أحداث الأربعاء، 07 تشرين الثاني 2012
«المجلس الوطني» مع حكومة انتقالية تستقر في «مكان محرر»
الدوحة – محمد المكي احمد
دمشق، بيروت، نيويورك، انقرة – «الحياة»، ا ف ب، رويترز – يتابع «المجلس الوطني السوري» اجتماعه الموسع في الدوحة بعدما اقر امس نظامه الانتخابي الجديد الذي ينتظر ان ينتخب اليوم على اساسه اعضاء الامانة العامة والمكتب التنفيذي للمجلس اضافة الى رئيسه الذي يتم انتخابه بالاقتراع السري المباشر.
واكد رئيس المجلس عبد الباسط سيدا ان المجلس سيشارك في الاجتماع الموسع الذي سيعقد غداً الخميس، بناء على دعوة حكومة قطر والجامعة العربية، للبحث في مبادرة عضو المجلس رياض سيف الذي اقترح انشاء هيئة قيادية جديدة تكون اكثر تمثيلاً وتتجاوز اطار المجلس. وحذر سيدا في كلمة امس امام اجتماع الدوحة من ان اي استهداف للمجلس سيطيل عمر الازمة، مشددا على ضرورة ان يكون المجلس هو «الركن الاهم» في عمل المعارضة. وانتقد تلكؤ العالم عن دعم المعارضة، قائلاً ان السوريين يشعرون انهم تركوا لمصيرهم وبات العالم كله متفقاً على عدم فعل اي شيء لانهاء محنتهم.
من جهة اخرى، اقترح جورج صبرا احد المسؤولين في «المجلس الوطني» الانتقال فوراً الى مرحلة تشكيل حكومة انتقالية «تستقر في مكان محرر وآمن في داخل سورية». وقال ان وفدا من المجلس التقى مساء اول من امس وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية وابلغه بهذه الاقتراحات. واكد ذلك أمين سر الأمانة العامة في «المجلس الوطني» أنس العبد الذي قال لـ «الحياة» انه «نتيجة لما يتعرض له الشعب السوري فالأفضل حالياً الانتقال للبحث في آليات تشكيل حكومة موقتة».
في هذا الوقت نقل ديبلوماسيون في نيويورك عن مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان انه ابلغ مجلس الامن في جلسة مغلقة ان الموفد الدولي – العربي الاخضر الابراهيمي حث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال لقائهما في القاهرة، على ابداء مزيد من المبادرة لحل النزاع السوري. واضاف الديبلوماسيون ان فيلتمان ابلغ المجلس ايضا انه تلقى تقارير موثوقا بها عن استخدام قوات النظام السوري قنابل عنقودية في حملته على مواقع المعارضة.
وكان لافروف التقى خلال زيارة لعمان رئيس الحكومة السورية السابق المنشق رياض حجاب. ونقل محمد العطري الناطق باسم حجاب ان اللقاء استمر نحو ساعة، وان لافروف دعا حجاب لزيارة موسكو لكن رئيس الوزراء السابق رفضها، قائلا انه لا يمكن ان يلبي هذه الدعوة في هذا الوقت وفي ظل ما يجري من اسالة للدماء في سورية وفي ظل موقف روسيا الحالي «غير الاخلاقي». واوضح العطري ان حجاب ابلغ لافروف انه «لا يوجد حل بوجود هذا النظام. عليه ان يرحل اولا ثم نبحث عن حل».
على الصعيد الامني، قتل ما لا يقل عن 12 عنصرا من قوات النظام واصيب اكثر من عشرين بجروح نتيجة هجوم شنته المعارضة بالعبوات الناسفة والقذائف واطلاق الرصاص، حسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. واستهدف الهجوم شاحنة وحافلة وسيارة رباعية الدفع وناقلة جند مدرعة قرب بلدة محمبل في محافظ ادلب.
واشار المرصد الى ان هذه البلدة تعرضت امس لثلاث غارات جوية، ويشهد محيطها اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية.
وذكر المرصد ان عشرة اشخاص على الاقل قتلوا واصيب اكثر من اربعين بجروح، جروح بعضهم خطرة، في انفجار ثلاث عبوات ناسفة مساء امس في ضاحية قدسيا غرب دمشق قرب مساكن الحرس الجمهوري.
كما تواصل القصف وعمليات التفجير في دمشق وضواحيها، وانفجرت سيارة مفخخة في بلدة المعضمية جنوب غرب العاصمة، ما اسفر عن سقوط جرحى واضرار مادية جسيمة. وتلى ذلك انفجار سيارة اخرى في منطقة السيدة زينب جنوب العاصمة اقتصرت اضرارها على الماديات.
وقتل مسلحون شقيق رئيس مجلس الشعب السوري جهاد اللحام في دمشق. وذكرت وكالة «سانا» الرسمية ان «ارهابيين اغتالوا الدكتور محمد اسامة اللحام في منطقة الثريا في الميدان بدمشق». ونقلت عن مصدر في المحافظة ان «الارهابيين ترصدوا الدكتور اللحام واطلقوا النار عليه في سيارته خلال توجهه الى عمله ما ادى الى استشهاده على الفور».
الى ذلك تستمر الانشقاقات في صفوف كبار ضباط الجيش السوري. وذكرت وكالة انباء الاناضول التركية ان سبعة ضباط كبار لجأوا امس الى تركيا حيث انضموا الى مئات العسكريين الاخرين المنشقين. وعبر الضباط المنشقون الحدود التركية – السورية المحاطة باجراءات امنية مشددة عند بلدة رينهالي الحدودية في محافظة هاتاي، واقتادتهم السلطات التركية الى مخيم اللاجئين في ابايدين في المحافظة نفسها والذي يؤوي مجمل الجنود السوريين المنشقين.
وفي اطار تشديد النظام السوري اجراءاته ضد الفصائل الفلسطينية التي انتقدت اجراءاته ضد المعارضة عمدت اجهزة الامن السورية امس الى اغلاق مكتب خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» في حي المزة ومكتبي عضوي المكتب السياسي للحركة عماد العلمي وعزت الرشق في منطقة مشروع دمر. وباتت هذه المكاتب تحت مراقبة السلطات السورية ويمنع على احد دخولها.
أوباما رئيسا للولايات المتحدة في ولاية ثانية
واشنطن-جويس كرم (الحياة الاكنرونية)
فاز الرئيس الأميركي باراك أوباما في انتخابات الرئاسة الأميركية أمام المرشح الجمهوري ميت رومني في سباق له انعكاسات داخلية ودولية على السياسة الأميركية في الأربع سنوات المقبلة.
ونجح أوباما بفضل فوز في ولايات أوهايو وميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسكن وغيرها من تخطي ال٢٧٠ كلية المطلوبة للفوز. وساعد أوباما في الفوز أصوات الأقليات اللاتينية والافريقية الأميركية، وخصوصا في فلوريدا حيث يستمر عد الأصوات مع تقدم طفيف لأوباما.
وسيلقي أوباما خطاب الفوز من مسقط رأسه في مدينة شيكاغو.
إسرائيل ترسل لسورية التحذير الأخير..وتحدد ثلاثة خطوط حمر للرد العسكري
القدس المحتلة – آمال شحادة
ارتفعت حدة التوتر بين اسرائيل وسورية، مساء الثلاثاء، بعد ان بعثت تل ابيب برسالة تحذير وتهديد لدمشق، عبر قوات الامم المتحدة المنتشرة في منطقة وقف اطلاق النار، ووضعت فيها ثلاثة خطوط حمر قبل القيام برد عسكري على العمليات التي تتجاوز الحدود نحو الجولان السوري المحتل، بعدما ادت الصدامات في المناطق المحاذية للحدود الى اشعال حرائق في الطرف الاسرائيلي وسبقها اطلاق الرصاص على سيارة جيب قائد كتيبة في وحدة “غولاني” ودخول ثلاث دبابات سورية منطقة وقف اطلاق النار، الفاصلة بين البلدين والتي تنتشر فيها القوات الدولية لتنفيذ الاتفاق بين البلدين بابقاء المنطقة معزولة السلاح.
وبحسب ما نشرت مصادر اعلامية مقربة من “الموساد” فقد بعثت اسرائيل، ليلة الثلاثاء، برسالتها وحذرت من انها ستكون مضطرة لرد عسكري اذا تجاوز الطرف السوري الخطوط الحمر الثلاثة:
– منع سقوط قذائف او اطلاق أي نوع من النيران داخل الحدود الاسرائيلية في الجولان السوري المحتل.
– عدم وصول قوات سورية الى منطقة وقف اطلاق النار، منزوعة السلاح، القريبة من الحدود او الاقتراب من الحدود الاسرائيلية وتكرار حادثة دخول ثلاث دبابات سورية الاسبوع الماضي.
– عدم تحليق طائرات حربية فوق المناطق المحاذية للحدود والمنتشرة فيها القوات الدولية .
وبحسب الرسالة الاسرائيلية فان عدم الالتزام باي من الشروط الثلاثة ستكون اسرائيل مضطرة للرد العسكرية، على حد المصادر الاسرائيلية.
وتشهد المناطق الحدودية حال توتر مستمر في اعقاب اقتراب المواجهات في سورية الى الحدود المحاذية للجولان السوري المحتل. وكثف سلاح الجو الاسرائيلي طلعاته الجوية في اجواء الجولان والجليل بادعاء ان وحدات المراقبة رصدت تحركات مكثفة للطيران السوري يقترب من منطقة القنيطرة لمساندة الجيش السوري. ونقلت هذه المصادر عن مصادر غربية ان الجيش السوري يعزز قواته في منطقة القنيطرة ويعد طائراته ومروحياته في محاولة لاعادة احتلال القنيطرة وحسم المعارك، التي تدور على بعد كيلومتر واحد من الحدود مع اسرائيل.
وازاء هذا الوضع اعلنت وحدات الجيش الاسرائيلي حال استنفارها عند الحدود مع سورية ولبنان واعتبرت المصادر الاسرائيلية قيام سلاح الجو بتحليق مكثف لطائراته في هذه المناطق الحدودية محاولة لردع الطرف الاخر.
ويكمن القلق الاسرائيلي في ان عناصر من القاعدة وتنظيمات معادية لاسرائيل تقترب من الحدود ومن هناك تدير معاركها، اعتقادا منها ان الجيش السوري لن يطلق نيرانه باتجاه الحدود مع اسرائيل، خشية رد اسرائيلي. كما تروج اسرائيل لتقرير يدعي ان خمسة الاف عنصر من حزب الله يشاركون في المعارك الى جانب الجيش السوري ويستخدمون معدات قتالية ايرانية متطورة، على حد ما نقلت المصادر الاسرائيلية، بينها منظومة سلاح تطلق صواريخ بقطر 302 ملمتر ويتجاوز مداها مئة كليومتر.
يذكر ان الجيش الاسرائيلي اعلن، بعد اصابة سيارة جيب قائد الكتيبة، . انه يلتزم ضبط النفس وعدم الرد على عمليات اطلاق النار على وحداته من جهة سورية والابقاء على حال استنفار قصوى على طول الحدود السورية وتنفيذ خطة هندسية لتحصين الحدود. كما شرع بنشر شبكة إنذار متطورة قادرة، بحسب الاسرائيليين، على اطلاق تحذير لحظة لمس السياج الحدودي،كما سيتم نصب شبكات رادارات ورصد متطورة ومزودة بكاميرات تصوير.
تفجيرات ومواجهات في دمشق وضواحيها
فيلتمان: الوضع الحالي في سوريا يقودها إلى الدمار
استمر مسلسل التفجيرات والمواجهات في دمشق وضواحيها وقت أوقعت الغارات الجوية التي تكثفت منذ فترة مزيداً من الضحايا والدمار. وفي ظل استمرار انسداد آفاق الحل للنزاع الدامي، تحدث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي زار المملكة العربية السعودية في إطار جولة خليجية، عن تأمين خروج آمن للرئيس السوري بشار الاسد من سوريا تسهيلا للمرحلة الانتقالية التي تشكل محور اجتماعات المعارضة السورية المصيرية المستمرة في الدوحة منذ ثلاثة أيام.
وحذر الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان في تقرير قدمه خلال جلسة مغلقة لمجلس الامن من “ان الموقف داخل سوريا يتدهور وينتقل إلى الأسوأ يوميا، ونحن نخشى أن تتفجر الأزمة من داخل سوريا إلى خارجها في منطقة هشة فعلاً، وقد شاهدنا ذلك في لبنان وفي تركيا… إن استمرار الوضع الحالي في سوريا يعني أنها منقادة إلى الدمار”. ونقل عنه ديبلوماسي طلب عدم ذكر اسمه ان الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي شجع خلال اجتماعه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في القاهرة الاحد، موسكو “على الاضطلاع بدور يتسم بمبادرة اكبر في حل الازمة السورية”.
وفي عمان، التقى لافروف رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب الذي أعلن بعد اللقاء رفضه دعوة لزيارة موسكو احتجاجا على الموقف الروسي من النزاع في بلاده.
وفي الدوحة، حذر رئيس “المجلس الوطني السوري” عبد الباسط سيدا في كلمة أمام المؤتمر الذي يعقده المجلس في الدوحة، من “استهداف” المجلس ومحاولات تصفيته من خلال مبادرة المعارض البارز رياض سيف المدعومة أميركيا والتي تهدف الى اقامة قيادة جديدة اكثر تمثيلا للمعارضة السورية، مؤكدا دوره المحوري في العمل المعارض.
وفي تطور أمني بارز، نقلت قناة “العربية” الفضائية السعودية عن شبكة “شام نيوز” المعارضة ان القوات النظامية قتلت رئيس “المجلس العسكري للجيش السوري الحر” في حمص العقيد قاسم سعد الدين في مكمن بمنطقة المباركيات في حماه.
وبعيد منتصف الليل، افاد ناشطون من المعارضة السورية عن مقتل وجرح العشرات في انفجار سيارة مفخخة قرب مسجد بحي القدم جنوب دمشق.
“المجلس الوطني السوري” يلوم المجتمع الدولي ويرفض تذويبه في مبادرة رياض سيف
10 قتلى بانفجار في قدسيا والسلطات أقفلت مكاتب “حماس” في سوريا
(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)
حذر “المجلس الوطني السوري” الذي يواصل اجتماعاته في الدوحة من “استهدافه” ومحاولات تصفيته من خلال المبادرة الجديدة المدعومة اميركياً والتي تهدف الى اقامة قيادة جديدة اكثر تمثيلاً للمعارضة السورية، مبرزاً دوره المحوري في العمل المعارض. واستمرت الاشتباكات والتفجيرات في دمشق وانحاء اخرى من سوريا.
أكد رئيس “المجلس الوطني السوري” عبد الباسط سيدا في اجتماع الهيئة العامة للمجلس في الدوحة مشاركة هذا المجلس في الاجتماع الموسع للمعارضة الخميس بناء على مبادرة المعارض البارز رياض سيف الذي يدعو الى توسيع المعارضة تحت لواء “هيئة المبادرة الوطنية السورية”.
الا انه حذر من ان اي استهداف للمجلس سيطيل عمر الازمة، ورأى انه ينبغي ان يكون المجلس “الركن الاهم” في العمل المعارض. وقال ان “مجموعة اصدقاء الشعب السوري وعدتنا بالكثير ولم تفعل سوى القليل الذي لا يرتقي ابداً الى حجم المأساة والمعاناة” في سوريا. واضاف ان “احساس السوريين والسوريات انهم قد تركوا لمصيرهم وبات العالم كله متفقاً على عدم فعل اي شيء لانهاء محنتهم”.
وتساءل: “ماذا يجري؟ ما الذي يحصل؟ وماذا ينتظر المجتمع الدولي؟ هل المطلوب هو تقسيم سوريا؟”، محذراً من ان استمرار الوضع على حاله قد “يشجع التيارات المتشددة”.
ورداً على الانتقادات الاميركية، حاول المجلس ابراز التغييرات التي يتبناها في هيكليته لتعزيز قاعدته التمثيلية، وخصوصاً في الداخل السوري.
واجرى المجلس خلال اجتماعه الذي بدأ الاحد في الدوحة تغييرات في بنيته افساحاً في المجال لانضمام المزيد من الهيئات والشخصيات الى الهيئة العامة التي باتت تضم 400 عضو، ولاسيما من الاقليات السورية.
وقال الخبير القانوني في المجلس هشام مروان ان ابرز التغييرات في بنية الهيئة العامة هو “رفع تمثيل المرأة الى 15 في المئة” و”زيادة تمثيل قوة الحراك الثوري والميداني (في الداخل) الى 33 في المئة باضافة 32 مكوناً جديداً”. كما اشار الى “ضم مكونات سياسية جديدة هي 35 تكتلاً سياسياً باتت تشكل 45 في المئة من المجلس” و”تمثيل الاقليات بنسبة 25 في المئة”. واوضح ان الهيئة العامة الجديدة تضم 52 في المئة من الاعضاء الجدد .
وفيما تتجه الانظار الى اجتماع غد الذي يحظى باحتضان اميركي خليجي ويهدف الى افراز قيادة موسعة جديدة للمعارضة، اكد المجلس نيته حضور هذا الاجتماع، لكنه أبدى تحفظات واضحة. وتنص مبادرة رياض سيف المدعومة اميركيا على تشكيل هيئة قيادية جديدة للمعارضة تتولى عمل “الجيش السوري الحر” على الارض وتنبثق منها حكومة منفى.
وافاد سيدا ان “الامانة العامة قررت في دورتها الأخيرة المشاركة في اللقاء التشاوري … سنتوجه الى هذا اللقاء بعقل وقلب مفتوحين، لكننا نؤكد منذ البداية ضرورة الحفاظ على المجلس الوطني السوري بوصفه الركن الاهم والاساس في الفعل المعارض السوري”.
وأبدى الرئيس السابق للمجلس برهان غليون تحفظه الواضح عن مبادرة رياض سيف، موجهاً انتقاداً شديداً الى واشنطن. وقال: “نرفض الصيغ الجاهزة… والمجلس يرفض المشاركة في اطار يهدف الى انهائه وقتله”. واضاف: “نسعى الى تحويل المؤتمر (الذي ينعقد الخميس) من مؤتمر لقتل المجلس الوطني الى مؤتمر لاستكمال العمل الذي بدأه المجلس”. وتنبأ بانه “اذا فرضت مبادرة على المجلس فانها ستفشل”.
وسئل عن ازمة الثقة المتزايدة بين واشنطن و”المجلس الوطني السوري”، فأجاب أن “الاميركيين يريدوننا كبش فداء للتغطية على تخاذلهم وعجزهم”.
كذلك قال عضو “المجلس الوطني السوري” رضوان زيادة ان “المبادرة ولدت ميتة”، ملاحظاً ان رياض سيف “حاصل على دعم واشنطن ولكن ليس على دعم الداخل”.
وفي ما بدا رداً على مبادرة سيف، صرح القيادي في “المجلس الوطني السوري” جورج صبرا بان المجلس اقترح تأليف حكومة انتقالية في “الاراضي المحررة” داخل سوريا. وقال: “لقد طرحنا المرور فوراً الى مرحلة تشكيل حكومة انتقالية تستقر في مكان محرر وآمن في داخل سوريا”.
وطالب امين سر المجلس انس العبدة المجتمع الدولي “باعلان الاعتراف بهذه الحكومة والدعم السياسي المسبق لها”. كما طالب بـ”رصد 500 مليون دولار كحد ادنى لموازنتها وذلك ضماناً لمقومات نجاحها”.
الوضع الميداني
ميدانياً، قتل عشرة اشخاص واصيب اكثر من 40 بجروح في انفجار ثلاث عبوات ناسفة في ضاحية قدسيا غرب دمشق.
وأورد المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له: “استشهد ما لا يقل عن عشرة مواطنين واصيب اكثر من 40 بجروح بعضهم في حال خطرة”، في انفجار ثلاث عبوات ناسفة في “ساحة الزهراء بحي الورود الشعبي في ضاحية قدسيا قرب مساكن الحرس الجمهوري”.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان “تفجيرا ارهابيا وقع في حي الورود في ريف دمشق في مكان يكتظ عادة بالمواطنين”.
وبث التلفزيون السوري في شريط اخباري على الشاشة ان “التفجيرات الارهابية في حي الورود اوقعت عددا من الشهداء والجرحى واضرارا مادية كبيرة”.
وانفجرت سيارتان مفخختان الثلثاء في ضواحي دمشق، الاولى بعد منتصف الليل في بلدة المعضمية أوقعت قتلى وجرحى والثانية في السيدة زينب اقتصرت اضرارها على الماديات.
كما اعلنت الوكالة “إحباط محاولة تفجير سيارة مفخخة في حي التضامن في جنوب العاصمة.
وقال مصدر امني ان المقاتلين المعارضين “شنوا خلال الساعات الثماني والاربعين الاخيرة هجمات مكثفة على العاصمة تمكنت القوات الحكومية من صدها”. وأضاف ان “نحو أربعة آلاف مقاتل شاركوا في هذه العمليات التي أفشلتها” قوات النظام. إلا ان “المسلحين تمكنوا من التسلل فقط الى حي التضامن حيث تستمر القوات النظامية في مطاردتهم”. وتحدث عن مقتل 120 شخصا في اعمال عنف في مناطق سورية مختلفة.
إقفال مكاتب “حماس”
على صعيد آخر، أعلن المرصد عن اقفال القوات السورية مكاتب في دمشق عائدة الى مسؤولين في حركة المقاومة الاسلامية “حماس” الفلسطينية.
وقال: “اغلقت القوات النظامية امس مكتب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في حي المزة ومكتبي عضوي المكتب السياسي للحركة عماد العلمي وعزت الرشق في منطقة مشروع دمر في دمشق”. واوضح ان هذه المكاتب باتت تحت مراقبة السلطات السورية ويمنع على احد دخولها.
وردا على سؤال لـ”وكالة الصحافة الفرنسية”، ذكر مصدر فلسطيني في دمشق ان “هذه المكاتب كانت مغلقة اصلا منذ مغادرة مسؤولي حماس العاصمة السورية في الاشهر الاولى من النزاع”.
وكانت “حماس” حليفا تقليديا للنظام السوري، الا ان مسؤوليها أعلنوا بعد فترة من الصمت عن التطورات في سوريا، وقوفهم الى جانب معارضي نظام الرئيس بشار الاسد.
وجاء إقفال المكاتب غداة معارك وقعت في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين شارك فيها فلسطينيون انقسموا بين المعارضين والقوات النظامية. وقالت “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة” الموالية للنظام السوري ان عناصرها اصطدموا اكثر من مرة مع “عناصر من الجيش الحر حاولوا التسلل الى المخيم”.
وقال معارضون في دمشق ان مقاتلين من “حماس” شاركوا في المعارك ضد القوات النظامية في ريف دمشق خلال الاسابيع الاخيرة.
تقرير فيلتمان
وفي نيويورك، قدم مساعد الامين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان تقريرا عن الوضع في سوريا خلال جلسة مقفلة لمجلس الامن.
وكشف ديبلوماسيون حضروا الاجتماع انه تحدث عن “معلومات جديرة بالثقة” عن استخدام الجيش السوري قنابل انشطارية وتكثيفه “غاراته الجوية” على المواقع التي يسيطر عليها المتمردون.
ونقلوا عنه ايضاً ان المقاتلين “حصلوا على الارجح على أسلحة اكثر تطورا” منذ بعض الوقت، لكنه لم يحددها.
واوضح انه رغم تصعيد العنف منذ فشل محاولة التوصل الى وقف للنار خلال عيد الاضحى، لا تزال الامم المتحدة ترى انه “لا يمكن تسوية النزاع عسكريا” وان الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الاخضر الابرهيمي في سوريا سيتابع مشاوراته.
وأكد ان عمليات التصفية او الاعدامات الميدانية التي نفذها المقاتلون في جنود الاسبوع الماضي، يمكن اعتبارها جرائم حرب في رأي الامم المتحدة. وأشار ان النزاع في سوريا لا يزال يهدد بالتوسع الى البلدان المجاورة، وخصوصا الى هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل.
لافروف يطالب المعارضة بالتخلي عن طلبها تنحي الأسد
وحجاب يرفض زيارة روسيا “بسبب موقفها غير الأخلاقي”
(وص ف، رويترز، أ ب، أش أ)
بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس في عمان في سبل وقف العنف في سوريا، مع رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب الذي اعلن رفضه دعوة لزيارة موسكو احتجاجا على موقفها من النزاع في سوريا.
وصرح لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاردني ناصر جودة: “التقيت حجاب وكان هدف اللقاء كما مع كل جهات المعارضة الاخرى، أن نتفق على آلية عمل نحاول من خلالها وقف العنف، وانقاذ اكبر عدد ممكن من الارواح ولكن بطريقة لا يستغل بها أي طرف هذا الامر للحصول على قوة عسكرية اكبر على الارض… رياض (حجاب الذي يتخذ عمان مقرا له) كان مستعدا للاستماع الينا وسنعمل معه ومع جهات سورية اخرى” في شأن هذا الموضوع. وأضاف: “نحن مع اعادة المراقبين الدوليين الى سوريا ورفع عددهم لمعرفة من هي الجهة التي تنتهك وقف النار”، مؤكدا أن “أهم شيء هو توقف كل اشكال العنف في سوريا واقناع الطرفين بالحل السلمي وبناء الدولة بشكل جديد”. وحض المعارضة السورية على التخلي عن شرطها المسبق بتنحي الرئيس بشار الاسد قبل اجراء اي محادثات لانهاء القتال، معتبراً أن “هؤلاء يقولون انه في البداية على الاسد ان يتنحى، اذاً ،هؤلاء لا تهمهم حياة السوريين، بل رأس الاسد ونحن لاندعم هذا الموقف… ليس ثمة سياسي يستطيع السير بهذه الخطوات… يجب العمل مع كل مجموعات المعارضة السورية من اجل اقناعها بآلية اتفاق جنيف”.
“ستينغر”
وعن الاسلحة الكيميائية في سوريا، قال إن “روسيا لا ترى تهديدا في هذا المجال، والتهديد الوحيد هو ان تقع هذه الاسلحة في أيدي الارهابيين الذين هم في وضع صعب الآن”. وأكد ان “روسيا تعلم ان المسلحين في سوريا حصلوا على 50 صاروخا من نوع “ستينغر” من الخارج وهم يضربون بها الطائرات”.
وفي المقابل، اوضح الناطق باسم المكتب الاعلامي لحجاب محمد عطري ان “اللقاء دام نحو ساعة”، وأن “لافروف قدم دعوة الى حجاب لزيارة موسكو، لكنه رفضها وقال انه لا يمكن ان يلبي هذه الدعوة في هذا الوقت وفي ظل ما يجري من اسالة دماء في سوريا وفي ظل الموقف الحالي الروسي غير الاخلاقي”. وأفاد ان “حجاب ابلغ لافروف ان لا حل في وجود هذا النظام. عليه ان يرحل اولا ثم نبحث عن حل”.
وفي حديث الى قناة “العربية” الفضائية، ومقرها دبي قال حجاب:”روسيا تبحث عن حل سياسي بوجود بشار الاسد… اولا يذهب بشار الأسد وكل رموز النظام التي تلطخت ايديهم بالدماء ومن ثم يبدأ الحل… قلنا للافروف بصراحة لا يمكن ان يكون هناك اي حل سياسي على الاطلاق ومستحيل هذا بوجود الأسد”.
والتقى لافروف الملك عبدالله الثاني بن الحسين الذي أبدى “القلق العميق للأردن من استمرار التصعيد وتزايد حدة العنف على الساحة السورية ومخاطر وتداعيات هذا الوضع على جميع دول وشعوب المنطقة”.
“المعايير المزدوجة”
وفي موسكو، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش بأن موسكو تدعو إلى التخلي عن “المعايير المزدوجة” عند تقويم “الهجمات الإرهابية” في سوريا.
وقال إن موسكو “قلقة جداً من تنامي النشاط الإرهابي في سوريا… ونستنكر بشدة الإرهاب بكل أشكاله وننتظر من الآخرين أيضاً تنديداً قوياً بهذا الشر العالمي. وتعد المعايير المزدوجة، وتقسيم الإرهابيين أشراراً و طيبين… أموراً غير مقبولة”، محذراً من أن تنامي خطر الإرهاب في ظروف استمرار النزاع الداخلي في سوريا يمثل تحدياً حقيقياً ليس للسوريين وحدهم.
