واشنطن تحرص على العمل مع الجامعة العربية لإنهاء إراقة الدماء في سوريا وإن المبادرة العربية الجديدة يمكن أن تطرح على مجلس الأمن الدولي قريبا.

وقال للصحافيين في القاهرة: “نحن نهتم كثيرا بالانتباه الذي لاقته المشكلة السورية من الجامعة العربية في الاسابيع الاخيرة ونقدر للجامعة ذلك”. وأضاف: “نحن راغبون في العمل معهم وهناك بالتأكيد آمال وتوقعات بأنه يمكننا الذهاب إلى مجلس الأمن قريبا لبحث القضية”.

موسكو اكدت امس انها ستواصل العمل على اعتماد مشروع القرار الذي تقدمت به بشأن سوريا في الأمم المتحدة الأمر الذي يشير إلى أن المسودة الغربية العربية يمكن أن تواجه صعوبة في الحصول على دعم روسيا بالمجلس.

وقال بوسنر إن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جيفري فيلتمان زار موسكو في الايام الأخيرة لبحث الخطوات التالية المحتملة بشأن سوريا. واضاف “من الواضح ان لهم وجهة نظر مختلفة. آمل بشدة في ضوء المأساة في سوريا أن يجتمع المجتمع الدولي لاتخاذ الخطوات التالية التي تسمح بالعودة إلى وضع سلمي ويجب على الأسد أن يرحل كما قلنا أكثر من مرة”.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش أمس، إن موسكو ستواصل الترويج لمسودتها الخاصة بقرار بشأن سوريا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. أضاف: “قدمت روسيا مسودتها الخاصة ووضعتها آخذة في الاعتبار تعديلات (التي اقترحها) زملائنا الغربيين. ما زالت على مائدة المفاوضات. تستمر المشاورات حول المسودة ونأمل أن يستمر هذا العمل”. وتابع: “ليست لدي معلومات محددة عن أن.. المسودة الغربية ستقدم خلال الأيام القادمة.. سنرى… وبالنسبة للوقت الراهن.. فإن لروسيا مسودتها وستروج لها بشكل مكثف في إطار مجلس الأمن”.

وفي روما دعا وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي، امس، إلى بذل جميع الجهود لتجنب دخول سوريا في دوامة من العنف “الإرهابي”، وذلك في معرض إدانته لاغتيال الأب باسيليوس نصّار ورئيس الهلال الأحمر في إدلب عبد الرزاق جبيرو، في سوريا أول من أمس.

ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية (آكي) عن الوزير إعرابه في بيان لوزارة الخارجية الإيطالية عن “الألم والصدمة العميقين” لنبأ إغتيال الأب نصار وجبيرو. وأكد أن “هذه الأحداث يجب أن تدفعنا كي لا ندّخر أي جهد في سبيل تجنب أسوأ السنياريوات، لئلا تدخل سوريا في دوامة من العنف الإرهابي”. وأضاف أن “الطريق الذي يجب إتباعه هو الإنتقال السلمي، وفق الخطوط التي أشارت إليها جامعة الدول العربية، فهي الوحيدة التي من شأنها تجنيب المزيد من الخسائر في الأرواح وحماية جميع الطوائف” في البلاد.

وكان الأب باسيليوس نصّار الكاهن اغتيل على أيدي مسلحين في بلدة كفربهم (ريف حماه) عندما كان يقوم بإسعاف مدنيين.

ميدانيا قال محافظ ريف دمشق حسين مخلوف، أمس، إن السلطات السورية تجري محادثات لوقف إطلاق النار مع منشقين متواجدين في بلدات بريف دمشق، في مؤشر على اقتراب الانتفاضة المستمرة منذ عشرة اشهر ضد حكم الرئيس بشار الأسد من العاصمة.

وقال نشطاء في ضواحي دوما وحرستا وعربين بشمال شرق البلاد وبعضها يقع على مسافة ثمانية كيلومترات من وسط دمشق إنهم سمعوا دوي انفجارات خلال اشتباكات بين قوات الأمن ومسلحين ليل الأربعاء – الخميس.

وأشارت “لجان التنسيق المحلية” إلى أن “قوات الأمن والجيش تنفذ حملة عسكرية عنيفة على المدينة حيث تم حصار كافة مداخلها ودخول تعزيزات أمنية وعربات ثقيلة إليها، وتعرضت للقصف خاصة منطقة الحجارية الأمر الذي أدى إلى تهدم أحد المنازل، واستمرار إطلاق النار منذ الصباح (أمس)، إضافة إلى انتشار لقوات الجيش التي شنت حملة اعتقالات عشوائية طاولت قرابة 200 شخص ومداهمات للمنازل، ذلك كله بالتزامن مع انقطاع تام للاتصالات”.

وقال محافظ ريف دمشق لمراقبين عرب قبل ان يتوجهوا إلى عربين في أول جولة لهم منذ اسبوع إن السلطات بدأت حوارا معهم وبينهم بعض الجماعات المسلحة التي تسيطر على مواقع هناك. وأبلغ المراقبين أن السلطات تستخدم نفس الأسلوب الذي اتبعته في بلدة الزبداني وبالتالي سيحدث نفس السيناريو.

وتوقف المراقبون العرب خارج عربين في حراسة اكثر من عشرة جنود. وكبر حشد من نحو 100 من المحتجين المناهضين للأسد وراءهم. واستقل المراقبون سيارتهم بعد قليل ليبتعدوا عن المشهد المتوتر ولم تتضح وجهتهم التالية.

واستأنف المراقبون عملهم بعد توقف دام اسبوعا مددت خلاله الجامعة العربية مهمتهم شهرا آخر. ويعملون الآن من دون 55 زميلا خليجيا سحبتهم حكومات بلادهم هذا الأسبوع احتجاجا على استمرار أعمال العنف.

وقال مراقب إنه يشعر بالحيرة بشأن تمديد المهمة. وأضاف “كتب التقرير واتخذت (الجامعة العربية) القرارات.. وبالتالي لماذا جرى التمديد شهرا آخر؟ لا ندري”.

وأحصت “لجان التنسيق” حتى الساعات الأولى من مساء أمس سقوط “ستة عشر شهيداً (…) برصاص قوات الأمن وأسلحة الجيش الثقيلة بينهم خمسة جنود منشقون عن الجيش وسيدتان، عشرة شهداء في حمص، شهيدان في ريف دمشق وشهيد في كل من إدلب ودرعا وحماه”.

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، أ ش أ، “المستقبل”)

النائب السوري المنشق: النظام يشعر أنَّه بأيامه الأخيرة لذلك يقوم بأعمال إجرام إضافية

لفت عضو مجلس الشعب السوري النائب المنشقّ وعضو المجلس الوطني السوري حاليًا عماد غليون أنَّه “كل ما ازداد ضعف نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، كلما ازداد عنفه”. وفي حديث لقناة “أخبار المستقبل”، قال غليون: “إنَّ النظام يشعر بأنَّه في أيامه الأخيرة لذلك يقوم بأعمال إجرامية إضافية وهو قام بانتهاكات واضحة لحقوق الإنسان وغير مستغرب أن يقوم بكل هذه الأعمال من قتل للأطفال”.

وعن الموقف الروسي الرافض لقرار دولي يدين النظام السوري، أجاب غليون: “لا نعتقد أن روسيا ستقف بوجه المجتمع الدولي كله، ولا تستطيع أن تقف بوجه المجتمع الدولي إلى ما لا نهاية”، وتابع: “نحن لا نقبل إلاّ إعلان تنحّي بشار الأسد ومحاسبة المرتكبين فورًا، والجيد في مشروع القرار (المقدم من العرب والأوروبيين في مجلس الأمن) أنه قال إن النظام فقد شرعيته”.

(رصد NOW Lebanon)

إستعدادات في باريس لاختيار قيادة جديدة للمجلس الوطني السوري المعارض

ذكرت وكالة “فرانس برس” أنَّ “الاستعدادات بدأت في العاصمة الفرنسية باريس لانتخاب قيادة جديدة للمجلس الوطني السوري الذي يضم غالبية اطياف المعارضة السورية التي ما زالت التباينات كبيرة في ما بينها”.

وإذ أشارت الوكالة إلى أنَّ “ولاية الرئيس الحالي للمجلس برهان غليون تنتهي في الخامس عشر من شباط، ويعاد انتخاب قيادة جديدة لمدة ثلاثة أشهر بموجب النظام الداخلي للمجلس”، لفتت إلى أنَّه “كان مقررًا أن يجري إختيار قيادة جديدة للمجلس في منتصف كانون الثاني الحالي، إلَّا أنَّ تعثر التوافق أدى إلى تأجيل هذا الاستحقاق إلى منتصف شباط الحالي”.

(‏أ.ف.ب.)

الدابي: معدلات العنف في سوريا تصاعدت بشكل كبير بالأيام الثلاثة الأخيرة

أعلن رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا الفريق أول محمد الدابي أنَّ “معدلات العنف في سوريا تصاعدت بشكل كبير خلال الأيام الثلاثة الأخيرة”. وفي بيان صدر في مقر “جامعة الدول العربية” في القاهرة، قال الدابي: “إنَّ معدلات العنف في سوريا تصاعدت بشكل كبير في الفترة من 24 إلى 27 كانون الثاني الجاري، وخاصة في مناطق حمص وحماه وإدلب”، مؤكِّدًا أنَّ “الوضع بما هو عليه الآن من عنف لا يساعد على تهيئة الظروف أمام القرارات التي إتخذها المجلس الوزاري العربي في إجتماعه الأخير والتي تهدف إلى دفع كافة الأطراف للجلوس إلى طاولة الحوار”.

وطالب الدابي “بوقف العنف فورًا حفاظاً على أرواح أبناء الشعب السوري وإفساح المجال أمام الحلول السلمية”، مُشيرًا إلى أنَّ بعثة المراقبين “ستواصل مهامها حتى الآن رغم هذه الظروف”.