عمرو لـ«السفير»: ندعم الإجماع اللبناني.. ولا فائدة من حكومة منفى سورية
«الوقت والجغرافيا» سبب بدء «الجولة المصرية» من معراب!
لينا فخر الدين
حاول وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو توضيح رأي بلاده من الأزمة الحكومية في لبنان، مبقياً على «الشعرة الديبلوماسية» لعدم إطلاق موقف يحسب على فريق لبناني دون آخر، مكرراً أكثر من مرة القول إن «القاهرة لا تملك في جعبتها مبادرة أو خطة حلّ، هي فقط تريد الاستماع لكلّ الأفرقاء اللبنانيين وحريصة على وحدة الصف الداخلي»، لكنه أكّد في الوقت عينه أن بلاده «لن تتأخر عن القيام بأي شيء لخدمة لبنان».
صحيح أن عمرو سيتوجه اليوم مباشرةً من بيروت الى الدوحة للمشاركة في مؤتمر للمعارضة السورية، إلا أن «لا تلازم البتة بين الزيارتين، بل إن زيارة لبنان كانت معدّة سابقا وتوافق توقيتها مع انعقاد مؤتمر الدوحة»، بحسب مصدر ديبلوماسي مصري تمنى «إبقاء لبنان بعيدا مما يحدث في سوريا من خلال سياسة النأي بالنفس التي تعتمدها الحكومة اللبنانية».
وزير الخارجية المصري رفض في دردشة مع عدد من الصحافيين، مساء أمس، في مقر إقامته في فندق «فينيسيا»، أن «يكشف الستار» عما إذا كان جدول أعماله «يخبئ» لقاء مع أحد مسؤولي «حزب الله». ترك عمرو «الباب مفتوحاً» على إجابات متعددة بقوله: «إن شاء الله تسنح لنا الفرصة بلقاء كل الأطراف».
غير أن الوزير المصري كان يملك «جواباً سريعاً»، وإن كان ديبلوماسياً، عن سبب بدء جولته اللبنانية من معراب، لا سيمّا أن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع لا يحمل أية صفة رسمية (نائب أو وزير)، بل هو مسؤول حزبي، وقال لـ«السفير» ان «لا خلفيّات، ولا ينمّ ذلك عن أي مدلول سياسي»، عازياً الأمر إلى «المواعيد التي كانت متاحة عند التحضير للزيارة، مع مراعاة الجانب الجغرافي والمسافة بين بيروت والمناطق المحيطة».
ولفت عمرو الانتباه إلى أنه يحمل رسالة من الرئيس المصري محمّد مرسي إلى نظيره اللبناني ميشال سليمان لإظهار مدى اهتمام مصر بما يجري في لبنان، خصوصاً أن العلاقات مميزة بين البلدين، مشدداً على «حرص مصر على وحدة الشعب اللبناني»، ومبدياً ثقته بـ«تغلّب هذا البلد بحكمة قياداته، على كلّ الأزمات».
ونفى عمرو أن تكون مصر تدعم حكومة تكنوقراط أو وحدة وطنية، مجدداً القول «إننا ندعم ما تتوصّل إليه الأطراف الداخلية، ونحن مستعدون للمساعدة».
عمرو رفض الإجابة عن سؤال لـ«السفير» عما إذا كان قد نصح المسؤولين اللبنانيين بكيفيّة إبعاد نار الأزمة السورية عن الداخل اللبناني، مكتفياً بالقول ان «حماية الاستقرار أمر مهمّ قطعاً، وأنا أثق بأن كلّ الأطراف الداخلية تسعى للحفاظ على السلم الأهلي».
وتطرّق عمرو إلى الوضع في سوريا، فأكد «أهمية توحيد المعارضة»، وقال إن «القاهرة والدول المؤثرة تتواصل مع أطراف المعارضة الداخلية لحثّها على رص صفوفها وتوحيد أهدافها».
وجدّد موقف بلاده الرافض لأي تدخّل عسكري في سوريا، وأضاف: «يجب الاتفاق على حلّ يوقف نزيف الدم الحاصل والذي لا يقبله أي ضمير إنساني»، مشترطاً أن يكون ذلك تحت عباءة جامعة الدول العربية والأمم المتحدة.
وإذ تحدّث عن لقائه بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في القاهرة، أشار عمرو إلى أن «الجهود الديبلوماسية لم تفشل بعد والتدخّل العسكري سينتج آثاراً قاتلة»، ووصف مهمة المبعوث الأممي إلى دمشق الأخضر الإبراهيمي بأنها «صعبة لكننا ندعم جهوده ومهمته، ونحن على تواصل دائم معه»، مؤكداً أن اقتراح المعارض السوري رياض سيف بتشكيل حكومة منفى «ليس اقتراحاً مفيداً».
وردا على سؤال لـ«السفير»، رفض الوزير المصري القول إن مصر تهادن إسرائيل، وأوضح أن بلاده «تحترم كلّ الاتفاقيات الموقعة بينها وبين أي دولة أخرى». وأكّد أنه يبذل كلّ جهده لدعم طلب فلسطين للحصول على صفة دولة غير عضو في الأمم المتحدة». وقال: «أنا أقوم بعدة اتصالات مع وزراء الخارجية العرب لدعم هذا الاقتراح»، مؤكداً أن «القضية الفلسطينية تمثّل القضية الأم والأساس بالنسبة للقاهرة».
يذكر أن عمرو التقى في اليوم الأول لزيارته كلا من رئيس مجلس النواب نبيه بري، سمير جعجع، الرئيس أمين الجميل، العماد ميشال عون، الرئيس فؤاد السنيورة على رأس وفد من «المستقبل» وتواصل هاتفيا مع النائب وليد جنبلاط.
ومن المقرر أن يلتقي اليوم، نظيره اللبناني عدنان منصور ورئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي قبل أن يغادر بيروت متوجهاً الى الدوحة.
أكد وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو في لقاءاته، أمس، أن «تشكيل حكومة جديدة أمر متروك للشعب اللبناني»، مشيراً إلى أن «بلاده لا تفرض أي تصور بل تستمع إلى ما هو موجود».
كما أكد عمرو، أن «مصر دائماً جاهزة للقيام بأي خطوة مفيدة للشعب اللبناني، اذ لا نريد ان نرى خلافات ودماء تسفك، بل نريد أن نرى العدل يتحقق، فيجب أن يحصل تحقيق جاد في حادثة الاغتيال الأخيرة التي طالت اللواء وسام الحسن، وعلى من ارتكب هذه الحادثة ان ينال عقابه طبقاً للقانون والعدل».
وأوضح عمرو، بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري بحضور السفير المصري أشرف حمدي والمستشار الاعلامي علي حمدان، أنه لم يأت بمبادرة بالنسبة إلى الأزمة اللبنانية، ولكن «جئت لأعبر عن الاهتمام المصري والتضامن مع الشعب اللبناني». واعتبر أن «أي حل لما يحدث يجب أن يخرج من لبنان نفسه، بتوافق بين كل الأطراف».
أما في ما يتعلق بالأزمة السورية، فأوضح أن «الهدف هو وقف نزف الدم وتحقيق التحوّل المطلوب في سوريا نحو دولة ديموقراطية تستجيب لمطالب الشعب السوري».
ومساء، التقى وزير الخارجية المصري والوفد المرافق رئيس الرئيس فؤاد السنيورة بحضور النائب نهاد المشنوق ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري والمستشار محمد شطح ومستشار الرئيس السنيورة للشؤون الاقتصادية مازن سويد، في منزل الحريري في وادي أبو جميل.
وجرى خلال اللقاء عرض للأوضاع في لبنان وآخر المستجدات في سوريا والوضع العربي عموما. وقد شرح السنيورة لعمرو موقف كتلة المستقبل من الأوضاع السائدة في لبنان ورؤيتها لكيفية الخروج من هذه الأزمة، مثمنا التحرك المصري تجاه لبنان والاهتمام الذي تبديه القيادة المصرية بما يحصل فيه. ثم استكمل البحث إلى مائدة عشاء أقيمت بالمناسبة.
قبل ذلك، زار عمرو الرابية، حيث التقى رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب العماد ميشال عون، في حضور المسؤول عن العلاقات الدبلوماسية في «التيار الوطني الحر» ميشال دو شادارفيان. وقال بعد اللقاء: «كان لمصر دائماً اهتمام خاص بلبنان، وكان في بالنا مصلحة لبنان وشعبه الشقيق». أضاف: «هدفنا ان يعود الدور المصري الى موقعه الاساسي، وقد تجلى ذلك في الزيارات الخارجية الاولى للرئيس مرسي، الى المحيط القريب من مصر، الى افريقيا وأديس بابا، ثم الى المملكة العربية السعودية، وايضاً في المحيط العربي واليوم تأتي هذا الزيارة في هذا السياق».
واذ اكد أن الرئيس المصري، «يريد ان تعود مصر الى محيطها العربي، ومن ضمنه لبنان»، قال: «مستعدون اليوم أن نقدم اي مساعدة للبنانيين، طبعاً إذا توافقوا عليها».
وكان عمرو بدأ زيارته إلى بيروت بلقاء رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في حضور النائب انطوان زهرا وحمدي. حيث وصف اللقاء بـ«المثمر»، مشيراً إلى أنه «حرصنا أن تشمل الزيارة الجميع ليكون لبنان دوماً وطناً يقوم على المواطنة والديموقراطية».
ورداً على سؤال، أكد سعي مصر مع الدول المهتمة بالشأن السوري، لإيجاد حل سياسي يضمن الاستجابة للمطالب المشروعة للشعب السوري وضمان انتقال السلطة إلى ما يرقى به الشعب وبأقل خسائر ممكنة مع الحفاظ على وحدة الأراضي السورية».
بدوره، أكد جعجع أن عمرو «لم يتطرق إلى تشكيل حكومة جديدة أو عدمه باعتبار ان هذا الأمر شأن داخلي لبناني».
ولفت الى ان «زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى لبنان واجتماعه حصراً مع رئيس الجمهورية دون سواه، هي مؤشر الى أن كل الدول أصبحت محرجة في التعاطي مع الحكومة».
أضاف «نؤيد الحوار من أجل تشكيل الحكومة، لكن تبعاً لما ينص عليه الدستور باعتبار أن رئيس الجمهورية في هذه الحال سيلتقي كل الكتل النيابية وسيتم التشاور مع النواب من أجل تكليف رئيس حكومة جديد». ورفض «تأجيل الانتخابات النيابية المقبلة تحت أي ذريعة».
كذلك التقى عمرو رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» الرئيس أمين الجميل، في الصيفي، بحضور نائب الرئيس سجعان قزي. وقال إن الزيارة هي رسالة تأكيد أن مصر موجودة وحريصة على اللبنانيين ولا يهمها سوى مصلحتهم، وهي جاهزة لأي شيء يطلب منها.
وبالنسبة لسوريا، اعتبر أنه يجب العمل بسرعة على حدوث التغيير المطلوب ويفضل ان يكون من خلال عملية سياسية من دون تدخل عسكري أجنبي.
من جهته، رأى الجميل ان الزيارة هي بمثابة مبادرة تدل على اهتمام مصر.
ورداً على سؤال، أكد الجميل أنه مع الحوار والتواصل، مشيراً إلى أن «جلسة الحوار المرتقبة المتفق عليها هي في آخر تشرين الثاني وربما تقتضي الظروف ليس عقد طاولة الحوار بشكلها التقليدي إنما عقد اجتماعات متواصلة مع فخامة الرئيس، ولربما نصل بهذه الطريقة لمعالجة موضوع الحكومة التي نعتبر رحيلها خدمة للبنان وضرورة في الوقت الحاضر».
وأكدت مصادر مطلعة لـ «المركزية» أن الوزير المصري سيستكمل غداً لقاءاته بزيارات لقصر بعبدا والسرايا.
وكانت مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي قد أصدرت بياناً، أشارت فيه إلى أن وزير الخارجية المصري أجرى اتصالاً هاتفياً برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الموجود في المختارة. وتم خلال الاتصال التركيز على أهمية الاستقرار في لبنان ودعم جهود رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في الحوار. وقد جدد جنبلاط موقفه الثابت الذي يكرره لكل الأطراف العربية والدولية والمرتكز على ضرورة عدم وقوع البلاد في الفراغ تحت أي ظرف كان، مبدياً الانفتاح الكامل لمناقشة إمكانية تأليف حكومة وحدة وطنية لحماية البلاد من دون ربط ذلك باستقالة الحكومة الحالية.
وتوافق جنبلاط وعمرو على استمرار التواصل والتشاور في مختلف القضايا اللبنانية والعربية، وقد وعد جنبلاط الوزير المصري القيام بزيارة إلى القاهرة في وقت لاحق لاستكمال التباحث.
«المجلس الوطني» يتحفظ على مبادرة توحيد المعارضة: نحن ركن أساسي في القيادة… واستهدافنا يطيل عمر الأزمة
تحفظ المجلس الوطني السوري، امس، على المبادرة، التي تسوق لها واشنطن ودول خليجية، لتوحيد المعارضة، مشدداً على ضرورة ان يكون هو الركن الاساسي فيها ومحذراً من محاولات تصفيته، منتقداً مجموعة «اصدقاء الشعب السوري»، وهو امر من المؤكد ان يفتح الباب امام مواجهة جديدة مع الولايات المتحدة.
في هذا الوقت، قال المعارض رياض سيف لوكالة «اسوشييتد برس» في الدوحة، إن المجلس «فشل» في عمله، مضيفا «نحتاج إلى قيادة لتقود الثورة في هذه المرحلة الصعبة، ونحتاج الى سلطة تعمل على الاهتمام بملايين السوريين الذي لا يملكون شيئاً».
والتقى ممثلون عن الدول المعارضة للنظام السوري، وعلى رأسهم الولايات المتحدة في الدوحة، من اجل مراجعة خطط توحيد المعارضة. وقال مصدر ديبلوماسي، في القاهرة، إن وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو سيزور الدوحة اليوم للمشاركة في الاجتماع الموسع للمعارضة السورية الذي ستبدأ فعالياته غداً.
وقال رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا، في اجتماع الهيئة العامة للمجلس في الدوحة، إن «مجموعة أصدقاء سوريا وعدتنا الكثير ولم تفعل سوى القليل الذي لا يرتقي أبداً إلى حجم المأساة والمعاناة» في سوريا. وذكر «الأصدقاء والأشقاء في مجموعة أصدقاء الشعب السوري بأن أصدقاء النظام السوري يمدّونه بكل شيء، بالسلاح والمال والرجال والتغطية السياسية في حين أن أصدقاءنا على كثرتهم لم يتمكنوا حتى الآن من استصدار مجرد قرار ملزم يدين جرائم النظام مجرد إدانة». وتساءل «ماذا يجري؟ ما الذي يحصل؟ وماذا ينتظر المجتمع الدولي؟ هل المطلوب هو تقسيم سوريا؟»، معتبراً أن «استمرار الوضع على حاله هو ما قد يشجع التيارات المتشددة».
ورداً على الانتقادات الأميركية، حاول المجلس إبراز التغيرات التي يتبناها في هيكليته لتعزيز قاعدته التمثيلية، لاسيما في الداخل السوري. وأجرى تغييرات في بنيته إفساحاً بالمجال أمام انضمام المزيد من الهيئات والشخصيات إلى الهيئة العامة التي باتت تضم 400 عضو.
وفيما تتجه الأنظار إلى اجتماع الغد الذي يحظى باحتضان أميركي وخليجي ويهدف إلى إفراز قيادة موسّعة جديدة للمعارضة، أكد المجلس نيته المشاركة، لكنه عبر عن تحفظات واضحة. وتنص مبادرة رياض سيف على تشكيل هيئة قيادية جديدة للمعارضة تقوم بتنسيق عمل «الجيش الحر» على الأرض وتنبثق عنها «حكومة منفى».
وقال سيدا إن «الأمانة العامة قررت في دورتها الأخيرة المشاركة في اللقاء التشاوري. سنتوجّه إلى هذا اللقاء بعقل وقلب مفتوحين، ولكننا نؤكد منذ البداية ضرورة الحفاظ على المجلس الوطني السوري بوصفه الركن الأهم والأساس في الفعل المعارض السوري». وأضاف «نرى أن أي عملية تستهدف المجلس الوطني ستؤدي بوعي أو من دونه إلى إطالة عمر الأزمة، ومن هنا نرى أن كل مبادرة دولية جادة لا بد أن تأخذ في حسابها ضرورة إنهاء عهد الاستبداد في سوريا».
وبدوره، أبدى الرئيس السابق للمجلس برهان غليون تحفظه الواضح إزاء مبادرة سيف، موجهاً انتقاداً شديداً لواشنطن. وقال «نرفض الصيغ الجاهزة، والمجلس يرفض المشاركة في إطار يهدف إلى إنهائه وقتله». وأضاف «نسعى إلى تحويل المؤتمر (الخميس) من مؤتمر لقتل المجلس الوطني إلى مؤتمر لاستكمال العمل الذي بدأه المجلس». وحذّر من إنه «إذا فرضت مبادرة على المجلس فإنها ستفشل».
وأعلن القيادي في المجلس جورج صبرا أن المجلس اقترح أن يتم تشكيل حكومة انتقالية في «الأراضي المحررة» داخل سوريا. وقال «لقد طرحنا المرور فوراً إلى مرحلة تشكيل حكومة انتقالية تستقر في مكان محرر وآمن في داخل سوريا».
وطالب أمين سر «المجلس الوطني» انس العبدة المجتمع الدولي «بإعلان الاعتراف بهذه الحكومة والدعم السياسي المسبق لها»، و«برصد 500 مليون دولار كحد أدنى لميزانيتها وذلك ضماناً لمقومات نجاحها».
(ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)
مسـلحــو «الجـيــش الحــر»: قـادتـنــا جـبـنـاء
ينتقد مسلحون على الجبهة في سوريا علنا أكثر فأكثر قادة مجموعة «الجيش السوري الحر» معتبرين أنهم «جبناء يقيمون في المنفى» ويستمتعون بالرفاهية في الخارج بدلا من وضع خبرتهم في خدمة المقاتلين في الميدان.
والمأخذ الآخر لهؤلاء المسلحين لقادتهم يتمثل في عدم توحدهم، ما أفسح في المجال للمجموعات الإسلامية أن تتواجد على شكل وحدات مستقلة في كل مناطق القتال. وتم إنشاء «الجيش السوري الحر» في آب العام 2011 من قبل منشقين لجأوا إلى تركيا، وذلك تحت إمرة العقيد المنشق رياض الأسعد.
ويقول الضابط المنشق أبو محمود «لا احد في سوريا يحترم هؤلاء القادة، لان الضابط حين ينشق عليه أن يقاتل وليس أن يقبع هناك. إنهم يحتسون الشاي ويدخنون النرجيلة ويثرثرون». وعبر عن الأسف لعدم وجود قائد يؤمن قيادة موحدة للمعارضة المسلحة في سوريا كلها، مشيرا إلى أن الـ400 رجل الذين قال انه يقودهم في حلب يضمون ثلاثة منشقين فقط من الجيش «أما البقية فهم من المدنيين الذين حملوا السلاح».
ويتابع «من دون تنظيم لن نتمكن أبدا من إسقاط (نظام الرئيس) بشار الأسد»، موضحا «ليس لدينا تنظيم لان هؤلاء الضباط يرتاحون في تركيا. المدنيون ممتازون لكن يتعين على الضباط أن يقاتلوا» في المقام الأول. وتابع في لهجة لا تخلو من تسليم بالقدر «القنابل لوحدها لا يمكن أن تطيح بنظام».
وفي حين احرز المسلحون نجاحات فانهم يعانون للحفاظ على مواقعهم في مواجهة قوة نار القوات النظامية السورية والغارات الجوية. ويقول الشيخ عمر، وهو مدرس لغة عربية ودين سابق يقود 150 من عناصر «الجيش الحر» في مدينة الباب شمال شرق حلب، انه من بين 1500 مقاتل في المجموعة في المدينة فقط 30 يعرفون، من السابق، كيفية استخدام السلاح. ورأى ان «هناك نوعين من المنشقين: الذين يبقون في سوريا ويقاتلون والذين ينزلون في فنادق جميلة في تركيا»، وهؤلاء الاخيرون «يحلمون باليوم الذي يسقط فيه النظام، ولا يفكرون الا في مصالحهم الشخصية، انهم ليسوا شجعانا بل أناس ضعاف النفوس». ويؤكد أن «سبب عدم توحد الجيش الحر حتى الآن هم هؤلاء الضباط المقيمون في تركيا».
وينفي الشيخ محمود المجداني اي دعم في سوريا لفكر تنظيم «القاعدة»، ويؤكد ان كتائبه تجمعت في حلب لدعم التنسيق في مواجهة ضعف التأطير. ويتساءل «لماذا يعيشون (الضباط المنشقون) في تركيا؟ لقد انشقوا فلماذا لا يأتون إلى هنا لحماية منازلهم؟ لقد فروا لأنهم خافوا أن يعتقلهم النظام ويقتلهم مع أسرهم».
(ا ف ب)
فيلتمان: «جنيف» أساس للحل السوري لافروف يقترح عودة المراقبين الدوليين
حذر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، أمس، من أن النزاع في سوريا ما زال يهدد بالتوسع إلى البلدان المجاورة، موضحا أن المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي لا يزال يعتبر اتفاق جنيف حجر الأساس لحل الأزمة السورية، مشيرا إلى أن المسلحين «حصلوا على الأرجح على أسلحة أكثر تطورا» منذ بعض الوقت.
في هذا الوقت، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن المقاتلين السوريين يمتلكون 50 من صواريخ «ستينغر» المضادة للطائرات، وذلك بعد تهديد قادتهم بإسقاط طائرات مدنية، مؤكدا أن موسكو لن تؤيد أبدا الدعوة إلى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، ومن «يريد القيام بهذا الأمر يتحمل مسؤولية تواصل حمام الدم». وأعلن أن روسيا تؤيد عودة المراقبين الدوليين إلى سوريا وزيادة عددهم، قبل بدء المفاوضات.
إلى ذلك، رفض المجلس الوطني السوري المعارض بشكل مبطن المبادرة، التي تسوق لها واشنطن ودول خليجية، لتوحيد المعارضة، مشددا على ضرورة ان يكون هو الركن الاساسي فيها ومحذرا من محاولات تصفيته، منتقدا مجموعة «اصدقاء الشعب السوري». وسيبحث اجتماع الغد في الدوحة اقتراحا للمعارض رياض سيف بتشكيل هيئة وطنية جديدة من 50 عضوا تختار في وقت لاحق «حكومة منفى» وتنسق مع «الجيش الحر». (تفاصيل صفحة…)
وقال مصدر امني سوري إن حوالى أربعة آلاف مسلح شنوا هجمات مكثفة على مناطق في دمشق خلال اليومين الماضيين، لكن القوات النظامية أفشلت عمليتهم، فيما انفجرت عبوات في قدسيا والمعضمية والسيدة زينب ذهب ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.
فيلتمان
ونقل ديبلوماسيون عن فيلتمان قوله، لمجلس الأمن الدولي خلال جلسة مغلقة حول الأزمة السورية، «في اجتماعه مع لافروف شجع الابراهيمي روسيا على القيام بدور يتسم بمبادرة اكبر في حل الازمة السورية».
وقال فيلتمان، بعد الجلسة، إن «الإبراهيمي لا يزال يعتبر خطة جنيف هي حجر أساسي للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا»، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة ترحب أيضا بخطة النقاط الأربع التي طرحتها بكين لحل الأزمة. وأكد انه تلقى تقارير موثوقا بها عن استخدام القوات الحكومية السورية قنابل عنقودية». وأضاف الديبلوماسيون إن فيلتمان قال لمجلس الأمن إن المقاتلين «حصلوا على الأرجح على أسلحة أكثر تطورا» منذ بعض الوقت، لكنه لم يحددها.
ونقل ديبلوماسي عن فيلتمان قوله، أمام مجلس الأمن، «مسألة من الذي انتهك الهدنة (عيد الاضحى) أولا ليست بالتالي هي المسألة الرئيسية». واضاف «القضية الرئيسية هي أنه رغم الاهتمام من الجانبين بوقف اطلاق النار فان الاطراف تراودها المخاوف وعدم الثقة». وقال الديبلوماسي ان فيلتمان رغم ذلك أشار الى ان الجهاديين هم الذين يتحملون اللوم في اثارة العنف اثناء وقف اطلاق النار. وأكد أن عمليات التصفية أو الإعدامات التي نفذها المسلحون بجنود الأسبوع الماضي، يمكن اعتبارها جرائم حرب وفق الأمم المتحدة.
وأوضح فيلتمان انه رغم تصعيد العنف منذ فشل محاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار خلال الأضحى، ما زالت الأمم المتحدة تعتبر انه «لا يمكن تسوية النزاع عسكريا» وان الإبراهيمي سيتابع مشاوراته، مؤكدا ضرورة أن يكون الحل سياسيا وان «يؤدي إلى تغيير حقيقي وانفصال كامل عن الماضي». وحذر من وجود إشارات عن توسع النزاع السوري إلى لبنان وتركيا والجولان السوري المحتل و«سيقود البلد إلى الدمار».
وقال المندوب البريطاني لدى الأمم المتحدة مارك ليال غرانت ان الإبراهيمي سيأتي شخصيا إلى نيويورك «قبل نهاية شهر» تشرين الثاني الحالي لاطلاع المجلس على تطورات الوضع السوري. وأضاف «نأمل في أن يأتي مع بعض الأفكار وبعض التوصيات التي تدفع المجلس إلى التحرك».
لافروف في عمان
وقال لافروف، بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب في العاصمة الأردنية عمان، إن «أهم شيء وقف أعمال العنف على الفور، ولكن إذا كان تغيير الأسد هو الأهم بالنسبة للطرف الآخر فانه في هذه الحالة يرغب في أن تستمر حمامات الدم في سوريا».
ورفض حجاب طرح لافروف، معتبرا، في تصريح لقناة «العربية»، أن «رحيل الأسد الحل الوحيد من اجل التوصل لتسوية للصراع من خلال المفاوضات».
وقال لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة، «في حال الحديث عن إنقاذ حياة الناس فيجب وقف نزيف الدم من قبل الحكومة والمعارضة، ولهذا نحن مع إعادة المراقبين الدوليين لسوريا ورفع عددهم لمعرفة من هي الجهة التي تنتهك وقف إطلاق النار، ومن ثم البدء بالمفاوضات».
وأضاف لافروف «يدعوننا في الواقع إلى اتخاذ موقف ليرحل الأسد، ومن ثم، في حال لم يرحل، فان جميع الوسائل مبررة». وتابع «كثر يقولون إنهم مستعدون لتطبيق إعلان جنيف ولكن على الأسد الرحيل. نحن لم نؤيد أبدا هكذا موقف، ولا يمكن لسياسي مسؤول القيام بهذه الخطوة».
وأشار لافروف إلى أن اللقاء مع حجاب «هدفه الاتفاق على كيفية وقف العنف ونزيف الدم. ولحل الأزمة السورية علينا التوافق والحوار، ونحن نحاول إقناع السلطات والمعارضة بوقف الدم على أساس إعلان جنيف»، موضحا «هناك من لا يهتم بمصير السوريين. يريدون رأس الأسد».
واستبعد لافروف، الذي التقى الملك الأردني عبد الله الثاني، «احتمال استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية»، مؤكدا أن روسيا لا تورد إلى سوريا سوى الأسلحة الدفاعية. وقال «من يقوم بتسليح المعارضة لا يزودها بنظم دفاعية. تأكدت المعلومات حول وجود أكثر من 50 صاروخا من طراز ستينغر على الأراضي السورية». وأضاف «أنتم تعلمون لماذا تستخدم صواريخ ستينغر، خاصة وأن قادة الجيش السوري الحر ذكروا مرارا أن الطائرات المدنية ستكون أهدافا مشروعة».