(أ.ف.ب.)‏

قتلى بسوريا ببداية جمعة غضب جديدة

قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 29 شخصا قتلوا اليوم، بينهم 14 عثر على جثثهم في حماة، وتركز العدد الأكبر من بقية قتلى اليوم في حمص وإدلب, في بداية جمعة غضب جديدة, ليضافوا إلى 62 قتيلا سقطوا أمس في أنحاء متفرقة من سوريا.

ففي حمص, سمع دوي انفجارات متعددة بشكل متواصل مع إطلاق رصاص مستمر من الحواجز التابعة للجيش والأمن السوري المنتشرة في أحياء بابا عمرو، والغوطة، وجب الجندلي، والقصور، وكرم الزيتون، وباب السباع، ودير بعلبه، والبياضة، وباب هود.

وقال ناشطون سوريون إن الجيش السوري ارتكب مجزرة في مناطق مختلفة في حمص حيث قصف بالمدفعية عددا من المنازل فانهارت على ساكنيها. ودارت اشتباكات بين الجيش النظامي وعناصر من الجيش الحر المنشق في عدد من مناطق ريف دمشق، خاصة حرستا وعربين، في حين استمر القصف على مدينة حماة وترافق مع حملات اعتقال واسعة.

وفي تلبيسة وبعد خروج مظاهرة حاشدة ليلا قامت قوات الأمن والجيش السوري بإطلاق نار من الأسلحة الثقيلة والخفيفة لإرهاب الأهالي ومنعهم من التجمع, حسبما ذكرته لجان التنسيق المحلية.

كما وصلت تعزيزات من الجيش السوري إلى درعا بعد حدوث اشتباك بين الأمن السوري ومنشقين, وبدأت هناك حملة اعتقالات.

وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن 14 جثة قالت إنها ألقيت في خمسة مواقع من قبل سيارات تابعة للأمن السوري، تم التعرف على أربعة من أصحابها وهم أشخاص اعتقلوا خلال اليومين الماضيين أثناء اقتحام حماة.

وقد شهدت حماة خلال الساعات القليلة الماضية أصوات انفجارات وإطلاق نار كثيف في مناطق جسر المزارب، ومؤسسة المياه المحتلة، وحي الحميدية، وحي الشرقية، وحي القصور، ودوار الجب، وجسر الحديد.

وفي وقت سابق أمس, قال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن اثنيْن وستين شخصا قُتلوا بينهم خمسة وثلاثون في حمص وحدها. ونشرت التنسيقيات أسماء الضحايا وبينهم أحد عشر طفلا.

من جانب آخر أفاد ناشطون سوريون معارضون بأن مظاهرات مسائية انطلقت في عدد من مدن وبلدات محافظة درعا، وبثوا صورا لمظاهرة خرجت في بلدة مليحة الشرقية لتجديد المطالبة برحيل نظام الرئيس بشار الأسد, كما هتف المتظاهرون لمدينة حمص وأحيائها التي تتعرض لحملات عسكرية. وأكد المتظاهرون أنهم ماضون في ثورتهم حتى تحقيق هدفها بإسقاط النظام.

وفي ريف دمشق أفاد ناشطون بخروج مظاهرات مسائية في عدد من البلدات، وبثوا صورا لمظاهرة في زملكا جدد فيها المتظاهرون مطالبتهم بإسقاط الرئيس بشار السد ونظامه، كما هتف المتظاهرون للحرية ولمدينة حمص التي تتعرض بعض أحيائها لحملات أمنية.

هجوم طائفي

من جهة ثانية, قال نشطاء إن “الشبيحة” الموالين لنظام الرئيس قتلوا 14 من أفراد أسرة سنية في مدينة حمص أمس الخميس في ما وصفوه بأنه من أبشع الهجمات الطائفية منذ اندلاع الاحتجاجات قبل عشرة أشهر.

ونقلت وكالة رويترز عن النشطاء وسكان محليين أن ثمانية أطفال تتراوح أعمارهم بين ثمانية أشهر وتسعة أعوام “كانوا بين 14 من أفراد أسرة بهادر الذين أطلق عليهم الرصاص أو قطعت أشلاؤهم حتى الموت في مبنى في حي كرم الزيتون المختلط في مدينة حمص على بعد 140 كيلومترا إلى الشمال من دمشق”.

كما تحدث السكان عن 16 قتيلا آخرين سقطوا عندما أطلقت القوات السورية قذائف مدافع الهاون الثقيلة على المنطقة.

وأظهرت لقطات فيديو بثها الناشطون جثث خمسة أطفال مصابين بجروح في الرؤوس والرقبة في منزل وعرضت اللقطات أيضا جثث ثلاث نساء ورجل, ولم يرد تعقيب من السلطات السورية التي تقيد بشدة عمل وسائل الإعلام المستقلة.

وتحدث طبيب بالحي لرويترز عن أن العلويين في كرم الزيتون رحلوا في ظروف غامضة قبل أربعة أيام “وترددت شائعات بأنهم فعلوا ذلك بأوامر من السلطات”.

وقد علق مجلس الثورة في حمص قائلا إن الهجوم على كرم الزيتون يمثل تكتيكا جديدا يقوم على إبادة المدنيين لكسر إرادة الشعب.

ديلي تلغراف: النظام السوري يتآكل

جنود الأسد يسرقون البنوك

أشارت صحيفة ذي ديلي تلغراف إلى ما وصفته بتآكل نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وإلى أن اقتصاد البلاد آخذ بالانهيار في ظل الثورة الشعبية التي اندلعت منذ أكثر من عشرة أشهر.

وقالت إن الثورة الشعبية لم تعد محصورة في درعا وحماة وغيرهما من المدن والبلدات التي تواصل قوات الأسد قصفها وقمعها، ولكنها امتدت إلى جميع أنحاء البلاد بما فيها دمشق وضواحيها، كما في حرستا وحمورية ومضايا والغوطة.

وبينما أوضحت أن الثوار السوريين يخطفون جنود النظام ورجال أمنه وأشد الموالين له، وأنهم نقلوا المعركة إلى قلب قوات النخبة التابعة للأسد وإلى مكاتب استخباراته، أضافت أن الثورة الشعبية السورية باتت تضم فرقا وكتائب من النساء اللواتي انضممن إلى ما يسمى الجيش السوري الحر.

كما أشارت ذي ديلي تلغراف إلى أن القوات العسكرية والأمنية السورية آخذة بالانهيار، وأنها تتعرض لهجمات مفاجئة من جانب الثوار، مضيفة أن قوات الأسد ورجال مخابراته بدؤوا بسرقة البنوك، فيما يشبه حالة من الفوضى في البلاد.

مجلس الأمن

وأشارت إلى أن الثوار غير راضين عن أي حلول من شأنها إتاحة الفرصة لاستمرار نظام الأسد، وأنهم غير راغبين في الحوار مع النظام، بل إنهم يريدون من جامعة الدول العربية نقل الملف السوري إلى مجلس الأمن الدولي.

وأفادت الصحيفة أن النظام السوري يخبئ الدبابات والوحدات العسكرية ويخفي المظاهر المسلحة الأخرى عن أنظار الصحفيين الأجانب، مضيفة أن نظام الأسد يمنع تحليق أي طيران حربي أو مروحي أثناء تجوال الصحفيين الغربيين.

وألمحت الصحيفة إلى احتمال سقوط النظام السوري في غضون الشهرين القادمين، وذلك إذا بقيت الظروف السائدة حاليا في البلاد، وأما في حال توفر مناطق حرة وتطبيق حظر للطيران، فإنه يحتمل أن يسقط نظام الأسد في وقت أسرع.

وقالت ذي ديلي تلغراف إن ألوية وفرق الجيش السوري سرعان ما تنشق في حال تطبيق الحظر الجوي في البلاد، وإن فرقا ووحدات في الجيش السوري ترغب بالانشقاق بكاملها منذ الآن ولكنها تنتظر خشية أن تتعرض للقصف بالطيران.

                      ديلي تلغراف

آلية تسميات الجمعة في ثورة سوريا

جمعة جديدة تعيشها سوريا ومتظاهرون يحملون أرواحهم على أكفهم يخرجون إلى الشوارع ليطالبوا برحيل نظام الرئيس بشار الأسد. جمعتهم الماضية كانت تحت تسمية معتقلي الثورة والتي رأى فيها كثيرون تسمية موفقة وتنم عن مطلب ملح وخاصة بعد إصدار قانون العفو الرئاسي واستمرار اعتقال الكثيرين من المتظاهرين والنشطاء.

وبعد جدل كبير استمر خلال الأسبوع الماضي تم اعتماد “حق الدفاع عن النفس” كتسمية لهذه الجمعة، وكان طرح خيار “جمعة إعلان الجهاد” أثار زوبعة من الانتقادات بالإضافة إلى إشكالية تسمية كهذه، واعتبر كثيرون أن السوريين بدؤوا الجهاد من أجل حريتهم منذ أول مظاهرة مناوئة للنظام قبل عشرة أشهر.

صفحة الثورة السورية على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، طرحت عدة خيارات للتصويت عليها، وجرى التنافس بين “جمعة الدولة المدنية” التي نالت نحو 12 ألف صوت، و”جمعة حق الدفاع عن النفس” التي حصلت على 19 ألف صوت تقريبا.

صحيح أن المختصين في قياسات الرأي العام لا يعتمدون التصويت في مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب عوامل عديدة من شأنها أن تؤثر في النتائج، إلا أنها الطريقة المتاحة أمام شباب الثورة السورية.

الدفاع عن النفس

أحد الناشطين قال إن اسم الجمعة لن يؤثر في عدد المتظاهرين، فهم جميعا يهدفون إلى الغاية ذاتها وهي إسقاط النظام وبناء سوريا جديدة، واختيار هذه التسمية يؤشر إلى أن صبر الشعب بدأ ينفد إزاء التنكيل الذي يمارس ضده، وإلى أن مزالق خطيرة تنتظر البلد في حال لم يحدث تحرك جدي وممارسة ضغوط حقيقية على النظام للاستجابة لمطالب الثورة تجنبا لوقوع حرب أهلية.