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، في مقابلة مع قناة «العربية» بثت أمس، أن على الدول مساعدة المعارضة والعمل مع الشركاء في المنطقة «لتغير الوضع» في سوريا، لكنه كرر إن لندن لا تفكر في تسليح المعارضة، مشيرا إلى انه موافق على تأمين خروج آمن للأسد من اجل تسهيل المرحلة الانتقالية في سوريا.
(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)
انفجارات تهز منطقة موالية للأسد بدمشق
عمان- (رويترز): وقعت عدة تفجيرات الأربعاء في منطقة جبلية بدمشق تسكنها أغلبية من الطائفة العلوية مما يمثل تصعيدا في هجمات طائفية في صراع عمق الانقسامات الدينية في البلاد والمنطقة ككل.
وجاءت الانفجارات بعد يوم من هجمات انتقامية أوقعت قتلى في أحياء بالعاصمة على نحو عمق الانقسام بين العلويين والسنة الذين يمثلون أغلب المشاركين في الانتفاضة المستمرة منذ 19 شهرا ضد الرئيس بشار الأسد.
وأسفرت الانتفاضة على حكم عائلة الأسد القائم منذ 42 عاما عن سقوط 32 ألف قتيل ودمار أجزاء كثيرة من سوريا.
وأحدث الصراع استقطابا بين الولايات المتحدة وروسيا وقوى إقليمية ووسع الانقسام بين السنة والشيعة في منطقة الشرق الأوسط.
وشوهد دخان يتصاعد من المنطقة العلوية التي تعرف باسم المزة 86 الواقعة قرب قصر الرئاسة وبدا أنه ناجم عن قذائف مورتر من عيار ثقيل.
وقالت ربة منزل طلبت عدم نشر اسمها “تتوجه سيارات الإسعاف إلى المنطقة والشبيحة يطلقون رصاص بنادقهم الآلية بجنون في الهواء”.
وذكر التلفزيون السوري أن الهجوم نفذ بقذائف مورتر وأسفر عن خسائر بشرية دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل.
وكان نشطاء من المعارضة قالوا إن سيارة ملغومة انفجرت ليل أمس الثلاثاء قرب مسجد في حي القدم السني في جنوب العاصمة مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.
وكان حي القدم الذي يعمل منه مقاتلو المعارضة هدفا لنيران المدفعية الثقيلة التابعة للجيش السوري في الأسابيع الماضية. وضربت طائرات حربية هذه المنطقة أيضا.
وأسفرت غارات جوية وهجمات بالمدفعية شنها الجيش السوري خلال الأسابيع القليلة الماضية عن دمار أحياء كاملة بالعاصمة وكذلك أجزاء من بلدات ومدن في مناطق أخرى.
لكن رغم كل هذه القوة العسكرية لا يبدو أن قوات الأسد تقترب من التغلب على مقاتلي المعارضة الذين يعانون نقصا في السلاح ويعجزون حتى الآن عن الإطاحة بالزعيم السوري.
وقالت وسائل إعلام رسمية في وقت سابق إن تفجيرا وقع في حي الورود العلوي على المشارف الشمالية الغربية للمدينة مما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص على الأقل.
وتصاعدت وتيرة التفجيرات ذات الصبغة الطائفية مؤخرا. وقال نشطاء إن عددا من القنابل انفجر الشهر الماضي اثناء عطلة عيد الأضحى قرب مساجد في مناطق سنية وضواحي دمشق مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن قوات الأسد قتلت 154 شخصا في أنحاء سوريا أمس الثلاثاء أغلبهم من المدنيين في قصف جوي وبري لدمشق وضواحيها وفي محافظتي حلب وإدلب الشماليتين.
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد لمح بعرض الحصانة من المحاكمة على الأسد كوسيلة لإقناعه بترك السلطة لكنه قال اليوم إنه الأسد لابد وأن يواجه العدالة.
وكانت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قد قالت إنه يجب محاكمة المسؤولين السوريين الذين يشتبه في ارتكابهم جرائم ضد الإنسانية أو إصدارهم أوامر بارتكابها أمام المحكمة الجنائية الدولية. ويجمع محققو الأمم المتحدة أدلة على الفظائع التي ارتكبت في سوريا سواء من جانب الموالين للأسد أو قوات المعارضة.
وقال كاميرون في زيارة إلى مخيم الزعتري بالأردن الذي يؤوي نحو 30 ألف لاجيء سوري “أود أن أرى الرئيس الأسد وهو يواجه عدالة دولية كاملة بسبب الجرائم المروعة التي ارتكبها في حق شعبه.”
ومضى يقول “أقف والحدود السورية خلفي مباشرة وكل ليلة يفر 500 لاجيء من أبشع أشكال الاضطهاد وإراقة الدماء ليصلوا إلى بر الأمان.. وبصراحة فإن ما قمنا به حتى الآن لا يحقق نجاحا”.
وقال كاميرون إن بريطانيا تريد من الأسد ترك السلطة وأن ترى فترة تحول سياسي سلمي وأمانا في البلاد في المستقبل.
وأردف قائلا إن تاريخ سوريا “يكتب بدماء شعبها”.
وحذر مبعوث السلام الدولي الأخضر الإبراهيمي من احتمال أن تصبح سوريا دولة منهارة كالصومال وأن تكون فريسة للمقاتلين والميليشيات.
وأدرجت الأمم المتحدة الحكومة السورية في “قائمة العار” بالدول التي تنتهك حقوق الأطفال قائلة إن الشبيحة قتلوا وشوهوا وعذبوا واحتجزوا أطفالا لا تزيد أعمارهم عن تسع سنوات. وقالت ليلى زروقي الممثلة الخاصة للأمين العام لشؤون الأطفال والصراعات المسلحة لرويترز أمس الثلاثاء إن المنظمة الدولية تجري تحريات أيضا حول تصرفات المعارضة.
مسؤولون: بريطانيا ستبدأ إتصالات مع شخصيات عسكرية بالمعارضة السورية
عمان- (رويترز): قال مسؤولون بريطانيون إن بريطانيا ستبدأ إتصالات مع شخصيات عسكرية بالمعارضة السورية للمساعدة في توحيد حركة المعارضة المشرذمة التي تسعى للاطاحة بالرئيس بشار الأسد.
وقال مكتب رئيس الوزراء البريطاني إن وزير الخارجية وليام هيغ سيعلن هذا المسعى في وقت لاحق الاربعاء وهو نفس اليوم الذي سيلتقي فيه رئيس الوزراء ديفيد كاميرون لاجئين سوريين في الأردن.
وقال مساعد لكاميرون ان هذا التحرك يهدف إلى المساعدة في توحيد المعارضة.
وقال مكتب كاميرون في بيان إن هيغ “خول دبلوماسيين اجراء اتصال مباشر مع شخصيات عسكرية على الارض من اجل تفهم أفضل للوضع الفعلي وتحسين العلاقة بين الجماعات السياسية والمسلحة في المعارضة”.
واضاف البيان قائلا “تعكس هذه الاتصالات المتزايدة مع المعارضة حقيقة ان هذه الجماعات اصبحت تملي بشكل متزايد الاحداث في سوريا”.
وسيزور كاميرون مخيما للاجئين السوريين في نهاية جولة في الشرق الاوسط شملت دولة الامارات العربية والسعودية ومن المتوقع ان يعلن عن مساعدات بقيمة 14 مليون جنيه استرليني (22.4 مليون دولار).
وفر حوالي 340 ألف شخص من سوريا وسجلوا كلاجئين منذ ان تحولت الانتفاضة ضد الاسد التي تفجرت في مارس اذار 2011 إلي تمرد مسلح اثار حملات قمع وحشية من جانب قوات الحكومة السورية.
ويوجد 1.2 مليون نازح اخرين داخل سوريا وقتل حوالي 32 ألف شخص في العنف.
ويأتي مسعى تحسين الروابط مع النشطاء المناهضين للاسد قبل اجتماع لشخصيات المعارضة السورية الخميس في قطر حيث سيحاولون صوغ جبهة متحدة في مسعى لكسب المزيد من التأييد الدولي.
القيادة الفلسطينية تخشى إقدام النظام في دمشق على طرد اللاجئين
مسؤول بحماس يؤكد ‘استيلاء القوات السورية على عهدة’ من مكاتب الحركة ويقر بـ’انخفاض’ العلاقات مع إيران
غزة ‘القدس العربي’ من أشرف الهور: كشف مسؤول في حركة حماس لـ’القدس العربي’ أمس بأن مداهمة قوات النظام السوري لمكاتب الحركة في دمشق كان الهدف منها أخذ ‘عهدة’ كانت موجودة بأحد المكاتب، وأكد أن إغلاق النظام لمكاتب الحركة بالشمع الأحمر كان ‘تحصيل حاصل’، لأن تلك المكاتب كانت مغلقة بالأصل، وأقر في ذات الوقت بـ’انخفاض’ مستوى العلاقات بين حماس وإيران، على خلفية الموقف من الأزمة السورية، في الوقت الذي عبرت فيه مصادر فلسطينية عليمة عن خشيتها من مخطط ينتهجه النظام السوري لطرد اللاجئين الفلسطينيين.
وقال الدكتور صلاح البردويل المتحدث الرسمي باسم حركة حماس لـ’القدس العربي’ ان مكاتب حركته التي كانت موجودة في سورية، أغلقت مع خروج قيادات وكوادر حركة حماس من سورية، وأنه لم تعد هناك مكاتب موجودة ، وقال ان خطوة النظام السوري كانت ‘تحصيل حاصل’.
وأوضح أن عملية مداهمة قوات تتبع النظام السوري لتلك المكاتب كان الهدف منها ‘أخذ عهدة’ كانت موجودة بأحد المكاتب، لكنه لم يشر إلى تلك العهدة.
وأضاف البردويل بالقول ‘المكاتب كانت مغلقة ولا تحتاج لأي عملية غلق’.
وكانت تقارير ذكرت أن قوات من نظام بشار الأسد داهمت مكاتب لحركة حماس، وأغلقتها بالشمع الأحمر.
ويدور الحديث عن مداهمة قوات من النظام لمكتب خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس في منطقة المزة، ومكتب العلاقات الخارجية في مشروع دمر.
وعن سبب الخلاف بين الحركة والنظام السوري، قال القيادي في حماس ان المشكلة لم تكن من طرف حماس، وان أفعال النظام هناك هي من خلقت الأزمة، موضحا بأن الحركة لم تكن تستطيع تحمل أن تبقى هناك ‘في ظل المجازر التي تمارس ضد الشعب السوري’.
وأكد أن حماس ‘لم تقدر على السكوت على استمرار هدر دماء الشعب السوري’.
وكان مسؤولون من الحركة وآخرون من تنظيمات فلسطينية أخرى انتقدوا مؤخراً عمليات القتل التي تطال الشعب السوري من قبل النظام، وذلك بعد أن ظلوا لبعض الوقت يتعاملون بموقف الحياد، ويدعون إلى حل سلمي للأزمة السورية.
وانتقد خالد مشعل زعيم حماس بشكل علني عمليات القتل التي ينفذها النظام، وشن التلفزيون السوري الرسمي عقب ذلك هجوما حادا على الرجل، الذي كان يقيم في دمشق.
واستقر مشعل وعدد من مساعديه في العاصمة القطرية الدوحة، فيما يقيم آخرون بعد الخروج من سورية في لبنان، وآخرون في مصر وتركيا.
وخرج من سورية مع احتدام عمليات القتال بين النظام السوري والجيش الحر قادة حركة حماس بشكل كامل، وتلاهم بحسب المعلومات المتوفرة قادة آخرون يتبعون تنظيمات فلسطينية أخرى كان لها مكاتب في دمشق، دون أن يعلن عن عملية خروجهم كما أعلنت حركة حماس.
وفي سياق قريب أقر البردويل بـ’انخفاض’ مستوى العلاقة بين حركة حماس والنظام الإيراني، بسبب موقف الحركة مما يحدث في سورية، وذلك حين سئل عن مستوى العلاقات بين حماس وكل من منظمة حزب الله اللبنانية وإيران، أكبر حلفاء سورية في المنطقة.
وأكد أن سبب انخفاض أي مستوى في العلاقات لم يكن من طرف الحركة، خاصة وأنها تتخذ سياسة معينة في علاقاتها الخارجية مع الجميع.
وأضاف البردويل يقول ‘مستوى العلاقات أكثر انخفاضا من ذي قبل مع النظام الإيراني، لكن هذه العلاقات لم تنقطع بالكامل’.
وفي إطار الحديث عن الأزمة السورية وعلاقتها باللاجئين الفلسطينيين المقيمين هناك، أبدت مصادر عليمة خشيتها من زج نظام الأسد بشكل أكبر باللاجئين المقيمين في مخيمات سورية، والمقدر عددهم بأكثر من نصف مليون لاجئ.
وأكدت المصادر ان هناك تخوفا من إجبار نظام الأسد لهؤلاء اللاجئين بالخروج من أماكن سكناهم، وطردهم بالقوة، في مشهد يجسد عملية ترحيل قسري جديدة.
وتحدثت المصادر التي فضلت عدم ذكر اسمها بأن هناك معلومات وردت للقيادة الفلسطينية، ولقادة التنظيمات حول هذا الخصوص.
وقال مسؤول بارز في أحد التنظيمات المنضوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية لـ’القدس العربي’ ان نظام الأسد الذي بدأ يتهاوى من الممكن أن يقدم على خطوات وصفها بـ’الجنونية’، بهدف ‘إشعال المنطقة’.
وأشار إلى عمليات القتل اليومية المتزايدة التي تطال اللاجئين الفلسطينيين، مؤكداً أن عمليات القتل هذه تتم وفق مخطط للنظام، وليس بشكل عشوائي.
الامم المتحدة تريد ادراج المعارضة على ‘قائمة العار’ وتجريم النظام لاستخدامه قنابل انشطارية
انفجارات في دمشق وادلب توقع عشرات القتلى بين مدني وعسكري
المجلس الوطني يقترح تشكيل حكومة في الداخل مقابل اعتراف ودعم دوليين
بيروت دمشق عمان وكالات: قتل عشرة اشخاص واصيب اكثر من اربعين بجروح مساء الثلاثاء في انفجار ثلاث عبوات ناسفة في ضاحية قدسيا غرب دمشق، وذلك بعد مقتل ما لا يقل عن اثني عشر عنصرا من قوات النظام في هجوم بالعبوات الناسفة والقذائف واطلاق الرصاص في محافظة ادلب في شمال غرب سورية.
تزامن ذلك مع اقتراح المجلس الوطني السوري المتحفظ على مبادرة تدعمها واشنطن من اجل تشكيل قيادة جديدة للمعارضة وحكومة منفى، ان يتم تشكيل حكومة انتقالية في ‘الاراضي المحررة’ داخل سورية، حسبما افاد الثلاثاء مسؤولون في المجلس.
وقال القيادي في المجلس الوطني جورج صبرا لوكالة فرانس برس على هامش اجتماع الهيئة العامة للمجلس في الدوحة ‘لقد طرحنا المرور فورا الى مرحلة تشكيل حكومة انتقالية تستقر في مكان محرر وآمن في داخل سورية’.
وقال صبرا ان ‘وفدا من المجلس الوطني السوري التقى مساء (الاثنين) وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية وابلغناه بهذه المقترحات’.
من ناحيته، طالب انس العبدة امين سر المجلس الوطني، المجتمع الدولي ‘باعلان الاعتراف بهذه الحكومة والدعم السياسي المسبق لها’.
كما طالب بـ ‘رصد 500 مليون دولار كحد ادنى لميزانيتها وذلك ضمانا لمقومات نجاحها’.
ويأتي هذا الاقتراح قبل يومين من انعقاد الاجتماع الموسع للمجموعات السورية المعارضة في اطار مبادرة يطرحها المعارض البارز رياض سيف بدعم من واشنطن لتشكيل قيادة جديدة للمعارضة تتجاوز المجلس الوطني الذي تعرض لانتقادات شديدة من الولايات المتحدة.
ووافق المجلس الوطني على حضور الاجتماع الا انه حذر من محاولات استهدافه مؤكدا على انه يجب ان يبقى الركن الاساس للعمل المعارض.
الى ذلك قالت الممثلة الخاصة للامين العام للأمم المتحدة بشأن الاطفال والنزاعات المسلحة الثلاثاء انها تجري تحقيقات حاليا في ممارسات لجماعات سورية معارضة ضد الاطفال يمكن ان تؤدي في حال ثبوتها لادراج تلك الجماعات في ‘قائمة العار’ مما قد يعرضها لعقوبات من مجلس الامن الدولي.
وتشغل الجزائرية ليلى زروقي منصب الممثلة الخاصة للامين العام للامم المتحدة منذ شهرين لتصبح اول عربية تتولى المنصب منذ انشائه عام 1997 .
وقالت زروقي في مقابلة مع رويترز امس ان الجيش السوري والمخابرات وميليشيا الشبيحة المؤيدة للرئيس السوري بشار الاسد ادرجت بالفعل في تقرير عام 2011 لكنها لم تدرج في ‘قائمة العار’.
وقالت زروقي ‘جاءتنا معلومات ايضا ان المعارضة تستعمل الاطفال وان هناك انتهاكات تمس الاطفال سواء في استعمال اطفال في تفجيرات او القيام بتفجيرات في مناطق يوجد بها اطفال’.
ومن جهة اخرى قال دبلوماسيون الثلاثاء نقلا عن مسؤول كبير بالامم المتحدة ان المبعوث الدولي بشأن سورية الاخضر الابراهيمي حث روسيا على ابداء مزيد من المبادرة في حل الصراع المستمر في سورية منذ 19 شهرا.
وقال دبلوماسيون بمجلس الامن لرويترز طالبين عدم نشر اسمائهم ان الامين العام المساعد للشؤون السياسية جيفري فيلتمان ادلى بالتصريحات في جلسة مغلقة للمجلس بشأن سورية.
واضاف الدبلوماسيون ان فيلتمان ابلغ المجلس ايضا انه تلقى تقارير موثوقا بها عن استخدام قوات الحكومة السورية قنابل عنقودية.
وعلى الارض قال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ‘استشهد ما لا يقل عن عشرة مواطنين واصيب اكثر من اربعين بجروح بعضهم بحالة خطرة’ في انفجار ثلاث عبوات ناسفة في ‘ساحة الزهراء بحي الورود الشعبي في ضاحية قدسيا قرب مساكن الحرس الجمهوري’.
وكانت وكالة الانباء السورية الرسمية ‘سانا’ ذكرت في وقت سابق ان ‘تفجيرا ارهابيا وقع في حي الورود في ريف دمشق في مكان يكتظ عادة بالمواطنين’.
وذكر التلفزيون السوري في شريط اخباري على الشاشة ان ‘التفجيرات الارهابية في حي الورود اوقعت عددا من الشهداء والجرحى واضرارا مادية كبيرة’.
وانفجرت سيارتان مفخختان الثلاثاء في ضواحي دمشق، الاولى بعد منتصف الليل في بلدة المعضمية اوقعت قتلى وجرحى والثانية في السيدة زينب اقتصرت اضرارها على الماديات.
كما اكدت سانا ‘احباط محاولة تفجير سيارة مفخخة في حي التضامن في جنوب العاصمة.
وشهدت مناطق في ريف دمشق والعاصمة خلال الاسابيع الماضية تفجيرات عدة مماثلة، تزامنت مع تكثيف للغارات الجوية التي يشنها الطيران الحربي التابع للنظام على هذه المناطق. كما شهدت الاحياء الجنوبية في دمشق في الوقت نفسه اشتباكات وقصفا.
وذكر مصدر امني لوكالة فرانس برس ان المقاتلين المعارضين ‘شنوا خلال الساعات الثماني والاربعين الماضية هجمات مكثفة على العاصمة تمكنت القوات الحكومية من صدها’.
واضاف ان ‘حوالى اربعة الاف مقاتل شاركوا في هذه العمليات التي أفشلتها’ قوات النظام، مشيرا الى ان ‘المسلحين تمكنوا من التسلل فقط الى حي التضامن حيث تستمر القوات النظامية في مطاردتهم’.
دمشق تغيّر مسارات طائراتها المدنية خشية استهدافها من مسلحين يمتلكون صواريخ ستينغر
دمشق ‘القدس العربي’ من كامل صقر: قالت مصادر في مؤسسة الطيران المدني السورية لـ ‘القدس العربي’ ان طائرات نقل الركاب المدنية السورية بدأت تغير في مسارات طيرانها فوق بعض المناطق الساخنة والتي ينتشر فيها مقاتلو ميليشيات الجيش الحر.
المصادر أوضحت أن الخشية من توجيه النيران لطائرات نقل الركاب داخل سورية من قبل مسلحين على الأرض دفعت السلطات المعنية لتغيير بعض مسارات الطيران التي عادة ما تسير عليها تلك الطائرات وتحديداً قبيل هبوطها في مطاري دمشق وحلب الدوليين،مضيفة أن رحلة الطائرة المتجهة من مطار اللاذقية إلى مطار دمشق باتت تستغرق قرابة 70 دقيقة حالياً فيما كانت تستغرق 50 دقيقة قبيل تغيير مسارات الهبوط إذ تضطر تلك الطائرات لعدم الطيران فوق بعض مناطق الغوطة الشرقية قبيل هبوطها خوفاً من استهدافها بمضادات من نوع م. ط عيار 23.5 تملكها بعض الكتائب المسلحة هناك.
وأضافت المصادر ‘نخشى من وصول عدد من صواريخ ستينغر الأمريكية إلى بعض الميليشيات المسلحة، كما أن بعض قادة ما يُعرف بالجيش الحر أعلنوا سابقاً أن الطائرات المدنية السورية قد تكون هدفاً لنيرانهم’.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال في مؤتمر صحافي عقد في ختام مباحثاته مع نظيره الأردني ناصر جودة الثلاثاء انه ‘تأكدت المعلومات حول وجود أكثر من 50 صاروخا من طراز ستينغر على الأراضي السورية’.
وتابع قائلا: ‘أنتم تعلمون لماذا تستخدم صواريخ ستينغر، خاصة وأن قادة الجيش السوري الحر ذكروا مرارا أن الطائرات المدنية ستكون أهدافا مشروعة’.
المجلس الوطني السوري يحذر من تصفيته ويوجه لوما قويا للمجتمع الدولي
الدوحة ـ ا ف ب: حذر المجلس الوطني السوري الثلاثاء في الدوحة من ‘استهدافه’ ومحاولات تصفيته من خلال المبادرة الجديدة المدعومة امريكيا التي تهدف الى قيام قيادة جديدة اكثر تمثيلا للمعارضة السورية، مؤكدا على دوره المحوري في العمل المعارض.
كما وجه لوما شديدا الى المجتمع الدولي الذي قال انه لا يفعل شيئا لانهاء معاناة السوريين.
واكد رئيس المجلس عبد الباسط سيدا في اجتماع الهيئة العامة للمجلس في الدوحة مشاركة المجلس في الاجتماع الموسع للمعارضة الخميس في الدوحة بناء على مبادرة المعارض رياض سيف.
الا انه حذر من ان اي استهداف للمجلس سيطيل عمر الازمة، مؤكدا ان ضرورة ان يكون المجلس ‘الركن الاهم’ في العمل المعارض.
وقال سيدا ان ‘مجموعة اصدقاء سورية وعدتنا الكثير ولم تفعل سوى القليل الذي لا يرتقي ابدا الى حجم الماساة والمعاناة’ في سورية.
واضاف ان ‘احساس السوريين والسوريات (هو) انهم قد تركوا لمصيرهم وبات العالم كله متفق على عدم فعل اي شيء لانهاء محنتهم’.
وذكر سيدا ‘الاصدقاء والاشقاء في مجموعة اصدقاء الشعب السوري بان اصدقاء النظام السوري يمدونه بكل شيء، يمدونه بالسلاح والمال والرجال والتغطية السياسية في حين اصدقاءنا على كثرتهم لم يتكنوا حتى الان من استصدار مجرد قرار ملزم يدين جرائم النظام مجرد ادانة’.
وتساءل ‘ماذا يجري؟ ما الذي يحصل؟ وماذا ينتظر المجتمع الدولي؟ هل المطلوب هو تقسيم سورية؟’، مشيرا الى ان استمرار الوضع على حاله هو ما قد ‘يشجع التيارات المتشددة’.
ويأتي كلام سيدا فيما يتعرض المجلس الوطني السوري الذي كان يعتبر حتى الآن الكيان المعارض الرئيسي في سوريا، لانتقادات من الولايات المتحدة.
وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في زغرب الاسبوع الماضي ان المجلس الوطني لم يعد الكيان الذي يمكن ان يمثل كل المعارضة، كما اكدت ضرورة العمل على قطع الطريق امام المتشددين.
وردا على الانتقادات الامريكية، حاول المجلس ابراز التغيرات التي يتبناها في هيكليته لتعزيز قاعدته التمثيلية، لاسيما في الداخل السوري.
واجرى المجلس خلال اجتماعاته التي بدأها الاحد في الدوحة تغيرات في بنيته افساحا بالمجال امام انضمام المزيد من الهيئات والشخصيات الى الهيئة العامة التي باتت تضم 400 عضو، لاسيما من الاقليات السورية.
وبحسب هشام مروان الخبير القانوني للمجلس الوطني، فان ابرز التغييرات في بنية الهيئة العامة هو ‘رفع تمثيل المراة الى 15 بالمئة’ و’زيادة تمثيل قوة الحراك الثوري والميداني (في الداخل) الى 33 بالمئة باضافة 32 مكون جديد’.
كما اشار الى ‘ضم مكونات سياسية جديدة هي 35 تكتل سياسي باتت تشكل 45 بالمئة من المجلس’ و’تمثيل الاقليات بنسبة 25 بالمئة’.
وباتت الهيئة العامة الجديدة تضم 52 بالمئة من الاعضاء الجدد بحسب مروان.
ويفترض ان تنتخب الهيئة العامة الثلاثاء رئيسا جديدا للمجلس الوطني.
وفيما تتجه الانظار الى اجتماع يوم الخميس الذي يحظى باحتضان امريكي خليجي ويهدف الى افراز قيادة موسعة جديدة للمعارضة، اكد المجلس نيته حضور الاجتماع لكنه عبر عن تحفظات واضحة.
وتنص مبادرة رياض سيف المدعومة امريكيا والتي سيتمحور حولها اجتماع الخميس، على تشكيل هيئة قيادية جديدة للمعارضة تقوم بتنسيق عمل الجيش السوري الحر على الارض وتنبثق عنها حكومة منفى.
وقال سيدا ان ‘الامانة العامة قررت في دورتها الاخيرة المشاركة في اللقاء التشاوري (…) سنتوجه الى هذا اللقاء بعقل وقلب مفتوحين ولكننا نؤكد منذ البداية ضرورة الحفاظ على المجلس الوطني السوري بوصفه الركن الاهم والاساس في الفعل المعارض السوري’.
واضاف ‘نرى ان اي عملية تستهدف المجلس الوطني ستؤدي بوعي او من دونه الى اطالة عمر الازمة (…) ومن هنا نرى ان كل مبادرة دولية جادة لابد ان تاخذ في حسابها ضرورة انهاء عهد الاستبداد في سورية’. وبدوره، ابدى الرئيس السابق للمجلس برهان غليون تحفظه الواضح ازاء مبادرة رياض سيف، موجها انتقادا شديدا لواشنطن.
وقال غليون لوكالة فرانس برس ‘نرفض الصيغ الجاهزة (…) والمجلس يرفض المشاركة في اطار يهدف الى انهائه وقتله’.
واضاف ‘نسعى الى تحويل المؤتمر (الذي يعقد الخميس) من مؤتمر لقتل المجلس الوطني الى مؤتمر لاستكمال العمل الذي بدأه المجلس’.
وحذر من انه ‘اذا فرضت مبادرة على المجلس فانها ستفشل’.
وردا على سؤال حول ازمة الثقة المتزايدة بين واشنطن والمجلس الوطني، قال غليون ان ‘الامريكيين يريدوننا كبش فداء للتغطية على تخاذلهم وعجزهم’.
بدوره اعتبر عضو المجلس الوطني رضوان زيادة ان ‘المبادرة ولدت ميتة’ مشيرا الى ان رياض سيف ‘حاصل على دعم واشنطن ولكن ليس على دعم الداخل’.
وصرحت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية فكتوريا نولاند الاثنين ‘قلنا من البداية (…) نتوقع ان يكون المجلس الوطني السوري نفسه جزءا من هيكل المعارضة الذي سيخرج من عملية الدوحة (…) لكن مجموعات اخرى اضافة الى المجلس ستكون ممثلة’.
وكان رياض سيف صرح الاحد ان ‘المبادرة ليست بديلا عن المجلس الوطني لكن المجلس الوطني يجب ان يكون جزءا مهما منها، فاسقاط النظام يلزمه الف مجلس وطني’.
وفي ما بدا ردا على مبادرة سيف، قال القيادي في المجلس الوطني جورج صبرا لوكالة فرانس برس ان المجلس اقترح ان يتم تشكيل حكومة انتقالية في ‘الاراضي المحررة’ داخل سورية.
وقال ‘لقد طرحنا المرور فورا الى مرحلة تشكيل حكومة انتقالية تستقر في مكان محرر وآمن في داخل سورية’.
من ناحيته، طالب انس العبدة امين سر المجلس الوطني، المجتمع الدولي ‘باعلان الاعتراف بهذه الحكومة والدعم السياسي المسبق لها’.
كما طالب بـ’رصد 500 مليون دولار كحد ادنى لميزانيتها وذلك ضمانا لموقومات نجاحها’.
الأكراد يخشون الثوار أكثر من نظام الأسد
لميس فرحات
تعجز المعارضة السورية التي تعمل على إسقاط الرئيس بشار الأسد عن جذب الأقليات المتخوفة من مستقبل البلاد في حال سقوط رئيسها، ما يدفع بهذه الفئة الى التصادم مع الثوار.
بيروت: في الأيام الأخيرة، بدا أن التحدي الأبرز أمام المعارضة السورية في سياق مسيرتها للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، يكمن في إيجاد إطار جامع للحركة، يجذب الأقليات العرقية والدينية التي أحياناً تخاف من الثوار اكثر من النظام نفسه.
هذا الحال من عدم الطمأنينة والخوف الذي تشعر به الأقليات في سوريا يؤدي إلى تصادم مع القوى المعارضة في البلاد، وهو ما برز بوضوح في اشتباكات الأسبوع الماضي فى مدينة حلب بين وحدات من الجيش السوري الحر وميليشيا كردية محلية.
الاحتجاجات ضد الثوار التي اندلعت يوم الجمعة الماضي في عدة مدن ذات أغلبية كردية، أتت في أعقاب شائعات (تبين فيما بعد أنها خاطئة) تفيد بأن ثوار الجيش السوري الحر أعدموا نوجين دريك زعيمة ميليشيا قوات الدفاع الشعبي الكردية في حلب، وذلك بعد تسليم جثث لرجال من الجيش الحر قتلوا فى معركة مع مجموعتها.
اندلعت الاشتباكات بين الجيش السوري الحر، وقوات الدفاع الشعبي الكردية في 26 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي فى حي الأشرفية بحلب، وذلك بعد أن دخل نحو 200 مقاتل من الثوار إلى المنطقة التي يهيمن عليها الأكراد، معتبرين انهم سوف يقومون بالسيطرة على البلدة لإحكام قبضتهم على المدينة بأكملها.
لكن الأكراد لم يرحبوا بهذه الخطوة واعترضوا على دخول الجيش السوري الحر إلى مناطقهم التي يصرون على أن تبقى مستقلة عن الثوار السوريين، وتحت سيطرة الأكراد وحدهم.
اعتبر القادة الأكراد أن الثوار انتهكوا اتفاقاً غير مكتوب بينهم وبين الثوار بالبقاء خارج المناطق الكردية. ووفقاً لصالح مسلم من حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تنتمى إليه الميليشيا الكردية، فإن سكان الأشرفية نظموا احتجاجاً ضد دخول الثوار وقوبلوا بوابل من الرصاص.
يقول مسلم: “عندما أطلقوا النار على المحتجين، لم يترك الثوار للميليشيا الكردية خياراً سوى الانتقام من الجيش السوري الحر”، مشيراً إلى ان الاحتجاج تحول إلى اشتباك بين الفريقين، شهد أعمالاً من القتل والأسر والطرد من المنطقة وكانت الحصيلة مقتل 30 شخصاً.
على الرغم من الهجمات وعمليات الخطف الانتقامية التي حدثت بين الفريقين في الأيام التي تلت ذلك، حاول زعماء من الجانبين نزع فتيل التوتر. زفي نهاية الأسبوع الماضي، وافق الجانبان على وقف الأعمال العدائية وتبادل جميع السجناء، بما في ذلك ديريك.
ومع ذلك، يخشى كثيرون من أن التوترات الكامنة بين الثوار والأكراد ويمكن أن تنفجر في قتال جديد، وتعزز الانقسامات الطائفية التي تقوض سلطة الثوار وتؤدي إلى تراجع في جهودهم للسيطرة على حلب، الأمر الذي سيصب في مصلحة نظام الأسد بالبقاء في السلطة.
ويؤكد مسلم أنه حتى لو قام حزب الاتحاد الديمقراطي بتسوية الخلافات مع الثوار، فإن الأكراد سيعملون على تعزيز مكاسبهم بدلاً من الانضمام إلى الهجوم ضد الأسد. ويقول: “لقد كنا دائما مع الثورة، لكن لدينا استراتيجيتنا الخاصة. نحن لا نريد أن نكون جزءاً من القتال. نحن ندافع عن شعبنا فقط من القوات الحكومية والجماعات المسلحة الأخرى في المنطقة”.
عَزم الأكراد على البقاء على الحياد في الحرب بين الأسد والثوار، يأتي مدفوعاً من أجندة سياسية تحدد المصالح الكردية، وهي منفصلة عن مصالح الثوار، فالأكراد الذين يبلغ عددهم 2 مليون نسمة في سوريا يعلمون انهم لن يجنوا شيئاً من التحالف مع المعارضة العربية التي تتجاهل المطالب الكردية للحكم الذاتي.
ويضيف مسلم: “مع من يجب أن أكون لمحاربة النظام؟ مع الجيش السوري الحر الذي تدعمه تركيا التي بدورها تقتل الأكراد، أو مع تنظيم القاعدة الذي يدمر كل شيء في سوريا، أو مجموعات أخرى من الثوار؟”
التوفيق بين العرب والأكراد يصبح أكثر صعوبة. المعارضة التي يقودها العرب ما تزال تعارض احتمال الحكم الذاتي الكردي في سوريا ما بعد الأسد. أما الأكراد، فبعد أن ذاقوا طعم الاستقلال الذاتي الجزئي لأول مرة من أجيال، فمن المستبعد أن يتخلوا عنه.
http://www.elaph.com/Web/news/2012/11/772323.html
عيتاني ليس الاول ولا الاخير في لائحة استهداف الاعلاميين
ريما زهار
إقامة الاعلامي فداء عيتاني الجبرية في اعزاز، ومن ثم اطلاقه، ليست الاولى في سلسلة استهداف الاعلاميين، وان دل الامر على شيء فعلى مدى استهداف الجسم الاعلامي في لبنان.
بيروت: ليست المرة الاولى التي يتعرض فيها الجسم الاعلامي في لبنان لعملية خطف وحتى قتل، فبعد تحرير الزميل فداء عيتاني من اعزاز، بعدما اوقف لايام تحت الاقامة الجبرية من قبل لواء عاصفة الشمال، تم الافراج عنه، وقضية عيتاني سبقتها سلسلة عملية تعرض لاعلاميين لبنانيين، منهم غدي فرنسيس (السفير) وغسان سعود (الاخبار)، كذلك الاعلامية يمنى فواز (تلفزيون الجديد)، حسين مرتضى (تلفزيون العالم)، علي شعبان (تلفزيون الجديد)…
يرى الاعلامي انطوان خوري في حديثه ل”إيلاف” ان تكرار خطف الاعلاميين في لبنان يطرح علامة استفهام حول مصير ودور الاعلامي في لبنان، والاعلاميون في لبنان منذ زمن مستهدفون بالحروب، ومن الطبيعي ان يكون هناك تركيز اكبر اليوم، لان الاعلامي الذي يلعب دورًا بارزًا، يؤثر في مجرى الاحداث خصوصًا في ظل الوضع السوري، من هنا كان الخطر اكبر على الاعلاميين.
وتكرار الامر يعني ان هناك خطرًا فعليًا يواجه الاعلامي اليوم، ويؤكد خوري ان الاعلامي في كل دول العالم يتعرض لامور مماثلة، وخصوصًا في العالم العربي ودول العام الثالث وما دون، تعتبر الانظمة والمتحاربون ان كل الامور مبررة، وبالتالي هذا الاعلامي الذي برأيهم يضر بهم، هو هدف مشروع.
وكإعلاميين يقول خوري انهم قاموا بتحركات عدة لدعم عيتاني ولكنه بقي معنويًا، مع عدم وجود وسيلة فعلية تدعم الاعلامي، مع وجود نقابات وضعها تعيس، مع وجود نقابة المحررين التي يختلف وضعها عن النقابات الاخرى، ومن هنا لا نتوقع اكثر من دعم معنوي.
وضع الاعلامي اللبناني هش اليوم في لبنان، ويمكن تفعيل الامر برأي خوري من خلال نقابة فاعلة، فمثلاً نقابة المحامين والاطباء والمهندسين لديهم القدرة للتضامن والتحرك وان يكونوا فاعلين بينما في الاعلام نبقى مهمشين.
اما هل يحمل هذا الامر فريق من الاعلاميين الى عدم الاندفاع في تغطية بعض الاخبار؟ الامر جائز، يقول خوري، ولكن يبقى البعض متشجعًا اكثر من اللزوم ويقوم بالمخاطرة، ولكن مع حوادث سابقة، ولا يبقى سوى الدعم من خلال الكلام الرنان، اما الاعلامي فيبقى هو المستهدف.
استهداف…تاريخي
حروب كثيرة كانت شاهدة على استهداف الاعلاميين وجعلهم مصيدة سهلة، ويبقى القول ان الحرب الاميركية- البريطانية ضد العراق كانت من اكثر الحروب دموية بالنسبة الى الصحافيين، فالمراسلون لم يقعوا فقط ضحية التضليل والتلاعب والضغوط على انواعها، وانما هم وقعوا ايضًا ضحية العنف، واحيانًا ضحية العنف المتعمد ضدهم، لإرهابهم واسكاتهم او إبعادهم، فحرب العراق 2003 التي استغرقت 28 يومًا، كان كل يوم تقريبًا تفقد الصحافة مراسلاً لها، ومن اصل عشرة صحافيين قتلوا في المعارك، سبعة قتلوا برصاص القوات الاميركية، فقد شكل كل يوم من هذه الحرب يومًا اسودًا للصحافة، في 8 نيسان/ابريل على سبيل المثال، قصفت دبابة أميركية متمركزة فوق جسر الجمهورية فندق فلسطين الذي يقيم ويعمل فيه المراسلون الاجانب، مما ادى الى مقتل المصور التلفزيوني الاسباني جوزي كوسو، والمراسل في وكالة رويترز تاراس بروتسيوك، وإلى اصابة ثلاثة صحافيين آخرين بجروح، هم اللبنانية سامية نخول، مديرة رويترز في الخليج، والمصوِّر العراقي صالح خيبر، والفني البريطاني بول باسكوال. وفي اليوم عينه قصفت الطائرات الاميركية مكاتب قناة الجزيرة في بغداد فقتلت المراسل طارق ايوب، وجرحت مساعده زهير ناظم عباس.
وكذلك مع بداية الهجوم الاميركي على افغانستان (2001) دمرت القوات الاميركية مكتب الجزيرة في كابول بصواريخ قيل انها “طائشة” ونجا منها باعجوبة مراسل الفضائية القطرية في العاصمة الافغانية تيسير علوني.
لذك يمكن القول ان ارهاب الصحافة والصحافيين هو خبزهم اليومي عندما يتوجهون لتغطية الحروب والنزاعات.
http://www.elaph.com/Web/news/2012/11/772447.html
مقتل محمد رافع يجبر الفنانين السوريين على خلط أوراقهم
حسن آل قريش
أعاد مقتل الفنان السوري، محمد رافع، على يد جماعة من المعارضة، خلط الأوراق بين الفنانين الآخرين، وباتوا يتجهون إلى الصمت وعدم الخوض في السياسة حفاظًا على حياتهم.
الرياض: يشكِّل مقتل الممثل السوري، محمد رافع، المعروف بمواقفه المؤيدة للنظام السوري، نقطة تحول بالنسبة للعديد من الفنانين السوريين، سواء أكانوا محسوبين على النظام أو معارضين له، ذلك لأن الموقف من الثورة السورية أصبح يعني خطورة حقيقية على الحياة لكلا الطرفين.
مع بداية الثورة السورية، أعلن عشرات الفنانين السوريين انحيازهم إلى النظام الذي واجه اندلاع الإحتجاجات الشعبية بقسوة، وخرج عدد منهم على شاشات التلفزة ليؤكدوا دعمهم المطلق للرئيس وشاركوا في مسيرات مؤيدة له، ومن هؤلاء دريد لحام، سلاف فواخرجي، زهير عبد الكريم، وائل شرف، عارف الطويل، معن عبد الحق، وفاء موصلي، تولاي هارون، بشار إسماعيل، جورج وسوف… وغيرهم.
وعلى الضفة الثانية، تواجد عدد من الفنانين السوريين الذين عبَّروا بشكل واضح عن دعمهم لثورة الشعب السوري، ومن هؤلاء أصالة نصري، فارس الحلو، كندة علوش، مي سكاف، محمد آل رشي، جلال الطويل، رامز بلبل، محمد أوسو، وآخرون.
وتعرَّض الفنانون الذين اختاروا الوقوف على الضفة الثانية للكثير من المضايقات والتهديد والإنتقاد على أقل تقدير، فاعتقلت مي سكاف وكذلك محمد أوسو، واضطر آخرون للسفر إلى خارج البلاد، ومنعت شركات الإنتاج من عرض أدوارها على أسماء معينة.
ولم يسلم من الإنتقاد الفنانون الذين ظهروا بمواقف أكثر حيادية، ومن هؤلاء الفنان جمال سليمان الذي استضافه التلفزيون السوري فتحدث عن الإساءات التي ترتكبها أجهزة الأمن بالتزامن مع مطلبه بالإصلاح، ليتخذ لاحقًا موقفًا أكثر قوة من النظام، وغادر سوريا إلى مصر وكتب مقالات وأجرى مقابلات تنتقد النظام السوري، وكذلك تعرَّض سلوم حداد لاعتداء خلال جلوسه في مقهى بدمشق لمجرد توقيعه على بيان يطالب بإدخال حليب الأطفال إلى مدينة درعا المحاصرة في حينها.
ومع تحول الثورة السورية إلى العسكرة، فضَّل عدد كبير من الفنانين التحول من التأييد المطلق إلى الصمت، وبدأ الفنانون يخرجون بتصريحات أكثر ذكاءً منها أن “لا علاقة بين الفن والسياسة” أو أنه “ليس من مسؤولية الفنان الحديث بالسياسة لأنه لا يفقه بها”، بالطبع لم يكن التحول بسبب ارتخاء القبضة الأمنية للنظام السوري، بل بسبب خوف الفنانين من التعرض لمضايقات من جانب الثورة هذه المرة.
ما حدث للفنان السوري محمد رافع قد لا يتكرر مع فنانين آخرين، لكن المؤكد أن عديدين منهم سيفضلون السفر إلى خارج البلاد (كما فعل كثيرون قبلهم) أو على الأقل سيتجه هؤلاء إلى الصمت وعدم الكلام بالسياسة مجددًا خصوصًا أن التهديد بات جديًا ولا يمكن الإستهانة به.
والتهديد هنا لا يتعلق فقط بالفنانين المؤيدين للنظام السوري بل يمتد إلى المعارضين له خصوصًا مع تجدد التهديدات التي تطال المعارضين، حيث طالب ناشطون على بعض الصفحات المؤيدة للنظام على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك بالثأر لرافع من بعض الفنانين أمثال أصالة وكندة علوش وفارس الحلو.
http://www.elaph.com/Web/Entertainment/2012/11/772385.html
المعارضون السوريون: أوباما خذلنا.. ورومني مخلّصُنا
بهية مارديني
السوريون على تماس مباشر مع الانتخابات الأميركية، كما تماسهم مع الاشتباكات اليومية الدامية في طول سوريا وعرضها. تردد باراك أوباما، وعدم تدخله الحازم للقضاء على النظام السوري، جعلاه مجرمًا في عيون المعارضين السوريين، فانحازوا في غالبيتهم إلى ميت رومني، المحارب المخلص.
أوباما رجل سلام… بالتأكيد، يقول رجل الأعمال السوري باسل كويفاتي لـ “إيلاف”، لكنه “لم يلتفت للمجازر في سوريا، وهو ما يضعف دفاعه عن حقوق الإنسان والديمقراطية، فادعاء السلام في غير وقته لا يفيد، وإن كان ميت رومني رجل حرب، فإنما يخدم مصالح بلاده الاقتصادية”.
وما عارضه المحلل الاقتصادي السوري محمد كركوتي في رأيه هذا، بل زاد لـ”إيلاف” قائلًا: “تقليديًا، يفكر الديمقراطيون كثيرًا قبل الخوض في الحروب، على عكس الجمهوريين، وهنا تختلف حرب عن أخرى. فلو شنها أوباما، ستكون ذكية أكثر، بينما ستكون أقل ذكاء لو شنها رومني، وهذا يعطي أوباما توصيف رجل السلام أكثر من رومني”.
شاهد زور في سوريا
على الرغم من توافق الجميع حول ثبات السياسة الخارجية الأميركية، “لأنها تنبع أساسًا من نظرة السياسة الخارجية الاسرائيلية وهي انعكاس لها وداعم أساسي لتوجهاتها ولو بدرجات متفاوتة” بحسب ما قال عاطف صابوني، عضو التيار الشعبي الحر، لـ “إيلاف”، يؤيد كركوتي أوباما “لمجموعة من الأسباب، في مقدمتها إيمانه بسياسة الإشراك الدولية، ما يوفر صمام أمان عالمي لن يتوفر مع رومني، وإيمانه بحتمية الديمقراطية خارج الولايات المتحدة، ومن هذا المنطلق أجده أفضل لسوريا، لأنه لا يربط مصالح الدول الأخرى وثيقًا بمصلحة بلاده، من دون التضحية بمصلحة بلاده”.
من جهته، يدافع كويفاتي عن رومني، “الأصلح لسوريا اليوم والغد، ولمستقبل ثورتها قبل سقوط الأسد وبعده، فقد خبرنا سياسة أوباما الباهتة خلال ما يزيد على 18 شهراً من عمر الثورة، ولا بد أن تكون مواقف رومني أكثر جرأة وشجاعة”.
ويرى الدكتور عمار قربي، عضو تيار التغيير الوطني، في تصريح خاص لـ”ايلاف”، أن ادارة أوباما وقفت شاهد زور في سوريا، واساءت إلى المصالح الاميركية قبل المصالح السورية، لأن تردد أوباما أضعف التأثير الاميركي في المنطقة، واطاح بهيبته، وساعد على تقوية النفوذ الروسي، كما دفع بالسوريين إلى أحضان التطرف الإسلامي”.
غداء في دمشق
القربي متأكد أن فوز رومني بالرئاسة الأميركية سيغيّر المعادلة في سوريا وفي المنطقة، على الرغم من انصياعه الكبير للرغبات الاسرائيلية، “ولقناعتي هذه، دعوت الأميركيين من أصول عربية، وخصوصًا سورية ولبنانية وعراقية، للتصويت لصالح المرشح الجمهوري ميت رومني، لأنهم بذلك يصوتون لإسقاط بشار الاسد، وينتقمون للدم السوري الذي يحمل أوباما وزره”.
قد لا يكون القربي عارفًا بما في نوايا رومني. لكنه، كالكثيرين، يقيس أمره على قياس جورج بوش الإبن وإرث الجمهوريين الحربي. يروي لـ “إيلاف”: “منذ شهر تقريبًا، التقيت السيناتور الأميركي جوزيف ليبرمان والمرشح الجمهوري السابق جون ماكين على الغداء في واشنطن، فقلت لهما لو فزت يا ماكين بالانتخابات الاميركية الاخيرة، لكنا الآن نتناول الغداء في دمشق”.
وعلى منوال القربي، ينسج مأمون الحمصي، المعارض السوري وعضو مجلس الشعب السوري الاسبق، إذ قال لـ”ايلاف”: “يشعر السوريون بخيبة أمل من سياسة أوباما إزاء الوضع في سوريا، خصوصًا أنه الداعية للديمقراطية وحقوق الانسان، فأين حقوق السوريين الذين قدموا أرواحهم على مذبح الحرية؟”. وتمنى الحمصي تغييرًا في الرئاسة الأميركية بفوز ميت رومني، “وعسى أن يكون هذا التغيير خيرًا يعم العالم أجمع”.
المبتغى في الفارق التكتيكي
في خضم التأييد الأعمى لرومني بين المعارضين السوريين، “نكايةً بأوباما وانكفاء أوباما ورفض أوباما تسليح الثوار السوريين بما يقدرهم على سرعة إسقاط الأسد وإعادة بناء دولتهم المنهكة، أعتقد أن انهاك سوريا واضعاف جيشها وضرب بنيتها التحتية وتدمير قدراتها الاستراتيجية المستقبلية في مواجهتها مع اسرائيل مصلحة أميركية إسرائيلية مشتركة، وفي هذا السياق يمكن فهم السياسة الأميركية التي تبرر تقاعسها بخوفها من صعود الاسلاميين”، كما يقول صابوني.
وهو لا يرى فارقًا كبيرًا مع وصول رومني الجمهوري إلى المكتب البيضاوي “إلا في التفاصيل والتكتيك، وفي هذا الفارق قد نجد مبتغانا، فأوباما ورومني متفقان على مواجهة الخطر النووي الإيراني، رومني بالمواجهة العسكرية السريعة وأوباما بسياسة الاحتواء والديبلوماسية، ومن هنا مساهمة وصول رومني في التعجيل برحيل الأسد بضرب حليفه الإيراني”.
حساب منطقي
وتستمر القراءات السورية للتنافس الرئاسي الأميركي. فالناشط الكردي السوري صلاح بدر الدين رأى في حديث لـ “إيلاف” أن لا فارق بين أوباما ورومني بالنسبة إلى الحراك الثوري السوري… لكن! فبدر الدين يأخذ على العرب جميعًا اعتقادهم بأن أوباما حرك رياح الربيع العربي، فأبحرت سفن الحرية من شاطئ عربي إلى آخر.
يقول: “لننظر إلى المسألة بعين المنطق البسيط، ففي عهد الرئيسين جورج بوش الأب والابن الجمهوريين، أتى الدعم الأميركي المباشر للاطاحة بأنظمة دكتاتورية في غاية الاستبداد البشع والظلامية، والعراق وأفغانستان خير دليل، فقيل إن الجمهوريين طلاب حرب”.
وتابع بدر الدين: “أما في عهد الرئيس باراك أوباما الديموقراطي، فقد بان التردد في اتخاذ موقف مناسب من ثورات الربيع العربي الشعبية الوطنية الشبابية، وبان العجز عن اتخاذ أي موقف عملي مع الشعب السوري الذي يقدم الضحايا بالمئات يوميًا”. ونسجًا على ذلك، يأمل بدر الدين أن يكون رومني الرئيس القادم، “لأنه بحساب بسيط أفضل لنا جميعًا”.
لئلا تضيع هباءً!
يأمل بدر الدين أن يبادر الرئيس الجديد وبأقصى السرعة إلى دعم الثورة السورية “وخصوصًا ثوار الداخل، بتقديم المساعدات الانسانية – الانقاذية لمهجري الداخل والخارج، والسلاح الفعال للجيش السوري الحر، وتحقيق منطقة آمنة يحظر فيها الطيران السوري التابع للنظام، والتعامل مع الشرعية الثورية والوطنية السورية ككيان معترف به على الصعيد الدولي، وتقديم المساعدة في اعادة اعمار سوريا بعد اسقاط النظام وتفكيك سلطة الاستبداد”.
أما كركوتي فطلبه من الرئيس الأميركي الجديد بسيط جدًا، “ألا يرتكب المزيد من الأخطاء في سوريا، كي لا يضيّع فترة ولايته في تصحيحها، فتضيع كل الجهود الخيرة هباءً”!
http://www.elaph.com/Web/news/2012/11/772419.html
انفجارات في دمشق وريفها واستهداف خط أنابيب النفط الرئيسي في حمص
قيادي في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط»: التفجيرات التي ننفذها تستهدف المقرات الأمنية فقط وليس الأحياء الشعبية
بيروت: كارولين عاكوم
بعدما تحوّلت التفجيرات المتنقلة إلى خبر يومي في الأحداث السورية، كان أمس ريف دمشق على موعد مع اثنين منها، في مدينة المعضمية وفي السيدة زينب، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 10 قتلى وأكثر من 40 جريحا سقطوا في انفجارات ضاحية بدمشق مساء. وقد وصل عدد قتلى أمس، كحصيلة أولية إلى 96 قتيلا بحسب لجان التنسيق المحلية، بينهم 5 أطفال و4 سيدات.
وأفاد ناشطون بأن سيارتين مفخختين انفجرتا في ريف دمشق، إحداهما في مدينة المعضمية والأخرى قرب جامع أويس القرني في السيدة زينب، مما خلف دمارا كبيرا في المنطقتين، لافتين إلى أن تفجير المعضمية أوقع عددا من القتلى والجرحى، وأن قوات النظام حالت دون إسعاف الجرحى، واستهدفت المسعفين برصاص القناصة. وهذا هو التفجير الخامس الذي تشهده المعضمية بسيارة مفخخة خلال أقل من شهر. واتهم مصدر قيادي بالجيش السوري الحر النظام وقواته بتنفيذ الانفجارات، مضيفا: «لم ولن نعتمد على التفجيرات التي تستهدف أحياء شعبية وسكنية.. ونعتبرها عملا إجراميا لا نسمح أو نقبل به. وما نقوم به من عمليات عسكرية هو فقط استهداف الأرتال العسكرية وتفجير المقرات الأمنية، وبالتالي أهداف معروفة النتائج والأهداف»، معتبرا أنه «إن لم يكن النظام هو الفاعل الأساسي، فهو بالتأكيد الداعم والمسبب لها». وبعد عدة ساعات، هزت 3 انفجارات ضخمة حي الورود غرب العاصمة، مساء أمس، وقال التلفزيون السوري في خبر إن «انفجارا وقع في مكان مكتظ بالمواطنين». وقال ناشطون في ريف دمشق لـ«الشرق الأوسط» إنه «سمع دوي 3 انفجارات متتالية، ثم شوهدت النار تندلع في موقع التفجير، تلاها تصاعد أعمدة دخان أسود».
من جانب آخر، قال شهود عيان إن انفجارا هائلا حصل بالساحة العامة، وتضرر عدد من الأبنية المطلة على ساحة «الزهرة» حيث وقع الانفجار، كما شوهدت جثث لـ8 قتلى على الأقل، وأكثر من 50 جريحا في مشاهدة أولية للموقع، حيث إن الانفجار وقع في وقت الذروة.
وأعلنت كتائب «عائشة» المسلحة تبنيها للتفجير، الذي تزامن مع هجوم على حاجز للجيش في حي الورود، ويعد هذا التفجير الثاني من نوعه خلال 24 ساعة، الذي تستهدف فيه كتائب عائشة حيا شعبيا يتركز فيه العلويون، بعد انفجار حي المزة 86 الشعبي مساء الاثنين.
وفيما أكدت شبكة «شام» العثور على جثث 3 قتلى أعدموا ميدانيا بحي القابون في دمشق، أعلنت لجان التنسيق المحلية أن اشتباكات عنيفة وقعت في حي التضامن وسيدي مقداد مع الجيش الحر، في ظل انقطاع للتيار الكهربائي والاتصالات الجوالة. ووفقا لناشطين، فإن طائرات النظام المقاتلة واصلت قصف مناطق الغوطة الشرقية بريف دمشق بالقنابل الفراغية، وتصاعدت أعمدة الدخان منذ الصباح في دوما وعربين وسقبا ومدن أخرى في الغوطة، ولحق دمار واسع بعدة أحياء في دوما وعربين عقب الغارات التي شنتها الطائرات المقاتلة.