بدورها إيمان محمد قالت إنها صوتت لخيار حق الدفاع عن النفس، إذ لا يجب إنكار حق الشعب الأعزل في الدفاع عن نفسه أمام كل ألوان القمع هذه، وأضافت أن “الشعب يتعرض للموت والخطف والاغتصاب، بالتأكيد يجب أن يدافع عن نفسه طالما أن العالم يتجاهل وضعه ولم يقم بإجراءات جادة لوقف الانتهاكات التي يرتكبها النظام”.

وعن كيفية ممارسة حق الدفاع عن النفس ترى إيمان أن هذا واجب الجيش الحر بدفاعه عن العزل وتنظيم من ينضمون إليه من الأهالي، وأشارت إلى أنه لم يعد ممكنا التفرج على النظام وهو يقوم بذبح الناس.

من جانبه يرى السينمائي السوري عروة نيربية أن التسمية بحد ذاتها لن تضيف جديدا فالدفاع عن النفس حق مشروع منذ الأزل، وقال إنها توضح رغبة كثير من شباب الثورة في دعم الجيش الحر كي يقوم بدوره في حماية المظاهرات السلمية، وأوضح أن المتظاهرين سيبقون سلميين لأنهم ينادون بمطالبهم ويجب حمايتهم وعدم التعرض لهم”.

وبيّن أنه ثمة مجازفة في أي خيار أمام السوريين الآن ومن ضمنها رفع شعار “حق الدفاع عن النفس” فالأمور أصبحت معقدة ومختلطة، وعزا جذور المشكلة إلى الحل الأمني الذي انتهجه النظام، وقال “لا يمكن إنكار أن أربعين سنة من الفساد والتجهيل حالت دون تحقيق ثورة مخملية، لكنها أوصلت الشعب إلى لحظة أدرك فيها أن عليه التحرك مهما كان الثمن من أجل فرصة أفضل في المستقبل”.

تحفظات

أحد المحامين السوريين قال للجزيرة نت إن الدفاع عن النفس حق مشروع ومبرر قانونيا عند التعرض لتهديد جدي وحقيقي لكنه نبّه إلى عدم إمكانية ترك هذا الأمر دون ضوابط وإتاحة ممارسة العنف لكل من يعتقد أن لديه حقا عند الآخر.

ناشطون آخرون لم يؤيدوا خيار “حق الدفاع عن النفس” لكن بعضهم أعلن موافقته على نتائج التصويت واحترامه لقرار الأغلبية، بدورها الناشطة ميس قات قالت للجزيرة نت إنها ليست مع الشعار الذي اعتمد لأن المسألة وفقا لها كانت استبدال كلمة الجهاد بمصطلح آخر أكثر قبولا من الأطياف المختلفة في الحراك السوري مع بقاء الرسالة المضمنة ذاتها، وأبدت تخوفها من السيناريو القادم وهو تحويل الثورة السورية لمليشيات مقاتلة.

ومع بدء النظام السوري ما أطلق عليه عملية “الحسم العسكري” وارتكابه العديد من المجازر، يبقى هناك العديد من الجوانب الغامضة عن جدوى الدخول معه في حلبة العنف مع الأخذ بعين الاعتبار عدم التكافؤ بين الجيش النظامي والجيش الحر من حيث العدد والعتاد والتسليح والمعاقل.

تظاهرة سينمائية لناشطين سوريين نظمت على الفيسبوك

طارق عبد الواحد – ديترويت

أطلق ناشطون سوريون فعالية فنية افتراضية على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، باسم “تظاهرة أفلام الأنيميشن لدعم الثورة السورية والشعوب التي تناضل من أجل الحرية”، حيث تم عرض عشرة أفلام على مدى ثلاثة أيام.

وتضمن برنامج العروض لهذه الفعالية -التي جاءت على هامش الدورة الأولى لمهرجان سوريا الحرة السينمائي- أفلام “رصاصة” لخالد عبد الواحد و”حبة حرية” من إنتاج شخابيط ثورية و”أخرج” من إنتاج المدرسة العليا لصناعة الفنون في فرنسا و”انتباه” لأكرم آغا و”قصة سورية قصيرة” لمحمد عمران وداني أبو لوح و”أصوات تقاوم” (عن إبراهيم القاشوش) من إنتاج شبكة خرابيش و”رسم اليوم” لبشار العيسى و”الأب والابنة” لمايكل دودوك و”الطريق إلى الديمقراطية” (عن الثورة التونسية) من إنتاج شبكة خرابيش.

مواكبة الثورة

ويرى المنظمون أن إطلاق التظاهرة يأتي ضمن فعاليات أخرى لمواكبة الثورة السورية زمنيا ودعمها فنيا، وأن الاختيار الأول وقع على أفلام الرسوم المتحركة لتسليط الضوء على هذا النوع من الأعمال السينمائية الذي كان قليل الظهور وبرز بشدة خلال الثورات العربية.

ويأمل المنظمون أن تسهم هذه الفعالية في تشجيع إبداعات الشباب العربي للاستمرار في صناعة أفلام الأنيميشن، لقدرة هذا الفن على المساهمة في التوعية ونقل الواقع من وجهة نظر فنية قد تصل إلى شريحة أوسع من الناس.

وقال المخرج أسامة محمد تعليقا على الفعاليات الفنية التي تأتي على هامش الحراك الاجتماعي في سوريا إن “الاستمرار هو الأهم لتليق البدايات بطموحاتها وبالروح التي تزهق بوحشية وظلم تاريخييْن”.

وشدد على أن “الحوار والحرية يمكن أن يفاجئانا بمنجز حر ومدهش خارج المعتاد، فالحوار الحر قد يجعل الجوهرة تشف لاحقا عن معدنها الحقيقي، وكل هذا كان يحتاج لفكرة. والفكرة بداية خلاقة”.

وفضّل صاحب فيلم “نجوم النهار” ألا تأتي مثل هذه الفعاليات ردودًا، مشيرا إلى أن اعتبار مهرجان سوريا الحرة ردا على تأجيل مهرجان دمشق السينمائي يضعف من أصالته. وتساءل: “لم لا نراه حرية ردا على فقدانها؟”.

الأحداث والإبداع

أما المخرج خالد عبد الواحد الذي عرض فيلمه “رصاصة” في اليوم الأول للتظاهرة، فقد أكد على أن إنجازه للفيلم جاء من رحم مشاهد القتل اليومي الذي تعرض له السوريون على مدى شهور، وأنه “يندرج بالتالي في سياق التضامن مع حراك الشعب السوري وتطلعاته المشروعة في الحرية والكرامة”.

وأشار إلى أن أهمية هذه الفعالية “لا تتأتى من مجرد كونها وقفة عابرة مع الثورة، بل لأنها تفسح المجال لرصد التمايزات الفنية والجمالية في الأعمال السينمائية، ذلك أن الأحداث الكبيرة تترك تأثيرها الأكيدة على عمليات الإبداع والتلقي والتذوق الفني”.

وأشار  إلى أن أحداثا مثل الحرب العالمية الثانية والثورة البلشفية في روسيا  أثرت بشكل حاسم على الفنون عموما وساهمت في خلق مدارس فنية متنوعة.

وأضاف عبد الواحد أن الثورات في العالم العربي، وبالأخص في سوريا، ستسهم بلا شك في إفراز اتجاهات ومسالك فنية تختلف عما كان سائدا، وأن آليات التواصل بين المبدعين والمتلقين ستتحور وسوف تتغير “سموت” الالتقاط وزوايا التعبير.

78 قتيلا بجمعة “الدفاع عن النفس” بسوريا

قال ناشطون إن 78 قتيلا سقطوا اليوم في سوريا على أيدي قوات الأمن والجيش، في الوقت الذي خرجت فيه مظاهرات بمناطق متفرقة من البلاد في جمعة غضب جديدة تحت شعار “الدفاع عن النفس”.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية، إن 78 قتيلا سقطوا منذ بدء مظاهرات اليوم وإن معظم القتلى سجلوا في حمص (وسط) وحماة (وسط) وحلب

(شمال) وريف دمشق ودرعا، فيما تم العثور على 14 جثة في مواقع متفرقة من مدينة حماة في وقت سابق.

وفي بعض تفاصيل مظاهرات اليوم وردّ قوات الأمن عليها، قال ناشطون سوريون إن الجيش السوري ارتكب مجزرة في مناطق مختلفة في حمص حيث قصف بالمدفعية عددا من المنازل فانهارت على ساكنيها.

وسمع دوي انفجارات متعددة بشكل متواصل مع إطلاق رصاص مستمر من الحواجز التابعة للجيش والأمن السوري المنتشرة في أحياء متفرقة من حمص، وبينها بابا عمرو والغوطة وجب الجندلي والقصور وكرم الزيتون وباب السباع ودير بعلبه والبياضة وباب هود.

من جهة أخرى، قالت لجان التنسيق المحلية إن قوات الأمن أطلقت النار على مظاهرة عند مسجد التقوى في القابون بضواحي العاصمة دمشق، وعلى متظاهرين في حي الميدان بدمشق.

وفي ريف دمشق دارت اشتباكات بين الجيش النظامي وعناصر من الجيش الحر المنشق في عدد من مناطق المحافظة، خاصة حرستا وعربين، في حين استمر القصف على مدينة حماة وترافق مع حملات اعتقال واسعة.

كما أفادت اللجان أن متظاهرين أصيبوا بجروح جراء إطلاق قوات الأمن النار في حي الفردوس بمدينة حلب، فيما انتشر نحو 150 عنصرا من مكافحة الإرهاب في المدينة الجامعية بحلب.

تعزيزات ومظاهرات

وفي مدينة تلبيسة بمحافظة حمص وبعد خروج مظاهرة حاشدة ليلا، قامت قوات الأمن والجيش السوري بإطلاق نار من الأسلحة الثقيلة والخفيفة لإرهاب الأهالي ومنعهم من التجمع، حسبما ذكرته لجان التنسيق المحلية.

كما وصلت تعزيزات من الجيش السوري إلى درعا جنوب البلاد بعد حدوث اشتباك بين الأمن السوري ومنشقين، وبدأت هناك حملة اعتقالات.

وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن العثور على 14 جثة قالت إنها ألقيت في خمسة مواقع من قبل سيارات تابعة للأمن السوري، تم التعرف على أربعة من أصحابها وهم أشخاص اعتقلوا خلال اليومين الماضيين أثناء اقتحام مدينة حماة.

وسمع في المدينة مع بدء مظاهرات اليوم أصوات انفجارات وإطلاق نار كثيف في مناطق جسر المزارب، ومؤسسة المياه المحتلة، وحي الحميدية، وحي الشرقية، وحي القصور، ودوار الجب، وجسر الحديد.

خميس دام

وكان يوم أمس الخميس داميا إذ أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن 62 قُتلوا بينهم 35 في حمص وحدها. ونشرت التنسيقيات أسماء الضحايا وبينهم 11 طفلا.

من جانب آخر أفاد ناشطون سوريون معارضون بأن مظاهرات مسائية انطلقت في عدد من مدن وبلدات محافظة درعا، وبثوا صورا لمظاهرة خرجت في بلدة مليحة الشرقية لتجديد المطالبة برحيل نظام الرئيس بشار الأسد، كما هتف المتظاهرون لمدينة حمص وأحيائها التي تتعرض لحملات عسكرية. وأكد المتظاهرون أنهم ماضون في ثورتهم حتى تحقيق هدفها بإسقاط النظام.

وفي ريف دمشق أفاد ناشطون بخروج مظاهرات مسائية في عدد من البلدات، وبثوا صورا لمظاهرة في زملكا جدد فيها المتظاهرون مطالبتهم بإسقاط الرئيس بشار الأسد ونظامه، كما هتف المتظاهرون للحرية ولمدينة حمص التي تتعرض بعض أحيائها لحملات أمنية.

أسرة كاملة

ومن أبرز تطورات يوم أمس إقدام عناصر “الشبيحة” الموالين لنظام الرئيس على قتل 14 من أفراد أسرة سنية في مدينة حمص، ووصف ناشطون ذلك الحد بأنه من أبشع الهجمات الطائفية منذ اندلاع الاحتجاجات قبل عشرة أشهر.

ونقلت وكالة رويترز عن النشطاء وسكان محليين أن ثمانية أطفال تتراوح أعمارهم بين ثمانية أشهر وتسعة أعوام “كانوا بين 14 من أفراد أسرة بهادر الذين أطلق عليهم الرصاص أو قطعت أشلاؤهم حتى الموت في مبنى في حي كرم الزيتون المختلط في مدينة حمص”.

مجلس الأمن يجتمع خلال ساعات

روسيا تعارض الخطة العربية ضد سوريا

استبق دبلوماسي روسي اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا اليوم الجمعة، قائلا إن مسودة القرار العربي الغربي غير مقبولة “لأنها لا تضع موقف موسكو في الاعتبار”، حسبما نقلت عنه وكالة إيتار تاس للأنباء.

وأشارت وكالة رويترز من جانبها إلى تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف، التي قال فيها إن روسيا ستضغط بقوة من أجل تغيير مسودة القرار الذي يدعم دعوة الجامعة العربية للرئيس السوري بشار الأسد لتسليم السلطة إلى نائبه.

ونقل عن جاتيلوف قوله إن المسودة التي من المنتظر أن توزع على مجلس الأمن الدولي في وقت لاحق “لا تضع في الاعتبار بشكل أساسي موقفنا وتفتقر إلى جوانب أساسية بالنسبة لنا”.

وينتظر أن يوزع المغرب -بصفته العضو العربي في مجلس الأمن- مسودة القرار الذي يتضمن أيضا الدعوة لتشكيل حكومة وحدة في سوريا والتحضير لانتخابات، بعد قمع مستمر منذ عشرة أشهر لمحتجين يطالبون بالديمقراطية.

وطبقا لمبعوثين في مجلس الأمن، ينتظر أن يجري التصويت الأسبوع المقبل على القرار الذي يصوغه دبلوماسيون من بريطانيا وفرنسا بالتشاور مع قطر والمغرب والولايات المتحدة وألمانيا والبرتغال، وهو بديل عن مسودة روسية يقول دبلوماسيون غربيون إنها ضعيفة للغاية.

وقد التقى الوفد المغربي أمس الخميس دبلوماسيين من روسيا والصين ليقدم لهم أحدث نسخة من مشروع القرار العربي الغربي، ولم يتضح على الفور نتيجة ذلك.

ويدعو مشروع القرار إلى انتقال سياسي في سوريا، ولا يطالب بفرض عقوبات للأمم المتحدة بعد أن قالت روسيا إنها لا يمكن أن تؤيدها.

ومن المتوقع أن يتوجه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الاثنين أو الثلاثاء إلى الأمم المتحدة لعرض المبادرة العربية على مجلس الأمن.

وذكر عدد من المبعوثين الغربيين لوكالة رويترز أن روسيا قد تجد صعوبة في استخدام حق النقض (الفيتو) لإحباط قرار هو في الأساس يهدف إلى

تقديم الدعم للجامعة العربية وحسب.

المعارضة

من جهة ثانية، دعا المجلس الوطني السوري في بيان إلى التحرك “فورا” في مجلس الأمن لإصدار قرار يدين نظام الأسد، مشيرا إلى اشتداد عمليات قمع الاحتجاجات بعد قرار الجامعة العربية التوجه إلى مجلس الأمن.

وذكر المجلس أنه أجرى سلسلة واسعة من الاتصالات خلال الساعات الماضية مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وتركيا والسعودية وقطر ودول عربية أخرى لحثها” على التوجه إلى مجلس الأمن.

كما أكد أنه “يقود من خلال رئيسه برهان غليون وأعضاء مكتبه التنفيذي تحركات سياسية على كافة المستويات لتأمين الحماية الدولية لشعبنا وحقن دمائه ومنع النظام من مواصلة القتل الذي اتسع نطاقه ليشمل الرضع والأطفال والنساء”.

وقال المجلس الوطني إن النظام السوري “فقد صوابه منذ أن قررت الجامعة العربية نقل ملف جرائمه إلى مجلس الأمن”.

12 قتيلاً في حلب .. والنظام السوري يرتكب مجازر

العربية.نت

أعلنت هيئة الثورة السورية ارتفاع حصيلة القتلى برصاص الأمن إلى 80 قتيلاً، أغلبهم في حماة، في تصعيد جديد للجيش السوري بالتزامن مع تظاهرات احتجاج جديدة ضد النظام في جمعة “الدفاع عن النفس”.

وشهدت مدينة حلب، ثاني كبرى المدن السورية، سقوط 12 قتيلاً في تظاهرة بحي المرجة، في تطور لافت بهذه المدينة التي لم تشهد من قبل تحركات احتجاجية.

واستهدف هجوم بسيارة مفخخة، اليوم الجمعة، حاجزاً لقوات الأمن السورية عند مدخل مدينة إدلب في شمال البلاد، ما أدى الى “مقتل وجرح عناصر الحاجز”، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وذكرت تنسيقيات الثورة أن دوي انفجارات وقذائف وإطلاق رصاص يتواصل في دوما.

وداهمت الفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري مصحوبة بعدد كبير من قوات الأمن حي الحميدية في وسط حماة.

فيما حاصرت عناصر من الشبيحة الحي، الذي شهد قبل ذلك قصفاً عشوائياً للمنازل.

وأفادت الهيئة العامة للثورة بسماع انفجارات وإطلاق نار كثيف في منطقة جسر المزارب، وحي القصور، ودوار الجب، وجسر الحديد، وشارع العلمين، والمجمع الطبي.

وأشارت الهيئة العامة للثورة أيضاً إلى انتشار القناصة فوق الأبنية المرتفعة في حي البارودية.

وقالت لجان تنسيق الثورة إن القوات السورية اجتاحت بلدة رنكوس في ريف دمشق وسط قصف عشوائي من المدافع والدبابات.

هذا وقد شهدت عدة مدن وبلدات سورية تظاهرات احتجاج منذ ساعات الفجر الأولى في جمعة “الدفاع عن النفس”.

مجزرة واعتقالات

وقد تعرضت مدينة حمص السورية الليلة الماضية لما وصفته المعارضة بـ”مجزرة” راح ضحيتها العشرات، من بينهم عدد كبير من الأطفال، كما تعرضت أحياء في المدينة لقصف عنيف.

واتهمت الهيئة العامة للثورة السورية قوات الجيش والأمن بارتكاب مجزرة في حمص لم توفر حتى الأطفال، إضافة إلى شنها حملة اعتقالات عشوائية هي الأعنف منذ بدء الاحتجاجات أفضت إلى اعتقال 600 شخص في حماة وحدها. وأضافت الهيئة أن عدد القتلى ارتفع اليوم الى 63 شخصاً.

كما شنت السلطات حملة اعتقالات عشوائية هي الأعنف منذ بدء الاحتجاجات، أفضت إلى اعتقال 600 شخص في حماة وحدها، وأضافت الهيئة أن الجيش بدأ أيضاً عمليات واسعة منذ صباح اليوم في مدن عدة بريف دمشق.

وأعلنت “تنسيقية دوما” أن الجيش السوري اقتحم المدينة بعد وصول تعزيزات عسكرية كبيرة، فيما حاصرت قواته مدينتي حرستا والقابون في ريف دمشق.

وفي مقابلة مع “العربية” عبر الهاتف من لندن قال وحيد صقر أمين عام التكتل السوري الموحد إن هناك أحياء تمت إبادتها بالكامل في العديد من المدن، خاصة حمص التي قال إنها تتعرض لقصف مدفعي عنيف، وطالب بتدخل دولي عسكري واستخدام الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، مشدداً على أن الشعب السوري لن يتنازل عن مطالبه وإنه يجب أن يعي الغرب والعالم كله أن الدم السوري ليس رخيصاً.

وقال إن هناك مجازر حقيقية بمعنى الكلمة ترتكب في سوريا، وحول احتمال معارضة روسيا لتحرك عسكري من مجلس الأمن، قال إن علينا النظر لما حدث في كوسوفو، وإنه في النهاية تم التدخل الدولي رغم المعارضة الروسية.