كما أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بأن اشتباكات عنيفة تدور بين عناصر «الجيش الحر» وقوات النظام التي اقتحمت حي السيدة زينب. وسجّلت حركة نزوح لما تبقى من الأهالي جراء التفجير الذي وقع صباح أمس.
كذلك، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن بلدات كفربطنا وعربين وزملكا بريف دمشق تعرضت للقصف بالطيران الحربي، مما أدى إلى سقوط جرحى وقتلى، لافتا إلى أن القصف شمل أيضا مخيم اليرموك، يرافقه تحليق للطيران الحربي في سماء المدينة. ولم يختلف الوضع كثيرا في حي جوبر بمدينة دمشق وبلدة بيبلا مما أدى إلى تصاعد سحب الدخان من المنطقة. واستهدف الطيران الحربي، بحسب المرصد، مباني داخل دوما بصاروخين كما سقطت عدة قذائف هاون على المدينة أدى إلى سقوط جرحى، واستهدفت الغارات الجوية بطائرات «ميغ» الغوطة الشرقية بريف دمشق. كما لفتت إلى تجدد القصف المدفعي على يبرود، والمروحي على منطقة السيدة زينب بعد فشل قوات النظام في اقتحام المدينة، لافتة إلى استمرار الاشتباكات في حرستا التي تعرضت أيضا إلى قصف عنيف بالطيران الحربي وراجمات الصواريخ في محاولة من قوات النظام اقتحامها من محاور عدّة.
وفي حلب، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتعرض بلدتي أورم الكبرى وكفرحمرة بريف حلب للقصف من قبل القوات النظامية، كما دارت اشتباكات بين القوات النظامية والجيش الحر في أحياء أغير وقسطل حرامي وميسلون بمدينة حلب رافقها قصف على حي كرم الطراب في المدينة، واستهدفت الطائرات الحربية مداخل مدينة الباب بالرشاشات الثقيلة، كما تعرض حيا السكري والأنصاري للقصف.
أما في اللاذقية، فتجدد القصف من قبل القوات النظامية على القرى المحيطة ببلدة سلمى بريف اللاذقية. وفي دير الزور، استهدف القصف مدينتي الميادين والبوكمال بريف دير الزور، فيما تعرض حي الجبيلة بمدينة دير الزور للقصف من قبل الطائرات الحربية، رافقه تصاعد لسحب الدخان. كما تعرض حي الجبيلة والعرضي للقصف من الطائرات المروحية التي ألقت براميل متفجرة على الحيين، ووقعت اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في حي الموظفين، بينما أشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن قوات النظام استهدفت بالطيران الحربي أحد المخابز في سوق النوفوتية في البوكمال.
وفي حمص، حيث أعلن عن تشكيل لواء التحرير في حمص، قال ناشطون إن قتلى وجرحى قضوا في قصف بالطائرات الحربية استهدف الحولة، وبث الناشطون صورا يظهر فيها هروب طلاب المدارس من المنطقة عقب القصف المفاجئ في الصباح. وبحسب الناشطين، فقد أدى القصف إلى تهدم عدد من المنازل ومقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 20 بعضهم في حالات خطرة.
وأعلنت لجان التنسيق عن استمرار القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة والقنابل العنقودية على منطقة آبل، مما أدى إلى تدمير كبير في البنية التحتية وتهجير معظم أهالي القرية، مشيرة أيضا إلى إطلاق قذائف الهاون على بساتين باباعمرو، مما أدى إلى نشوب حريق كبير في منطقة البساتين.
وقد نفذت، في إدلب، بحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان القوات النظامية أول غارة جوية، أمس، على مدينة معرة النعمان فيما تدور اشتباكات متقطعة بين القوات النظامية والجيش الحر ومقاتلين من جبهة النصرة في محيط معسكر وادي الضيف. كما سقط عدد من الجرحى جراء القصف من قبل القوات النظامية على قرية حنتونين بريف إدلب، فيما دارت اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في ريف جسر الشغور أوقعت خسائر في صفوف الأخير.
وبحسب المرصد، قُتل ما لا يقل عن 12 عنصرا من قوات النظام السوري في هجوم بالعبوات الناسفة والقذائف وإطلاق الرصاص في محافظة إدلب في شمال غربي سوريا، أمس، مشيرا في بيان له إلى أن البلدة تعرضت اليوم «لثلاث غارات جوية»، فيما شهد محيطها، «اشتباكات عنيفة بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية».
في المقابل، أفاد ناشطون سوريون أمس، بأن انفجارا وقع في خط الأنابيب النفطي الرئيسي الذي يغذي مصفاة على المشارف الغربية لمدينة حمص اليوم الثلاثاء خلال اشتباكات بين عناصر المعارضة وقوات الجيش في المنطقة.
وأظهرت لقطات فيديو دخانا كثيفا يتصاعد من خط الأنابيب الذي يربط حقول النفط الشرقية بمصفاة حمص، وهي واحدة من مصفاتين في البلاد. وقال أبو خالد الحمصي لـ«الشرق الأوسط» إن الانفجار الذي استهدف خط النفط إثر الاشتباكات التي دارت بين الجيشين الحر والنظامي، لافتا إلى أن هذا الخط هو الوحيد الذي يغذي مصفاة حمص وينتج مادة «كيروسين» التي تستعمل وقودا للطيران وتغذي كل المطارات في سوريا.
«حي التضامن» في دمشق بيد «الجيش الحر»
أنباء عن سحب الحرس الجمهوري من حمص وحشده في العاصمة.. والسكان يتخوفون من مجزرة
بيروت – لندن: «الشرق الأوسط»
اندلعت اشتباكات طاحنة يوم أمس بين مجموعات الجيش الحر والقوات النظامية في حي التضامن الدمشقي، حيث أشار ناشطون إلى أن «معارك قوية بدأت الساعة العاشرة صباحا في شوارع حي التضامن»، موضحين أن «النظام يحاول منذ بداية الثورة في حي التضامن إخماد جذوتها وكسر إرادتها.. إلا أنه اليوم حسم أمره باقتحام الحي عبر مدرعاته ودباباته العسكرية». ويتخوف الناشطون «من اقتحام الحي وتنفيذ مجازر وحشية بحق سكانه».
ويشير أبو نديم، وهو من سكان حي التضامن، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إلى أن «شوارع الحي تشهد حربا طاحنة»، مؤكدا «أن عددا كبيرا من الجرحى قد سقطوا جراء الاشتباكات». من جانبها قالت شبكة «شام» المعارضة إن «رتلا عسكريا مؤلفا من عشرة باصات وست دبابات وصل إلى حي الأندلس متوجها نحو حي التضامن» في دمشق لاقتحامه. وقال ناشط في دمشق لـ«الشرق الأوسط» عبر «سكايب»: «شوهد نهار أمس عبور رتل عسكري مؤلف من أربع دبابات محملة على حاملات مدرعات وثلاث سيارات (بيك أب) مزودة برشاش دوشكا وثلاث ناقلات جند مع سيارات مدنية من الطريق الواصل بين ساحة الأمويين (غرب العاصمة) وجسر فيكتوريا (وسط دمشق).. وظهر الجنود في الرتل وقد أطلقوا لحاهم». كما شوهدت أيضا أمس تسع دبابات وسيارة (بيك أب) مزودة برشاش دوشكا وباصات تقل شبيحة على أتوستراد الفيحاء متجهة إلى برزة، و«كان الجنود ملتحين». وكذلك رصد رتل عسكري في شارع الثورة كان متجها إلى شرق المدينة. كما شاهد سكان مشروع دمر رتلا عسكريا مكونا من عدة ناقلات تحمل خمس دبابات وعربة «بي إن بي»، وترافقهم سيارة مثبت عليها رشاش دوشكا، وكان الرتل قادما من طريق العرين متجها نحو طريق القصر باتجاه دمشق.
وتأتي تلك المشاهدات في ظل توارد أنباء عن قيام النظام بسحب قوات الحرس الجمهوري من مدينة حمص باتجاه العاصمة، وقال ناشطون: «شوهد رتل ضخم من قوات الحرس الجمهوري يتحرك من حمص باتجاه العاصمة، ليل أول من أمس، استعدادا لعمليات عسكرية ضخمة في دمشق وريفها». ويشكل حي التضامن مع أحياء الحجر الأسود ومخيم اليرموك بؤرة أساسية للثورة في العاصمة السورية دمشق، حيث احتضن أهالي هذه الأحياء مجموعات الجيش الحر وأمنت لها الحاضنة الاجتماعية.
وقالت تنسيقية حي التضامن، في صفحتها على «فيس بوك»، إن «بعض كتائب الجيش الحر في العاصمة دمشق وريفها قامت بعملية نوعية»، مضيفة أنه «تم اقتحام حي التضامن وتطهيره من كتائب الاحتلال الأسدي وشبيحته، حيث قام أبطالنا في الجيش الحر بالهجوم من عدة محاور، المحور الأول من جهة قوس يلدا، والثاني من جهة دوار فلسطين (حارة المغاربة)، وأما الثالث من جهة سوق الخضار.. كما قامت كتائب جيشنا الحر بالهجوم على منطقة زليخة من الخلف، حيث قتل وأصاب عددا كبيرا من الشبيحة، وتمكن أبطالنا من تدمير دبابتين وعدة عربات مدرعة وتخلصوا من أغلب الحواجز في الحي الصامد».
وفي ظل هذا التضارب في الأنباء بين الناشطين الذين يتخوفون من اقتحام الحي وإعلان بعض الجهات من المعارضة تحرير كامل منطقة التضامن، يبدي عدد من الناشطين الإغاثيين خشيتهم من تعرض التضامن إلى مأساة كبيرة.
وكان حي التضامن قد خرج في عشرات المظاهرات السلمية المطالبة بإسقاط النظام، وكان غالبية المشاركين من حيي الديرية والأدالبة، بينما تكفل شارع الشبيحة المعروف بشارع نسرين، بقمع هذه المظاهرات. وتعرضت المظاهرات لقمع شديد على يد قوات الأمن السوري والشبيحة المرافقين لهم، كما تم اقتحام الحي مرات عدة على يد قوات الجيش التابعة للنظام، وعندما وصلت الأمور إلى مرحلة بات من الصعب تحملها من اعتقال وتنكيل بأهالي الحي، انفجر الصراع الدائر بكفاحه المسلح.
ويعيش في التضامن نسيج سكاني معقد، فمن جهة يعد الحي واحدا من أضخم الأحياء الدمشقية وأكثرها كثافة سكانية، ومن جهة أخرى، يضم واحدا من أكبر التنوعات السكانية في البلاد، كما ينفرد الحي بأنه من أكثر الأحياء فقرا من بين أحياء العاصمة دمشق المتعددة. ويحيط بحي التضامن مجموعة من الأحياء كمخيم فلسطين ومدينة يلدا والحجر الأسود.. وجميعها تتشابه في نسيجها السكاني وبنيتها الطبقية، بينما تشكل هذه الأحياء بمجموعها ما يمكن أن نسميه بأحزمة الفقر المحيطة بالعاصمة دمشق.
ويقطن الحي ثلاثة تجمعات سكانية كبرى، تجمع يضم مهاجرين قدامى من محافظة دير الزور وريفها، ويعرف مكان سكنهم بحي الديرية. وتجمع مؤلف من مهاجرين قدموا من محافظة إدلب وريفها، ويعرف مكانهم أيضا بحي الأدالبة. وتجمع ثالث يضم عددا من الأقليات القادمة من مناطق مختلفة كمدن الساحل السوري، ومن محافظة السويداء ومدينة السلمية، وبعض السكان من الفلسطينيين.
الجيش الحر ينفي مسؤوليته عن اغتيال الشخصيات الموالية ويتهم النظام بها
العقيد حجازي: لسنا عصابات ولا مجرمين
بيروت: كارولين عاكوم
يأتي اغتيال شقيق رئيس مجلس الشعب السوري محمد أسامة اللحام، فيما بدا أنه يندرج في إطار سلسلة الاغتيالات التي تستهدف رجال النظام أو الموالين له. وذلك بعد مقتل الممثل السوري محمد رافع في دمشق منذ ثلاثة أيام، إلى جانب الإعلان يوم الأحد الماضي، أن مقاتلي المعارضة قتلوا مسؤولا في حزب البعث في الشمال، كما اغتيل الشهر الماضي شقيق خالد عبود وهو عضو في البرلمان من بلدة درعا في الجنوب، وابن النائب البارز محمد خير الماشي في شمال سوريا. وفي حين كان مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمي قد أعلن – بناء على معلومات حصل عليها من ناشطين ومعارضين – أن سوريا ستشهد المزيد من هذه الاستهدافات خلال الأيام القليلة القادمة.. أكد رئيس أركان الجيش الحر، العقيد أحمد حجازي، أن «الجيش الحر ليس مسؤولا عن هذه الاغتيالات ولا يعتمد هذه السياسة في استراتيجيته العسكرية». وقال حجازي لـ«الشرق الأوسط»: «لسنا عصابات ولا مجرمين ولا نتبنى سياسة الاغتيالات.. نستهدف فقط من يقاتل ضدنا وضد الشعب في ساحة القتال. وبالنسبة إلينا هناك فرق بين الموالين للقتال وبين من يقومون بقتل الشعب السوري». ووضع حجازي هذه الاغتيالات في سياق رسالة تحذير إلى الموالين ورجال النظام بأنهم سيلقون المصير نفسه إذا أقدموا على الانشقاق، معتبرا أن الحديث عن المزيد من الاغتيالات في الأيام القادمة هو ليس إلا تسريبات من النظام ليتهم بها فيما بعد المعارضة.
رياض حجاب يرفض دعوة لزيارة موسكو.. ويؤكد أنه «لا حل» قبل رحيل الأسد
لافروف: لن نغير موقفنا من الأزمة.. وميدفيديف: الوضع السوري يثير قلق روسيا
عمان: محمد الدعمة موسكو: سامي عمارة
التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أطراف المعارضة السورية في الأردن، ورئيس الوزراء السوري السابق المنشق رياض حجاب، وذلك قبل جلسة مباحثات مع نظيره الأردني ناصر جودة.. فيما أكد حجاب للافروف عدم إمكانية التوصل لأي حل سياسي للأزمة ببلاده، قبل رحيل نظام بشار الأسد، ورافضا دعوة لزيارة موسكو معلقا ذلك على ضرورة تغيير موقف روسيا من ثورة الشعب السوري، ووقف دعم النظام.
وقال لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع جودة، إن الحديث مع رياض حجاب لم يكن مفتوحا أو للتوصل إلى اتفاقيات نهائية، بل الهدف من اللقاء فقط مع الجهات المعارضة هو الاتفاق على طريقة عمل لهذه المعارضة ومحاولة وقف العنف وإنقاذ العدد الأكبر من الأرواح في سوريا. مؤكدا ضرورة أن يتم البدء في ذلك، بحيث لا يستغل أحد هذا الوضع ليحصل على إمكانيات عسكرية أو قوة عسكرية أكثر على الأرض.
وأضاف لافروف: «نحن مع إعادة المراقبين الدوليين لسوريا ورفع عددهم، لمعرفة من هي الجهة التي تنتهك وقف إطلاق النار»، متابعا أن «بعض الأطراف تقول إنه بالبداية يجب على (الرئيس السوري بشار) الأسد أن يتنحى، إذن فهؤلاء لا تهمهم حياة السوريين لكن رأس بشار الأسد.. ونحن لا ندعم هذا الموقف»، مشيرا إلى أنه «ليس هناك سياسي يستطيع السير بهذه الخطوات».
وقال لافروف، في سياق جولته الحالية بالشرق الأوسط ولقاءاته بعدد من المسؤولين العرب والدوليين، إن «رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب كان مستعدا للاستماع إلينا، وسنعمل معه ومع الجهات الأخرى من المعارضة في هذا المجال». وأضاف: «لن نغير موقفنا من الأزمة السورية، ونحن نحترم الجميع.. ولكن في الوقت الحاضر نحن مقتنعون بأن المعارضة السورية لا تستطيع أن تفعل شيئا الآن، ويجب أن تشارك في العمل ونحن نعمل على هذا».
من جانبه أكد رئيس الوزراء السوري السابق المنشق، رياض حجاب للافروف عدم إمكانية التوصل لأي حل سياسي للأزمة ببلاده، قبل رحيل نظام بشار الأسد. وذكر المكتب الإعلامي لرياض حجاب، في بيان، أن حجاب أكد أثناء الاجتماع الذي دام نحو ساعة «على عدم إمكانية التوصل لأي حل سياسي أو تفاوض، إلا بعد رحيل نظام الأسد، ومحاكمة كافة رموزه، الذين ارتكبوا الجرائم والمجازر ضد شعبنا الأعزل».
وأضاف البيان ذاته، أن حجاب أكد أيضا للافروف على ضرورة تغيير موقف روسيا من ثورة الشعب السوري وحقوقه المشروعة في العيش الكريم الحر بدولة مدنية ديمقراطية تعددية.. موضحا أن حجاب رفض في ختام اللقاء «دعوة الرئيس الروسي بوتين لزيارة موسكو»، معلقا هذا الأمر على «تغيير موقف روسيا من نظام الأسد، وسحب الاعتراف به والتوقف عن دعم نظامه».
وفي تصريحاته، نفى وزير الخارجية الروسي أن تكون بلاده قد أرسلت أسلحة «دمار شامل» إلى سوريا، بل أسلحة «ليس لها أي علاقة بالحرب أو مكافحة المظاهرات.. وهي فقط لدعم القوات المسلحة السورية وللدفاع الجوي السوري».
وحول الأسلحة الكيميائية في سوريا، قال لافروف إن «روسيا لا ترى تهديدا في هذا المجال، والتهديد الوحيد هو لجهة واحدة هي أن تقع هذه الأسلحة بأيدي الإرهابيين الذين هم بوضع صعب الآن». وأضاف أن «روسيا تعلم أن المسلحين في سوريا حصلوا على خمسين صاروخا من نوع (ستينغر) من الخارج وهم يضربون بها الطائرات»، مشيرا إلى أن هناك معلومات بتسليم 50 صاروخا من نوع «ستينغر» إلى المعارضة، ولافتا إلى أن قيادة الجيش السوري الحر أشارت إلى أنهم سيقاتلون ضد الطائرات المدنية والعسكرية السورية.
وأضاف لافروف «نحن لا نقول: إن النظام السوري على حق، بل يجب وقف العمليات الحربية.. وما لم يتوقف القتل فإننا سنرى قتلى بأعداد كبيرة في سوريا»، مؤكدا ضرورة إلزام الجميع والطرفين بالجلوس إلى المفاوضات، وأنه يمكن أن يتم عمل ذلك لكن بشرط أن تقوم بهذا العمل كل الوساطات الموجودة في جنيف بالتأثير على الطرفين.
من جانبه، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، خلال استقباله لافروف، ضرورة الاستمرار في بذل الجهود على مختلف الأصعدة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية. وذكر بيان للديوان الملكي أن الملك عبد الله الثاني عبر عن قلق الأردن العميق تجاه استمرار التصعيد وتزايد حدة العنف على الساحة السورية، ومخاطر وتداعيات هذا الوضع على جميع دول وشعوب المنطقة، وأشار بشكل خاص إلى الانعكاسات السلبية للأزمة على دول الجوار.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أن «المهم في الأزمة السورية الآن هو التوصل إلى توافق بين كافة الدول حول صيغة وثيقة جنيف وسبل التعامل معها»، وقال: إنه «من دون هذا التوافق لن نرى توقفا لمسلسل العنف في سوريا وما يعانيه الشعب السوري من ويلات». وتابع جودة أن «الحوار مع روسيا مهم وحيوي فيما يخص الملف السوري، وأن هناك لقاءات بين الوزير الروسي ووزراء الخليج قريبا».
وفي غضون ذلك، قال رئيس الحكومة الروسية ديمتري ميدفيديف، في كلمته أمس في اجتماع القمة الآسيوية الأوروبية في هانوي، إن الوضع في سوريا يثير قلق بلاده.. مؤكدا ضرورة أن يتولى الشعب السوري تحديد مستقبله بنفسه، وليس الجهات الدولية أو أي قوى أخرى، على حد تعبيره.
وفي موسكو نقلت وكالة أنباء «إيتار تاس» عن ألكسندر لوكاشيفيتش، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية، دعوة موسكو إلى التخلي عن المعايير المزدوجة عند تقييم الهجمات الإرهابية في سوريا. وأعرب لوكاشيفيتش عن قلق بلاده مما وصفه بـ«تنامي النشاط الإرهابي في سوريا»، وأضاف: «نستنكر بشدة الإرهاب بكافة أشكاله.. وننتظر من الآخرين أيضا تنديدا قويا بهذا الشر العالمي».. مؤكدا أن «موسكو تعتبر المعايير المزدوجة، وتقسيم الإرهابيين إلى (أشرار) و(طيبين)، ومحاولات تبرير هذه الأعمال البربرية بأنها تستهدف مواقع عسكرية، أمورا غير مقبولة».
دبلوماسيون: الإبراهيمي يطالب روسيا بمزيد من المبادرة بشأن سوريا
الأمم المتحدة: «تقارير موثوقة» عن استخدام قنابل انشطارية.. والمعارضة معرضة للإدراج في «قائمة العار»
لندن: «الشرق الأوسط»
قال دبلوماسيون بمجلس الأمن أمس إن المبعوث الدولي بشأن سوريا الأخضر الإبراهيمي حث روسيا على إبداء مزيد من المبادرة في حل الصراع المستمر في سوريا منذ 19 شهرا، مشيرين إلى معلومات جديرة بالثقة عن أن القوات السورية تستخدم على ما يبدو قنابل انشطارية وأن المقاتلين باتوا يستخدمون أسلحة أكثر تطورا.. في الوقت الذي قالت فيه الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن الأطفال والنزاعات المسلحة أمس إنها تجري تحقيقات حاليا في ممارسات لجماعات سوريا معارضة ضد الأطفال، يمكن أن تؤدي في حال ثبوتها لإدراج تلك الجماعات في «قائمة العار» مما قد يعرضها لعقوبات من مجلس الأمن الدولي.
وقال دبلوماسيون بمجلس الأمن لوكالة رويترز، طالبين عدم نشر أسمائهم، إن الأمين العام المساعد للشؤون السياسية جيفري فيلتمان أدلى بتصريحات حول أن الإبراهيمي حث روسيا على إبداء مزيد من المبادرة في حل الأزمة السورية، في جلسة مغلقة للمجلس بشأن سوريا. وأضاف الدبلوماسيون أن فيلتمان أبلغ المجلس أيضا أنه تلقى تقارير موثوقا بها عن استخدام قوات الجيش السوري، الذي «كثف غاراته الجوية» على المواقع التي يسيطر عليها المتمردون، لقنابل انشطارية.
وقد اتهمت منظمات غير حكومية، مثل «هيومن رايتس ووتش»، في الأسابيع الأخيرة سلاح الجو السوري بإلقاء قنابل انشطارية في شمال سوريا، إلا أن دمشق نفت هذه الاتهامات.
وأضاف الدبلوماسيون أن فيلتمان قال أيضا إن المقاتلين «حصلوا على الأرجح على أسلحة أكثر تطورا» منذ بعض الوقت، لكنه لم يحددها. كما أكد فيلتمان في تقريره أيضا أن عمليات التصفية أو الإعدام الميدانية التي نفذها المقاتلون بجنود الأسبوع الماضي، يمكن اعتبارها جرائم حرب وفق الأمم المتحدة.
من جهتها، قالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن الأطفال والنزاعات المسلحة، الجزائرية ليلى زروقي، أمس إنها تجري تحقيقات حاليا في ممارسات لجماعات سورية معارضة ضد الأطفال، يمكن أن تؤدي في حال ثبوتها لإدراج تلك الجماعات في «قائمة العار» مما قد يعرضها لعقوبات من مجلس الأمن الدولي.
وتغطي تقارير المكتب ست جرائم، هي تجنيد الأطفال والتشويه والاعتداء على الأطفال والاعتداءات الجنسية عليهم والاعتداء على المدارس والمستشفيات وموظفيها والاختطاف ومنع وصول الإغاثة لمناطق يوجد بها أطفال متضررون بسبب الحرب.. وتدرج الأطراف التي ترتكب الجرائم الأربع الأولى فيما يسمى «قائمة العار»، التي تفتح الباب أمام استهداف تلك الأطراف بعقوبات من مجلس الأمن الدولي.
وقالت زروقي لـ«رويترز» إن الجيش السوري والمخابرات وميليشيا الشبيحة المؤيدة للأسد أدرجت بالفعل في تقرير عام 2011، لكنها لم تدرج في «قائمة العار». وتابعت: «جاءتنا معلومات أيضا أن المعارضة تستعمل الأطفال، وأن هناك انتهاكات تمسهم، سواء مثلا استعمال أطفال في تفجيرات أو القيام بتفجيرات في مناطق يوجد بها أطفال».. موضحة أن الأوضاع الحالية لا تسمح بزيارة بعثات تحقيق لأماكن «الانتهاكات المزعومة»، وإذا استمر هذا الوضع حتى حلول موعد صدور تقرير العام الحالي فسيتم إرسال بعثة تقنية إلى الحدود لمقابلة لاجئين ومصادر موضع ثقة بغرض توثيق الممارسات.
«المجلس الوطني» يوسع قاعدته.. ويقترح استبدال «الهيئة الموحدة» بحكومة «تكنوقراط» انتقالية
معارضون يهددون بالانسحاب من «مشاورات» الدوحة إذا ما تدخلت دول نافذة لمصلحته
بيروت: ثائر عباس
أجرى المجلس الوطني السوري «جراحة تمثيلية» كبيرة، يتوجها اليوم بانتخابات لأمانته العامة ومكتبه التنفيذي، على أمل أن تساعده إعادة الهيكلة على تجاوز المساعي الرامية إلى «إذابته» في إطار أوسع تتمثل فيه كافة قوى المعارضة، وتأليف حكومة انتقالية تقود الحراك السياسي والعسكري في الوقت نفسه.
ورغم الاندفاعة الدولية والإقليمية والداخلية التي ترمي بثقلها لصالح عملية «إعادة تنظيم المعارضة»، فإن المجلس الوطني يبدي مقاومة شرسة، طارحا في المقابل تأليف حكومة انتقالية «تعمل في الداخل السوري» من المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، على ألا يتم تجاوزه كهيئة «منتخبة» من قبل الشعب السوري، كما قال عضو المكتب التنفيذي أحمد رمضان لـ«الشرق الأوسط».
وفي المقابل، قال ناشطون معارضون لـ«الشرق الأوسط» إنهم سينسحبون من الاجتماعات المقررة غدا في الدوحة إذا ما لمسوا أي محاولات للالتفاف على مشروع توحيد المعارضة من قبل «قوى إقليمية داعمة للمجلس الوطني»، مشددين على ضرورة قيام كيان تمثيلي موحد للمعارضة.
ونشط الحراك السياسي في الدوحة، حيث بدأ معارضون للنظام السوري بالتوافد تحضيرا لاجتماع يوم الغد بين الفصائل المختلفة، بينما يواصل المجلس الوطني عملياته الانتخابية. فبعد إقرار الهيكلية العامة الجديدة والتوسعة التي ضاعفت عدد أعضائه من 220 إلى 420 عضوا، ينتخب المجلس اليوم أمانته العامة ثم مكتبه التنفيذي فرئيسا للمجلس، لا يبدو أنه سيكون شخصا آخر غير الرئيس الحالي عبد الباسط سيدا. وقال معارضون من خارج المجلس لـ«الشرق الأوسط»، إن إعادة انتخاب سيدا إذا حصلت فستعني أنه «رئيس معركة»، لأن في انتخابه إعلان فشل للوساطات بين فرقاء المعارضة، بعد أن كان تردد أن المعارض رياض سيف سيكون هو الرئيس الجديد إذا ما اقتنع بعدم المضي في مبادرته لإنشاء كيان سياسي جديد للمعارضة.
أما رئيس الحكومة السورية المنشق رياض حجاب، فيبدو أنه لا يزال بعيدا عن الدخول في قلب «اللعبة» بترؤس الحكومة الانتقالية، من دون أن يعني ذلك انقطاع التواصل بينه وبين المجلس الوطني، الذي أكثر من مغازلته إياه. وكان حجاب قد أجرى لقاء، وصف بأنه على قدر كبير من الأهمية، في أنقرة، مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، تردد أن عنوانه الرئيسي هو «توحيد المعارضة» وسبل «عدم تشتيت قواها»، كما قال مصدر تركي بارز لـ«الشرق الأوسط». وبدوره، قال الناطق بلسان الخارجية التركية، سلجوق أونال، لـ«الشرق الأوسط»، إن هذا اللقاء هو استكمال للقاء سابق جرى مع حجاب بعيد انشقاقه، مشيرا إلى أن المناقشات تركزت على الجهود الرامية إلى إعادة توحيد المعارضة السورية. وعن «الفيتو» المرفوع من قبل المجلس الوطني، قال أونال: «فلننتظر ونر».
وصدقت الهيئة العامة للمجلس الوطني على برنامج لإصلاح المجلس وإعادة هيكلته، وذلك في نهاية اليوم الثاني من مداولات المجلس المغلقة، التي تسبق انعقاد الجلسة العلنية الأولى للمجلس الجديد.
وقررت الهيئة رفع نسبة تمثيل الحراك الثوري بالمجلس إلى ثلث الأعضاء، فضلا عن تمثيل المرأة بما لا يقل عن 15% من أعضائه، وضم عدد من القوى والأحزاب السورية إلى صفوفه. وسينضم إلى المجلس الجديد عدد من الشخصيات والقوى السورية، كرائد الفضاء السوري محمد فارس، والوزير المنشق أسعد المصطفى، وخالد الناصر من حزب الاتحاد الاشتراكي. وأوضح عضو المكتب التنفيذي للمجلس أحمد رمضان، لـ«الشرق الأوسط»، أن المجلس بصيغته الجديدة «بات يمثل 32 مكونا من الحراك الثوري و25 مكونا سياسيا وعددا من الشخصيات الوطنية المستقبلية».
وأشار رمضان إلى أن المجلس الوطني انتقل بهذه الخطوة من اعتماد «النظام التوافقي» إلى النظام الديمقراطي الانتخابي. وأوضح أن ورش عمل كثيرة بدأت العمل لمناقشة الوضع الإنمائي في المناطق السورية، والفترة الانتقالية، ومعالم الخطة الاستراتيجية للمجلس، بالإضافة إلى ورشة تنظيمية. وإذ أكد رمضان أن سيدا هو «المرشح الأبرز»، قال إن باب الترشح مفتوح لمن يرغب، معتبرا أن الشائعات عن عدم ترشح بعض الأعضاء هي «من باب التدلل».
وبعد أن ينتهي المجلس الوطني من ورشته الداخلية، سينتقل إلى «المواجهة الكبرى» التي ستجمعه مع تيار قوي مطالب بالتغيير ومعترض على «التفرد» في قيادة الحراك السياسي المعارض. وقد بدأ عدد كبير من قيادات المعارضة غير المتمثلة في المجلس الوطني بالتوافد إلى الدوحة، حيث ستنعقد غدا أكبر اجتماعات المعارضين السوريين منذ اندلاع الثورة ضد النظام في مارس (آذار) 2011.
وقال رمضان إن المجلس الوطني سيشارك في اجتماع الغد من زاوية أنه «لقاء تشاوري حول آفاق المرحلة المقبلة»، بينما قال رئيس المجلس عبد الباسط سيدا إن الأمانة العامة في دورتها الأخيرة «قررت المشاركة في اللقاء التشاوري.. ونحن سنتوجه إلى هذا اللقاء بعقل وقلب مفتوحين، ولكننا نؤكد منذ البداية ضرورة الحفاظ على المجلس الوطني السوري، بوصفه الركن الأهم والأساس في الفعل المعارض السوري»، محذرا من أن «أي عملية تستهدف المجلس الوطني ستؤدي، بوعي أو من دونه، إلى إطالة عمر الأزمة»، و«من هنا نرى أن كل مبادرة دولية جادة لا بد أن تأخذ في حسابها ضرورة إنهاء عهد الاستبداد في سوريا».
وكشف رمضان عن أن المجلس وضع شروطا لقبول المبادرة، قائلا: «لقد حددنا 4 أسس لأي مشروع، أولها ألا يكون بين المجلس وبقية مكونات المعارضة السورية بديلا عن المجلس الوطني، وثانيها أن يكون السقف السياسي للمجلس والمبادرة هو نفسه وثائق اجتماعات القاهرة التي تنص على إسقاط النظام بكافة رموزه ودعم (الجيش الحر) والكتائب المقاتلة، وثالثها أن يكون المشاركون في اللقاء ممثلين فعليا للشعب السوري، ورابعها الانفتاح على تشكيل سلطة انتقالية بديلة». وأوضح رمضان أن «الفرق الجوهري» بين الحكومة الانتقالية والمجلس الوطني، هو أن المجلس هيئة وطنية ديمقراطية تعمل بنظام الانتخاب، بينما الهيئات الجديدة هي أطر للتعاون بين الأطراف تقوم على أساس التعيين، معتبرا أنه الأولى للشعب السوري أن يحظى بهيئات تمثله فعليا. وقال إن الحكومة الانتقالية «سوف تمارس السلطة التنفيذية على الأرض في المناطق المحررة داخل سوريا»، مشيرا إلى أن تشكيلها يجب أن يخضع لتشاور مع كافة القوى السورية المعارضة، من دون أن يستبعد قيام «حكومة تكنوقراط».
ورأى رمضان أن رئيس الوزراء السابق رياض حجاب «هو من الشخصيات المهمة في المعارضة» ويمكن أن يكون له دور مهم في المستقبل في إطار عملية الانتقال والتغيير، معلنا أن حجاب «مرحب به على مستوى المجلس الوطني، رغم أنه ليس عضوا فيه»، معتبرا أنه لا يوجد ما يمنع من انضمامه إليه.
وبدوره، أكد الناطق بلسان المجلس جورج صبرا اقتراح المجلس «المرور فورا إلى مرحلة تشكيل حكومة انتقالية تستقر في مكان محرر وآمن في داخل سوريا». وكشف عن أن «وفدا من المجلس التقى مساء الاثنين وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية، وأبلغناه بهذه المقترحات». بينما ناشد أنس العبدة، أمين سر المجلس الوطني، المجتمع الدولي «بإعلان الاعتراف بهذه الحكومة والدعم السياسي المسبق لها»، مطالبا بـ«رصد 500 مليون دولار كحد أدنى لميزانيتها، وذلك ضمانا لمقومات نجاحها».
وكان سيدا وجه في افتتاح أعمال الهيئة العامة الجديدة للمجلس، أمس، انتقادات عنيفة لـ«التقاعس الدولي»، مستغربا «عدم قيام المجتمع الدولي بشيء لإنهاء معاناة السوريين». وقال إن «(مجموعة أصدقاء سوريا) وعدتنا بالكثير ولم تفعل سوى القليل، الذي لا يرتقي أبدا إلى حجم المأساة والمعاناة» في سوريا. وأضاف أن «إحساس السوريين والسوريات (هو) أنهم قد تركوا لمصيرهم، وبات العالم كله متفقا على عدم فعل أي شيء لإنهاء محنتهم». وأضاف: «نذكر الأصدقاء والأشقاء في (مجموعة أصدقاء الشعب السوري) بأن أصدقاء النظام السوري يمدونه بكل شيء، يمدونه بالسلاح والمال والرجال والتغطية السياسية، في حين أصدقاؤنا – على كثرتهم – لم يتمكنوا حتى الآن من استصدار مجرد قرار ملزم يدين جرائم النظام. مجرد إدانة». وتساءل: «ماذا يجري؟ ما الذي يحصل؟ وماذا ينتظر المجتمع الدولي؟ هل المطلوب هو تقسيم سوريا؟»، مشيرا إلى أن استمرار الوضع على حاله هو ما قد «يشجع التيارات المتشددة».
تضارب حول لجوء 7 من كبار الضباط السوريين إلى تركيا
الكردي لــ«الشرق الأوسط»: تراجع وتيرة الانشقاقات مرده إلى الظروف المادية الضاغطة
بيروت: ليال أبو رحال
أفادت وكالة الأناضول التركية الرسمية أمس عن لجوء «سبعة ضباط سوريين كبار إلى الأراضي التركية»، وقالت: إن «السلطات التركية نقلتهم إلى مخيم آبايدن المخصص للعسكريين، في ظل إجراءات أمنية مشددة»، في حين نفى كل من نائب قائد «الجيش السوري» الحر العقيد مالك الكردي ورئيس الأركان في «الجيش السوري الحر» العقيد أحمد حجازي لـ«الشرق الأوسط» صحة خبر الانشقاق.
وكانت وكالة الأناضول قد ذكرت أن «الضباط السبعة طلبوا من السلطات التركية السماح لهم باللجوء، بعد أن وصلوا لإحدى القرى التابعة لقضاء الريحانية، في ولاية هاتاي»، مشيرة إلى استمرار «انشقاقات الضباط وصف الضباط وجنود النظام السوري، ولجوئهم إلى تركيا، في ظل تصاعد أعمال العنف والقتل، الذي يمارسه النظام السوري، ضد المعارضة والمدنيين، في عموم المناطق السورية».
وفي سياق متصل، نفى ذلك العقيد الكردي لـ«الشرق الأوسط»، وقال: إن «الخبر عار عن الصحة»، وقد «أجرى اتصالا بالوكالة التركية بشأن ذلك وتبين أن الخبر ليس دقيقا». وأشار الكردي إلى «حصول انشقاقات بشكل يومي»، من دون أن ينكر أن وتيرة الانشقاقات قد تراجعت في الفترة الأخيرة.
وعزا الكردي تراجع الانشقاقات إلى «الظروف المادية التي أرهقت السوريين عموما بشكل كبير». وأشار إلى أن «العناصر النظامية لا تتجرأ على الانشقاق أخيرا بسبب الأوضاع الاقتصادية الضاغطة وضيق سبل تأمين لقمة العيش بعد توقف عجلة الزراعة والصناعة والتجارة». وشدد على أن «توقف الحركة الاقتصادية جعل تأمين الاحتياجات اليومية أمرا في غاية الصعوبة، عدا عن توقف مردود المصالح الخاصة كافة، في حين أن النظام مستمر في دفع الرواتب وخصوصا للعسكريين، الأمر الذي يعيق حركة الانشقاق، لأن انشقاقهم قد يعرضهم وعائلاتهم للجوع، بعدما تخلى المجتمع الدولي عن دعم الجيش الحر».
وأمل الكردي أن «تزداد وتيرة الانشقاقات في الفترة المقبلة بعد أن يتم الإيفاء بالوعود لناحية دعم الجيش الحر ومساعدته».
من ناحية أخرى، لجأ 5 سوريين إلى أحد المخافر التركية في منطقة جيلان بينار الحدودية مع سوريا، وقامت السلطات التركية بالإجراءات الطبية اللازمة لهم، ومن ثم نقلهم إلى مخيم «تل حمود» للاجئين السوريين.
أحمد يوسف: إغلاق مكاتب حماس في دمشق كان متوقعا بسبب موقفها من الثورة
مصدر في «اليرموك» لــ«الشرق الأوسط»: مقار الحركة في المخيم ومؤسساتها لا تزال تعمل
لندن: علي الصالح
أكد أحمد يوسف القيادي في حركة حماس في قطاع غزة ما تردد من أنباء عن إغلاق السلطات السورية لمكاتب الحركة في العاصمة دمشق، معتبرا ذلك خطوة كانت حماس تتوقعها بعد الإعلان عن موقفها الصريح والواضح إزاء ما يجري من قتل وتقتيل في سوريا. وأكد ذلك مصدر فلسطيني في مخيم اليرموك، موضحا أن مكتب خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة ومقار الحركة في وسط العاصمة هي التي أغلقت بالشمع الأحمر بينما مقارها ومؤسساتها ونواديها في مخيم اليرموك أكبر المخيمات الفلسطينية الـ11 في سوريا، لا تزال مفتوحة ولم يمسسها أي ضرر. وقال يوسف لـ«الشرق الأوسط»: «كان متوقعا أن يقدم النظام السوري على هذه الخطوة منذ زمن بعيد.. أي منذ أن حسمت حماس موقفها وبدأت بتوجيه انتقاداتها لممارسات النظام ضد الشعب والمعارضة في سوريا.. باختصار فإن التوقيت لم يكن مفاجئا». وردا على سؤال إن كانت هذه الخطوة قد ألحقت الضرر بمسؤولي حماس وكوادرها في دمشق أم أن حماس كانت قد اتخذت حذرها مسبقا، أضاف يوسف المعدود على جناح الحمائم في حماس ممثلا بمشعل ونائبه موسى أبو مرزوق: «إن مكاتب ومقار الحركة كانت شبه فارغة إلا من بعض موظفي الحراسات»، وقال متابعا «إن أوراق الحركة وكل ما يتعلق بتاريخها وممتلكاتها جرى نقلها منذ زمن طويل إلى خارج المقار».
وأكد يوسف أن جميع قيادات الحركة سواء على المستوى السياسي أو العسكري أو الإعلامي، كانت قد غادرت دمشق قبل فترة طويلة لأن الحركة ومنذ أن اتخذت موقفها في دعم ومناصرة الثورة توقعت أن يقدم النظام على إغلاق المكاتب أو مداهمتها وإغلاقها بشكل رسمي وبناء على ذلك اتخذت احتياطاتها.
واعتبر يوسف أن السفن مع النظام السوري أحرقت «منذ أن رفض هذا النظام الاستماع إلى نصيحة حماس (التي نقلها خالد مشعل إلى الرئيس السوري بشار الأسد، مطلع العام). واعتبرت حماس عدم الأخذ بمقترحاتها لإنقاذ سوريا من هذا الوضع المأساوي، دليلا على أن النظام تبنى النهج الأمني، وقطع كل الخطوط مع كل أصدقائه الذين كانوا يحاولون إبداء النصيحة إليه».
ونفى يوسف وجود تباين في مواقف قيادات حماس في الموضوع السوري موضحا «أن جميعهم لديهم قول واحد من رب رحيم، فليس هناك خلافات داخلية بشأن هذه القضية بعد مشاهد الدم والقتل والدمار». واتصلت «الشرق الأوسط» بإحدى الشخصيات الفلسطينية في مخيم اليرموك لتسأله عما إذا كان جميع مقار حماس في سوريا قد أغلقت فقال مؤكدا أن مقارها في دمشق القديمة وتحديدا في منطقتي الدمر والمزة قد أغلقت جميعها. ولكن مقارها في المخيمات الفلسطينية لا سيما في اليرموك، لا تزال قائمة ومفتوحة وناشطة ولم يقترب منها أحد. ونفى المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن يكون هناك أي اعتقالات في أوساط أعضاء حماس وأنصارها لأن قيادات الصف الأول في الحركة كما قال قد غادرت دمشق منذ زمن بعيد. لكن من بقي من أعضاء حماس من فلسطينيي سوريا فلم ينلهم أي مكروه ما لم يتدخلوا فيما يجري من أحداث، مستطردا أن أعضاء من حماس وغيرها من المنظمات الفلسطينية الذين خرجوا عن الموقف العام للفصائل وهو الموقف الحيادي، تعرضوا للاعتقال. واختتم المصدر حديثه بالقول: إن إغلاق مكاتب في وسط المدينة هو رسالة واضحة من النظام لحماس.
«المجلس الوطني» يوسع قاعدته.. ويقترح استبدال «الهيئة الموحدة» بحكومة «تكنوقراط» انتقالية
معارضون يهددون بالانسحاب من «مشاورات» الدوحة إذا ما تدخلت دول نافذة لمصلحته
ثائر عباس
أجرى المجلس الوطني السوري «جراحة تمثيلية» كبيرة، يتوجها اليوم بانتخابات لأمانته العامة ومكتبه التنفيذي، على أمل أن تساعده إعادة الهيكلة على تجاوز المساعي الرامية إلى «إذابته» في إطار أوسع تتمثل فيه كافة قوى المعارضة، وتأليف حكومة انتقالية تقود الحراك السياسي والعسكري في الوقت نفسه.
ورغم الاندفاعة الدولية والإقليمية والداخلية التي ترمي بثقلها لصالح عملية «إعادة تنظيم المعارضة»، فإن المجلس الوطني يبدي مقاومة شرسة، طارحا في المقابل تأليف حكومة انتقالية «تعمل في الداخل السوري» من المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، على ألا يتم تجاوزه كهيئة «منتخبة» من قبل الشعب السوري، كما قال عضو المكتب التنفيذي أحمد رمضان لـ«الشرق الأوسط».
وفي المقابل، قال ناشطون معارضون لـ«الشرق الأوسط» إنهم سينسحبون من الاجتماعات المقررة غدا في الدوحة إذا ما لمسوا أي محاولات للالتفاف على مشروع توحيد المعارضة من قبل «قوى إقليمية داعمة للمجلس الوطني»، مشددين على ضرورة قيام كيان تمثيلي موحد للمعارضة.
ونشط الحراك السياسي في الدوحة، حيث بدأ معارضون للنظام السوري بالتوافد تحضيرا لاجتماع يوم الغد بين الفصائل المختلفة، بينما يواصل المجلس الوطني عملياته الانتخابية. فبعد إقرار الهيكلية العامة الجديدة والتوسعة التي ضاعفت عدد أعضائه من 220 إلى 420 عضوا، ينتخب المجلس اليوم أمانته العامة ثم مكتبه التنفيذي فرئيسا للمجلس، لا يبدو أنه سيكون شخصا آخر غير الرئيس الحالي عبد الباسط سيدا. وقال معارضون من خارج المجلس لـ«الشرق الأوسط»، إن إعادة انتخاب سيدا إذا حصلت فستعني أنه «رئيس معركة»، لأن في انتخابه إعلان فشل للوساطات بين فرقاء المعارضة، بعد أن كان تردد أن المعارض رياض سيف سيكون هو الرئيس الجديد إذا ما اقتنع بعدم المضي في مبادرته لإنشاء كيان سياسي جديد للمعارضة.
أما رئيس الحكومة السورية المنشق رياض حجاب، فيبدو أنه لا يزال بعيدا عن الدخول في قلب «اللعبة» بترؤس الحكومة الانتقالية، من دون أن يعني ذلك انقطاع التواصل بينه وبين المجلس الوطني، الذي أكثر من مغازلته إياه. وكان حجاب قد أجرى لقاء، وصف بأنه على قدر كبير من الأهمية، في أنقرة، مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، تردد أن عنوانه الرئيسي هو «توحيد المعارضة» وسبل «عدم تشتيت قواها»، كما قال مصدر تركي بارز لـ«الشرق الأوسط». وبدوره، قال الناطق بلسان الخارجية التركية، سلجوق أونال، لـ«الشرق الأوسط»، إن هذا اللقاء هو استكمال للقاء سابق جرى مع حجاب بعيد انشقاقه، مشيرا إلى أن المناقشات تركزت على الجهود الرامية إلى إعادة توحيد المعارضة السورية. وعن «الفيتو» المرفوع من قبل المجلس الوطني، قال أونال: «فلننتظر ونر».
وصدقت الهيئة العامة للمجلس الوطني على برنامج لإصلاح المجلس وإعادة هيكلته، وذلك في نهاية اليوم الثاني من مداولات المجلس المغلقة، التي تسبق انعقاد الجلسة العلنية الأولى للمجلس الجديد.
وقررت الهيئة رفع نسبة تمثيل الحراك الثوري بالمجلس إلى ثلث الأعضاء، فضلا عن تمثيل المرأة بما لا يقل عن 15% من أعضائه، وضم عدد من القوى والأحزاب السورية إلى صفوفه. وسينضم إلى المجلس الجديد عدد من الشخصيات والقوى السورية، كرائد الفضاء السوري محمد فارس، والوزير المنشق أسعد المصطفى، وخالد الناصر من حزب الاتحاد الاشتراكي. وأوضح عضو المكتب التنفيذي للمجلس أحمد رمضان، لـ«الشرق الأوسط»، أن المجلس بصيغته الجديدة «بات يمثل 32 مكونا من الحراك الثوري و25 مكونا سياسيا وعددا من الشخصيات الوطنية المستقبلية».
وأشار رمضان إلى أن المجلس الوطني انتقل بهذه الخطوة من اعتماد «النظام التوافقي» إلى النظام الديمقراطي الانتخابي. وأوضح أن ورش عمل كثيرة بدأت العمل لمناقشة الوضع الإنمائي في المناطق السورية، والفترة الانتقالية، ومعالم الخطة الاستراتيجية للمجلس، بالإضافة إلى ورشة تنظيمية. وإذ أكد رمضان أن سيدا هو «المرشح الأبرز»، قال إن باب الترشح مفتوح لمن يرغب، معتبرا أن الشائعات عن عدم ترشح بعض الأعضاء هي «من باب التدلل».
وبعد أن ينتهي المجلس الوطني من ورشته الداخلية، سينتقل إلى «المواجهة الكبرى» التي ستجمعه مع تيار قوي مطالب بالتغيير ومعترض على «التفرد» في قيادة الحراك السياسي المعارض. وقد بدأ عدد كبير من قيادات المعارضة غير المتمثلة في المجلس الوطني بالتوافد إلى الدوحة، حيث ستنعقد غدا أكبر اجتماعات المعارضين السوريين منذ اندلاع الثورة ضد النظام في مارس (آذار) 2011.
وقال رمضان إن المجلس الوطني سيشارك في اجتماع الغد من زاوية أنه «لقاء تشاوري حول آفاق المرحلة المقبلة»، بينما قال رئيس المجلس عبد الباسط سيدا إن الأمانة العامة في دورتها الأخيرة «قررت المشاركة في اللقاء التشاوري.. ونحن سنتوجه إلى هذا اللقاء بعقل وقلب مفتوحين، ولكننا نؤكد منذ البداية ضرورة الحفاظ على المجلس الوطني السوري، بوصفه الركن الأهم والأساس في الفعل المعارض السوري»، محذرا من أن «أي عملية تستهدف المجلس الوطني ستؤدي، بوعي أو من دونه، إلى إطالة عمر الأزمة»، و«من هنا نرى أن كل مبادرة دولية جادة لا بد أن تأخذ في حسابها ضرورة إنهاء عهد الاستبداد في سوريا».
وكشف رمضان عن أن المجلس وضع شروطا لقبول المبادرة، قائلا: «لقد حددنا 4 أسس لأي مشروع، أولها ألا يكون بين المجلس وبقية مكونات المعارضة السورية بديلا عن المجلس الوطني، وثانيها أن يكون السقف السياسي للمجلس والمبادرة هو نفسه وثائق اجتماعات القاهرة التي تنص على إسقاط النظام بكافة رموزه ودعم (الجيش الحر) والكتائب المقاتلة، وثالثها أن يكون المشاركون في اللقاء ممثلين فعليا للشعب السوري، ورابعها الانفتاح على تشكيل سلطة انتقالية بديلة». وأوضح رمضان أن «الفرق الجوهري» بين الحكومة الانتقالية والمجلس الوطني، هو أن المجلس هيئة وطنية ديمقراطية تعمل بنظام الانتخاب، بينما الهيئات الجديدة هي أطر للتعاون بين الأطراف تقوم على أساس التعيين، معتبرا أنه الأولى للشعب السوري أن يحظى بهيئات تمثله فعليا. وقال إن الحكومة الانتقالية «سوف تمارس السلطة التنفيذية على الأرض في المناطق المحررة داخل سوريا»، مشيرا إلى أن تشكيلها يجب أن يخضع لتشاور مع كافة القوى السورية المعارضة، من دون أن يستبعد قيام «حكومة تكنوقراط».
ورأى رمضان أن رئيس الوزراء السابق رياض حجاب «هو من الشخصيات المهمة في المعارضة» ويمكن أن يكون له دور مهم في المستقبل في إطار عملية الانتقال والتغيير، معلنا أن حجاب «مرحب به على مستوى المجلس الوطني، رغم أنه ليس عضوا فيه»، معتبرا أنه لا يوجد ما يمنع من انضمامه إليه.
وبدوره، أكد الناطق بلسان المجلس جورج صبرا اقتراح المجلس «المرور فورا إلى مرحلة تشكيل حكومة انتقالية تستقر في مكان محرر وآمن في داخل سوريا». وكشف عن أن «وفدا من المجلس التقى مساء الاثنين وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية، وأبلغناه بهذه المقترحات». بينما ناشد أنس العبدة، أمين سر المجلس الوطني، المجتمع الدولي «بإعلان الاعتراف بهذه الحكومة والدعم السياسي المسبق لها»، مطالبا بـ«رصد 500 مليون دولار كحد أدنى لميزانيتها، وذلك ضمانا لمقومات نجاحها».
وكان سيدا وجه في افتتاح أعمال الهيئة العامة الجديدة للمجلس، أمس، انتقادات عنيفة لـ«التقاعس الدولي»، مستغربا «عدم قيام المجتمع الدولي بشيء لإنهاء معاناة السوريين». وقال إن «(مجموعة أصدقاء سوريا) وعدتنا بالكثير ولم تفعل سوى القليل، الذي لا يرتقي أبدا إلى حجم المأساة والمعاناة» في سوريا. وأضاف أن «إحساس السوريين والسوريات (هو) أنهم قد تركوا لمصيرهم، وبات العالم كله متفقا على عدم فعل أي شيء لإنهاء محنتهم». وأضاف: «نذكر الأصدقاء والأشقاء في (مجموعة أصدقاء الشعب السوري) بأن أصدقاء النظام السوري يمدونه بكل شيء، يمدونه بالسلاح والمال والرجال والتغطية السياسية، في حين أصدقاؤنا – على كثرتهم – لم يتمكنوا حتى الآن من استصدار مجرد قرار ملزم يدين جرائم النظام. مجرد إدانة». وتساءل: «ماذا يجري؟ ما الذي يحصل؟ وماذا ينتظر المجتمع الدولي؟ هل المطلوب هو تقسيم سوريا؟»، مشيرا إلى أن استمرار الوضع على حاله هو ما قد «يشجع التيارات المتشددة».
131 قتيلا وتفجير جديد بدمشق
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل حوالي 131 شخصا في سوريا الثلاثاء معظمهم في العاصمة دمشق وريفها وإدلب، في يوم دام تجدد فيه القتال والقصف على نطاق واسع في مناطق البلاد، في حين قالت وكالة رويترز إن انفجارات هزت فجر اليوم الأربعاء حيا قرب القصر الرئاسي في دمشق. ونقلت الوكالة عن شهود قولهم إن انفجارات هزت حي المزة 86 بالقرب من قصر الرئاسة في العاصمة السورية دمشق، مضيفة أن بين سكان الحي منتمون إلى الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد.
وحسب الوكالة نفسها فإن التلفزيون السوري قال إن الانفجارات نجمت عن هجمات بقذائف هاون وخلفت ضحايا دون أن يضيف أي تفاصيل.
من جهة أخرى قتل مسلحون محمد أسامة لحام شقيق المتحدث باسم البرلمان السوري جهاد لحام عندما كان في طريقه إلى العمل يوم أمس الثلاثاء، وذلك في حي القدم في دمشق، حسب ما أوردت وكالة الأنباء السورية.
وفي السياق قال ناشطون سوريون إن الجيش النظامي ارتكب مجزرة في ريف دمشق قتل فيها 14 شخصا في غارات جوية شنتها طائرات مقاتلة على مستشفى “الفاتح” في بلدة كفر بطنا وكان بين الضحايا نساء وأطفال.
وبالإضافة إلى ذلك، واصل الطيران الحربي السوري قصفه على عدد من المدن والقرى السورية موقعا عددا من القتلى، آخرهم خمسة أشخاص على الأقل قضوا في قصف جوي استهدف مدينة الحولة بمحافظة حمص.