وفي وقت سابق، قال وزير الزراعة السوري السابق أسعد مصطفى لـ”العربية” إنه تسلم تقارير من سوريا تؤكد أن الرئيس بشار الأسد أصدر تعليمات لضباط الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري بسحق التظاهرات في معظم المحافظات.

مسودة قرار حول سوريا في مجلس الأمن اليوم

العربية.نت

يجتمع مجلس الأمن الدولي بعد ظهر اليوم الجمعة لإجراء مشاورات تتناول الوضع في سوريا، وفق ما أعلن دبلوماسيون الخميس.

وأوضحت الممثلية الفرنسية في الأمم المتحدة عبر صفحتها على موقع تويتر أن هذا الاجتماع سيعقد اعتبارا من الساعة 15:00 (20:00 ت غ).

وأشار دبلوماسي غربي إلى أن “مسودة قرار حول سوريا قد توزع” في هذا الاجتماع لأعضاء المجلس. ولفت إلى ان هذا الاجتماع سيشكل مناسبة لدول عدة للرد على إعاقة روسيا في تشرين الأول/أكتوبر مشروع قرار أوروبي وتقديم موسكو مشروع قرار لم يحز على موافقة الغربيين.

ويعمل الأوروبيون والبلدان العربية منذ أيام على مشروع قرار جديد يستند إلى خطة الجامعة العربية لحل النزاع في سوريا.

وتم الإعلان عن اجتماع الجمعة بعد مشاورات الخميس بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، الصين وروسيا) حول مشروع القرار هذا.

ويتضمن مشروع القرار هذا الخطوط العريضة لخطة أعلنتها الجامعة العربية الأسبوع الماضي لحل الأزمة في سوريا، وتنص خصوصا على نقل لامتيازات الرئيس السوري بشار الأسد إلى نائبه ويتبع ذلك إجراء انتخابات.

ومن المتوقع أن يتوجه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الإثنين أو الثلاثاء إلى الأمم المتحدة لتقديم هذه الخطة إلى مجلس الأمن.

وأدى القمع في سوريا إلى سقوط أكثر من 5400 قتيل منذ منتصف آذار/مارس 2011 بحسب الأمم المتحدة.

المجلس الوطني يدعو للتحرك

من جهته، دعا المجلس الوطني السوري في بيان تلقته وكالة “فرانس برس” صباح الجمعة إلى التحرك “فورا” في مجلس الأمن لإصدار قرار يدين نظام الرئيس بشار الأسد، مشيرا إلى اشتداد عمليات قمع الاحتجاجات بعد قرار الجامعة العربية التوجه إلى مجلس الأمن.

ودعا المجلس الوطني في بيانه إلى “التحرك الفوري والجاد على مستوى مجلس الأمن لإصدار قرار دولي يدين جرائم النظام ويتعهد بمعاقبة القتلة والمجرمين من أركانه”.

وأفاد أنه أجرى بهذا الصدد “سلسلة واسعة من الاتصالات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وتركيا والسعودية وقطر ودول عربية أخرى لحثها” على التوجه إلى مجلس الأمن.

كما أكد أنه “يقود من خلال رئيسه برهان غليون وأعضاء مكتبه التنفيذي تحركات سياسية على كافة المستويات لتأمين الحماية الدولية لشعبنا وحقن دمائه ومنع النظام من مواصلة القتل الذي اتسع نطاقه ليشمل الرضع والأطفال والنساء”.

في وقت يتواصل قمع الاحتجاجات وتتركز الحملة العسكرية والأمنية بصورة خاصة على مدينة حمص (وسط)، أفاد المجلس الوطني أن النظام السوري “فقد صوابه منذ أن قررت جامعة الدول العربية نقل ملف جرائمه الى مجلس الأمن، فبدأ بحصار وقصف مركز بالأسلحة الثقيلة على العديد من المدن والبلدات السورية، خاصة حمص وحماة ودوما وجبل الزاوية”، مشيرا إلى “إبادة أسر بكاملها في حمص وحماة”.

موسكو: سنعطل أي قرار يدعو الأسد للتنحي

العربية.نت

أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، اليوم الجمعة، أن موسكو لن تدعم أي مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو الرئيس السوري بشار الأسد الى التنحي، بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء “إنترفاكس”.

وقال غاتيلوف إن “القرارات حول التسوية السياسية في سوريا يجب أن تقرّ دون أي شرط مسبق. لا يمكننا أن ندعم أي قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو الى رحيل الأسد”، بحسب وكالة فرانس برس.

وكانت روسيا قد رفضت في وقت سابق مسودة مشروع القرار العربي الأوروبي المعدل حول سوريا الذي سيقدم اليوم إلى الدول الأعضاء في مجلس الأمن، ويتم التصويتُ عليه الأربعاء المقبل.

هذا ويتوجه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم، غداً السبت، إلى نيويورك لعقد اجتماع مع أعضاء مجلس الأمن لطلب دعمهم للمبادرة العربية لإنهاء الأزمة السورية.

مدير صفحة “داعية الأسد” ينضم للثوار السوريين

العربية.نت

أعلن مدير صفحة الداعية الإسلامي محمد سعيد البوطي، على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، انضمامه إلى صف الثوار. حيث كتب على صدر الصفحة: “قد أحبك يا شيخي ولكني أحب العدل أكثر”.

ويعد الداعية البوطي من أكبر المناصرين للرئيس السوري بشار الأسد. وعلق أسعد فصاد: “عقبال ما يهدي البوطي نفسه، إن الله على كل شيء قدير”.

اعتذار مدير الصفحة

وكتبت صفية: “حيوا آدمن صفحة البوطي إللي الله فتحلوا بصيرته الحمد لله”. وكتب عبدالكريم مشككاً في الخبر، “إذا انشق فعلاً آدمن صفحة البوطي فيجب عليه وضع علامة إكس على صورة البوطي بالصفحة لنتأكد من ذلك”.

وعلق سامي حاج: “الله أكبر بارك الله بـ”الأدمن” على تغيير مواقفه الأهم أرنا الحق حق وازرقنا اتباعه”.

وبحسب الخبر الذي نشرته صحيفة “الاتحاد” الإماراتية، فقد قام مدير الصفحة ببث صور وأخبار شهداء الثورة السورية على صدر الصفحة الخاصة بالداعية البوطي قائلاً: “نعتذر عن المنشور السابق ونستغفر الله إن أخطأنا، ومن الآن فصاعداً كل ما ينشر هنا يعبر عن رأي واستفسارات من أحد مدراء الصفحة الحاليين، ولا يعبر عن رأي وفكر الدكتور، إلا ما ننقله بصوت أو بخط الدكتور، لذا يرجى أخذ العلم وشكراً”.

يذكر أن الداعية د. محمد سعيد البوطي عرف عنه مساندته المستمرة لنظام بشار الأسد، حتى أنه افتى بجواز السجود لصور الرئيس السوري أثناء الصلاة.

مدينة الزبداني السورية.. هدوء استثنائي وسط العاصفة

بيروت – محمد زيد مستو

تعيش مدينة الزبداني السورية حالة “استئثائية” من الهدوء بين مختلف المدن السورية للمرة الأولى منذ انخراطها في الثورة، بعد أيام من انسحاب الجيش منها إثر مفاوضات أعقبت حملة عسكرية ضخمة، وسط سعي لتنظيم الحياة السياسية والاجتماعية في المدينة بعيداً عن تدخل الحكومة السورية.

ومنذ انسحاب قوات الأمن والجيش من داخل المدينة وتمركزه على محيطها في 17 يناير/كانون الأول الجاري، يخرج الأهالي في مظاهرات دون التعرض لها من قبل قوات الأمن والجيش التي تتمركز على أطراف المدينة، في حين لم تسجل الزبداني أية حالة قتل أو اصطدامات بين الأهالي، حسب نشطاء ومعارضين فيها، وذلك بعد مقتل 15 شخصاً وجرح 35 مدنياً فيها خلال الأشهر العشرة الماضية.

حكم ذاتي

وفيما يعيش الأهالي حالة من الترقب خشية اقتحامها من قبل الجيش السوري في أي لحظة، بدأوا في تنظيم أنفسهم لإدارة الشؤون المحلية في المدينة بالتعاون مع الجيش الحر، بعيداً عن هيمنة الدولة.

وحسب الناشط عبدالله عبدالرحمن، فإن أهالي مدينته شكلوا مجلساً محلياً منتخباً لإدارة شؤونها دون أي تدخل من طرف الحكومة السورية.

وأوضح عبدالرحمن أن الأهالي انتخبوا شخصاً عن كل 1000، وشكلوا مجلساً مكوناً من 28 عضواً، شكلوا بدورهم لجاناً لإدارة شؤون المدينة التي أصبحت تحت إدارتهم بالكامل، والتنسيق مع الجيش الحر.

وأضاف الناشط أن المجلس كوّن خمس لجان، تتضمن لجنة سياسية للتفاوض مع النظام السوري، ولجنة إغاثة ومعونات، ولجنة مالية، وأخرى أطلقوا عليها “لجنة الدعم الثوري لتنظيم المظاهرات والحركات الاحتجاجية، إضافة إلى لجنة خدمات لتنظيم المسائل الخدمية والمرافق العامة التي أصبحت ضمن تخصص الأهالي بعد سحبها من البلدية.

وحول الشؤون الأمنية، أشار إلى أن المجلس شكل لجنة عسكرية للإشراف على عمل الجيش الحر الذي يتولى عناصره حماية المدينة ومساعدة الأهالي. لافتاً إلى أن المجلس سيعلن عن ناطق إعلامي يتحدث باسم المدينة خلال أيام.

وأكد أن أفراد الشرطة وعناصر الأمن يتواجدون في مقراتهم داخل المدينة، دون أن تكون لهم الصلاحية في تشكيل حواجز أمنية أو إخراج دوريات، حسب بنود الاتفاق مع السلطات.