وبث الناشطون صورا يظهر فيها هروب طلاب المدارس من المنطقة عقب القصف المفاجئ في الصباح. وحسب الناشطين أدى القصف إلى تهدم عدد من المنازل ومقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة عشرين بعضهم في حالات خطرة. بينما أكدت شبكة شام العثور على جثث ثلاثة قتلى أعدموا ميدانيا بحي القابون في دمشق.
وحسب نفس المصدر، قصفت طائرات النظام المقاتلة مناطق الغوطة الشرقية بريف دمشق بالقنابل الفراغية، وتصاعدت أعمدة الدخان منذ الصباح في دوما وعربين وسقبا ومدن أخرى في الغوطة، ولحق دمار واسع بعدة أحياء في دوما وعربين عقب الغارات التي شنتها الطائرات المقاتلة
على صعيد متصل، اتهم ناشطون قوات النظام بتفجير سيارتين ملغمتين في مدينة المعضمية مما أوقع دمارا كبيرا بحسبهم.
وعاشت دمشق هي الأخرى يوما عصيبا يوم أمس حيث اهتزت على وقع انفجارات استهدفت عددا من أحيائها، فقد قال ناشطون سوريون إن سيارة ملغومة انفجرت ليل الثلاثاء مما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات الأشخاص.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه بأن “ما لا يقل عن عشرة مواطنين قتلوا وأصيب أكثر من أربعين بجراح بعضهم بحالة خطرة إثر انفجار ثلاث عبوات ناسفة بساحة الزهراء بحي الورود الشعبي في ضاحية قدسيا قرب مساكن الحرس الجمهوري”.
تفجيرات دمشق
من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن تفجيرا وصفته بالإرهابي وقع مساء أمس في حي الورود بدمشق في مكان يكتظ عادة بالمواطنين ما أدى إلى مقتل 10 أشخاص، دون أن تشير الوكالة إلى طبيعة التفجير وما إذا كان انتحاريا أو ناتجا عن عبوة ناسفة أو سيارة مفخخة.
وذكر نشطاء أن هذا الهجوم وقع بعد ساعات من تفجير في حي يقطنه أفراد من الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال النشطاء لوكالة رويترز للأنباء إن الانفجار الأول ألحق أضرارا ببعض المباني، فيما دفنت جثث تحت الأنقاض التي ملات الشوارع في المنطقة.
وأوضح الناشط أبو حمزة الشامي أن أناسا كثيرين أصيبوا داخل منازلهم فيما تعرقلت جهود الإنقاذ بسبب انقطاع الكهرباء بعد الانفجار مباشرة.
وأضاف قائلا “يوجد مستشفى عام قريب، لكننا نخشى نقل الجرحى إليه لأنه قد يجري تصفيتهم”. وقال نشطاء اخرون في منطقة دمشق إن صوت الانفجار هز النوافذ في مبان تقع على مسافة عدة كيلومترات.
أوباما رئيسا للولايات المتحدة لفترة ثانية
احتفظ الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بمنصبه رئيسا للولايات المتحدة الأميركية لولاية جديدة، وذلك بعد تغلبه على منافسه الجمهوري، مت رومني، في الانتخابات الرئاسية التي جرت في الولايات المتحدة الثلاثاء.
وحسب النتائج النهائية، فإن أوباما تقدم على رومني بـ290 صوت في المجمع الانتخابي مقابل 203 لرومني.
وقال أوباما في خطاب الفوز الذي ألقاه في مقر حملته في شيكاغو متوجها إلى أنصاره صباح الأربعاء أن “الأفضل قادم” للولايات المتحدة بعد فوزه بولاية ثانية في الانتخابات التي جرت الثلاثاء.
وتعهد أوباما بالعمل مع القادة الديمقراطيين والجمهوريين لخفض عجز الميزانية الاتحادية واصلاح قانون الضرائب وقانون الهجرة وخفض اعتماد البلاد على النفط الأجنبي.
وقال إنه سيجري محادثات مع رومني بخصوص “أوجه التعاون حتى تمضي هذه البلاد قدما.”
وشكر اوباما فريق حملته الانتخابية ونائبه جو بايدن الذي وصفه بأفضل نائب رئيس في تاريخ الولايات المتحدة.
كما شكر عائلته وقال متوجها لزوجته ميشيل:” لم أحبك أكثر من هذا اليوم” ، مرجعا الفضل في نجاحه إلى مساندتها له.
وتوجه لابنتيه بالقول:” ساشا ومليا.. انتما تنضجان لتصبحان امرأتين رائعتين مثل أمكما ميشيل.. ودعوني اقول إن كلبا واحدا يكفي”، في إشارة على ما يبدو لطلبهما تبني كلب آخر.
وكان أوباما قد تقدم على حسابه في تويتر بالشكر لكل من صوت له، وقال في تغريدة ثانية “نحن جميعا معا، هكذا خضنا الحملة وهذا ما نحن عليه. شكرا. ب.أ”، الحرفين الأوليين من اسمه لتأكيد صدورها عنه شخصيا.
وجدد الناخبون الأميركيون ثقتهم بأوباما الذي كان أول رئيس أسود يصل إلى البيت الأبيض عام 2008، وتمكن خلال ولايته الأولى عبر سياسات إنقاذية ونقدية من إنقاذ الاقتصاد الأميركي من الانهيار، حسب مؤيديه.
وكان أوباما (51 عاما) قدم نفسه خلال الحملة مدافعا عن أبناء الطبقة الوسطى التي لا تزال تعاني تبعات الأزمة المالية التي ضربت الولايات المتحدة عام 2008.
في حين ركز رومني (65 عاما) الحاكم السابق لماساتشوستس حملته الانتخابية على انتقاد حصيلة عهد منافسه الديمقراطي في المجال الاقتصادي.
وكان ملايين الناخبين الأميركيين أدلوا بأصواتهم، في انتخابات توجت حملة مضنية بين الرئيس الديموقراطي ومنافسه الجمهوري الذي قرر تمديد حملته حتى آخر لحظة.
وكشفت نتائج التصويت فوز أوباما بأصوات ولايات أوهايو وفيرمونت ومين وماساتشوستس وكونيتيكت وميريلاند وإلينوي ونيويورك وميشيغان ومينيسوتا ونيوهامشير وولاية واشنطن وكاليفورنيا وجزر هاواي.
في المقابل، فاز منافسه الجمهوري بولايات كنتاكي وفرجينيا الغربية وإنديانا وكارولينا الجنوبية وأوكلاهوما وجورجيا وتينيسي وألاباما وداكوتا الشمالية وداكوتا الجنوبية ووايومونغ ونبراسكا وكنساس وأوكلاهوما وتكساس ولويزيانا وكارولاينا الجنوبية ويوتاه وأريزونا ونبراسكا وأيداهو.
سوريا.. 15 قتيلا وانفجارات بـ”المزة“
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
هزت عدة انفجارات صباح الثلاثاء أحياء المزة وكفر سوسة تلاها تصاعد كثيف للدخان من منطقة “مزة 86” التي تعتبر إحدى مراكز تجمع قوات أمن النظام، وسط إطلاق نار كثيف، في حين أفادت لجان التنسيق بسقوط 15 قتيلا في أنحاء البلاد.
وأوضح مقيمون في دمشق إن الدخان شوهد وهو يتصاعد من منطقة “المزة 86” بالقرب من قصر الرئاسة.
وأفادت مصادر في الجيش السوري الحر أنه استهدف بقذائف الهاون مقر جمعية البستان في منطقة “مزة 86” وحاجز لجيش النظام المتمركز على مدخل في المنطقة، تلا ذلك قصف بالمدفعية الثقيلة من قبل قوات النظام على منطقة اللواء والمهايني في حي كفرسوسة وسط تحليق كثيف للطيران.
وأفاد ناشطون أن العاصمة دمشق شهدت تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على أحياء دمشق الجنوبية، أما في ريف دمشق، فتعرضت مدن عدة لقصف بالمدفعية الثقيلة وبالطيران الحربي.
وفي حمص حدثت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والجيش النظامي في بساتين حيي بابا عمرو والسلطانية، بينما تعرضت مدن وبلدات آبل والرستن والمباركية والقصير والحولة بريف حمص لقصف بالمدفعية.
وفي حلب تعرض حي الليرمون لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وسط اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام، كما طال قصف من الطيران الحربي مدن وبلدات السفيرة وكفرحمرة وحيان والجابرية بريف حلب.
المعارضة تقصف القصر الجمهوري والمخابرات في دمشق
لندن تجري محادثات مع مجموعات من الثوار لا تتطرق إلى التسليح
دمشق – رويتزر، لندن – فرانس برس
قصفت ألوية درعا، التابعة للجبهة الجنوبية للجيش السوري الحر، القصر الجمهوري ومطار المزة ومقر الاستخبارات في دمشق، في أكبر 3 تفجيرات هزت العاصمة السورية.
ومن ناحية أخرى، قال شهود إن عدة انفجارات هزت في وقت مبكر صباح الأربعاء منطقة جبلية في دمشق تسكنها الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد.
وشوهد الدخان وهو يتصاعد من المنطقة العلوية التي تعرف باسم المزة 86، والتي تقع بالقرب من قصر الرئاسة، وهو ناجم في ما يبدو عن قذائف مورتر من عيار ثقيل.
وقالت ربة منزل، طلبت عدم ذكر اسمها، إن سيارات إسعاف توجهت إلى المنطقة، والشبيحة يطلقون رصاص بنادقهم آلية بجنون في الهواء.
وذكر التلفزيون السوري الرسمي أن الهجوم نفذ بقذائف مورتر، وأسفر عن وقوع خسائر بشرية دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل.
وفي تطور آخر، أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، الأربعاء، أن بريطانيا ستباشر محادثات مع مجموعات من المعارضة المسلحة السورية سعيا لوضع حد للعنف.
وأضافت رئاسة الوزراء أن الحكومة سمحت لمسؤولين بإجراء اتصالات مع ممثلين عسكريين عن مجموعات من المعارضة المسلحة، رغم أن مصادر في الحكومة شددت على أن المبادرة لا تنص على تسليح هذه المجموعات، بل بفتح حوار سياسي بهدف توحيد المعارضة ووقف إراقة الدماء.
فيلتمان: النظام السوري يستخدم أسلحة محرمة دولياً
قال إن المعارضة باتت قاب قوسين أو أدنى من امتلاك أسلحة متطورة
نيويورك – وكالة الأناضول
أعلن مستشار الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية “جفري فيلتمان” أن سوريا تتجه نحو الدمار، لا سيما أن نظام دمشق يستخدم أسلحة محرمة دولياً”.
وأوضح في لقاء صحافي بعد كلمة ألقاها في مجلس الأمن، أن هناك مؤشرات تشير إلى أن أعمال العنف التي تجري في سوريا، قد تتوسع لتنتقل إلى لبنان وتركيا وإسرائيل.
وأشار “فيلتمان”، إلى ضرورة حل الأزمة السورية، وفتح صفحة جديدة في العلاقات الداخلية، لتحقيق تغييرٍ حقيقي في البلاد.
وأضاف أن مصادر موثوقة تؤكّد استخدام النظام السوري لقنابل عنقودية، محرمة دولياً، فضلاً على أن المعارضة باتت قاب قوسين أو أدنى من امتلاك أسلحة متطورة.
دمار هائل وجثث مدفونة بانفجار ضخم بحي القدم بدمشق
استمرار مسلسل التفجيرات في العاصمة السورية وريفها ومقتل العشرات
دمشق – رويترز، فرانس برس
قالت لجان التنسيق إن انفجاراً ضخماً في حي القدم بدمشق أدى إلى دمار كبير وهائل، كما أودى بحياة عشرات بحسب ما قالت رويترز.
وانفجرت القنبلة التي زرعت في سيارة أجرة متوقفة قرب مسجد في حي القدم الذي تقطنه الطبقة العاملة في جنوب دمشق. وقال النشطاء لرويترز إن الانفجار ألحق أضراراً ببعض المباني، فيما دفنت جثث تحت الأنقاض التي ملأت الشوارع في المنطقة.
واستمر مسلسل التفجيرات والمواجهات في دمشق وضواحيها أمس الثلاثاء، في وقت حصدت الغارات الجوية التي تكثفت منذ فترة مزيدا من الضحايا والدمار، بحسب فرانس برس.
وعلى الأرض، قتل عشرة أشخاص وأصيب أكثر من خمسين بجروح مساء في انفجار ثلاث عبوات ناسفة في ضاحية قدسيا غرب دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد إن الانفجارات وقعت في “ساحة الزهراء بحي الورود الشعبي قرب مساكن الحرس الجمهوري”، فيما وصف الإعلام الرسمي السوري التفجيرات بـ”الإرهابية”، مشيراً إلى وقوع عدد من القتلى والجرحى وأضرار مادية كبيرة.
وكانت سيارتان مفخختان انفجرتا في وقت سابق في ضواحي دمشق، الأولى بعد منتصف الليل في بلدة المعضمية أوقعت قتلى وجرحى والثانية في السيدة زينب اقتصرت أضرارها على الماديات.
كما أكدت سانا “إحباط محاولة تفجير سيارة مفخخة في حي التضامن في جنوب العاصمة”.
وشهدت مناطق في ريف دمشق والعاصمة خلال الأسابيع الماضية تفجيرات عدة مماثلة، تزامنت مع تكثيف للغارات الجوية التي يشنها الطيران الحربي التابع للنظام على هذه المناطق.
وقال المرصد السوري إن “مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة هاجموا قسم الشرطة في حي التضامن، حيث دارت اشتباكات مع عناصر القسم”.
وكانت شبكة شام تحدثت عن اشتباكات في منطقة المباركيات في حماة بعد مقتل العقيد قاسم سعد الدين واثنين من مرافقيه في كمين شرق حماة، في حين أكد ناشطون نجاة العقيد ومقتل أحد مرافقيه.
وتحدث المركز الإعلامي تدمير 4 حواجز وكتيبة تابعة للفرقة الرابعة في رنكوس بريف دمشق.
انفجارات تهز منطقة موالية للأسد في دمشق
عمان (رويترز) – وقعت عدة تفجيرات يوم الأربعاء في منطقة جبلية بدمشق تسكنها أغلبية من الطائفة العلوية مما يمثل تصعيدا في هجمات طائفية في صراع عمق الانقسامات الدينية في البلاد والمنطقة ككل.
وجاءت الانفجارات بعد يوم من هجمات انتقامية أوقعت قتلى في أحياء بالعاصمة على نحو عمق الانقسام بين العلويين والسنة الذين يمثلون أغلب المشاركين في الانتفاضة المستمرة منذ 19 شهرا ضد الرئيس بشار الأسد.
وأسفرت الانتفاضة على حكم عائلة الأسد القائم منذ 42 عاما عن سقوط 32 ألف قتيل ودمار أجزاء كثيرة من سوريا.
وأحدث الصراع استقطابا بين الولايات المتحدة وروسيا وقوى إقليمية ووسع الانقسام بين السنة والشيعة في منطقة الشرق الأوسط.
وشوهد دخان يتصاعد من المنطقة العلوية التي تعرف باسم المزة 86 الواقعة قرب قصر الرئاسة وبدا أنه ناجم عن قذائف مورتر من عيار ثقيل.
وقالت ربة منزل طلبت عدم نشر اسمها “تتوجه سيارات الإسعاف إلى المنطقة والشبيحة يطلقون رصاص بنادقهم الآلية بجنون في الهواء.”
وذكر التلفزيون السوري أن الهجوم نفذ بقذائف مورتر وأسفر عن خسائر بشرية دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل.
وكان نشطاء من المعارضة قالوا إن سيارة ملغومة انفجرت ليل الثلاثاء قرب مسجد في حي القدم السني في جنوب العاصمة مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.
وكان حي القدم الذي يعمل منه مقاتلو المعارضة هدفا لنيران المدفعية الثقيلة التابعة للجيش السوري في الأسابيع الماضية. وضربت طائرات حربية هذه المنطقة أيضا.
وأسفرت غارات جوية وهجمات بالمدفعية شنها الجيش السوري خلال الأسابيع القليلة الماضية عن دمار أحياء كاملة بالعاصمة وكذلك أجزاء من بلدات ومدن في مناطق أخرى.
لكن رغم كل هذه القوة العسكرية لا يبدو أن قوات الأسد تقترب من التغلب على مقاتلي المعارضة الذين يعانون نقصا في السلاح ويعجزون حتى الآن عن الإطاحة بالزعيم السوري.
وقالت وسائل إعلام رسمية في وقت سابق إن تفجيرا وقع في حي الورود العلوي على المشارف الشمالية الغربية للمدينة مما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص على الأقل.
وتصاعدت وتيرة التفجيرات ذات الصبغة الطائفية مؤخرا. وقال نشطاء إن عددا من القنابل انفجر الشهر الماضي اثناء عطلة عيد الأضحى قرب مساجد في مناطق سنية وضواحي دمشق مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن قوات الأسد قتلت 154 شخصا في أنحاء سوريا يوم الثلاثاء أغلبهم من المدنيين في قصف جوي وبري لدمشق وضواحيها وفي محافظتي حلب وإدلب الشماليتين.
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد لمح بعرض الحصانة من المحاكمة على الأسد كوسيلة لإقناعه بترك السلطة لكنه قال يوم الاربعاء إنه الأسد لابد وأن يواجه العدالة.
وكانت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قد قالت إنه يجب محاكمة المسؤولين السوريين الذين يشتبه في ارتكابهم جرائم ضد الإنسانية أو إصدارهم أوامر بارتكابها أمام المحكمة الجنائية الدولية. ويجمع محققو الأمم المتحدة أدلة على الفظائع التي ارتكبت في سوريا سواء من جانب الموالين للأسد أو قوات المعارضة.
وقال كاميرون في زيارة إلى مخيم الزعتري بالأردن الذي يؤوي نحو 30 ألف لاجيء سوري “أود أن أرى الرئيس الأسد وهو يواجه عدالة دولية كاملة بسبب الجرائم المروعة التي ارتكبها في حق شعبه.”
ومضى يقول “أقف والحدود السورية خلفي مباشرة وكل ليلة يفر 500 لاجيء من أبشع أشكال الاضطهاد وإراقة الدماء ليصلوا إلى بر الأمان.. وبصراحة فإن ما قمنا به حتى الآن لا يحقق نجاحا.”
وقال كاميرون إن بريطانيا تريد من الأسد ترك السلطة وأن ترى فترة تحول سياسي سلمي وأمانا في البلاد في المستقبل.
وأردف قائلا إن تاريخ سوريا “يكتب بدماء شعبها.”
وحذر مبعوث السلام الدولي الأخضر الإبراهيمي من احتمال أن تصبح سوريا دولة منهارة كالصومال وأن تكون فريسة للمقاتلين والميليشيات.
وأدرجت الأمم المتحدة الحكومة السورية في “قائمة العار” بالدول التي تنتهك حقوق الأطفال قائلة إن الشبيحة قتلوا وشوهوا وعذبوا واحتجزوا أطفالا لا تزيد أعمارهم عن تسع سنوات. وقالت ليلى زروقي الممثلة الخاصة للأمين العام لشؤون الأطفال والصراعات المسلحة لرويترز أمس الثلاثاء إن المنظمة الدولية تجري تحريات أيضا حول تصرفات المعارضة.
(إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)
من خالد يعقوب عويس ومحمد عباس
كاميرون يقول إنه يستطيع فعل المزيد مع أوباما لحل الأزمة السورية
مخيم الزعتري للاجئين (الأردن) (رويترز) – قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم الأربعاء إن على بريطانيا والولايات المتحدة أن تجعلا من التوصل إلى سبيل لحل الأزمة السورية أولوية بعد انتخاب الرئيس باراك أوباما لولاية رئاسية ثانية.
وقال كاميرون للصحفيين في مخيم للاجئين السوريين بالأردن “هنا في الأردن أسمع قصصا مروعة عما يحدث داخل سوريا.”
وأضاف “أحد الأمور الأولى التي أريد الحديث عنها مع باراك هي كيف يجب أن نبذل المزيد من الجهد لمحاولة حل هذه الأزمة.”
وقال كاميرون الذي يقوم بجولة في الشرق الأوسط لتعزيز العلاقات الدبلوماسية والتجارية إنه يتطلع إلى العمل مع أوباما “لتنشيط الاقتصاد العالمي” وعقد اتفاق تجاري بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة خلال السنوات الأربعة القادمة.
(إعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)
بعد تطهير دوما من الشبيحة :مجلس المدينة يناشد الأهالي للتعاون معه في الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة
كلنا شركاء
رغم القصف الشديد الذي تتعرض له مدينة دوما يوميا على أحيائها السكنية ومرافقها الاقتصادية ..تمكن الثوار من استكمال تحرير دوما من من سلطة أجهزة النظام وشبيحته ومن جميع الحواجز …وقد أصدر المجلس المحلي المنتخب من أهالي دوما بيانا أهاب فيه ” أهلنا الأبطال الذين طهروا مديينتنا من جميع أجهزة النظام القمعية (الأمن والجيش والشبيحة) ومن جميع الحواجز …” وتمنى أن يكون ” على مستوى المسؤولية في ادارة المدينة والحفاظ على كل الممتلكات العامة والخاصة ودوائر الدولة من السرقة أو التخريب أو الحريق ومن أي اذى. ونناشد الجميع أيضا بتسليم أي وثيقة تخص هذه الدوائر الى اللجنة التي شكلها المجلس من أجل ذلك.” وترجى من الجميع “التعاون مع المجلس ليتم اعادة المدينة بأفضل مما كانت عليه”
ومن الجدبر ذكره أن دوما تعرضت لحجم دمار هائل قدر بحوالي 25000مترمربع حتى الآن وأن المجلس المحلي لمدينة دوما يعتبر نموذجا للتجربة الديمقراطية التي يمارسها الشعب السوري في أكثر من مكان وموقع في الأماكن المحررة ..ففي هذه المدينة التي يقطنها أكثر من نصف مليون نسمة جرى تقسيمها الى مناطق ولجان أحياء..وفي مايلي التفاصيل والمبادئ التي جرى اعتمادها :
المجلس المحلي لمدينة دوما
1- قسمت مدينة دوما الى 12 منطقة جغرافية وتم تشكيل لجنة حي في كل منطقة مؤلفة من 5 اعضاء وتم اختيار رئيس لكل لجنة
2- تشكيل 12 لجنة اختصاصية كا منها 5 اعضاء وهي :
الطبية ,حماية الاحياء والممتلكات العامة والخاصة , اللجنة الاغاثية ,الخدمية والفنية .المالية . الشرعية .القضائية . التاهيل والاعمار .الحراك السلمي والتظاهر .العلاقات العامة . اللجنة الاعلامية . الثقافية والتربيوية . التوثيق والسكرتاريا .
3- يشكل المجلس المحلي كما يلي :
12 عضو رؤساء لجان الاحياء
12 عضو رؤساء اللجان التخصصية .
1 رئيس للمجلس
4- ينتخب رئيس المكتب التنفيذي المكون من 11 عضو
5- يشكل منبر حر لمدينة دوما يجتمع مرتين كل اسبوع الاربعاء والاحد تطرح جميع القضايا التي تهم المدينة
6- يتم تشكيل المكتب الإعلامي لمدينة دوما لنقل اخبار المدينة يمكنكم الدخول اليه الان وتزويدنا بملاحظاتكم .
ملاحظة::تم التوافق على الاعضاء في اللجان والمجلس والمكتب وفق الشروط والمبادئ التالية .
1- ان يكون العضو مؤمنا بإسقاط النظام الديكتاتوري الفاسد واقامة الدولة المدنية الديمقراطية التداولية ويعمل من اجل ذلك .
2- ان يكون من النشطاء ومن المساهمين بدعم الثورة في اي مجال كان .
3- ان يكون معتدلا وغير متعصب لأي حزب او دين او طائفة او جهة الا الثورة
4- ان يكون من المشهود له بحسن السلوك والامانة والخلق
5- ان تكون العضوية في المجلس واللجان مفتوحة
6- مهمة اللجان والمجلس تسيير الحياة المدنية بأفضل صورة ممكنة وبشكل مؤسساتي
نُذر صراع إقليمي قادم؟
الاتحاد
تمر المنطقة في الوقت الراهن بمنعطفات خطيرة يمكن أن تؤدي إلى صراع إقليمي واسع النطاق ستكون له أبعاد عالمية، سواءً لحساسية المنطقة بالنسبة لمصالح القوى العظمى والكبرى، أو لاحتضان القوة الأولى في العالم إسرائيل، وطبيعة علاقتها مع إيران. تتعدد المؤشرات الدالة على ذلك، ولكنها متناثرة كأجزاء الصورة في لعبة الأطفال الشهيرة تحتاج إلى من يُجَمعها، ويضع كل جزء في مكانه الصحيح حتى تتضح الصورة تماماً.
من أين نبدأ؟ هل نبدأ بالمحور الأكثر تفجراً، والذي تتزايد فيه الإيحاءات بأن ثمة صداماً عسكرياً قد يحدث في أي وقت نتيجة ضربة عسكرية إسرائيلية للمشروع النووي الإيراني؟ فإسرائيل تصر على أن إيران بسبيلها إلى امتلاك قنبلة نووية، وإيران تؤكد أن برنامجها النووي للأغراض السلمية حصراً، وتهدد إسرائيل منذ سنوات بأنها ستوجه ضربة إجهاض عسكرية لهذا البرنامج، وهي تهديدات يعتبر أي محلل مبتدئ في العلاقات الدولية أن غرضها هو الردع وليس الهجوم الفعلي، لأن من يريد أن يهاجم يباغت خصمه، ولا يملأ الدنيا ضجيجاً بالتهديدات التي تفقد صدقيتها شيئاً فشيئاً، وخاصة أنه من المؤكد أن إسرائيل في حالة من عدم اليقين بخصوص قدرة إيران على الرد ومن ثم إلحاق ضرر بها قد يكون جسيماً. ولذلك سعت إسرائيل دوماً إلى إشراك الولايات المتحدة في هذه الضربة، غير أن الرئيس الأميركي لم يقبل التورط في عمل كهذا قد تكون نتائجه مأساوية بالنسبة لبلاده وله شخصياً في عام انتخابات الرئاسة، ومع ذلك فلا يعتقد أنه سيغير موقفه حتى إذا فاز بمدة رئاسية ثانية، لأن ثمة أهدافاً عسكرية أميركية في الخليج يمكن إصابتها بضرر فادح.
وحتى في حالة فوز خصمه الجمهوري المتشدد لا يعتقد أنه سيتعامل باستخفاف مع هذا الموضوع في مستهل حكمه، غير أنه -مثل أوباما- لا يمكن أن يقف مكتوف اليدين إذا أصيبت إسرائيل بأضرار جسيمة من جراء الرد الإيراني، وخاصة أنه سيكون مدعوماً بشرعية الدفاع عن “العالم الحر” في مواجهة “قوى الإرهاب”، ناهيك عن قدرة اللوبي الصهيوني الأميركي على توفير دعم سياسي ملموس لخطوة كهذه. وقد تحدث وزير الدفاع الإسرائيلي مؤخراً قائلاً إن تصنيع القنبلة الإيرانية النووية قد يتأخر عن الموعد الذي كانت تظنه إسرائيل، وهو حديث يعد في ظاهره بادرة تهدئة، غير أنه قد يكون البداية الحقيقية لخطة خداع استراتيجي لإيران بعد أن طال أمد ابتزازها بالتهديدات دون جدوى.
ولو حدث أن إسرائيل نفذت تهديدها، ووجهت ضربتها لإيران فإن هذا العمل ستترتب عليه تداعيات إقليمية خطيرة، لعل أهمها سيكون اشتعال الجبهة اللبنانية بدور لـ”حزب الله” دعماً للمجهود الحربي الإيراني، وكذلك من الممكن أن توجه إسرائيل ضربة استباقية إليه، وإن كان هذا الاحتمال أقل رجحاناً بسبب خبرة إسرائيل مع الحزب في عدوان 2006. أما النظام السوري فلم يكن في الظروف العادية ليتدخل في صراع كهذا امتداداً لسياسة ثابتة منذ نهاية حرب أكتوبر 1973، حتى ولو كان الهدف من التدخل هو دعم الحليف الإيراني، وكان هذا النظام ليقصر دوره كالمعتاد على الدعم غير المباشر لـ”حزب الله” بالأسلحة وغيرها، ولكن ثمة احتمالاً في الظروف الراهنة أن تتغير هذه السياسة بحثاً عن توحد الشعب السوري خلف النظام في مواجهته مع إسرائيل، أو سعياً للحصول على شرعية جديدة من الشعب السوري المعروف بتوجهاته القومية الراسخة. ويمكن أن نضيف إلى ما سبق أن “حزب الله” قد يقوم بعمل داخلي في لبنان مستنداً إلى قوته العسكرية إذا أحس أن ثمة قوى تريد الانقضاض عليه حال سقوط النظام السوري، ولاشك أن هذا التصور إن حدث سيكون سبباً إضافياً لمواجهة عسكرية جديدة مع إسرائيل تبدأ بالجبهة اللبنانية.