ووفقاً للمعارض البارز كمال لبواني الذي أكدت مصادر أنه لعب دوراً استشارياً بارزاً في تشكيل المجلس، فإن الزبداني تعيش حالة أمنية مستقرة للغاية، بفضل الأهالي والجيش الحر الذي ينحدر معظم عناصره منها.

ولفت لبواني إلى أن النخب الثقافية والسياسية المحليين لعبوا دوراً كبيراً في تشكيل المجلس بطريقة “ديمقراطية”، واستطاعوا تنظيم شؤونهم المحلية دون أي تدخل من السلطات السورية. لافتاً إلى أن المجلس يتلقى دعمه المالي من رجال الأعمال في المدينة.

وأكد لبواني الذي ينحدر من الزبداني، أن المدارس عاد فيها الدوام إلى طبيعته، غير أنها استبدلت أعلام الدولة بعلم الاستقلال الذي يرفعه المحتجون، ويرددون شعاراً صباحياً لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، وتحية الجيش الحر.

جيش محلي

وحول إمكانية تحول عناصر الجيش الحر إلى ميليشات تقمع الأهالي، أبدى المعارض السوري عدم تخوفه، معتبراً أن “المسلحين يمكن أن تكون أفكارهم متطرفة حين ينعزلون عن الأهالي”، في حين أن جميعهم ينحدرون من عائلات محلية، وغير منفصلين عن السكان المحليين، على حد تعبيره.

ونوّه لبواني إلى أن عناصر الحر تتولى حماية المدنيين في المنطقة وتشرف على تقديم المساعدات الغذائية للأهالي، في حين أن قراراتهم تخضع للمجلس المحلي المدني.

وأشار إلى أن ضباطاً متقاعدين وعسكريين من أبناء المدينة هم الذين يتولون قيادة الجيش الحر وتوجيه أوامره.

وحول تعداد عناصر الحر في منطقته، قال المعارض السوري إن معظم شبان المدينة انضووا تحت صفوفه، وعبّروا عن الدفاع عن مدينتهم، إضافة للعسكريين الذين أعلنوا انشقاقهم عن الجيش.

وحول تجربة مدينته قال “إن التجارب الديمقراطية تكون صعبة في بداياتها”، مبدياً تفاؤله في الشباب السوري الذي اعتبر أنه واعٍ للغاية وقادر على حكم البلاد دون نظام الأسد وقبضة الأمن، حسب وصفه، داعياً إلى تعميم تجربة الزبداني على جميع أنحاء سوريا.

مفاوضات

وتعتبر مدينة الزبداني السياحية الواقعة على بعد نحو 45 كيلومتراً من وسط العاصمة دمشق، أول منطقة يتم الإعلان فيها عن انسحاب القوات العسكرية منها إثر عدة محاولات اقتحام استمرت أربعة أيام متتالية وتخللها قصف عنيف بالأسلحة الثقيلة، دون أن تتمكن القوات من اقتحامها جراء تصدي عناصر الجيش الحر لها، في حين تكبدت فيها القوات السورية خسائر، حسب مصادر عسكرية.

وجرى خلال المفاوضات تأكيد الأهالي على حقهم في التعبير السلمي، وانتخاب السلطة بحرية وحق المشاركة في الحياة السياسية، وحيازة السلاح الفردي الذي اعتبره “سنة نبوية”.

كما أكدوا حق الدفاع المشروع عن أنفسهم “ضد أي معتد” بكل الوسائل، كما ورد في نصّ الاتفاق الذي أجراه العماد آصف شوكت نائب رئيس هيئة الأركان السورية وصهر الرئيس بشار الأسد، معتبرين أن المفاوضات جرت وفق مضمون المبادرة العربية التي دعت الجيش السوري إلى وقف العمليات العسكرية وسحب آلياته وجنوده من المدن.

أما عناصر الجيش الحر فقد تعهدوا من جانبهم بوقف العمليات الهجومية ضد القوات السورية والسماح ببقاء مخافر الشرطة ومراكز الأمن داخل المدينة.

تيرسي: الانتقال السلمي في سورية وفق خطوط الجامعة العربية

روما ( 26 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

عبر وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرسي عن ”الألم والصدمة العميقين” لنبأ اغتيال الأب الأرثوذكسي باسيليوس نصار ورئيس الهلال الأحمر عبد الرزاق جبيرو، في سورية أمس

وأكد الوزير في بيان أصدرته الخارجية في روما اليوم أن “هذه الأحداث يجب أن تدفعنا كي لا ندخر أي جهد في سبيل تجنب أسوأ السيناريوهات، حتى لا تدخل سورية في دوامة من العنف الإرهابي” حسب تعبيره

وتابع القول ”إن الطريق الذي يجب اتباعه هو الانتقال السلمي، وفق الخطوط التي أشارت إليها جامعة الدول العربية، فهي الوحيدة التي من شأنها تجنب المزيد من الخسائر في الأرواح وحماية جميع الطوائف” الدينية في البلاد

كانت الأنباء الواردة من سورية، قد أفادت يوم أمس الاربعاء بمقتل أول رئيس لجمعية الهلال الاحمر السورية في شمال غرب البلاد من الجنسية السورية عبد الرزاق جبيرو،رمياً بالرصاص، فيما كان في طريقه بالسيارة من دمشق الى ادلب

كما اغتيل يوم أمس أيضاً، الأب باسيليوس نصار الكاهن في بلدة كفربهم عندما كان يقوم باسعاف رجل مصاب في حي الجراجمة بحماة

تصعيد عسكري في سورية واتهامات للقوات الأمنية بارتكاب عدة مجازر

روما (27 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

كثّفت السلطات العسكرية والأمنية السورية حملتها القمعية لمحاولة السيطرة على المناطق التي تشهد اضطرابات، واتهمت قوى ثورية سورية السلطات الأمنية بـ”ارتكاب مجازر” في عدد من المناطق السورية

وقال ناشطون إن القوات العسكرية والأمنية السورية تقوم بقصف مدن حماة وحمص وإدلب، والعديد من بلدات درعا وريف دمشق، وأشاروا إلى “مجازر يرتكبها النظام السوري عبر آلته العسكرية في عدة أماكن في سورية”، وشددوا على أن “بعض المناطق تُقصف بالأسلحة الثقيلة والمدفعية، وأن العديد من البيوت والأبنية سوّيت بالأرض في حمص وحماة وقرى درعا وغيرها من المناطق” في البلاد

وقالت لجان التنسيق المحلية إن “14 شخصاً من أسرة واحدة قتلوا الخميس قرب حمص”، وبثّ ناشطون مقاطع فيديو للقتلى الذين كان بينهم “خمسة أطفال تتراوح أعمارهم بين 8 أشهر و5 سنوت”، فيما أكّد اتحاد تنسقيات الثورة السورية أن منطقة (ضهور المعبور) في عسال الورد في القلمون بريف دمشق شهدت أيضاً “مجزرة أخرى” وأنه “تم محاصرة أهالي المنطقة من قبل الأمن والشبيحة وقتلوا 19 شخصاً منهم، وذكروا الأسماء الثلاثية لجميع القتلى”

كما أكّد ناشطون سوريون على أن القوات العسكرية والأمنية السورية قامت بعمليات “قتل جماعي اليوم في بلدة (نوى) في درعا، وقتلت 14 شخصاً من الأهالي كانوا يشيّعون أحد قتلى الأمس”

وقالت لجان التنسيق المحلية إن “ستة أشخاص قتلوا اليوم في حلب برصاص القوات الأمنية والعسكرية السورية، وهو أكبر عدد من القتلى يسقط في المدينة منذ انطلاق الاحتجاجات في آذار/مارس الماضي”، فيما قال ناشطون إن حصيلة قتلى اليوم في حلب ارتفع إلى تسعة قتلى

وقالت مصادر حقوقية سورية أن عدد قتلى اليوم “قد يتجاوز المائة قتيل من المدنيين في مختلف أنحاء سورية”، منوهة بأن “بينهم العديد من النساء والأطفال”، كما رجّحت أن يكون عدد المعتقلين الخميس والجمعة قد “تجاوز الألف معتقل” في سورية

وتقول المعارضة السورية إن القوات العسكرية والأمنية التابعة للنظام السوري قامت بتطويق مدن وبلدات بعشرات الآلاف من العناصر وتحاول اقتحام حمص وحماة وريف دمشق وريف درعا وغيرها من عدة محاور تحت “غطاء قصف كثيف بالرشاشات الثقيلة والمدفعية وسط مقاومة عنيفة من الثوار وأفراد الجيش السوري الحر المنشقين” عن الجيش النظامي

إيران تقول إن 11 من مواطنيها “خطفوا أثناء زيارة دينية في سوريا

تتَّهم المعارضة السورية إيران بدعم النظام السوري لقمع المتظاهرين، الأمر الذي تنفيه طهران ودمشق

أعلنت إيران الخميس أنَّ 11 من مواطنيها قد “اختُطفوا أثناء زيارة دينية كانوا يقومون بها في سوريا”، وطالبت السلطات السورية ببذل الجهد الممكن لإطلاق سراحهم.

فقد نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية “إرنا” عن مسعود إخوان، وهو مسؤول في هيئة الحج الإيرانية، قوله: “كانت الحافلة في طريقها إلى دمشق عندما هوجمت وسط سوريا وخُطف 11 من ركابها.”

لكن المسؤول الإيراني لم يذكر المزيد عن تفاصيل الحادث، ومن هي الجهة التي يعتقد أنها تقف وراءه.

إدانة

وقد سارعت الحكومة الإيرانية لإدانة الهجوم الذي قال عنه رامين مهمانباراست، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إنه “عمل لا مبرِّر له”.

وقال مهمانباراست: “حسب معلوماتنا، فقد قامت مجموعة مسلَّحة مجهولة باختطاف 11 من الزوَّار الإيرانيين عندما كانوا في طريقهم إلى دمشق.”

وأضاف: “ندعو الحكومة السورية لاستخدام الوسائل والسبُل الممكنة كافَّة لإطلاق سراح المواطنين الإيرانيين.”

من جهتها، ذكرت قناة “برس تي في” التلفزيونية، الناطقة بالإنجليزية، في موقعها على شبكة الإنترنت أنَّ “مجموعة مسلَّحة خطفت الرجال واقتادتهم إلى جهة مجهولة، تاركة النساء لوحدهنَّ في الحافلة.”

وأضافت الوكالة أنَّ المسلَّحين اتصلوا بأقارب أحد المخطوفين في العاصمة الإيرانية طهران وطلبوا دفع فدية لقاء إطلاق سراحهم.

سبعة مهندسين

يُذكر أنَّ سبعة فنيين إيرانيين كانوا قد اختُطفوا في شهر ديسمبر/كانون الأوَّل الماضي في مدينة حمص التي تُعتبر إحدى المناطق السورية الساخنة التي تشهد احتجاجات مناوئة للنظام السوري الذي يواجه انتفاضة شعبية ضدَّه منذ الخامس عشر من شهر مارس/آذار الماضي.

وطالبت إيران في حينها بإطلاق سراح الفنيين الذي كانوا يعملون في محطة لتوليد الطاقة الكهربائية في المدينة الواقعة وسط البلاد.

وقد وجَّهت بعض أطراف المعارضة السورية اتِّهامات إلى طهران بدعم السلطات السورية ومساعدتها لـ “قمع الانتفاضة الشعبية”، الأمر الذي تنفيه بشدَّة كلُّ من دمشق وحليفتها الأوثق طهران.

يُشار إلى أن حوادث الخطف والقتل الطائفي قد باتت من الأمور المألوفة في المناطق السورية التي تشهد اضطرابات، مثل حمص، الأمر الذي يثير المخاوف على الصعيدين الإقليمي والدولي من احتمال تحوُّل أعمال العنف إلى صراع طائفي وحرب أهلية في البلاد، يكون لها انعكاساتها الخطيرة على المنطقة برمَّتها.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

سوريا: تصاعد عمليات العنف وروسيا ترفض تنحي الاسد

افاد ناشطون سوريون بمقتل 23 مدنيا على الاقل برصاص قوات الامن اثناء تفريقها مظاهرات احتجاجية في مناطق مختلفة من سوريا الجمعة.

واوضح المرصد السوري لحقوق الانسان ان 12 من القتلى سقطوا في بلدة نوى في محافظة درعا جنوب سوريا “لدى اطلاق قوات الامن النار على مشيعي الطفل الذي قتل يوم امس باطلاق رصاص من قبل قوات الامن”.

وسقط خمسة قتلى خلال تفريق تظاهرة احتجاجية في حلب، التي ظلت طويلا بعيدة عن المشاركة في حركة الاحتجاجات الامر الذي وصفه بعض المعلقين بالتطور اللافت في هذه المدينة الشمالية التي لم تشهد قبلا تحركات احتجاجية.

واشار المرصد في بيان اصدره الى أن القتلى الخمسة سقطوا باطلاق قوات الامن الرصاص عشوائيا في حي المرجة بحلب.

وافاد المرصد ايضا بمقتل 12 عنصرا من رجال الامن في هجومين منفصلين احدهما بانفجار سيارة مفخخة قرب حاجز امني عند مدخل مدينة ادلب شمال غرب سوريا ما اسفر عن مقتل وجرح عناصر الحاجز وعددهم 6 اشخاص.

بينما كان الهجوم الثاني بقذائف صاروخية استهدف حافلتين للامن في بلدة المزيريب في محافظة درعا ما اسفر عن مقتل ستة اخرين.

ونقلت وكالة رويترز عن ناشطين وسكان قولهم ان 14 شخصا من عائلة واحدة بينهم اطفال قد قتلوا بطريقة وحشية برصاص ميلشيا موالية للرئيس السوري الاسد، ووصف الحادث الذي وقع في مبنى بحي كرم الزيتون المختلط الواقع على بعد 140 كلم الى الشمال من العاصمة دمشق وتسكنه عائلة سنية تدعى عائلة بهادر بأنه هجوم ذا صبغة طائفية.

ومن جانبه اعلن رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا محمد الدابي الجمعة ان معدلات العنف في سوريا “تصاعدت بشكل كبير” خلال الايام الثلاثة الاخيرة.

وقال الدابي في بيان صدر في مقر الجامعة في القاهرة ان “الوضع بما هو عليه الآن من عنف لا يساعد على تهيئة الظروف أمام القرارات التي اتخذها المجلس الوزاري العربي في اجتماعه الأخير والتي تهدف إلى دفع كافة الأطراف للجلوس الى طاولة الحوار”.

واضح الدابي ان بعثة المراقبين ستواصل مهامها رغم هذه الظروف، مطالبا في الوقت نفسه “بوقف العنف فورا حفاظا على ارواح ابناء الشعب السوري وإفساح المجال أمام الحلول السلمية”.

رفض روسي

واعلنت روسيا الجمعة انها لن تؤيد اي قرار يطرح في مجلس الامن يتضمن دعوة للرئيس السوري الاسد للتنحي في اشارة الى مشروع قرار جديد سيقدم لمجلس الامن يستند الى مبادرة الجامعة العربية والتي تقضي بتسليم الاسد لسلطة الى نائبه وتشكيل حكومة وحدة وطنية خلال شهرين.

تعكف دول غربية وعربية على تقديم مشروع قرار جديد بشأن سوريا الى مجلس الامن

ونقلت وكالة انترفاكس الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي جينادي غاتيلوف قوله ان “القرارات حول التسوية السياسية في سوريا يجب ان تقر بدون اي شرط مسبق. لا يمكننا ان ندعم اي قرار في مجلس الامن الدولي يدعو الى رحيل الاسد”.

واستبق تصريح نائب وزير الخارجية الروسي جلسة مجلس الامن التي يعقدها الجمعة لمناقشة الاوضاع في سوريا، قبل ان يصوت الاسبوع المقبل على قرار جديد يستند الى مبادرة الجامعة العربية لحل النزاع في سوريا وتعكف دول غربية وعربية على تقديمه الى المجلس.

وكانت روسيا والصين قد رفضتا مشروع قرار تقدم به بعض الدول الغربية في اكتوبر/ تشرين الاول الماضي، وتقدمت روسيا بصيغة مسودة قرار معدلة من جانبها لاحقا.

وحذر المسؤول الروسي من تجاهل رأيهم في مشروع القرار الجديد سيجعل من خطوة طرحة للتصويت أمام جلس الامن “سيكون مآلها الفشل حتما لاننا سبق وان اعلنا رأينا بوضوح وكذلك فعل شركاؤنا الصينيون”.

وتعارض موسكو فرض أي عقوبات على دمشق، وتدعو إلى إجراء حوار شامل بين الحكومة السورية والمعارضة من أجل التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة.

وقال مبعوثون غربيون إن روسيا قد تجد صعوبة في استخدام مثل هذا الحق لإحباط قرار يهدف إلى تقديم الدعم للجامعة العربية، وبناء على طلب رسمي منها.

مشروع قرار جديد

وقال مبعوثون إن مجلس الأمن قد يصوت الأسبوع المقبل على مشروع القرار الجديد الذي صاغه دبلوماسيون من بريطانيا وفرنسا بالتشاور مع قطر والمغرب والولايات المتحدة وألمانيا والبرتغال.

ومن المقرَّر أن يحلَّ مشروع القرار الجديد محل مشروع روسي وصفه دبلوماسيون غربيون بأنه “ضعيف للغاية”.

وقال دبلوماسيون في المجلس إن الوفد المغربي التقى الخميس مع دبلوماسيين روس وصينيين وقدم لهم أحدث نسخة من مشروع القرار العربي-الغربي، دون أن يُعرف على الفور ما هو رد فعلهم الأولي.

ويدعو مشروع القرار، حسب وكالة رويترز التي حصلت على نسخة منه، إلى إجراء “انتقال سياسي للسلطة” في سوريا، دون أن يطالب بفرض عقوبات دولية على سوريا.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

روسيا لن تؤيد اي قرار للامم المتحدة يطالب بتنحي الاسد

موسكو (رويترز) – اشارت روسيا يوم الجمعة الى أنها من الممكن ان تستخدم حق النقض ضد أي قرار لمجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة يطلب استقالة الرئيس السوري بشار الاسد وقالت ان اي محاولة لاستعجال التصويت على قرار كهذا محكوم عليها بالفشل.

وتصريحات نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف احدث مؤشر على ان روسيا مستعدة لاعاقة مشروع قرار غربي عربي يسعى الى انهاء اشهر من اراقة الدماء في سوريا من الممكن طرحه للتصويت الاسبوع القادم.

ونقلت وكالة انترفاكس عن جاتيلوف قوله “اي قرار عن تسوية سياسية مستقبلية في سوريا يجب ان يتخذ خلال العملية السياسية دون…شروط تمهيدية.”

وأضاف “لا يمكن ان نؤيد دعوة تؤيد تنحي الاسد في اي قرار لمجلس الامن التابع للامم المتحدة.”

ويدعو مشروع القرار الى دعم مجلس الامن لخطة الجامعة العربية لتسهيل “التحول السياسي المؤدي الى نظام سياسي ديمقراطي تعددي … بما في ذلك من خلال انتقال السلطة من الرئيس ومن خلال انتخابات شفافة وحرة.”

وقال جاتيلوف محذرا الاعضاء الغربيين في مجلس الامن من الضغط في اتجاه طرح مشروع القرار للتصويت قريبا وقال “سيكون ذلك محكوما عليه بالفشل لاننا عبرنا عن رأينا بوضوح كما فعل شركاؤنا الصينيون.”

وتملك كل من الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا حق النقض (فيتو) في مجلس الامن الدولي بوصفهم الاعضاء الدائمين في المجلس.

وكانت وكالة ايتار تاس التي تديرها الدولة قد نقلت في وقت سابق يوم الجمعة عن جاتيلوف قوله ان مشروع القرار لم يتضمن “أي اعتبار اساسي لموقفنا” وانه افتقر الى “نواح رئيسية اساسية بالنسبة لنا.”

ولمح جاتيلوف الى استياء روسيا من عدم استبعاد مسودة القرار للتدخل العسكري ومن انها تشير الى عقوبات فرضتها بالفعل جامعة الدول العربية على سوريا.