غير أن الصراع الإقليمي المحتمل على المحور الإسرائيلي-العربي لن يحدث بسبب هذا الاحتمال وحده، وإنما توجد الجبهة القلقة بين إسرائيل وغزة، بل وبين إسرائيل ومصر وخاصة أن الحكم الحالي فيها يظاهر حكومة “حماس” في غزة، ومفاتيح سيناريو تفجر الأوضاع على جبهة إسرائيل- غزة عديدة، منها مثلاً أن تقدر القيادة الإسرائيلية أن ثمة نمواً نوعياً في القدرات العسكرية لفصائل المقاومة وعلى رأسها “حماس”، فتقوم بضربة إجهاض واسعة النطاق تشبه عدوانها على القطاع في أواخر 2008 -على رغم أنها لم تتمكن آنذاك سوى من التدمير دون أن تحقق أياً من أهدافها الاستراتيجية، وسترد فصائل المقاومة بقصف صاروخي قد يكشف عن امتلاكها صواريخ أكثر تقدماً وأكثر قدرة على إلحاق الضرر بأهداف إسرائيلية، وأحد مفاتيح الانفجار المحتمل كذلك أن تقوم “حماس” أو غيرها من فصائل المقاومة بعملية نوعية تأسر فيها عدداً ولو قليلاً من الجنود الإسرائيليين، وهو ما لا يمكن لإسرائيل أن تسكت عليه.
أما مصر فليس من السهل أن تدخل ساحة الصراع العسكري مع إسرائيل اتساقاً مع السياسة الرسمية للدولة التي تؤكد التزامها بمعاهدة السلام معها، ولكن هذا لا يعني بأي حال أنها ستكون بمنأى عن تداعيات صراع عسكري مع إسرائيل متاخم لحدودها، ومن مفاتيح هذا السيناريو أن مصر صارت تمثل نوعاً من العمق لحكم “حماس” في غزة، وقد تجد إسرائيل نفسها مضطرة للسعي لتدمير الأنفاق التي تمثل شريان حياة وصموداً لغزة، وقد تطول هذه العملية نهايات الأنفاق في الأراضي المصرية، فيصبح هذا انتهاكاً واضحاً للسيادة، ناهيك عن أن هذه العمليات العسكرية محرمة أصلاً بموجب البروتوكول العسكري لمعاهدة السلام المصرية- الإسرائيلية. وأحد المفاتيح الأخرى لهذا السيناريو المحتمل أن تتعرض قوات إسرائيلية على الحدود مع مصر لضربات يوجهها متشددون دينيون موجودون في سيناء، وخاصة أن القبضة العسكرية والشرطية المصرية على سيناء ما زالت حتى الآن مخلخلة، وقد تجد إسرائيل في ظروف كهذه أن من حقها أن تقوم بمطاردة ساخنة لهذه العناصر داخل سيناء، وهو ما لا يمكن أن تقبله القيادة السياسية أو العسكرية في مصر، الأمر الذي يمكن أن يفضي إلى مواجهات عسكرية إسرائيلية- مصرية ولو محدودة، كما أن هاتين القيادتين قد تجدان في سيناريو كهذا فرصة مناسبة لتعليق العمل بمعاهدة السلام أو حتى إلغائها طالما أن إسرائيل قد انتهكتها انتهاكاً صارخاً.
يبقى أن المحور التركي- السوري متفجر بالفعل، وشهد حتى الآن نوعاً من العمليات العسكرية المحدودة نتيجة تصرفات من قبل النظام السوري قد تكون غير مقصودة ولكنها استدعت رد فعل تركياً مناسباً، وإذا استمر الصراع الداخلي في سوريا قد يتفاقم هذا الوضع وتتخذه تركيا مسوغاً لتدخل عسكري ولو محدود في سوريا.
أين يمكن أن يبدأ الانفجار المتوقع أو على الأقل المحتمل؟ على المحور الإيراني- الإسرائيلي أم العربي- الإسرائيلي أم التركي-السوري؟ وإذا حدث هذا فهل يؤدي انفجار الصراع في محور إلى امتداده لباقي المحاور؟ وكيف ستكون التداعيات الدولية في كل حالة؟ أسئلة صعبة دون شك يجب أن تتوافر لمحاولة إجابتها مجموعات بحثية رصينة ومتخصصة لا تعمل فقط على الإجابة على الأسئلة السابقة، وإنما على كيفية نزع فتيل الانفجار في المحاور المذكورة لتجنيب العرب ويلات صراع جديد هم بالتأكيد في غير حاجة إليه الآن.
“الوطني السوري” ينتخب قياداته
أحمد دعدوش-الدوحة
افتتح المجلس الوطني السوري الأربعاء صناديق الاقتراع لانتخاب رئيسه الجديد مع أعضاء المكتب التنفيذي والأمانة العامة، وذلك في اليوم الأخير للجلسات التشاورية التي يعقدها المجلس في العاصمة القطرية الدوحة، في حين أعلن المجلس عن تبني مبادرة جديدة لتأسيس حكومة انتقالية للبلاد.
وكان المجلس قد أعلن الثلاثاء عن هيكلته الجديدة التي تتضمن زيادة عدد أعضائه بنسبة الثلث، إلى جانب تشكيل الهيئة العامة التي يناط بها انتخاب الأمانة العامة، وقد بدأ منذ صباح الأربعاء انتخاب 40 عضوا ضمن عدة قوائم لتشكيل الأمانة العامة.
ويتواصل تلقي أصوات المقترعين عبر شبكة الإنترنت من قبل الأعضاء المقيمين داخل سوريا مساء اليوم، حيث يتوقع إعلان النتائج في وقت متأخر من الليل، ليتولى الأعضاء الأربعون فيما بعد مهمة انتخاب 12 عضوا لتشكيل المكتب التنفيذي الذي سينتخب بدوره رئيسا للمجلس الوطني.
حكومة انتقالية
وبالتزامن مع سير عملية الانتخاب، وبعد جلسات تشاورية استمرت منذ الأحد الماضي، أعلن المجلس الوطني عن إقرار مبادرة جديدة لتشكيل حكومة انتقالية، حيث وافقت الهيئة العامة للمجلس بالأغلبية على المبادرة ببنودها الثماني المتضمنة عقد مؤتمر وطني داخل الأراضي السورية.
وجاء في بيان وزعه المجلس -وتلقت الجزيرة نت نسخة منه- أن الحكومة الانتقالية المصغرة المتوقع تشكيلها ستتكون من وزارات محددة كالشؤون الخارجية والدفاع والمهجرين واللاجئين وحقوق الإنسان والصحة والإعلام.
أوضح البيان أن المؤتمر الوطني المخول تشكيلها سيضم 300 عضو ينتسبون لكل من المجلس الوطني والمجالس المحلية في المناطق المحررة، وبعضهم من التكنوقراط المنشقين وقوى المعارضة السياسية المستقلة والجيش السوري الحر.
وقال رئيس المركز السوري للدراسات السياسية والإستراتيجية أسامة قاضي للجزيرة نت إن المبادرة جاءت نتيجة لسلسلة مشاورات بدأها المركز بطرحه للمبادرة خلال مؤتمر المرحلة الانتقالية في إسطنبول قبل أسبوع، ثم عُرض المقترح لاحقا على الكتلة الوطنية داخل المجلس الوطني التي قررت طرحه على الهيئة العامة بالمجلس، ليتم إقراره بالأغلبية في اجتماع الدوحة.
ومن جهته، قال رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا إن هناك أكثر من مبادرة مقدمة من المجلس ومن جهات معارضة أخرى، وإن المجلس ما زال يعمل على دراستها والتشاور بشأنها.
وأضاف في حديث للجزيرة نت أن هناك سقفا لا يمكن تجاوزه في جميع هذه المبادرات، ومنه عدم الحوار مع نظام بشار الأسد والحفاظ على المجلس الوطني بصفته “الركن الأهم في المعارضة السورية”، وأن تكون هناك ضمانات للحكومة المؤقتة لتمكينها من الاستمرار وأداء المهام مما يستلزم توفير تمويل مالي ودعم دفاعي لحماية المناطق الخارجة عن سلطة النظام، فضلا عن الاعتراف الدولي بهذه الحكومة.
شروط النجاح
وفي السياق نفسه قال عضو مكتب العلاقات الخارجية في المجلس الوطني عبد الرحمن الحاج للجزيرة نت إن المجلس طرح هذه المبادرة منطلقا من رؤيته لتوحيد المعارضة، سعيا لإسقاط النظام في ظل البرود العالمي تجاه الأزمة.
أما مدير مكتب العلاقات الدولية بالمجلس رضوان زيادة فقال للجزيرة نت إن المجلس الوطني أدرك أن أي حكومة انتقالية تحظى بقبول شعبي يجب أن تنبثق من مؤتمر وطني يعقد داخل الأراضي السورية في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.
وأضاف زيادة -الذي كان أحد مقدمي المبادرة- أن الحكومة الانتقالية لن تحقق المأمول منها ما لم تحظ باعتراف دولي، كما أن المؤتمر الوطني المؤسس لها يجب أن يضم إلى جانب المجلس الوطني كل أطياف المعارضة بما فيها الجيش الحر.
ويذكر أن إعلان المبادرة لعقد مؤتمر تنبثق منه حكومة انتقالية قد جاء بعد أربعة أيام من المشاورات في الدوحة، وقد كشف أعضاء بالمجلس للجزيرة نت أنها “خطوة استباقية” لتكون بديلا للمشروع الذي طرحه المعارض البارز رياض سيف -وهو عضو بالمجلس- بشأن تشكيل “هيئة المبادرة الوطنية السورية” لتكون حاضنة أوسع للثورة، بحيث تناط بها مهمة تشكيل حكومة انتقالية.
ومن المتوقع أن يؤجل الإعلان عن مبادرة سيف إلى الخميس، ولم تحظ هذه المبادرة بقبول كاف كما يقول العديد من أعضاء المجلس، كما يتوقع أن يُكشف صباح الخميس عن تشكيلة الأمانة العامة والمكتب التنفيذي مع الرئيس الجديد للمجلس الوطني.
احتدام القتال بدمشق والقتلى بالعشرات
تصاعدت الأربعاء حدة القتال في دمشق حيث استهدف الجيش الحر لأول مرة القصر الرئاسي، ووقعت اشتباكات دامية في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، في حين واصل الجيش النظامي القصف الصاروخي والمدفعي على مناطق مختلفة، موقعا أكثر من 110 قتلى وفق حصيلة وقتية للشبكة السورية لحقوق الإنسان.
ومنذ أيام، توسعت الاشتباكات والتفجيرات من أحياء دمشق الجنوبية إلى أحياء أخرى، بالإضافة إلى مخيم اليرموك الذي ينتشر فيه مقاتلو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة.
وتواترت أيضا التفجيرات في أحياء كالمزة التي تضم مقار دبلوماسية أجنبية، أو في بعض الضواحي مثل قدسيا حيث توجد مساكن للحرس الجمهوري.
وتردد قبل أيام أن الحكومة نقلت قوات من الحرس الجمهوري من حمص إلى دمشق لتعزيز إمكانيات الدفاع عنها، في وقت يتسع نظام سيطرة الجيش الحر في ريف دمشق وفي مناطق أخرى مثل حمص وإدلب وحلب.
تصعيد بدمشق
وفي سياق التصعيد الميداني بدمشق، أطلق مقاتلون من كتيبة أسود الاسلام التابعة للواء أحرار حوران بالجيش الحر اليوم قذائف هاون باتجاه القصر الرئاسي في حي المهاجرين بيد أنهم أخطأوا الهدف.
وقالت الكتيبة إن الهجوم استهدف أيضا مبنى رئاسة الوزراء ومطار المزة العسكري مما أدى إلى اشتعال النار فيهما، كما استهدف مبنى للمخابرات بمنطقة المزة 86 الجبلية بدمشق–التي تقطنها أغلبية مؤيدة للنظام- ردا على المجازر والقصف اليومي للمدن.
ووفقا لوكالة الأنباء السورية، أسفر القصف بمدافع الهاون على المزة 86 عن مقتل ثلاثة مدنيين.
وقال شهود إن الأمن السوري أغلق عدة شوارع.
وقتل اليوم عشرة من مسلحي الجبهة الشعبية-القيادة العامة المؤيدة لنظام الرئيس بشار الأسد باشتباكات مع مقاتلين من المعارضة قرب مخيم اليرموك. وقالت مصادر من المعارضة إن الاشتباكات وقعت في شارع الثلاثين وحي الحجر الأسود القريب من المخيم الذي يسكنه 150 ألف فلسطيني.
ودفعت الاشتباكات الحكومة اليوم إلى التحذير من أن دمشق “ستقف بحزم ضد أي محاولة لجر الفلسطينيين إلى ما يجري في سوريا”. وفي دمشق أيضا، لقي قاض حتفه بعد تفجير عبوة ناسفة زرعت في سيارته.
قصف واشتباكات
وفي ريف دمشق الذي يحتدم فيه القتال بين الجيشين النظامي والحر، عاود الطيران الحربي السوري قصف بلدات الغوطة الشرقية مثل حمورية ودوما ومعضمية الشام.
وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن مقتل 25 شخصا بقصف على بلدة بيت سحم، وقتل شخص في قصف مماثل على كفر بطنا، في حين قتل عنصران من الجيش الحر في حرستا بريف العاصمة أيضا.
وفي حلب، قصف الطيران السوري اليوم مجددا الأحياء الخاضعة للجيش الحر الذي استولى في وقت سابق على حاجز الليرمون الإستراتيجي.
وأعلن الجيش الحر اليوم أنه أسقط طائرة حربية فوق حي الشيخ فارس بالمدينة. وفي ريف المدينة، قتلت امرأة واحدة على الأقل وأطفال في غارات على حريتان والسفيرة وأخترين وفقا للجان التنسيق المحلية.
كما تجدد القصف على مناطق في إدلب بينها خان السبل القريبة من سراقب حيث سقط قتلى بينهم أطفال وفق المركز الإعلامي السوري. وسقط أيضا قتلى وجرحى في تجدد القصف على بلدات بحمص بينها الحولة ودير بعلبة، وأخرى في دير الزور وريف اللاذقية.
حصيلة الضحايا
وفي حصيلة جديدة أعلنها اليوم، أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان أكثر من 37 ألف قتيل منذ اندلاع الثورة في سوريا قبل نحو عشرين شهرا.
وقال مدير المرصد إن القتلى هم 26596 مدنيا و9445 جنديا نظاميا، و1331 منشقا. ويحصي المرصد بين المدنيين، المقاتلين من غير العسكريين الذين حملوا السلاح ضد القوات النظامية.
وأضاف رامي عبد الرحمن أنه تم توثيق مقتل 498 شخصا غير مشمولين بالحصيلة النهائية، موضحا أن الحصيلة لا تشمل آلاف المفقودين أو الضحايا الذين لم يتم توثيق أسمائهم، بالإضافة إلى قتلى “الشبيحة”.
ويعد أغسطس/آب الماضي الشهر الأكثر دموية حيث قتل خلاله 5440 شخصا. أما اليوم الأكثر دموية فكان 26 سبتمبر/أيلول الذي قتل فيه 305 أشخاص.
المعارضة تقصف القصر الجمهوري والمخابرات في دمشق
دمشق – رويتزر، لندن – فرانس برس
قصفت ألوية درعا، التابعة للجبهة الجنوبية للجيش السوري الحر، القصر الجمهوري ومطار المزة ومقر الاستخبارات في دمشق، في أكبر 3 تفجيرات هزت العاصمة السورية.
ومن ناحية أخرى، قال شهود إن عدة انفجارات هزت في وقت مبكر صباح الأربعاء منطقة جبلية في دمشق تسكنها الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد.
وشوهد الدخان وهو يتصاعد من المنطقة العلوية التي تعرف باسم المزة 86، والتي تقع بالقرب من قصر الرئاسة، وهو ناجم في ما يبدو عن قذائف مورتر من عيار ثقيل.
وقالت ربة منزل، طلبت عدم ذكر اسمها، إن سيارات إسعاف توجهت إلى المنطقة، والشبيحة يطلقون رصاص بنادقهم آلية بجنون في الهواء.
وذكر التلفزيون السوري الرسمي أن الهجوم نفذ بقذائف مورتر، وأسفر عن وقوع خسائر بشرية دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل.
وفي تطور آخر، أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، الأربعاء، أن بريطانيا ستباشر محادثات مع مجموعات من المعارضة المسلحة السورية سعيا لوضع حد للعنف.
وأضافت رئاسة الوزراء أن الحكومة سمحت لمسؤولين بإجراء اتصالات مع ممثلين عسكريين عن مجموعات من المعارضة المسلحة، رغم أن مصادر في الحكومة شددت على أن المبادرة لا تنص على تسليح هذه المجموعات، بل بفتح حوار سياسي بهدف توحيد المعارضة ووقف إراقة الدماء.
مبادرة “الوطني السوري” لحكومة انتقالية
أقر المجلس الوطني السوري الأربعاء في لقاء تشاوري بالدوحة مبادرة جديدة لتشكيل حكومة انتقالية، حيث وافقت الهيئة العامة للمجلس بالأغلبية على المبادرة ببنودها الثماني المتضمنة عقد مؤتمر وطني داخل الأراضي السورية.
وتنص المبادرة على البنود التالية:
1- الجهة المخولة تشكيل حكومة انتقالية هي المؤتمر الوطني العام الذي تشارك فيه كل قوى المعارضة السياسية، ويكون للمجلس الوطني النسبة الأكبر فيه.
2- العمل على عقد المؤتمر الوطني داخل الأراضي السورية في المناطق المحررة ما أمكن ذلك.
3- لا يتم الإعلان عن الحكومة الانتقالية بدون الحصول على ضمانات مثبتة بالاعتراف الدولي بها حتى تستطيع القيام بمهامها.
4- الحكومة الانتقالية تتكون من حكومة مصغرة تتألف من وزارات محددة كالشؤون الخارجية والدفاع والمهجرين واللاجئين وحقوق الإنسان والصحة والإعلام.
5- بعد تشكيل الحكومة الانتقالية يستمر المجلس الوطني في عمله ومؤسساته بهدف تشكيل الحاضنة للحكومة وحمايتها ودعمها.
6- تتشكل لجنة تحضيرية بهدف تحديد أعضاء المؤتمر ولجنة فنية بهدف تحديد الأماكن التي يمكن عقد المؤتمر فيها، على أن تنجز مهامها خلال شهرين.
7- يتألف المؤتمر الوطني من 300 عضو تتكون من المجلس الوطني والمجالس المحلية في المناطق المحررة والتكنوقراط من المنشقين وقوى المعارضة السياسية المستقلة وقوى المقاومة الوطنية المسلحة في الجيش السوري الحر.
8- تخول الأمانة العامة المنتخبة صلاحية إدخال أي تعديل ضروري للتطبيق العملي دون المساس بجوهر أهدافها.
ويذكر أن إقرار هذه المبادرة جاء بالتزامن مع طرح مبادرة أخرى من قبل عضو المجلس الوطني رياض سيف لتشكيل كيان سوري معارض تنبثق منه حكومة انتقالية، حيث يشير أعضاء في المجلس إلى أن المبادرة التي تم إقرارها ستكون بديلا عن مبادرة سيف التي لم تحظ بقدر كاف من التأييد والقبول.
المعارضة السورية: اجتماعات الدوحة وصعوبة الانجازات
ناهد ابو زيد
بي بي سي ـ الدوحة
شغلت الأطر التنظيمية واستعراض التقارير من مختلف أجهزة المجلس الوطني ومكاتبه السواد الأعظم من محادثات اليومين الماضيين للمؤتمر
تعيد المشاورات المتسارعة والحثيثة في مؤتمر الجمعية العمومية للمجلس الوطني السوري في الدوحة القطرية إلى الأذهان مشاورات الطائف السعودية منذ عقود لوقف الحرب اللبنانية.
والمفارقة ان مفاوضات اتفاق الطائف لُـزِّم تنفيذ الاتفاق الذي نتج عنها إلى سوريا التي كانت تتمتّع بنفوذ سياسي وأمني في بيروت. بينما أضحت سوريا وأزمتها في مفاوضات الدوحة ملفّا على مائدة التفاوض. وقد أبلغ أصحابُ الدعوة القطريون ضيوفهم بأن الفشل ممنوع.
غير أن الحركة السريعة في أروقة المؤتمر وردهاته الخارجية لا تعكس عجلة العمل داخل قاعة الاجتماعات التشاورية للمجلس المحظورة على الصحافة. إلا أن مشاركين تحدثنا إليهم اشتكوا من الإطالة في المناقشات وشككوا في أن يكون الوقت المتاح أمامهم كافيا لإنجاز ما أتوا من أجله.
وشغلت الأطر التنظيمية واستعراض التقارير من مختلف أجهزة المجلس الوطني ومكاتبه السواد الأعظم من محادثات اليومين الماضيين. ولكن النقاط الخلافية طفت بقوة إلى السطح ما إن بدأ البحث في معايير توسيع التمثيل.
وقال مقرر لجنة إعادة الهيكلة عبد الرحمن الحاج لبي بي سي إن تجنّب الوقوع في خطأ إدخال تنظيمات وهمية على حساب منظمات فاعلة تحتم أن يراعى ضمن معايير توجيه الدعوة للانضمام ثلاثة عناصر رئيسية: الفاعلية السياسية أو العسكرية على الأرض، والتوازن المناطقي والجغرافي، والحاجة إلى التنويع المعنوي (الشخصيات الاعتبارية) التي يحددها المجلس.
النقطة الأخرى التي تباينت بشأنها وجهات النظر كانت آلية اتخاذ القرار. يقول عبد الرحمن الحاج إن تحديد عضوية المنظمات السياسية داخل المجلس بحد أقصى هو ستة عشر مقعدا، يفسح المجال أمام صياغة تحالفات تسدّ الطريق أمام محاولات استئثار جهة سياسية واحدة داخل المجلس بأغلبية أصوات على حساب منظمات أخرى.
إلا أن مسألة الضوابط لم توضَّح لنا بما يقطع الشك باليقين عندما طرحنا تساؤلا حول ما الذي يمنع حركة متمرّسة وشديدة التنظيم مثل الإخوان المسلمين من “تطعيم” المنظمات الأخرى بمؤيديها ومناصريها حتى تحقق من خلال أصواتهم أكثرية عددية تزيد من نفوذها داخل المجلس.
ردود الفعل على مبادرة سيف
واستدعت “المبادرة الوطنية” التي طرحها رجل الأعمال السوري المعارض رياض سيف ردود فعل في صفوف أركان المجلس أجمعت على التشكيك بفوائدها.
إذ اعتبر المجلس الوطني أن “أي حديث عن تجاوز المجلس الوطني أو تكوين أطر أخرى بديلة محاولة لإيذاء الثورة السورية، وزرع بذور الفرقة والاختلاف، مؤشر على عدم جدية قوى يفترض أن تكون داعمة للشعب السوري في مواجهة نظام القتل والإجرام، ونأي عن القيام بواجب حماية المدنيين الذين تقصفهم آلة الموت في كل لحظة”.
من ناحيتهم اشترط الإخوان المسلمون الحفاظ على كيان المجلس الوطني مطالبين بجملة نقاط أبرزها:
1- تمثيل القيادة المشتركة للمجالس العسكرية، والمجالس الثورية في هذه الهيئة بشكل مناسب.
2 – إعادة النظر في تمثيل المحافظات السورية ليكون متوازنا ومتناسبا مع عدد سكان كل محافظة.
3 – تمثيل الشباب، والمرأة المسلمة الملتزمة.
4 – تمثيل جبهة العمل الوطني الكردي، وأن لا يقتصر تمثيل الإخوة الكرد على الأحزاب العلمانية.
5 – تمثيل التركمان وباقي مكونات المجتمع السوري، التي لا يوجد لها تمثيل في قائمة الأسماء المرشحة.
6 – ضمان التزام الدول الداعمة للمبادرة بتعهداتها ودعمها للثورة بكل احتياجاتها، لتحقيق هدفها في إسقاط النظام. “
واقرّ الدكتور برهان غليون الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري في ردّه أن “المجلس الوطني لم يرتق في عمله وانجازه إلى مستوى تطلعات الشعب السوري، لا على المستوى السياسي ولا على المستوى الإغاثي، بالرغم من توفر الموارد المالية في الاشهر القليلة الماضية. لكن في الوقت نفسه لا أعتقد أن الاستعجال الذي نلاحظه اليوم في مسألة تشكيل هيئة جديدة بديل للمجلس الوطني نابع من ولادة إرادة جديدة عند الدول الصديقة لسورية، والتي ساهم بعضها مساهمة كبيرة في تشجيع قيادة المجلس على الانغلاق وعدم ايلاء قيمة أو أهمية للآخرين، في الانخراط بشكل اكبر من قبل في معركة الشعب السوري، ولا بالضرورة في سعيها إلى توفير جهاز أكثر فاعلية في تقديم المساعدات.”
ورفضت كتلة إعلان دمشق “أي هيئة أو تشكيل سياسي فوق المجلس”، وطالبت المجلس في المقابل بألا يخدع نفسه ويزعم انه قادر على الاحتفاظ بدوره مع قيام مثل هكذا تشكيل في نفس الوقت، فالأمران لا يجتمعان.”
مبادرة سيف إذن ولدت ميتة بالنسبة إلى أعضاء المجلس ومؤيديه حتى قبل أن تناقش داخل جلساته. وعلى أنقاضها برزت أفكار جديدة بدأ يتشكل الحديث عنها بمبادرة من الدكتور رضوان زيادة مدير مكتب العلاقات الخارجية في المجلس.
قال زيادة في دردشة مع بي بي سي إن المبادرة ليست ملكه بل هي نتيجة توافق أنتجه المؤتمر الأول الذي نظمه المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية في اسطنبول منذ أيام تحت عنوان “إدارة المرحلة الانتقالية في سوريا”. وقد شارك فيه أكثر من ثمانين من تنظيمات الحراك الشعبي والتنسيقيات المحلية في الداخل.
تنص المبادرة على تشكيل لجنة تحضيرية قوامها ثلاثون شخصا لدعوة ثلاثمئة شخص من مختلف المناطق السورية إلى مؤتمر وطني ينعقد في منطقة اعزاز التي تسيطر عليها مجموعات المعارضة.
ويتوزع تشكيل اللجنة التحضيرية بالتساوي بين المجلس الوطني والجيش الحر والمجالس المحلية والتكنوقراط (وخصوصا من منظمات المجتمع المدني). أما المهمة المتوقعة من المؤتمر المذكور (إذا لاقى الاقتراح استحسانا) فهي التحضير لتشكيل حكومة انتقالية.
هكذا يكون القرار وفقا للدكتور زيادة قد أنتج من القاعدة نحو القمة بدلا من الوضع الحالي من وجهة نظره والتي تُنزل القرار بالاتجاه المعاكس.
كل ما يشاع عن دعم دولي لهذ المبادرة أو تلك يبقى رهنا بالاجتماع المصغّر لنواة دول اصدقاء سوريا (وهنا من يطبق عليهم تندرا لقب “أعزّ أصدقاء سوريا”) غدا في الدوحة. هذا اللقاء الذي لم يعلن عنه من قبل تشارك فيه الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وتركيا والمملكة العربية السعودية إضافة إلى قطر لاتخاذ موقف من التطورات السياسية والعسكرية في سوريا، والاطّلاع عن كثب على مجريات اجتماعات المعارضة في الدوحة.
BBC © 2012