وحذرت روسيا من انها لن تسمح بتمرير اي قرار في مجلس الامن يجيز التدخل العسكري وقالت ايضا انها لن تؤيد بأثر رجعي عقوبات غربية وعربية فرضت بالفعل على سوريا.

وصرح جاتيلوف بان روسيا قلقة من فقرة تقول ان مجلس الامن سينظر في مدى تطبيق سوريا للقرار بعد 15 يوما “ويتبنى اجراءات اخرى” اذا لم تكن التزمت به.

واستطرد قائلا “ما هي تلك الاجراءات.. هذا هو السؤال.”

وحثت روسيا الاسد على تنفيذ الاصلاحات بشكل اسرع لانهاء عشرة اشهر من اراقة الدماء لكنها تقول ان خصومه يتحملون معه شطرا من اللوم على اعمال العنف ورفضت الانضمام الى دول أخرى دعته الى التنحي عن الحكم.

واصبحت روسيا من الدول القليلة التي ما زالت تؤيد حكومة الاسد وما زالت تصدر السلاح الى دمشق في تحد لدعوات الولايات المتحدة الى فرض حظر على بيع السلاح الى سوريا.

وقال جاتيلوف ان مسودة القرار الروسية التي طرحتها موسكو الشهر الماضي وعدلت في وقت سابق من الشهر الجاري مازالت على المائدة ملمحا الى ان المسودة العربية الغربية يجب الا تتخطاها.

وكان دبلوماسيون غربيون قالوا ان المسودة الروسية متساهلة جدا مع حكومة الاسد.

مشعل يغادر سوريا في هدوء مع استمرار العنف

غزة (رويترز) – قالت مصادر دبلوماسية وأخرى في المخابرات يوم الجمعة ان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) غادر بالفعل مقره بالعاصمة السورية دمشق.

وقال دبلوماسي في المنطقة طلب عدم ذكر اسمه “مشعل لا يتواجد في سوريا كما في السابق وهو معظم الوقت خارجها.”

وقال مصدر في المخابرات طلب عدم ذكر اسمه “مشعل لن يعود الى سوريا وهذا هو القرار الذي اتخذه. مازال هناك وجود لحماس لكنه لا يذكر.”

وقال الدبلوماسي ان دمشق منعزلة بسبب قمع دموي لانتفاضة بدأت قبل عشرة أشهر احتجاجا على حكم الرئيس السوري بشار الاسد وهي غير امنة مضيفا أن مشعل لم يعد قادرا على استقبال زوار دوليين فيها.

ويقول محللون ان مشعل محرج أيضا بسبب القمع الدموي الذي تقول الامم المتحدة انه أسفر عن مقتل أكثر من خمسة الاف شخص في سوريا. والكثير من ضحايا قوات الامن السورية سنة متحالفون مع جماعة الاخوان المسلمين التي يعتمد مشعل على دعمها لحماس.

والاسد مدعوم بشكل أساسي من الاقلية العلوية التي ينتمي اليها وأقليات أخرى في سوريا.

وقالت المصادر ان مشعل لن يعلن غلق المقر السياسي لحماس في سوريا.

وقال الدبلوماسي “في خلال شهر مضى لربما لم يمكث في سوريا سوى خمسة أيام والبقية قضاها في قطر وتركيا ومصر.”

وأضاف “لكنه لم يغلق المقر في سوريا بالكامل ومازال هناك مسؤولين من حماس هناك.”

وأضاف “كما نفهم فان حماس لن تعلن مغادرة أو ترك سوريا حتى وان حدث ذلك بالفعل.”

وذكرت المصادر أن مشعل موجود حاليا في القاهرة لكن “لا يوجد اتفاق لفتح مكتب في القاهرة حتى الان.”

وقال المصدر “المقر المتوقع لمشعل هو قطر التي قد يبقى فيها لمعظم الوقت حتى يستقر الوضع في سوريا.”

وقطر هي أكبر منتقد عربي للاسد الذي استضاف مشعل في دمشق. وساهمت وساطة قطر في الترتيب لزيارة مشعل للاردن الاسبوع المقبل لاستعادة العلاقات مع عمان بعد أكثر من عقد على طرد حماس من المملكة الاردنية.

وتأسست حماس عام 1987 ويصفها الغرب واسرائيل بأنها منظمة “ارهابية” وتدعمها ايران الحليفة المقربة من الاسد منذ وقت طويل. وقال الدبلوماسي ان تمويل الحركة توقف في الشهور الاربعة المنصرمة على ما يبدو.

وأضاف “ايران كانت تدفع مبلغ يتراوح بين 250 مليون دولار و300 مليون دولار لكن كان هناك تقطع في الدفع خلال عام مضى. وبحسب التقديرات فلم يكن هناك أية دفعات مالية مند شهر أغسطس الماضي.”

وذكر أن اسماعيل هنية قائد حماس في غزة يعتقد أنه “تلقى وعودا من تركيا بدعم حركته بمبلغ 300 مليون دولار سنويا لمساعدة قطاع غزة.”

وتركيا منتقد قوي اخر للاسد. ويزور هنية ايران خلال الايام المقبلة.

من نضال المغربي

المعارضة السورية في الخارج مستعدة لدعم المنشقين على الجيش ماليا

باريس (رويترز) – قالت عضو في المجلس الوطني السوري وهو جماعة معارضة بارزة في الخارج ان المجلس مستعد لتقديم المال والمعدات للمنشقين الذين يقاتلون قوات الرئيس بشار الاسد فيما يعملون من أجل انشاء هيكل قيادة منظم.

وبعد أشهر من العلاقات غير المباشرة عقد المجلس اتفاقا مع الجيش السوري الحر في وقت سابق من الشهر الحالي لاعادة تنظيم وحداته ذات الهيكل الفضفاض والتي تقاتل تحت لوائه.

وقالت بسمة قضماني المتحدثة باسم المجلس ان مع تزايد الانشقاقات في صفوف قوات الاسد تأخذ الانتفاضة التي بدأت باحتجاجات في الشوارع منذ عشرة اشهر أبعادا عسكرية لا رجعة فيها وان من واجب المجلس الان مساعدة المنشقين.

وقالت “المجلس الوطني السوري يحدد الجماعات الموجودة في سوريا وتركيا… لدينا خبراء عسكريون كانوا في الجيش السوري سابقا يحددون مواقعها ويصلون بينها في تسلسل للقيادة.”

وأضافت أن المجلس لن يساعد في توفير الاسلحة لانه يعارض الهجمات على أهداف فردية او مبان لكنه سيقدم التمويل او يبحث عن ممول حتى يستمر الجيش السوري الحر لكنها لم تحدد المبلغ المالي الذي سيتم تقديمه.

وكانت قضماني تتحدث للصحفيين في باريس حيث تعمل محاضرة وتدير مؤسسة مبادرة الاصلاح العربي البحثية. وليست للمجلس الوطني السوري قاعدة وحيدة لكنه يعقد أغلب اجتماعاته في باريس واسطنبول.

وقالت قضماني ان المنشقين يتراوح عددهم بين 20 و30 الفا في سوريا ونحو 300 في تركيا. وأضافت “هم بحاجة الى معدات اتصال وسترات واقية من الرصاص ومعدات غير هجومية لضمان اندماجهم مع بعضهم البعض. اذا تركوا معزولين فسيتحولون الى ميليشيات.”

وقالت قضماني ان احدى المشكلات الرئيسية التي تواجه تحويل الجيش السوري الحر الى قوة متماسكة ستكون ادارة التوترات بين من انشقوا في مرحلة مبكرة من الانتفاضة مثل العقيد رياض الاسعد والضباط الاعلى رتبة مثل اللواء مصطفى الشيخ الذي انشق هذا الشهر. وأضافت أن لواء اخر انشق وذهب الى تركيا لكن لم يتم الكشف عن هويته بعد.

وقالت قضماني وهي واحدة من عدة مرشحين لانتخابات قيادة المجلس التي ستحسم الشهر القادم “من الضروري أن نضمن امكانية تنظيم عمل الجيش السوري الحر بهدف استراتيجي.”

وأضافت “نقطة الضعف الرئيسية هي أنه ليست له أراض. لا توجد بنغازي وانما هناك جيوب” في اشارة الى الحركة المسلحة التي أطاحت بالزيم الليبي الراحل معمر القذافي واتخذت لنفسها قاعدة في مدينة بنغازي بشرق ليبيا.

واقترب القتال من دمشق هذا الاسبوع. وامتدت اشتباكات بين منشقين وقوات الامن في ضاحية دوما بدمشق حتى يوم الخميس وتجددت أعمال العنف في حمص اليوم الجمعة بعد ظهور تقارير عن وقوع مذبحة طائفية.

وقالت قضماني ان الحكومة السورية بدأت تفقد سيطرتها في بعض المناطق وستكافح من أجل تأكيدها من جديد في مدن مثل حماة وحمص وهما معقلان رئيسيان للانتفاضة المناهضة للاسد.

ومن المقرر أن يجتمع مجلس الامن الدولي يوم الجمعة لبحث الخطوة التالية تجاه سوريا وسيتم توزيع مسودة قرار عربي غربي على الاعضاء ويتوقع التصويت عليه الاسبوع القادم.

وتدعو المسودة التي حصلت رويترز على نسخة منها الى “انتقال سياسي” لكنها لا تدعو الى فرض عقويات على دمشق وهو ما قالت روسيا انها لن تدعمه.

وقالت قضماني “نحتاج الى قرار حقيقي من مجلس الامن الدولي يقول ان المجلس يتطلع الى لوم النظام ثم يحدد مدة زمنية يتخذ بعدها اجراءات أخرى.”

وأضافت أن المجلس الوطني كان قد طلب من الامين العام للامم المتحدة بان جي مون السماح له بتمثيل الشعب السوري خلال المحادثات.

وأضافت “أعتقد أن جامعة الدول العربية تتمتع بالنفوذ الكافي لاقناع الروس بتغيير موقفهم.”

من جون ايريش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى